بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة الجزء ٨

بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة8%

بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة مؤلف:
تصنيف: أمير المؤمنين عليه السلام
الصفحات: 668

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤
  • البداية
  • السابق
  • 668 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • المشاهدات: 67789 / تحميل: 4092
الحجم الحجم الحجم
بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة

بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة الجزء ٨

مؤلف:
العربية

كتاب بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة

المجلد الثامن

الشيخ محمد تقي الشيخ التّستري (الشوشتري)

١

الفصل الثالث و العشرون في عتاباتهعليه‌السلام لعمّاله و غيرهم و فيه حالات الاشعث و زياد و ابي موسى و أحوال ابن عباس و المنذر

٢

١ - الكتاب (٥) و من كتاب لهعليه‌السلام إلى؟ أشعث بن قيس؟ عامل؟ أذربيجان؟:

وَ إِنَّ عَمَلَكَ لَيْسَ لَكَ بِطُعْمَةٍ وَ لَكِنَّهُ فِي عُنُقِكَ أَمَانَةٌ وَ أَنْتَ مُسْتَرْعًى لِمَنْ فَوْقَكَ لَيْسَ لَكَ أَنْ تَفْتَاتَ فِي رَعِيَّةٍ وَ لاَ تُخَاطِرَ إِلاَّ بِوَثِيقَةٍ وَ فِي يَدَيْكَ مَالٌ مِنْ مَالِ اَللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ أَنْتَ مِنْ خُزَّانِهِ حَتَّى تُسَلِّمَهُ إِلَيَّ وَ لَعَلِّي أَلاَّ أَكُونَ شَرَّ وُلاَتِكَ لَكَ وَ اَلسَّلاَمُ أقول: رواه نصر بن مزاحم في (صفينه) و ابن قتيبة في (خلفائه) و ابن عبد ربه في (عقده) مع زيادة قبله، ففي الأوّل محمّد بن عبيد اللّه عن الجرجاني قال لما بويع عليّ عليه السلام و كتب إلى العمال كتب إلى الأشعث مع زياد بن مرحب الهمداني و الأشعث على آذربيجان عامل لعثمان و كان عمرو بن عثمان تزوج ابنة الأشعث قبل ذلك «أما بعد لولا هنات فيك كنت المقدم في هذا الأمر قبل الناس، و لعل أمرك يحمل بعضه بعضا ان اتقيت اللّه، ثم انه كان من بيعة

٣

الناس اياي ما قد بلغك، و كان طلحة و الزبير ممن بايعاني، ثم نقضا بيعتي على غير حدث، و سارا إلى البصرة، فسرت إليهما، فالتقينا، فدعوتهم إلى أن يرجعوا فيما خرجوا منه، فأبوا، فأبلغت في الدعاء و أحسنت في البقية، و ان عملك ليس لك بطعمة الخ( ١) .

و مثله الثاني و الثالث مع اختلاف يسير، و زاد الاخير بعد «و أحسنت في البقيا»: «و أمرت أن لا يذفف على جريح، و لا يتبع منهزم، و لا يسلب قتيل، و من ألقى سلاحه و اغلق بابه فهو آمن( ٢) .

قول المصنف: (و من كتاب لهعليه‌السلام إلى الأشعث بن قيس) في (الاستيعاب): الأشعث بن قيس بن معديكرب بن معاوية بن جبلة بن عدي بن ربيعة بن معاوية بن الحارث الأصغر بن الحارث الأكبر بن معاوية بن ثور بن مرتع بن معاوية بن ثور بن غفير بن عدي بن مرة بن ادد بن زيد الكندي و كندة ولد ثور بن عفير( ٣) .

و مثله في (ذيل الطبري)، لكن زاد بين الحارثين معاوية، كما أنه استقطا مرتعا قبل ثور، و قال (ثور بن مرتع بن كندة و اسمه ثور)( ٤ ) و مثل الذيل هشام الكلبي على نقل الاسد لكن قال: «ثور بن مرتع و اسمه عمرو بن معاوية بن ثور و هو كندة بن عفير»، و نسب إلى الاستيعاب مثله لكن الّذي وجدت ما عرفت( ٥) .

و كيف كان ففي (الأغاني): تنازع عمرو بن معديكرب و الأشعث بن

____________________

(١) وقعة صفين: ٢٠.

(٢) الامامة و السياسة ١: ٩١.

(٣) الاستيعاب ١: ١٠٩.

(٤) منتخب ذيل المذيل: ٤٤.

(٥) اسد الغابة ١: ٩٧ و ٩٨.

٤

قيس في شي‏ء، فقال عمرو للأشعث: نحن قتلنا أباك و نكنا امك.

(و هو عامل آذربيجان) هكذا في (المصرية و ابن أبي الحديد)، و لكن في (ابن ميثم): «و هو عامله على آذربيجان»( ١) .

و كيف كان ففي (فتوح البلاذري): قال ابن الكلبي: ولّى عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام آذربيجان سعيد بن سارية الخزاعي، ثم الأشعث بن قيس الكندي و فيه عن مشايخ من أهل آذربيجان قالوا: قدم الوليد بن عقبة أي في زمن عثمان آذربيجان و معه الأشعث بن قيس، فلما انصرف الوليد ولاه آذربيجان، فانتقضت فكتب إليه يستمده، فأمده بجيش عظيم من أهل الكوفة، فتتبع الأشعث حانا حانا، ففتحها على مثل صلح حذيفة و عتبة بن فرقد الخ( ٢) .

ثم ان (بلدان الحموي): نقل عن ابن المقفع في معنى «أذربيجان» أقوالا إلى أن قال و قال «آذر» اسم النار بالبهلوية و «بايكان» معناه الحافظ و الخازن، فكأن معنى «آذربيجان» بيت النار أو خازن النار، و هذا أشبه بالحق، لان بيوت النار في هذه الناحية كانت كثيرة( ٣) .

قلت: و يؤيده ما رواه البلاذري: ان المغيرة لما قدم الكوفة من قبل عمر كان معه كتابا من عمر إلى حذيفة و كان بنهاوند بولاية آذربيجان، فأنفذ الكتاب إليه، فسار حذيفة حتى أتى أردبيل و هي مدينة آذربيجان و بها مرزبانها و إليه جباية خراجها فصالحه المرزبان عن جميع أهل آذربيجان على ثمانمائة ألف درهم وزن ثمانية على

____________________

(١) لفظ شرح ابن أبي الحديد ١٤: ٣٣، و شرح ابن ميثم ٤: ٣٥٠، مثل المصرية.

(٢) فتوح البلدان: ٣٢٣ و ٣٢٤.

(٣) معجم البلدان ١: ١٢٨.

٥

أن لا يقتلوا و لا يهدم بيت نار الخ( ١) .

قولهعليه‌السلام «و ان عملك ليس لك بطعمة» كان عثمان عود الأشعث كون عمله طعمة له.

ففي (تاريخ الطبري) بعد ذكر شراء مصقلة سبي بني ناجية من عاملهعليه‌السلام ، و عتقه لهم بدون أخذ شي‏ء منهم، و عجزه عن أداء ثمنهم فقال مصقلة لذهل بن الحارث: و اللّه ان أمير المؤمنين يسألني هذا المال و الا أقدر عليه، أما و اللّه لو أن ابن هند هو طالبني بها أو ابن عفان لتركها لي. ألم تر إلى ابن عفان حيث أطعم الأشعث من خراج آذربيجان مائة ألف في كل سنة الخ( ٢) .

كما أنه جعل أكثر البلاد طعمة لأقاربه، فقال سعيد بن العاص لما كان واليا على الكوفة من قبل عثمان في بعض الايام و كتب به إلى عثمان انما هذا السواد فطير لقريش. فقال له الأشتر: أ تجعل ما أفاء اللّه علينا بظلال سيوفنا و مراكز رماحنا بستانا لك و لقومك.

«و لكنه في عنقك أمانة» يجب عليك ردها إلى أهلها «و أنت مسترعي لمن فوقك» الّذي ولاك و جعلك راعيا في بلد «ليس» هكذا في (المصرية و ابن أبي الحديد)، و لكن في (ابن ميثم) (و ليس)( ٣ ) «لك أن تفتات» افتعال من الفوت، أي:

تسبق إلى شي‏ء بدون مراجعة من فوقك «في رعية و لا تخاطر» أي: تقدم على عمل عظيم له خطر و قيمة «الا بوثيقة» و اطمينان بالنجاح.

«و في يديك مال من مال اللّه عزّ و جلّ» ممّا جباه من الخراج «و أنت من خزّانه»

____________________

(١) فتوح البلدان: ٣٢١.

(٢) تاريخ الطبري ٤: ١٠٠، سنة ٣٨.

(٣) لم توجد الواو في شرح ابن أبي الحديد ١٤: ٣٣، و شرح ابن ميثم ٤: ٣٥٠.

٦

هكذا في (المصرية)، و لكن في (ابن أبي الحديد و ابن ميثم)( ١ ) (من خزاني).

«حتى تسلمه إلي» فأضعه موضعه «و لعليّ لا أكون شر ولاتك» ولاّه عمر و عثمان قبل «لك» و زاد في رواية نصر «ان استقمت»( ٢) .

في (صفين نصر): لما كتبعليه‌السلام إلى الأشعث قال لاصحابه: ان كتابه قد أوحشني و هو آخذني بمال آذربيجان، و أنا لاحق بمعاوية، فقالوا له: الموت خير لك من ذلك، أ تدع مصرك و جماعة قومك و تكون ذنبا لأهل الشام، فسار حتى قدم عليه عليه السلام إلى أن قال و مما قيل على لسانه:

أنا الرسول رسول الوصي

عليّ المهذب من هاشم

رسول الوصيّ وصي النبيّ

و خير البرية من قائم

وزير النبي و ذو صهره

و خير البرية في العالم

له الفضل و السبق بالصالحات

لهدي النبيّ به ياتم

أجبنا عليّا بفضل له

و طاعة نصح له دائم

فقيه حليم له صولة

كليث عرين بها سائم( ٣)

٢ - الخطبة (١٩) و من كلام لهعليه‌السلام قاله للأشعث بن قيس و هو على منبر الكوفة يخطب، فمضى في بعض كلامه شي‏ء اعترضه الأشعث فيه فقال: يا أمير المؤمنين هذه عليك لا لك. فخفضعليه‌السلام إليه بصره ثم قال:

وَ مَا يُدْرِيكَ مَا عَلَيَّ مِمَّا لِي عَلَيْكَ لَعْنَةُ اَللَّهِ وَ لَعْنَةُ اَللاَّعِنِينَ حَائِكٌ اِبْنُ

____________________

(١) لفظ شرح ابن أبي الحديد ١٤: ٣٣، و شرح ابن ميثم ٤: ٣٥٠، مثل المصرية.

(٢) وقعة صفين: ٢١.

(٣) وقعة صفين: ٢٤.

٧

حَائِكٍ مُنَافِقٌ اِبْنُ كَافِرٍ وَ اَللَّهِ لَقَدْ أَسَرَكَ اَلْكُفْرُ مَرَّةً وَ اَلْإِسْلاَمُ أُخْرَى فَمَا فَدَاكَ مِنْ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا مَالُكَ وَ لاَ حَسَبُكَ وَ إِنَّ اِمْرَأً دَلَّ عَلَى قَوْمِهِ اَلسَّيْفَ وَ سَاقَ إِلَيْهِمُ اَلْحَتْفَ لَحَرِيٌّ أَنْ يَمْقُتَهُ اَلْأَقْرَبُ وَ لاَ يَأْمَنَهُ اَلْأَبْعَدُ قول المصنّف: (و من كلام لهعليه‌السلام قاله) هكذا في (المصرية) و كذا (ابن أبي الحديد) و لكن في نسخة ابن ميثم (خاطب به)( ١) .

(للأشعث) و في (ابن ميثم) (الأشعث)( ٢ ) . قال ابن أبي الحديد: اسمه كان معديكرب و كان أبدا أشعث الرأس، فغلب عليه الأشعث حتى نسي اسمه( ٣) .

(ابن قيس) قال ابن أبي الحديد: و يقال له الاشج لانه شجّ في بعض حروبهم( ٤ ) (و هو على منبر الكوفة يخطب) الناس (فمضى في بعض كلامه شي‏ء) هكذا في (المصرية و ابن أبي الحديد)، و لكن في (ابن ميثم) (فمضى في كلامه شي‏ء)( ٥) .

(اعترضه الأشعث و قال: يا أمير المؤمنين هذه عليك لا لك فخفضعليه‌السلام إليه بصره ثم قال ما يدريك) و في ابن أبي الحديد و ابن ميثم( ٦ ) (و ما يدريك).

«ما عليّ مما لي» قال ابن أبي الحديد: كان اعتراض الأشعث أنهعليه‌السلام لما خطب بعد انقضاء أمر الخوارج و ذكر امر الحكمين قام رجل و قال: نهيتنا عن الحكومة ثم أمرتنا بها، فما ندري أي الأمرين أرشد. فصفقعليه‌السلام بإحدى يديه على الاخرى و قال: هذا جزاء من ترك العقدة، و كان مرادهعليه‌السلام هذا جزاؤكم إذ

____________________

(١) لفظ شرح ابن أبي الحديد ١: ٢٩١ و شرح ابن ميثم ١: ٣٢٢، مثل المصرية.

(٢) ان كان الفعل «خاطب به» يجب ان يكون المفعول بلا حرف جر و لكن الفعل في نسختنا «قاله» كما في المصرية و المفعول «للاشعث» راجع شرح ابن ميثم ١: ٣٢٢.

(٣) شرح ابن أبي الحديد ١: ٢٩٢.

(٤) شرح ابن أبي الحديد ١: ٢٩٢.

(٥) لفظ شرح ابن أبي الحديد ١: ٢٩١ و شرح ابن ميثم ١: ٣٢٢، مثل المصرية.

(٦) لفظ شرح ابن أبي الحديد ١: ٢٩١ و شرح ابن ميثم ١: ٣٢٢، مثل المصرية.

٨

تركتم الرأي و الحزم، و أصررتم على اجابة القوم إلى التحكيم، فظن الأشعث أنه أراد هذا جزاي حيث تركت الرأي و الحزم و حكمت، فقال لهعليه‌السلام هذه عليك لا لك. و تبعه ابن ميثم و الخوئي( ١) .

قلت: لو كان راجع مستند العنوان لما قال ما قال، ففي (الأغاني) في امية ابن الاسكر عن ابن عمار و الجوهري عن ابن شبة عن محمّد بن أبي رجاء عن إبراهيم بن سعد، قال عبد اللّه بن عدي بن الخيار: شهدت الحكمين ثم أتيت الكوفة و كانت لي إلى عليّعليه‌السلام حاجة، فدخلت عليه، فلما رآني قال: مرحبا بك يا ابن ام قتال أ زائرا جئتنا ام لحاجة، فقلت: كلاهما جئت لحاجة، و أحببت أن أجدد بك عهدا، و سألته عن حديث فحدثني على ألا أحدث به، فبينا أنا يوما بالمسجد في الكوفة إذا هوعليه‌السلام متنكب قرنا له، فجعل يقول الصلاة جامعة و جلس على المنبر، فاجتمع الناس و جاء الأشعث فجلس، فقامعليه‌السلام و قال بعد الثناء: انكم تزعمون أن عندي من النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ما ليس عند الناس، ألا و انه ليس عندي الا ما في قرني هذا، ثم نكب كنانته، فأخرج منها صحيفة فيها «المسلمون تتكافأ دماؤهم، و هم يد على من سواهم، من أحدث حدثا أو آوى محدثا فعليه لعنة اللّه و الملائكة و الناس اجمعين».

فقال له الأشعث: هذه و اللّه عليك لا لك دعها تترحل، فخفضعليه‌السلام إليه بصره و قال: ما يدريك ما عليّ مما لي، عليك لعنة اللّه و لعنة اللاعنين، حائك ابن حائك، منافق ابن منافق كافر ابن كافر، و اللّه لقد أسرك الاسلام مرة و الكفر مرة، فلا فداك من واحد منهما حسبك و لا مالك. ثم رفع إلى بصره فقال: يا عبد اللّه:

أصبحت قنا لراعي الضان يلعب بي

ما ذا يريبك منّي راعي الضان

____________________

(١) شرح ابن أبي الحديد ١: ٢٩٦، و شرح الخوئي ١: ٣٧٢.

٩

فقلت: بأبي أنت و أمي قد كنت و اللّه أحب أن اسمع هذا منك. قال: هو و اللّه ذلك. قال:

فما قيل لي بعدها من مقالة

و لا علقت مني جديد و لا درسا

و قال ابن أبي الحديد نفسه في شرح قولهعليه‌السلام «أما انه سيظهر عليكم رجل رحب البلعوم» روى أبو بكر الهذلي عن الزهري عن عبيد اللّه بن عدي بن الخيار بن نوفل بن عبد مناف قال: قام الأشعث إلى عليّ فقال: ان الناس يزعمون ان النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله عهد إليك عهدا لم يعهده إلى غيرك. فقال: انه عهد إليّ ما في قرابة سيفي لم يعهد إليّ غير ذلك. فقال الأشعث: هذه ان قلتها فهي عليك لا لك، دعها ترحل عنك. فقالعليه‌السلام له: و ما علمك بما عليّ مما لي، منافق ابن كافر حائك ابن حائك، اني لاجد منك بنة الغزل». ثم التفت إلى عبيد اللّه بن عدي فقال: انك لتسمع خلافا و ترى عجبا، ثم انشد:

أصبحت هزأ لراعي الضأن اتبعه

ما ذا يريبك منّي راعي الضان( ١)

ثم ان الخبر مجمل، لكن الظاهر ان مراد الأشعث بقوله «هذه عليك لا لك» انهعليه‌السلام لما قال عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله «من آوى محدثا» كان ممن آوى محدثا و هو قتلة عثمان، فغضب عليه السلام بأنهم لم يكونوا محدثين، كيف و أحدهم عمار الميزان بين الحق و الباطل و قال: قتلناه لانه أراد أن يغير ديننا( ٢ ) ، فولى مثل الوليد صلى سكران بالناس الصبح أربعا و نزل القرآن بفسقه( ٣ ) ، و ولي ابن عامر الّذي اباح النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله دمه، و منهم عمرو بن الحمق العابد الزاهد، و منهم محمّد ابن أبي بكر العارف المجتهد، و انما عثمان أحدث أحداثا استحق بها

____________________

(١) شرح ابن أبي الحديد ٤: ٧٥.

(٢) وقعة صفين: ٣٣٩.

(٣) النظر إلى الآيتين الحجرات: ٦ و السجدة: ١٨.

١٠

القتل، و هذا من أوضح الواضحات عند جمهور المسلمين في زمان الصحابة و التابعين.

هذا، و اعتراضات الأشعث عليهعليه‌السلام كانت كثيرة و لم تنحصر بما في الخبر، و منها ما رواه ابن بابويه: انه جاء رجل إلى أمير المؤمنينعليه‌السلام ، فأقر بالسرقة، فقال له: ا تقرأ شيئا من القرآن؟ قال: نعم سورة البقرة. قال: قد وهبت يدك لسورة البقرة. فقال الأشعث له: أ تعطل حدا من حدود اللّه؟ فقال له: و ما يدريك ما هذا إذا قامت البينة فليس للامام أن يعفو و إذا أقر الرجل على نفسه فذاك إلى الامام ان شاء عفا و ان شاء قطع( ١) .

و منها ما رواه أبو الفرج في (مقاتله) عن موسى بن أبي النعمان أن الأشعث جاء إلى عليّعليه‌السلام يستأذن عليه، فرده قنبر فأدمى أنفه، فخرجعليه‌السلام و هو يقول: ما لي و لك يا أشعث، أما و اللّه لو بعبد ثقيف تمرست لاقشعرت شعيراتك قيل: يا أمير المؤمنين و من عبد ثقيف؟ قال: غلام يليهم لا يبقى أهل بيت من العرب الا أدخلهم ذلا. قيل: كم يلي و كم يمكث؟ قال: عشرين ان بلغها( ٢) .

و انما قالعليه‌السلام له «لو بعبد ثقيف تمرست» لأن الأشعث لم يدرك الحجاج، فقالوا مات بعدهعليه‌السلام بأربعين يوما، و انما تمرس ابن ابنه محمّد ابن عبد الرحمن بالحجاج، فاقشعرت شعيراته و فوقه، و قصته في خروجه معروفة.

و منها ما رواه أبو الفرج في (مقاتله) أيضا ان الأشعث دخل عليهعليه‌السلام فأغلظ له، فعرض له الأشعث بأن يفتك به، فقال له: أبا لموت تهددني فو اللّه

____________________

(١) اخرجه الصدوق في الفقيه ٤: ٤٤ ح ٩.

(٢) مقاتل الطالبيين: ٢٠.

١١

ما أبالي وقعت على الموت أو وقع الموت عليّ( ١) .

و روي ان ابن ملجم أتى إلى الأشعث في الليلة الّتي أراد أن يفتك بالإمامعليه‌السلام و الأشعث في بعض نواحي المسجد، فسمع حجر بن عدي الأشعث يقول لابن ملجم: النجا النجا فقد فضحك الصبح. فقال له حجر: قتلته يا أعور و خرج مبادرا إليهعليه‌السلام و سبقه ابن ملجم و ضربه( ٢) .

و روى المبرد: أن ابن ملجم بات تلك الليلة عند الأشعث، و ان حجرا سمعه يقول لابن ملجم: فضحك الصبح، فلما قالوا قتلعليه‌السلام قال: للاشعث:

قتلته يا أعور.

و قال: و يروى أن الّذي سمع ذلك من الأشعث عفيف بن قيس أخوه و انه قال: لاخيه: عن امرك كان هذا يا أعور( ٣) .

قلت: و لا تنافي بين الخبرين، و انه سمع ذلك من الأشعث حجر و أخوه و كل منهما قال: له: كنت دخيلا في دمهعليه‌السلام .

و منها ما رواه المبرد في (كامله) و العياشي في (تفسيره) و أبو عبيد القاسم بن سلام في غريبه و اللفظ للاول قال: أتى الأشعث يتخطى رقاب الناس و عليّعليه‌السلام على المنبر، فقال له: غلبتنا عليك هذه الحمراء على قربك، فركض عليعليه‌السلام المنبر برجله، فقال صعصعة بن صوحان العبدي: ما لنا و لهذا يعني الأشعث ليقولن أمير المؤمنين في العرب قولا لا يزال يذكر.

فقالعليه‌السلام : من يعذرني من هؤلاء الضياطرة يتمرّغ أحدهم على فراشه تمرغ الحمير، و يهجر قوم للذكر فيأمرني أن أطردهم، ما كنت أطردهم فأكون من الجاهلين، و الّذي فلق الحبة و برأ النسمة ليضربنكم على الدين عودا

____________________

(١) مقاتل الطالبيين: ٢٠.

(٢) مقاتل الطالبيين: ٢٠.

(٣) كامل المبرد ٧: ١٨٣.

١٢

كما ضربتموهم عليه بدءا.

قال: المبرد: الضياطرة جمع ضيطر و ضيطار، و هو الأحمر الفاحش.

و قال أبو عبيد «الحمراء» العجم و الموالي لأن الغالب على ألوانهم البياض و الحمرة، كما أن الغالب على العرب السمرة، و «الضياطرة» الضخام الذين لا نفع عندهم و لا غناء( ١) .

و منها ما رواه (خلفاء ابن قتيبة) انّهعليه‌السلام خطب بعد قتل الخوارج و حض الناس على حرب معاوية، فتخاذلوا فجعل يؤنّبهم و يشكو من تخاذلهم، فقام الأشعث فقال: فهلا فعلت كما فعل عثمان. فقالعليه‌السلام له: ويلك و كما فعل عثمان رأيتني فعلت، عائذا باللّه من شر ما تقول، و اللّه ان الّذي فعل عثمان لمخزاة على من لا دين له و لا حجّة معه، فكيف و أنا على بيّنة من ربي و الحق معي، و اللّه ان امرءا يمكّن عدوّه من نفسه فينهش عظمه و يسفك دمه لعظيم عجزه و ضعيف قلبه، أنت يا ابن قيس فكن ذلك، فأما أنا فو اللّه دون أن اعطي ذلك ضربا بالمشرفي يطير له فراش الرأس و تطيح منه الأكف و المعاصم و تجذّ به الغلاصم و يفعل اللّه بعد ذلك ما يشاء( ٢) .

و منها ما رواه الصدوق في (توحيده) أنّهعليه‌السلام خطب بعد بيعة الناس له و قال: سلوني قبل أن تفقدوني، هذا سقط العلم، هذا لعاب النبيّ، هذا ما زقني النبيّ زقا فسلوني فان عندي علم الأولين و الآخرين الى أن قال فقام إليه الأشعث و قال: كيف تؤخذ الجزية من المجوس و لم ينزل عليهم كتاب و لم يبعث اليهم نبي؟ فقالعليه‌السلام : بلى يا أشعث قد أنزل اللّه عليهم كتابا و بعث اليهم

____________________

(١) رواه المبرد في الكامل ٤: ٩٦، و العياشي في تفسيره ١: ٣٦٠ ج ٢٦٠، و أبو عبيد في غريب الحديث ٣: ٤٨٤، و الثقفي في الغارات ٢: ٤٩٨.

(٢) الامامة و السياسة ١: ١٥١.

١٣

رسولا حتى كان لهم ملك سكر ذات ليلة فدعا بابنته الى فراشه الخبر( ١) .

«عليك لعنة اللّه» و قد كان النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله لعنه و سرت اللعنة في أعقابه، فروى (الكافي): ان الباقرعليه‌السلام قال لسدير: بلغني عن نساء أهل الكوفة جمال و حسن تبعل، فابتغ لي امرأة ذات جمال في موضع. فقال: قد أصبتها جعلت فداك، فلانة بنت فلان بن محمد بن الأشعث، فقالعليه‌السلام : ان النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله لعن أقواما، فجرت اللعنة في أعقابهم الى يوم القيامة، و أنا أكره أن يصيب جسدي جسد أحد من أهل النار( ٢) .

و روى الكشي: ان رجلين من ولد الأشعث استأذنا على الصادقعليه‌السلام ، فلم يأذن لهما، فقيل له: ان لهما ميلا و مودة. فقالعليه‌السلام : ان النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله لعن أقواما، فجرى اللعن فيهم و في أعقابهم الى يوم القيامة( ٣) .

حتى ان مسجده كان ملعونا، ففي الكافي عن أبي جعفرعليه‌السلام : ان بالكوفة مساجد ملعونة و مساجد مباركة الى أن قال و أما المساجد الملعونة فمسجد ثقيف و مسجد الأشعث الخبر.

و عنهعليه‌السلام : جددت أربعة مساجد بالكوفة فرحا لقتل الحسينعليه‌السلام :

مسجد الأشعث، و مسجد جرير الخبر.

و عن الصادقعليه‌السلام : ان أمير المؤمنين نهى عن الصلاة بالكوفة في خمسة مساجد: مسجد الأشعث، و مسجد جرير، و مسجد سماك، و مسجد شبث و مسجد التيم( ٤) .

«و لعنة اللاعنين» قال: ابن أبي الحديد: قال الطبري في (تاريخه): كان

____________________

(١) توحيد الصدوق: ٣٠٤ ح ١.

(٢) الكافي ٥: ٥٦٩ ح ٥٦.

(٣) اختيار معرفة الرجال: ٤١٢ ح ٧٧٧.

(٤) الكافي ٣: ٤٨٩ و ٤٩٠ ح ١ ٣.

١٤

المسلمون يلعنون الأشعث، و يلعنه الكافرون أيضا و سبايا قومه( ١) .

«حائك ابن حائك» في السير كما قال ابن أبي الحديد في موضع آخر ان الأشعث خطب إليهعليه‌السلام ابنته فزبره و قال: يا ابن الحائك أغرك ابن أبي قحافة( ٢) .

و في (الأغاني): كان المغيرة و الأشعث و جرير يوما متوافقين بالكناسة، فطلع عليهم اعرابي، فقال لهم المغيرة: دعوني أحركه. قالوا: لا تفعل، فان للاعراب جوابا يؤثر. قال: لا بد. قالوا: فأنت أعلم. فقال له: يا اعرابي هل تعرف المغيرة؟ قال: نعم أعرفه أعور زانيا، فوجم ثم تجلد فقال: هل تعرف الأشعث قال: نعم ذاك رجل لا يعدي قومه لأنّه حائك ابن حائك.

قال ابن أبي الحديد: قالعليه‌السلام للأشعث «حائك ابن حائك» لأن أهل اليمن يعيرون بالحياكة، و ليس هذا ممّا يخص الأشعث. و من كلام خالد بن صفوان:

ما أقول في قوم ليس فيهم إلاّ حائك برد، أو دابغ جلد، أو سائس قرد، ملكتهم امرأة، و أغرقتهم فأرة، و دل عليهم هدهد( ٣) .

قلت: ان سلم ذلك فيه فلا يسلم في أبيه، بل فيه أيضا، ففي (النهاية): قال الأشعث لعليعليه‌السلام : ما أحسبنك عرفتني. فقال: بلى و اني لأجد بنة الغزل منك أي: ريح الغزل رماه بالحياكة.

قيل كان أبو الأشعث يولع بالنساجة، و في حديث عليعليه‌السلام أيضا قال للأشعث «ان أبا هذا كان ينسج الشمال باليمين» الشمال جمع شملة أي: الكساء، و قولهعليه‌السلام «الشمال بيمينه» من أحسن الألفاظ

____________________

(١) تاريخ الطبري ٢: ٥٤٨، سنة ١١، و شرح ابن أبي الحديد ١: ٢٩٦.

(٢) شرح ابن أبي الحديد ٤: ٧٥.

(٣) شرح ابن أبي الحديد ١: ٢٩٧.

١٥

و ألطفها بلاغة و فصاحة الخ( ١) .

و استشهاده بكلام خالد في غير محله، لأنّه أراد الحائك حقيقة، لأنّه قسّم عملهم الى ثلاثة أشياء: الحياكة و الدباغة و ساسة القرد.

و مما يؤيد إرادة الحائكية حقيقة في الأشعث و أبيه انّهعليه‌السلام لم يكن كباقي الناس لا يبالون في أقوالهم عن تجاوز الحقيقة، و انهعليه‌السلام طعن في أبي موسى الأشعري بكونه ابن حائك دون ان يجعله حائكا، مع كون أبي موسى أيضا من أهل اليمن، فأي استبعاد أن يكون الأشعث قبل هجرته كأبيه حائكا.

و كلامهعليه‌السلام في أبي موسى ما رواه (المروج): انّهعليه‌السلام لما بلغه يوم الجمل ان أبا موسى يثبط الناس عنه كتب إليه «اعتزل عملنا يا ابن الحائك مذموما مدحورا، فما هذا بأوّل يومنا منك، و ان لك فينا لهنات و هنيات»( ٢) .

هذا، و أخذ بديع الزمان الهمذاني لفظهعليه‌السلام «حائك ابن حائك» في اظهاره توليهعليه‌السلام فقال كما في (تذكرة السبط) مخاطبا له:

يا دار منتجع الرسالة

بيت مختلف الملائك

يا ابن الفواطم و العواتك

و الترائك و الارائك

انا حائك ان لم أكن

مولى ولائك و ان حائك( ٣)

هذا، و أراد خالد القسري تصحيح نسبه في اليمن بكونه حائك ابن حائك، مع ان المشهور كون جدّه عبدا لأهل هجر، فروى أبو الفرج عن أبي عبيدة: ان الفرزدق أتى خالد بن عبد اللّه القسري يستحمله في ديات حملها، فقال له خالد: ايه يا فرزدق كأني بك قد قلت: «آتى الحائك ابن الحائك، فأخدعه

____________________

(١) النهاية ١: ١٥٧ مادة (بنّ)، و ٢: ٥٠٢ مادة (شمل).

(٢) مروج الذهب ٢: ٣٥٩.

(٣) تذكرة الخواص: ٣٤.

١٦

عن ماله ان اعطاني، أو أذمه ان منعني» فأنا حائك ابن حائك و لست أعطيك شيئا، فاذممني كيف شئت، فهجاه الفرزدق.

و صنعة الحياكة صنعة مذمومة، قال الجاحظ في رسالته الى الفتح بن خاقان: ان أصحاب الخلقان و السماكين و النخاسين و الحاكة في كلّ بلد و من كلّ جنس شرار خلق اللّه في المبايعة و المعاملة، فعلمنا بذلك ان ذلك خلقة في هذه الصناعات، و بنية في هذه التجارات، حتى صاروا من بين جميع الناس كذلك.

و نقل الخوئي عن السيد الجزائري عن البهائي حديثا في ذم الحاكة لم ننقله لأنّه ركيك لا يبعد اختلاقه( ١) .

و في (المعجم): قال أبو هلال العسكري:

اذا كان مالي من يلتقط العجم

و حالي فيكم حال من حاك أو حجم

فأين انتفاعي بالاصالة و الحجى

و ما ربحت كفي من العلم و الحكم

و في (عيون القتيبي): قال كعب لا تستشيروا الحاكة، فان اللّه سلبهم عقولهم، و نزع البركة من كسبهم.

و في (تفسير القمي) في قوله تعالى: و هزي إليك بجذع النخلة( ٢ ) و نقله الخوئي أيضا ان النخلة كانت نخلة يابسة، فاستقبل مريم الحاكة على بغال شهب و كانت الحياكة أنبل صناعة ذاك اليوم فقالت لهم: أين النخلة اليابسة، فاستهزأوا بها و زجروها، فقالت لهم: جعل اللّه كسبكم نزرا، و جعلكم في الناس عارا، ثم استقبلها قوم من التجار، فدلوها على النخلة اليابسة، فقالت

____________________

(١) شرح الخوئي ١: ٣٧٣.

(٢) مريم: ٢٥.

١٧

لهم: جعل اللّه البركة في كسبكم، و أحوج الناس اليكم( ١) .

و ذكروا ان رجلا قال للأعمش: ما تقول في الصلاة خلف الحائك؟ فقال:

لا بأس بها على غير الوضوء. قال: فما تقول في شهادته؟ فقال: تقبل مع شهادة عدلين.

هذا، و روى (الكافي) في باب كذبه أنّه ذكر لأبي عبد اللّهعليه‌السلام أن الحائك ملعون، فقال: انما ذاك الّذي يحوك الكذب على اللّه و رسوله( ٢) .

«منافق ابن كافر» في (المناقب): روى عن الحسنعليه‌السلام ان الأشعث بنى في داره مأذنة، فكان اذا سمع الأذان من جامع الكوفة يصيح من على مأذنته:

يا رجل انّك لكاذب ساحر يعني أمير المؤمنين( ٣) .

و روى يحيى بن عيسى الرملي و قد نقله ابن أبي الحديد عند قولهعليه‌السلام «أما انه سيظهر عليكم رجل رحب البلعوم» عن الأعمش ان جريرا و الأشعث خرجا الى الجبان بالكوفة، فمر بهما ضب يعدو و هما في ذم علي فنادياه يا أبا حسل هلم يدك نبايعك بالخلافة، فبلغ عليّا قولهما فقال: أما انهما يحشران يوم القيامة و أمامهما ضب( ٤) .

و في (خلفاء ابن قتيبة) و غيره: قال أبو بكر في احتضاره: و اللّه ما آسي إلاّ على ثلاث فعلتهن ليتني كنت تركتهن و ثلاث تركتهن ليتني فعلتهن الى أن قال ليتني كنت حين أتيت بالأشعث أسيرا قتلته و لم استحيه، فاني سمعت منه و أراه لا يرى غيا و لا شرا إلاّ أعان عليه، و كان

____________________

(١) تفسير القمي ٢: ٤٩، و شرح الخوئي ١: ٣٧٣.

(٢) الكافي ٢: ٣٤٠ ح ١٠.

(٣) مناقب السروي ٢: ٢٦٣.

(٤) شرح ابن أبي الحديد ٤: ٧٥.

١٨

أبو بكر عفا عنه و زوّجه بنته( ١) .

و في تاريخ الطبري في قصة التحكيم قال الأشعث و أولئك الذين صاروا خوارج بعد فانا قد رضينا بأبي موسى. قال علي: انكم عصيتموني في أول الأمر، فلا تعصوني الآن، اني لا أرى أن اولي أبا موسى. فقال الأشعث و نفران: لا نرضى إلا به، فانه كان يحذّرنا ما وقعنا فيه. قال علي: ليس أبو موسى لي بثقة قد فارقني و خذل الناس عني، و لكن هذا ابن عباس نوليه ذلك.

قالوا ما نبالي كنت أنت أم ابن عباس، لا نريد إلاّ رجلا هو منك و من معاوية سواء. فقال علي: فاني أجعل الأشتر. فقال الأشعث. و هل نحن إلاّ في حكم الأشتر. قال: علي: و ما حكمه؟ قال الأشعث: ان يضرب بعضنا بعضا بالسيوف حتى يكون ما أردت و أراد، قال: فهل أبيتم إلاّ أبا موسى. قالوا: نعم. قال:

فاصنعوا ما أردتم الى أن قال لما كتبت الصحيفة قال الاشتر: لا صحبتني يميني و لا نفعتني بعدها شمالي ان خط لي في هذه الصحيفة اسم على صلح و لا موادعة، أو لست على بينة من ربي و ضلال عدوّي، أو لستم قد رأيتم الظفر لو لم تجمعوا على الخور. فقال له الأشعث: انك ما رأيت ظفرا و لا خورا هلم الينا، فانه لا رغبة بك عنّا. فقال له الاشتر: بلى و اللّه لرغبة بي عنك في الدنيا للدنيا، و في الآخرة للآخرة، و لقد سفك اللّه تعالى بسيفي هذا دماء رجال ما أنت عندي خيرا منهم و لا أحرم دما. فنظر الى الأشعث و كأنما قصع على أنفه الحمم( ٢) .

و يكفي في نفاقه شركته في دم أمير المؤمنينعليه‌السلام كما مر من

____________________

(١) رواه ابن قتيبة في الامامة و السياسة ١: ١٨، و الطبري في تاريخه ٢: ٦١٩ سنة ١٣، و الجوهري في السقيفة: ٣٩ و غيرهم.

(٢) تاريخ الطبري ٤: ٣٦ و ٣٩، سنة ٣٧.

١٩

مساعدته ابن ملجم كما ان ابنته جعدة كانت قاتلة الحسنعليه‌السلام بسم أرسله اليها معاوية، و شرك ابنه محمّد بن الاشعث في دم مسلم بن عقيل قاتله فيمن قاتله، و أعطاه الأمان، و لم يدافع عنه حتى قتله ابن زياد، و شرك ابنه الآخر قيس بن الأشعث في دم الحسينعليه‌السلام ، مع انه كان ممن كتب إليه و دعاه، ثم شهد قتله و سلبه، ففي (تاريخ الطبري): نادى الحسينعليه‌السلام يوم الطف: يا قيس بن الأشعث و يا فلان و فلان ألم تكتبوا إليّ قد أينعت الثمار، و اخضرت الجناب، و طمت الجمام، و انما تقدم على جند لك مجند فأقبل؟ قالوا: لم نفعل.

قال: بلى و اللّه لقد فعلتم. ثم قال: اذ كرهتموني دعوني انصرف الى مأمني من الأرض. فقال له قيس بن الأشعث: أولا تنزل على حكم بني عمك، فانهم لن يروك إلاّ ما تجب. فقال له الحسين: أنت أخو أخيك أ تريد أن يطلبك بنو هاشم بأكثر من دم مسلم بن عقيل، لا و اللّه لا أعطيكم بيدي اعطاء الذليل( ١) .

و فيه: لما قتل الحسينعليه‌السلام جاءت كندة بثلاثة عشر رأسا ممّن قتل مع الحسين الى عبيد اللّه، و صاحبهم قيس بن الأشعث( ٢) .

و فيه: و أخذ قيس بن الأشعث بعد قتل الحسينعليه‌السلام قطيفته و كانت من خز و كان قيس يسمى بعد قيس قطيفة( ٣) .

و في (المقاتل): كانت اخته جعدة التي سمّت الحسنعليه‌السلام تسمّى بعد مسمة الأزواج( ٤) .

و في (تاريخ الطبري) في قصة من قتله مصعب من أصحاب المختار بعد قتله ثم مر عبد الرحمن بن محمّد بن الأشعث بعبد اللّه بن قراد من

____________________

(١) تاريخ الطبري ٤: ٣٢٣، سنة ٦١.

(٢) تاريخ الطبري ٤: ٣٥٨، سنة ٦١.

(٣) تاريخ الطبري ٤: ٣٤٦، سنة ٦١.

(٤) مقاتل الطالبيين: ٤٨.

٢٠

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

الاعتماد(1) .

وفيق : الحكم بن عبد الرحمن بن أبي نعيم البجلي(2) .

وزادقر : والد أبي الحكم بن المختار بن أبي عبيد ، كنيته أبو محمّد ، ثقة ، روى عنه وعن أبي عبد اللهعليهما‌السلام (3) .

وفيتعق : في الوجيزة والبلغة : ممدوح(4) ؛ ولعلّه غفلة ، لأنّه إن حصل الظنّ من كلام ابن عقدة يصير مظنون الوثاقة وإلاّ فلا وجه لجعله مدحا.

إلاّ أن يقال : إنّ الفضل غير ظاهر المذهب ، بل الظاهر أنّه مخالف كابن عقدة ، فلعلّه يريد العدالة في مذهبه ، فلا يكون عدلا ، نعم يكون متحرّزا عن الكذب على أيّ تقدير.

وفيه : أنّ إحدى العدالتين ظاهرة على التقديرين.

وفي الكافي ـ في باب أنّ الأئمّةعليهم‌السلام قائمون بأمر الله ـ بسنده عنه قال : أتيت أبا جعفرعليه‌السلام فقلت: لله(5) عليّ نذر بين الركن والمقام إن أنا لقيتك أن لا أخرج من المدينة حتّى أعلم أنّك قائم آل محمّد ( ص ) أم لا ، فلم يجبني بشي‌ء فأقمت ثلاثين يوما. ثمّ استقبلني في طريق فقال : يا حكم ، وإنّك لههنا بعد؟!قلت : إنّي أخبرتك بما جعلت لله علي إلى أن قال : يا حكم ، كلّنا قائم بأمر الله ،قلت : فأنت المهدي؟

__________________

(1) تعليقة الشهيد الثاني على الخلاصة : 32.

(2) رجال الشيخ : 171 / 112 ، وفيه زيادة : الكوفي.

(3) رجال الشيخ : 114 / 12 ، وفي نسختنا عبارة : والد أبي ، آخر الترجمة ؛ وقوله : الحكم بن المختار ، ترجمة مستقلة. وسينبّه عليه المصنّف أيضا.

(4) الوجيزة : 200 / 610 ، بلغة المحدّثين : 353 / 18.

(5) في المصدر : فقلت له.

١٠١

قال : كلّنا يهدي(1) إلى الله ،قلت : فأنت صاحب السيف؟ قال : كلّنا صاحب السيف ووارثه ،قلت : فأنت الذي تقتل أعداء الله ويعزّ بك أولياء الله ويظهر بك دين الله؟ فقال : يا حكم ، كيف أكون. الحديث(2) (3) .

أقول : أمّا الفضل فقد صرّح في التهذيب في باب صفة الوضوء بأنّه عامّي أو زيدي(4) كما مرّ في ترجمة جعفر بن عمارة الخارقي. لكن في نقل الميرزا عنجخ خبط واشتباه لم يتفطّنوا له وهو نقل توثيقه عن قر ، مع أنّ الرجل إذا كان موثّقا فيجخ فما الداعي لإهمال العلاّمةرحمه‌الله ذلك ونقله التوثيق عن ابن عقدة عن آخر عامّي وجعله مرجّحا وعدم مؤاخذةشه ومن تأخّر عنه له أو ذكر عذره فيه؟!

ولا يخفى أنّ التوثيق ليس لهذا الرجل ، و : والد أبي ، في قر آخر الترجمة ، والحكم بن المختار ترجمة على حدة وينبغي أن يكتب الحكم بالحمرة كما هو في نسختي منجخ في قر كذلك ، وكذا في النقد(5) والحاوي(6) والمجمع(7) حيث ذكروا لكلّ منهما ترجمة ، وذكر الحاوي الحكم بن المختار في القسم الأوّل وابن عبد الرحمن في القسم الرابع ، ورأيت حكم الوجيزة والبلغة بمدح الثاني(8) ، ويأتي في ابن المختار توثيقهما‌

__________________

(1) في نسخة « ش » : مهدي ، وفي المصدر : نهدي.

(2) الكافي 1 : 450 / 1 ، وفيه : الحكم بن أبي نعيم.

(3) تعليقة الوحيد البهبهاني : 121.

(4) التهذيب 1 : 59 / 166.

(5) نقد الرجال : 114 / 16 ، 115 / 25.

(6) حاوي الأقوال : 62 / 228 ، 252 / 1415.

(7) مجمع الرجال : 2 / 219 ، 2 / 221.

(8) أي : ابن عبد الرحمن.

١٠٢

إيّاه(1) ، وما ذلك إلاّ لذلك ؛ مع أنّه في الوسيط اقتصر في النقل عن قر على ما مرّ عنق (2) ، فتدبّر.

973 ـ الحكم بن عتيبة :

بضمّ العين المهملة ؛ مذموم ، وكان(3) من فقهاء العامّة وكان بتريّا.

قال الشيخ : إنّه أبو محمّد الكوفي الكندي مولى زيدي بتري ،صه (4) .

وما نقله عن الشيخ فهو فيق (5) .

وفيقر : ابن عتيبة أبو محمّد الكوفي الكندي مولى الشموس بن عمرو الكندي(6) .

وفيين : وقيل : أبو عبد الله ، توفّي سنة أربع عشرة ، وقيل : خمس عشرة ومائة(7) .

وفيكش ذمّة جدّا(8) . وفيه : وحكي عن علي بن الحسن بن فضّال أنّه قال : الحكم من فقهاء العامّة ، وكان أستاذ زرارة وحمران والطيّار قبل أن يروا هذا الأمر ، وقيل : إنّه كان مرجئا(9) .

وفيتعق : لا شكّ في ذمّه وشهرته بذلك ، ويأتي في ابن عيينة‌

__________________

(1) الوجيزة : 200 / 610 ، بلغة المحدّثين : 353 / 18.

(2) الوسيط : 73.

(3) في نسخة « ش » : كان.

(4) الخلاصة : 218 / 1.

(5) رجال الشيخ : 171 / 102.

(6) رجال الشيخ : 114 / 11.

(7) رجال الشيخ : 86 / 6.

(8) رجال الكشّي : 209 / 368.

(9) رجال الكشّي : 209 / 370.

١٠٣

ذكره(1) .

قلت : وفي حمران وفي البتريّة ذمّه(2) .

974 ـ الحكم بن علباء الأسدي :

فيصه : الحسين بن سعيد ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن الحكم ابن علباء الأسدي قال : وليت البحرين فأصبت مالا كثيرا وأنفقت واشتريت متاعا كثيرا واشتريت رقيقا وأمّهات أولاد وولد لي ، ثمّ خرجت إلى مكّة فحملت عيالي وأمّهات أولادي ونسائي وحملت خمس ذلك المال ، فدخلت على أبي جعفرعليه‌السلام فقلت له : إنّي وليت البحرين فأصبت بها مالا كثيرا فاشتريت ضياعا واشتريت رقيقا واشتريت أمّهات أولاد وولد لي وأنفقت ، وهذا خمس ذلك المال وهؤلاء أمّهات أولادي ونسائي قد أتيتك به ؛ فقال : أما إنّه كلّه لنا ، وقد قبلت ما جئت به ، وقد حللتك من أمّهات أولادك ونسائك وما أنفقت ، وضمنت لك عليّ وعلى أبي الجنّة(3) .

وفيتعق : تأتي هذه الحكاية في أبيه(4) ، والمشهور وقوعها عنه لا عن الابن ، ولعلّه الأظهر من الأخبار ، مع احتمال التعدّد ، فتأمّل(5) .

أقول : فيصه : الحكم أربعة رجال. ثمّ ذكر ابن عيص وابن حكيم والقتّات وابن عبد الرحمن(6) .

وفي القسم الثاني : الحكم رجلان. ثمّ ذكر ابن عيينة وابن بشار(7) .

__________________

(1) تعليقة الوحيد البهبهاني : 122.

(2) يأتي ذلك نقلا عن الكشّي : 178 / 308 ، 232 / 422.

(3) وردت هذه الحكاية في التهذيب 4 : 137 / 385 والاستبصار 2 : 58 / 190.

(4) يأتي في ترجمته نقلا عن الكشّي : 200 / 352 باختلاف في المتن والسند.

(5) تعليقة الوحيد البهبهاني : 122.

(6) الخلاصة : 60.

(7) الخلاصة : 218 ، وفيها : ابن عتيبة.

١٠٤

ولم ينقله في النقد والحاوي أصلا ، ولم يذكره في الوجيزة أيضا.

فلا أدري من أين أتى به الميرزا هنا(1) ؟! مع أنّه لم يذكره في الوسيط!

975 ـ الحكم بن عمرو الحماني :

كوفي ،ق (2) .

أقول : في نسختي من النقد : كوفي ثقةق جخ (3) . ولم أجد توثيقه في نسختي منجخ ولا نقله غيره ، فلاحظ.

976 ـ الحكم بن عيينة :

لعلّه ابن عتيبة المذكور ، ولا يبعد أن يكون بالتحتانيّتين ،تعق (4) .

977 ـ الحكم بن القتّات :

كوفي ، ثقة ، قليل الحديث ،صه (5) .

وزادجش : له كتاب ، يرويه عنه أبو القاسم عبد الرحمن بن أبي هاشم البجلي(6) .

أقول : فيمشكا : ابن القتّات الثقة(7) ، عنه عبد الرحمن بن أبي هاشم(8) .

__________________

(1) أقول : الظاهر من نسخة المنهج التي بخط تلميذ المصنّف الشيخ محمّد سبط الشهيد الثاني والمقروءة على المصنّف سنة 1016 ه‍ أنّ الرمز رمز للاستبصار لا للخلاصة ، وعليه يرتفع الإشكال.

(2) رجال الشيخ : 171 / 140. وفي نسخة « م » الجماني.

(3) نقد الرجال : 114 / 19 ، وفيه : الجماني ، ولم يرد فيه التوثيق.

(4) تعليقة الوحيد البهبهاني : 122. ولم يرد فيها عبارة : ولا يبعد أن يكون بالتحتانيتين.

(5) الخلاصة : 60 / 3 ، وفيها : الحكم القتّات وكذا في جميع المصادر المذكورة وكذلك في المنهج.

(6) رجال النجاشي : 138 / 355.

(7) الثقة ، لم ترد في نسخة « ش ».

(8) هداية المحدّثين : 48.

١٠٥

987 ـ الحكم بن المختار :

فيتعق : في النقد : الحكم بن المختار بن أبي عبيد كنيته أبو محمّد ثقة ، قرق جخ (1) .

قلت : وكذا في الوجيزة والبلغة(2) ، لكن مرّ عن المصنّف ذلك في ابن عبد الرحمن. ويأتي في المختار(3) أنّ ولده أبو الحكم كما مرّ عن المصنّف هناك(4) .

أقول (5) : ذكرنا هناك أنّ الأمر كما ذكره النقد ومشاركوه ، فلاحظ.

وأمّا ما يأتي عنكش في ترجمة المختار من أنّ ولده أبو الحكم ، فالظاهر سقوط محمّد من نسخةكش التي كانت عند الميرزا ، لأنّ الذي في نسختي من الاختيار ونقله في المجمع عنكش (6) ورأيته في بحار الأنوار(7) وموضع آخر : أبو محمّد الحكم ، فتتبّع.

979 ـ الحكم بن مسكين المكفوف :

مولى ثقيف ،ق (8) .

وزادجش : روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، ذكره أبو العبّاس ؛ له كتاب الوصايا ، كتاب الطلاق ، كتاب الظهار ؛ عنه الحسن بن موسى الخشّاب بهما(9) .

__________________

(1) نقد الرجال : 115 / 25.

(2) الوجيزة : 200 / 612 ، بلغة المحدّثين : 353 / 18.

(3) نقلا عن الكشّي : 125 / 199.

(4) تعليقة الوحيد البهبهاني : 122.

(5) في نسخة « م » : قلت.

(6) مجمع الرجال : 6 / 77.

(7) البحار 45 : 343 / 9.

(8) رجال الشيخ : 185 / 342 ، وفيه : حكيم ، حكم ( خ ل ).

(9) رجال النجاشي : 136 / 350 ، وفيه : حكم بن مسكين أبو محمّد كوفي مولى ثقيف

١٠٦

وفيتعق : يروي عنه(1) أيضا ابن أبي عمير(2) والحسن بن محبوب(3) والحسن بن علي بن فضال(4) ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطاب(5) وغيرهم من الأجلّة ، وهو كثير الرواية ، ومقبولها ، وصاحب كتب متعدّدة.

وقال جدّي : قال الشهيد : لمّا كان كثير الرواية ولم يرد فيه طعن فأنا أعمل على روايته. واعترضهشه بأنّه لا يكفي عدم الجرح بل لا بدّ من التوثيق. والظاهر أنّ الشهيد يكتفي في العدالة بحسن الظاهر كما تقدّم وذهب إليه الشيخ(6) ، انتهى.

قلت : قبول الرواية لا يلزم أن يكون من خصوص العدالة كما مرّ في الفوائد ، مع أنّ كون ما ذكره من حسن الظاهر المعتبر في العدالة لعلّه يحتاج إلى التأمّل.

وفي مبحث الجمعة من الذكرى : أنّ ذكر الحكم بن مسكين غير قادح ولا موجب للضعف ، مع أنّكش ذكره ولم يطعن عليه(7) ، انتهى فتأمّل.

ولعلّ مراده أنّكش ذكره في سند رواية استند إليها ولم يطعن فيه كما سيجي‌ء في عبد الله بن أبي يعفور(8) ، أو أنّه ذكره في مقام يقتضي الطعن عليه‌

__________________

المكفوف

(1) عنه ، لم ترد في نسخة « ش ».

(2) الكافي 2 : 153 / 12.

(3) الفقيه 3 : 288 / 1372 ، وفيه : الحسن بن محبوب عن حكم الأعمى. والظاهر اتّحادهما كما مرّ في ترجمته.

(4) التهذيب 3 : 42 / 146.

(5) الفقيه ـ المشيخة ـ : 4 / 99.

(6) روضة المتّقين : 14 / 63.

(7) ذكري الشيعة : 231 ، وفيها : الحكم ذكره الكشّي ولم يتعرّض له بذم ، والرواية مشهورة جدا بين الأصحاب لا يظهر منها كون الراوي مجهولا.

(8) رجال الكشّي : 249 / 462 ، أو لعلّ المقصود به جش فاشتبه على الناسخ فذكره كش.

١٠٧

بالجهالة لو كان كذلك ، يشير إليه أنّه لم يذكره مترجما.

هذا ، ومرّ في الحكم الأعمى ما ينبغي أن يلاحظ(1) .

أقول : في حاشيته سلّمه الله على المدارك : حكم المحقّق بصحّة حديثه في صلاة الجمعة ، فلاحظ.

وفيمشكا : ابن مسكين ، عنه الحسن بن موسى الخشّاب ، والهيثم ( ابن أبي مسروق النهدي ، ومحمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب(2) .

980 ـ الحكم بن هشام بن الحكم :

أبو محمّد ، مولى كندة ، سكن البصرة ، وكان مشهورا بالكلام ، كلّم الناس ، وحكي عنه مجالس كثيرة ، وذكر بعض أصحابنارحمهم‌الله أنّه رأى له كتابا في الإمامة ،جش (3) .

أقول : ذكره في الحاوي في القسم الرابع(4) .

وفي الوجيزة : ممدوح(5) . وهو الصواب.

981 ـ الحكم بن يسار :

غال ، لا شي‌ء ،صه (6) . وفي نسخة : ابن بشّار ، وتقدّم.

982 ـ حكيم بن جبلة :

ي(7) . وفيتعق : في المجالس : أنّهل أيضا ، وأنّه كان رجلا صالحا‌

__________________

(1) تعليقة الوحيد البهبهاني : 122.

(2) هداية المحدّثين : 48.

(3) رجال النجاشي : 136 / 351.

(4) حاوي الأقوال : 253 / 1419.

(5) الوجيزة : 200 / 613.

(6) الخلاصة : 218 / 2 ، وفيها : ابن بشّار.

(7) رجال الشيخ : 39 / 21.

١٠٨

مطاعا في قومه ، وحارب طلحة والزبير قبل قدومهعليه‌السلام واستشهد(1) (2) .

983 ـ حكيم بن سعد الحنفي :

وكان من شرطة الخميس ، يكنّى أبا يحيى ، ي(3) . ويأتي في الكنى(4) .

وفيتعق : في النقد : في آخر الباب الأوّل منصه أنّه من أولياء أمير المؤمنينعليه‌السلام (5) (6) .

984 ـ حمّاد بن أبي طلحة :

بيّاع السابري ،ق (7) .

وزادصه : كوفي ثقة(8) .

وزادجش : له كتاب يرويه عنه جماعة ، منهم أحمد بن أبي بشر(9) .

أقول : فيمشكا : ابن أبي طلحة الثقة ، عنه أحمد بن أبي بشر. وهو عن زرارة(10) .

__________________

(1) مجالس المؤمنين : 1 / 228.

(2) تعليقة الوحيد البهبهاني : 123.

(3) رجال الشيخ : 38 / 5 ، وفيه : ابن سعيد.

(4) يأتي عن البرقي : 4 عدّه من أولياء عليعليه‌السلام وأنّه من شرطة الخميس.

(5) الخلاصة : 192 ، نقد الرجال : 115 / 4.

(6) تعليقة الوحيد البهبهاني : 123.

(7) رجال الشيخ : 182 / 288.

(8) الخلاصة : 57 / 6.

(9) رجال النجاشي : 144 / 372.

(10) هداية المحدّثين : 49.

١٠٩

985 ـ حمّاد بن بشير الطنافسي :

الكوفي ، روى عنه وعن أبي عبد اللهعليهما‌السلام ، قر(1) . وفيق نحوه(2) .

وفيتعق : يروي عنه صفوان بن يحيى(3) (4) .

986 ـ حمّاد بن راشد الأزدي :

البزّاز ، أبو العلاء الكوفي ، أسند عنه ، توفّي سنةست وخمسين ومائة ، قر(5) .

وزادق : وهو ابن سبع وسبعين سنة(6) .

987 ـ حمّاد بن زيد البصري :

أبو إسماعيل الأزدي ،ق (7) .

أقول : يأتي في الكنى ما يقوّي روايته(8) .

وفي حاشية الوسيط : في قب : ابن زيد بن درهم الأزدي الجهني أبو إسماعيل البصري ، ثقة ثبت فقيه ، قيل : إنّه كان ضريرا ، ولعلّه طرأ عليه ؛

__________________

(1) رجال الشيخ : 117 / 38 ، وفيه : ابن بشر.

(2) رجال الشيخ : 173 / 134.

(3) قال السيد الخوييرحمه‌الله في معجم رجاله : 6 / 203 : لم نجد لصفوان رواية عن حمّاد ابن بشير في الكتب الأربعة.

نعم وردت رواية صفوان بن يحيى عن حمّاد بن بشير بتوسط يحيى الأزرق ، كما في الكافي 2 : 97 / 3.

(4) تعليقة الوحيد البهبهاني : 123.

(5) رجال الشيخ : 117 / 39.

(6) رجال الشيخ : 174 / 154.

(7) رجال الشيخ : 173 / 131 ، وفيه : ابن يزيد.

(8) وذلك لرواية ابن أبي عمير عنه كما في الفهرست : 188 / 855.

١١٠

مات سنة تسع وسبعين ومائة ، وله إحدى وثمانون سنة(1) .

وفيهب : الإمام أبو إسماعيل الأزدي الأزرق أحد الأعلام ، أضرّ ، وكان يحفظ حديثه كالماء ؛ قال ابن هندي : ما رأيت بالبصرة أفقه منه ولم أر أعلم بالسنّة منه(2) .

988 ـ حمّاد بن زيد العامّي :

المشهور ، غير مذكور في الكتابين.

وفي شرح ابن أبي الحديد : روى المحدّثون عن حمّاد بن زيد أنّه قال : أرى أصحاب عليعليه‌السلام أشدّ حبّا له من أصحاب العجل لعجلهم ، وهذا كلام شنيع(3) ، انتهى فتدبّر.

989 ـ حمّاد السري :

روى عنه ابن أبي عمير ،تعق (4) .

990 ـ حمّاد السمندري :

حدّثني محمّد بن مسعود ، عن محمّد بن أحمد بن النهدي الكوفي ، عن معاوية بن حكيم الدهني ، عن شريف بن سابق التفليسي ، عن حمّاد السمندري قال : قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : إنّي لأدخل بلاد الشرك ، وإنّ من عندنا يقولون : إن متّ ثمّ حشرت معهم ، قال : فقال لي : يا حمّاد إذا كنت ثمّ تذكر أمرنا وتدعو إليه؟ فقلت: نعم ، قال : فإذا كنت في هذه المدن ـ مدن الإسلام ـ تذكر أمرنا وتدعو إليه؟قلت : لا ، فقال لي : إنّك إذا‌

__________________

(1) تقريب التهذيب 1 : 197 / 541 ، وفيه بدل الجهني : الجهضمي.

(2) الكاشف 1 : 187 / 1228 ، وفيه بدل ابن هندي : ابن مهدي.

(3) شرح ابن أبي الحديد : 4 / 103.

(4) تعليقة الوحيد البهبهاني : 123.

١١١

متّ ثمّ حشرت امّة وحدك وسعى نورك بين يديك ،كش (1) .

وفيصه : حمّاد السمندري : بالسين المهملة والنون بعد الميم والدال المهملة. ثمّ ذكر مضمونه وقال : هذا الحديث من المرجّحات لا أنّه من الدلائل على التعديل(2) .

وفيق : ابن عبد العزيز السمندلي الكوفي(3) .

وفيتعق : في النقد : لم أجد في نسخ الرجال التي عندي إلاّ السمندي ، وفيجش عند ذكر الفضل بن أبي قرّة : السمند بلد بآذربايجان(4) (5) .

أقول : في نسختين عندي منجخ : السمندلي ، كما مرّ ويأتي(6) ، إلاّ أنّ في الاختيار : السمندري ، كما مرّ فيصه ، وكذا في طس(7) .

وفي الوجيزة : ابن عبد العزيز السمندري ممدوح(8) .

991 ـ حمّاد بن شعيب :

أبو شعيب الحمّاني الكوفي ، أسند عنه ،ق (9) .

__________________

(1) رجال الكشّي : 343 / 635.

(2) الخلاصة : 57 / 5.

(3) رجال الشيخ : 174 / 148.

(4) رجال النجاشي : 308 / 842 ، وفيه : السهندي بلد من آذربيجان ؛ نقد الرجال : 116 / 18.

(5) تعليقة الوحيد البهبهاني : 123.

(6) يأتي في ترجمة حمّاد بن عبد العزيز.

أقول : والذي يأتي في ترجمة شريف بن سابق والفضل بن أبي قرّة نقلا عن الخلاصة : 229 / 1 ، 246 / 2 ، وكذا في الكنى نقلا عن مجمع الرجال : 7 / 131 : السمندي ، فلاحظ.

(7) التحرير الطاووسي : 152 / 115.

(8) الوجيزة : 201 / 618 ، وفيها : السمرقندي ، وفي النسخ الخطيّة من الوجيزة : السمندي.

(9) رجال الشيخ : 173 / 130.

١١٢

وفيصه : الحمّاني ـ بالمهملة المكسورة والميم المشدّدة والنون بعد الألف ـ الكوفي ، قال ابن عقدة عن محمّد بن عبد الله ابن أبي حكيمة عن ابن نمير : إنّه صدوق. وهذه الرواية من المرجّحات(1) .

992 ـ حمّاد بن ضمخة الكوفي :

روى عنه وهيب بن حفص ، وكان ثقة ،ق (2) .

وزادصه : بالضاد المعجمة المفتوحة والخاء المعجمة بعد الميم(3) .

ود ضبطه بالمهملتين ، قال : كذا رأيته بخطّ بعض مشايخنا ، وبعض أصحابنا ضبطه بالمعجمتين(4) .

أقول : فيمشكا : ابن ضمخة الثقة ، عنه وهيب بن حفص(5) .

993 ـ حمّاد بن عبد العزيز السمندلي :

الكوفي ،ق (6) . ومرّ : السمندري.

994 ـ حمّاد بن عثمان بن عمرو :

ابن خالد الفزاري ، مولاهم ، كوفي ، كان يسكن عرزم فنسب إليها ؛ وأخوه عبد الله ، ثقتان رويا عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، وروى حمّاد عن أبي الحسن والرضاعليهما‌السلام ؛ ومات حمّاد بالكوفة سنة تسعين ومائة ، ذكرهما أبو العبّاس في كتابه ،صه (7) .

وزادجش : روى عنه جماعة ، منهم : أبو جعفر محمّد بن الوليد بن‌

__________________

(1) الخلاصة : 57 / 7.

(2) رجال الشيخ : 174 / 149.

(3) الخلاصة : 55 / 1.

(4) رجال ابن داود : 84 / 520.

(5) هداية المحدّثين : 49.

(6) رجال الشيخ : 174 / 148.

(7) الخلاصة : 56 / 4.

١١٣

خالد الخزّاز البجلي(1) .

وفيتعق : استظهر جدّي اتّحاده مع الناب(2) ، وفيه تأمّل ظاهر ، نعم لا يبعد اتّحاده مع مولى غني ، فإنّ الظاهر مغايرته مع

الناب كما يأتي(3) ، فتأمّل(4) .

أقول : فيمشكا : ابن عثمان بن عمرو الثقة ، عنه محمّد بن الوليد الخزّاز البجلي.

وهو عن الصادق والكاظم والرضاعليهم‌السلام (5) ، فتأمّل.

995 ـ حمّاد بن عثمان الناب :

ثقة جليل القدر ،ست (6) .

وزادصه : من أصحاب الكاظم والرضاعليهما‌السلام ، والحسين أخوه وجعفر أولاد عثمان بن زياد الرواسي ، فاضلون خيار ثقات ؛ قالكش عن حمدويه عن أشياخه قال : حمّاد ممّن أجمعت العصابة على تصحيح ما يصحّ عنه والإقرار له بالفقه(7) .

وفيق : ابن عثمان ذو الناب مولى غني كوفي(8) .

وفيظم : ابن عثمان ذو الناب مولى الأزد كوفي له كتاب(9) .

__________________

(1) رجال النجاشي : 143 / 371.

(2) روضة المتّقين : 14 / 48.

(3) تعليقة الوحيد البهبهاني : 124.

(4) تعليقة الوحيد البهبهاني : 124.

(5) هداية المحدّثين : 197.

(6) الفهرست : 60 / 240.

(7) الخلاصة : 56 / 3.

(8) رجال الشيخ : 173 / 139.

(9) رجال الشيخ : 346 / 2 ، وفيه : ابن عثمان لقبه الناب.

١١٤

وفيضا : ابن عثمان الناب من أصحاب أبي عبد اللهعليه‌السلام (1) ، انتهى.

وزادست على ما ذكر : له كتاب ؛ أخبرنا به عدّة من أصحابنا ، عن محمّد بن علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن سعد بن عبد الله والحميري ، عن محمّد بن الوليد الخزّاز ، عنه. وعنه ابن أبي عمير ، والحسن بن علي الوشّاء ، والحسن بن علي بن فضّال.

وفيكش : حمدويه قال : سمعت أشياخي يذكرون أنّ حمّادا وجعفرا والحسين بني عثمان بن زياد الرواسي ـ وحمّاد يلقّب بالناب ـ كلّهم ثقات فاضلون خيار.

حمّاد بن عثمان مولى غني مات سنة تسعين ومائة بالكوفة(2) .

وفيتعق : الظاهر من عبارةكش أنّ مولى غني غير الناب ، ولا يبعد كونه الفزاري المتقدّم ، بقرينة الموت في الكوفة وفي السنة المذكورة.

وفي حاشية التحرير بخطّه : في نسخة معتبرة للكشي عليها خطّ السيّد جعل حمّاد الثاني ـ يعني ابن غني ـ بصورة العنوان ، على وجه يقتضي المغايرة بينه وبين الأوّل(3) ، انتهى.

وعبارة السيّد المذكورة في التحرير أظهر من عبارةكش في التعدّد(4) .

أقول : في نسختي من الاختيار حمّاد الثاني مكتوب بالحمرة ، وكذا في طس ، ويؤيّده اتّحاد مولى غني مع الفزاري ، وأنّ(5) غني حيّ من غطفان‌

__________________

(1) رجال الشيخ : 371 / 1.

(2) رجال الكشّي : 372 / 694.

(3) التحرير الطاووسي : 154 / 116 ، 117.

(4) تعليقة الوحيد البهبهاني : 124.

(5) في نسخة « م » : أنّ.

١١٥

وفزارة أبو قبيلة من غطفان ، صرّح بهما في القاموس(1) .

وفيمشكا : ابن عثمان(2) الناب الثقة ، عنه ابن أبي عمير ، والحسن ابن علي الوشّاء ، وابن علي بن فضّال ، والحجّال ، وأحمد بن محمّد بن أبي نصر. وروت جماعة كثيرة غير هؤلاء عنه ـ كفضالة بن أيّوب ، وجعفر بن بشير ، وثعلبة بن ميمون ، وجعفر بن محمّد بن يونس ـ تركتهم لعدم الحاجة إلى ذكرهم.

ويروي هو عن الصادق والكاظم والرضاعليهم‌السلام لأنّه معدود من رواتهم. ويفرّق بينه وبين السابق بالقرينة.

وكرّر في الكافي : إبراهيم بن هاشم عن حمّاد بن عثمان(3) ، وصوابه : ابن أبي عمير عن حمّاد ، كما هو الشائع المعهود.

وفيه في باب النفر من منى : معاوية بن عمّار عن حمّاد عن الحلبي(4) . وفي المنتقى : صوابه : وعن حمّاد(5) (6) .

996 ـ حمّاد بن عيسى :

أبو محمّد الجهني مولى ، وقيل : عربي ، أصله الكوفة ، سكن البصرة ، وقيل : إنّه روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام عشرين حديثا وأبي الحسن والرضاعليهما‌السلام ، ومات في حياة أبي جعفر الثانيعليه‌السلام ، ولم يحفظ عنه رواية عن الرضاعليه‌السلام ولا عن أبي جعفرعليه‌السلام ، وكان ثقة في حديثه صدوقا ، قال : سمعت من أبي عبد الله عليه‌

__________________

(1) القاموس المحيط : 4 / 372 ، 2 / 110.

(2) في النسخ : ابن حمّاد ، وما أثبتناه من المصدر.

(3) الكافي 3 : 144 / 5 ، 4 : 286 / 6 ، 4 : 336 / 5 و 6.

(4) الكافي 4 : 520 / 4 ، وفيه : وعن حمّاد.

(5) منتقى الجمان : 3 / 432.

(6) هداية المحدّثين : 197.

١١٦

السلام سبعين حديثا فلم أزل ادخل الشكّ على نفسي حتّى اقتصرت على هذه العشرين(1) ، وبلغ من صدقه أنّه روى عن جعفر بن محمّدعليه‌السلام ، وروى عن عبد الله بن المغيرة وعبد الله بن سنان وعبد الله بن المغيرة(2) عن أبي عبد اللهعليه‌السلام .

له كتاب الزكاة ، أكثره عن حريز وبشير(3) عن الرجال ؛ عنه به محمّد ابن إسماعيل الزعفراني ،جش (4) .

صه إلى قوله : هذه العشرين ؛ وزاد بعد البصرة : كان متحرّزا في الحديث ؛ وليس فيها : وقيل(5) .

ثمّ فيهما : ومات غريقا بوادي قناة ـ وهو واد يسيل من الشجرة إلى المدينة ، وهو غريق الجحفة ، وله نيف وتسعون سنةرحمه‌الله ـ في سنة تسع ومائتين ، وقيل : سنة ثمان ومائتين.

وزادصه : قالكش : أجمعت العصابة. إلى آخر ما مرّ قبيله.

وفيست : ابن عيسى الجهني غريق الجحفة ، ثقة ، له كتب ، رواها ابن بطّة ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن عبد الرحمن بن أبي نجران وعلي بن حديد ، عنه(6) .

وفيق : ابن عيسى الجهني البصري أصله كوفي ، بقي إلى زمن‌

__________________

(1) في المصدر زيادة : وله حديث مع أبي الحسن موسىعليه‌السلام في دعائه بالحجّ.

(2) قوله ثانيا وعبد الله بن المغيرة ، الظاهر أنّه تكرار ، ولم يرد في المصدر ، وورد في المجمع : 2 / 230 نقلا عنه.

(3) في المصدر : ويسير ، إلاّ أنّ في المجمع كما هنا.

(4) رجال النجاشي : 142 / 370.

(5) الخلاصة : 56 / 2 ، وفيها بعد الجهني : البصري.

(6) الفهرست : 61 / 241.

١١٧

الرضاعليه‌السلام ، ذهب به السيل في طريق مكّة بالجحفة(1) .

وفيظم : له كتب ، ثقة(2) .

وفيكش : حمدويه قال : حدّثني العبيدي عن حمّاد بن عيسى قال : دخلت على أبي الحسن الأوّلعليه‌السلام فقلت له : جعلت فداك ادع الله لي أن يرزقني دارا وزوجة وولدا وخادما والحجّ في كلّ سنة ، فقال : اللهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد وارزقه دارا وزوجة وولدا وخادما والحجّ خمسين سنة. فلمّا اشترط خمسين سنة علمت أنّي لا أحجّ أكثر من خمسين سنة.

قال حمّاد : وحججت ثماني وأربعين سنة ، وهذه داري قد رزقتها ، وهذه زوجتي وراء الستر تسمع كلامي ، وهذا ابني ، وهذا خادمي ، قد رزقت كلّ ذلك.

فحجّ بعد هذا الكلام حجّتين تمام الخمسين ، ثمّ خرج بعد الخمسين حاجّا فزامل أبا العبّاس النوفلي القصير ، فلمّا صار في موضع الإحرام دخل يغتسل ، فجاء الوادي فحمله ، فغرقه الماء ـ رحمنا الله وإيّاه ـ قبل أن يحجّ زيادة على الخمسين.

عاش إلى وقت الرضاعليه‌السلام ، وتوفّي في سنة تسع ومائتين ، وكان من جهينة ، وكان أصله كوفيّا ومسكنه البصرة ، وعاش نيفا وسبعين سنة ، ومات بوادي قناة بالمدينة وهو واد يسيل من الشجرة إلى المدينة(3) .

وفيتعق : في كشف الغمّة : عن أميّة بن علي القيسي قال : دخلت أنا وحمّاد بن عيسى على أبي جعفرعليه‌السلام بالمدينة لنودّعه فقال لنا : لا‌

__________________

(1) رجال الشيخ : 174 / 152.

(2) رجال الشيخ : 346 / 1.

(3) رجال الكشّي : 316 / 572.

١١٨

تتحرّكا(1) اليوم وأقيما إلى غد ، فلمّا خرجنا من عنده قال لي حمّاد : أنا أخرج فقد خرج ثقلي ،قلت : أمّا أنا فمقيم(2) ، فخرج حمّاد ، فجرى الوادي تلك الليلة فغرق فيه ، وقبره بسيالة(3) ، انتهى.

ولا يخفى أنّ مثل هذا غير مضرّ ، لأنّهم لم يفهموا منه الوجوب بل كونه لمصلحة أنفسهم.

ثمّ إنّه يظهر من هذا أنّه غريق المدينة ، كما هو ظاهر أوّل كلامجش وصه وإن كان آخره أنّه غريق الجحفة ، كما هو المشهور والمذكور فيكش (4) .

أقول : لعلّ الظاهر بدلكش جخ كما هو ظاهر.

وفي القاموس : سيالة ـ كسحابة ـ موضع بقرب المدينة على مرحلة(5) .

ويأتي حديث تشكيكه في الحديث في عبّاد بن صهيب(6) .

وفيمشكا : ابن عيسى(7) ، عنه محمّد بن إسماعيل الزعفراني ، والحسين بن سعيد ، وإبراهيم بن هاشم ، وعبد الرحمن بن أبي نجران ، وعلي ابن حديد.

وفي التهذيب في الأذان إبدال عبد الرحمن بعبد الله(8) ، ولا ريب أنّه سهو(9) .

__________________

(1) في نسخة « م » : لا تحرّكا ، وفي كشف الغمّة : لا تخرجا.

(2) في المصدر : فأقيم.

(3) كشف الغمّة : 2 / 365.

(4) تعليقة الوحيد البهبهاني : 124.

(5) القاموس المحيط : 3 / 399.

(6) نقلا عن الكشّي : 316 / 571.

(7) في المصدر زيادة : الثقة.

(8) التهذيب 2 : 63 / 224.

(9) من قوله : وفي التهذيب إلى هنا لم يرد في المصدر.

١١٩

وعنه إسماعيل بن سهل ، ومحمّد بن عيسى ، وعلي بن السندي.

وهو عن حريز ، وربعي بن عبد الله ، وأحمد بن محمّد بن عيسى ، ويونس بن عبد الرحمن(1) ، ومعاوية بن عمّار.

والمحقّق في المعتبر في نجاسة البئر بالملاقاة : عن حمّاد عن معاوية عن الصادقعليه‌السلام ، قيل(2) : إنّ معاوية ذا لا يعرف أثقة أم لا.

ويعرف حمّاد أيضا(3) بروايته عن عبد الله بن المغيرة ، وعبد الله بن سنان ، وعبد الرحمن بن أبي عبد الله.

وقد يجي‌ء سعد بن عبد الله عن حمّاد ذا أو عن جميل ، والإرسال أظهر والمعهود الواسطة(4) .

وعنه أبو علي بن راشد ، وموسى بن القاسم ، وأحمد بن أبي نصر ، ومختار بن أبي زياد(5) ، ومحمّد البرقي ، والعبّاس بن معروف ، وعلي بن مهزيار ، والحسن بن ظريف ، وعلي بن إسماعيل بن عيسى ، والفضل بن شاذان ، ويعقوب بن يزيد.

وفي التهذيب : علي بن حديد وعبد الرحمن بن أبي نجران عن حريز(6) . وهو سهو بل بواسطة حمّاد ذا.

__________________

(1) في المصدر عدّ أحمد بن محمّد بن عيسى ويونس بن عبد الرحمن من الراوين عنه لا العكس.

(2) في المصدر : قال. وفيه وفي المعتبر بدل قوله : إنّ معاوية. إلى آخره : والجواب أنّ الراوي عن معاوية المذكور لا نعرفه ، فلعلّه غير الثقة ، ففي الرواة عدّة بهذا الاسم منهم الثقة ومنهم غيره. المعتبر : 1 / 56.

(3) أيضا ، لم ترد في نسخة « ش ».

(4) في المصدر : لأنّ المعهود بالواسطة.

(5) في المصدر : وأحمد بن محمّد بن أبي نصر ومختار بن زياد.

(6) التهذيب 3 : 331 / 1038.

١٢٠

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668