بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة الجزء ٧

بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة9%

بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة مؤلف:
تصنيف: أمير المؤمنين عليه السلام
الصفحات: 621

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤
  • البداية
  • السابق
  • 621 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 104616 / تحميل: 9066
الحجم الحجم الحجم
بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة

بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة الجزء ٧

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

عليه‌السلام : « على أن لا تدخر ما في بيتك، ولا تتكلف ما وراء بابك » قال: لك شرطك، فدخل ودخلنا، وأكلنا خلا وزيتا وتمرا، ثم خرج.. الخبر.

٢٠ -( باب استحباب أقراء الضيف)

[١٩٧٢٩] ١ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمد، حدثني موسى قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام ، [ قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ](١) : إن من مكارم الأخلاق أقراء الضيف ».

[١٩٧٣٠] ٢ - دعائم الاسلام: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « لا يضيف الضيف إلا كل مؤمن، ومن مكارم الأخلاق قرى(١) الضيف ».

[١٩٧٣١] ٣ - ابن الشيخ الطوسي في أماليه: عن أبيه، عن الحسين بن عبيد الله، عن هارون بن موسى، عن محمد بن همام، عن علي بن الحسين الهمداني، عن محمد بن خالد البرقي، عن أبي قتادة القمي، قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام لداود بن سرحان: إن خصال المكارم بعضها مفتل(١) ببعض، يقسمها الله حيث شاء - إلى أن عد منها - وقرى الضيف.

__________________

الباب ٢٠

١ - الجعفريات ص ١٥٤.

(١) أثبتناه من المصدر.

٢ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٠٦ ح ٣٤٠.

(١) في المصدر: قراء.

٣ - أمالي الطوسي ج ١ ص ٣٠٨.

(١) في المصدر:مقيد.

٢٤١

[١٩٧٣٢] ٤ - أبو القاسم الكوفي في كتاب الأخلاق: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « من أدى زكاة ماله، وقرى الضيف، وأعطى في النائبة، فقد برئ من الشح ».

ورواه الراوندي في لب اللباب: عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، مثله وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : « لا خير فيمن لا يقري الضيف ».

[١٩٧٣٣] ٥ - الآمدي في الغرر: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه قال: « البشاشة أحد القراءين ».

وقالعليه‌السلام : « فعل المعروف، وإغاثة الملهوف، وإقراء الضيوف، آلة السيادة »(١) .

وقالعليه‌السلام : « من أفضل المكارم، تحمل المغارم، وإقراء الضيوف »(٢) .

٢١ -( باب ما يجوز أكله من بيوت من تضمنته الآية، والمرأة من بيت زوجها، وصدقتهم منها)

[١٩٧٣٤] ١ - فقه الرضاعليه‌السلام : « لا بأس بالرجال(١) أن يأكل من بيت أبيه وأخيه وأمه وأخته وصديقه، ما لا يخشى عليه الفساد من يومه، بغير إذنه، مثل البقول والفاكهة وأشباه ذلك ».

__________________

٤ - كتاب الأخلاق: مخطوط.

٥ - غرر الحكم ج ١ ص ٦٦.

(١) نفس المصدر ج ٢ ص ٥٢٠.

(٢) نفس المصدر ج ٢ ص ٧٣١.

الباب ٢١

١ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٣٤.

(١) في المصدر: للرجل.

٢٤٢

٢٢ -( باب استحباب إجادة الأكل في منزل المؤمن، والانبساط فيه، والاكثار منه، ولو بعد الامتلاء، وترك التقصير والحشمة)

[١٩٧٣٥] ١ - دعائم الاسلام: عن جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، أنه قال لبعض أصحابه وهو يأكل معه: « [ إنما ](١) تعرف(٢) مودة الرجل لأخيه بجودة أكله من طعامه، وانه ليعجبني الرجل يأكل من طعامي فيجيد في الأكل، يسرني بذلك ».

[١٩٧٣٦] ٢ - وعنهعليه‌السلام ، أنه قال: « إذا قال لك أخوك: كل، فكل ولا تلجئه إلى أن يقسم عليك، فإنه إنما يريد به كرامتك ».

٢٣ -( باب استحباب إطعام الطعام)

[١٩٧٣٧] ١ - كتاب عاصم بن حميد الحناط: عن أبي حمزة قال: سمعت أبا جعفرعليه‌السلام ، يقول: « ثلاث خصال من أحب الاعمال إلى الله، إطعام مسلم من جوع، أو فك عنه كربة، أو قضى عنه دينه ».

[١٩٧٣٨] ٢ - دعائم الاسلام: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « أهون أهل النار عذابا ابن جدعان » فقيل: يا رسول الله، ولم ذاك؟ قال: « كان يطعم [ الناس ](١) الطعام ».

__________________

الباب ٢٢

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٠٧ ح ٣٤٤.

(١) أثبتناه من المصدر.

(٢) في الحجرية: يعرف، وما أثبتناه من المصدر.

٢ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٠٨.

الباب ٢٣.

١ - كتاب عاصم بن حميد الحناط ص ٣٥.

٢ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٠٤ ح ٣٣١.

(١) أثبتناه من المصدر.

٢٤٣

ورواه في الجعفريات: بسنده المتقدم عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله مثله(٢)

[١٩٧٣٩] ٣ - وعن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أن اعرابيا سأله فقال: يا رسول الله علمني عملا أدخل به الجنة، قال: « أطعم الطعام، وافش السلام، وصل والناس نيام » الخبر.

[١٩٧٤٠] ٤ - وعن عليعليه‌السلام ، أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أتي بسبعة أسارى، فقال: « يا علي، قم فاضرب أعناقهم، فهبط عليه جبرئيل كطرفة عين، فقال: يا محمد اضرب أعناق هؤلاء الستة، وخل عن هذا الواحد، فقال [ له ](١) رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : يا جبرئيل، وما حاله؟ قال: هو سخي الكف، سخي على الطعام، قال: أعنك أو عن ربي؟ قال: بل عن ربك ».

[١٩٧٤١] ٥ - الصدوق في علل الشرائع: عن محمد بن عمرو البصري، عن محمد بن إبراهيم بن خارج، عن محمد بن عبد الله بن الجنيد، عن عمرو بن سعيد، عن علي بن زاهر، عن جرير، عن الأعمش، عن عطية العوفي، عن جابر الأنصاري، قال: سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، يقول « ما اتخذ الله إبراهيم خليلا إلا لاطعام الطعام، وصلاته بالليل والناس نيام ».

[١٩٧٤٢] ٦ - وفي الخصال: عن أبيه، عن عبد الله بن جعفر الحميري، عن

__________________

(٢) الجعفريات ص ١٩١.

٣ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٠٥ ح ٣٣٤.

٤ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٠٥ ح ٣٣٥.

(١) أثبتناه من المصدر.

٥ - علل الشرائع ص ٣٥.

٦ - الخصال ص ٩١ ح ٣٢، وعنه في البحار ج ٧٤ ص ٣٨٣ ح ٩٢.

٢٤٤

أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن عبد الله بن الفضل النوفلي، عن عيسى بن عبد الله الهاشمي، ( عن خاله، عن محمد بن سليمان(١) ، عن رجل، عن ابن المنكدر بإسناده قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « خيركم من أطعم الطعام » الخبر.

[١٩٧٤٣] ٧ - جعفر بن أحمد القمي في كتاب الغايات: عن مالك بن عطية، عمن سمن أبا عبد اللهعليه‌السلام ، يقول: « سئل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، عن أحب الاعمال إلى الله عز وجل، قال: من أحب الاعمال إلى الله عز وجل، سرور تدخله على مؤمن، تطرد عنه جوعا، أو تكشف عنه كربة ».

[١٩٧٤٤] ٨ - وعن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، أنه قال: « أحب الاعمال إلى الله شبعة جوع المسلم، وقضاء دينه، وتنفيس كربته ».

[١٩٧٤٥] ٩ - وعن أبي عبيدة الحذاء، عن أبي جعفرعليه‌السلام ، قال: « إن من أحب الاعمال إلى الله عز وجل، شبعة جوعة مؤمن وتنفيس كربته وقضاء دينه، وإن من يفعل ذلك لقليل ».

[١٩٧٤٦] ١٠ - الشيخ المفيد في الإختصاص: عن أبي الحسن الرضا، عن آبائه، عن أمير المؤمنينعليهم‌السلام ، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، عن الله جل وعلا، قال: « آمركم بالورع والاجتهاد - إلى أن قال تعالى - وإطعام الطعام، وإفشاء السلام ».

[١٩٧٤٧] ١١ - وروي عن العالمعليه‌السلام ، أنه قال: « اطعموا

__________________

(١) في المصدر والبحار: عن أبي خالد محمد بن سليمان، وفي هامش البحار: في نسخة: عن خاله محمد بن سليمان.

٧ - كتاب الغايات ص ٧٠.

٨ - كتاب الغايات ص ٧٠.

٩ - كتاب الغايات ص ٧٠.

١٠ - الاختصاص ص ٢٥.

١١ - الاختصاص ص ٢٥٣.

٢٤٥

الطعام، وافشوا السلام، وصلوا والناس نيام، وادخلوا الجنة بسلام ».

[١٩٧٤٨] ١٢ - الحسين بن سعيد الأهوازي في كتاب المؤمن: عن أبي جعفرعليه‌السلام ، قال: « من أحب الخصال إلى الله عز وجل ثلاثة: مسلم أطعم مسلما من جوع، أو فك عنه كربة، أو قضى عنه دينا ».

[١٩٧٤٩] ١٣ - القطب الراوندي في دعواته: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، قال: « قوت الأجساد الطعام، وقوت الأرواح الاطعام ».

[١٩٧٥٠] ١٤ - أحمد بن محمد السياري في كتاب التنزيل والتحريف: عن محمد بن عمر بن يزيد، عن أبي الحسنعليه‌السلام ، قال: « إن الله تعالى قال:( فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ وَمَا أَدْرَ‌اكَ مَا الْعَقَبَةُ فَكُّ رَ‌قَبَةٍ أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ ) (١) قال: علم الله أن أن أحد لا يقدر على فك رقبة، فجعل إطعام اليتيم والمسكين مثل ذلك ».

[١٩٧٥١] ١٥ - عوالي اللآلي: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال لما دخل المدينة عند هجرته: « أيها الناس أفشوا السلام، وصلوا الأرحام، وأطعموا الطعام، وصلوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام ».

وباقي أخبار الباب تقدم في كتاب الزكاة(١) ، وفي كتاب الأمر بالمعروف(٢) .

__________________

١٢ - كتاب المؤمن ص ٦٥.

١٣ - دعوات الراوندي ص ٦٢، وعنه في البحار ج ٧٥ ص ٤٥٦ ح ٣٣.

١٤ - كتاب التنزيل والتحريف ص ٦٧.

(١) البلد ٩٠: ١١ - ١٤

١٥ - عوالي اللآلي ج ١ ص ٢٦٨ ح ٧١.

(١) تقدم في كتاب الزكاة، أبواب الصدقة، الباب ٤٣.

(٢) تقدم في كتاب الأمر بالمعروف، أبواب فعل المعروف، الباب ١٦.

٢٤٦

٢٤ -( باب استحباب تقدير الطعام بقدر سعة المال وقلته، وإجادة الطعام وإكثاره مع الامكان)

[١٩٧٥٢] ١ - دعائم الاسلام: عن جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، أنه قال: « ليس في الطعام سرف ».

[١٩٧٥٣] ٢ - وقالعليه‌السلام : في قول الله عز وجل:( ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ) (١) « الله أكرم من أن يطعمكم طعاما فيسألكم عنه، ولكنكم مسؤولون عن نعمة الله عليكم بنا، هل عرفتموها وقمتم بحقها؟ ».

[١٩٧٥٤] ٣ - وعنهعليه‌السلام ، أنه سئل عن المسك والعنبر وغيره من الطيب، يجعل في الطعام، قال: « لا بأس بذلك ».

[١٩٧٥٥] ٤ - الشيخ الطبرسي في مجمع البيان: في قوله تعالى:( ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ ) الآية روى العياشي بإسناده - في حديث طويل - قال: سأل أبو حنيفة أبا عبد اللهعليه‌السلام ، عن هذه الآية، فقال له: « ما النعم عندك يا نعمان؟ » قال: القوت من الطعام، والماء البارد، فقال: « لئن أوقفك الله بين يديه يوم القيامة، حتى يسألك عن أكلة أكلتها أو شربة شربتها، ليطولن وقوفك بين يديه » قال: فما النعيم جعلت فداك؟ قال: « نحن أهل البيت النعيم الذي أنعم الله بنا على العباد، وبنا ائتلفوا بعد أن كانوا مختلفين، وبنا ألف الله بين قلوبهم وجعلهم إخوانا بعد أن كانوا

__________________

الباب ٢٤

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١١٦ ح ٣٨٦.

٢ - دعائم الاسلام ج ٢ ١١٦ ح ٣٨٦.

(١) التكاثر ١٠٢: ٨

٣ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١١٧ ح ٣٩٠.

٤ - مجمع البيان ج ٥ ص ٥٣٤.

(١) التكاثر ١٠٢: ٨.

٢٤٧

أعداء، وبنا هداهم الله للاسلام، وهي النعمة التي لا تنقطع والله، سائلهم عن حق النعيم الذي أنعم به عليهم وهو النبي وعترته ( صلوات الله عليهم ) ».

[١٩٧٥٦] ٥ - الصدوق، عن محمد بن الحسن بن الوليد، عن سعد بن عبد الله، عن يعقوب بن يزيد، عن الحسن بن علي بن أبي زياد، عن الحلبي قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : « ثلاثة أشياء لا يحاسب الله عليها المؤمن: طعام يأكله، وثوب يلبسه، وزوجة صالحة تعاونه وتحصن فرجه ».

[١٩٧٥٧] ٦ - فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسيره: عن محمد بن الحسن، معنعنا عن حنان بن سدير، عن أبيه، قال: كنت عند جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، فقدم الينا(١) طعاما، فأكلت طعاما ما أكلت طعاما مثله قط، فقال لي: « يا سدير، كيف رأيت طعامنا هذا؟ » قلت: بأبي أنت وأمي يا بن رسول الله، ما أكلت مثله قط، ولا أظن اني آكل مثله أبدا، ثم إن عيني تغر غرت فبكيت، فقال: « يا سدير ما يبكيك؟ » قلت: يا بن رسول الله، ذكرت آية في كتاب الله، قال: « وما هي؟ » قلت: قول الله في كتابه:( ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ) (٢) فخفت أن يكون هذا الطعام الذي يسألنا الله عنه، فضحك حتى بدت نواجذه(٣) ، ثم قال: « يا سدير، لا تسأل عن طعام طيب، ولا ثوب لين، ولا رائحة طيبة، بل لنا خلق وله خلقنا، ولنعمل فيه بالطاعة » قلت له: بأبي أنت وأمي يا بن رسول الله، فما النعيم؟ قال: « حب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وعترتهعليهم‌السلام ، يسألهم الله تعالى يوم القيامة: كيف كان شكركم لي

__________________

٥ - الخصال ص ٨٠ ح ٢.

٦ - تفسير فرات الكوفي ص ٢٣٠.

(١) في الحجرية: « علينا » وما أثبتناه من المصدر.

(٢) التكاثر ١٠٢: ٨.

(٣) النواجذ: الأسنان ( لسان العرب ج ٣ ص ٥١٣ ).

٢٤٨

حين أنعمت عليكم بحب علي وعترته؟ ».

[١٩٧٥٨] ٧ - الشيخ شرف الدين النجفي في تأويل الآيات: عن الشيخ المفيد، بإسناده إلى محمد بن السائب الكلبي، قال: لما قدم الصادقعليه‌السلام العراق، نزل الحيرة، فدخل عليه أبو حنيفة وسأله عن مسائل - إلى أن قال - قال أبو حنيفة: أخبرني - جعلت فداك - عن قول الله عز وجل:( ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ) (١) قال: « فما هو عندك يا أبا حنيفة؟ » قال: الامن من السرب، وصحة البدن، والقوت الحاضر، قال: « يا أبا حنيفة، لئن وقفك الله وأوقفك يوم القيامة، حتى يسألك عن كل أكلة أكلتها، وشربة شربتها، ليطولن وقوفك » قال: فما النعيم جعلت فداك؟ قال: « النعيم نحن الذين أنقذ الله الناس بنا من الضلالة، وبصرهم بنا من العمى، وعلمهم بنا من الجهل ».

٢٥ -( باب استحباب اتخاذ الطعام واجادته، ودعاء الناس إليه، وكراهة دعاء الأغنياء دون الفقراء)

[١٩٧٥٩] ١ - القطب الراوندي في دعواته: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « ويكره إجابة من يشهد وليمته الأغنياء دون الفقراء ».

[١٩٧٦٠] ٢ - نهج البلاغة: في كتاب أمير المؤمنين إلى عثمان بن حنيف، وقد بلغه أنه دعي إلى وليمة قوم من أهله(١) فمضى إليها، وفيه: « وما ظننت أنك تجيب إلى طعام [ قوم ](٢) عائلهم مجفو وغنيهم مدعو » إلى آخره.

__________________

٧ - تأويل الآيات: عنه في البحار ج ١٠ ص ٢٠٨ ح ١٠.

(١) التكاثر ١٠٢: ٨.

الباب ٢٥

١ - دعوات الراوندي ص ٦١.

٢ - نهج البلاغة ج ٣ ص ٧٨ ح ٤٥

(١) كذا في الحجرية، والظاهر أن الصواب: أهلها، أي أهل البصرة.

(٢) أثبتناه من المصدر.

٢٤٩

[١٩٧٦١] ٣ - العياشي في تفسيره: عن الصادقعليه‌السلام ، قال: « لو أن رجلا أنفق على طعام ألف درهم، وأكل منه مؤمن، لم يعد سرفا ».

[١٩٧٦٢] ٤ - الشيخ المفيد في الإختصاص: وروي: « لو عمل طعام بمائة ألف، ثم أكل منه مؤمن واحد، لم يعد مسرفا ».

٢٦ -( باب استحباب اختيار اطعام المؤمنين على العتق المندوب)

[١٩٧٦٣] ١ - دعائم الاسلام: عن عليعليه‌السلام ، أنه قال: « لئن أجمع نفرا من إخواني على صاع أو صاعين، أحب إلي من أن أخرج إلى سوقكم هذه فأعتق نسمة ».

[١٩٧٦٤] ٢ - وعن جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، أنه قال: « إطعام مؤمن يعدل عتق رقبة ».

[١٩٧٦٥] ٣ - وعنهعليه‌السلام ، أنه قال لبعض أصحابه: « ما يمنعك أن تعتق كل يوم رقبة؟ » قال: لا يحتمل ذلك مالي جعلت فداك، قال: « تطعم كل يوم رجلا منا » قال: موسرا كان أو معسرا، قال: « إن الموسر قد يشتهي الطعام، وكان أبي يقول: لئن أطعم عشرة من المؤمنين، أحب إلي من أن أعتق عشر رقاب ».

[١٩٧٦٦] ٤ - كتاب المؤمن للحسين بن سعيد الأهوازي: عن أبي عبد الله

__________________

٣ - تفسير العياشي:، رواه الطبرسي في مكارم الأخلاق ص ١٣٤، وعنه في البحار ٧٥ ص ٤٥٥ ح ٢٩.

٤ - الاختصاص ص ٢٣٥.

الباب ٢٦.

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٠٤ ح ٣٣٢.

٢ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٠٥ ح ٣٣٦.

٣ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٠٦ ح ٣٣٨.

٤ - كتاب المؤمن ص ٦٤ ح ١٦٣.

٢٥٠

عليه‌السلام ، قال لبعض أصحابه: « يا ثابت، أما تستطيع أن تعتق كل يوم رقبة؟ » قلت: أصلحك الله، ما أقوى على ذلك، قال: « أما تقدر تغدي أو تعشي أربعة من المسلمين؟ » قلت: أما هذا فإني أقوى عليه، قال: « هو والله يعدل عتق رقبة ».

وعن أبي جعفرعليه‌السلام ، أنه قال: « إطعام مسلم يعدل نسمة(١) ».

[١٩٧٦٧] ٥ - وعن سدير قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : « ما يمنعك أن تعتق كل يوم نسمة؟ » قلت: لا يحتمل ذلك مالي، قال: فقال: « تطعم كل يوم رجلا مسلما » فقلت: موسرا أو معسرا، قال: « إن الموسر قد يشتهي الطعام ».

٢٧ -( باب تأكد استحباب إطعام الطعام المؤمنين)

[١٩٧٦٨] ١ - دعائم الاسلام: عن جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، أنه قال: « ما من مؤمن يطعم مؤمنا شبعة [ من طعام ](١) إلا أطعمه الله من ثمار الجنة، ولا يسقيه شربة إلا سقاه الله من الرحيق المختوم ».

[١٩٧٦٩] ٢ - وعنهعليه‌السلام ، أنه قال: « وأحب الاعمال إلى الله إدخال السرور على المؤمن بشبعة، أو قضاء دينه ».

[١٩٧٧٠] ٣ - وعنهعليه‌السلام ، أنه قال: « من أطعم أخا له في الله، كان له من الاجر مثل من أطعم فئاما من الناس، والرزق أسرع إلى من

__________________

(١) كتاب المؤمن ص ٦٥ ح ١٧٠.

٥ - كتاب المؤمن ص ٦٥ ح ١٦٩.

الباب ٢٧

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٠٥ ح ٣٣٣.

(١) أثبتناه من المصدر.

٢ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٥ ١٠ ح ٣٣٦.

٣ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٠٦ ح ٣٣٧.

٢٥١

يطعم الطعام من السكين في السنام ».

[١٩٧٧١] ٤ - الشيخ المفيد في الإختصاص: عن أبي حمزة الثمالي، عن علي بن الحسينعليهما‌السلام ، قال: « من أطعم مؤمنا من جوع، أطعمه الله من ثمار الجنة ».

ورواه الحسين بن سعيد في كتاب المؤمن: عنه، مثله(١) .

[١٩٧٧٢] ٥ - الشيخ الطوسي في أماليه: عن جماعة، عن أبي المفضل، عن الحسين بن موسى، عن عبد الرحمن بن خالد، عن زيد بن حباب(١) عن حماد، عن ثابت، عن أبي رافع، عن أبي هريرة، عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: « قال الله عز وجل: ابن آدم مرضت فلم تعدني - إلى أن قال - واستطعمتك فلم تطعمني، قال: وكيف وأنت رب العالمين!؟ قال: استطعمك(٢) عبدي فلان ولم تطعمه، ولو أطعمته لوجدت ذلك عندي ».

[١٩٧٧٣] ٦ - الحسين بن سعيد الأهوازي في كتاب المؤمن: عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: « ما من مؤمن يطعم مؤمنا شبعة، إلا أعطاه الله عز وجل من ثمار الجنة ».

[١٩٧٧٤] ٧ - تفسير الإمامعليه‌السلام : « قال الحسن بن علي

__________________

٤ - الاختصاص ص ٢٨.

(١) كتاب المؤمن ص ١٦٣ ح ١٦١.

٥ - أمالي الطوسي ج ٢ ص ٢٤٢.

(١) في الحجرية: « جناب » وما أثبتناه من المصدر هو الصواب ( راجع تهذيب التهذيب ج ٣ ص ٤٠٢ ومعجم رجال الحديث ج ٧ ص ٣٣٨ ).

(٢) في الحجرية: « استطعمتك » وما أثبتناه من المصدر.

٦ - كتاب المؤمن ص ٦٥ ح ١٦٦.

٧ - تفسير الإمام العسكريعليه‌السلام ص ١٣٣، وعنه في البحار ج ٧٠ ص ٢٤٥ ح ١٩.

٢٥٢

عليهما‌السلام : لو جعلت الدنيا كلها لقمة واحدة، وأطعمتها من يعبد الله خالصا، لرأيت أني مقصر في حقه ».

[١٩٧٧٥] ٨ - عوالي اللآلي: عن أبي سعيد الخدري، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال في حديث: « اطعموا طعامكم الأتقياء، وأولوا معروفكم المؤمنين ».

٢٨ -( باب استحباب اطعام الجائع)

[١٩٧٧٦] ١ - الحسين بن سعيد الأهوازي في كتاب المؤمن: عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: « من كسا مؤمنا ثوبا، لم يزل في رحمة الله عز وجل ما بقي من الثوب شئ، ومن سقاه شربة من ماء، سقاه الله عز وجل من رحيق مختوم، ومن أشبع جوعته، أطعمه الله عز وجل من ثمار الجنة ».

[١٩٧٧٧] ٢ - وعن علي بن الحسينعليهما‌السلام ، قال: « من أطعم مؤمنا من جوع، أطعمه الله من ثمار الجنة » الخبر.

وعن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، مثله، وزاد في آخره: « دائما(١) ».

[١٩٧٧٨] ٣ - القاضي القضاعي في الشهاب: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « ما من عمل أفضل من اشباع كبد جائع ».

__________________

٨ - عوالي اللآلي ج ١ ص ١١٢ ح ٢١.

الباب ٢٨

١ - كتاب المؤمن ص ٦٤ ح ١٦٤.

٢ - كتاب المؤمن ص ٦٣ ح ١٦١.

(١) نفس المصدر ص ٦٤ ح ١٦٢ من غير زيادة.

٣ - شهاب الاخبار ص ١٤٩ ح ٨١٩.

٢٥٣

٢٩ -( باب تأكد استحباب الوليمة، وإجابة الدعوة، في العرس، والعقيقة، والختان، والاياب من السفر، وشراء الدار، والفراغ من البناء)

[١٩٧٧٩] ١ - دعائم الاسلام: بإسناده عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائهعليهم‌السلام : أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أمر بالوليمة، وقال: هي في أربع: العرس، والخرس، والاعذار، والوكيرة، فالعرس: بناء الرجل على أهله، والخرس: هي العقيقة، والاعذار: ختان الغلام، والوكيرة: قدوم الرجل من سفره.

٣٠ -( باب عدم جواز الاطعام للرياء والسمعة)

[١٩٧٨٠] ١ - البحار، عن كتاب زهد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، لجعفر بن أحمد القمي: بإسناده إلى ابن عباس، عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « من أطعم طعاما رئاء وسمعة، أطعمه الله من صديد جهنم، وجعل ذلك الطعام نارا في بطنه، حتى يقضي بين الناس يوم القيامة ».

٣١ -( باب أنه يستحب لأهل البلد ضيافة من يرد عليهم من إخوانهم، حتى يرحل عنهم)

[١٩٧٨١] ١ - الصدوق في الخصال: عن الحسين بن محمد، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن عبد الله الكرخي، عن رجل ذكره قال: بلغني أن

__________________

الباب ٢٩

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٢٠٥ ح ٧٤٧.

الباب ٣٠

١ - بحار الأنوار ج ٧٥ ص ٤٥٦ ح ٣٢.

الباب ٣١

١ - الخصال: لم نجده ووجدناه في علل الشرائع ص ٣٨٤ ح ٢، وعنه في البحار ج ٧٥ ص ٤٦٢ ح ٢.

٢٥٤

بعض أهل المدينة يروي حديثا عن أبي جعفرعليه‌السلام ، فلقيته فسألته عنه، فزبرني(١) وحلف لي بأيمان غليظة لا يحدث به أحدا، فقلت: أجل، الله هل سمعه معك أحد غيرك؟ قال: نعم سمعه رجل يقال له: الفضل، فقصدته حتى إذا صرت إلى منزله استأذنت عليه، وسألته عن رسالته عن الحديث فزبرني وفعل بي كما فعل المديني(٢) ، فأخبرته بسفري وما فعل بي المديني(٣) ، فرق لي وقال: نعم، سمعت أبا جعفر محمد بن عليعليهما‌السلام ، يروي عن أبيه، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: « إذا دخل رجل بلدة فهو ضيف على من بها من أهل دينه حتى يرحل عنهم، ولا ينبغي للضيف أن يصوم إلا بإذنهم، لئلا يعملوا له الشئ فيفسد عليهم، ولا ينبغي لهم أن يصوموا إلا بإذنه، لئلا يحتشمهم فيترك لمكانهم » ثم قال لي: أين نزلت؟ فأخبرته، فلما كان من الغد إذا هو قد بكر علي، ومعه خادم على رأسه خوان، عليها من ضروب الطعام فقلت: ما هذا رحمك الله؟ فقال: سبحان الله، ألم أرو لك الحديث بالأمس، عن أبي جعفرعليه‌السلام ، ثم انصرف.

[١٩٧٨٢] ٢ - القطب الراوندي في لب اللباب: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: « إذا استطعمتم أهل قرية فلم يطعموكم، فصلوا منها على رأس ميل، وانفضوا نعالكم من تربتها، فيوشك أن ينزل بهم ما نزل بقوم لوطعليه‌السلام ».

٣٢ -( باب استحباب كون الضيافة ثلاثة أيام لا أقل، وكراهة النزول على من لا نفقة عنده، ابتداء واستدامة)

[١٩٧٨٣] ١ - دعائم الاسلام: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه

__________________

(١) زبره: انتهره، وأغلظ له في القول ( لسان العرب ج ٤ ص ٣١٥ ).

(٢) في العلل: المدايني.

(٣) في العلل: المدايني.

٢ - لب اللباب: مخطوط.

الباب ٣٢

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٠٦ ح ٣٤٠.

٢٥٥

قال في حديث: « وحد الضيافة ثلاثة أيام، فما كان فوق ذلك فهو صدقة ».

[١٩٧٨٤] ٢ - أبو القاسم الكوفي في كتاب الأخلاق: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « الضيافة ثلاثة أيام فما دونها، ولا يحل لمسلم أن يقيم عند أخيه حتى يرمله، قيل: يا رسول الله، كيف يرمله؟ قال: إذا لم يبق معه شئ يقوته ».

[١٩٧٨٥] ٣ - الجعفريات: بإسناده عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن عليعليهم‌السلام ، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : الوليمة أول يوم حق، والثاني معروف، فما كان فوق ذلك فهو رياء وسمعة ».

[١٩٧٨٦] ٤ - جامع الأخبار: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « والضيافة ثلاثة أيام ولياليهن، فما فوق ذلك فهو صدقة، وجائزة يوما وليلة، ولا ينبغي للضيف إذا نزل بقوم يملهم فيخرجهم أو يخرجوه ».

٣٣ -( باب كراهة كراهة الضيف)

[١٩٧٨٧] ١ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمد، حدثني موسى قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين: عن أبيه، عن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام ، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ما من ضيف حل بقوم إلا ورزقه في حجره(١) ».

__________________

٢ - كتاب الأخلاق: مخطوط.

٣ - الجعفريات ص ١٦٤.

٤ - جامع الأخبار ص ١٥٩.

الباب ٣٣

١ - الجعفريات ص ١٥٣.

(١) حجر الانسان بكسر الحاء: حضنه ( مجمع البحرين ج ٣ ص ٢٦٠ ).

٢٥٦

[١٩٧٨٨] ٢ - وبهذا الاسناد قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : الضيف يحل على باب القوم برزقه، فإذا ارتحل ارتحل بجميع ذنوبهم ».

[١٩٧٨٩] ٣ - دعائم الاسلام: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، أنه قال: « ما من ضيف يحل بقوم إلا ورزقه في حجره، فإذا نزل نزل برزقه، وإذا ارتحل ارتحل بذنوبهم ».

وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « لا يضيف الضيف إلا كل مؤمن(١) ».

[١٩٧٩٠] ٤ - جامع الأخبار: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه قال: « ما من مؤمن يسمع بهمس الضيف وفرح بذلك، إلا غفرت له خطاياه وإن كانت مطبقة بين السماء والأرض ».

ورواه الراوندي في لب اللباب: عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، مثله(١) .

[١٩٧٩١] ٥ - وعن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « الضيف دليل الجنة ».

[١٩٧٩٢] ٦ - كتاب عاصم بن ضمرة: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، قال: « ما من مؤمن يحب الضيف، إلا ويقوم من قبره ووجهه كالقمر ليلة البدر، فينظر أهل الجمع فيقولون: ما هذا إلا نبي مرسل، فيقول ملك: هذا مؤمن يحب الضيف ويكرم الضيف، ولا سبيل له إلا أن يدخل الجنة ».

__________________

٢ - الجعفريات ص ١٥٤.

٣ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ١٠٦ ح ٣٣٩.

(١) نفس المصدر ج ٢ ص ١٠٦ ح ٣٤٠.

٤ - جامع الأخبار ص ١٥٩.

(١) لب اللباب: مخطوط.

٥ - جامع الأخبار ص ١٥٩.

٦ - جامع الأخبار ص ١٥٩.

٢٥٧

وعن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « إذا أراد الله بعبد(١) خيرا أهدى لهم هدية، قالوا: وما تلك الهدية؟ » قال: « الضيف ينزل برزقه، ويرتحل بذنوب أهل البيت ».

[١٩٧٩٣] ٧ - وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: « ليلة الضيف حق واجب على كل مسلم، ومن أصبح إن شاء أخذه وإن شاء تركه، وكل بيت لا يدخل فيه الضيف لا يدخله الملائكة ».

[١٩٧٩٤] ٨ - البحار، عن كتاب الإمامة والتبصرة لعلي بن بابويه: عن محمد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن سعيد، عن الحسين بن عبيد الكندي، عن النوفلي، عن السكوني، عن جعفر بن محمد، عن آبائهعليهم‌السلام ، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : الضيف يأتي القوم برزقه، فإذا ارتحل ارتحل بجميع ذنوبهم ».

[١٩٧٩٥] ٩ - صحيفة الرضا: بإسناده عن آبائهعليهم‌السلام ، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : لا تزال أمتي بخير ما تحابوا، وأدوا الأمانة، واجتنبوا الحرام، وقروا الضيف، وأقاموا الصلاة، واتوا الزكاة، فإذا لم يفعلوا ذلك، ابتلوا بالقحط والسنين ».

[١٩٧٩٦] ١٠ - القطب الراوندي في لب اللباب: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: « ما من عبد يأتيه ضيف فنظر في وجهه، إلا حرمت عينه على النار ».

[١٩٧٩٧] ١١ - وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: « إن الضيف إذا جاء

__________________

(١) في المصدر: بقوم.

٧ - جامع الأخبار ص ١٥٩.

٨ - بحار الأنوار ج ٧٥ ص ٤٦١، بل عن جامع الأحاديث ص ١٦.

٩ - صحيفة الرضاعليه‌السلام ص ٣٤.

١٠ - لب اللباب: مخطوط.

١١ - لب اللباب: مخطوط.

٢٥٨

جاء برزقه، وإذا ارتحل ارتحل بذنوب أهل البيت ».

[١٩٧٩٨] ١٢ - الشيخ أبو الفتوح في تفسيره: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه قال: « حبب إلي من دنياكم ثلاث: إطعام الضيف، والصوم بالصيف، والضرب بالسيف ».

٣٤ -( باب استحباب إكرام الضيف، وتوقيره، واعداد الخلال(*) له)

[١٩٧٩٩] ١ - أبو القاسم الكوفي في كتاب الأخلاق: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو فليسكت ».

جامع الأخبار: عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، مثله إلى قوله: « ضيفه »(١) .

القطب الراوندي في لب اللباب: عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله مثله(٢) .

المستغفري في طب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، مثله(٣)

وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: « من لم يكرم ضيفه، فليس من

__________________

١٢ - تفسير أبي الفتوح الرازي ج ١ ص ٧٢١ باختلاف.

الباب ٣٤

* الخلال بكسر الخاء: ما تخرج به بقايا الطعام بين الأسنان من عود وغيره ( لسان العرب ج ١١ ص ٢١٩ ).

١ - كتاب الأخلاق: مخطوط.

(١) جامع الأخبار ص ١٥٩.

(٢) لب اللباب: مخطوط.

(٣) طب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ص ٢١.

٢٥٩

محمد ولا من إبراهيم ».

[١٩٨٠٠] ٢ - الآمدي في الغرر: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه قال: « أكرم ضيفك وإن كان حقيرا ».

وقالعليه‌السلام : « ثلاث لا يستحيى منهن: خدمة الرجل ضيفه، وقيامه عن مجلسه لأبيه ومعلمه، وطلب الحق وإن قل »(١) .

[١٩٨٠١] ٣ - الشيخ شاذان جبرئيل في كتاب الفضائل: بإسناده إلى عبد الله بن مسعود، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه رأى على الباب الرابع من الجنة مكتوبا: « لا إله إلا الله، محمد رسول الله، علي ولي الله، من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه » الخبر.

[١٩٨٠٢] ٤ - دعائم الاسلام: عن علي بن الحسين ومحمد بن عليعليهما‌السلام ، أنهما ذكرا وصية عليعليه‌السلام عند وفاته، وفيها: « والله الله في ابن السبيل، فلا يستوحش من عشيرته بمكانكم، والله الله في الضيف، لا ينصرفن إلا شاكرا لكم » الوصية.

٣٥ -( باب استحباب أكل صاحب الطعام مع الضيف، وشروعه في الأكل قبل الضيف، ورفع يده بعده)

[١٩٨٠٣] ١ - القطب الراوندي في لب اللباب: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « من أراد أن يحبه الله فليأكل طعامه مع ضيفه ».

[١٩٨٠٤] ٢ - الآمدي في الغرر: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه

__________________

٢ - غرر الحكم ج ١ ص ١١٤ ح ١١٧.

(١) نفس المصدر ج ١ ص ٣٦٣ ح ٩.

٣ - الفضائل ص ١٦١.

٤ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٣٥٢.

الباب ٣٥

١ - لب اللباب: مخطوط.

٢ - غرر الحكم ج ١ ص ٩٨ ح ٢١٣٣.

٢٦٠

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

بِدُنْيَاهُ فَإِذَا ضَيَّعَ اَلْعَالِمُ عِلْمَهُ اِسْتَنْكَفَ اَلْجَاهِلُ أَنْ يَتَعَلَّمَ وَ إِذَا بَخِلَ اَلْغَنِيُّ بِمَعْرُوفِهِ بَاعَ اَلْفَقِيرُ آخِرَتَهُ بِدُنْيَاهُ يَا؟ جَابِرُ؟ مَنْ كَثُرَتْ نِعَمُ اَللَّهِ عَلَيْهِ كَثُرَتْ حَوَائِجُ اَلنَّاسِ إِلَيْهِ فَمَنْ قَامَ لِلَّهِ فِيهَا بِمَا يَجِبُ فِيهَا عَرَّضَهَا لِلدَّوَامِ وَ اَلْبَقَاءِ وَ مَنْ لَمْ يَقُمْ فِيهَا بِمَا يَجِبُ عَرَّضَهَا لِلزَّوَالِ وَ اَلْفَنَاءِ أقول: رواه ابن بابويه في (توحيده) مسندا عن الأصبغ مع اختلاف و زيادة و نقصان هكذا: قال لما جلس عليعليه‌السلام في الخلافة و بايعه الناس خرج الى المسجد متعمما بعمامة النبي الى أن قال ثم قال: سلوني قبل أن تفقدوني، فقام إليه رجل من أقصى المسجد متوكئا على عصاه فلم يزل يتخطى الناس حتى دنا منه، فقال لهعليه‌السلام : دلّني على عمل إذا عملته نجاني اللَّه من النار. قال له: اسمع يا هذا ثم افهم ثم استيقن قامت الدنيا بثلاثة: بعالم ناطق مستعمل لعلمه، و بغني لا يبخل بماله على أهل دين اللَّه، و بفقير صابر،

فإذا كتم العالم علمه، و بخل الغني، و لم يصبر الفقير، فعندها الويل و الثبور،

و عندها يعرف العارفون باللَّه ان الدار قد رجعت الى بدئها أي: الكفر بعد الايمان أيها السائل فلا تغترّن بكثرة المساجد و جماعة أقوام أجسادهم مجتمعة و قلوبهم شتى، ايها الناس انما الدنيا ثلاثة، زاهد و راغب و صابر، فأما الزاهد فلا يفرح بشي‏ء من الدنيا أتاه و لا يحزن على شي‏ء منها فاته، و أما الصابر فيتمناها بقلبه، فان أدرك منها شيئا صرف عنها نفسه لما يعلم من سوء عاقبتها، و اما الراغب فلا يبالي من حل أصابها أم من حرام. فقال لهعليه‌السلام :

فما علامة المؤمن في ذلك الزمان. قال: ينظر الى ما أوجب اللَّه عليه من حق فيتولاه و ينظر الى ما خالفه فيتبرء منه و ان كان حميما قريبا. قال: صدقت و اللَّه يا أمير المؤمنين. ثم غاب الرجل فلم نره، فطلبه الناس فلم يجدوه،

٣٦١

فتبسمعليه‌السلام و قال: مالكم هذا أخي الخضر( ١) .

و رواه في (خصاله) في الصحيح عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: قال أمير المؤمنين: قوام الدنيا بأربعة: بعالم ناطق مستعمل له، و بغني لا يبخل بفضله على أهل دين اللَّه، و بفقير لا يبيع آخرته بدنياه، و بجاهل لا يتكبر عن طلب العلم. فإذا كتم العالم علمه، و بخل الغني بماله، و باع الفقير آخرته بدنياه،

و استكبر الجاهل عن طلب العلم، رجعت الدنيا الى ورائها القهقرى،

فلا يغرنّكم كثرة المساجد، و أجساد قوم مختلفة قلوبهم. قيل له: كيف العيش في ذلك الزمان؟ فقال: خالطوهم بالبرانية يعني في الظاهر و خالفوهم في الباطن، و للمرء ما اكتسب، و هو مع من أحب، و انتظروا مع ذلك الفرج من اللَّه عز و جل( ٢) .

قول المصنف (و قالعليه‌السلام لجابر بن عبد اللَّه الأنصاري) أقول: قد عرفت من خبر التوحيد انّهعليه‌السلام قال ذلك للخضر، و أما خبر الخصال فساكت عن المسؤول له، فلا بد أن المصنف وقف عليه في خبر آخر.

و كيف كان ففي ذيل الطبري: شهد جابر العقبة في السبعين من الأنصار الذين بايعوا النبي عندها، و كان أصغرهم يومئذ، و أراد شهود بدر،

فخلفه أبوه على اخواته و كن تسعا، و خلفه أيضا حين خرج الى احد، و شهد جابر باقي المشاهد.

و روي عنه ان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله غزا سبعا و عشرين غزوة، و غزوت معه ست عشرة غزوة، و لم أقدر أن أغزو حتى قتل أبي باحد، فكان أوّل غزوة غزوتها معه حمراء الأسد.

____________________

(١) التوحيد: ٣٠٦.

(٢) الخصال ١: ١٩٧ ح ٥.

٣٦٢

مات جابر سنة (٧٤) و هو ابن (٩٤)، و كان قد ذهب بصره( ١ ) . و في تاريخه: ولى عبد الملك سنة (٧٤) الحجاج المدينة، فاستخف بأصحاب النبي،

و ختم في أعناقهم، و رئي جابر مختوما في يده( ٢) .

قولهعليه‌السلام «يا جابر قوام الدين و الدنيا» هكذا في (المصرية) أخذا من (ابن أبي الحديد)، و الصواب: ما في (ابن ميثم): (يا جابر قوام الدنيا)( ٣ ) «بأربعة عالم مستعمل» هكذا في (المصرية)، و الصواب: (يستعمل) كما في (ابن أبي الحديد و ابن ميثم)( ٤ ) (علمه) في (الكافي) عن الصادقعليه‌السلام : من تعلم العلم، و عمل به،

و علّم للَّه، دعي في ملكوت السماوات عظيما، فقيل: تعلّم للَّه، و عمل للَّه،

و علّم للَّه( ٥) .

«و جاهل لا يستنكف ان يتعلم» في (الكافي) عن السجادعليه‌السلام : أوحى اللَّه تعالى الى دانيال ان أمقت عبيدي اليّ الجاهل المستخف بحق أهل العلم، التارك للإقتداء بهم، و أن أحب عبيدي إليّ التقي الطالب للثواب الجزيل، اللازم للعلماء،

القابل عن الحكماء( ٦) .

«و جواد لا يبخل» الصواب: ما في روايتي الصدوق «و غني لا يبخل»( ٧ ) فالغني قد يبخل، و قد لا يبخل، و اما الجواد فلا يمكن بخله.

«بمعروفه» قد عرفت ان رواية (التوحيد) «بماله»، و رواية (الخصال)

____________________

(١) منتخب ذيل المذيل: ٢٩.

(٢) تاريخ الطبري ٥: ٣٥، سنة ٧٤.

(٣) شرح ابن أبي الحديد ١٩: ٣٠٣، و شرح ابن ميثم ٥: ٤٢٦.

(٤) كذا في شرح ابن أبي الحديد ١٩: ٣٠٣، لكن في شرح ابن ميثم ١: ٤٢٦ مثل المصرية.

(٥) الكافي ١: ٣٥ ح ٦.

(٦) الكافي ١: ٣٥ ح ٥.

(٧) التوحيد: ٣٠٦، و الخصال ١: ١٩٧.

٣٦٣

«بفضله»( ١ ) ، أي: بفضل ماله، و هما أحسن.

في (الكافي) عن الصادقعليه‌السلام : ان من بقاء المسلمين و بقاء الاسلام ان تصير الأموال عند من يعرف فيها الحق، و يصنع فيها المعروف، و ان من فناء الاسلام و فناء المسلمين أن تصير الأموال في أيدي من لا يعرف فيها الحق،

و لا يصنع فيها المعروف.

و عن أبي جعفرعليه‌السلام ان اللَّه تعالى جعل للمعروف أهلا من خلقه حبب اليهم فعاله، و وجّه لطلاّب المعروف الطلب اليهم، و يسّر لهم قضاءه كما يسّر الغيب للأرض المجدبة ليحييها و يحيي به أهلها، و ان اللَّه تعالى جعل للمعروف أعداءا من خلقه بغّض إليهم المعروف، و بغّض اليهم فعاله، و حظر على طلاّب المعروف الطلب اليهم، و حظر عليهم قضاءه كما حظر الغيث على الأرض المجدبة ليهلكها و يهلك أهلها( ٢) .

«و فقير لا يبيع آخرته بدنياه» في (الكافي) عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال تعالى: ان من أغبط أوليائي عندي رجلا خفيف الحال، ذا حظ من صلاة، أحسن عبادة ربه بالغيب، و كان غامضا في الناس جعل رزقه كفافا، فصبر عليه و عجلت منيته، فقلّ تراثه و قلّ بواكيه.

و عن الصادقعليه‌السلام : جاء رجل موسر نقي الثوب الى النبي، فجلس، فجاء رجل معسر درن الثوب، فجلس الى جنب النبي بجنب الموسر، فقبض الموسر ثيابه من تحت فخذيه، فقال له النبي: أخفت أن يمسك من فقره شي‏ء؟ قال: لا. قال: فخفت أن يصيبه من غناك شي‏ء؟ قال: لا. قال: فخفت أن يوسخ ثيابك؟ قال: لا. قال: فما حملك على ما صنعت؟ فقال: ان لي قرينا يزين

____________________

(١) المصدر السابق.

(٢) الكافي ٤: ٢٥ ح ١ و ٢.

٣٦٤

لي كلّ قبيح، و يقبّح لي كلّ حسن، و قد جعلت له نصف مالي. فقال النبي للمعسر: أتقبل؟ قال: لا. قال الرجل: و لم؟ قال: أخاف أن يدخلني ما دخلك( ١) .

«فاذا ضيّع العالم علمه استنكف الجاهل أن يتعلم» في (الكافي) عن الصادقعليه‌السلام : ان العالم إذا لم يعمل بعلمه زلّت موعظته عن القلوب كما يزل المطر عن الصفا.

و عنهعليه‌السلام : قصم ظهري رجلان: عالم متهتّك، و جاهل متنسك، هذا ينفّر الناس بتهتكه، و هذا يضلّ الناس بتنسكه.

و عن أمير المؤمنينعليه‌السلام : ان أهل النار ليتأذون من ريح العالم التارك لعلمه.

و قال عيسى بن مريمعليه‌السلام : ويل لعلماء السوء كيف تلظى عليهم النار.

و عنهمعليهم‌السلام : يغفر للجاهل سبعون ذنبا قبل أن يغفر للعالم ذنب واحد( ٢) .

«و إذا بخل الغني بمعروفه باع الفقير آخرته بدنياه» في (الكافي) عن الصادقعليه‌السلام : يأتي على الناس زمان من سأل الناس عاش، و من سكت مات( ٣) .

«يا جابر من كثرت نعم اللَّه عليه كثرت حوائج الناس إليه» لامتحان شكره «فمن قام للَّه فيها بما يجب فيها» هكذا في (المصرية)، و لكن في (ابن أبي الحديد):

(فمن قام بما يجب للَّه فيها)، و في (ابن ميثم) و كذا (الخطية) (فان أقام بما يجب

____________________

(١) الكافي ٢: ١٤٠ ح ١ و: ٢٦٢ ح ١١.

(٢) الكافي ١: ٤٤ ح ١ و ٣، لكن الحديث الثاني لم يوجد فيه بل رواه الشهيد الثاني في منية المريد: ٧٤، و الصدوق في الخصال ١: ٦٩ ح ١٠٣.

(٣) الكافي ٤: ٤٦ ح ١.

٣٦٥

للَّه فيها)( ١ ) «عرّضها للدوام و البقاء» هكذا في (المصرية)، و الصواب: (عرض نعمة اللَّه لدوامها) كما في (ابن أبي الحديد) و كذا (ابن ميثم)( ٢) .

«و من لم يقم فيها بما يجب عرّضها للزوال و الفساد» هكذا في (المصرية)،

و الصواب: (و من ضيّع ما يجب للَّه فيها عرّض نعمته لزوالها) كما في (ابن أبي الحديد و ابن ميثم)( ٣ ) ، و لكن في نسخة الثاني (و ان ضيع).

و كيف كان ففي (الكافي) عن أبي جعفرعليه‌السلام : ان الشمس لتطلع و معها أربعة أملاك: ملك ينادي يا صاحب الخير أتمّ و أبشر، و ملك ينادي يا صاحب الشر انزع و اقصر، و ملك ينادي اعط منفقا خلفا و آت ممسكا تلفا، و ملك ينضحها بالماء و لو لا ذلك اشتعلت الأرض.

و عن الرضاعليه‌السلام : ان النعم كالابل المعتقلة في عطفها على القوم ما أحسنوا جوارها، فإذا أساؤوا معاملتها نفرت عنهم.

و عن الصادقعليه‌السلام : من عظمت عليه النعمة اشتدت مؤنة الناس عليه،

فان هو قام بمؤنتهم اجتلب زيادة النعمة عليه من اللَّه، و ان لم يفعل فقد عرض النعمة لزوالها( ٤) .

١٣ - الحكمة (٤٥٧) و قالعليه‌السلام :

مَنْهُومَانِ لاَ يَشْبَعَانِ طَالِبُ عِلْمٍ وَ طَالِبُ دُنْيَا أقول: روى الكافي عن سليم بن قيس عنهعليه‌السلام قال: قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله

____________________

(١) كذا في شرح ابن أبي الحديد ١٩: ٣٠٣، لكن في شرح ابن ميثم ٥: ٤٢٦ مثل المصرية.

(٢) كذا في شرح ابن أبي الحديد ١٩: ٣٠٣، لكن في شرح ابن ميثم ٥: ٤٢٧ مثل المصرية.

(٣) كذا في شرح ابن أبي الحديد ١٩: ٣٠٣، لكن في شرح ابن ميثم ٥: ٤٢٧ مثل المصرية.

(٤) الكافي ٤: ٤٢ ح ١ و: ٣٨ ح ١ و: ٣٧ ح ١.

٣٦٦

منهومان لا يشبعان طالب دنيا و طالب علم، فمن اقتصر من الدنيا على ما أحل اللَّه له سلم، و من تناولها من غير حلّها هلك، الا ان يتوب و يراجع، و من أخذ العلم من أهله و عمل به نجا، و من أراد به الدنيا فهي حظّه( ١) .

«منهومان» أي: مولعان «لا يشبعان» و في الخبر: أربعة لا يشبعن من أربعة: الأرض من المطر، و العين من النظر، و الانثى من الذكر، و العالم من العلم( ٢) .

«طالب علم» روى الخطيب عن عبد الرحمن بن يوسف بن خراش انّه شرب بوله في طلب الحديث خمس مرات، قال: أحسبه فعل ذلك في السفر عند عدم الماء.

و عن محمد بن جعفر بن رميس القصري قال: بعت صف الحدادين ببغداد بثلاثة آلاف دينار، فأنفقتها كلّها على الحديث.

و في (عيون القتيبي): قيل لبزر جمهر: بم أدركت ما أدركت من العلم؟

قال: ببكور كبكور الغراب، و حرص كحرص الخنزير، و صبر كصبر الحمار.

و حكي عن أبي ريحان البيروني: ان بعض العلماء دخل عليه و هو يجود بنفسه، فقال له في تلك الحال: كيف قلت لي يوما حساب الجدات؟ فقال: أفي هذه الحال. فقال: أودّع الدنيا و أنا عالم بها خير من أن اخليها و أنا جاهل بها،

فذكرها له و خرج، فسمع الصراخ عليه.

و قال أبو الجوائز:

رويت و ما رويت من الرواية

و كيف و ما انتهيت الى نهاية

و للأعمال غايات تناهى

و ان طالت و ما للعلم غاية

____________________

(١) الكافي ١: ٤٦ ح ١.

(٢) أخرجه الصدوق في الخصال ١: ٢٢١ ح ٤٧ و ٤٨.

٣٦٧

و قال ابن أبي الحديد: مات الجاحظ و الكتاب على صدره، و كان أبو علي في النزع و هو يملي على ابنه أبي هاشم مسائل في علم الكلام، و كان القاضي أحمد بن أبي دؤاد يأخذ الكتاب في خفه و هو راكب، فإذا جلس في دار الخليفة اشتغل بالنظر فيه الى ان يجلس الخليفة، و ما فارق الكتاب قط إلا في الخلاء.

و أعرف انا في زماننا من مكث نحو خمس سنين لا ينام إلا وقت السحر صيفا و شتاءا مكبا على كتاب، و كانت و سادته التي ينام عليها الكتاب( ١) .

«و طالب دنيا» في (الكافي) عن أبي جعفرعليه‌السلام : مثل الحريص على الدنيا مثل دودة القز، كلّما ازدادت من القز على نفسها لفا كان أبعد لها من الخروج حتى تموت غما( ٢) .

و عن أبي عبد اللَّهعليه‌السلام : مر عيسى على قرية قد مات أهلها و طيرها و دوابها، فقال: أما إنهم لم يموتوا إلا بسخط، و لو ماتوا متفرقين لتدافنوا. فقال الحواريون: يا روح اللَّه ادع اللَّه أن يحييهم لنا فيخبرونا ما كانت أعمالهم فنجتنبها. فدعا عيسى ربه، فنودي من الجو نادهم، فقام عيسى بالليل على شرف من الأرض، فقال: يا أهل هذه القرية، فأجابه منهم مجيب: لبيك يا روح اللَّه. فقال: و يحكم ما كانت أعمالكم؟ قال: عبادة الطاغوت، و حب الدنيا مع خوف قليل، و أمل بعيد، و غفلة في لهو. فقال: كيف كان حبكم للدنيا؟ قال:

كحب الصبي لامه، إذا أقبلت علينا فرحنا، و إذا أدبرت عنّا حزنا الخبر( ٣) .

و قال ابن أبي الحديد: كان في القرآن آية أنزلت ثم رفعت: لو كان لابن آدم و اديان من ذهب لابتغى لهما ثالثا، و لا يملأ عين ابن آدم إلاّ

____________________

(١) شرح ابن أبي الحديد ٢٠: ١٧٤.

(٢) الكافي ٢: ١٣٤ ح ٢٠.

(٣) الكافي ٢: ٣١٨ ح ١١.

٣٦٨

التراب، و يتوب اللَّه على من تاب( ١) .

١٤ - الحكمة (٤٧٨) و قالعليه‌السلام :

مَا أَخَذَ اَللَّهُ عَلَى أَهْلِ اَلْجَهْلِ أَنْ يَتَعَلَّمُوا حَتَّى أَخَذَ عَلَى أَهْلِ اَلْعِلْمِ أَنْ يُعَلِّمُوا أقول: في (تفسير الطبرسي) عن الثعلبي باسناده عن الحسن بن عمارة قال: أتيت الزهري بعد أن ترك الحديث، فقلت: أرأيت أن تحدثني. فقال: أما علمت اني تركت الحديث. فقلت: اما ان تحدثني و اما أن احدثك. فقال: حدثني.

فقلت: حدّثني الحكم بن عيينة عن نجم الجزار قال: سمعت علياعليه‌السلام يقول: ما أخذ اللَّه على أهل الجهل ان يتعلموا حتى أخذ على أهل العلم أن يعلموا فحدثني بأربعين حديثا( ٢) .

و في (الكافي) عن الصادقعليه‌السلام في كتاب عليّعليه‌السلام : ان اللَّه تعالى لم يأخذ على الجهّال عهدا بطلب العلم حتى أخذ على العلماء عهدا ببذل العلم للجهّال،

لأن العلم كان قبل الجهل( ٣) .

و في (المروج): دخل أبو حازم الأعرج على سليمان بن عبد الملك،

فقال له سليمان: عظني و أوجز. فقال له: نزه ربك، و عظمه ان يراك حيث ما نهاك، أو يفقدك حيث أمرك به. فبكى سليمان، فقال له بعض جلسائه:

أسرفت عليه. فقال له أبو حازم: اسكت، فان اللَّه تعالى أخذ الميثاق على

____________________

(١) شرح ابن أبي الحديد ٢٠: ١٧٤.

(٢) مجمع البيان ٢: ٥٥٢.

(٣) الكافي ١: ٤١ ح ١.

٣٦٩

العلماء ليبيننه للناس و لا يكتمونه( ١) .

و مرادهعليه‌السلام بالأخذ على العالم التعليم قبل الأخذ على الجاهل التعلم فيما إذا كان الجاهل قابلا و أهلا لا مطلقا، فروى (الكافي) ان رجلا قال لأبي جعفرعليه‌السلام ان الحسن البصري يزعم ان الذين يكتمون العلم يؤذي ريح بطونهم أهل النار. فقالعليه‌السلام : فهلك اذن مؤمن آل فرعون، ما زال العلم مكتوما منذ بعث اللَّه تعالى نوحا، فليذهب الحسن يمينا و شمالا، فو اللَّه ما يوجد العلم إلا هاهنا.

و روي ان عيسىعليه‌السلام قام خطيبا في بني اسرائيل فقال: لا تحدثوا بالحكمة الجهّال فتظلموها، و لا تمنعوها أهلها فتظلموهم( ٢) .

هذا، و في (أذكياء ابن الجوزي) عن الحميدي قال: كنّا عند سفيان بن عيينة، فحدثنا بحديث زمزم انّه لما شرب له، فقام رجل من المجلس، ثم عاد فقال لسفيان: أليس الحديث الذي حدثتنا أن زمزم لما شرب له بصحيح؟ قال:

بلى. فقال: اني قد شربت الآن دلوا من زمزم على أن تحدثني بمائة حديث. فقال له سفيان: أقعد فحدثه بمائة حديث.

و عن ابن أبي ذر قال: كان إذا ورد الحاج إذا ورد جلس سفيان بن عيينة بباب بني هاشم على موضع عال ليرى الناس، فجاء رجل من أصحاب الحديث، فقعد بين يديه، فقال له: حدثني، فحدثه أحاديث، فقال: زدني، فزاده،

فقال: زدني، فزاده، فقال: زدني، فدفع في صدره، فوقع الى الوادي، فتفاشى ذلك، فاجتمع الحاج و قالوا: سفيان بن عيينة قتل رجلا من الحاج، فلما كثر ذلك أشفق سفيان، فنزل الى الرجل، فوضع رأسه في حجره و قال له: مالك أيّ

____________________

(١) مروج الذهب ٣: ١٧٧.

(٢) الكافي ١: ٥١ ح ١٥: ٤٢ ح ٤.

٣٧٠

شي‏ء أصابك، فلم يزل يركض رجليه و يزيد من فيه و كثر الضجيج: «سفيان بن عيينة قتل رجلا»، فقال له: قم و يلك أما ترى الناس يقولون، فقال له و هو يخفي صوته لا و اللَّه لا أقوم حتى تحدثني مائة حديث عن الزهري و عمرو بن دينار، ففعل فقام.

١٥ - الحكمة (٤) و قالعليه‌السلام :

نِعْمَ اَلْقَرِينُ اَلرِّضَى وَ اَلْعِلْمُ وِرَاثَةٌ كَرِيمَةٌ وَ اَلْآدَابُ حُلَلٌ مُجَدَّدَةٌ وَ اَلْفِكْرُ مِرْآةٌ صَافِيَةٌ أقول: جعل العنوان الرابع على ما في (المصرية)، و لكن في (ابن ميثم و الخطية) جعل من الثاني الى السادس الخمسة واحدا( ١ ) ، و اما ابن أبي الحديد فلم يعلم الأصل فيه، حيث انّه قد يقطع العنوان الواحد المقطوع، إلا انّه جعل هنا أوّل العنوان «و العلم وراثة كريمة»، و جعل «نعم القرين الرضى» جزء السابق( ٢ ) ، و يمكن تأييده بأن (أمالي المفيد) رواه عنهعليه‌السلام هكذا: «العلم وراثة كريمة، و الآداب حلل حسان، و الفكر مرآة صافية، و الاعتبار منذر ناصح،

و كفى بك أدبا لنفسك تركك ما كرهته من غيرك»( ٣) .

«نعم القرين الرضى» في (الكافي) عن الصادقعليه‌السلام : ان أعلم الناس باللَّه أرضاهم بقضاء اللَّه.

و قيل لهعليه‌السلام : بأي شي‏ء يعلم المؤمن؟ قال: بالتسليم للَّه، و الرضى فيما

____________________

(١) شرح ابن ميثم ٥: ٢٣٨.

(٢) شرح ابن أبي الحديد ١٨: ٩٠ و ٩٣.

(٣) أمالي المفيد: ٣٣٦ ح ٧، مجلس ٣٩.

٣٧١

ورد عليه من سرور أو سخط.

و عنهعليه‌السلام : لم يكن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول لشي‏ء قد مضى لو كان غيره.

و أوحى اللَّه تعالى الى موسى: ما خلقت خلقا أحب إليّ من عبدي المؤمن،

و اني ابتليه لما هو خير له، و اعافيه لما هو خير له، و أزوي عنه ما هو شر له، لما هو خير له، و أنا أعلم بما يصلح عليه عبدي، فليصبر على بلائي، و ليشكر نعمائي، و ليرضى بقضائي، اكتبه في الصدّيقين عندي، إذا عمل برضائي و أطاع أمري( ١) .

و قال ابن أبي الحديد: كان يقال: من سخط القضاء طاح، و من رضى به استراح، و كان يقال: عليك بالرضا، و لو قلبت على جمر الغضى، و عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال تعالى: من لم يرض بقضائي فليتخذ ربا سوائي( ٢) .

«و العلم وراثة كريمة» في (الكافي) عن الصادقعليه‌السلام : فضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر النجوم ليلة البدر، و ان العلماء ورثة الأنبياء انّ الأنبياء لم يورثوا دينارا و لا درهما، و لكن ورثوا العلم، فمن أخذ منه أخذ بحظ وافر( ٣) .

و في (المعجم) في حديث سعيد بن العاص قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : ما نحل والد ولده أفضل من أدب حسن.

و يكفي العلم وراثة كريمة قوله تعالى: شهد اللَّه انّه لا اله إلاّ هو و الملائكة و اولو العلم قائما بالقسط( ٤ ) فقرن صاحب العلم بذاته تعالى و بملائكته.

____________________

(١) الكافي ٢: ٦٠ ٦٣ ح ٢ و ٧ و ١٢ و ١٣.

(٢) شرح ابن أبي الحديد ١٨: ٩٢.

(٣) الكافي ١: ٣٤ ح ١.

(٤) آل عمران: ١٨.

٣٧٢

و في (طرائف المقدسي) قال عليعليه‌السلام : كفى بالعلم شرفا أنّه يدعيه من لا يحسنه، و يفرح إذا نسب إليه.

و يقال: العلماء في الأرض كالنجوم في السماء، و لو لا العلم لكان الناس كالبهائم.

و قال بعض الحكماء: العلم حياة القلوب و مصباح الأبصار.

و في (تاريخ بغداد): جلس ابن معروف يوما للحكم في جامع الرصافة،

فاستدعى أصحاب القصص إليه، فتتبعها و وقّع على أكثرها، ثم نظر في بعضها، فإذا فيها ذكر له بالقبيح و وضاعته و سقوط أصله، فقلب الرقعة و كتب على ظهرها:

العالم العاقل ابن نفسه

أغناه جنس علمه عن جنسه

كن ابن من شئت و كن كيسا

فانما المرء بفضل كيسه

كم بين من تكرمه لغيره

و بين من تكرمه لنفسه

من انما حياته لغيره

فيومه أولى به من أمسه

و عن أبي الأسود:

العلم زين و تشريف لصاحبه

فاطلب هديت فنون العلم و الأدبا

كم سيد بطل آباؤه نجب

كانوا فأضحى بعدهم ذنبا

و مقرف خامل الآباء ذي أدب

نال المعالي بالآداب و الرتبا

و لآخر:

يعد رفيع القوم من كان عالما

و ان لم يكن في قومه بحسيب

و ان حل ارضاعا عاش فيها بعلمه

و ما عالم في بلدة بغريب

و لابن جني:

فان أصبح بلا نسب

فعلمي في الورى نسبي

٣٧٣

و في (المروج): سئل انوشيروان ما أعظم الكنوز قدرا، و أنفعها عند الاحتياج اليها؟ فقال: معروف أودعته الأحرار، و علم تورثه الأعقاب.

و قيل له: من أطول الناس عمرا؟ فقال: من كثر علمه فتأدب به من بعده( ١) .

«و الآداب حلل مجددة» قالعليه‌السلام أوّلا: «العلم وراثة كريمة»، و ثانيا:

«و الآداب حلل مجددة»، و بين العلم و الأدب عموم و خصوص.

و في (المعجم) قالوا: الفرق بين الأديب و العالم ان الأديب من يأخذ من كلّ شي‏ء أحسنه فيؤلفه، و العالم من يقصد بفن من العلم فيتعلمه، و لذا قال عليعليه‌السلام : «العلم أكثر من أن يحصى، فخذوا من كلّ شي‏ء أحسنه»، و قال عبد اللَّه بن المبارك: تعلموا العلم شهرا و الأدب شهرين.

و في تاريخ بغداد في أبي تمام عنه:

أو يفترق نسب يؤلف بيننا

أدب أقمناه مقام الوالد

و روى الزبير بن بكار عن النضر بن شميل قال: دخلت على المأمون بمرو و عليّ أطمار، فقال: يا نضر تدخل عليّ في مثل هذه الثياب، قلت: ان حر مرو شديد لا يدفع إلا بمثل هذه الأخلاق. قال: بل أنت رجل متقشف. ثم تجارينا الحديث، فأجرى ذكر النساء، فقال: حدثني هشيم عن مجالد عن الشعبي عن ابن عباس ان النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله قال «إذا تزوج الرجل المرأة لدينها و جمالها كان فيه سداد و فتح السين من عوز» فقلت: صدقوك، و حدثني عوف الاعرأبي عن الحسن عن عليعليه‌السلام عن النبي «إذا تزوج المرأة لدينها و جمالها كان فيه سداد و كسرت السين من عوز»، و كان المأمون متكئا،

فاستوى جالسا و قال: سداد لحن عندك؟ قلت: نعم هاهنا. قال: أو تلحنني؟

____________________

(١) مروج الذهب ١: ٢٩٦.

٣٧٤

قلت: انما لحن هشيم، و تبعت لفظه. فقال: ما الفرق بينهما؟ قلت: السداد أي:

بالفتح القصد في الدين و الطريقة و الأمر، و السداد أي: بالكسر البلغة، و كلّ ما سددت به شيئا فهو سداد، قال العرجي:

أضاعوني و أي فتى أضاعوا

ليوم كريهة و سداد ثغر

فأطرق مليا، ثم قال: قبح اللَّه من لا أدب له، ثم أخذ قرطاسا، و أنا لا أدري ما يكتب، و كتب فيه شيئا، ثم قال: كيف تقول إذا أمرت من يترب الكتاب. قلت:

أتربه. قال: فهو ماذا؟ قلت: فهو مترب. قال: فمن الطين؟ قلت: طنه. قال: فهو ماذا؟ قلت: فهو مطين. قال: هذه أحسن من الاولى. ثم قال: يا غلام أتربه وطنه و ابلغ معه الى الفضل بن سهل، فلما قرأ الفضل الكتاب قال: امر لك بخمسين ألف درهم، فما كان السبب، فأخبرته فقال: لحنته؟ قلت: كلا، انما لحن هشيم و كان لحانا فتبع لفظه، فأمر لي الفضل بثلاثين ألف درهم، فأخذت ثمانين ألف درهم بحرف أستفيد مني( ١) .

و في (المعجم) عن الشعبي قال: حلى الرجال العربية و حلى النساء الشحم( ٢) .

و قال الأصمعي: كنت عند الرشيد إذ دخل رجل و معه جارية للبيع،

فتأملها، ثم قال له: خذ جاريتك، فلو لا كلف في وجهها، و خنس في أنفها لاشتريتها. فانطلق بها، فلما بلغت الستر قالت لهارون: أرددني اليك أنشدك بيتين حضراني، فردها، فأنشأت تقول:

ما سلم الظبي على حسنه

كلا و لا البدر الذي يوصف

____________________

(١) رواه الزبير بن بكار في الموفقيات، و رواه أيضا النووي في تهذيب الأسماء ٢: ١٢٧، و ابن الانباري في نزهة الاولياء: ٥٧، و الشيرازي في الألقاب عنه الجامع الصغير ١: ٢٣.

(٢)

٣٧٥

الظبي فيه خنس بيّن

و البدر فيه كلف يعرف

فأعجبته بلاغتها، فاشتراها و قرّب منزلتها، و كانت أحظى جواريه.

و فيه: قيل لما عرضت الخيزران على المهدي قال: و اللَّه يا جارية، انك لعلى غاية المنى، غير انك حمشة الساقين. فقالت: انك أحوج ما تكون اليهما لا تراهما. فقال: اشتروها، فحظيت عنده، فأولدها موسى و هارون.

و في (المعجم): قال إبراهيم الصابي: كنت في مجلس الوزير المهلبي في بعض أيام الحداثة جالسا في مجلس أنسه، و بين يديه أبو الفضل بن الحسين،

و أبو أحمد بن عبد الرحمن، و أبو علي الأنباري، و أبو الفرج بن أبي هشام،

و غيرهم من كتّابه، و قد أخذ الشراب منهم، و زاد بهم على حد النشوة، إذ حضر رسول معز الدولة يذكر أن معه أمرا مهمّا، فقال الوزير فليدخل، فدخل و قال: الأمير يقول تكتب عني الساعة الى محمد بن الياس صاحب كرمان تخطب فيه ابنته لبختيار. فقال الوزير: هذا كتاب يحتاج فيه الى تثبت، و ما في الكتّاب مع السكر من فيه فضل، ثم التفت الى أبي علي الأنباري و قال له: تتمكن من كتابته؟ قال: اما الليلة فلا، و رآني الوزير مصغيا فقال: تكتبه يا إبراهيم؟

قلت: نعم. قال: افعل فقمت الى صفة يشاهدني فيها، و استدعيت دواتي، و كتبت كتابا اقتضبته بغير روية، و لا نسخة، و الوزير و الحاضرون يلاحظونني،

و يعجبون من اقدامي، ثم اقتضابي و اطالتي، فلما فرغت منه و حملته إليه،

وقف عليه و وجهه متهلل، ثم قال للجماعة: هذا كتاب حسن دال على الكفاية المبرزة، و لو كتبه صاحيا مرويا لكان عجبا، فكيف إذ يكتبه منتشيا مقتضيا،

قم يا أبا إسحاق و اجلس حيث أجلستك الكفاية أومأ الى جانب ابنه أبي الغنائم.

و في (الأغاني) عن أبي هفان: كان العتابي ذات يوم جالسا ينظر في

٣٧٦

كتاب، فمر به بعض جيرانه فقال: أيش ينفع العلم و الأدب من لا مال له. فقال العتابي:

يا قاتل اللَّه أقواما إذا نقموا

ذا اللب ينظر في الأدب و الحكم

قالوا و ليس بهم إلا نفاسته

أنافع ذا من الاقتار و العدم

و ليس يدرون ان الحظ ما حرموا

لحاهم اللَّه من علم و من فهم

و قال ابن أبي الحديد: روى الهيثم عن سعيد الجدلي قال: لما قدم عبد الملك الكوفة بعد قتل مصعب، دعا الناس يحرّضهم على فرائضهم، فحضرنا بين يديه فقال: من القوم؟ قلنا: جديلة. فقال: جديلة عدوان؟ قلنا: نعم، فانشد:

عذير الحي من عدوا

ن كانوا حية الأرض

بغى بعضهم بعضا

فلم يرعوا على بعض

و منهم كانت السادا

ت و الموفون بالقرض

و منهم حكم يقضي

فلا ينقض ما يقضي

و منهم من يجيز الناس

بالسنة و الفرض

ثم أقبل على رجل منّا و سيم جسيم قدمناه أمامنا، فقال: أيّكم يقول هذا الشعر؟ قال: لا أدري. فقلت أنا من خلفه: يقول ذو الأصبع فتركني و أقبل على ذلك الرجل الجسيم، فقال: ما كان اسم ذي الأصبع. قال: لا أدري. فقلت من خلفه اسمه حرثان فتركني و أقبل عليه، فقال له: و لم سمّي ذا الأصبع؟ قال: لا أدري، فقلت أنا من خلفه نهشته حية في أصبعه فأقبل عليه و تركني، فقال:

من أيّكم كان ذو الأصبع؟ قال: لا أدري، فقلت أنا من خلفه من بني ناج الذين قيل فيهم:

فأما بنو ناج فلا تذكرنهم

و لا تتبعن عيناك من كان هالكا

فأقبل على الجسيم فقال: كم عطاؤك؟ قال: سبعمائة درهم. ثم أقبل عليّ

٣٧٧

و قال: كم عطاؤك؟ قلت: اربعمائة. فقال يا أبا الزعيزعة، حط من عطاء هذا ثلاثمائة، و زدها في عطاء هذا، فرحت و عطائي سبعمائة و عطاؤه اربعمائة.

و أنشد منشد بحضرة الواثق:

أظلوم ان مصابكم رجلا

اهدى السلام تحية ظلم

فقال «رجل» هو خبر «إنّ» و وافقه على ذلك قوم و خالفه قوم، فقال الواثق من بقي من علماء النحويين؟ قالوا: المازني، فأمر باشخاصه، فلما دخل عليه قال: ممن الرجل؟ قال: من مازن. قال: مازن ربيعة أو قيس أو اليمن؟ قال:

بل ربيعة. قال: با اسمك يريد ما اسمك، لأن مازن ربيعة يبدلون الميم باء و الباء ميما، فقال مكر أي: بكر فضحك الواثق و قال: اجلس، فسأله عن البيت فأنشده منصوبا، فقال: أين خبر «إنّ»؟ فقال «ظلم». قال: كيف؟ قال: ألا ترى ان لم يجعل «ظلم» الخبر يكون الكلام معدوم الفائدة. فقال: قبّح اللَّه من لا أدب له.

ثم قال: ألك ولد؟ قال: بنية. قال: فما قلت حين ودعتها؟ قال: ما قالت بنت الاعشى حيث يقول:

تقول ابنتي حين جدّ الرحيل

أرانا سواء و من قديتم

ابانا فلا رمت من عندنا

فانا بخير إذا لم ترم

أبانا إذا أضمرتك البلا

د نجفى و تقطع منّا الرحم

قال: فما قلت لها؟ قال: أنشدتها بيت جرير:

ثقي باللَّه ليس له شريك

و من عند الخليفة بالنجاح

فقال: ثق بالنجاح، ثم أمر له بألف دينار و كسوة، و رده الى البصرة( ١) .

«و الفكر مرآة صافية» في (الكافي) عن الصادقعليه‌السلام : كان أمير المؤمنينعليه‌السلام يقول: نبه بالتفكر قلبك، و جاف عن الليل جنبك، و اتق اللَّه ربك.

____________________

(١) شرح ابن أبي الحديد ١٨: ٩٤ ٩٦.

٣٧٨

و عنهعليه‌السلام : سئل عمّا يروي الناس «ان تفكر ساعة خير من قيام ليلة» كيف يتفكر؟ فقال: يمر بالخربة أو بالدار فقال: أين ساكنوك، أين بانوك، مالك لا تتكلمين.

و عن الرضاعليه‌السلام : ليس العبادة كثرة الصلاة و الصوم، انما العبادة التفكر في أمر اللَّه تعالى( ١) .

و قال ابن أبي الحديد: كان يقال الفكرة الصحيحة اسطرلاب روحاني.

و قال أوس بن حجر:

ان الذي جمع السماحة و النجد

و الحزم و النهي جمعا

الالمعى الذي يظن بك الظن

كأن قد رأى و قد سمعا(٢)

١٦ - الحكمة (٨١) و قالعليه‌السلام :

قِيمَةُ كُلِّ اِمْرِئٍ مَا يُحْسِنُهُ قال؟ الرضي؟: و هي الكلمة التي لا تصاب لها قيمة و لا توزن بها حكمة و لا تقرن إليها كلمة أقول: رواه (العيون و الخصال و المعاني و أمالي الشيخين و الكافي)،

و رواه أبو هلال العسكري في (صناعتيه)، و رواه الجاحظ في (بيانه)، و رواه الحموي في (معجمه)، و رواه ابن عبد ربه في (عقده)، و رواه الخطيب في أحمد بن محمد ابن جناح، و رواه (تذكرة سبط ابن الجوزي)، و رواه (الشعراء)( ٣) .

____________________

(١) الكافي ٢: ٥٤ و ٥٥ ح ١ و ٢ و ٤.

(٢) شرح ابن أبي الحديد ١٨: ٩٤.

(٣) رواه الصدوق في عيون الأخبار ٢: ٥٣ ح ٢٠٤، و ابن قتيبة في الشعر و الشعراء:، و يأتي تخريج الباقي في مواضعه.

٣٧٩

روى (الكافي) في نوادر كتاب عقله مسندا عن ابن عائشة البصري رفعه ان علياعليه‌السلام قال في بعض خطبه: ايها الناس، اعلموا انّه ليس بعاقل من انزعج من قول الزور فيه، و لا بحكيم من رضى بثناء الجاهل عليه، الناس ابناء ما يحسنون، و قدر كلّ امرئ ما يحسن، فتكلموا في العلم تبين أقداركم( ١) .

و روى عنهعليه‌السلام قال: أقل الناس قيمة أقلّهم علما، اذ قيمة كلّ امرئ ما يحسنه، و كفى بالعلم شرفا انّه يدعيه من لا يحسنه و يفرح إذا نسب إليه،

و كفى بالجهل ضعة، انّه يتبرأ منه من هو فيه، و يغضب إذا نسب إليه( ٢) .

و روي (المعاني): ان الباقرعليه‌السلام قال للصادق: اعرف منازل الشيعة على قدر روايتهم و معرفتهم، فان المعرفة هي الدراية للرواية، و بالدرايات للروايات يعلو المؤمن الى أقصى درجات الايمان، اني نظرت في كتاب لعليّعليه‌السلام فوجدت فيه «ان قيمة كلّ امرئ و قدره معرفته» ان اللَّه تعالى يحاسب الناس على قدر ما آتاهم من العقول في دار الدنيا( ٣) .

و في معجم الحموي قال عليعليه‌السلام : «قيمة كل انسان ما يحسن»، فنظمه شاعر و قال:

لا يكون الفصيح مثل العيي

لا و لا ذو الذكاء مثل الغبي

قيمة المرء قدر ما يحسن المرء

قضاء من الامام علي(٤)

و قال العسكري في (صناعتيه): وجد ابن طباطبا قول عليعليه‌السلام : «قيمة كلّ امرئ ما يحسنه»، فقال:

فيا لائمي دعني اغالي بقيمتي

فقيمة كلّ امرئ ما يحسنه

____________________

(١) الكافي ١: ٥٠ ح ١٤.

(٢) رواه ابن طلحة في مطالب السؤول: ٤٩.

(٣) أخرجه الصدوق في معاني الأخبار: ١ ح ٢.

(٤) معجم الادباء ١: ٦٦.

٣٨٠

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621