عيون الغرر في فضائل الآيات والسور

عيون الغرر في فضائل الآيات والسور15%

عيون الغرر في فضائل الآيات والسور مؤلف:
تصنيف: علوم القرآن
الصفحات: 379

عيون الغرر في فضائل الآيات والسور
  • البداية
  • السابق
  • 379 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 183051 / تحميل: 9900
الحجم الحجم الحجم
عيون الغرر في فضائل الآيات والسور

عيون الغرر في فضائل الآيات والسور

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

محمّد بن زياد وعلي بن محمّد بن سيّار ، عن أبويهما ، عن الحسن بن عليعليه‌السلام ، عن أبائهعليهم‌السلام ، عن أمير المؤمنينعليه‌السلام قال : « إنّ( بسم الله الرحمن الرحيم ) آية من فاتحة الكتاب ، وهي سبع آيات تمامها( بسم الله الرحمن الرحيم ) سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول : إنّ الله عزَّوجلَّ قال لي : يا محمّد( ولَقَد آتَيناك سبعاً مِنَ المَثاني والقُرآنَ العَظِيم ) (١) فأفرد الامتنان عليّ بفاتحة الكتاب ، وجعلها بإزاء القرآن العظيم ، وإنّ فاتحة الكتاب أشرف ما في كنوز العرش ، وإنّ الله تعالى خصّ محمّداً وشرّفه بها ، ولم يشرك معه فيها أحداً من أنبيائه ، ما خلا سليمانعليه‌السلام فإنّه أعطاه منها( بسم الله الرحمن الرحيم ) ألا تراه يحكي عن بلقيس حين قالت :( إنّي أُلقِيَ إليَّ كِتابٌ كَرِيم *إِنَّه مِن سُلَيمانَ وإِنّهُ بِسمِ الله الرَّحمنِ الرَّحيمِ ) (٢) .

ألا فمن قرأها معتقداً لموالاة محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وآله الطيبين منقاداً لأمرهما مؤمناً بظاهرهما وباطنهما ، أعطاه الله عزَّوجلّ بكلّ حرف منها حسنة ، كلّ واحدة منها أفضل له من الدنيا بما فيها من أصناف أموالها وخيراتها ، ومن استمع إلى قارئ يقرؤها كان له قدر ثلث ما للقارئ ، فليستكثر أحدكم من هذا الخير المعرض لكم فإنّه غنيمة ، لا يذهبنّ أوانه فتبقى في قلوبكم الحسرة »(٣) .

١٥٠ ـ القطب الراوندي في لب اللباب : عن جعفر بن محمّدعليهما‌السلام ، أنّه قال : « من قرأها ـ يعني سورة الفاتحة ـ فتح الله عليه خير الدنيا والآخرة ، وقال : إنّ اسم

__________________

(١) سورة الحجر ١٥ : ٨٧.

(٢) سورة النمل ٢٧ : ٢٩ ـ ٣٠.

(٣) أمالي الصدوق : ٢٤٠ / ٢٥٥ ، عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ١ : ٣٠٠ / ٥٩ ، وعنهما في البحار ٩٢ : ٢٢٧ / ٥ ، والمستدرك ٤ : ٣٢٩ / ذيل حديث ٤٧٩٩ ، وورد أيضاً في جامع الأخبار : ١٢٢ / ٢٢٧.

٦١

الله الأعظم مقطّع في هذه السورة »(١) .

١٥١ ـ وعنه : عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : « فضل سورة الحمد ، كفضل حملة العرش ، من قرأها أعطاه ثواب حملة العرش »(٢) .

١٥٢ ـ ابن أبي الجمهور في درر اللئالي : عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، أنّه قال : « لو أنّ فاتحة الكتاب وضعت في كفّة الميزان ، ووضع القرآن في كفّة ، لرجحت فاتحة الكتاب سبع مرات »(٣) .

١٥٣ ـ وعنه : عن ابن عباس قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « فاتحة الكتاب تعدل ثلث القرآن »(٤) .

الاستشفاء بها :

١٥٤ ـ محمّد بن يعقوب في الكافي : عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن معاوية بن عمّار ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام قال : « لو قرئت ( الحمد ) على ميّت سبعين مرة ثمّ ردّت فيه الروح ما كان ذلك عجباً »(٥) .

١٥٥ ـ وعنه : عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد ابن إسماعيل بن بزيع ، عن عبدالله بن الفضل النوفلي رفعه ، قالعليه‌السلام : « ما قرئت

__________________

(١) مخطوط ، وعنه في المستدرك ٤ : ٣٣٠ / ٤٨٠٢.

(٢) مخطوط ، وعنه في المستدرك ٤ : ٣٣٠ / ٤٨٠٣.

(٣) درر اللئالي ١ : ٣٣ ، وعنه في المستدرك ٤ : ٣٣٠ / ٤٨٠٤.

(٤) نفس المصدر ١ : ٣٣ ، وعنه في المستدرك ٤ : ٣٣١ / ٤٨٠٥.

(٥) الكافي ٢ : ٦٢٣ / ١٦ ، وعنه في الوسائل ٦ : ٢٣١ / ٧٨٠٦ ، وورد أيضاً في مكارم الأخلاق ٢ : ٢٨٣ / ٢٤٨٢ ، دعوات الراوندي : ١٨٨ / ٥٢٢.

٦٢

( الفاتحة ) على وجع سبعين مرّة إلاّ سكن »(١) .

١٥٦ ـ وعنه : عن أحمد بن محمّد ، عن محمّد بن سنان ، عن سلمة بن محرز قال : سمعت أبا جعفرعليه‌السلام يقول : « من لم تبرئه ( الحمد ) لم يبرئه شيء »(٢) .

١٥٧ ـ تفسير العياشي : عن إسماعيل بن أبان ، يرفعه إلى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لجابر بن عبدالله : « يا جابر ألا اُعلّمك أفضل سورة أنزلها الله في كتابه ؟ » قال : فقال جابر : بلى بأبي أنت واُمّي يا رسول الله علّمنيها ، قال : فعلّمه( الحمد لله ) اُمَّ الكتاب قال : ثمَّ قال له : « يا جابر ألا اُخبرك عنها ؟ » قال : بلى بأبي أنت واُمّي فأخبرني قال : « هي شفاء من كلِّ داء إلاّ السّام يعني الموت »(٣) .

١٥٨ ـ وعنه : عن سلمة بن محرز قال : سمعت أبا عبداللهعليه‌السلام يقول : « من لم تبرئه ( الحمد ) لم تبرئه شيء »(٤) .

١٥٩ ـ ابن الشيخ الطوسي في الأمالي : عن أبيه ، عن أبي محمّد الفحّام ، عن المنصوري ، عن عمّ أبيه ، عن الإمام علي بن محمّد ، عن آبائهعليهم‌السلام قال : « قال الصادقعليه‌السلام : من نالته علّة فليقرأ في جيبه ( الحمد ) سبع مرات ، فإن ذهبت العلّة

__________________

(١) الكافي ٢ : ٦٢٣ / ١٥ ، وعنه في الوسائل ٦ : ٢٣١ / ٧٨٠٧.

(٢) الكافي ٢ : ٦٢٦ / ٢٢ ، وعنه في الوسائل ٦ : ٢٣١ / ٧٨٠٨.

(٣) تفسير العياشي ١ : ٢٠ / ٩ ، وعنه في البحار ٩٢ : ٢٣٧ / ٣٣ ، ومجمع البيان ١ : ١٧ ، وعنهما في الوسائل ٦ : ٢٣٢ / ٧٨١٣ ، وورد أيضاً في جامع الأخبار : ١٢٢ / ٢٢٥.

(٤) نفس المصدر ١ : ٢٠ / ١٠ ، وعنه في البحار ٩٢ : ٢٣٧ / ٣٤ ، وورد أيضاً في مجمع البيان ١ : ١٨ ، وعنه في الوسائل ٦ : ٢٣٢ / ٧٨١٤ ، جامع الأخبار : ١٢٢ / ٢٢٦ ، عدّة الداعي ٣٣٥ / ٣.

٦٣

وإلاّ فليقرأها سبعين مرّة وأنا الضامن له العافية »(١) .

١٦٠ ـ ابني بسطام في طب الأئمة عليهم‌السلام : عن أحمد بن زياد ، عن فضالة بن أيوب ، عن إسماعيل بن زياد السكوني ، عن أبي عبداللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : « كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إذا كسل أو أصابته عين أو صداع بسط يديه فقرأ ( فاتحة الكتاب والمعوّذتين ) ثم يمسح بهما وجهه فيذهب عنه ما كان يجد »(٢) .

١٦١ ـ وعنه : عن محمّد بن جعفر البرسي ، عن محمّد بن يحيى الأرمني ، عن محمّد بن سنان ، عن سلمة بن محرز ، عن الباقرعليه‌السلام قال : « كلّ من لم تبرئه سورة ( الحمد ) و( قل هو الله أحد ) لم يبرئه شيء ، وكلّ علّة تبرأها هاتين السورتين »(٣) .

١٦٢ ـ وعنه : عن الخضر بن محمّد ، عن محمّد بن العباس ، عن النوفلي عبدالله بن الفضل ، عن أحدهمعليهم‌السلام قال : « ما قرئت ( الحمد ) على وجع سبعين مرّة إلاّ سكن باذن الله ، وإن شئتم فجرّبوا ولا تشكّوا »(٤) .

١٦٣ ـ وعنه : عن محمّد بن جعفر البرسي ، قال : حدّثنا محمّد بن يحيى الأرمني ، قال : حدّثنا محمّد بن سنان أبو عبدالله السنان ، قال : حدّثنا يونس بن ظبيان ، عن المفضل بن عمر ، عن جعفر بن محمد الصادقعليهما‌السلام ، أنّه دخل عليه رجل من مواليه وقد وعك ، فقال : « ما لي أراك متغيّر اللون ؟ » فقال : جعلت فداك ،

__________________

(١) أمالي الطوسي : ٢٨٤ / ٥٥٣ ، وعنه في الوسائل ٦ : ٢٣٢ / ٧٨١٢ ، والبحار ٩٢ : ٢٣١ / ١٣ ، ووورد أيضاً في دعوات الراوندي : ١٨٩ / ٥٢٥.

(٢) طبّ الأئمّةعليهم‌السلام : ٣٩ ، وعنه في الوسائل ٦ : ٢٣١ / ٧٨٠٩.

(٣) طبّ الأئمّةعليهم‌السلام : ٣٩ ، وعنه في الوسائل ٦ : ٢٣١ / ٧٨١٠.

(٤) نفس المصدر : ٥٣ ، وعنه في الوسائل ٦ : ٢٣٢ / ٧٨١١.

٦٤

وعكت وعكاً شديداً ، منذ شهر ، ثمّ لم تنقلع الحمّى عنّي ، وقد عالجت نفسي بكلّ ما وصفه لي المترفّعون ، فلم أنتفع بشيء من ذلك ، فقال له الصادقعليه‌السلام : « حل أزرار قميصك وأدخل رأسك في قميصك وأذّن وأقم ، واقرأ سورة ( الحمد ) سبع مرات » قال : ففعلت ذلك فكأنّما نشطت من عقال(١) .

١٦٤ ـ فقه الإمام الرضا عليه‌السلام : اروي عن العالمعليه‌السلام : « من نالته علّة ، فليقرأ في جيبه ( اُمّ الكتاب ) سبع مرات ، فإن سكنت وإلاّ فليقرأ سبعين مرة ، فإنّها تسكن »(٢) .

١٦٥ ـ الطبرسي في مكارم الأخلاق : عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، أنّه قال : « في ( الحمد ) سبع مرّات شفاء من كلّ داء ، فإن عوّذ بها صاحبها مائة مرّة ، وكان الروح قد خرج من الجسد ، ردّ الله عليه الروح »(٣) .

١٦٦ ـ القطب الراوندي في لب اللباب : قال : قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : « اعتلّ الحسينعليه‌السلام ، فاحتملته فاطمةعليها‌السلام ، فأتت النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فقالت : يا رسول الله ، ادع الله لابنك أن يشفيه ، إنّ الله هو الذي وهبه لك ، وهو قادر على أن يشفيه ، فهبط جبرئيل فقال : يا محمد إنّ الله تعالى جدّه ، لم ينزل عليك سورة في القرآن إلاّ فيها فاء ، وكل فاء من آفة ، ما خلا ( الحمد ) فإنّه ليس فيها فاء ، فادع بقدح من ماء فاقرأ عليه ( الحمد ) أربعين مرّة ، ثمّ صب عليه ، فإنّ الله يشفيه ، ففعل ذلك ، فعوفي بإذن الله »(٤) .

__________________

(١) نفس المصدر : ٥٢ ، وعنه في المستدرك ٤ : ٢٩٨ / ٤٧٣٥.

(٢) فقه الإمام الرضاعليه‌السلام : ٣٤٢ ، وعنه في المستدرك ٤ : ٢٩٩ / ٤٧٣٦ ، وورد أيضاً في مكارم الأخلاق ٢ : ١٨٣ / ٢٤٨٠.

(٣) مكارم الأخلاق ٢ : ١٨٣ / ٢٤٨١ ، وعنه في المستدرك ٤ : ٢٩٩ / ٤٧٣٧.

(٤) مخطوط ، وعنه في المستدرك ٤ : ٣٠٠ / ٤٧٣٨.

٦٥

١٦٧ ـ وعنه : قال الإمام الصادقعليه‌السلام : « قراءة الحمد شفاء من كلّ داء ، إلاّ السام »(١) .

١٦٨ ـ محمد بن علي بن شهرآشوب في المناقب : اُبين(٢) احدى يدي هشام بن عدي الهمداني في حرب صفين ، فأخذ عليعليه‌السلام يده وقرأ شيئاً وألصقها ، فقال : يا أمير المؤمنين ما قرأت ؟ قال : « فاتحة الكتاب ».

قال : فاتحة الكتاب! كأنّه استقلّها ، فانفصلت يده نصفين ، فتركه عليعليه‌السلام ، ومضى(٣) .

١٦٩ ـ ابن أبي الجمهور في درر اللئالي : عن عبدالملك بن أبي عمير ، قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « ( فاتحة الكتاب ) فيها شفاء من كلّ داء »(٤) .

١٧٠ ـ الشيخ أبو الفتوح في تفسيره : عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « ( فاتحة الكتاب ) ، شفاء من كلّ سمّ »(٥) .

١٧١ ـ وعنه : عن أبي سليمان قال : كنّا مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، في غزاة فصرع رجل ، فقرأ بعض الصحابة ( فاتحة الكتاب ) في اذنه ، فقام وعوفي من صرعه ، فقلنا ذلك لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فقال : « هي أُمّ القرآن وهي شفاء من كلّ داء »(٦) .

__________________

(١) مخطوط ، وعنه في المستدرك ٤ : ٣٠٠ / ٤٧٣٩.

(٢) اُبين : فُصل وقُطع : لسان العرب ١٣ : ٦٣.

(٣) مناقب ابن شهرآشوب ٢ : ٣٣٦ ، وعنه في المستدرك ٤ : ٣٠٠ / ٤٧٤٠.

(٤) درر اللئالي ١ : ٣٣ ، وعنه في المستدرك ٤ : ٣٠٠ / ٤٧٤١.

(٥) تفسير أبي الفتوح الرازي ١ : ١٣ ، وعنه في المستدرك ٤ : ٣٠١ / ٤٧٤٢.

(٦) نفس المصدر ١ : ١٣ ، وعنه في المستدرك ٤ : ٣٠١ / ٤٧٤٣.

٦٦

سورة البقرة

(٢)

مدنيّة إلاّ الآية ٢٨١ نزلت بمنى في حجّة الوداع

وهي أوّل سورة نزلت بالمدينة

فضلها :

١٧٢ ـ محمّد بن علي بن الحسين في ثواب الأعمال : عن محمّد بن الحسن ، عن أحمد بن إدريس ، عن محمّد بن أحمد ، عن محمّد بن حسّان ، عن إسماعيل بن مهران ، عن الحسن بن علي ، عن أبيه ، عن الحسين بن أبي العلاء ، عن أبي بصير ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام قال : « من قرأ ( البقرة وآل عمران ) جاء يوم القيامة تظلاّنه على رأسه مثل الإمامتين أو مثل الغيايتين(١) »(٢) .

__________________

(١) في المصدر : الغيابتين ، وما في المتن من الوسائل.

والغَيَاية : كلّ شيء أظلّ الانسان فوق رأسه كالسحابة وغيرها. النهاية في غريب الحديث ٣ : ٤٠٣ ـ غيا.

(٢) ثواب الأعمال : ١٣٠ / ١ ، وعنه في الوسائل ٦ : ٢٤٩ / ٧٨٥٩ ، والبحار ٩٢ : ٢٦٥ / ٨ ، وورد أيضاً في تفسير العياشي ١ : ٢٥ / ٢ ، وعنه في المستدرك ٤ : ٣٣٢ / ٤٨٠٩.

٦٧

١٧٣ ـ الطبرسي في مجمع البيان : عن اُبي بن كعب عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : « من قرأها فصلوات الله عليه ورحمته ، واُعطي من الأجر كالمرابط في سبيل الله سنة لا تسكن روعته ».

وقال لي : « يا اُبي مُر المسلمين أن يتعلّموا سورة ( البقرة ) فإنّ تعلّمها بركة وتركها حسرة ، ولا يستطيعها البطلة » قلت : يا رسول الله ما البطلة ؟ قال : « السحرة »(١) .

١٧٤ ـ القطب الراوندي في لب اللباب : قالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « من قرأ من سورة ( البقرة ) عشر آيات ، لم ير في ماله وولده شيئاً يسوؤه ، حتى يصبح »(٢) .

١٧٥ ـ ابن أبي الجمهور في درر اللئالي : عن عبدالله بن عباس ، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، أنّه قال في حديث : « وإنّ الشيطان لا يدخل بيتاً يقرأ فيه سورة ( البقرة ) وإنّ أصفر البيوت الذي ليس فيه من كتاب الله شيء »(٣) .

١٧٦ ـ الشيخ أبو الفتوح في تفسيره : عن أبي امامة ، عن اُبي بن كعب ، قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « إنّ لكلّ شيء سناماً ، وسنام القرآن سورة ( البقرة ) »(٤) .

دفع المكاره بها :

١٧٧ ـ أبو الفتوح الرازي في تفسيره : عن سهل بن سعد ، عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، قال : « من

__________________

(١) مجمع البيان ١ : ٣٢ ، وورد مثله في تفسير الإمام العسكريعليه‌السلام : ٦٠ ، وعنه في المستدرك ٤ : ٣٣٢ / ٤٨١٠.

(٢) مخطوط ، وعنه في المستدرك ٤ : ٣٣٤ / ٤٨١٨.

(٣) درر اللئالي ١ : ٣٥ ، وعنه في المستدرك ٤ : ٢٦٦ / ٤٦٦٠.

(٤) تفسير أبي الفتوح الرازي ١ : ٤٦ ، وعنه في المستدرك ٤ : ٣٣٣ / ٤٨١١.

٦٨

قرأ هذه السورة في داره ، فإن قرأها في اليوم ، لا يحوم حوله الشياطين ثلاثة أيّام ، وإن قرأها في الليل لا يحومون حوله ثلاث ليال »(١) .

١٧٨ ـ وعنه : عن بريدة ، عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، قال : « تعلّموا سورة ( البقرة ) ، فإنّ أخذها بركة ، وتركها حسرة ، ولا سبيل للسحرة عليها »(٢) .

__________________

(١) نفس المصدر ١ : ٣٦ ، وعنه في المستدرك ٤ : ٣٣٣ / ٤٨١٢.

(٢) نفس المصدر ١ : ٣٧ ، وعنه في المستدرك ٤ : ٣٣٣ / ٤٨١٣.

٦٩

سورة آل عمران

(٣)

مدنيّة نزلت بعد سورة الأنفال

فضلها :

تقدّم فضلها في سورة ( البقرة ) عن ابن بابويه فيثواب الأعمال .

١٧٩ ـ الطبرسي في مجمع البيان : عن ابن عباس قال : قال رسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « من قرأ سورة ( آل عمران ) يوم الجمعة صلّى الله عليه وملائكته حتى تجبّ الشمس »(١) .

١٨٠ ـ ومن كتاب خواصّ القرآن : رُوي عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنّه قال : « من قرأ هذه السورة أعطاه الله بكلّ حرف أماناً من حَرِّ جهنّم.

وإن كُتبت بزَعفَران وعُلِّقَتْ على امرأة لم تَحْمِلْ ، حمَلَتْ بإذن الله تعالى ، وإن عُلّقت على نَخْل أو شجَر يَرمي ثمَرَه أو ورَقه ، أمسَك بإذن الله تعالى »(٢) .

__________________

(١) مجمع البيان ١ : ٤٠٥.

(٢) مخطوط ، وعنه في تفسير البرهان ١ : ٥٩٣ / ٢ ، وورد صدر الحديث في مجمع البيان ١ : ٤٠٥.

٧٠

١٨١ ـ وعنه : عن الإمام الصادقعليه‌السلام ، قال : « إن كُتبت بزَعفران وعُلّقت على امرأة تُريد الحَمل ، حَمَلَتْ بإذن الله تعالى ، وإن علَّقها مُعسِر ، يسّر الله أمرَه ، ورَزَقَه الله تعالى »(١) .

__________________

(١) مخطوط ، وعنه في تفسير البرهان ١ : ٥٩٣ / ٣ ، وورد صدر الحديث في مجمع البيان ١ : ٤٠٥.

٧١

سورة النساء

(٤)

مدنيّة نزلت بعد سورة الممتحنة

فضلها :

١٨٢ ـ الصدوق في ثواب الأعمال : حدَّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل رضي الله عنه قال : حدّثنا محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن أحمد ، عن محمّد بن حسّان ، عن إسماعيل بن مهران ، عن الحسن بن علي ، عن عليّ بن عابس ، عن أبي مريم ، عن المنهال بن عمرو ، عن زرَّ بن حبيش ، عن أمير المؤمنينعليه‌السلام قال : « من قرأ سورة ( النساء ) في كلِّ جمعة أمن من ضغطة القبر »(١) .

١٨٣ ـ الطبرسي في مجمع البيان : عن اُبي ، عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، قال : « من قرأ سورة ( النساء ) ، فكأنّما تصدّق على كلّ مؤمن ورث ميراثاً ، واُعطي من الأجر كمن اشترى محرّراً ، وبرئ من الشرك ، وكان في مشيئة الله من الذين يتجاوز عنهم »(٢) .

__________________

(١) ثواب الأعمال : ١٣١ / ١ ، وعنه في الوسائل ٧ : ٤٠٩ / ٩٧١٤ ، والبحار ٩٢ : ٢٧٣ / ١ ، وورد أيضاً في تفسير العياشي ١ : ٢١٥ / ١ ، وعنه في المستدرك ٦ : ١٠٣ / ٦٥٣٨.

(٢) مجمع البيان ٢ : ١ ، وعنه في المستدرك ٤ : ٣٣٨ / ٤٨٣٢.

٧٢

سورة المائدة

(٥)

مدنيّة إلاّ آية ٣ فنزلت بعرفات في حجة الوداع

نزلت بعد سورة الفتح

فضلها :

١٨٤ ـ ابن بابويه في ثواب الأعمال : عن أبيه ، عن محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن أحمد ، عن محمّد بن حسّان ، عن إسماعيل بن مهران ، عن الحسن بن علي ، عن أبي مسعود المدائني ، عن أبي الجارود ، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال : « من قرأ سورة ( المائدة ) كلّ يوم خميس لم يلبس إيمانه بظلم ولم يشرك أبداً »(١) .

١٨٥ ـ لكفعمي في المصباح : عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : « من قرأها اُعطي من الأجر عشر حَسَنات ، ومُحي عن عشر سيّئات ، ورُفع له عشر دَرَجات ، بعدد كلّ يهوديّ ونصرانيّ يتنفّس في دار الدنيا »(٢) .

__________________

(١) ثواب الأعمال : ١٣١ / ١ ، وعنه في الوسائل ٦ : ٢٥٠ / ٧٨٦١ ، والبحار ٩٢ : ٢٧٣ / ١ ، وورد أيضاً في مجمع البيان ٢ : ١٥٠ ، وتفسير العياشي ١ : ٢٨٨ / ٣ ، وعنه في المستدرك ٤ : ٣٣٩ / ٤٨٣٣.

(٢) مصباح الكفعمي : ٤٣٩ ، وعنه في تفسير البرهان ٢ : ٢١٤ / ٢٨٦٩ ، ووورد أيضاً في مجمع البيان ٢ : ١٥٠ ، بتقديم وتأخير.

٧٣

سورة الأنعام

(٦)

مكّية إلاّ الآيات ٢٠ و ٢٣ و ٩١ و ٩٣ و ١

١٤ و ١٤١ و ١٥١ و ١٥٢ و ١٥٣ فمدنية

نزلت بعد سورة الحجر

فضلها :

١٨٦ ـ تفسير العيّاشي : عن أبي بصير ، قال : سَمِعتُ أبا عبداللهعليه‌السلام يقول : « إنّ سورةَ ( الأنعام ) نزَلتْ جملةً واحدةً ، وشيّعها سبعون ألف مَلَك حين أُنزِلَتْ على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فعظّموها وبجّلوها ، فإنّ اسم الله تبارك وتعالى فيها ، في سبعين مَوْضِعاً ، ولو يَعْلَمُ النّاسُ ما في قراءتها من الفَضْل ما ترَكوها ».

ثمّ قال أبو عبداللهعليه‌السلام : « من كان له إلى الله حاجَةٌ يريد قَضاءَها ، فليُصلّ أربع رَكَعات بفاتحة الكتاب والأنعام ، ولْيَقُل في صَلاته إذا فرَغ من القراءة : يا كريم يا كريم يا كريم ، يا عَظِيم يا عَظِيم يا عَظِيم ، يا أعظَم من كلّ عَظيم ، ياسَميع الدّعاء يا من لا تُغيّره الأيّام والليالي ، صلِّ على محمّد وآل محمّد ، وارْحَمْ ضَعفي ، وفَقْري ، وفاقَتي ، ومسكَنَتي ، فإنّك أعْلَم بها مِنّي ، وأنتَ أعلَم بحاجَتي.

يا من رَحِم الشَّيْخَ يعقُوب حين رَدَّ عليه يُوسُف قُرَّة عينه ، يا من رَحِم أيّوب

٧٤

بعد حُلول بَلائِهِ ، يا مَنْ رَحِم محمّداً عليه وآله السلام ، ومن اليُتْم آواه ، ونَصره على جَبابِرَةِ قُريش ، وطَواغيتها ، وأمْكَنَه منهم ، يا مُغيث يا مُغيث يا مُغيث. يقوله مِراراً ، فَوَالذي نفسي بيدِه لو دعوتَ الله بها بعد ما تُصلّي هذه الصّلاة في دُبُرِ هذه السورة ، ثمّ سألتَ الله جميعَ حَوائِجِك ما بَخل عليكَ ، ولأعْطَاك ذلك إن شاء الله »(١) .

ورواه الكليني فيالكافي : عن أبي علي الأشعري ، عن محمّد بن حسان ، عن إسماعيل بن مهران ، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة رفعه ، قال : قال أبو عبداللهعليه‌السلام مثله. إلى قوله : ما تركوها(٢) .

ورواه الصدوق فيثواب الأعمال : عن أبيه ، قال : حدّثني محمّد بن أبي القاسم ، عن محمّد بن علي الكوفي ، عن إسماعيل بن مهران ، عن الحسن بن علي ، عن الحسين بن محمد بن فرقد ، عن الحكم بن ظهير ، عن أبي صالح ، مثله(٣) .

١٨٧ ـ وعنه : عن أبي صالح ، عن ابن عباس ، قال : من قرأ سورة ( الأنعام ) في كلّ ليلة ، كان من الآمنين يوم القيامة ، ولم ير النار بعينه أبداً(٤) .

١٨٨ ـ علي بن إبراهيم في تفسيره : قال : حدّثني أبي ، عن الحسين بن خالد ، عن أبي الحسن الرضاعليه‌السلام ، قال : « نزَلتْ سورة ( الأنعام ) جملةً واحدةً وشيّعها سبعون ألف مَلَك ، لهم زَجَل بالتّسبيح والتّهليل والتكبير ، فمَن قرأها سبَّحوا له إلى

__________________

(١) تفسير العياشي ١ : ٣٥٣ / ١ ، وعنه في الوسائل ٨ : ١٣٣ / ١٠٢٤٠ ، والمستدرك ٤ : ٢٩٦ / ٤٧٢٩ ، والبحار ٩١ : ٣٤٨ ، و ٩٢ : ٢٧٥ / ٦ ، وورد أيضاً في مجمع البيان ٢ : ٢٧١.

(٢) الكافي ٢ : ٦٢٢ / ١٢ ، وعنه في الوسائل ٦ : ٢٣٠ / ٧٨٠٥.

(٣) ثواب الأعمال : ١٣١ / ١ ، وعنه في الوسائل ٦ : ٢٣٠ / ذيل ح ٧٨٠٥.

(٤) تفسير العياشي ١ : ٣٥٤ / ٢ ، وعنه في المستدرك ٤ : ٢٩٧ / ٤٧٣٠.

٧٥

يوم القيامة »(١) .

١٨٩ ـ الطبرسي في جوامع الجامع : في حديث أُبَي بن كعب ، عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، قال : « اُنزِلَتْ عليَّ ( الأنعام ) جملةً واحدة ، يُشيّعها سبعون ألف مَلَك ، لهم زَجَل بالتّسبيح والتّحميد ، فمَن قَرأها صلَّى عليه اُولئك السبعون ألف ملَك ، بعدَد كلّ آية من الأنعام يوماً وليلة »(٢) .

١٩٠ ـ الكفعمي في المصباح : عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : « من قرأها من أوَّلِها إلى قوله( تَكْسِبُونَ ) وكَّل الله به أربَعين ألف مَلَك ، يكتُبون له مثل عِبادَتهم إلى يوم القيامة »(٣) .

١٩١ ـ القطب الراوندي في لب اللباب : عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنّه قال : « إنّ من قرأ هذه السورة ، كان له بوزن جميع الأنعام التي خلقها الله في دار الدنيا درّاً ، بعدد كلّ درّ مائة ألف حسنة ، ومائة ألف درجة ، وإنّ هذه السورة نزلت جملة ، ومعها من كلّ سماء سبعون الف ملك ، لهم زجل بالتسبيح والتهليل ، فمن قرأها تستغفر له تلك الملائكة »(٤) .

١٩٢ ـ أبو الفتوح الرازي في تفسيره : عن عبدالله بن عباس ، عن اُبي بن كعب ، قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « سورة ( الأنعام ) نزلت عليّ جملة واحدة ، ونزل سبعون الف ملك من السماء الى الأرض لمشايعتها ، فمن قرأها صلّى عليه سبعون

__________________

(١) تفسير القمّي ١ : ١٩٣ ، وعنه في المستدرك ٤ : ٢٩٦ / ٤٧٢٨ ، والبحار ٩٢ : ٢٧٤ / ١ ، وورد أيضاً في مجمع البيان ٢ : ٢٧١.

(٢) جوامع الجامع : ١٢٢ ، وعنه في تفسير البرهان ٢ : ٣٩٦ / ٣٣٩٧.

(٣) مصباح الكفعمي : ٤٣٩ ، ومنه في تفسير البرهان ٢ : ٣٩٦ / ٣٣٩٨.

(٤) مخطوط. وعنه في المستدرك ٤ : ٢٩٧ / ٤٧٣٢.

٧٦

ألف ملك ، بعدد كلّ آية في هذه السورة ، في الليل والنهار »(١) .

١٩٣ ـ وعنه : عن جابر بن عبدالله الانصاري قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « من قرأ من ( الأنعام ) ثلاث آيات من أولها إلى قوله( ما تكسبون ) وكّل الله تعالى عليه أربعين ألف ملك ، يكتبون له مثل ثواب عبادتهم إلى يوم القيامة.

وينزل عليه من السماء السابعة ملكاً معه عمود من حديد ، يكون موكّلاً عليه حتى إذا أراد الشيطان أن يوسوسه ، أو يلقي في قلبه شيئاً ، يضربه بهذا العمود ضربة تطرده عنه ، حتى يكون بينه وبين الشيطان سبعون حجاباً ، ويقول الله تعالى له يوم القيامة :

عبدي إذهب إلى ظلّي ، وكل من جنّتي ، واشرب من الكوثر ، واغتسل من السلسبيل ، فإنّك عبدي وأنا ربّك »(٢) .

الاستشفاء بها :

١٩٤ ـ فقه الإمام الرضا عليه‌السلام : أروي عن العالمعليه‌السلام أنّه قال : « إذا بدأت بك علّة تخوَّفت على نفسك منها ، فاقرأ ( الأنعام ) فإنّه لا ينالك من تلك العلّة ما تكره »(٣) .

١٩٥ ـ ابني بسطام في طب الأئمّة عليهم‌السلام : عن سلامة بن عمر الهمداني قال :

__________________

(١) تفسير أبي الفتوح ٢ : ٢٥١ ، وعنه في المستدرك ٤ : ٢٩٧ / ٤٧٣٣.

(٢) نفس المصدر ٢ : ٢٥١ ، وعنه في المستدرك ٤ : ٢٩٨ / ٤٧٣٤.

(٣) فقه الإمام الرضاعليه‌السلام : ٣٤٢ ، وعنه في البحار ٩٢ : ٢٧٥ / ٤ ، وورد أيضاً في مكارم الأخلاق ٢ : ١٨٣ / ٢٤٨٣ ، عن الإمام الباقرعليه‌السلام .

٧٧

دخلت المدينة ، فأتيت أبا عبداللهعليه‌السلام ، فقلت : يابن رسول الله ، اعتللت على أهل بيتي بالحج ، وأتيتك مستجيراً من أهل بيتي ، من علّة أصابتني ، وهي داء الخبيثة قال : « أقم في جوار رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وفي حرمه وأمنه ، واكتب سورة ( الأنعام ) بالعسل ، واشربه ، فإنّه يذهب عنك »(١) .

١٩٦ ـ ومن كتاب خواصّ القرآن : رُوي عن الإمام الصادقعليه‌السلام أنّه قال : « من كتبها بمِسك وزَعْفَران ، وشَرِبها ستّة أيّام متوالية ، يُرزق خيراً كثيراً ، ولم تصبه سوداء ، وعوفي من الأوجاع والألم بإذن الله تعالى »(٢) .

__________________

(١) طب الأئمةعليهم‌السلام : ١٠٥ ، وعنه في المستدرك ٤ : ٣١٠ / ٤٧٦١.

(٢) مخطوط. وعنه في تفسير البرهان ٢ : ٣٩٦ / ٣٣٩٩.

٧٨

سورة الأعراف

(٧)

مكّية إلاّ من آية ١٦٣ إلى آية ١٧٠ فمدنيّة

نزلت بعد سورة ص

فضلها :

١٩٧ ـ تفسير العيّاشي : عن أبي بَصير ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام قال : « مَنْ قَرأ سورة ( الأعراف ) في كُلِّ شَهْرِ كان يومَ القيامة مِن الّذين لا خَوْفٌ عليهم ولا هُم يَحْزَنُون ، فإن قرَأها في كُلِّ جُمُعَة كان مِمَّن لا يُحاسَبُ يومَ القيامة ».

ثمّ قال أبو عبداللهعليه‌السلام : « أما إنّ فيها آياً مَحْكَمَةً ، فلا تَدَعُوا قرَاءَتَها وتِلاوَتَها والقِيامَ بها ، فإنّها تَشْهَدُ يومَ القِيامَةِ لِمَنْ قَرأها عند رَبِّه »(١) .

ورواه ابن بابويه فيثواب الأعمال : عن أبيه ، عن محمّد بن أبي القاسم ، عن محمّد بن علي الكوفي ، عن إسماعيل بن مهران ، عن الحسن بن علي ، عن أبيه ، عن

__________________

(١) تفسير العياشي ٢ : ٢ / ١ ، وعنه في المستدرك ٦ : ١٠٣ / ٦٥٣٩ ، وتفسير البرهان ٢ : ٥١٥ / ٣٧٧٨.

٧٩

أبي بصير ، عن أبي عبداللهعليه‌السلام مثله(١) .

١٩٨ ـ القطب الراوندي في لب اللباب : في الخبر : « من قرأ سورة ( الأعراف ) جعل الله بينه وبين ابليس ستراً يحترس منه ، ويكون ممّن يزوره في الجنة آدمعليه‌السلام ، ويكون له بعدد كلّ يهودي ونصراني درجة من الجنة »(٢) .

١٩٩ ـ وعنه : قال الإمام جعفر الصادقعليه‌السلام : « إنّ من قرأ هذه السورة في كلّ شهر ، كان يوم القيامة من الآمنين ، ومن قرأها في كلّ جمعة لا يحاسب يوم القيامة »(٣) .

٢٠٠ ـ الطبرسي في مجمع البيان : عن أُبي بن كعب ، عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : « من قرأ سورة ( الأعراف ) جعل الله بينه وبين ابليس ستراً ، وكان آدمعليه‌السلام له شفيعاً يوم القيامة »(٤) .

ورواه الشيخ أبو الفتوح فيتفسيره : عن أبي امامة ، عن اُبي ، عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، مثله(٥) .

٢٠١ ـ ابن فهد الحلّي في عدّة الداعي : للحفظ من الشياطين : إذا أخذ مضجعه يقرأ آية السخرة ، روي أنَّ رجلاً تعلّم ذلك من أمير المؤمنينعليه‌السلام ثمّ مضى ، فإذا

__________________

(١) ثواب الأعمال : ١٣٢ / ١ ، وعنه في الوسائل ٧ : ٤٠٩ / ٩٧١٥ ، وورد أيضاً في مجمع البيان ٢ : ٣٩٣ ، الدروع الواقية : ٦٨ ، إلى قوله : لا يحاسب يوم القيامة ، مصباح الكفعمي : ٤٣٩.

(٢) مخطوط ، وعنه في المستدرك ٤ : ٣٣٩ / ٤٨٣٤.

(٣) مخطوط ، وعنه في المستدرك ٤ : ٣٣٩ / ٤٨٣٥.

(٤) مجمع البيان ٢ : ٣٩٣ ، وعنه في المستدرك ٤ : ٣٣٩ / ٤٨٣٦.

(٥) تفسير أبي الفتوح ٢ : ٣٦٦ ، وعنه في المستدرك ٤ : ٣٣٩ / ذيل حديث ٤٨٣٦.

٨٠

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

وقد روي أنّه حينما سئل الإمام الصادقعليه‌السلام عن هذه الآية ، قال : «نحن والله المأذون لهم يوم القيامة والقائلون».

فقال الراوي : وأيّ شيء تقولون؟

فقالعليه‌السلام : «نمجد ربّنا ، ونصلّي على نبيّنا ، ونشفع لشيعتنا ، فلا يردنا ربّنا»(١) .

ونستفيد من هذه الرواية : إنّ الأنبياء والأئمّةعليهم‌السلام سيقفون صفّا يوم القيامة مع الملائكة والروح ، وسيكونون من المأذون لهم في الكلام والشفاعة ، وسيكون حديثهم منصبّا حول الذكر والثناء والتسبيح للباريعزوجل .

ثمّ إنّ وصف قولهم بكلمة «صوابا» للدلالة على أنّهم لا يشفعون إلّا لمن ملك مقدمات الشفاعة والتي لا تتعارض والحساب(٢) .

ويشير القرآن واصفا ذلك اليوم الذي يقوم فيه الناس والملائكة أجمعون يوم الفصل ، يوم عقاب العاصين وثواب المتقين ، يشير بقوله :( ذلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُ ) .

«الحقّ» : هو الأمر الثابت واقعا ، والذي تحققه قطعي. وهذا المعنى ينطبق تماما على يوم القيامة ، لأنّه سيعطي كلّ إنسان حقّه ، إرجاع حقوق المظلومين من الظالمين ، وتتكشف كلّ الحقائق التي كانت مخفية على الآخرين فانّه بحق : يوم الحقّ ، وبكل ما تحمل الكلمة من معنى.

وإذا ما التفت الإنسان إلى هذه الحقيقة (حقيقة يوم القيامة) فسيتحرك بدافع قوي نحو اللهعزوجل للحصول على رضوانه سبحانه بامتثال أوامره تعالى ولهذا يقول القرآن مباشرة :( فَمَنْ شاءَ اتَّخَذَ إِلى رَبِّهِ مَآباً ) .

فجميع مستلزمات التوجه والحركة نحو الله متوفرة بعد أن بيّن طريق الحقّ

__________________

(١) مجمع البيان ، ج ١٠ ، ص ٤٢٧.

(٢) بحثنا مسألة «الشفاعة» من حيث : شروطها ، خصائصها وفلسفتها ، مع الإجابة على الإشكالات الواردة بشأنها في تفسير الآية (٤٨) من سورة البقرة.

٣٦١

وأشار إلى معالم سبل الشيطان ، بلغ الله أوامره بواسطة الأنبياء والرسل وبالقدر الكافي ، أودع في الإنسان العقل (النّبي الباطن) ، رغّب للمتقين بالمفاز ، أنذر المجرمين عذابا أليما ، عيّن يوما لمحكمة العدل الإلهي بيّن أسلوب المحاكمة ، ولم يبق للإنسان سوى اختيار ما يتخذه إلى ربّه مآبا ، وبمحض إرادته.

و «المآب» : هو محل رجوع ، ويأتي أيضا بمعنى «الطريق».

ثمّ يؤكّد القرآن على مسألة عقاب المجرمين الذين يتوهمون أنّه يوم بعيد أو نسيئة ، يقول القرآن إنّ عقاب المجرمين لواقع ، ويوم القيامة لقريب :( إِنَّا أَنْذَرْناكُمْ عَذاباً قَرِيباً ) .

وما عمر الدنيا بكامله إلّا ساعة من زمن الآخرة الخالد ، وكما قيل : (كل ما هو آت قريب) ، وتقول الآيات (٥ ـ ٧) من سورة المعارج ، في هذا المجال :( فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلاً إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً وَنَراهُ قَرِيباً ) .

ويقول أمير المؤمنينعليه‌السلام : «كل آت قريب دان»(١) .

ولم لا يكون قريبا ما دام الأساس في العذاب الإلهي هو نفس أعمال الإنسان والتي هي معه على الدوام :( وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكافِرِينَ ) (٢) .

وبعد أن وجّه الإنذار للناس ، يشير القرآن إلى حسرة الظالمين والمذنبين في يوم القيامة ، حين لا ينفع ندم ولا حسرة ، إلّا من أتى الله بقلب سليم :( يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ ما قَدَّمَتْ يَداهُ وَيَقُولُ الْكافِرُ يا لَيْتَنِي كُنْتُ تُراباً ) .

وذهب بعض المفسّرين أنّ كلمة «ينظر» في الآية بمعنى «ينتظر» ، والمراد : انتظار الإنسان يوم القيامة لجزاء أعماله.

وفسّرها بعض آخر بـ : النظر في صحيفة الأعمال.

وقيل : النظر إلى ثواب وعقاب الأعمال.

__________________

(١) نهج البلاغة ، الخطبة ١٠٣.

(٢) العنكبوت ، ٥٤.

٣٦٢

وكل ما ذكر مبني على إهمال مسألة حضور وتجسّم الأعمال في يوم القيامة ، ومعه ينتفي أيّ دور للتأويلات المذكورة.

وبنظرة إلى الآيات القرآنية والروايات والأحاديث الشريفة يتبيّن لنا أنّ أعمال الإنسان تتجسم في هذا اليوم بصورة معينة ، وتظهر للإنسان فينظر إليها على حقيقتها فيسّر ويفرح عند رؤيته لأعماله الصالحة ، ويتألم ويتحسر عن رؤيته لأعماله السيئة.

وأساسا فإنّ تجسّم الأعمال ومرافقتها للإنسان من أفضل المكافآت للمطيعين وأشدّ عقوبة للعاصين.

كما نجد في الآية (٤٩) من وسورة الكهف :( وَوَجَدُوا ما عَمِلُوا حاضِراً ) ، وكذا في آخر سورة الزلزال :( فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ) .

في جملة «ما قدمت يداه» تغليب ، لأنّ كل إنسان يؤدي أعماله غالبا بيديه ، ولكنه لا يعني الحصر ، بل يشمل جميع ما ارتكبته الجوارح من لسان وعين واذن ، في الحياة الدنيا.

وينبه القرآن الناس قبل تحقق ذلك اليوم :( وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ ما قَدَّمَتْ لِغَدٍ ) (١) .

وعلى أيّة حال ، فحينما يرى الكفّار أعمالهم مجسمة أمامهم سيهالهم الموقف وتصيبهم الحسرة والندامة ، حتى يقولون يا ليتنا لم نتجاوز منذ البداية مرحلة التراب في خلقنا ، وعند ما خلقنا في الدنيا ، ثمّ متنا وتحولنا إلى التراب ، فيا ليتنا بقينا على تلك الحال ولم نبعث من جديد!

فهم يعلمون بأنّ التراب بات خيرا منهم ، لأنّه : تغرس به حبّة واحدة فيعطي سنابلا ، وهو مصدر غني للمواد الغذائية والمعدنية والبركات الاخرى ، مهد لحياة

__________________

(١) الحشر ، ١٨.

٣٦٣

الإنسان ، ومع ما له من فوائد جمّة فهو لا يضرّ قط ، بعكس ما كانوا عليه في حياتهم ، فرغم عدم صدور أيّة فائدة منهم ، فليس فيهم إلّا الضرر والأذى!

نعم ، فقد يصل الأمر بالإنسان ، وعلى الرغم من كونه أشرف المخلوقات ، لأنّ يتمنى أن يكون والجمادات بدرجة واحدة ، لما بدر منه كفر وذنوب!

وتصور لنا الآيات القرآنية أحوال الكافرين والمجرمين ، وشدّة تأثرهم وتأسفهم وندمهم على ما فعلوا في دنياهم ، يوم الفزع الأكبر ، فتقول الآية (٥٦) من سورة الزمر :( يا حَسْرَتى عَلى ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللهِ) .

وتقول الآية (١٢) من سورة السجدة :( فَارْجِعْنا نَعْمَلْ صالِحاً ) .

أو ما يقوله كل فرد منهم ـ كما جاء في الآية المبحوثة ـ( يا لَيْتَنِي كُنْتُ تُراباً ) .

* * *

بحث

النظرة الصائبة لمسألة «الجبر والإختيار»

!! تعتبر مسألة (الجبر والإختيار) من أقدم المسائل المبحوثة بين أوساط العلماء ، يرى فبعضهم حرية اختيار الإنسان ، ومنهم من يرى بأنّ الإنسان مجبور في أعماله ، وكلّ منهما يمتلك جملة من الأدلة التي أوصلته لما يرى.

ومن اللطيف أنّ كلا الفريقين ، يقبلون عمليا بأنّ الإنسان مختار في أفعاله.

وبعبارة أخرى : إنّ البحث والنقاش الدائر بين العلماء لا يتعدى دائرة البحث العلمي ، أمّا على الصعيد العملي فالكل متفقون على حرية الإختيار للإنسان.

وهذا يظهر لنا بوضوح بأنّه أصل حرية الإرادة والإختيار من الأصول التي انطوت عليها الفطرة الإنسانية ، ولولا الوساوس المختلفة لا تفق الجميع على حقيقة حرية الإرادة في الإنسان.

٣٦٤

إنّ الوجدان النوعي والفطرة الإنسانية عموما من أوضح أدلة الإختيار ، وقد تجلت بصور متنوعة في حياة لإنسان.

وعليه فإذا كان الإنسان لا يقبل بالاختيار ويعتبر نفسه مجبورا في أعماله فلما ذا إذن :

١ ـ يندم على بعض الأعمال التي يقوم بها أو لم ينجزها ، ويضع تجربته كعبرة ليعتبر به مستقبلا ، فإذا لم يكون مختارا ، فلما ذا الندم؟!

٢ ـ يلام ويوبّخ كلّ من يسيء ، فلما ذا يلام إن كان مجبورا في فعله؟!

٣ ـ يمدح ويحترم صاحب العمل الصالح.

٤ ـ يسعى الناس جاهدين لتربية وتعليم أبنائهم ليضمنوا لهم مستقبلا زاهرا ، وإذا كانت الأعمال جبرية ، فلما ذا هذا التعليم.

٥ ـ يسعى العلماء قاطبة لرفع المستوى الأخلاقي في المجتمع؟

٦ ـ يتوب الإنسان على ما فعل من ذنوب ، أو هل للجبر من توبة؟!

٧ ـ يتحسر الإنسان على تقصيره فيما يطلب منه؟

٨ ـ يحاكم المجرمون والمنحرفمون في كل دول العالم ، ويحقق معهم حسب قوانينهم؟

٩ ـ تضع جميع الأمم (المؤمنة أم الكافرة) العقوبات للمجرمين؟

١٠ ـ من يقول بالجبر يصرخ متغنيا في وجه المحاكم لمعاقبة من اعتدى عليه؟

والخلاصة : إن لم يكن للإنسان اختيار ، فما معنى الندم؟ ولماذا يلام ويوبخ؟

أمن العقل أن يلام الإنسان على فعل فعله قهرا؟! ثمّ لماذا يمدح أهل الخير والصلاح؟ فإن كان ما فعلوه خارج عن إرادتهم فلا معنى لتشجيعهم.

والقبول بوجود تأثير للتربية والتعليم على سلوك الإنسان يفقد (الجبر) معناه تماما ، وكذا الحال بالنسبة للمسائل الأخلاقية ، فلا مفهوم لها بدون الاعتراف أولا

٣٦٥

بحرية الإنسان

ثمّ إن كنّا قد جعلنا على أعمالنا جبرا ، فهل يبق للتوبة من معنى؟! ولم الحسرة والحال هذه؟! بل إنّ محاكمة الظالم ظلم واضح ، والأكثر ظلما معاقبته؟!! وكلّ ما ذكر يدلل على أنّ حرية الإرادة وعدم الجبر أصل تحكم به الفطرة الإنسانية ، وهو ما ينسجم تماما والوجدان البشري العام ، والكل يعمل على ضوء هذا الأصل ، ولا فرق في ذلك بين عوام الناس أو خواص العلماء والفلاسفة ، ولا يستثنى من ذلك حتى الجبريين أنفسهم ، وكما قيل في هذا الجانب : (الجبريون اختياريون من حيث لا يعلمون).

والقرآن الكريم حافل بما يؤكّد هذه الحقيقة ، ونظرا لكثرة الآيات التي تؤكّد على حرية إرادة الإنسان ـ مضافا الى الآية المبحوثة :( فَمَنْ شاءَ اتَّخَذَ إِلى رَبِّهِ مَآباً ) ـ سنكتفي بذكر ثلاث آيات من القرآن الحكيم.

ففي الآية (٣) من سورة الدهر :( إِنَّا هَدَيْناهُ السَّبِيلَ إِمَّا شاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً ) .

وفي الآية (٢٩) من سورة الكهف ، يقول تعالى :( فَمَنْ شاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شاءَ فَلْيَكْفُرْ ) .

وجاء في الآية (٢٩) من سورة الدهر أيضا :( إِنَّ هذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شاءَ اتَّخَذَ إِلى رَبِّهِ سَبِيلاً ) .

الحديث حول (الجبر والتفويض) طويل جدّا ، وقد كتبت في ذلك كتب ومقالات عديدة ، وما ذكرناه لا يتعدى كونه إلقاء نظرة سريعة ومختصرة على ضوء (القرآن) و (الوجدان) ، ونختم الحديث بذكر ملاحظة مهمّة وهي : إنّ الدوافع النفسية والاجتماعية قد اختلطت مع الاستدلال الفلسفي عند الكثيرين ممن يقولون بالجبر.

فكثير ممن اعتقدوا بالجبر ، أو (القضاء والقدر) بمعناه الجبري إنّما توسلوا به للفرار من المسؤولية : أو أنّهم جعلوها غطاء لفشلهم الناتج عن تقصيرهم

٣٦٦

وتساهلهم في أداء وظائفهم ، أو جعلوها مبررا لاتباع أهوائهم ونزواتهم الشيطانية.

استغل المستعمر ـ في بعض الأحيان ـ هذه المقولة ، وجدّ على نشر وتأكيد هذه العقيدة الباطلة لتحكيم سيطرته على الرقاب ، بعد أن يوهم الناس بأنّهم مجبورون من قبل الله على أن يعيشوا تحت سطوة الحاكم الموجود قضاء وقدرا ليأمن المستعمر من المقاومة ، يكسب رضاهم وتسليمهم له!

فالاعتقاد بهذا الرأي يعني تبرير كلّ ما يقوم به الطغاة والجناة ، وتبرير جميع ذنوب المذنبين ، وبالنتيجة : لا يبقى فرق بعد بين الصالح والطالح ، والمطيع والعاصي!!

اللهمّ! قنا من السقوط في زلل العقائد المنحرفة

اللهمّ! أنت المأمول والمرتجى يوم تكون جهنّم للطاغين مرصادا ، والجنّة للمتقين مفازا

اللهمّ! يا واسع المغفرة ، لا تخيبنا يوم نرى أعمالنا مجسمة أمامنا

آمين ربّ العالمين

نهاية سورة النبأ

* * *

٣٦٧
٣٦٨

سورة

النّازعات

مكيّة

وعدد آياتها ستّ وأربعون آية

٣٦٩
٣٧٠

«سورة النّازعات»

محتوى السورة :

تبحث هذه السورة كسابقتها مسائل «المعاد» ، وتتلخص مواضيعها عموما بستة أقسام :

١ ـ التأكيد مرارا على مسألة المعاد وتحققه الحتمي.

٢ ـ الإشارة إلى أهوال يوم القيامة.

٣ ـ عرض سريع لقصة موسىعليه‌السلام مع الطاغي فرعون ، تسلية للنّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والمؤمنين ، وإنذارا للمشركين الطغاة ، وإشارة إلى ما يترتب على إنكار المعاد من سقوط في مستنقع الرذيلة.

٤ ـ طرح بعض النماذج المظاهر قدرة الباري سبحانه في السماء والأرض ، للاستدلال على إمكان المعاد والحياة بعد الموت.

٥ ـ تعود الآيات مرّة اخرى ، لتعرض بعض حوادث اليوم الرهيب ، وما سيصيب الطغاة من عقاب وما سينال الصالحون من ثواب.

٦ ـ وفي النهاية ، يأتي على خفاء تاريخ وقوع يوم القيامة ، والتأكيد على حتمية وقوعه وقربه.

وسميت السورة بـ (النازعات) لورود هذه الكلمة في أوّل آية ، وبها تبدأ السورة من بعد البسملة.

فضيلة السورة :

وروي عن النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، أنّه قال : «من قرأ سورة والنازعات لم يكن حبسه

٣٧١

وحسابه يوم القيامة إلّا كقدر صلاة مكتوبة حتى يدخل الجنّة»(١) .

وعن الإمام الصادق ، أنّه قال : «من قرأها لم يمت إلّا ريّان ، ولم يبعثه الله إلّا ريّان ، ولم يدخله الجنّة إلّا ريّان»(٢) .

وليس غربيا أن ينال الإنسان بكل ما ذكر جزاء من عند الله ، إذا ما أمعن في محتوى السورة وتدبّر إشاراتها الموقظة للنفوس الغافلة ، والمعرّفة بوظائف الإنسان في حياته ، فمن لم يكتف بترديد ألفاظ السورة ، وعمل بها بعد الإمعان والتدبر فحري أن يجزى بما وعد الحق.

* * *

__________________

(١) مجمع البيان ، ج ١٠ ، ص ٤٢٨.

(٢) المصدر السابق.

٣٧٢

الآيات

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

( وَالنَّازِعاتِ غَرْقاً (١) وَالنَّاشِطاتِ نَشْطاً (٢) وَالسَّابِحاتِ سَبْحاً (٣) فَالسَّابِقاتِ سَبْقاً (٤) فَالْمُدَبِّراتِ أَمْراً (٥) )

التّفسير

القسم بالملائكة :

جاء القسم القرآني بخمسة أشياء مهمّة ، لتبيان حقيقة وحتمية تحقق يوم القيامة «المعاد» ، فيقول :

( وَالنَّازِعاتِ غَرْقاً ) .

وقبل البدء بالتّفسير لا بدّ من توضيح معاني بعض الكلمات

«النازعات» : من (النوع) ، ونزع الشيء جذبه من مقرّه ، كنزع القوس عن كبده ، ومنه نزع العداوة والمحبّة من القلب(١) . وبذلك تشمل الأمور المعنوية أيضا.

(الغرق) : بالفتح (على وزن الشفق) ، هو الرسوب في الماء ، (على قول كثير من أهل اللغة) ، ويأتي كذلك فيمن غمره البلاء.

__________________

(١) مفردات الرغب ، مادة (نزع).

٣٧٣

و «الغرق» : (على وزن الفرق) ، يقول عنه (ابن منظور) في لسان العرب : إنّه اسم أقيم مقام المصدر الحقيقي ، بمعنى الإغراق ، والإغراق بالنزع هو : أن يباعد السهم ويسحب القوس إلى آخر نقطة ممكنة ، ويضرب مثلا للغو والإفراط.

ومن هنا يتّضح أنّ المعنى المقصود في هذه الآية ليس الغرق في الماء ، بل هو القيام بعمل ما إلى أقصى حدّ ممكن.(١)

«النّاشطات» : من (النشط) ، هي العقد التي يسهل حلها ، وبئر (إنشاط) : هي القريبة القعر يخرج دلوها بجذبة واحدة ، ويقال للإبل التي تتحرك من غير أن يحدى لها (النشيطة) فيكون المعنى عموما : هو التحرك بسهولة.

«السابحات» : من (السبح) ، وهو الحركة السريعة في الماء أو الهواء ولهذا تطلق السابحات على : السباحة في الماء ، الحركة السريعة للخيل ، وأيّة حركة سريعة في عمل ما و «التسبيح» : هو تنزيه الله تعالى من كل عيب ونقص ، وأصله : الحركة السريعة في عبادة الله تعالى.

«السابقات» : من (السبق) ، وهو التقدم في السير ، وبما أنّ السبق لا يتمّ إلّا بالحركة الأسرع فهو يتضمّن معنى الشرعة كذلك.

«المدبرات» : من (التدبير) ، وهو التفكير في عاقبة الأمور ، وأرادت الآية القيام بالأعمال على أحسن وجه.

وبعد هذه التعريفات الموجزة نشرع بالتفسير :

إنّ القسم بهذه الأمور الخمسة قد لفّته هالة من الإبهام والغموض وتبعث على التأمل والتعمق أكثر لمعرفة المراد من هذه الأقسام وأنّها لمن تشير ، وأي شيء تقصد؟

وقد عرضت تفاسير مختلفة ، وقيل الكثير بخصوص هذا الموضوع ، إلّا أنّ

__________________

(١) راجع : لسان العرب ، تفسير مجمع البيان ، تفسير الكشّاف ، ومجمع البحرين.

٣٧٤

معظمها تدور حول ثلاثة محاور :

الأوّل : إنّ القسم المذكور يتعلق بالملائكة الموكلة بقبض أرواح الكفّار والمجرمين ، ولكون تلك الأرواح قد رفضت التسليم للحق ، فيكون فصلها عن أجسادها بشدّة.

ويتعلق كذلك ، بالملائكة الموكلة بقبض أرواح المؤمنين برفق ويسر ، وسرعة في إتمام الأمر.

والملائكة التي تسرع في تنفيذ الأوامر الإلهية.

ثمّ الملائكة التي تتسابق في تنفيذ الأوامر الإلهية.

وأخيرا ، يتعلق القسم بالملائكة التي شؤون العالم بأمره سبحانه وتعالى.

الثّاني : تعلق القسم بالنجوم التي تغرب من أفق لتنتقل إلى أفق آخر وبحركة دائبة لا تعرف السكون.

فبعض منها تمشي الهوينا ، والبعض الآخر واسعة الخطوات.

وتراها سابحة في السماء.

وتتسابق فيما بينها.

وأخيرا ، تشترك في تدبير امور الكون ، بما لها من تأثيرات ، (كنور الشمس وضياء القمر بالنسبة إلى الأرض).

الثّالث : تعلق القسم بالمجاهدين في سبيل الله ، أو بخيولهم الخارجة من أوطانهم بعزم شديد لتجول في ميادين القتال بنشاط وتمكن.

و تتسابق فيما بينها مع الجول والتسابق تعمل على إرادة وتدبير امور الحرب.

وقد جمع بعض المفسّرين هذه الآراء ، فبعضها مقتبس من الأوّل ، والقسم الآخر من الثّاني أو الثالث ، لمعنى خاص ، ولكنّ الأصل في كلّ ذلك يعود إلى

٣٧٥

التّفاسير الثّلاثة المذكورة(١) .

ولا يوجد أيّ تضاد بين كلّ ما ذكر ، ويمكن أن تكون الآيات قد رمزت إلى كلّ هذه المعاني وعموما يبدو أنّ التفسير الأوّل أقرب من غيره ، للأسباب التالية :

أوّلا : تناسبه مع يوم القيامة هو ممّا تدور السورة حوله عموما.

ثانيا : نسبة الترابط الموجودة بينه وبين الآيات المشابهة للآيات المبحوثة في أوّل سورة المرسلات.

ثالثا : ملائمة تفسير :( فَالْمُدَبِّراتِ أَمْراً ) للملائكة التي تدبّر شؤون العالم بأمر الله ، والذين لا يتخلفون ولو لحظة واحدة في تنفيذ ما يؤمرون به ، كما تشير الآية (٢٧) من سورة الأنبياء إلى ذلك :( لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ ) ، وخصوصا أنّ (تدبير الأمر) ورد بصيغة مطلقة من دون أيّ قيد أو شرط.

وعلاوة على كلّ ما تقدم فثمّة روايات في تفسير الآيات المبحوثة يتناسب معها التفسير الأوّل ، ومن جملتها :

ما روي عن عليعليه‌السلام في تفسير( النَّازِعاتِ غَرْقاً ) ، إنّه قال : «إنّها الملائكة الذين ينزعون أرواح الكفّار عن أبدانهم بشدّة كما يغرق النازع بالقوس فيبلغ بها غاية المسد»(٢) .

وروي عنهعليه‌السلام في تفسير : «والناشطات» و «السابحات» و «فالمدبرات» ما

__________________

(١) وثمّة رأي يقول : المقصود بهذا القسم ، تلك الحركات الطبيعية والإرادية والصناعية للموجودات ، فمثلا : تتحرك النطفة حركة طبيعية ، فتنفصل من صلب الأب لتستقر في رحم الام ، ثمّ تديم مسيرها بهدوء ، ولتسرع بعد ذلك ، ثمّ تبدأ المواد الحياتية بالتسابق في النطفة حتى يتشكل في النهاية إنسان كامل الهيئة لتقوم بتدبيره ، وكذا الحال بالنسبة للحركات الإرادية حيث يبدأ الإنسان باتخاذ قرار معين وبعده يتحرك بهدوء لتجسيد اولى خطوات التنفيذ ، ثمّ يسرع الخطوات ، ويتسابق مع الآخرين ، ويقوم بكلّ ذلك لتدبير أمره وحياته الاجتماعية والوسائل الصناعية لا تبتعد عن هذا التسلسل ، كما في المراحل التي تطويها الطائرة في مسيرها. (إلّا أنّ هذا التفسير يفتقد الدليل).

(٢) تفسير نور الثقلين ، ج ٥ ، ص ٤٩٧ ، الحديث ٤.

٣٧٦

يشبه ذلك(١) .

ويمكن توجيه هذا التفسير بشكل أتم ، إذا ما اعتبرنا مسألة قبض أرواح المؤمنين والكفّار مصداق من مصاديق التّفسير وليس كلّ محتواه ، وعليه فالملائكة هم المقصودون بالأقسام المذكورة بصورة عامّة ، ويتمّ تنفيذ الأمر الإلهي من قبلهم على خمس مراحل : الحركة الشديدة الناتجة من عظمة صدور الأمر الإلهي الشروع بالتنفيذ بخطوات هادئة الإسراع في خطوات التنفيذ

فالتسابق ومن ثمّ يكون تدبير الأمر.

وعلى أيّة حال ، فقبض الأرواح من قبل الملائكة مصداق لمفهوم كلّي ، ويعتبر الأرضية الممهدة لبقية البحوث التي تتناولها السورة حول «المعاد».

* * *

ملاحظتان

ويبقى ، بعد كلّ ما تقدم ، سؤالان :

الأوّل : ما سبب مجيء «النازعات» و «الناشطات» بصيغة المؤنث؟

الثّاني : كان القسم في الآيات الثلاثة الاولى بـ «الواو» ، وفي الآيتين الرابعة والخامسة استعملت «الفاء» عوضا عن «الواو» فهل هي للعطف أم للتفريع؟

الجواب الأوّل : «النازعات» جمع (نازعة) ، وهي الطائفة أو المجموعة من الملائكة التي تعمل على تنفيذ ما أمرت به ، وكذا الحال بالنسبة لـ «الناشطات» وبقية صيغ الجمع الاخرى وبما أنّ (الطائفة) مؤنث لفظي ، فقد جاء الجمع بصيغة المؤنث السالم.

الجواب الثّاني : يمكننا القول : أنّ التسابق الحاصل هو نتيجة الحركة السريعة

__________________

(١) المصدر السابق ، الحديث ٧ ـ ٨ ـ ١٢.

٣٧٧

المقصودة في «السابحات» ، وتدبير الأمور نتيجة لمجموع هذه الحركة.

وآخر ما ينبغي قوله في هذا المجال : إنّ القسم الوارد في الآيات الخمسة الاولى من السورة ، إنّا هو قسم على أمر محذوف (وهو جواب القسم) ، ولكنّ قرينة المقام وما تشير إليه الآيات التالية يبيّن البعث والحشر والقيامة ، وحتمية تحققها ، فيكون التقدير لجواب القسم : (لتبعثن يوم القيامة ولتحشرنّ ولتحاسبن).

* * *

٣٧٨

الآيات

( يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ (٦) تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ (٧) قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ واجِفَةٌ (٨) أَبْصارُها خاشِعَةٌ (٩) يَقُولُونَ أَإِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحافِرَةِ (١٠) أَإِذا كُنَّا عِظاماً نَخِرَةً (١١) قالُوا تِلْكَ إِذاً كَرَّةٌ خاسِرَةٌ (١٢) فَإِنَّما هِيَ زَجْرَةٌ واحِدَةٌ (١٣) فَإِذا هُمْ بِالسَّاهِرَةِ (١٤) )

التّفسير

صيحة الموت المرعبة!

بعد أن أكّد القرآن الكريم على حقيقة القيامة وحتمية وقوعها في الآيات السابقة ، تتعرض الآيات أعلاه لبعض ما يصاحب يوم القيامة من علامات وأحداث ، فتقول :( يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ ) ، أي : يوم تحدث الزلزلة العظيمة المهولة.

ثمّ :( تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ ) .

«الراجفة» : من (الرجف) ، بمعنى الاضطراب والتزلزل ، ولذا يقال للأخبار التي توقع الاضطراب بين أوساط الناس بـ (الأراجيف).

«الرادفة) : من (الردف) ، وهو الشخص أو الشيء الذي يأتي بعد نظيره تتابعا ،

٣٧٩