بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة الجزء ٩

بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة12%

بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة مؤلف:
تصنيف: أمير المؤمنين عليه السلام
الصفحات: 607

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤
  • البداية
  • السابق
  • 607 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 62676 / تحميل: 6501
الحجم الحجم الحجم
بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة

بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة الجزء ٩

مؤلف:
العربية

تتمة الفصل الثامن و العشرون

٤ - الكتاب (٢٧) و من عهد لهعليه‌السلام إلى محمد بن أبى بكر حين قلّده مصر:

فَاخْفِضْ لَهُمْ جَنَاحَكَ وَ أَلِنْ لَهُمْ جَانِبَكَ وَ اُبْسُطْ لَهُمْ وَجْهَكَ وَ آسِ بَيْنَهُمْ فِي اَللَّحْظَةِ وَ اَلنَّظْرَةِ حَتَّى لاَ يَطْمَعَ اَلْعُظَمَاءُ فِي حَيْفِكَ لَهُمْ وَ لاَ يَيْأَسَ اَلضُّعَفَاءُ مِنْ عَدْلِكَ عَلَيْهِمْ فَإِنَّ اَللَّهَ تَعَالَى يُسَائِلُكُمْ مَعْشَرَ عِبَادِهِ عَنِ اَلصَّغِيرَةِ مِنْ أَعْمَالِكُمْ وَ اَلْكَبِيرَةِ وَ اَلظَّاهِرَةِ وَ اَلْمَسْتُورَةِ فَإِنْ يُعَذِّبْ فَأَنْتُمْ أَظْلَمُ وَ إِنْ يَعْفُ فَهُوَ أَكْرَمُ وَ اِعْلَمُوا عِبَادَ اَللَّهِ أَنَّ اَلْمُتَّقِينَ ذَهَبُوا بِعَاجِلِ اَلدُّنْيَا وَ آجِلِ اَلْآخِرَةِ فَشَارَكُوا أَهْلَ اَلدُّنْيَا فِي دُنْيَاهُمْ وَ لَمْ يُشَارِكْهُمْ أَهْلُ اَلدُّنْيَا فِي آخِرَتِهِمْ سَكَنُوا اَلدُّنْيَا بِأَفْضَلِ مَا سُكِنَتْ وَ أَكَلُوهَا بِأَفْضَلِ مَا أُكِلَتْ فَحَظُوا مِنَ اَلدُّنْيَا بِمَا حَظِيَ بِهِ اَلْمُتْرَفُونَ وَ أَخَذُوا مِنْهَا مَا أَخَذَهُ اَلْجَبَابِرَةُ اَلْمُتَكَبِّرُونَ ثُمَّ اِنْقَلَبُوا عَنْهَا بِالزَّادِ اَلْمُبَلِّغِ وَ اَلْمَتْجَرِ اَلرَّابِحِ أَصَابُوا لَذَّةَ

١

زُهْدِ اَلدُّنْيَا فِي دُنْيَاهُمْ وَ تَيَقَّنُوا أَنَّهُمْ جِيرَانُ اَللَّهِ غَداً فِي آخِرَتِهِمْ لاَ تُرَدُّ لَهُمْ دَعْوَةٌ وَ لاَ يَنْقُصُ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنْ لَذَّةٍ فَاحْذَرُوا عِبَادَ اَللَّهِ اَلْمَوْتَ وَ قُرْبَهُ وَ أَعِدُّوا لَهُ عُدَّتَهُ فَإِنَّهُ يَأْتِي بِأَمْرٍ عَظِيمٍ وَ خَطْبٍ جَلِيلٍ بِخَيْرٍ لاَ يَكُونُ مَعَهُ شَرٌّ أَبَداً أَوْ شَرٍّ لاَ يَكُونُ مَعَهُ خَيْرٌ أَبَداً فَمَنْ أَقْرَبُ إِلَى اَلْجَنَّةِ مِنْ عَامِلِهَا وَ مَنْ أَقْرَبُ إِلَى اَلنَّارِ مِنْ عَامِلِهَا وَ أَنْتُمْ طُرَدَاءُ اَلْمَوْتِ إِنْ أَقَمْتُمْ لَهُ أَخَذَكُمْ وَ إِنْ فَرَرْتُمْ مِنْهُ أَدْرَكَكُمْ وَ هُوَ أَلْزَمُ لَكُمْ مِنْ ظِلِّكُمْ اَلْمَوْتُ مَعْقُودٌ بِنَوَاصِيكُمْ وَ اَلدُّنْيَا تُطْوَى مِنْ خَلْفِكُمْ فَاحْذَرُوا نَاراً قَعْرُهَا بَعِيدٌ وَ حَرُّهَا شَدِيدٌ وَ عَذَابُهَا جَدِيدٌ دَارٌ لَيْسَ فِيهَا رَحْمَةٌ وَ لاَ تُسْمَعُ فِيهَا دَعْوَةٌ وَ لاَ تُفَرَّجُ فِيهَا كُرْبَةٌ وَ إِنِ اِسْتَطَعْتُمْ أَنْ يَشْتَدَّ خَوْفُكُمْ مِنَ اَللَّهِ وَ أَنْ يَحْسُنَ ظَنُّكُمْ بِهِ فَاجْمَعُوا بَيْنَهُمَا فَإِنَّ اَلْعَبْدَ إِنَّمَا يَكُونُ حُسْنُ ظَنِّهِ بِرَبِّهِ عَلَى قَدْرِ خَوْفِهِ مِنْهُ وَ إِنَّ أَحْسَنَ اَلنَّاسِ ظَنّاً بِاللَّهِ أَشَدُّهُمْ خَوْفاً لِلَّهِ وَ اِعْلَمْ يَا؟ مُحَمَّدَ بْنَ أَبِي بَكْرٍ؟ أَنِّي قَدْ وَلَّيْتُكَ أَعْظَمَ أَجْنَادِي فِي نَفْسِي أَهْلَ؟ مِصْرَ؟ فَأَنْتَ مَحْقُوقٌ أَنْ تُخَالِفَ عَلَى نَفْسِكَ وَ أَنْ تُنَافِحَ عَنْ دِينِكَ وَ لَوْ لَمْ يَكُنْ لَكَ إِلاَّ سَاعَةٌ مِنَ اَلدَّهْرِ وَ لاَ تُسْخِطِ اَللَّهَ بِرِضَا أَحَدٍ مِنْ خَلْقِهِ فَإِنَّ فِي اَللَّهِ خَلَفاً مِنْ غَيْرِهِ وَ لَيْسَ مِنَ اَللَّهِ خَلَفٌ فِي غَيْرِهِ أقول: رواه الشيخان في (أماليهما)، و رواه الثقفي في (غاراته)، و رواه ابن أبي شعبة الحلبي في (تحفه) و رواه الطبري في (تاريخه).

أمّا الشيخان فرويا بإسنادهما إلى كتاب إبراهيم الثقفي عن عبد اللّه بن محمد ابن عثمان عن علي بن محمد بن أبي سعيد عن فضيل بن الجعد عن أبي إسحاق الهمداني قال: ولّى عليّعليه‌السلام محمد بن أبي بكر مصر و أعمالها و كتب له كتابا و أمره أن يقرأه على أهل مصر و ليعمل بما أوصاه به، فكان الكتاب:

٢

بسم اللّه الرحمن الرحيم، من عبد اللّه عليّ أمير المؤمنين إلى أهل مصر و محمد بن أبي بكر، سلام عليكم فإنّي أحمد إليكم اللّه الذي لا إله إلاّ هو.

أمّا بعد: فإنّي أوصيكم بتقوى اللّه فيما أنتم عنه مسؤلون و إليه تصيرون، فإنّ اللّه تعالى يقول: كل نفس بما كسبت رهينة( ١ ) و يقول:

و يحذركم اللّه نفسه و إلى اللّه المصير( ٢ ) و يقول: فو ربّك لنسألنّهم أجمعين. عمّا كانوا يعملون( ٣) .

و اعلموا عباد اللّه أنّ اللّه عزّ و جل سائلكم عن الصغير من عملكم و الكبير فإن يعذّب فنحن أظلم و إن يعف فهو أرحم الراحمين، يا عباد اللّه إنّ أقرب ما يكون العبد من المغفرة و الرحمة حين يعمل للّه بطاعته و ينصحه في التوبة، عليكم بتقوى اللّه فإنّها تجمع الخير و لا خير غيرها و يدرك بها من الخير ما لا يدرك بغيرها من خير الدنيا و خير الآخرة، قال اللّه عز و جل: و قيل للذين اتّقوا ما ذا أنزل ربكم قالوا خيرا للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة و لدار الآخرة خير و لنعم دار المتقين( ٤) .

اعلموا يا عباد اللّه أنّ المؤمن من يعمل لثلاث: إمّا لخير فإنّ اللّه يثيبه بعمله في دنياه. قال سبحانه لابراهيم: و آتيناه أجره في الدنيا و إنّه في الآخرة لمن الصالحين( ٥ ) فمن عمل للّه تعالى أعطاه أجره في الدنيا و الآخرة و كفاه المهم فيهما و قد قال تعالى يا عبادي الذين آمنوا اتقوا ربكم للّذين أحسنوا في هذه الدّنيا حسنة و أرض اللّه واسعة إنّما يوفّى الصابرون أجرهم

____________________

(١) المدثر: ٣٨.

(٢) آل عمران: ٢٨.

(٣) الحجر: ٩٢ ٩٣.

(٤) النحل: ٣٠.

(٥) العنكبوت: ٢٧.

٣

بغير حساب( ١ ) ، و ما أعطاهم لم يحاسبهم به في الآخرة قال تعالى: للّذين أحسنوا الحسنى و زيادة( ٢ ) و الحسنى هي الجنّة و الزيادة في الدنيا، و إن اللّه تعالى يكفّر بكلّ حسنة سيّئة، قال عز و جل إنّ الحسنات يذهبن السيّئات ذلك ذكرى للذاكرين( ٣ ) حتى إذا كان يوم القيامة حسبت لهم حسناتهم ثم أعطاهم بكلّ واحدة عشر أمثالها إلى سبعمئة ضعف، قال عز و جل: جزاء من ربك عطاء حسابا( ٤ ) و قال: أولئك لهم جزاء الضعف بما عملوا و هم في الغرفات آمنون( ٥ ) فارغبوا في هذا رحمكم اللّه و اعملوا له و حاضّوا عليه.

و اعلموا يا عباد اللّه أنّ المتّقين حازوا عاجل الخير و آجله، شاركوا أهل الدنيا في دنياهم و لم يشاركهم أهل الدنيا في آخرتهم، أباحهم اللّه ما كفاهم و أغناهم، قال عز اسمه: قل من حرّم زينة اللّه الّتي أخرج لعباده و الطيبات من الرزق قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة كذلك نفصّل الآيات لقوم يعلمون( ٦ ) ، سكنوا الدّنيا بأفضل ما سكنت و أكلوها بأفضل ما أكلت، شاركوا أهل الدنيا في دنياهم فأكلوا معهم من طيبات ما يأكلون و شربوا من طيبات ما يشربون، و لبسوا من أفضل ما يلبسون و سكنوا من أفضل ما يسكنون و تزوّجوا من أفضل ما يتزوّجون و ركبوا من أفضل ما يركبون، أصابوا لذّة الدنيا مع أهل الدنيا و هم غدا جيران اللّه، يتمنّون عليه فيعطيهم ما تمنّوه و لا يردّ لهم دعوة و لا ينقص لهم نصيبا من اللذة، فإلى هذا

____________________

(١) الزمر: ١٠.

(٢) يونس: ٢٦.

(٣) هود: ١١٤.

(٤) النبأ: ٣٦.

(٥) سبأ: ٣٧.

(٦) الأعراف: ٣٢.

٤

يا عباد اللّه يشتاق من كان له عقل و يعمل له بتقوى اللّه، و لا حول و لا قوة إلاّ باللّه.

يا عباد اللّه إن اتّقيتم اللّه و حفظتم نبيّكم في أهل بيته فقد عبدتموه بأفضل ما عبد، و ذكرتموه بأفضل ما ذكر و شكرتموه بأفضل ما شكر، و أخذتم بأفضل الصّبر و الشّكر، و اجتهدتم بأفضل الاجتهاد، و ان كان غيركم أطول منكم صلاة و أكثر منكم صياما فأنتم أتقى للّه عزّ و جلّ منهم و أنصح لأولي الأمر.

احذروا عباد اللّه الموت و سكرته، فإنّه يفجأكم بأمر عظيم بخير لا يكون معه شرّ أبدا أو بشرّ لا يكون معه خير أبدا، فمن أقرب إلى الجنّة من عاملها و من أقرب إلى النّار من عاملها، إنّه ليس أحد من الناس تفارق روحه جسده حتى يعلم إلى أيّ المنزلتين يصير إلى الجنّة أم النّار و عدوّ للّه أم وليّ، فان كان وليا فتحت له أبواب الجنة و شرع له طرقها و نظر إلى ما أعد اللّه له فيها، ففرغ من كلّ شغل و وضع عنه كلّ ثقل، و إن كان عدوا للّه فتحت له أبواب النّار و شرع له طرقها و نظر إلى ما أعدّ اللّه فيها فاستقبل كلّ مكروه و ترك كلّ سرور، كلّ هذا يكون عند الموت و عنده يكون اليقين، قال اللّه تعالى: الّذين تتوفّاهم الملائكة ظالمي أنفسهم فألقوا السّلم ما كنّا نعمل من سوء بلى إنّ اللّه عليم بما كنتم تعملون. فادخلوا أبواب جهنّم خالدين فيها فبئس مثوى المتكبرّين( ١) .

عباد اللّه إنّ الموت ليس منه فوت فاحذروه قبل وقوعه و أعدّوا له عدّته، فإنّكم طرد الموت، إنّ أقمتم له أخذكم و إن فررتم منه أدرككم، و هو ألزم لكم من ظلّكم، الموت معقود بنواصيكم و الدنيا تطوى خلفكم عند ما تنازعكم إليه

____________________

(١) النمل: ٢٨ ٢٩.

٥

أنفسكم من الشهوات، فكفى بالموت واعظا، و كان رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كثيرا ما يوصي أصحابه بذكر الموت فيقول: «أكثروا ذكر الموت فإنّه هادم اللذّات حائل بينكم و بين الشهوات».

يا عباد اللّه ما بعد الموت لمن لا يغفر له أشدّ من الموت، القبر، فاحذروا ضيقه و ضنكه و ظلمته و غربته، إنّ القبر يقول كلّ يوم: أنا بيت الغربة، أنا بيت التراب، أنا بيت الوحشة، أنا بيت الدود و الهوام، و القبر روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النيران، إنّ العبد المؤمن إذا دفن قالت الأرض مرحبا و أهلا قد كنت ممّن أحبّ أن يمشي على ظهري، فإذ وليتك فستعلم كيف صنيعي بك فتتّسع له مدّ البصر، و إن الكافر إذا دفن قالت له الأرض: لا مرحبا بك و لا أهلا، لقد كنت من أبغض من يمشي على ظهري، فإذ وليتك فستعلم كيف صنيعي بك، فتضمّه حتى تلقي أضلاعه، و إن المعيشة الضنك التي حذّر اللّه منها عدوّه، عذاب القبر، إنّه يسلّط على الكافر في قبره تسعة و تسعين تنينا فينهشن لحمه و يكسرن عظمه يتردّدن عليه كذلك إلى يوم يبعث، لو أن تنينا منها تنفخ في الأرض لم تنبت زرعا.

يا عباد اللّه إن أنفسكم الضعيفة و أجسادكم الناعمة الرقيقة التي يكفيها اليسير تضعف عن هذا، فإن استطعتم أن تنزعوا أجسادكم و أنفسكم ممّا لا طاقة لكم به و لا صبر لكم عليه فاعملوا بما أحبّ اللّه و أتركوا ما كره اللّه.

يا عباد اللّه إنّ بعد البعث ما هو أشدّ من القبر، يوم يشيب فيه الصغير و يسكر فيه الكبير و يسقط فيه الجنين و تذهل كلّ مرضعة عمّا أرضعت، يوم عبوس قمطرير، يوم كان شرّه مستطيرا، إنّ فزع ذلك اليوم ليرهب الملائكة الذين لا ذنب لهم، و ترعد منه السبع الشداد و الجبال الأوتاد و الأرض المهاد، و تنشقّ السماء فهي يومئذ واهية و تتغير فكأنها كالدهان، و تكون الجبال

٦

كثيبا مهيلا بعد ما كانت صمّا صلابا، و ينفخ في الصور فيفزع من في السماوات و الأرض إلاّ ما شاء اللّه، فكيف من عصى بالسمع و البصر و اللسان و اليد و الرجل و الفرج و البطن، إن لم يغفر اللّه له و يرحمه من ذلك اليوم لأنّه يصير إلى غيره، إلى نار قعرها بعيد و حرّها شديد و شرابها صديد و عذابها جديد و مقامعها حديد لا يفتر عذابها و لا يموت ساكنها، دار ليس فيها رحمة و لا تسمع لأهلها دعوة.

و اعلموا يا عباد اللّه ان مع هذا رحمة اللّه التي لا تقصر عن العباد، جنة عرضها كعرض السماء و الأرض اعدت للمتقين، لا يكون معها شرّ أبدا، لذّاتها لا تملّ و مجتمعها لا يتفرق، سكّانها قد جاوروا الرحمن و قام بين أيديهم الغلمان بصحاف من ذهب فيها الفاكهة و الريحان.

ثم اعلم يا محمد بن أبي بكر أنّي قد ولّيتك أعظم أجنادي في نفسي، أهل مصر، فإذ ولّيتك ما وليتك من أمر الناس فأنت حقيق أن تخاف منه على نفسك و ان تحذر منه على دينك، فإن استطعت ألاّ تسخط ربّك برضا أحد من خلقه فافعل، فإنّ في اللّه عز و جل خلفا من غيره و ليس في شي‏ء سواه خلف منه، إشتدّ على الظالم و خذ عليه، و لن لأهل الخير و قرّبهم و اجعلهم بطانتك و أقرانك إلى أن قال:

يا محمّد بن أبي بكر إعلم أن أفضل العفّة الورع في دين اللّه و العمل بطاعته، و إنّي أوصيك بتقوى اللّه في أمر سرّك و علانيتك و على أيّ حال كنت عليه، و الدّنيا دار بلاء و دار فناء و الآخرة دار الجزاء و دار البقاء، و اعمل لما بقي و اعدل عمّا يفنى و لا تنس نصيبك من الدنيا.

أوصيك بسبع هن جوامع الاسلام: تخشى اللّه عز و جل في النّاس و لا تخش الناس في اللّه، و خير القول ما صدّقه العمل، و لا تقض في أمر واحد

٧

بقضاءين مختلفين فيختلف أمرك و تزيغ عن الحق، و أحبّ لعامّة رعيّتك ما تحبّ لنفسك و أهل بيتك و اكره لهم ما تكره لنفسك و أهل بيتك فإنّ ذلك أوجب للحجّة و أصلح للرعية، و خض الغمرات إلى الحقّ و لا تخف في اللّه لومة لائم، و انصح المرء إذا استشارك و اجعل نفسك اسوة لقريب المسلمين و بعيدهم.

جعل اللّه مودّتنا في الدين، و حلاّنا و إيّاكم حلية المتقين، و أبقى لكم طاعتكم حتى يجعلنا و إيّاكم بها اخوانا على سرر متقابلين.

أحسنوا أهل مصر مؤازرة محمّد أميركم و اثبتوا على طاعته تردوا حوض نبيكم، أعاننا اللّه على ما يرضيه و السلام و رحمة اللّه و بركاته( ١ ) ( ٢) .

و أمّا ما رواه الثقفي، فروى عن يحيى بن صالح عن مالك بن خالد الأسدي عن الحسن بن إبراهيم عن عبد اللّه بن الحسن قال: كتب عليّعليه‌السلام إلى أهل مصر لما بعث محمد بن أبي بكر إليهم يخاطبهم فيه و يخاطب محمدا أيضا فيه:

أمّا بعد، فإنّي أوصيكم بتقوى اللّه في سرائركم و علانيتكم و على أيّ حال كنتم عليها، و ليعلم المرء منكم أنّ الدنيا دار بلاء و فناء و الآخرة دار جزاء و بقاء فمن استطاع أن يؤثر ما بقي على ما يفنى فليفعل فإنّ الآخرة تبقى و الدنيا تفنى، رزقنا اللّه و إياكم بصرا لما بصرنا و فهما لما فهمنا حتى لا نقصر عمّا أمرنا و لا نتعدى إلى ما نهانا.

و اعلم يا محمد أنّك إلى نصيبك من الآخرة أحوج، فان عرض لك أمران أحدهما للآخرة و الآخر للدنيا فابدأ بأمر الآخرة، و لتعظم رغبتك في الخير و لتحسن فيه نيّتك، فإنّ اللّه عز و جل يعطي العبد على قدر نيته، و إذا أحبّ الخير

____________________

(١) أمالي المفيد: ٢٦٠ ح ٣ المجلس ٣١.

(٢) أمالي الطوسي ١: ٢٤ الجزء ١.

٨

و أهله و لم يعمله كان إن شاء اللّه كمن عمله، فإنّ رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال حين رجع من تبوك «إنّ بالمدينة لأقواما ما سرتم من مسير و لا هبطتم من دار إلاّ كانوا معكم ما حبسهم إلاّ المرض» يقول كانت لهم نية ثم اعلم يا محمد أنّي ولّيتك أعظم أجنادي، أهل مصر، و ولّيتك ما ولّيتك من أمر الناس فأنت محقوق أن تخاف على نفسك و تحذر فيه على دينك و لو كان ساعة من نهار فإن استطعت أن لا تسخط ربّك لرضى أحد من خلقه فافعل، فإنّ في اللّه خلفا من غيره و ليس في شي‏ء خلف منه، فاشتدّ على الظالم و لن لأهل الخير و قرّبهم إليك و اجعلهم بطانتك و اخوانك( ١) .

و عن يحيى بن صالح أيضا بالإسناد قال: كتب عليّعليه‌السلام إلى محمد و أهل مصر: أمّا بعد فإنّي أوصيكم بتقوى اللّه و العمل بما أنتم عنه مسؤولون و أنتم به رهن و إليه صائرون، فإنّ اللّه عز و جل يقول: كلّ نفس بما كسبت رهينة( ٢ ) و قال: و يحذّركم اللّه نفسه و إلى اللّه المصير( ٣ ) و قال فو ربّك لنسألنّهم أجمعين. عمّا كانوا يعملون( ٤) .

فاعلموا عباد اللّه أنّ اللّه سائلكم عن الصغير من أعمالكم و الكبير، فإن يعذّب فنحن الظالمون و إن يغفر و يرحم فهو أرحم الراحمين.

و اعلموا أنّ أقرب ما يكون العبد إلى الرّحمة و المغفرة حين ما يعمل بطاعة اللّه و مناصحته في التوبة، فعليكم بتقوى اللّه تعالى فإنّها تجمع من الخير ما لا يجمع غيرها و يدرك بها من الخير ما لا يدرك بغيرها، خير الدنيا و خير الآخرة، يقول سبحانه: و قيل للّذين اتّقوا ما ذا أنزل ربكم قالوا خيرا

____________________

(١) الغارات ١: ٢٢٨ ٢٣٠.

(٢) المدثر: ٣٨.

(٣) آل عمران: ٢٨.

(٤) الحجر: ٩٢ ٩٣.

٩

للّذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة و لدار الآخرة خير و لنعم دار المتّقين( ١) .

و اعلموا عباد اللّه أن المؤمنين المتقين قد ذهبوا بعاجل الخير و آجله، شاركوا أهل الدنيا في دنياهم و لم يشاركهم أهل الدنيا في آخرتهم، يقول اللّه عز و جل قل من حرم زينة اللّه التي أخرج لعباده و الطيبات من الرزق قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة( ٢ ) ، سكنوا الدنيا بأفضل ما سكنت و أكلوها بأفضل ما أكلت، شاركوا أهل الدنيا في دنياهم فأكلوا من أفضل ما يأكلون و شربوا من أفضل ما يشربون و لبسوا من أفضل ما يلبسون، أصابوا لذّة أهل الدّنيا مع أهل الدنيا مع أنّهم غدا جيران اللّه يتمنّون عليه لا يردّ لهم دعوة و لا ينقص لهم لذّة أما في هذا ما يشتاق إليه من كان له عقل؟

و اعلموا عباد اللّه أنّكم إن اتّقيتم ربّكم و حفظتم نبيّكم في أهل بيته، فقد عبدتموه بأفضل ما عبد و ذكرتموه بأفضل ما ذكر و شكرتموه بأفضل ما شكر و أخذتم بأفضل الصبر و جاهدتم بأفضل الجهاد، و إن كان غيركم أطول صلاة منكم و أكثر صياما إذ كنتم اتقى للّه و أنصح لأولياء اللّه من آل محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم و أخشع.

و احذروا عباد اللّه الموت و نزوله و خذوا له فإنّه يدخل بأمر عظيم، خير لا يكون معه شرّ أبدا و شرّ لا يكون معه خير أبدا، ليس أحد من الناس يفارق روحه جسده حتّى يعلم إلى أيّ المنزلين يصير، إلى الجنة أم إلى النار، أعدوّ هو للّه أم وليّ، فإن كان وليّا فتحت له أبواب الجنّة و شرع له طريقها و نظر إلى ما أعدّ اللّه عزّ و جلّ لأوليائه فيها، فرغ من كلّ شغل و وضع من كل ثقل، و إن

____________________

(١) النحل: ٣٠.

(٢) الأعراف: ٣٢.

١٠

كان عدوّا فتحت له أبواب النّار و سهّل له طريقها و نظر إلى ما أعدّ اللّه لأهلها و استقبل كلّ مكروه و فارق كلّ سرور، قال تعالى: خالدين فيها فبئس مثوى المتكبرين( ١) .

و اعلموا عباد اللّه أنّ الموت ليس منه فوت فاحذروه و أعدّوا له عدّته، فانكم طرداء الموت، إن أقمتم أخذكم و إن هربتم أدرككم و هو ألزم لكم من ظلّكم معقود بنواصيكم و الدنيا تطوى من خلفكم. إلى آخر ما مر عن الاماليّين مع أدنى اختلاف، ففيه بدل قوله «من ذلك اليوم... «و اعلموا عباد اللّه أنّ ما بعد ذلك اليوم أشدّ و أدهى»( ٢) .

و أما الحلبي فقال في (تحفه): «و منه إلى محمد بن أبي بكر و أهل مصر:

أمّا بعد فقد وصل كتابك و فهمت ما سألت عنه و أعجبني اهتمامك بما لا بدّ لك منه و ما لا يصلح المسلمين غيره، و ظننت أنّ الذي أخرج ذلك منك نيّة صالحة و رأي غير مدخول، أمّا بعد فعليك بتقوى اللّه في مقامك و مقعدك و سرّك و علانيتك، و إذا أنت قضيت بين الناس فاخفض لهم جناحك و ليّن لهم جانبك، و ابسط لهم وجهك و آس بينهم في اللحظ و النظر، حتى لا يطمع العظماء في حيفك لهم و لا ييأس الضعفاء من عدلك عليهم، و أن تسأل المدعي البيّنة و على المدّعى عليه اليمين، و من صالح أخاه على صلح فأجز صلحه إلاّ أن يكون صلحا يحرّم حلالا أو يحلّل حراما، و آثر الفقهاء و أهل الصدق و الوفاء و الحياء و الورع على أهل الفجور و الكذب و الغدر، و ليكن الصالحون الأبرار إخوانك و الفاجرون الغادرون أعداؤك، و ان أحبّ اخواني الي أكثرهم للّه ذكرا و أشدّهم منه خوفا، و أرجو أن تكون منهم إن شاء اللّه. و إنّي أوصيكم بتقوى اللّه فيما

____________________

(١) الزمر: ٧٢.

(٢) الغارات ١: ٢٣١ ٢٤٤.

١١

أنتم عنه مسؤولون و عمّا أنتم إليه صائرون، فإنّ اللّه تعالى قال في كتابه:

كلّ نفس بما كسبت رهينة( ١ ) و قال و يحذّركم اللّه نفسه( ٢ ) . مثل ما مر مع أدنى اختلاف و الأصل في الجميع واحد.

و أمّا الطبري فروى عن أبي مخنف عن الحارث بن كعب الوالبي عن أبيه قال: كنت مع محمد بن أبي بكر حين قدم مصر فقرأ عليهم عهده «هذا ما عهد عليه عبد اللّه عليّ أمير المؤمنين إلى محمّد بن أبي بكر حين ولاّه مصر، أمره بتقوى اللّه في السرّ و العلانية و خوف اللّه عز و جل في المغيب و المشهد، و باللين على المسلمين و بالغلظة على الفاجرين، و بالعدل على أهل الذمة و بانصاف المظلوم و بالشدة على الظالم، و بالعفو عن الناس و بالاحسان ما استطاع، و اللّه يجزي المحسنين و يعذّب المجرمين، و أمره أن يدعو من قبله أهل الطاعة و الجماعة، فإنّ لهم في ذلك من العاقبة و عظيم المثوبة ما لا يقدرون قدره و لا يعرفون كنهه، و أمره أن يجبي خراج الأرض على ما كانت تجبى عليه من قبل لا ينقص منه و لا يبتدع فيه، ثم يقسمه بين أهله على ما كانوا يقسمون عليه من قبل، و أن يليّن لهم جناحه و أن يواسي بينهم في مجلسه وجهه، و ليكن القريب و البعيد في الحق سواء، و أمره أن يحكم بين الناس بالحق و أن يقوم بالقسط و لا يتّبع الهوى و لا يخاف في اللّه عزّ و جلّ لومة لائم، فإنّ اللّه جلّ ثناؤه مع من اتّقى و آثر طاعته و أمره على ما سواه( ٣) .

و رواه الثقفي في (غاراته) كما مرّ في سابقه، و مرّ خبر انّ أن محمدا لما قتل أخذ كتبه أجمع فبعث بها إلى معاوية و فيها كتاب كتبهعليه‌السلام له فيه أدب

____________________

(١) المدثر: ٣٨.

(٢) تحف العقول: ١٧٦ ١٨٠. و الآية ٢٨ من آل عمران.

(٣) تاريخ الطبري ٤: ٥٥٦.

١٢

و سنّة و أن معاوية كان ينظر فيه و يتعجّب منه و قال لجلسائه: نقول للناس: إنّه كان من كتب أبي بكر، و أنهعليه‌السلام تأسف على وصول ذلك الكتاب إلى معاوية.

و الظاهر عدم نقل ذلك الكتاب لنا لأن المفهوم من الخبر الثاني أنّه كان مشحونا من سنن لا يعرفها الناس، و الكتاب الواصل ليس فيه إلاّ مختصر من الوضوء و الصلاة.

قول المصنف (و من عهد لهعليه‌السلام إلى محمد بن أبي بكر) زادهم (ابن ميثم)( ١ ) و (الخطية) «رحمه اللّه» و (ابن أبي الحديد)( ٢ ) «رضي‌الله‌عنه ».

(حين قلّده مصر) جميع ما نقله المصنف لم يكن حين التقليد بل حينه و بعده كما عرفت من روايات غارات الثقفي، قلّده بعد قيس بن سعد بن عبادة.

قولهعليه‌السلام «و اخفض لهم جناحك» خفض الجناح كناية عن التواضع و يعبّر عنه بالفارسية «بشكسته بالي» و الأصل فيه قوله تعالى لنبيه: و اخفض جناحك لمن اتّبعك من المؤمنين( ٣) .

في (تاريخ بغداد): كان موسى بن إسحاق القاضي لا يرى متبسّما قطّ، فقالت له امرأة: أيّها القاضي لا يحلّ لك أن تحكم بين الناس، فإنّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: «لا يحل للقاضي أن يحكم بين اثنين و هو غضبان» فتبسّم( ٤) .

«و ألن لهم جانبك» قال تعالى لنبيه: فبما رحمة من اللّه لنت لهم و لو كنت فظا غليظ القلب لانفضّوا من حولك( ٥) .

«و ابسط لهم وجهك» قال لقمان لابنه: و لا تصعّر خدك للناس و لا تمش

____________________

(١) شرح ابن ميثم ٤: ٤١٩.

(٢) شرح ابن أبي الحديد ١٥: ١٦٣.

(٣) الشعراء: ٢١٥.

(٤) تاريخ بغداد ١٣: ٥٣.

(٥) آل عمران: ١٥٩.

١٣

في الأرض مرحا انّك لن تخرق الأرض و لن تبلغ الجبال طولا. كلّ ذلك كان سيّئه عند ربّك مكروها( ١) .

«و آس» أي: ساو، و في النهاية أي: إجعل كلّ واحد منهم اسوة خصمه.

«بينهم في اللحظة» أي: النظر بمؤخّر العين.

«و النظرة» أي: تأمّل الشي‏ء بالعين.

في الخبر كان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقسم لحظاته بين جلسائه( ٢ ) ، و قال خالد بن صفوان لوال دخل عليه: قدمت فأعطيت كلاّ بقسطه من نظرك و مجلسك و صلاتك و عدلك حتى كأنّك من كلّ أحد أو كأنّك لست من أحد.

«حتى لا يطمع العظماء في حيفك» أي: جورك.

«لهم و لا ييأس الضعفاء من عدلك عليهم» و قالعليه‌السلام لشريح: ثمّ و اس بين المسلمين بوجهك و منطقك و مجلسك حتّى لا يطمع قريبك في حيفك و لا ييأس عدوّك من عدلك( ٣) .

روت العامّة عن زيد بن أسلم عن أبيه قال: خلا عمر لبعض شأنه و قال:

أمسك عليّ الباب، فطلع الزبير، فكرهته حين رأيته، فأراد أن يدخل، فقلت: هو على حاجة، فلم يلتفت إليّ و أهوى ليدخل، فوضعت يدي في صدره، فضرب أنفي فأدماه، ثم رجع، فدخلت على عمر فقال: ما بك؟ قلت: الزبير، فأرسل إليه، ثمّ دخل الزبير، فجئت لأنظر ما يقول له، فقال له: ما حملك على ما صنعت أدميتني للناس. فقال الزبير يحكيه و يمطّط في كلامه «أدميتني»، أتحجب عنّا يا ابن الخطاب، فو اللّه ما احتجب عنّي النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم و لا أبو بكر. فقال عمر

____________________

(١) الاسراء: ٣٧ ٣٨.

(٢) معاني الاخبار: ٨٢.

(٣) الكافي ٢: ٤١٣ ح ١: الفقيه ٣: ٨ ح ١٠: التهذيب ٦: ٢٢٦ ح ١.

١٤

كالمعتذر: إنّي كنت في بعض شأني، فلما سمعته يعتذر إليه يئست من أن يأخذ لي بحقّي منه، و خرج الزبير، فقال عمر: إنّه الزّبير و آثاره ما تعلم( ١) .

«فان اللّه تعالى يسائلكم معشر عباده عن الصغيرة من أعمالكم و الكبيرة» و كل صغير و كبير مستطر( ٢ ) ، و يقولون يا ويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة و لا كبيرة إلاّ أحصاها و وجدوا ما عملوا حاضرا( ٣ ) ، يومئذ يصدر الناس أشتاتا ليروا أعمالهم. فمن يعمل مثقال ذرّة خيرا يره. و من يعمل مثقال ذرّة شرّا يره( ٤) .

«و الظاهرة و المستورة» قال لقمان لابنه: يا بني إنّها إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في السماوات أو في الأرض يأت بها اللّه إنّ اللّه لطيف خبير( ٥ ) ، يعلم خائنة الأعين و ما تخفي الصدور( ٦ ) و لا تكتموا الشهادة و من يكتمها فإنّه آثم قلبه( ٧ ) ، إن السمع و البصر و الفؤاد كلّ أولئك كان عنه مسؤولا( ٨) .

و عن أبي جعفرعليه‌السلام : كان في بني إسرائيل قاض كان يقضي بالحق فيهم، فلما حضره الموت قال لامرأته: إذا أنا متّ فاغسليني و كفّنيني و ضعيني على سريري و غطّي وجهي، فإنّك لا ترين سوء، فلمّا مات فعلت ذلك، ثم مكثت بذلك حينا، ثم إنّها كشفت عن وجهه لتنظر إليه، فإذا هي بدودة

____________________

(١) رواه ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة ١٢١: ٤٥ ٤٦، بتصرّف.

(٢) القمر: ٥٣.

(٣) الكهف: ٤٩.

(٤) الزلزلة: ٦.

(٥) لقمان: ١٦.

(٦) غافر: ١٩.

(٧) البقرة: ٢٨٣.

(٨) الاسراء: ٣٦.

١٥

تقرض منخره، ففزعت من ذلك، فلمّا كان الليل أتاها في منامها فقال لها:

أفزعك ما رأيت؟ قالت: أجل لقد فزعت. فقال لها: أما لئن كنت فزعت ما كان الذي رأيت إلاّ في أخيك فلان، أتاني و معه خصم له، فلمّا جلسا إليّ قلت: اللّهم اجعل الحق له و وجّه القضاء على صاحبه، فلمّا اختصما كان الحق له و رأيت ذلك بيّنا في القضاء، فوجّهت القضاء له على صاحبه، فأصابني ما رأيت لموضع هواي مع موافقة الحقّ( ١) .

«فإن يعذّب» قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لا ينقضي كلام شاهد الزور بين يدي الحاكم حتى يتبوأ مقعده من النار( ٢) .

«فأنتم أظلم» قال ابن أبي الحديد: أفعل ها هنا بمعنى فاعل( ٣) .

قلت: يمكن أن يكون من باب و جزاء سيّئة سيّئة مثلها( ٤ ) و يمكن أن يكون المراد: إنكم أظلم من كلّ عبد عصى سيّده.

«و إن يعف فهو أكرم» من كلّ سلطان يعفو عن رعيته: و ما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم و يعفو عن كثير( ٥) .

«و اعلموا عباد اللّه أنّ المتّقين ذهبوا بعاجل الدنيا و آجل الآخرة فشاركوا أهل الدنيا في دنياهم و لم يشاركهم أهل الدنيا في آخرتهم» قد عرفت في أسانيده أنهعليه‌السلام إستشهد لكلامه بقوله تعالى: قل من حرّم زينة اللّه الّتي أخرج لعباده و الطيّبات من الرزق قل هي للّذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيمة

____________________

(١) الكافي ٧: ٤١٠ ح ٢، التهذيب ٦: ٢٢٢ ح ٢١، أمالي الطوسي ١: ١٢٦ ١٢٧ الجزء ٥.

(٢) الكافي ٧: ٣٨٣ ح ٣.

(٣) شرح ابن أبي الحديد ١٥: ١٦٥.

(٤) الشورى: ٤٠.

(٥) الشورى: ٣٠.

١٦

كذلك نفصّل الآيات لقوم يعلمون( ١) .

«سكنوا من الدّنيا بأفضل ما سكنت و أكلوها بأفضل ما اكلت فحظوا» يقال:

حظي فلان عند السلطان، و حظيت المرأة عند الزوج.

«من الدّنيا بما حظي به المترفون» قال ابن دريد: رجل مترف: منعّم( ٢) .

«و أخذوا منها ما أخذه الجبابرة المتكبّرون» قد عرفت من روايات الثقفي انّه بدّل قوله «فحظوا إلى المتكبرون» بقوله «فأكلوا معهم من طيّبات ما يأكلون، و شربوا من طيبات ما يشربون، و لبسوا من أفضل ما يلبسون، و سكنوا من أفضل ما يسكنون، و تزوّجوا من أفضل ما يتزوّجون، و ركبوا من أفضل ما يركبون»( ٣ ) ، و ما هنا إجمال و ثمة تفصيل، فاللّذائذ الدنيوية منحصرة في هذه الستة من المآكل و المشارب و الملابس و المساكن و المناكح و المراكب.

«ثم انقلبوا عنها بالزاد المبلّغ» أي: زاد التقوى الذي وصفه تعالى بكونه خير زاد.

«و المتجر الرابح» و هو الايمان و عمل الصالحات.

«أصابوا لذّة زهد الدنيا في دنياهم» لأن الزهد فيها ليس بترك نعيمها بل بعدم العلقة بها كما قال تعالى لكيلا تأسوا على ما فاتكم و لا تفرحوا بما آتاكم( ٤ ) ، و أما الحريص فدائما متألم بفوت ما فات من دنياه و عدم حصول زيادة له.

____________________

(١) الاعراف: ٣٢.

(٢) جمهرة اللغة ١: ٣٩٣.

(٣) الغارات باختلاف يسير ١: ٢٣٦، و أمالي المفيد: ٢٦٣، أمالي الطوسي ١: ٢٦.

(٤) الحديد: ٢٣.

١٧

«و تيقنوا أنّهم جيران اللّه غدا في آخرتهم» سلام قولا من ربّ رحيم( ١) ، و الملائكة يدخلون عليهم من كلّ باب. سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار( ٢ ) ، وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة( ٣) .

«لا تردّ لهم دعوة» و لهم ما يدّعون( ٤) .

«و لا ينقص لهم نصيب من لذّة» و إذا رأيت ثمّ رأيت نعيما و ملكا كبيرا.

عاليهم ثياب سندس خضر و إستبرق و حلّوا أساور من فضة و سقاهم ربهم شرابا طهورا. إنّ هذا كان لكم جزاء و كان سعيكم مشكورا( ٥) .

«فاحذروا عباد اللّه الموت و قربه» فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة و لا يستقدمون( ٦) .

«و أعدّوا له عدّته» و أنفقوا ممّا رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت فيقول ربّ لو لا أخّرتني إلى أجل قريب فأصّدّق و أكن من الصالحين. و لن يؤخّر اللّه نفسا إذا جاء أجلها و اللّه خبير بما تعملون( ٧) .

«فإنّه يأتي بأمر عظيم و خطب» أي: شأن.

«جليل، بخير لا يكون معه شرّ أبدا أو شرّ لا يكون معه خير أبدا» قال ابن أبي الحديد: نص في مذهب أصحابنا في الوعيد، أنّ من دخل النّار فليس بخارج منها، و لو كان خارجا منها لكان الموت قد جاءه بشرّ معه خير...( ٨) .

____________________

(١) يس: ٥٨.

(٢) الرعد: ٢٣ ٢٤.

(٣) القيامة: ٢٢ ٢٣.

(٤) يس: ٥٧.

(٥) الإنسان: ٢٠ ٢٢.

(٦) الاعراف: ٣٤.

(٧) المنافقون: ١٠ ١١.

(٨) شرح ابن أبي الحديد ١٥: ١٦٦.

١٨

قلت: يمكن حمل كلامهعليه‌السلام على القرآن و أكثر الأخبار في الاقتصار على ذكر المؤمنين المخلصين و الكافرين دون المؤمنين المسرفين.

و في (اعتقادات الصدوق): قيل لأمير المؤمنينعليه‌السلام : صف لنا الموت.

فقال: على الخبير سقطتم، هو أحد ثلاثة أمور ترد عليه: إمّا بشارة بنعيم الأبد و إمّا بشارة بعذاب الأبد، و إمّا تحزين و تهويل و أمر مبهم لا يدرى من أيّ الفرق هو، فأمّا وليّنا المطيع لأمرنا فهو المبشّر بنعيم الأبد، و أمّا عدونا المخالف علينا فهو المبشّر بعذاب الأبد، و أمّا المبهم أمره الذي لا يدرى ما حاله فهو المؤمن من المسرف على نفسه يأتيه الخير مبهما محزنا ثم لن يسوّيه اللّه تعالى بأعدائنا و لكن يخرجه من النار بشفاعتنا، فاعملوا و أطيعوا و لا تتكلوا و لا تستصغروا عقوبة اللّه عزّ و جلّ، فإنّ من المسرفين ما لا يلحقه شفاعتنا إلاّ بعذاب ثلاثمئة ألف سنة.

و سئل الحسنعليه‌السلام عن الموت فقال: أعظم سرور يرد على المؤمنين إذا انقلبوا عن دار النكد إلى نعيم الأبد، و أعظم ثبور يرد على الكافرين إذا نقلوا عن جنتهم إلى نار لا تبيد و لا تنفد.

و لما أشتدّ الأمر بالحسينعليه‌السلام نظر إليه من كان معه فإذا هو بخلافهم لأنّهم كلّما اشتدّ الأمر بهم تغيّرت ألوانهم و ارتعدت فرائصهم و وجلت قلوبهم و وجبت جنوبهم، و كان الحسين و بعض خصائصه تشرق ألوانهم و تهدأ جوارحهم و تسكن نفوسهم، و قال بعضهم لبعض: انظروا إليه ما يبالي الموت، فقالعليه‌السلام لهم: صبرا بني الكرام فما الموت إلاّ قنطرة تعبر بكم من البؤس و الضرّاء إلى الجنان الواسعة و النعيم الدائم، فأيّكم يكره أن ينقل من سجن إلى قصر و ما هو لأعدائكم إلاّ كمن ينقل من قصر إلى سجن و عذاب أليم.

١٩

و قيل لعلي بن الحسينعليه‌السلام : ما الموت؟ فقال: للمؤمن كنزع ثياب و سخة قملة أو فك قيود ثقيلة و الاستبدال بأفخر الثياب و أطيبها روائح و أوطأ المراكب و آنس المنازل، و للكافر كخلع ثياب فاخرة و النقل عن منازل أنيسة و الاستبدال بأوسخ الثياب و أخشنها و أوحش المنازل و أعظم العذاب.

و قيل لمحمد الباقرعليه‌السلام : ما الموت؟ قال: هو النوم الذي يأتيكم كلّ ليلة إلاّ انّه طويل لا ينبه منه إلاّ يوم القيامة، فمن رأى في نومه من أصناف الفرح ما لا يقادر قدره و رأى في منامه من أصناف الأهوال ما لا يقادر قدره فكيف حال فرحه في النوم و وجله فيه، هذا هو الموت فاستعدوا له.

و قيل للصادقعليه‌السلام : صنف لنا الموت. فقال: هو للمؤمن كأطيب ريح يشم فينعس لطيبه و ينقطع التعب و الألم كلّه عنه، و للكافر كلسع الأفاعي و لذع العقارب و أشد. قيل له: فإنّ قوما يقولون: إنّه أشدّ من نشر بالمناشير و قرض بالمقاريض و رضخ بالحجارة و تدوير قطب الأرحية في الأحداق. فقالعليه‌السلام :

كذلك هو على بعض الكافرين و الفاجرين، ألا ترون منهم من يعاين تلك الشدائد؟ قيل: فما بالنا نرى كافرا يسهل عليه النزع فينطفى‏ء و هو يضحك و يتحدّث و يتكلّم، و في المؤمنين من يكون كذلك، و في المؤمنين و الكافرين من يقاسي عند سكرات الموت هذه الشدائد؟ فقالعليه‌السلام : ما كان من راحة للمؤمن هناك فهو عاجل ثوابه، و ما كان من شدّة فتمحيصه من ذنوبه ليرد الآخرة نفيضا نظيفا مستحقا لثواب الأبد لا مانع له دونه، و ما كان من سهولة هناك على الكافر فليتوفّى أجر حسناته ليرد الآخرة و ليس له إلاّ ما يوجب العذاب، و ما كان من شدة على الكافر هناك فهو ابتداء عقاب اللّه عند نفاد حسناته، ذلكم بأن اللّه عدل لا يجور.

و دخل موسى بن جعفرعليه‌السلام على رجل في سكرات الموت لا يجيب

٢٠

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

[ ٥٨ ٤٥ ] ٩ - محمّد بن عليّ بن الحسين في( الخصال) بإسناده عن علي( عليه‌السلام ) - في حديث الأربعمائة - قال: تشمير الثياب طهور لها، قال الله تعالى:( وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ ) (١) أي فشمّر.

[ ٥٨ ٤٦ ] ١٠ - الفضل بن الحسن الطبرسي في( مجمع البيان) عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) في قوله تعالى( وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ ) (٢) قال: معناه ثيابك فقصّر.

[ ٥٨ ٤٧ ] ١١ - وعن أبي بصير، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: قال أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) : غسل الثياب يذهب الهمّ والحزن، وهو طهور للصلاة وتشمير الثياب طهور لها، وقد قال الله تعالى:( وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ ) (٣) أي فشمّر.

أقول: ويأتي ما يدلّ على ذلك(٤) .

٢٣ - باب كراهة اسبال الثوب وتجاوزه الكعبين للرجل وعدم كراهته للمرأة، وتحريم الاختيال والتبختر

[ ٥٨ ٤٨ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن هشام بن سالم، عن أبي بصير، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) أنّ النبي( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) أوصى رجلاً من بني تميم فقال له: إيّاك وإسبال الإِزار والقميص، فإنّ ذلك من المخيلة، والله يحب المخيلة.

____________________

٩ - الخصال: ٦٢٢.

(١) المدثر ٧٤: ٤.

١٠ - مجمع البيان ٥: ٣٨٥.

(٢) المدّثر ٧٤: ٤.

١١ - مجمع البيان ٥: ٣٨٥.

(٣) المدّثر ٧٤: ٤.

(٤) يأتي في الحديث ٥ من الباب ٢٣ من هذه الأبواب.

الباب ٢٣

فيه ١٣ حديثاً

١ - الكافي ٦: ٤٥٦ / ٥، أورده عن المحاسن في الحديث ١٣ من الباب ٥٩ من أبواب جهاد النفس.

٤١

ورواه البرقي في( المحاسن) عن محمّد بن علي، عن الحسن بن محبوب، مثله (١) .

[ ٥٨ ٤٩ ] ٢ - وعن أبي علي الأشعري، عن الحسن بن علي الكوفي، عن عبيس بن هشام، عن أبان، عن أبي حمزة رفعه قال: نظر أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) إلى فتى مرخى(٢) إزاره فقال: يا فتى(٣) ارفع إزارك فانّه أبقى لثوبك وأنقى لقلبك.

[ ٥٨ ٥٠ ] ٣ - وعن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن أبيه، عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبي، عن عبد الحميد الطائي، عن محمّد بن مسلم قال: نظر أبو عبد الله( عليه‌السلام ) إلى رجل قد لبس قميصاً يصيب الأرض فقال: ما هذا ثوب طاهر.

[ ٥٨ ٥١ ] ٤ - وعنهم، عن أحمد، عن عثمان بن عيسى، عن سماعة بن مهران، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) في الرجل يجرّ ثوبه، قال: إنّي لأكره أن يتشبّه بالنساء.

[ ٥٨ ٥٢ ] ٥ - وعنهم، عن سهل بن زياد، عن محمّد بن عيسى، عن يونس بن يعقوب(٤) ، عن عبد الله بن هلال قال: أمرني أبو عبد الله( عليه‌السلام ) أن أشتري له إزاراً فقلت: إنّي لست أُصيب إلّا واسعاً، فقال: اقطع منه وكفّه، ثمّ

____________________

(١) المحاسن: ١٢٤ / ١٤٠.

٢ - الكافي ٦: ٤٥٧ / ٦.

(٢) أرخى ازاره: أسبله( لسان العرب ١٤: ٣١٥ ).

(٣) في المصدر: يا بنيّ.

٣ - الكافي ٦: ٤٥٨ / ١١.

٤ - الكافي ٦: ٤٥٨ / ١٢.

٥ - الكافي ٦: ٤٥٦ / ٣.

(٤) في المصدر زيادة: عن عبد الله بن يعقوب.

٤٢

قال: إنّ أبي قال: ما جاوز الكعبين ففي النار.

وعن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن ابن فضّال، عن يونس بن يعقوب، مثله(١) .

[ ٥٨ ٥٣ ] ٦ - محمّد بن علي بن الحسين بإسناده عن شعيب بن واقد، عن الحسين بن زيد، عن الصادق، عن آبائه( عليهم‌السلام ) - في حديث المناهي - قال: ونهى رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) أن يختال الرجل في مشيه، وقال: من لبس ثوباً فاختال فيه خسف الله به من شفير جهنّم، وكان قرين قارون لأنه أوّل من اختال فخسف الله به وبداره الأرض، ومن اختال فقد نازع الله في جبروته.

[ ٥٨ ٥٤ ] ٧ - وفي( معاني الأخبار ): عن محمّد بن إبراهيم الطالقاني، عن عبد العزيز بن يحيى الجوادي، عن محمّد بن زكريا، عن جعفر بن محمّد بن عمارة، عن أبيه، عن جابر بن عبد الله، عن النبي( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) - في حديث - قال: إنّ المجنون حقّ المجنون المتبختر في مشيته، الناظر في عطفيه، المحرّك جنبيه بمنكبيه، فذاك المجنون وهذا المبتلى.

[ ٥٨ ٥٥ ] ٨ - وفي( الخصال) عن أبيه، عن سعد، عن إبراهيم بن هاشم، عن الحسين بن الحسن الفارسي، عن سليمان بن جعفر الجعفري، عن محمّد بن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، عن أبيه الحسين بن زيد، عن جعفر بن محمّد، عن آبائه ( عليهم‌السلام ) ، عن النبي( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) - في حديث - قال: ألا أُخبركم بالمجنون حقّ المجنون ؟ قالوا بلى يا

____________________

(١) الكافي ٦: ٣٥٦ / ذيل حديث ٣.

٦ - الفقيه ٤: ٧ في حديث المناهي.

٧ - معاني الأخبار: ٢٣٧.

٨ - الخصال: ٣٣٢ / ٣١.

٤٣

رسول الله، قال: إنّ المجنون حقّ المجنون المتبختر في مشيه، الناظر في عطفيه، المحرّك جنبيه بمنكبيه، يتمنّى على الله جنّته وهو يعصيه، الذي لا يؤمن شرّه، ولا يرجى خيره، فذلك المجنون.

[ ٥٨ ٥٦ ] ٩ - وعن أبيه، عن سعد، عن أحمد بن محمّد، عن العبّاس بن معروف، عن أبي جميلة، عن سعد بن طريف، عن الأصبغ، عن علي( عليه‌السلام ) - في حديث - قال: ستّة في هذه الأُمة من أخلاق قوم لوط ‎ : الجلاهق(١) وهو البندق(٢) ، والخذف، ومضغ العلك، وإرخاء الإِزار خيلاءاً، وحلّ الأزرار من القباء، والقميص.

[ ٥٨ ٥٧ ] ١٠ - وفي( عقاب الأعمال) بإسناد تقدّم في عيادة المريض عن رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) أنّه قال في آخر خطبة خطبها: ومن لبس ثوباً فاختال فيه خسف الله به(٣) من شفير جهنم يتخلخل(٤) فيها ما دامت السماوات والأرض، وإنّ قارون لبس حلّة فاختال فيها فخسف به فهو يتخلخل(٥) إلى يوم القيامة.

[ ٥٨ ٥٨ ] ١١ - محمّد بن إ ‎ دريس في آخر( السرائر) نقلاً من كتاب المشيخة للحسن بن محبوب، عن علي بن الحسن، عن يونس بن رباط، عن أبي

____________________

٩ - الخصال: ٣٣٠ / ٢٩، قطعة منه تأتي في الحديث ٦ من الباب ٢٨ من أبواب أحكام العشرة، وقطعة منه تأتي في الحديث ١١ من الباب ١١، وفي الحديث ٦ من الباب ١٤ من أبواب الجماعة.

(١) الجلاهق: بضم الجيم: البندق المعمول من الطين، الواحدة جلاهقة( مجمع البحرين ٥: ١٤٣ ).

(٢) البندقة: وهي طينة مدورة مجففة جمعها بنادق( مجمع البحرين ٥: ١٤١ ).

١٠ - ثواب الأعمال: ٣٣٣.

(٣) في المصدر زيادة: قبره ‎

(٤ و ٥) وفيه: يتجلجل.

١١ - مستطرفات السرائر: ٨٥ / ٣٠، ويأتي بتمامه عن الكافي والتهذيب الحديث ٨ من الباب ٨٦ من أبواب أحكام الأولاد.

٤٤

عبد الله( عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) : لا يجد ريح الجنّة عاق، ولا قاطع رحم، ولا مرخى الإِزار خيلاءاً.

[ ٥٨ ٥٩ ] ١٢ - ومن رواية أبي القاسم ابن قولويه، عن الأصبغ قال: سمعت علياً( عليه‌السلام ) يقول: ستّة من أخلاق قوم لوط: الجلاهق وهو البندق، والخذف، ومضغ العلك، والصفير، وإرخاء الازار خيلاء، وحلّ الأزرار.

[ ٥٨ ٦٠ ] ١٣ - الحسن بن الفضل الطبرسي في( مكارم الأخلاق) عن النبي( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) قال: والإسبال في الأزار والقميص والعمامة [ وقال ](١) من جرّ شيئاً(٢) خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(٣) ، ويأتي ما يدلّ عليه في أحاديث التجبّر(٤) ، إن شاء الله.

٢٤ - باب كراهة حمل شيء في الكمّ وعدم تحريمه

[ ٥٨ ٦١ ] ١ - محمّد بن علي بن الحسين في( العلل ): عن محمّد بن علي

____________________

١٢ - مستطرفات السرائر: ١٤٥ / ١٧، وللحديث صدر يأتي في الحديث ٦ من الباب ٢٨ والحديث ٨ من الباب ٤٩ من أبواب أحكام العشرة.

١٣ - مكارم الأخلاق: ١٠٩.

(١) أثبتناه من المصدر.

(٢) وفيه: ثوبه.

(٣) تقدم ما يدل على ذلك في الباب ٢١، ٢٢ من هذه الأبواب.

(٤) يأتي ما على ذلك في الحديث ٥ من الباب ٢٦ من هذه الأبواب، وفي الباب ٥٨ ‎ ، ٥٩ من أبواب جهاد النفس، وفي الباب ٢٥ من أبواب آداب التجارة، وفي الحديث ٢ من الباب ٨٠ من أبواب مقدمات النكاح.

الباب ٢٤

فيه حديث واحد

١ - علل الشرائع: ٥٨٢ / ٢٠ أخرجه عن العلل والكافي والتهذيب في الحديث ٢ من الباب ٥٢ من أبواب آداب التجارة.

٤٥

ماجيلويه، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن عبد الله بن ميمون القدّاح، عن جعفر بن محمد( عليه‌السلام ) قال: جئت إلى أبي( عليه‌السلام ) بكتاب أعطانيه إنسان فأخرجته من كمّي فقال لي: يا بنيّ، لا تحمل في كمّك شيئاً فإنّ الكمّ مضياع.

٢٥ - باب استحباب قطع الرجل ما زاد من الكمّ عن أطراف الأصابع وما جاوز الكعبين من الثوب

[ ٥٨ ٦٢ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن جعفر بن محمّد الأشعري، عن ابن القدّاح، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: كان أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) إذا لبس القميص مدّ يده، فإذا طلع على أطراف الأصابع قطعه.

[ ٥٨ ٦٣ ] ٢ - محمّد بن محمّد بن النعمان المفيد في( الإرشاد) عن سعيد بن كلثوم، عن الصادق جعفر بن محمّد( عليهما‌السلام ) قال: والله ما أكل علي بن أبي طالب( عليه‌السلام ) من الدنيا حراماً قطّ حتّى مضى لسبيله - إلى أن قال - وإن كان يقوت أهله بالزيت والخلّ والعجوة، وما كان لباسه إلّا الكرابيس إذا فضل شيء عن يده من كمّه دعى بالجلم(١) فقصه، الحديث.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(٢) .

____________________

الباب ٢٥

فيه حديثان

١ - الكافي ٦: ٤٥٧ / ٧.

٢ - الارشاد: ٢٥٥.

(١) الجَلَم: الذي يُجزّ به الشعر والصوف كالمقص( مجمع البحرين ٦: ٣٠ ).

(٢) تقدم في الحديث ١٢ من الباب ٢٠ من أبواب المقدّمة، وفي الحديث ٤ من الباب ٢١ من هذه الأبواب.

٤٦

٢٦ - باب ما يستحبّ أن يعمل عند لبس الثوب الجديد من الصلاة والقراءة

[ ٥٨ ٦٤ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن القاسم بن يحيى، عن جده الحسن بن راشد، عن محمّد بن مسلم، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: قال أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) : إذا كسا الله المؤمن ثوباً جديداً فليتوضّأ وليصلّ ركعتين، يقرأ فيهما:( أُمّ الْكِتَابِ ) و( آية الكرسي) و ( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) و( إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ) (١) ، ثمّ ليحمد الله الذي ستر عورته وزيّنه في الناس وليكثر من قول: لا حول ولا قوة إلّا بالله، فإنّه لا يعصي الله فيه، وله بكلّ سلك فيه ملك يقدّس له ويستغفر له ويترحّم عليه.

ورواه الصدوق في( الخصال) (٢) بإسناده الآتي(٣) عن عليّ( عليه‌السلام ) - في حديث الأربعمائة -.

[ ٥٨ ٦٥ ] ٢ - وعن علي بن محمّد، عن صالح بن أبي حمّاد، عن غير واحد، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: من قرأ( إِنَّا أَنزَلْنَاهُ ) ثنتين وثلاثين مرّة في إناء جديد ورشّ(٤) ثوبه الجديد ‎ إذا لبسه لم يزل يأكل في سعةٍ ما بقي منه سلك.

[ ٥٨ ٦٦ ] ٣ - محمّد بن علي بن الحسين في( المجالس ): عن محمّد بن موسى بن المتوكّل، عن علي بن إبراهيم، عن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن أبي عمير،

____________________

الباب ٢٦

فيه ٥ أحاديث

١ - الكافي ٦: ٤٥٩ / ٥.

(١) ليس في المصدر.

(٢) الخصال: ٦٢٤.

(٣) يأتي في الفائدة الأولى من الخاتمة برمز( ر ).

٢ - الكافي ٦: ٤٥٩ / ٤.

(٤) في المصدر زيادة: به.

٣ - أمالي الصدوق: ٢٢٠ / ١٠.

٤٧

عن عبد الرحمن السراج يرفعه إلى أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: من قطع ثوباً جديداً وقرأ( إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ) ستّاً وثلاثين مرّة فإذا بلغ( تَنَزَّلُ المَلائِكَةُ ) أخرج شيئاً من الماء ورشّ بعضه(١) على الثوب رشّاً خفيفاً ثمّ صلّى فيه(٢) ركعتين ودعا ربه وقال في دعائه: الحمد لله الذي رزقني ما أتجمّل به في الناس وأُواري به عورتي، وأُصلّي فيه لربّي، وحمد الله، لم يزل يأكل في سعةٍ حتى يبلى ذلك الثوب.

وفي( ثواب الأعمال ): عن أحمد بن محمّد، عن أبيه، عن محمّد بن أحمد، عن محمّد بن الحسين، عن محمّد بن عمر السرّاد، عمّن أخبره، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) ، مثله(٣) .

[ ٥٨ ٦٧ ] ٤ - وفي( عيون الأخبار) عن أبيه وعلي بن عبد الله الورّاق جميعاً، عن سعد بن عبد الله، عن عليّ بن الحسن الخيّاط، عن إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن موسى بن جعفر، عن ياسر الخادم، عن أبي الحسن العسكري، عن أبيه، عن جدّه الرضا، عن أبيه موسى( عليهم‌السلام ) أنّه كان يلبس ثيابه ممّا يلي يمينه، فإذا لبس ثوباً جديداً دعا بقدح من ماء فقرأ فيه( إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ) عشر مرّات، و( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) عشر مرّات، و ‎( قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ) عشر مرّات، ثمّ نضحه على ذلك الثوب، ثمّ قال: من فعل هذا بثوبه قبل أن يلبسه لم يزل في رغد من العيش ما بقي منه سلك.

[ ٥٨ ٦٨ ] ٥ - الحسن بن محمّد الطوسي في( الأمالي) عن أبيه، عن هلال بن محمّد الحفّار، عن إسماعيل بن عليّ الدعبلي، عن أبيه، عن الرضا، عن آبائه ( عليهم‌السلام ) ، عن أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) - في حديث - أنّه اشترى قميصاً بثلاثة دراهم فلبسه ما بين الرسغين إلى الكعبين، ثمّ أتى المسجد فصلّى فيه

____________________

(١ و ٢)( بعضه) و( فيه) ليسا في ثواب الأعمال ‎( هامش المخطوط ).

(٣) ثواب الأعمال: ٤٤ / ١.

٤ - عيون أخبار الرضا( عليه‌السلام ) ١: ٣١٥ / ٩١.

٥ - أمالي الطوسي ١: ٣٧٥.

٤٨

ركعتين ثمّ قال: الحمد لله الذي رزقني من الرياش ما أتجمّل به في الناس وأؤدّي فيه فريضتي وأستر فيه عورتي،( ثم قال) (١) : سمعت رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) يقول ذلك عند الكسوة.

ورواه علي بن عيسى في( كشف الغمّة) مرسلاً، إلّا أنّه قال: فساوم شيخاً فقال: يا شيخ، بعني قميصاً بثلاثة دراهم (٢) .

٢٧ - باب استحباب التحميد والدعاء بالمأثور عند لبس الجديد

[ ٥٨ ٦٩ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن الحسن بن محبوب، عن العلاء بن رزين، عن محمّد بن مسلم قال: سألت أبا جعفر( عليه‌السلام ) عن الرجل يلبس الثوب الجديد ؟ قال: يقول: اللّهم اجعله ثوب يمن وتقى وبركة، اللّهم ارزقني فيه حسن عبادتك، وعملاً بطاعتك، وأداء شكر نعمتك، الحمد لله الذي كساني ما أُواري به عورتي، وأتجمّل به في الناس.

[ ٥٨ ٧٠ ] ٢ - وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال ‎ : قال أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) : علّمني رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) إذا لبست ثوباً جديداً أن أقول: الحمد لله الذي كساني من اللباس(٣) ما أتجمّل به في الناس، اللّهم اجعلها ثياب بركة أسعى فيها

____________________

(١) في المصدر بدل ما بين القوسين هكذا: فقال له رجل: يا أمير المؤمنين أعنك نروي هذا أو شيء سمعته من رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) ، قال: بل شيء سمعته من رسول الله

(٢) كشف الغمّة ١: ١٦٤، وتقدم ما يدل على استحباب التسمية عند كل فعل في الحديث ١٢ و ١٣ من الباب ٢٦ من أبواب الوضوء.

الباب ٢٧

فيه ٥ أحاديث

١ - الكافي ٦: ٤٥٨ / ١.

٢ - الكافي ٦: ٤٥٨ / ٢.

(٣) في الأمالي: الرياش( هامش المخطوط ).

٤٩

لمرضاتك، وأعمر فيها مساجدك، وقال: يا عليّ، من قال ذلك لم يتقمّصه حتى يغفر له.

ورواه الصدوق في( المجالس ): عن الحسين بن إبراهيم بن تاتانه، عن علي بن إبراهيم، مثله(١) .

[ ٥٨ ٧١ ] ٣ - وعن الحسين بن محمّد، عن معلى بن محمّد، عن محمّد بن علي الهمداني، عن الحسين بن أبي عثمان، عن خالد الجوّان قال: سمعت أبا الحسن موسى( عليه‌السلام ) يقول: قد ينبغي لأحدكم إذا لبس الثوب الجديد أن يمرّ يده عليه ويقول: الحمد لله الّذي كساني ما أواري به عورتي، وأتجمّل به في الناس، وأتزيّن به بينهم.

[ ٥٨ ٧٢ ] ٤ - وعن محمّد يحيى، عن علي بن الحسين النيسابوري، عن عبد الله بن محمّد، عن علي بن الريّان، عن يونس، عن عمر بن يزيد، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) - في حديث - أنّه قال: يا عمر، إذا لبست ثوباً جديداً فقل: لا إله إلا الله محمّد رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) تبرأ من الآفة، وإذا أحببت شيئاً فلا تكثر ذكره فإنّ ذلك مما يهدك، وإذا كانت لك إلى رجل حاجة فلا تشتمه من خلفه فإن الله يوقع ذلك في قلبه.

[ ٥٨ ٧٣ ] ٥ - محمّد بن الحسن في( المجالس والأخبار) بإسناده عن زريق، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: سمعته يقول: إذا لبست ثوباً فقل: اللّهمّ ألبسني لباس الايمان، وزيّني بالتقوى، اللّهم اجعل جديده أُبليه في طاعتك وطاعة رسولك، وأبدلني بخلقه حلل الجنّة، ولا تجعلني أبليه في معصيتك، ولا تبدلني بخلقه مقطعات النيران.

____________________

(١) أمالي الصدوق: ٢١٩ / ٨.

٣ - الكافي ٦: ٤٥٩ / ٣.

٤ - الكافي ٦: ٤٥٩ / ٦.

٥ - أمالي الطوسي ٢: ٣١١ باختلاف.

٥٠

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(١) .

٢٨ - باب كراهة ابتذال ثوب الصون، وإراقة فضل الإناء، وطرح النوى يميناً وشمالاً، وقطع الدراهم والدنانير

[ ٥٨ ٧٤ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن الحسن بن علي، عن علي بن عقبة، عن إسحاق بن عمّار، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: أدنى الإِسراف هراقة فضل الإِناء، وابتذال ثوب الصون، وإلقاء النوى.

[ ٥٨ ٧٥ ] ٢ - وعنه، عن محمّد بن الحسين، عن محمّد بن إسماعيل، عن صالح بن عقبة، عن سليمان بن صالح قال: قلت لأبي عبد الله( عليه‌السلام ) : ما أدنى ما يجيء من الاسراف ‎ ؟ قال: ابتذالك ثوب صونك، وإهراق فضل إنائك، وأكلك التمر ورميك بالنوى ها هنا وها هنا.

[ ٥٨ ٧٦ ] ٣ - وقد تقدّم في حديث إسحاق بن عمّار، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) في المؤمن يكون له ثلاثون قميصاً قال: نعم، ليس هذا من السرف، إنّما السرف أن تجعل ثوب صونك ثوب بذلتك.

[ ٥٨ ٧٧ ] ٤ - محمّد بن علي بن الحسين بإسناده عن إسحاق بن عمّار أنّه سأل أبا عبد الله( عليه‌السلام ) عن أدنى الإسراف، قال: ثوب صونك تبتذله، وفضل الإناء تهريقه، وقذفك بالنوى هكذا وهكذا.

____________________

(١) تقدم في الأحاديث ١ و ٣ و ٥ من الباب ٢٦ من هذه الأبواب.

الباب ٢٨

فيه ٧ أحاديث

١ - الكافي ٦: ٤٦٠ / ١.

٢ - الكافي ٦: ٤٦٠ / ٢.

٣ - تقدم في الحديث ٣ من الباب ٩ من هذه الأبواب.

٤ - الفقيه ٣: ١٠٣ / ٤١٣.

٥١

[ ٥٨ ٧٨ ] ٥ - وبإسناده عن أبي هشام البصري، عن الرضا( عليه‌السلام ) قال: من الفساد قطع الدراهم والدينار(١) وطرح النوى.

[ ٥٨ ٧٩ ] ٦ - وفي( الخصال) عن أبيه، عن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن أحمد، عن علي بن السنديّ، عن محمّد بن عمر (٢) بن سعيد، عن موسى بن أكيل قال: سمعت أبا عبد الله( عليه‌السلام ) يقول: لا يكون الرجل فقيهاً حتّى لا يبالي أيّ ثوبيه ابتذل وبما سدّ فورة الجوع.

أقول: هذا محمول على الجواز ونفي التحريم، أو على كون الثوبين متساويين، أو ليسا من ثياب الصون.

[ ٥٨ ٨٠ ] ٧ - وعن الحسين بن أحمد بن إدريس، عن ‎ أبيه، عن محمّد بن أحمد بن يحيى بإسناده يرفعه إلى أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: السرف في ثلاثة ابتذالك ثوب صونك، وإلقائك النوى يميناً وشمالاً، وإهراقك فضلة الماء.

وقال: ليس في الطعام سرف.

أقول: ويأتي ما يدلّ على ذلك(٣) .

٢٩ - باب استحباب لبس الثوب الغليظ والخلق في البيت لا بين الناس، ورقع الثوب، وخصف النعل

[ ٥٨ ٨١ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن

____________________

٥ - الفقيه ٣: ١٠٢ / ٤١٢.

(١) في نسخة: الدنانير.

٦ - الخصال: ٤٠ / ٢٧.

(٢) في المصدر: عمرو.

٧ - الخصال: ٩٣ / ٣٧.

(٣) يأتي في الباب ٢٦ و ٢٧ و ٢٩ من أبواب النفقات ما يدل على حكم الاسراف وحدوده، عموماً.

الباب ٢٩

فيه ٦ أحاديث

١ - الكافي ٦: ٤٧٨ / ٤، يأتي بتمامه في الحديث ٤ من الباب ٩٩ مما تكتسب به.

٥٢

معمر بن خلّاد، عن أبي الحسن الرضا( عليه‌السلام ) قال: خرجت وأنا أريد داود بن عيسى، وعليّ ثوبان غليظان، الحديث.

أقول: هذا محمول على الجواز لما مضى(١) ويأتي(٢) .

[ ٥٨ ٨٢ ] ٢ - وعن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن علي بن يقطين، عن الفضل بن كثير المدائني، عمّن ذكره، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: دخل عليه بعض أصحابه فرأى عليه قميصاً ‎ً فيه قُبّ(٣) قد رقعه فجعل ينظر إليه فقال له أبو عبد الله( عليه‌السلام ) : ما لك تنظر ؟ فقال: قُبّ يلفى في قميصك، قال: فقال لي: اضرب يديك إلى هذا الكتاب فاقرأ ما فيه، وكان بين يديه كتاب أو قريب منه فنظر الرجل فيه فإذا فيه: لا إيمان لمن لا حياء له، ولا مال لمن لا تقدير له، ولا جديد لمن لا خلق له ‎

[ ٥٨ ٨٣ ] ٣ - محمّد بن علي بن الحسين في( عيون الأخبار ): عن الحسين بن أحمد البيهقي، عن محمّد بن يحيى الصولي، عن عون بن محمّد، عن ابن أبي عباد قال: كان جلوس الرضا( عليه‌السلام ) في الصيف على حصير، وفي الشتاء على مسح، ولبسه الغليظ من الثياب، حتّى إذا برز للناس تزيّن لهم.

[ ٥٨ ٨٤ ] ٤ - وفي( ثواب الأعمال) عن أبيه، عن أحمد بن إدريس، عن محمّد بن أحمد، عن يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي نجران رفعه إلى أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: من رقع جيبه، وخصف نعله، وحمل سلعته، فقد برئ من الكبر.

____________________

(١) مضى في الحديث ١ من الباب ٨ من هذه الأبواب.

(٢) يأتي في الحديث ٥ من هذا الباب.

٢ - الكافي ٦: ٤٦٠ / ٣.

(٣) ورد في هامش المخطوط ما نصه: القب: ما يدخل في جيب القميص من الرقاع( القاموس المحيط ١: ١١٧ ).

٣ - عيون أخبار الرضا( عليه‌السلام ) ٢: ١٧٨ الباب ٤٤.

٤ - ثواب الأعمال: ٢١٣ أورده في الحديث ٥ من الباب ٥ من هذه الأبواب.

٥٣

ورواه الكليني(١) ، عن علي بن محمّد، عن صالح بن أبي حمّاد، عن يحيى بن المبارك، عن عبد الله بن جبلة(٢) ، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) ، مثله.

وفي( الخصال ‎ ) عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن يعقوب بن يزيد، نحوه(٣) .

[ ٥٨ ٨٥ ] ٥ - محمّد بن الحسن في( المجالس والأخبار) بإسناده عن أبي ذرّ، عن رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) في وصيّته له: يا أبا ذر، من رقع ذيله وخصف نعله وعفر وجهه فقد برئ من الكبر، يا أبا ذر، من كان له قميصان فليلبس أحدهما ويلبس الآخر أخاه، يا أبا ذر، من ترك الجمال وهو يقدر عليه تواضعاً ‎ُ لله كساه الله حلّة الكرامة، يا أبا ذر، البس الخشن من اللباس والصفيق من الثياب لئلاّ يجد الفخر فيك مسلكه.

[ ٥٨ ٨٦ ] ٦ - الحسن بن محمّد الديلمي في( الإرشاد) قال: كان النبي( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) يرقع ثوبه، ويخصف نعله، ويحلب شاته، ويأكل من العبد، ويجلس على الأرض، ويركب الحمار، ويردف، ولا يمنعه الحياء أن يحمل حاجة من السوق إلى أهله، ويصافح الغني والفقير، ولا ينزع يده من يد أحد حتّى ينزعها هو، ويسلّم على من استقبله من غنيّ وفقير وكبير وصغير، ولا يحقّر ما دعي إليه ولو إلى حشف التمر، وكان خفيف المؤنة، كريم الطبيعة، جميل المعاشرة، طلق الوجه، بسّاماً من غير ضحك، محزوناً من غير عبوس، متواضعاً من غير مذلّة، جواداً من غير سرف، رقيق القلب، رحيماً بكل مسلم، ولم يتجشّ من

____________________

(١) الكافي ٨: ٢٣١ / ٣٠٢.

(٢) في المصدر زيادة: إسحاق بن عمّار.

(٣) الخصال: ١٠٩ / ٧٨.

٥ - أمالي الطوسي ٢: ١٥٢.

٦ - إرشاد القلوب: ١١٥.

٥٤

شبع قطّ، ولم يمدّ يده إلى طمع قطّ.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(١) .

٣٠ - باب استحباب التعمّم وكيفيّته

[ ٥٨ ٨٧ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن أبي همام، عن أبي الحسن( عليه‌السلام ) قال في قول الله عزّ وجلّ( مُسَوِّمِينَ ) (٢) قال: العمائم اعتمّ رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) فسدلها من بين يديه ومن خلفه، واعتم جبرئيل( عليه‌السلام ) فسدلها من بين يديه ومن خلفه.

[ ٥٨ ٨٨ ] ٢ - وعنه، عن أحمد، عن ابن فضّال، عن أبي جميلة، عن جابر، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: كانت على الملائكة العمائم البيض المرسلة يوم بدر.

[ ٥٨ ٨٩ ] ٣ - وعن عدّة من أصحبانا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن الحسن(٣) بن علي العقيلي، عن علي بن أبي علي اللهبي، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: عمّم رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) علياً( عليه‌السلام ) بيده

____________________

(١) تقدم في الباب ٥٤ من أبواب لباس المصلي، ويأتي ما يدل علىٰ الأخير في الحديث ٢ من الباب ٣٥ من أبواب أحكام العشرة.

الباب ٣٠

فيه ١٢ حديثاً

١ - الكافي ٦: ٤٦٠ / ٢.

(٢) آل عمران ٣: ١٢٥.

٢ - الكافي ٦: ٤٦١ / ٣.

٣ - الكافي ٦: ٤٦١ / ٤.

(٣) في المصدر: الحسين.

٥٥

فسدلها من بين يديه، وقصرها من خلفه قدر أربع أصابع، ثمّ قال: أدبر فأدبر، ثم قال: أقبل فأقبل، ثم قال: هكذا تيجان الملائكة.

[ ٥٨ ٩٠ ] ٤ - وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) : العمائم تيجان العرب.

[ ٥٨ ٩١ ] ٥ - وعنه، عن ياسر الخادم قال: لمّا حضر العيد بعث المأمون إلى الرضا( عليه‌السلام ) يسأله أن يركب ويحضر العيد ويصلّي ويخطب، فبعث إليه الرضا( عليه‌السلام ) قد علمت ما كان بيني وبينك من الشروط فلم يزل يراده الكلام في ذلك وألحّ عليه - الى أن قال - فقال: يا أمير المؤمنين، إن عفيتني من ذلك فهو أحب إليّ، وإن لم تعفني خرجت كما خرج رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) وأمير المؤمنين( عليه‌السلام ) ، فقال له المأمون: أخرج كيف شئت، وأمر المأمون القوّاد والناس أن يركبوا(١) إلى باب أبي الحسن( عليه‌السلام ) - إلى أن قال - فلمّا طلعت الشمس قام( عليه‌السلام ) فاغتسل وتعمّم بعمامة بيضاء من قطن ألقى طرفاً منها على صدره، وطرفاً بين كتفيه، وتشمّر ثمّ قال لجميع مواليه: افعلوا مثل ما فعلت، ثم أخذ بيده عكازاً، ثم خرج ونحن بين يديه وهو حافي(٢) قد شمّر سراويله إلى نصف الساق، وعليه ثياب مشمّرة، الحديث.

وراوه المفيد في( الإرشاد ): عن علي بن إبراهيم، عن ياسر الخادم والريان بن الصلت جميعاً، عن الرضا( عليه‌السلام ) ، نحوه(٣) .

____________________

٤ - الكافي ٦: ٤٦١ / ٥ ‎

٥ - الكافي ١: ٤٠٨ / ٧ وأورده بتمامه في الحديث ١ من الباب ١٩ من ‎ أبواب صلاة العيدين.

(١) في المصدر: يبكروا.

(٢) كذا في الاصل بالياء، وهو مخالف للقواعد العربية، لكن رأينا سابقاً ان المصنف كتب كلمة( مرائي) بالياء أيضاً، فلاحظ.

(٣) ارشاد المفيد: ٣١٢.

٥٦

[ ٥٨ ٩٢ ] ٦ - الحسن الطبرسي في( مكارم الأخلاق) عن السكوني، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) ، عن آبائه قال: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) : العمائم تيجان العرب، إذا وضعوا العمائم وضع الله عزّهم.

[ ٥٨ ٩٣ ] ٧ - قال: وقال( عليه‌السلام ) : اعتمّوا تزدادوا حلماً.

[ ٥٨ ٩٤ ] ٨ - وعن النبي( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) قال: ركعتان مع العمامة خير من أربع ركعات بغير عمامة.

[ ٥٨ ٩٥ ] ٩ - وعن عبد الله بن سليمان، عن أبيه أن علي بن الحسين( عليه‌السلام ) دخل المسجد وعليه عمامة سوداء قد أرسل طرفيها بين كتفيه.

[ ٥٨ ٩٦ ] ١٠ - وعن معاوية بن عمّار، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: سمعته وهو يقول: دخل رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) الحرم يوم دخل مكة وعليه عمامة سوداء وعليه السلاح.

[ ٥٨ ٩٧ ] ١١ - علي بن موسى بن طاوس في( أمان الأخطار) نقلاً من كتاب الولاية، تأليف أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة - في حديث نصّ النبي( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) على علي( عليه‌السلام ) يوم الغدير - بإسناده في ترجمة عبد الله بن بشر صاحب رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) قال: بعث رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) يوم غدير خمّ إلى علي( عليه‌السلام ) فعمّمه وأسدل العمامة بين كتفيه وقال: هكذا أيّدني ربّي يوم حنين بالملائكة معمّمين وقد أسدلوا العمائم، وذلك حجز بين المسلمين وبين المشركين، الحديث.

____________________

٦ - مكارم الأخلاق: ١١٩.

٧ - مكارم الأخلاق: ١١٩.

٨ - مكارم الأخلاق: ١١٩، باختلاف في اللفظ.

٩ - مكارم الأخلاق: ١١٩، باختلاف في اللفظ.

١٠ - مكارم الأخلاق: ١١٩.

١١ - الأمان من الأخطار: ١٠٣، يأتي، ذيله في الحديث ٦ من الباب ٤٣ من أبواب آداب السفر.

٥٧

[ ٥٨ ٩٨ ] ١٢ - قال: وفي حديث آخر - بإسناده - عمّم رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) علياً يوم غدير خمّ عمامة سدلها بين كتفيه وقال: هكذا أيّدني ربّي بالملائكة ثم أخذ بيده فقال: يا أيها الناس، من كنت مولاه فهذا مولاه، والى الله من والاه، وعادى الله من عاداه(١) .

٣١ - باب ما يستحبّ من القلانس وما يكره منها

[ ٥٨ ٩٩ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن الحكم، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) أنّه كره لباس البرطلة.

[ ٥٩ ٠٠ ] ٢ - وعنه، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: كان رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) يلبس قلنسوة بيضاء مضربة، وكان يلبس في الحرب قلنسوة لها أُذنان.

[ ٥٩ ٠١ ] ٣ - وعنه، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: كان رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) يلبس من القلانس اليمنيّة(٢) والبيضاء والمضربة وذات الأُذنين في الحرب وكانت عمامته السحاب، وكان له برنس يتبرنس به.

____________________

١٢ - الامان من الاخطار: ٩١، تقدم ما يدل على ذلك في الباب ١٩ من أبواب آداب الحمام وعلى استحباب التحنك في الباب ٢٦ من أبواب لباس المصلي.

(١) في الاصل تعليقة طويلة ثم حذفها وبقي منها ما لم يشطب عليه وهو: ذكر ابن طاوس في أمان الأخطار ان التحنك هو ما ذكر في الحديثين المنقولين من كتاب الولاية( منه قده ).

الباب ٣١

فيه ١١ حديثاً،( علماً أنه قد ذكر في الفهرست ١٢ حديثاً )

١ - الكافي ٦: ٤٧٩ / ٥، وأورده في الحديث ١ من الباب ٤٢ من أبواب لباس المصلي.

٢ - الكافي ٦: ٤٦٢ / ٢.

٣ - الكافي ٦: ٤٦١ / ١.

(٢) في هامش الاصل عن نسخة:( اليمنة ).

٥٨

[ ٥٩ ٠٢ ] ٤ - وبهذا الإسناد عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: قال أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) : إذا ظهرت القلانس المتركة ظهر الزنا.

[ ٥٩ ٠٣ ] ٥ - وعن حميد بن زياد، عن الحسن بن محمّد بن سماعة، عن أحمد بن الحسن الميثمي، عن الحسين بن المختار قال: قال أبو عبد الله( عليه‌السلام ) : اعمل لي قلانس بيضاء ولا تكسرها فإن السيّد مثلي لا يلبس المكسّر.

[ ٥٩ ٠٤ ] ٦ - وعن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن يحيى بن ‎ إبراهيم بن أبي البلاد، عن أبيه، عن الحسين بن المختار قال: قال أبو عبد الله( عليه‌السلام ) : اتّخذ لي قلنسوة ولا تجعلها مصبعة(١) ، فإنّ السيد مثلي لا يلبسها - يعني لا تكسرها -.

[ ٥٩ ٠٥ ] ٧ - عبد الله بن جعفر في( قرب الإسناد ): عن هارون بن مسلم ‎ ، عن مسعدة بن زياد، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه أنّ رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) قال: إذا ظهرت القلانس المتركة(٢) ظهر الزنا.

[ ٥٩ ٠٦ ] ٨ - الحسن الطبرسي في( مكارم الأخلاق ): عن محمّد بن علي قال: رأيت على علي بن الحسين(٣) ( عليه‌السلام ) قلنسوة خزّ مبطنة بسمور.

[ ٥٩ ٠٧ ] ٩ - قال: وسئل الرضا( عليه‌السلام ) عن الرجل يلبس البرطلة فقال: قد كان لأبي عبد الله( عليه‌السلام ) مظلة يستظلّ بها من الشمس.

____________________

٤ - الكافي ٦: ٤٧٨ / ٢.

٥ - الكافي ٦: ٤٦٢ / ٣.

٦ - الكافي ٦: ٤٦٢ / ٤.

(١) في نسخة: مصبغة( هامش المخطوط) والمصدر.

٧ - قرب الإِسناد: ٤١.

(٢) في المصدر: المشتركة.

٨ - مكارم الأخلاق: ١٢٠.

(٣) في نسخةٍ: أبي الحسن( هامش المخطوط ).

٩ - مكارم الأخلاق: ١٢٠.

٥٩

[ ٥٩ ٠٨ ] ١٠ - وعن يزيد بن خليفة قال: رآني أبو عبد الله( عليه‌السلام ) أطوف حول الكعبة وعليّ برطلة فقال: لا تلبسها حول الكعبة فإنّها من زي اليهود.

[ ٥٩ ٠٩ ] ١١ - وعن الحسن بن المختار قال: قال لي أبو الحسن الأول( عليه‌السلام ) : اعمل لي قلنسوة ولا تكن مصبعة(١) فإنّ السيد مثلي لا يلبس المصبع(٢) ، والمصبع ) : المكسّر بالظفر.

٣٢ - باب استحباب اتّخاذ النعلين واستجادتهما

[ ٥٩ ١٠ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: أوّل من اتخذ النعلين إبراهيم( عليه‌السلام ) .

[ ٥٩ ١١ ] ٣ - وعن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمّد بن عيسى، عن عبد الله بن عبد الرحمن، عن شعيب، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: قال أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) : استجادة

____________________

١٠ - مكارم الأخلاق: ١٢١.

١١ - مكارم الأخلاق: ١٢١.

(١) في المصدر: مصنعة.

( ٢ و ٣) المصنع، وتقدم ما يدل على ذلك في الحديث ٦ و ١٢ من الباب ١٠ والباب ٢٠ و ٤٢ من أبواب لباس المصلي.

الباب ٣٢

فيه ٦ أحاديث

١ - الكافي ٦: ٤٦٢ / ٢.

٢ - الكافي ٦: ٤٦٢ / ٣.

٣ - الكافي ٦: ٤٦٢ / ١.

٦٠

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607