عيون الغرر في فضائل الآيات والسور

عيون الغرر في فضائل الآيات والسور15%

عيون الغرر في فضائل الآيات والسور مؤلف:
تصنيف: علوم القرآن
الصفحات: 379

عيون الغرر في فضائل الآيات والسور
  • البداية
  • السابق
  • 379 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 183229 / تحميل: 9908
الحجم الحجم الحجم
عيون الغرر في فضائل الآيات والسور

عيون الغرر في فضائل الآيات والسور

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

حيث أقامت على ارثها آيات محكمات، حججا لا ترد ولا تكابر، فكان مما أدلت به يومئذ ان قالت: " أعلى عمد تركتم كتاب الله ونبذتموه وراء ظهوركم ؟ إذ يقول:( وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ ) .

وقال فيما أقتص من خبر زكريا:( فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا * يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا ) .

____________________

=> وأخرج الجوهري في كتاب السقيفة وفدك أيضا - كما في ص ٨١ من المجلد الرابع من شرح النهج - بالإسناد إلى أم هاني بنت أبى طالب: ان فاطمة قالت لأبي بكر من يرثك إذا مت ؟. قال: ولدى وأهلي. قالت: فمالك ترث رسول الله دوننا ؟ قال: يا بنت رسول الله ما ورث ابوك شيئا. قالت: بلى سهم الله الذي جعله لنا وصار فيأنا وهو الآن في يدك. فقال لها: سمعت رسول الله يقول: إنما هي طعمة اطعمناها الله فإذا مت كانت بين المسلمين.

وعن أبى الطفيل فيما أخرجه الجوهري مثله. والأخبار في هذا متواترة ولا سيما من طريق العترة الطاهرة. وحسبك خطبتها العصماء التي اشرنا إليها في الأصل. ولها خطبة أخرى تتعلق بالخلافة أخرجها الجوهري في كتاب السقيفة وفدك - كما في ص ٨٧ من المجلد الرابع من شرح النهج الحميدي - بالاسناد إلى عبدالله ابن الحسن بن الحسن عن أمه فاطمة بنت الحسين قالت: لما اشتد بفاطمة بنت رسول الله الوجع وثقلت في علتها اجتمع عندها نساء المهاجرين والأنصار فقلن لها: كيف أصبحت يا ابنة رسول الله قالت: أصبحت والله عائفة لديناكن قالية لرجالكن. (الخطبة) وهى من ابلغ المأثور عن أهل البيتعليهم‌السلام .

وقد أخرجها أيضا الإمام أبو الفضل احمد بن أبي طاهر في ص ٢٣ من كتابه بلاغات النساء بالإسناد إلى الزهراء وأصحابنا يروونها بالإسناد إلى سويد بن غفلة بن عوسجة الجعفي عن الزهراء. وقد أوردها المجلسي في البحار والطبرسي في الاحتجاج. وغيرهما من الاثبات (منه قدس) (*).

بين الزهراء وأبى بكر: راجع صحيح الترمذي ك السير باب - ٤٤ - ج ٤ / ١٥٧، شرح نهج البلاغة لابن أبى الحديد ج ١٦ / ٢١١ - ٢١٣ و ٢٥١، فدك للقزويني ص ٤٣ و ٨٧ و ١٢٦، وفاء الوفاء ج ٣ / ٩٩٥، مشكل الآثار ج ١ / ٤٧ (*).

٨١

وقال( وَأُوْلُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ ) .

وقال:( يُوصِيكُمُ اللّهُ فِي أَوْلاَدِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ ) .

وقال:( كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِن تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالأقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ ) . ثم قالت: أخصكم الله بآية أخرج بها أبي ؟ أم أنتم أعلم بخصوص القرآن وعمومه من أبي وابن عمي ؟ ! أم تقولون: أهل ملتين لا يتوارثان ؟ ! (الخطبة)(٩٣) .

فانظر كيف احتجت أولا: على توريث الأنبياء بآيتي داود وزكريا الصريحتين بتوريثهما. ولعمري انهاعليها‌السلام أعلم بمفاد القرآن ممن جاءوا متأخرين عن تنزيله، فصرفوا الإرث هنا إلى وراثة الحكمة والنبوة دون الأموال، تقديما للمجاز على الحقيقة بلا قرينة تصرف اللفظ عن معناه الحقيقي المتبادر منه بمجرد الاطلاق، وهذا مما لا يجوز، ولو صح هذا التكلف لعارضها به أبو بكر يومئذ أو غيره ممن كان في ذلك الحشد من المهاجرين والأنصار وغيرهم(١) . على أن هناك قرائن تعين وراثة الأموال كما بيناه سابقا.

____________________

(٩٣) تقدمت مصادر الخطبة تحت رقم - ٩٠ - فراجع.

(١) لكنهم لم يعارضوها يومئذ به ولا بشئ سوى المصادرة، إذ أجابها أبو بكر بقوله: يا ابنة رسول الله، والله ما خلق الله خلقا أحب إلى من رسول الله أبيكصلى‌الله‌عليه‌وآله ولوددت أن السماء وقعت على الأرض يوم مات أبوكصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ووالله لان تفتقر عائشة أحب إلى من أن تفتقري أترينني أعطى الأبيض والأحمر حقه وأظلمك حقك ؟ وأنت بنت رسول الله ! ان هذا المال لم يكن للنبي ! وانما كان مالا من أموال المسلمين ! يحمل به النبي الرجال وينفقه في سبيل الله فلما توفى وليته كما كان يليه ؟. قالت. والله لا كلمتك أبدا قال: والله لا هجرتك أبدا. قالت: والله لادعون الله عليك. قال: والله لادعون الله لك =>

٨٢

واحتجت ثانيا: على استحقاقها الإرث من أبيهاصلى‌الله‌عليه‌وآله بعموم آيات المواريث وعموم آية الوصية، منكرة عليهم تخصيص العمومات بلا مخصص شرعي من كتاب أو سنة.

وما أشد إنكارها إذ قالت أخصكم الله بآية أخرج بها أبي ؟ فنفت بهذا الاستفهام الإنكاري وجود المخصص في الكتاب. ثم قالت: أم أنتم أعلم بخصوص القرآن وعمومه من أبي وابن عمي ؟ فنفت بهذا الاستفهام التوبيخي وجود المخصص في السنة. بل نفت وجوده مطلقا، إذ لو كان ثمة مخصص لبينه لها النبي والوصي ويستحيل عليهما الجهل به لو كان في الواقع موجودا، ولا يجوز عليهما أن يهملا تبيينه لها لما في ذلك من التفريط في البلاغ، والتسويف في الإنذار، والكتمان للحق، والاغراء بالجهل، والتعريض لطلب الباطل، والتغرير بكرامتها، والتهاون في صونها عن المجادلة والمجابهة والبغضاء والعداوة بغير حق، وكل ذلك محال ممتنع عن الأنبياء وأوصيائهم.

وبالجملة كان كلف النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ببضعته الزهراء وإشفاقه عليها فوق كلف الاباء الرحيمة، وشفاقهم على أبنائهم البررة، يؤويها إلى الوارف من ظلال رحمته، ويفديها بنفسه(١) مسترسلا إليها بأنسه.

____________________

=> فلما حضرتها الوفاة أوصت أن لا يصلى عليها. الحديث أخرجه أبو بكر الجوهري بهذه الألفاظ في كتاب السقيفة وفدك - كما في ص ٨٠ من المجلد الرابع من شرح النهج الحميدي - وتراه ما عارضها فيما فهمته من التوريث في آيتي داود وزكريا، وانما عارضها بدعواه ان هذا المال لم يكن للنبي فلم تقنع منه إذ هي أعلم بشؤون أبيها، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم (منه قدس).

(١) ذكرهاصلى‌الله‌عليه‌وآله مرة فقال: فداؤها أبوها فداؤها أبوها - ثلاث مرات - في =>

٨٣

وكان يحرص بكل ما لديه على تأديبها وتهذيبها وتعليمها وتكريمها حتى بلغ في ذلك كل غاية، يزقها المعرفة بالله والعلم بشرائعه زقا، لا يألو في ذلك جهدا، ولا يدخر وسعا حتى عرج إلى أوج كل فضل، ومستوى كل كرامة فهل يمكن أن يكتم عليها أمرا يرجع إلى تكليفها الشرعي ؟

حاشا لله، وكيف يمكن ان يعرضها - بسبب الكتمان - لكل ما أصابها من بعده في سبيل الميراث، من الامتهان بل يعرض الأمة للفتنة التي ترتبت على منع ارثها. وما بال بعلها خليل النبوة، والمخصوص بالاخوة، يجهل حديث " لا نورث " مع ما آتاه الله من العلم والحكمة، والسبق، والصهر، والقرابة، والكرامة والمنزلة، والخصيصة، والولاية، والوصاية، والنجوى، وما بال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يكتم ذلك عنه، وهو حافظ سره، وكاشف ضره وباب مدينة علمه، وباب دار حكمته، وأقضى أمته، وباب حطتها، وسفينة نجاتها وأمانها من الاختلاف.

وما بال أبي الفضل العباس وهو صنو أبيه، وبقية السلف من أهله، لم يسمع بذلك الحديث.

وما بال الهاشميين كافة وهم عيبته وبيضته التي تفقأت عنه، لم يبلغهم الحديث حتى فوجئوا به بعد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله . وما بال أمهات المؤمنين يجلهنه فيرسلن عثمان يسأل لهن ميراثهن من رسول الله(٩٤) .

____________________

=> حديث أخرجه الإمام أحمد بن حنبل ونقله عنه وعن غيره ابن حجر في الأمر الثاني من الأمور التي ذكرها في خاتمة الآية الرابعة عشرة من الآيات التي أوردها في الفصل الأول من الباب الحادي عشر من صواعقه ص ١٥٩ (منه قدس).

(٩٤) أزواج النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله يرسلن عثمان حول ميراثهن: راجع صحيح الترمذي ك السير باب - ٤٤ - ج ٤ / ١٥٧، شرح النهج لابن أبى =>

٨٤

وكيف يجوز على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أن يبين هذا الحكم لغير الوارث ويدع بيانه للوارث ؟.

ما هكذا كانت سيرتهصلى‌الله‌عليه‌وآله إذ يصدع بالأحكام فيبلغها عن الله عزوجل، ولا هذا هو المعروف عنه في انذار عشيرته الأقربين، ولا مشبه لما كان يعاملهم به من جميل الرعاية وجليل العناية.

بقي للطاهرة البتول كلمة استفزت بها حمية القوم، واستثارت حفائظهم، بلغت بها أبعد الغايات ألا وهي قولها: " أم تقولون: أهل ملتين لا يتوارثان " تريد بهذا أن عمومات المواريث لا تتخصص بمثل ما زعمتم، وانما تتخصص بمثل قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : " لا توارث بين أهل ملتين " واذن فهل تقولون، إذ تمنعونني الإرث من أبي: اني لست على ملته، فتكونون - لو أثبتم خروجي عن الملة - على حجة شرعية فيما تفعلون.

فانا لله وإنا إليه راجعون.

النص والاجتهاد - السيد شرف الدين ص ٦٦: -

[ المورد (٨) نحلة الزهراء: ]

وذلك أن الله عز سلطانه لما فتح لعبده وخاتم رسله حصون خيبر، قذف الله الرعب في قلوب أهل فدك فنزلوا علي حكم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله صاغرين، فصالحوه عن نصف أرضهم(١) فقبل ذلك منهم أفكان نصف فدك ملكا خالصا لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إذ لم يوجف المسلمون عليها بخيل ولا ركاب، وهذا مما

____________________

=> الحديد ج ١٦ / ٢٢٠ و ٢٢٣، الصواعق لابن حجر ص ٢٢ ط الميمنية، معجم البلدان للحموي ج ٤ / ٢٣٩، فتوح البلدان للبلاذري ص ٤٣.

(١) وقيل: بل صالحوه على جميعها (منه قدس) (*).

٨٥

أجمعت الأمة عليه بلا كلام لأحد منها في شئ منه(٩٥) . ثم لما أنزل الله عزوجل عليه( وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ ) أنحل فاطمة فدكا، فكانت في يدها(٩٦) حتى انتزعت منها لبيت المال.

هذا ما ادعته الزهراء بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وأوقفت في سبيله موقف المحاكمة بإجماع الأمة، واليك ما جاء في محاكمتها :

قال الإمام فخر الدين الرازي: فلما مات رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ادعت فاطمةعليها‌السلام أنه كان ينحلها فدكا، فقال لها أبو بكر: أنت أعز الناس علي

____________________

(٩٥) فدك ملك لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : راجع: السيرة النبوية لابن هشام ج ٢ / ٣٥٣، فدك للقزويني ص ٢٩، شرح نهج البلاغة لابن أبى الحديد ج ١٦ / ٢١٠، تاريخ الطبري ج ٣ / ٢٠، الكامل في التاريخ ج ٢ / ٢٢٤ وج ٢ / ١٥٢ ط آخر، معجم البلدان للحموي مادة - فدك - ج ٤ / ٢٣٨ - ٢٤٠، وفاء الوفاء ج ٣ ٩٩٧ و ٩٩٨، فدك في التاريخ ص ٢٠، فتوح البلدان للبلاذري ص ٤٢ و ٤٣، سنن أبى داود ج ٢ / ٤٧ باب صفايا رسول الله ك الخراج، الأموال لأبي عبيد ص ٩، سيرة ابن هشام ج ٢ / ٤٠٨، الاكتفاء ج ٢ / ٢٥٩، الأحكام السلطانية للماوردى ص ١٧٠، الأحكام السلطانية لأبي يعلي ص ١٨٥، المغازي للواقدي ص ٧٠٦، أمتاع الأسماع ص ٣٣١، مقدمة مرآة العقول ج ١ / ١٣٣، شواهد التنزيل للحسكاني ج ١ / ٣٣٨ و ٤٤٣.

(٩٦) أئمة أهل البيت وشيعتهم كافة لا يرتابون في أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أنحل بضعته الزهراء ما كان خالصا له من فدك، وانه كان في يدها حتى انتزع منها، وحسبك قول أمير المؤمنينعليه‌السلام فيما كتبه لي عامله في البصرة عثمان بن حنيف: بلي كانت في أيدينا فدك من كل ما أظلته السماء فشحت عليها نفوس قوم، وسخت عنها نفوس قوم آخرين، ونعم الحكم الله. لي آخر كلامه وهو في نهج البلاغة، وفى معناه نصوص متواترة عن أئمة العترة الطاهرة. والمحدثون الاثبات رووا بالإسناد لي أبى سعيد الخدري انه قال: لما نزل قوله تعلي( وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ ) أعطى رسول الله فاطمة فدكا =>

٨٦

فقرا، وأحبهم إلي غنى، لكني لا أعرف صحة قولك(١) فلا يجوز أن أحكم لك، [ قال ]: فشهدت لها أم أيمن ومولي لرسول الله(٢) فطلب منها أبو بكر الشاهد الذي يجوز قبول شهادته في الشرع فلم يكن. (انتهى بلفظه)(٩٧) .

____________________

=> أخرجه الإمام الطبرسي في مجمع البيان فليراجع منه تفسير( وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ ) وهى الآية ٢٦ من سورة الإسراء. وتجد ثمة ان هذا الحديث مما ألزم المأمون برد فدك علي ولد فاطمة (منه قدس).

فدك في يد فاطمة: راجع: شواهد التنزيل للحسكاني الحنفي ج ١ / ٣٣٨ ح ٤٦٧ و ٤٦٨ و ٤٦٩ و ٤٧٠ و ٤٧١ و ٤٧٢ و ٤٧٣، الدر المنثور ج ٤ / ١٧٧، مجمع الزوائد ج ٧ / ٤٩، تفسير الطبري ج ١٥ / ٨٢ ط ٢، ينابيع المودة للقندوزى ص ٤٩ و ١٤٠ ط الحيدرية وص ١١٩ ط اسلامبول، منتخب كنز العمال بهامش مسند أحمد ج ١ / ٢٢٨، إحقاق الحق ج ٣ / ٥٤٩، فضائل الخمسة ج ٣ / ١٣٦، التبيان في تفسير القرآن للطوسي ج ٦ / ٤٦٨، تلخيص الشافي له أيضا ج ٢ / ١٢١، مجمع البيان ج ٦ / ٤١١: شرح النهج لابن أبى الحديد ج ١٦ / ٢٦٨ و ٢٧٥، كنز العمال ج ٣ / ٧٦٧ ح ٨٦٩٦، فتوح البلدان للبلاذري ص ٤٦ - ٤٧، مقدمة مرآة العقول ج ١ ص ١٣٣، السبعة من السلف ص ٣٥، الميزان الذهبي ج ٢ / ٢٢٨ ط السعادة.

(١) بجدك قل لي يا أبا بكر هل كنت في الواقع وحقيقة الأمر لا تعرف صحة قولها ولا سيما بعد أن شهدت بصحته أم أيمن وشهد به أمير المؤمنين وهل كنت تراهم جميعا من أهل الزور والعدوان أو أنهم كانوا جميعا من الخطأ بمكان كلا( بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ ) (منه قدس).

(٢) الشاهد لها مع أم أيمن انما هو أمير المؤمنين علي بن أبى طالب وهذا مما لا ريب فيه، وكأن الرازي استفظع رد شهادة علي فلم يصرح باسمه احتراما له ولأبي بكر معا فكنى عنه بمولي رسول الله (منه قدس).

(٩٧) فراجعه في تفسير آية الفئ من سورة الحشر تجده في ص ١٢٥ الجزء الثامن من تفسيره مفاتيح الغيب (منه قدس) =>

٨٧

وفي الصواعق المحرقة لابن حجر الهيثمي ما هذا لفظه: ودعوى فاطمة أنهصلى‌الله‌عليه‌وآله نحلها فدكا لم تأت عليها إلا بعلي وأم أيمن فلم يكمل نصاب البينة. إلي آخر كلامه(١) .

وهذا بعينه ما هو المنقول في هذا الموضوع عن ابن تيمية وابن القيم وغيرهما من أعلام الجماعة(٩٨) .

قلت: عفا الله عنا وعنهم ورضي عن أبي بكر الصديق وأرضى عنه فاطمة وأباها وبعلها وبنيها، ليته آثر ما هو الأليق به فلم يوقف وديعة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وهي ثكلي مواقفها تلك منه، تارة في سبيل ارثها، وأخرى في سبيل نحلتها، وثالثة ورابعة في شؤون وشجون، وليته لم يدعها تنقلب عنه راغمة يائسة، ثم تموت مدلهمة هاجرة له فتوصي بما أوصت. سبحان الله وبحمده أين حلمه وأناته ؟.

وأين نظره البعيد في عواقب الأمور ؟.

وأين احتياطه علي ربح المسلمين ؟.

فليته أتقى فشل الزهراء في مواقفها بكل ما لديه من سبل الحكمة، ولو فعل لكان ذلك أحمد في العقبى، وأبعد عن مظان الندم، وأنأى عن مواقف

____________________

=> شهادة أم أيمن وغيرها: راجع: تفسير الفخر الرازي ج ٢٩ / ٢٨٤ ط ٢. وممن ذكر ان الشاهد مع أم أيمن هو أمير المؤمنين علي بن أبى طالبعليه‌السلام الذي مع الحق والحق معه يدور حيث دار. السمهودي في وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى ج ٣ / ٩٩٩.

(١) فراجعه في آخر ص ٢١ أثناء كلامه في الشبهة السابعة من شبه الرافضة (منه قدس).

(٩٨) راجع: وفاء الوفاء ج ٣ / ٩٩٩، فدك للقزويني، كتاب الخراج لأبي يوسف ٢٤، سنن النسائي ج ٢ / ١٧٩، الأموال لأبي عبيد ص ٣٣٢، تفسير الطبري ج ١٠ / ٦، مقدمة مرآة العقول ج ١ / ١٥١ (*).

٨٨

اللوم، وأجمع لشمل الأمة، وأصلح له بالخصوص. وقد كان في وسعة أن يربأ بوديعة رسول الله ووحيدته عن الخيبة، ويحفظها عن ان تنقلب عنه وهي تتعثر بأذيالها، وماذا عليه، إذ احتل محل أبيها، لو سلمها فدكا من غير محاكمة ؟ ! فان للإمام أن يفعل ذلك بولايته العامة، وما قيمة فدك في سبيل هذه المصلحة ؟ ودفع هذه المفسدة.

وهذا ما قد تمناه لأبي بكر كثير من متقدمي أوليائه ومتأخريهم.

واليك كلمة في هذا الموضوع لعليم المنصورة الأستاذ محمود أبو رية المصري المعاصر، قال: بقي أمر لابد أن نقول فيه كلمة صريحة: ذلك هو موقف أبي بكر من فاطمة رضي ‌الله ‌عنها بنت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وما فعل معها في ميراث أبيها، لانا إذا سلمنا بأن خبر الآحاد الظني يخصص الكتاب القطعي، وأنه قد ثبت أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قد قال: " انه لا يورث " وانه لا تخصيص في عموم هذا الخبر، فان أبا بكر كان يسعه أن يعطي فاطمة رضي ‌الله‌ عنها ب عض تركة أبيهاصلى‌الله‌عليه‌وآله كان يخصها بفدك، وهذا من حقه الذي لا يعارضه فيه أحد، إذ يجوز للخليفة أن يخص من يشاء بما شاء. قال: وقد خص هو نفسه الزبير بن العوام(١) ، ومحمد بن مسلمة وغيرهما ببعض متروكات النبي(٢) .

علي ان فدكا هذه التي منعها أبو بكر لم تلبث أن أقطعها الخليفة عثمان

____________________

(١) وكان صهره علي أسماء أم عبدالله (منه قدس).

(٢) قلت: وخص بنته أم المؤمنين بالحجرة فدفنته حين مات فيها لي جنب رسول الله ثم دفن فيها خليفته عمر برخصة منها، فلما توفى الحسن ريحانة رسول الله أراد بنو هاشم تجديد العهد فيه بجده. فكان ما كان مما لست أذكره * فظن خيرا ولا تسأل عن الخبر - فانا لله وانا إليه راجعون (منه قدس) (*).

٨٩

لمروان(٩٩) هذا كلامه بنصه(١٠٠) .

ونقل ابن أبي الحديد عن بعض السلف كلاما مضمونه العتب علي الخليفتين والعجب منهما في مواقفهما مع الزهراء بعد أبيهاصلى‌الله‌عليه‌وآله . قالوا في آخره: " وقد كان الأجل أن يمنعهما التكرم عما ارتكباه من بنت رسول الله فضلا عن الدين ". فذيله ابن أبي الحديد بقوله(١) : " وهذا الكلام لا جواب عنه ".

قلت: دعنا من مقتضيات التكرم، ولننظر في المسألة من حيث مقتضيات المحاكمة فنقول: قد تمت الموازين الشرعية التي توجب الحكم للزهراء بنحلتها وكانت مع تمامها متعددة كما لا يخفى علي المنصفين من أولي الألباب.

وحسبهم منها علم الحاكم يومئذ ان هذه المدعية انما هي بمثابة من

____________________

(٩٩) عثمان يعطى فدكا لمروان بن الحكم. راجع: المعارف لابن قتيبة ص ١٩٥، تاريخ أبى الفداء ج ١ / ١٦٩، سنن البيهقي ج ٦ / ٣٠١، العقد الفريد ج ٤ / ٢٨٣ ط لجنة التأليف والنشر، شرح نهج البلاغة لابن أبى الحديد ج ١ / ١٩٨، الغدير للأميني ج ٧ / ١٩٥ وج ٨ / ٢٣٦ - ٢٣٨، وفاء الوفاء ج ٣ / ١٠٠٠، فدك في التاريخ ص ٢٠ - ٢١، سنن أبى داود ج ٢ / ٤٩. وقيل ان الذي أقطعها لمروان هو معاوية بن أبى سفيان: راجع: معجم البلدان للحموي ج ٤ / ٢٤٠، الغدير للأميني ج ٧ / ١٩٥، وفاء الوفاء ج ٣ / ١٠٠٠، فدك في التاريخ ص ٢١ - ٢٢، فتوح البلدان للبلاذري ص ٤٦.

(١٠٠) وقد نشرته مجلة الرسالة المصرية في عددها ٥١٨ من السنة ١١ فراجعه في ص ٤٥٧ (منه قدس). وقريب منه نقله في كتابه شيخ المضيرة أبو هريرة ص ١٦٩ ط ٣.

(١) في ص ١٠٦ من المجلد الرابع من شرحه لنهج البلاغة حين أتى علي شرح قول أمير المؤمنين في كتابه لعثمان بن حنيف: بلي كانت في أيدينا فدك (منه قدس) (*).

٩٠

القدس تعدل بها مريم بنت عمران(١) وانها أفضل منها(١٠١) وانها ومريم

____________________

(١) بحكم النصوص الصريحة في السنن المتظافرة الصحيحة. فمنها ما أخرجه ابن عبد البر في ترجمة الزهراء من استيعابه وغيره من أعلام اثباتهم: ان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله عادها وهى مريضة فقال: كيف تجدينك يا بنية ؟ قالت: انى لوجعة وانه ليزيدني انى ملي طعام آكله، قال: يا بنية أما ترضين أنك سيدة نساء العالمين. قالت: يا أبة فأين مريم بنت عمران ؟. قال: تلك سيدة نساء عالمها وأنت سيدة نساء عالمك، أما والله لقد زوجتك سيدا في الدنيا والآخرة اه‍ (منه قدس).

(١٠١) تفضيلها علي مريمعليها‌السلام أمر مفروغ منه عند أئمة العترة الطاهرة وأوليائهم من الإمامية وغيرهم، وصرح بأفضليتها علي سائر النساء حتى السيدة مريم كثير من محققي أهل السنة والجماعة كالتقي السبكي، والجلال السيوطي، والبدر، والزركشي، والتقى المقريزي، وابن أبى داود، والمناوي فيما نقله عنهم العلامة النبهاني في فضائل الزهراء ص ٥٩ من كتابه - الشرف المؤبد - وهذا هو الذي صرح به السيد أحمد زيني دحلان مفتى الشافعية، ونقله عن عدة من أعلامهم وذلك حيث أورد تزويج فاطمة بعلي في سيرته النبوية فراجع (منه قدس).

فاطمة الزهراءعليها‌السلام أفضل من مريم بنت عمران. راجع: نور الأبصار للشبلنجى ص ٤٢ ط اليوسفية، الاستيعاب بذيل الإصابة ج ٤ / ٣٦٤، حلية الأولياء ج ٢ / ٤٢، جالية الكدر في شرح منظومة البرزنجي ص ٢٠٢، الأنوار المحمدية للنبهاني ص ١٥٠، مقتل الحسين للخوارزمي ج ١ / ٧٩، مشكل الاثار ج ١ / ٤٨ و ٥٠ و ٥٢، ذخائر العقبى ص ٤٢، المعتصر من المختصر للباجى ج ٢ / ٢٤٧ تاريخ الإسلام للذهبي ج ٢ / ٩١، نظم درر السمطين ص ١٧٩، طرح التثريب ج ١ / ١٤٩، الإصابة ج ٤ / ٢٧٥، وسيلة المال ص ٨، الثغور الباسمة للسيوطي ص ١٤، ينابيع المودة ص ١٧٤، السيرة النبوية لزين دحلان بهامش الحلبية ج ٢ / ٦، مشارق الأنوار للحمزواى ص ١٠٥، الشرف المؤبد ص، رشفة الصادى ص ٢٢٦، أعلام النساء لعمر كحالة ج ٣ / ١٢١٥، كنز العمال ج ١٣ / ١٤٥ (*).

٩١

وخديجة وآسية أفضل نساء الجنة(١٠٢) وانها والثلاث خير نساء العالمين(١٠٣) ، وهي التي قال لها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله :

____________________

(١٠٢) أخرجه الإمام أحمد من حديث ابن عباس في ص ٢٩٣ من الجزء الأول من مسنده، ورواه أبو داود كما في ترجمة خديجة من الاستيعاب، وقاسم بن محمد كما في ترجمة الزهراء من الاستيعاب أيضا (منه قدس). راجع مسند أحمد بن حنبل ج ١ / ٢٩٣ و ٣٢٢ ط الميمنية بمصر، الاستيعاب بهامش الإصابة ج ٤ / ٢٨٤ و ٣٧٦ ط السعادة، المستدرك للحاكم ج ٣ / ١٦٠، تلخيص المستدرك للذهبي بذيل المستدرك ج ٣ / ١٦٠ وصححه، ذخائر العقبى ص ٤٢، أسد الغابة ج ٥ / ٤٤٧، الإصابة لابن حجر ج ٤ / ٣٧٨ ط السعادة وج ٤ / ٣٦٦ ط مصطفى محمد بمصر، ينابيع المودة ص ١٧٢ و ١٧٣ و ١٩٨ و ٢٤٦ ط اسلامبول وص ٢٠٢ و ٢٠٤ و ٢٣٤ ط الحيدرية، مشكل الاثار للطحاوي ج ١ / ٤٨، الاعتقاد البيهقي ص ١٦٥، تاريخ الإسلام للذهبي ج ٢ / ٩٢، تهذيب التهذيب للذهبي ص ١٣٤، كنز العمال ج ١٣ / ١٤٣ منتخب كنز العمال بهامش مسند أحمد ج ٥ / ٢٨٤، الخصائص الكبرى للسيوطي ج ٢ / ٢٦٥، الجامع الصغير للسيوطي ج ١ / ١٦٨، الفتح الكبير للنبهاني ج ١ / ٢١٤، البداية والنهاية لابن كثير ج ٢ / ٥٩، تهذيب التهذيب لابن حجر ج ١٢ / ٤٤١، طرح التشريب ص ١٦٩، إرشاد الساري ج ٦ / ١٦٨، البيان والتعريف للحمزاوي ج ١ / ١٢٣، وسيلة المال ص ٨٠، حسن الاسورة ص ٣١، أرجح المطالب ص ٢٤٠ و ٢٤٣، جواهر البحار للنبهاني ج ١ / ٣٦١، سبيل النجاة في تتمة المراجعات ص ٢٣٨ رقم ٧٧٠.

(١٠٣) أخرجه أبو داود كما في ترجمة خديجة من الاستيعاب بالإسناد لي أنس، ورواه عبد الوارث بن سفيان كما في ترجمة الزهراء وخديجة من الاستيعاب (منه قدس). راجع: الاستيعاب بهامش الإصابة ج ٤ / ٢٨٤ و ٢٨٥ و ٣٧٧ ط السعادة وبذيل الإصابة ج ٤ / ٣٦٥ ط مصطفى محمد بمصر، الإصابة لابن حجر العسقلاني ج ٤ / ٣٧٨ ط السعادة وج ٤ / ٣٦٦ ط مصطفى محمد بمصر، أسد الغابة ج ٥ / ٤٣٧، ذخائر العقبى ص ٤٤، ينابيع المودة ص ٢٠٤ و ٢١٨ ط الحيدرية وص ١٧٣ ط اسلامبول، تاريخ بغداد ج ٩ / ٤٠٤، البداية والنهاية ج ٢ / ٥٩، تفسير ابن كثير ج ٢ / ٢٢٤، منتخب كنز العمال بهامش مسند أحمد ج ٥ / ٢٨٤، كنز العمال ج ١٣ / ١٤٣، سبيل النجاة في تتمة المراجعات ص ٢٣٩ رقم ٧٧١ (*).

٩٢

" يا فاطمة ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء المؤمنين، أو سيدة نساء هذه الأمة "(١٠٤) .

____________________

(١٠٤) أخرجه البخاري في ص ٦٤ من الجزء الرابع من صحيحه، ومسلم في فضائل فاطمة من الجزء الثاني من صحيحه، والترمذي في الصحيح، وصاحب الجمع بين الصحيحين وصاحب الجمع بين الصحاح الستة، والإمام أحمد من حديث الزهراء ص ٢٨٢ علي الجزء السادس من مسنده وابن عبد البر في ترجمتها من استيعابه، ومحمد بن سعد في ترجمتها من الجزء الثامن من طبقاته، وفى باب ما قاله النبي في مرضه من المجلد الثاني من الطبقات أيضا.

واللفظ الذي تسمعه للبخاري في آخر ورقة من كتاب الاستئذان من الجزء الرابع من صحيحه، قال: حدثنا موسى عن أبى عوانة عن فراس، عن عامر، عن مسروق، قال: حدثتني عائشة أم المؤمنين قالت: أنا كنا أزواج النبي عنده جميعا لم تغادر منا واحدة، فأقبلت فاطمة تمشى لا والله ما تخفى مشيتها من مشية رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فلما رآها رحب، وقال: مرحبا بابنتي، ثم أجلسها عن يمينه أو عن شماله، ثم سارها فبكت بكاءا شديدا، فلما رأى حزنها سارها الثانية، إذا هي تضحك، فقلت لها أنا من بين نسائه: خصك رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بالسر من بيننا، ثم أنت تبكين ؟ ! فلما قام رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله سألتها: عم سارك ؟ قالت: ما كنت لأفشي على رسول الله سره، فلما توفى قلت لها: عزمت عليك بما لي عليك من الحق لما أخبرتني، قالت: أما الآن فنعم فأخبرتني. قالت: أما سارني في الأمر الأول فانه أخبرني ان جبرئيل كان يعارضه بالقرآن كل سنة مرة، وانه عارضني به العام مرتين، ولا أرى الأجل إلا قد اقترب، فاتقى الله واصبري، فاني نعم السلف انا لك، قالت فبكيت بكائي الذي رأيت. فلما رأى جزعي سارني الثانية، قال: يا فاطمة ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء المؤمنين، أو نساء هذه الأمة أه‍.

قلت: ولفظه فيما ذكره ابن حجر في ترجمتها من الإصابة، وغير واحد من المحدثين: ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء العالمين ؟ وكيف كان فالحديث صحيح، والنص في تفضيلها صريح.

وأخرج ابن سعد في باب ما قاله النبي لها في مرضه من المجلد الثاني من طبقاته بالإسناد لي أم سلمة، قالت: لما حضر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله الوفاة دعا فاطمة فناجاها فبكت، ثم ناجاها فضحكت، فلم أسألها حتى توفى =>

٩٣

وقد علم المسلمون كافة ان الله عزوجل اختارها من نساء الأمة. كما اختار ولديها من الأبناء، واختار بعلها من الأنفس، فهم الخيرة مع رسول الله للمباهلة يوم أوحى الله سبحانه إليه( فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةُ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ ) (١٠٥) .

____________________

=> رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فسألتها عن بكائها وضحكها فقالت: أخبرني انه يموت، ثم أخبرني إني سيدة نساء أهل الجنة. الحديث أخرجه أيضا أبو يعلي - كما في ترجمة الزهراء من الإصابة - بالإسناد لي أم سلمة، ورواه عنها غير واحد من أهل الحديث (منه قدس).

فاطمة الزهراء سيدة نساء المؤمنين: راجع: صحيح البخاري ك الاستئذان ب من ناجى بين يدي الناس ج ٨ / ٧٩ ط مطابع الشعب وج ٤ / ٩٦ ط الحلبي بحاشية السندي، صحيح مسلم ك فضائل الصحابة ب - ١٥ - فضائل فاطمة ج ٤ / ١٩٠٥ ط بتحقيق محمد فؤاد، سنن ابن ماجة ك الجنائز ب ٦٤ ج ١ / ٥١٨ بتحقيق محمد فؤاد، الاستيعاب بذيل الإصابة ج ٤ / ٣٦٣، أسد الغابة ج ٥ / ٥٢٢، التاج الجامع للأصول ج ٣ / ٣٧١، حلية الأولياء ج ٢ / ٣٩، مسند أحمد ج ٦ / ٢٨٢، نور الأبصار للشبلنجى ص ٤٥، مسند أبى داود الطيالسي ص ١٩٦، الطبقات الكبرى لابن سعد ج ٨ / ٢٦، خصائص أمير المؤمنين للنسائي ص، جواهر البحار للنبهاني ج ١ / ٣٦٠، المستدرك للحاكم ج ٣ / ١٥٦، مقتل الحسين للخوارزمي ج ١ / ٥٤، مصابيح السنة للبغوي ج ص، أسد الغابة ج ٥ / ٥٢٢، تاريخ الإسلام للذهبي ج ٢ / ٩٤، الخصائص الكبرى للسيوطي ج ٢ / ٢٦٥، كنز العمال ج ١٢ / ١١٠، منتخب كنز العمال بهامش مسند أحمد ج ٥ / ٩٧ ينابيع المودة ص ٢٦٠، إحقاق الحق ج ١٠ / ٢٧، مشكل الاثار ج ١ / ٤٨.

(١٠٥) لنا في الفصل الأول من كلمتنا الغراء حول هذه الخصيصة - المباهلة - مباحث جمة يجدر بكل بحاثة أن يقف عليها (منه قدس). سورة آل عمران آية: ٦١. أجمعت الأمة السلامية ان الآية نزلت في النبي وعلي وفاطمة والحسن والحسين =>

٩٤

..

____________________

=>عليهم‌السلام راجع: صحيح مسلم كتاب الفضائل باب من فضائل علي بن أبى طالب ج ٢ / ٣٦٠ ط عيسى الحلبي وج ١٥ / ١٧٦ ط مصر بشرح النووي وج ٧ / ١٢٠ ط محمد علي صبيح وج ٤ / ١٨٧١ ط مصر بتحقيق محمد فؤاد، صحيح الترمذي ج ٤ / ٣٩٣ وج ٥ / ٣٠١ أفست بيروت، شواهد التنزيل للحسكاني ج ١ / ١٢٠ - ١٢٩ ح ١٦٨ و ١٧٠ و ١٧١ و ١٧٢ و ١٧٣ و ١٧٥، المستدرك علي الصحيحين للحاكم ج ٣ / ١٥٠ وصححه، تلخيص المستدرك للذهبي بذيل المستدرك، مناقب علي بن أبى طالب لابن المغازلي ص ٢٦٣ ح ٣١٠، مسند أحمد ج ١ / ١٨٥ ط الميمنية وج ٣ / ٩٧ ح ١٦٠٨ ط دار المعارف، كفاية الطالب للكنجي ص ٥٤ و ٨٥ و ١٤٢ ط الحيدرية وص ١٣ و ٢٨ - ٢٩ و ٥٥ و ٥٩ ط الغرى، ترجمة الإمام علي بن أبى طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر ج ١ / ٢١ ح ٣٠ و ٢٧١، تفسير الطبري ج ٣ / ٢٩٩ و ٣٠٠ و ٣٠١ ط ٢ وج ٣ / ١٩٢ ط الميمنية، الكشاف للزمخشري ج ١ / ١٩٣ ط مصطفى محمد وج ١ / ٣٦٨ - ٣٧٠ ط بيروت، تفسير ابن كثير ج ١ / ٣٧٠ - ٣٧١، تفسير القرطبي ج ٤ / ١٠٤ ط ٣، أحكام القرآن للجصاص ج ٢ / ٢٩٥ ط ٢ بتحقيق القمحاوى وادعى عدم الاختلاف في ذلك، أحكام القرآن لابن عربي ج ١ / ١١٥ ط السعادة وج ١ / ٢٧٥ ط ٢، التسهيل لعلوم التنزيل ج ١ / ١٠٩، فتح البيان في مقاصد القرآن ج ٢ / ٧٢، زاد المسير لابن الجوزي ج ١ / ٣٩٩، فتح القدير للشوكاني ج ١ / ٣١٦ ط ١ وج ١ / ٣٤٧ ط ٢، تفسير الفخر الرازي ج ٢ / ٦٩٩ ط دار الطباعة العامرة بمصر وج ٨ / ٨٥ ط البهية، تفسير أبى السعود بهامش تفسير الرازي ج ٢ / ١٤٣ ط دار الطباعة بمصر، جامع الأصول ج ٩ / ٤٧٠، تفسير الخازن ج ١ / ٣٠٢، معالم التنزيل للبغوي بهامش تفسير الخازن، تفسير الجلالين للسيوطي ج ١ / ٣٣ ط مصر وص ٧٧ ط بيروت، تفسير البيضاوى ج ٢ / ٢٢، تاريخ الخلفاء للسيوطي ص ١٦٩، الصواعق المحرقة لابن حجر ص ٧٢ و ٨٧ و ٩٣ ط الميمنية وص ١١٩ و ١٤٣ و ١٥٣ ط المحمدية وفى المورد الأول من هذه الطبعة حذف اسم الإمام الحسنعليه‌السلام وهو موجود في الطبعة الأولي ص ٧٢ فراجع، الإتحاف بحب الأشراف للشبراوي ص ٥، السيرة الحلبية ج ٢ / ٢١٢ ط البهية وج ٢ / ٢٤٠ ط محمد علي صبيح، السيرة النبوية =>

٩٥

فخرج رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله كما نص عليه الإمام الرازي في تفسير الآية من تفسيره الكبير وعليه مرط من شعر اسود وقد احتضن الحسين وأخذ بيد الحسن وفاطمة تمشي خلفه وعلي خلفها وهو يقول لهم: إذا انا دعوت فأمنوا. فقال أسقف نجران: يا معشر النصارى إني لأرى وجوها لو سألوا الله أن يزيل جبلا لأزاله بها، فلا تباهلوهم فتهلكوا، ولا يبقى علي وجه الأرض نصراني لي يوم القيامة(١٠٦) .

وأيضا أجمع المسلمون كافة علي ان الزهراءعليها‌السلام ممن أنزل الله عزوجل فيهم( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ

____________________

=> لزين دحلان بهامش الحلبية ج ٣ / ٥ ط البهية، المناقب للخوارزمي ص ٦٠ و ٩٧، الفصول المهمة لابن الصباغ ص ١١٠، شرح النهج لابن أبى الحديد ج ٤ / ١٠٨ ط ١ وج ١٦ / ٢٩١ ط مصر بتحقيق أبو الفضل، أسد الغابة ج ٤ / ٢٦، الإصابة لابن حجر ج ٢ / ٥٠٩ ط السعادة وج ٢ / ٥٠٣ ط مصطفى محمد، مرآة الجنان لليافعى ج ١ / ١٠٩، مشكاة المصابيح ج ٣ / ٢٥٤، البداية والنهاية ج ٥ / ٥٤ ولم يذكر أمير المؤمنين، الرياض النضرة ج ٢ / ٢٤٨، فضائل الخمسة ج ١ / ٢٤٤، إحقاق الحق للتستري ج ٣ / ٤٦ - ٦٢ وج ٩ / ٧٠ - ٧١، شذرات الذهب (الأئمة الاثنا عشر) ص ٥٣، فرائد السمطين ج ١ / ٣٧٧ وج ٢ / ٢٣ وألف بخصوص هذه الآية عدة مؤلفات منها المباهلة للشيخ عبدالله السبيتى ط في النجف.

(١٠٦) وهذا الحديث ذكره المفسرون والمحدثون وأهل السير والأخبار، وكل من أرخ حوادث السنة العاشرة للهجرة وهى سنة المباهلة، قال الرازي بعد إيراده في تفسيره الكبير: واعلم ان هذه الرواية كالمتفق علي صحتها بين أهل التفسير والحديث. قلت: أين كان الصديق عن هذه الوجوه يوم طالبته بالنحلة فرد دعواها ولم يقبل شهادة من شهد يومئذ منهم (منه قدس). تفسير الرازي ج ٨ / ٨٠، الميزان في تفسير القرآن ج ٣ / ٢٢٢ - ٢٤٤ (*).

٩٦

تَطْهِيرًا ) (١٠٧) .

____________________

(١٠٧) كما فصلناه في الفصل الثاني من كلمتنا الغراء فليراجع بإمعان (منه قدس). سورة الأحزاب آية: ٣٣. نزلت هذه الآية في النبي محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله وأهل بيته وهم: علي وفاطمة والحسن والحسينعليهم‌السلام يوجد ذلك في: صحيح مسلم ك فضائل الصحابة ب - فضائل أهل بيت النبي - ج ٢ / ٣٦٨ ط عيسى الحلبي وج ١٥ / ١٩٤ ط مصر بشرح النووي، صحيح الترمذي ج ٥ / ٣٠ و ٣٢٨ ط أفست دار الفكر وج ٢ / ٢٠٩ و ٣٠٨ و ٣١٩ ط بولاق وج ١٣ / ٢٠٠ ط آخر المستدرك للحاكم ج ٣ / ١٣٣ و ١٤٦ و ١٤٧ و ١٥٨ وج ٢ / ٤١٦، تلخيص المستدرك للذهبي بذيل المستدرك، المعجم الصغير للطبراني ج ١ / ٦٥ و ١٣٥، شواهد التنزيل للحسكاني الحنفي ج ٢ / ١١ - ٩٢ حديث: ٦٣٧ و ٦٣٨ و ٦٣٩ و ٦٤٠ و ٦٤١ و ٦٤٤ و ٦٤٨ و ٦٤٩ و ٦٥٠ و ٦٥١ و ٦٥٢ و ٦٥٣ و ٦٥٦ و ٦٥٧ و ٦٥٨ و ٦٥٩ و ٦٦٠ و ٦٦١ و ٦٦٣ و ٦٦٤ و ٦٦٥ و ٦٦٦ و ٦٦٧ و ٦٦٨ و ٦٧٠ و ٦٧١ و ٦٧٢ و ٦٧٣ و ٦٧٥ و ٦٧٨ و ٦٨٠ و ٦٨١ و ٦٨٦ و ٦٨٩ و ٦٩٠ و ٦٩١ و ٦٩٤ و ٧٠٧ و ٧١٠ و ٧١٣ و ٧١٤ و ٧١٧ و ٧١٨ و ٧٢٩ و ٧٤٠ و ٧٥١ و ٧٥٤ و ٧٥٥ و ٧٥٦ و ٧٥٧ و ٧٥٨ و ٧٥٩ و ٧٦٠ و ٧٦١ و ٧٦٢ و ٧٦٤ و ٧٦٥ و ٧٦٧ و ٧٦٨ و ٧٦٩ و ٧٧٠ و ٧٧٤، خصائص أمير المؤمنين للنسائي ص ٤ ط مصر و ٨ ط بيروت وص ٤٩ ط النجف، ترجمة الإمام علي بن أبى طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر ج ١ / ١٨٥ ح ٢٥٠ و ٢٧٢ و ٣٢٠ و ٣٢١ و ٣٢٢، كفاية الطالب للكنجي الشافعي ص ٥٤ و ٣٧٢ و ١٧٤ و ٣٧٥ وقد صححه و ٣٧٦ ط الحيدرية وص ١٣ و ٢٢٧ و ٢٣٠ وقد صححه و ٢٣١ و ٢٣٢ ط الغرى، مسند أحمد بن حنبل ج ١ / ٣٣٠ وج ٣ / ٢٥٩ و ٢٨٥ وج ٤ / ١٠٧ وج ٦ / ٢٩٢ و ٢٩٦ و ٢٩٨، و ٣٠٤ و ٣٠٦ ط الميمنية وج ٥ / ٢٥ بسند صحيح ط دار المعارف بمصر، أسد الغابة ج ٢ / ١٢ و ٢٠ وج ٣ / ٤١٣ وج ٥ / ٥٢١ و ٥٨٩، ذخائر العقبى ص ٢١ و ٢٣ و ٢٤، أسباب النزول للواحدي ص ٢٠٣، المناقب للخوارزمي ص ٢٣ و ٢٢٤، تفسير الطبري ج ٢٢ / ٦ و ٧ و ٨ ط ٢، الدر المنثور ج ٥ / ١٩٨ و ١٩٩، أحكام القرآن للجصاص ج ٥ / ٢٣٠ ط عبد الرحمن =>

٩٧

..

____________________

=> محمد وج ٥ / ٤٤٣ ط القاهرة، مناقب علي بن أبى طالب لابن المغازلي ص ٣٠١ ح ٣٤٥ و ٣٤٨ و ٣٤٩ و ٣٥٠ و ٣٥١، مصابيح السنة للبغوي ج ٢ / ٢٧٨ ط محمد علي صبيح وج ٢ / ٢٠٤ ط الخشاب، مشكاة المصابيح ج ٣ / ٢٥٤، الكشاف للزمخشري ج ١ / ١٩٣ ط مصطفى محمد وج ١ / ٣٦٩ ط بيروت، تفسير ابن كثير ج ٣ / ٤٨٣ و ٤٨٤ و ٤٨٥ ط ٢، تفسير القرطبي ج ١٤ / ١٨٢، التسهيل لعلوم التنزيل ج ٣ / ١٣٧، التفسير لمعالم التنزيل للجاوى ج ٢ / ١٨٣، الإتقان في علوم القرآن ج ٤ / ٢٤٠ ط المشهد الحسينى بمصر وج ٢ / ٢٠٠ ط آخر، تذكرة الخواص للسبط بن الجوزى ص ٢٣٣، مطالب السؤل ج ١ / ١٩ و ٢٠ ط النجف وص ٨ ط طهران، أحكام القرآن لابن عربي ج ٢ / ١٦٦ ط مصر وج ٣ / ١٥٢٦ ط آخر، الفصول المهمة لابن الصباغ ص ٨، الإصابة لابن حجر ج ٢ / ٥٠٢ وج ٤ / ٣٦٧ ط مصطفى محمد وج ٢ / ٥٠٩ وج ٤ / ٣٧٨ ط السعادة، فرائد السمطين للحموينى ج ٢ / ٩ و ٢٢، ترجمة الإمام الحسن من تاريخ دمشق لابن عساكر ص ٦٣ ح ١١٣ - ١٢٨، الصواعق المحرقة ص ٨٥ و ١٣٧ ط الميمنية وص ١٤١ و ٢٢٧ ط المحمدية، منتخب كنز العمال بهامش مسند أحمد ج ٥ / ٩٦، السيرة النبوية لزين دحلان بهامش الحلبية ج ٣ / ٣٢٩ و ٣٣٠ ط البهية وج ٣ / ٣٦٥ ط محمد علي صبيح، إسعاف الراغبين بهامش نور الأبصار ص ١٠٤ و ١٠٥ و ١٠٦ ط السعيدية وص ٩٧ و ٩٨ ط العثمانية، فتح القدير للشوكاني ج ٤ / ٢٧٩، نور الأبصار للشبلنجى ص ١٠٢ ط السعيدية وص ١٠١ ط العثمانية وص ١١٢ ط مصطفى محمد، إحقاق الحق للتستري ج ٢ / ٥٠٢ - ٥٤٧، فضائل الخمسة ج ١ / ٢٢٤ - ٢٤٣، الاستيعاب لابن عبد البر بهامش الإصابة ج ٣ / ٣٧ ط السعادة وج ٣ / ٣٧ ط مصطفى محمد، ينابيع المودة للقندوزى ص ١٠٧ و ١٠٨ و ٢٢٨ و ٢٢٩ و ٢٣٠ و ٢٤٤ و ٢٦٠ و ٢٩٤ ط اسلامبول وص ١٢٤ و ١٢٥ و ١٢٦ و ١٣٥ و ١٩٦ و ٢٢٩ و ٢٦٩ و ٢٧١ و ٢٧٢ و ٣٥٢ و ٣٥٣ ط الحيدرية، العقد الفريد ج ٤ / ٣١١ ط لجنة التأليف والنشر بمصر وج ٢ / ٣٩٤ ط دار الطباعة العامرة وج ٢ / ٢٧٥ ط آخر فتح البيان في مقاصد القرآن ج ٧ / ٣٦٣ و ٣٦٤ و ٣٦٥، الرياض النضرة ج ٢ / ٢٤٨ ط ٢، الأنوار المحمدية للنبهاني ص ٤٣٤، جواهر البحار للنبهاني ج ١ / ٣٦٠، الفضائل =>

٩٨

وأنها ممن افترض الله مودتهم علي الأمة وجعلها أجر رسالته " ص "(١٠٨) .

____________________

=> لأحمد بن حنبل ترجمة الإمام الحسين ص ٢٨ ح ٥٧، ولأجل المزيد من المصادر، وان أهل البيت هم علي وفاطمة والحسن والحسين، دون نساء النبي باعتراف أم سلمة زوجة الرسول وعائشة، وان الرسول كان يمر علي باب علي وفاطمة ستة أشهر ويقرء الآية. راجع كل ذلك في كتابنا (سبيل النجاة في تتمة المراجعات ص ٣٦ رقم ٦٩ طبع في بغداد وبيروت).

(١٠٨) كما فصلناه في الفصل الثالث من كلمتنا الغراء (منه قدس). إشارة لي قوله تعلي: "( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى ) " سورة الشورى آية: ٢٣. هذه الآية نزلت في قربى الرسول وهم: علي وفاطمة والحسن والحسينعليهم‌السلام . راجع: شواهد التنزيل للحسكاني ج ٢ / ١٣٠ ح ٨٢٢ و ٨٢٣ و ٨٢٤ و ٨٢٦ و ٨٢٧ و ٨٢٨ و ٨٣٢ و ٨٣٣ و ٨٣٤ و ٨٣٨، مناقب علي بن أبى طالب لابن المغازلي ص ٣٠٧ ح ٣٥٢ ذخائر العقبى ص ٢٥ و ١٣٨، المستدرك للحاكم ج ٣ / ١٧٢، تفسير الطبري ج ٢٥ / ١٤ و ١٥ ط الميمنية وج ٢٥ / ٢٥ ط ٢، تفسير الكشاف للزمخشري ج ٣ / ٤٠٢ ط مصطفى محمد وج ٤ / ٢٢٠ ط بيروت، تفسير الفخر الرازي ج ٧ / ٤٠٥ - ٤٠٦ ط الدار العامرة وج ٢٧ / ١٦٦ ط عبدالرحمن محمد، تفسير البيضاوي ج ٤ / ١٢٣ ط مصطفى محمد وج ٥ / ٥٣ ط بيروت وص ٦٤٢ ط العثمانية، تفسير ابن كثير ج ٤ / ١١٢ ط ٢، مجمع الزوائد ج ٧ / ١٠٣ وج ٩ / ١٦٨، فتح البيان في مقاصد القرآن ج ٨ / ٣٧٢ تفسير القرطبي ج ١٦ / ٢٢، فتح القدير للشوكاني ج ٤ / ٥٣٧، الدر المنثور ج ٦ / ٧، تفسير النسفي ج ٤ / ١٠٥، الصواعق المحرقة ص ١٠١ و ١٣٥ و ١٣٦ ط الميمنية وص ١٦٨ و ٢٢٥ ط المحمدية، مطالب السؤل لابن طلحة ص ٨ ط طهران وج ١ / ٢١ ط النجف، الفصول المهمة لابن الصباغ ص ١١، كفاية الطالب للكنجي الشافعي ص ٩١ و ٩٣ و ٣١٣ ط الحيدرية وص ٣١ و ٣٢ و ١٧٥ و ١٧٨ ط الغرى، مقتل الحسين للخوارزمي ج ١ / ١ و ٥٧، الإتحاف بحب الأشراف للشبراوي ص ٥ و ١٣، إحياء الميت للسيوطي بهامش الإتحاف ص ١١٠، نظم درر السمطين ص ٢٤، نور الأبصار ص ١٠٢ ط السعيدية وص ١٠٦ ط العثمانية، تلخيص المستدرك للذهبي مطبوع بذيل المستدرك للحاكم ج ٣ / ١٧٢، =>

٩٩

وأنها ممن تعبد الله الخلق بالصلاة عليهم(١٠٩) كما تعبدهم بالشهادتين في كل فريضة. ولله ما قاله - الإمام الشافعي - كما في الصواعق المحرقة وغيرها :

يا أهل بيت رسول الله حبكم

فرض من الله في القرآن أنزله

كفاكم من عظيم القدر إنكم

من لم يصل عليكم لا صلاة له(١١٠)

وقال الشيخ ابن العربي - كما في الصواعق المحرقة وغيرها :

رأيت ولائي آل طه فريضة

علي رغم أهل البعد يورثني القربى

____________________

=> ينابيع المودة للقندوزى ص ١٠٦ و ١٩٤ و ٢٦١ ط اسلامبول وص ١٢٣ و ٢٢٩ و ٣١١ ط الحيدرية وج ١ / ١٠٥ وج ٢ / ١٩ و ٨٥ ط صيدا، حلية الأولياء ج ٣ / ٢٠١، الغدير للأميني ج ٢ / ٣٠٦ - ٣١١ ط بيروت، إحقاق الحق للتستري ج ٣ / ٢ - ٢٢ وج ٩ / ٩٢ - ١٠١، فضائل الخمسة ج ١ / ٢٥٩، الأنوار المحمدية للنبهاني ص ٤٣٤.

(١٠٩) وجوب الصلاة علي آل محمد في أثناء الصلاة الواجبة: راجع: الغدير للأميني ج ٢ / ٣٠٢، الصواعق لابن حجر ص ٨٧ و ١٣٩ ط الميمنية وص ١٤٤ - ١٤٥ و ٢٣١ ط المحمدية، تفسير الرازي ج ٧ / ٣٩١ ط الدار العامرة بمصر، ذخائر العقبى ص ١٩، المستدرك للحاكم ج ١ / ٢٦٩، فضائل الخمسة ج ١ / ٢٠٨. ولأجل المزيد من المصادر وكيفية الصلاة علي آل محمد ونزول آية (ان الله وملائكته.) راجع (سبيل النجاة في تتمة المراجعات تحت تسلسل - ١٢٦ -).

(١١٠) أبيات الإمام الشافعي في حب أهل البيت: راجعها في: الصواعق المحرقة ص ٨٨ ط الميمنية وص ١٤٦ ط المحمدية، ينابيع المودة للقندوزى ص ٣٥٤ ط الحيدرية وص ٢٩٥ ط اسلامبول، إسعاف الراغبين بهامش نور الأبصار ص ١١٨ ط السعيدية وص ١٠٨ ط العثمانية، الإتحاف بحب الأشراف ص ٢٩، نور الأبصار للشبلنجى ص ١٠٥ ط السعيدية وص ١٠٣ ط العثمانية، السيرة النبوية لزين دحلان بهامش الحلبية ج ٣ / ٣٣٢، الغدير للأميني ج ٣ / ١٧٣ وغيرها من مصادر. (*)

١٠٠

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

٧٧٩ ـ وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « من قرأها مرّة أعاذه الله من الشيطان ، وبرئ من النفاق ، وحرم على النار ، وكأنّما قرأ القرآن أربعين مرّة ».

٧٨٠ ـ وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « لكلّ شيء نور ، ونور القرآن( قل هو الله أحد ) ».

٧٨١ ـ وروي أن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم رأى رجلاً يقرأها ، فقال : « هذا عبد قد عرف ربّه ».

٧٨٢ ـ وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « هي المانعة ، تمنع من عذاب القبر ، ونفحات النار »(١) .

٧٨٣ ـ السيد رضي الدين علي بن طاووس في كتاب المجتنى : عن كتاب العمليات الموصلة إلى ربّ الأرضين والسماوات : تأليف أبي المفضل يوسف بن محمّد بن أحمد المعروف بابن الخوارزمي ، بسنده عن عبدالله بن عباس ـ في حديث طويل ـ قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « ومن قرأها عشرين مرّة ، فله ثواب سبعمائة رجل ، أهريقت دماؤهم في سبيل الله ، وبورك عليه وعلى أهله وماله وولده.

ومن قرأها ثلاثين مرّة ، بني له ثلاثون قصراً في الجنّة.

ومن قرأها أربعين مرّة ، جاور النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في الجنّة.

ومن قرأها خمسين مرّة ، غفر له ذنبه خمسين سنة.

ومن قرأها مائة مرّة ، كتب الله له عبادة مائة سنة.

ومن قرأها مائتي مرّة ، فكأنّما أعتق مائتي رقبة.

ومن قرأها أربعمائة مرّة ، كان له أجر أربعمائة شهيد.

__________________

(١) مخطوط ، وعنه في المستدرك ٤ : ٢٨٥ ـ ٢٨٧ / ٤٧٠٦ ، وكذا الاحاديث التي سبقت من رقم ٧٦٧.

٣٢١

ومن قرأها خمسمائة مرّة ، غفر الله له ولوالديه.

ومن قرأها ألف مرّة ، فقد أدّى بدله إلى الله تعالى ، وقد صار عتيقاً من النار ، اعلموا أنّ خير الدنيا والآخرة في قراءتها ».

وفي نسخة : « إنّ الله يعطي خير الدنيا والآخرة بقراءتها ، ولا يتعاهد قراءتها إلاّ السعداء ، ولا يأبى قراءتها إلاّ الأشقياء »(١) .

٧٨٤ ـ ومن كتاب خواصّ القرآن : رُوي عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنّه قال : « مَن قرأ هذه السورة وأصغى لها أحبّه الله ، ومن أحبّه الله نجا ، وقِراءتها على قُبور الأمواتِ فيها ثوابٌ كثيرٌ ، وهي حِرْزٌ مِن كلّ آفة »(٢) .

٧٨٥ ـ وعنه : قال الإمام الصادقعليه‌السلام : « من قرأها وأهداها للموتى كان فيها ثوابُ ما في جميع القُرآن ، ومن قرأها على الرَّمَد سكّنه الله وهدَأه بقُدرة الله تعالى »(٣) .

٧٨٦ ـ صحيفة الإمام الرضا عليه‌السلام قال : « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من مرّ على المقابر وقرأ( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) إحدى عشرة مرّة ثمّ وهب أجره للأموات أُعطي من الأجر بعدد الأموات »(٤) .

الاستشفاء بها :

٧٨٧ ـ ابن بابويه في ثواب الأعمال : بإسناده عن الحسن بن علي ، عن

__________________

(١) المجتنى : ٤٦٣ ( ضمن مهج الدعوات ) وعنه في البحار ٩٢ : ٣٦٣ / ذيل ح ٢٤.

(٢) مخطوط ، وعنه في تفسير البرهان ٥ : ٧٩٨ / ١٢٠١٥.

(٣) مخطوط ، وعنه في تفسير البرهان ٥ : ٧٩٨ / ١٢٠١٦.

(٤) صحيفة الإمام الرضاعليه‌السلام : ٩٤ / ٢٨ ، وعنه في المستدرك ٢ : ٤٨٣ / ٢٥٢١ ، وورد أيضاً في جامع الأخبار : ٤٨١ / ١٣٤٤.

٣٢٢

مندل ، عن هارون بن خارجة قال : سمعت أبا عبداللهعليه‌السلام يقول : « من أصابه مرض أو شدّة لم يقرأ في مرضه أو شدّته( قل هو الله أحد ) ثمّ مات في مرضه أو في تلك الشدّة التي نزلت به فهو في أهل النار »(١) .

وفيعقاب الأعمال : عن محمّد بن الحسن ، عن الصفّار ، عن أحمد بن أبي عبدالله ، عن إسماعيل بن مهران ، عن الحسن بن علي ، مثله(٢) .

ورواه البرقي فيالمحاسن : عن إسماعيل بن مهران ، مثله(٣) .

٧٨٨ ـ ابن بسطام وأخوه في طب الأئمّة عليهم‌السلام : عن محمّد بن جعفر البرسيّ ، عن محمّد بن يحيى الأرمني ، عن محمّد بن سنان ، عن سلمة بن محرز ، قال : سمعت أبا جعفرعليه‌السلام يقول : « من لم تبرئه سورة الحمد و( قل هو الله أحد ) لم يبرئه شيء ، وكلُّ علّة تبرئها هاتين السّورتين »(٤) .

دفع المكاره بها :

٧٨٩ ـ الكليني في الكافي : عن عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن الحسن بن عَطيّة ، عن عمر بن يزيد ، قال : قال أبو عبداللهعليه‌السلام : « من قرأ( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) حين يَخْرُج من منزله عشر مرّات ، لم يزل في حفظ الله عزّوجلّ وكلاءته حتّى يرجع إلى منزله »(٥) .

__________________

(١) ثواب الأعمال : ١٥٦ / ٣ ، وعنه في الوسائل ٦ : ٢٢٤ / ٧٧٨٩.

(٢) عقاب الأعمال : ٢٨٣ / ١.

(٣) المحاسن : ٩٦ / ٥٥.

(٤) طب الأئمّةعليهم‌السلام : ٣٩ ، وعنه في البحار ٩٢ : ٢٣٤ / ١٩.

(٥) الكافي ٢ : ٥٤٢ / ٨ ، وعنه في الوسائل ٥ : ٣٢٨ / ٦٦٩٥ ، وورد أيضاً في عدّة الداعي : ٣٤٥ / ١٦ ، وعنه في البحار ٩٢ : ٣٥١ / ذيل ح ٢٢.

٣٢٣

٧٩٠ ـ وعنه : عن عدّة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن إدريس الحارثي ، عن محمّد بن سنان ، عن المفضّل بن عمر ، قال : قال أبو عبداللهعليه‌السلام : « يا مفضّل ، احتجز من الناس كلّهم ب‍( بسم الله الرحمن الرحيم ) وب‍( قل هو الله أحد ) ، اقرأها عن يمينك وعن شمالك ومن بين يديك ومن خلفك ومن فوقك ومن تحتك ، فإذا دخلت على سلطان جائر فاقرأها حين تنظر إليه ثلاث مرّات ، واعقد بيدك اليسرى ثمّ لا تفارقها حتّى تخرج من عنده »(١) .

٧٩١ ـ الصدوق في ثواب الأعمال : عن أبيه ، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسن بن علي ، عن الحسن بن الجهم ، عن إبراهيم بن مهزم ، عن رجل سمع أبا الحسنعليه‌السلام يقول : « من قدَّم( قل هو الله أحد ) بينه وبين جبّار منعه الله منه بقراءتها بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله ، فإذا فعل ذلك رزقه الله خيره ، ومنعه شرّه »(٢) .

٧٩٢ ـ وعنه : عن أحمد بن محمّد ، عن أبيه ، عن محمّد بن أحمد ، عن أبي الحسن النهدي ، عن أبان بن عثمان ، عن قيس بن ربيع ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام قال : « من أوى إلى فراشه فقرأ( قل هو الله أحد ) إحدى عشرة مرّة حفظه الله في داره وفي دويرات حوله »(٣) .

__________________

(١) الكافي ٢ : ٦٢٤ / ٢٠ ، وعنه في الوسائل ٦ : ٢٢٢ / ٧٧٨٦.

(٢) ثواب الأعمال : ١٥٧ / ٩ ، وورد أيضاً في الكافي ٢ : ٦٢١ / قطعة من ح ٨ ، وعنه في الوسائل ٦ : ٤٦٨ / قطعة من ح ٨٤٦٤ ، وفي مجمع البيان ٥ : ٥٦١ ، وجامع الأخبار : ١٢٤ / ٢٣٦.

(٣) ثواب الأعمال : ١٥٦ / ٧ ، وعنه في الوسائل ٦ : ٢٢٧ / ٧٧٩٧ ، وورد أيضاً في مجمع البيان ٥ : ٥٦١ ، وجامع الأخبار : ١٢٤ / ٢٣٤.

٣٢٤

٧٩٣ ـ وفي الخصال : حدّثنا ابي ، عن سعد بن عبدالله ، عن محمّد بن عيسى بن عبيد اليقطيني ، عن القاسم بن يحيى ، عن جدّه الحسن بن راشد ، عن أبي بصير ومحمّد بن مسلم ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام ، قال : « حدّثني أبي ، عن جدّي أمير المؤمنينعليه‌السلام أنّه قال : من قرأ( قل هو الله أحد ) حين يأخذ مضجعه ، وكّل الله به خمسين ألف ملك يحرسونه ليلته »(١) .

٧٩٤ ـ السيوطي في الدرّ المنثور : عن عليّ ، عن رسول الله صلوات الله عليهما قال : « من أراد سفراً فأخذ بعضادتي منزله فقرأ إحدى عشرة مرَّة( قل هو الله أحد ) كان الله تعالى له حارساً حتّى يرجع »(٢) .

__________________

(١) الخصال : ٦٣١ / ضمن حديث الأربعمائة ، وورد أيضاً في تحف العقول : ١٢٠ ، وعدّة الداعي : ٣٤٢ / ٥ ، وعن العدّة في البحار ٩٢ : ٣٥١ / قطعة من ح ٢٢.

(٢) الدرّ المنثور ٨ : ٦٧٥ ، وعنه في البحار ٩٢ : ٣٥٤ / قطعة من ح ٢٣.

٣٢٥

سورة الفلق

(١١٣)

مكّية نزلت بعد سورة الفيل

فضلها :

٧٩٥ ـ محمّد بن يعقوب في الكافي : عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن بكر بن صالح ، عن سليمان الجعفري ، عن أبي الحسنعليه‌السلام قال : سمعته يقول : « ما من أحد في حدّ الصبا يتعهّد في كلّ ليلة قراءة( قل أعوذ بربّ الفلق ) و( وقل أعوذ بربّ الناس ) كلّ واحدة ثلاث مرّات و( قل هو الله أحد ) مائة مرّة فإن لم يقدر فخمسين ، إلاّ صرف الله عنه كلّ لمم أو عرض من أعراض الصبيان والعطاش ، وفساد المعدة وبدور الدم أبداً ما تعوهد بهذا حتى يبلغه الشيب ، فإن تعهّد نفسه بذلك أو تعوهد كان محفوظاً إلى يوم يقبض الله عزّوجلّ نفسه »(١) .

٧٩٦ ـ ابن بابويه في ثواب الأعمال : عن أبيه ، قال : حدّثني أحمد بن إدريس ، عن محمّد بن أحمد ، عن محمّد بن حسّان ، عن إسماعيل بن مِهران ، عن الحسن ، عن الحسين بن أبي العلاء ، عن أبي عبيدة الحَذّاء ، عن أبي جعفرعليه‌السلام ، قال : « من

__________________

(١) الكافي ٢ : ٦٢٣ / ١٧ ، وعنه في الوسائل ٦ : ٢٢٨ / ٧٧٩٨.

٣٢٦

أَوْتَر بالمُعوِّذتين و( قُلْ هُوَ اللهُ أحَدٌ ) قيل له : ياعبدالله ، أبْشِر فقد قَبِل الله وتْرَك »(١) .

٧٩٧ ـ الطبرسي في مجمع البيان : عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، أنّه قال : « يا عقبة ، ألا اُعلّمك سورتين هما أفضل القرآن ـ أو من أفضل القرآن ـ » قلت : بلى يا رسول الله ، فعلّمني المعوّذتين ، ثمّ قرأ بهما في صلاة الغداة ، وقال لي : « إقرأهما كلّما قمت ونمت »(٢) .

٧٩٨ ـ وعنه : قالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « ومن قرأ( قل أعوذ بربّ الفلق ) و( قل أعوذ بربّ الناس ) فكأنّما قرأ جميع الكتب التي أنزلها الله على الأنبياء »(٣) .

الاستشفاء بها :

٧٩٩ ـ القمّي في تفسيره : حدّثني أبي ، عن بكر بن محمّد ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام قال : « كان سبب نزول المعوَّذتين أنّه وُعك رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فنزل عليه جبرئيل بهاتين السّورتين فعوَّذه بهما »(٤) .

٨٠٠ ـ القطب الراوندي في الدعوات : قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : « إنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لسعته عقرب فدعا بماء وقرأ عليه( الحمد والمعوّذتين ) ، ثمّ جرع منه

__________________

(١) ثواب الأعمال : ١٥٧ / ١ ، وأمالي الصدوق : ١١٦ / ٩٨ ، وعنهما في الوسائل ٦ : ١٣٢ / ٧٥٣٩ ، وعن الثواب في البحار ٩٢ : ٣٦٤ / ٣ ، وورد أيضاً في عدّة الداعي : ٣٤٥ / ١٥.

(٢) مجمع البيان ٥ : ٥٦٧ ، وعنه في المستدرك ٤ : ٢٠٦ / ٤٥٠٢.

(٣) نفس المصدر ٥ : ٥٦٧ ، وعنه في المستدرك ٤ : ٣٧٠ / ٤٩٧٠.

(٤) تفسير القمّي ٢ : ٤٥٠ ، وعنه في البحار ٩٢ : ٣٦٣ / ١.

٣٢٧

جرعاً ثمّ دعا بملح ودافه في الماء ، وجعل يدلكصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ذلك الموضع حتّى سكن »(١) .

٨٠١ ـ ابني بسطام في طب الأئمّة عليهم‌السلام : عن أبي جعفر محمّد الباقرعليه‌السلام أنّه شكا إليه رجل من المؤمنين ، فقال : يابن رسول الله إنّ لي جارية تتعرّض لها الأرواح ، فقال : « عوّذها ب‍ ( فاتحة الكتاب ، والمعوّذتين ) عشراً عشراً ، ثمّ اكتبه لها في جام بمسك وزعفران ، واسقها إيّاه ، ويكون في شرابها ووضوئها وغسلها » ففعلت ذلك ثلاثة أيّام ، فذهب الله به عنها(٢) .

٨٠٢ ـ وعنه : عن أحمد بن زياد ، عن فضالة ، عن إسماعيل بن أبي زياد ، عن الصادقعليه‌السلام قال : « كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إذا كسل أو أصابته عين أو صداع بسط يديه فقرأ ( فاتحة الكتاب والمعوَّذتين ) ثمّ يمسح بهما وجهه ، فيذهب عنه ما كان يجد »(٣) .

٨٠٣ ـ وعنه : عن أبي الحسن الرضاعليه‌السلام أنّه رأى مصروعاً فدعا له بقدح فيه ماء ثمّ قرأ عليه ( الحمد والمعوّذتين ) ونفث في القدح ثمّ أمر فصبَّ الماء على رأسه ووجهه فأفاق ، وقال له : « لا يعود إليك أبداً »(٤) .

٨٠٤ ـ وعنه : عن محمّد بن جعفر البرسيّ ، عن محمّد بن يحيى الأرمني ، عن محمّد بن سنان ، عن المفضّل ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام قال : « قال أمير المؤمنينعليه‌السلام :

__________________

(١) دعوات الراوندي : ١٢٨ / ٣٢٠ ، وعنه في البحار ٩٢ : ٣٦٦ / ٨.

(٢) طب الأئمّةعليهم‌السلام : ١٠٨ ، وعنه في المستدرك ٤ : ٣١١ / ٤٧٦٢.

(٣) نفس المصدر : ٣٩ ، وعنه في الوسائل ٦ : ٢٣١ / ٧٨٠٩ ، والبحار ٩٢ : ٢٣٤ / ١٨ ، ٣٦٤ / ٤.

(٤) نفس المصدر : ١١١ ، وعنه في البحار ٩٢ : ٣٦٤ / ٥.

٣٢٨

إنَّ جبرئيلعليه‌السلام أتى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وقال له : يا محمّد ، قال : لبيّك ياجبرئيل ، قال : إنَّ فلاناً اليهودي سحرك وجعل السّحر في بئر بني فلان ، فابعث إليه ـ يعني إلى البئر ـ أوثق الناس عندك ، وأعظمهم في عينك ، وهو عديل نفسك ، حتّى يأتيك بالسّحر.

قال : فبعث النبيُّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عليَّ بن أبي طالبعليه‌السلام وقال : انطلق إلى بئر أزوان فانّ فيها سحراً سحرني به لبيد بن أعصم اليهودي ، فأتني به ، قال عليٌّعليه‌السلام : فانطلقت في حاجة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فهبطت ، فإذا ماء البئر قد صار كأنّه ماء الحناء من السحر.

فطلبته مستعجلاً حتّى انتهيت إلى أسفل القليب ، فلم أظفر به ، قال الّذين معي : ما فيه شيء فاصعد ، فقلت ، لا والله ما كذبت وما كذّبت ، وما نفسي به مثل أنفسكم ـ يعني رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ.

ثمَّ طلبت طلباً بلطف فاستخرجت حُقّاً فأتيت النبيَّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال : افتحه ففتحته فإذا في الحُقّ قطعة كرب النخل في جوفه وتر ، عليها إحدى وعشرين عقدة ، وكان جبرئيلعليه‌السلام أنزل يومئذ المعوذّتين على النبيّ ، فقال النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يا عليُّ أقرأهما على الوتر فجعل أمير المؤمنينعليه‌السلام كلّما قرأ آية انحلّت عقدة حتّى فرغ منها وكشف الله عزَّوجلَّ عن نبيّه ما سحر به وعافاه.

ويروى أنّ جبرئيل وميكائيلعليهما‌السلام أتيا إلى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فجلس أحدهما عن يمينه ، والآخر عن شماله ، فقال جبرئيلعليه‌السلام لميكائيلعليه‌السلام : ما وجع الرّجل ؟ فقال ميكائيل : هو مطبوب ، فقال جبرئيلعليه‌السلام : ومن طبّه ؟ قال : لبيد بن أعصم اليهودي »(١) ثمَّ ذكر الحديث إلى آخره.

__________________

(١) طبّ الأئمّةعليهم‌السلام : ١١٣ ، وعنه في المستدرك ١٣ : ١٠٩ / ١٤٩١٠ ، والبحار ١٨ : ٦٩ / ٢٥ ، و ٩٢ : ٣٦٤ / ٦ ، وورد مثله في تفسير فرات : ٦١٩ / ٧٧٤ ، وعنه في البحار ٩٢ : ٣٦٦ / ٩ ، ودعائم الإسلام ٢ : ١٣٨ / ٤٨٧ ، وعنه في المستدرك ١٣ : ١٠٧ / ١٤٩٠٩.

٣٢٩

٨٠٥ ـ وعنه : عن أبي عبدالله الصّادقعليه‌السلام أنّه سئل عن المعوّذتين أهما من القرآن ؟ فقال الصادقعليه‌السلام « نعم هما من القرآن » فقال الرجل : إنّهما ليستا من القرآن في قراءة ابن مسعود ، ولا في مصحفه ، فقال أبو عبداللهعليه‌السلام : « أخطأ ابن مسعود ـ أو قال : كذب ابن مسعود ـ هما من القرآن ».

قال الرّجل : فأقرأ بهما يابن رسول الله في المكتوبة ؟ قال : « نعم ، وهل تدري ما معنى المعوّذتين وفي أيِّ شيء نزلتا ؟ إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم سحره لبيد بن أعصم اليهودي » فقال أبو بصير لأبي عبداللهعليه‌السلام : وما كاد أو عسى أن يبلغ من سحره ؟ قال أبو عبدالله الصادقعليه‌السلام : « بلى كان النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يرى أنّه يجامع وليس يجامع وكان يريد الباب ولا يبصره ، حتّى يلمسه بيده ، والسّحر حقُّ وما يسلّط السّحر إلاّ على العين والفرج ، فأتاه جبرئيلعليه‌السلام فأخبره بذلك ، فدعا عليّاًعليه‌السلام وبعثه ليستخرج ذلك من بئر أزوان »(١) وذكر الحديث بطوله إلى آخره.

٨٠٦ ـ ومن كتاب خواصّ القرآن : روي عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنّه قال : « من قرأ سورة( الفلق ) في كلّ ليلة عند منامه ، كتب الله له من الأجر كأجر من حج واعتمر وصام ، وهي رُقية نافعة ، وحرز من كلّ عين ناظرة بسوء »(٢) .

٨٠٧ ـ وعنه : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « من قرأها عند نومه كان له أجر عظيم ،

__________________

(١) نفس المصدر : ١١٤ ، وعنه في المستدرك ١٣ : ١٠٩ / ١٤٩١١ ، والبحار ٩٢ : ٣٦٥ / ٧.

(٢) مخطوط ، وعنه في تفسير البرهان ٥ : ٨١٤ / ١٢٠٦٣.

٣٣٠

وهي حرز من كلّ سوء ، وهي رقية نافعة وحرز من كلّ عين ناظرة »(١) .

٨٠٨ ـ وعنه : قال الإمام الصادقعليه‌السلام : « من قرأها في كلّ ليلة من ليالي شهر رمضان كانت في نافلة أو فريضة ، كان كمن صام في مكّة ، وله ثواب من حجّ واعتمر بإذن الله تعالى »(٢) .

__________________

(١) مخطوط ، وعنه في تفسير البرهان ٥ : ٨١٥ / ١٢٠٦٤.

(٢) مخطوط ، وعنه في تفسير البرهان ٥ : ٨١٥ / ١٢٠٦٥.

٣٣١

سورة الناس

(١١٤)

مكّية نزلت بعد سورة الفلق

فضلها :

تقدّم فضلها والاستشفاء بها في سورة ( الفلق ).

٨٠٩ ـ ومن كتاب خواصّ القرآن : روي عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنّه قال : « من قرأ هذه السورة على ألم سكن بإذن الله تعالى ، وهي شفاء لمن قرأها »(١) .

٨١٠ ـ وعنه : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « من قرأها عند النوم كان في حرز الله تعالى حتّى يُصبح ، وهي عوذة من كلّ ألم ووجع وآفة ، وهي شفاء لمن قرأها »(٢) .

٨١١ ـ وعنه : قال الإمام الصادقعليه‌السلام : « من قرأها في منزله كلّ ليلة ، أمن من الجنِّ والوسواس ، ومن كتبها وعلّقها على الأطفال الصغار حُفِظوا من الجانّ بإذن الله تعالى »(٣) .

__________________

(١) مخطوط ، وعنه في تفسير البرهان ٥ : ٨١٧ / ١٢٠٦٨.

(٢) مخطوط ، وعنه في تفسير البرهان ٥ : ٨١٧ / ١٢٠٦٩.

(٣) مخطوط ، وعنه في تفسير البرهان ٥ : ٨١٧ / ١٢٠٧٠.

٣٣٢

فضل قراءة الآيات

٨١٢ ـ محمّد بن يعقوب في الكافي : عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد عن الحسن بن علي ، عن إسحاق بن عمّار ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام قال : « من قرأ مائة آية يصلّي بها في ليلة كتب الله له بها قنوت ليلة ، ومن قرأ مائتي آية في غير صلاة لم يحاجّه القرآن يوم القيامة ، ومن قرأ خمسمائة آية في يوم وليلة في صلاة النهار والليل كتب الله له في اللوح المحفوظ قنطاراً من حسنات ، والقنطار ألف ومائتا أوقية ، والأوقية أعظم من جبل اُحد »(١) .

ورواه الصدوق فيثواب الأعمال ومعاني الأخبار : عن محمّد بن عليّ ماجيلويه ، عن عمّه محمّد بن أبي القاسم ، عن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن علي ، مثله(٢) .

٨١٣ ـ وعنه : عن عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد ، وسهل بن زياد ، وعن علي بن إبراهيم ، عن أبيه جميعاً ، عن ابن محبوب ، عن جميل بن صالح ، عن الفضيل بن يسار ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام قال : « ما يمنع التاجر منكم المشغول في

__________________

(١) الكافي ٢ : ٦٢١ / ٩ ، وعنه في الوسائل ٦ : ١٣٨ / ٧٥٥٥.

(٢) ثواب الأعمال : ١٢٦ / ١ ، ومعاني الأخبار : ١٤٧ / ١.

٣٣٣

سوقه إذا رجع إلى منزله أن لا ينام حتى يقرأ سورة من القرآن ، فتكتب له مكان كلّ آية يقرؤها عشر حسنات ، وتمحا عنه عشر سيئات »(١) .

ورواه الصدوق فيثواب الأعمال : عن علي بن الحسين المكتّب ، عن محمّد بن عبدالله بن جعفر الحميري ، عن أبيه ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسن بن محبوب ، مثله(٢) .

٨١٤ ـ وعنه : عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن خالد ، والحسين بن سعيد جميعاً ، عن النضر بن سويد ، عن يحيى الحلبي ، عن محمّد بن مروان ، عن سعد بن طريف ، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال : « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من قرأ عشر آيات في ليلة لم يكتب من الغافلين ، ومن قرأ خمسين آية كتب من الذاكرين ، ومن قرأ مائة آية كتب من القانتين ، ومن قرأ مائتي آية كتب من الخاشعين ، ومن قرأ ثلاثمائة آية كتب من الفائزين ، ومن قرأ خمسمائة آية كتب من المجتهدين ، ومن قرأ ألف آية كتب له قنطار من تبر ، القنطار : خمسة عشر ألف مثقال من ذهب ، المثقال : أربعة وعشرون قيراطاً أصغرها مثل جبل أحد ، وأكبرها ما بين السماء والأرض »(٣) .

ورواه الصدوق فيالأمالي : عن محمّد بن الحسن ، عن الحسين بن الحسن بن أبان ، عن الحسين بن سعيد(٤) .

__________________

(١) الكافي ٢ : ٦١١ / ٢ ، وعنه في الوسائل ٦ : ٢٠١ / ٧٧٣٠.

(٢) ثواب الأعمال : ١٢٧ / ١.

(٣) الكافي ٢ : ٦١٢ / ٥ ، وعنه في الوسائل ٦ : ٢٠١ / ٧٧٣١.

(٤) أمالي الصدوق : ١١٥ / ٩٧.

٣٣٤

وفيثواب الأعمال و معاني الأخبار : عن محمّد بن الحسن ، عن الصفّار ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسين بن سعيد(١) .

٨١٥ ـ ابن بابويه في ثواب الأعمال : عن محمّد بن عليّ ماجيلويهرضي‌الله‌عنه ، عن عمّه محمّد بن أبي القاسم ، عن أحمد بن أبي عبدالله ، عن عليِّ بن أسباط يرفعه إلى أمير المؤمنينعليه‌السلام قال : « من قرأ مائة آية من القرآن من أيّ القرآن شاء ، ثمّ قال : يا الله ، سبع مرّات فلو دعا على الصخرة لقلعها إن شاء الله »(٢) .

٨١٦ ـ وفي معاني الأخبار : عن أبي الحسن علي بن عبدالله بن أحمد بن بابويه ، عن علي بن أحمد الطبري ، عن أبي سعيد الطبري ، عن خراش ، عن أنس قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم « من قرأ مائة آية لم يكتب من الغافلين ، ومن قرأ مائتي آية كتب من القانتين ، ومن قرأ ثلاثمائة آية لم يحاجّه القرآن » يعني من حفظ قدر ذلك من القرآن ، يقال قد قرأ الغلام القرآن : إذا حفظه(٣) .

٨١٧ ـ جامع الأخبار : عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنّه قال : « من قرأ كلّ يوم مائة آية في المصحف ، بترتيل وخشوع وسكون ، كتب الله له من الثواب بمقدار ما يعمله جميع أهل الأرض ، ومن قرأ مائتي آية كتب الله له من الثواب بمقدار ما يعمله أهل السماء وأهل الأرض »(٤) .

٨١٨ ـ ابن فهد الحلّي في عدّة الداعي : حدَّث أبو عمران موسى بن عمران

__________________

(١) ثواب الأعمال : ١٢٩ / ١ ، معاني الأخبار : ١٤٧ / ٢.

(٢) ثواب الأعمال : ١٣٠ / ١ ، وعنه في الوسائل ٧ : ٦٥ / ٨٧٣٨ ، والبحار ٩٢ : ٢٠٢ / ٢٤.

(٣) معاني الأخبار : ٤١٠ / ٩٦ ، وعنه في الوسائل ٦ : ١٩٠ / ٧٦٩٨.

(٤) جامع الأخبار : ١١٦ / ٢١٠ ، وعنه في المستدرك ٤ : ٢٦٥ / ٤٦٥٩.

٣٣٥

الكسرويّ ، عن عبدالله بن كليب ، عن منصور بن العبّاس ، عن سعيد بن جناح ، عن سليمان بن جعفر الجعفري ، عن الرضاعليه‌السلام ، عن أبيه ، قال : « دخل أبو المنذر هشام بن السائب الكلبيّ على أبي عبداللهعليه‌السلام فقال : أنت الّذي تفسّر القرآن ؟ قال : قلت : نعم ، قال : أخبرني عن قول الله عزَّوجلَّ لنبيّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :( وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الّذين لا يؤمنون بالآخرة حجاباً مستوراً ) (١) ما ذلك القرآن الّذي كان إذا قرأه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حجب عنهم ؟ قلت : لا أدري ، قال : فكيف قلت : إنّك تفسّر القرآن ؟.

قلت : يابن رسول الله إن رأيت أن تنعم عليّ وتعلّمنيهنَّ قال : آية في الكهف وآية في النحل ، وآية في الجاثية ، وهي :( أفرأيت من اتّخذ إلـهه هويه وأضلّه الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غِشوة فمن يهديه من بعدالله أفلا تذكّرون ) (٢) وفي النحل( اُولئك الّذين طبع الله على قلوبهم وسمعهم وأبصارهم واُولئك هم الغافلون ) (٣) وفي الكهف( ومن أظلم ممّن ذُكّر بآيات ربّه فأعرض عنها ونسي ما قدَّمت يداه إنّا جعلنا على قلوبهم أكنّة أن يفقهوه وفي آذانهم وقراً وإن تدعهم إلى الهدى فلن يهتدوا إذاً أبداً ) (٤) .

قال الكسرويُّ : فعلّمتها رجلاً من أهل همدان كانت الدّيلم أسرته فمكث فيهم عشر سنين ، ثمَّ ذكر الثلاث الآيات ، قال : فجعلت أمرُّ على محالّهم وعلى

__________________

(١) سورة الاسراء ١٧ : ٤٥.

(٢) سورة الجاثية ٤٥ : ٢٣.

(٣) سورة النحل ١٦ : ١٠٨.

(٤) سورة الكهف ١٨ : ٥٧.

٣٣٦

مراصدهم فلا يروني ، ولا يقولون شيئاً حتّى إذا خرجت إلى أرض الاسلام.

قال أبو المنذر : وعلّمتها قوماً خرجوا في سفينة من الكوفة إلى بغداد وخرج معهم سبع سفن فقطع على ستّ وسلمت السّفينة الّتي قرئ فيها هذه الآيات.

وروي أيضاً : أنّ الرَّجل المسؤول عن هذه الآيات ـ ما هي من القرآن ـ هو الخضرعليه‌السلام »(١) .

٨١٩ ـ وعنه : عن الإمام الصّادقعليه‌السلام قال « من دخل على سلطان يخافه فقرأ عندما يقابله( كهيعص ) ويضمُّ يده اليمنى كلّما قرأ حرفاً ضمَّ إصبعاً ، ثمّ يقرأ( حم عسق ) ويضمُّ أصابع يده اليسرى كذلك ثمَّ يقرأ( وعنت الوجوه للحيِّ القيّوم وقد خاب من حمل ظلماً ) (٢) ويفتحهما في وجهه ، كفي شرَّه »(٣) .

٨٢٠ ـ ابن أبي جمهور في درر اللئالي : عن أنس بن مالك ، قال : سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول : « من قرأ خمسين آية في يومه أو ليلته ، لم يكتب من الغافلين ، ومن قرأ مائة آية كتب من القانتين ، ومن قرأ مائتي آية لم يحاجّه القرآن يوم القيامة ، ومن قرأ خمسمائة آية كتب له قنطار »(٤) .

٨٢١ ـ الكليني في الكافي : عن حميد بن زياد ، عن الخشّاب ، عن ابن بقاح ، عن معاذ ، عن عمرو بن جميع رفعه إلى عليّ بن الحسينعليه‌السلام قال : « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من قرأ أربع آيات من أوّل البقرة وآية الكرسي وآيتين بعدها

__________________

(١) عدّة الداعي : ٣٣٨ / ٩ ، وعنه في البحار ٩٢ : ٢٨٣ / ٢.

(٢) سورة طه ٢٠ : ١١١.

(٣) عدّة الداعي : ٣٣٧ / ٧ ، وعنه في البحار ٩٢ : ٢٨٤ / ٢.

(٤) درر اللئالي ١ : ١٠ ، وعنه في المستدرك ٤ : ٢٦٢ / ٤٦٥١.

٣٣٧

وثلاث آيات من آخرها ، لم ير في نفسه وماله شيئاً يكرهه ، ولا يقربه الشّيطان ، ولا ينسى القرآن »(١) .

ورواه الصدوق فيثواب الأعمال : عن محمّد بن علي ماجيلويه ، عن محمّد بن يحيى العطّار ، عن محمّد بن أحمد ، عن الحسن بن الحسين اللؤلؤي ، عن رجل. مثله(٢) .

٨٢٢ ـ القطب الراوندي في لب اللباب : عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : « من قرأ( شهد الله ) (٣) مرّة واحدة ، حرّم الله ثلث جسده على النار ، ومن قرأها مرتين ، حرّم الله ثلثي جسده على النار ، ومن قرأها ثلاث مرات ، حرم الله جميع جسده على النار ».

ورأىصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ليلة اُسري به ، باب الجنة مغلقاً على عبد ، ثمّ رآه مفتوحاً ، فسأل عن ذلك ، فقيل : لأنّه قرأ( شهد الله أنّه لا إله إلاّ هو ) »(٤) .

٨٢٣ ـ ابن بابويه في الخصال : عن أبيه ، قال : حدّثنا سعد بن عبدالله ، عن محمّد بن عيسى بن عبيد اليقطيني ، عن القاسم بن يحيى ، عن جدّه الحسن بن راشد ، عن أبي بصير ومحمّد بن مسلم ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام قال : « حدّثني أبي ، عن جدي ، عن آبائهعليهم‌السلام ـ في حديث الأربعمائة ـ ، أنّ أمير المؤمنينعليه‌السلام قال : ليقرأ أحدكم إذا خرج من بيته الآيات من آل عمران وآية الكرسيّ ، وإنّا أنزلناه ،

__________________

(١) الكافي ٢ : ٦٢١ / ٥ ، وورد أيضاً في تفسير العياشي ١ : ٢٥ / ٣ ، ومجمع البيان ١ : ٣٦١ ، وجامع الأخبار : ١٢٤ / ٢٣٧ ، وعدّة الداعي : ٣٣٧ / ٦.

(٢) ثواب الأعمال : ١٣٠ / ١ ، وعنه في الوسائل ٦ : ٢٥٠ / ٧٨٦٠.

(٣) سورة آل عمران ٣ : ١٨.

(٤) مخطوط ، وعنه في المستدرك ٤ : ٣٣٨ / ٤٨٣١.

٣٣٨

واُمّ الكتاب ، فإنَّ فيها قضاء حوائج الدنيا والآخرة »(١) .

٨٢٤ ـ ابن بابويه في كتاب من لا يحضره الفقيه : روى حماد بن عمرو وأنس بن محمّد ، عن أبيه جميعاً ، عن جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام ، عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ في حديث طويل ـ أنّه قال له : « يا علي : أمان لاُمّتي من الغرق إذا هم ركبوا السفن فقرؤا( بسم الله الرحمن الرحيم *وما قَدرُوا اللهَ حقَّ قَدرِه والأرضُ جَميعاً قبضَتُهُ يومَ القيامةِ والسماواتُ مطوياتٌ بيمينِه سبحانَه وتَعالَى عَمّا يُشرِكُون ) (٢) ( بسمِ اللهِ مَجراها ومُرساها إنّ رَبّي لَغفورٌ رَحيم ) (٣) .

يا علي : أمان لأُمّتي من السرق( قُلِ ادعُوا اللهَ أو ادعُوا الرحمنَ أيّاً ما تدعُوا فَلهُ الأسماءُ الحسنَى ) (٤) إلى آخر السورة.

يا علي : أمان لأُمّتي من الهدم( إنَّ اللهَ يُمسِكُ السماوات والأرضَ أن تَزُولا وَلَئِن زَالَتا إنْ أمسَكَهُما من أحد من بعدهِ إنّه كان حليماً غفوراً ) (٥) .

يا علي : أمان لأُمّتي من الحرق( إنّ وَلييَ اللهُ الذي نَزّل الكتابَ وهو يَتولّى

__________________

(١) الخصال : ٦٢٣ ـ ضمن حديث الأربعمائة ، عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ٢ : ٤٠ / ذيل ح ١٢٥ ، وعنهما في الوسائل ١١ : ٣٥٩ / ذيل ح ١٥٠١٢ ، وعن الخصال في البحار ٩٢ : ٢٦٢ / ذيل ح ٤.

(٢) سورة الزمر ٣٩ : ٦٧.

(٣) سورة هود ١١ : ٤١.

(٤) سورة الاسراء ١٧ : ١١٠.

(٥) سورة فاطر ٣٥ : ٤١.

٣٣٩

الصَالحين ) (١) ( وما قدروا الله حق قدره ) (٢) الآية.

يا علي : من خاف من السباع فليقرأ( لَقد جاءَكُم رسولٌ مِن أنفُسِكُم عزيزٌ عليه ما عَنِتّم ) (٣) إلى آخر السورة »(٤) .

٨٢٥ ـ ابن فهد الحلي في عدّة الداعي : « للحفظ من السرق يقرأ حين يأوي إلى فراشه( قلِ ادعُوا اللهَ أو ادعوا الرّحمن ) (٥) إلى آخر السورة » وردت به الرواية عن عليعليه‌السلام .

وعنهمعليهم‌السلام : « من قرأ هاتين الآيتين حين يأخذ مضجعه لم يزل في حفظ الله من كلِّ شيطان مريد ، وجبّار عنيد ، إلى أن يصبح »(٦) .

٨٢٦ ـ ابني بسطام في طبّ الأئمّة عليهم‌السلام : عن محمّد بن عبدالله بن مهران الكوفي ، قال : حدّثنا أيوب ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال : « جاء رجل من خراسان إلى علي بن الحسينعليهما‌السلام ، فقال : يابن رسول الله ، حججت ونويت عند خروجي أن أقصدك ، فإنّ بي وجع الطحال ، وأن تدعو لي بالفرج ، فقال له علي بن الحسينعليهما‌السلام : قد كفاك الله ذلك ، وله الحمد ، فإذا

__________________

(١) سورة الأعراف ٧ : ١٩٦.

(٢) سورة الزمر ٣٩ : ٦٧.

(٣) سورة التوبة ٩ : ١٢٨.

(٤) من لا يحضره الفقيه ٤ : ٢٦٨ / قطعة من ح ٨٢١ ، وورد أيضاً في مكارم الأخلاق ٢ : ٣٣٣ ، ووردت قطعات منه في دعائم الإسلام ١ : ٣٤٩ ، وعنه في المستدرك ٨ : ٢٣٥ / ٩٣٣٥ ، ودعوات الراوندي : ١٦٠ / ٤٤٣ ، وعنه في البحار ٩٢ : ٢٧٧ / ٥.

(٥) سورة الإسراء ١٧ : ١١٠.

(٦) عدّة الداعي : ٣٣٦ / ٣ ، وعنه في البحار ٩٢ : ٢٨٢ / ٣.

٣٤٠

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379