مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل الجزء ٧

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل6%

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 594

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧
  • البداية
  • السابق
  • 594 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 336993 / تحميل: 5711
الحجم الحجم الحجم
مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل الجزء ٧

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

دينك(١) وإنْ قرُبت قرابته ؛ فإنّك إذا فعلت ذلك لم تزل وجلاً ، وكان المستَودَع بالخيار في الوفاء بالعهد , وكنتَ له عبداً ما بقيت , فإنْ جنى عليك كنت أولى بذلك ، وإنْ وفى كان الممدوح دونك. وكان قسٌّ لا يستودع دينه أحداً.

وروى ابن عيّاش في مقتضب الأثر ، بسنده عن الجارود بن المنذر العبدي , قال : وفدتُ على رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) في رجال من عبد القيس , فأقبل علينا النّبيُّ (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) , وقال : (( أفيكم مَن يعرف قسَّ بن ساعدة الأيادي ؟ )). قُلتُ : يا رسول الله , كُلّنا نعرفه ، غير أنّي من بينهم عارف بخبره واقف على أثره , وهو القائل بسوق عُكاظ : شرقٌ وغرب ، ويابسٌ ورطب , وأجاجٌ وعذب ، وحبٌّ ونبات , وجمعٌ وأشتات ، وذهابٌ وممات , وآباء واُمّهات ، وسرورُ مولودٍ ورزءُ مفقود. بؤساً لأرباب الغفلة ! ليُصلحنَّ العامل عمله قبل أنْ يفقد أجله.

ثمّ أنشأ يقول :

ذَكَّرَ القلبَ منْ جَواهُ ادّكارُ

وليالٍ خلا لهُنَّ نهارُ

وشموشٌ منْ تحتِها قمرُ اللّيـ

ـلِ وكلُّ متابعٍ موَّارُ

وجبالٌ شَوامخٌ راسياتٌ

وبحارٌ مياههُنَّ غِزارُ

وصغيرٌ وأشمطٌ ورضيعٌ

كلُّهُمْ في الصَّعيدِ يوماً بوارُ

كلُّ هذا هو الدَّليلُ على اللـ

ـهِ ففيهِ لنا هُدىً واعتبارُ

ثمّ صاح قسٌّ ، فقال : يا معشر إياد , أين ثمود ، وأين عاد ؟ وأين الآباء والأجداد ؟ فويلٌ لـمَنْ صدف عن الحقّ الأشهر ، وكذّب بيوم المحشر ! ثمّ آب يُكفكف دمعه ، وهو يقول :

____________________

(١) قال الصّدوق : أمر بالتّقيّة في دينه. - المؤلّف -

٢١

أقسمَ قسٌّ قسما

ليسَ بهِ مُكتتمَا

لو عاشَ ألفَي سنةٍ

لمْ يلقَ منها سَأمَا

حتَّى يُلاقي أحمَداً

والنُّقباءَ الحُكمَا

هُمْ أوصياءُ أحمدٍ

أكرمَ مَنْ تحتَ السَّما

يَعمَى العبادُ عنهُمُ

وهُمْ جلاءٌ للعَمَى

لستُ بناسٍ ذِكرَهُمْ

حتّى أحلَّ الرَّجما

لقد صدق قسٌّ في قوله :

يَعمَى العبادُ عنهُمُ

وهُمْ جلاءٌ للعَمَى

فقد عمي العباد عن أهل البيت (عليهم‌السلام ) ولم يعرفوا حقّهم , وأخروهم عن مقامهم وهم أحد الثّقلين اللذين لا يضلّ المتمسك بهما , ومثل باب حطّةٍ الذي مَن دَخله كان آمناً , ومثل سفينة نوح التي مَنْ رَكبها نجا ومَن تخلف عنها هوى. فياويل اُمّةٍ لم ترعَ لهم حقوقهم ، وعادتهم ونابذتهم حتّى أصبحوا وهم :

مُحلَّؤون فأصفَى شُربِهمْ وشلٌ

عند الورودِ وأوفَى وِردِهمْ لممُ

ولم تكتفِ بذلك حتّى قاتلتهم ؛ فحاربت سيّدهم علي بن أبي طالب (عليه‌السلام ) , ثمّ قتلته وهو يُصلّي لربّه في محرابه , وأنخت على ولديه الحسن والحسين (عليهما‌السلام ) بالظّلم والجور , فحاربت الحسن (عليه‌السلام ) واضطرّته إلى ترك حقّه , ثمّ دسّت إليه السّمَّ حتّى مات شهيداً مسموماً , ومنعت من دفنه عند جدّه (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) , ونازعت أخاه الحسين (عليه‌السلام ) حقّه وأخافته حتّى اضطرّته إلى مفارقة مدينة جدّه خائفاً يترقّب , ودسّت إليه الرّجال لتغتاله في حرم الله الذي يأمن فيه الوحش , فاضطرّته إلى الخروج للعراق , وغدر به أهل الكوفة ، وجرّدوا لقتاله ثلاثين ألفاً ,

٢٢

وأحاطوا به حتّى منعوه التّوجه في بلاد الله العريضة , ومنعوه وأطفاله ونساءه وصبيته من ماء الفرات الجاري حتّى قتلوه عطشان ظامياً.

فعلتُمْ بأبناءِ النَّبيِّ ورهطهِ

أفاعيلَ أدناها الخيانةُ والغدرُ

المجلس السّابع عشر بعد المئتين

قال الله تعالى في سورة البقرة :( يَا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلّكُمْ تَتّقُونَ ) إلى قوله تعالى :( شَهْرُ رَمَضَانَ الّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنّاسِ وَبَيّنَاتٍ مِنَ الْهُدى‏ وَالْفُرْقَانِ ) (١) .

قال الإمام الباقر (عليه‌السلام ) : (( خطب رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) النّاس في آخر جمعة من شعبان , فحمد الله وأثنى عليه , ثمّ قال : أيّها النّاس , قد أظلّكم شهرٌ فيه ليلةُ القدرِ خيرٌ من ألفِ شهرٍ ، وهو شهر رمضان ؛ فرض الله صيامه ، وجعل قيام ليلة فيه بتطوِّعٍ صلاة سبعين ليلة , فمَن تطوَّع فيها كان كمَن تطوَّع بصلاة سبعين ليلة فيما سواه من الشّهور , وجعل لِمَن تطوّع فيه بخصلةٍ من خصال الخير والبرِّ كأجر مَنْ أدّى فريضةً من فرائضِ الله , ومَن أدّى فيه فريضةً من فرائضِ الله كان كمَنْ أدّى سبعين فريضة فيما سواه من الشّهور ، وهو شهرٌ يزيد الله فيه رزق المؤمنين. ومَنْ فطّر فيه مؤمناً صائماً كان له بذلك عند الله عزّ وجل عتقُ رقبةٍ ، ومغفرةُ الذّنوب فيما مضى.

فقيل : يا رسول الله , ليس كلّنا نقدر أنْ نُفطّر صائماً. فقال : إنّ الله تبارك وتعالى كريم , يُعطي هذا الثّواب منكم مَنْ لم يقدر إلّا على مذقةٍ من لبن ففطّر بها صائماً ، أو شربةِ ماءٍ عذبٍ، أو تُميراتٍ لا يقدر على أكثر من ذلك. ومَن خفَّف فيه عن مملوكه ، خُفِّف عنه حسابه.

____________________

(١) سورة البقرة / ١٨٣ - ١٨٥.

٢٣

وهو شهر أوّله رحمة ، ووسطه مغفرة ، وآخره إجابة والعتق من النّار. ولا غنى بكم فيه عن أربع خصال : خصلتين ترضون الله بهما , وخصلتين لا غنى بكم عنهما ؛ أمّا اللتان ترضون الله بهما ، فشهادة أنْ لا إله إلّا الله وأنّي رسول الله ؛ وأمّا اللتان لا غنى بكم عنهما ، فتسألون الله حوائجكم والجنّة , وتسألون فيه العافية , وتتعوذون فيه من النّار )).

ألا لعن الله ابن ملجم الذي فجع الإسلام والمسلمين بسيّد الأوصياء في شهر رمضان , فضربه وهو يُصلّي في محرابه ضربة وصلت إلى موضع سجوده.

أفي شهرِ الصِّيامِ فجَعْتمُونا

بخيرِ النَّاسِ طُرّاً أجمعينَا

ومنْ بعدِ النَّبيِّ فخيرُ نفس

أبو حسنٍ وخيرُ الصَّالحينَا

لقدْ علمتَ قريشٌ حيثُ كانتْ

بأنّكَ خيرُها حسَباً ودينَا

المجلس الثّامن عشر بعد المئتين

قال أمير المؤمنين (عليه‌السلام ) : (( خطَبنا رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) , فقال : أيّها النّاس , إنّه قد أقبل إليكم شهر الله بالبركة والرّحمة والمغفرة , شهر هو عند الله أفضل الشّهور ، وأيّامه أفضل الأيّام ، ولياليه أفضل الليالي ، وساعاته أفضل السّاعات. [ شهرٌ ] دُعيتم فيه إلى ضيافة الله وجُعلتم فيه من أهل كرامته ؛ أنفاسكم فيه تسبيح ، ونومكم فيه عبادة ، وعملكم فيه مقبول ، ودعاؤكم فيه مُستجاب , فاسألوا ربّكم بنيّات صادقة وقلوب طاهرة أنْ يُوفقكم لصيامه وتلاوة كتابه ؛ فإنّ الشّقي مَن حُرم غفران الله في هذا الشّهر العظيم. واذكروا بجُوعكم وعطشكم فيه جُوعَ يوم القيامة وعطشه , وتصدّقوا على فقرائكم ومساكنيكم , ووقّروا

٢٤

كباركم ، وارحموا صغاركم ، وصلوا أرحامكم ، واحفظوا ألسنتكم , وغضّوا عمّا لا يحلُّ النّظر إليه أبصاركم ، وعمّا لا يحلُّ الاستماع إليه أسماعكم ، وتحنَّنوا على أيتام النّاس يُتحنَّن على أيتامكم , وتوبوا إلى الله من ذنوبكم , وارفعوا إليه أيديكم بالدّعاء في أوقات صلواتكم ؛ فإنّها أفضل السّاعات ، ينظر الله عزَّ وجل فيها بالرّحمة إلى عباده , يُجيبهم إذا ناجوه ، ويُلبِّيهم إذا نادوه ، ويُعطيهم إذا سألوه ، ويستجيبُ لهم إذا دعوه.

يا أيّها النّاس , إنّ أنفسكم مرهونةٌ بأعمالِكم ففكّوها باستغفاركم , وظهورَكم ثقيلةٌ من أوزاركم فخفِّفوا عنها بطول سُجودكم. واعلموا أنّ الله تعالى ذكرُه أقسم بعزَّته أنْ لا يُعذِّب الـمُصلِّين والسّاجدين , وأنْ لا يُروِّعهم بالنّار يوم يقومُ النّاس لربِّ العالمين.

أيّها النّاس , مَن فطّر منكم صائماً مؤمناً في هذا الشّهر كان له بذلك عتق رقبة ، ومغفرة لِما مضى من ذنوبه. فقيل : يا رسول الله , وليس كُلّنا يقدر على ذلك. فقال (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) : اتّقوا الله ولو بشق تمرة , اتّقوا الله ولو بشربة من ماء.

أيّها النّاس ، مَن حسّنَ منكم في هذا الشّهر خُلقَه , كان له جواز على الصّراط يوم تزلُّ فيه الأقدام ، ومَن خفّف في هذا الشّهر عمّا ملكت يمينه , خفّف الله عنه حسابه ، ومَن كفّ فيه شرّه , كفّ الله عنه غضبه يوم يلقاه ، ومَن أكرم فيه يتيماً , أكرمه الله يوم يلقاه ، ومَن وصل فيه رحِمه , وصله الله برحمته يوم يلقاه ، ومَن قطع فيه رحمه , قطع الله عنه رحمته يوم يلقاه ، ومَن تطوَّع فيه بصلاة , كتب الله له براءة من النّار ، ومَن أدّى فيه فرضاً , كان له ثواب مَن أدّى سبعين فريضة فيما سواه من الشّهور ، ومَن أكثر فيه من الصّلاة عليَّ , أثقل الله ميزانه يوم تخفُّ الموازين ، ومَن تلا فيه آية من القرآن , كان له مثلُ أجرِ مَن ختم القرآن في غيره من الشّهور.

أيّها النّاس , إنّ أبواب الجنان في هذا الشّهر مُفتَّحةٌ , فاسألوا ربّكم أنْ لا يغلقها عنكم ، والشّياطين مغلولةٌ , فاسألوا ربّكم أنْ لا يُسلِّطها عليكم )).

فقال أمير

٢٥

المؤمنين (عليه‌السلام ) : (( فقمت وقلتُ : يا رسول الله , ما أفضل الأعمال في هذا الشّهر ؟ فقال : يا أبا الحسن , أفضلُ الأعمال في هذا الشّهر الورع عن محارم الله. ثمّ بكى ، فقلتُ : يا رسول الله, ما يُبكيك ؟ قال : يا علي , أبكي لِما يُستحلُّ منك في هذا الشّهر ؛ كأنّي بك وأنت تُصلِّي لربّك وقد [ انبعث ] أشقى الأوّلين والآخرين شقيق عاقر ناقة ثمود , فضربك ضربةً على قرنك فخضب منها لحيتك )). قال أمير المؤمنين (ع ) : (( فقلتُ : يا رسول الله , وذلك في سلامة من ديني ؟ فقال : في سلامة من دينك. ثمّ قال (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) : يا علي , مَن قتلك فقد قتلني ، ومَن أبغضك فقد أبغضني ، ومَن سبّك فقد سبّني ؛ لأنّك منّي كنفسي ، روحك من روحي وطينتك من طينتي. إنّ الله خلقني واصطفاني وإيّاك ، واختارني للنّبوة واختارك للإمامة )).

لقد أراقُوا ليلةَ القدرِ دماً

دماؤُها انصببن بانصبابِهِ

غادرُهُ ابنُ مُلجمٍ ووجهُهُ

مُخضَّبٌ بالدَّمِ في محْرابِهِ

قتلتُمُ الصَّلاةَ في مِحْرابِها

يا قاتلِيهِ وهوَ في محرابِهِ

المجلس التاسع عشر بعد المئتين

جاء أعرابي إلى النّبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) في عام جدب , فقال : أتيناك ولم يبقَ لنا صبيٌّ يرتضع ، ولاشارف ( أي : ناقة ) تجتر.

ثمّ أنشد :

أتيناكَ والعذراءُ يَدمَى لبانُها

وقد شُغِلتْ اُمُّ الرَّضيعِ عن الطَّفلِ

وألفَى بكفَّيهِ الفتَى لاستكانةٍ

من الجُوعِ حتّى ما يُمِرُّ ولا يُحلي

وليسَ لنا إلّا إليكَ فِرارُنا

وأينَ فرارُ النَّاسِ إلّا إلى الرُّسْلِ

فقام النّبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) يجرّ رداءه حتّى صعد المنبر ، فحمد

٢٦

الله وأثنى عليه , وقال : (( اللهمّ , اسقنا غيثاً مغيثاً ، مريئاً هنيئاً ، مريعاً سحّاً ، سجّالاً غدقاً , تُحيي به الأرض وتُنبتُ به الزّرع وتدرُّ به الضّرع , واجعله سقياً نافعاً عاجلاً غير رائث )). فما ردّ يده إلى نحره حتّى ألقت السّماء أرواقها ، وجاء النّاس يضجون : الغرق الغرق يا رسول الله ! فقال: (( اللهمّ ، حوالينا ولا علينا )). فانجاب السّحاب عن المدينة حتّى استدار حولها كالإكليل, فضحك رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) حتّى بدت نواجذه , ثمّ قال : (( لله درّ أبي طالب ! لو كان حيّاً لقرّت عينُه. مَن يُنشدنا قوله ؟ )). فقام علي (عليه‌السلام ) , فقال : (( يا رسول الله , لعلك أردت : وأبيضَ يُستسقَى الغَمامُ بوجهِهِ ؟ )). فقال : (( أجل )). فأنشده أبياتاً من هذه القصيدة , ورسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) يستغفر لأبي طالب على المنبر.

وفي هذه القصيدة يقول أبو طالب :

وأبيضَ يُستسقَى الغَمامُ بوجهِه

ثِمالُ اليَتامَى عصمةٌ للأراملِ

تلوذُ بهِ الهُلاّكِ منْ آلِ هاشم

فهُمْ عندَهُ في نعمة ٍوفواضلِ

كذبتُمْ وبيتِ اللهِ نُخْلي محمَّداً

ولـمّا نُطاعنْ دونَهُ ونُناضلِ

وننصرُهُ حتّى نُصرَّعَ حولَهُ

ونذهلُ عن أبنائِنا والحلائِل

ثمّ قام رجل من كنانة فأنشده :

لك الحمدُ والحمدُ ممَّنْ شَكَرْ

سُقينا بوَجهِ النَّبيِّ الـمَطرْ

دعا اللهَ خالقَهُ دعْوةً

إليهِ وأشخصَ منهُ البصَرْ

فما كانَ إلّا كما ساعةٍ

أو اقْصرَ حتّى رأينا الدِّرَرْ

فكانَ كما قالَهُ عمُّهُ

أبو طالبٍ ذو رواءٍ غَزَرْ

به يسَّرَ اللهُ صوتَ الغَمامْ

فهذا العيانُ وذاك الخَبَرْ

فمَنْ يشْكُرِ اللهَ يلقَ المزيدَ

ومَنْ يكفُرِ اللهَ يلقَ الغِيَرْ

فقال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) : (( إنْ يكُ شاعرٌ أحسنَ فقدْ أحسنتْ )).

وللشعر في

٢٧

مدح النّبي وآله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) مزيّة عالية.

قال الإمام الصّادق (عليه‌السلام ) لأبي عمارة المنشد : (( أنشدني في الحسين بن علي )). قال : فأنشدتُه فبكى , ثمّ أنشدتُه فبكى ، فوالله , ما زلتُ أنشده فيبكي حتّى سمعت البكاء من الدّار.

وأنشد دعبل [ الخُزاعي الإمامَ ] الرّضا (عليه‌السلام ) قصيدته التّائية التي يقول فيها :

مدارسُ آياتٍ خَلَتْ منْ تلاوةٍ

ومنزلُ وحيٍ مُقفَرُ العَرَصاتِ

فلمّا بلغ إلى قوله :

لقدْ خفتُ في الدُّنيا وأيّام سَعْيها

وإنّي لأرجُو الأمنَ بعدَ وفاتي

قال الرّضا (عليه‌السلام ) : (( آمنك الله يوم الفزَعِ الأكبر )). وحسبُ دعبلٍ هذا الدّعاء من الرّضا (عليه‌السلام ).

بكَتْ السَّماءُ دماً عليهِ فليسَ منْ

عُذرٍ لذي طرفٍ بدمعٍ يبخَلُ

المجلس العشرون بعد المئتين

قال الله تعالى مُخاطباً نبيّه (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) :( فَأَمّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ ) (١) . أي : لا تقهره على ما له فتذهب بحقّه لضعفه كما كانت تفعل العرب في أمر اليتامى. والخطابُ للنبيِّ (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) والمراد جميع الـمُكلّفين. وكان النّبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) يُحسن إلى اليتامى ويبرّهم ويُوصي بهم.

وأتى النّبيَّ (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) غلامٌ , فقال : غلامٌ يتيمٌ ، واُخت لي يتيمة ، واُمّ لي أرمَلة , أطعمنا ممّا أطعمك الله ، أعطاك الله ممّا عنده حتّى ترضى. قال : (( ما أحسن ما قلتَ يا غُلام ! اذهب يا بلال فائتنا بما كان عندنا )). فجاء بواحدة وعشرين تمرة , فقال (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) : (( سبعٌ لك ، وسبعٌ لاُختك ، وسبعٌ لاُمّك )).

____________________

(١) سورة الضّحى / ٩.

٢٨

فقام إليه معاذ بن جبل فمسح رأسه , وقال : جَبرَ اللهُ يتمك ، وجعلك خلفاً من أبيك - وكان من أبناء المهاجرين -. فقال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) : (( رأيتُك يا معاذ وما صنعت )). قال : رحمته. قال (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) : (( لا يلي أحدٌ منكم يتيماً فيُحسن ولايته ، ووضع يده على رأسه إلّا كتب الله له بكلِّ شعرةٍ حسنة , ومحى عنه بكلِّ شعرةٍ سيئة , ورفع له بكلِّ شعرة درجة )). وعنه (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) : (( مَن مسح على رأس يتيم , كان له بكلِّ شعرةٍ تمرُّ على يده نورٌ يوم القيامة )). وقال (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) : (( أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنّة إذا اتّقى الله عزّ وجل )). وأشار بالسّبابة والوسطى. وعنه (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) : (( إنّ اليتيم إذا بكى اهتزّ لبكائه عرش الرّحمن )).

فليت رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) لا غاب عن يتامى ولده أبي عبد الله الحسين (عليه‌السلام ) ليلة الحادي عشر من الـمُحرّم حين باتوا عطاشى جياعى ، بلا محامٍ ولا كفيل ، قد علا بكاؤهم وارتفع صراخهم لفقد الكافل والمحامي , وهم يرون كافلهم والمحامي عنهم ملقىً على وجه الصّعيد جثّة بلا رأس , وكفيلهم بعده زين العابدين (عليه‌السلام ) عليل مريض لا يستطيع النّهوض , وليس عندهم غير نساء دأبهنَّ النّوح والبكاء ، ولكن زينب العقيلة ، لبوة أمير المؤمنين (عليه‌السلام ) ، قامت باُمورهم, فمرّضت العليل ، وسكّتت الطّفل ، وسلّت الحزين ، وقامت في ذلك مقام الرّجال.

هذي يتاماكُمْ تلوذُ ببعضِها

ولكمْ نساءٌ تلتجي لنِساءِ

المجلس الواحد والعشرون بعد المئتين

روى المدائني قال : لـمّا كان زمن علي بن أبي طالب (عليه‌السلام ) , ولي زياد بن أبيه بلاد فارس فضبطها ضبطاً صالحاً ، وجبى خراجها وحماها , وعرف

٢٩

ذلك معاوية فكتب إليه : وأمّا بعد , فإنّه غرّتك قلاع تأوي إليها ليلاً كما تأوي الطّير إلى وكرها، وأيم الله , لولا انتظاري بك ما الله أعلم به لكان لك منّي ما قاله العبد الصّالح ( أي : سُليمانعليه‌السلام )( فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لَا قِبَلَ لَهُمْ بِهَا وَلَنُخْرِجَنَّهُمْ مِنْهَا أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ ) (١) .

فلمّا ورد الكتاب على زياد , قام فخطب النّاس وقال : العجب من ابن آكلة الأكباد ورأس النّفاق ، يُهددني وبيني وبينه ابن عمِّ رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) , وزوج سيّدة نساء العالمين ، وأبو السّبطين , وصاحب الولاية والمنزلة والإخاء في مئة ألف من المهاجرين والأنصار ، والتّابعين لهم بإحسان ! أما والله , لو تخطَّى هؤلاء أجمعين إليّ لوجدني ضرّاباً بالسّيف. ثمّ كتب إلى أمير المؤمنين (عليه‌السلام ) بذلك ، وبعث بكتاب معاوية في كتابه.

فكتب أليه أمير المؤمنين (عليه‌السلام ) : (( أمّا بعد , فإنّي قد ولّيتُكَ ما ولّيتك وأنا أراك لذلك أهلاً, وإنّ معاوية كالشّيطان الرّجيم يأتي المرء من بين يديه ومن خلفه ، وعن يمينه وعن شماله , فاحذره ثمّ احذره , والسّلام )).

فلم يزل زياد في عمله حتّى قُتل علي (عليه‌السلام ) ، فخاف معاوية جانبه وأشفق من ممالأته الحسنَ بن علي (عليهما‌السلام ) , فكتب إليه : من أمير المؤمنين معاوية بن أبي سفيان إلى زياد بن عبيد : أمّا بعد , فإنّك عبدٌ كفرت النّعمة , وظننت أنّك تخرج من قبضتي ولا ينالك سلطاني ، هيهات ! ما كلّ ذي لبٍّ يُصيب رأيه ، ولا كلّ ذي رأي ينصح في مشورته. أمس عبد واليوم أمير ، خطّة ما ارتقاها مثلك يابن سُميّة , فإذا أتاك كتابي هذا , فخُذ النّاس بالطّاعة والبيعة , والسّلام.

فلمّا ورد الكتاب على زياد , غضب غضباً شديداً ، وجمع النّاس وصعد المنبر ، فحمد الله ، ثمّ قال : ابن آكلة الأكباد وقاتلة أسد الله , ومظهر الخلاف ومسرّ النّفاق ورئيس الأحزاب , ومَن أنفق ماله في إطفاء نور الله , كتب إليّ

____________________

(١) سورة النّمل / ٣٧.

٣٠

يرعد ويبرق عن سحابة جفل(١) لا ماء فيها , وعمّا قليل تُصيّرها الرّياح فزعاً(٢) , كيف أرهبه وبيني وبينه ابن بنت رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) ( يعني : الحسنعليه‌السلام ) ، وابن ابن عمّه في مئة ألف من المهاجرين والأنصار ؟! والله , لو أذن لي فيه أو ندبني إليه لأريته الكواكب نهاراً. الكلام اليوم ، والجمع غداً ، والمشورة بعد ذلك إن شاء الله.

ثمّ نزل وكتب إلى معاوية : أمّا بعد , فقد وصل إليّ كتابك يا معاوية , وفهمت ما فيه , فوجدتك كالغريق يُغطّيه الموج فيتشبث بالطُحلُب(٣) ( وهو : الخضرة التي تعلو الماء المزن ) ، ويتعلّق بأرجل الضّفادع طمعاً في الحياة , فامض الآن لطيّتك(٤) ، واجتهد جهدك , ولا أجتهد إلّا فيما يسوؤك , والسّلام.

فلمّا ورد كتاب زياد على معاوية غمّه وأحزنه , وبعث إلى المغيرة بن شعبة فخلا به , وقال : يا مغيرة , إنّي اُريد مشاورتك في أمر أهمّني. قال المغيرة : وما ذاك ؟ قال : إنّ زياداً قد أقام بفارس , وهو رجل ثاقب الرّأي ، ماضي العزيمة ، جوّال الفكر , وقد خفت منه الآن ما كنت آمنُه إذ كان صاحبه حيّاً ، وأخشى ممالأته حسناً , فكيف السّبيل إليه ؟ قال المغيرة : أنا له إنْ لم أمت ، إنّ زياداً رجل يُحب الشّرف والذّكر وصعود المنابر , فلو لاطفته المسألة وألنت له الكتاب , لكان لك أميل وبك أوثق , فاكتب إليه وأنا الرّسول.

فكتب إليه معاوية : من معاوية بن أبي سفيان إلى زياد بن أبي سفيان ، أمّا بعد ، فإنّ المرء ربما طرحه الهوى في مطارح العطب , وحملك سوء ظنّك بي وبغضك لي على أنْ عققت قرابتي ، وقطعت رحمي ، وبتّت نسبي حتّى كأنّك لست

____________________

(١) سحابة جَفْل ، بالفتح فالسكون : أي أمطرت ماءها.

(٢) القزع ، بفتحتين : قطع من السّحاب.

(٣) بضم الطّاء واللام أو كسرهما أو بضم الطّاء وفتح اللام.

(٤) لحاجتك. - المولّف -

٣١

أخي ، وليس صخر بن حرب أباك وأبي , وشتّان ما بيني وبينك ؛ أطلب بدم ابن أبي العاص ( يعني عثمان ) وأنت تُقاتلني ؟! فاعلم أبا المغيرة , إنّك لو خضت البحر في طاعة القوم ، فتضرب بالسّيف حتّى ينقطع متنه لما ازددت منهم إلّا بُعداً ؛ فإنّ بني عبد شمس أبغض إلى بني هاشم من الشّفرة إلى الثّور الصّريع وقد اُوثق للذبح ، فارجع إلى أصلك واتّصل بقومك. ووعده بالإمرة والصّلة.

فرحل المغيرة بكتاب معاوية حتّى قدم على زياد , فدفع إليه الكتاب فجعل يتأمّله ويضحك , ثمّ جمع النّاس بعد يومين أو ثلاثة , فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ، ثمّ قال : أيّها النّاس , ادفعوا البلاء ما اندفع عنكم , وارغبوا إلى الله في دوام العافية لكم , فقد نظرتُ في اُمور النّاس منذ قُتل عثمان وفكّرت فيهم ، فوجدتهم كالأضاحي في كلّ عيد يُذبحون , ولقد أفنى هذا اليومان - يوم الجمل وصفّين - ما ينيف على مئة ألف , كلّهم يزعم أنّه طالب حقٍّ وتابع إمام وعلى بصيرة من أمره , فإنْ كان الأمر هكذا , فالقاتل والمقتول في الجنّة. كلاّ ليس كذلك ، ولكن أشكل الأمر والتبس على القوم , وإنّي لخائف أنْ يرجع الأمر كما بدأ , وقد نظرت في أمر النّاس فوجدتُ أحمَدَ العاقبتين العافية , وسأعمل في اُموركم ما تحمدون عاقبته ومغبّته إنشاء الله. ثمّ نزل، وكتب إلى معاوية :

أمّا بعد ، فقد وصل كتابك مع المغيرة بن شعبة وفهمت ما فيه , فالحمد لله الذي عرّفك الحقَّ وردّك إلى الصّلة , ولقد قمتُ يوم قرأتُ كتابك مقاماً يعبأ به الخطيب الـمِدْرَه ( أي : الـمُقدِم في اللسان ) , فتركت مَن حضر لا أهلَ وردٍ ولا صدر , كالمتحيرين بمهمهٍ ضلَّ بهم الدّليل , وأنا على أمثال ذلك قدير.

وكتب في أسفل الكتاب :

إذا معشَري لمْ ينْصفُوني وجدْتَني

اُدافعُ عنِّي الضَّيمَ ما دُمْتُ باقيا

اُدافعُ بالحلمِ الجَهولَ مكيدةً

واُخفي له تحتَ العَصاةِ الدَّواهيا

٣٢

فإنْ تدنُ منِّي أدنُ منكَ وإنْ تَبنْ

تجدْني إذا لمْ تدنُ منِّي نائيا

فكتب إليه معاوية بخطِّ يده ما وثق به.

فدخل زياد الشّام ، فقرّبه معاوية وأدناه ، واستلحقه فجعله أخاه ؛ لأنّ أبا سفيان كان زنى باُمّه سُميّة وهي تحت عبيد , وولدته على فراش عبيد , وأثبت ذلك بشهادة جماعة , منهم : أبو مريم السّلوي ، وكان خمّاراً في الجاهليّة ، وخالف قول النّبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) : (( الولد للفراشِ وللعاهر الحَجَر )). وأقرّه على ولايته بفارس , ثمّ استعمله بعد ذلك والياً على العراق وضمّ إليه البصرة , فكان يتتبع الشّيعة كما أمره معاوية ، وهو بهم عارف ؛ لأنّه كان منهم أيّام أمير المؤمنين (ع ) , فقتلهم تحت كلّ حجر ومدر , وأخافهم وهدم دورهم , وقطع الأيدي والأرجل , وسمل العيون وصلبهم على جذوع النّخل , وطردهم وشرّدهم عن العراق , فلم يبقَ بها معروف منهم.

ولم يزل الأمر على ذلك حتّى ولي العراقَين نغله عبيد الله بن زياد , فاقتدى بأبيه في بغض أهل البيت (عليهم‌السلام ) وقتلِ شيعتهم وإيذائهم , حتّى كان ما كان من قتله مسلم بن عقيل بإلقائه من أعلى القصر حتّى تكسّرت عظامه , وقتل هاني بن عروة في حُبّ أهل البيت (عليهم‌السلام ) ، حتّى تجرّأ على ما هو أعظم من ذلك وأفضع ؛ من تجييش الجيوش لقتال الحسين ابن بنت رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ).

وبلغ به الخُبث والعداوة لأهل البيت (عليهم‌السلام ) إلى أنْ منع الحسين (ع ) ، وأطفاله وعياله من شرب الماء حتّى قتله وأهل بيته عطاشى ، ولم يكتفِ بذلك حتّى كتب إلى عمر بن سعد : فإنْ قتلت حسيناً , فأوطئ الخيل صدره وظهره ؛ فإنّه عاقٌّ شاقٌّ قاطعٌ ظلوم , ولست أرى أنّ هذا يضرّ بعد الموت شيئاً ، ولكن على قول قد قُلتُه : لو قد قتلتُه لفعلت هذا به.

فامتثل عمر بن سعد أمره ، ونادى في أصحابه لـمّا قُتل الحسين (ع ) : مَن ينتدب للحسين فيوطئ الخيل ظهره وصدره ؟ فانتدب منهم عشرة فوارس ، فداسوا الحسين (ع ) بحوافر خيلهم حتّى

٣٣

رضّوا ظهره وصدره ، وجاء هؤلاء العشرة حتّى وقفوا على ابن زياد , فقال أحدهم :

نحنُ رضَضْنا الصَّدرَ بعدَ الظَّهرِ

بكلِّ يَعْبوبٍ شديدِ الأسرِ

* * *

تطَأُ الصَّواهلُ جسْمَهُ وعلى القنا

منْ رأسِهِ المرفوعِ بدرُ سماءِ

المجلس الثّاني والعشرون بعد المئتين

في شرح النّهج لابن أبي الحديد : كان سعيد بن سرح شيعةً لعلي بن أبي طالب (ع ) , فلمّا قدم زياد الكوفة والياً عليها أيّام معاوية , طلب سعيدَ بنَ سرح وأخافه , فأتى سعيدٌ الحسنَ بن علي (عليهما‌السلام ) مستجيراً به , فوثب زياد على أخيه وولده وامرأته فحبسهم ، وأخذ ماله ونقض داره.

فكتب الحسن بن علي (عليهما‌السلام ) إلى زياد : (( من الحسن بن علي إلى زياد : أمّا بعد , فإنّك عمدتَ إلى رجل من المسلمين له ما لهم وعليه ما عليهم , فهدمت داره وأخذت ماله ، وحبست أهله وعياله , فإذا أتاك كتابي هذا ، فابني له داره واردد عليه عياله وشفّعني فيه ؛ فقد أجرته , والسّلام )).

فلمّا ورد الكتاب على زياد , كتب إلى الحسن (ع ) : من زياد بن أبي سفيان إلى الحسن بن فاطمة , أمّا بعد ، فقد أتاني كتابك تبدأ فيه بنفسك قبلي وأنت طالب حاجة ، وأنا سلطان وأنت سوقة ( أي : رعية ) , وتأمرني فيه بأمر الـمُطاع الـمُسلّط على رعيته. كتبت إليّ في فاسق آويته ؛ إقامة منك على سوء الرّأي ورضاً منك بذلك. وأيم الله , لا تسبقني به ولو كان بين

٣٤

جلدك ولحمك , وإنْ نلت بعضك غير رفيق بك ولا مرع عليك(١) ؛ فإنَّ أحبّ لحم إليّ أنْ آكله اللحم الذي أنت منه , فسلّمه بجريرته إلى مَن هو أولى به منك , فإنْ عفوتُ عنه لم أكن شفّعتك فيه , وإنْ قتلتُه لم أقتله إلّا لحبّه أباك , والسّلام.

فلمّا ورد الكتاب على الحسن (ع ) , قرأه وتبسّم ، وكتب جواب كتابه كلمتين لا ثالثة لهما : (( من الحسن بن فاطمة إلى زياد بن سُميّة : أمّا بعد ، فإنّ رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) قال : الولد للفراش وللعاهر الحجر , والسّلام )).

وقد اقتدى بزياد بن سُميّة في بغضه لعلي (عليه‌السلام ) وشيعته نغلُه عبيد الله بن مرجانة , فقد قتل ميثم التّمار على حبّه لعلي (ع ) ؛ فإنّه لـمّا اُدخل عليه , قيل له : هذا كان من آثرِ النّاس عند علي (ع ). فأخذه وصلبه ، ثمّ فعل ما فعل بسبط رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) الحسين بن علي (ع ) , فجيّش عليه الجيوش , ومنعه وأهله من شرب الماء حتّى قُتل عطشان بشطِّ الفرات , ولم يكتفِ بذلك حتّى أمر أن يُداس جسده الشّريف بحوافر الخيل , وطاف برأسه الشّريف في سكك الكوفة وشوارعها , وطاف به في البلدان.

سُميّةُ أمسَى نسلُها عددَ الحصَى

وبنتُ رسولِ اللهِ ليس لها نسلُ

المجلس الثّالث والعشرون بعد المئتين

في كامل ابن الأثير قال : في سنة ستٍّ وخمسين بايع النّاس يزيد بن

____________________

(١) أي : غير مشفق عليك ولا راحم لك.

٣٥

معاوية بولاية عهد أبيه , وكان أوّل ذلك من المغيرة بن شعبة ؛ فإنّ معاوية أراد أن يعزله عن الكوفة ويولّيها سعيد بن العاص , فقال المغيرة : الرّأي أنْ أذهب إلى معاوية فاستعفيه ليظهر للناس كراهتي للولاية. فدخل على يزيد , وقال : ما يمنع أمير المؤمنين أن يعقد لك البيعة ؟ قال : أترى ذلك يتم ؟ قال : نعم. فدخل يزيد على أبيه وأخبره , فأحضر المغيرة فأشار عليه ببيعة يزيد, قال معاوية : ومَن لي بهذا ؟ قال المغيرة : أنا أكفيك أهل الكوفة , ويكفيك زياد أهل البصرة. قال : ارجع إلى عملك. فرجع إلى أصحابه , فقالوا : مه. قال : لقد وضعت رجل معاوية في غرز بعيد الغاية على اُمّة محمَّد ( والغرز : ركاب من جلد ) , وفتقت عليهم فتقاً لا يُرتق أبداً , وأنشد:

بمثلِي شاهدِي النَّجْوى وغالَى

بيَ الأعداءُ والخصمُ الغِضابا

وقد صدق المغيرة في أنّه فتق على اُمّة محمَّد فتقاً لا يُرتق أبداً ؛ جرأة منه على الله تعالى واتّباعاً للهوى. وقدم المغيرة الكوفة وذاكر شيعة بني اُميّة بذلك فأجابوه , فأوفد منهم عشرة وأعطاهم ثلاثين ألف درهم وجعل عليهم ابنه , فقدموا على معاوية وزيّنوا له بيعة يزيد , وادّعوا أنّه إنّما استخفّهم إليه النّظر لاُمّة محمَّد (صلى‌الله‌عليه‌وآله ). فقال معاوية : لا تعجلوا بإظهار هذا. وقال لابن المغيرة سرّاً عنهم : بِكَم اشترى أبوك من هؤلاء دينهم ؟ فقال : بثلاثين ألف درهم. فقال : لقد هان عليهم دينهم , ولقد وجد أبوك دينهم عندهم رخيصاً. واستشار معاوية زياداً فأشار بالتؤدة.

وكتب معاوية إلى مروان : إنّي قد كبرت سنِّي ، وخشيت الاختلاف على الاُمّة بعدي , وقد رأيت أن أتخيّر لهم مَن يقوم بعدي , فأعرض ذلك وأخبرني بما يردّون عليك. فأخبرهم ، فقالوا : أصاب. فكتب إلى معاوية بذلك ، فأجابه بأنّه اختار لهم يزيد. فقال عبد الرّحمن بن أبي بكر : كذبت يا مروان , وكذب معاوية ، ما الخيار أردتما لاُمّة محمَّد (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) ، ولكنّكم

٣٦

تُريدون أنْ تجعلوها هرقلية. فقال مروان : هذا الذي أنزل الله فيه :( وَ الَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُمَا ) (١) . فقالت عائشة : كذبت ، والله ما هو به ، ولكنّك أنت فضض من لعنة نبي الله. ( أي : أَنّ النّبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) لعن أباك وأنت فضض من لعنته. أي : قطعة وطائفة منها ). وقام الحسين بن علي (عليه‌السلام ) فأنكر ذلك ، وفعل مثله ابن عمر وابن الزّبير.

فكتب مروان بذلك إلى معاوية ، وكان معاوية قد كتب إلى عمّاله بمدح يزيد وأنْ يُوفدوا إليه الوفود , فكان فيمن أتاه الأحنف بن قيس في وفد أهل البصرة , فقال معاوية للضّحاك بن قيس الفهري لـمّا اجتمع الوفود عنده : كُن أنت الذي تدعو إلى بيعة يزيد. فقام الضّحاك فمدح يزيد ودعا معاوية إلى بيعته ، وتكلّم مَن حضر من الوفود , فقال معاوية للأحنف : ما تقول يا أبا بحر؟ فقال : نخافكم إنْ صدقنا , ونخاف الله إنْ كذبنا. وتفرّق النّاس يحكون قول الأحنف.

وكان معاوية يُعطي المقارب ويداري المُباعد حتّى استوسق له أكثر النّاس , فلمّا بايعه أهل العراق والشّام , سار إلى الحجاز في ألف فارس , فلمّا دنا من المدينة , لقيه الحسين بن علي (عليه‌السلام ) ، ثمّ لقيه ابن الزّبير ، ثمّ عبد الرّحمن بن أبي بكر وعبد الله بن عمر فجفاهم ووبّخهم , فخرجوا إلى مكّة فأقاموا بها.

وخطب معاوية بالمدينة ومدح يزيد , ثمّ خرج إلى مكّة فجمع هؤلاء الأربعة , وقال لهم : قد اُعذر من أنذر ، إنّي قائم بمقالةٍ فاُقسم بالله , لئن ردّ عليَّ أحدكم كلمة في مقامي هذا , لا ترجع إليه كلمة غيرها حتّى يسبقها السّيف إلى رأسه. ثمّ دعا صاحب حرسه , فقال : أقم على رأس كلّ رجل من هؤلاء رجلين ، ومع كلّ واحد سيف , فإنْ ذهب رجل منهم يردّ عليَّ , فليضرباه بسيفهما. ثمّ قال : إنّ هؤلاء الرّهط سادة المسلمين وخيارهم , وأنّهم قد رضوا وبايعوا يزيداً ، فبايعوا على اسم الله. فبايع النّاس ، ثمّ ركب رواحله وانصرف إلى المدينة , وبايعه أهل المدينة ، وانصرف إلى الشّام.

وجفا بني هاشم ، فأتاه ابن عباس , فقال له : ما بالك جفوتنا ؟ قال : إنّ

____________________

(١) سورة الأحقاف / ١٧.

٣٧

صاحبكم لم يُبايع ليزيد , فلم تنكروا ذلك عليه. فقال : يا معاوية , إنّي لخليق أنْ أنحاز إلى بعض السّواحل فاُقيم به , ثمّ أنطلق حتّى أدع النّاس كلّهم خوارج عليك. قال : يا أبا العبّاس , تعطون وترضون.

هكذا كانت بيعة يزيد بالقهر والغلبة ، وتأميره على اُمّة محمَّد (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) - كما كانت بيعة أبيه - وهو يشرب الخمور ويرتكب الفجور ، ويلعب بالقرود والفهود , وأصبح أمر الخلافة كما قال الأمير أبو فراس الحمداني :

حتَّى إذا أصبحتْ في غيرِ صاحبِها

باتتْ تُنازعُها الذؤبانُ والرَّخمُ

وكما قال أبو العلاء المعرِّي :

دعِ الأيّام تفعلُ ما تُريد

فما أنا في العجائبِ مستزيدُ

أليس قريشكُمْ قتلتْ حُسيناً

وكان على خلافتِكُمْ يزيدُ

فلمّا مات معاوية , كتب يزيد إلى ابن عمّه الوليد بن عتبة - أمير المدينة - بأخذ البيعة على الحسين (ع ) , ويقول : إنْ أبى عليك ، فاضرب عنقه وابعث إليّ برأسه.

فامتنع الحسين (عليه‌السلام ) من بيعته ، ثمّ خرج ليلاً متوجّهاً إلى مكّة , فدسّ إليه يزيد بن معاوية مع الحاجّ في تلك السّنة ثلاثين رجلاً من شياطين بني اُميّة , وأمرهم بقتل الحسين (ع ) على أي حال اتّفق. فلمّا علم الحسين (ع ) بذلك ، وكان قد أحرم بالحجِّ , جعلها عمرة مفردة ؛ لأنّه لم يتمكّن من إتمام الحجِّ مخافة أنْ يُقبض عليه. فخرج من مكّة إلى العراق , فكان النّاس يخرجون إلى الحجِّ والحسين (ع ) خارج إلى العراق , فأرسل إليه ابن زياد الحُرَّ في ألف فارس , فأراد الحسين (عليه‌السلام ) الانصراف , فحال القوم بينه وبين الانصراف , ثمّ أخذ طريقاً لا يدخله الكوفة ولا يردّه إلى المدينة , ولم يزل سائراً حتّى انتهى إلى نينوى , فجاء رسول عبيد الله بن زياد إلى الحُرِّ يأمره بالتّضييق على الحسين (ع ) , وأنْ يُنزله بالعراء في غير حصن وعلى غير ماء.

وذلك من

٣٨

هوان الدُّنيا على الله أنْ يكون عبيد الله - نغل مرجانة - ابن زياد نغل سُميّة يفعل هذا بابن بنت رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) , فمنعه الحُرُّ من المسير , ولم يزل الحُرُّ يُسايره تارة ، ويمنعه اُخرى حتّى بلغ كربلاء , فلمّا بلغها قال : (( أهذه كربلاء ؟ )). قيل : نعم يابن رسول الله. فقال : (( هذا موضعُ كربٍ وبلاء. انزلوا ، ها هنا مناخُ ركابنا ومحطُّ رحالنا ، ومقتلُ رجالنا ومسفكُ دمائنا )).

ثمّ جمع ولده وإخوته وأهل بيته , ثمّ نظر إليهم فبكى ساعة , ثمّ قال : (( اللهمّ , إنّا عترة نبيّك وقد اُزعجنا وطُردنا واُخرجنا عن حرم جدِّنا , وتعدَّت بنو اُميّة علينا. اللهمّ , فخذ لنا بحقِّنا وانصرنا على القوم الظّالمين )).

ولم تزل الجيوش تأتي لقتاله إلى كربلاء حتّى بلغت ثلاثين ألفاً , وورد كتاب ابن زياد إلى ابن سعد : أنْ حِلْ بين الحسين وأصحابه وبين الماء , فلا يذوقوا منه قطرة. فبعث خمسمئة فارس فنزلوا على الشّريعة وحالوا بين الحسين (عليه‌السلام ) وأصحابه وبين الماء , ومنعوهم أنْ يستقوا منه قطرة , وذلك قبل قتل الحسين (ع ) بثلاثة أيّام , ثمّ زحفوا إليه فقتلوا أنصاره وأهل بيته واحداً بعد واحد، وجماعة بعد جماعة , بعدما أبلوا البلاء العظيم في نصرته , وأظهروا من الوفاء والشّجاعة الفائقة ما لا مزيد عليه.

ولـمّا بقي وحيداً فريداً نادى : (( هل مِن ذابٍّ يذبُّ عن حرم رسول الله ؟ هل مِن مُوحّدٍ يخاف الله فينا ؟ هل مِن مُغيث يرجو الله في إغاثتنا ؟ هل مِن مُعين يرجو ما عند الله في إعانتنا؟)). فارتفعت أصوات النّساء بالعويل , وقد اُثخن بالجراح في رأسه وبدنه , فجعل يُضاربهم بسيفه, وحمل النّاس عليه عن يمينه وشماله , فحمل على الذين عن يمينه فتفرّقوا , ثمّ حمل على الذين عن يساره فتفرّقوا.

قال بعض الرّواة : فوالله ، ما رأيت مكثوراً قطْ قد قُتل وُلده وأهل بيته وأصحابه ، أربط جأشاً ولا أمضى جناناً ولا أجرأ مقدماً منه. والله , ما رأيت قبله ولا بعده مثله ! وإنْ كانت الرجّالة لتشدّ عليه فيشدّ عليها بسيفه ، فتنكشف عنه انكشاف المعزى إذا شدّ

٣٩

فيها الذئب. ولقد كان يحمل فيهم ، وقد تكمّلوا ثلاثين ألفاً ، فينهزمون من بين يدَيه كأنّهم الجراد المنتشر ، ثمّ يرجع إلى مركزه وهو يقول : (( لا حول ولا قوّة إلّا بالله )). إلى أن قتلوه عطشان ظامياً ، واحتزّوا رأسه ورفعوه على رأس رمحٍ , وسلبوه ثيابه ودرعه ، وانتهبوا رحله وثقله , وداسوا جسده الشّريف بحوافر الخيل , ولم يدعوا من أمر فظيع حتّى فعلوه.

خلتِ الحميَّةُ يا اُميّةُ فاخلعي

حُللَ الحَيا وبثوبِ بغيكِ فارفُلِي

سوَّدتِ وجهَ حفائظِ العَرَبِ التي

كرُمتْ إذا ظفرتْ برجلٍ مُفضلِ

* * *

ليس هذا لرسولِ اللهِ يا

اُمّةَ الطُّغيانِ والبغي جزَا

المجلس الرّابع والعشرون بعد المئتين

روى ابن قتيبة في الإمامة والسّياسة ، وابن حجّة الحموي في ثمرات الأوراق وغيرهما من المؤرخين : أنّ يزيد بن معاوية شكا إلى وصيفٍ لأبيه , تركَ أبيه النّظر في شأنه , فأخبر الوصيفُ معاوية بذلك , فأرسل إلى يزيد فقال : ما الذي أضعنا من أمرك وقد علمت أنّي تخطّيتُ النّاس كلَّهم في تقديمك , ونصبتُك إماماً على أصحاب رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) ؟! فقال يزيد : قد كان ما تُحدّث به من جمال اُرينب بنت إسحاق , فرغبتُ إليك في نكاحها , فتركتَ ذلك حتّى تزوّجت. فقال معاوية : اكتم أمرك.

وكانت اُرينب مثلاً في جمالها وكثرة مالها , فتزوّجها ابن عمِّها عبد الله بن سلام , وكان من معاوية بالمنزلة

٤٠

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

٢ -( باب اشتراط الإعتكاف بالصوم، فلا ينعقد بدونه، ويجب بوجوبه، واشتراط إذن الزّوج والسيد، للمرأة والعبد)

[ ٨٨٨٧ ] ١ - دعائم الإسلام: عن جعفر بن محمّدعليهما‌السلام ، أنّه قال: « لا اعتكاف إلّا بصوم ».

[ ٨٨٨٨ ] ٢ - فقه الرضاعليه‌السلام : « ويصوم ما دام معتكفا » وقال في موضع آخر(١) : « وصوم الاعتكاف واجب ».

الصدوق في الهداية(٢) : عن الزهري، عن السّجادعليه‌السلام ، مثله.

[ ٨٨٨٩ ] ٣ - صحيفة الرضاعليه‌السلام : بإسناده عن آبائهعليهم‌السلام ، قال: « قال أمير المؤمنينعليه‌السلام (١) : لا اعتكاف إلّا بصوم ».

[ ٨٨٩٠ ] ٤ - الصدوق في المقنع: ولا يكون الاعتكاف إلّا بصيام.

____________________________

الباب - ٢

١ - دعائم الإسلام ج ١ ص ٢٨٦.

٢ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٢١.

(١) نفس المصدر ص ٢٣.

(٢) الهداية ص ٤٩.

٣ - صحيفة الرضاعليه‌السلام ص ٦٠ ح ١٢٠.

(١) في نسخة: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

٤ - المقنع ص ٦٦.

٥٦١

٣ -( باب اشتراط كون الاعتكاف في المسجد الحرام، أو مسجد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أو مسجد البصرة، أو في مسجد جامع، رجلاً كان المعتكف أو امرأة)

[ ٨٨٩١ ] ١ - فقه الرضاعليه‌السلام : لا يجوز الاعتكاف إلّا في المسجد الحرام، ومسجد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ومسجد الكوفة، ومسجد المدائن، والعلّة في ذلك: أنّه لا يعتكف إلّا في مسجد جمع فيه إمام عدل، وجمع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في مكة والمدينة، وأمير المؤمنينعليه‌السلام في هذه الثلاثة المساجد، وقد روي في مسجد البصرة ».

وقالعليه‌السلام في موضع آخر(١) : « سئل عن الاعتكاف فقال: لا يصلح الاعتكاف إلّا في المسجد الحرام، ومسجد الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ومسجد الكوفة، ومسجد جماعة ».

[ ٨٨٩٢ ] ٢ - دعائم الإسلام: عن جعفر بن محمّدعليهما‌السلام ، أنّه قال: « ولا اعتكاف، إلّا في مسجد يجمع فيه ».

[ ٨٨٩٣ ] ٣ - الصدوق في المقنع: واعلم أنّه لا يجوز الاعتكاف إلّا في خمسة مساجد: في المسجد الحرام، ومسجد الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ومسجد الكوفة، ومسجد المدائن، ومسجد البصرة [ والعلة في ذلك أنّه لا يعتكف الا في مسجد جامع جمع فيه امام عدل ](١) وقد جمع

____________________________

الباب - ٣

١ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٢٦.

(١) نفس المصدر ص ٢١.

٢ - دعائم الإسلام ج ١ ص ٢٨٦.

٣ - المقنع ص ٦٦.

(١) ما بين المعقوفين أثبتناه من المصدر.

٥٦٢

النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله بمكة والمدينة، وأمير المؤمنينعليه‌السلام في هذه المساجد.

٤ -( باب اشتراط كون الاعتكاف، ثلاثة أيّام لا أقلّ، وأنه إذا اعتكف يومين وجب الثالث، مع عدم الاشتراط، وكذا بعد الثلاثة)

[ ٨٨٩٤ ] ١ - دعائم الإسلام: عن جعفر بن محمّدعليهما‌السلام أنّه قال: « وأقلّ الاعتكاف ثلاثة أيام ».

٥ -( باب تحريم الجماع على المعتكف ليلاً ونهاراً، دون عشرة النساء، واستحباب استتاره بضرب قبّة)

[ ٨٨٩٥ ] ١ - دعائم الإسلام: عن جعفر بن محمّدعليهما‌السلام ، أنّه قال: « ولا يصلي المعتكف في بيته، ولا يأتي النّساء ».

[ ٨٨٩٦ ] ٢ - كتاب حسين بن عثمان بن شريك: عن اسحاق بن عمّار، أو سماعة بن مهران، عن أبي عبداللهعليه‌السلام : « قد كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، إذا دخل العشر الأواخر، ضربت له قبّة شعر، وشدّ المئزر، - قال قلت: واعتزل النّساء - قال: أمّا اعتزال النّساء فلا ».

____________________________

الباب - ٤

١ - دعائم الإسلام ج ١ ص ٢٨٧.

الباب - ٥

١ - دعائم الإسلام ج ١ ص ٢٨٦.

٢ - كتاب حسين بن عثمان بن شريك ص ١١٢.

٥٦٣

٦ -( باب كفّارة الجماع في الاعتكاف)

[ ٨٨٩٧ ] ١ - الجعفريات: أخبرنا محمّد، حدّثني موسى، حدّثنا أبي، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن عليعليهم‌السلام ، قال: « المعتكف إذا وطئ أهله، وهو معتكف، فعليه كفّارة الظّهار ».

٧ -( باب وجوب إقامة المعتكف واجباً في المسجد، رجلاً كان أو امرأة، فلا يجوز له الخروج، وإلّا لحاجة لا بدّ منها، كجنازة، أو عيادة، أو جمعة، أو بول، أو غائط، أو قضاء حاجة مؤمن)

[ ٨٨٩٨ ] ١ - دعائم الإسلام: عن جعفر بن محمّدعليهما‌السلام ، أنّه قال في حديث: « ولا يخرج من المسجد، إلّا لحاجة لا بدّ منها ».

[ ٨٨٩٩ ] ٢ - وعن عليعليه‌السلام ، أنّه قال: « يلزم المعتكف المسجد، ويلزم ذكر الله والتّلاوة(١) والصلاة - إلى أن قال - ولا يحضر جنازة، ولا يعود مريضا ».

[ ٨٩٠٠ ] ٣ - أحمد بن محمّد بن فهد في عدة الدّاعي: عن ابن عباس

____________________________

الباب - ٦

١ - الجعفريات ص ٥٩.

الباب - ٧

١ - دعائم الإسلام ج ١ ص ٢٨٦.

٢ - دعائم الإسلام ج ١ ص ٢٨٧.

(١) في المصدر: وتلاوة القرآن.

٣ - عدة الداعي ص ١٧٩.

٥٦٤

قال: كنت مع الحسن بن عليعليهما‌السلام ، في المسجد الحرام، وهو معتكف، وهو يطوف بالكعبة، فعرض له رجل من شيعته، فقال: يا ابن رسول الله، إنّ عليّ دينا لفلان، فإن رأيت أن تقضيه عنّي فقالعليه‌السلام « وربّ (هذه البنية)(١) ما أصبح عندي شئ » فقال: إن رأيت أن تستمهله عنّي، فقد تهدّدني بالحبس، قال ابن عبّاس، فقطع(٢) الطّواف وسعى معه، فقلت: يا ابن رسول الله، أنسيت أنّك معتكف؟ فقال: « لا، ولكنّي سمعت أبيعليه‌السلام ، يقول: سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، يقول: من قضى لأخيه المؤمن حاجة، كان كمن عبدالله تعالى تسعة آلاف سنة، صائما نهاره قائما ليله ».

[ ٨٩٠١ ] ٤ - ورواه في البحار، عن اعلام الدّين للدّيلمي: عنه، مثله، قال: وزاد في آخره: فاجتاز على دار أبي عبدالله الحسينعليه‌السلام ، فقال للرّجل: هلّا أتيت أبا عبداللهعليه‌السلام في حاجتك؟ » قال: أتيته، فقال: « أنا معتكف ».

فقال: « أما إنه لو سعى في حاجتك، لكان خيراً له من اعتكاف ثلاثين سنة ».

[ ٨٩٠٢ ] ٥ - فقه الرضاعليه‌السلام : « واعتكاف المرأة، مثل اعتكاف الرجل ».

[ ٨٩٠٣ ] ٦ - الجعفريات: بالسند المتقدّم عن جعفر بن محمّد

____________________________

(١) في المصدر: هذا البيت.

(٢) وفيه: فقطع الإمام.

٤ - البحار ج ٩٧ ص ١٢٩ ح ٦ عن اعلام الدين ص ١٣٨.

٥ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٢١.

٦ - الجعفريات ص ٦٣.

٥٦٥

عليهما‌السلام ، عن أبيه، في حديث قال: « ولا يتحوّل من مجلس اعتكافه ».

[ ٨٩٠٤ ] ٧ - الصدوق في المقنع: وللمعتكف أن يخرج إلى الجمعة، وإلى قضاء الحاجة.

٨ -( باب أنّ المعتكف إذا خرج لحاجة، لم يجز له الجلوس، ولا المشي تحت ظلال اختياراً، ولا الصلاة في غير مسجده، إلّا بمكة)

[ ٨٩٠٥ ] ١ - دعائم الإسلام: عن جعفر بن محمّدعليهما‌السلام ، أنّه قال: « ولا يصلي المعتكف في بيته - إلى ان قال - ولا يخرج من المسجد، إلّا لحاجة لابدّ منها، ولا يجلس حتّى يرجع ».

[ ٨٩٠٦ ] ٢ - فقه الرضاعليه‌السلام : « ولا ينبغي للمعتكف، أن يخرج من المسجد، إلّا لحاجة لابدّ منها، وتشييع الجنازة، ويعود المريض، ولا يجلس حتّى يرجع من ساعته ».

٩ -( باب استحباب اشتراط المعتكف، كما يشترط المحرم)

[ ٨٩٠٧ ] ١ - الجعفريات: أخبرنا محمّد، حدّثني موسى، حدّثنا أبي، عن

____________________________

٧ - المقنع ص ٦٦.

الباب - ٨

١ - دعائم الإسلام ج ١ ص ٢٨٦.

٢ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٢١.

الباب - ٩

١ - الجعفريات ص ٦٣.

٥٦٦

أبيه، عن جدّه جعفر بن محمّد، عن أبيهعليهم‌السلام ، قال: « كان أبي يقول: يبنغي للمعتكف أن يستثني اعتكافه في مكانه، يقول: اللّهمّ إنّي اريد الاعتكاف في شهري هذا، فأعنّي عليه، فإن ابتليتني فيه بمرض أو خوف، فأنا في حلّ من اعتكافه(١) ، فإن أصابه شئ من ذلك، فهو في حلّ ».

١٠ -( باب تحريم الطيب، والرّيحان، والمراء، والبيع، والشراء، على المعتكف)

[ ٨٩٠٩ ] ١ - دعائم الإسلام: عن عليعليه‌السلام ، أنّه قال: « يلزم المعتكف المسجد - إلى ان قال - ولا يتحدّث بأحاديث الدّنيا، ولا ينشد الشّعر، ولا يبيع ولا يشتري، ولا يحضر جنازة، ولا يعود مريضا، ولا يدخل بيتا (يخلو من امرأة)(١) ، ولا يتكلّم برفث، ولا يماري أحدا، وما كفّ من الكلام مع الناس، فهو خير له ».

[ ٨٩٠٩ ] ٢ - الجعفريات: بالاسناد المتقدّم، عن جعفر بن محمّدعليهما‌السلام ، قال: « كان أبي يقول: إنّ المعتكف لا يبيع، ولا يشتري، ولا يجادل، ولا يماري، ولا يغضب، ولا يتحوّل من مجلس اعتكافه ».

____________________________

(١) ظاهراً: الاعتكاف (هامش الطبعة الحجرية).

الباب - ١٠

١ - دعائم الإسلام ج ١ ص ٢٨٧.

(١) في المصدر: ولا يخلو مع امرأة.

٢ - الجعفريات ص ٦٣.

٥٦٧

١١ -( باب جواز خروج المعتكف من المسجد، لمرض، أو حيض، ووجوب إعادة الاعتكاف إن كان واجباً)

[ ٨٩١٠ ] ١ - دعائم الإسلام: عن جعفر بن محمّدعليهما‌السلام ، أنّه قال في حديث: « وكذلك المعتكفة، إلّا أن تحيض، فإذا حاضت انقطع اعتكافها، وخرجت من المسجد، وأقلّ الاعتكاف ثلاثة أيّام ».

[ ٨٩١١ ] ٢ - الجعفريات: بالاسناد المتقدّم، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن عليعليهم‌السلام ، أنّه سئل عن معتكفة حاضت، قال: « تخرج إلى بيتها، فإذا هي طهرت، رجعت فقضت الأيّام التي تركت في أيّام حيضها ».

١٢ -( باب استحباب الاعتكاف شهرين في المسجد الحرام، وفي الأشهر الحرام)

[ ٨٩١٢ ] ١ - السيد فضل الله الراوندي في نوادره: باسناده الصّحيح، عن موسى بن جعفر، عن آبائهعليهم‌السلام ، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : الخلق عيال الله، فأحبّ الخلق إلى لله، من نفع عيال الله، وأدخل على أهل بيت(١) سرورا، وسعى(٢) مع أخ

____________________________

الباب - ١١

١ - دعائم الإسلام ج ١ ص ٢٨٧.

٢ - الجعفريات ص ٦٣.

الباب - ١٢

١ - نوادر الراوندي ص ١١.

(١) في المصدر: بيتي.

(٢) وفيه: ومشى.

٥٦٨

مسلم في حاجة، احبّ إلى الله تعالى من اعتكاف شهرين في المسجد الحرام ».

[ ٨٩١٣ ] ٢ - كتاب جعفر بن محمّد بن شريح الحضرمي: عن ابراهيم بن جبير، عن جابر، عن محمّد بن عليعليهما‌السلام ، قال: « لقضاء حاجة مسلم، أفضل من عتق(١) عشر نسمات، واعتكاف الحرام ».

[ ٨٩١٣ ] ٢ - كتاب جعفر بن محمّد بن شريح الحضرمي: عن ابراهيم بن جبير، عن جابر، عن محمّد بن عليعليهما‌السلام ، قال: « لقضاء حاجة مسلم، أفضل من عتق(١) عشر نسمات، واعتكاف شهر في المسجد ».

ويأتي عن كامل الزّيارة لابن قولويه(٢) ، أنّه قال الصادقعليه‌السلام ، لأُمّ سعيد الاحمسية: « إنّ زيارة الحسينعليه‌السلام ، (عدل حجّ)(٣) وعمرة، واعتكاف شهرين في المسجد الحرام » الخبر.

[ ٨٩١٤ ] ٣ - كتاب الروضة للمفيد رحمه الله: عن أبي الحسن موسىعليه‌السلام ، قال: « من عمل في حاجة أخيه المسلم، كتب الله له بها عشر حسنات، وحطّ بها عشر سيئات - وكان صورة خطّ المصنّف - له عتق رقبة، وصوم شهرين، واعتكاف في المسجد الحرام » الخبر. ادام الله تعالى بقاه.

تمّ كتاب الاعتكاف، من كتاب مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل، بيد مؤلفه العبد المسئ حسين بن محمّد تقي الطّبرسي، في عصر يوم الثلاثاء، التاسع عشر، من ربيع الآخر، سنة ١٣٠٥ في الناحية المقدّسة.

____________________________

٢ - كتاب جعفر بن محمّد بن شريح الحضرمي ص ٧٩.

(١) ليست في المصدر، واستظهرها المصنف « قدّه ».

(٢) كامل الزيارات ص ١١٠.

(٣) في المصدر: تعدل حجّة.

٣ - كتاب الروضة.

٥٦٩

الفهرست

أبواب ما تجب فيه الزكاة وما تستحب فيه ٧

١ - باب وجوبها ٧

٢ - باب وجوب الجود والسخاء بالزكاة، ونحوها من الواجبات.. ١٢

٣ - باب تحريم منع الزكاة ١٨

٤ - باب ثبوت الكفر والارتداد والقتل، بمنع الزكاة استحلالاً وجحوداً ٢٤

٥ - باب تحريم البخل والشح بالزكاة ونحوها ٢٦

٦ - باب تحريم منع كلّ حقّ واجب في المال. ٣٣

٧ - باب ما يتأكد استحقاقه من الحقوق في المال سوى الزكاة، وجملة من أحكامها ٣٥

٨ - باب وجوب الزكاة في تسعة أشياء: الذهب، والفضة، والإبل، والبقر، والغنم، والحنطة، والشعير، والتمر، والزبيب، وعدم وجوبها في شئ سوى ذلك من الحبوب وغيرها ٣٨

٩ - باب استحباب الزكاة فيما سوى الغلّات الأربع، من الحبوب التي تكال، وعدم وجوبها فيما عدا الأربع، وتساوي الجميع في الشرائط. ٣٩

١٠ - باب عدم وجوب الزكاة في الخضر والبقول، كالقصب والبطيخ، والغضا والرطبة، والقطن والزعفران والأشنان، والفواكه ونحوها، وكل ما يفسد من يومه، إلّا أن يباع بذهب أو فضة، فتجب في ثمنه بعد الحول. ٣٩

١١ - باب عدم وجوب الزكاة في الجوهر وأشباهه، وإن كثر ٤٠

١٢ - باب تأكد استحباب الزكاة في مال التجارة، بشرط أن يطلب برأس ماله أو زيادة في الحول كلّه، فإن طلب بنقيصة ولو في بعض الحول، لم تستحب إلّا أن يباع ثمّ يحول على الثمن الحول فتجب، وإن مضى له على النقيصة أحوال، زكّاه لحول واحد استحباباً ٤١

٥٧٠

١٣ - باب عدم جواز التجارة بمال لم يزكّه صاحبه أو العامل به، وأنّه يكفي العامل قول صاحبه أنّه يزكّيه ٤٢

١٤ - باب استحباب الزكاة في الخيل والإناث السائمة طول الحول، عن كلّ فرس عتيق ديناران، وعن كلّ برذون دينار كلّ عام، وعدم استحباب الزكاة في الذكور من الخيل، ولا في المعلوفة، ولا في العوامل، ولا في البغال والحمير  ٤٢

١٥ - باب عدم وجوب الزكاة في شئ من الحيوان غير الأنعام الثلاث، فلا يجب في الرقيق إلّا الفطرة، وزكاة ثمنه إذا بيع وحال عليه الحول، ولا في الرحى، ولا تستحب في الرقيق إلّا أن تراد به التجارة ٤٣

١٦ - باب نوادر ما يتعلّق بأبواب ما تجب فيه الزكاة، وما تستحب.. ٤٤

أبواب من تجب عليه الزكاة ومن لا تجب عليه ٤٩

١ - باب وجوبها على البالغ العاقل، وعدم وجوبها في مال الطفل. ٤٩

٢ - باب أنّ من اتجر بمال الطفل وكان ولياً، استحب له تزكيته، وإن كان مليّا، وضمنه واتجر لنفسه فله الربح، ولا تستحب الزكاة للطفل بل للعامل، وإن لم يكن ولياً ولا مليّاً لم تستحب، وكان ضامناً، والربح للطفل. ٥٠

٣ - باب عدم وجوب الزكاة في مال المجنون، واستحبابها إذا اتجر به وليه، وإلا لم تستحب.. ٥١

٤ - باب وجوب الزكاة على الحر، وعدم وجوبها على المملوك، ولو وهبه سيده مالاً، ولو كان مكاتباً، فإن عمل له أو أذن له سيده زكاه، ولا يجب على سيده زكاة مال عبده ٥١

٥ - باب اشتراط الملك والتمكن من التصرف في وجوب الزكاة، فلا تجب في المال الضال والمفقود، والمال الغائب الذي ليس في يد وكيله، فإن غاب سنين ثمّ عاد استحب زكاته لسنة واحدة ٥٢

٦ - باب عدم وجوب زكاة الدّين والقرض على صاحبه، إلّا أن يكون تأخيره من جهته وغريمه باذل له، فتستحب   ٥٣

٧ - باب وجوب زكاة القرض مع وجوده حولاً على المقترض لا على المقرض، فإن زكاة المقرض سقطت عن المقترض   ٥٤

٥٧١

٨ - باب وجوب الزكاة مع الشرائط، وإن كان على المالك دين بقدر المال أو اكثر، وحكم من خلف لأهله نفقة، وحكم اشتراط البائع زكاة الثمن على المشتري. ٥٤

٩ - باب نوادر ما يتعلّق بأبواب من تجب عليه الزكاة، ومن لا تجب عليه ٥٥

أبواب زكاة الأنعام ٥٧

١ - باب اشتراط بلوغ النصاب في وجوب الزكاة، في الإبل والبقر والغنم، وعدم وجوب شئ فيما نقص عن النصاب، وأنه لا يضم أحدها إلى الآخر ٥٧

٢ - باب تقدير النصب في الإبل، وما يجب في كلّ نصاب منها، وجملة من أحكامها ٥٧

٣ - باب تقدير النصب في البقر، وما يجب في كلّ واحد منها ٦٠

٤ - باب وجوب الزكاة في الجواميس، مثل زكاة البقر ٦٢

٥ - باب تقدير النصب في الغنم. ٦٢

٦ - باب اشتراط السوم في الأنعام وأن لا تكون عوامل، فلا تجب الزكاة في المعلوفة والعوامل بل تستحب   ٦٣

٧ - باب اشتراط الحول في وجوب الزكاة على الانعام ٦٤

٨ - باب اشتراط حول الصغار بعد الولادة في وجوب الزكاة، وعدم الاكتفاء بحول الأمهات   ٦٤

٩ - باب أنّه لا تؤخذ في الزكاة الأكيلة، ولا الرُبّى، ولا شاة اللبن، ولا فحل الغنم، ولا الهرمة، ولا ذات العوار، وأن الجميع يعدّ ٦٥

١٠ - باب وجوب الزكاة في المجتمع في الملك، وإن كان متفرقاً في اماكن، وعدم وجوبها في المتفرق في الملك وإن كان مجتمعاً، إذا لم يكن يبلغ ملك كلّ واحد نصاباً ٦٦

١١ - باب ما يجوز أخذه بدلاً عن الواجب من اسنان الإبل. ٦٨

١٢ - باب ما يستحب للمصدق والعامل استعماله من الآداب، وان الخيار للمالك والقول قوله ٦٨

١٣ - باب نوادر ما يتعلّق بأبواب زكاة الأنعام ٧٣

أبواب زكاة الذهب والفضة ٧٥

١ - باب تقدير النصب في الذهب، وما يجب في كلّ واحد منها ٧٥

٥٧٢

٢ - باب تقدير النصب في الفضة، وما يجب في كلّ نصاب منها ٧٦

٣ - باب أنّ الزكاة الواجبة في الذهب والفضة، هي ربع العشر من كلّ أربعين واحد، ومن كلّ الف خمسة وعشرون  ٧٨

٤ - باب اشتراط بلوغ النصاب في وجوب زكاة النقدين، وأنه لا يضم أحدهما إلى الآخر، ولا مال أحد الشريكين إلى الآخر، وعدم وجوب شئ، فيما نقص عن النصاب، وكذا ما بين كلّ نصابين. ٧٩

٥ - باب اشتراط وجوب النصاب كاملاً طول الحول، وإلا لم تجب الزكاة ٨٠

٦ - باب اشتراط كون النقدين منقوشين بسكة المعاملة، فلا تجب الزكاة في التبر والسبائك والنقار ٨١

٧ - باب عدم وجوب الزكاة في الحلي، وإن كثر وعظمت قيمته ٨١

٨ - باب تزكية الحلي بإعارته لمن يؤمن منه إفساده ٨٢

٩ - باب جواز إخراج القيمة عن زكاة الدنانير والدراهم وغيرهما، واستحباب الإخراج من العين   ٨٢

١٠ - باب اشتراط الحول من حين الملك، في وجوب زكاة النقدين. ٨٣

١١ - باب حكم مضي حول على رأس المال دون الربح، وعلى أحد المالين دون الآخر ٨٣

١٢ - باب اشتراط البائع زكاة الثمن على المشتري. ٨٤

١٣ - باب نوادر ما يتعلّق بأبواب زكاة النقدين. ٨٤

أبواب زكاة الغلّات.. ٨٧

١ - باب وجوب زكاة الغلات الأربع، إذا بلغت خمسة أوسق فصاعداً، وهي ثلاثمائة صاع، ووجوبها في العنب مع الخرص وبلوغ النصاب.. ٨٧

٢ - باب عدم وجوب الزكاة فيما نقص عن النصاب من الغلات، وأنه لا يضم جنس منها إلى آخر ليتم النصاب   ٨٧

٣ - باب ان الواجب في زكاة الغلات الأربع، هو العشر إن سقي سيحا أو بعلاً أو من نهر أو عين أو سماء، ونصف العشر إن سقي بالنواضح والدوالي ونحوها ٨٨

٤ - باب وجوب الزكاة في حصة العامل، في المزارعة والمساقاة مع الشرائط. ٩٠

٥٧٣

٥ - باب حكم الزكاة في الثمار التي توكل، وما يترك للحارس ونحوها ٩٠

٦ - باب حكم حصة السلطان والخراج، هل فيها زكاة؟ وهل يحتسب من الزكاة أم لا؟ ٩١

٧ - باب أنّ الزكاة لا تجب في الغلات إلّا مرة واحدة، وإن بقيت ألف عام، إلّا أن تباع بنقد ويحول على ثمنه الحول فتجب   ٩١

٨ - باب استحباب الصدقة من الزرع والثمار، يوم الحصاد والجذاذ ٩٢

٩ - باب كراهة الحصاد والجذاذ والتضحية والبذر بالليل، واستحباب الإعطاء والصدقة عند ذلك   ٩٣

١٠ - باب كراهة الإسراف في الإعطاء عند الحصاد والجذاذ، والإعطاء بالكفين، بل يعطى بكف واحد مرة أو مراراً ٩٤

١١ - باب جواز أكل المار من الثمار ولا يفسد ولا يحمل ولا يقصد. ٩٤

١٢ - باب عدم جواز إخراج الغلة الرديئة عن الجيدة في الزكاة، وحكم المعى فارة وأم جعرور في الزكاة ٩٥

١٣ - باب نوادر ما يتعلّق بأبواب زكاة الغلات.. ٩٧

أبواب المستحقين للزكاة ١٠١

١ - باب أصناف المستحقين، وعدم اشتراط الإيمان في المؤلفة والرقاب، وسقوط المؤلفة الآن، وقبول دعوى الاستحقاق مع ظهور الكذاب، وأنه يعطى من يسأل ومن لا يسأل منهم. ١٠١

٢ - باب أن من دفع الزكاة إلى غير المستحق، كغير المؤمن أو غير الفقير ونحوهما، ضمنها إلّا أن يكون اجتهد في الطلب فتحزيه، وأن من لم يعلم بوجوب الزكاة ثمّ علم، وجب عليه قضاؤها ١٠٥

٣ - باب وجوب وضع الزكاة في مواضعها، ودفعها إلى مستحقها ١٠٦

٤ - باب اشتراط الإيمان والولاية في مستحق الزكاة، إلّا المؤلفة والرقاب والأطفال، وإن لم يجد للزكاة مستحقاً أو مؤمناً بعث بها إليهم، فإن تعذر جاز إعطاء المستضعف والانتظار، ويكره إعطاء السائل بكفه منها ١٠٦

٥٧٤

٥ - باب عدم جواز دفع الزكاة إلى المخالف في اعتقاد الحق من الأصول: كالمجسمة، والمجبرة، والواقفية، والنواصب، وغيرهم  ١٠٨

٦ - باب أن حد الفقر الذي يجوز معه أخذ الزكاة، ان لا يملك مؤونة السنة له ولعياله فعلاً أو قوة، كذي الحرفة ولصنعة ١٠٩

٧ - باب جواز أخذ الفقير الزكاة، وإن كان له خادم ودابة ودار ممـّا يحتاج إليه، لا ما يزيد عن احتياجه، بقدر كفاية سنة ١١٠

٨ - باب حكم من كان له مال يتجر به، ولا يربح فيه مقدار مؤونة سنة له ولعياله، أو وجه معيشته كذلك   ١١١

٩ - باب أنّه لا يجوز دفع الإنسان زكاته إلى من تجب عليه نفقته، وهم: أبواه، وأجداده، وأولاده، وزوجاته، ومماليكه، دون بقية الأقارب.. ١١٢

١٠ - باب جواز شراء الأب المملوك ونحوه من واجبي النفقة، من الزكاة وعتقه ١١٢

١١ - باب أنّه من كان عليه زكاة فأوصى بها، وجب إخراجها من الأصل، مقدماً على الميراث، وكان كالدين وحجة الإسلام ١١٣

١٢ - باب كراهة اعطاء المستحق من الزكاة أقل من خمسة دراهم وعدم التحريم. ١١٣

١٣ - باب جواز إعطاء المستحق من الزكاة ما يغنيه، وأنه لا حد له في الكثرة، إلّا من يخاف منه الإسراف، فيعطى قدر كفايته لسنة ١١٣

١٤ - باب جواز تفضيل بعض المستحقين على بعض، واستحباب كون التفضيل لفضيلة، كترك السؤال، والديانة، والفقه، والعقل  ١١٤

١٥ - باب عدم وجوب استعياب المستحقين بالإعطاء، والتسوية بينهم، واستحباب ذلك.. ١١٥

١٦ - باب تحريم الزكاة الواجبة على بني هاشم، إذا كان الدافع من غيرهم. ١١٧

١٧ - باب جواز إعطاء بني هاشم من الصدقة والزكاة المندوبة ١٢٢

١٨ - باب جواز إعطاء بني هاشم زكاتهم، لبني هاشم وغيرهم. ١٢٢

١٩ - باب جواز إعطاء بني هاشم من الزكاة مع ضرورتهم، وقصور الخمس عن كفايتهم. ١٢٢

٥٧٥

٢٠ - باب استحباب دفع الزكاة والفطرة إلى الإمام، وإلى الثقات من بني هاشم، ليفرقوها على أربابها، واستحباب قبول الثقات ذلك   ١٢٣

٢١ - باب جواز نقل الزكاة أو بعضها، من بلد إلى آخر مع الأمن، ووجوبه مع عدم المستحق هناك  ١٢٤

٢٢ - باب استحباب تفريق الزكاة في بلد المال، وكراهية نقلها مع وجود المستحق. ١٢٤

٢٣ - باب أن من دفع إليه مال يفرقه في قوم وكان منهم، جاز له أن يأخذ لنفسه كأحدهم، إلّا أن يعيّن له أشخاصاً، فلا يجوز العدول عنهم إلّا بإذنه ١٢٥

٢٤ - باب جواز تصرف الفقير فيما يدفع إليه من الزكاة كيف يشاء، من حج وتزويج وأكل وكسوة وصدقة وغير ذلك، ولا يلزمه الاقتصار على أقل الكفاية ١٢٥

٢٥ - باب جواز صرف الزكاة في شراء عبيد المسلمين، الّذين تحت الشدة خاصة وعتقهم، وجوازه مطلقاً مع عدم المستحق، فإن مات العبد الذي اشتري من الزكاة وأعتق وله مال ولا وارث له، ورثه المستحقون للزكاة ١٢٦

٢٦ - باب جواز صرف الزكاة إلى المكاتبين مع حاجتهم، وعدم جواز إعطاء الزكاة للمملوك، سوى ما استثنى  ١٢٧

٢٧ - باب جواز قضاء الدين عن المؤمن من الزكاة، إذا لم يكن صرفه في معصيته، وجواز مقاصته بها من دين عليه، حياً أو ميتاً واستحباب اختيار إعطائه منها على مقاصته مع ضرورته، وجواز تجهيز الميت من الزكاة ١٢٧

٢٨ - باب عدم جواز دفع الزكاة إلى الغارم في معصية، وحكم مهور النساء ١٢٨

٢٩ - باب جواز تعجيل إعطاء الزكاة للمستحق على وجه القرض، واحتسابها عليه عند الوجوب مع بقاء الاستحقاق  ١٣٠

٣٠ - باب أنّ الزكاة لا تجب فيما عدا الغلات، إلّا بعد الحول من حين الملك، وأنه يكفي فيه أن يهل الثاني عشر ١٣١

٣١ - باب وجوب إخراج الزكاة عند حلولها من غير تأخير، وعزلها أو كتابتها مع عدم المستحق إلى أن يوجد، وحكم التجارة بها وتلفها ١٣٢

٣٢ - باب استحباب إخراج الزكاة المفروضة علانية، والصدقة المندوبة سراً، وكذا سائر العبادات   ١٣٣

٥٧٦

٣٣ - باب قبول دعوى المالك في الإخراج. ١٣٤

٣٤ - باب وجوب النية عند إخراج الزكاة ١٣٤

٣٥ - باب استحباب التوصل بالزكاة إلى من يستحي من قبولها، بإعطائه على وجه آخر لا يوجب إذلال المؤمن  ١٣٥

٣٦ - باب نوادر أبواب المستحقين للزكاة ١٣٦

أبواب زكاة الفطرة ١٣٧

١ - باب وجوبها على الغني المالك لقوت السنة ١٣٧

٢ - باب عدم وجوب الفطرة على الفقير، وهو من لا يملك كفاية سنته ١٣٨

٣ - باب استحباب استخراج الفقير الفطرة، وأقله صاع يديره على عياله ١٣٩

٤ - باب عدم وجوب الفطرة على غير البالغ العاقل. ١٤٠

٥ - باب وجوب إخراج الإنسان الفطرة عن نفسه وجميع من يعوله، من صغير وكبير، وغني وفقير، وحر ومملوك، وذكر وأُنثى، ومسلم وكافر، وضيف.. ١٤٠

٦ - باب أنّ الواجب في الفطرة عن كلّ إنسان، صاع من جميع الأقوات.. ١٤٢

٧ - باب مقدار الصاع. ١٤٣

٨ - باب إخراج الفطرة من غالب القوت في ذلك البلد. ١٤٤

٩ - باب جواز إخراج القيمة السوقية عمّا يجب في الفطرة، واستحباب دفعها إلى الإمام مع الإمكان، أو إلى الثقات من الشيعة، ليدفعوها إلى السمتحق. ١٤٥

١٠ - باب استحباب اختيار التمر على ما سواه في الفطرة ١٤٦

١١ - باب أن من ولد له ولد، أو أسلم قبل الهلال، وجبت عليه الفطرة، وإن كان بعده لا تجب   ١٤٦

١٢ - باب أن وقت وجوب الفطرة إذا أهلّ شوال قبل صلاة العيد، وعدم سقوط الوجوب بتأخيرها عنها، وجواز تقديمها من أول شهر رمضان إلى آخره فرضاً ١٤٧

١٣ - باب وجوب عزل الفطرة عند الوجوب وعدم المستحق، وتأخيرها حتى يوجد. ١٤٨

٥٧٧

١٤ - باب أن مستحق زكاة الفطرة هو مستحق زكاة المال، وأنه لا يجوز دفعها إلى غير مؤمن، ولا إلى غير محتاج  ١٤٩

١٥ - باب أنّه يجوز دفع الفطرة إلى المستضعف مع عدم المؤمن، لا إلى الناصب، ويستحب تخصيص الجيران والأقارب بها من الاستحقاق، ويكره نقلها من بلد إلى آخر مع وجود المستحق. ١٤٩

١٦ - باب استحباب تفريق الفطرة على جماعة، وعدم جواز إعطاء الفقير أقل من صاع، وجواز إعطائه أصواعاً متعددة، وجواز إعطاء جميع الفطرة لمستحق واحد. ١٥٠

١٧ - باب وجوب زكاة الفطرة على السيد إذا كمل له رأس، ولو من رأسين فصاعداً، مع الشركة، وإلا فلا  ١٥١

١٨ - باب نوادر ما يتعلّق بابواب زكاة الفطرة ١٥١

أبواب الصدقة ١٥٣

١ - باب تأكد استحبابها مع كثرة المال وقلته، ومع الدين. ١٥٣

٢ - باب أنّه يستحب للإنسان أن يعول أهل بيت من المسلمين، بل يختاره ندباً على الحج. ١٦٣

٣ - باب استحباب الصدقة عن المريض.. ١٦٣

٤ - باب استحباب صدقة الإنسان بيده خصوصاً المريض، وأمر السائل بالدعاء له ١٦٤

٥ - باب استحباب كثرة الصّدقة، بقدر الجهد. ١٦٦

٦ - باب استحباب الصّدقة ولو بالقليل، على الغني والفقير. ١٦٧

٧ - باب استحباب التّبكير بالصّدقة كلّ صباح وكلّ يوم، وأنّه لا بدّ فيها من النيّة ١٧٠

٨ - باب استحباب الصّدقة عند توقع البلاء، والخوف من الاسواء والدّاء ١٧٢

٩ - باب استحاب قناعة السّائل، ودعائه لمن أعطاه، وزيادة إعطاء القانع الشّاكر، وردّ غير القانع  ١٧٦

١٠ - باب استحباب افتتاح النّهار بالصّدقة، وافتتاح اللّيل بالصّدقة، وافتتاح الخروج في ساعة النّحوس وغيرها بالصّدقة ١٧٨

١١ - باب استحباب الصّدقة في السرّ، واختيارها على الصّدقة في العلانيّة ١٨١

٥٧٨

١٢ - باب استحباب الصّدقة باللّيل. ١٨٥

١٣ - باب تأكّد استحباب الصّدقة في الأوقات الشّريفة، كيوم الجمعة ويوم عرفة، وشهر رمضان  ١٨٧

١٤ - باب استحباب المبادرة بالصّدقة، قبل مرض الموت.. ١٨٨

١٥ - باب كراهة ردّ السّائل الذّكر باللّيل. ١٨٩

١٦ - باب استحباب اختيار الصّدقة على المؤمن، على ما سواها من العبادات المندوبة ١٩٠

١٧ - باب استحباب الصّدقة ولو على غير المؤمن، حتّى دواب البرّ والبحر، وعلى الذّمّي عند ضرورته، كشدّة العطش   ١٩٠

١٨ - باب تأكّد استحباب الصّدقة على ذي الرّحم والقرابة، ولو كان شيخاً، وحكم من أراد الصّدقة على شخص، ثمّ أراد العدول عنه ١٩٣

١٩ - باب جواز الصّدقة على المجهول الحال بالقليل، واستحبابها على من وقعت له الرّحمة في القلب، وعدم جواز الصّدقة على من عرف بالنّصب أو نحوه ١٩٧

٢٠ - باب كراهة ردّ السّائل ولو ظنّ غناه، بل يعطيه شيئاً ولو يسيراً أو يعده به، فإن لم يجد شيئاً ردّه رداً جميلاً  ١٩٩

٢١ - باب جواز ردّ السّائل، بعد إعطاء ثلاثة ٢٠٥

٢٢ - باب عدم جواز الرّجوع في الصّدقة، وحكم صدقة الغلام ٢٠٦

٢٣ - باب استحباب التماس الدّعاء من السّائل، واستحباب دعاء السّائل لمن أعطاه ٢٠٧

٢٤ - باب استحباب المساعدة على إيصال الصّدقة والمعروف إلى المستحقّ. ٢٠٨

٢٥ - باب مواساة المؤمن في المال. ٢٠٩

٢٦ - باب استحباب الإيثار على النّفس ولو بالقليل، لغير صاحب العيال. ٢١١

٢٧ - باب استحباب تقبيل الإنسان يده بعد الصّدقة، وتقبيل ما تصدّق به، وشمّه بعد القبض، وتقبيل يد السّائل  ٢١٨

٢٨ - باب استحباب القرض للصّدقة، وصدقة من عليه قرض، واستحباب الزّيادة في قضاء الدين  ٢١٨

٥٧٩

٢٩ - باب تحريم السّؤال من غير احتياج. ٢٢٠

٣٠ - باب كراهة المسألة مع الاحتياج، حتّى سؤال مناولة السّوط والماء ٢٢٢

٣١ - باب كراهة إظهار الاحتياج والفقر ٢٢٥

٣٢ - باب جواز الشكوى إلى المؤمن خاصّة، وإعلام الإخوان بالضّيق مع الضّرورة ٢٢٧

٣٣ - باب استحباب الاستغناء عن النّاس، وترك طلب الحوائج منهم، والياس ممـّا في أيديهم  ٢٢٩

٣٤ - باب عدم جواز المنّ بعد الصّدقة والصّنيعة ٢٣٢

٣٥ - باب عدم جواز اللّوم على الإعطاء، والابتداء به، واستكثاره ٢٣٥

٣٦ - باب استحباب الابتداء بالإعطاء والمعروف قبل السّؤال، والاستتار من الأخذ بحجاب أو ظلمة، لئلّا يتعرّض للذّل  ٢٣٦

٣٧ - باب استحباب متابعة العطايا وموالاة الأيادي. ٢٣٨

٣٨ - باب استحباب فعل المعروف وأحكامه ٢٣٩

٣٩ - باب استحباب اختيار التّوسعة على العيال، على الصّدقة على غيرهم. ٢٤٠

٤٠ - باب استحباب إنفاق شئ كلّ يوم ولو يسيراً، وأحكام النفقات.. ٢٤٢

٤١ - باب تأكّد استحباب الصّدقة ولو بالجاه، على صاحب الضّرورة ٢٤٣

٤٢ - باب استحباب الصّدقة بأطيب المال وأحلّه، وعدم جواز الصّدقة بالمال الحرام مع العلم بصاحبه ٢٤٤

٤٣ - باب استحباب إطعام الطّعام ٢٤٧

٤٤ - باب استحباب تصدّق الإنسان بأحبّ الأشياء، وأطيب الأطعمة كالسّكر ونحوه ٢٤٨

٤٥ - باب تأكّد استحباب سقي الماء، النّاس والبهائم ولو في موضع يوجد فيه ٢٥٠

٤٦ - باب استحباب البرّ بالإخوان، والسّعي في حوائجهم، وصلة فقراء الشّيعة ٢٥٣

٤٧ - باب جواز الصّدقة في حال ركوع الصّلاة، بل استحبابها ٢٥٤

٤٨ - باب استحباب التّصدق بنصف المال. ٢٦٠

٤٩ - باب نوادر ما يتعلّق بأبواب الصّدقة ٢٦٠

٥٨٠

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594