مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل الجزء ٨

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل12%

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 478

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧
  • البداية
  • السابق
  • 478 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 242075 / تحميل: 4951
الحجم الحجم الحجم
مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل الجزء ٨

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

وعن الصادق عن آبائه عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال: ( تُكلِّم النارُ يوم القيامة ثلاثة: أميراً، وقارئاً، وذا ثروةٍ من المال، فتقول للأمير: يا مَن وهَبَ اللّه له سلطاناً فلَم يعدل، فتزدَرِدَه كما يَزدَرِدَ الطير حبّ السمسم.

وتقول للقارئ: يا مَن تزَيّن للناس وبارَز اللّه بالمعاصي فتزدرده.

وتقول للغني: يا من وهب اللّه له دنيا كثيرةً واسعةً فيضاً، وسأله الحقير اليسير قرضاً فأبى إلاّ بُخلاً فتزدرده )(١).

وليس هذا الوعيد الرهيب مقصوراً على الجائرين فحسب، وإنّما يشمل من ضلع في ركابهم، وارتضى أعمالهم، وأسهم في جورهم، فإنّه وإيّاهم سواسية في الإثم والعقاب، كما صرحت بذلك الآثار:

قال الصادقعليه‌السلام : ( العامل بالظلم، والمعين له، والراضي به، شركاء ثلاثتهم )(٢) .

لذلك كانت نُصرة المظلوم، وحمايته من عسف الجائرين، من أفضل الطاعات، وأعظم القربات إلى اللّه عزّ وجل، وكان لها وقعها الجميل، وآثارها الطيّبة في حياة الإنسان المادّيّة والروحيّة.

قال الإمام الكاظمعليه‌السلام لابن يقطين: ( اضمَن لي واحدةً أضمنُ لك ثلاثاً، اضمن لي أنْ لا تلقى أحداً مِن موالينا في دار الخلافة إلاّ بقضاء حاجته، أضمن لك أنْ لا يصيبك حدّ السيف أبداً، ولا يظلّك

_____________________

(١) البحار م ١٦ ص ٢٠٩ عن الخصال للصدوق ( ره ).

(٢) الوافي ج ٣ ص ١٦٣ عن الكافي.

١٢١

سقف سجن أبداً، ولا يدخل الفقر بيتك أبداً )(١) .

وقال أبو الحسنعليه‌السلام : ( إن لله جل وعزّ مع السلطان أولياء، يدفع بهم عن أوليائه ).

وفي خبر آخر: ( أولئك عتقاء اللّه من النار )(٢) .

وقال الصادقعليه‌السلام : ( كفّارة عمل السلطان قضاء حوائج الإخوان )(٣).

وعن محمّد بن جمهور وغيره من أصحابنا قال: كان النجاشي - وهو رجلٌ من الدهاقين - عاملاً على الأهواز وفارس، فقال بعض أهل عمله لأبي عبد اللّهعليه‌السلام : إنّ في ديوان النجاشي عليّ خراجاً، وهو ممّن يَدين بطاعتك، فإنّ رأيت أنْ تكتب لي إليه كتاباً. قال: فكتب إليه أبو عبد اللّه: ( بسم اللّه الرحمن الرحيم سُرَّ أخاك يَسُرّك اللّه ).

فلمّا ورَد عليه الكتاب وهو في مجلِسه، فلمّا خلا ناوله الكتاب وقال: هذا كتاب أبي عبد اللّهعليه‌السلام ، فقبّله ووضعه على عينيه ثُمّ قال: ما حاجتك ؟ فقال: عليّ خراج في ديوانك. قال له: كم هو؟ قال: هو عشرة آلاف درهم.

قال: فدعا كاتبه فأمره بأدائها عنه، ثُمّ أخرَج مثله فأمره أنْ يثبتها له لقابل، ثُمّ قال له: هل سررتك ؟ قال نعم. قال: فأمر له بعشرة آلاف درهم أُخرى فقال له: هل سررتك ؟ قال: نعم جعلت فداك.

_____________________

(١) كشكول البهائي طبع إيران ص ١٢٤.

(٢)، (٣) الوافي ج ١٠ ص ٢٨ عن الفقيه.

١٢٢

فأمر له بمركب، ثُمّ أمر به بجاريةٍ وغلام، وتخت ثياب، في كلّ ذلك يقول: هل سررتك ؟ فكلّما قال: نعم، زاده حتّى فرغ، فقال له: احمل فرش هذا البيت الذي كنت جالساً فيه حين دفعتَ إليَّ كتاب مولاي فيه، وارفع إليّ جميع حوائجك. قال: ففعل، وخرج الرجل فصار الى أبي عبد اللّهعليه‌السلام ، فحدثه بالحديث على جهته، فجعل يستبشر بما فعله.

قال له الرجل: يابن رسول اللّه، قد سرّك ما فعل بي ؟ قال: ( إي واللّه، لقد سرّ اللّه ورسوله )(١).

وخامة الظلم:

بديهي أنّ استبشاع الظلم واستنكاره، فطريٌّ في البشَر، تأباه النفوس الحرّة، وتستميت في كفاحه وقمعه، وليس شيء أضرّ بالمجتمع، وأدعى الى تسيبه ودماره من شيوع الظلم وانتشار بوائقه فيه.

فالإغضاء عن الظلم يشجّع الطغاة على التمادي في الغيّ والإجرام، ويحفّز الموتورين على الثأر والانتقام، فيشيع بذلك الفوضى، وينتشر الفساد، وتغدو الحياة مسرحاً للجرائم والآثام، وفي ذلك انحلال الأُمم، وفقد أمنها ورخائها، وانهيار مجدها وسلطانها.

_____________________

(١) الوافي ج ١٠ ص ٢٨ عن الكافي.

١٢٣

علاج الظلم:

من العسير جدّاً علاج الظلم، واجتثاث جذوره المتغلغلة في أعماق النفس، بيد أنّ من الممكن تخفيف جماحه، وتلطيف حدته، وذلك بالتوجيهات الآتية:

١ - التذكر لما أسلفناه من مزايا العدل، وجميل آثاره في حياة الأمم والأفراد، من إشاعة السلام، ونشر الوئام والرخاء.

٢ - الاعتبار بما عرضناه من مساوئ الظلم وجرائره المادّيّة والمعنويّة.

٣ - تقوية الوازع الديني، وذلك بتربية الضمير والوجدان، وتنويرهما بقِيَم الإيمان ومفاهيمه الهادفة الموجّهة.

٤ - استقراء سيَر الطغاة وما عانوه من غوائل الجور وعواقبه الوخيمة.

جاء في كتاب حياة الحيوان عند ذكر الحِجْلان: أنّ بعض مقدّميُّ الأكراد حضَر على سِماط بعضِ الأمراء، وكان على السماط حِجْلتان مشويتان، فنظر الكرديُّ إليهما وضحك، فسأله الأمير عن ذلك، فقال: قطعت الطريق في عنفوان شبابي على تاجر فلمّا أردت قتله، تضرّع فما أفاد تضرّعه، فلمّا رآني أقتله لا محالة، التفت إلى حِجْلتين كانتا في الجبل، فقال: اشهدا عليه إنّه قاتلي، فلمّا رأيت هاتين الحجلتين تذكرت حمقه ) فقال الأمير: قد شهدتا، ثُمّ أمر بضرب عنقه(١) .

_____________________

(١) كشكول البهائي طبع إيران ص ٢١.

١٢٤

وفي سراج الملوك لأبي بكر الطرطوسي: أنّ عبد الملك بن مروان أرِق ليلةً، فاستدعى سميراً له يحدّثه، فكان فيما حدّثه أنْ قال: يا أمير المؤمنين، كان بالموصل بومة، وبالبصرة بومة، فخطبت بومة الموصل إلى بومة البصرة بنتها لابنها، فقالت بومة البصرة: لا أفعل إلاّ أنْ تجعلي صداقها مِئة ضيعة خراب! فقالت بومة الموصل: لا أقدر على ذلك الآن، ولكن إنْ دام والينا علينا، سلّمه اللّه تعالى سنةً واحدة فعلت ذلك، فاستيقظ عبد الملك، وجلَس للمظالم، وأنصف الناس بعضهم من بعض، وتفقّد أمر الولاة(١) .

_____________________

(١) سفينة البحار ج ١ ص ١١٠.

١٢٥

الإخلاص

الإخلاص: ضدّ الرياء، وهو صفاء الأعمال مِن شوائب الرياء، وجعلها خالصةً للّه تعالى.

وهو قوام الفضائل، وملاك الطاعة، وجوهر العبادة، ومناط صحّة الأعمال، وقبولها لدى المولى عزّ وجل.

وقد مجّدته الشريعة الإسلاميّة، ونوّهت عن فضله، وشوّقت إليه، وباركَت جهود المتحلّين به في طائفة مِن الآيات والأخبار:

قال تعالى:( فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً ) (١) .

وقال سُبحانه:( فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ * أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ ) (٢).

وقال عزَّ وجل:( وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ) (٣).

وقال النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله : ( مَن أخلص للّه أربعين يوماً،

_____________________

(١) الكهف: ١١٠.

(٢) الزمر ( ٢ - ٣ ).

(٣) البيّنة: ٥.

١٢٦

فجّر اللّه ينابيع الحكمة مِن قلبه على لِسانه )(١) .

وقال الإمام الجوادعليه‌السلام : ( أفضل العبادة الإخلاص )(٢).

وعن الرضا عن آبائهعليهم‌السلام قال: قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : ( الدنيا كلّها جهل إلاّ مواضع العِلم، والعِلم كلّه حجّة إلاّ ما عُمِل به، والعمَل كلّه رياءٌ إلاّ ما كان مخلِصاً، والإخلاص على خطر، حتّى ينظُر العبد بما يُختَم له )(٣).

وقال النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله : ( يا أبا ذر، لا يفقه الرجل كلّ الفقه، حتّى يرى الناس في جنب اللّه أمثال الأباعر، ثُمّ يرجع إلى نفسه فيكون هو أحقر حاقرٍ له )(٤).

فضيلة الإخلاص:

تتفاوت قِيَم الأعمال، بتفاوت غاياتها والبواعث المحفّزة عليها، وكلّما سمَت الغاية، وطهُرَت البواعث مِن شوائب الغشّ والتدليس والنفاق، كان ذلك أزكى لها، وأدعى إلى قبولِها لدى المولى عزّ وجل.

وليس الباعث في عرف الشريعة الإسلامية إلاّ ( النيّة ) المحفّزة على الأعمال، فمتى استهدفت الإخلاص للّه تعالى، وصَفَت مِن كدر

_____________________

(١)، (٢) البحار م ١٥ ص ٨٧ عن عدّة الداعي لابن فهد.

(٣) البحار م ١٥ ص ٨٥ عن الأمالي والتوحيد للصدوق.

(٤) الوافي ج ١٤ ص ٥٤ في وصيّة النّبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله لأبي ذر.

١٢٧

الرياء نبلت وسعدت بشرف رضوان اللّه وقبوله، ومتى شابها الخِداع والرياء، باءت بسخَطِه ورفْضِه.

لذلك كان الإخلاص حجَراً أساسيّاً في كيان العقائد والشرائع، وشرطاً واقعيّاً لصحّة الأعمال، إذ هو نظام عقدها، ورائدها نحو طاعة اللّه تعالى ورضاه.

وناهيك في فضل الإخلاص أنّه يُحرّر المرء من إغواء الشيطان وأضاليله:( فَبِعِزَّتِكَ لأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ ) .

عوائق الإخلاص:

وحيث كان الإخلاص هو المنار الساطع، الذي ينير للناس مناهج الطاعة الحقّة، والعبوديّة الصادقة، كان الشيطان ولوعاً دؤوباً على إغوائهم وتضليلهم بصنوف الأماني والآمال الخادعة: كحب السمعة والجاه، وكسب المحامد والأمجاد، وتحرّي الأطماع المادّيّة التي تمسخ الضمائر وتمحق الأعمال، وتذرها قفراً يباباً من مفاهيم الجمال والكمال وحلاوة العطاء.

وقد يكون إيحاء الشيطان بالرياء هامساً خفيفاً ماكراً، فيمارس الانسان الطاعة والعبادة بدافع الإخلاص، ولو محصها وأمعن فيها وجدها مشوبةً بالرياء. وهذا مِن أخطر المزالق، وأشدّها خفاءً وخداعاً. ولا يتجنّبها إلاّ الأولياء الأفذاذ.

كما حُكي عن بعضهم أنّه قال: ( قضَيت صلاةَ ثلاثين سنة كنت

١٢٨

صلّيتها في المسجد جماعة في الصفّ الأوّل، لأنّي تأخّرت يوماً لعُذرٍ، وصلّيت في الصفّ الثاني، فاعترتني خَجْلةٌ مِن الناس، حيث رأوني في الصفّ الثاني، فعرفت أنّ نظر الناس إليّ في الصفّ الأوّل كان يسرّني، وكان سبب استراحة قلبي.

نعوذ باللّه مِن سُبات الغفلة، وُخِدَع الرياء والغرور. من أجل ذلك يحرص العارفون على كتمان طاعاتهم وعباداتهم، خَشية من تلك الشوائب الخفيّة.

فقد نُقل: أنّ بعض العبّاد صام أربعين سنة لم يعلَم به أحد مِن الأباعد والأقارب، كان يأخذ غذاءه فيتصدّق به في الطريق، فيظنّ أهله أنّه أكل في السوق، ويظنّ أهل السوق، أنّه أكل في البيت.

كيف نكسب الإخلاص:

بواعث الإخلاص ومحفّزاته عديدة تلخصّها النقاط التالية:

١ - استجلاء فضائل الإخلاص السالفة، وعظيم آثاره في دنيا العقيدة والإيمان.

٢ - إنّ أهمّ بواعث الرياء وأهدافه استثارة إعجاب الناس، وكسب رضاهم، وبديهي أنّ رضا الناس غايةٌ لا تُدرك، وأنّهم عاجزون عن إسعاد أنفسهم، فضلاً عن غيرهم، وأنّ المُسعِد الحقّ هو اللّه تعالى الذي بيده أزِمّة الأُمور، وهو على كلّ شيء قدير، فحريٌّ بالعاقل أنْ يتّجه

١٢٩

إليه ويخلص الطاعة والعبادة له.

٣ - إنّ الرياء والخِداع سرعان ما ينكشفان للناس، ويسفران عن واقع الإنسان، ممّا يفضح المرائي ويعرضه للمقت والازدراء.

ثوب الرياء يشفّ عمّا تحته

فإذا التحفتَ به فإنّك عاري

فعلى المرء أنْ يتّسم بصدق الإخلاص، وجمال الطوية، ليكون مثلاً رفيعاً للاستقامة والصلاح.

فقد جاء في الآثار السالفة: ( إنْ رجلاً مِن بني إسرائيل قال: لأعبدنّ اللّه عبارة أُذكَر بها، فمكث مدّةً مبالِغاً في الطاعات، وجعَل لا يمرّ بملأٍ من الناس إلاّ قالوا: متصنّعٍ مراءٍ، فأقبل على نفسه وقال: قد أتعبت نفسك، وضيّعت عُمرك في لا شيء، فينبغي أنْ تعمل للّه سُبحانه، وأخلص عمله للّه، فجعل لا يمرّ بملأٍ من الناس إلاّ قالوا ورعٍ تقيّ ).

١٣٠

الرياء

وهو: طلب الجاه والرِّفعة في نفوس الناس، بمراءاة أعمال الخير.

وهو مِن أسوأ الخصال، وأفظع الجرائم، الموجبة لعناء المرائي وخسرانه ومقته، وقد تعاضدت الآيات والأخبار على ذمّه والتحذير منه.

قال تعالى في وصف المنافقين:( يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلاَّ قَلِيلاً ) (١).

وقال تعالى:( فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً ) (٢).

وقال سبحانه:( كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ ) (٣) .

وقال الصادقعليه‌السلام : ( كلّ رياء شِرك، أنّه مَن عمِل للناس كان ثوابه على الناس، ومَن عمِل للّه كان ثوابه على اللّه )(٤).

وقالعليه‌السلام : ( ما مِن عبدٍ يُسِرُّ خيراً، إلاّ لم تذهب الأيّام

_____________________

(١) النساء: ١٤٢.

(٢) الكهف: ١١٠.

(٣) البقرة: ٢٦٤.

(٤) الوافي ج ٣ ص ١٣٧ عن الكافي.

١٣١

حتّى يُظهِر اللّه له خيراً، وما مِن عبدٍ يُسِرُّ شرَّاً إلاّ لم تذهب الأيّام حتّى يُظهِر له شرَّاً )(١).

وعنهعليه‌السلام قال: قال رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ( سيأتي على الناس زمانٌ تخبث فيه سرائرهم، وتحسن فيه علانيتهم، طمَعاً في الدنيا، لا يُريدون به ما عند ربِّهم، يكون دينهم رياءاً، لا يُخالطهم خوف، يعمّهم اللّه بعقاب فيدعونه دعاءَ الغريق فلا يستجيب لهم )(٢).

وعن موسى بن جعفر عن آبائهعليهم‌السلام قال: قال رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ( يؤمَر برجال إلى النار، فيقول اللّه جلّ جلاله لمالك: قل للنار لا تحرق لهم أقداماً، فقد كانوا يمشون إلى المساجد، ولا تحرق لهم وجهاً، فقد كانوا يسبغون الوضوء، ولا تحرق لهم أيدِيَاً، فقد كانوا يرفعونها بالدعاء، ولا تحرق لهم ألسُناً، فقد كانوا يُكثرون تلاوة القرآن. قال: فيقول لهم خازن النار: يا أشقياء ما كان حالكم ؟ قالوا: كنّا نعمل لغير اللّه عزّ وجل فقيل لنا خذوا ثوابكم ممّن عملتم له )(٣).

_____________________

(١) الوافي الجزء الثالث ص ١٤٧ عن الكافي.

(٢) الوافي الجزء الثالث ص ١٤٧ عن الكافي، ودعاء الغريق: أي كدعاء المشرف على الغرق، فإنّ الاخلاص والانقطاع فيه إلى اللّه عزّ وجل أكثر من سائر الأدعية.

(٣) البحار م ١٥ بحث الرياء ص ٥٣ عن عِلل الشرائع وثواب الاعمال.

١٣٢

أقسام الرياء

ينقسم الرياء أقساماً تُلخّصها النقاط التالية:

١ - الرياء بالعقيدة: بإظهار الايمان وإسرار الكُفر، وهذا هو النفاق وهو أشدّها نُكراً وخطَراً على المسلمين ؛ لخفاء كيده، وتستّره بظلام النفاق.

٢ - الرياء بالعبادة مع صحّة العقيدة:
وذلك بممارسة العبادات أمام ملأ الناس، مراءاةً لهم، ونبذها في الخَلوة والسرّ، كالتظاهر بالصلاة، والصيام، وإطالة الركوع والسجود والتأنّي بالقراءة والأذكار وارتياد المساجد، وشهود الجماعة، ونحوه من صور الرياء، في صميم العبادة أو مكمّلاتها، وهنا يغدو المُرائي أشدُّ إثماً مِن تارك العبادة، لاستخفافه باللّه عزّ وجل، وتلبيسه على الناس.

٣ - الرياء بالأفعال: كالتظاهر بالخشوع، وتطويل اللحية، ووسم الجبهة بأثر السجود، وارتداء الملابس الخشنة ونحوه من مظاهر الزهد والتقشّف الزائفة.

٤ - الرياء بالأقوال: كالتشدّق بالحكمة، والمراءاة بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والتذكير بالثواب والعقاب مداجاةً وخداعاً.

دواعي الرياء:

للرياء أسباب ودواع نُجملها فيما يلي:

١ - حُب الجاه: وهو مِن أهمّ أسباب المراءاة ودواعيه.

١٣٣

٢ - خوف النقد: وهو دافع على المراءاة بالعبادة، وأعمال الخير، خشية من قوارص الذم والنقد.

٣ - الطمع: وهو من محفّزات الرياء وأهدافه التي يستهدفها الطامعون، إشباعاً لأطماعهم.

٤ - التستّر: وهو باعث على تظاهر المجرمين بمظاهر الصلاح المزيفة، إخفاءاً لجرائمهم، وتستّراً عن الأعيُن.

ولا ريب أنّ تلك الدواعي هي من مكائد الشيطان، وأشراكه الخطيرة التي يأسر بها الناس، أعاذنا اللّه منها جميعاً.

حقائق:

ولا بدّ من استعراض بعض الحقائق والكشف عنها إتماماً للبحث:

١ - إختلفت أقوال المحقّقين، في أفضليّة اخفاء الطاعة أو اعلانها.

ومجمل القول في ذلك، إنّ الأعمال بالنيات، وأنّ لكلّ امرئ ما نوى، فما صفا مِن الرياء فسَواء إعلانه أو إخفاؤه، وما شابه الرياء فسيّان إظهاره أو إسراره.

وقد يُرجّح الإسرار أحياناً للذين لا يُطيقون مدافعة الرياء لشدّة بواعثه في الإعلان. كما يُرجّح إعلان الطاعة، إنْ خلُصت من شوائب الرياء، وقُصِد به غرضٌ صحيح، كالترغيب في الخير والحثّ على الاقتداء.

٢ - ومَن استهدف الإخلاص في طاعته وعبادته، ثُمّ اطلع الناس

١٣٤

عليها، وُسرّ باطلاعهم واغتبط، فلا يقدح ذلك في إخلاصه، إنْ كان سروره نابعاً عن استشعاره بلطف اللّه تعالى، وإظهار محاسنه والستر على مساوئه تكرماً منه عزّ وجل.

وقد سئل الامام الباقرعليه‌السلام عن الرجل يعمل الشيء مِن الخير فيراه إنسانٌ فيسرّه ذلك، فقال: ( لا بأس، ما مِن أحدٍ إلاّ وهو يحبُّ أنْ يظهر اللّه له في الناس الخير، اذا لم يكن صنع ذلك لذلك )(١).

٣ - وحيث كان الشيطان مجدّاً في إغواء الناس، وصدّهم عن مشاريع الخير والطاعة، بصنوف الكيد والإغواء، لزِم الحذر والتوقّي منه، فهو يُسوّل للناس ترك الطاعة ونبذ العبادة، فإنْ عجَز عن ذلك أغراهم بالرياء، وحبّبه إليهم، فإنْ أخفَق في هذا وذاك، ألقى في خُلدِهم أنّهم مراؤون وأعمالهم مشوبةٌ بالرياء، ليسوّل لهم نبذها وإهمالها.

فيجب والحالة هذه طرده، وعدم الاكتراث بخِدَعه ووَساوِسه، إذ المخلص لا تضرّه هذه الخواطر والأوهام.

فعن الصادق عن أبيهعليهما‌السلام : إنّ النبيّ قال: ( اذا أتى الشيطان أحدكم وهو في صلاته فقال: إنّك مرائي، فليُطل صلاته ما بدا له، ما لم يفته وقت فريضة، واذا كان على شيء من أمر الآخرة فليتمكث ما بدا له، واذا كان علي شيء من أمر الدنيا فليسترح...)(٢) .

_____________________

(١) الوافي ج ٣ ص ١٤٨ عن الكافي.

(٢) البحار م ١٥ ص ٥٣ عن قرب الإسناد.

١٣٥

مساوئ الرياء:

الرياء من السجايا الذميمة، والخِلال المقيتة، الدالّة على ضِعة النفس، وسُقم الضمير، وغباء الوعي، إذ هو الوسيلة الخادعة المُدجَلة التي يتّخذها المتلوّنون والمنحرفون ذريعةً لأهدافهم ومآربهم، دونَما خجَلٍ واستحياءٍ مِن هوانِها ومناقضتها لصميم الدين والكرامة والإباء.

وحسبُ المرائي ذمّاً أنّه اقترف جُرمين عظيمين:

تحدّى اللّه عزّ وجل، واستخفّ بجلاله، بإيثار عباده عليه في الزلفى والتقرّب، ومخادعة الناس والتلبّس عليهم بالنفاق والرياء.

ومثَل المرائي في صفاقته وغبائه، كمَن وقَف إزاء ملِكٍ عظيم مظهِراً له الولاء والإخلاص، وهو رغم موقفه ذلك يخاتل الملِك بمغازلة جواريه أو استهواء غِلمانه.

أليس هذا حريّاً بعقاب الملك ونكاله الفادحين على تلصصه واستهتاره.

ولا ريب أنّ المرائي أشدّ جرماً وجنايةً من ذلك، لاستخفافه باللّه عزّ وجل، ومخادعة عبيده. والمرائي بعد هذا حليف الهم والعناء، يستهوي قلوب الناس، ويتملق رضاهم، ورضاهم غاية لا تنال، فيعود بعد طول المعاناة خائباً، شقيّاً، سليب الكرامة والدين.

ومن الثابت أنّ سوء السريرة سرعان ما ينعكس على المرء، ويكشف واقعه، ويبوء بالفضيحة والخُسران.

١٣٦

ومهما تكن عند امرئ من خليقة وإن خالها تخفى على الناس تُعلم

وقد أعرب النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله عن ذلك قائلاً: ( مَن أسرّ سريرةً ردّأه اللّه رِداءها، إنْ خيراً فخير، وإنْ شرَّاً فشر )(١).

علاج الرياء:

وبعد أنْ عرفنا طرَفاً مِن مساوئ الرياء، يجدر بنا أنْ نعرض أهمّ النصائح الأخلاقيّة في علاجه وملافاته، وقد شرحت في بحث الإخلاص طرفاً من مساوئ الرياء ومحاسن الإخلاص فراجعه هناك.

علاج الرياء العمَلي:

وذلك برعاية النصائح المجملة التالية:

١ - محاكمة الشيطان، وإحباط مكائده ونزعاته المرائيّة، بأُسلوب منطقي يقنع النفس، ويرضي الوجدان.

٢ - زجر الشيطان وطرد هواجسه في المراءاة، طرداً حاسماً، والاعتماد على ما انطوى عليه المؤمن من حبّ الاخلاص، ومقت الرياء.

٣ - تجنب مجالات الرياء ومظاهره، وذلك باخفاء الطاعات والعبادات وسترها عن ملأ الناس، ريثما يثق الإنسان بنفسه، ويحرز فيها الاخلاص.

_____________________

(١) الوافي ج ٣ ص ١٤٧ من خبر عن الكافي.

١٣٧

ومِن طرائف الرياء والمرائين ماقيل:

إنّ أعرابيّاً دخل المسجد، فرأى رجلاً يُصلّي بخشوعٍ وخضوع، فأعجبه ذلك، فقال له: نعم ما تُصلّي.

قال: وأنا صائم، فإنّ صلاة الصائم، تَضعُف صلاةَ المفطر.

فقال له الأعرابي: تفضّل واحفظ ناقتي هذه، فإنّ لي حاجةً حتّى أقضيها. فخرج لحاجته، فركب المصلّي ناقته وخرَج، فلمّا قضى الأعرابي حاجته، رجع ولم يجد الرجل ولا الناقة، وطلبه فلم يقدر عليه، فخرج وهو يقول:

صلّى فأعجبني وصام فرامني

منح القَلُوص عن المصلّي الصائم

وصلّى أعرابيّ فخفّف صلاته، فقام إليه عليّعليه‌السلام بالدرّة وقال: ( أعِدْها )، فلمّا فرغ، قال: ( أهذه خير أم الأولى ؟) قال: بل الأُولى، قال: ( ولِمَ )، قال: لأنّ الأُولى للّه وهذه للّدرة.

١٣٨

العُجُب

وهو استعظام الإسنان نفسه، لاتّصافه بخِلّةٍ كريمة، ومزيّةٍ مشرّفة، كالعِلم والمال والجاه والعمَل الصالح.

ويتميّز العجُب عن التكبّر، بأنّه استعظام النفس مجرّداً عن التعالي على الغير، والتكبّر هما معاً.

والعُجُب من الصفات المَقيتة، والخلال المنفّرة، الدّالة على ضعة النفس، وضيق الأفق، وصفاقة الأخلاق، وقد نهت الشريعة عنه، وحذّرت منه.

قال تعالى:( فَلا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى ) (١) .

وقال الصادقعليه‌السلام : ( من دخله العُجب هلك )(٢)

وعنهعليه‌السلام قال: ( قال إبليس ( لعنَه اللّه ) لجنوده: اذا استمكنت مِن ابن آدَم في ثلاث لم أُبال ما عمَل، فإنّه غير مقبولٍ منه، إذا استكثر عمَله، ونسيَ ذنبه، ودخلَه العُجُب )(٣).

_____________________

(١) النجم: ٣٢.

(٢) الوافي ج ٣ ص ١٥١ عن الكافي.

(٣) البحار م ١٥ ج ٣ موضوع العجب بالأعمال عن الخصال للصدوق.

١٣٩

وقال الباقرعليه‌السلام : ( ثلاثٌ هن قاصمات الظهر: رجلٌ استكثر عمله، ونسي ذنوبه، وأعجب برأيه )(١).

وقال الصادقعليه‌السلام : ( أتى عالمٌ عابداً فقال له: كيف صلاتك ؟ فقال: مثلي يُسأل عن صلاته ؟ وأنا أعبُد اللّه تعالى مُنذ كذا وكذا، قال: فكيف بكاؤك ؟ قال: أبكي حتّى تجري دموعي. فقال له العالِم: فإنّ ضحكك وأنت خائف خير ( أفضل خ ل ) مِن بكائك وأنت مُدِل، إنّ المدل لا يصعّد مِن عمله شيء )(٢) .

وعن أحدهماعليهما‌السلام ، قال: ( دخل رجُلان المسجد أحدهما عابدٌ والآخر فاسق، فخرجا من المسجد، والفاسق صدّيق، والعابد فاسق، وذلك: أنّه يدخل العابد المسجد مدلاًّ بعبادته، يُدِلّ بها، فيكون فكرته في ذلك، ويكون فكرة الفاسق في الندم على فسقه، ويستغفر اللّه تعالى لما ذَكَرَ من الذنوب )(٣).

وعن أبي عبد اللّه عن آبائهعليهم‌السلام قال: ( قال رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله : لولا أنّ الذنب خيرٌ للمؤمن من العجُب، ما خلّى اللّه بين عبده المؤمن وبين ذنبٍ أبداً )(٤).

والجدير بالذكر: أنّ العُجُب الذميم هو استكثار العمَل الصالح،

_____________________

(١) البحار م ١٥ ج ٣ موضوع العجُب بالأعمال عن الخصال للصدوق.

(٢) الوافي ج ٣ ص ١٥١ عن الكافي.

(٣) الوافي ج ٣ ص ١٥١ عن الكافي.

(٤) البحار م ١٥ ج ٣ بحث العجُب عن أمالي أبي عليّ ابن الشيخ الطوسي.

١٤٠

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

قتادة(١) الحراني، عن عبد الله بن يونس، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه قال في حديث في صفات المؤمن: « هشّاش بشّاش، لا بعبّاس ولا بجبّاس(٢) » الخبر.

٧ -( باب استحباب استفادة الإخوان والأصدقاء، والألفة بهم، وقبول العتاب)

[٩٥٥٤] ١ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله بن محمد، أخبرنا محمد بن محمد، قال: حدثني موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا أبي عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جدّه علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام ، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : من استفاد أخاً في الله تعالى، زوّجه الله حوراء، فقالوا: يا رسول الله، وإن واخى أحدنا في اليوم سبعين أخاً؟ قال: إي والذي نفسي بيده، لو آخى ألفاً لزوجّه الله تعالى ألفاً ».

ورواه السيد الراوندي بإسناده، عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : مثله(١) .

__________________

(١) في المصدر: قثم أبي قتادة، والظاهر هو الصحيح « راجع معجم رجال الحديث ج ١٤ ص ٧٦ ».

(٢) الجبس: الجامد من كلّ شئ، الثقيل الروح (لسان العرب ج ٦ ص ٣٤).

الباب ٧

١ - الجعفريات ص ١٩٥.

(١) نوادر الراوندي ص ١٢ باختلاف يسير.

٣٢١

٩٥٥٥ ] ٢ - الشيخ المفيد في مجالسه: عن عمر بن محمد الزيّات، عن علي بن مهرويه، عن داود بن سليمان، عن الرضاعليه‌السلام ، قال: « من استفاد أخاً [ في الله ](١) فقد استفاد بيتاً في الجنة ».

[٩٥٥٦] ٣ - ابن الشيخ الطوسي في أماليه: عنهعليه‌السلام : مثله.

وفي الاختصاص(١) : عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، قال: « ومن جدّد أخاً في الإسلام، بنى الله له برجاً في الجنة من جوهرة ».

[٩٥٥٧] ٤ - العلامة الكراجكي في كنزه: نشد لأمير المؤمنينعليه‌السلام :

« وليس كثيراً ألف خلّ وصاحب

وإن عدوّاً واحداً لكثير »

[٩٥٥٨] ٥ - القطب الراوندي في لبّ اللباب: عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، قال: « ما أحدث عبد أخاً في الله، إلّا أحدث الله له درجة في الجنة ».

[٩٥٥٩] ٦ - وقال علي بن أبي طالبعليه‌السلام : « عليكم بالإخوان، فإنّهم عدة في الدنيا والآخرة، ألا تسمعون إلى قوله تعالى:( فَمَا لَنَا مِن شَافِعِينَ، وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ ) (١) ».

__________________

٢ - أمالي المفيد ص ٣١٦ ح ٨.

(١) أثبتناه من المصدر.

٣ - أمالي الطوسي ج ١ ص ٨٢.

(١) الاختصاص ص ٢٢٨.

٤ - كنز الكراجكي ص ٣٦.

٥ - لبّ اللباب: مخطوط.

٦ - لبّ اللباب: مخطوط.

(١) الشعراء ٢٦: ١٠٠ و ١٠١.

٣٢٢

٨ -( باب استحباب صحبة العاقل الكريم، اجتناب الأحمق اللئيم)

[٩٥٦٠] ١ - فقه الرضاعليه‌السلام : « ولا عليك أن تصحب ذا العقل، فإن لم تحمد بكرمه(١) انتفع بعقله(٢) واحترس من سئ الأخلاق، ولا تدع صحبة الكريم وإن لم تحمد عقله، ولكن تنتفع بكرمه بعقلك، وفرّ الفرار كلّه من الأحمق اللئيم ».

٩ -( باب استحباب اجتماع الإخوان، ومحادثتهم)

[٩٥٦١] ١ - الشيخ المفيد في الإختصاص: عن إبراهيم بن عمر اليماني، عن عبد الأعلى مولى آل سام، عن أبي عبد الله الصادقعليه‌السلام ، قال: سمعته يقول لخيثمة « يا خيثمة، اقرأ موالينا السلام وأوصهم بتقوى الله العظيم، وأن يعدو غنيّهم على فقيرهم، وقويّهم على ضعيفهم، وأن تشهد أحياؤهم جنائز موتاهم، وأن يتلاقوا في بيوتهم، فإن لقاءهم حياة لأمرنا، ثم رفع يده فقال: رحم الله من أحيا أمرنا ».

[٩٥٦٢] ٢ - وفي الأمالي: عن الشريف الصالح أبي محمد الحسن بن حمزة

__________________

الباب ٨

١ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٤٨، عنه في البحار ج ٧٤ ص ١٨٧ ح١٢.

(١) في المصدر: كرمه.

(٢) في المصدر: بكرمه.

الباب ٩

١ - الاختصاص ص ٢٩.

٢ - أمالي المفيد ص ٣٢٨ ح ١٣.

٣٢٣

(رحمه الله)، قال: حدثني أبو الحسن علي بن الفضل، قال: حدّثني أبو تراب عبيد الله بن موسى، قال: حدّثني أبو القاسم عبد العظيم بن عبد الله الحسني (رحمه الله)، قال: سمعت أبا جعفر محمد بن علي بن موسىعليهم‌السلام ، يقول: « ملاقاة الإخوان نشرة(١) ، وتلقيح للعقل، وإن كان نزراً قليلاً ».

[٩٥٦٣] ٣ - عماد الدين الطبري في بشارة المصطفى: عن ابن شيخ الطائفة، عن أبيه، عن المفيد، عن جعفر بن قولويه، عن القاسم بن محمد، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن جده، عن عبد الله بن حماد الأنصاري، عن جميل بن درّاج، عن معتب مولى أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سمعته يقول لداود بن سرحان: « يا داود، أبلغ مواليّ عني السلام، وإنّي أقول: رحم الله عبداً اجتمع مع آخر، فتذاكرا أمرنا، فإنّ ثالثهما ملك يستغفر لهما، وما اجتمعتم فاشتغلوا بالذكر، فإنّ في اجتماعكم ومذاكرتكم إحياء لأمرنا، وخير الناس من بعدنا من ذاكر بأمرنا، وعاد إلى ذكرنا ».

[٩٥٦٤] ٤ - الجعفريات: بإسناده عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جدّه علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام ، قال: « ثلاث راحات للمؤمن: لقاء الإخوان » الخبر.

[٩٥٦٥] ٥ - دعائم الاسلام: عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، أنه أوصى

__________________

(١) النشرة: ما يكشف الداء ويزيله، ويبعث الحياة (لسان العرب ج ٥ ص ٢٠٩).

٣ - بشارة المصطفى ص ١١٠.

٤ - الجعفريات ص ٢٣١.

٥ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٦٢.

٣٢٤

بعض شيعته، فقال: « أما والله أنكم لعلى دين الله - إلى أن قالعليه‌السلام - رحم الله امرءاً أحيا أمرنا، فقيل: وما إحياء أمركم يا بن رسول الله؟ فقال: تذكرونه عند أهل العلم والدين واللّبّ ».

[٩٥٦٦] ٦ - كتاب جعفر بن محمد بن شريح الحضرمي: عن أبي الصباح، عن خيثمة الجعفي، عن أبي جعفرعليه‌السلام ، قال: أردت أن أودعه، فقال: « يا خيثمة، أبلغ موالينا السلام، وأوصهم بتقوى الله، وأوصهم أن يعود غنيّهم على فقيرهم [ وقويهم على ضعيفهم ](١) وأن يشهد حيّهم جنازة ميّتهم، وأن يتلاقوا في بيوتهم، فإنّ لقاء بعضهم بعضاً في بيوتهم حياة لأمرنا، رحم الله عبداً أحيا أمرنا » الخبر.

١٠ -( باب استحباب صحبة خيار الناس، والقديم من الأصدقاء، واجتناب صحبة شرارهم والحذر حتى من أوثقهم)

[٩٥٦٧] ١ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمد، حدثني موسى، قال: حدثني أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جدّه علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام ، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : المرء على دين من يحال، فليتقّ الله المرء، ولينظر من يحال(١) ».

__________________

٦ - كتاب جعفر بن محمد بن شريح الحضرمي ص ٧٩.

(١) أثبتناه من المصدر.

الباب ١٠

١ - الجعفريات ص ١٤٨.

(١) استظهر المصنف (قده) في الموضعين « يخالل ».

٣٢٥

[٩٥٦٨] ٢ - أبو القاسم الكوفي في كتاب الأخلاق: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، أنّه قال: « المؤمنون كأسنان المشط، يتساوون في الحقوق بينهم، ويتفاضلون بأعمالهم، والمرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل ».

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : « اختبروا الناس بأخدانهم، فإنّما يخادن الرجل من يعجبه نحوه(١) ».

[٩٥٦٩] ٣ - نهج البلاغة: في وصية أمير المؤمنين لولده الحسنعليهما‌السلام : « قارن أهل الخير تكن منهم، وباين أهل الشر تبن عنهم ».

[٩٥٧٠] ٤ - البحار، عن أعلام الدين للديلمي: عن جابر بن عبد الله، عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، قال: « لا تجلسوا إلّا عند كلّ عالم يدعوكم من خمس إلى خمس: من الشكّ إلى اليقين، ومن الرياء إلى الإخلاص، ومن الرغبة إلى الرهبة، ومن الكبر إلى التواضع، ومن الغش إلى النصيحة ».

[٩٥٧١] ٥ - الكراجكي في كنزه: روي أن سليمانعليه‌السلام ، قال: « لا تحكموا على رجل بشئ حتى تنظروا إلى من يصاحب، فإنّما يعرف الرجل بأشكاله وأقرانه، وينسب إلى أصحابه وأخدانه ».

__________________

٢ - الأخلاق:

(١) النحو: القصد والطريق يكون ظرفاً ويكون اسماً. (لسان العرب ج ١٥ ص ٣٠٩).

٣ - نهج البلاغة ج ٣ ص ٥٨ ح ٣١.

٤ - البحار ج ٧٤ ص ١٨٨.

٥ - كنز الفوائد ص ٣٦.

٣٢٦

[٩٥٧٢] ٦ - الشيخ المفيد في الإختصاص: عن أمير المؤمنين (عليه الاسلام)، قال: « جمع خير الدنيا والآخرة في كتمان السر، ومصادقة الأخيار، وجمع الشرّ فالإذاعة، ومؤاخاة الأشرار ».

[٩٥٧٣] ٧ - الصدوق في صفات الشيعة: عن أحمد بن محمد بن يحيى العطار، عن سعد بن عبد الله، عن إبراهيم بن هاشم، عن ابن أبي نجران، عن عاصم بن حميد، عن محمد بن قيس، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر، عن أبيه، عن جده، قال: « قال أميرالمؤمنينعليهم‌السلام : مجالسة الأشرار تورث سوء الظنّ بالأخيار: ومجالسة الأخيار تلحق الأشرار بالأخيار، (ومجالسة الأبرار للفجّار)(١) تلحق الفجار بالأبرار، فمن اشتبه عليكم أمره، ولم تعرفوا دينه، فانظروا إلى خلطائه، فإن كانوا أهل دين الله، فهو على دين الله، وإن كانوا على غير دين الله، فلا حظ له في دين الله ».

[٩٥٧٤] ٨ - الشيخ الكشي في الرجال: روى علي بن جعفر، عن أبيه، عن جده، عن علي بن الحسينعليهم‌السلام ، أنّه كان يقول لبنيه: « جالسوا أهل الدين والمعرفة، فإن لم تقدروا عليهم فالوحدة آنس وأسلم، فإن أبيتم إلّا مجالسة الناس، فجالسوا أهل المروّات، فإنّهم لا يرفثون في مجالسهم ».

[٩٥٧٥] ٩ - ثقة الاسلام في الكافي: عن علي بن إبراهيم رفعه، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، أنه قال في حديث في أصناف طلبة العلم:

__________________

٦ - اختصاص المفيد ص ٢١٨.

٧ - صفات الشيعة ص ٦ ح ٩، وعنه في البحار ج ٧٤ ص ١٩٧.

(١) في المصدر: ومجالسة الفجار الأبرار.

٨ - رجال الكشي ج ٢ ص ٧٨٨ ح ٩٥٤.

٩ - أصول الكافي ج ١ ص ٣٩ ح ٥.

٣٢٧

« وصاحب العقل والفقه، ذو كآبة وحزن - إلى أن قالعليه‌السلام - عارفاً بأهل زمانه، مستوحشاً من أوثق إخوانه » الخبر.

١١ -( باب استحباب قبول النصح، وصحبة الإنسان من يعرّفه عيبه نصحاً، لا من يستره عنه غشاً)

[٩٥٧٦] ١ - الحسن بن علي بن شعبة في تحف العقول: عن أبي جعفر الثانيعليه‌السلام ، قال: « المؤمن يحتاج إلى (ثلاث خصال)(١) : توفيق من الله عزّوجلّ، وواعظ من نفسه، وقبول ممّن ينصحه ».

[٩٥٧٧] ٢ - وعن أبي الحسن الثالثعليه‌السلام ، أنه قال لبعض مواليه: « عاتب فلاناً، وقل له: إن الله إذا أراد بعبد خيراً إذا عوتب(١) قبل ».

[٩٥٧٨] ٣ - الشيخ المفيد في الإختصاص: عن الصادقعليه‌السلام ، أنه قال: « أحبّ إخواني إليّ، من أهدى إليّ عيوبي ».

١٢ -( باب استحباب مصادقة من يحفظ صديقه ولا يسلمه)

[٩٥٧٩] ١ - الطبرسي في المشكاة: عن الصادقعليه‌السلام ، أنه

__________________

الباب ١١

١ - تحف العقول ص ٣٤٠.

(١) ليس في المصدر.

٢ - تحف العقول ص ٣٦٠.

(١) في المصدر: عوقب.

٣ - الاختصاص ص ٢٤٠.

الباب ١٢

١ - مشكاة الأنوار ص ٨٣.

٣٢٨

قال: « الصداقة محدودة، ومن لم تكن فيه تلك الحدود، فلا تنسبه إلى كمال الصداقة، ومن لم يكن فيه شئ من تلك الحدود، فلا تنسبه إلى شئ من الصداقة، أوّلها: أن تكون سريرته وعلانيته لك واحدة، والثانية: أن يرى زينك زينه وشينك شينه، والثالثة: أن لا يغيّره عنك(١) مال، ولا ولاية، والرابعة: أن لا يمنعك شيئاً ممّا تصل إليه مقدرته، والخامسة: أن لا يسلمك عند النكبات ».

[٩٥٨٠] ٢ - وقال الصادقعليه‌السلام ، لبعض أصحابه: « من غضب عليك من إخوانك ثلاث مرّات، فلم يقل فيك شرّاً، فاتخذه لنفسك صديقاً ».

[٩٥٨١] ٣ - الشيخ المفيد في الإختصاص: قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : « إن الذين تراهم لك أصدقاء، إذا بلوتهم وجدتهم على طبقات شتّى، فمنهم كالأسد في عظم الأكل وشدة الصلاة، ومنهم كالذئب في المضرّة، ومنهم كالكلب في البصبصة، ومنهم كالثعلب في الروّغان، والسرقة صورهم مختلفة والحرفة واحدة، ما تصنع غداً إذا تركت فرداً وحيداً، لا أهل لك ولا ولد، إلّا الله ربّ العالمين ».

[٩٥٨٢] ٤ - عماد الدين الطبري في بشارة المصطفى: عن أبي البقاء إبراهيم بن الحسين، عن أبي طالب محمد بن الحسن، عن أبي الحسن محمد بن الحسين، عن محمد بن وهبا أن، عن علي بن أحمد، عن

__________________

(١) ليس في المصدر.

٢ - مشكاة الأنوار، لم نعثر عليه في مظانه، ورواه في البحار ج ٧٤ ص ١٧٣ ح ٢ عن أمالي الصدوق ص ٥٣٢ ح ٧ وكذلك الحديث الذي قبله.

٣ - الاختصاص ص ٢٥٢.

٤ - بشارة المصطفى ص ٢٦.

٣٢٩

أحمد بن المفضل، عن راشد بن علي، عن عبد الله بن حفص(١) ، عن محمد بن إسحاق، عن سعيد بن زيد بن أرطأة، عن كميل بزياد، عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، في وصيّته له: « يا كميل ومن أخوك؟ أخوك الذي لا يخذلك عند الشدة، ولا يغفل(٢) عنك عند الجريرة، ولا يدعك حتى تسأله، ويتركك وأمرك حتى تعلمه(٣) » الوصيّة.

[٩٥٨٣] ٥ - الشيخ الطوسي في أماليه: عن جماعة، عن أبي المفضل، عن الحسن بن علي بن زكريا، عن سليمان بن داود، عن سفيان بن عيينة، قال: سمعت جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، يقول في مسجد الخيف: « إنّما سمّوا إخواناً لنزاهتهم عن الخيانة، وسمّوا أصدقاء لأنهم تصادقوا(١) حقوق المودّة ».

١٣ -( باب استحباب مواساة الإخوان بعضهم لبعض)

[٩٥٨٤] ١ - البحار، عن كتاب عتيق لبعض أصحابنا في الفضائل: حدثنا أحمد بن عبيد الله، قال: حدثنا سليمان بن أحمد، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا محمد بن إبراهيم بن محمد الموصلي، قال: أخبرني أبي، عن خالد، عن جابر بن يزيد الجعفي.

__________________

(١) كان في المخطوط « جهض » وهو تصحيف، وصوابه ما أثبتاه من المصدر، راجع تقريب التهذيب ج ١ ص ٤١٩ ح ٢٥٨.

(٢) في نسخة: ولا يقعد (منه قدّه).

(٣) في المصدر: يعلمه.

٥ - أمالي الطوسي ج ٢ ص ٢٢٢.

(١) في المصدر: يصادقوا.

باب ١٣

١ - البحار ٢٦ ص ١٧.

٣٣٠

وقال: وحدثنا أبو سليمان أحمد، قال: حدثنا محمد بن سعيد، عن أبي سعيد سهل بن زياد، قال: حدثنا محمد بن سنان، عن جابر يزيد الجعفي - في حديث طويل - أنه قال: قلت لعلي بن الحسينعليهما‌السلام : يا ابن رسول الله، هل بعد ذلك شئ يقصرهم؟ قالعليه‌السلام : « نعم، إذا قصّروا في حقوق إخوانهم، ولم يشاركوهم في أموالهم، ولم يشاوروهم في سرّ أمورهم وعلانيتهم، واستبدوا بحطام الدنيا دونهم، فهنالك يسلب المعروف ويسلخ من دونه سلخاً، ويصيبه من آفات هذه الدنيا وبلائها، ما لا يطيقه ولا يحتمله من الأوجاع، في نفسه، وذهاب ماله، وتشتت شمله، لما قصّر في بر إخوانه ».

قال جابر: فاغتممت والله غمّاً شديداً، وقلت: يا ابن رسول الله، ما حق المؤمن على أخيه المؤمن؟ قال: « يفرح لفرحه إذا فرح، ويحزن [ لحزنه ](١) إذا حزن، وينفذ أُموره كلّها فيحصلها، ولا يغتم لشئ من حطام الدنيا الفانية إلّا واساه، حتى يجريان في الخير والشرّ في قرن(٢) واحد » قلت [ يا ](٣) سيدي فكيف أوجب الله كلّ هذا للمؤمن على أخيه المؤمن؟ قالعليه‌السلام : « لأن المؤمن أخ المؤمن لأبيه وأُمّه، على هذا الأمر لا يكون أخاه وهو أحقّ بما يملكه » قال جابر: سبحان الله، ومن يقدر على ذلك؟ قلعليه‌السلام : « من يريد أن يقرع أبواب الجنان، ويعانق الحور الحسان، ويجتمع معنا في دار السلام » قال جابر: فقلت هلكت والله يا ابن رسول الله، لأنّي

__________________

(١) أثبتناه من المصدر.

(٢) وهو الحبل، وإشارته إلى مواساة أحدهما لصاحبه في متاع الدنيا (مجمع البحرين ج ٦ ص ٢٢٩).

(٣) أثبتناه من المصدر.

٣٣١

قصّرت في حقوق إخواني ولم أعلم أنّه يلزمني على التقصير كلّ هذا ولا عشره، وأنا أتوب إلى الله تعالى، يا بن رسول الله، ممّا كان منّي من التقصير في رعاية حقوق إخواني المؤمنين.

[٩٥٨٥] ٢ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله بن محمد، أخبرنا محمد بن محمد، قال: حدثني موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جدّه علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : سيّد الأعمال ثلاث: إنصاف الناس من نفسك، ومواساة الأخ في الله عزّوجلّ، وذكر(١) الله تعالى على كلّ حال ».

[٩٥٨٦] ٣ - أبو علي محمد بن همام في كتاب التمحيص: عن الفضل، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، أنه قال: « قال الله عزّوجلّ: إفترضت على عبادي عشر فرائض، إذا عرفوها أسكنتهم ملكوتي، وأبحتهم جناني - إلى أن قال تعالى - والعاشرة: أن يكون هو وأخوه في الدين شرعاً سواء » الخبر.

١٤ -( باب كراهة مواخاة الفاجر والأحمق والكذّاب)

[٩٥٨٧] ١ - الصدوق في صفات الشيعة: عن أحمد بن محمد بن يحيى العطّار، قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن إبراهيم بن هاشم، عن

__________________

٢ - الجعفريات ص ٢٣٠.

(١) في المصدر: وذكرك.

٣ - التمحيص ص ٦٩ ح ١٦٧.

باب ١٤

١ - صفات الشيعة ص ٦ و ٧، وعنه في البحار ج ٧٤ ص ١٩٧ ح ٣١.

٣٣٢

ابن أبي نجران، عن عاصم بن حميد، عن محمد بن قيس، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر، عن أبيه، عن جده، قال: « قال أمير المؤمنينعليهم‌السلام : إن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، كان يقول: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فلا يوآخين كافراً، ولا يخالطن فاجراً، ومن آخى كافراً، أو خالط فاجراً، كان كافراً فاجراً ».

[٩٥٨٨] ٢ - الشيخ المفيد في الإختصاص: عن معاوية بن وهب، قال: قال الصادقعليه‌السلام : « كان أبي يقول: قم بالحق، ولا تعرض لما نابك، واعتزل عمّا لا يعنيك، وتجنّب عدوّك، واحذر صديقك من الأقوام إلّا الأمين الذي خشي الله، ولا تصحب الفاجر ولا تطلعه على سرّك ».

١٥ -( باب كراهة مشاركة العبيد، والسفلة والفجار في الأمر)

[٩٥٨٩] ١ - فقه الرضاعليه‌السلام : « ونروي: إن كنت تحبّ أن تستتب لك النعمة، وتكمل لك المروّة وتصلح لك المعيشة، فلا تشرك العبيد والسفلة في أمرك، فإنّك إن ائتمنتهم خانوك، وإن حدّثوك كذبوك، وإن نكبت خذلوك » الخبر.

__________________

٢ - الاختصاص ص ٢٣٠.

باب ١٥

١ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٤٨، وعنه في البحار ج ٧٤ ص ١٨٧ ح ١٢.

٣٣٣

١٦ -( باب تحريم مصاحبة الكذّاب، والفاسق، والبخيل، والأحمق وقاطع الرحم، ومحادثتهم ومرافقتهم، لغير ضرورة أو تقيّة)

[٩٥٩٠] ١ - نهج البلاغة: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام : « لا تصحب المائق(١) ، فإنّه يزيّن لك فعله، ويريد(٢) أن تكون مثله ».

وفيه: فيما كتبه إلى الحارث الهمداني: « واحذر صحابة من يضلّ رأيه، وينكر عمله، فإنّ الصاحب معتبر بصاحبه ».

وقالعليه‌السلام : « وإيّاك ومصاحبة الفسّاق، فإن الشرّ بالشرّ ملحق ».

[٩٥٩١] ٢ - الشيخ المفيد في الإختصاص: عن محمد بن مسلم، عن الصادق، عن أبيه، قال: « قال أبي علي بن الحسينعليهم‌السلام : يا بنيّ أُنظر خمسة فلا تصاحبهم، ولا تحادثهم، ولا ترافقهم في طريق، فقال: يا أبه، من هم عرّفنيهم؟ قال: إيّاك ومصاحبة الكذّاب، فإنّه بمنزلة السراب يقرب لك البعيد ويبعد لك القريب، وإيّاك ومصاحبة الفاسق، فإنّه بائعك بأكلة وأقلّ من ذلك، وإيّاك ومصاحبه البخيل، فإنّه يخذلك في ماله أحوج ما تكون إليه، وإيّاك ومصاحبة الأحمق، فإنّه يريد أن ينفعك فيضرّك، وإيّاك ومصاحبة القاطع لرحمه، فإنّي وجدته ملعوناً في كتاب الله عزّوجلّ، في

__________________

باب ١٦

١ - نهج البلاغة ج ٣ ص ٢٢٥ ح ٢٩٣.

(١) المائق: الأحمق (مجمع البحرين ج ٥ ص ٢٣٧).

(٢) في المصدر: وَيَودُّ.

٢ - الاختصاص ص ٢٣٩.

٣٣٤

ثلاثة مواضع: قال الله عزّوجلّ:( فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَن تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ، أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّـهُ ) (١) إلى آخر الآية، وقال عزّوجلّ:( وَالَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّـهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّـهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَـٰئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ ) (٢) وقال في البقرة:( الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّـهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّـهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَـٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ) (٣) ».

[٩٥٩٢] ٣ - الصدوق في الخصال ومعاني الأخبار: عن أبيه، عن عبد الله بن جعفر الحميري، عن البرقي رفعه، عن سعد بن طريف، عن الأصبغ بن نباتة، عن الحارث الأعور، قال: قال عليعليه‌السلام للحسنعليه‌السلام ، فيما سأله عنه: « يا بنيّ ما السفه؟ قال: إتباع الدناة ومصاحبة الغواة ».

[٩٥٩٣] ٤ - وفي الأمالي: عن محمد بن الحسن بن الوليد، والحسن بن متيل، عن أحمد بن محمد البرقي، عن أبيه، عن يونس، عن عبد الرحمن بن الحجاج، عن الصادقعليه‌السلام ، أنه قال في حديث له: « ومن لم يجتنب مصاحبة(١) الأحمق، يوشك(٢) أن يتخلّق

__________________

(١) محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ٤٧: ٢٢ و ٢٣.

(٢) الرعد ١٣: ٢٥.

(٣) البقرة ٢: ٢٧.

٣ - الخصال، معاني الأخبار ص ٢٤٧، وعنه في البحار ج ٧٥ ص ٢٩٩ ح ٤.

٤ - أمالي الصدوق ص ٢٢٢.

(١) في المصدر: مصادقة.

(٢) في المصدر: أوشك.

٣٣٥

بأخلاقه ».

[٩٥٩٤] ٥ - الشهيد في الدرّة الباهرة: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، أنّه قال: « العافية عشرة أجزاء: تسعة منها الصمت إلّا بذكر الله، وواحدة في ترك مجالسة السفهاء ».

١٧ -( باب كراهة مجالسة الأنذال والأغنياء ومحادثة النساء)

[٩٥٩٥] ١ - زيد النرسي في أصله: قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام ، يقول: « إيّاكم وعشار الملوك وأبناء الدنيا، فإن ذلك يصغر نعمة الله في أعينكم ويعقبكم كفراً، وإيّاكم ومجالسة الملوك وأبناء الدنيا، ففي ذلك ذهاب دينكم ويعقبكم نفاقا، وذلك داء دوي لا شفاء له، ويورث قساوة القلب، ويسلبكم الخشوع، عليكم بالأشكال من الناس، والأوساط من الناس، فعندهم تجدون معادن الجواهر، وإيّاكم أن تمدّوا أطرافكم إلى ما في أيدي أبناء الدنيا، فمن مدّ طرفه إلى ذلك طال حزنه، ولم يشف غيظه، واستصغر نعمة الله عنده، فيقلّ شكره لله، وانظر إلى من هو دونك فتكون لأنعم الله شاكراً، ولمزيده مستوجباً، ولجوده ساكناً ».

[٩٥٩٦] ٢ - الصدوق في الخصال: عن محمد بن الحسن بن الوليد، عن عبد الله بن جعفر الحميري، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة، عن الصادق، عن أبيهعليهما‌السلام ، قال: « قال رسول

__________________

٥ - الدرّة الباهرة ص ٢٦ عن أمير المؤمنينعليه‌السلام .

الباب ١٧

١ - أصل زيد النرسي ص ٥٧.

٢ - الخصال ص ٢٢٨ ح ٦٥.

٣٣٦

اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : أربع يمتن القلب: الذنب على الذنب، وكثرة منافسة(١) النساء: يعني محادثتهن، ومماراة الأحمق [ تقول ](٢) ويقول ولا يرجع إلى خير(٣) مجالسة الموتى، فقيل له: يا رسول الله، وما الموتى؟ قال: كلّ غنى مترف ».

[٩٥٩٧] ٣ - ثقة الإسلام في الكافي: عن محمد بن علي بن معمّر، عن محمد بن علي بن عكاية، عن الحسين بن النضر، عن أبي عمرو الأوزاعي، عن عمرو بن شمر، عن جابر بن يزيد، عن أبي جعفرعليه‌السلام ، قال: « قال أمير المؤمنين في خطبة لهعليه‌السلام : ومن سفه على الناس شتم، ومن خالط الأنذال حقّر - إلى أن قال - ليس من جالس الجاهل بذي معقول، من جالس الجاهل فليستعد لقيل وقال ».

[٩٥٩٨] ٤ - القطب الراوندي في لبّ اللباب: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، قال: « إيّاكم ومجالسة الموتى »، قيل: من هم؟ قالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : « الأغنياء ».

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : « لا تدخلوا بيوت الأغنياء، فإنّها سخطة(١) للرزق ».

[٩٥٩٩] ٥ - القضاعي في الشهاب: عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، أنّه

__________________

(١) في المصدر والطبعة الحجرية: « مناقشة » وهو الصواب.

(٢) أثبتناه من المصدر.

(٣) في المصدر زيادة: [ أبداً ].

٣ - الكافي ج ٨ ح ٤ ص ٢٠ و ٢٢.

٤ - لبّ اللباب: مخطوط.

(١) سخط فلان عطاءه: استقله ولم يرضه (لسان العرب ج ٧ ص ٣١٣).

٥ - الشهاب ص ١٤٧ ح ٨٠٢.

٣٣٧

قال: « الواحدة خير من الجليس السوء، والجليس الصالح خير من الوحدة ».

١٨ -( باب كراهة دخول موضع التهمة)

[٩٦٠٠] ١ - الصدوق في الخصال: عن القاسم بن محمد السراج، عن محمد بن أحمد الضبّي، عن محمد بن عبد العزيز الدينوري، عن عبيد الله بن موسى العبسي، عن سفيان الثوري، عن الصادقعليه‌السلام ، قال: قال لي: « يا سفيان، أمرني والدي بثلاث، ونهاني عن ثلاث، فكان فيما قال: يا بنيّ من يصحب صاحب السوء لا يسلم، ومن يدخل مداخل السوء يتهم، ومن لا يملك لسانه يندم » الخبر.

[٩٦٠١] ٢ - وفي معاني الأخبار: عن محمد بن الحسن بن الوليد، عن الصفار، عن أيّوب بن نوح، عن ابن أبي عمير، عن سيف بن عميرة، عن أبي حمزة الثمالي، عن الصادقعليه‌السلام ، قال: « قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : أولى الناس بالتهمة، من جالس أهل التهمة ».

ورواه في الأمالي(١) : عن محمد بن أحمد السناني، عن محمد بن

__________________

الباب ١٨

١ - الخصال ص ١٦٩.

٢ - معاني الأخبار ص ١٩٦ ح ١، وفيه عن الصادق عن أبيه عن جدّه عن أمير المؤمنينعليهما‌السلام عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ .

(١) أمالي الصدوق ص ٢٨ ح ٤، وفيه عن الصادق عن أبيه عن جدّه عن أمير المؤمنينعليه‌السلام .

٣٣٨

جعفر الأسدي(٢) ، عن موسى بن عمران، عن النوفلي، عن محمد بن سنان، عن المفضل، عن يونس بن ظبيان، عن الصادقعليه‌السلام : مثله.

[٩٦٠٢] ٣ - وفي صفات الشيعة: عن الصادقعليه‌السلام ، أنه قال: « من جالس أهل الريب فهو مريب ».

[٩٦٠٣] ٤ - الشيخ المفيد في الإختصاص: عن محمد بن الحسين، عن محمد بن سنان، عن بعض رجاله، عن أبي الجارود يرفعه، قال: قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : « من أوقف نفسه موضع(١) التهمة، فلا يلومن من أساء به الظن » الخبر.

[٩٦٠٤] ٥ - القطب الراوندي في لبّ اللباب: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ، قال: « من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فلا يقفن مواقف التهمة ».

١٩ -( باب استحباب توقّي فراسة المؤمن)

[٩٦٠٥] ١ - محمد بن مسعود العياشي في تفسيره: عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفرعليه‌السلام ، في قول الله:( إِنَّ فِي ذَٰلِكَ

__________________

(٢) في المصدر: محمد بن أبي عبد الله الكوفي، وكلا الاسمين لرجل واحد « راجع معجم رجال الحديث ج ١٤ ص ٢٧٢ و ج ١٥ ص ١٦٥ ».

٣ - صفات الشيعة ص ٩ ح ١٦.

٤ - الاختصاص ص ٢٢٦.

(١) في المصدر: موقف.

٥ - لبّ اللباب: مخطوط.

الباب ١٩

١ - تفسير العياشي ج ٢ ص ٢٤٧ ح ٢٨.

٣٣٩

لَآيَاتٍ لِّلْمُتَوَسِّمِينَ ) (١) قال: « هم الأئمةعليهم‌السلام ، قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : إتقوا فراسة المؤمن فإنّه ينظر بنور الله لقوله:( إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْمُتَوَسِّمِينَ ) (٢) ».

٢٠ -( باب استحباب مشاورة أصحاب الرأي)

[٩٦٠٦] ١ - الصدوق في الخصال: في حديث الأربعمائة: قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : « ما عطب امرؤ استشار ».

[٩٦٠٧] ٢ - محمد بن مسعود العياشي في تفسيره: عن عمرو بن جميع، [ رفعه إلى ](١) أمير المؤمنينعليه‌السلام ، قال: « [ مكتوب في التوراة ](٢) من لم يستشر يندم ».

[٩٦٠٨] ٣ - نهج البلاغة: قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : « لا مظاهرة أوثق من مشاورة ».

وقال(١) : « من استقبل وجوه الآراء، عرف مواقع الخطأ ».

[٩٦٠٩] ٤ - أبو الفتح الكراجكي: عنهعليه‌السلام ، قال: « لا رأي لمن انفرد برأيه ».

__________________

(١) الحجر ١٥: ٧٥.

(٢) الحجر ١٥: ٧٥.

الباب ٢٠

١ - الخصال ص ٦٢٠.

٢ - تفسير العياشي ج ١ ص ١٢٠ ح ٣٧٩، وعنه في البحار ج ٧٥ ص ١٠٤ ح٣٥.

(١) كان في المخطوط « عن » وهو سهو، وما أثبتناه من المصدر.

(٢) أثبتناه من المصدر.

٣ - نهج البلاغة ج ٣ ص ١٧٧ ح ١١٣.

(١) نفس المصدر ج ٣ ص ١٩٣ ح ١٧٣.

٤ - كنز الفوائد ص ١٧١.

٣٤٠

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478