مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل الجزء ٨

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل12%

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 478

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧
  • البداية
  • السابق
  • 478 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 241946 / تحميل: 4942
الحجم الحجم الحجم
مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل الجزء ٨

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

علي بن حماد العبدي

لله ما صنعت فينا يد البينِ

كم من حشاً أقرحت منا ومن عينِ

مالي وللبين؟ لا أهلاً بطلعته

كم فرّق البين قدماً بين إلفينِ؟!

كانا كغصنين في أصلٍ غذاؤهما

ماء النعيم وفي التشبيه شكلين

كأنّ روحيهما من حسن إلفهما

روح وقد قسّمت ما بين جسمين

لا عذل بينهما في حفظ عهدهما

ولا يزيلهما لوم العذولين

لا يطمع الدهر في تغيير ودّهما

ولا يميلان من عهدٍ إلى مَينِ

حتى إذا أبصرت عين النوى بهما

خِلّين في العيش من هم خليّين

رماهما حسدا منه بداهيةٍ

فأصبحا بعد جمع الشمل ضدّين

في الشرق هذا وذا في الغرب منتئياً

مشرّدين على بُعد شجّيين

والدهر أحسد شيء للقريبين

يرمي وصالهما بالبعد والبين

لا تأمن الدهر إن الدهر ذو غيرٍ

وذو لسانين في الدنيا ووجهين

أخنى على عترة الهادي فشتّتهم

فما ترى جامعا منهم بشخصين

كأنّما الدهر آلا أن يبدّدهم

كعاتب ذي عناد أو كذي دين

بعض بطيبة مدفون وبعضهم

بكربلاء وبعض بالغريّين

وأرض طوس وسامرّا وقد ضمنت

بغداد بدرين حلا وسط قبرين

يا سادتي ألمن أبكي أسىً؟! ولمن

أبكي بحفنين من عيني قريحين؟!

١٦١

أبكي على الحسن المسموم مضطهدا؟!

أم الحسين لقى بين الخميسين؟

أبكي عليه خضيب الشيب من دمه

معفّر الخد محزوز الوريدين

وزينب في بنات الطهر لاطمة

والدمع في خدّها قد خدّ خدّين

تدعوه: يا واحدا قد كنت أمله

حتى استبدّت به دوني يد البين

لاعشت بعدك ما إن عشت لانعمت

روحي ولا طعمت طعم الكرا، عيني

أنظر إليّ أخي قبل الفراق لقد

أذكا فراقك في قلبي حريقين

أنظر الى فاطم الصغرى أخي تَرها

لليُتم والسبي قد خصّت بذلّين

اذا دنت منك ظل الرجس يضربها

فتلتقي الضرب منها بالذراعين

وتستغيث وتدعو: عمّتا تلفت

روحي لرزئين في قلبي عظيمين

ضرب على الجسد البالي وفي كبدي

للثكل ضرب فما اقوى لضربين

أنظر علياً أسيرا لا نصير له

قد قيّدوه على رغم بقيدين

وارحمتا يا أخي من بعد فقدك بل

وارحمتا للأسيرين اليتيمين

والسبط في غمرات الموت مُشتغل

ببسط كفّين أو تقبيض رجلين

لا زلت أبكي دماً ينهلّ منسجماً

للسيّدين القتيلين الشهيدين

ألسيّدين الشريفين اللذين هما

خير الورى من أب مجد وجدّين

ألضارعين الى الله المنيبين

ألمسرعين الى الحق الشفيعين

ألعالمين بذي العرش الحكيمين

ألعادلين ألحليمين الرشيدين

ألصابرين على البلوى الشكورين

ألمعرضين عن الدنيا المنيبين

ألشاهدين على الخلق الإمامين

ألصادقين عن الله الوفيّين

ألعابدين التقيّين الزكيّين

ألمؤمنين الشجاعين الجريّين

ألحجّتين على الخلق الأميرين

ألطيّبين الطهورين الزكيّين

نورين كانا قديما في الظلال كما

قال النبي لعرش الله قرطين

تفّاحتي احمد الهادي وقد جعل

لفاطم وعليّ الطهر نسلين

صلى الإله على روحيهما وسقا

قبريهما ابداً نوء السماكين

١٦٢

الى ان يقول فيها:

ما لابن حمّادٍ العبديّ من عمل‌‏

إلا تمسّكه بالميم والعين

فالميم غاية آمالي محمّدها

والعين أعني عليّا قرة العين

صلى الإله عليهم كلما طلعت

شمس وما غربت عند العشائين (1)

  ولأبن حماد:

حيّ قبرا بكربلا مُستنيرا

ضمّ كنز التقى وعلما خطيرا

وأقم مأتم الشهيد وأذرف

منك دمعا في الوجنتين غزيرا

والتثم تربة الحسين بشجوٍ

وأطل بعد لثمك التعفيرا

ثم قل: يا ضريح مولاي سُقيّـ

ـت من الغيث هاميا جمهريرا

ته على ساير القبور فقد أصـ

ـبحت بالتيه والفخار جديرا

فيك ريحانة النبي ومن حل

من المصطفى محلا أثيرا

فيك يا قبر كل حلم وعلم

وحقيق بأن تكون فخورا

فيك مَن هدّ قتله عمد الدين

وقد كان بالهدى معمورا

فيك من كان جبرئيل يُناغيه

وميكال بالحباء صغيرا

فيك مَن لاذ فطرس فترقّى

بجناحي رضى وكان حسيرا

يوم سارت له جيوش ابن هند

لذحول أمست تحل الصدورا

آه واحسرتي له وهو بالسيف

نحير أفديت ذاك النحيرا

آه إذ ظل طرفه يرمق الفسطاط

خوفا على النساء غيورا

آه إذ أقبل الجواد على النسوان

ينعاه بالصهيل عفيرا

فتبادرون بالعويل وهتّكن

الأقراط بارزات الشعورا

وتبادرن مسرعات من الحذر

ومن قبلُ مُسبلات الستورا

ولطمن الخدود من ألم الثكل

وغادرن بالنياح الخدورا

__________________

1 - عن شعراء الغدير ج 4 ص 162.

١٦٣

وبدا صوتهنّ بين عداهنّ

وعفن الحجاب والتخفيرا

بارزات الوجوه من بعدما غودرن

صون الوجوه والتخفيرا

ثم لمّا رأين رأس حسين

فوق رمح حكى الهلال المنيرا

صحن بالذل أيها الناس لم نُسبى

ولم نأت في الأنام نكيرا؟!

ما لنا لا نرى لآل رسول الله

فيكم يا هؤلاء نصيرا؟!

فعلى ظالميهم سخط الله

ولعن يبقى ويفنى الدهورا

قل لمن لام في ودادي بني

أحمد: لا زلت في لظى مدحورا

أعلى حب معشر أنت قد كنتَ

عذولاً ولا تكون عذيرا

وأبوهم أقامه الله في « خُم »

إماماً وهادياً وأميرا

حين قد بايعوه أمراً عن

الله فسائل دوحاته والغديرا

وأبوهم أفضى النبي إليه

علم ما كان أولاً وأخيرا

وأبوهم علا على العرش لمّا

قد رقى كاهل النبي ظهيرا

وأماط الأصنام كلاً عن الكعبة

لمّا هوى بها تكسيرا

قال: لو شئت ألمس النجم بالكف

إذن كنت عند ذاك قديرا

وأبوهم ردّت له الشمس بيضاً

وهي كادت لوقتها أن تغورا

وقضى فرضه أداءً وعادت

لغروب وكوّرت تكويرا

وأبوهم يروي على الحوض مَن وا

لاهم ويردّ عنه الكفورا

وأبوهم يقاسم النار والجنة

في الحشر عادلا لن يجورا

فإذا اشتاقت الملائك زارته

فناهيك زايرا ومزورا

وأبوهم قال النبي له قولاً

بليغاً مكرّرا تكريرا

أنت خدني وصاحبي ووزيري

بعد موتي أكرم بذاك وزيرا

أنت مني كمثل هرون من موسى

لم اكن ابتغي سواه ظهيرا

وأبوهم أودى بعمرو بن ودّ

حين لاقاه في العجاج أسيرا

وأبوهم لبابِ خيبر أضحى

قالعا ليس عاجزا بل جسورا

حامل الراية التي ردّها بالأمس

مَن لم يزل جبانا فرورا

١٦٤

خصّه ذو العلا بفاطمة عرساً

وأعطاه شبرا وشبيرا

وهم باب ذي الجلال على آدم

فارتد ذنبه مغفورا

وبهم قامت السماء ولولاهم

لكادت بأهلها أن تمورا

وبهم باهل النبي فقل لي

ألهم في الورى عرفت نظيرا؟!

فيهم أنزل المهيمن قرآنا

عظيما وذاك جمّا خطيرا

في الطواسين والحواميم والرحمن

آيا ما كان في الذكر زورا

وخلقناه نطفة نبتليه

فجعلناه سامعا وبصيرا

لبيان إذا تأمله العارف

يبدي له المقام الكبيرا

ثم تفسير هل أتى فيه يا صاح

قل له إن كنت تفهم التفسيرا

إن الأبرار يشربون بكأس

كان عندي مزاجها كافورا

فلهم أنشأ المهيمن عيناً

فجّروها لديهم تفجيرا

وهداهم وقال: يوفون بالنذر

فمن مثلهم يوفي النذورا؟!

ويخافون بعد ذلك يوماً

شرّه كان في الورى مستطيرا

فوقاهم إلههم ذلك اليوم

ويلقون نضرة وسرورا

وجزاهم بأنهم صبروا في السر

والجهر جنةً وحريرا

فاتكوا من على الأرائك لا

يلقون فيها شمسا ولا زمهريرا

وأوانٍ وقد أطيفت عليهم

سلسبيل مقدّر تقديرا

وبأكواب فضّة وقوارير

قدّروها عليهم تقديرا

وبكأس قد مازجت زنجبيلا

لذّة الشاربين تشفي الصدورا

وإذا ما رأيت ثم نعيماً

دائماً عندهم وملكاً كبيرا

وعليهم فيها ثياب من السندس

خضر في الحشر تلمع نورا

ويحلّون بالأساور فيها

وسقاهم ربي شراباً طهورا

وروى لي عبد العزيز الجلودي

وقد كان صادقاً مبرورا

عن ثقاة الحديث أعنى العلائي

هو أكرم بذا وذا مذكورا

يسندوه عن ابن عباس يوماً

قال: كنا عند النبيّ حضورا

١٦٥

إذ أتته البتول فاطم تبكي

وتوالي شهيقها والزفيرا

قال: ما لي أراك تبكين يا فاطم؟!

قالت وأخفت التعبيرا

إجتمعن النساء نحوي واقبلن

يطلن التقريع والتعييرا

قلن: إن النبي زوّجك اليوم

عليّا بعلاً عديماً فقيرا

قال: يا فاطم اسمعي واشكري الله

فقد نلتِ منه فضلاً كبيرا

لم ازوّجك دون إذنٍ من الله

وما زال يحسن التدبيرا

أمر الله جبرئيل فنادى

رافعاً في السماء صوتاً جهيرا

وأتاه الأملاك حتى إذا ما

وردوا بيت ربّنا المعمورا

قام جبريل قائما يكثر التحميد

لله جلّ والتكبيرا

ثم نادى: زوّجت فاطم يا رب

عليّ الطهر الفتى المذكورا

قال رب العلا: جعلت لها المهر

لها خالصاً يفوق المهورا

خمس أرضي لها ونهري وأو

جبت على الخلق ودّها المحصورا

وروينا عن النبي حديثاً

في البرايا مُصحّحاُ مأثورا

انه قال: بينما الناس في الجنّة

إذ عاينوا ضياءً ونورا

كاد أن يخطف العيون فنادوا:

أي شيء هذا؟ وأبدوا نكورا

أوَ ليس الإله قال لنا: لا

شمس فيها ترى ولا زمهريرا

وإذا بالنداء: يا ساكن الجنة

مهلاً أمنتم التغييرا

ذا عليّ الوليّ قد داعب الزّ

هراء مولاتكم فأبدت سرورا

فبدا إذ تبسّمت ذلك النور

فزيدوا إكرامه والحبورا

يا بني أحمد عليكم عمادي

واتكالي إذا أردت النشورا

وبكم يسعد الموالي ويشقى

من يعاديكم ويصلي سعيرا

أنتم لي غداً وللشيعة الأبرار

ذخر أكرم به مذخورا

صاغ أبياتها عليّ بن حمّاد

فزانت وحُبّرت تحبيرا

١٦٦

ابن حماد العبدي

ابو الحسن علي بن حماد بن عبيد الله بن حماد العدوي العبدي البصري يستظهر الشيخ الأميني انه ولد في أوائل القرن الرابع وتوفي في أواخره.

كان حماد والد المترجم له أحد شعراء أهل البيت عليهم‌السلام كما ذكره ولده بقوله:

وإن العبد عبدكم عليا

كذا حمّاد عبدكم الأديب

رثاكم والدي بالشعر قبلي

وأوصاني به أن لا أغيب

  والمترجم له علم من أعلام الشيعة وفذّ من علمائها وشعرائها ومن حفظة الحديث المعاصرين للشيخ الصدوق ونظرائه، وقد أدركه النجاشي وقال في رجاله: قد رأيته.

قال الشيخ الأميني: جمع العلامة السماوي شعره في أهل البيت فكان يربو على 2200 بيتاً. ولم نقف على تاريخ ولادة ابن حماد ووفاته غير أن النجاشي الذي أدركه ورآه ولم يروِ عنه ولد في صفر سنة 372 وشيخه الذي يروي عنه وهو الجلودي البصري توفي 17 ذي الحجة سنة 332 فيستدعي التاريخان أن المترجم ولد في أوائل القرن الرابع وتوفي في أواخره ثم قال:

وقفنا لابن حماد على قصيدة في مجموعة عتيقة مخطوطة في العصور المتقادمة

١٦٧

وقد ذكر ابن شهر اشوب بعض ابياتها نسبة الى العبدي ( سفيان بن مصعب ) وتبعه البياضي في ( الصراط المستقيم ) وغيره. والقصيدة للمترجم له، وقال القمي في الكنى: ابو الحسن علي بن عبيد الله بن حماد العدوي الشاعر البصري من اكابر علماء الشيعة وشعرائهم ومحدثيهم ومن المعاصرين للصدوق ونظرائه ومن شعره في مدح امير المؤمنين عليه‌السلام قوله:

ورُدّت لك الشمس في بابل‌‏

فساميت يوشع لما سَما

ويعقوب ما كان اسباطه

كنجليك سبطي نبي الهدى

  وقال ابن حماد العبدي:

أسايلتي عما ألاقي من الأسى

سلي الليل عني هل أجن إذا جنّا

ليخبرك إني في فنونٍ من الجوى

إذا ما انقضا فنّ يوكل لي فنّا

وإن قلت: إن الليل ليس بناطق

قفي وانظري واستخبري الجسد المضنى

وإن كنت في شكٍ فديتك فاسئلي

دموعي التي سالت وأقرحت الجفنا

أحبّتنا لو تعلمون بحالنا

لما كانت اللذات تشغلكم عنّا

تشاغلتموا عنّا بصحبة غيرنا

وأظهرتم الهجران ما هكذا كنا

وآليتموا أن لا تخونوا عهودنا

فقد وحياة الحب خنتم وما خنا

غدرتم ولم نغدر وخُنتم ولم نخن

وحُلتم عن العهد القديم وما حُلنا

وقلتم ولو توفوا بصدق حديثكم

ونحن على صدق الحديث الذي قلنا

أيهنا لكم طيب الكرى وجفوننا

على الجمر؟! لا تهنا ولا بعدكم نمنا

أنخنا بمغناكم لتحي نفوسنا

فما زادنا إلا جوىً ذلك المغنا

سنرحل عنكم إن كرهتم مقامنا

ونصبر عنكم مثل ما صبركم عنا

ونأخذ مَن نهوى بديلاً سواكم

ونجعل قطع الوصل منكم ولا منّا

تعالوا الى الانصاف فيما ادّعيتموا

ولا تفر طوابل صححوا اللفظ والمعنى

أليتكم ناصفتمونا فريضة

بأنّ لكم نصفاً وأنّ لنا ثُمنا

١٦٨

إذا طلعت شمس النهار ذكرتكم

وإن غربت جدّدت ذكركم حُزنا

وإني لأرثي للغريب وإنني

غريب الهوى والقلب والدار والمغنى

لقد كان عيشي بالأحبّة صافياً

وما كنت أدري أنّ صحبتنا تفنا

زمان نعُمنا فيه حتى إذا مضى

بكينا على أيامه بدم أقنا

فوالله ما زال اشتياقي اليكم

ولا برح التسهيد لي بعدكم حفنا

ولا ذقت طعم الماء عذبا ولا صفت

موارده حتى نعود كما كنا

ولا بارحتني لوعة الفكر والجوى

ولا زلت طول الدهر مقترعا سنّا

وما رحلوا حتى استحلّوا نفوسنا

كأنهم كانوا أحق بها منّا

ترى منجدي في أرض بغداد واهناً

لزهدكم فينا وبُعدكم عنّا

أيزعم أن أسلوا؟! ويشغل خاطري

بغيركم مستبدلا؟! بئس ما ظنّا

أيا ساكني نجدٍ سلامي عليكم

ظننا بكم ظناً فاخلفتموا الظنا

أمثّل مولاي الحسين وصحبه

كأنجم ليل بينها البدر أو أسنا

فلما راته أخته وبناته

وشمر عليه بالمهنّد قد أحنى

تعلّقن بالشمر اللعين وقلن: دَع

حسينا فلا تقتله يا شمر واذبحنا

فحزّ وريديه وركّب رأسه

على الرمح مثل الشمس فارقت الدجنا

فنادت بطول الويل زينب أخته

وقد صبغت من نحره الجيب والردنا

: ألا يا رسول الله يا جدّنا اقتضت

أميّة منا بعدك الحقد والضغنا

سُبينا كما تسبى الإماء بذلةٍ

وطيف بنا عرض البلاد وشُتتنا

ستفنى حياتي بالبكاء عليهم

وحزني لهم باقٍ مدى الدهر لا يفنى

ألا لعن الله الذي سنّ ظلمهم

وأخزى الذي أملا له وبه استنّا

سأمدحكم يا آل أحمد جاهداً

وأمنح مَن عاداكم السب واللعنا

ومن منكم بالمدح أولى لأنّكم

لأكرم من لبّى ومن نحر البُدنا

بجدّكم أسرى البراق فكان من

إله البرايا قاب قوسين أو أدنا

وشخص أبيكم في السماء تزوره

ملائك لا تنفكّ صبحا ولا وهنا

أبوكم هو الصدّيق آمن واتّقى

وأعطى وما أكدى وصدّق بالحسنى

١٦٩

وسمّاه في القرآن ذو العرش جنبه

وعروته والعين والوجه والأذنا

وشدّ به أزر النبي محمد

وكان له في كل نائبةٍ ركنا

وأفرده بالعلم والبأس والندى

فمن قدره يسمو ومن فعله يُكنى

هو البحر يعلو العنبر المحض فوقه

كما الدر والمرجان من قعره يُجنى

إذا عُدّ أقران الكريهة لم نجد

لحيدرة في القوم كفواً ولا قَرنا

يخوض المنايا في الحروب شجاعة

وقد ملأت منه ليوث الشرى جُبنا

يرى الموت من يلقاه في حومه الوغا

يُناديه من هنّا ويدعوه من هنّا

إذا استعرت نار الوغى وتغشمرت

فوارسها واستتخلفوا الضرب والطعنا

وأهدت إلى الأحداق كحلاً معصفراً

وألقت على الأشداق أردية دُكنا

وخلتَ بها زرقَ الأسنّة أنجماً

ومن فوقها ليلاً من النقع قد جنّا

فحين رأت وجه الوصي تمزقت

كثلّة ضانٍ أبصرت أسداً شنّا

فتى كفّه اليسرى حمام بحربه

كذاك حياة السلم في كفّه اليُمنى

فكم بطل أردى وكم مرهب أودى

وكم مُعدم أغنى وكم سائل أقنى

يجود على العافين عفواً بماله

ولا يتبع المعروف من منّه مَنّا

ولو فض بين الناس معشار جوده

لما عرفوا في الناس بخلاَ ولا ضنّا

وكل جواد جاد بالمال إنما

قصاراه أن يستنّ في الجود ما سنّا

وكل مديح قلت أو قال قائل

فإن امير المؤمنين به يعنى

سيخسر من لم يعتصم بولائه

ويَقرع يوم البعث من ندمٍ سنّا

لذلك قد واليته مخلص الولا

وكنت على الأحوال عبدا له قنا

عليكم سلام الله يا آل احمد

متى سجعت قمرية وعلت غصنا

مودّتكم أجر النبي محمد

علينا فآمنّا بذاك وصدّقنا

وعهدكم المأخوذ في الذر لم نقل

: لآخذه كلا ولا كيف أو أنّا

قبلنا وأوفينا به ثمّ خانكم

أناس وما خُنّا وحالوا وما حُلنا

طهرتم فطُهّرنا بفاضل طهركم

وطبتم فمن آثار طيبكم طِبنا

فما شئتم ومههما كرهتموا

كرهنا، وما قلتم رضينا وصدّقنا

١٧٠

فنحن مواليكم تحنّ قلوبنا

إليكم إذا إلف إلى إلفه حنّا

نزوركم سعيا وقلّ لحقكم

لو أنّا على أحداقنا لكم زُرنا

ولو بُضعت أجسادنا في هواكم

إذن لم نحل عنه بحاٍل ولا زلنا

وآبائنا منهم ورثنا ولاءكم

ونحن إذا مِتنا نورّثه الأبنا

وأنتم لنا نعم التجارة لم نكن

لنحذر خسراناً بها لا ولا غبنا

وما لي لا اثني عليكم وربّكم

عليكم بحسن الذكر في كتُبه أثنى

وإن أباكم يقسم الخلق في غدٍ

فيسكن ذا ناراً ويُسكن ذا عدنا

وأنتم لنا غوثٌ وأمنٌ ورحمة

فما منكم بدّ ولا عنكم مغنى

ونعلم أن لو لم ندن بولائكم

لما قُبلت أعمالنا أبداُ منّا

وأن، إليكم في المعاد إيابنا

إذا نحن من أجداثنا سُرعاً قمنا

وأن عليكم بعد ذاك حسابنا

إذا ما وفدنا يوم ذاك وحوسبنا

وأن موازين الخلايق حبّكم

فأسعدهم مَن كان أثقلهم وزنا

وموردنا يوم القيامة حوضكم

فيظما الذي يُقصى ويُروى الذي يُدنى

وأمر صراط الله ثم إليكم

فطوبا لنا إذ نحن عن أمركم جُزنا

وما ذنبنا عند النواصب ويلهم

سوى أنّنا قوم بما دنتم دُنا

فإن كان هذا ذنبنا فتيقّنوا

بأنّا عليه لا انثينا ولا نُثنى

ولمّا رفضنا رافضيكم ورهطهم

رُفضنا وعودينا وبالرفض نُبّزنا

وإنا اعتقدنا العدل في الله مذهباً

ولله نزّهنا وإيّاه وحّدنا

وهم شبّهوا الله العليّ بخلقه

فقالوا: خُلقنا للمعاصي وأُجبرنا

فلو شاء لم نكفر ولو شاء أكفرنا

ولو شاء لم نؤمن ولو شاء آمنّا

وقالوا: رسول الله ما اختار بعده

إماماً لنا لكن لأنفسنا اخترنا

فقلنا: إذن أنتم إمام إمامكم

بفضل من الرحمن تهتم وما تهنا

ولكنّنا اخترنا الذي اختار ربّنا

لنا يوم « خمّ » لا ابتدعنا ولا جُرنا

سيجمعنا يوم القيامة ربّنا

فتجزون ما قلتم ونُجزى بما قلنا

هدمتم بأيديكم قواعد دينكم

ودينٌ على غير القواعد لا يُبنى

١٧١

ونحن على نور من الله واضح

فيا رب زدنا منك نوراً وثبتنا

وظن ابن حمّاد جميل برَبه

وأحرى به أن لا يخيب له ظنّا

بنى المجد لي شنّ بن أقصى فحزته

تُراثاً جزى الرحمن خيراً أبي شنّا

وحسبي بعد القيس في المجد والدي

ولي حسب عبد القيس مرتبةً تبنى

وخالي تميم تمّ مجدي بفخره

فنلت بذا مجداً ونلت بذا أمنا

ودونك لاما للقلائد هذّبت

مديحا فلم تترك لذي مطمعن طعنا

ولا ظل أو أضحى ولا راح واغتدى

تأمل لا عينٌ تراه ولا لحنا

فصاحة شعري مذ بدت لذوي الحجى

تمثّلت الأشعار عنده لكنا

وخير فنون الشعر ما رقّ لفظه

وجلّت معانيه فزادت بتها حسنا

وللشعر علم إن خلا منه حرفه

فذاك هذاء في الرؤوس بلا معنى

إذا ما أديب أنشد الغثّ خلته

من الكرب والتنغيص قد ادخل السجنا

إذا ما رأوها أحسن الناس منطقاً

وأثبتهم قولاً وأطيبهم لحنا

تلذّ بها الأسماع حتى كأنها

ألذّ من أيام الشبيبة أو أهنى

وفي كل بيت لذة مستجدّة

إذا ما انتشاه قيل يا ليته ثنّى

تقبّلها ربّي ووفّى ثوابها

وثقّل ميزاني بخيراتها وزنا

وصلّى على الأطهار من آل احمد

إله السما ما عسعس الليل أو جنّا

  وقال أبو الحسن علي بن حماد العبدي البصري يمدح امير المؤمنين عليا صلوات الله عليه:

هل في سؤالك رسم المنزل الخربِ

برء لقلبك من داء الهوى الوصب

أم حره يوم وشك البين يبرده

ما استحدرته النوى من دمعك السرب

هيهات أن ينفذ الوجد المثير له

نأي الخليط الذي ولي ولم يؤب

يا رائد الحي حسب الحي ما ضمنت

له المدامع من ماء ومن عشب

ما خلت من قبل ان حالت نوى قذف

ان العيون لهم أهمى من السحب

بانوا فكم أطلقوا دمعاً وكم أسروا

لُبّاً وكم قطعوا للوصل من سبب

١٧٢

من غادرٍ لم أكن يوماً أُسرّ به

غدرا وما الغدر من شأن الفتى العربي

وحافظ العهد يبدي صفحتي فرح

للكاشحين ويخفى وجد مكتئب

بانوا قباباً وأحباباً تصونهم

عن النواظر أطراف القنا السلب

وخلّفوا عاشقاً ملقى رمى خلساً

بطرفه خدر مَن يهوى فلم يصب

ألقى النحول عليه برده فغدا

كأنه ما نسوا في الدار من طنب

لهفي لما استودعت تلك القباب وما

حجبن من قضبٍ عنا ومن كثب

من كل هيفاء أعطاف هضيم حشى

لعساء مرتشف غراء منتقب

كأنما ثغرها وهنا وريقتها

ما ضمت الكاس من راح ومن حبب

وفي الخدور بدور لو برزن لنا

برّدن كل حشى بالوجد ملتهب

وفي حشاي غليل بات يضرمه

شوق الى برد ذاك الظلم والشنب

يا راقد اللوعة أهبب من كراك فقد

بان الخليط ويا مضني الغرام ثِب

أما وعصر هوى دبّ العزاء له

ريب المنون وغالته يد النوب

لاشرقن بدمعي إن نأت بهم

دار ولم أقض ما في النفس من أرب

ليس العجيب بأن لم يبق لي جلد

لكن بقائي وقد بانوا من العجب

شيتُ ابن عشرين عاماً والفراق له

سهم متى ما يصب شمل الفتى يشب

ما هزّ عطفي من شوق الى وطني

ولا اعتراني من وجد ومن طرب

مثل اشتياقي من بُعد ومنتزح

الى الغري وما فهي من الحسب

أزكى ثرى ضمّ أزكى العالمين فذا

خير الرجال وهذا أشرف الترب

إن كان عن ناظري بالغيب محتجبا

فإنه عن ضميري غير محتجب

مرّت عليه ضروع المزن رائحة

من الجنوب فروّته من الحلب

من كل مقربة إقراب مرزمةٍ

ارزام صادية الازواد والقرب

يذيبها حرّ نيران البروق وما

لهن تحت سجاليها من اللهب

بل جاد ما ضم ذاك الترب من شرف

مزنَ المدامع من جار ومنسكب

تهفو اشتياقا إليه كل جارحة

مني ولا مثلما تجتاح في رحب

ولو تكون لي الايام مسعدة

لطاب لي عنده بعدي ومقتربي

١٧٣

يا راكبا جسره تطوي مناسمها

ملآءة البيد بالتقريب والخب

هو جآء لا يطعم الانضآء غاربها

مسرى ولا تتشكى مؤلم التعب

تقيّد المغزل الادماء في صعَدٍ

وتطلح الكاسر الفنخاء في جنب

تثني الرياح اذا مرّت بغايتها

حسر الطلآئح بالغيطان والخرب

بلّغ سلامي قبرا بالغري حوى

أوفى البرية من عجم ومن عرب

واجعل شعاري لله الخشوع به

وناد خير وصي صنو خير نبي

اسمع أبا حسن ان الأولى عدلوا

عن حكمك انقلبوا عن خير منقلب

ما بالهم نكبوا نهج النجاة وقد

وضحته واقتفوا نهجاً من العطب

ودافعوك عن الأمر الذي اعتلقت

زمامه من قريش كف مغتصب

ظلت تجاذبها حتى لقد خرمت

خشاشها تربت من كف مجتذب

وكان بالأمس منها المستقيل فلِم

أرادها اليوم لو لم يأتِ بالكذب

وانت توسعه صبراً على مضض

والحلم أحسن ما يأتي مع الغضب

حتى إذا الموت ناداه فاسمعه

والموت داع متى يدع امرءاً يجب

حبابها زفرا فاعتاض محتقباً

منه بافضع محمول ومحتقب

وكان أول من أوصى ببيعته

لك النبي ولكن حال من كثب

حتى إذا ثالث منهم تقمصّها

وقد تبدّل منها الجد باللعب

عادت كما بدأت شوهاء جاهلة

تجرّ فيها ذئاب آكلة الغلب

وكان عنها لهم في خم مزدجر

لمّا رقى احمد الهادي على قتب

وقال والناس من دان اليه ومن

ثاوٍ لديه ومن مصغ مرتقب

قم يا علي فاني قد أمرت بأن

ابلّغ الناس والتبليغ أجدر بي

إني نصبت علياً هادياً علماً

بعدي وأن علياً خير منتصب

فبايعوك وكل باسط يده

اليك من فوق قلب عنك منقلب

عافوك لا مانع طولا ولا حصر

قولا ولا لهج بالغش والريب

وكنت قطب رحى الاسلام دونهم

ولا تدور رحى إلا على قطب

ولا تماثلهم في الفضل مرتبة

ولا تشابههم في البيت والنسب

١٧٤

وان هززت قناة ظلت توردها

وريد ممتنع في الروح مجتنب

ان تلحظ القرن والعسّال في يده

يظل مضطربا في كف مضطرب

ولا تسلّ حساماً يوم ملحمة

إلا وتحجبه في رأس محتجب

كيوم خيبر إذ لم يمتنع زفر

عن اليهود بغير الفر والهرب

فاغضب المصطفى اذ جرّ رايته

على الثرى ناكصا يهوى على العقب

فقال اني ساعطيها غداً لفتى

يحبه الله والمبعوث منتجب

حتى غدوت بها جذلان مخترقا

مظنة الموت لا كالخائف النحب

جم الصلادم والبيض الصوارم و

الزرقُ اللهادم والماذيّ واليلب

فالأرض من لاحقيات مطهمة

والمستظل مثار القسطل الهدب

وعارض الجيش من تقع بوارقه

لمع الأسنة والهندية القضب

اقدمت تضرب صبراً تحته فغدا

يصوب مزنا ولو أحجمت لم يصب

غادرت فرسانه من هارب فرق

أو مقعص بدم الأوداج مختضب

لك المناقب يعيى الحاسبون لها

عدّاً ويعجز عنها كل مكتتب

كرجعة الشمس إذ رمت الصلوة وقد

راحت توارى عن الابصار بالحجب

ردّت عليك كأن الشهب ما اتضحت

لناظرٍ وكأن الشمس لم تغب

وفي براءة انباء عجائبها

لم تطوعن نازح يوماً ومقترب

وليلة الغار لما بتّ ممتلئا

أمنا وغيرك ملآن من الرعب

ما أنت إلا أخو الهادي وناصره

ومظهر الحق والمنعوت في الكتب

وزوج بضعته الزهراء يكنفها

دون الورى وابو ابنائه النجب

من كل مجتهد في الله معتضد

بالله معتقد لله محتسب

وارين هادين إن ليل الظلام دجا

كانوا لطارقهم أهدى من الشهب

لقبتُ بالرفض لما أن منحتهم

ودّي وأحسن ما ادعى به لقبي

صلوة ذي العرش تترى كل آونة

على ابن فاطمة الكشاف للكرب

وابنيه من هالك بالسم مخترم

ومن معفّر خدٍ بالثرى ترب

لولا السقيفة ما قاد الذين هم

أبناء حرب اليهم جحفل الحرب

١٧٥

والعابد الزاهد السجاد يتبعه

وباقر العلم داني غاية الطلب

وجعفر وابنه موسى ويتبعه

البر الرضا والجواد العابد الدئب

والعسكريين والمهدي قائمهم

ذي الأمر لابس أثواب الهدى القشب

مَن يملأ الارض عدلاً بعدما ملئت

جوراً ويقمع أهل الزيغ والشغب

القائد البُهم الشوس الكماء الى

حرب الطغاة على قبّ الكلا شزب

أهل الهدى لا أناس باع بائعهم

دين المهيمن بالدنيا وبالرتب

لو أن أضغانهم في النار كامنة

لأغنت النار عن مذكٍ ومحتطب

يا صاحب الكوثر الرقراق زاخره

ذُد النواصب عن سلساله العذب

قارعت منهم كماة في هواك بما

جرّدت من خاطر أو مقول ذرب

حتى لقد وسمت كلماً جباههم

خواطري بمضاء الشعر والخطب

إن ترضَ عني فلا أسديت عارفة

إن سائني سخط أُمّ برّة وأبِ

صحبت حبك والتقوى وقد كثرت

لي الصحاب فكانا خير مصطحب

فاستجل من خاطر العبدي آنسة

طابت ولو جاوزت مغناك لم تطب

جاءت تمايل في ثوبي حباً وهدى

اليك حالية بالفضل والأدب

أتعبت نفسي ونفسي بعد عارفة

بأن راحتها في ذلك التعب

  وقال يمدحه صلوات الله عليه ويرثي ولده الحسين عليه‌السلام :

شجاك نوى الاحبة كيف شاءا

بداء لا تصيب له دواءا

ابانوا الصبر عنك غداة بانوا

ورحّل عنك من رحلوا العزاءا

واعشوا بالبكا عينيك لما

حدا الحادي بفرقتهم عشاءا

لعمر أبيك ليس الموت عندي

وبينهم كما زعموا سواءا

فإن الموت للمضنى مريح

ومضنى البين مزداد بلاءا

سل العلماء هل علموا فسموا

سوى داء الهوى داءا عياءا

وهل ساد البرية غير قوم

عليهم احمد مدّ العباءا

رقى جبريل إذ جعلوه منهم

ففاخر كل من سكن السماءا

١٧٦

رآهم آدم أشباح نور

بساق العرش مشرقة ضياءا

هناك بهم توسل حين أخطأ

فكفّر ربه عنه الخطاءا

فمنهم ذلك الطهر المرجى

عليّ اذ نُنيط به الرجاءا

امير المؤمنين أبو تراب

ومن بترابه نلفي الشفاءا

خليفة ربنا في الأرض حقا

له فرض الخلافة والولاءا

وعلّمه القضايا والبلايا

وفهّمه الحكومة والقضاءا

وسمّاه عليا في المثاني

حكيما كي يتم له العلاءا

وأعطاه أزمة كل شيء

فليس يخاف من شيء اباءا

فأبدع معجزات ليس تخفى

وهل للشمس قط ترى خفاءا

وشبهه ابن مريم في مثال

أراد به امتحانا وابتلاءا

فواضل فضله لو عددوها

اذن ملأت بكثرتها الفضاءا

إمام ما انحنى للآت يوما

ولم يعكف على العزى انحناءا

وواخاه النبي فلم يخنه

كمن قد خان بل حفظ الاخاءا

وعاهده فلم يغدر ولكن

وفاه ومثله حفظ الوفاءا

وكم عرضت له الدنيا حضورا

فجاد بها لعافيها سخاءا

شفى بالعلم سائله وأغنى

ببذل المال سائله عطاءا

هو الصدّيق اول مَن تزكى

وصدّق احمد الهادي ابتداءا

هو الفاروق إن هم أنصفوه

به عرفوا السعادة والشقاءا

صلوة الله دائمة عليه

ورحمته صباحا أو مساءا

فقد ابقت مودته بقلبي

نوازع تستطير بي ارتقاءا

ولي في كربلاء غليل كرب

يواصل ذلك الكرب البلاءا

غداة غدا ابن سعد مستعداً

لقتل السبط ظلما واعتداءا

فاصبح ظاميا مع ناصريه

فكل منهم يشكو الظماءا

ولم يالوا مواساة وبذلا

بانفسهم لسيدهم فداءا

الى أن جُدّلوا عطشا فنالوا

من الله المثوبة والجزاءا

١٧٧

وامسى السبط منفردا وحيدا

ولم يبلغ من الماء ارتواءا

فاوغل فيهم كالليث لما

رأى في غيله نعماً وشاءا

ولما أثخنوه هوى صريعا

فبزوه العمامة والرداءا

وعلّوا رأسه في رأس رمح

كبدر التم قد نشر الضياءا

وأبرزن النساء مهتكات

سبايا لسن يعرفن السباءا

فلما أن بصرن به صريعاً

وقد جعل التراب له وطاءا

تغطيه نصولهم ولكن

حوامي الخيل كشّفت الغطاءا

سقطن على الوجوه مولولات

وأُعدِ من التصبر والعزاءا

تناديه سكينة وهي حسرى

وليس بسامع منها النداءا

أبي ليت المنية عاجلتني

وكنت من المنون لك الفداءا

أبي لا عشت بعدك لا هنت لي

حياتي لا تمتعتُ البقاءا

رجوتك ان تعيش ليوم موتي

ولكن خيّب الدهر الرجاءا

ابي لو تنفع العدوى لمثلي

على خصمي لخاصمت القضاءا

لو أن الموت قدّمني وأبقى

حسيناً كان أحسن ما أساءا

ابي شمتَ العدو بنا وأعطى

مناه من الشماتة حيث شاءا

هتكنا بعد صون في خبانا

وهتّكت العدى منا الخباءا

ابي لو تنظر الصغرى بذل

تساق كما يسوقون الاماءا

اذا سلب القناع الرجس عنها

تخمّر وجهها بيدٍ حياءا

أبي حان الوداع فدتك نفسي

فعدني بعد توديعي لقاءا

فيا قمراً تغشّاه خسوفٌ

كما في التم مطلعه أضاءا

ويا غصناً حنت ريح المنايا

غضاضته كما اعتدل استواءا

ويا ريحانة لشميم طاها

أعادتها ذوابلهم ذواءا

بكته الأرض والثاوي عليها

أسى وبكاء مَن سكن السماءا

وقد بكت السماء عليه شجواً

وأذرت من مدامعها دماءا

سيفنى بالاسى عمري عليه

ولست أرى لمرزاتي فناءا

١٧٨

سأبكيه وأُسعد من بكاه

واجعل ندبه ابدا عزاءا

وامدح آل احمد طول عمري

وأوسع مَن يعاديهم هجاءا

واحفظ عهدهم سراً وجهراً

ولا أبغي لغيرهم الوفاءا

واعتقد الولاء لهم حياتي

وممن خان عهدهم البراءا

وأعلم أنهم خير البرايا

وأفضلهم رجالا أو نساءا

فمن ناواهم بالفضل يوما

فليس برابحٍ إلا العناءا

ولم يك بالولاء لهم مقرّاً

لاصبح برّه ابدا هباءا

فيا مولاي وهو لك انتساب

أنال به لعمرك كبرياءا

اليك من ابن حماد قريضا

هو الياقوت أو أبهى صفاءا

وقال يمدحه ويذكر بعض مناقبه ويرثي ولده الحسين صلوات الله عليهما:

دعوت الدمع فانسكب انسكابا

وناديت السلو فما اجابا

وهل لك أن يجيب فتى حزينا

رأت عيناه بالطف اكتئابا

وكيف يملّ شيعيّ منيب

الى الطف المجيئ أو الذهابا

يحار اذا رأيت الحَيَر فكري

لهيبته فلم أملك خطابا

وحق لمن حوى ما قد حواه

من النور المقدس أن يهابا

سلالة أحمد وفتى علي

فيالك منسبا عجبا عجابا

فكان محمد هنيّ وعزّي

به عن ربه دأبا فدابا

ربا في حجر جبريل وناعى

له ميكال وانتحبا انتحابا

وساد وصنوه الحسن المزكى

من اهل الجنة الغُرّ الشبابا

هما ريحانتا المختار طيبا

اذا والاهما الشم استطابا

وقرطا عرش رب العرش تبّت

يدا من سنّ ظلمهما تُبابا

سقي هذا المنون بكاس سمٍّ

وذاك بكربلا منع الشرابا

سأخضب وجنتي بدماء عيني

لشيبته وقد نصلت خضابا

وألبس ثوب أحزاني لذكري

له عريان قد سلب الثيابا

١٧٩

فوا حزنا عليه وآل حرب

ترويّ البيض منه والحرابا

وواحزنا ورأس السبط يسري

كبدر التم قد عُلي شَهابا

وواحزنا ونسوته سبايا

وقد هتك العرى منها الحجابا

وقد سفرت لدهشتها وجوها

تعوّدت التخمر والنقابا

وقد جزّت نواصيها وشدّت

بها الأوساط لم تأل انتدابا

وزينب في النساء لها رنين

يكاد يفطرّ الصمّ الصلابا

تنادي يا أخي ما لليالي

تجدد كل يوم لي مصابا

فقدتُ أحبتي ففقدت صبري

وقد لاقيت أهوالاً صعابا

وكنتَ بقية الماضين عندي

به أسلو اذا ما الخطب نابا

فبعدك من ترى أرجوه ذخراً

اذا ما الدهر ينقلب انقلابا

وأعظم حسرتي أني اذا ما

دعوتك لم تردّ لي الجوابا

فلِم أبعدتني يا سؤل قلبي

وما عوّدتني إلا اقترابا

لو أنّ عُشير ما ألقاه يُلقى

على زبر الحديد إذن لذابا

أخي لو أن عينك عاينتني

لما قرّت بكاء وانتحابا

فكنت ترى الأرامل واليتامى

يحثّ السائقون بها الركابا

وكنت ترى سكينة وهي تبكي

وتخفي الصوت خوفاً وارتقابا

وفاطمة الصغيرة قد كساها

شمول الضيم ذلا واكتئابا

تنادي وهي باكية أباها

وقد هتك العدى منها الحجابا

حلفتُ برب مكة حلف برّ

ومن أجرى بقدرته السحابا

فما قتل الحسين سوى أناس

لقتل محمد دفعوا الدبابا

وراموا قتل والده عليّ

وحازوا إرث فاطمة اغتصابا

سيعلم ظالم الاطهار ماذا

يُعدُّ له وينقلب انقلابا

وكيف يجيب سائله وماذا

يعد له اذا ورد الحسابا

كلاب النار كانوا دون شك

كما يروون ان لها كلابا

فليس يشم ريح الخلد كلب

ورب العرش يصليه عذابا

١٨٠

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

حدثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جدّه علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام ، قال: « سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، يقول: إن من مكارم الأخلاق صدق الحديث، وإعطاء السائل، وصدق الناس(١) ، وصلة الرحم، وأداء الأمانة، والتذمّم للجار، والتذمم للصاحب، وإقراء الضيف ».

[٩٣٠٦] ٤ - وبهذا الإسناد: عن علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، قال: « قال لنا(١) رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : حسب الرجل دينه، ومروّته عقله، وحلمه سروره، وكرمه تقواه ».

[٩٣٠٧] ٥ - نهج البلاغة: قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : « قدر الرجل على قدر همّته، وصدقه على قدر مروّته، وشجاعته على قدر أنفته، وعفّته على قدر غيرته ».

[٩٣٠٨] ٦ - محمد بن مسعود العياشي في تفسيره: عن عمرو بن عثمان، قال: خرج عليعليه‌السلام على أصحابه، وهم يتذاكرون المروّة، فقال: « أين أنتم؟ أنسيتم من كتاب الله وقد ذكر ذلك!؟ » قالوا: يا أمير المؤمنين، في أيّ موضع؟ قال: « في قوله:( إِنَّ اللَّـهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ ) (١) فالعدل:

__________________

(١) في المخطوط: اليأس، وما أثبتناه من المصدر.

٤ - الجعفريات ص ١٥٠.

(١) لنا: ليس في المصدر.

٥ - نهج البلاغة ج ٣ ص ١٦٣ ح ٤٧.

٦ - تفسير العياشي ج ٢ ص ٢٦٧ ح ٦١.

(١) النحل ١٦: ٩٠.

٢٢١

الانصاف، والإحسان: التفضّل ».

[٩٣٠٩] ٧ - فقه الرضاعليه‌السلام : « ونروي: تعاهد الرجل ضيعته من المروّة، وسمن الدابّة من المروّة، والإحسان إلى الخادم من المروّة [ و ](١) يكبت العدو ».

وقالعليه‌السلام : « إجعلوا لأنفسكم حظّا من الدنيا، بإعطائها ما تشتهي من الحلال، ما لم تثلم المروّة، ولا سرف فيه، واستعينوا بذلك على أمور الدين(٢) ، فإنّه نروي: ليس منا من ترك دنياه لدينه، ودينه لدنياه(٣) ».

وقالعليه‌السلام : « ونروي: أن رجلاً قال للصادق (الصلاة والرحمة عليه): يا بن رسول الله، فيم المروّة؟ فقال: أن لا يراك حيث نهاك، ولا يفقدك من حيث أمرك ».

[٩٣١٠] ٨ - الشهيد في الدرّة الباهرة: قال الصادقعليه‌السلام : « من كان الحزم حارسه، والصدق حليته، عظمت بهجته، وتمّت مروّته ».

[٩٣١١] ٩ - الشيخ المفيد في الأمالي: عن الصدوق، عن محمد بن الحسن بن الوليد، عن محمد بن الحسن الصفار [ عن يعقوب بن يزيد ](١) عن ابن أبي عمير، عن غير واحد، عن أبي عبد الله

__________________

٧ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٤٨.

(١) أثبتناه لإستقامة المتن.

(٢) في المصدر: الدنيا.

(٣) نفس المصدر ص ٤٥.

٨ - الدرّة الباهرة ص ٣٣.

٩ - أمالي المفيد ص ٤٤.

(١) أثبتناه من المصدر.

٢٢٢

جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، قال: « المروّة مروّتان: مروّة الحضر، ومروّة السفر، فأمّا مروّة الحضر: فتلاوة القرآن، وحضور المساجد، وصحبة أهل الخير، والنظر في الفقه، وأمّا مروّة السفر: فبذل الزاد، والمزاح في غير ما يسخط الله، وقلّة الخلاف على من تصحبه، وترك الرواية عليهم إذا أنت فارقتهم ».

[٩٣١٢] ١٠ - القطب الراوندي في لبّ اللباب: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، قال: « ستّة من المروّة: ثلاثة في السفر، وثلاثة في الحضر، ففي الحضر: تلاوة كتاب الله، وعمارة مساجد الله، واتخاذ الإخوان في الله، وفي السفر: بذل الزاد، وحسن الخلق، والمزاح في غير معصية الله ».

[٩٣١٣] ١١ - الحسن بن علي بن شعبة في تحف العقول: عن الباقرعليه‌السلام ، أنه قال يوما لمن حضره: « ما المروّة؟ » فتكلموا، فقالعليه‌السلام : « المروّة أن لا تطمع فتذل، ولا تسأل فتقل، ولا تبخل فتشتم، ولا تجهل فتختصم » فقيل: ومن يقدر على ذلك؟ فقالعليه‌السلام : « من أحبّ أن يكون كالناظر في الحدقة، والمسك في الطيب، وكالخليفة في يومكم هذا في القدر ».

[٩٣١٤] ١٢ - وعن الكاظمعليه‌السلام ، أنه قال لهشام بن الحكم: « يا هشام، لا دين لمن لا مروّة، له ولا مروّة لمن لا عقل له.قال: وقال علي بن الحسينعليهما‌السلام (١) : واستنماء(٢) المال من المروّة ».

__________________

١٠ - لبّ اللباب: مخطوط.

١١ - تحف العقول ص ٢١٣.

١٢ - تحف العقول ص ٢٩٠.

(١) نفس المصدر ص ٢٠٥.

(٢) كان في المخطوط: واستتمام، وما أثبتناه من المصدر.

٢٢٣

ورواه الكليني في الكافي عن بعض أصحابه، ورفعه عن هشام بن الحكم، عنهعليه‌السلام : مثله، وفيه: « واستثمار المال » الخ(٣) .

٣٩ -( باب استحباب الاستعاذة والدعاء بالمأثور، عند خوف السبع)

[٩٣١٥] ١ - القطب الراوندي في الخرائج: عن عبد الله بن يحيى الكاهلي، قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : « إذا لقيت السبع، ما تقول له؟ » قلت: لا أدري، قال: « إذا لقيته فاقرأ في وجهه آية الكرسي، وقل: عزمت عليك بعزيمة الله، وعزيمة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، وعزيمة سليمان بن داودعليه‌السلام ، وعزيمة علي أمير المؤمنين، والأئمة من بعدهعليهم‌السلام ، إلّا تنحيت عن طريقنا، ولم تؤذنا فإنّنا لا نؤذيك، فإنّه ينصرف عنك »، قال عبد الله: فقدمت الكوفة فلمّا خرجت وتوجهت راجعا وابن عمّي صحبني، رأيت أسداً في الطريق، فقلت له ما قال لي، قال: فنظرت إليه وقد طأطأ رأسه، وأدخل ذنبه بين رجليه، وركب الطريق راجعا من حيث جاء، الخبر.

ورواه السيد علي بن طاووس في أمان الأخطار: عن كتاب الدلائل للنعماني: مثله(١) .

ورواه الحسين بن حمدان الحضيني في الهداية: بإسناده عن عبد الله: مثله(٢) .

__________________

(٣) الكافي ج ١ ص ١٥.

الباب ٣٩

١ - الخرائج والجرائح ص ١٥٩، وعنه في البحار ج ٩٥ ص ١٤٢ ح ٥.

(١) أمان الأخطار ص ١١٩.

(٢) الهداية ص ٥٣ أ.

٢٢٤

٤٠ -( باب استحباب النسل في المشي)

[٩٣١٦] ١ - كتاب درست بن أبي منصور: عن هشام بن سالم قال: كنت أنا وابن أبي يعفور وجماعة من أصحابنا بالمدينة نريد الحج، قال: ولم يكن بذي الحليفة ماء، قال فاغتسلنا بالمدينة، ولبسنا ثياب إحرامنا، ودخلنا على أبي عبد اللهعليه‌السلام - إلى أن قال - ثم قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : « تمشون؟ » قال: قلنا: نعم، قال: فقال: « حملكم الله على أقدامكم، وسكن عليكم عروقكم، وفعل بكم إذا أعييتم فانسلوا(١) ، فإن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ أمر بذلك » قال: ثم قال: « إذا قام أحدكم فلا يتمطأنّ كأنّه يمنّ على الله » قال ثم تلا هذه الآية:( قُل لَّا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُم بَلِ اللَّـهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ) (٢) الخبر.

[٩٣١٧] ٢ - دعائم الاسلام: عن عليعليه‌السلام ، أنه قال: « غزونا مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ غزاة، فطال السفر، وأجهد ذلك المشاة فصفّوا يوما لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، فلما مرّ عليهم قالوا: يا رسول الله، طال علينا السير، وبعدت علينا الشقة، وأجهدنا المشي، فدعا لهم بخير ورغبّهم في الثواب، وقال: عليكم بالنسلان - يعني الهرولة - فإنّه يذهب عنكم كثيرا ممّا تجدون - ففعلوا فذهب كثير مما وجدوه ».

__________________

الباب ٤٠

١ - كتاب درست بن أبي منصور ص ١٦٢.

(١) أنسلوا: أسرعوا (مجمع البحرين ج ٥ ص ٤٨٣).

(٢) الحجرات ٤٩: ١٧.

٢ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٤٨.

٢٢٥

[٩٣١٨] ٣ - الشيخ المفيد في الإرشاد: في سياق حجّة الوداع: أنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ لمّا انتهى إلى كراع الغميم، وكان الناس معه ركبانا ومشاة، فشقّ على المشاة المسير، وأجهدهم السير والتعب به، فشكوا ذلك إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ واستحملوه، فأعلمهم أنه لا يجد لهم ظهرا، وأمرهم أن يشدّوا إلى أوساطهم، ويخلطوا الرمل(١) بالنسل، ففعلوا ذلك واستراحوا إليه، الخبر.

٤١ -( باب جملة ممّا يستحب للمسافر استعماله من الآداب)

[٩٣١٩] ١ - البحار، عن اعلام الدين للديلمي: عن الباقرعليه‌السلام ، أنه قال لبعض شيعته، وقد أراد سفراً فقال له: أوصني فقال: « لا تسيرن شبرا وأنت حاف، ولا تنزلن عن دابّتك ليلاً إلّا ورجلاك في خفّ، ولا تبولن في نفق، ولا تذوقن بقلة ولا تشمّها حتى تعلم ما هي، ولا تشرب من سقاء حتى تعلم ما فيه، ولا تسيرن إلّا مع من تعرف، واحذر من(١) تعرف ».

[٩٣٢٠] ٢ - زيد الزرّاد في أصله: عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، أنه قال في حديث: « فإذا رأيت الشخص الواحد فلا تسترشده، وإن أرشدكم فخالفوه، وإذا رأيته في خراب وقد خرج عليك، أو في فلاة من الأرض، فأذّن في وجهه وارفع صوتك، وقل: سبحان الذي

__________________

٣ - الارشاد ص ٩١.

(١) الرَّمَل: الهرولة (لسان العرب ج ١١ ص ٢٩٥).

الباب ٤١

١ - البحار ج ٩٩ ص ١٢٣ ح ١٠ عن اعلام الدين ص ٩٦.

(١) كذا في المخطوط والمصدر، والظاهر أنّ الصواب « من لا ».

٢ - أصل زيد الزرّاد ص ١٢.

٢٢٦

جعل في السماء نجوما رجوما للشياطين، عزمت عليك يا خبيث، بعزيمة الله التي عزم بها أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه، ورميت بسهم الله المصيب الذي لا يخطئ، وجعلت سمع الله على سمعك، وبصرك وذللتك بعزّة الله، وقهرت سلطانك بسلطان الله، يا خبيث لا سبيل لك، فإنّك تقهره إن شاء الله وتصرفه عنك » الخبر.

٤٢ -( باب استحباب التيامن لمن ضلّ عن الطريق، وأن ينادي: يا صالح أرشدونا، وفي البحر: يا حمزة أو غير ذلك)

[٩٣٢١] ١ - زيد الزرّاد في أصله: قال: حججنا سنة فلمّا سرنا في خرابات المدينة بين الحيطان، افتقدنا رفيقا لنا من إخواننا، وطلبناه فلم نجده، فقال لنا الناس بالمدينة: إن صاحبكم اختطفته الجنّ، فدخلت على أبي عبد اللهعليه‌السلام ، وأخبرته بحاله وبقول أهل المدينة، فقال: « أخرج إلى المكان الذي اختطف - أو قال افتقد - فقل با على صوتك: يا صالح بن علي، إن جعفر بن محمد يقول لك: أهكذا عاهدت وعاقدت الجنّ علي بن أبي طالبعليهم‌السلام ؟ أطلب فلاناً حتى تؤديه إلى رفقائه، ثم قل: يا معشر الجن عزمت عليكم بما عزم عليكم علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، لما خلّيتم عن صاحبي، وأرشدتموه إلى الطريق » قال: ففعلت ذلك، فلم البث إذا بصاحبي قد خرج عليّ من بعض الخرابات، فقال: إن شخصا ترايا لي، ما رأيت صورة إلّا وهو أحسن منه، فقال: يا فتى أظنّك تتولى آل محمدعليهم‌السلام ، فقلت: نعم، فقال: إن هاهنا رجلاً من آل محمد

__________________

الباب ٤٢

١ - أصل زيد الزرّاد ص ١١.

٢٢٧

عليهم‌السلام ، هل لك أن تؤجر وتسلم عليه؟ فقلت: بلى، فأدخلني بين هذه الحيطان وهو يمشي أمامي، فلمّا أن صار غير بعيد نظرت فلم أر شيئا، وغشي عليّ فبقيت مغشيّا عليّ، لا أدري أين أنا من أرض الله، حتى كان الآن، فإذا قد أتاني آت وحملني حتى أخرجني إلى الطريق. فأخبرت أبا عبد اللهعليه‌السلام بذلك، فقال: « ذاك الغوال والغول نوع من الجن يغتال الإنسان، - إلى أن قال - فإذا ضللت الطريق فأذّن بأعلى صوتك، وقل: يا سيّارة الله دلّونا على الطريق يرحمكم الله، أرشدونا يرشدكم الله، فإن أصبت وإلّا فناد: يا عتاة الجنّ، يا مردة الشياطين، أرشدوني ودلّوني على الطريق، وإلّا انتزعت لكم بسهم الله المصيب إيّاكم، عزيمة علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، يا مردة الشياطين إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلّا بسلطان مبين، الله غالبكم بجنده الغالب، وقاهركم بسلطانه القاهر، ومذلّلكم بعزّة المتين، فإن تولّوا فقل: حسبي الله لا إله إلّا هو عليه توكلت وهو ربّ العرش العظيم، وارفع صوتك بالأذان ترشد وتصيب الطريق إن شاء الله تعالى ».

[٩٣٢٢] ٢ - أحمد بن محمد بن خالد البرقي في المحاسن: عن محمد بن علي، عن عمر بن عبد العزيز، عن رجل، عن أبيه، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفرعليه‌السلام ، قال: « من نفرت له دابّة، فقال هذه الكلمات: يا عباد الله الصالحين، أمسكوا عليّ رحمك الله يامان في ع ح وياه ى ح ح قال ثم قال أبو جعفرعليه‌السلام : إن

__________________

٢ - المحاسن ص ٣٦٣.

٢٢٨

البر موكل به م في ع ح والبحر موكل به في ل ه ح ح(١) » [ قال عمر ](٢) : فقلت أنا ذلك في بغال ضلّت فجمعها الله لي.

٤٣ -( باب استحباب الدعاء بالمأثور، عند الإشراف على المنزل وعند النزول)

[٩٣٢٣] ١ - السيد علي بن طاووس في أمان الأخطار: فيما نذكره من الدعاء الفاضل: إذا أشرف على بلد أو قرية أو بعض المنازل، روينا من عدّة طرق، ونذكر لفظ ما نقلناه في كتاب مصباح الزاير وجناح المسافر [ فليقل: ](١)

اللهم ربّ السماوات السبع وما أظلت، ورب الأرضين السبع وما أقلّت، ورب الشياطين وما أضلّت، ورب الرياح وما ذرت، ورب البحار وما جرت، أسألك خير هذه القرية وخير ما فيها، وأعوذ بك من شرّها وشرّ ما فيها، اللّهم يسر لي ما كان فيها من خير، ووفّق لي ما كان فيها من يسر، وأعني على قضاء حاجتي، يا قاضي الحاجات، ويا مجيب الدعوات، أدخلني مدخل صدق، وأخرجني مخرج صدق، واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا.

ورواه الشيخ الطبرسي في الآداب الدينية: مثله(٢) .

__________________

(١) في هامش المخطوط: « النسخ مختلفة مضطربة في ضبط هذه الحروف » (منه قدّه).

(٢) أثبتناه من المصدر.

الباب ٤٣

١ - أمان الأخطار ص ١٢١.

(١) أثبتناه من المصدر.

(٢) الآداب الدينية ص ٧٥.

٢٢٩

[٩٣٢٤] ٢ - وفيه روينا في كتاب مصباح الزائر وجناح المسافر: وغيره من النقل الظاهر: أن المسافر إذا نزل ببعض المنازل يقول: اللّهم أنزلني منزلا مباركا وأنت خير المنزلين، ويصلّي ركعتين بالحمد وما يشاء من السور القصار، ويقول: اللهم ارزقنا خير هذه البقعة، وأعذنا من شرها، اللّهم أطعمنا من جناها، وأعذنا من وباها، وحببنا إلى أهلها، وحبب صالحي أهلها الينا، ويقول: أشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وأنّ علياً أمير المؤمنين والأئمة من ولده أئمة أتولاهم، وأبرأ من أعدائهم، اللّهم إني أسألك خير هذه البقعة، وأعوذ بك من شرّها، اللّهم اجعل أول دخولنا هذا صلاحا، ووسطه فلاحا، وآخره نجاحا.

[٩٣٢٥] ٣ - علي بن الحسين المسعودي في مروج الذهب: عن المنذر بن الجارود قال: لمّا ورد عليعليه‌السلام البصرة، دخل ممّا يلي الطف فأتى الزاوية، فخرجت لأنظر إليه، فورد موكب - إلى أن قال - حتى نزلعليه‌السلام بالموضع المعروف بالزاوية فصلّى أربع ركعات، وعفّر خديه على التراب وقد خالط ذلك دموعه، ثم رفع يديه وقال: « اللّهم ربّ السماوات وما أظلت، والأرضين وما أقلّت، وربّ العرش العظيم، هذه البصرة أسألك خيرها (وخير ما فيها)(١) ، وأعوذ بك من شرّها، اللهم أنزلنا (منزلاً مباركا)(٢) وأنت خير المنزلين ».

__________________

٢ - أمان الأخطار ص ١٢٥.

٣ - مروج الذهب ج ٢ ص ٣٦١.

(١) ما بين القوسين ليس في المصدر.

(٢) في المصدر: فيها خير منزل.

٢٣٠

[٩٣٢٦] ٤ - الحسن بن علي بن شعبة في تحف العقول: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه قال: « وإذا نزلتم فقولوا: اللّهم أنزلنا منزلاً مباركاً وأنت خير المنزلين ».

[٩٣٢٧] ٥ - الشيخ أبو الفتوح الرازي في تفسيره: عن خويلة بنت حكيم، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، أنّه قال: « من نزل في منزل فليقل: أعوذ بكلمات الله من شرّ ما خلق، فما دام فيه لا يصيبه ضرر ».

٤٤ -( باب استحباب المبادرة بالسلام على الحاج والمعتمر إذا قدموا، ومصافحتهم وتعظيمهم ومعانقتهم، وتقبيل ما بين أعينهم وأفواههم وأعينهم ووجوههم، وتهنئتهم، والدعاء لهم)

[٩٣٢٨] ١ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمد، حدثني موسى، حدثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جدّه علي بن الحسين، عن أبيه، عن عليعليهم‌السلام : « أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، كان يقول للقادم من مكّة: تقبّل الله نسكك، وغفر ذنبك، واخلف عليك نفقتك ».

__________________

٤ - تحف العقول ص ٨١.

٥ - تفسير أبي الفتوح الرازي ج ١ ص ١١.

الباب ٤٤

١ - الجعفريات ص ٧٥.

٢٣١

٤٥ -( باب كراهة الحج والعمرة على الإبل الجلّالات)

[٩٣٢٩] ١ - الجعفريات: أخبرنا محمد، حدثني موسى قال حدثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمد، عن أبيه، عن عليعليهم‌السلام ، قال: « الناقة الجلّالة لا يحجّ على ظهرها » الخبر.

٤٦ -( باب استحباب سرعة العود إلى الأهل، وكراهة سبق الحاج وجعل المنزلين منزلاً، إلّا مع كون الأرض مجدبة)

[٩٣٣٠] ١ - الجعفريات: بإسناده عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جدّه علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام ، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : السفر قطعة من العذاب، فليسرع أحدكم بالإياب إلى أهله ».

[٩٣٣١] ٢ - وبهذا الإسناد قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : « إن الله يحبّ الرفق ويعين عليه، فإذا ركبتم هذه الدواب العجم، فإن كانت الأرض مجدبة فألحّوا عليها بنقيها، وإن كانت الأرض مخصبة فأنزلوا بها منازلها ».

ورواه في دعائم الاسلام: عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : مثله، إلّا أنّ فيه: فإن كانت الأرض جدبة فانجوا عليها بنقيها يقول بمخها، أي جدّوا في السير لتخرجوا من الجدب وهي قويّة لم تضعف، قال: وإن كانت الأرض مخصبة فأنزلوها منازلها(١) .

__________________

الباب ٤٥

١ - الجعفريات ص ٢٧.

الباب ٤٦

١ - الجعفريات ص ١٧٠.

٢ - الجعفريات ص ١٥٩.

(١) دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٤٨.

٢٣٢

[٩٣٣٢] ٣ - السيد الرضي في المجازات النبوية: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ أنه قال: « إذا سافرتم في الخصب فأعطوا الركب أسنّتها(١) ».

وفي رواية أخرى: « فأعطوا الركاب أسنانها ».

٤٧ -( باب كراهة ركوب البحر في هيجانه، وركوبه للتجارة)

[٩٣٣٣] ١ - الصدوق في الهداية: عن الصادقعليه‌السلام أنه قال: « ما أجمل في الطلب من ركب البحر ».

٤٨ -( باب استحباب الدعاء بالمأثور لمن ركب البحر)

[٩٣٣٤] ١ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله بن محمد، أخبرنا محمد بن محمد، قال: حدثني موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جدّه علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام ، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : من تخوف الغرق فليقل: بسم الله الملك الرحمن الرحيم( وَمَا قَدَرُوا اللَّـهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ ) (١) ».

__________________

٣ - المجازات النبوية ص ٢٦١ ح ٢٠٦.

(١) الأسنّة: جمع أسنان، فأعطوا الركب أسنّتها: أي أمكنوها من المرعى (مجمع البحرين ج ٦ ص ٢٦٩).

الباب ٤٧

١ - الهداية ص ٨٠.

الباب ٤٨

١ - الجعفريات ص ٢٢٥.

(١) الزمر ٣٩: ٦٧.

٢٣٣

[٩٣٣٥] ٢ - دعائم الاسلام: عن الحسين بن عليعليهما‌السلام ، أنه قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : أمان لأمتي من الغرق إذا ركبوا الفلك قالوا(١) : بسم الله الرحمن الرحيم( وَمَا قَدَرُوا اللَّـهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ ) (٢) ( بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ ) (٣) [ وعن عليعليه‌السلام أنّه قال: من ركب سفينة فليقل: بسم الله مجراها ومرساها إنّ ربّي لغفور رحيم ](٤) اللّهم بارك لنا في مركبنا وأحسن سيرنا، وعافنا من شرّ بحرنا ».

[٩٣٣٦] ٣ - السيد علي بن طاووس في أمان الأخطار: روينا أنه إذا ركب في السفينة فيكبّر الله جلّ جلاله مائة تكبيرة، ويصلّي على محمد وآله (صلوات الله عليه وعليهم أجمعين) مائه مرّة ويلعن ظالمي آل محمدعليهم‌السلام مائة مرة، ويقول: بسم الله وبالله، والصلاة على رسول الله، وعلى الصادقين (صلوات الله عليهم)، اللّهم أحسن مسيرنا، وعظم أجورنا، اللّهم بك انتشرنا، وإليك توجّهنا، وبك آمنّا، وبحبلك اعتصمنا، وعليك توكّلنا.

اللّهم أنت ثقتنا ورجاؤنا، وناصرنا لا تحل بنا ما لا نحب [ اللّهم بك نحلّ وبك نسير ](١) اللّهم خلّ سبيلنا، وأعظم عافيتنا، أنت

__________________

٢ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٤٩.

(١) في المخطوط: قال، وما أثبتناه من المصدر.

(٢) الزمر ٣٩: ٦٧.

(٣) هود ١١: ٤١.

(٤) ما بين المعقوفتين أثبتناه من المصدر.

٣ - أمان الأخطار ص ١٠٣.

(١) ما بين المعقوفتين أثبتناه من المصدر.

٢٣٤

الخليفة في الأهل والمال، وأنت الحامل في الماء وعلى الظهر( وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللَّـهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ ) (٢) ( وَمَا قَدَرُوا اللَّـهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ ) (٣) اللّهم أنت خير من وفد إليه الرجال، وشدت إليه الرحال، فأنت سيدي أكرم مزور، وأكرم مقصود، وقد جعلت لكلّ زائر كرامة، ولكلّ وافد تحفة، فأسألك أن تجعل تحفتك إياي فكاك رقبتي من النار، واشكر سعيي، وارحم مسيري من أهلي، بغير منّ منّي عليك، بل لك المنّة عليّ، إذ جعلت لي سبيلا إلى زيارة وليّك، وعرفتني فضله، وحفظتني في ليلي ونهاري حتى بلغتني هذا المكان، وقد رجوتك فلا تقطع رجائي، وأمّلتك فلا تخيب أملي، واجعل مسيري هذا كفّارة لذنوبي، يا أرحم الراحمين.

قال السيد: وإن كان قصده بركوب السفينة غير الزيارة، فيغير اللفظ بما يليق بسفره من العبارة.

[٩٣٣٧] ٤ - القطب الراوندي في كتاب لبّ اللباب: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، أنه قال لقوم ركبوا السفينة، وسمّوا الله: « لقد سلموا، وبلغوا إلى قعر عدن ».

[٩٣٣٨] ٥ - السيد هبة الله في مجموع الرائق: في خواص القرآن سورة ألم نشرح: من قرأها وهو راكب البحر، سلم من ألمه وخوفه إلى حين صعوده منه.

__________________

(٢) هود ١١: ٤١.

(٣) الزمر ٣٩: ٦٧.

٤ - لبّ اللباب: مخطوط.

٥ - مجموع الرائق ص ٥.

٢٣٥

[٩٣٣٩] ٦ - الشيخ إبراهيم الكفعمي في الجنة الواقية: عن عليعليه‌السلام : « يقول للسلامة من البحر:( وَمَا قَدَرُوا اللَّـهَ حَقَّ قَدْرِهِ ) (١) ( بِسْمِ اللَّـهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ ) (٢) اللّهم بارك لنا في مركبنا، وأحسن مسيرنا وعافنا من بحرنا ».

ومما جرّب لسكون البحر أن يرمى فيه شيئا من تربة الحسينعليه‌السلام . ومما يكتب للأمان من البحر، قوله تعالى في لقمان:( أَلَمْ تَرَ أَنَّ الْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِنِعْمَتِ اللَّـهِ لِيُرِيَكُم مِّنْ آيَاتِهِ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ ) (٣) في تسع أوراق، وترمى إلى البحر إلى الشرق، واحدة بعد واحدة.

[٩٣٤٠] ٧ - ومن كتاب خواص القرآن: من نقش قوله تعالى:( قَالَ ارْكَبُوا فِيهَا ) (١) الآية، لحفظ السفينة في البحر، يكتب في لوح ساج ويسمر في مقدمها.

٤٩ -( باب كراهة سرعة المشي، ومدّ اليدين عنده، والتبختر فيه)

[٩٣٤١] ١ - الصدوق في معاني الأخبار: عن الحسن بن عبد الله بن سعيد العسكري، عن عبد الله بن محمد بن عبد العزيز، عن إسماعيل بن

__________________

٦ - الجنة الواقية « المصباح » ص ٤٥٥.

(١) الزمر ٣٩: ٦٧.

(٢) هود ١١: ٤١.

(٣) لقمان ٣١: ٣١.

٧ - الجنّة الواقية « المصباح » ص ٤٥٥.

(١) هود ١١: ٤١.

الباب ٤٩

١ - معاني الأخبار ص ٨١.

٢٣٦

محمد بن إسحاق بن جعفر بن محمدعليه‌السلام ، عن علي بن موسىعليه‌السلام ، عن أبيه، عن آبائه، عن الحسن بن عليعليهم‌السلام ، عن خاله هند بن أبي هالة، في حديث حلية رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : إذا زال زال قلعا(١) ، يخطو تكفّؤاً(٢) ، ويمشي هوناً، ذريع(٣) المشية إذا مشى كأنّما ينحط من صبب(٤) الخبر.

[٩٣٤٢] ٢ - وفي مناقب ابن شهرآشوب: في الحديث المذكور: يخطو تكفّؤاً، ويمشي الهوينا، يبدر(١) القوم إذا سارع إلى خير، وإذ مشى تقلع كأنّما ينحدر من صبب.

[٩٣٤٣] ٣ - الجعفريات: بإسناده عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جدّه علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام ، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : من مشى على الأرض اختيالا، لعنته الأرض من تحته».

[٩٣٤٤] ٤ - وبهذا الإسناد: عن علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، قال: « بينما رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، يمشي وأنا معه، إذا

__________________

(١) أي يزول قالع لرجله من الأرض (النهاية ج ٤ ص ١٠١).

(٢) أي تمايل إلى قدّام (النهاية ج ٤ ص ١٨٣).

(٣) الذريع: سريع المشي واسع الخطو (النهاية ج ٢ ص ١٥٨).

(٤) الصبب: ما انحدر من الأرض، أراد أنه كان يستعمل التثبت ولا يبين منه وفي هذه الحالة استعجال ومبادرة شديدة (النهاية ج ٤ ص ١٠١).

٢ - المناقب ج ١ ص ١٥٧.

(١) كان في المخطوط: يبدأ، وما أثبتناه من المصدر.

٣ - الجعفريات ص ١٦٤.

٤ - الجعفريات ص ١٧٢.

٢٣٧

جماعة فقال: ما هذه الجماعة؟ فقالوا: مجنون يخنق، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : هذا المبتلى، ولكن المجنون الذي يخطو بيديه، ويتبختر في مشيه، ويحرّك منكبيه في موكبه، يتمنّى على الله جنّته، وهو مقيم على معصيته ».

[٩٣٤٥] ٥ - أحمد بن محمد البرقي في المحاسن: عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: « كان علي بن الحسينعليهما‌السلام ، يمشي مشية كأنّ على رأسه الطير، لا يسبق يمينه شماله ».

ورواه ابن شهرآشوب في المناقب: عنهعليه‌السلام : مثله(١) .

[٩٣٤٦] ٦ - الحسن بن فضل الطبرسي في مكارم الأخلاق: عن علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، قال: « كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ إذا مشى تكفّأ كأنّما يتقلع من صبب، لم أر قبله ولا بعده مثله ».

[٩٣٤٧] ٧ - وعن ابن عباس، قال: كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، إذا مشى مشى مشيا يعرف أنه ليس بمشي عاجز، ولا كسلان.

٥٠ -( باب الخروج إلى النزهة، وإلى الصيد)

[٩٣٤٨] ١ - زيد النرسي في أصله: عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ،

__________________

٥ - المحاسن ص ١٢٥ ذيل الحديث ١٤١.

(١) المناقب ج ٤ ص ١٦٢.

٦، ٧ - مكارم الأخلاق ص ٢٢.

الباب ٥٠

١ - أصل زيد النرسي ص ٥٠.

٢٣٨

قال: سأله بعض أصحابنا عن طلب الصيد، وقال له: إنّي رجل ألهو بطلب الصيد، وضرب الصوالج(١) وألهو بلعب الشطرنج، قال: فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام : « أمّا الصيد فإنّه سعي باطل - إلى أن قال - ومن طلبه لاهيا وأشراً وبطراً، فإنّ سعيه ذلك سعي باطل، وسفر باطل، وعليه التمام في الصلاة والصيام، وإن المؤمن لفي شغل عن ذلك، شغله طلب الآخرة ».

٥١ -( باب نوادر ما يتعلق بأبواب آداب سفر الحج وغيره)

[٩٣٤٩] ١ - الشيخ الطوسي في أماليه: عن ابن مخلّد، عن جعفر بن محمد بن نصير(١) ، عن أحمد بن محمد بن مسروق، عن يحيى الجلا(٢) ، قال: سمعت بشراً يقول لجلسائه: سيحوا، فإن الماء إذا ساح طاب، وإذا وقف تغيّر وإصفّر.

[٩٣٥٠] ٢ - الشيخ الطبرسي في الآداب الدينية ما رواه عن العترة النبوية: إذا أردت الرحيل فصلّ ركعتين، وادع الله بالحفظ والكلاءة، وودع الموضع وأهله فإنّ لكلّ موضع أهلاً من الملائكة، وقل: السلام على

__________________

(١) الصولجان: عصا يُعطف طرفها، يضرب بها الكرة على الدواب (لسان العرب ج ٢ ص ٣١٠).

الباب ٥١

١ - أمالي الطوسي ج ٢ ص ٣.

(١) في المخطوط « محمد بن جعفر بن نصير » وما أثبتناه من المصدر، وهو الصواب (راجع تاريخ بغداد ج ٥ ص ١٠٠).

(٢) في المخطوط « الحلا » وما أثبتناه من المصدر، وقد ورد في تاريخ بغداد ج ١٤ ص ٤٥٦ باسم يحيى بن الجلاء.

٢ - الآداب الدينية ص ٧٦.

٢٣٩

ملائكة الله الحافظين(١) ، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، ورحمة الله وبركاته.

[٩٣٥١] ٣ - السيد علي بن طاووس في أمان الأخطار: وجدت في حديث حذفت إسناده [ لأن المراد العمل بمقتضاه ](١) أن الحاج تعذّر عليهم وجود الماء حتى أشرفوا على الموت والفناء، فغشي على أحدهم فسقط إلى(٢) الأرض مغشيا عليه، فرأى في حال غشيته مولانا عليّاً صلوات الله عليه، يقول: « ما أغفلك عن كلمة النجاة! » فقال له: وما كلمة النجاة؟ فقال: « قل: أدم ملكك على ملكك بلطفك الخفي، وأنا علي بن أبي طالب »عليه‌السلام ، فجلس من غشيته ودعا بها، فأنشأ الله جلّ جلاله غماما في غير زمانه، ورمى غيثا عاش به الحاج على عوائد عفوه وجوده وإحسانه.

[٩٣٥٢] ٤ - ومن كتاب المستغيثين: بإسناده إلى رجل من الأنصار، وهو أبو معلق(١) ، لقيه لصّ فأراد أخذه، فسأله أن يصلّي أربع ركعات فتركه فصلاها، وسجد فقال في سجوده: يا ودود يا ذا العرش المجيد، يا فعّالاً لما يريد أسألك بعزّتك التي لا ترام، وملكك الذي لا يضام، وبنورك الذي ملا أركان عرشك، أن تكفيني شرّ هذا اللص، يا مغيث أغثني، وكرّر هذا الدعاء ثلاث مرات، فإذا بفارس قد أقبل وبيده حربة فقتله، وقال له: أنا ملك من السماء الرابعة، وإنّ من

__________________

(١) في المصدر: الحافين.

٣ - أمان الأخطار ص ١١٨.

(١) أثبتناه من المصدر.

(٢) في نسخة: فوقع على (منه قدّه).

٤ - أمان الأخطار ص ١١٤.

(١) في المصدر: أبو مغلق.

٢٤٠

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478