مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل الجزء ٩

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل12%

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 469

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧
  • البداية
  • السابق
  • 469 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 291100 / تحميل: 5092
الحجم الحجم الحجم
مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل الجزء ٩

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

علي بن حماد العبدي

لله ما صنعت فينا يد البينِ

كم من حشاً أقرحت منا ومن عينِ

مالي وللبين؟ لا أهلاً بطلعته

كم فرّق البين قدماً بين إلفينِ؟!

كانا كغصنين في أصلٍ غذاؤهما

ماء النعيم وفي التشبيه شكلين

كأنّ روحيهما من حسن إلفهما

روح وقد قسّمت ما بين جسمين

لا عذل بينهما في حفظ عهدهما

ولا يزيلهما لوم العذولين

لا يطمع الدهر في تغيير ودّهما

ولا يميلان من عهدٍ إلى مَينِ

حتى إذا أبصرت عين النوى بهما

خِلّين في العيش من هم خليّين

رماهما حسدا منه بداهيةٍ

فأصبحا بعد جمع الشمل ضدّين

في الشرق هذا وذا في الغرب منتئياً

مشرّدين على بُعد شجّيين

والدهر أحسد شيء للقريبين

يرمي وصالهما بالبعد والبين

لا تأمن الدهر إن الدهر ذو غيرٍ

وذو لسانين في الدنيا ووجهين

أخنى على عترة الهادي فشتّتهم

فما ترى جامعا منهم بشخصين

كأنّما الدهر آلا أن يبدّدهم

كعاتب ذي عناد أو كذي دين

بعض بطيبة مدفون وبعضهم

بكربلاء وبعض بالغريّين

وأرض طوس وسامرّا وقد ضمنت

بغداد بدرين حلا وسط قبرين

يا سادتي ألمن أبكي أسىً؟! ولمن

أبكي بحفنين من عيني قريحين؟!

١٦١

أبكي على الحسن المسموم مضطهدا؟!

أم الحسين لقى بين الخميسين؟

أبكي عليه خضيب الشيب من دمه

معفّر الخد محزوز الوريدين

وزينب في بنات الطهر لاطمة

والدمع في خدّها قد خدّ خدّين

تدعوه: يا واحدا قد كنت أمله

حتى استبدّت به دوني يد البين

لاعشت بعدك ما إن عشت لانعمت

روحي ولا طعمت طعم الكرا، عيني

أنظر إليّ أخي قبل الفراق لقد

أذكا فراقك في قلبي حريقين

أنظر الى فاطم الصغرى أخي تَرها

لليُتم والسبي قد خصّت بذلّين

اذا دنت منك ظل الرجس يضربها

فتلتقي الضرب منها بالذراعين

وتستغيث وتدعو: عمّتا تلفت

روحي لرزئين في قلبي عظيمين

ضرب على الجسد البالي وفي كبدي

للثكل ضرب فما اقوى لضربين

أنظر علياً أسيرا لا نصير له

قد قيّدوه على رغم بقيدين

وارحمتا يا أخي من بعد فقدك بل

وارحمتا للأسيرين اليتيمين

والسبط في غمرات الموت مُشتغل

ببسط كفّين أو تقبيض رجلين

لا زلت أبكي دماً ينهلّ منسجماً

للسيّدين القتيلين الشهيدين

ألسيّدين الشريفين اللذين هما

خير الورى من أب مجد وجدّين

ألضارعين الى الله المنيبين

ألمسرعين الى الحق الشفيعين

ألعالمين بذي العرش الحكيمين

ألعادلين ألحليمين الرشيدين

ألصابرين على البلوى الشكورين

ألمعرضين عن الدنيا المنيبين

ألشاهدين على الخلق الإمامين

ألصادقين عن الله الوفيّين

ألعابدين التقيّين الزكيّين

ألمؤمنين الشجاعين الجريّين

ألحجّتين على الخلق الأميرين

ألطيّبين الطهورين الزكيّين

نورين كانا قديما في الظلال كما

قال النبي لعرش الله قرطين

تفّاحتي احمد الهادي وقد جعل

لفاطم وعليّ الطهر نسلين

صلى الإله على روحيهما وسقا

قبريهما ابداً نوء السماكين

١٦٢

الى ان يقول فيها:

ما لابن حمّادٍ العبديّ من عمل‌‏

إلا تمسّكه بالميم والعين

فالميم غاية آمالي محمّدها

والعين أعني عليّا قرة العين

صلى الإله عليهم كلما طلعت

شمس وما غربت عند العشائين (1)

  ولأبن حماد:

حيّ قبرا بكربلا مُستنيرا

ضمّ كنز التقى وعلما خطيرا

وأقم مأتم الشهيد وأذرف

منك دمعا في الوجنتين غزيرا

والتثم تربة الحسين بشجوٍ

وأطل بعد لثمك التعفيرا

ثم قل: يا ضريح مولاي سُقيّـ

ـت من الغيث هاميا جمهريرا

ته على ساير القبور فقد أصـ

ـبحت بالتيه والفخار جديرا

فيك ريحانة النبي ومن حل

من المصطفى محلا أثيرا

فيك يا قبر كل حلم وعلم

وحقيق بأن تكون فخورا

فيك مَن هدّ قتله عمد الدين

وقد كان بالهدى معمورا

فيك من كان جبرئيل يُناغيه

وميكال بالحباء صغيرا

فيك مَن لاذ فطرس فترقّى

بجناحي رضى وكان حسيرا

يوم سارت له جيوش ابن هند

لذحول أمست تحل الصدورا

آه واحسرتي له وهو بالسيف

نحير أفديت ذاك النحيرا

آه إذ ظل طرفه يرمق الفسطاط

خوفا على النساء غيورا

آه إذ أقبل الجواد على النسوان

ينعاه بالصهيل عفيرا

فتبادرون بالعويل وهتّكن

الأقراط بارزات الشعورا

وتبادرن مسرعات من الحذر

ومن قبلُ مُسبلات الستورا

ولطمن الخدود من ألم الثكل

وغادرن بالنياح الخدورا

__________________

1 - عن شعراء الغدير ج 4 ص 162.

١٦٣

وبدا صوتهنّ بين عداهنّ

وعفن الحجاب والتخفيرا

بارزات الوجوه من بعدما غودرن

صون الوجوه والتخفيرا

ثم لمّا رأين رأس حسين

فوق رمح حكى الهلال المنيرا

صحن بالذل أيها الناس لم نُسبى

ولم نأت في الأنام نكيرا؟!

ما لنا لا نرى لآل رسول الله

فيكم يا هؤلاء نصيرا؟!

فعلى ظالميهم سخط الله

ولعن يبقى ويفنى الدهورا

قل لمن لام في ودادي بني

أحمد: لا زلت في لظى مدحورا

أعلى حب معشر أنت قد كنتَ

عذولاً ولا تكون عذيرا

وأبوهم أقامه الله في « خُم »

إماماً وهادياً وأميرا

حين قد بايعوه أمراً عن

الله فسائل دوحاته والغديرا

وأبوهم أفضى النبي إليه

علم ما كان أولاً وأخيرا

وأبوهم علا على العرش لمّا

قد رقى كاهل النبي ظهيرا

وأماط الأصنام كلاً عن الكعبة

لمّا هوى بها تكسيرا

قال: لو شئت ألمس النجم بالكف

إذن كنت عند ذاك قديرا

وأبوهم ردّت له الشمس بيضاً

وهي كادت لوقتها أن تغورا

وقضى فرضه أداءً وعادت

لغروب وكوّرت تكويرا

وأبوهم يروي على الحوض مَن وا

لاهم ويردّ عنه الكفورا

وأبوهم يقاسم النار والجنة

في الحشر عادلا لن يجورا

فإذا اشتاقت الملائك زارته

فناهيك زايرا ومزورا

وأبوهم قال النبي له قولاً

بليغاً مكرّرا تكريرا

أنت خدني وصاحبي ووزيري

بعد موتي أكرم بذاك وزيرا

أنت مني كمثل هرون من موسى

لم اكن ابتغي سواه ظهيرا

وأبوهم أودى بعمرو بن ودّ

حين لاقاه في العجاج أسيرا

وأبوهم لبابِ خيبر أضحى

قالعا ليس عاجزا بل جسورا

حامل الراية التي ردّها بالأمس

مَن لم يزل جبانا فرورا

١٦٤

خصّه ذو العلا بفاطمة عرساً

وأعطاه شبرا وشبيرا

وهم باب ذي الجلال على آدم

فارتد ذنبه مغفورا

وبهم قامت السماء ولولاهم

لكادت بأهلها أن تمورا

وبهم باهل النبي فقل لي

ألهم في الورى عرفت نظيرا؟!

فيهم أنزل المهيمن قرآنا

عظيما وذاك جمّا خطيرا

في الطواسين والحواميم والرحمن

آيا ما كان في الذكر زورا

وخلقناه نطفة نبتليه

فجعلناه سامعا وبصيرا

لبيان إذا تأمله العارف

يبدي له المقام الكبيرا

ثم تفسير هل أتى فيه يا صاح

قل له إن كنت تفهم التفسيرا

إن الأبرار يشربون بكأس

كان عندي مزاجها كافورا

فلهم أنشأ المهيمن عيناً

فجّروها لديهم تفجيرا

وهداهم وقال: يوفون بالنذر

فمن مثلهم يوفي النذورا؟!

ويخافون بعد ذلك يوماً

شرّه كان في الورى مستطيرا

فوقاهم إلههم ذلك اليوم

ويلقون نضرة وسرورا

وجزاهم بأنهم صبروا في السر

والجهر جنةً وحريرا

فاتكوا من على الأرائك لا

يلقون فيها شمسا ولا زمهريرا

وأوانٍ وقد أطيفت عليهم

سلسبيل مقدّر تقديرا

وبأكواب فضّة وقوارير

قدّروها عليهم تقديرا

وبكأس قد مازجت زنجبيلا

لذّة الشاربين تشفي الصدورا

وإذا ما رأيت ثم نعيماً

دائماً عندهم وملكاً كبيرا

وعليهم فيها ثياب من السندس

خضر في الحشر تلمع نورا

ويحلّون بالأساور فيها

وسقاهم ربي شراباً طهورا

وروى لي عبد العزيز الجلودي

وقد كان صادقاً مبرورا

عن ثقاة الحديث أعنى العلائي

هو أكرم بذا وذا مذكورا

يسندوه عن ابن عباس يوماً

قال: كنا عند النبيّ حضورا

١٦٥

إذ أتته البتول فاطم تبكي

وتوالي شهيقها والزفيرا

قال: ما لي أراك تبكين يا فاطم؟!

قالت وأخفت التعبيرا

إجتمعن النساء نحوي واقبلن

يطلن التقريع والتعييرا

قلن: إن النبي زوّجك اليوم

عليّا بعلاً عديماً فقيرا

قال: يا فاطم اسمعي واشكري الله

فقد نلتِ منه فضلاً كبيرا

لم ازوّجك دون إذنٍ من الله

وما زال يحسن التدبيرا

أمر الله جبرئيل فنادى

رافعاً في السماء صوتاً جهيرا

وأتاه الأملاك حتى إذا ما

وردوا بيت ربّنا المعمورا

قام جبريل قائما يكثر التحميد

لله جلّ والتكبيرا

ثم نادى: زوّجت فاطم يا رب

عليّ الطهر الفتى المذكورا

قال رب العلا: جعلت لها المهر

لها خالصاً يفوق المهورا

خمس أرضي لها ونهري وأو

جبت على الخلق ودّها المحصورا

وروينا عن النبي حديثاً

في البرايا مُصحّحاُ مأثورا

انه قال: بينما الناس في الجنّة

إذ عاينوا ضياءً ونورا

كاد أن يخطف العيون فنادوا:

أي شيء هذا؟ وأبدوا نكورا

أوَ ليس الإله قال لنا: لا

شمس فيها ترى ولا زمهريرا

وإذا بالنداء: يا ساكن الجنة

مهلاً أمنتم التغييرا

ذا عليّ الوليّ قد داعب الزّ

هراء مولاتكم فأبدت سرورا

فبدا إذ تبسّمت ذلك النور

فزيدوا إكرامه والحبورا

يا بني أحمد عليكم عمادي

واتكالي إذا أردت النشورا

وبكم يسعد الموالي ويشقى

من يعاديكم ويصلي سعيرا

أنتم لي غداً وللشيعة الأبرار

ذخر أكرم به مذخورا

صاغ أبياتها عليّ بن حمّاد

فزانت وحُبّرت تحبيرا

١٦٦

ابن حماد العبدي

ابو الحسن علي بن حماد بن عبيد الله بن حماد العدوي العبدي البصري يستظهر الشيخ الأميني انه ولد في أوائل القرن الرابع وتوفي في أواخره.

كان حماد والد المترجم له أحد شعراء أهل البيت عليهم‌السلام كما ذكره ولده بقوله:

وإن العبد عبدكم عليا

كذا حمّاد عبدكم الأديب

رثاكم والدي بالشعر قبلي

وأوصاني به أن لا أغيب

  والمترجم له علم من أعلام الشيعة وفذّ من علمائها وشعرائها ومن حفظة الحديث المعاصرين للشيخ الصدوق ونظرائه، وقد أدركه النجاشي وقال في رجاله: قد رأيته.

قال الشيخ الأميني: جمع العلامة السماوي شعره في أهل البيت فكان يربو على 2200 بيتاً. ولم نقف على تاريخ ولادة ابن حماد ووفاته غير أن النجاشي الذي أدركه ورآه ولم يروِ عنه ولد في صفر سنة 372 وشيخه الذي يروي عنه وهو الجلودي البصري توفي 17 ذي الحجة سنة 332 فيستدعي التاريخان أن المترجم ولد في أوائل القرن الرابع وتوفي في أواخره ثم قال:

وقفنا لابن حماد على قصيدة في مجموعة عتيقة مخطوطة في العصور المتقادمة

١٦٧

وقد ذكر ابن شهر اشوب بعض ابياتها نسبة الى العبدي ( سفيان بن مصعب ) وتبعه البياضي في ( الصراط المستقيم ) وغيره. والقصيدة للمترجم له، وقال القمي في الكنى: ابو الحسن علي بن عبيد الله بن حماد العدوي الشاعر البصري من اكابر علماء الشيعة وشعرائهم ومحدثيهم ومن المعاصرين للصدوق ونظرائه ومن شعره في مدح امير المؤمنين عليه‌السلام قوله:

ورُدّت لك الشمس في بابل‌‏

فساميت يوشع لما سَما

ويعقوب ما كان اسباطه

كنجليك سبطي نبي الهدى

  وقال ابن حماد العبدي:

أسايلتي عما ألاقي من الأسى

سلي الليل عني هل أجن إذا جنّا

ليخبرك إني في فنونٍ من الجوى

إذا ما انقضا فنّ يوكل لي فنّا

وإن قلت: إن الليل ليس بناطق

قفي وانظري واستخبري الجسد المضنى

وإن كنت في شكٍ فديتك فاسئلي

دموعي التي سالت وأقرحت الجفنا

أحبّتنا لو تعلمون بحالنا

لما كانت اللذات تشغلكم عنّا

تشاغلتموا عنّا بصحبة غيرنا

وأظهرتم الهجران ما هكذا كنا

وآليتموا أن لا تخونوا عهودنا

فقد وحياة الحب خنتم وما خنا

غدرتم ولم نغدر وخُنتم ولم نخن

وحُلتم عن العهد القديم وما حُلنا

وقلتم ولو توفوا بصدق حديثكم

ونحن على صدق الحديث الذي قلنا

أيهنا لكم طيب الكرى وجفوننا

على الجمر؟! لا تهنا ولا بعدكم نمنا

أنخنا بمغناكم لتحي نفوسنا

فما زادنا إلا جوىً ذلك المغنا

سنرحل عنكم إن كرهتم مقامنا

ونصبر عنكم مثل ما صبركم عنا

ونأخذ مَن نهوى بديلاً سواكم

ونجعل قطع الوصل منكم ولا منّا

تعالوا الى الانصاف فيما ادّعيتموا

ولا تفر طوابل صححوا اللفظ والمعنى

أليتكم ناصفتمونا فريضة

بأنّ لكم نصفاً وأنّ لنا ثُمنا

١٦٨

إذا طلعت شمس النهار ذكرتكم

وإن غربت جدّدت ذكركم حُزنا

وإني لأرثي للغريب وإنني

غريب الهوى والقلب والدار والمغنى

لقد كان عيشي بالأحبّة صافياً

وما كنت أدري أنّ صحبتنا تفنا

زمان نعُمنا فيه حتى إذا مضى

بكينا على أيامه بدم أقنا

فوالله ما زال اشتياقي اليكم

ولا برح التسهيد لي بعدكم حفنا

ولا ذقت طعم الماء عذبا ولا صفت

موارده حتى نعود كما كنا

ولا بارحتني لوعة الفكر والجوى

ولا زلت طول الدهر مقترعا سنّا

وما رحلوا حتى استحلّوا نفوسنا

كأنهم كانوا أحق بها منّا

ترى منجدي في أرض بغداد واهناً

لزهدكم فينا وبُعدكم عنّا

أيزعم أن أسلوا؟! ويشغل خاطري

بغيركم مستبدلا؟! بئس ما ظنّا

أيا ساكني نجدٍ سلامي عليكم

ظننا بكم ظناً فاخلفتموا الظنا

أمثّل مولاي الحسين وصحبه

كأنجم ليل بينها البدر أو أسنا

فلما راته أخته وبناته

وشمر عليه بالمهنّد قد أحنى

تعلّقن بالشمر اللعين وقلن: دَع

حسينا فلا تقتله يا شمر واذبحنا

فحزّ وريديه وركّب رأسه

على الرمح مثل الشمس فارقت الدجنا

فنادت بطول الويل زينب أخته

وقد صبغت من نحره الجيب والردنا

: ألا يا رسول الله يا جدّنا اقتضت

أميّة منا بعدك الحقد والضغنا

سُبينا كما تسبى الإماء بذلةٍ

وطيف بنا عرض البلاد وشُتتنا

ستفنى حياتي بالبكاء عليهم

وحزني لهم باقٍ مدى الدهر لا يفنى

ألا لعن الله الذي سنّ ظلمهم

وأخزى الذي أملا له وبه استنّا

سأمدحكم يا آل أحمد جاهداً

وأمنح مَن عاداكم السب واللعنا

ومن منكم بالمدح أولى لأنّكم

لأكرم من لبّى ومن نحر البُدنا

بجدّكم أسرى البراق فكان من

إله البرايا قاب قوسين أو أدنا

وشخص أبيكم في السماء تزوره

ملائك لا تنفكّ صبحا ولا وهنا

أبوكم هو الصدّيق آمن واتّقى

وأعطى وما أكدى وصدّق بالحسنى

١٦٩

وسمّاه في القرآن ذو العرش جنبه

وعروته والعين والوجه والأذنا

وشدّ به أزر النبي محمد

وكان له في كل نائبةٍ ركنا

وأفرده بالعلم والبأس والندى

فمن قدره يسمو ومن فعله يُكنى

هو البحر يعلو العنبر المحض فوقه

كما الدر والمرجان من قعره يُجنى

إذا عُدّ أقران الكريهة لم نجد

لحيدرة في القوم كفواً ولا قَرنا

يخوض المنايا في الحروب شجاعة

وقد ملأت منه ليوث الشرى جُبنا

يرى الموت من يلقاه في حومه الوغا

يُناديه من هنّا ويدعوه من هنّا

إذا استعرت نار الوغى وتغشمرت

فوارسها واستتخلفوا الضرب والطعنا

وأهدت إلى الأحداق كحلاً معصفراً

وألقت على الأشداق أردية دُكنا

وخلتَ بها زرقَ الأسنّة أنجماً

ومن فوقها ليلاً من النقع قد جنّا

فحين رأت وجه الوصي تمزقت

كثلّة ضانٍ أبصرت أسداً شنّا

فتى كفّه اليسرى حمام بحربه

كذاك حياة السلم في كفّه اليُمنى

فكم بطل أردى وكم مرهب أودى

وكم مُعدم أغنى وكم سائل أقنى

يجود على العافين عفواً بماله

ولا يتبع المعروف من منّه مَنّا

ولو فض بين الناس معشار جوده

لما عرفوا في الناس بخلاَ ولا ضنّا

وكل جواد جاد بالمال إنما

قصاراه أن يستنّ في الجود ما سنّا

وكل مديح قلت أو قال قائل

فإن امير المؤمنين به يعنى

سيخسر من لم يعتصم بولائه

ويَقرع يوم البعث من ندمٍ سنّا

لذلك قد واليته مخلص الولا

وكنت على الأحوال عبدا له قنا

عليكم سلام الله يا آل احمد

متى سجعت قمرية وعلت غصنا

مودّتكم أجر النبي محمد

علينا فآمنّا بذاك وصدّقنا

وعهدكم المأخوذ في الذر لم نقل

: لآخذه كلا ولا كيف أو أنّا

قبلنا وأوفينا به ثمّ خانكم

أناس وما خُنّا وحالوا وما حُلنا

طهرتم فطُهّرنا بفاضل طهركم

وطبتم فمن آثار طيبكم طِبنا

فما شئتم ومههما كرهتموا

كرهنا، وما قلتم رضينا وصدّقنا

١٧٠

فنحن مواليكم تحنّ قلوبنا

إليكم إذا إلف إلى إلفه حنّا

نزوركم سعيا وقلّ لحقكم

لو أنّا على أحداقنا لكم زُرنا

ولو بُضعت أجسادنا في هواكم

إذن لم نحل عنه بحاٍل ولا زلنا

وآبائنا منهم ورثنا ولاءكم

ونحن إذا مِتنا نورّثه الأبنا

وأنتم لنا نعم التجارة لم نكن

لنحذر خسراناً بها لا ولا غبنا

وما لي لا اثني عليكم وربّكم

عليكم بحسن الذكر في كتُبه أثنى

وإن أباكم يقسم الخلق في غدٍ

فيسكن ذا ناراً ويُسكن ذا عدنا

وأنتم لنا غوثٌ وأمنٌ ورحمة

فما منكم بدّ ولا عنكم مغنى

ونعلم أن لو لم ندن بولائكم

لما قُبلت أعمالنا أبداُ منّا

وأن، إليكم في المعاد إيابنا

إذا نحن من أجداثنا سُرعاً قمنا

وأن عليكم بعد ذاك حسابنا

إذا ما وفدنا يوم ذاك وحوسبنا

وأن موازين الخلايق حبّكم

فأسعدهم مَن كان أثقلهم وزنا

وموردنا يوم القيامة حوضكم

فيظما الذي يُقصى ويُروى الذي يُدنى

وأمر صراط الله ثم إليكم

فطوبا لنا إذ نحن عن أمركم جُزنا

وما ذنبنا عند النواصب ويلهم

سوى أنّنا قوم بما دنتم دُنا

فإن كان هذا ذنبنا فتيقّنوا

بأنّا عليه لا انثينا ولا نُثنى

ولمّا رفضنا رافضيكم ورهطهم

رُفضنا وعودينا وبالرفض نُبّزنا

وإنا اعتقدنا العدل في الله مذهباً

ولله نزّهنا وإيّاه وحّدنا

وهم شبّهوا الله العليّ بخلقه

فقالوا: خُلقنا للمعاصي وأُجبرنا

فلو شاء لم نكفر ولو شاء أكفرنا

ولو شاء لم نؤمن ولو شاء آمنّا

وقالوا: رسول الله ما اختار بعده

إماماً لنا لكن لأنفسنا اخترنا

فقلنا: إذن أنتم إمام إمامكم

بفضل من الرحمن تهتم وما تهنا

ولكنّنا اخترنا الذي اختار ربّنا

لنا يوم « خمّ » لا ابتدعنا ولا جُرنا

سيجمعنا يوم القيامة ربّنا

فتجزون ما قلتم ونُجزى بما قلنا

هدمتم بأيديكم قواعد دينكم

ودينٌ على غير القواعد لا يُبنى

١٧١

ونحن على نور من الله واضح

فيا رب زدنا منك نوراً وثبتنا

وظن ابن حمّاد جميل برَبه

وأحرى به أن لا يخيب له ظنّا

بنى المجد لي شنّ بن أقصى فحزته

تُراثاً جزى الرحمن خيراً أبي شنّا

وحسبي بعد القيس في المجد والدي

ولي حسب عبد القيس مرتبةً تبنى

وخالي تميم تمّ مجدي بفخره

فنلت بذا مجداً ونلت بذا أمنا

ودونك لاما للقلائد هذّبت

مديحا فلم تترك لذي مطمعن طعنا

ولا ظل أو أضحى ولا راح واغتدى

تأمل لا عينٌ تراه ولا لحنا

فصاحة شعري مذ بدت لذوي الحجى

تمثّلت الأشعار عنده لكنا

وخير فنون الشعر ما رقّ لفظه

وجلّت معانيه فزادت بتها حسنا

وللشعر علم إن خلا منه حرفه

فذاك هذاء في الرؤوس بلا معنى

إذا ما أديب أنشد الغثّ خلته

من الكرب والتنغيص قد ادخل السجنا

إذا ما رأوها أحسن الناس منطقاً

وأثبتهم قولاً وأطيبهم لحنا

تلذّ بها الأسماع حتى كأنها

ألذّ من أيام الشبيبة أو أهنى

وفي كل بيت لذة مستجدّة

إذا ما انتشاه قيل يا ليته ثنّى

تقبّلها ربّي ووفّى ثوابها

وثقّل ميزاني بخيراتها وزنا

وصلّى على الأطهار من آل احمد

إله السما ما عسعس الليل أو جنّا

  وقال أبو الحسن علي بن حماد العبدي البصري يمدح امير المؤمنين عليا صلوات الله عليه:

هل في سؤالك رسم المنزل الخربِ

برء لقلبك من داء الهوى الوصب

أم حره يوم وشك البين يبرده

ما استحدرته النوى من دمعك السرب

هيهات أن ينفذ الوجد المثير له

نأي الخليط الذي ولي ولم يؤب

يا رائد الحي حسب الحي ما ضمنت

له المدامع من ماء ومن عشب

ما خلت من قبل ان حالت نوى قذف

ان العيون لهم أهمى من السحب

بانوا فكم أطلقوا دمعاً وكم أسروا

لُبّاً وكم قطعوا للوصل من سبب

١٧٢

من غادرٍ لم أكن يوماً أُسرّ به

غدرا وما الغدر من شأن الفتى العربي

وحافظ العهد يبدي صفحتي فرح

للكاشحين ويخفى وجد مكتئب

بانوا قباباً وأحباباً تصونهم

عن النواظر أطراف القنا السلب

وخلّفوا عاشقاً ملقى رمى خلساً

بطرفه خدر مَن يهوى فلم يصب

ألقى النحول عليه برده فغدا

كأنه ما نسوا في الدار من طنب

لهفي لما استودعت تلك القباب وما

حجبن من قضبٍ عنا ومن كثب

من كل هيفاء أعطاف هضيم حشى

لعساء مرتشف غراء منتقب

كأنما ثغرها وهنا وريقتها

ما ضمت الكاس من راح ومن حبب

وفي الخدور بدور لو برزن لنا

برّدن كل حشى بالوجد ملتهب

وفي حشاي غليل بات يضرمه

شوق الى برد ذاك الظلم والشنب

يا راقد اللوعة أهبب من كراك فقد

بان الخليط ويا مضني الغرام ثِب

أما وعصر هوى دبّ العزاء له

ريب المنون وغالته يد النوب

لاشرقن بدمعي إن نأت بهم

دار ولم أقض ما في النفس من أرب

ليس العجيب بأن لم يبق لي جلد

لكن بقائي وقد بانوا من العجب

شيتُ ابن عشرين عاماً والفراق له

سهم متى ما يصب شمل الفتى يشب

ما هزّ عطفي من شوق الى وطني

ولا اعتراني من وجد ومن طرب

مثل اشتياقي من بُعد ومنتزح

الى الغري وما فهي من الحسب

أزكى ثرى ضمّ أزكى العالمين فذا

خير الرجال وهذا أشرف الترب

إن كان عن ناظري بالغيب محتجبا

فإنه عن ضميري غير محتجب

مرّت عليه ضروع المزن رائحة

من الجنوب فروّته من الحلب

من كل مقربة إقراب مرزمةٍ

ارزام صادية الازواد والقرب

يذيبها حرّ نيران البروق وما

لهن تحت سجاليها من اللهب

بل جاد ما ضم ذاك الترب من شرف

مزنَ المدامع من جار ومنسكب

تهفو اشتياقا إليه كل جارحة

مني ولا مثلما تجتاح في رحب

ولو تكون لي الايام مسعدة

لطاب لي عنده بعدي ومقتربي

١٧٣

يا راكبا جسره تطوي مناسمها

ملآءة البيد بالتقريب والخب

هو جآء لا يطعم الانضآء غاربها

مسرى ولا تتشكى مؤلم التعب

تقيّد المغزل الادماء في صعَدٍ

وتطلح الكاسر الفنخاء في جنب

تثني الرياح اذا مرّت بغايتها

حسر الطلآئح بالغيطان والخرب

بلّغ سلامي قبرا بالغري حوى

أوفى البرية من عجم ومن عرب

واجعل شعاري لله الخشوع به

وناد خير وصي صنو خير نبي

اسمع أبا حسن ان الأولى عدلوا

عن حكمك انقلبوا عن خير منقلب

ما بالهم نكبوا نهج النجاة وقد

وضحته واقتفوا نهجاً من العطب

ودافعوك عن الأمر الذي اعتلقت

زمامه من قريش كف مغتصب

ظلت تجاذبها حتى لقد خرمت

خشاشها تربت من كف مجتذب

وكان بالأمس منها المستقيل فلِم

أرادها اليوم لو لم يأتِ بالكذب

وانت توسعه صبراً على مضض

والحلم أحسن ما يأتي مع الغضب

حتى إذا الموت ناداه فاسمعه

والموت داع متى يدع امرءاً يجب

حبابها زفرا فاعتاض محتقباً

منه بافضع محمول ومحتقب

وكان أول من أوصى ببيعته

لك النبي ولكن حال من كثب

حتى إذا ثالث منهم تقمصّها

وقد تبدّل منها الجد باللعب

عادت كما بدأت شوهاء جاهلة

تجرّ فيها ذئاب آكلة الغلب

وكان عنها لهم في خم مزدجر

لمّا رقى احمد الهادي على قتب

وقال والناس من دان اليه ومن

ثاوٍ لديه ومن مصغ مرتقب

قم يا علي فاني قد أمرت بأن

ابلّغ الناس والتبليغ أجدر بي

إني نصبت علياً هادياً علماً

بعدي وأن علياً خير منتصب

فبايعوك وكل باسط يده

اليك من فوق قلب عنك منقلب

عافوك لا مانع طولا ولا حصر

قولا ولا لهج بالغش والريب

وكنت قطب رحى الاسلام دونهم

ولا تدور رحى إلا على قطب

ولا تماثلهم في الفضل مرتبة

ولا تشابههم في البيت والنسب

١٧٤

وان هززت قناة ظلت توردها

وريد ممتنع في الروح مجتنب

ان تلحظ القرن والعسّال في يده

يظل مضطربا في كف مضطرب

ولا تسلّ حساماً يوم ملحمة

إلا وتحجبه في رأس محتجب

كيوم خيبر إذ لم يمتنع زفر

عن اليهود بغير الفر والهرب

فاغضب المصطفى اذ جرّ رايته

على الثرى ناكصا يهوى على العقب

فقال اني ساعطيها غداً لفتى

يحبه الله والمبعوث منتجب

حتى غدوت بها جذلان مخترقا

مظنة الموت لا كالخائف النحب

جم الصلادم والبيض الصوارم و

الزرقُ اللهادم والماذيّ واليلب

فالأرض من لاحقيات مطهمة

والمستظل مثار القسطل الهدب

وعارض الجيش من تقع بوارقه

لمع الأسنة والهندية القضب

اقدمت تضرب صبراً تحته فغدا

يصوب مزنا ولو أحجمت لم يصب

غادرت فرسانه من هارب فرق

أو مقعص بدم الأوداج مختضب

لك المناقب يعيى الحاسبون لها

عدّاً ويعجز عنها كل مكتتب

كرجعة الشمس إذ رمت الصلوة وقد

راحت توارى عن الابصار بالحجب

ردّت عليك كأن الشهب ما اتضحت

لناظرٍ وكأن الشمس لم تغب

وفي براءة انباء عجائبها

لم تطوعن نازح يوماً ومقترب

وليلة الغار لما بتّ ممتلئا

أمنا وغيرك ملآن من الرعب

ما أنت إلا أخو الهادي وناصره

ومظهر الحق والمنعوت في الكتب

وزوج بضعته الزهراء يكنفها

دون الورى وابو ابنائه النجب

من كل مجتهد في الله معتضد

بالله معتقد لله محتسب

وارين هادين إن ليل الظلام دجا

كانوا لطارقهم أهدى من الشهب

لقبتُ بالرفض لما أن منحتهم

ودّي وأحسن ما ادعى به لقبي

صلوة ذي العرش تترى كل آونة

على ابن فاطمة الكشاف للكرب

وابنيه من هالك بالسم مخترم

ومن معفّر خدٍ بالثرى ترب

لولا السقيفة ما قاد الذين هم

أبناء حرب اليهم جحفل الحرب

١٧٥

والعابد الزاهد السجاد يتبعه

وباقر العلم داني غاية الطلب

وجعفر وابنه موسى ويتبعه

البر الرضا والجواد العابد الدئب

والعسكريين والمهدي قائمهم

ذي الأمر لابس أثواب الهدى القشب

مَن يملأ الارض عدلاً بعدما ملئت

جوراً ويقمع أهل الزيغ والشغب

القائد البُهم الشوس الكماء الى

حرب الطغاة على قبّ الكلا شزب

أهل الهدى لا أناس باع بائعهم

دين المهيمن بالدنيا وبالرتب

لو أن أضغانهم في النار كامنة

لأغنت النار عن مذكٍ ومحتطب

يا صاحب الكوثر الرقراق زاخره

ذُد النواصب عن سلساله العذب

قارعت منهم كماة في هواك بما

جرّدت من خاطر أو مقول ذرب

حتى لقد وسمت كلماً جباههم

خواطري بمضاء الشعر والخطب

إن ترضَ عني فلا أسديت عارفة

إن سائني سخط أُمّ برّة وأبِ

صحبت حبك والتقوى وقد كثرت

لي الصحاب فكانا خير مصطحب

فاستجل من خاطر العبدي آنسة

طابت ولو جاوزت مغناك لم تطب

جاءت تمايل في ثوبي حباً وهدى

اليك حالية بالفضل والأدب

أتعبت نفسي ونفسي بعد عارفة

بأن راحتها في ذلك التعب

  وقال يمدحه صلوات الله عليه ويرثي ولده الحسين عليه‌السلام :

شجاك نوى الاحبة كيف شاءا

بداء لا تصيب له دواءا

ابانوا الصبر عنك غداة بانوا

ورحّل عنك من رحلوا العزاءا

واعشوا بالبكا عينيك لما

حدا الحادي بفرقتهم عشاءا

لعمر أبيك ليس الموت عندي

وبينهم كما زعموا سواءا

فإن الموت للمضنى مريح

ومضنى البين مزداد بلاءا

سل العلماء هل علموا فسموا

سوى داء الهوى داءا عياءا

وهل ساد البرية غير قوم

عليهم احمد مدّ العباءا

رقى جبريل إذ جعلوه منهم

ففاخر كل من سكن السماءا

١٧٦

رآهم آدم أشباح نور

بساق العرش مشرقة ضياءا

هناك بهم توسل حين أخطأ

فكفّر ربه عنه الخطاءا

فمنهم ذلك الطهر المرجى

عليّ اذ نُنيط به الرجاءا

امير المؤمنين أبو تراب

ومن بترابه نلفي الشفاءا

خليفة ربنا في الأرض حقا

له فرض الخلافة والولاءا

وعلّمه القضايا والبلايا

وفهّمه الحكومة والقضاءا

وسمّاه عليا في المثاني

حكيما كي يتم له العلاءا

وأعطاه أزمة كل شيء

فليس يخاف من شيء اباءا

فأبدع معجزات ليس تخفى

وهل للشمس قط ترى خفاءا

وشبهه ابن مريم في مثال

أراد به امتحانا وابتلاءا

فواضل فضله لو عددوها

اذن ملأت بكثرتها الفضاءا

إمام ما انحنى للآت يوما

ولم يعكف على العزى انحناءا

وواخاه النبي فلم يخنه

كمن قد خان بل حفظ الاخاءا

وعاهده فلم يغدر ولكن

وفاه ومثله حفظ الوفاءا

وكم عرضت له الدنيا حضورا

فجاد بها لعافيها سخاءا

شفى بالعلم سائله وأغنى

ببذل المال سائله عطاءا

هو الصدّيق اول مَن تزكى

وصدّق احمد الهادي ابتداءا

هو الفاروق إن هم أنصفوه

به عرفوا السعادة والشقاءا

صلوة الله دائمة عليه

ورحمته صباحا أو مساءا

فقد ابقت مودته بقلبي

نوازع تستطير بي ارتقاءا

ولي في كربلاء غليل كرب

يواصل ذلك الكرب البلاءا

غداة غدا ابن سعد مستعداً

لقتل السبط ظلما واعتداءا

فاصبح ظاميا مع ناصريه

فكل منهم يشكو الظماءا

ولم يالوا مواساة وبذلا

بانفسهم لسيدهم فداءا

الى أن جُدّلوا عطشا فنالوا

من الله المثوبة والجزاءا

١٧٧

وامسى السبط منفردا وحيدا

ولم يبلغ من الماء ارتواءا

فاوغل فيهم كالليث لما

رأى في غيله نعماً وشاءا

ولما أثخنوه هوى صريعا

فبزوه العمامة والرداءا

وعلّوا رأسه في رأس رمح

كبدر التم قد نشر الضياءا

وأبرزن النساء مهتكات

سبايا لسن يعرفن السباءا

فلما أن بصرن به صريعاً

وقد جعل التراب له وطاءا

تغطيه نصولهم ولكن

حوامي الخيل كشّفت الغطاءا

سقطن على الوجوه مولولات

وأُعدِ من التصبر والعزاءا

تناديه سكينة وهي حسرى

وليس بسامع منها النداءا

أبي ليت المنية عاجلتني

وكنت من المنون لك الفداءا

أبي لا عشت بعدك لا هنت لي

حياتي لا تمتعتُ البقاءا

رجوتك ان تعيش ليوم موتي

ولكن خيّب الدهر الرجاءا

ابي لو تنفع العدوى لمثلي

على خصمي لخاصمت القضاءا

لو أن الموت قدّمني وأبقى

حسيناً كان أحسن ما أساءا

ابي شمتَ العدو بنا وأعطى

مناه من الشماتة حيث شاءا

هتكنا بعد صون في خبانا

وهتّكت العدى منا الخباءا

ابي لو تنظر الصغرى بذل

تساق كما يسوقون الاماءا

اذا سلب القناع الرجس عنها

تخمّر وجهها بيدٍ حياءا

أبي حان الوداع فدتك نفسي

فعدني بعد توديعي لقاءا

فيا قمراً تغشّاه خسوفٌ

كما في التم مطلعه أضاءا

ويا غصناً حنت ريح المنايا

غضاضته كما اعتدل استواءا

ويا ريحانة لشميم طاها

أعادتها ذوابلهم ذواءا

بكته الأرض والثاوي عليها

أسى وبكاء مَن سكن السماءا

وقد بكت السماء عليه شجواً

وأذرت من مدامعها دماءا

سيفنى بالاسى عمري عليه

ولست أرى لمرزاتي فناءا

١٧٨

سأبكيه وأُسعد من بكاه

واجعل ندبه ابدا عزاءا

وامدح آل احمد طول عمري

وأوسع مَن يعاديهم هجاءا

واحفظ عهدهم سراً وجهراً

ولا أبغي لغيرهم الوفاءا

واعتقد الولاء لهم حياتي

وممن خان عهدهم البراءا

وأعلم أنهم خير البرايا

وأفضلهم رجالا أو نساءا

فمن ناواهم بالفضل يوما

فليس برابحٍ إلا العناءا

ولم يك بالولاء لهم مقرّاً

لاصبح برّه ابدا هباءا

فيا مولاي وهو لك انتساب

أنال به لعمرك كبرياءا

اليك من ابن حماد قريضا

هو الياقوت أو أبهى صفاءا

وقال يمدحه ويذكر بعض مناقبه ويرثي ولده الحسين صلوات الله عليهما:

دعوت الدمع فانسكب انسكابا

وناديت السلو فما اجابا

وهل لك أن يجيب فتى حزينا

رأت عيناه بالطف اكتئابا

وكيف يملّ شيعيّ منيب

الى الطف المجيئ أو الذهابا

يحار اذا رأيت الحَيَر فكري

لهيبته فلم أملك خطابا

وحق لمن حوى ما قد حواه

من النور المقدس أن يهابا

سلالة أحمد وفتى علي

فيالك منسبا عجبا عجابا

فكان محمد هنيّ وعزّي

به عن ربه دأبا فدابا

ربا في حجر جبريل وناعى

له ميكال وانتحبا انتحابا

وساد وصنوه الحسن المزكى

من اهل الجنة الغُرّ الشبابا

هما ريحانتا المختار طيبا

اذا والاهما الشم استطابا

وقرطا عرش رب العرش تبّت

يدا من سنّ ظلمهما تُبابا

سقي هذا المنون بكاس سمٍّ

وذاك بكربلا منع الشرابا

سأخضب وجنتي بدماء عيني

لشيبته وقد نصلت خضابا

وألبس ثوب أحزاني لذكري

له عريان قد سلب الثيابا

١٧٩

فوا حزنا عليه وآل حرب

ترويّ البيض منه والحرابا

وواحزنا ورأس السبط يسري

كبدر التم قد عُلي شَهابا

وواحزنا ونسوته سبايا

وقد هتك العرى منها الحجابا

وقد سفرت لدهشتها وجوها

تعوّدت التخمر والنقابا

وقد جزّت نواصيها وشدّت

بها الأوساط لم تأل انتدابا

وزينب في النساء لها رنين

يكاد يفطرّ الصمّ الصلابا

تنادي يا أخي ما لليالي

تجدد كل يوم لي مصابا

فقدتُ أحبتي ففقدت صبري

وقد لاقيت أهوالاً صعابا

وكنتَ بقية الماضين عندي

به أسلو اذا ما الخطب نابا

فبعدك من ترى أرجوه ذخراً

اذا ما الدهر ينقلب انقلابا

وأعظم حسرتي أني اذا ما

دعوتك لم تردّ لي الجوابا

فلِم أبعدتني يا سؤل قلبي

وما عوّدتني إلا اقترابا

لو أنّ عُشير ما ألقاه يُلقى

على زبر الحديد إذن لذابا

أخي لو أن عينك عاينتني

لما قرّت بكاء وانتحابا

فكنت ترى الأرامل واليتامى

يحثّ السائقون بها الركابا

وكنت ترى سكينة وهي تبكي

وتخفي الصوت خوفاً وارتقابا

وفاطمة الصغيرة قد كساها

شمول الضيم ذلا واكتئابا

تنادي وهي باكية أباها

وقد هتك العدى منها الحجابا

حلفتُ برب مكة حلف برّ

ومن أجرى بقدرته السحابا

فما قتل الحسين سوى أناس

لقتل محمد دفعوا الدبابا

وراموا قتل والده عليّ

وحازوا إرث فاطمة اغتصابا

سيعلم ظالم الاطهار ماذا

يُعدُّ له وينقلب انقلابا

وكيف يجيب سائله وماذا

يعد له اذا ورد الحسابا

كلاب النار كانوا دون شك

كما يروون ان لها كلابا

فليس يشم ريح الخلد كلب

ورب العرش يصليه عذابا

١٨٠

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

١٠ -( باب أنّ المحرم إذا تعمّد نتف إبطيه لزمه دم شاة، فإن نتف أحدهما لزمه إطعام ثلاثة مساكين)

[١٠٩٦٦] ١ - المقنع: وإذا نتف الرجل إبطه بعد الإحرام، فعليه دم.

١١ -( باب أنّ المحرم إذا تعمّد قصّ الأظفار لزمه لكلّ ظفر مدّ من طعام، أو كفّ من طعام، فإذا بلغ عشرة لزمه دم شاة، وكذا العشرون في مجلس، وإن كان في مجلسين لزمه دمّان)

[١٠٩٦٧] ١ - دعائم الإسلام: عن جعفر بن محمّدعليهما‌السلام ، أنه قال: « إن قلّم المحرم ظفراً واحداً فعليه أن يتصدق بكفّ من طعام، وإن قلّم أظفاره كلّها فعليه دم ».

[١٠٩٦٨] ٢ - الصدوق في المقنع: وإذا قلم المحرم أظفاره في كلّ إصبع مدّ من طعام، فإن هو قلّم عشرها(١) فعليه دم شاة، فإن قلّم أظفار يديه ورجليه جميعاً في مجلس واحد فعليه دم(٢) ، وإن كان فعله في مجلسين فعليه دمان.

[١٠٩٦٩] ٣ - وسئل أبو عبد اللهعليه‌السلام : عن المحرم تطول أظفاره، أو ينكسر بعضها فيؤذيه ذلك؟ قال: « لا يقصّ منها شيئاً إن

__________________

الباب ١٠

١ - المقنع ص ٧٥.

الباب ١١

١ - دعائم الإسلام ج ١ ص ٣٠٤.

٢ - المقنع ص ٧٤.

(١) في المصدر: عشرتها.

(٢) في المصدر زيادة: شاة.

٣ - المقنع ص ٧٥.

٣٠١

استطاع، وإن (كان يؤذيه)(١) فليقصّها، وليطعم مكان كلّ ظفر(٢) قبضة من طعام ».

١٢ -( باب أن المحرم إذا حلق رأسه عمداً لزمه شاة، أو إطعام ستّة مساكين)

[١٠٩٧٠] ١ - دعائم الإسلام: عن جعفر بن محمّدعليهما‌السلام ، أنه قال في قول الله عزّوجلّ:( وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّىٰ يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِّن رَّأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِّن صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ ) (١) قال: « إذا حلق المحرم رأسه، جزى بأيّ ذلك شاء هو مخيّر فالصيام ثلاثة أيّام، والصدقة على ستّة مساكين لكلّ مسكين نصف صاع، والنسك شاة ».

[١٠٩٧١] ٢ - محمّد بن مسعود العياشي في تفسيره: عن حريز، عمّن رواه، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام : في قول الله عزّوجلّ( فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِّن رَّأْسِهِ ) (١) قالعليه‌السلام : « مرّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، على كعب بن عجرة والقمل تتناثر من رأسه وهو محرم، فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله له: أيؤذيك هوامك؟

__________________

(١) في المصدر: كانت تؤذيه.

(٢) في المخطوط: ظفره، وما أثبتناه من المصدر.

الباب ١٢

١ - دعائم الإسلام ج ١ ص ٣٠٤.

(١) البقرة ٢: ١٩٦.

٢ - تفسير العياشي ج ١ ص ٩٠ ح ٢٣١، ٢٣٢.

(١) البقرة ٢: ١٩٦.

٣٠٢

قال: نعم، فأُنزلت هذه الآية( فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِّن رَّأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِّن صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ ) (٢) فأمره رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أن يحلق رأسه، وجعل الصيام ثلاثة أيام، والصدقة على ستّة مساكين مدّين لكلّ مسكين، والنسك.

قال: وقال أبو عبد اللهعليه‌السلام : كلّ شئ في القرآن: أو فصاحبه بالخيار يختار ما شاء، وكلّ شئ في القرآن( فإن لم يجد ) فعليه ذلك ».

أحمد بن محمّد بن عيسى في نوادره(٣) : عن حمّاد، عن حريز، مثله.

[١٠٩٧٢] ٣ - بعض نسخ الرضوي: « عن أبيهعليهما‌السلام ، أنه قال: مرّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، على كعب بن عجرة الأنصاري، وقد أكل القمل رأسه وحاجبه وعينيه، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ما ظننت أن الأمر يبلغ ما أرى، فأمره فنسك عنه، وحلق رأسه، قال الله:( فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِّن رَّأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِّن صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ ) (١) والصيام ثلاثة أيام، والصدقة على ستّة مساكين (على كلّ مسكين)(٢) مدّين، والنسك عليه شاة لا يطعم منها أحد شيئاً إلّا المساكين ».

[١٠٩٧٣] ٤ - عوالي اللآلي: روي أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ،

__________________

(٢) البقرة ٢: ١٩٦.

(٣) نوادر أحمد بن محمّد بن عيسى ص ٦٢.

٣ - بعض نسخ الرضوي ص ٧٤، عنه في البحار ج ٩٩ ص ٣٥٦ ح ١٧.

(١) البقرة ٢: ١٩٦.

(٢) ليس في المصدر.

٤ - عوالي اللآلي ج ٢ ص ٨٩ ح ٢٣٩.

٣٠٣

قال لكعب بن عجرة وقد قمل رأسه: « لعلّك آذاك هوامك؟ » قال: نعم يا رسول الله، قال: « احلق رأسك، وصم ثلاثة أيام، أو أطعم ستّة مساكين، أو أنسك شاة » فكان كعب يقول: فيّ نزلت الآية، وكان قرح رأسه فلمّا رآه النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: « كفى به أذى (ومن كان (به)(١) أذى من رأسه ففدية من صيام، أو صدقة، أو نسك)(٢) ».

١٣ -( باب أن المحرم إذا طرح قمّلة أو قتلها، لزمه كفّ من طعام، ولا يسقط بردّها، وإن كانت تؤذيه لم يلزمه شئ)

[١٠٩٧٤] ١ - دعائم الإسلام: عن عليعليه‌السلام ، أنه قال: « من قتل عظاية - إلى أن قال - وإن تعمّده أطعم كفّاً من طعام، وكذلك النمل، والذرّ، والبعوض، [ والقراد ](١) والقمّل ».

[١٠٩٧٥] ٢ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمّد، حدثني موسى، قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسينعليهم‌السلام [ عن أبيه ](١) : « أن علياًعليه‌السلام ، سئل عن محرم قتل قملة؟ قال: كلّ شئ يتصدق به فهو خير منها، التمرة خير منها ».

__________________

(١) أثبتناه من الطبعة الحجرية.

(٢) ما بين القوسين ليس في المصدر.

الباب ١٣

١ - دعائم الإسلام ج ١ ص ٣١، عن جعفر بن محمّدعليهما‌السلام .

(١) أثبتناه من المصدر.

٢ - الجعفريات ص ٧٥.

(١) أثبتناه من المصدر.

٣٠٤

١٤ -( باب أنّ المحرم إذا مسّ شعره عبثاً، فسقط منه شئ لزمه كفّ من طعام، وإن مسّه لوضوء أو بغير عمد لم يلزمه شئ)

[١٠٩٧٦] ١ - الصدوق في المقنع: فإذا عبث المحرم بلحيته فسقط منها شعرة أو اثنتان، فعليه أن يتصدق بكفّ أو بكفين من طعام.

[١٠٩٧٧] ٢ - دعائم الإسلام: عن جعفر بن محمّدعليهما‌السلام ، أنه قال: « إن مسح المحرم رأسه أو لحيته، فسقط من ذلك شعر يسير(١) فلا شئ عليه(٢) فيه ».

١٥ -( باب أنّ من قطع شيئاً من شجر الحرم وجب عليه الصدقة بثمنه، ومن قلع شجرة كبيرة لزمه بقرة)

[١٠٩٧٨] ١ - دعائم الإسلام: عن جعفر بن محمّدعليهما‌السلام ، أنه قال: « ويتصدّق من عضد الشجرة(١) ، أو اختلى شيئاً من الحرم فعليه قيمته(٢) ».

__________________

الباب ١٤

١ - المقنع ص ٧٥.

٢ - دعائم الإسلام ج ١ ص ٣٠٤.

(١) في المخطوط: كثير، وما أثبتناه من المصدر.

(٢) ليس في المصدر.

الباب ١٥

١ - دعائم الإسلام ج ١ ص ٣١١.

(١) الشجرة: ليست في المصدر.

(٢) في المصدر: بقيمته.

٣٠٥

٣٠٦

أبواب الاحصار والصد

١ -( باب أن المصدود بالعدو تحلّ له النساء بعد التحلل، والمحصور بالمرض لا يحل له النساء حتى يطوف طواف النساء أو يستنيب فيه، وجملة من أحكام الإحصار والصّدّ)

[١٠٩٧٩] ١ - دعائم الإسلام: روينا عن جعفر بن محمّدعليهما‌السلام ، أنه قال: « خرج رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عام الحديبية، ومعه [ من ](١) أصحابه أزيد من ألف رجل (يريد العمرة)(٢) ، فلمّا صار بذي الحليفة أحرم وأحرموا، وقلّد(٣) وقلّدوا الهدي وأشعروه، وذلك قبل فتح مكّة، (وبلغ قريشاً)(٤) فجمعوا له جموعاً، فلمّا كان قريباً من عسفان(٥) أتاه خبرهم، فقال (رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله )(٦) : إنّا لم نأت عُسْفان لقتال أحد، وإنّما جئنا معتمرين، فإن شاءت قريش هادنتها مدّة، وخلّت بيني وبين الناس فإن شاؤوا أن يدخلوا فيما دخل

__________________

أبواب الإحصار والصّدّ

الباب ١

١ - دعائم الإسلام ج ١ ص ٣٣٤.

(١) أثبتناه من المصدر.

(٢ - ٤) ليس في المصدر.

(٥) عُسْفان: ماء على مرحلتين من مكّة على طريق المدينة « معجم البلدان ٤: ١٢٢ ».

(٦) ليس في المصدر.

٣٠٧

فيه الناس دخلوا، وإن أبوا قاتلتهم حتى يحكم الله بيننا وهو خير الحاكمين، ومشت الرسل بينه وبين قريش، فوادعهم مدّة على أن ينصرف من عامه ويعتمر إن شاء من قابل، وقالت قريش: لن ترى العرب أنه دخل علينا قسراً، فأجابهم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إلى ذلك، ونحر البدن التي ساقها [ مكانه ](٧) وقصّر، وانصرف وانصرف المسلمون، وهذا حكم من صدّ عن البيت، من بعد أن فرض الحجّ أو العمرة أو فرضهما جمعياً، يقصّر وينصرف، ولا يحلق إن كان معه هدي، لأن الله يقول( وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّىٰ يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ ) (٨) ».

[١٠٩٨٠] ٢ - وعنهعليه‌السلام : في حديث في مرض الحسينعليه‌السلام في طريق الحج، أنه قيل له: « [ يا ابن رسول الله ](١) : أرأيت حين برأ من وجعه، حلّ(٢) له النساء؟ قال: لا تحل(٣) له النساء حتى يطوف بالبيت والصفا والمروة قيل [ له ](٤) : فما بال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله حين رجع من الحديبية، حلّ له النساء ولم يطف بالبيت؟ قال: ليسا سواء، كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله مصدوداً، والحسين محصوراً(٥) ».

__________________

(٧) أثبتناه من المصدر.

(٨) البقرة ٢: ١٩٦.

٢ - دعائم الإسلام ج ١ ص ٣٣٦.

(١) أثبتناه من المصدر.

(٢) في المصدر: أيحل.

(٣) في المخطوط: يحل، وما أثبتناه من المصدر.

(٤) أثبتناه من المصدر.

(٥) في المخطوط: محصرا، وما أثبتناه من المصدر.

٣٠٨

[١٠٩٨١] ٣ - فقه الرضاعليه‌السلام : في المحصور: « ولا يقرب(١) النساء حتى يحج من قابل، وإن صدّ رجل عن الحجّ وقد أحرم فعليه الحج من قابل، ولا بأس بمواقعة النساء لأن هذا مصدود وليس كالمحصور ».

٢ -( باب أنّ من منعه المرض عن دخول مكّة والمشاعر، وجب عليه بعث هدي أو ثمنه، ومواعدة أصحابه لذبحه، ولا يحل حتى يبلغ الهدي محله وهو منى للحاج ومكّة للمعتمر، فإذا بلغ أحلّ وقصّر وعليه الحجّ من قابل، والعمرة إذا تمكن، وإن لم ينحروا هديه بعث من قابل وأمسك)

[١٠٩٨٢] ١ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمّد، حدثني موسى، قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمّد، عن أبيهعليهم‌السلام ، قال « بينما عليعليه‌السلام في طريق مكّة، إذ أبصر ناقة معقولة فقال: ناقة أبي عبد اللهعليه‌السلام وربّ الكعبة، فعدل فإذا الحسين بن عليعليهما‌السلام ، محرم محموم عليه دثار، فأمر بهعليه‌السلام فحجم وعصّب رأسه، وساق عنه بدنة ».

[١٠٩٨٣] ٢ - دعائم الإسلام: روينا عن جعفر بن محمّدعليهما‌السلام : أنه سئل عن رجل أحصر فبعث بالهدي، قال: « يواعد أصحابه ميعاداً

__________________

٣ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٢٩.

(١) في المخطوط: يقربوا، وما أثبتناه من المصدر.

الباب ٢

١ - الجعفريات ص ٦٨.

٢ - دعائم الإسلام ج ١ ص ٣٣٥.

٣٠٩

إن كان في الحج فمحل الهدي يوم النحر، وإن كان في عمرة فلينظر مقدار دخول أصحابه مكّة، والساعة التي يعدهم فيها فيقصّر ويحلّ، وإن مرض في الطريق بعدما أحرم، فأراد الرجوع إلى أهله رجع ونحر بدنة، فإن كان في حجّ فعليه الحجّ من قابل، وإن كان في عمرة فعليه العمرة، فإن الحسين بن عليعليهما‌السلام خرج معتمراً فمرض في الطريق، فبلغ علياًعليه‌السلام وهو في المدينة فخرج في طلبه، فأدركه بالسقيا(١) وهو مريض، فقال: يا بني ما تشتكي؟ فقال: أشتكي رأسي، فدعا [ علي ](٢) عليه‌السلام ببدنة فنحرها، وحلق رأسه وردّه إلى المدينة، فلمّا برأ من وجعه اعتمر ».

[١٠٩٨٤] ٣ - بعض نسخ الرضويعليه‌السلام : « والرجل إذا أحصر فأرسل بالهدي، تواعد أصحابه ميعاداً، إن كان في الحجّ فمحل الهدي يوم النحر، وإذا كان يوم النحر فليقصّر من رأسه، ولا يجب عليه الحلق حتى يقضي المناسك، وإن كان [ في ](١) عمرة، فلينظر(٢) مقدار دخول أصحابه مكّة [ والساعة التي يعدهم فيها ](٣) فإذا كان تلك الساعة قصّر وأحلّ، وإن كان مريضاً بعدما أحرم فأراد الرجوع إلى أهله، رجع إلى أهله ونحر بدنة، أو أقام مكانه حتى يبرأ إذا كان في عمرة، فإذا برأ فعليه العمرة واجبة، وإن كان عليه الحج أو أقام

__________________

(١) السُّقيا: قرية قريبة من المدينة المنورة (معجم البلدان ج ٣ ص ٢٢٨).

(٢) أثبتناه من المصدر.

٣ - بعض نسخ فقه الرضاعليه‌السلام ص ٧٥، عنه في البحار ج ٩٩ ص ٣٦٠.

(١) أثبتناه من المصدر والبحار.

(٢) في المخطوط: فينظر، وما أثبتناه من المصدر.

(٣) أثبتناه من المصدر.

٣١٠

ففاته الحج، فإن عليه الحج من قابل.

قال أبي: إن الحسين بن عليعليهما‌السلام ، خرج معتمراً - وساق كما في الدعائم إلى قوله - فلمّا برئ من وجعه اعتمر، قال: ولو لم يخرج إلى العمرة عند البرء، لما حلّ له النساء حتى يطوف بالبيت والصفا، قلت: فما بال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، حيث رجع من الحديبية حلّت له النساء؟

قال: إن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله كان مصدوداً، وهذا محصوراً، وليسا سواء ».

[١٠٩٨٥] ٤ - وفي موضع آخر: « ومن قرن الحج والعمرة فأصابه حصر، لم يكن عليه أن يبعث هدياً مع هديه، ولا يحلّ حتى يبلغ الهدي محلّه، فإذا بلغ الهدي محلّه أحلّ، وعليه إذا برأ الحج والعمرة ».

٣ -( باب أنّ من أحصر فبعث هديه ثم خفّ مرضه، وجب عليه الالتحاق إن ظنّ إمكانه، فإن أدرك النسك وإلّا وجب عليه التحلّل بعمرة، وقضاء النسك إن كان واجباً، فإن مات فمن ماله، وكذا من صدّ ثم زال عذره)

[١٠٩٨٦] ١ - فقه الرضاعليه‌السلام : « ولو أنّ رجلاً حبسه سلطان جائر بمكّة، وهو متمتع بالعمرة إلى الحج، ثم أطلق عنه ليلة النحر، فعليه أن يلحق الناس بجمع، ثم ينصرف إلى منى ويذبح ويحلق ولا

__________________

٤ - بعض نسخ فقه الرضاعليه‌السلام ص ٢٩، عنه في البحار ج ٩٩ ص ٣٢٨ ح ٣ باختلاف.

الباب ٣

١ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٢٩، عنه في البحار ج ٩٩ ص ٣٢٨ ح ٣.

٣١١

شئ عليه، وإن خلّى يوم النحر بعد الزوال، فهو مصدود عن الحج إن كان دخل مكّة متمتعاً بالعمرة إلى الحج [ فليطف بالبيت إسبوعاً ويسعى إسبوعاً ويحلق رأسه ويذبح شاة وإن كان دخل مكّة مفرداً للحج ](١) فليس عليه ذبح، ولا شئ عليه ».

٤ -( باب جواز تعجيل التحلّل والذبح، للمحصور والمصدود)

[١٠٩٨٧] ١ - بعض نسخ الرضوي: « عن أبيه قال: أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، حين صدّه المشركون يوم الحديبية، نحر وأكل ورجع [ إلى المدينة ](١) ».

وتقدم عن الدعائم(٢) : في حديث مرض الحسينعليه‌السلام : أنّ علياًعليه‌السلام دعا ببدنة فنحرها، وحلق رأسه، وردّه إلى المدينة.

[١٠٩٨٨] ٢ - علي بن إبراهيم في تفسيره: عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن ابن سنان، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: « كان سبب نزول هذه السورة(١) وهذا الفتح العظيم، ان الله عزّوجلّ أمرّ رسول

__________________

(١) أثبتناه من المصدر والبحار.

الباب ٤

١ - بعض نسخ فقه الرضاعليه‌السلام ص ٧٥، عنه في البحار ج ٩٩ ص ٣٦١ ح ٤١.

(١) أثبتناه من المصدر.

(٢) تقدم في الحديث ٢ من الباب ٢ من هذه الأبواب.

٢ - تفسير القمي ج ٢ ص ٣٠٩.

(١) في نسخة زيادة: سورة الفتح، (منه قدّه).

٣١٢

اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في النوم، أن يدخل المسجد الحرام ويطوف ويحلق مع المحلقين، فأخبر أصحابه وأمرهم بالخروج فخرجوا، فلمّا نزل ذا الحليفة أحرموا بالعمرة وساقوا البدن، وساق رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ستّاً وستّين بدنة، وأشعرها عند إحرامه، وأحرموا من ذي الحليفة ملبّين بالعمرة، قد ساق من ساق منهم الهدي مشعرّات(٢) مجللات » وساق قصّة الحديبية وصدّهم المشركون وكيفيّة الصلح.

إلى أن قالعليه‌السلام (٣) : « وقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : انحروا بدنكم واحلقوا رؤوسكم، فامتنعوا وقالوا: كيف ننحر ونحلق ولم نطف بالبيت، ولم نسع بين الصفا والمروة؟ فاغتمّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله من ذلك، وشكا ذلك إلى أُمّ سلمة، فقالت: يا رسول الله انحر [ أنت ](٤) واحلق، فنحر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وحلق، فنحر القوم على خبث يقين وشكّ وارتياب، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله تعظيماً للبدن: رحم الله المحلّقين.

وقال قوم لم يسوقوا البدن: يا رسول الله، والمقصرين؟ لأنّ من لم يسق هدياً لم يجب عليه الحلق، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ثانياً: رحم الله المحلّقين الذين لم يسوقوا الهدي، قالوا: يا رسول الله والمقصرين فقال: رحم الله المقصرين » الخبر.

__________________

(٢) الاشعار: الإعلام، وأشعر البدنة: أعلمها وهو أن يشق جلدها أو يطعنها في أسنمتها في أحد الجانبين (لسان العرب ج ٤ ص ٤١٣).

(٣) تفسير القمي ج ٢ ص ٣١٤.

(٤) أثبتناه من المصدر.

٣١٣

٥ -( باب أنه يستحب لمن لم يحج أن يبعث هدياً أو ثمنه، ويواعد أصحابه يوماً لاشعاره أو تقليده، ويجتنب من ذلك اليوم ما يجتنبه المحرم ولا يلبي، ثم يحلّ يوم النحر، ويأمرهم أن يقصروا عنه)

[١٠٩٨٩] ١ - محمّد بن مسعود العياشي في تفسيره: عن زيد بن أسامة، قال: سئل أبو عبد اللهعليه‌السلام ، عن رجل بعث بهدي مع قوم يساق فواعدهم يوماً يقلّدون فيه هديهم ويحرمون فيه؟ قال: « يحرم عليه ما يحرم على المحرم في اليوم الذي واعدهم، حتى يبلغ الهدي محلّه » قلت: أرأيت إن اختلفوا في ميعادهم، أو أبطؤوا في السير، عليه جناح أن يحلّ في اليوم الذي واعدهم؟ قال: « لا ».

[١٠٩٩٠] ٢ - بعض نسخ الرضويعليه‌السلام : « والرجل إذا أرسل بهدي تطوّعاً وليس بواجب إنّما يريد أن يتطوّع، يواعد أصحابه ساعة يوم كذا وكذا، يأمرهم أن يقلّدوه في تلك الساعة، فإذا كانت تلك الساعة اجتنب ما يجتنب المحرم حتى يكون يوم النحر، فإذا كان يوم النحر أجزأ عنه ».

٦ -( باب نوادر ما يتعلق بأبواب الإحصار والصدّ)

[١٠٩٩١] ١ - بعض نسخ الرضويعليه‌السلام : « ومن قصد الحج فصدّ به الحج فإن طاف وسعى لحق بأهله، وإن شاء أقام حلالاً

__________________

الباب ٥

١ - تفسير العياشي ج ١ ص ٨٩ ح ٢٢٨.

٢ - بعض نسخ فقه الرضاعليه‌السلام ص ٧٥، وعنه في البحار ج ٩٩ ص ٣٦١.

الباب ٦

١ - بعض نسخ فقه الرضاعليه‌السلام ص ٧٥.

٣١٤

وجعلها عمرة، وعليه الحج من قابل، وإن لم يكن طاف ولا سعى حتى خرج إلى منى، فليقم معهم حتى ينفروا، ثم ليطف بالبيت ويسعى، فإنّ أيام التشريق ليس فيها عمرة، وعليه الحج من قابل يحرم من حيث أحرم ».

[١٠٩٩٢] ٢ - علي بن إبراهيم في تفسيره: إذا عقد الرجل الإحرام بالتمتع بالعمرة إلى الحج وأحرم، ثم أصابه علّة في طريقه قبل أن يبلغ إلى مكّة، ولا يستطيع أن يمضي فإنه يقيم في مكانه الذي أحصر فيه، ويبعث من عنده هدياً إن كان غنياً فبدنة، وإن كان بين ذلك فبقرة، وإن كان فقيراً فشاة لا بدّ منها، ولا يزال مقيماً على إحرامه، وإن كان في رأسه وجع أو قروح حلق شعره وأحلّ، ولبس ثيابه ويفدي، فأمّا أن يصوم ستّة أيام، أو يتصدق على عشرة مساكين، أو نسك وهو الدم يعني شاة.

[١٠٩٩٣] ٣ - عوالي اللآلي: روى جابر، قال أحصرنا مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بالحديبية، فنحرنا البدنة عن سبعة، والبقرة عن سبعة، بأمر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

__________________

٢ - تفسير القمي ج ١ ص ٦٨.

٣ - عوالي اللآلي ج ١ ص ٢١٦ ح ٧٩.

٣١٥

٣١٦

أبواب مقدمات الطواف وما يتبعها

١ -( باب أنه يستحب لمن أراد دخول الحرم أن يغتسل، ويأخذ نعليه بيديه، ويدخله حافياً ماشياً ولو ساعة)

[١٠٩٩٤] ١ - دعائم الإسلام: عن عليعليه‌السلام : أنه كان إذا أراد الدخول إلى(١) الحرم اغتسل.

[١٠٩٩٥] ٢ - وعن جعفر بن محمّدعليهما‌السلام ، أنه قال: « المتمتع بالعمرة إلى الحج، إذا دخل الحرم قطع التلبية، وأخذ في التكبير والتهليل ».

[١٠٩٩٦] ٣ - فقه الرضاعليه‌السلام : « فإذا بلغت [ الحرم ](١) فاغتسل قبل أن تدخل مكّة، وامش هنيهة وعليك السكينة والوقار ».

__________________

أبواب مقدمات الطواف وما يتبعها

الباب ١

١ - دعائم الإسلام ج ١ ص ٣١١.

(١) في المخطوط: في، وما أثبتناه من المصدر.

٢ - دعائم الإسلام ج ١ ص ٣١١.

٣ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٢٧.

(١) أثبتناه من المصدر.

٣١٧

٢ -( باب جواز تقديم الغسل على دخول الحرم، وتأخيره حتى يدخل مكّة)

[١٠٩٩٧] ١ - كتاب جعفر بن محمّد بن شريح الحضرمي: عن ذريح المحاربي، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سألته عن الغسل في الحرم، أقبل دخوله أو بعد ما يدخله؟

قال: « لا يضرّك أي ذلك فعلت، وإن اغتسلت في بيتك حين تنزل مكّة فلا بأس ».

٣ -( باب استحباب دخول مكّة من أعلاها لمن جاء من المدينة، والخروج من أسفلها، وقطع التلبية عند رؤية بيوتها للمتمتع، وتحريم دخولها بغير إحرام، إلّا ما استثني)

[١٠٩٩٨] ١ - بعض نسخ الرضوي: « ويروى عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أنه بات بذي طوى [ ودخل مكّة ](١) نهاراً، وكان يدخل مكّة من الثنيّة العليا أو من الثنيّة السفلى، فيستحب دخولها ».

[١٠٩٩٩] ٢ - عوالي اللآلي: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : أنه كان يدخل مكّة من الثنية العليا، ويخرج من الثنية السفلى.

__________________

الباب ٢

١ - بل كتاب محمّد بن المثنى الحضرمي ص ٨٥.

الباب ٣

١ - بعض نسخ فقه الرضاعليه‌السلام : عنه في البحار ج ٩٩ ص ٣٤١ ح ١٦.

(١) أثبتناه من البحار.

٢ - عوالي اللآلي ج ١ ص ١٤٠ ح ٤٩.

٣١٨

٤ -( باب استحباب الغسل لدخول مكّة من فخّ أو بئر ميمون أو بئر عبد الصمد وغيرها، ودخولها ماشياً حافياً، والإبتداء بدخول المنزل ثم الطواف)

[١١٠٠٠] ١ - بعض نسخ الرضويعليه‌السلام : « فإذا انتهيت إلى ذي طوى(١) فاغتسل من بئر ميمون(٢) لدخول مكّة، أو بعد ما تدخلها، وكذلك تغتسل المرأة الحائض، لأمر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أسماء بذلك، ولقولهصلى‌الله‌عليه‌وآله للحائض: افعلي ما يفعل الحاج، غير أن لا تطوفي بالبيت.

وكان ابن عمر يغتسل بذي طوى قبل أن يدخل مكّة، وكذلك كان يعظمه عامة العلماء، وإن لم يغتسل فلا بأس ».

[١١٠٠١] ٢ - الصدوق في المقنع: فإذا بلغت الحرم فاغتسل من بئر ميمون، أو من فخّ، وإن اغتسلت بمكّة فلا بأس.

[١١٠٠٢] ٣ - دعائم الإسلام: عن جعفر بن محمّدعليهما‌السلام ، أنه قال: « إذا دخل الحاج أو(١) المعتمر مكّة بدأ بحياطة(٢) رحله، ثم

__________________

الباب ٤

١ - بعض نسخ الفقه الرضوي: عنه في البحار ج ٩٩ ص ٣٤١.

(١) ذو طوى: موضع بمكة (معجم البلدان ج ٤ ص ٤٥).

(٢) بئر ميمون: بئر بأعلى مكّة حفرها ميمون الحضرمي (معجم البلدان ج ١ ص ٣٠٢).

٢ - المقنع ص ٧٩.

٣ - دعائم الإسلام ج ١ ص ٣١١.

(١) كذا في المصدر وفي المخطوط: و.

(٢) حاطه. حياطة: إذا حفظه وصانه وذب عنه وتوفر على مصالحه (النهاية ج ١ ص ٤٦١).

٣١٩

قصد المسجد الحرام ».

٥ -( باب استحباب دخول المسجد الحرام حافياً بسكينة ووقار وخشوع، والدعاء بالمأثور على باب المسجد، وعند دخوله، واستقبال الكعبة)

[١١٠٠٣] ١ - فقه الرضاعليه‌السلام : « فإذا دخلت [ مكّة ](١) ونظرت إلى البيت، فقل: الحمد لله الذي عظّمك وشرفك وكرمك، وجعلك مثابة للناس وأمناً، وهدى للعالمين.

ثم ادخل المسجد حافياً وعليك السكينة والوقار، وإن كنت مع قوم تحفظ عليهم رحالهم، حتى يطوفوا ويسعوا، كنت أعظمهم ثواباً ».

وفي بعض نسخه(٢) : « وقل: بسم الله وبالله، وابدأ برجلك اليمنى قبل اليسرى، وقل: اللهم اغفر لي ذنوبي، وافتح لي أبواب رحمتك، وأبواب فضلك، وجوائز مغفرتك، وأعذنا من الشيطان الرجيم، واستعملني بطاعتك ورضاك، وإذا نظرت إلى البيت فقل: اللهم أنت السلام، ومنك السلام، فحينا ربنا بالسلام، اللهم [ إن ](٣) هذا بيتك الذي شرّفت وعظّمت وكرّمت، اللهم زد له تشريفاً وتعظيماً، وتكريماً وبرّاً ومهابة ».

[١١٠٠٤] ٢ - الصدوق في المقنع: وقل وأنت على باب المسجد: السلام عليك أيّها النبي ورحمة الله وبركاته، بسم الله وبالله، ومن الله، وما

__________________

باب ٥

١ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٢٧.

(١، ٣) أثبتناه من المصدر.

(٢) عنه في البحار ج ٩٩ ص ٣٤١.

٢ - المقنع ص ٨٠.

٣٢٠

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469