مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل الجزء ٨

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل12%

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 478

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧
  • البداية
  • السابق
  • 478 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 241508 / تحميل: 4929
الحجم الحجم الحجم
مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل الجزء ٨

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

فقال لإخوتها: (أمري فيكم وفي أُختكم جائز؟).

قالوا: نعم يا ابن عم محمد، أمرك فينا وفي أُختنا جائز.

فقال عليٌّ (عليه السلام): (أُشهِد الله، وأُشهِد مَن حضر مِن المسلمين، أنِّي قد زوَّجت هذا الغُلام مِن هذه الجارية بأربعمائة درهم والنقد مِن مالي. يا قنبر! عليَّ بالدراهم). فأتاه قنبر فصبَّها في يَد الغُلام.

فقال: (خُذها وصُبَّها في حِجر امرأتك, ولا تأتنا إلا وبك أثر العِرس). (يعني: الغسل)، فقام الغُلام فصبَّ الدراهم في حِجر المرأة، ثمَّ تَلْبَبَها وقال لها: قومي.

فنادت المرأة: النار! النار! - يا ابن عَمِّ محمد - أُتريد أنْ تزوِّجني مِن ولدي؟! هذا - والله - ولدي! زوَّجني إخوتي هجيناً فولدت منه هذا، فلمَّا ترعرع وشبَّ أمروني أنْ أنتفي منه وأطرده، هذا - والله - ولدي وفؤادي يتقَّلى أسفاً على ولدي.

قال:... ثمَّ أخذت بيد الغُلام وانطلقت.

ونادى عمر: واعمراه لولا عليٌّ لهلك عمر (1) .

____________________

(1) الطفل، ج1.

٢١

اتَّق الله الذي خلقك ثمَّ يُميتك

أتى إلى أبي عبد الله (عليه السلام) رجل فقال: يا ابن رسول الله، رأيت في منامي كأنِّي خارج عن مدينة الكوفة في موضع أعرفه، وكأنَّ شيخاً أو رجُلاً منحوتاً مِن خشب، على فرسٍ مِن خشب يلوح بسيفه، وأنا أُشاهده فزعاً مرعوباً.

فقال (عليه السلام) له: (أنت رجل تُريد اغتيال رجل في معيشته، فاتَّق الله الذي خلقك ثمَّ يُميتك).

فقال الرجل: أشهد أنَّك قد أوتيت علماً، واستنبطته مِن مَعدنه، أُخبرك يا ابن رسول الله، عمَّا قد فسَّرت لي: إنَّ رجلاً مِن جيراني، جاءني وعرض عليَّ ضَيعة، فهممت أنْ أملكها بوكس كثير، لمَّا عرفت أنَّه ليس لها طالب غيري (1) .

____________________

(1) الطفل، ج1.

٢٢

تفسير حُلْم

جاء رجل إلى ابن سيرين، ومعه جراب، فقال له: رأيت في النوم كأنِّي أسُدُّ الزُّقاق سَدَّاً وثيقاً شديداً.

فقال له: أنت رأيت هذا!

قال: نعم!

فقال لمَن حضره: ينبغي أنْ يكون هذا الرجل يَخنق الصبيان، ورُبَّما يكون في جِرابه آلة الخنق، فوثبوا عليه، وفتَّشوا الجِراب، فوجدوا فيه أوتاراً وحلقاً، فسلَّموه إلى السلطان (1) .

____________________

(1) الطفل، ج1.

٢٣

الحُلْم وكشف الحقائق

ما أكثر الأشخاص، الذين توصَّلوا إلى اكتشاف حقائق مجهولة، في الماضي والحاضر، عن طريق الأحلام، ولطالما أخبر الحُلْم بصراحة، أو بشيء مِن الاختلاف، وبمُساعدة التفسير عن بعض الحقائق، التي لم تكن تخطر على بال الحالم، أو ضميره الباطن! وإنَّ هذه الطائفة مِن الأحلام مِن الكثرة، بمقدار أنَّها لا تقبل الإنكار والتكذيب، وهناك في الأُسر الشرقيَّة والغربيَّة أفراد عديدون، تقع لهم أمثال هذه الأحلام.

فقد توفِّيت زوجة أحد العلماء القديرين المُعاصرين، وكانت تطلب في أيَّام حياتها مبلغاً مُهمَّاً مِن المال مِن شخصٍ ما، ويوجد عندها سند يُثبت الدَّين، والمَدين طالبهم بالسند الرسمي، فقامت ابنة المُتوفَّاة بالبحث عن السند في البيت كلِّه ولم تجده، ولم يكن المَدين مُستعدَّاً لدفع دينه، دون أنْ يقبض السند الرسمي، إلى أنْ يئس الورثة مِن استحصال الدَّين، وفجأة رأت الخادمة في الحُلْم، أنَّها رأت سيَّدتها المُتوفَّاة تأمرها بأنْ تُخبر ابنتها بأنَّ السند في جيب الثوب الفلاني، فذهبت النبت إلى مكان ذلك الثوب، ووجدت السند فيه تماماً كما أُخبرت به الخادمة (1) .

____________________

(1) الطفل، ج1.

٢٤

وإذا بُشِّر أحدهم بالأُنثى ظَلَّ وجهه مُسودَّاً

يُنقل عن المهدي العباسي، أنَّه رأى في المنام أنَّ وجهه قد اسودَّ، فسأل مُعبِّري الأحلام عن تفسير ذلك فعجزوا، إلاَّ إبراهيم الكرماني، فإنَّه قال: توجد لك بنت.

قالوا: مِن أين عملت ذلك؟

قال: لقوله تعالى: ( وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً ) (النحل: 58) أعطاه المهدي ألف درهم، ولما حصل له بنت زاد عليه ألف درهم آخر (1) .

____________________

(1) الطفل، ج1.

٢٥

هارون الرشيد يَحنِث بأيمانه

يُحكى أنَّ هارون الرشيد، حَجَّ ماشياً؛ وسبب ذلك أنَّ أخاه موسى الهادي، كانت له جارية تُسمَّى غادر، وكانت أحظى الناس عنده، وكانت مِن أحسن النساء وجَهاً وغِناءً، فغنَّت يوماً وهو مع جُلسائه على الشراب، إذ عرض له سَهو وفكر، وتغيَّر لونه، وقطع الشراب.

فقال الجُلساء: ما شأنك، يا أمير المؤمنين؟

ـ لقد وقع في قلبي أنَّ جاريتي غادر يتزوَّجها أخي هارون بعدي.

ـ فقالوا: أطال الله بقاء أمير المؤمنين، وكلُّنا فِداؤه.

ـ فقال: ما يُزيل هذا ما في نفسي...

وأمر بإحضار هارون وعرَّفه ما خطر بباله، فاستعطفه وتكلَّم بما ينبغي أنْ يتكلَّم به في تطييب نفسه، فلم يقنع بذلك.

ـ وقال: لا بُدَّ أنْ تحلُف لي!

ـ قال: لأفعل.

وحلف له بكلِّ يمين يحلف بها الناس: مِن طلاقٍ، وعِتاق، وحجٍّ، وصدقة، وأشياء مؤكَّدةٍ، فسكن.

ثمَّ قام فدخل على الجارية، فأحلفها بمثل ذلك، ولم يلبث شهراً ثمَّ مات.

فلمَّا أفضت الخلافة إلى هارون، أرسل إلى الجارية يخطبها...

ـ فقالت: يا سيِّدي كيف بأيمانك وأيماني؟!!

ـ فقال: أحلف بكلِّ شيء حلفت به: مِن الصدقة، والعتق وغيرهما إلاَّ تزوَّجتك

٢٦

فتزوَّجها، وحجَّ ماشياً ليمينه، وشُغف بها أكثر مِن أخيه، حتَّى كانت تنام فيُضجع رأسها في حِجره، ولا يتحرَّك حتَّى تتنبه، فبينما هي ذات ليلة، إذ انتبهت فزعة...

فقال لها: ما لك؟!

فقالت: رأيت أخاك في المنام الساعة وهو يقول:

أخـلـفت وعـدك بـعدما

جـاورت سُـكَّان الـمَقابر

ونـسيتني وحـنثت فـي

أيـمانك الـكذب الـفواجر

فـظللت فـي أهـل البلاد

وغدوت في الحور الغرائز

ونـكحت غـادرة أخـي!

صـدق الـذي سمَّاك غادر

لا يـهنك الإلـف الـجديد

ولا تـدُر عـنك الـدوائر

ولـحقت بـي قبل الصباح

وصرت حيث غدوتُ صائر

... والله - يا أمير المؤمنين - فكأنَّها مكتوبة في قلبي، ما نسيت منها كلمة.

فقال الرشيد: هذه أضغاث أحلام.

فقالت: كلاَّ، والله ما أملك نفسي... وما زالت ترتعد حتَّى ماتت بعد ساعة (1) .

____________________

(1) الطفل، ج1.

٢٧

مَعدِن العلم

كان علي بن الحسين (عليه السلام) في الطواف، فنظر في ناحية المسجد إلى جماعة، فقال: (ما هذه الجماعة؟).

قالوا: هذا محمد بن شهاب الزهري، اختلط عقله فليس يتكلَّم، فأخرجه أهله؛ لعلَّه إذا رأى الناس أنْ يتكلَّم.

فلمَّا قضى (عليه السلام) طوافه خرج، حتَّى دنا منه، فلمَّا رآه محمد بن شهاب عرفه، فقال له علي بن الحسين (عليه السلام): (ما لك؟).

قال: ولِّيت ولاية، فأصبت دماً فدخلني ما ترى.

فقال له علي بن الحسين: (لأنا عليك مِن يأسك مِن رحمة الله، أشدُّ خوفاً مِنِّي عليك مِمَّا أتيت).

ثمَّ قال له: (أعطهم الدِّيَّة).

قال: فعلتُ فأبوا.

قال: (اجعلها صرراً، ثمَّ انظر مواقيت الصلاة فألقها في دارهم) (1) .

____________________

(1) الطفل، ج1.

٢٨

الظُلم مِن كوامن النفوس:

القوَّة تُبديه والضُعف يُخفيه

كان عبد الملك بن مروان يعيش حياة هانئة في شبابه، وكان رحيماً وشفوقاً يعطف على الناس، ولا يُحاول إيذاءهم، ولا يتحدَّث عن أحد بشَرٍّ.

أيْ: كانت رغباته النفسيَّة، وميوله الغريزيَّة مخفيَّة؛ وذلك لعدم وجود مجال لظهوره... ولم يكن يتصوَّر أنْ سيُمسك بزمام الحُكم في الدولة الإسلاميَّة الواسعة، ويتصرَّف في مُقدَّرات ملايين المسلمين في يوم مِن الأيَّام.

ومَرَّت الأيَّام بالتدرُّج، حتَّى ظهرت الأوضاع والتحوُّلات المُفاجئة، التي أدارت سير الزمن لصالحه، فقد ترَّبع أبوه - الذي كان والياً في يوم ما على المدينة ثمَّ عُزل مِن ولايته عليها - على دفَّة الخلافة، على أثر للتطوُّرات السياسيَّة المعروفة، ونصَّب عبد الملك ذلك الشابَّ العطوف ولياً للعهد...

ولم تمضِ أشهُر قليلة، حتى دَسَّ السُّمَّ إلى مروان ومات، فجلس عبد الملك على كرسيِّ الخلافة بعده... وهنا استيقظت ميوله وشهواته، ووجدت لها مجالاً واسعاً للتحقُّق والتطبيق.

لقد كان الوجدان يحكُم إلى الأمس القريب، في سلوك عبد الملك دون مُعارض أو مُعاند؛ ولذلك كان يجتنَّب الظلم والأفعال اللاَّ إنسانيَّة.

أمَّا اليوم فقد استيقظت غرائزه، وتعالت ألسنة نيرانها، حتَّى اضطرَّ وجدانه إلى الانسحاب والاندحار أمام تلك الأوضاع، وكأنْ لم يكُن في باطن عبد الملك وجدان أصلاً! فقد ولغ هو وولاته في دماء الناس، في أرجاء البلاد الإسلاميَّة، وارتكبوا الجرائم الفظيعة، التي لا حَدَّ لها ولا حَصر.

يذكر لنا المؤرِّخون: أنَّه لمَّا أرسل يزيد جيشاً إلى مَكَّة، لقتل عبد الله بن الزبير، كان

٢٩

عبد الملك يقول - مُستنكراً ومُستهجناً ـ: العياذ بالله، أيُجهِّز أحد جيشاً لمُحاربة بيت الله الحرام؟!

أمَّا عندما تولَّى الخلافة بنفسه، فقد أرسل جيشاً أعظم مِن جيش يزيد، بقيادة الحَجَّاج بن يوسف (المجرم المعروف) إلى مَكَّة، وقتل كثيراً مِن الناس في حرم الله؛ ليقبض على عبد الله بن الزبير، وقد حَزَّ رأسه، وأرسله إلى عبد الملك في الشام، وعَلَّق جُثَّته على عمود المِشنقة!

حينئذ يقول عبد الملك: إنِّي كنت أتمانع مِن قتل نملة ضعيفة. أمَّا الآن، فعندما يُخبرني الحَجَّاج عن قتل الناس، لا أجد أيَّ قَلقٍ أو تأثُّر في نفسي!

وقد قال الزهري - أحد العلماء - يوماً لعبد الملك: سمعت أنَّك تشرب الخمر!

فأجابه: نعم، والله أشرب الخمر، وأشرب دِماء الناس أيضاً (1) .

____________________

(1) الطفل، ج1.

٣٠

بَشِّر الصابرين

خرجت مع صديق لي إلى البادية، فضللنا الطريق، فإذا بنا نرى إلى يمين الطريق خيمة، فقصدناها وسلَّمنا، فإذا امرأة ردَّت علنيا السلام، فقالت: مَن أنتم؟

قلنا: ضالِّين قصدناكم لنأنس بكم.

فقالت: أديروا وجوهكم؛ حتَّى أعمل مِن حَقِّكم شيئاً.

ففعلنا، فبسطت لنا مسحاً، وقالت: اجِلسوا حتَّى يجيء ابني، وكانت ترفع طرف الخيمة وتنظر، فرفعتها مَرَّة فقالت: اسأل الله بركة المُقبِل... أمَّا الناقة، فناقة ابني، وأمَّا الراكب فليس هو! فلمَّا ورد الراكب عليها.

قال: يا أُمَّ عقيل، عظَّم الله أجرك بعقيل.

قالت: ويحك، مات عقيل؟!

قال: نعم.

قالت: بما مات؟!

قال: ازدحمت الناقة، وألقته في البئر.

فقالت له: انزل وخُذ زِمام القوم، فقرَّبت إليه كبشاً فذبحه، وصنعت لنا طعاماً، فشرعنا في أكل الطعام ونحن نتعجَّب مِن صبرها، فلمَّا فرغنا خرجت إلينا وقالت: أيُّها القوم، أفيكم مَن يُحسن في كتاب الله شيئاً؟

قلت: بلى!

قالت: اقرأ عليَّ آيات أتسلَّى بها مِن موت الولد.

قلت: يقول الله عز وجل: ( وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا

٣١

لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ * أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ) (البقرة: 155 - 157).

قالت: أهذه الآية في كتاب الله هكذا؟!

قلت: إيْ والله، إنَّ هذه الآية في كتاب الله هكذا.

فقالت: السلام عليكم، فقامت وصلَّت رَكعتين. ثمَّ قالت: اللَّهمَّ، إنِّي فعلت ما أمرتني به، فأنجِز لي ما وعدتني به.

أيُّ قوَّة غير قوَّة الإيمان بالله، قادرة على تهدئة خاطر امرأة ثَكلى بهذه السرعة والسلامة؟! وأيُّ قُدرة غير الاعتقاد الديني، تستطيع إطفاء لهب الحُزن والويل، مِن روح أُمٍّ فُجعت بموت ولدها الشابِّ بهذه الفوريَّة؟!! (1) .

____________________

(1) الطفل، ج1.

٣٢

فبما رَحمةٍ مِن الله لِنتَ لهم

لقد كانت عَلاقات النبي مع المسلمين ليِّنة هادئة، إلى درجة أنَّ بعض الأشخاص، كانوا يتمازحون معه بالمزاج، الذي يصعب قبوله مِن الأفراد العاديِّين.

نهى (عليه السلام) أبا هريرة عن مِزاح العرب، فأخذ أبو هريرة نَعل النبي، ورهنه بالتمر وجلس بحذائه يأكل... فقال (عليه السلام): يا أبا هريرة ما تأكُل؟

قال: نعل رسول الله.

أيُّ حاكم يجرؤ على مُمازحته فردٌ عاديٌّ، فيرهن حِذاءه عند بقَّالٍ لِقاء شيء مِن التمر؟! لقد عَدَّ الله هذه الفضيلة الخلقية للرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) مِن مراتب رحمته وعنايته: ( فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ... ) (آل عمران: 159) (1) .

____________________

(1) الطفل، ج1.

٣٣

سوء الخُلق يُسبِّب ضغطة القَبر

كان سعد بن مَعاذ أحد صحابة الرسول الأعظم الوقورين، وعند وفاته مَشى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بنفسه في جَنازته، حتَّى إنَّه حملها على كتفه عِدَّة مِرَّات، وحفر القبر بنفسه، وشَقَّ له اللحد ودفنه فيه... فلمَّا وجدت أُمُّ سعد ذلك غبطته على تلك المنزلة.

فقالت: يا سعد، هنيئاً لك الجَنَّة.

فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): يا أُمَّ سعد! مَه! لا تجزمي على ربِّك؛ فإنَّ سعداً قد أصابته ضَمَّة..

وعندما سُئل عن سبب ذلك؛ قال: إنَّه كان في خُلقه مع أهله سوء (1) .

____________________

(1) الطفل، ج1.

٣٤

يزيد يرتكب الجرائم الواحدة تِلو الأُخرى

قتل يزيدُ الإمام الحسين (عليه السلام)؛ لتثبيت قُدرته وتحكيم أُسس حكومته؛ فأحدث فاجعة كربلاء بذلك الوضع المُزري، الذي بعث الاشمئزاز منه، في جميع أرجاء الدولة الإسلاميَّة، وقام الناس في المدينة مُطالبين بعزل يزيد عن الخلافة بكلِّ صراحة، فكان رَدُّ فعله أنْ أقدم على جريمة جديدة، فولغ في دماء أهل المدينة وأعراضهم، مِن خلال الجيش الجرَّار، الذي بعث به إلى الشام، ففعلوا ما فعلوا مِمَّا يَندى له جبين الإنسانيَّة.

يذكر لنا المؤرِّخون: أنَّ أحد جنود الشام، دخل إلى بيت امرأة قريبة عهد بوضع حملها، حيث كانت ترقد في الفراش، فطلب منها مالاً، فأقسمت المرأة التي كانت قد فقدت كلَّ شيء في غارة أهل الشام على المدينة: بأنَّها لا تملِك شيئاً، ثمَّ خابت وليدها قائلة: والله، لو كنت أملِك مِن حِطام الدنيا شيئاً، لافتديت به، وحقنت به دمك. وهنا وجَم الجندي قَسيُّ القلب، البعيد عن الإيمان؛ إذ يَئِس مِن الحصول على المال، فاختطف الطفل مِن أُمِّه وهي تُرضعه، ورمى به إلى الجدار بشِدَّة؛ فتهشَّم مُخَّه.. (1) .

____________________

(1) الطفل، ج1.

٣٥

ذِمَّة المسلم واحدة حُرَّاً كان أم عبداً

خرج فضيل بن زيد الرقاشي مع جنوده؛ لمُحاصرة قلعة تُسمَّى بـ: (سهرياج) ، في أيَّام عبد الله بن عامر بن كريز، وقد سار إلى فارس فافتتحها. وكان الجيش قد صَمَّم على أنْ يفتح القلعة في يوم واحد.

يقول فضيل في ذلك:

(... كنَّا قد صَمَّمنا أنْ نفتحها في يومنا، وقاتلنا أهلها ذات يوم، فرجعنا إلى مُعسكرنا، وتخلَّف عبد مَملوك مِنَّا، فراطنوه؛ فكتب لهم أماناً ورمى به في سَهمٍ.

قال: فغدونا إلى القتال، وقد خرجوا مِن حِصنهم، وقالوا: هذا أمانكم).

لم يكن إعطاء الأمان مِن مسلم إلى الكفَّار بالأمر المُستبعَد في نظر الجيش، ولكنْ شُكَّ في كون الأمان الصادر مِن العبد، كالأمان الصادر مِن الحُرِّ...

فكتبنا بذلك إلى عمر، فكتب إلينا: إنَّ العبد المسلم مِن المسلمين، ذِمَّته كذِمَّتكم فليُنفَّذ أمانه... فأنفذناه (1) .

____________________

(1) الطفل، ج1.

٣٦

حِفظ الوديعة أيَّاً كانت

حصل أحد موالي الإمام علي بن الحسين (عليه السلام)، الذين أعتقهم على ثروة لا بأس بها، نتيج جهوده ونشاطه. وفي بعض الأيَّام تعرَّض الإمام (عليه السلام) لضائقة ماليَّة شديدة، فطلب مِن مولاه الذي أعتقه أنْ يُقرِضه مبلغاً مِن المال، قدرُه عشرة آلاف درهم، يدفعه إليه عند الاستطاعة، فطلب المولى مِن الإمام سنداً أو وثيقة.

مَدَّ الإمام يده إلى طرف ردائه، واستخرج هُدبَة خيط منه، وقال له: (هذه وثيقتي عندك، إلى أنْ أرُدَّ إليك مالك).

ثقل على المُقرض أنْ يوافق على وثيقة كهذه، ولكنَّه سلم المال نظراً إلى شخصيَّة الإمام (عليه السلام) وأخذ الهُدبة ووضعها في عُلبة صغيرة. ثمَّ وافق أنَّ الإمام تيسَّرت أُموره بعد مُدَّة قصيرة، فردَّ المبلغ إلى صاحبه... ثمَّ قال له: (قد أحضرت إليك المبلغ، فهات وثيقتي).

فقال مولاه له: جُعلت فِداك ضيَّعته.

قال: (إذاً، لا تأخذ مالك مِنِّي، ليس مِثلي يُستَخفُّ بذِمَّته).

قال: فأخرج الرجل الحَقَّ، فإذا فيه الهُدبة، فأعطاه عليُّ بن الحسين (عليه السلام) الدراهم، وأخذ الهُدبة فرمى بها وانصرف.

إنَّ خيطاً مِن رِداء لا قيمة له، ولكنْ عندما يكون الخيط رمزاً لتعهُّدٍ، صادرٍ مِن شخصٍ شريفٍ، فإنَّ قيمته ترتفع، إلى أنْ يُصبح وثيقة لدَين عن عشرات الآلاف، مِن الدراهم والدنانير، ويتقبَّله الدائن بكلِّ ثِقة واطمئنان (1) .

____________________

(1) الطفل، ج1.

٣٧

المؤمن إذا وعد وفى

بعد وقعة صِفِّين، ظهر حزب جديد باسم الخوارج، ضَمَّ رجالاً جُهلاء بحقيقة الدين والعلم، قاموا بجرائم عظيمة طوال سنين طويلة. وقامت السُّلطات الزمنيَّة بقمع هذا الحزب، فأُحضروا إلى مجلس الحَجَّاج؛ ليُعاقبهم على ذلك، فعين لكلِّ عقوبته.. وعندما وصل إلى آخر رجل منهم، رفع المؤذِّن الأذان، مُعلناً دخول وقت الصلاة، فقام الحَجَّاج وسلَّم المُتَّهم إلى أحد الحاضرين واسمه عنبسة، وقال له: خُذه معك إلى البيت، وأحضره لي غداً حتَّى أُقرِّر عقوبته. فنفَّذ عنبسة الأمر، وأخرجه معه مِن قصر الإمارة.

في الطريق قال المُتَّهم لعنبسة: هل يُرجى مِنك خير؟

فقال له عنبسة: ما تُريد؟ لعلِّي أوفَّق لأعمل لك خيراً.

فقال المُتَّهم: والله، لستُ خارجيَّاً ولم أشهر سيفي على أحد، وأنا بريء مِن هذه التُّهمة المنسوبة لي. ورغم أنَّهم قبضوا عليَّ وأنا بريء، فإنَّ أملي برحمة الله كبير، وأعلم أنَّ فضله سيشملني، ولا أُعذَّب مِن دون ذنب، ولكنْ أرجوك أنْ تسمح لي بالذهاب إلى أهلي هذه الليلة؛ لأودِّعهم وأوصيهم بوصايا، وأؤدِّي حقوق الناس وسأحضر إليك غداً صباحاً.

يقول عنبسة: استغربت مِن هذا الطلب، فلم أجبه، فكرَّر عليَّ السؤال، حتَّى أثَّر كلامه في نفسي، وخطر في بالي أنْ أتوكَّل على الله، وأنزل عند رغبته؛ فصمَّمت على ذلك، وقلت له: اذهب، ولكنْ يجب أنْ تُعاهدني على الرجوع غداً.

فقال الرجل: عاهدتك على أنْ أحضر غداً صباحاً، وأُشهِد الله على هذا العهد.

ثمَّ ذهب حتَّى غاب عن عيني، ولكنْ ما إنْ عُدُّت إلى نفسي، حتَّى اضطربت اضطراباً شديداً، وندمت على ما فعلت، فقد عرَّضت نفسي لغضب الحَجَّاج دون

٣٨

سبب، ولازَمَني الاضطراب حتَّى ذهابي إلى البيت، فذكرت ذلك لأهلي فلاموني... ولكنْ لاتَ حين مَناصٍ.

لم أنَم تلك الليلة، فكنت أتململ تملُمل السليم، وأتقلَّب كالثَّكلى. وعند الصباح وفَّى الرجل بعهده، فتعجَّبت مِن مَجيئه، وقلت له: لماذا حضرت؟!

قال: مَن آمن بالله، وأعتقد قُدرته وعظمته، وعاهد على أمرٍ، وجعل الله شهيداً على عهده؛ فلا يُخلِف عهده.

فأخذته إلى قصر الإمارة في الساعة المُقرَّرة، وذكرت للحَجَّاج ما جرى بيني وبينه في الليلة السابقة، فتعجَّب مِن إيمان الرجل ووفائه بعهده. ثمَّ قال: أتُريد أنْ أعفو عنه لأجلك.

فقلت: لو تكرَّمت عليَّ بذلك، فلك المِنَّة بذلك.

فعفا الحَجَّاج عن المُتَّهم، وأخرجه عنبسة مِن دار الإمارة، وقال له بلُطف ولين: اذهب فأنت حُرٌّ.

ذهب الرجل دون أنْ يشكر لي جميل صنعي، ودون أنْ يُقابل الإحسان ولو بكلمة شُكراً، فتألَّمت مِن هذا الجَفاء والتنكُّر للمعروف، وقلت في نفسي: لعلَّه مجنون!

وفي اليوم الثاني، حدث ما لم يكن بالحُسبان، فقد حضر الرجل، وشكرني على إنقاذه مِن الورطة التي وقع فيها، ثمَّ قال: إنَّ المُنقذ الحقيقي هو الله تعالى، وكنتَ أنت الواسطة في ذلك، فلو أنَّني شكرتك بالأمس على إحسانك، لكنت قد أشركتك بالله في النعمة التي أنعمها عليَّ؛ وهذا ليس بمُستحسن، فرأيت مِن الواجب عليَّ أنْ أذهب لأداء واجب الشُّكر والحمد بين يدي الله تعالى أولاً، ثمَّ أحضر لأداء واجب الشُّكر لك. ثمَّ شكر لي جميل صُنعي وإحساني، واعتذر وانصرف (1) .

____________________

(1) الطفل، ج1.

٣٩

التوبة مِن الكذب أوَّلاً

أتى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) رجلٌ فقال: إنِّي رجل لا أُصلِّي، وأرتكب المحارم، وأكذِب، فمِن أيِّ شيءٍ أتوب؟!

قال: (مِن الكَذِب).

فاستقبله فعاهد أنْ لا يَكذِب، فلمَّا انصرف وأراد الفاحشة، قال في نفسه: إنْ قال لي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): هل زنيت بعدما عاهدت؟ فإنْ قلت: لا؛ كذبت، وإنْ قلت: نعم؛ ضربني الحَدّ (1) .

____________________

(1) الطفل، ج1.

٤٠

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

لها غالبا، وكلّهم ضعيف عند غلبته، وثقت بك يا سيدي عند قوّتهم، إنّي مكيد لضعفي، ولقوّتك على من كادني، تعرضت لك فسلّمني منهم، اللهم فإن حلت بيني وبينهم فذلك أرجوه منك، وإن أسلمتني إليهم غيّروا ما بي من نعمك يا خير المنعمين، صلّ على محمد وآل محمد، ولا تجعلني ممّن تغيّر نعمك عليه، فلست أرجو سواك، أنت ربّي لا تجعل تغيير نعمك على [ يد ](٢) أحد سواك، ولا تغيّرها، أنت ربّي قد ترى الذي يراد بي، فحل بيني وبين شرّهم بحقّ علمك الذي به (تستجيب الدعاء، يا الله ربّ العالمين)(٣) ، فإنه إذا قال ذلك نصرته على أعدائه وحفظته ».

[٩٢٤٨] ٢ - وفي بعض روايات أدعية السرّ: « يا محمد، ومن أراد من أُمتك التوجه في يوم نحس ويخاف من نحوسته، فليقرأ الفاتحة، وقل أعوذ برب الفلق، وقل أعوذ بربّ الناس، وآية الكرسي، وإنا أنزلناه وآخر سورة آل عمران، ثم يقرأ هذا الدعاء: اللهم بك يصول الصائل، وبقدرتك يطول الطائل، ولا حول لكلّ ذي حول إلّا بك، ولا قوّة يمتاز بها،(١) ذو قوّة إلّا منك، أسألك بصفوتك من خلقك، وخيرتك من بريّتك، محمد نبيّك وعترته وسلالته عليه وعليهم السلام، صلّ عليهم، واكفني شرّ هذا اليوم وضره، وارزقني خيره وامنه(٢) واقض لي في متصرفاتي بحسن العاقبة، وبلوغ المحبّة،

__________________

(٢) أثبتناه من البحار.

(٣) كذا في الطبعة الحجرية، وفي المخطوط: « يا لله ربّ العالمين تستجيب الدعاء ».

٢ -

(١) في نسخة: ها (منه قدّه).

(٢) في نسخة: ويمنه (منه قدّه).

١٤١

والظفر بالأمنية، وكفاية الطاغية الغوية(٣) ، وكل ذي قدرة لي على أذية، حتى أكون في جنّة وعصمة من كلّ بلاء ونقمة، وأبدلني من المخاوف فيه أمنا، ومن العوائق فيه يسرا، حتى لا يصدني صاد عن المراد، ولا يحل بي طارق من أذى العباد، إنّك على كلّ شئ قدير، والأمور إليك تصير، يا من ليس كمثله شئ وهو السميع البصير، فإنّه إذا قال ذلك، يأمن من سوئه ونحوسته إن شاء الله تعالى ».

قلت: ويأتي في باب النوادر: شرح وسند آخر لهذا الدعاء(٤) .

[٩٢٤٩] ٣ - أحمد بن محمد بن خالد البرقي في المحاسن: عن أبيه، عن أبي الجهم هارون بن الجهم، عن ثوير بن أبي فاختة، عن أبي خديجة صاحب الغنم، قال: سمعت أباعبد اللهعليه‌السلام يقول:

قال: وحدثنا بكر بن صالح الضبّي، عن الجعفري عن أبي، الحسنعليه‌السلام قال: « إذا أمسيت فنظرت إلى الشمس في غروب وإدبار، فقل: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا، ولم يكن له شريك في الملك، والحمد لله الذي يصف ولا يوصف، ويعلم ولا يعلم، يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، أعوذ بوجه الله الكريم وباسم الله العظيم، من شرّ ما ذرأ وبرأ، ومن شرّ ما تحت الثرى، ومن شرّ ما ظهر وبطن، ومن شرّ ما كان بالليل والنهار، ومن شرّ أبي مرّة(١) وما ولد، ومن شرّ الرايس(٢) ومن شرّ

__________________

(٣) في نسخة: المغوية (منه قدّه).

(٤) يأتي في الحديث ٦ من الباب ٥١.

٣ - المحاسن ص ٣٦٨ ح ١٢١.

(١) أبو مرّة: كنية إبليس لعنه الله (القاموس المحيط ج ٢ ص ١٣٨)، وفي نسخة: أبي قرّة وأبي قترة (منه قدّه).

(٢) في نسخة: الراسيس (منه قدّه).

١٤٢

ما وصفت وما لم أصف، والحمد لله ربّ العالمين »، قال: وذكر أنّها أمان من كلّ سبع، ومن الشيطان الرجيم(٣) ، ومن شرّ كلّ ما عضّ ولسع، ولا يخاف صاحبها إذا تكلّم بها لصّا ولا غولا.

[٩٢٥٠] ٤ - ابنا بسطام في طب الأئمةعليهم‌السلام : عن علي بن عروة الأهوازي، عن الديلمي، عن داود الرقي، عن موسى بن جعفرعليهما‌السلام ، قال: « من كان في سفر وخاف اللصوص [ والسبع ](١) فليكتب على عرف دابته:( لَّا تَخَافُ دَرَكًا وَلَا تَخْشَىٰ ) (٢) فإنه يأمن بإذن الله عزّوجلّ ».

قال داود الرقي: فحججت فلمّا كنّا بالبادية، جاء قوم من الأعراب فقطعوا على القافلة وأنا فيهم، فكتبت على عرف جملي:( لَّا تَخَافُ دَرَكًا وَلَا تَخْشَىٰ ) فوالذي بعث محمداصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ بالنبوة، وخصّه بالرسالة، وشرّف أمير المؤمنينعليه‌السلام بالإمامة، ما نازعني أحد منهم، أعماهم الله عني.

[٩٢٥١] ٥ - فقه الرضاعليه‌السلام : « فإذا رأيت الأسد فكبّر في وجهه ثلاث تكبيرات، وقل: الله أعزّ وأكبر وأجلّ من كلّ شئ، وأعوذ بالله ممّا أخاف واحذر، فإذا نبحك الكلب، فاقرأ:( يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ

__________________

(٣) في المصدر زيادة: وذريته.

٤ - طبّ الأئمةعليهم‌السلام ص ٣٦، وعنه في البحار ج ٧٦ ص ٢٤٩ ح٤٥.

(١) أثبتناه من المصدر.

(٢) طه ٢٠: ٧٧.

٥ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٥٤، وعنه في البحار ج ٩٥ ص ١٤٣ ح ٩.

١٤٣

وَالْإِنسِ ) (١) إلى آخرها، وإذا نزلت منزلا تخاف فيه السبع، فقل: أشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت وهو حيّ لا يموت، بيده الخير كلّه، وهو علي كلّ شئ قدير، أعوذ بالله من شرّ كلّ سبع.

وإن خفت عقربا فقل: أعوذ بكلمات الله التامّات التي لا يجاوزهن برّ ولا فاجر، من شرّ كلّ ذي شرّ بشره ومن شرّ ما ذرأ وبرأ، ومن شرّ كلّ دابّة هو آخذ بناصيتها، إنّ ربّي على صراط مستقيم ».

[٩٢٥٢] ٦ - ابن الشيخ في أماليه عن أبي محمد الفحّام، عن محمد بن أحمد الهاشمي المنصوري، عن عمّ أبيه أبي موسى عيسى بن أحمد بن عيسى، عن أبي الحسن الثالث، عن آبائهعليهم‌السلام ، قال: « دخل أشجع السلمي، على الصادقعليه‌السلام وقال: يا سيدي أنا كثير الأسفار، وأحصل في المواضع المفزعة، فتعلمني ما آمن به على نفسي، قال: فإذا خفت أمرا فاترك يمينك على أمّ رأسك، واقرأ برفيع صوتك:( أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّـهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ ) (١) ».

قال أشجع: فحصلت في واد تعبث(٢) فيه الجنّ، فسمعت قائلا يقول: خذوه، فقرأتها فقال قائل: كيف نأخذه وقد احتجز بآية طيّبة؟.

__________________

(١) الأنعام ٦: ١٣٠ والرحمن ٥٥: ٣٣، والظاهر أنّ الأولى أنسب.

٦ - أمالي الطوسي ج ١ ص ٢٨٧.

(١) آل عمران ٣: ٨٣.

(٢) في الطبعة الحجرية: نقتت « كذا » وما أثبتناه من المصدر.

١٤٤

٢١ -( باب ما يستحب اختياره للسفر وقضاء الحوائج من أيام الشهر، وما يكره فيه ذلك)

[٩٢٥٣] ١ - السيد أبو القاسم علي بن رضي الدين علي بن طاووس في زوائد الفوائد: عن الصادقعليه‌السلام ، أنه قال في اليوم الأول من الشهر: « هو يوم مبارك محمود، فيه خلق الله تعالى آدم، وهو يوم سعيد لطلب الحوائج، وللدخول على السلطان، وابتداء الأعمال، والبيع والشراء، والأخذ والعطاء، ومن ولد فيه كان محبوبا مقبولا مرزوقا مباركا ومن مرض فيه يبرأ بإذن الله تعالى.

وفي رواية أخرى: من خرج فيه هاربا أو ضالا، قدر عليه إلى ثمان ليال(١) .

الثاني: يوم محمود خلق الله تبارك وتعالى فيه حوا، وهو يوم يصلح للتزويج، والتحويل، والشراء والبيع، والبناء والزرع والغرس، والسلف والقرض والمعاملة، والدخول بالأهل، وطلب الحوائج، ولقاء السلطان، ومن مرض فيه يبرأ، ومن ولد فيه كان مباركا ميمونا(٢) .

وفي رواية أخرى: أنه يصلح لكتبة العهد، ومن مرض فيه في أوّله كان مرضه خفيفا، وفي آخره كان ثقيلا.(٣)

الثالث: يوم نحس فيه قتل هابيل، قتله أخوه قابيل (عليه اللعنة

__________________

الباب ٢١

١ - زوائد الفوائد، وعنه في البحار ج ٥٩ ص ٥٧ ح ١١.

(١) البحار ج ٥٩ ص ٥٧ ح ١٢.

(٢) البحار ج ٥٩ ص ٥٧ ح ١٦.

(٣) البحار ج ٥٩ ص ٥٧ ح ١٧.

١٤٥

والعذاب السرمد) وهو يوم مذم لا تسافر فيه، ولا تعمل عملا، ولا تلق فيه أحدا، واستعذ فيه بالله من شرّه، بعوذة أمير المؤمنين عليعليه‌السلام ، ومن ولد فيه كان منحوسا، ومن مرض فيه أو في ليلته خيف عليه، إلّا أن يشاء الله فيه غير ذلك(٤) .

وفي رواية أخرى: ومن ولد فيه كان مرزوقا طويل العمر، وفيه سلب آدم وحوا لباسهما وأُخرجا من الجنّة، والهارب فيه يوجد، والمريض فيه يجهد(٥) .

الرابع: يوم متوسط صالح لقضاء الحوائج، فيه ولد هبة الله شيث ابن آدم، ولا تسافر فيه فإنه مكروه، ومن ولد فيه كان مباركا، ومن مرض فيه شفي ليلته وبرئ بإذن الله تعالى(٦) .

وفي رواية أخرى: أنّ هابيل ولد فيه أيضا، ويخاف فيه على المسافر السلب والقتل وبلاء يصيبه، ومن هرب فيه لجأ إلى من يمنع منه(٧) .

الخامس: يوم نحس فيه لعن إبليس وهاروت وماروت، وكلّ فرعون وجبّار فيه لعن وعذّب، وهو يوم نكد عسير لا خير فيه، فاستعذ بالله من شره، ومن ولد فيه كان مشؤوما ثقيلا نكد الحياة عسير الرزق، ومن مرض فيه أو في ليلته، ثقل مرضه وخيف عليه(٨) .

وفي رواية أخرى: أنّ فيه قتل قابيل هابيل، وينظر في إصلاح

__________________

(٤) البحار ج ٥٩ ص ٥٨ ح ٢١.

(٥) البحار ج ٥٩ ص ٥٨ ح ٢٢.

(٦) البحار ج ٥٩ ص ٥٩ ح ٢٦.

(٧) البحار ج ٥٩ ص ٥٩ ح ٢٧.

(٨) البحار ج ٥٩ ص ٦٠ ح ٣١.

١٤٦

الماشية، ومن كذب فيه عجل الله له الجزاء(٩) .

السادس: يوم صالح ولد فيه نوحعليه‌السلام ، يصلح للحوائج والسلطان، والسفر والبيع والشراء، والديون والقضاء، والأخذ والعطاء، والنزهة والصيد، ومن ولد فيه كان مباركا ميمونا، موسّعا عليه في حياته، ومن مرض فيه أو في ليلته لم يجاوز مرضه أسبوعا، ثم يبرأ بإذن الله تعالى(١٠) .

وفي رواية أخرى: يصلح للتزويج وشراء الماشية(١١) .

السابع: يوم سعيد مبارك، فيه ركب نوحعليه‌السلام السفينة، فاركب البحر وسافر في البرّ، والق العدو، واعمل ما شئت، فإنه يوم عظيم البركة، محمود لطلب الحوائج والسعي فيها، ومن ولد فيه كان مباركا ميمونا على نفسه وأبويه، خفيف النجم موسعا عيشه، ومن مرض فيه أو في ليلته برئ بإذن الله تعالى(١٢) .

وفي رواية أخرى: يصلح لابتداء الكتابة، والعمارة، وغرس الأشجار(١٣) .

الثامن: يوم صالح للشراء والبيع فاشتر فيه وبع، وخذ وأعط، ولا تعرض للسفر فإنه يكره فيه سفر البر والبحر، ومن ولد فيه كان متوسط الحال طويل العمر، ومن مرض فيه أو في ليلته برئ بإذن الله

__________________

(٩) البحار ٥٩ ص ٦٠ ح ٣٢.

(١٠) البحار ج ٥٩ ص ٦١ ح ٣٦.

(١١) البحار ج ٥٩ ص ٦١ ح ٣٧.

(١٢) البحار ٥٩ ص ٦١ ح ٤١.

(١٣) البحار ج ٥٩ ص ٦١ ح ٤٢.

١٤٧

تعالى(١٤) .

وفي رواية أخرى: يصلح للقاء السلطان، وقضاء الحوائج منه، ومن هرب فيه لم يقدر عليه إلّا بتعب، ومن ضلّ فيه لم يرشد إلّا بجهد(١٥) .

وقيل: من مرض فيه هلك.

التاسع: يوم صالح محمود، فيه ولد سام بن نوحعليه‌السلام ، وهو يوم مبارك يصلح للحوائج، والدخول على السلطان، وجميع الأعمال، والدين والقرض، والأخذ والعطاء، ومن ولد فيه كان محبوبا مقبولا عند الناس، يطلب العلم ويعمل بأعمال الصالحين، ومن مرض فيه أو في ليلته برئ بإذن الله تعالى(١٦) .

وفي رواية أخرى: من سافر فيه رزق ولقي خيرا، ويصلح للغرس والزرع، ومن حارب فيه غلب، ومن هرب فيه لجأ إلى سلطان يمنع عليه، ومن مرض فيه ثقل(١٧) .

العاشر: يوم محمود، رفع الله فيه إدريس مكانا عليا، وفيه أخذ موسىعليه‌السلام التوراة، يصلح لكتب الكتب والشروط والعهود، وأعمال الدواوين والحساب ومن ولد فيه كان مباركا حليماً صالحا عفيفا، ومن مرض فيه أو في ليلته يخاف عليه(١٨) .

وفي رواية أخرى: يصلح للبيع والشراء، ومن ضلّت له ضالّة

__________________

(١٤) البحار ج ٥٩ ص ٦٢ ح ٤٦.

(١٥) البحار ج ٥٩ ص ٦٢ ح ٤٧.

(١٦) البحار ج ٥٩ ص ٦٣ ح ٥١.

(١٧) البحار ج ٥٩ ص ٦٣ ح ٥٢.

(١٨) البحار ج ٥٩ ص ٦٤ ح ٥٦.

١٤٨

وجدها، ويستحب للمريض فيه أن يوصي، ومن هرب فيه ظفر به وسجن(١٩) .

الحادي عشر: يوم صالح للشراء والبيع والمعاملة والقرض، ويكره فيه الدخول على السلطان ومعاملته والتصرف فيه، ومن ولد فيه كان مباركا صالح التربية، ومن مرض فيه أو في ليلته برئ بإذن الله تعالى(٢٠) .

وفي رواية أخرى: أنّه ولد فيه شيث، ومن هرب فيه رجع طائعاً، ومن ضلّ فيه سلم، وذكر أيضا أنه يموت فقيرا، أو يهرب من السلطان(٢١) .

الثاني عشر: يوم مبارك، فيه قضى موسى الأجل، وهو يوم التزويج، والمشاركة وفتح الحوانيت وعمارة المنازل، والبيع والشراء، والأخذ والعطاء، ومن ولد فيه كان عفيفا ناسكا صالحا، ومن مرض فيه أو في ليلته من حمّى، خيف عليه إلّا أن يشاء الله عزّوجلّ(٢٢) .

وفي رواية أخرى: يستحب فيه ركوب الماء، ولا يرتكب فيه الوسائط، يعني الوساطة بين الناس(٢٣) .

الثالث عشر: يوم نحس، فيه هلك ابن نوحعليه‌السلام ، وامرأة لوط، وهو يوم مذموم في كلّ حال، فاستعذ بالله من شرّه، ومن ولد فيه كان مشؤوماً، عسير الرزق، كثير الحقد، نكد الخلق، ومن

__________________

(١٩) البحار ج ٥٩ ص ٦٤ ح ٥٧.

(٢٠) البحار ج ٥٩ ص ٦٤ ح ٦١.

(٢١) البحار ج ٥٩ ص ٦٥ ح ٦٢.

(٢٢) البحار ج ٥٩ ص ٦٥ ح ٦٥.

(٢٣) البحار ج ٥٩ ص ٦٥ ح ٦٦.

١٤٩

مرض فيه أو في ليلته يخاف عليه، والله أعلم(٢٤) .

وفي رواية أخرى: تتقي فيه المنازعات، ولقاء السلاطين والحكومات، وحلق الرأس ودهن الشعر، ومن هرب فيه سلم، وإن ولد فيه ذكر لم يعش(٢٥) .

الرابع عشر: يوم صالح لما تريد من قضاء الحوائج، ولقاء الملوك، وطلب العلم، وأعمال الديوان، ومن ولد فيه عاش سليما سعيدا، وكان في أموره مسددا محمودا مرزوقا، ومن مرض فيه أو في ليلته، برئ من مرضه ولم يطل، والله أعلم(٢٦) .

وفي رواية أخرى: أنه من ولد فيه يكون في آخر عمره كثير المال، ويكون غشوما ظلوما، ويصلح للبيع والشراء، والاستقراض والقرض، والركوب في البحر، ومن هرب فيه يؤخذ(٢٧) .

الخامس عشر: يوم صالح لكلّ عمل وحاجة، ولقاء الأشراف والعظماء والرؤساء، فاطلب فيه حوائجك، والق سلطانك، واعمل ما بدا لك، فإنه يوم سعيد، ومن ولد فيه يكون ألثغ اللسان أو أخرس، ومن مرض فيه أو في ليلته، خيف عليه إلّا أن يشاء الله عزّوجلّ(٢٨) .

وفي رواية أخرى: يوم محذور، ويصلح للاستقراض والقرض، ومشاهدة ما يتشرى، ومن مرض فيه برئ بإذن الله، ومن هرب فيه

__________________

(٢٤) البحار ج ٥٩ ص ٦٦ ح ٦٩.

(٢٥) البحار ج ٥٩ ص ٦٦ ح ٧٠.

(٢٦) البحار ج ٥٩ ص ٦٦ ح ٧٤.

(٢٧) البحار ج ٥٩ ص ٦٧ ح ٧٥.

(٢٨) البحار ج ٥٩ ص ٦٨ ح ٨٣.

١٥٠

ظفر به في مكان قريب(٢٩) .

السادس عشر: يوم نحس ردئ مذموم، لا خير فيه، فلا تسافر فيه، ولا تطلب حاجة، وتوقّ ما استطعت، وتعوّذ بالله من شرّه، من ولد فيه يكون مشؤوما عسر التربية، منحوسا في عيشه، ومن مرض فيه أو في ليلته يخاف عليه ويطول مرضه، والله أعلم(٣٠) .

وفي رواية أخرى: من سافر فيه هلك، ويكره فيه لقاء السلطان، ويصلح للتجارة والبيع والمشاركة، والخروج إلى البحر، والأبنية والأساسات، والذي يهرب فيه يرجع، ومن ضلّ فيه سلم، ومن ولد في صبيحته إلى الزوال كان مجنونا، ومن ولد بعد الزوال تكون اعماله صالحة(٣١) .

السابع عشر: يوم صالح مختار محمود لكلّ عمل وحاجة، فاطلب فيه الحوائج واشتر وبع، والق الكتّاب والعمّال ومن شئت، ومن ولد فيه كان مباركا سعيدا في كلّ أمره، ومن مرض فيه أو في ليلته، خلص وبرئ بإذن الله تعالى(٣٢) .

وفي رواية أخرى: متوسط، تحذر فيه المنازعة، والقرض الاستقراض(٣٣) .

الثامن عشر: يوم مختار للسفر، التزويج، ولطلب الحوائج، ومن خاصم فيه عدوّه خصمه وغلبه وقهره، ومن ولد فيه كان حسن

__________________

(٢٩) البحار ج ٥٩ ص ٦٨ ح ٨٤.

(٣٠) البحار ج ٥٩ ص ٧٠ ح ٩٤.

(٣١) البحار ج ٥٩ ص ٩٤ ح ٩٥.

(٣٢) البحار ج ٥٩ ص ٧١ ح ١٠٤.

(٣٣) البحار ج ٥٩ ص ٧٢ ح ١٠٥.

١٥١

التربية محمود العيش، ومن مرض فيه أو في ليلته، برئ ونجا بإذن الله تعالى(٣٤) .

وفي رواية أخرى: يصلح للبيع والشراء، والزرع(٣٥) .

التاسع عشر: يوم مختار مبارك، صالح لكلّ عمل تريد، وفيه ولد إسحاق بن إبراهيمعليه‌السلام ، فاطلب فيه الحوائج، والق السلطان، واكتب الكتاب، واعمل الأعمال، ومن ولد فيه كان كاتبا مباركا مرزوقا، ومن مرض فيه أو في ليلته خيف عليه(٣٦) .

وفي رواية أخرى: يصلح للسفر، والمعاش، وطلب العلم، وشراء الرقيق، والماشية، ومن ضلّ فيه أو هرب، يقدر عليه بعد نصف شهر(٣٧) .

العشرون: يوم جيد محمود صالح مسعود مبارك لما يؤتى، فاشتر فيه وبع، واعمل ما شئت، ومن ولد فيه كان طويل العمر، ملكا يملك بلدا أو ناحية منه، ومن مرض فيه أو في ليلته، يخلص بإذن الله تعالى(٣٨) .

وفي رواية أخرى: يوم متوسط، يصلح للسفر، والحوائج، والبناء، ووضع الأساسات، وغرس الشجر والكرم، واتخاذ الماشية، ومن هرب فيه كان بعيد الدرك، ومن ضلّ فيه خفي أمره ومن مرض

__________________

(٣٤) البحار ج ٥٩ ص ٧٣ ح ١١١.

(٣٥) البحار ج ٥٩ ص ٧٣ ح ١١٢.

(٣٦) البحار ج ٥٩ ص ٧٤ ح ١١٩.

(٣٧) البحار ج ٥٩ ص ٧٤ ح ١٢٠.

(٣٨) البحار ج ٥٩ ص ٧٦ ح ١٣٢.

١٥٢

فيه صعب مرضه، ومن ولد فيه عاش في صعوبة(٣٩) .

الحادي والعشرون: يوم نحس مذموم، أكل فيه آدم من الشجرة، وعصى ربّه، فاحذره ولا تطلب فيه حاجة، ولا تلق سلطانا، ولا تعمل عملا، ولا تشارك أحدا، واقعد في منزلك، واستعذ بالله من شرّه، ومن ولد فيه كان ضيّق العرض نكد الحياة، ومن مرض فيه يخاف عليه(٤٠) .

وفي رواية أخرى: يتقى فيه السلطان، والسفر(٤١) .

الثاني والعشرون: يوم سعيد مبارك، مختار لما تريد من الأعمال، فاعمل ما شئت والق من شئت فإنّه مبارك، ومن ولد فيه كان مباركا ميمونا سعيداً، ومن مرض فيه أو في ليلته لا يخاف عليه ويخلص، ويستحب فيه الشراء والبيع(٤٢) .

الثالث والعشرون: يوم سعيد، مبارك لكل ما تريد، للسفر، والتحويل(٤٣) من مكان إلى مكان، وهو جيد للحوائج، ولقاء الملوك، ومن ولد فيه كان سعيدا، وعاش عيشا طيّبا، ومن مرض فيه أو في ليلته، نجا بإذن الله تعالى(٤٤) .

وفي رواية أخرى: أن يوسف ولد فيه، ويصلح للتزويج(٤٥) .

__________________

(٣٩) البحار ج ٥٩ ص ٧٦ ح ١٣٣.

(٤٠) البحار ج ٥٩ ص ٧٧ ح ١٤١.

(٤١) البحار ج ٥٩ ص ٧٧ ح ١٤٢.

(٤٢) البحار ج ٥٩ ص ٧٨ ح ١٤٩.

(٤٣) في نسخة: والتحول (منه قدّه).

(٤٤) البحار ج ٥٩ ص ٨٠ ح ١٥٤.

(٤٥) البحار ج ٥٩ ص ٨٠ ح ١٥٥.

١٥٣

الرابع والعشرون: يوم نحس مستمر، مكروه لكلّ حال وعمل، فاحذره ولا تعمل فيه عملا، ولا تلق أحدا، واقعد في منزلك، واستعذ بالله من شره، ومن ولد فيه كان منحوسا، ومن مرض فيه أو في ليلته، خيف عليه أو طال مرضه(٤٦) .

وفي رواية أخرى: ولد فيه فرعون، والمولود فيه يقتل في آخر عمره إذا حرص في طلب الرزق، أو يغرق(٤٧) .

الخامس والعشرون: يوم نحس مكروه ثقيل نكد، فلا تطلب فيه حاجة، ولا تلق أحداً، ولا تسافر فيه، واقعد في منزلك، واستعذ بالله من شره، ومن ولد فيه كان ثقيل التربية نكد الحياة، ومن مرض فيه أو في ليلته يخاف عليه(٤٨) .

وفي رواية أخرى: أنه يوم ضرب الله فيه أهل الآيات مع فرعون، والمولود فيه يكون نجيبا مباركا مرزوقا، تصيبه علّة شديدة ويسلم منها(٤٩) .

السادس والعشرون: يوم صالح، متوسط للشراء والبيع، والسفر وقضاء الحوائج، والبناء والغرس والزرع، وهو يوم جيد للسفر فسافر فيه، والق من شئت تغنم وتقض حوائجك، ومن ولد فيه كان متوسط الحال، ومن مرض فيه أو في ليلته برئ بعد مدّة، ويكره فيه التزويج(٥٠) .

__________________

(٤٦) البحار ج ٥٩ ص ٨١ ح ١٦٤.

(٤٧) البحار ج ٥٩ ص ٨١ ح ١٦٥.

(٤٨) البحار ج ٥٩ ص ٨٣ ح ١٧٤.

(٤٩) البحار ج ٥٩ ص ٨٣ ح ١٧٥.

(٥٠) البحار ج ٥٩ ص ٨٤ ح ١٨٣.

١٥٤

وفي رواية أخرى: هو يوم ضرب موسى بعصاه البحر، فلا تدخل على أهلك إذا أتيت من سفر، والمولود يطول عمره، والمريض يجهد(٥١) .

السابع العشرون: يوم صاف، مبارك من النحوس، صالح للحوائج إلى السلطان وإلى الإخوان، والسفر إلى البلدان، فالق فيه من شئت، وسافر إلى حيث أردت، ومن ولد فيه كان مباركا خفيف التربية، ومن مرض فيه أو في ليلته، نجا من مرضه سريعا(٥٢) .

وفي رواية أخرى: أنه يكون طويل العمر، كثير الخير(٥٣) .

الثامن والعشرون: يوم مبارك، سعيد لكل عمل وحاجة وسفر، وبناء وغرس واعمل فيه ما شئت، والق من شئت، فإنه يوم مبارك سعيد، ومن ولد فيه يكون مباركا مقبلا، ومن مرض فيه أو في ليلته برى من مرضه(٥٤) .

وفي رواية أخرى: أن يعقوب ولد فيه، ومن ولد فيه يكون محزونا، طويلا عمره، ويصيبه الغمّ، ويبتلي في بدنه(٥٥) .

التاسع والعشرون: يوم مبارك سعيد قريب الأمر، يصلح للحوائج والتصرف فيها، ولقاء الملوك، والسفر والنقلة، فاقض فيه كلّ حاجة، وسافر والق من شئت، ومن ولد فيه كان مباركا، ومن

__________________

(٥١) البحار ج ٥٩ ص ٨٤ ح ١٨٤.

(٥٢) البحار ج ٥٩ ص ٨٥ ح ١٩١.

(٥٣) البحار ج ٥٩ ص ٨٦ ح ١٩٢.

(٥٤) البحار ج ٥٩ ص ٨٧ ح ٢٠٠.

(٥٥) البحار ج ٥٩ ص ٨٧ ح ٢٠١.

١٥٥

مرض فيه أو في ليلته يخاف عليه(٥٦) .

وفى رواية أخرى: الذي يولد فيه يكون حليما، والمسافر فيه يصيب مالا كثيراً، وتكره فيه الوصيّة(٥٧) .

الثلاثون: يوم مبارك ميمون مسعود، مفلح منجح مفرّح، فاعمل فيه ما شئت، والق من أردت، وخذ وأعط، وسافر وانتقل، وبع واشتر، فإنّه صالح لكلّ ما تريد، موافق لكلّ ما يعمل، ومن ولد فيه كان مباركا ميمونا مقبلا، حسن التربية، موسّعا عليه، ومن مرض فيه أو في ليلته، لم تطل علّته ونجا سالما بإذن الله تعالى(٥٨) .

وفي رواية أخرى: يكره فيه السفر، والمولود فيه يرزق رزقا واسعا يكون لغيره، ويمنع من التمتع بشئ منه، ومن هرب فيه اخذ، وإذا ضلّت فيه ضالّة وجدت، والقرض فيه يعود سريعا والله احكم واعلم(٥٩) ».

[٩٢٥٤] ٢ - البحار، رأيت في بعض الكتب المعتبرة: روى فضل الله بن علي بن عبيد الله بن محمد بن عبد الله بن محمد بن محمد بن عبيد الله بن الحسين بن علي بن محمد بن الحسن بن جعفر بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالبعليه‌السلام - تولّاه الله في الدارين بالحسنى - عن أبي عبد الله جعفر بن محمد بن أحمد بن العباس الدوريستي، عن أبي محمد جعفر بن محمد بن علي المونسي القمي، عن علي بن بلال، عن

__________________

(٥٦) البحار ج ٥٩ ص ٨٨ ح ٢٠٨.

(٥٧) البحار ج ٥٩ ص ٨٩ ح ٢٠٩.

(٥٨) البحار ج ٥٩ ص ٩٠ ح ٢١٧.

(٥٩) البحار ج ٥٩ ص ٩٠ ح ٢١٧ مكرر.

٢ - البحار ج ٥٩ ص ٩١ ح ١.

١٥٦

أحمد بن محمد بن يوسف، عن حبيب بن(١) الخير، عن محمد بن الحسين الصائغ، عن أبيه، عن معلّى بن خنيس قال: دخلت على الصادقعليه‌السلام يوم النيروز، فقال: « أتعرف هذا اليوم؟ » فقلت: جعلت فداك، هذا يوم تعظّمه العجم، وتتهادى فيه، فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام : « والبيت العتيق الذي بمكّة، ما هذا إلّا لأمر قديم، أفسّره لك حتى تفهمه؟ » قلت: يا سيدي إن علم هذا من عندك، أحبّ إليّ من أن يعيش أمواتي وتموت أعدائي.

فقال: « يا معلى إن يوم النيروز هو اليوم الذي أخذ الله فيه مواثيق العباد، أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا - إلى أن قال - وهو أوّل يوم من سنة الفرس » قال فقلت: يا سيدي، الا تعرفني جعلت فداك أسماء الأيام بالفارسية؟

فقالعليه‌السلام : « يا معلى هي أيام قديمة من الشهور القديمة كلّ شهر ثلاثون يوما لا زيادة فيه ولا نقصان:

فأول يوم من كلّ شهر: هرمرزروز، اسم من أسماء الله تعالى، خلق الله عزّوجلّ فيه آدم، تقول الفرس: إنه يوم جيد، صالح للشرب وللفرح.

ويقول الصادقعليه‌السلام : إنه يوم سعيد مبارك، يوم سرور، فكلموا فيه الأمراء والكبراء، واطلبوا فيه الحوائج فإنّها تنجح بإذن الله تعالى، ومن ولد فيه يكون مباركا، وادخلوا فيه على السلطان واشتروا فيه وبيعوا، وازرعوا(٢) واغرسوا، وابنوا وسافروا، فإنّه يوم مختار يصلح لجميع الأمور وللتزويج، ومن مرض فيه يبرأ سريعاً، ومن

__________________

(١) بن: ليس في البحار.

(٢) في نسخة: وزارعوا (منه قدّه).

١٥٧

ضلّت له ضالة وجدها إن شاء الله تعالى.

الثاني: بهمن روز، يوم صالح صاف، خلق الله تعالى فيه حوّا، وهي ضلع من أضلاع آدم، وهو اسم الملك الموكل بحجب القدس والكرامة.

تقول الفرس: إنه يوم صالح مختار.

ويقول الصادقعليه‌السلام : إنه يوم مبارك، تزوّجوا فيه، وأتوا أهاليكم من أسفاركم، وسافروا فيه، واشتروا وبيعوا، واطلبوا فيه الحوائج من كلّ نوع، وهو يوم مختار، ومن مرض فيه من أول النهار يكون مرضه خفيفا، ومن مرض في آخره اشتدّ مرضه وخيف من موته في ذلك المرض.

الثالث: أردى بهشت روز، اسم الملك الموكل بالشفاء والسقم.

تقول الفرس: إنه يوم ثقيل.

ويقول الصادقعليه‌السلام : إنه يوم نحس مستمر، فاتقوا فيه الحوائج. وجميع الأعمال، ولا تدخلوا فيه على(٣) السلطان، ولا تبيعوا ولا تشتروا، ولا تزوجوا، ولا تسألوا فيه حاجة، ولا تكلّفوها أحدا، واحفظوا أنفسكم، واتقوا اعمال السلطان، وتصدقوا ما أمكنكم، فإنه من مرض فيه خيف عليه، وهو اليوم الذي اخرج الله فيه آدمعليه‌السلام وحوّاء من الجنّة، وسلبا فيه لباسهما، ومن سافر فيه قطع عليه ابدا(٤) .

الرابع: شهريور روز، اسم الملك الذي خلقت الجواهر منه

__________________

(٣) وفي نسخة: إلى (منه قدّه).

(٤) وفي نسخة: لا بدّ (منه قدّه).

١٥٨

ووكّل بها، وهو موكل ببحر الروم.

وتقول الفرس: إنه يوم مختار.

ويقول الصادقعليه‌السلام : إنه يوم مبارك، ولد فيه هابيل بن آدم، وهو يوم صالح للتزويج، وطلب الصيد في البر والبحر، ومن ولد فيه يكون رجلا صالحا مباركا، ومحببا إلى الناس، إلّا أنه لا يصلح فيه السفر، ومن سافر فيه خيف عليه القطع، ويصيبه بلاء وغمّ، ومن مرض فيه يبرأ سريعا إن شاء الله تعالى.

الخامس: اسفندارند روز، اسم الملك الموكل بالأرضين.

تقول الفرس: إنه يوم ثقيل.

ويقول الصادقعليه‌السلام : إنه يوم نحس ردئ، ولد فيه قابيل بن آدمعليه‌السلام ، وكان ملعونا كافرا، وهو الذي قتل أخاه، ودعا بالويل والثبور على أهله، وأدخل عليهم الغمّ والبكاء، فاجتنبوه فإنه يوم شؤم ونحس، ومذموم، ولا تطلبوا فيه حاجة، ولا تدخلوا فيه على السلطان، وادخلوا في منازلكم، واحذروا فيه كلّ الحذر من السباع والحديد.

السادس: خرداد روز، اسم الملك الموكل بالجبال.

تقول الفرس: إنه يوم خفيف.

ويقول الصادقعليه‌السلام : إنه يوم مبارك، صالح للتزويج، ولطلب الحوائج لكل ما يسعى فيه من الأمر، في البر والبحر والصيد فيهما، وللمعاش وكلّ حاجة، ومن سافر فيه رجع إلى أهله

١٥٩

سريعا، بكلّ ما يحبّه ويريده وبكلّ غنيمة، فجدّوا(٥) في كلّ حاجة تريدونها فيه، فإنها مقضيّة إن شاء الله تعالى، (ومن سافر فيه رجع بغنيمة)(٦) .

السابع: مرداد روز، اسم الملك الموكل بالناس وارزاقهم.

تقول الفرس: إنه يوم جيّد.

ويقول الصادقعليه‌السلام : إنه يوم سعيد(٧) مبارك، اعملوا فيه جميع ما شئتم من السعي في حوائجكم، من البناء والغرس والذرو(٨) والزرع، وطلب الصيد، والدخول على السلطان والسفر، فإنه يوم مختار يصلح لكل حاجة إن شاء الله تعالى.

الثامن: ديبا(٩) روز، اسم من أسماء الله تعالى.

تقول الفرس: إنه يوم جيّد.

ويقول الصادقعليه‌السلام : إنه يوم مبارك، صالح لكلّ حاجة يسعى فيها، وللشراء والبيع والصيد، ما خلا السفر فاتقوا فيه، ومن مرض فيه يبرأ سريعاً، وادخلوا فيه على السلطان وغيره، فإنّه يقضي فيه الحوائج، ومن دخل فيه على السلطان لحاجة فليسأله فيها.

التاسع: آذر روز، اسم الملك الموكل بالنيران يوم القيامة.

تقول الفرس: إنه يوم خفيف.

__________________

(٥) في نسخة: فخذوا (منه قدّه).

(٦) ما بين القوسين ليس في المصدر.

(٧) وفي نسخة: سعد (منه قدّه).

(٨) الذرو: بذر الأرض بالحب (لسان العرب ج ١ ص ٨٠).

(٩) في نسخة: ذر (منه قدّه).

١٦٠

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478