بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة الجزء ٨

بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة8%

بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة مؤلف:
تصنيف: أمير المؤمنين عليه السلام
الصفحات: 668

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤
  • البداية
  • السابق
  • 668 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • المشاهدات: 67911 / تحميل: 4107
الحجم الحجم الحجم
بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة

بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة الجزء ٨

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

فأرسل إلى الكرماني: ويلك لا تغترر فو اللّه إنّي لخائف عليك و على أصحابك منه، و لكن هلم إلى الموادعة فندخل مرو، فنكتب بيننا كتابا بصلح و هو يريد أن يفرق بينه و بين أبي مسلم فدخل الكرماني منزله و أقام أبو مسلم في المعسكر و خرج الكرماني حتى وقف في الرحبة في مئة فارس و عليه قرطق خشكشونة، ثم أرسل نصر: أخرج لنكتب بيننا الكتاب فأبصر نصر منه غرة فوجّه إليه ابن سريع في نحو من ثلاثمئة فارس فالتقوا في الرحبة، فاقتتلوا بها طويلا، ثم ان الكرماني طعن في خاصرته فخر عن دابته و حماه أصحابه حتى جاءهم ما لا قبل لهم به فقتل نصر الكرماني و صلبه( ١) .

«و ان ناله» هكذا في (المصرية)( ٢ ) و الصواب: (و إن عاله) كما في (ابن ميثم و الخطية)( ٣) .

«الخوف شغله الحذر» في (الطبري) في غزوة حنين كان جماع أمر الناس إلى مالك بن عوف النصري، فلما نزل بأوطاس إجتمع إليه الناس و فيهم دريد بن الصمة، فلما نزل دريد قال: ما لي أسمع رغاء البعير، و نهاق الحمير، و يعار الشاء، و بكاء الصبي؟ قالوا: ساق مالك مع الناس أبناءهم و نساءهم و أموالهم. فقال: اين مالك؟ فدعي له. فقال له: إنك أصبحت رئيس قومك، مالي أسمع رغاء البعير، و نهاق الحمير، و يعار الشاء، و بكاء الصغير؟ قال: سقت مع الناس أبناءهم و نساءهم و أموالهم قال: و لم؟ قال: أردت أن أجعل خلف كل رجل أهله و ماله ليقاتل عنهم. قال: هل يرد المنهزم شي‏ء؟ إنها إن كانت لك لم ينفعك إلاّ رجل بسيفه و رمحه، و إن كانت عليك فضحت في أهلك و مالك...( ٤) .

____________________

(١) تاريخ الطبري ٧: ٣٧٠ و ٣٧١.

(٢) نهج البلاغة ٣: ١٧٥، من الكلام رقم ١٠٨.

(٣) ابن ميثم (الطبع الحجري) ٣: ٤٧٨، و فيه «و ان غاله» و كتب في الهامش «ناله صح».

(٤) تاريخ الطبري ٣: ٧١، و نقله المصنّف بتصرف.

٢٤١

و المذموم ما إذا كان له قدرة على تدبير و حيلة و الا فلا، فكان هشام بن الحكم بعد وقوف هارون على حجاجه في الامامة أراد قتله، و كان قدّم ليضرب عنقه و اتفق ان نجا فاعتلّ من الخوف، فكان إذا وصف طبيب له علته يكذبه و يقول له: علتي فزع القلب مما أصابني.

«و إن اتّسع له الأمن استلبته الغرّة» أي: اختلسته، كان علي بن الكرماني استأمن إلى أبي مسلم، فأمره أبو مسلم أن يسمّي له خاصته ليولّيهم و يأمر لهم بجوائز و كسا، فسمّاهم له فقتلهم جميعا( ١) .

«و ان أفاد مالا أطغاه الغني» هكذا في (المصرية)( ٢ ) ، و الصواب: كون هذه الفقرة (و ان أفاد مالا أطغاه الغنى) بعد فقرة «و ان أصابته مصيبة فضحه الجزع» كما في (ابن أبي الحديد و ابن ميثم و الخطيّة)( ٣ ) ، و لأن المناسب أن يكون: «و إن عضّته الفاقة» بعد «و إن أفاد مالا». إنّ الانسان ليطغى. أن رآه استغنى( ٤ ) ، و لو بسط اللّه الرزق لعباده لبغوا في الأرض و لكن ينزّل بقدر ما يشاء( ٥ ) ، و لو لا أن يكون الناس أمة واحدة لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفا من فضة و معارج عليها يظهرون( ٦) .

«و ان أصابته مصيبة فضحه الجزع» إنّ الانسان خلق هلوعا. إذا مسّه الشر جزوعا. و إذا مسّه الخير منوعا( ٧) .

____________________

(١) تاريخ الطبري ٧: ٣٨٨.

(٢) نهج البلاغة ٣: ١٧٥، من الكلام رقم ١٠٨.

(٣) شرح ابن أبي الحديد ١٨: ٣٧١، ابن ميثم ٣: ٤٧٨.

(٤) العلق: ٦ و ٧.

(٥) الشورى: ٢٧.

(٦) الزخرف: ٣٣.

(٧) المعارج: ١٩ ٢١.

٢٤٢

و في (المروج): إعتلّت حبابة جارية يزيد بن عبد الملك، فأقام يزيد أياما لا يظهر للناس، ثم ماتت، فأقام أياما لا يدفنها جزعا عليها حتى جيفت، فقالوا:

إنّ النّاس يتحدّثون عنك بجزعك، و إنّ الخلافة تجل عن ذلك، فدفنها و أقام على قبرها فقال:

فإن تسل عنك النفس أو تدع الهوى

فباليأس تسلو النفس لا بالتجلّد

ثم أقام بعدها أياما قلائل ثم مات( ١) .

«و إن عضّته الفاقة شغله البلاء» في (العقد): كان أبو الشمقمق الشاعر أديبا طريفا محارفا صعلوكا متبرّما قد لزم بيته في أطمار مسحوقة، و كان إذا استفتح عليه أحد بابه خرج فنظر من فرج الباب، فإن أعجبه الواقف فتح له و إلاّ سكت، فدخل عليه بعض إخوانه، فلمّا رأى سوء حاله قال: إنّا روينا في بعض الحديث «ان العارين في الدنيا هم الكاسون يوم القيامة». قال: إن كان ما تقول حقا لأكوننّ بزازا يوم القيامة( ٢) .

و في كتاب ما للهند: من لا مال له إذا أراد أن يتناول أمرا قعد به العدم فيبقى مقصّرا عما أراد كالماء الذي يبقى في الأودية من مطر الصيف فلا يجري إلى بحر و لا نهر بل يبقى مكانه حتى تنشفه الأرض( ٣) .

«و ان جهده الجوع قعد به الضعف» في (شعراء ابن قتيبة) في أعشى قيس كان ابوه يدعى قتيل الجوع، و ذلك أنه كان في جبل، فدخل غارا فوقعت صخرة من الجبل فسدت فم الغار فمات فيه جوعا( ٤) .

هذا، فقيل لعقيل بن علقمة، لو زوّجت بناتك، فإنّ النساء لحم على وضم

____________________

(١) مروج الذهب ٣: ١٩٨.

(٢) العقد الفريد ٢: ٣٥٢، نقله بتصرف في العبارة.

(٣) العقد الفريد لابن عبد ربه ٢: ٣٥٣.

(٤) الشعر و الشعراء لابن قتيبة (طبعة دار صادر بيروت): ١٣٥.

٢٤٣

إذا لم يكنّ غانيات. قال: كلاّ إنّي أجيعهنّ فلا يأثرن، و اعرّيهنّ فلا يظهرن.

«و ان أفرط به الشبع كظته البطنة» الكظّة بالكسر: ما يعتري الانسان من الامتلاء من الطعام، قال حاتم:

يرى الخمص تعذيبا و إن نال شبعة

يبت قلبه من قلة الهمّ مبهما

و في (العقد) قال أبو اليقظان: كان هلال بن سعد التميمي اكولا، فيزعمون انه أكل جملا و أكلت امرأته فصيلا، فلما أراد أن يجامعها لم يصل إليها، فقالت له: و كيف تصل اليّ و بيني و بينك بعيران( ١ ) ؟

و قال المدائني: كان سليمان بن عبد الملك بدابق فأتي بسلّين أحدهما مملو بيضا و الآخر تينا. فقال: إقشروا البيض، فجعل يأكل بيضة و تينة حتى فرغ من السلين، ثم أتوه بقصعة مملوة مخّا بسكر، فأكله فأتخم و مرض فمات( ٢) .

هذا، و في (المروج) رحل رجل من بني هاشم من الكوفة إلى ابن عمّه بالمدينة، فأقام عنده حولا لم يدخل مستراحا، فلما كان بعد الحول أراد الرجوع إلى الكوفة فحلف عليه أن يقيم عنده أياما أخر، فأقام و كان للرجل قينتان فقال لهما: أما رأيتما ابن عمي و ظرفه، أقام عندنا حولا و لم يدخل مستراحا. فقالتا له: فعلينا أن نصنع له شيئا لا يجد معه بدّا من الخلاء. قال شأنكما و ذلك، فعمدتا إلى خشب العشر و هو مسهل فدقّتاه و طرحتاه في شرابه، فلما حضر وقت شرابهما قدمتاه إليه و سقتا مولاهما من غيره، فلما أخذ الشراب منهما تناوم المولى و تمغّص الفتى، فقال للّتي تليه: يا سيدتي أين الخلاء؟ فقالت لها صاحبتها: ما يقول لك. قالت: يسألك ان تغنيه:

____________________

(١) العقد الفريد ٨: ١٣، و فيه «كان هلال بن الاسعر التميمي... فيزعمون أنه أكل فصيلا و أكلت امرأته فصيلا...».

(٢) العقد الفريد ٨: ١٥، و فيه «اقبل نصراني إلى سليمان بن عبد الملك و هو بدابق بسلّين أحدهما مملوء بيضا...».

٢٤٤

خلا من آل فاطمة الديار

فمنزل أهلها منها قفار

فغنته فقال الفتى: أظنهما مكيتين و ما فهمتا، ثم التفت إلى الاخرى فقال:

يا سيدتي أين الحش. فقالت لها صاحبتها: ما يقول؟ قالت: يسألك ان تغنيه:

أوحش الدقرات و الدير منها

فعناها بالمنزل المغمور

فغنته، فقال الفتى: أظنهما عراقيتين و ما فهمتا عني، ثم التفت إلى الاخرى فقال لها: أعزك اللّه أين المتوضأ. فقالت لها صاحبتها: ما يقول؟ قالت:

يسألك أن تغنيه:

توضأ للصلاة و صل خمسا

و أذن بالصلاة على النبيّ

فغنته فقال: أظنهما حجازيتين و ما فهمتا عني. ثم التفت إلى الاخرى فقال: يا سيدتي أين الكنيف؟ فقالت لها صاحبتها: ما يقول لك. قالت: يسألك ان تغنيه:

تكنّفني الواشون من كل جانب

و لو كان واش واحد لكفانيا

فقال: أظنهما يمانيتين و ما فهمتا عني، ثم التفت إلى الاخرى فقال: يا هذه أين المستراح؟ فقالت لها صاحبتها: ما يقول؟ قالت يسألك ان تغنيه:

ترك الفكاهة و المزاحا

و قلى الصبابة و استراحا

فغنته و المولى يسمع ذلك و هو متناوم، فلما اشتدّ به الأمر أنشأ يقول:

تكنفني السلاح و أضجروني

على ما بي بتكرير الأغاني

فلما ضاق عن ذاك اصطباري

ذرقت به على وجه الزواني

ثم انه حل سراويله و سلح عليهما، و انتبه المولى في أثر ذلك، فلما رأى ما نزل بجواريه قال: يا أخي ما حملك على هذا الفعل؟ قال: يا ابن الفاعلة لك جوار يرين المخرج صراطا مستقيما لا يدللني عليه، فلم أجد

٢٤٥

لهن جزاء غير هذا، ثم رحل عنه( ١) .

«و كل تقصير به مضر و كل افراط له مفسد» قال تعالى و الذين إذا أنفقوا لم يسرفوا و لم يقتروا و كان بين ذلك قواما( ٢) .

و قال النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله في (جوامع كلماته): خير الامور أوساطها( ٣) .

هذا، و عن المأمون: الناس ثلاثة، فمنهم مثل الغذاء لا بدّ منه على كل حال، و منهم كالدواء يحتاج إليه في حال المرض، و منهم كالداء مكروه على كل حال.

٥ - الحكمة (٧٠) و قالعليه‌السلام :

لاَ تَرَى اَلْجَاهِلَ إِلاَّ مُفْرِطاً أَوْ مُفَرِّطاً الافراط، تجاوز الحد، و التفريط، التقصير و التضييع له حتى يفوت، و كلاهما مذمومان، و إنّما الممدوح الحد الوسط.

و من كلمات النبيّ‏ّصلى‌الله‌عليه‌وآله الجامعة: خير الامور أوساطها( ٤ ) ، و قال الشاعر:

و إنّ بين التفريط و الإفراط

مسلكا منجيا من الإيراط

الإيراط مصدر أورطه، أي: أوقعه فيما لا خلاص له منه.

و صدقعليه‌السلام : فالجاهل إمّا ان يبخل و لا ينفق أصلا. أو ينفق و يسرف مع أنّ اللّه تعالى قال: و الذين إذا أنفقوا لم يسرفوا و لم يقتروا و كان

____________________

(١) المروج ٤: ٢٤٠ ٢٤٢.

(٢) الفرقان: ٦٧.

(٣) رواه النهاية ٥: ١٨٤، وسط.

(٤) رواه النهاية ٥: ١٨٤ مادة (وسط).

٢٤٦

بين ذلك قواما( ١) .

و كذلك الجاهل إمّا أن يترك آخرته لدنياه، و إمّا دنياه لآخرته، و قالواعليهم‌السلام : ليس منّا من ترك آخرته لدنياه و من ترك دنياه لآخرته، و الجاهل إمّا لا يكسب و يكون كلا على الناس و إمّا يحرص و لا يجمل في كسبه، و كلاهما ضلال.

و في (بيان الجاحظ): قال النبيّ‏ّصلى‌الله‌عليه‌وآله : يؤتى يوم القيامة بالوالي جلد فوق ما أمر اللّه به، فيقول له الرب: عبدي لم جلدت فوق ما أمرتك به؟ فيقول: رب غضبت لغضبك. فيقول: أ كان ينبغي لغضبك أن يكون أشد من غضبي؟ ثم يؤتى بالمقصّر فيقول له: عبدي لم قصّرت عمّا أمرتك به؟ فيقول: رب رحمته.

فيقول: أ كان ينبغي لرحمتك أن تكون أوسع من رحمتي؟ فيصيّرهما إلى النار( ٢) .

و في (تاريخ بغداد): ذكر عند أبي حنيفة جهم و مقاتل فقال: كلاهما مفرّط، أفرط جهم حتى قال انه تعالى ليس بشي‏ء، و أفرط مقاتل حتى جعله مثل خلقه( ٣) .

هذا، و أنشد شاعر نصر بن يسار بخراسان أرجوزة تشبيبها مئة و مديحها في نصر عشرة، فقال له نصر: و اللّه ما تركت كلمة عذبة و لا معنى لطيفا الا و قد شغلته عن مديحي بتشبيبك، فان أردت مديحي فاقتصد، فأتاه فأنشده:

هل تعرف الدار لامّ عمرو

دع ذا و حبّر مدحة في نصر

____________________

(١) الفرقان: ٦٧.

(٢) البيان و التبيين ٢: ٢٥، باختلاف في اللفظ.

(٣) تاريخ بغداد ١٣: ١٦٦، نقله بتصرف.

٢٤٧

فقال له نصر: لا هذا و لا ذاك، و لكن أمر بين الأمرين( ١) .

و في (المعجم): قال الجاحظ: يجب للرجل أن يكون سخيّا لا يبلغ التبذير، شجاعا لا يبلغ الهوج( ٢ ) ، محترسا لا يبلغ الجبن، ماضيا لا يبلغ القحة( ٣ ) ، قوّالا لا يبلغ الهذر( ٤ ) ، صموتا لا يبلغ العيّ، حليما لا يبلغ الذلّ، منتصرا لا يبلغ الظلم وقورا لا يبلغ البلادة، ناقدا لا يبلغ الطيش، ثم وجدنا النبيّ‏ّصلى‌الله‌عليه‌وآله قد جمع ذلك كله في كلمة واحدة، و هو قوله «خير الامور أوساطها»، فعلم أنهصلى‌الله‌عليه‌وآله قد أوتي جوامع الكلم و علم فصل الخطاب( ٥) .

٦ - الحكمة (١٩٩) و قالعليه‌السلام في صفة الغوغاء:

هُمُ اَلَّذِينَ إِذَا اِجْتَمَعُوا غَلَبُوا وَ إِذَا تَفَرَّقُوا لَمْ يُعْرَفُوا وَ قِيلَ بَلْ قَالَعليه‌السلام هُمُ اَلَّذِينَ إِذَا اِجْتَمَعُوا ضَرُّوا وَ إِذَا تَفَرَّقُوا نَفَعُوا فَقِيلَ قَدْ عَرَفْنَا مَضَرَّةَ اِجْتِمَاعِهِمْ فَمَا مَنْفَعَةُ اِفْتِرَاقِهِمْ فَقَالَعليه‌السلام يَرْجِعُ أَصْحَابُ اَلْمِهَنِ إِلَى مِهْنَتِهِمْ فَيَنْتَفِعُ اَلنَّاسُ بِهِمْ كَرُجُوعِ اَلْبَنَّاءِ إِلَى بِنَائِهِ وَ اَلنَّسَّاجِ إِلَى مَنْسَجِهِ وَ اَلْخَبَّازِ إِلَى مَخْبَزِهِ أقول: قول المصنّف: (في صفة الغوغاء) في (الصحاح)، قال الأصمعي:

الجرادة إذا صارت لها أجنحة و كادت تطير قبل أن تستقلّ فتطير، غوغاء، و به شبّه الناس.

____________________

(١) العقد الفريد ٧: ١٨٦.

(٢) الهوج: الحمق و الطيش: و التسرّع.

(٣) القحة: بكسر القاف و فتحها: قلة الحياء.

(٤) الهذر: مصدر هذر كلامه، كثر في الخطأ و الباطل.

(٥) معجم الادباء ١٦: ١١٠ ١١١.

٢٤٨

و قال أبو عبيدة: الغوغاء شي‏ء شبيه بالبعوض إلاّ أنّه لا يعضّ و لا يؤذي و هو ضعيف، فمن صرفه و ذكره جعله بمنزلة قمقام، و الهمزة مبدلة من واو، و من لم يصرفه جعله بمنزلة عوراء( ١) .

قال المسعودي في (مروجه): من أخلاق العامة أن يسوّدوا غير السيّد، و يفضّلوا غير الفاضل، و يقولوا بعلم غير العالم، و هم أتباع من سبق إليهم من غير تمييز بين الفاضل و المفضول، و الفضل و النقصان، و لا معرفة للحق من الباطل عندهم.

و قال الجاحظ: سمعت رجلا من العامة و هو حاج و قد ذكر له البيت يقول: إذا أتيته من يكلمني؟ و أخبره صديق له أن رجلا من العامة قال له و قد سمعه يصلي على محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله ما تقول في محمد هذا أربنا هو؟ و ذكر لي بعض اخواني: ان رجلا من العامة بمدينة السّلام رفع إلى بعض الولاة الطالبين لأصحاب الكلام على جار له أنه يتزندق، فسأله الوالي عن مذهب الرجل فقال: انه مرجى‏ء قدري إباضي رافضي يبغض معاوية بن الخطاب الذي قاتل علي بن العاص. فقال له الوالي: ما أدري على أيّ شي‏ء أحسدك؟ على علمك بالمقالات، أو على بصرك بالأنساب.

و أخبرني رجل من اخواننا من أهل العلم قال: كنا نقعد نتناظر في أبي بكر و عمر و علي و معاوية و ما يذكره أهل العلم فيهم، و كان قوم من العامة يأتون فيستمعون منّا فقال لي يوما بعضهم و كان من أعقلهم و اكبرهم لحية كم تطنبون في علي و معاوية و فلان و فلان. فقلت: فما تقول أنت؟ قال:

من تريد؟ قلت: علي. قال: أو ليس هو أبو فاطمة. قلت: و من كانت فاطمة؟ قال:

امرأة النبيّ‏ّصلى‌الله‌عليه‌وآله بنت عائشة أخت معاوية. قلت: فما كانت قصة علي؟ قال: قتل

____________________

(١) الصحاح للجوهري ٦: ٢٤٥٠.

٢٤٩

في غزاة حنين مع النبيّ.

و ذكر ثمامة بن أشرس قال: كنت مارّا في السوق ببغداد، فإذا أنا برجل اجتمع الناس عليه فنزلت عن بغلتي و قلت: لشي‏ء ما هذا الاجتماع و دخلت بين الناس، فإذا أنا برجل يصف كحلا معه أنّه ينجع من كل داء يصيب العين، فنظرت إليه فاذا عينه الواحدة برشاء و الاخرى ما سوكة، فقلت له: يا هذا لو كان كحلك كما تقول، نفع عينيك. فقال لي: أ هاهنا اشتكت عيناي؟ انما اشتكتا بمصر. فقال كلهم: صدق و ما انفلتّ من نعالهم إلاّ بعد كدّ.

و كان في أيام الرشيد ببغداد متطبب يطبب العامة بصفاته و كان دهريا يظهر أنه من أهل السنة و الجماعة و يلعن أهل البدع و يعرف بالسنّيّ تنقاد إليه العامة فكان يجتمع إليه في كل يوم بقوارير الماء خلق. فإذا اجتمعوا وثب قائما على قديمه فقال لهم: يا معشر المسلمين قلتم لا ضار و لا نافع الا اللّه فلأيّ شي‏ء تسألوني عن مضاركم و منافعكم الجؤوا إلى ربكم و توكّلوا على بارئكم حتى يكون فعلكم مثل قولكم. فيقولون: اي و اللّه صدقنا فكم من مريض لم يعالج حتى مات( ١) .

قولهعليه‌السلام في الأوّل (هم الذين إذا اجتمعوا غلبوا، و إذا تفرّقوا لم يعرفوا) و في الثاني (هم الذين إذا اجتمعوا ضرّوا، و إذا تفرّقوا نفعوا) في (كامل الجزري): جرت في سنة (٦٠١) ببغداد بين أهل باب الازج و أهل المأمونية محاربة بسبب أن الأولين قتلوا سبعا، فأرادوا أن يطوفوه فمنعهم الاخيرون فقتل جمع و خرج جمع و نهب دور، و كذلك بين أهل قطفتا و الغريبة من محال غربي بغداد جرت محاربة بسبب قتل سبع أراد الأوّلون طوفه فمنعهم

____________________

(١) مروج الذهب ٣: ٣٢ ٣٤.

٢٥٠

الاخرون فقتل بينهم قتلى حتى أرسل إليهم عسكر( ١) .

«فقيل قد عرفنا» هكذا في (المصرية)( ٢ ) و الصواب: (قد علمنا) كما في (ابن أبي الحديد و ابن ميثم و الخطية)( ٣) .

«مضرة اجتماعهم فما منفعة افتراقهم» هذا السؤال إنّما على الرواية الثانية، و أمّا الرواية الاولى فالمراد من شقّي الكلام غلبتهم في اجتماعهم على كل قوة، و عدم معروفيتهم في تفرقهم واضح.

«فقالعليه‌السلام : يرجع أصحاب المهن إلى مهنتهم» هكذا في (المصرية)( ٤ ) و الصواب: «إلى مهنهم» كما في غيرها( ٥ ) ، و المهنة: الحذق بالعمل، و الخدمة و هي بفتح الميم و كسرها حكى الكسر الكسائي و ان أنكره الاصمعي( ٦) .

«فينتفع الناس بهم...».

قالوا: كتب كتاب حكمة فبقيت منه. فقالوا: ما نكتب فيه؟ فقيل: يكتب «يسأل عن كل صناعة أهلها».

٧ - الحكمة (٢٠٠) و قالعليه‌السلام :

وَ أُتِيَ بِجَانٍ وَ مَعَهُ غَوْغَاءُ فَقَالَ لاَ مَرْحَباً بِوُجُوهٍ لاَ تُرَى إِلاَّ عِنْدَ كُلِّ سَوْأَةٍ

____________________

(١) الكامل لابن الأثير ١٢: ٢٠٣ س ٦٠١.

(٢) نهج البلاغة ٣: ١٩٨، من الحكمة رقم ١٩٩.

(٣) شرح ابن أبي الحديد ١٩: ١٨، ابن ميثم (الطبع الحجري) ٣: ٤٩٠.

(٤) نهج البلاغة ٣: ١٩٨، من الحكمة ١٩٩.

(٥) شرح ابن أبي الحديد ١٩: ١٨، ابن ميثم (الطبع الحجري) ٣: ٤٩٠.

(٦) لسان العرب ١٣: ٤٢٤ مادة (مهن).

٢٥١

أقول: رواه الشيخ في (زيادات حدود تهذيبه) مسندا عن اليعقوبي عن أبيه هكذا، قال: أتي أمير المؤمنينعليه‌السلام و هو بالبصرة برجل يقام عليه الحد، فأقبل جماعة من الناس، فقالعليه‌السلام : أنظر يا قنبر ما هذه الجماعة؟ قال:

إجتمعوا لرجل يقام عليه الحد، فلما قربوا نظرعليه‌السلام في وجوههم و قال: لا مرحبا بوجوه لا ترى إلاّ في كلّ سوأة، هؤلاء فضول الرجال، أمطهم عنّي يا قنبر( ١) .

قول المصنّف: «و اتيعليه‌السلام » هكذا في (المصرية)( ٢ ) و الصواب: (و قد أتي) كما في (ابن أبي الحديد و ابن ميثم و الخطية)( ٣) .

«بجان» أي: بذي جنّة إلاّ أن الجوهري قال: الجان ابو الجن و حية بيضاء( ٤) .

قولهعليه‌السلام : «لا مرحبا بوجوه لا ترى إلاّ عند كل سوأة» في (الصحاح) السوأة: العورة و الفاحشة( ٥) .

قال ابن أبي الحديد: أخذ هذا اللفظ المستعين. و قد أدخل عليه ابن أبي الشوارب القاضي و معه الشهود ليشهدوا عليه أنه قد خلع نفسه من الخلافة و بايع للمعتز، فقال: لا مرحبا بهذه الوجوه الّتي لا ترى إلاّ يوم سوء( ٦) .

قلت: و قال المسعودي في (مروجه): تقصد العامة في احتشادها و جموعها فلا تراهم الدهر إلاّ مرقلين إلى قائد دب، و ضارب دف، على سياسة

____________________

(١) التهذيب ١٠: ١٥٠ ح ٣٤.

(٢) نهج البلاغة ٣: ١٩٨، الحكمة رقم ٢٠٠.

(٣) شرح ابن أبي الحديد ١٩: ٢٠، ابن ميثم (الطبع الحجري) ٣: ٤٩٠، و فيه «و قد اوتي».

(٤) الصحاح ٥: ٢٠٩٤.

(٥) الصحاح ١: ٥٦.

(٦) شرح ابن أبي الحديد ١٩: ٢٠.

٢٥٢

قرد، و متشوّقين إلى اللهب و اللعب، أو مختلفين إلى مشعبد منمّس مخرّف، أو مستمعين إلى قاصّ كذّاب، أو مجتمعين حول مضروب، أو وقوفا عند مصلوب، ينعق بهم و يصاح فلا يرتدعون، لا ينكرون منكرا، و لا يعرفون معروفا، و لا يبالون أن يلحقوا البار بالفاجر و المؤمن بالكافر، و قد بيّن ذلك النبيّ‏ّصلى‌الله‌عليه‌وآله فيهم حيث يقول: «الناس أثنان: عالم أو متعلم، و ما عدا ذلك همج رعاع لا يعبأ اللّه بهم».

و سئل عليّعليه‌السلام عن العامة فقال: همج رعاع، أتباع كل ناعق، لم يستضيئوا بنور العلم و لم يلجؤوا إلى ركن وثيق.

و قد صنّف أبو عقال الكاتب كتابا في أخلاق العوام يصف فيه شيمهم و مخاطباتهم و سمّاه بالملهى...( ١ ) . و قال الشاعر:

قوم إذا الشر أبدى ناجذيه لهم

طاروا إليه زرافات و وحدانا

و في (الأغاني): قال عثمان الورّاق: رأيت العتابي يأكل خبزا على الطريق بباب الشام، فقلت له: ويحك أما تستحي. فقال لي: أ رأيت لو كنا في دار فيها بقر كنت تستحي و تحتشم أن تأكل و هي تراك. فقلت:

لا. قال: فاصبر حتى أعلمك أنهم بقر، فقام فوعظ و قصّ و دعا حتى كثر الزحام عليه، ثم قال لهم: روى لنا غير واحد أنه من بلغ لسانه أرنبة أنفه لم يدخل النار. فما بقي واحد إلاّ و أخرج لسانه يومى‏ء به نحو أرنبة أنفه و يقدّره حتى يبلغها أم لا، فلما تفرقوا قال لي العتابي: أ لم أخبرك أنهم بقر( ٢) .

____________________

(١) مروج الذهب ٣: ٣٥ ٣٦.

(٢) الأغاني ١٣: ١١٤.

٢٥٣

٨ - الحكمة (١٥٠) و قالعليه‌السلام لرجل سأله أن يعظه:

لاَ تَكُنْ مِمَّنْ يَرْجُو اَلْآخِرَةَ بِغَيْرِ العَمَلِ وَ يُرَجِّي اَلتَّوْبَةَ بِطُولِ اَلْأَمَلِ يَقُولُ فِي اَلدُّنْيَا بِقَوْلِ اَلزَّاهِدِينَ وَ يَعْمَلُ فِيهَا بِعَمَلِ اَلرَّاغِبِينَ إِنْ أُعْطِيَ مِنْهَا لَمْ يَشْبَعْ وَ إِنْ مُنِعَ مِنْهَا لَمْ يَقْنَعْ يَعْجِزُ عَنْ شُكْرِ مَا أُوتِيَ وَ يَبْتَغِي اَلزِّيَادَةَ فِيمَا بَقِيَ يَنْهَى وَ لاَ يَنْتَهِي وَ يَأْمُرُ بِمَا لاَ يَأْتِي يُحِبُّ اَلصَّالِحِينَ وَ لاَ يَعْمَلُ عَمَلَهُمْ وَ يُبْغِضُ اَلْمُذْنِبِينَ وَ هُوَ أَحَدُهُمْ يَكْرَهُ اَلْمَوْتَ لِكَثْرَةِ ذُنُوبِهِ وَ يُقِيمُ عَلَى مَا يَكْرَهُ اَلْمَوْتَ مِنْ أَجْلِهِ إِنْ سَقِمَ ظَلَّ نَادِماً وَ إِنْ صَحَّ أَمِنَ لاَهِياً يُعْجَبُ بِنَفْسِهِ إِذَا عُوفِيَ وَ يَقْنَطُ إِذَا اُبْتُلِيَ وَ إِنْ أَصَابَهُ بَلاَءٌ دَعَا مُضْطَرّاً وَ إِنْ نَالَهُ رَخَاءٌ أَعْرَضَ مُغْتَرّاً تَغْلِبُهُ نَفْسُهُ عَلَى مَا يَظُنُّ وَ لاَ يَغْلِبُهَا عَلَى مَا يَسْتَيْقِنُ يَخَافُ عَلَى غَيْرِهِ بِأَدْنَى مِنْ ذَنْبِهِ وَ يَرْجُو لِنَفْسِهِ بِأَكْثَرَ مِنْ عَمَلِهِ إِنِ اِسْتَغْنَى بَطِرَ وَ فُتِنَ وَ إِنِ اِفْتَقَرَ قَنِطَ وَ وَهَنَ يُقَصِّرُ إِذَا عَمِلَ وَ يُبَالِغُ إِذَا سَأَلَ إِنْ عَرَضَتْ لَهُ شَهْوَةٌ أَسْلَفَ اَلْمَعْصِيَةَ وَ سَوَّفَ اَلتَّوْبَةَ وَ إِنْ عَرَتْهُ مِحْنَةٌ اِنْفَرَجَ عَنْ شَرَائِطِ اَلْمِلَّةِ يَصِفُ اَلْعِبْرَةَ وَ لاَ يَعْتَبِرُ وَ يُبَالِغُ فِي اَلْمَوْعِظَةِ وَ لاَ يَتَّعِظُ فَهُوَ بِالْقَوْلِ مُدِلٌّ وَ مِنَ اَلْعَمَلِ مُقِلٌّ يُنَافِسُ فِيمَا يَفْنَى وَ يُسَامِحُ فِيمَا يَبْقَى يَرَى اَلْغُنْمَ مَغْرَماً وَ اَلْغُرْمَ مَغْنَماً يَخْشَى اَلْمَوْتَ وَ لاَ يُبَادِرُ اَلْفَوْتَ يَسْتَعْظِمُ مِنْ مَعْصِيَةِ غَيْرِهِ مَا يَسْتَقِلُّ أَكْثَرَ مِنْهُ مِنْ نَفْسِهِ وَ يَسْتَكْثِرُ مِنْ طَاعَتِهِ مَا يَحْقِرُهُ مِنْ طَاعَةِ غَيْرِهِ فَهُوَ عَلَى اَلنَّاسِ طَاعِنٌ وَ لِنَفْسِهِ مُدَاهِنٌ اَللَّهْوُ مَعَ اَلْأَغْنِيَاءِ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنَ اَلذِّكْرِ مَعَ اَلْفُقَرَاءِ يَحْكُمُ عَلَى غَيْرِهِ لِنَفْسِهِ وَ لاَ يَحْكُمُ عَلَيْهَا لِغَيْرِهِ يُرْشِدُ غَيْرَهُ وَ يُغْوِي نَفْسَهُ فَهُوَ يُطَاعُ وَ يَعْصِي

٢٥٤

وَ يَسْتَوْفِي وَ لاَ يُوفِي وَ يَخْشَى اَلْخَلْقَ فِي غَيْرِ رَبِّهِ وَ لاَ يَخْشَى رَبَّهُ فِي خَلْقِهِ قال الرضيّ: و لو لم يكن في هذا الكتاب إلاّ هذا الكلام لكفى به موعظة ناجعة و حكمة بالغة و بصيرة لمبصر و عبرة لناظر مفكّر. أقول: قول المصنّف: (و قالعليه‌السلام لرجل سأله ان يعظه) رواه (تحف العقول) عنهعليه‌السلام أبسط، فقال: موعظة لهعليه‌السلام في وصف المقصرين...( ١) .

و رواه الجاحظ في (بيانه) عنهعليه‌السلام أخصر، و أخذه عنه عبد اللّه بن عباس فوعظ به ابنه علي بن عبد اللّه بن عباس كما رواه المفيد في (أماليه)( ٢) .

قولهعليه‌السلام : «لا تكن ممّن يرجوا الآخرة بغير العمل» هكذا في (المصرية)( ٣ ) و الصواب: (بغير عمل) كما في (ابن أبي الحديد و ابن ميثم و الخطية)( ٤) ، نهىعليه‌السلام عن رجاء الآخرة بدون عمل، لأنه كمن رجا ضرب البيدر بدون زرع، و قد قال تعالى ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون( ٥ ) و قد قال النبيّ‏ّصلى‌الله‌عليه‌وآله : لا يدّع مدّع و لا يتمنّ متمنّ أنّه ينجو إلاّ بعمل و رحمة، لو عصيت هويت، اللّهمّ هل بلّغت.

و من الشعر المنسوب إليهعليه‌السلام كما قال ابن أبي الحديد في غير هذا الموضع:

غرّ جهولا أمله

يموت من جا أجله

و من دنا من حتفه

لم تغن عنه حيله

____________________

(١) تحف العقول: ١٥٧.

(٢) أمالي المفيد: ٣٢٩ ح ٢ م ٣٩٢.

(٣) نهج البلاغة ٣: ١٨٩، من الكلام ١٥٠.

(٤) شرح ابن أبي الحديد ١٨: ٣٥٦.

(٥) النحل: ٣٢.

٢٥٥

و ما بقاء آخر

قد غاب عنه أوله

و المرء لا يصحبه

في القبر إلاّ عمله( ١)

و في (الأغاني): قال الرشيد لأبي العتاهية: عظني. قال: أخافك. فقال له:

أنت آمن فأنشده:

ترجو النجاة و لم تسلك طريقتها

إنّ السفينة لا تجري على اليبس

فبكى حتى بلّ كمه( ٢) .

«و يرجى‏ء التوبة» أي: يؤخرها من «أرجأ» أو «أرجى».

«بطول الأمل» و هذا أحد عبقريات إبليس في إهلاك الناس، و قد هلك من هلك قبل بذا.

هذا، و لما بعث عبد الملك بن مروان خالد بن عبد اللّه بن خالد بن أسيد إلى البصرة و كان عليها مصعب من قبل أخيه كان طائفة مع ذا و طائفة مع ذا، و كان قيس السلمي مع مصعب، و كان يستأجر الرجال يقاتلون معه، فتقاضاه رجل أجرة فقال: غدا أعطيكها. فقال بعضهم لقيس و كان قيس يعلم في عنق فرسه جلاجل:

لبئس ما حكمت يا جلاجل

النقد دين و الطعان عاجل

«يقول في الدنيا بقول الزاهدين و يعمل فيها بعمل الراغبين» في (المروج):

أظهر ابن الزبير الزهد في الدنيا مع الحرص على الخلافة و قال: إنّما بطني شبر فما عسى أن يسع ذلك من الدنيا و انا العائذ بالبيت، و كثرت أذيته لبني هاشم مع شحّه بالدنيا على سائر الناس، فقال بعضهم:

تخبّر من لا قيت أنك عائذ

و تكثر قتلا بين زمزم و الركن

____________________

(١) شرح ابن أبي الحديد ٢: ٣٢٠، في شرح الخطبة ٤٢.

(٢) الأغاني لأبي الفرج الاصبهاني ٤: ١٠٦، نقله المصنف بتصرف.

٢٥٦

أيضا:

لو كان بطنك شبرا قد شبعت و قد

أفضلت فضلا كثيرا للمساكين( ١)

و كان الحسن البصري يقول في الحجاج: يتكلم على المنبر بكلام الأولياء و ينزل و يعمل عمل الجبابرة.

و قال بعضهم لسليمان بن عبد الملك: كان الحجاج يتزين تزين المومسة و يصعد المنبر و يتكلم بكلام الأخيار، فإذا نزل عمل عمل الفراعنة.

و في (المعجم): كان قاضي القضاة عبد الجبار شيخ المعتزلة يزعم أن المسلم يخلد في النار على ربع دينار، و صادره فخر الدولة على ثلاثة آلاف ألف درهم قيل باع في مصادرته ألف طيلسان مصري، و جميع هذا المال من قضاء الظلمة بل الكفرة عنده و على مذهبه( ٢) .

و في الخبر: قال المسيحعليه‌السلام للحواريين: لا تكونوا كالمنخل يخرج الدّقيق الطيب و يمسك النّخالة، قولكم شفاء و عملكم داء( ٣ ) . و قال شاعر:

و منتظر للموت في كل ساعة

يشيّد بيتا دائما و يحصّن

له حين يتلوه حقيقة موقن

و أفعاله أفعال من ليس يوقن

أيضا:

إذا نصبوا للقول قالوا فأحسنوا

و لكن حسن القول خالفه الفعل

و ذمّوا لنا الدنيا و هم يرضعونها

أفاويق حتى ما يدرّ لها ثعل

أيضا:

إذا وصف الاسلام أحسن وصفه

بفيه و يأبى قلبه و يهاجره

____________________

(١) مروج الذهب ٣: ٧٥.

(٢) معجم الادباء ٦: ٣٠٠، نقله المصنف بتصرف.

(٣) رواه تحف العقول: ٥١٠.

٢٥٧

و ان قام قال الحق ما دام قائما

نقي اللسان كافر بعد سايره

أيضا:

لا يعجبك من خطيب قوله

حتى يكون مع اللسان دخيلا

أيضا:

و لفظه يأمرنا بالتقى

و لحظه يأمرنا بالخنا

«إن اعطي منها لم يشبع» لو كان لابن آدم واديان من ذهب لابتغى لهما ثالثا( ١) .

«و إن منع منها لم يقنع» و تذهب أعمال من كان كذلك في القيامة هباء منثورا، و ان كانت كالجبال.

«يعجز عن شكر ما أوتي» فقالواعليهم‌السلام : إنّ كل نعمة عجزت عن شكرها بمنزلة سيئة تؤاخذ بها( ٢) .

و في (تاريخ بغداد): خرج دعبل إلى خراسان فنادم عبد اللّه بن طاهر فأعجب به، فكان في كل يوم ينادمه يأمر له بعشرة آلاف درهم، و كان ينادمه في الشهر خمسة عشر يوما، و كان ابن طاهر يصله في كل شهر بمئة و خمسين ألف درهم فلما كثرت صلاته له توارى دعبل عنه في يوم منادمته في بعض الخانات، فطلبه فلم يقدر عليه، فشق ذلك عليه، فلما كان من الغد كتب إليه دعبل:

هجرتك لم أهجرك من كفر نعمة

و هل يرتجى نيل الزيادة بالكفر

____________________

(١) الجامع الصغير للسيوطي ٢: ١٣١.

(٢) تحف العقول: ٣٩٤، مؤسسة النشر الاسلامي، قم.

٢٥٨

و لكنني لما أتيتك زائرا

فأفرطت في بري عجزت عن الشكر

فملان( ١ ) لا آتيك الا معذرا

أزورك في الشهرين يوما و في الشهر

فان زدت في بري تزيدت جفوة

و لم تلقني حتى القيامة و الحشر( ٢) .

قلت: فإذا كان الانسان في احسان واحد من مخلوق كذلك فكيف يجب أن يكون في نعمه عزّ و جلّ التي لا تحصى أبدا.

«و يبتغي الزيادة فيما بقي» في (الكافي) عن الرضاعليه‌السلام : من لم يقنعه من الرزق إلاّ الكثير لم يكفه من العمل إلاّ الكثير، و من كفاه من الرزق القليل فإنّه يكفيه من العمل القليل( ٣) .

«ينهى و لا ينتهي» في المثل: تنهانا أمّنا عن الغيّ (( البغاء )) و تغدو فيه( ٤) .

لا تنه عن خلق و تأتي مثله

عار عليك إذا فعلت عظيم

و عدم الانتهاء عن المنكر مذموم مطلقا، قال تعالى لعن الذين كفروا من بني اسرائيل على لسان داود و عيسى بن مريم ذلك بما عصوا و كانوا يعتدون. كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون. ترى كثيرا منهم يتولّون الذين كفروا لبئس ما قدّمت لهم أنفسهم أن سخط اللّه عليهم و في العذاب هم خالدون و لو كانوا يؤمنون باللّه و النبيّ و ما أنزل إليه ما

____________________

(١) أي: فمن الآن.

(٢) تاريخ بغداد ٩: ٤٨٧ و ٤٨٨، نقله بتصرف.

(٣) الكافي ٢: ١٣٨ ٥.

(٤) مجمع الأمثال للميداني ١: ١٢٧، الزمخشري ٢: ٣٢.

٢٥٩

أتخذوهم أولياء و لكنّ كثيرا منهم فاسقون( ١) .

«و يأمر بما لا يأتي» أ تأمرون الناس بالبر و تنسون أنفسكم( ٢) .

يا آمر الناس بالمعروف مجتهدا

و إن رأى عاملا بالمنكر انتهره

ابدأ بنفسك قبل الناس كلهم

فأوصها و أتل ما في سورة البقرة

اشارة إلى الآية، و قيل بالفارسية:

«توبه فرمايان چرا خود توبه كمتر مى‏كنند»

(٣) . و قال الشاعر:

و غير تقيّ يأمر النّاس بالتّقى

و طبيب يداوي و الطبيب مريض

لا تركبنّ الصنيع الذي

تلوم أخاك على مثله

و لا يعجبنك قول امرىّ

يخالف ما قال في فعله

«يحب الصالحين و لا يعمل عملهم، و يبغض المذنبين و هو أحدهم» المراد أنه كما يحب الصالحين ليعلم الصالحات و كما يبغض المذنبين ليجتنب السيئات لا انه لا يحب الصالحين و لا يبغض المذنبين، فمن لم يكن محب الصالحين و مبغض المذنبين فهو كافر.

«يكره الموت لكثرة ذنوبه و يقيم على ما يكره الموت له» يود أحدهم لو يعمّر ألف سنة و ما هو بمزحزحه من العذاب أن يعمّر( ٤) .

«إن سقم ظلّ نادما، و ان صحّ أمن لاهيا» و كان عليه أن يغتنم الفرصة في سلامته في هذه المرة فلا بدّ أن يسقم مرّة أخرى و لا يسلم.

«يعجب بنفسه إذا عوفي» في الخبر: أوحى تعالى إلى داودعليه‌السلام بشّر المذنبين و أنذر الصّدّيقين. قال: كيف يا ربّ؟ قال: بشّر المذنبين أنّي أقبل

____________________

(١) المائدة: ٧٨ ٨١.

(٢) البقرة: ٤٤.

(٣) ديوان حافظ، چاپ غنى و قزوينى.

(٤) البقرة: ٩٦.

٢٦٠

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

ولا يخفى أنّ الظاهر الاتّحاد ، لاشتراك الوصف وهو الوكالة والموكّل وهو أبو الحسنعليه‌السلام ، وإن كان وكيلا لأبي محمّدعليه‌السلام أيضا كما يأتي إن شاء الله في الخاتمة(1) . وكذا اتّحادهما مع الهماني الآتي كما أشار إليه الأستاذ العلاّمة دام علاه.

ومؤاخذة العلاّمةقدس‌سره بإعادة ذكره غير جيّدة بعد(2) العلم بعادة علماء الرجال على أنّه لعلّه عنده اثنان ، وعدم سلامة الرواية لا ينافي حصول الظنّ بالصحّة ، وكم من مثله وقع من مثله ، مع أنّ ضعف يوسف بن السخت غير خال من ضعف كما يأتي(3) ، فتأمّل.

هذا ، وفي الحاوي بعد ذكر ما مرّ عن كر من قوله : قيّم لأبي الحسنعليه‌السلام ، قال : المناسب على القاعدة أن يقول : قيّم له(4) ، انتهى.

ولا يخفى أنّه ليس كذلك ، إذ لو قال : له ، لكان المرجع الحسنعليه‌السلام ـ أي العسكري ـ والشيخ يريد بيان وكالته لأبيهعليه‌السلام فكيف يسوغ له الإتيان بالضمير؟! فلا تغفل.

1974 ـ علي بن جعفر بن العبّاس :

الخزاعي المروزي ، من أصحاب أبي محمّد العسكريعليه‌السلام ، واقفي ،صه (5) ، كر(6) .

__________________

(1) عن الغيبة : 350.

(2) في نسخة « ش » : غير جيّد فبعد.

(3) يأتي ذلك في ترجمته نقلا عن الوحيد.

(4) حاوي الأقوال : 97 / 347.

(5) الخلاصة : 233 / 8.

(6) رجال الشيخ : 434 / 23.

٣٦١

وفيتعق : نقل طس عن محمّد بن مسعود أيضا أنّه كان واقفيّا(1) (2) .

أقول : ما نقله طس أخذه عنكش كما في سائر الأسماء ، وهو مذكور على ما في نسختي من الاختيار في آخر الكتاب هكذا : في علي بن جعفر ابن العبّاس الخزاعي المروزي : قال محمّد بن مسعود : علي بن جعفر بن العبّاس الخزاعي كان واقفيا(3) . ولعلّه(4) كان ساقطا من نسخة الميرزارحمه‌الله ، أو هو ساقط من نسخنا(5) ، فتتبّع.

1975 ـ علي بن جعفر بن محمّد :

ابن علي بن الحسينعليهم‌السلام ، أبو الحسن ، سكن العريض من نواحي المدينة فنسب ولده إليها ، له كتاب في الحلال والحرام ، عنه علي ابن أسباط ،جش (6) .

وفيست : جليل القدر ثقة ، له كتاب المناسك ، ومسائل لأخيه موسى الكاظمعليه‌السلام سأله عنها ؛ أخبرنا بذلك جماعة ، عن محمّد بن علي ابن الحسين ، عن أبيه ، عن محمّد بن يحيى ، عن العمركي الخراساني البوفكي ، عنه ، عن أخيه موسىعليه‌السلام .

ورواه محمّد بن علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن سعد بن عبد الله والحميري وأحمد بن إدريس وعلي بن موسى ، عن أحمد بن محمّد ، عن‌

__________________

(1) التحرير الطاووسي : 379 / 265.

(2) تعليقة الوحيد البهبهاني : 227.

(3) رجال الكشّي : 616 / 1151.

(4) أي : لعلّ الموجود في الكشّي كان ساقطا من نسخة الميرزا منه ، أو كان موجودا عنده إلاّ أنّه سقط من نسخنا نحن من رجاله.

(5) في نسخة « ش » : نسختنا.

(6) رجال النجاشي : 251 / 662.

٣٦٢

موسى بن القاسم البجلي ، عنه(1) .

وفي الإرشاد : كان علي بن جعفر راوية للحديث سديد الطريق شديد الورع كثير الفضل ، ولزم أخاه موسىعليه‌السلام وروى عنه شيئا كثيرا(2) .

وفيق : علي بن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام المدني(3) .

وفيظم : أخوه ، له كتاب ما سأله عنه ، روى عن أبيه(4) .

وفيضا : عمّه ، له كتاب ، ثقة(5) .

وفيصه : من أصحاب الكاظمعليه‌السلام ، ثقة ؛ روى الكشّي ما يشهد بصحّة عقيدته وتأدّبه مع أبي جعفر الثانيعليه‌السلام ، وحاله أجلّ من ذلك ، سكن العريض ـ بضم المهملة ـ من نواحي المدينة فنسب ولده إليها(6) ، انتهى.

وفيكش ما يدلّ على فضله وجلالته وغاية إخلاصه وتأدّبه معهمعليهم‌السلام ، ويفهم منها إدراكه الجوادعليه‌السلام أيضا(7) .

أقول : فيمشكا : ابن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسينعليهم‌السلام الثقة ، عنه العمركي ، وموسى بن القاسم البجلي ، ويعقوب بن يزيد ، وعلي بن أسباط ، ومحمّد بن عبد الله بن مهران ، وسليمان بن جعفر ، وأبو‌

__________________

(1) الفهرست : 87 / 377.

(2) الإرشاد : 2 / 214.

(3) رجال الشيخ : 241 / 289.

(4) رجال الشيخ : 353 / 5.

(5) رجال الشيخ : 379 / 3.

(6) الخلاصة : 92 / 4 ، وفيها : أخو موسى بن جعفر الكاظمعليهما‌السلام من أصحاب الرضاعليه‌السلام ثقة.

(7) رجال الكشّي : 429 / 803 ، 804.

٣٦٣

قتادة علي بن محمّد بن حفص القمّي الثقة.

وفي الكافي في كتاب الحج : محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن العمركي بن علي ، عن علي بن جعفرعليه‌السلام ، عن أخيه أبي الحسنعليه‌السلام (1) .

قال في المنتقى : في إسناد هذا الحديث مخالفة المعهود من وجهين : رواية أحمد بن محمّد عن العمركي ، ووجود الواسطة بين محمّد بن يحيى والعمركي ، والنسخ التي تحضرني للكافي متّفقة فيه ، ويقرب أن تكون الرواية عن أحمد بن محمّد زيادة من طغيان القلم(2) ، انتهى.

وهو عن أبيه وأخيه والرضاعليهم‌السلام (3) .

1976 ـ علي بن جعفر الهرمزاني :

أبو الحسن ، قمّي ، ضعيف ،صه (4) .

وفيتعق : في النقد بدلصه : غض(5) (6) .

أقول : إلاّ أنّه نقله عن غض : الهمداني(7) ، وقال : وفيصه : الهرمزاني.

1977 ـ علي بن جعفر الهماني :

البرمكي ، يعرف منه وينكر ، له مسائل لأبي الحسنعليه‌السلام ،

__________________

(1) الكافي 4 : 367 / 10.

(2) منتقى الجمان : 3 / 193.

(3) هداية المحدّثين : 213.

(4) الخلاصة : 235 / 28.

(5) نقد الرجال : 228 / 53.

(6) تعليقة الوحيد البهبهاني : 227.

(7) في النقد : الهرامداني.

٣٦٤

صه (1) .

وزادجش : أحمد بن محمّد الطبري عنه بها(2) .

وفيد : الهماني منسوب إلى همينا ، قرية من سواد بغداد(3) ، انتهى.

والظاهر أنّه الوكيل المذكور سابقا.

وفي كتاب الغيبة للشيخرحمه‌الله : أخبرني جماعة ، عن التلعكبري ، عن أحمد بن علي الرازي ، عن الحسين بن علي ، عن أبي الحسن الأيادي قال : حدّثني أبو جعفر العمريرضي‌الله‌عنه أنّ أبا طاهر بن بلبل(4) حجّ فنظر إلى علي بن جعفر الهماني(5) ينفق النفقات العظيمة ، فلمّا انصرف كتب بذلك إلى أبي محمّدعليه‌السلام ، فوقّع في رقعته.

قد كنّا أمرنا له بمائة ألف دينار ثمّ أمرنا له بمثلها فأبى قبولها إبقاء علينا ، ما للناس والدخول في أمرنا فيما لم ندخلهم فيه(6) .

وفيتعق : تأتي عبارة الغيبة في الخاتمة مع زيادة كونه فاضلا مرضيّا(7) (8) .

أقول : فيمشكا : ابن جعفر الهماني ، عنه أحمد بن محمّد الطبري(9) .

__________________

(1) الخلاصة : 235 / 26.

(2) رجال النجاشي : 280 / 740 ، وفيه وفي الخلاصة : لأبي الحسن العسكريعليه‌السلام .

(3) رجال ابن داود : 260 / 335 ، وفيه : همينيا.

(4) في نسخة « م » : بليل.

(5) في المصدر زيادة : وهو.

(6) الغيبة : 218 / 180.

(7) تأتي في الفائدة الثانية من الكتاب.

(8) تعليقة الوحيد البهبهاني : 227.

(9) هداية المحدّثين : 213.

٣٦٥

1978 ـ علي بن جندب :

كوفي ، روى عنه حميد ، مات سنة ثمان وستّين ومائتين ، لم(1) .

وفيست : له كتاب النوادر ، رويناه بالإسناد الأوّل ، عن حميد ، عنه(2) .

والإسناد : جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن حميد(3) .

أقول : فيمشكا : ابن جندب ، عنه حميد(4) .

1979 ـ علي بن حاتم بن أبي حاتم :

ويكنّى حاتم أبوه بأبي سهل ، ويكنّى علي بأبي الحسن.

قالجش : إنّه ثقة من أصحابنا في نفسه ، يروي عن الضعفاء.

وقال الشيخرحمه‌الله : علي بن حاتم القزويني له كتب كثيرة جيّدة معتمدة ،صه (5) .

وفيما زادست على ما نقله : أخبرنا بكتبه ورواياته أحمد بن عبدون ، عن أبي عبد الله الحسين بن علي بن شيبان القزويني سماعا منه سنة خمسين وثلاثمائة ، عن علي بن حاتم القزويني(6) .

وفيلم : يكنّى أبا الحسن ، له تصنيفات ذكرنا بعضها فيست ، روى عنه التلعكبري وسمع منه سنةست وعشرين وثلاثمائة وفيما بعدها وله‌

__________________

(1) رجال الشيخ : 479 / 17 ، وفيه زيادة : وصلّى عليه الحسن بن أحمد الكوفي ودفن في بني رواس ذاك الجانب.

(2) الفهرست : 94 / 402.

(3) الفهرست : 94 / 399.

(4) هداية المحدّثين : 115.

(5) الخلاصة : 95 / 23 ، وفيها : علي بن حاتم القزويني ابن أبي حاتم ويكنّى.

(6) الفهرست : 98 / 425.

٣٦٦

منه إجازة(1) ، انتهى.

ومرّ بعنوان ابن أبي سهل عنجش (2) .

وفيتعق : ويروي عنه الشيخ الصدوق مترحّما(3) (4) .

أقول : فيمشكا : ابن حاتم الثقة ، عنه التلعكبري ، وأبو عبد الله الحسين بن علي بن شيبان(5) .

1980 ـ علي بن حامد :

جش ، لا بأس به ،د (6) .

ولم أجده فيجش ولا غيره.

وفيتعق : يأتي هذا عنكش في علي بن خليد(7) ، فالظاهر أنّ ما ذكره اشتباه ناشئ من النسّاخ. وأمّاجش ففي النقد بدّلكش (8) (9) .

أقول : وكذا في نسخةد الّتي عندي ، والظاهر وقوع الاشتباه في نسخة الميرزارحمه‌الله .

1981 ـ علي بن حبشي بن قوني :

الكاتب ، خاصّي ، روى عنه التلعكبري وسمع منه سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة وإلى وقت وفاته ، وله منه إجازة ،لم (10) .

__________________

(1) رجال الشيخ : 482 / 33 ، وفيه بعد أبا الحسن زيادة : ثقة.

(2) رجال النجاشي : 263 / 688.

(3) علل الشرائع : 584 / 28.

(4) تعليقة الوحيد البهبهاني : 227.

(5) هداية المحدّثين : 115.

(6) رجال ابن داود : 136 / 1028 ، وفيه : علي بن حامد المكفوف كش لا بأس به.

(7) رجال الكشّي : 346 / 644.

(8) نقد الرجال : 228 / 57.

(9) تعليقة الوحيد البهبهاني : 227.

(10) رجال الشيخ : 482 / 32.

٣٦٧

وفيست : له كتاب الهدايا ، أخبرنا به أحمد بن عبدون ، عنه(1) .

وهذا يكنّى أبا القاسم ، صرّح بهست في مواضع(2) ، وكذلك في أسانيد الروايات(3) وإن اشتبه في بعضها.

وفيتعق : مضى في ترجمة إبراهيم بن محمّد بن سعيد عنست أنّ المفيد والمرتضى رضي الله عنهما رويا عنه ، ثمّ قال : قال الشيخ أبو عبد الله : ابن حبش بغير ياء(4) .

أقول : كذا بخطّه دام فضله ، والذي مضى في الترجمة المذكورة بدل أبو عبد الله : أبو علي ، كما في نسختين منست ونسخ رجال الميرزارحمه‌الله (5) التي وقفت عليها أيضا.

وفيمشكا : ابن حبشي ، عنه أحمد بن عبدون(6) .

1982 ـ علي بن حديد بن حكيم :

ضعّفه شيخنا في كتاب الاستبصار والتهذيب ، لا يعوّل على ما ينفرد بنقله. وقالكش : قال نصر بن الصباح : إنّه فطحي من أهل الكوفة وكان‌

__________________

(1) الفهرست : 98 / 428.

(2) الفهرست : 59 / 235 ترجمة الحسين بن أبي غندر ، 60 / 238 ترجمة حميد بن زياد.

(3) راجع التهذيب 6 : 52 / 124.

(4) تعليقة الوحيد البهبهاني : 227 ، وفيها : قال الشيخ علي بن حبش بغير ياء.

(5) الميرزارحمه‌الله ، لم يرد في نسخة « ش ». واعلم أنّ نسخ الفهرست مختلفة في المقام ، ففي نسخة منه وفي المجمع نقلا عنه كذا ورد : قال الشيخ إنّه ـ في المجمع : ظ ـ علي بن حبش بغير ياء ، وفي نسخة اخرى : قال الشيخ أبو علي حبش بغير ياء. فيحتمل أن يكون القائل هو الشيخ أبو علي ابن الشيخ الطوسي ويكون هذا الكلام حاشية أدرج في المتن ، ويحتمل أن يكون هو الشيخ المفيد ويكون قوله « أبو علي » جملة مقول القول بمعنى : والد علي.

(6) هداية المحدّثين : 115.

٣٦٨

أدرك الرضاعليه‌السلام ،صه (1) .

ضعّفه الشيخ في موضعين في باب البئر يقع فيها الفأرة(2) وغيرها ، وباب النهي عن بيع الذهب والفضّة نسيئة(3) .

وما فيكش نقلهصه (4) .

وفيه أيضا : علي بن محمّد ، عن أحمد بن محمّد ، عن أبي علي بن راشد ، عن أبي جعفر الثانيعليه‌السلام قال :قلت : جعلت فداك ، قد اختلف أصحابنا فأصلّي خلف أصحاب هشام بن الحكم؟ فقال : عليك بعلي بن حديد(5) ،قلت : فآخذ بقوله؟ قال : نعم ، فلقيت علي بن حديد ، فقلت له : أصلّي خلف أصحاب هشام بن الحكم؟ فقال : لا(6) .

آدم بن محمّد القلانسي ، قال : حدّثنا علي بن محمّد القمّي ، قال : حدّثني أحمد بن محمّد بن عيسى القمّي ، عن يعقوب بن يزيد ، عن أبيه يزيد بن حمّاد ، عن أبي الحسنعليه‌السلام وذكر نحوه إلاّ أنّ فيه بدل هشام : يونس(7) .

__________________

(1) الخلاصة : 234 / 18.

(2) التهذيب 1 : 239 / 693 ، وفيه : فأوّل ما في هذا الحديث أنّ علي بن حديد رواه عن بعض أصحابنا ولم يسنده ، وهذا ممّا يضعّف الحديث. إلاّ أنّه قال في الاستبصار 1 : 40 / 112 في ذيل الحديث : فأوّل ما في هذا الخبر أنّه مرسل وراويه ضعيف وهو علي بن حديد.

إلى آخر كلامه.

(3) التهذيب 7 : 100 / 434 والاستبصار 3 : 94 / 324 وعلّق على الحديث بقوله : وأمّا خبر زرارة فالطريق إليه علي بن حديد وهو مضعّف ( ضعيف ؛ صا ) جدا ، لا يعوّل على ما ينفرد بنقله.

(4) رجال الكشي : 570 / 1078.

(5) في المصدر : قال يأبى عليك علي بن حديد ، وفي الهامش عن نسخة كما في المتن.

(6) رجال الكشّي : 279 / 499.

(7) رجال الكشّي : 496 / 951.

٣٦٩

والظاهر أنّ علي بن محمّد هو القمّي فيهما وهو مجهول. وآدم بن محمّد ، قال الشيخ : إنّه من المفوضة(1) .

ثمّ الظاهر أنّهعليه‌السلام إنّما جوّز له الأخذ بقوله فيما سأله لا مطلقا كما في الثاني ، فلعلّ ذلك لعلمهعليه‌السلام أنّ في ذلك لا يقول إلاّ ما هو الحقّ بوجه ، لا على وجه العمل بفتواه مطلقا فلا يضرّ ذلك بهشام ولا بيونس في الثاني لاحتماله ابن ظبيان ، ولا يوجب توثيق ابن حديد.

وفيجش : له كتاب علي بن الحسن بن فضّال عنه به(2) .

وفيست : له كتاب ، أخبرنا به جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن ابن بطّة ، عن أبي محمّد عيسى بن محمّد بن أيّوب الأشعري ، عنه(3) .

وفيتعق ضعّفه أيضا في الاستبصار في الماء الذي لا ينجّسه شي‌ء(4) ، ويأتي الجواب عن أمثال هذه الأحاديث في يونس(5) (6) .

أقول : في طس بعد نقل كلام نصر فيه :أقول : إنّ نصرا لا يثبت قوله ولكن قد قيل فيه من غير طريقه ما يشهد بضعفه(7) ، انتهى.

وفيمشكا : ابن حديد ، عنه علي بن الحسن بن فضّال ، وعيسى بن محمّد بن أيّوب الأشعري ، ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب.

وفي الكافي والتهذيب : أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن علي(8) .

__________________

(1) رجال الشيخ : 438 / 5 وفيه قبل إنّه : كان يقول بالتفويض.

(2) رجال النجاشي : 274 / 717.

(3) الفهرست : 89 / 382.

(4) الاستبصار 1 : 40 / 112 باب البئر يقع فيها الفأرة والوزغة والسام أبرص.

(5) تعليقة الوحيد البهبهاني : 377 ترجمة يونس بن عبد الرحمن.

(6) تعليقة الوحيد البهبهاني : 227.

(7) التحرير الطاووسي : 384 / 269.

(8) الكافي 1 : 48 / 1 والتهذيب 2 : 36 / 111.

٣٧٠

والظاهر أنّ عن في موضع الواو.

وهو عن الرضاعليه‌السلام (1) .

1983 ـ علي بن حزوّر :

بالحاء المهملة والزاي المفتوحتين والواو المشدّدة والراء أخيرا ، قال الكشّي : قال محمّد بن مسعود : سألت علي بن الحسن بن فضّال عنه ، قال : كان يقول بمحمّد بن الحنفيّة إلاّ أنّه كان من رواة الناس ،صه (2) .

وفيكش ما ذكره(3) .

وفي قب بعد الترجمة المذكورة : وهو علي بن أبي فاطمة ، متروك ، شديد التشيّع ، مات بعد الثلاثين والمائة(4) .

1984 ـ علي بن حسّان بن كثير الهاشمي :

قال محمّد بن مسعود : سألت علي بن الحسن بن فضّال عن علي بن حسّان ، فقال : عن أيّهما سألت؟ أمّا الواسطي فإنّه ثقة ، وأمّا الذي عندنا ـ يشير إلى الهاشمي ـ فإنّه يروي عن عمّه عبد الرحمن بن كثير فهو كذّاب وهو واقفي أيضا لم يدرك أبا الحسنعليه‌السلام .

وقال غض : علي بن حسّان بن كثير مولى أبي جعفر الباقرعليه‌السلام أبو الحسن يروي عن عمّه عبد الرحمن ، غال ضعيف ، رأيت له كتابا سمّاه تفسير الباطن لا يتعلّق من الإسلام بسبب ولا يروي إلاّ عن عمّه.

قالغض : ومن أصحابنا علي بن حسان الواسطي ، ثقة ثقة.

وقالجش : علي بن حسّان بن كثير الهاشمي مولى عبّاس بن محمّد‌

__________________

(1) هداية المحدّثين : 115.

(2) الخلاصة : 233 / 13.

(3) رجال الكشّي : 314 / 567.

(4) تقريب التهذيب 2 : 33 / 308.

٣٧١

ابن علي بن عبد الله بن العبّاس ، ضعيف جدّا ، ذكره بعض أصحابنا في الغلاة ، فاسد الاعتقاد ،صه (1) .

وفيجش وكش ما ذكره(2) .

وفيست : علي بن حسّان الهاشمي مولى لهم ، له كتاب ، أخبرنا ابن أبي جيد ، عن ابن الوليد ، عن الصفّار والحسن بن متيل جميعا ، عن الحسن ابن علي الكوفي ، عن علي بن حسّان الهاشمي ، عن عمّه عبد الرحمن بن كثير(3) .

أقول : فيمشكا : ابن حسّان بن كثير الغالي الضعيف ، عنه الحسن ابن علي الكوفي. وهو عن عمّه عبد الرحمن بن كثير(4) .

1985 ـ علي بن حسّان الواسطي :

أبو الحسين القصير المعروف بالمنمّس ـ بالنون والسين المهملة ـ عمّر أكثر من مائة سنة ، وكان لا بأس به ، روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام . قال الكشّي : قال محمّد بن مسعود : سألت علي بن الحسن بن فضّال إلى قوله : لم يدرك أبا الحسنعليه‌السلام ، وقد مرّ عنصه (5) في السابق عليه. ثمّ قال :

وقال غض بعد تضعيف علي بن حسّان بن كثير : ومن أصحابنا علي ابن حسان الواسطي ، ثقة ثقة.

وذكر ابن بابويه في إسناده إلى عبد الرحمن بن كثير الهاشمي روايته‌

__________________

(1) الخلاصة : 233 / 14.

(2) رجال النجاشي : 251 / 660 ، رجال الكشّي : 451 / 851.

(3) الفهرست : 98 / 427.

(4) هداية المحدّثين : 214 ، وفيها بعد ابن كثير زيادة : الهاشمي.

(5) عن صه ، لم ترد في نسخة « م ».

٣٧٢

عن محمّد بن الحسن عن علي بن حسان الواسطي عن عمّه عبد الرحمن بن كثير الهاشمي ، وهو يعطي أنّ الواسطي هو ابن أخي عبد الرحمن ، وأظنّه سهوا من قلم الشيخ ابن بابويه أو الناسخ(1) ، انتهى.

وفيجش بترك الترجمة إلى قوله : عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ؛ وزاد : له كتاب يرويه عدّة من أصحابنا ، عنه محمّد بن الحسن الصفّار(2) .

وفيكش ما مرّ في الذي قبيله(3) .

وفيست : علي بن حسان الواسطي ، له كتاب ، أخبرنا به عدّة من أصحابنا ، عن أبي المفضّل ، عن ابن بطّة ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن علي بن حسان(4) .

أقول : فيمشكا : ابن حسان بن كثير الواسطي الثقة ، عنه محمّد بن الحسن الصفّار ، وأحمد بن أبي عبد الله(5) ، انتهى.

ويأتي في ابن عطيّة عنه ماله دخل(6) .

1986 ـ علي بن حسكة :

بالحاء والسين المهملتين ، ذكره الكشّي في الغلاة في وقت علي بن محمّد العسكريعليه‌السلام ،صه (7) .

وفيكش : في الغلاة في وقت علي بن محمّد العسكري عليه‌

__________________

(1) الخلاصة : 96 / 30.

(2) رجال النجاشي : 276 / 726.

(3) رجال الكشّي : 451 / 851.

(4) الفهرست : 93 / 393.

(5) هداية المحدّثين : 116 ، ولم يرد فيها : ابن كثير.

(6) هداية المحدّثين : 117.

(7) الخلاصة : 234 / 17.

٣٧٣

السلام ، منهم علي بن حسكة والقاسم اليقطيني القمّيّان(1) .

وفيه ذكر نصر بن الصباح علي بن حسكة الحوّار كان أستاذ القاسم الشعراني اليقطيني ، من الغلاة الكبار ، ملعون(2) .

ثمّ فيه : قال نصر بن الصباح : موسى السوّاق له أصحاب علياويّة(3) يقعون في السيّد محمّد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وعلي بن حسكة الحوّار القمّي كان أستاذ القاسم الشعراني اليقطيني ، وابن بابا ومحمّد بن موسى الشريقي كانا من تلامذة علي بن حسكة ، ملعونون لعنهم الله.

وذكر الفضل بن شاذان في بعض كتبه أنّ من الكذّابين المشهورين علي بن حسكة(4) .

وإلى غير ذلك من الأحاديث الدالّة على ضعفهم والمشتملة على لعنهم(5) .

1987 ـ علي بن الحسن بن الحجّاج :

كوفي ، خاصّي ، يكنّى أبا الحسن ، روى عنه التلعكبري وقال :

__________________

(1) رجال الكشّي : 516 ، وفيه : في وقت أبي محمّد العسكريعليه‌السلام ، في وقت علي ابن محمّد العسكريعليه‌السلام ( خ ل ).

(2) رجال الكشّي : 518 / 995.

(3) العلياويّة : فرقة من الفرق الفاسدة ، يقولون إنّ علياعليه‌السلام رب ، وظهر بالعلويّة الهاشميّة ، وأظهر وليّه وعبده ورسوله بالمحمديّة ، فوافق أصحاب أبي الخطّاب في أربعة إشخاص علي وفاطمة والحسن والحسينعليهم‌السلام ، وأنّ معنى الأشخاص الثلاثة فاطمة والحسن والحسين تلبيس ، والحقيقة شخص علي ، لأنّه أوّل هذه الأشخاص في الإمام ، وأنكروا شخص محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وزعموا أنّ محمّدا عبد وعلي رب ، وأقاموا محمّدا مقام ما أقامت المخمّسة سلمان وجعلوه رسولا لمحمّد صلوات الله عليه ، فوافقوهم في الإباحات والتعطيل والتناسخ. انظر رجال الكشّي : 399 / 744.

(4) رجال الكشّي : 521 / 1001.

(5) رجال الكشّي : 516 / 994 ـ 997.

٣٧٤

سمعت منه بالكوفة في الجامع سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة ، وليس له منه إجازة ، لم(1) ؛صه إلاّ : وليس له منه إجازة(2) .

أقول : فيمشكا : ابن الحسن بن الحجّاج ، عنه التلعكبري(3) .

1988 ـ علي بن الحسن بن رباط :

بالباء الموحّدة والطاء المهملة أخيرا ، البجلي ، أبو الحسن ، كوفي ، ثقة ، يعوّل عليه. قال الكشّي : إنّه من أصحاب الرضاعليه‌السلام ،صه (4) .

وزادجش : له كتاب الصلاة ، الحسن بن محمّد بن سماعة عنه به(5) .

وفيست : ابن الحسن بن رباط له كتاب ، أخبرنا جماعة ، عن محمّد ابن علي بن الحسين ، عن أبيه ومحمّد بن الحسن ، عن سعد بن عبد الله والحميري ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسن بن محبوب ، عن علي بن رباط(6) ، انتهى.

وكذا فيضا وقر : ابن رباط(7) . وزادق : مولى بجيلة كوفي(8) .

والظاهر الاتّحاد في الأخيرين لا مطلقا(9) ، إذا الظاهر أنّ ابن الحسن ابن رباط غير ابن رباط ، فإنّه عدّ من إخوة الحسن ، والله العالم.

__________________

(1) رجال الشيخ : 483 / 36.

(2) الخلاصة : 94 / 21.

(3) هداية المحدّثين : 214.

(4) الخلاصة : 99 / 39.

(5) رجال النجاشي : 251 / 659.

(6) الفهرست : 90 / 387 ، وفيه بدل عن علي بن رباط : عنه.

(7) أي : علي بن رباط. رجال الشيخ : 384 / 60 ، 130 / 51.

(8) في النسخة المطبوعة من رجال الشيخ : 267 / 726 : علي بن زيات ( زياد خ ل ) مولى بجيلة كوفي ، وفي مجمع الرجال : 4 / 179 نقلا عنه : علي بن رباط مولى بجيلة كوفي.

(9) أي : اتّحاد المذكور في أصحاب الباقر والصادقعليهما‌السلام وكونه غير المذكور في أصحاب الرضاعليه‌السلام .

٣٧٥

وفيتعق : قوله : والظاهر. إلى آخره ، كما أنّ الظاهر اتّحاد ما فيضا مع ما في ست. وقوله : عدّ من إخوة. إلى آخره ، عدّ ذلك نصر بن الصباح(1) ، وإن تأمّل فيه الشيخ محمّد ظنّا منه عدم الاعتماد عليه(2) ، وفيه ما يأتي في ترجمته ، مضافا إلى ما مرّ مرارا ، مع أنّ الظنّ حاصل من قوله على أيّ تقدير ؛ ويؤيّده ملاحظة الطبقة وأنّ الحسن أيضا قرق (3) كما مرّ(4) .

أقول : قيل : ظاهرست اتّحاد ابن الحسن بن رباط مع ابن رباط لذكره الأوّل في أوّل السند والآخر في آخره كما مرّ ، واحتمل الاتّحاد أيضا في النقد وأيّده بذلك(5) ، والذي رأيته فيست ذكره الحسن أخيرا أيضا(6) ، فتأمّل.

وفي حاشية السيّد الداماد علىكش : إنّ علي بن رباط من أصحاب الصادقعليه‌السلام عمّ علي بن الحسن بن رباط من أصحاب الرضاعليه‌السلام . ثمّ ذكر أنّ بعض معاصريه زعم اتّحادهما لما فيست وقال : ما أسخفه ، فإنّ الاختصار أخيرا على نسبته إلى رباط وهو جدّه لا يستلزم الاتّحاد بين علي بن رباط وابن أخيه علي بن الحسن بن رباط أصلا. ثمّ قال : على أنّ عامّة نسخست التي وقعت إلىّ إثبات الحسن في البين أخيرا أيضا(7) .

وعدّ نصر عليّا من إخوة الحسن مرّ في الحسن بن رباط.

__________________

(1) رجال الكشّي : 368 / 685.

(2) أي عدم الاعتماد على قول نصر بن الصباح.

(3) رجال الشيخ : 115 / 22 ، 167 / 28.

(4) تعليقة الوحيد البهبهاني : 229.

(5) نقد الرجال : 234 / 100.

(6) أي أنّ في نسخته من الفهرست في الآخر : علي بن الحسن بن رباط.

(7) تعليقة السيّد الداماد على الكشّي : 2 / 664.

٣٧٦

وفيمشكا : ابن الحسن بن رباط الثقة ، عنه الحسن بن محمّد بن سماعة ، والحسن بن محبوب ، ومحمّد بن الحسين ، ومعاوية بن حكيم(1) .

1989 ـ علي بن الحسن الصيرفي :

له كتاب ، رويناه عن جماعة ، عن أبي المفضّل ، عن ابن بطّة ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن ابن أبي عمير ، عنه ،ست (2) .

وفيجش : ذكره ابن بطّة وقال : حدّثني بكتابه الصفّار ، عن أحمد ابن محمّد ، عن محمّد بن أبي عمير ، عنه(3) .

أقول : فيمشكا : ابن الحسن الصيرفي ، عنه ابن أبي عمير(4) .

1990 ـ علي بن الحسن الطاطري :

الجرمي ، وسمّي الطاطري لبيعه ثيابا يقال لها : الطاطريّة ، يكنّى أبا الحسن ، وكان فقيها ثقة في حديثه ، من أصحاب الكاظمعليه‌السلام ، واقفي المذهب ، من وجوه الواقفة ، وهو أستاذ الحسن بن محمّد بن سماعة الحضرمي(5) ، وكان شديد العناد في مذهبه ، صعب العصبيّة على من خالفه من الإماميّة ،صه (6) .

وفيجش : علي بن الحسن بن محمّد الطائي الجرمي المعروف بالطاطري ، وإنّما سمّي بذلك لبيعه. إلى قوله : في حديثه ؛ وكان من وجوه الواقفة وشيوخهم ، وهو أستاذ الحسن بن محمّد بن سماعة الصيرفي‌

__________________

(1) هداية المحدّثين : 214.

(2) الفهرست : 97 / 419.

(3) رجال النجاشي : 275 / 723.

(4) هداية المحدّثين : 214.

(5) في المصدر زيادة : ومنه تعلم.

(6) الخلاصة : 232 / 4 ، وفيها : ابن الحسين الطاطري الحرمي ، وفي النسخة الخطيّة منها : ابن الحسن الطاطري الجرمي.

٣٧٧

الحضرمي ومنه تعلّم ، وكان يشركه في كثير من الرجال ، ولا يروي الحسن عن علي شيئا بل منه تعلّم المذهب.

عنه محمّد بن أحمد بن ثابت ، وأحمد بن عمرو بن كيسبة ، ومحمّد ابن غالب(1) .

وفيست : كان واقفيّا شديد العناد في مذهبه ، صعب العصبيّة على من خالفه من الإماميّة ، وله كتب كثيرة في نصرة مذهبه ، وله كتب في الفقه رواها عن الرجال الموثوق بهم وبرواياتهم ، فلأجل ذلك ذكرناها ؛ أخبرنا برواياته كلّها أحمد بن عبدون ، عن أبي الحسن علي بن محمّد بن الزبير القرشي ، عن علي بن الحسن بن فضّال وأبي الملك أحمد بن عمر بن كيسبة المهدي(2) جميعا ، عن علي بن الحسن الطاطري(3) .

وفيتعق : في العدّة : إنّ الطائفة عملت بما رواه الطاطريون(4) (5) .

أقول : فيمشكا : ابن الحسن الطاطري الموثّق ، عنه علي بن الحسن بن فضّال ، وموسى بن القاسم ، ومحمّد بن أحمد بن ثابت ، وأحمد ابن عمر بن كيسبة ، ومحمّد بن غالب. وهو عن درست(6) .

1991 ـ علي بن الحسن بن علي :

ابن عبد الله بن المغيرة ، والد جعفر الذي يروي عنه الصدوق مترضّيا(7) ، وولد الحسن بن علي الثقة ؛ وعلي هذا في طريق الشيخ الصدوق‌

__________________

(1) رجال النجاشي : 254 / 667 ، وفيه : وأحمد بن عمر بن كيسبة.

(2) في المصدر : أحمد بن عمر بن كيسبة النهدي.

(3) الفهرست : 92 / 390.

(4) عدّة الأصول : 381.

(5) تعليقة الوحيد البهبهاني : 229.

(6) هداية المحدّثين : 214.

(7) الفقيه ـ المشيخة ـ : 4 / 56.

٣٧٨

إلى أبيه الحسن(1) .

وقال جدّيرحمه‌الله : يظهر من روايته عنه كثيرا أنّه كان معتمدا وهو من مشايخ الإجازة(2) ،تعق (3) .

أقول : وقالرحمه‌الله في حواشيه على النقد : علي بن الحسن الكوفي هو ابن الحسن بن علي بن عبد الله بن المغيرة الكوفي كما يظهر من مشيخة الصدوق ، ويظهر منه توثيقه(4) .

وقال في موضع آخر : يظهر توثيقه من عبارة الصدوق في باب مكان المصلّي(5) (6) .

1992 ـ علي بن الحسن بن علي :

ابن فضّال بن عمر بن أيمن ، مولى عكرمة بن ربعي الفيّاض ، أبو الحسن الكوفي(7) ، كان فقيه أصحابنا بالكوفة ووجههم وثقتهم وعارفهم بالحديث والمسموع قوله فيه ، سمع منه شيئا كثيرا ، ولم يعثر له على زلّة فيه ولا ما يشينه ، وقلّ ما روى عن ضعيف ، وكان فطحيّا ، ولم يرو عن أبيه شيئا ،

__________________

(1) الفقيه ـ المشيخة ـ : 4 / 40.

(2) روضة المتّقين : 14 / 96 ، وفيها : ويظهر من رواية علي بن بابويه عنه كثيرا أنّه كان معتمدا أو لأنّه كان من مشايخ الإجازة.

(3) تعليقة الوحيد البهبهاني : 229.

(4) حاشية المجلسي على النقد : 149 ، ولم ير فيها : ويظهر منه توثيقه. وهو كذلك.

(5) الفقيه 1 : 162 / 764 ، حيث قال بعد أن ذكر حديث جواز صلاة الرجل والنار والسراج والصورة بين يديه : فهو حديث يروى عن ثلاثة من المجهولين بإسناد منقطع ، يرويه الحسن ابن علي الكوفي وهو معروف. إلى أن قال : ولكنّها رخصة صدرت عن ثقات ثمّ اتّصلت بالمجهولين ، انتهى. وفي هذا دلالة على توثيق علي ابنه ، لأنّه الراوي كتاب أبيه كما في طريق المشيخة.

ونصّ على ذلك أيضا في روضة المتّقين : 2 / 133 في شرحه للحديث المذكور.

(6) حاشية المجلسي على النقد : 149.

(7) الكوفي ، لم ترد في المصدر.

٣٧٩

وقال : كنت أقابله وسنّي ثمانية عشر سنة بكتبه ولا أفهم إذ ذاك الروايات ، ولا أستحلّ أن أرويها عنه ، وروى عن أخويه عن أبيهما.

وذكر أحمد بن الحسينرحمه‌الله أنّه رأى نسخة أخرجها أبو جعفر بن بابويه وقال : حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني قال : حدّثنا أحمد ابن محمّد بن سعيد قال : حدّثنا علي بن الحسن بن فضّال عن أبيه عن الرضاعليه‌السلام . ولا يعرف الكوفيّون هذه النسخة ولا رويت من غير هذا الطريق.

وقد صنّف كتبا كثيرة ، روى عنه ابن الزبير وأحمد بن محمّد بن سعيد ،جش (1) .

وفيست : فطحيّ المذهب ، كوفي ، ثقة ، كثير العلم ، واسع الأخبار(2) ، جيّد التصانيف ، غير معاند ، وكان قريب الأمر إلى أصحابنا الإماميّة القائلين بالاثني عشر ، وكتبه في الفقه مستوفاة في الأخبار حسنة ؛ أخبرنا بكتبه قراءة عليه أكثرها والباقي أجازه ، أحمد بن عبدون ، عن علي بن محمّد بن الزبير سماعا وإجازة ، عنه(3) .

وفيكش ذكر جماعة ثمّ قال : قال أبو عمرو : سألت أبا النضر محمّد ابن مسعود عن جميع هؤلاء ، فقال : أمّا علي بن الحسن بن فضّال فما رأيت فيمن لقيت بالعراق وناحية خراسان أفقه ولا أفضل من علي بن الحسن بالكوفة ، وكان أحفظ الناس ، ولم يكن كتاب عن الأئمّةعليهم‌السلام من كلّ صنف إلاّ وقد كان عنده غير أنّه كان(4) يقول بعبد الله بن جعفر ثمّ بأبي‌

__________________

(1) رجال النجاشي : 257 / 676.

(2) في المصدر : واسع الرواية والأخبار.

(3) الفهرست : 92 / 391.

(4) في المصدر زيادة : فطحيّا.

٣٨٠

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668