بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة الجزء ٧

بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة9%

بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة مؤلف:
تصنيف: أمير المؤمنين عليه السلام
الصفحات: 621

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤
  • البداية
  • السابق
  • 621 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 104533 / تحميل: 9056
الحجم الحجم الحجم
بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة

بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة الجزء ٧

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

الروحاء، فقال آدم: يا ملك الموت، ما أذكر هذا، فقال له ملك الموت: يا آدم لا تجهل، ألم تسأل الله أن يثبتها لداود ويمحوها من عمرك فأثبتها لداود في الزبور، ومحاها من عمرك من الذكر؟ قال: فقال آدم: فأحضر الكتاب حتى أعلم ذلك، قال أبو جعفرعليه‌السلام : وكان آدم صادقا لم يذكر، قال أبو جعفرعليه‌السلام : فمن ذلك اليوم أمر الله العباد أن يكتبوا بينهم إذا تداينوا وتعاملوا إلى أجل مسمى، لنسيان آدم وجحوده ما جعل على نفسه ».

[١٥٢٩٧] ٢ - ثقة الاسلام في الكافي: عن أبي علي الأشعري عن عيسى بن أيوب، عن علي بن مهزيار، عمن ذكره، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: « لما عرض على آدم ولده، نظر إلى داود فأعجبه، فزاد خمسين سنة من عمره - وساق ما يقرب منه، وفي آخره فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام - وكان أول صك كتب في الدنيا ».

[١٥٢٩٨] ٣ - وعن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد البرقي، عن أبيه، عن خلف بن حماد، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، ـ في حديث - أنه قال له ابن شبرمة: ما تقول يا أبا عبد الله، في شئ سألني عنه الأمير فلم يكن عندي فيه شئ؟ فقال: « وما هو؟ » قال: سألني عن أول كتاب كتب في الأرض؟ قال: « نعم، إن الله عز وجل عرض على آدم ذريته - إلى أن قال - فلما انتهى إلى داود، قال: من هذا الذي نبأته وكرمته وقصرت عمره؟ قال: فأوحى الله عز وجل إليه: هذا ابنك داود، وعمره أربعون سنة - إلى أن قال - يا رب إني قد جعلت له من عمري ستين سنة تمام المائة، قال: فقال الله عز وجل لجبرئيل وميكائيل وملك الموت: أكتبوا عليه كتابا فإنه سينسى، قال: فكتبوا عليه كتابا وختموه بأجنحتهم(١) من طينة

__________________

٢ - الكافي ج ٧ ص ٣٧٩.

٣ - الكافي ج ٧ ص ٣٧٨.

(١) في الحجرية: بأجنحة.

٢٦١

عليين، قال: فلما حضرت آدم الوفاة أتاه ملك الموت، فقال: يا ملك الموت، ما جاء بك؟ قال: جئت لأقبض روحك، قال: قد بقي من عمري ستون سنة، قال: إنك جعلتها لابنك داود، قال: ونزل عليه جبرئيل وأخرج له الكتاب، فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام : فمن أجل ذلك إذا أخرج الصك على المديون ذل المديون، فقبض روحه ».

[١٥٢٩٩] ٤ - الصدوق في العلل: عن محمد بن موسى المتوكل، عن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن مالك بن عطية، عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر الباقرعليه‌السلام : « إن الله عز وجل عرض على آدم أسماء الأنبياء وأعمارهم » إلى آخر ما مر برواية العياشي.

١٤ -( باب أن من سبق إلى مكان من السوق فهو أحق به إلى الليل، وأنه لا يجوز أخذ كرى السوق غير المملوك)

[١٥٣٠٠] ١ - دعائم الاسلام: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه قال: « سوق المسلمين كمسجدهم، الرجل أحق بمكانه حتى يقوم منه، أو تغيب الشمس ».

[١٥٣٠١] ٢ - البحار، عن كتاب الإمامة والتبصرة لعلي بن بابويه: عن أحمد بن علي [ عن محمد بن الحسن ](١) ، عن محمد بن الحسن الصفار، عن إبراهيم بن هاشم، عن النوفلي، عن السكوني، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائهعليهم‌السلام قال: « قال رسول الله ( صلى الله عليه

__________________

٤ - علل الشرائع ص ٥٥٣.

الباب ١٤

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٨ ح ٢١.

٢ - البحار ج ١٠٤ ص ٢٥٦ ح ١٤، بل عن جامع الأحاديث ص ١٣.

(١) ما بين المعقوفتين أثبتناه من البحار والمصدر.

٢٦٢

وآله ): سوق المسلمين كمسجدهم، فمن سبق إلى مكان فهو أحق به إلى الليل ».

١٥ -( باب استحباب الدعاء بالمأثور عند دخول السوق)

[١٥٣٠٢] ١ - إبراهيم بن محمد الثقفي في كتاب الغارات: عن عبد الله بن أبي شيبة، عن أبي معاوية، عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن النعمان بن سعد، عن عليعليه‌السلام قال: كان يخرج إلى السوق ومعه الدرة، فيقول: « إني أعوذ بك من الفسوق، ومن شر هذا السوق ».

[١٥٣٠٣] ٢ - عبد الله بن يحيى الكاهلي في كتابه: عن بعض أصحابنا، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: « إذا دخلت السوق فقل: لا إله إلا الله عدد ما ينطقون(١) ، تبارك الله أحسن الخالقين، ثلاث مرات، سبحان الله عدد ما يلغون(٢) ، سبحان الله عدد ما ينطقون، سبحان الله عدد ما يسومون، تبارك الله رب العالمين ».

[١٥٣٠٤] ٣ - الصدوق في الخصال: عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن عيسى بن عبيد اليقطيني، عن القاسم بن يحيى، عن جده الحسن بن راشد، عن أبي بصير ومحمد بن مسلم، عن أبي عبد الله، عن أبي جعفر، عن آبائه، عن أمير المؤمنينعليهم‌السلام ، أنه قال: « إذا اشتريتم ما تحتاجون إليه من السوق، فقولوا حين تدخلون السوق: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، اللهم إني أعوذ بك من صفقة خاسرة، ويمين

__________________

الباب ١٥

١ - الغارات ج ١ ص ١١٤.

٢ - كتاب عبد الله بن يحيى الكاهلي ص ١١٤.

(١) في المصدر زيادة: سبحان الله عدد ما يسومون.

(٢) في المصدر: يبعون.

٣ - الخصال ص ٦٣٤.

٢٦٣

فاجرة، وأعوذ بك من بوار الأيم(١) ».

[١٥٣٠٥] ٤ - فقه الرضاعليه‌السلام : « فإذا دخلت السوق(١) من أسواق المسلمين فقل: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت وهو حي لا يموت، بيده الخير، وهو على كل شئ قدير، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، اللهم ارزقني من خيرها وخير أهلها ».

[١٥٣٠٦] ٥ - البحار، عن خط الشهيدرحمه‌الله : حرز للمسافر والمتجر: إذا دخل حانوته أول النهار، يقرأ الاخلاص إحدى وعشرين مرة، ثم يقول: اللهم يا واحد يا أحد، يا من ليس كمثله أحد، أسألك بفضل قل هو الله أحد أن تبارك لي فيما رزقتني، وأن تكفيني شر كل أحد(١) إذا أردت أن تغدو في حاجتك، وقد طلعت الشمس وذهبت حمرتها، فصل ركعتين بالحمد وقل هو الله أحد وقل يا أيها الكافرون، فإذا سلمت فقل: اللهم إني غدوت التمس من فضلك كما أمرتني، فارزقني من فضلك رزقا حسنا واسعا حلالا طيبا، وأعطني فيما رزقتني العافية، غدوت بحول الله وقوته، غدوت بغير حول مني ولا قوة، ولكن بحول منك وقوة، وأبرأ إليك من الحول والقوة إلا بك، اللهم أني أسألك بركة هذا اليوم، فبارك لي في جميع أموري، برحمتك يا أرحم الراحمين، وصلى الله على محمد وآله الطيبين، فإذا انتهيت إلى السوق فقل: أشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت ويميت ويحيي، وهو حي لا يموت، بيده

__________________

(١) بوار الأيم: أي كسادها، وهو أن تبقى المرأة في بيتها لا يخطبها خاطب. ( لسان العرب - بور - ج ٤ ص ٨٦ ).

٤ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٥٤.

(١) في المصدر: سوقا.

٥ - البحار ج ١٠٣ ص ٩٣ ح ٧.

(١) الحديث ملفق من حديثين، الحديث الأول نقله المجلسي من خط الشهيد إلى قوله: شر كل واحد. والثاني نقله عن مكارم الأخلاق في البحار ج ١٠٣ ص ٩١ ح ٤ من قوله: إذا أردت أن إلى قوله: عن الصادقعليه‌السلام . فتأمل.

٢٦٤

الخير، وهو على كل شئ قدير، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، اللهم إني أسألك خيرها، وخير أهلها، وأعوذ بك من شرها، وشر أهلها، اللهم إني أعوذ بك أن أبغي و(٢) يبغي علي، أو أن أظلم و(٣) أظلم، أو أعتدي أو يعتدى علي، وأعوذ بك من إبليس وجنوده، وفسقة العرب والعجم، حسبي الله لا إله إلا هو، عليه توكلت وهو رب العرش العظيم، وإذا أردت أن تشتري شيئا فقل: يا حي يا قيوم، يا دائم، يا رؤوف يا رحيم، أسألك بعونك وقدرتك وما أحاط به علمك، أن تقسم لي من التجارة(٤) أعظمها رزقا، وأوسعها فضلا، وخيرها لي عاقبة، فإنه لا خير فيما لا عاقبة له، وإذا اشتريت دابة أو رأسا، فقل: اللهم ارزقني أطولها حياة، وأكثرها منفعة، وخيرها عاقبة، عن الصادقعليه‌السلام .

[١٥٣٠٧] ٦ - أبو علي في أماليه: عن أبيه، عن المفيد، عن أبي بكر محمد بن عمر الجعابي، عن أحمد بن محمد بن عقدة، عن أحمد بن عبد الله بن ستورة، عن عبد الله بن يحيى، عن محمد بن عثمان بن زيد بن بكار بن الوليد قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام : « يقول من دخل سوقا فقال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله، اللهم إني أعوذ بك من الظلم والمأثم والمغرم، كتب الله له من الحسنات عدد ما فيها من فصيح وأعجم ».

[١٥٣٠٨] ٧ - القطب الراوندي في كتاب لب اللباب: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « من قال حين دخول السوق: بسم الله، غفر له ».

[١٥٣٠٩] ٨ - وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه كان إذا دخل السوق يقول: « اللهم إني أسألك من خير هذا السوق، وأعوذ بك من الكفر والفسوق ».

__________________

(٢ و ٣) في المصدر: أو.

(٤) في المصدر زيادة: اليوم.

٦ - أمالي الطوسي ج ١ ص ١٤٤.

٧ - لب اللباب: مخطوط.

٨ - لب اللباب: مخطوط.

٢٦٥

١٦ -( باب استحباب ذكر الله في الأسواق، خصوصا التسبيح والشهادتان)

[١٥٣١٠] ١ - الصدوق في الخصال: عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن القاسم بن يحيى، عن جده الحسن بن راشد، عن أبي بصير ومحمد بن مسلم، عن أبي عبد الله، عن أبي جعفر، عن أبيه، عن آبائه، عن أمير المؤمنينعليهم‌السلام ، أنه قال: « أكثروا ذكر الله عز وجل إذا دخلتم الأسواق، وعند اشتغال الناس، فإنه كفارة للذنوب، وزيادة في الحسنات، ولا تكتبوا في الغافلين ».

[١٥٣١١] ٢ - صحيفة الرضاعليه‌السلام : بإسناده عن آبائهعليهم‌السلام قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من قال حين يدخل السوق: سبحان الله، والحمد لله ولا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت، وهو حي لا يموت، بيده الخير، وهو على كل شئ قدير، أعطي من الا جبر بعدد ما خلق الله تعالى إلى يوم القيامة ».

[١٥٣١٢] ٣ - ابن أبي جمهور في درر اللآلي: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « من دخل السوق فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شئ قدير، كتب الله له ألف ألف حسنة، ومحا عنه ألف ألف سيئة، وحط عنه ألف ألف خطيئة ».

١٧ -( باب استحباب التكبير ثلاثا، والدعاء بالمأثور)

[١٥٣١٣] ١ - فقه الرضاعليه‌السلام : « وإذا اشتريت متاعا أو سلعة أو

__________________

الباب ١٦

١ - الخصال ص ٦١٤.

٢ - صحيفة الرضاعليه‌السلام ص ٥٢ ح ٨٧.

٣ - درر اللآلي ج ١ ص ٣٧.

الباب ١٧

١ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٥٤.

٢٦٦

جارية أو دابة، فقل: اللهم إني ألتمس فيه من رزقك، فاجعل لي فيه رزقا، اللهم إني ألتمس فيه فضلك، فاجعل لي فيه فضلا اللهم، أني ألتمس فيه من خيرك وبركتك وسعة رزقك، فاجعل لي فيه رزقا واسعا، وربحا طيبا، هنيئا مريئا، تقولها ثلاث مرات، وإذا أصبت بمال فقل: اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك، وفي قبضتك، ناصيتي بيدك، تحكم في ما تشاء، وتفعل ما تريد، اللهم فلك الحمد على حسن قضائك وبلائك، اللهم هو مالك ورزقك، وأنا عبدك، خولتني حين رزقتني، اللهم فألهمني شكرك فيه، والصبر عليه حين أصبت وأخذت، اللهم أنت أعطيت وأنت أصبت اللهم لا تحرمني ثوابه، ولا تنسني من خلفه(١) في دنياي وآخرتي، إنك على ( ذلك قادر )(٢) ، اللهم أنا لك وبك وإليك ومنك، لا أملك لنفسي ضرا ولا نفعا ».

١٨ -( باب كراهة معاملة المحارف، ومن لم ينشأ في الخير، والقرض من مستحدث النعمة)

[١٥٣١٤] ١ - القطب الراوندي في دعواته: عن الصادقعليه‌السلام ، أنه قال: « لا تشتروا لي من محارف(١) ، فإن خلطته لا بركة فيها، ولا تخالطوا إلا من نشأ في الخير ».

[١٥٣١٥] ٢ - الشيخ المفيد في الإختصاص: عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: قال: « يا داود، لئن تدخل يدك في فم التنين إلى المرفق، خير لك من طلب الحوائج ممن لم يكن فكان ».

__________________

(١) في نسخة « حفظه ».

(٢) في المصدر: كل شئ قدير.

الباب ١٨

١ - دعوات الراوندي ص ٥١ ح ٢٧٦.

(١) المحارف: المحروم الذي قتر عليه رزقه ( لسان العرب ج ٩ ص ٤٣ ).

٢ - الاختصاص ص ٢٣٢.

٢٦٧

[١٥٣١٦] ٣ - البحار، عن أعلام الدين: قال: قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : « لا تلتمسوا الرزق ممن اكتسبه من ألسنة الموازين ورؤوس المكاييل، ولكن عند من فتحت عليه الدنيا ».

[١٥٣١٧] ٤ - وعن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه قال لولده الحسنعليه‌السلام في حديث: « وإياك وطلب الفضل واكتساب التسايج(١) والقراريط(٢) ، من ذوي(٣) الأكف اليابسة والوجوه العابسة، فإنهم إن أعطوا منوا، وإن منعوا كدوا » الخبر.

[١٥٣١٨] ٥ - الآمدي في الغرر عن: أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه قال: « أقبلوا على من أقبلت عليه الدنيا، فإنه أجدر بالغنى ».

١٩ -( باب كراهة مخالطة السفلة، والاستعانة بالمجوس، ولو على ذبح شاة)

[١٥٣١٩] ١ - الصدوق في الخصال: عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن عيسى، عن القاسم بن يحيى، عن جده الحسن بن راشد، عن أبي بصير ومحمد بن مسلم، عن أبي عبد الله، عن آبائه، عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه قال: « إحذروا السفلة، فإن السفلة من لا يخاف الله عز وجل، وفيهم قتلة الأنبياء، وفيهم أعداؤنا ».

__________________

٣ - البحار ج ١٠٣ ص ٨٦ ح ٢٢ عن اعلام الدين ص ٩٤.

٤ - البحار ج ٩٦ ص ١٦٠ ح ٣٨ عن اعلام الدين ص ٨٦.

(١) التسايج: تصحيف صحته ما جاء في بحار الأنوار: الطساسيج: جمع طسوج وهو حبتان من الدانق أي ربع دانق، والدانق عملة كانت شائعة عندهم ( لسان العرب ج ٢ ص ٣١٧ ).

(٢) القراريط: جمع قيراط، وهو نصف دانق ( لسان العرب ج ٧ ص ٣٧٥ ).

(٣) في الطبعة الحجرية: « دون »وما أثبتناه من المصدر.

٥ - الغرر ج ١ ص ١٣٥ ح ٥٢.

الباب ١٩

١ - الخصال ص ٦٣٥.

٢٦٨

[١٥٣٢٠] ٢ - محمد بن إدريس في السرائر: عن أبي عبد الله السياري، عن أمير المؤمنينعليه‌السلام - في حديث - أنه قال لرجل: « إن كنت ممن لا يبالي بما قال ولا بما قيل لك(١) ، فأنت سفلة » الخبر.

[١٥٣٢١] ٣ - وفيه: نقلا من جامع البزنطي، قال: سئل أبو الحسنعليه‌السلام : من(١) السفلة؟ قال: « السفلة الذي يأكل في الأسواق ».

[١٥٣٢٢] ٤ - مجموعة الشهيدرحمه‌الله : عن أبي الجنيد قال: قال الرضاعليه‌السلام : « السفلة من كان له شئ يلهيه عن الله تعالى ».

٢٠ -( باب كراهة الحلف على البيع والشراء صادقا، وتحريم الحلف كاذبا)

[١٥٣٢٣] ١ - الجعفريات: بإسناده عن جعفر بن محمد، عن أبيه عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، أنه ركب بغلة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله الشهباء بالكوفة، فأتى سوقا سوقا - إلى أن قال - ثم أتى الكناسة فإذا فيها أنواع التجارة، من النحاس، ومن صائغ(١) ، ومن قماط، ومن بائع إبر، ومن صيرفي، ومن حناط، ومن بزاز، فنادى بأعلى صوته: « ان أصواتكم(٢) هذه يحضرها الايمان، فشوبوا أيمانكم بالصدقة، وكفوا عن الحلف، فإن الله عز وجل لا يقدس من حلف

__________________

٢ - السرائر ص ٤٧٦.

(١) في المصدر: فيك.

٣ - السرائر ص ٤٧٧.

(١) في المصدر: « عن ».

٤ - مجموعة الشهيد:

الباب ٢٠

١ - الجعفريات ص ٢٣٨.

(١) في الطبعة الحجرية والمصدر: مايع، والظاهر أن ما أثبتناه هو الصواب.

(٢) في المصدر: أسواقكم.

٢٦٩

باسمه كاذبا ».

ورواه في الدعائم مثله(٣) .

[١٥٣٢٤] ٢ - العياشي في تفسيره: عن السكوني، عن جعفر بن محمد، عن أبيهعليهما‌السلام ، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة، ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم: المرخي ذيله من العظمة، والمزكي سلعته بالكذب، ورجل استقبلك بود صدره فيواري وقلبه ممتلئ غشا ».

[١٥٣٢٥] ٣ - وعن أبي ذر، عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم » قلت: من هم خابوا وخسروا؟ قال: « المسبل، والمنان والمنفق سلعته بالحلف الكاذب ». أعادها ثلاثا.

[١٥٣٢٦] ٤ - وعن سلمان قال: ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة: الأشمط الزاني، ورجل مفلس فرح مختال، ورجل اتخذ يمينه بضاعة، فلا يشتري إلا بيمين ولا يبيع إلا بيمين.

[١٥٣٢٧] ٥ - إبراهيم بن محمد الثقفي في كتاب الغارات: عن عبد الله بن بلج البصري، عن أبي بكر بن عياش، عن أبي حصين(١) ، عن مختار التمار، [ عن أبي مطر ](٢) وكان رجلا من أهل البصرة قال: كنت أبيت في مسجد الكوفة وأبول في الرحبة، ( وآكل الخبز بزق البقال )(٣) ، فخرجت ذات يوم

__________________

(٣) دعائم الاسلام ج ٢ ص ٥٣٨ ح ١٩١٣.

٢ - تفسير العياشي ج ١ ص ١٧٩ ح ٦٩.

٣ - تفسير العياشي ج ١ ص ١٧٩ ح ٧٠.

٤ - تفسير العياشي ج ١ ص ١٧٩ ح ٧١.

٥ - الغارات ج ١ ص ١٠٥، وعنه في البحار ج ١٠٣ ص ٩٣ ح ٩.

(١) في الطبعة الحجرية: « أبي حصيرة »وما أثبتناه من المصدر.

(٢) أثبتناه من المصدر، « راجع الحديث ٩ الآتي ».

(٣) كذا في الطبعة الحجرية والمصدر، وفي البحار: « وآخذ الخبز من البقال »والظاهر

٢٧٠

أريد بعض أسواقها فإذا بصوت بي، فقال: « يا هذا ارفع إزارك فإنه أبقى لثوبك وأتقى لربك » قلت: من هذا؟ فقيل لي: هذا أمير المؤمنين علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، فخرجت أتبعه وهو متوجه إلى سوق الإبل، فلما أتاها وقف في وسط السوق، فقال: « يا معشر التجار، إياكم واليمين الفاجرة، فإنها تنفق السلعة وتمحق البركة » الخبر.

وتقدم(٤) بإسناده عن أبي سعيد قال: كان عليعليه‌السلام يأتي السوق فيقول: « يا أهل السوق، اتقوا الله وإياكم والحلف، فإنه ينفق السلعة ويمحق البركة » الخبر.

[١٥٣٢٨] ٦ - الصدوق في ثواب الأعمال: عن محمد بن موسى المتوكل، عن علي بن الحسين السعد آبادي، عن أحمد بن محمد بن خالد البرقي، عن منصور بن العباس، عن سعيد بن جناح، عن الحسين بن مختار، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: « ثلاثة لا ينظر الله عز وجل إليهم: ثاني عطفه، ومسبل إزاره خيلاء، والمنفق سلعته بالايمان، [ إن ](١) الكبرياء لله رب العالمين ».

البرقي في المحاسن(٢) : عن يحيى بن إبراهيم، عن الحسين بن مختار، مثله، وقال في رواية الحسين بن المختار، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: « إن الله ليبغض المنفق سلعته بالايمان »(٣) .

[١٥٣٢٩] ٧ - وفي الخصال: عن الخليل بن أحمد، عن ابن خزيمة، عن أبي موسى، عن عبد الرحمن، عن سفليان، عن الأعمش، عن سليمان بن

__________________

أنها أنسب للسياق.

(٤) تقدم في الحديث ٤ من الباب ٣ من هذه الأبواب.

٦ - ثواب الأعمال ص ٢٦٤ ح ٣.

(١) أثبتناه من المصدر.

(٢) المحاسن ص ٢٩٥ ح ٤٦١.

(٣) المحاسن ص ١١٩ ذيل الحديث ١٣١.

٧ - الخصال ص ١٨٤ ح ٢٥٣.

٢٧١

فهرس(١) ، عن الحرثة(٢) بن الحر، عن أبي ذر، عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: « ثلاثة لا يكلمهم الله عز وجل - إلى أن قال - والمنفق سلعته بالحلف الفاجرة(٣) ».

[١٥٣٣٠] ٨ - دعائم الاسلام: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة، ولا يزكيهم، ولهم عذاب أليم: رجل بايع إماما فإن أعطاه شيئا من الدنيا وفى له وإن لم يعطه لم يف [ له ](١) ورجل له ماء على ظهر الطريق يمنعه سابلة الطريق، ورجل حلف بعد العصر لقد أعطي بسلعته كذا وكذا، فأخذها الآخر(٢) بقوله مصدقا له وهو كاذب ».

[١٥٣٣١] ٩ - البحار، عن كشف المناقب(١) : عن أبي مطر قال: خرجت من المسجد فإذا رجل ينادي من خلفي: « ارفع إزارك، فإنه أبقى لثوبك، واتقى لك، وخذ من رأسك إن كنت مسلما » فمشيت خلفه وهو مؤتزر بإزار ومرتد برداء، ومعه الدرة كأنه اعرابي(٢) ، فقلت: من هذا؟ فقال لي رجل: أراك غريبا بهذا البلد، قلت: [ أجل ](٣) رجل من أهل البصرة،

__________________

(١) الصحيح « سليمان بم مشهر القراري الكوفي »راجع تقريب التهذيب ج ١ ص ٣٣٠ ح ٤٩٣.

(٢) الصحيح « الخزشة »راجع تقريب التهذيب ج ١ ص ٢٢٢ ح ١١٥.

(٣) في المصدر: « الفاجر ».

٨ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٧ ح ٢٠.

(١) أثبتناه من المصدر.

(٢) في نسخة: « الآخذ ».

٩ - البحار ج ٤٠ ص ٣٣١ ح ١٤.

(١) كذا في الأصل، والصحيح: كشف الغمة ج ١ ص ١٦٣ عن مناقب الخوارزمي ص ٧٠.

(٢) في المصدر زيادة: بدوي.

(٣) أثبتناه من المصدر.

٢٧٢

قال: هذا علي أمير المؤمنين، حتى انتهى إلى دار بني معيط وهو سوق الإبل، فقال: « بيعوا ولا تحلفوا، فإن اليمين ينفق السلعة ويمحق البركة ».

[١٥٣٣٢] ١٠ - عوالي اللآلي: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: « أربعة يبغضهم الله: البياع الحلاف، والفقير المختال(١) ، والشيخ الزاني، والامام الجائر ».

٢١ -( باب تحريم الاحتكار عند ضرورة المسلمين، وما يثبت فيه، وحده)

[١٥٣٣٣] ١ - جعفر بن أحمد القمي في كتاب الاعمال المانعة من الجنة: عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن جده، قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « من احتكر فوق أربعين يوما، فإن الجنة توجد ريحها من مسيرة خمسمائة عام وإنه لحرام عليه ».

[١٥٣٣٤] ٢ - البحار، عن كتاب الإمامة والتبصرة: عن القاسم بن علي العلوي، عن محمد بن أبي عبد الله، عن سهل بن زياد، عن النوفلي، عن السكوني عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائهعليهم‌السلام ، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : طرق طائفة من بني إسرائيل ليلا عذاب، فأصبحوا وقد فقدوا أربعة أصناف: الطبالين، والمغنين، والمحتكرين للطعام، والصيارفة آكلة الربا منهم ».

ورواه في الجعفريات: بإسناده عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، مثله(١) .

__________________

١٠ - عوالي اللآلي ج ١ ص ٢٦٣ ح ٥١.

(١) في المصدر: « المحتال ».

الباب ٢١

١ - الاعمال المانعة من الجنة ص ٦٤.

٢ - البحار ج ١٠٣ ص ٧٩ ح ١١ بل عن جامع الأحاديث ص ١٧.

(١) الجعفريات ص ١٦٩.

٢٧٣

ورواه في الدعائم عن عليعليه‌السلام ، باختلاف في بعض الأصناف(٢) .

[١٥٣٣٥] ٣ - الشيخ المفيد في مجالسه: عن أبي نصر محمد بن الحسين، البصير(١) المقرئ، عن أبي الحسن علي بن الحسن الصيدلاني، عن أبي المقدام أحمد بن محمد مولى بني هاشم، عن أبي نصر المخزومي، عن الحسن بن أبي الحسن البصري، قال لما قدم علينا أمير المؤمنين علي بن أبي طالبعليه‌السلام البصرة - إلى أن قال - ثم مشى حتى دخل سوق البصرة، فنظر إلى الناس يبيعون ويشترون، فبكىعليه‌السلام ، بكاء شديدا، ثم قال: « يا عبيد الدنيا وعمال أهلها، إذا كنتم بالنهار تحلفون، وبالليل في فرشكم تنامون، وفي خلال ذلك عن الآخرة تغفلون، فمتى تحرزون الزاد وتفكرون في المعاد؟ » فقال له رجل(٢) : إنه لا بد لنا من المعاش فكيف نصنع؟ فقال أمير المؤمنينعليه‌السلام : « إن طلب المعاش(٣) لا يشغل عن عمل الآخرة، فإن قلت: لا بد لنا من الاحتكار، لم تكن معذورا » فولى الرجل باكيا، الخبر.

[١٥٣٣٦] ٤ - دعائم الاسلام: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه نهى عن الحكرة، وقال: « لا يحتكر الطعام إلا خاطئ » وقال أمير المؤمنينعليه‌السلام : « المحتكر آثم عاص ».

[١٥٣٣٧] ٥ - وعنهعليه‌السلام قال: « وكل حكرة تضر بالناس وتغلي السعر

__________________

(٢) دعائم الاسلام ج ٢ ص ٣٥ ح ٧٧.

٣ - أمالي المفيد ص ١١٨ ح ٣.

(١) في الطبعة الحجرية: « النصير »وما أثبتناه من المصدر، والظاهر أنه هو الصواب.

(٢) في المصدر زيادة: يا أمير المؤمنين.

(٣) في المصدر زيادة: من حله.

٤ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٣٥ ح ٧٧.

٥ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٣٥ ح ٧٨.

٢٧٤

عليهم، فلا خير فيها » وقالعليه‌السلام : « ليس الحكرة إلا في الحنطة والشعير والزبيب والزيت والتمر ».

[١٥٣٣٨] ٦ - وعنهعليه‌السلام ، أنه قال: « الحكرة في الخصب أربعون يوما، وفي الشدة والبلاء ثلاثة أيام، فما زاد فصاحبه ملعون ».

[١٥٣٣٩] ٧ - نهج البلاغة: في عهدهعليه‌السلام للأشتر حين ولاه مصر: « ثم استوص بالتجار، وذوي الصناعات - إلى أن قال - واعلم مع ذلك أن في كثير منهم ضيقا فاحشا وشحا قبيحا، واحتكارا للمنافع، وتحكما في البياعات، وذلك باب مضرة للعامة، وعيب على الولاة، فامنع [ من ](١) الاحتكار، فإن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله منع منه - إلى أن قال - فمن قارف حكرة بعد نهيك إياه، فنكل به وعاقبه في(٢) غير إسراف ».

[١٥٣٤٠] ٨ - أبو العباس المستغفري في طب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : قال: « الاحتكار في عشرة، والمحتكر ملعون: البر، والشعير، والتمر، والزبيب، والذرة، والسمن، والعسل والجبن، والجوز والزيت ».

[١٥٣٤١] ٩ - وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : « من حبس(١) طعاما يتربص به الغلاء أربعين يوما فقد برئ من الله وبرئ منه » وقال: « من احتكر على المسلمين طعاما، ضربه الله بالجذام والافلاس ».

__________________

٦ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٣٦ ح ٧٩.

٧ - نهج البلاغة ج ٣ ص ٩٢ و ١١٠ و ١١١.

(١) أثبتناه من المصدر.

(٢) في الطبعة الحجرية: « وعاتب من »وما أثبتناه من المصدر.

٨ - طب النبي ص ٢٢.

٩ - طب النبي ص ٢٢.

(١) في المصدر: « جمع ».

٢٧٥

[١٥٣٤٢] ١٠ - الآمدي في الغرر: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه قال: « المحتكر محروم [ من ](١) نعمته ».

وقالعليه‌السلام (٢) : « الاحتكار شيمة الفجار ».

وقال(٣) : « المحتكر البخيل جامع لمن لا يشكره، وقادم ( على من )(٤) لا يعذره ».

٢٢ -( باب عدم تحريم الاحتكار إذا وجد بائعا غيره)

[١٥٣٤٣] ١ - كتاب عاصم بن حميد الحناط: عن سالم أبي الفضيل قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : إني أجلب الطعام إلى الكوفة، فأحبسه رجاء أن يرجع إلى ثمنه، أو أربح فيه، فقال: « أنت محتكر، وإن الحكرة لا تصلح » قال: فسألني « هل في بلادك غير هذا الطعام » قال: قلت: نعم كثير، قال: فقال: « لست بمحتكر، إن المحتكر أن يشتري طعاما ليس في المصر غيره ».

[١٥٣٤٤] ٢ - دعائم الاسلام: عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، أنه قال: « إنما الحكرة أن يشتري طعاما ليس في المصر غيره فيحتكره، فإن كان في المصر طعام أو متاع غيره، أو كان كثيرا يجد الناس ما يشترون، فلا بأس به، وإن لم يوجد، فإنه يكره أن يحتكر، وإنما [ كان ](١) النهي من رسول الله

__________________

١٠ - غرر الحكم ج ١ ص ١٩ ح ٥٢٠.

(١) أثبتناه من المصدر.

(٢) الغرر ج ١ ص ٢٣ ح ٦٥٩.

(٣) نفس المصدر ج ١ ص ٧٦ ح ١٨٦٥.

(٤) في المصدر: « لمن ».

الباب ٢٢

١ - كتاب عاصم بن حميد الحناط ص ٢٦.

٢ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٣٥ ح ٧٨.

(١) أثبتناه من المصدر.

٢٧٦

صلى‌الله‌عليه‌وآله عن الحكرة، أن رجلا من قريش يقال له: حكيم بن حزام، كان إذا دخل على(٢) المدينة بطعام(٣) اشتراه كله، فمر عليه النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال له: يا حكيم إياك أن تحتكر ».

ابن أبي جمهور في درر اللآلي: وفي الحديث: أن حكيم بن حزام، وذكر مثله(٤) .

[١٥٣٤٥] ٣ - الصدوق في المقنع: ولا بأس أن يشتري الرجل طعاما فلا يبيعه، يلتمس به الفضل، إذا كان بالمصر طعام غيره، وإذا لم يكن بالمصر [ طعام ](١) غيره، فليس له إمساكه، وعليه بيعه، وهو محتكر.

٢٣ -( باب وجوب البيع على المحتكر عند ضرورة الناس، وأنه يلزم به)

[١٥٣٤٦] ١ - دعائم الاسلام: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام : أنه كتب إلى رفاعة: « إنه عن الحكرة، فمن ركب النهي فأوجعه، ثم عاقبه بإظهار ما احتكر ».

٢٤ -( باب أن المحتكر إذا ألزم بالبيع، لا يجوز أن يسعر عليه)

[١٥٣٤٧] ١ - دعائم الاسلام: عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، أنه سئل عن

__________________

(٢) ليس في المصدر.

(٣) في المصدر: « طعام ».

(٤) درر اللآلي ج ١ ص ٣٢٦.

٣ - المقنع ص ١٢٥.

(١) أثبتناه من المصدر.

الباب ٢٣

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٣٦ ح ٨٠.

الباب ٢٤

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٣٦ ح ٨١.

٢٧٧

التسعير، فقال: « ما سعر أمير المؤمنينعليه‌السلام على أحد، ولكن من نقص عن بيع الناس قيل له: بع كما يبيع الناس، وإلا فارفع من السوق، إلا أن يكون طعاما(١) أطيب من طعام الناس ».

[١٥٣٤٨] ٢ - العياشي في تفسيره: عن حفص بن غياث، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: « كان سنين(١) يوسف الغلاء الذي أصاب الناس، ولم يتمن(٢) الغلاء لاحد قط، قال: فأتاه التجار فقالوا: بعنا، قال: اشتروا، فقالوا: نأخذ كذا بكذا، فقال: خذوا، وأمر فكالوهم، فحملوا ومضوا حتى دخلوا المدينة، فلقيهم قوم تجار فقالوا لهم: كيف أخذتم؟ فقالوا: كذا بكذا، وأضعفوا الثمن، قال: فقدموا أولئك على يوسف فقالوا: بعنا، فقال: اشتروا، كيف تأخذون؟ فقالوا: بعنا كما بعت، كذا بكذا، فقال: ما هو كما تقولون، ولكن خذو فأخذوا ثم مضوا حتى دخلوا المدينة فلقيهم آخرون، فقالوا: كيف أخذتم؟ فقالوا: كذا بكذا وأضعفوا الثمن، قال: فعظم الناس ذلك الغلاء، وقالوا(٣) : اذهبوا بنا حتى نشتري، قال: فذهبوا إلى يوسف، فقالوا: بعنا، فقال: اشتروا، فقالوا: بعنا كما بعت، فقال: وكيف بعت؟ قالوا: كذا بكذا، فقال: ما هو كذلك، ولكن خذوا، فأخذوا ورجعوا إلى المدينة، فأخبروا الناس فقالوا فيما بينهم: تعالوا حتى نكذب في الرخص كما كذبنا في الغلاء، قال: فذهبوا إلى يوسف، فقالوا له: بعنا، فقال: اشتروا، فقالوا: بعنا كما بعت، قال: وكيف بعت؟ قالوا: كذا بكذا بالحط من السعر الأول،

__________________

(١) في المصدر: « طعامه ».

٢ - تفسير العياشي ج ٢ ص ١٧٩ ح ٣٤، وعنه في البحار ج ١٢ ص ٣٠٢ ج ١٠٨، والبرهان ج ٢ ص ٢٥٥ ح ٥٩.

(١) في نسخة: سبق.

(٢) في نسخة: يمر.

(٣) في الطبعة الحجرية: « قال »، وما أثبتناه من المصدر.

٢٧٨

فقال: ما هو كذا، ولكن خذوا، قال: فأخذوا وذهبوا إلى المدينة، فلقيهم الناس فسألوهم بكم اشتريتم؟ فقالوا: كذا بكذا بنصف الحط الأول، فقال الآخرون: اذهبوا بنا حتى نشتري، فذهبوا إلى يوسف، فقالوا: بعنا فقال: اشتروا، فقالوا: بعنا كما بعت، فقال: وكيف بعت؟ فقالوا: كذا بكذا، بالحط من النصف، فقال: ما هو كما تقولون، ولكن خذوا، فلم يزالوا يتكاذبون حتى رجع السعر إلى الأمر الأول، كما أراد الله ».

٢٥ -( باب استحباب اتخاذ قوت السنة، وتقديمه على شراء العقدة)

[١٥٣٤٩] ١ - دعائم الاسلام: عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، في حديث: في حكرة الطعام، أنه كان يشتري قوته وقوت عياله سنة منه(١) .

٢٦ -( باب استحباب مواساة الناس عند شدة ضرورتهم، بأن يبيع قوت السنة ثم يشتري كل يوم، ويخلط الحنطة بالشعير إذا فعلوا ذلك)

[١٥٣٥٠] ١ - ابن فهد في عدة الداعي: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال لبعض أصحابه: « كيف بك إذا بقت في قوم يجبون(١) رزق سنتهم ».

__________________

الباب ٢٥

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٣٥ ح ٧٨.

(١) ليس في المصدر.

الباب ٢٦

١ - عدة الداعي ص ٧٤.

(١) في المصدر: يجمعون.

٢٧٩

٢٧ -( باب استحباب الاخذ من الطعام بالكيل، وكراهة الاخذ جزافا)

[١٥٣٥١] ١ - الجعفريات: بإسناده عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : كيلوا طعامكم، فإن البركة في الطعام المكيل ».

٢٨ -( باب استحباب تجربة الأشياء، وملازمة ما ينفع من المعاملات، وما ينبغي أن يكتب من عليه الحق)

[١٥٣٥٢] ١ - دعائم الاسلام: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أن رجلا سأله فقال: يا رسول الله، إني لست أتوجه في شئ إلا حورفت فيه، فقال: « أنظر شيئا قد أصبت به مرة فألزمه » قال: القرظ، قال: « فألزم القرظ ».

٢٩ -( باب كراهة تلقي الركبان وحده، ما دون أربعة فراسخ، ويجوز ما زاد، وكراهة شراء ما يلقى والأكل منه)

[١٥٣٥٣] ١ - كتاب مثنى بن الوليد الحناط: عن منهال القماط قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : رجل(١) يشتري الغنم من أفواه السكك وممن يتلقاها قال: « لا ولا يؤكل لحم ما يلقى ».

__________________

الباب ٢٧

١ - الجعفريات ص ١٦٠.

الباب ٢٨

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٥ ح ١٠.

الباب ٢٩

١ - كتاب مثنى بن الوليد الحناط ص ١٠٣.

(١) في المصدر زيادة: يخرج.

٢٨٠

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

بِدُنْيَاهُ فَإِذَا ضَيَّعَ اَلْعَالِمُ عِلْمَهُ اِسْتَنْكَفَ اَلْجَاهِلُ أَنْ يَتَعَلَّمَ وَ إِذَا بَخِلَ اَلْغَنِيُّ بِمَعْرُوفِهِ بَاعَ اَلْفَقِيرُ آخِرَتَهُ بِدُنْيَاهُ يَا؟ جَابِرُ؟ مَنْ كَثُرَتْ نِعَمُ اَللَّهِ عَلَيْهِ كَثُرَتْ حَوَائِجُ اَلنَّاسِ إِلَيْهِ فَمَنْ قَامَ لِلَّهِ فِيهَا بِمَا يَجِبُ فِيهَا عَرَّضَهَا لِلدَّوَامِ وَ اَلْبَقَاءِ وَ مَنْ لَمْ يَقُمْ فِيهَا بِمَا يَجِبُ عَرَّضَهَا لِلزَّوَالِ وَ اَلْفَنَاءِ أقول: رواه ابن بابويه في (توحيده) مسندا عن الأصبغ مع اختلاف و زيادة و نقصان هكذا: قال لما جلس عليعليه‌السلام في الخلافة و بايعه الناس خرج الى المسجد متعمما بعمامة النبي الى أن قال ثم قال: سلوني قبل أن تفقدوني، فقام إليه رجل من أقصى المسجد متوكئا على عصاه فلم يزل يتخطى الناس حتى دنا منه، فقال لهعليه‌السلام : دلّني على عمل إذا عملته نجاني اللَّه من النار. قال له: اسمع يا هذا ثم افهم ثم استيقن قامت الدنيا بثلاثة: بعالم ناطق مستعمل لعلمه، و بغني لا يبخل بماله على أهل دين اللَّه، و بفقير صابر،

فإذا كتم العالم علمه، و بخل الغني، و لم يصبر الفقير، فعندها الويل و الثبور،

و عندها يعرف العارفون باللَّه ان الدار قد رجعت الى بدئها أي: الكفر بعد الايمان أيها السائل فلا تغترّن بكثرة المساجد و جماعة أقوام أجسادهم مجتمعة و قلوبهم شتى، ايها الناس انما الدنيا ثلاثة، زاهد و راغب و صابر، فأما الزاهد فلا يفرح بشي‏ء من الدنيا أتاه و لا يحزن على شي‏ء منها فاته، و أما الصابر فيتمناها بقلبه، فان أدرك منها شيئا صرف عنها نفسه لما يعلم من سوء عاقبتها، و اما الراغب فلا يبالي من حل أصابها أم من حرام. فقال لهعليه‌السلام :

فما علامة المؤمن في ذلك الزمان. قال: ينظر الى ما أوجب اللَّه عليه من حق فيتولاه و ينظر الى ما خالفه فيتبرء منه و ان كان حميما قريبا. قال: صدقت و اللَّه يا أمير المؤمنين. ثم غاب الرجل فلم نره، فطلبه الناس فلم يجدوه،

٣٦١

فتبسمعليه‌السلام و قال: مالكم هذا أخي الخضر( ١) .

و رواه في (خصاله) في الصحيح عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: قال أمير المؤمنين: قوام الدنيا بأربعة: بعالم ناطق مستعمل له، و بغني لا يبخل بفضله على أهل دين اللَّه، و بفقير لا يبيع آخرته بدنياه، و بجاهل لا يتكبر عن طلب العلم. فإذا كتم العالم علمه، و بخل الغني بماله، و باع الفقير آخرته بدنياه،

و استكبر الجاهل عن طلب العلم، رجعت الدنيا الى ورائها القهقرى،

فلا يغرنّكم كثرة المساجد، و أجساد قوم مختلفة قلوبهم. قيل له: كيف العيش في ذلك الزمان؟ فقال: خالطوهم بالبرانية يعني في الظاهر و خالفوهم في الباطن، و للمرء ما اكتسب، و هو مع من أحب، و انتظروا مع ذلك الفرج من اللَّه عز و جل( ٢) .

قول المصنف (و قالعليه‌السلام لجابر بن عبد اللَّه الأنصاري) أقول: قد عرفت من خبر التوحيد انّهعليه‌السلام قال ذلك للخضر، و أما خبر الخصال فساكت عن المسؤول له، فلا بد أن المصنف وقف عليه في خبر آخر.

و كيف كان ففي ذيل الطبري: شهد جابر العقبة في السبعين من الأنصار الذين بايعوا النبي عندها، و كان أصغرهم يومئذ، و أراد شهود بدر،

فخلفه أبوه على اخواته و كن تسعا، و خلفه أيضا حين خرج الى احد، و شهد جابر باقي المشاهد.

و روي عنه ان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله غزا سبعا و عشرين غزوة، و غزوت معه ست عشرة غزوة، و لم أقدر أن أغزو حتى قتل أبي باحد، فكان أوّل غزوة غزوتها معه حمراء الأسد.

____________________

(١) التوحيد: ٣٠٦.

(٢) الخصال ١: ١٩٧ ح ٥.

٣٦٢

مات جابر سنة (٧٤) و هو ابن (٩٤)، و كان قد ذهب بصره( ١ ) . و في تاريخه: ولى عبد الملك سنة (٧٤) الحجاج المدينة، فاستخف بأصحاب النبي،

و ختم في أعناقهم، و رئي جابر مختوما في يده( ٢) .

قولهعليه‌السلام «يا جابر قوام الدين و الدنيا» هكذا في (المصرية) أخذا من (ابن أبي الحديد)، و الصواب: ما في (ابن ميثم): (يا جابر قوام الدنيا)( ٣ ) «بأربعة عالم مستعمل» هكذا في (المصرية)، و الصواب: (يستعمل) كما في (ابن أبي الحديد و ابن ميثم)( ٤ ) (علمه) في (الكافي) عن الصادقعليه‌السلام : من تعلم العلم، و عمل به،

و علّم للَّه، دعي في ملكوت السماوات عظيما، فقيل: تعلّم للَّه، و عمل للَّه،

و علّم للَّه( ٥) .

«و جاهل لا يستنكف ان يتعلم» في (الكافي) عن السجادعليه‌السلام : أوحى اللَّه تعالى الى دانيال ان أمقت عبيدي اليّ الجاهل المستخف بحق أهل العلم، التارك للإقتداء بهم، و أن أحب عبيدي إليّ التقي الطالب للثواب الجزيل، اللازم للعلماء،

القابل عن الحكماء( ٦) .

«و جواد لا يبخل» الصواب: ما في روايتي الصدوق «و غني لا يبخل»( ٧ ) فالغني قد يبخل، و قد لا يبخل، و اما الجواد فلا يمكن بخله.

«بمعروفه» قد عرفت ان رواية (التوحيد) «بماله»، و رواية (الخصال)

____________________

(١) منتخب ذيل المذيل: ٢٩.

(٢) تاريخ الطبري ٥: ٣٥، سنة ٧٤.

(٣) شرح ابن أبي الحديد ١٩: ٣٠٣، و شرح ابن ميثم ٥: ٤٢٦.

(٤) كذا في شرح ابن أبي الحديد ١٩: ٣٠٣، لكن في شرح ابن ميثم ١: ٤٢٦ مثل المصرية.

(٥) الكافي ١: ٣٥ ح ٦.

(٦) الكافي ١: ٣٥ ح ٥.

(٧) التوحيد: ٣٠٦، و الخصال ١: ١٩٧.

٣٦٣

«بفضله»( ١ ) ، أي: بفضل ماله، و هما أحسن.

في (الكافي) عن الصادقعليه‌السلام : ان من بقاء المسلمين و بقاء الاسلام ان تصير الأموال عند من يعرف فيها الحق، و يصنع فيها المعروف، و ان من فناء الاسلام و فناء المسلمين أن تصير الأموال في أيدي من لا يعرف فيها الحق،

و لا يصنع فيها المعروف.

و عن أبي جعفرعليه‌السلام ان اللَّه تعالى جعل للمعروف أهلا من خلقه حبب اليهم فعاله، و وجّه لطلاّب المعروف الطلب اليهم، و يسّر لهم قضاءه كما يسّر الغيب للأرض المجدبة ليحييها و يحيي به أهلها، و ان اللَّه تعالى جعل للمعروف أعداءا من خلقه بغّض إليهم المعروف، و بغّض اليهم فعاله، و حظر على طلاّب المعروف الطلب اليهم، و حظر عليهم قضاءه كما حظر الغيث على الأرض المجدبة ليهلكها و يهلك أهلها( ٢) .

«و فقير لا يبيع آخرته بدنياه» في (الكافي) عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال تعالى: ان من أغبط أوليائي عندي رجلا خفيف الحال، ذا حظ من صلاة، أحسن عبادة ربه بالغيب، و كان غامضا في الناس جعل رزقه كفافا، فصبر عليه و عجلت منيته، فقلّ تراثه و قلّ بواكيه.

و عن الصادقعليه‌السلام : جاء رجل موسر نقي الثوب الى النبي، فجلس، فجاء رجل معسر درن الثوب، فجلس الى جنب النبي بجنب الموسر، فقبض الموسر ثيابه من تحت فخذيه، فقال له النبي: أخفت أن يمسك من فقره شي‏ء؟ قال: لا. قال: فخفت أن يصيبه من غناك شي‏ء؟ قال: لا. قال: فخفت أن يوسخ ثيابك؟ قال: لا. قال: فما حملك على ما صنعت؟ فقال: ان لي قرينا يزين

____________________

(١) المصدر السابق.

(٢) الكافي ٤: ٢٥ ح ١ و ٢.

٣٦٤

لي كلّ قبيح، و يقبّح لي كلّ حسن، و قد جعلت له نصف مالي. فقال النبي للمعسر: أتقبل؟ قال: لا. قال الرجل: و لم؟ قال: أخاف أن يدخلني ما دخلك( ١) .

«فاذا ضيّع العالم علمه استنكف الجاهل أن يتعلم» في (الكافي) عن الصادقعليه‌السلام : ان العالم إذا لم يعمل بعلمه زلّت موعظته عن القلوب كما يزل المطر عن الصفا.

و عنهعليه‌السلام : قصم ظهري رجلان: عالم متهتّك، و جاهل متنسك، هذا ينفّر الناس بتهتكه، و هذا يضلّ الناس بتنسكه.

و عن أمير المؤمنينعليه‌السلام : ان أهل النار ليتأذون من ريح العالم التارك لعلمه.

و قال عيسى بن مريمعليه‌السلام : ويل لعلماء السوء كيف تلظى عليهم النار.

و عنهمعليهم‌السلام : يغفر للجاهل سبعون ذنبا قبل أن يغفر للعالم ذنب واحد( ٢) .

«و إذا بخل الغني بمعروفه باع الفقير آخرته بدنياه» في (الكافي) عن الصادقعليه‌السلام : يأتي على الناس زمان من سأل الناس عاش، و من سكت مات( ٣) .

«يا جابر من كثرت نعم اللَّه عليه كثرت حوائج الناس إليه» لامتحان شكره «فمن قام للَّه فيها بما يجب فيها» هكذا في (المصرية)، و لكن في (ابن أبي الحديد):

(فمن قام بما يجب للَّه فيها)، و في (ابن ميثم) و كذا (الخطية) (فان أقام بما يجب

____________________

(١) الكافي ٢: ١٤٠ ح ١ و: ٢٦٢ ح ١١.

(٢) الكافي ١: ٤٤ ح ١ و ٣، لكن الحديث الثاني لم يوجد فيه بل رواه الشهيد الثاني في منية المريد: ٧٤، و الصدوق في الخصال ١: ٦٩ ح ١٠٣.

(٣) الكافي ٤: ٤٦ ح ١.

٣٦٥

للَّه فيها)( ١ ) «عرّضها للدوام و البقاء» هكذا في (المصرية)، و الصواب: (عرض نعمة اللَّه لدوامها) كما في (ابن أبي الحديد) و كذا (ابن ميثم)( ٢) .

«و من لم يقم فيها بما يجب عرّضها للزوال و الفساد» هكذا في (المصرية)،

و الصواب: (و من ضيّع ما يجب للَّه فيها عرّض نعمته لزوالها) كما في (ابن أبي الحديد و ابن ميثم)( ٣ ) ، و لكن في نسخة الثاني (و ان ضيع).

و كيف كان ففي (الكافي) عن أبي جعفرعليه‌السلام : ان الشمس لتطلع و معها أربعة أملاك: ملك ينادي يا صاحب الخير أتمّ و أبشر، و ملك ينادي يا صاحب الشر انزع و اقصر، و ملك ينادي اعط منفقا خلفا و آت ممسكا تلفا، و ملك ينضحها بالماء و لو لا ذلك اشتعلت الأرض.

و عن الرضاعليه‌السلام : ان النعم كالابل المعتقلة في عطفها على القوم ما أحسنوا جوارها، فإذا أساؤوا معاملتها نفرت عنهم.

و عن الصادقعليه‌السلام : من عظمت عليه النعمة اشتدت مؤنة الناس عليه،

فان هو قام بمؤنتهم اجتلب زيادة النعمة عليه من اللَّه، و ان لم يفعل فقد عرض النعمة لزوالها( ٤) .

١٣ - الحكمة (٤٥٧) و قالعليه‌السلام :

مَنْهُومَانِ لاَ يَشْبَعَانِ طَالِبُ عِلْمٍ وَ طَالِبُ دُنْيَا أقول: روى الكافي عن سليم بن قيس عنهعليه‌السلام قال: قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله

____________________

(١) كذا في شرح ابن أبي الحديد ١٩: ٣٠٣، لكن في شرح ابن ميثم ٥: ٤٢٦ مثل المصرية.

(٢) كذا في شرح ابن أبي الحديد ١٩: ٣٠٣، لكن في شرح ابن ميثم ٥: ٤٢٧ مثل المصرية.

(٣) كذا في شرح ابن أبي الحديد ١٩: ٣٠٣، لكن في شرح ابن ميثم ٥: ٤٢٧ مثل المصرية.

(٤) الكافي ٤: ٤٢ ح ١ و: ٣٨ ح ١ و: ٣٧ ح ١.

٣٦٦

منهومان لا يشبعان طالب دنيا و طالب علم، فمن اقتصر من الدنيا على ما أحل اللَّه له سلم، و من تناولها من غير حلّها هلك، الا ان يتوب و يراجع، و من أخذ العلم من أهله و عمل به نجا، و من أراد به الدنيا فهي حظّه( ١) .

«منهومان» أي: مولعان «لا يشبعان» و في الخبر: أربعة لا يشبعن من أربعة: الأرض من المطر، و العين من النظر، و الانثى من الذكر، و العالم من العلم( ٢) .

«طالب علم» روى الخطيب عن عبد الرحمن بن يوسف بن خراش انّه شرب بوله في طلب الحديث خمس مرات، قال: أحسبه فعل ذلك في السفر عند عدم الماء.

و عن محمد بن جعفر بن رميس القصري قال: بعت صف الحدادين ببغداد بثلاثة آلاف دينار، فأنفقتها كلّها على الحديث.

و في (عيون القتيبي): قيل لبزر جمهر: بم أدركت ما أدركت من العلم؟

قال: ببكور كبكور الغراب، و حرص كحرص الخنزير، و صبر كصبر الحمار.

و حكي عن أبي ريحان البيروني: ان بعض العلماء دخل عليه و هو يجود بنفسه، فقال له في تلك الحال: كيف قلت لي يوما حساب الجدات؟ فقال: أفي هذه الحال. فقال: أودّع الدنيا و أنا عالم بها خير من أن اخليها و أنا جاهل بها،

فذكرها له و خرج، فسمع الصراخ عليه.

و قال أبو الجوائز:

رويت و ما رويت من الرواية

و كيف و ما انتهيت الى نهاية

و للأعمال غايات تناهى

و ان طالت و ما للعلم غاية

____________________

(١) الكافي ١: ٤٦ ح ١.

(٢) أخرجه الصدوق في الخصال ١: ٢٢١ ح ٤٧ و ٤٨.

٣٦٧

و قال ابن أبي الحديد: مات الجاحظ و الكتاب على صدره، و كان أبو علي في النزع و هو يملي على ابنه أبي هاشم مسائل في علم الكلام، و كان القاضي أحمد بن أبي دؤاد يأخذ الكتاب في خفه و هو راكب، فإذا جلس في دار الخليفة اشتغل بالنظر فيه الى ان يجلس الخليفة، و ما فارق الكتاب قط إلا في الخلاء.

و أعرف انا في زماننا من مكث نحو خمس سنين لا ينام إلا وقت السحر صيفا و شتاءا مكبا على كتاب، و كانت و سادته التي ينام عليها الكتاب( ١) .

«و طالب دنيا» في (الكافي) عن أبي جعفرعليه‌السلام : مثل الحريص على الدنيا مثل دودة القز، كلّما ازدادت من القز على نفسها لفا كان أبعد لها من الخروج حتى تموت غما( ٢) .

و عن أبي عبد اللَّهعليه‌السلام : مر عيسى على قرية قد مات أهلها و طيرها و دوابها، فقال: أما إنهم لم يموتوا إلا بسخط، و لو ماتوا متفرقين لتدافنوا. فقال الحواريون: يا روح اللَّه ادع اللَّه أن يحييهم لنا فيخبرونا ما كانت أعمالهم فنجتنبها. فدعا عيسى ربه، فنودي من الجو نادهم، فقام عيسى بالليل على شرف من الأرض، فقال: يا أهل هذه القرية، فأجابه منهم مجيب: لبيك يا روح اللَّه. فقال: و يحكم ما كانت أعمالكم؟ قال: عبادة الطاغوت، و حب الدنيا مع خوف قليل، و أمل بعيد، و غفلة في لهو. فقال: كيف كان حبكم للدنيا؟ قال:

كحب الصبي لامه، إذا أقبلت علينا فرحنا، و إذا أدبرت عنّا حزنا الخبر( ٣) .

و قال ابن أبي الحديد: كان في القرآن آية أنزلت ثم رفعت: لو كان لابن آدم و اديان من ذهب لابتغى لهما ثالثا، و لا يملأ عين ابن آدم إلاّ

____________________

(١) شرح ابن أبي الحديد ٢٠: ١٧٤.

(٢) الكافي ٢: ١٣٤ ح ٢٠.

(٣) الكافي ٢: ٣١٨ ح ١١.

٣٦٨

التراب، و يتوب اللَّه على من تاب( ١) .

١٤ - الحكمة (٤٧٨) و قالعليه‌السلام :

مَا أَخَذَ اَللَّهُ عَلَى أَهْلِ اَلْجَهْلِ أَنْ يَتَعَلَّمُوا حَتَّى أَخَذَ عَلَى أَهْلِ اَلْعِلْمِ أَنْ يُعَلِّمُوا أقول: في (تفسير الطبرسي) عن الثعلبي باسناده عن الحسن بن عمارة قال: أتيت الزهري بعد أن ترك الحديث، فقلت: أرأيت أن تحدثني. فقال: أما علمت اني تركت الحديث. فقلت: اما ان تحدثني و اما أن احدثك. فقال: حدثني.

فقلت: حدّثني الحكم بن عيينة عن نجم الجزار قال: سمعت علياعليه‌السلام يقول: ما أخذ اللَّه على أهل الجهل ان يتعلموا حتى أخذ على أهل العلم أن يعلموا فحدثني بأربعين حديثا( ٢) .

و في (الكافي) عن الصادقعليه‌السلام في كتاب عليّعليه‌السلام : ان اللَّه تعالى لم يأخذ على الجهّال عهدا بطلب العلم حتى أخذ على العلماء عهدا ببذل العلم للجهّال،

لأن العلم كان قبل الجهل( ٣) .

و في (المروج): دخل أبو حازم الأعرج على سليمان بن عبد الملك،

فقال له سليمان: عظني و أوجز. فقال له: نزه ربك، و عظمه ان يراك حيث ما نهاك، أو يفقدك حيث أمرك به. فبكى سليمان، فقال له بعض جلسائه:

أسرفت عليه. فقال له أبو حازم: اسكت، فان اللَّه تعالى أخذ الميثاق على

____________________

(١) شرح ابن أبي الحديد ٢٠: ١٧٤.

(٢) مجمع البيان ٢: ٥٥٢.

(٣) الكافي ١: ٤١ ح ١.

٣٦٩

العلماء ليبيننه للناس و لا يكتمونه( ١) .

و مرادهعليه‌السلام بالأخذ على العالم التعليم قبل الأخذ على الجاهل التعلم فيما إذا كان الجاهل قابلا و أهلا لا مطلقا، فروى (الكافي) ان رجلا قال لأبي جعفرعليه‌السلام ان الحسن البصري يزعم ان الذين يكتمون العلم يؤذي ريح بطونهم أهل النار. فقالعليه‌السلام : فهلك اذن مؤمن آل فرعون، ما زال العلم مكتوما منذ بعث اللَّه تعالى نوحا، فليذهب الحسن يمينا و شمالا، فو اللَّه ما يوجد العلم إلا هاهنا.

و روي ان عيسىعليه‌السلام قام خطيبا في بني اسرائيل فقال: لا تحدثوا بالحكمة الجهّال فتظلموها، و لا تمنعوها أهلها فتظلموهم( ٢) .

هذا، و في (أذكياء ابن الجوزي) عن الحميدي قال: كنّا عند سفيان بن عيينة، فحدثنا بحديث زمزم انّه لما شرب له، فقام رجل من المجلس، ثم عاد فقال لسفيان: أليس الحديث الذي حدثتنا أن زمزم لما شرب له بصحيح؟ قال:

بلى. فقال: اني قد شربت الآن دلوا من زمزم على أن تحدثني بمائة حديث. فقال له سفيان: أقعد فحدثه بمائة حديث.

و عن ابن أبي ذر قال: كان إذا ورد الحاج إذا ورد جلس سفيان بن عيينة بباب بني هاشم على موضع عال ليرى الناس، فجاء رجل من أصحاب الحديث، فقعد بين يديه، فقال له: حدثني، فحدثه أحاديث، فقال: زدني، فزاده،

فقال: زدني، فزاده، فقال: زدني، فدفع في صدره، فوقع الى الوادي، فتفاشى ذلك، فاجتمع الحاج و قالوا: سفيان بن عيينة قتل رجلا من الحاج، فلما كثر ذلك أشفق سفيان، فنزل الى الرجل، فوضع رأسه في حجره و قال له: مالك أيّ

____________________

(١) مروج الذهب ٣: ١٧٧.

(٢) الكافي ١: ٥١ ح ١٥: ٤٢ ح ٤.

٣٧٠

شي‏ء أصابك، فلم يزل يركض رجليه و يزيد من فيه و كثر الضجيج: «سفيان بن عيينة قتل رجلا»، فقال له: قم و يلك أما ترى الناس يقولون، فقال له و هو يخفي صوته لا و اللَّه لا أقوم حتى تحدثني مائة حديث عن الزهري و عمرو بن دينار، ففعل فقام.

١٥ - الحكمة (٤) و قالعليه‌السلام :

نِعْمَ اَلْقَرِينُ اَلرِّضَى وَ اَلْعِلْمُ وِرَاثَةٌ كَرِيمَةٌ وَ اَلْآدَابُ حُلَلٌ مُجَدَّدَةٌ وَ اَلْفِكْرُ مِرْآةٌ صَافِيَةٌ أقول: جعل العنوان الرابع على ما في (المصرية)، و لكن في (ابن ميثم و الخطية) جعل من الثاني الى السادس الخمسة واحدا( ١ ) ، و اما ابن أبي الحديد فلم يعلم الأصل فيه، حيث انّه قد يقطع العنوان الواحد المقطوع، إلا انّه جعل هنا أوّل العنوان «و العلم وراثة كريمة»، و جعل «نعم القرين الرضى» جزء السابق( ٢ ) ، و يمكن تأييده بأن (أمالي المفيد) رواه عنهعليه‌السلام هكذا: «العلم وراثة كريمة، و الآداب حلل حسان، و الفكر مرآة صافية، و الاعتبار منذر ناصح،

و كفى بك أدبا لنفسك تركك ما كرهته من غيرك»( ٣) .

«نعم القرين الرضى» في (الكافي) عن الصادقعليه‌السلام : ان أعلم الناس باللَّه أرضاهم بقضاء اللَّه.

و قيل لهعليه‌السلام : بأي شي‏ء يعلم المؤمن؟ قال: بالتسليم للَّه، و الرضى فيما

____________________

(١) شرح ابن ميثم ٥: ٢٣٨.

(٢) شرح ابن أبي الحديد ١٨: ٩٠ و ٩٣.

(٣) أمالي المفيد: ٣٣٦ ح ٧، مجلس ٣٩.

٣٧١

ورد عليه من سرور أو سخط.

و عنهعليه‌السلام : لم يكن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول لشي‏ء قد مضى لو كان غيره.

و أوحى اللَّه تعالى الى موسى: ما خلقت خلقا أحب إليّ من عبدي المؤمن،

و اني ابتليه لما هو خير له، و اعافيه لما هو خير له، و أزوي عنه ما هو شر له، لما هو خير له، و أنا أعلم بما يصلح عليه عبدي، فليصبر على بلائي، و ليشكر نعمائي، و ليرضى بقضائي، اكتبه في الصدّيقين عندي، إذا عمل برضائي و أطاع أمري( ١) .

و قال ابن أبي الحديد: كان يقال: من سخط القضاء طاح، و من رضى به استراح، و كان يقال: عليك بالرضا، و لو قلبت على جمر الغضى، و عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال تعالى: من لم يرض بقضائي فليتخذ ربا سوائي( ٢) .

«و العلم وراثة كريمة» في (الكافي) عن الصادقعليه‌السلام : فضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر النجوم ليلة البدر، و ان العلماء ورثة الأنبياء انّ الأنبياء لم يورثوا دينارا و لا درهما، و لكن ورثوا العلم، فمن أخذ منه أخذ بحظ وافر( ٣) .

و في (المعجم) في حديث سعيد بن العاص قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : ما نحل والد ولده أفضل من أدب حسن.

و يكفي العلم وراثة كريمة قوله تعالى: شهد اللَّه انّه لا اله إلاّ هو و الملائكة و اولو العلم قائما بالقسط( ٤ ) فقرن صاحب العلم بذاته تعالى و بملائكته.

____________________

(١) الكافي ٢: ٦٠ ٦٣ ح ٢ و ٧ و ١٢ و ١٣.

(٢) شرح ابن أبي الحديد ١٨: ٩٢.

(٣) الكافي ١: ٣٤ ح ١.

(٤) آل عمران: ١٨.

٣٧٢

و في (طرائف المقدسي) قال عليعليه‌السلام : كفى بالعلم شرفا أنّه يدعيه من لا يحسنه، و يفرح إذا نسب إليه.

و يقال: العلماء في الأرض كالنجوم في السماء، و لو لا العلم لكان الناس كالبهائم.

و قال بعض الحكماء: العلم حياة القلوب و مصباح الأبصار.

و في (تاريخ بغداد): جلس ابن معروف يوما للحكم في جامع الرصافة،

فاستدعى أصحاب القصص إليه، فتتبعها و وقّع على أكثرها، ثم نظر في بعضها، فإذا فيها ذكر له بالقبيح و وضاعته و سقوط أصله، فقلب الرقعة و كتب على ظهرها:

العالم العاقل ابن نفسه

أغناه جنس علمه عن جنسه

كن ابن من شئت و كن كيسا

فانما المرء بفضل كيسه

كم بين من تكرمه لغيره

و بين من تكرمه لنفسه

من انما حياته لغيره

فيومه أولى به من أمسه

و عن أبي الأسود:

العلم زين و تشريف لصاحبه

فاطلب هديت فنون العلم و الأدبا

كم سيد بطل آباؤه نجب

كانوا فأضحى بعدهم ذنبا

و مقرف خامل الآباء ذي أدب

نال المعالي بالآداب و الرتبا

و لآخر:

يعد رفيع القوم من كان عالما

و ان لم يكن في قومه بحسيب

و ان حل ارضاعا عاش فيها بعلمه

و ما عالم في بلدة بغريب

و لابن جني:

فان أصبح بلا نسب

فعلمي في الورى نسبي

٣٧٣

و في (المروج): سئل انوشيروان ما أعظم الكنوز قدرا، و أنفعها عند الاحتياج اليها؟ فقال: معروف أودعته الأحرار، و علم تورثه الأعقاب.

و قيل له: من أطول الناس عمرا؟ فقال: من كثر علمه فتأدب به من بعده( ١) .

«و الآداب حلل مجددة» قالعليه‌السلام أوّلا: «العلم وراثة كريمة»، و ثانيا:

«و الآداب حلل مجددة»، و بين العلم و الأدب عموم و خصوص.

و في (المعجم) قالوا: الفرق بين الأديب و العالم ان الأديب من يأخذ من كلّ شي‏ء أحسنه فيؤلفه، و العالم من يقصد بفن من العلم فيتعلمه، و لذا قال عليعليه‌السلام : «العلم أكثر من أن يحصى، فخذوا من كلّ شي‏ء أحسنه»، و قال عبد اللَّه بن المبارك: تعلموا العلم شهرا و الأدب شهرين.

و في تاريخ بغداد في أبي تمام عنه:

أو يفترق نسب يؤلف بيننا

أدب أقمناه مقام الوالد

و روى الزبير بن بكار عن النضر بن شميل قال: دخلت على المأمون بمرو و عليّ أطمار، فقال: يا نضر تدخل عليّ في مثل هذه الثياب، قلت: ان حر مرو شديد لا يدفع إلا بمثل هذه الأخلاق. قال: بل أنت رجل متقشف. ثم تجارينا الحديث، فأجرى ذكر النساء، فقال: حدثني هشيم عن مجالد عن الشعبي عن ابن عباس ان النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله قال «إذا تزوج الرجل المرأة لدينها و جمالها كان فيه سداد و فتح السين من عوز» فقلت: صدقوك، و حدثني عوف الاعرأبي عن الحسن عن عليعليه‌السلام عن النبي «إذا تزوج المرأة لدينها و جمالها كان فيه سداد و كسرت السين من عوز»، و كان المأمون متكئا،

فاستوى جالسا و قال: سداد لحن عندك؟ قلت: نعم هاهنا. قال: أو تلحنني؟

____________________

(١) مروج الذهب ١: ٢٩٦.

٣٧٤

قلت: انما لحن هشيم، و تبعت لفظه. فقال: ما الفرق بينهما؟ قلت: السداد أي:

بالفتح القصد في الدين و الطريقة و الأمر، و السداد أي: بالكسر البلغة، و كلّ ما سددت به شيئا فهو سداد، قال العرجي:

أضاعوني و أي فتى أضاعوا

ليوم كريهة و سداد ثغر

فأطرق مليا، ثم قال: قبح اللَّه من لا أدب له، ثم أخذ قرطاسا، و أنا لا أدري ما يكتب، و كتب فيه شيئا، ثم قال: كيف تقول إذا أمرت من يترب الكتاب. قلت:

أتربه. قال: فهو ماذا؟ قلت: فهو مترب. قال: فمن الطين؟ قلت: طنه. قال: فهو ماذا؟ قلت: فهو مطين. قال: هذه أحسن من الاولى. ثم قال: يا غلام أتربه وطنه و ابلغ معه الى الفضل بن سهل، فلما قرأ الفضل الكتاب قال: امر لك بخمسين ألف درهم، فما كان السبب، فأخبرته فقال: لحنته؟ قلت: كلا، انما لحن هشيم و كان لحانا فتبع لفظه، فأمر لي الفضل بثلاثين ألف درهم، فأخذت ثمانين ألف درهم بحرف أستفيد مني( ١) .

و في (المعجم) عن الشعبي قال: حلى الرجال العربية و حلى النساء الشحم( ٢) .

و قال الأصمعي: كنت عند الرشيد إذ دخل رجل و معه جارية للبيع،

فتأملها، ثم قال له: خذ جاريتك، فلو لا كلف في وجهها، و خنس في أنفها لاشتريتها. فانطلق بها، فلما بلغت الستر قالت لهارون: أرددني اليك أنشدك بيتين حضراني، فردها، فأنشأت تقول:

ما سلم الظبي على حسنه

كلا و لا البدر الذي يوصف

____________________

(١) رواه الزبير بن بكار في الموفقيات، و رواه أيضا النووي في تهذيب الأسماء ٢: ١٢٧، و ابن الانباري في نزهة الاولياء: ٥٧، و الشيرازي في الألقاب عنه الجامع الصغير ١: ٢٣.

(٢)

٣٧٥

الظبي فيه خنس بيّن

و البدر فيه كلف يعرف

فأعجبته بلاغتها، فاشتراها و قرّب منزلتها، و كانت أحظى جواريه.

و فيه: قيل لما عرضت الخيزران على المهدي قال: و اللَّه يا جارية، انك لعلى غاية المنى، غير انك حمشة الساقين. فقالت: انك أحوج ما تكون اليهما لا تراهما. فقال: اشتروها، فحظيت عنده، فأولدها موسى و هارون.

و في (المعجم): قال إبراهيم الصابي: كنت في مجلس الوزير المهلبي في بعض أيام الحداثة جالسا في مجلس أنسه، و بين يديه أبو الفضل بن الحسين،

و أبو أحمد بن عبد الرحمن، و أبو علي الأنباري، و أبو الفرج بن أبي هشام،

و غيرهم من كتّابه، و قد أخذ الشراب منهم، و زاد بهم على حد النشوة، إذ حضر رسول معز الدولة يذكر أن معه أمرا مهمّا، فقال الوزير فليدخل، فدخل و قال: الأمير يقول تكتب عني الساعة الى محمد بن الياس صاحب كرمان تخطب فيه ابنته لبختيار. فقال الوزير: هذا كتاب يحتاج فيه الى تثبت، و ما في الكتّاب مع السكر من فيه فضل، ثم التفت الى أبي علي الأنباري و قال له: تتمكن من كتابته؟ قال: اما الليلة فلا، و رآني الوزير مصغيا فقال: تكتبه يا إبراهيم؟

قلت: نعم. قال: افعل فقمت الى صفة يشاهدني فيها، و استدعيت دواتي، و كتبت كتابا اقتضبته بغير روية، و لا نسخة، و الوزير و الحاضرون يلاحظونني،

و يعجبون من اقدامي، ثم اقتضابي و اطالتي، فلما فرغت منه و حملته إليه،

وقف عليه و وجهه متهلل، ثم قال للجماعة: هذا كتاب حسن دال على الكفاية المبرزة، و لو كتبه صاحيا مرويا لكان عجبا، فكيف إذ يكتبه منتشيا مقتضيا،

قم يا أبا إسحاق و اجلس حيث أجلستك الكفاية أومأ الى جانب ابنه أبي الغنائم.

و في (الأغاني) عن أبي هفان: كان العتابي ذات يوم جالسا ينظر في

٣٧٦

كتاب، فمر به بعض جيرانه فقال: أيش ينفع العلم و الأدب من لا مال له. فقال العتابي:

يا قاتل اللَّه أقواما إذا نقموا

ذا اللب ينظر في الأدب و الحكم

قالوا و ليس بهم إلا نفاسته

أنافع ذا من الاقتار و العدم

و ليس يدرون ان الحظ ما حرموا

لحاهم اللَّه من علم و من فهم

و قال ابن أبي الحديد: روى الهيثم عن سعيد الجدلي قال: لما قدم عبد الملك الكوفة بعد قتل مصعب، دعا الناس يحرّضهم على فرائضهم، فحضرنا بين يديه فقال: من القوم؟ قلنا: جديلة. فقال: جديلة عدوان؟ قلنا: نعم، فانشد:

عذير الحي من عدوا

ن كانوا حية الأرض

بغى بعضهم بعضا

فلم يرعوا على بعض

و منهم كانت السادا

ت و الموفون بالقرض

و منهم حكم يقضي

فلا ينقض ما يقضي

و منهم من يجيز الناس

بالسنة و الفرض

ثم أقبل على رجل منّا و سيم جسيم قدمناه أمامنا، فقال: أيّكم يقول هذا الشعر؟ قال: لا أدري. فقلت أنا من خلفه: يقول ذو الأصبع فتركني و أقبل على ذلك الرجل الجسيم، فقال: ما كان اسم ذي الأصبع. قال: لا أدري. فقلت من خلفه اسمه حرثان فتركني و أقبل عليه، فقال له: و لم سمّي ذا الأصبع؟ قال: لا أدري، فقلت أنا من خلفه نهشته حية في أصبعه فأقبل عليه و تركني، فقال:

من أيّكم كان ذو الأصبع؟ قال: لا أدري، فقلت أنا من خلفه من بني ناج الذين قيل فيهم:

فأما بنو ناج فلا تذكرنهم

و لا تتبعن عيناك من كان هالكا

فأقبل على الجسيم فقال: كم عطاؤك؟ قال: سبعمائة درهم. ثم أقبل عليّ

٣٧٧

و قال: كم عطاؤك؟ قلت: اربعمائة. فقال يا أبا الزعيزعة، حط من عطاء هذا ثلاثمائة، و زدها في عطاء هذا، فرحت و عطائي سبعمائة و عطاؤه اربعمائة.

و أنشد منشد بحضرة الواثق:

أظلوم ان مصابكم رجلا

اهدى السلام تحية ظلم

فقال «رجل» هو خبر «إنّ» و وافقه على ذلك قوم و خالفه قوم، فقال الواثق من بقي من علماء النحويين؟ قالوا: المازني، فأمر باشخاصه، فلما دخل عليه قال: ممن الرجل؟ قال: من مازن. قال: مازن ربيعة أو قيس أو اليمن؟ قال:

بل ربيعة. قال: با اسمك يريد ما اسمك، لأن مازن ربيعة يبدلون الميم باء و الباء ميما، فقال مكر أي: بكر فضحك الواثق و قال: اجلس، فسأله عن البيت فأنشده منصوبا، فقال: أين خبر «إنّ»؟ فقال «ظلم». قال: كيف؟ قال: ألا ترى ان لم يجعل «ظلم» الخبر يكون الكلام معدوم الفائدة. فقال: قبّح اللَّه من لا أدب له.

ثم قال: ألك ولد؟ قال: بنية. قال: فما قلت حين ودعتها؟ قال: ما قالت بنت الاعشى حيث يقول:

تقول ابنتي حين جدّ الرحيل

أرانا سواء و من قديتم

ابانا فلا رمت من عندنا

فانا بخير إذا لم ترم

أبانا إذا أضمرتك البلا

د نجفى و تقطع منّا الرحم

قال: فما قلت لها؟ قال: أنشدتها بيت جرير:

ثقي باللَّه ليس له شريك

و من عند الخليفة بالنجاح

فقال: ثق بالنجاح، ثم أمر له بألف دينار و كسوة، و رده الى البصرة( ١) .

«و الفكر مرآة صافية» في (الكافي) عن الصادقعليه‌السلام : كان أمير المؤمنينعليه‌السلام يقول: نبه بالتفكر قلبك، و جاف عن الليل جنبك، و اتق اللَّه ربك.

____________________

(١) شرح ابن أبي الحديد ١٨: ٩٤ ٩٦.

٣٧٨

و عنهعليه‌السلام : سئل عمّا يروي الناس «ان تفكر ساعة خير من قيام ليلة» كيف يتفكر؟ فقال: يمر بالخربة أو بالدار فقال: أين ساكنوك، أين بانوك، مالك لا تتكلمين.

و عن الرضاعليه‌السلام : ليس العبادة كثرة الصلاة و الصوم، انما العبادة التفكر في أمر اللَّه تعالى( ١) .

و قال ابن أبي الحديد: كان يقال الفكرة الصحيحة اسطرلاب روحاني.

و قال أوس بن حجر:

ان الذي جمع السماحة و النجد

و الحزم و النهي جمعا

الالمعى الذي يظن بك الظن

كأن قد رأى و قد سمعا(٢)

١٦ - الحكمة (٨١) و قالعليه‌السلام :

قِيمَةُ كُلِّ اِمْرِئٍ مَا يُحْسِنُهُ قال؟ الرضي؟: و هي الكلمة التي لا تصاب لها قيمة و لا توزن بها حكمة و لا تقرن إليها كلمة أقول: رواه (العيون و الخصال و المعاني و أمالي الشيخين و الكافي)،

و رواه أبو هلال العسكري في (صناعتيه)، و رواه الجاحظ في (بيانه)، و رواه الحموي في (معجمه)، و رواه ابن عبد ربه في (عقده)، و رواه الخطيب في أحمد بن محمد ابن جناح، و رواه (تذكرة سبط ابن الجوزي)، و رواه (الشعراء)( ٣) .

____________________

(١) الكافي ٢: ٥٤ و ٥٥ ح ١ و ٢ و ٤.

(٢) شرح ابن أبي الحديد ١٨: ٩٤.

(٣) رواه الصدوق في عيون الأخبار ٢: ٥٣ ح ٢٠٤، و ابن قتيبة في الشعر و الشعراء:، و يأتي تخريج الباقي في مواضعه.

٣٧٩

روى (الكافي) في نوادر كتاب عقله مسندا عن ابن عائشة البصري رفعه ان علياعليه‌السلام قال في بعض خطبه: ايها الناس، اعلموا انّه ليس بعاقل من انزعج من قول الزور فيه، و لا بحكيم من رضى بثناء الجاهل عليه، الناس ابناء ما يحسنون، و قدر كلّ امرئ ما يحسن، فتكلموا في العلم تبين أقداركم( ١) .

و روى عنهعليه‌السلام قال: أقل الناس قيمة أقلّهم علما، اذ قيمة كلّ امرئ ما يحسنه، و كفى بالعلم شرفا انّه يدعيه من لا يحسنه و يفرح إذا نسب إليه،

و كفى بالجهل ضعة، انّه يتبرأ منه من هو فيه، و يغضب إذا نسب إليه( ٢) .

و روي (المعاني): ان الباقرعليه‌السلام قال للصادق: اعرف منازل الشيعة على قدر روايتهم و معرفتهم، فان المعرفة هي الدراية للرواية، و بالدرايات للروايات يعلو المؤمن الى أقصى درجات الايمان، اني نظرت في كتاب لعليّعليه‌السلام فوجدت فيه «ان قيمة كلّ امرئ و قدره معرفته» ان اللَّه تعالى يحاسب الناس على قدر ما آتاهم من العقول في دار الدنيا( ٣) .

و في معجم الحموي قال عليعليه‌السلام : «قيمة كل انسان ما يحسن»، فنظمه شاعر و قال:

لا يكون الفصيح مثل العيي

لا و لا ذو الذكاء مثل الغبي

قيمة المرء قدر ما يحسن المرء

قضاء من الامام علي(٤)

و قال العسكري في (صناعتيه): وجد ابن طباطبا قول عليعليه‌السلام : «قيمة كلّ امرئ ما يحسنه»، فقال:

فيا لائمي دعني اغالي بقيمتي

فقيمة كلّ امرئ ما يحسنه

____________________

(١) الكافي ١: ٥٠ ح ١٤.

(٢) رواه ابن طلحة في مطالب السؤول: ٤٩.

(٣) أخرجه الصدوق في معاني الأخبار: ١ ح ٢.

(٤) معجم الادباء ١: ٦٦.

٣٨٠

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621