بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة الجزء ٩

بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة9%

بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة مؤلف:
تصنيف: أمير المؤمنين عليه السلام
الصفحات: 607

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤
  • البداية
  • السابق
  • 607 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 62920 / تحميل: 6526
الحجم الحجم الحجم
بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة

بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة الجزء ٩

مؤلف:
العربية

تتمة الفصل الثامن و العشرون

٤ - الكتاب (٢٧) و من عهد لهعليه‌السلام إلى محمد بن أبى بكر حين قلّده مصر:

فَاخْفِضْ لَهُمْ جَنَاحَكَ وَ أَلِنْ لَهُمْ جَانِبَكَ وَ اُبْسُطْ لَهُمْ وَجْهَكَ وَ آسِ بَيْنَهُمْ فِي اَللَّحْظَةِ وَ اَلنَّظْرَةِ حَتَّى لاَ يَطْمَعَ اَلْعُظَمَاءُ فِي حَيْفِكَ لَهُمْ وَ لاَ يَيْأَسَ اَلضُّعَفَاءُ مِنْ عَدْلِكَ عَلَيْهِمْ فَإِنَّ اَللَّهَ تَعَالَى يُسَائِلُكُمْ مَعْشَرَ عِبَادِهِ عَنِ اَلصَّغِيرَةِ مِنْ أَعْمَالِكُمْ وَ اَلْكَبِيرَةِ وَ اَلظَّاهِرَةِ وَ اَلْمَسْتُورَةِ فَإِنْ يُعَذِّبْ فَأَنْتُمْ أَظْلَمُ وَ إِنْ يَعْفُ فَهُوَ أَكْرَمُ وَ اِعْلَمُوا عِبَادَ اَللَّهِ أَنَّ اَلْمُتَّقِينَ ذَهَبُوا بِعَاجِلِ اَلدُّنْيَا وَ آجِلِ اَلْآخِرَةِ فَشَارَكُوا أَهْلَ اَلدُّنْيَا فِي دُنْيَاهُمْ وَ لَمْ يُشَارِكْهُمْ أَهْلُ اَلدُّنْيَا فِي آخِرَتِهِمْ سَكَنُوا اَلدُّنْيَا بِأَفْضَلِ مَا سُكِنَتْ وَ أَكَلُوهَا بِأَفْضَلِ مَا أُكِلَتْ فَحَظُوا مِنَ اَلدُّنْيَا بِمَا حَظِيَ بِهِ اَلْمُتْرَفُونَ وَ أَخَذُوا مِنْهَا مَا أَخَذَهُ اَلْجَبَابِرَةُ اَلْمُتَكَبِّرُونَ ثُمَّ اِنْقَلَبُوا عَنْهَا بِالزَّادِ اَلْمُبَلِّغِ وَ اَلْمَتْجَرِ اَلرَّابِحِ أَصَابُوا لَذَّةَ

١

زُهْدِ اَلدُّنْيَا فِي دُنْيَاهُمْ وَ تَيَقَّنُوا أَنَّهُمْ جِيرَانُ اَللَّهِ غَداً فِي آخِرَتِهِمْ لاَ تُرَدُّ لَهُمْ دَعْوَةٌ وَ لاَ يَنْقُصُ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنْ لَذَّةٍ فَاحْذَرُوا عِبَادَ اَللَّهِ اَلْمَوْتَ وَ قُرْبَهُ وَ أَعِدُّوا لَهُ عُدَّتَهُ فَإِنَّهُ يَأْتِي بِأَمْرٍ عَظِيمٍ وَ خَطْبٍ جَلِيلٍ بِخَيْرٍ لاَ يَكُونُ مَعَهُ شَرٌّ أَبَداً أَوْ شَرٍّ لاَ يَكُونُ مَعَهُ خَيْرٌ أَبَداً فَمَنْ أَقْرَبُ إِلَى اَلْجَنَّةِ مِنْ عَامِلِهَا وَ مَنْ أَقْرَبُ إِلَى اَلنَّارِ مِنْ عَامِلِهَا وَ أَنْتُمْ طُرَدَاءُ اَلْمَوْتِ إِنْ أَقَمْتُمْ لَهُ أَخَذَكُمْ وَ إِنْ فَرَرْتُمْ مِنْهُ أَدْرَكَكُمْ وَ هُوَ أَلْزَمُ لَكُمْ مِنْ ظِلِّكُمْ اَلْمَوْتُ مَعْقُودٌ بِنَوَاصِيكُمْ وَ اَلدُّنْيَا تُطْوَى مِنْ خَلْفِكُمْ فَاحْذَرُوا نَاراً قَعْرُهَا بَعِيدٌ وَ حَرُّهَا شَدِيدٌ وَ عَذَابُهَا جَدِيدٌ دَارٌ لَيْسَ فِيهَا رَحْمَةٌ وَ لاَ تُسْمَعُ فِيهَا دَعْوَةٌ وَ لاَ تُفَرَّجُ فِيهَا كُرْبَةٌ وَ إِنِ اِسْتَطَعْتُمْ أَنْ يَشْتَدَّ خَوْفُكُمْ مِنَ اَللَّهِ وَ أَنْ يَحْسُنَ ظَنُّكُمْ بِهِ فَاجْمَعُوا بَيْنَهُمَا فَإِنَّ اَلْعَبْدَ إِنَّمَا يَكُونُ حُسْنُ ظَنِّهِ بِرَبِّهِ عَلَى قَدْرِ خَوْفِهِ مِنْهُ وَ إِنَّ أَحْسَنَ اَلنَّاسِ ظَنّاً بِاللَّهِ أَشَدُّهُمْ خَوْفاً لِلَّهِ وَ اِعْلَمْ يَا؟ مُحَمَّدَ بْنَ أَبِي بَكْرٍ؟ أَنِّي قَدْ وَلَّيْتُكَ أَعْظَمَ أَجْنَادِي فِي نَفْسِي أَهْلَ؟ مِصْرَ؟ فَأَنْتَ مَحْقُوقٌ أَنْ تُخَالِفَ عَلَى نَفْسِكَ وَ أَنْ تُنَافِحَ عَنْ دِينِكَ وَ لَوْ لَمْ يَكُنْ لَكَ إِلاَّ سَاعَةٌ مِنَ اَلدَّهْرِ وَ لاَ تُسْخِطِ اَللَّهَ بِرِضَا أَحَدٍ مِنْ خَلْقِهِ فَإِنَّ فِي اَللَّهِ خَلَفاً مِنْ غَيْرِهِ وَ لَيْسَ مِنَ اَللَّهِ خَلَفٌ فِي غَيْرِهِ أقول: رواه الشيخان في (أماليهما)، و رواه الثقفي في (غاراته)، و رواه ابن أبي شعبة الحلبي في (تحفه) و رواه الطبري في (تاريخه).

أمّا الشيخان فرويا بإسنادهما إلى كتاب إبراهيم الثقفي عن عبد اللّه بن محمد ابن عثمان عن علي بن محمد بن أبي سعيد عن فضيل بن الجعد عن أبي إسحاق الهمداني قال: ولّى عليّعليه‌السلام محمد بن أبي بكر مصر و أعمالها و كتب له كتابا و أمره أن يقرأه على أهل مصر و ليعمل بما أوصاه به، فكان الكتاب:

٢

بسم اللّه الرحمن الرحيم، من عبد اللّه عليّ أمير المؤمنين إلى أهل مصر و محمد بن أبي بكر، سلام عليكم فإنّي أحمد إليكم اللّه الذي لا إله إلاّ هو.

أمّا بعد: فإنّي أوصيكم بتقوى اللّه فيما أنتم عنه مسؤلون و إليه تصيرون، فإنّ اللّه تعالى يقول: كل نفس بما كسبت رهينة( ١ ) و يقول:

و يحذركم اللّه نفسه و إلى اللّه المصير( ٢ ) و يقول: فو ربّك لنسألنّهم أجمعين. عمّا كانوا يعملون( ٣) .

و اعلموا عباد اللّه أنّ اللّه عزّ و جل سائلكم عن الصغير من عملكم و الكبير فإن يعذّب فنحن أظلم و إن يعف فهو أرحم الراحمين، يا عباد اللّه إنّ أقرب ما يكون العبد من المغفرة و الرحمة حين يعمل للّه بطاعته و ينصحه في التوبة، عليكم بتقوى اللّه فإنّها تجمع الخير و لا خير غيرها و يدرك بها من الخير ما لا يدرك بغيرها من خير الدنيا و خير الآخرة، قال اللّه عز و جل: و قيل للذين اتّقوا ما ذا أنزل ربكم قالوا خيرا للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة و لدار الآخرة خير و لنعم دار المتقين( ٤) .

اعلموا يا عباد اللّه أنّ المؤمن من يعمل لثلاث: إمّا لخير فإنّ اللّه يثيبه بعمله في دنياه. قال سبحانه لابراهيم: و آتيناه أجره في الدنيا و إنّه في الآخرة لمن الصالحين( ٥ ) فمن عمل للّه تعالى أعطاه أجره في الدنيا و الآخرة و كفاه المهم فيهما و قد قال تعالى يا عبادي الذين آمنوا اتقوا ربكم للّذين أحسنوا في هذه الدّنيا حسنة و أرض اللّه واسعة إنّما يوفّى الصابرون أجرهم

____________________

(١) المدثر: ٣٨.

(٢) آل عمران: ٢٨.

(٣) الحجر: ٩٢ ٩٣.

(٤) النحل: ٣٠.

(٥) العنكبوت: ٢٧.

٣

بغير حساب( ١ ) ، و ما أعطاهم لم يحاسبهم به في الآخرة قال تعالى: للّذين أحسنوا الحسنى و زيادة( ٢ ) و الحسنى هي الجنّة و الزيادة في الدنيا، و إن اللّه تعالى يكفّر بكلّ حسنة سيّئة، قال عز و جل إنّ الحسنات يذهبن السيّئات ذلك ذكرى للذاكرين( ٣ ) حتى إذا كان يوم القيامة حسبت لهم حسناتهم ثم أعطاهم بكلّ واحدة عشر أمثالها إلى سبعمئة ضعف، قال عز و جل: جزاء من ربك عطاء حسابا( ٤ ) و قال: أولئك لهم جزاء الضعف بما عملوا و هم في الغرفات آمنون( ٥ ) فارغبوا في هذا رحمكم اللّه و اعملوا له و حاضّوا عليه.

و اعلموا يا عباد اللّه أنّ المتّقين حازوا عاجل الخير و آجله، شاركوا أهل الدنيا في دنياهم و لم يشاركهم أهل الدنيا في آخرتهم، أباحهم اللّه ما كفاهم و أغناهم، قال عز اسمه: قل من حرّم زينة اللّه الّتي أخرج لعباده و الطيبات من الرزق قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة كذلك نفصّل الآيات لقوم يعلمون( ٦ ) ، سكنوا الدّنيا بأفضل ما سكنت و أكلوها بأفضل ما أكلت، شاركوا أهل الدنيا في دنياهم فأكلوا معهم من طيبات ما يأكلون و شربوا من طيبات ما يشربون، و لبسوا من أفضل ما يلبسون و سكنوا من أفضل ما يسكنون و تزوّجوا من أفضل ما يتزوّجون و ركبوا من أفضل ما يركبون، أصابوا لذّة الدنيا مع أهل الدنيا و هم غدا جيران اللّه، يتمنّون عليه فيعطيهم ما تمنّوه و لا يردّ لهم دعوة و لا ينقص لهم نصيبا من اللذة، فإلى هذا

____________________

(١) الزمر: ١٠.

(٢) يونس: ٢٦.

(٣) هود: ١١٤.

(٤) النبأ: ٣٦.

(٥) سبأ: ٣٧.

(٦) الأعراف: ٣٢.

٤

يا عباد اللّه يشتاق من كان له عقل و يعمل له بتقوى اللّه، و لا حول و لا قوة إلاّ باللّه.

يا عباد اللّه إن اتّقيتم اللّه و حفظتم نبيّكم في أهل بيته فقد عبدتموه بأفضل ما عبد، و ذكرتموه بأفضل ما ذكر و شكرتموه بأفضل ما شكر، و أخذتم بأفضل الصّبر و الشّكر، و اجتهدتم بأفضل الاجتهاد، و ان كان غيركم أطول منكم صلاة و أكثر منكم صياما فأنتم أتقى للّه عزّ و جلّ منهم و أنصح لأولي الأمر.

احذروا عباد اللّه الموت و سكرته، فإنّه يفجأكم بأمر عظيم بخير لا يكون معه شرّ أبدا أو بشرّ لا يكون معه خير أبدا، فمن أقرب إلى الجنّة من عاملها و من أقرب إلى النّار من عاملها، إنّه ليس أحد من الناس تفارق روحه جسده حتى يعلم إلى أيّ المنزلتين يصير إلى الجنّة أم النّار و عدوّ للّه أم وليّ، فان كان وليا فتحت له أبواب الجنة و شرع له طرقها و نظر إلى ما أعد اللّه له فيها، ففرغ من كلّ شغل و وضع عنه كلّ ثقل، و إن كان عدوا للّه فتحت له أبواب النّار و شرع له طرقها و نظر إلى ما أعدّ اللّه فيها فاستقبل كلّ مكروه و ترك كلّ سرور، كلّ هذا يكون عند الموت و عنده يكون اليقين، قال اللّه تعالى: الّذين تتوفّاهم الملائكة ظالمي أنفسهم فألقوا السّلم ما كنّا نعمل من سوء بلى إنّ اللّه عليم بما كنتم تعملون. فادخلوا أبواب جهنّم خالدين فيها فبئس مثوى المتكبرّين( ١) .

عباد اللّه إنّ الموت ليس منه فوت فاحذروه قبل وقوعه و أعدّوا له عدّته، فإنّكم طرد الموت، إنّ أقمتم له أخذكم و إن فررتم منه أدرككم، و هو ألزم لكم من ظلّكم، الموت معقود بنواصيكم و الدنيا تطوى خلفكم عند ما تنازعكم إليه

____________________

(١) النمل: ٢٨ ٢٩.

٥

أنفسكم من الشهوات، فكفى بالموت واعظا، و كان رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كثيرا ما يوصي أصحابه بذكر الموت فيقول: «أكثروا ذكر الموت فإنّه هادم اللذّات حائل بينكم و بين الشهوات».

يا عباد اللّه ما بعد الموت لمن لا يغفر له أشدّ من الموت، القبر، فاحذروا ضيقه و ضنكه و ظلمته و غربته، إنّ القبر يقول كلّ يوم: أنا بيت الغربة، أنا بيت التراب، أنا بيت الوحشة، أنا بيت الدود و الهوام، و القبر روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النيران، إنّ العبد المؤمن إذا دفن قالت الأرض مرحبا و أهلا قد كنت ممّن أحبّ أن يمشي على ظهري، فإذ وليتك فستعلم كيف صنيعي بك فتتّسع له مدّ البصر، و إن الكافر إذا دفن قالت له الأرض: لا مرحبا بك و لا أهلا، لقد كنت من أبغض من يمشي على ظهري، فإذ وليتك فستعلم كيف صنيعي بك، فتضمّه حتى تلقي أضلاعه، و إن المعيشة الضنك التي حذّر اللّه منها عدوّه، عذاب القبر، إنّه يسلّط على الكافر في قبره تسعة و تسعين تنينا فينهشن لحمه و يكسرن عظمه يتردّدن عليه كذلك إلى يوم يبعث، لو أن تنينا منها تنفخ في الأرض لم تنبت زرعا.

يا عباد اللّه إن أنفسكم الضعيفة و أجسادكم الناعمة الرقيقة التي يكفيها اليسير تضعف عن هذا، فإن استطعتم أن تنزعوا أجسادكم و أنفسكم ممّا لا طاقة لكم به و لا صبر لكم عليه فاعملوا بما أحبّ اللّه و أتركوا ما كره اللّه.

يا عباد اللّه إنّ بعد البعث ما هو أشدّ من القبر، يوم يشيب فيه الصغير و يسكر فيه الكبير و يسقط فيه الجنين و تذهل كلّ مرضعة عمّا أرضعت، يوم عبوس قمطرير، يوم كان شرّه مستطيرا، إنّ فزع ذلك اليوم ليرهب الملائكة الذين لا ذنب لهم، و ترعد منه السبع الشداد و الجبال الأوتاد و الأرض المهاد، و تنشقّ السماء فهي يومئذ واهية و تتغير فكأنها كالدهان، و تكون الجبال

٦

كثيبا مهيلا بعد ما كانت صمّا صلابا، و ينفخ في الصور فيفزع من في السماوات و الأرض إلاّ ما شاء اللّه، فكيف من عصى بالسمع و البصر و اللسان و اليد و الرجل و الفرج و البطن، إن لم يغفر اللّه له و يرحمه من ذلك اليوم لأنّه يصير إلى غيره، إلى نار قعرها بعيد و حرّها شديد و شرابها صديد و عذابها جديد و مقامعها حديد لا يفتر عذابها و لا يموت ساكنها، دار ليس فيها رحمة و لا تسمع لأهلها دعوة.

و اعلموا يا عباد اللّه ان مع هذا رحمة اللّه التي لا تقصر عن العباد، جنة عرضها كعرض السماء و الأرض اعدت للمتقين، لا يكون معها شرّ أبدا، لذّاتها لا تملّ و مجتمعها لا يتفرق، سكّانها قد جاوروا الرحمن و قام بين أيديهم الغلمان بصحاف من ذهب فيها الفاكهة و الريحان.

ثم اعلم يا محمد بن أبي بكر أنّي قد ولّيتك أعظم أجنادي في نفسي، أهل مصر، فإذ ولّيتك ما وليتك من أمر الناس فأنت حقيق أن تخاف منه على نفسك و ان تحذر منه على دينك، فإن استطعت ألاّ تسخط ربّك برضا أحد من خلقه فافعل، فإنّ في اللّه عز و جل خلفا من غيره و ليس في شي‏ء سواه خلف منه، إشتدّ على الظالم و خذ عليه، و لن لأهل الخير و قرّبهم و اجعلهم بطانتك و أقرانك إلى أن قال:

يا محمّد بن أبي بكر إعلم أن أفضل العفّة الورع في دين اللّه و العمل بطاعته، و إنّي أوصيك بتقوى اللّه في أمر سرّك و علانيتك و على أيّ حال كنت عليه، و الدّنيا دار بلاء و دار فناء و الآخرة دار الجزاء و دار البقاء، و اعمل لما بقي و اعدل عمّا يفنى و لا تنس نصيبك من الدنيا.

أوصيك بسبع هن جوامع الاسلام: تخشى اللّه عز و جل في النّاس و لا تخش الناس في اللّه، و خير القول ما صدّقه العمل، و لا تقض في أمر واحد

٧

بقضاءين مختلفين فيختلف أمرك و تزيغ عن الحق، و أحبّ لعامّة رعيّتك ما تحبّ لنفسك و أهل بيتك و اكره لهم ما تكره لنفسك و أهل بيتك فإنّ ذلك أوجب للحجّة و أصلح للرعية، و خض الغمرات إلى الحقّ و لا تخف في اللّه لومة لائم، و انصح المرء إذا استشارك و اجعل نفسك اسوة لقريب المسلمين و بعيدهم.

جعل اللّه مودّتنا في الدين، و حلاّنا و إيّاكم حلية المتقين، و أبقى لكم طاعتكم حتى يجعلنا و إيّاكم بها اخوانا على سرر متقابلين.

أحسنوا أهل مصر مؤازرة محمّد أميركم و اثبتوا على طاعته تردوا حوض نبيكم، أعاننا اللّه على ما يرضيه و السلام و رحمة اللّه و بركاته( ١ ) ( ٢) .

و أمّا ما رواه الثقفي، فروى عن يحيى بن صالح عن مالك بن خالد الأسدي عن الحسن بن إبراهيم عن عبد اللّه بن الحسن قال: كتب عليّعليه‌السلام إلى أهل مصر لما بعث محمد بن أبي بكر إليهم يخاطبهم فيه و يخاطب محمدا أيضا فيه:

أمّا بعد، فإنّي أوصيكم بتقوى اللّه في سرائركم و علانيتكم و على أيّ حال كنتم عليها، و ليعلم المرء منكم أنّ الدنيا دار بلاء و فناء و الآخرة دار جزاء و بقاء فمن استطاع أن يؤثر ما بقي على ما يفنى فليفعل فإنّ الآخرة تبقى و الدنيا تفنى، رزقنا اللّه و إياكم بصرا لما بصرنا و فهما لما فهمنا حتى لا نقصر عمّا أمرنا و لا نتعدى إلى ما نهانا.

و اعلم يا محمد أنّك إلى نصيبك من الآخرة أحوج، فان عرض لك أمران أحدهما للآخرة و الآخر للدنيا فابدأ بأمر الآخرة، و لتعظم رغبتك في الخير و لتحسن فيه نيّتك، فإنّ اللّه عز و جل يعطي العبد على قدر نيته، و إذا أحبّ الخير

____________________

(١) أمالي المفيد: ٢٦٠ ح ٣ المجلس ٣١.

(٢) أمالي الطوسي ١: ٢٤ الجزء ١.

٨

و أهله و لم يعمله كان إن شاء اللّه كمن عمله، فإنّ رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال حين رجع من تبوك «إنّ بالمدينة لأقواما ما سرتم من مسير و لا هبطتم من دار إلاّ كانوا معكم ما حبسهم إلاّ المرض» يقول كانت لهم نية ثم اعلم يا محمد أنّي ولّيتك أعظم أجنادي، أهل مصر، و ولّيتك ما ولّيتك من أمر الناس فأنت محقوق أن تخاف على نفسك و تحذر فيه على دينك و لو كان ساعة من نهار فإن استطعت أن لا تسخط ربّك لرضى أحد من خلقه فافعل، فإنّ في اللّه خلفا من غيره و ليس في شي‏ء خلف منه، فاشتدّ على الظالم و لن لأهل الخير و قرّبهم إليك و اجعلهم بطانتك و اخوانك( ١) .

و عن يحيى بن صالح أيضا بالإسناد قال: كتب عليّعليه‌السلام إلى محمد و أهل مصر: أمّا بعد فإنّي أوصيكم بتقوى اللّه و العمل بما أنتم عنه مسؤولون و أنتم به رهن و إليه صائرون، فإنّ اللّه عز و جل يقول: كلّ نفس بما كسبت رهينة( ٢ ) و قال: و يحذّركم اللّه نفسه و إلى اللّه المصير( ٣ ) و قال فو ربّك لنسألنّهم أجمعين. عمّا كانوا يعملون( ٤) .

فاعلموا عباد اللّه أنّ اللّه سائلكم عن الصغير من أعمالكم و الكبير، فإن يعذّب فنحن الظالمون و إن يغفر و يرحم فهو أرحم الراحمين.

و اعلموا أنّ أقرب ما يكون العبد إلى الرّحمة و المغفرة حين ما يعمل بطاعة اللّه و مناصحته في التوبة، فعليكم بتقوى اللّه تعالى فإنّها تجمع من الخير ما لا يجمع غيرها و يدرك بها من الخير ما لا يدرك بغيرها، خير الدنيا و خير الآخرة، يقول سبحانه: و قيل للّذين اتّقوا ما ذا أنزل ربكم قالوا خيرا

____________________

(١) الغارات ١: ٢٢٨ ٢٣٠.

(٢) المدثر: ٣٨.

(٣) آل عمران: ٢٨.

(٤) الحجر: ٩٢ ٩٣.

٩

للّذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة و لدار الآخرة خير و لنعم دار المتّقين( ١) .

و اعلموا عباد اللّه أن المؤمنين المتقين قد ذهبوا بعاجل الخير و آجله، شاركوا أهل الدنيا في دنياهم و لم يشاركهم أهل الدنيا في آخرتهم، يقول اللّه عز و جل قل من حرم زينة اللّه التي أخرج لعباده و الطيبات من الرزق قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة( ٢ ) ، سكنوا الدنيا بأفضل ما سكنت و أكلوها بأفضل ما أكلت، شاركوا أهل الدنيا في دنياهم فأكلوا من أفضل ما يأكلون و شربوا من أفضل ما يشربون و لبسوا من أفضل ما يلبسون، أصابوا لذّة أهل الدّنيا مع أهل الدنيا مع أنّهم غدا جيران اللّه يتمنّون عليه لا يردّ لهم دعوة و لا ينقص لهم لذّة أما في هذا ما يشتاق إليه من كان له عقل؟

و اعلموا عباد اللّه أنّكم إن اتّقيتم ربّكم و حفظتم نبيّكم في أهل بيته، فقد عبدتموه بأفضل ما عبد و ذكرتموه بأفضل ما ذكر و شكرتموه بأفضل ما شكر و أخذتم بأفضل الصبر و جاهدتم بأفضل الجهاد، و إن كان غيركم أطول صلاة منكم و أكثر صياما إذ كنتم اتقى للّه و أنصح لأولياء اللّه من آل محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم و أخشع.

و احذروا عباد اللّه الموت و نزوله و خذوا له فإنّه يدخل بأمر عظيم، خير لا يكون معه شرّ أبدا و شرّ لا يكون معه خير أبدا، ليس أحد من الناس يفارق روحه جسده حتّى يعلم إلى أيّ المنزلين يصير، إلى الجنة أم إلى النار، أعدوّ هو للّه أم وليّ، فإن كان وليّا فتحت له أبواب الجنّة و شرع له طريقها و نظر إلى ما أعدّ اللّه عزّ و جلّ لأوليائه فيها، فرغ من كلّ شغل و وضع من كل ثقل، و إن

____________________

(١) النحل: ٣٠.

(٢) الأعراف: ٣٢.

١٠

كان عدوّا فتحت له أبواب النّار و سهّل له طريقها و نظر إلى ما أعدّ اللّه لأهلها و استقبل كلّ مكروه و فارق كلّ سرور، قال تعالى: خالدين فيها فبئس مثوى المتكبرين( ١) .

و اعلموا عباد اللّه أنّ الموت ليس منه فوت فاحذروه و أعدّوا له عدّته، فانكم طرداء الموت، إن أقمتم أخذكم و إن هربتم أدرككم و هو ألزم لكم من ظلّكم معقود بنواصيكم و الدنيا تطوى من خلفكم. إلى آخر ما مر عن الاماليّين مع أدنى اختلاف، ففيه بدل قوله «من ذلك اليوم... «و اعلموا عباد اللّه أنّ ما بعد ذلك اليوم أشدّ و أدهى»( ٢) .

و أما الحلبي فقال في (تحفه): «و منه إلى محمد بن أبي بكر و أهل مصر:

أمّا بعد فقد وصل كتابك و فهمت ما سألت عنه و أعجبني اهتمامك بما لا بدّ لك منه و ما لا يصلح المسلمين غيره، و ظننت أنّ الذي أخرج ذلك منك نيّة صالحة و رأي غير مدخول، أمّا بعد فعليك بتقوى اللّه في مقامك و مقعدك و سرّك و علانيتك، و إذا أنت قضيت بين الناس فاخفض لهم جناحك و ليّن لهم جانبك، و ابسط لهم وجهك و آس بينهم في اللحظ و النظر، حتى لا يطمع العظماء في حيفك لهم و لا ييأس الضعفاء من عدلك عليهم، و أن تسأل المدعي البيّنة و على المدّعى عليه اليمين، و من صالح أخاه على صلح فأجز صلحه إلاّ أن يكون صلحا يحرّم حلالا أو يحلّل حراما، و آثر الفقهاء و أهل الصدق و الوفاء و الحياء و الورع على أهل الفجور و الكذب و الغدر، و ليكن الصالحون الأبرار إخوانك و الفاجرون الغادرون أعداؤك، و ان أحبّ اخواني الي أكثرهم للّه ذكرا و أشدّهم منه خوفا، و أرجو أن تكون منهم إن شاء اللّه. و إنّي أوصيكم بتقوى اللّه فيما

____________________

(١) الزمر: ٧٢.

(٢) الغارات ١: ٢٣١ ٢٤٤.

١١

أنتم عنه مسؤولون و عمّا أنتم إليه صائرون، فإنّ اللّه تعالى قال في كتابه:

كلّ نفس بما كسبت رهينة( ١ ) و قال و يحذّركم اللّه نفسه( ٢ ) . مثل ما مر مع أدنى اختلاف و الأصل في الجميع واحد.

و أمّا الطبري فروى عن أبي مخنف عن الحارث بن كعب الوالبي عن أبيه قال: كنت مع محمد بن أبي بكر حين قدم مصر فقرأ عليهم عهده «هذا ما عهد عليه عبد اللّه عليّ أمير المؤمنين إلى محمّد بن أبي بكر حين ولاّه مصر، أمره بتقوى اللّه في السرّ و العلانية و خوف اللّه عز و جل في المغيب و المشهد، و باللين على المسلمين و بالغلظة على الفاجرين، و بالعدل على أهل الذمة و بانصاف المظلوم و بالشدة على الظالم، و بالعفو عن الناس و بالاحسان ما استطاع، و اللّه يجزي المحسنين و يعذّب المجرمين، و أمره أن يدعو من قبله أهل الطاعة و الجماعة، فإنّ لهم في ذلك من العاقبة و عظيم المثوبة ما لا يقدرون قدره و لا يعرفون كنهه، و أمره أن يجبي خراج الأرض على ما كانت تجبى عليه من قبل لا ينقص منه و لا يبتدع فيه، ثم يقسمه بين أهله على ما كانوا يقسمون عليه من قبل، و أن يليّن لهم جناحه و أن يواسي بينهم في مجلسه وجهه، و ليكن القريب و البعيد في الحق سواء، و أمره أن يحكم بين الناس بالحق و أن يقوم بالقسط و لا يتّبع الهوى و لا يخاف في اللّه عزّ و جلّ لومة لائم، فإنّ اللّه جلّ ثناؤه مع من اتّقى و آثر طاعته و أمره على ما سواه( ٣) .

و رواه الثقفي في (غاراته) كما مرّ في سابقه، و مرّ خبر انّ أن محمدا لما قتل أخذ كتبه أجمع فبعث بها إلى معاوية و فيها كتاب كتبهعليه‌السلام له فيه أدب

____________________

(١) المدثر: ٣٨.

(٢) تحف العقول: ١٧٦ ١٨٠. و الآية ٢٨ من آل عمران.

(٣) تاريخ الطبري ٤: ٥٥٦.

١٢

و سنّة و أن معاوية كان ينظر فيه و يتعجّب منه و قال لجلسائه: نقول للناس: إنّه كان من كتب أبي بكر، و أنهعليه‌السلام تأسف على وصول ذلك الكتاب إلى معاوية.

و الظاهر عدم نقل ذلك الكتاب لنا لأن المفهوم من الخبر الثاني أنّه كان مشحونا من سنن لا يعرفها الناس، و الكتاب الواصل ليس فيه إلاّ مختصر من الوضوء و الصلاة.

قول المصنف (و من عهد لهعليه‌السلام إلى محمد بن أبي بكر) زادهم (ابن ميثم)( ١ ) و (الخطية) «رحمه اللّه» و (ابن أبي الحديد)( ٢ ) «رضي‌الله‌عنه ».

(حين قلّده مصر) جميع ما نقله المصنف لم يكن حين التقليد بل حينه و بعده كما عرفت من روايات غارات الثقفي، قلّده بعد قيس بن سعد بن عبادة.

قولهعليه‌السلام «و اخفض لهم جناحك» خفض الجناح كناية عن التواضع و يعبّر عنه بالفارسية «بشكسته بالي» و الأصل فيه قوله تعالى لنبيه: و اخفض جناحك لمن اتّبعك من المؤمنين( ٣) .

في (تاريخ بغداد): كان موسى بن إسحاق القاضي لا يرى متبسّما قطّ، فقالت له امرأة: أيّها القاضي لا يحلّ لك أن تحكم بين الناس، فإنّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: «لا يحل للقاضي أن يحكم بين اثنين و هو غضبان» فتبسّم( ٤) .

«و ألن لهم جانبك» قال تعالى لنبيه: فبما رحمة من اللّه لنت لهم و لو كنت فظا غليظ القلب لانفضّوا من حولك( ٥) .

«و ابسط لهم وجهك» قال لقمان لابنه: و لا تصعّر خدك للناس و لا تمش

____________________

(١) شرح ابن ميثم ٤: ٤١٩.

(٢) شرح ابن أبي الحديد ١٥: ١٦٣.

(٣) الشعراء: ٢١٥.

(٤) تاريخ بغداد ١٣: ٥٣.

(٥) آل عمران: ١٥٩.

١٣

في الأرض مرحا انّك لن تخرق الأرض و لن تبلغ الجبال طولا. كلّ ذلك كان سيّئه عند ربّك مكروها( ١) .

«و آس» أي: ساو، و في النهاية أي: إجعل كلّ واحد منهم اسوة خصمه.

«بينهم في اللحظة» أي: النظر بمؤخّر العين.

«و النظرة» أي: تأمّل الشي‏ء بالعين.

في الخبر كان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقسم لحظاته بين جلسائه( ٢ ) ، و قال خالد بن صفوان لوال دخل عليه: قدمت فأعطيت كلاّ بقسطه من نظرك و مجلسك و صلاتك و عدلك حتى كأنّك من كلّ أحد أو كأنّك لست من أحد.

«حتى لا يطمع العظماء في حيفك» أي: جورك.

«لهم و لا ييأس الضعفاء من عدلك عليهم» و قالعليه‌السلام لشريح: ثمّ و اس بين المسلمين بوجهك و منطقك و مجلسك حتّى لا يطمع قريبك في حيفك و لا ييأس عدوّك من عدلك( ٣) .

روت العامّة عن زيد بن أسلم عن أبيه قال: خلا عمر لبعض شأنه و قال:

أمسك عليّ الباب، فطلع الزبير، فكرهته حين رأيته، فأراد أن يدخل، فقلت: هو على حاجة، فلم يلتفت إليّ و أهوى ليدخل، فوضعت يدي في صدره، فضرب أنفي فأدماه، ثم رجع، فدخلت على عمر فقال: ما بك؟ قلت: الزبير، فأرسل إليه، ثمّ دخل الزبير، فجئت لأنظر ما يقول له، فقال له: ما حملك على ما صنعت أدميتني للناس. فقال الزبير يحكيه و يمطّط في كلامه «أدميتني»، أتحجب عنّا يا ابن الخطاب، فو اللّه ما احتجب عنّي النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم و لا أبو بكر. فقال عمر

____________________

(١) الاسراء: ٣٧ ٣٨.

(٢) معاني الاخبار: ٨٢.

(٣) الكافي ٢: ٤١٣ ح ١: الفقيه ٣: ٨ ح ١٠: التهذيب ٦: ٢٢٦ ح ١.

١٤

كالمعتذر: إنّي كنت في بعض شأني، فلما سمعته يعتذر إليه يئست من أن يأخذ لي بحقّي منه، و خرج الزبير، فقال عمر: إنّه الزّبير و آثاره ما تعلم( ١) .

«فان اللّه تعالى يسائلكم معشر عباده عن الصغيرة من أعمالكم و الكبيرة» و كل صغير و كبير مستطر( ٢ ) ، و يقولون يا ويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة و لا كبيرة إلاّ أحصاها و وجدوا ما عملوا حاضرا( ٣ ) ، يومئذ يصدر الناس أشتاتا ليروا أعمالهم. فمن يعمل مثقال ذرّة خيرا يره. و من يعمل مثقال ذرّة شرّا يره( ٤) .

«و الظاهرة و المستورة» قال لقمان لابنه: يا بني إنّها إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في السماوات أو في الأرض يأت بها اللّه إنّ اللّه لطيف خبير( ٥ ) ، يعلم خائنة الأعين و ما تخفي الصدور( ٦ ) و لا تكتموا الشهادة و من يكتمها فإنّه آثم قلبه( ٧ ) ، إن السمع و البصر و الفؤاد كلّ أولئك كان عنه مسؤولا( ٨) .

و عن أبي جعفرعليه‌السلام : كان في بني إسرائيل قاض كان يقضي بالحق فيهم، فلما حضره الموت قال لامرأته: إذا أنا متّ فاغسليني و كفّنيني و ضعيني على سريري و غطّي وجهي، فإنّك لا ترين سوء، فلمّا مات فعلت ذلك، ثم مكثت بذلك حينا، ثم إنّها كشفت عن وجهه لتنظر إليه، فإذا هي بدودة

____________________

(١) رواه ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة ١٢١: ٤٥ ٤٦، بتصرّف.

(٢) القمر: ٥٣.

(٣) الكهف: ٤٩.

(٤) الزلزلة: ٦.

(٥) لقمان: ١٦.

(٦) غافر: ١٩.

(٧) البقرة: ٢٨٣.

(٨) الاسراء: ٣٦.

١٥

تقرض منخره، ففزعت من ذلك، فلمّا كان الليل أتاها في منامها فقال لها:

أفزعك ما رأيت؟ قالت: أجل لقد فزعت. فقال لها: أما لئن كنت فزعت ما كان الذي رأيت إلاّ في أخيك فلان، أتاني و معه خصم له، فلمّا جلسا إليّ قلت: اللّهم اجعل الحق له و وجّه القضاء على صاحبه، فلمّا اختصما كان الحق له و رأيت ذلك بيّنا في القضاء، فوجّهت القضاء له على صاحبه، فأصابني ما رأيت لموضع هواي مع موافقة الحقّ( ١) .

«فإن يعذّب» قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لا ينقضي كلام شاهد الزور بين يدي الحاكم حتى يتبوأ مقعده من النار( ٢) .

«فأنتم أظلم» قال ابن أبي الحديد: أفعل ها هنا بمعنى فاعل( ٣) .

قلت: يمكن أن يكون من باب و جزاء سيّئة سيّئة مثلها( ٤ ) و يمكن أن يكون المراد: إنكم أظلم من كلّ عبد عصى سيّده.

«و إن يعف فهو أكرم» من كلّ سلطان يعفو عن رعيته: و ما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم و يعفو عن كثير( ٥) .

«و اعلموا عباد اللّه أنّ المتّقين ذهبوا بعاجل الدنيا و آجل الآخرة فشاركوا أهل الدنيا في دنياهم و لم يشاركهم أهل الدنيا في آخرتهم» قد عرفت في أسانيده أنهعليه‌السلام إستشهد لكلامه بقوله تعالى: قل من حرّم زينة اللّه الّتي أخرج لعباده و الطيّبات من الرزق قل هي للّذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيمة

____________________

(١) الكافي ٧: ٤١٠ ح ٢، التهذيب ٦: ٢٢٢ ح ٢١، أمالي الطوسي ١: ١٢٦ ١٢٧ الجزء ٥.

(٢) الكافي ٧: ٣٨٣ ح ٣.

(٣) شرح ابن أبي الحديد ١٥: ١٦٥.

(٤) الشورى: ٤٠.

(٥) الشورى: ٣٠.

١٦

كذلك نفصّل الآيات لقوم يعلمون( ١) .

«سكنوا من الدّنيا بأفضل ما سكنت و أكلوها بأفضل ما اكلت فحظوا» يقال:

حظي فلان عند السلطان، و حظيت المرأة عند الزوج.

«من الدّنيا بما حظي به المترفون» قال ابن دريد: رجل مترف: منعّم( ٢) .

«و أخذوا منها ما أخذه الجبابرة المتكبّرون» قد عرفت من روايات الثقفي انّه بدّل قوله «فحظوا إلى المتكبرون» بقوله «فأكلوا معهم من طيّبات ما يأكلون، و شربوا من طيبات ما يشربون، و لبسوا من أفضل ما يلبسون، و سكنوا من أفضل ما يسكنون، و تزوّجوا من أفضل ما يتزوّجون، و ركبوا من أفضل ما يركبون»( ٣ ) ، و ما هنا إجمال و ثمة تفصيل، فاللّذائذ الدنيوية منحصرة في هذه الستة من المآكل و المشارب و الملابس و المساكن و المناكح و المراكب.

«ثم انقلبوا عنها بالزاد المبلّغ» أي: زاد التقوى الذي وصفه تعالى بكونه خير زاد.

«و المتجر الرابح» و هو الايمان و عمل الصالحات.

«أصابوا لذّة زهد الدنيا في دنياهم» لأن الزهد فيها ليس بترك نعيمها بل بعدم العلقة بها كما قال تعالى لكيلا تأسوا على ما فاتكم و لا تفرحوا بما آتاكم( ٤ ) ، و أما الحريص فدائما متألم بفوت ما فات من دنياه و عدم حصول زيادة له.

____________________

(١) الاعراف: ٣٢.

(٢) جمهرة اللغة ١: ٣٩٣.

(٣) الغارات باختلاف يسير ١: ٢٣٦، و أمالي المفيد: ٢٦٣، أمالي الطوسي ١: ٢٦.

(٤) الحديد: ٢٣.

١٧

«و تيقنوا أنّهم جيران اللّه غدا في آخرتهم» سلام قولا من ربّ رحيم( ١) ، و الملائكة يدخلون عليهم من كلّ باب. سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار( ٢ ) ، وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة( ٣) .

«لا تردّ لهم دعوة» و لهم ما يدّعون( ٤) .

«و لا ينقص لهم نصيب من لذّة» و إذا رأيت ثمّ رأيت نعيما و ملكا كبيرا.

عاليهم ثياب سندس خضر و إستبرق و حلّوا أساور من فضة و سقاهم ربهم شرابا طهورا. إنّ هذا كان لكم جزاء و كان سعيكم مشكورا( ٥) .

«فاحذروا عباد اللّه الموت و قربه» فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة و لا يستقدمون( ٦) .

«و أعدّوا له عدّته» و أنفقوا ممّا رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت فيقول ربّ لو لا أخّرتني إلى أجل قريب فأصّدّق و أكن من الصالحين. و لن يؤخّر اللّه نفسا إذا جاء أجلها و اللّه خبير بما تعملون( ٧) .

«فإنّه يأتي بأمر عظيم و خطب» أي: شأن.

«جليل، بخير لا يكون معه شرّ أبدا أو شرّ لا يكون معه خير أبدا» قال ابن أبي الحديد: نص في مذهب أصحابنا في الوعيد، أنّ من دخل النّار فليس بخارج منها، و لو كان خارجا منها لكان الموت قد جاءه بشرّ معه خير...( ٨) .

____________________

(١) يس: ٥٨.

(٢) الرعد: ٢٣ ٢٤.

(٣) القيامة: ٢٢ ٢٣.

(٤) يس: ٥٧.

(٥) الإنسان: ٢٠ ٢٢.

(٦) الاعراف: ٣٤.

(٧) المنافقون: ١٠ ١١.

(٨) شرح ابن أبي الحديد ١٥: ١٦٦.

١٨

قلت: يمكن حمل كلامهعليه‌السلام على القرآن و أكثر الأخبار في الاقتصار على ذكر المؤمنين المخلصين و الكافرين دون المؤمنين المسرفين.

و في (اعتقادات الصدوق): قيل لأمير المؤمنينعليه‌السلام : صف لنا الموت.

فقال: على الخبير سقطتم، هو أحد ثلاثة أمور ترد عليه: إمّا بشارة بنعيم الأبد و إمّا بشارة بعذاب الأبد، و إمّا تحزين و تهويل و أمر مبهم لا يدرى من أيّ الفرق هو، فأمّا وليّنا المطيع لأمرنا فهو المبشّر بنعيم الأبد، و أمّا عدونا المخالف علينا فهو المبشّر بعذاب الأبد، و أمّا المبهم أمره الذي لا يدرى ما حاله فهو المؤمن من المسرف على نفسه يأتيه الخير مبهما محزنا ثم لن يسوّيه اللّه تعالى بأعدائنا و لكن يخرجه من النار بشفاعتنا، فاعملوا و أطيعوا و لا تتكلوا و لا تستصغروا عقوبة اللّه عزّ و جلّ، فإنّ من المسرفين ما لا يلحقه شفاعتنا إلاّ بعذاب ثلاثمئة ألف سنة.

و سئل الحسنعليه‌السلام عن الموت فقال: أعظم سرور يرد على المؤمنين إذا انقلبوا عن دار النكد إلى نعيم الأبد، و أعظم ثبور يرد على الكافرين إذا نقلوا عن جنتهم إلى نار لا تبيد و لا تنفد.

و لما أشتدّ الأمر بالحسينعليه‌السلام نظر إليه من كان معه فإذا هو بخلافهم لأنّهم كلّما اشتدّ الأمر بهم تغيّرت ألوانهم و ارتعدت فرائصهم و وجلت قلوبهم و وجبت جنوبهم، و كان الحسين و بعض خصائصه تشرق ألوانهم و تهدأ جوارحهم و تسكن نفوسهم، و قال بعضهم لبعض: انظروا إليه ما يبالي الموت، فقالعليه‌السلام لهم: صبرا بني الكرام فما الموت إلاّ قنطرة تعبر بكم من البؤس و الضرّاء إلى الجنان الواسعة و النعيم الدائم، فأيّكم يكره أن ينقل من سجن إلى قصر و ما هو لأعدائكم إلاّ كمن ينقل من قصر إلى سجن و عذاب أليم.

١٩

و قيل لعلي بن الحسينعليه‌السلام : ما الموت؟ فقال: للمؤمن كنزع ثياب و سخة قملة أو فك قيود ثقيلة و الاستبدال بأفخر الثياب و أطيبها روائح و أوطأ المراكب و آنس المنازل، و للكافر كخلع ثياب فاخرة و النقل عن منازل أنيسة و الاستبدال بأوسخ الثياب و أخشنها و أوحش المنازل و أعظم العذاب.

و قيل لمحمد الباقرعليه‌السلام : ما الموت؟ قال: هو النوم الذي يأتيكم كلّ ليلة إلاّ انّه طويل لا ينبه منه إلاّ يوم القيامة، فمن رأى في نومه من أصناف الفرح ما لا يقادر قدره و رأى في منامه من أصناف الأهوال ما لا يقادر قدره فكيف حال فرحه في النوم و وجله فيه، هذا هو الموت فاستعدوا له.

و قيل للصادقعليه‌السلام : صنف لنا الموت. فقال: هو للمؤمن كأطيب ريح يشم فينعس لطيبه و ينقطع التعب و الألم كلّه عنه، و للكافر كلسع الأفاعي و لذع العقارب و أشد. قيل له: فإنّ قوما يقولون: إنّه أشدّ من نشر بالمناشير و قرض بالمقاريض و رضخ بالحجارة و تدوير قطب الأرحية في الأحداق. فقالعليه‌السلام :

كذلك هو على بعض الكافرين و الفاجرين، ألا ترون منهم من يعاين تلك الشدائد؟ قيل: فما بالنا نرى كافرا يسهل عليه النزع فينطفى‏ء و هو يضحك و يتحدّث و يتكلّم، و في المؤمنين من يكون كذلك، و في المؤمنين و الكافرين من يقاسي عند سكرات الموت هذه الشدائد؟ فقالعليه‌السلام : ما كان من راحة للمؤمن هناك فهو عاجل ثوابه، و ما كان من شدّة فتمحيصه من ذنوبه ليرد الآخرة نفيضا نظيفا مستحقا لثواب الأبد لا مانع له دونه، و ما كان من سهولة هناك على الكافر فليتوفّى أجر حسناته ليرد الآخرة و ليس له إلاّ ما يوجب العذاب، و ما كان من شدة على الكافر هناك فهو ابتداء عقاب اللّه عند نفاد حسناته، ذلكم بأن اللّه عدل لا يجور.

و دخل موسى بن جعفرعليه‌السلام على رجل في سكرات الموت لا يجيب

٢٠

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

مثله(١) ، وعن ابن أبي نصر، وذكر الذي قبله، وعن أبيه، عن ابن أبي عمير، وذكر الأوّل.

[ ٣١١٠٩ ] ٤ - وعن ابن المغيرة، عن غياث بن إبراهيم، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: اللحم من اللحم، ومن تركه أربعين يوماً ساء خلقه، كلوه فإنَّه يزيد في السمع والبصر.

[ ٣١١١٠ ] ٥ - وعن أبي القاسم ويعقوب بن يزيد، عن زياد بن مروان القندي، عن ابن سنان، وأبي البختري، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) ، قال: اللّحم ينبت اللّحم، ومن ترك اللّحم أربعين صباحاً ساء خلقه.

[ ٣١١١١ ] ٦ - وعن محمد بن علي، عن ابن بقاح، عن الحكم بن أيمن، عن أبي اُسامة، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) ، قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : عليكم باللحم، فإنَّ اللحم ينمّي اللحم، ومن مضى به أربعون صباحاً لم يأكل اللحم ساء خلقه، ومن ساء خلقه فأطعموه اللحم، ومن أكل شحمة أنزلت مثلها من الدّاء.

[ ٣١١١٢ ] ٧ - وعنه، عن أحمد بن محمّد، عن أبان، عن الواسطي، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) ، قال: إنَّ لكلِّ شيء قرماً، وإنّ قرم الرجل اللحم، فمن تركه أربعين يوماً ساء خلقه، ومن ساء خلقه فأذّنوا في أُذنه اليمنى.

وعن المحاسن، عن أبان مثله(٢) .

____________________

(١) المحاسن: ٤٦٤ / ٤٢٧.

٤ - المحاسن: ٤٦٤ / ٤٢٨.

٥ - المحاسن: ٤٦٥ / ٤٣٢.

٦ - المحاسن: ٤٦٥ / ٤٣٤.

٧ - المحاسن: ٤٦٥ / ٤٣٥.

(٢) المحاسن: ٤٦٥ / ذيل ٤٣٥.

٤١

[ ٣١١١٣ ] ٨ - وعن أبيه، عمن ذكره، عن أبي حفص الابار(١) ، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) عن آبائه، عن علي( عليهم‌السلام ) ، قال: كلوا اللحم، فإن اللحم من اللحم، واللحم ينبت اللحم، ومن لم يأكل اللحم أربعين يوماً ساء خلقه، وإذا ساء خلق أحدكم من إنسان أو دابة فأذنوا في اذنه الأذان كلّه.

[ ٣١١١٤ ] ٩ - قال: وروى بعضهم: أيّما أهل بيت لم يأكلوا اللحم أربعين يوماً سائت أخلاقهم.

[ ٣١١١٥ ] ١٠ - عبدالله بن جعفر في( قرب الإسْناد) عن الحسن بن ظريف، عن الحسين بن علوان، عن جعفر، عن أبيه قال: قال عليّ( عليه‌السلام ) : عليكم باللحم، فإنّ اللحم من اللحم، واللحم ينبت اللحم، وقال: من لم يأكل(٢) اللحم أربعين صباحاً ساء خلقه، وإياكم وأكل السمك، فإن أكل السمك يبلي الجسم(٣) .

[ ٣١١١٦ ] ١١ - وبالإسناد عن عليّ( عليه‌السلام ) ، قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : سيّد طعام الدنيا والآخرة اللحم، وسيّد شراب الدنيا والآخرة الماء.

أقول: وتقدَّم مايدلّ على ذلك(٤) ، ويأتي ما يدلّ عليه(٥) .

____________________

٨ - المحاسن: ٤٦٦ / ٤٣٦.

(١) في المصدر: أبي حفص الابان.

٩ - المحاسن: ٤٦٦ / ذيل ٤٣٦.

١٠ - قرب الإسناد: ٥١.

(٢) في المصدر: ترك.

(٣) في المصدر: فإنّ السمك يشل الجسيم، وعلق في المصححة الاُولى على كلمة ( أكل ) محتملة غير مقطوعة.

١١ - قرب الإِسناد: ٥١.

(٤) تقدم في الابواب ٩ و ١٠ و ١١ من هذه الابواب.

(٥) يأتي في الباب ١٧ من هذه الابواب.

٤٢

١٣ - باب استحباب اختيار لحم الضأن على لحم الماعز وغيره

[ ٣١١١٧ ] ١ - محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن خالد، عن سعد بن سعد، قال: قلت لابي الحسن( عليه‌السلام ) : إن أهل بيتي لا يأكلون لحم الضأن، فقال: وَلِمَ؟ قلت: إنهم يقولون: إنه يهيج بهم المرَّة(١) والصداع والاوجاع، فقال: ياسعد! قلت: لبيّك قال: لو علم الله شيئاً، أكرم من الضأن لفدى به إسماعيل.

ورواه البرقيُّ في( المحاسن) مثله (٢) .

[ ٣١١١٨ ] ٢ - وعن بعض أصحابنا، عن جعفر بن إبراهيم الحضرمي، عن سعد بن سعد، قال: قلت لابي الحسن الرضا( عليه‌السلام ) : إن أهل بيتي يأكلون لحم الماعز، ولا يأكلون لحم الضأن، قال: وَلِمَ؟ قلت: يقولون: إنّه يهيج المرار، قال: لو علم الله خيراً من الضأن لفدى به إسحاق، كذا في الحديث.

[ ٣١١١٩ ] ٣ - وعن عليّ بن محمد، عن سهل بن زياد، عن بعض أصحابه، أظّنه محمد بن إسماعيل، قال: ذكر(٣) اللحمان عند الرضا( عليه‌السلام ) فقلت: ما لحم بأطيب من لحم الماعز، فنظر إليَّ أبوالحسن( عليه‌السلام ) ، فقال: لو خلق الله مضغة أطيب من الضأن لفدى بها إسماعيل.

____________________

الباب ١٣

فيه ٣ أحاديث

١ - الكافي ٦: ٣١٠ / ٢.

(١) في المصدر زيادة: السوداء.

(٢) المحاسن: ٤٦٧ / ٤٤٥.

٢ - الكافي ٦: ٣١٠ / ٣.

٣ - الكافي ٦: ٣١٠ / ١.

(٣) في المصدر زيادة: بعضنا.

٤٣

١٤ - باب لحم البقر بالسلق، ومرق لحم البقر

[ ٣١١٢٠ ] ١ - محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى، عن عليِّ بن الحسن التيمي(١) ، عن سليمان بن عباد(٢) ، عن عيسى بن أبي الورد، عن محمد بن قيس، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) ، قال: إنَّ بني إسرائيل شكوا إلى موسى( عليه‌السلام ) ما يلقون من البياض، فشكا ذلك إلى الله عزّ وجلّ، فأوحى الله عزّ وجلّ إليه: مرهم يأكلون لحم البقر بالسلق.

[ ٣١١٢١ ] ٢ - وعن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن يحيى المبارك(٣) عن(٤) عبدالله بن جبلة، عن أبي الصباح الكناني، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) ، قال: مرق لحم البقر يذهب بالبياض.

[ ٣١١٢٢ ] ٣ - وعنهم عن سهل، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن يحيى بن مساور، عن أبي إبراهيم( عليه‌السلام ) ، قال: السويق ومرق لحم البقر للوضح(٥) .

أقول: ويأتي ما يدلّ على ذلك(٦) .

____________________

الباب ١٤

فيه ٣ أحاديث

١ - الكافي ٦: ٣١٠ / ١.

(١) في المصدر: علي بن الحسن الميثمي.

(٢) في نسخة: عنات ( هامش المخطوط )، وفي هامش المصححة الثانية عن نسخة: عناب.

٢ - الكافي ٦: ٣١١ / ٢.

(٣) في المصدر: يحيى بن المبارك.

(٤) في نسخة: أراه عن ( هامش المخطوط ).

٣ - الكافي ٦: ٣١١ / ٧.

(٥) في المصححتين ( يذهبان للوضح ) كما في نسخة، وفي المصدر: يذهبان بالوضح.

(٦) يأتي في الباب ١٥ من هذه الابواب.

٤٤

١٥ - باب لبن البقر وشحمها وسمنها

[ ٣١١٢٣ ] ١ - محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن خالد، عن عبدالله بن المغيرة، عن إسماعيل بن أبي زياد، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) ، قال: ألبان البقر دواء، وسمونها شفاء، ولحومها داء.

[ ٣١١٢٤ ] ٢ - وعن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن حمّاد بن عثمان، عن محمد بن سوقة، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) ، قال: من أكل لقمة شحم أخرجت مثلها من الداء.

[ ٣١١٢٥ ] ٣ - وعن عدَّة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن بعض أصحابه بلغ به زرارة، قال: قلت لابي عبدالله( عليه‌السلام ) : الشحمة التي تخرج مثلها من الداء أيّ شحمة هي؟ قال: هي شحمة البقر، وما سألني عنها يا زرارة أحد قبلك.

[ ٣١١٢٦ ] ٤ - وعنهم عن سهل بن زياد، عن عليّ بن حسّان، عن موسى ابن بكر قال: سمعت أبا الحسن( عليه‌السلام ) يقول: اللحم ينبت اللحم، ومن أدخل في جوفه لقمة شحم أخرجت مثلها من الداء.

ورواه الصدوق بإسناده عن موسى بن بكر مثله(١) .

أحمد بن أبي عبدالله البرقي في( المحاسن) عن علي بن حسّان مثله (٢) ، وعن بعض أصحابنا، وذكر الذي قبله، وعن البزنطي، عن حمّاد

____________________

الباب ١٥

فيه ٥ أحاديث

١ - الكافي ٦: ٣١١ / ٣.

٢ - الكافي ٦: ٣١١ / ٥، المحاسن: ٤٦٥ / ٤٣٠.

٣ - الكافي ٦: ٣١١ / ٦، المحاسن: ٤٦٥ / ٤٣١.

٤ - الكافي ٦: ٣١١ / ٤.

(١) الفقيه ٣: ٢٢٢ / ١٠٢٩.

(٢) المحاسن: ٤٦٤ / ٤٢٩.

٤٥

ابن عثمان وذكر الذي قبلهما.

[ ٣١١٢٧ ] ٥ - وعن بعض أصحابنا، عن عبدالله بن عبد الرَّحمن الأصمّ، عن شعيب، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) ، قال: قال أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) : لحوم البقر داء.

وعن النوفلي، عن السكوني، عن جعفر، عن آبائه( عليهم‌السلام ) مثله(١) .

١٦ - باب كراهة اختيار لحم الدجاج على الطير، واستحباب اختيار الفراخ وخصوصاً فرخ حمام الذى غذي بقوت الناس، وعدم كراهة لحم الجزور والبخت والحمام المسرول

[ ٣١١٢٨ ] ١ - محمد بن يعقوب، عن عدَّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن عمرو بن عثمان رفعه، قال: قال أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) : الوزّ(٢) جاموس الطير والدجاج خنزير الطير، والدراج حبش الطير، وأين أنت عن فرخين ناهضين ربتّهما امرأة من ربيعة بفضل قوتها.

[ ٣١١٢٩ ] ٢ - وعنهم عن أحمد، عن السياري رفعه، قال: ذكرت اللحمان بين يدي عمر، فقال عمر: أطيب اللحمان لحم الدجاج، فقال أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) : كلّا، إنّ ذلك خنازير الطير، وإنّ أطيب

____________________

٥ - المحاسن: ٤٦٢ / ٤٢١.

(١) المحاسن: ٤٦٢ / ذيل ٤٢١.

الباب ١٦

فيه ٦ أحاديث

١ - الكافي ٦: ٣١٢ / ١، المحاسن: ٤٧٤ / ٤٧٥.

(٢) في الكافي: الأوز.

٢ - الكافي ٦: ٣١٢ / ٢.

٤٦

اللحمان لحم فرخ(١) قد نهض أو كاد ينهض.

أحمد بن أبي عبدالله البرقيُّ في( المحاسن) عن السياري مثله، إلّا أنه قال: فرخ حمام (٢) ، وعن عمرو بن عثمان، وذكر الذي قبله.

[ ٣١١٣٠ ] ٣ - وعن أبي الحسن النهدي، عن عليّ بن أسباط، رفعه إلى أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) ، أنه ذكر عنده لحم الطير، فقال: أطيب اللحم لحم فرخ غذّته فتاة من ربيعة بفضل فتوّتها.

[ ٣١١٣١ ] ٤ - وعن محمد بن علي، عن يونس بن يعقوب، عن عبد الاعلى، قال: أكلت مع أبي عبدالله( عليه‌السلام ) ، فدعا واُتي بدجاجة محشوة بخبيص(٣) ، فقال أبو عبدالله( عليه‌السلام ) : هذه اهديت لفاطمة، ثمَّ قال: يا جارية، إيتينا بطعامنا المعروف، فجاءت بثريد وخلّ وزيت.

[ ٣١١٣٢ ] ٥ - الفضل بن الحسن الطبرسي في( مجمع البيان) قال: روي أنّ النبيّ( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) كان يأكل الدجاج والفالوذ(٤) ، وكان يعجبه الحلوا والعسل.

[ ٣١١٣٣ ] ٦ - وقد تقدّم في أحاديث تفضيل الحجّ على العتق في حديث عمر بن يزيد، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) ، قال: ولقد آذاني أكل الخل والزيت، حتّى أنّ حميدة أمرت بدجاجة مشويّة فرجعت إليَّ نفسي.

____________________

(١) في المحاسن زيادة: حمام ( هامش المخطوط ).

(٢) المحاسن: ٤٧٥ / ٤٧٧.

٣ - المحاسن: ٤٧٤ / ٤٧٤.

٤ - المحاسن: ٤٠٠ / ٨٥.

(٣) الخبيص: طعام معمول من التمر والزبيب والسمن « مجمع البحرين ٤: ١٦٧ » وفي المصدر: وبخبيص.

٥ - مجمع البيان ٢: ٢٣٦.

(٤) في المصدر: الفالوذج.

٦ - تقدم في الحديث ٣ من الباب ٤٣ من أبواب وجوب الحج وشرائطه.

٤٧

أقول: وتقدّم ما يدلّ على بقية المقصود في الأطعمة المحرّمة(١) .

١٧ - باب جواز ادمان اللحم على كراهية

[ ٣١١٣٤ ] ١ - أحمد بن أبي عبدالله البرقي في( المحاسن) عن أبيه، عن ابن المغيرة، عن حمّاد بن عثمان، عن ابن أبي يعفور، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) ، قال: ما ترك أبي إلّا سبعين درهماً حبسها للحم، إنَّه كان لا يصبر عن اللحم.

[ ٣١١٣٥ ] ٢ - وعن عليّ بن الحكم، عن ابن بكير، عن زرارة، قال: تغدّيت مع أبي جعفر( عليه‌السلام ) خمسة عشر يوماً بلحم.

وعن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عليّ بن عطيّة، عن زرارة مثله(٢) .

[ ٣١١٣٦ ] ٣ - وعن ابن محبوب، عن علي بن رئاب، عن زرارة، قال: تغدّيت مع أبي جعفر( عليه‌السلام ) في شعبان خمسة عشر يوماً كلّ يوم بلحم ما رأيته صام منها يوماً واحداً.

[ ٣١١٣٧ ] ٤ - وعن أبيه، عمّن حدّثه، عن عبد الرحمن العرزمي(٣) ، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: كان عليٌّ( عليه‌السلام ) يكره إدمان اللحم، ويقول: إنَّ له ضراوة كضراوة الخمر.

____________________

(١) تقدم في الباب ٣٨ من أبواب الأطعمة المحرمة.

الباب ١٧

فيه ٦ أحاديث

١ - المحاسن: ٤٦٢ / ٤١٦.

٢ - المحاسن: ٤٦٢ / ٤١٨.

(٢) المحاسن: ٤٦٢ / ٤١٩.

٣ - المحاسن: ٤٦٢ / ٤٢٠.

٤ - المحاسن: ٤٦٩ / ٤٥٤.

(٣) في المصدر: العزرمي.

٤٨

[ ٣١١٣٨ ] ٥ - وعن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن الحكم بن مسكين، عن عمار الساباطي، قال: سألت أبا عبدالله( عليه‌السلام ) عن شراء اللحم، فقال: في (كلّ )(١) ثلاث قلت: لنا أضياف وقوم ينزلون بنا، وليس يقع منهم موقع اللحم شيء، فقال: في كل ثلاث، قلت: لا نجد شيئاً أحضر منه ولو ائتدموا بغيره لم يَعُدُّوهُ شيئاً، فقال: في كلِّ ثلاث.

[ ٣١١٣٩ ] ٦ - وعن أبيه، عن القاسم بن محمد، عن زكريّا بن عمران، عن إدريس بن عبدالله، قال: كنت عند أبي عبدالله( عليه‌السلام ) فذكر اللحم، فقال: كل يوماً بلحم، ويوماً بلبن، ويوماً بشيء آخر.

١٨ - باب لحم القباج والقطاء والدرّاج

[ ٣١١٤٠ ] ١ - محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن موسى، عن علي بن سليمان، عن ابن أبي عمير، عن محمد بن حكيم، عن أبي الحسن الأوّل( عليه‌السلام ) ، قال: أطعموا المحموم لحم القباج فإنَّه يقوّي الساقين ويطرد الحمّى طرداً.

[ ٣١١٤١ ] ٢ - وعنه عن محمد بن عيسى، عن عليّ بن مهزيار، قال: تغدّيت مع أبي جعفر( عليه‌السلام ) ، فأتي بقطاة، فقال: إنّه مبارك، وكان أبي يعجبه، وكان يأمر أن يطعم صاحب اليرقان يشوى له، فإنه ينفعه.

____________________

٥ - المحاسن: ٤٧٠ / ٤٥٥.

(١) ليس في المصدر.

٦ - المحاسن: ٤٧٠ / ٤٥٦.

الباب ١٨

فيه ٣ أحاديث

١ - الكافي ٦: ٣١٢ / ٤.

٢ - الكافي ٦: ٣١٢ / ٥.

٤٩

[ ٣١١٤٢ ] ٣ - وعن عدَّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن السياري عمّن رواه(١) ، قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : من سرَّه أن يقر(٢) غيظه فليأكل لحم الدرّاج.

ورواه البرقيُّ في( المحاسن) إلّا أنّه قال: يقتل غيظه (٣) .

١٩ - باب إباحة لحوم الإِبل والبقر والغنم والبقر الوحشية والحمر الوحشية، وكراهة الاهلية

[ ٣١١٤٣ ] ١ - محمد بن يعقوب، عن عدَّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن نضر بن محمد، قال: كتبت إلى أبي الحسن( عليه‌السلام ) أسأله عن لحوم الحمر الوحشيّة، فكتب: يجوز( أكلها وحشيّة) (٤) ، وتركه عندي(٥) أفضل.

[ ٣١١٤٤ ] ٢ - أحمد بن محمد البرقي في( المحاسن) عن سعد بن سعد، قال: سألت الرضا( عليه‌السلام ) عن اللامص، فقال: وما هو؟ فذهبت أصفه، فقال: أليس اليحامير؟ قلت: بلى، قال: أليس تأكلونه بالخلّ والخردل والابزار؟ قلت: بلى، قال: لا بأس به.

[ ٣١١٤٥ ] ٣ - محمد بن عليّ بن الحسين في( العلل) و( عيون

____________________

٣ - الكافي ٦: ٣١٢ / ٣.

(١) في المصدر زيادة: عن أبي عبدالله (عليه‌السلام )

(٢) في المصدر: يقل، وفي المحاسن: يقتل.

(٣) المحاسن: ٤٧٥ / ٤٧٨.

الباب ١٩

فيه ٧ أحاديث

١ - الكافي ٦: ٣١٣ / ١.

(٤) في المصدر: أكله لوحشته.

(٥) كتب على ( عندي ) علامة نسخة في المصححة الاولى.

٢ - المحاسن: ٤٧٢ / ٤٧٠.

٣ - علل الشرائع: ٥٦١ / ١ و ٥٦٣ / ٤، عيون أخبار الرضا (عليه‌السلام ) ٢: ٩٧.

٥٠

الأخبار) بأسانيده عن محمد بن سنان، عن الرضا( عليه‌السلام ) فيما كتب إليه في جواب مسائله: وأحلّ الله تبارك وتعالى لحوم البقر والإِبل والغنم ؛ لكثرتها وإمكان وجودها، وتحليل البقر الوحشي وغيرها، من أصناف ما يؤكل من الوحش المحلّل، لأنَّ غذاءها غير مكروه ولا محّرم، ولا هي مضرّة بعضها ببعض ولا مضرة بالانس، ولا في خلقها تشويه، وكره أكل لحوم البغال والحمر الاهلية لحاجات الناس إلى ظهورها واستعمالها والخوف من قلّتها، لا لقذر خلقتها، ولا قذر غذائها.

[ ٣١١٤٦ ] ٤ - وفي( العلل) بهذا الإسناد عن الرضا( عليه‌السلام ) ، قال: إنا وجدنا كل ما أحل الله ففيه صلاح العباد وبقاؤهم، ولهم إليه الحاجة، ووجدنا المحرم من الاشياء لا حاجة بالعباد إليه، ووجدناه مفسداً، ثم رأيناه تعالى قد أحلّ ما حرّم في وقت الحاجة إليه ؛ لما فيه من الصلاح في ذلك الوقت، نظير ما أحلّ من الميتة والدم ولحم الخنزير إذا اضطرّ إليها المضطرُّ ؛ لما في ذلك الوقت من الصّلاح والعصمة ودفع الموت.

[ ٣١١٤٧ ] ٥ - عليّ بن جعفر في كتابه، عن أخيه موسى بن جعفر( عليه‌السلام ) ، قال: سألته عن ظبي أو حمار وحش أو طير صرعه رجل، ثم رماه بعدما صرعه غيره،( فمتى يؤكل) (١) ؟ قال: كله ما لم يتغيّر، إذا سمّى ورمى.

[ ٣١١٤٨ ] ٦ - قال: وسألته عن الرجل يلحق الظبي أو الحمار، فيضربه بالسيف فيقطعه نصفين، هل يحلّ أكله؟ قال إذا سمّى.

____________________

٤ - علل الشرائع: ٥٩٢ / ٤٣.

٥ - مسائل علي بن جعفر: ١٧٧ / ٣٢٦، أورده في الحديث ٧ من الباب ١٨، وفي الحديث ٢ من الباب ٢٧ من أبواب الصيد.

(١) في المصدر: فمات أيؤكل.

٦ - مسائل علي بن جعفر: ١٧٧ / ٣٢٦، أورده في الحديث ٤ من الباب ١٦ من أبواب الصيد.

٥١

[ ٣١١٤٩ ] ٧ - قال: وسألته عن رجل يلحق حماراً أو ظبياً فيضربه بالسيف فيصرعه أيؤكل؟ قال: إذا أدرك ذكاته ذكّاه وإن مات قبل أن يغيب عنه أكله.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(١) .

٢٠ - باب إباحة لحم الجاموس ولبنها وسمنها.

[ ٣١١٥٠ ] ١ - محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن صفوان، عن عبدالله بن جندب، قال: سألت أبا الحسن( عليه‌السلام ) عن لحوم الجواميس وألبانها، فقال: لا بأس بها.

[ ٣١١٥١ ] ٢ - وعن عليّ بن إبراهيم(٢) ، وعليّ بن محمد جميعا، عن علي بن الحسن التيمي، عن أيوب بن نوح، عن صفوان بن يحيى، عن عبدالله بن جندب، قال: سمعت أبا الحسن( عليه‌السلام ) يقول: لا بأس بأكل لحوم الجواميس، وشرب ألبانها وأكل سمونها.

[ ٣١١٥٢ ] ٣ - محمد بن مسعود العياشي في( تفسيره) عن أيّوب بن نوح ابن درّاج، قال: سألت أبا الحسن الثالث( عليه‌السلام ) عن الجاموس، وأعلمته: أن أهل العراق يقولون: إنه مسخ، فقال: أوما سمعت قول الله:( ومن الإِبل اثنين ومن البقر اثنين ) (٣) .

____________________

٧ - مسائل علي بن جعفر: ١٧٧ / ٣٢٧، أورده في الحديث ٥ من الباب ١٦ من أبواب الصيد.

(١) تقدم في الباب ٤ و ٥ من أبواب الأطعمة المحرمة.

الباب ٢٠

فيه ٥ أحاديث

١ - الكافي ٦: ٣١٣ / ٢.

٢ - الكافي ٦: ٣١٣ / ١.

(٢) في المصدر زيادة: عن أبيه.

٣ - تفسير العياشي ١: ٣٨٠ / ١١٥.

(٣) الأنعام ٦: ١٤٤.

٥٢

[ ٣١١٥٣ ] ٤ - قال العيّاشي: كتبت إلى أبي الحسن( عليه‌السلام ) بعد مقدمي من خراسان، أسأله عمّا حدَّثني به أيوب في الجاموس، فكتب: هو ما قال لك.

[ ٣١١٥٤ ] ٥ - محمد بن الحسن بإسناده عن الحسن بن محمد بن سماعة، عن صالح بن خالد، عن عبد الحميد بن المفضّل السمان، قال: سألت عبداً صالحاً، عن سمن الجواميس، فقال: لا تشتره ولا تبعه.

قال الشيخ: هذا الخبر موافق لمذهب الواقفية ؛ لأنّهم يعتقدون أنَّ لحم الجواميس حرام، فأجروا السمن مجراه، وذلك باطل عندنا لا يلتفت إليه. انتهى.

ويحتمل الحمل على الإِنكار وعلى الكراهة بالنسبة إلى سمن البقر.

٢١ - باب مؤاكلة الأعمى والأعرج والمريض (*) .

[ ٣١١٥٥ ] ١ - عليُّ بن إبراهيم في( تفسيره) عن أبي الجارود، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) في قوله تعالى:( ليس على الأعمى حرج ولا على الاعرج حرج ولا على المريض حرج ) (١) قال: وذلك أنّ أهل المدينة قبل أن يسلموا كانوا يعتزلون الاعمى والاعرج والمريض، كانوا لا يأكلون معهم، وكانت الانصار فيهم تيه وتكرّم، فقالوا: إنّ الأعمى لا يبصر الطعام،

____________________

٤ - تفسير العياشي ١: ٣٨١ / ذيل ١١٥.

٥ - التهذيب ٧: ١٢٨ / ٥٦١.

الباب ٢١

فيه حديث واحد

(*) ورد هذا الباب في متن المصححتين، وكتب في هامش المصححة الاُولى ما نصه: « هذا الباب لم نعثر عليه بنسخة الاصل، أصلاً، الرضوي » وكذلك لم نجده في مصورة المخطوط، ولكن ورد عنوان الباب في الفهرس الذي الفه المصنف للكتاب، فلعله مما أضافه على الكتاب في المبيضة، التي هي النسخة النهائية للكتاب. فليلاحظ.

١ - تفسير القمي ٢: ١٠٨.

(١) النور ٢٤: ٦١ والفتح ٤٨: ١٧.

٥٣

والأعرج لا يستطيع الزحام على الطعام، والمريض لا يأكل كما يأكل الصحيح، فعزلوا لهم طعامهم في ناحية، وكان الأعمى والمريض والاعرج يقولون: لعلّنا نؤذيهم إذا أكلنا معهم فاعتزلوا مؤاكلتهم، فلمّا قدم النبيّ( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) سألوه عن ذلك فأنزل الله:( ليس عليكم جناح أن تأكلوا جميعاً أو أشتاتاً ) (١) .

٢٢ - باب عدم تحريم اكل القديد الذى لم تغيّره النار ولا الشمس.

[ ٣١١٥٦ ] ١ - محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن علي، عن عبد الصمد بن بشير، عن عطية أخي أبي العوّام(٢) ، قال: قلت لابي جعفر( عليه‌السلام ) : إنَّ أصحاب المغيرة ينهوني عن أكل القديد الذي لم تمسّه النار، فقال: لا بأس بأكله.

ورواه الشيخ بإسناده عن أحمد بن محمد بن عيسى مثله(٣) .

ورواه البرقيُّ في( المحاسن) عن ابن فضال، عن عبد الصّمد بن بشير مثله (٤) .

[ ٣١١٥٧ ] ٢ - وعنه، رفعه إلى أبي عبدالله( عليه‌السلام ) ، قال: قلت له: اللحم يقدد، ويذرّ عليه الملح، ويجفّف في الظلّ، فقال: لا بأس

____________________

(١) النور ٢٤: ٦١.

الباب ٢٢

فيه ٣ أحاديث

١ - الكافي ٦: ٣١٤ / ١.

(٢) في المصدر: أخي أبي المغرا، وفي المحاسن: أخي أبي العرام.

(٣) التهذيب ٩: ١٠٠ / ٤٣٦.

(٤) المحاسن: ٤٦٣ / ٤٢٣.

٢ - الكافي ٦: ٣١٤ / ٢.

٥٤

بأكله، فإنَّ(١) الملح قد غيّره.

[ ٣١١٥٨ ] ٣ - أحمد بن أبي عبدالله البرقي في( المحاسن) عن أبي أيّوب المديني (٢) ، عن ابن أبي عمير، عن اللفافي: أن أبا الحسن( عليه‌السلام ) كان يبعث إليه وهو بمكّة، يشتري له لحم البقر فيقدّده.

٢٣ - باب كراهة أكل القديد والجبن بغير جوز والطلع والكسب.

[ ٣١١٥٩ ] ١ - محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى، عن موسى بن الحسن، عن محمد بن عيسى، عن أبي الحسن الثالث( عليه‌السلام ) ، قال: كان يقول: ما أكلت طعاماً أبقى، ولا أهيج للداء من اللحم اليابس، يعني: القديد.

[ ٣١١٦٠ ] ٢ - وبالإسناد عن محمد بن عيسى، عن أبي الحسن( عليه‌السلام ) ، أنه كان يقول: القديد لحم سوء(٣) ، وأنه يسترخي في المعدة، ويهيج كلّ داء، ولا ينفع من شيء، بل يضرّه.

[ ٣١١٦١ ] ٣ - وعن عدَّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن بعض أصحابه رفعه، قال: قال أبو عبدالله( عليه‌السلام ) : شيئان صالحان لم يدخلا جوف واحد(٤) قطّ فاسداً إلّا أصلحاه، وشيئان فاسدان لم يدخلا جوفاً

____________________

(١) في المصدر: لأنّ.

٣ - المحاسن: ٤٦٣ / ٤٢٢.

(٢) في نسخة: المدني ( هامش المخطوط ) وفي المصدر: المدايني.

الباب ٢٣

فيه ٦ أحاديث

١ - الكافي ٦: ٣١٤ / ٣.

٢ - الكافي ٦: ٣١٤ / ٤.

(٣) في نسخة: ميت ( هامش المخطوط ).

٣ - الكافي ٦: ٣١٤ / ٥، والمحاسن: ٤٦٣ / ٤٢٤.

(٤) كذا في المصححة الثانية والمصدر، لكن في الاُولى: لم يدخلا شيئاً.

٥٥

صالحاً قط إلّا أفسداه، فالصالحان: الرمّان، والماء الفاتر، والفاسدان: الجبن، والقديد(١) .

[ ٣١١٦٢ ] ٤ - وعنهم، عن أحمد قال: روي عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) ، قال: ثلاثة يهدمن البدن وربّما قتلن: أكل القديد الغاب(٢) ، ودخول الحمّام على البطنة، ونكاح العجائز. وزاد فيه أبوإسحاق النهاوندي: وغشيان النساء على الامتلاء.

ورواه البرقي في( المحاسن) مع الزيادة (٣) ، وكذا الذي قبله.

ورواه الصدوق مرسلاً بغير زيادة(٤) .

[ ٣١١٦٣ ] ٥ - وعنهم عن أحمد، عن بعض أصحابه رفعه، قال: قال أبو عبدالله( عليه‌السلام ) : ثلاث لا يؤكلن و(٥) يسمنّ، وثلاث يؤكلن و(٦) يهزلن، واثنان ينفعان من كلّ شيء، ولا يضرّان من كلّ شيء، واثنان يضران من كلّ شيء، ولا ينفعان من شيء، فأما اللواتي لا يؤكلن ويسمنّ: استشعار الكتّان، والطيب، والنورة، واللواتي يؤكلن ويهزلن: فاللحم اليابس، والجبن، والطلع.

[ ٣١١٦٤ ] ٦ - وفي حديث آخر الجزر(٧) والكسب(٨) ، واللذان ينفعان من كل شيء ولا يضران من شيء، فالرمّان، والماء الفاتر، واللذان يضران من كلّ شيء ولا ينفعان: اللحم اليابس، والجبن، قلت: جعلت فداك ثمّ

____________________

(١) في المحاسن زيادة: الغاب.

٤ - الكافي ٦: ٣١٤ / ٦.

(٢) غب اللحم: أنتن « القاموس المحيط ١: ١٠٩ ».

(٣) المحاسن: ٤٦٣ / ٤٢٥.

(٤) الفقيه ١: ٧٢ / ٣٠٠، ٣: ٣٦١ / ١٧١٧.

٥ - الكافي ٦: ٣١٥ / ٧.

(٥ و ٦) في المصدر زيادة: وهنّ.

٦ - الكافي ٦: ٣١٥ / ذيل ٧.

(٧) بالتحريك لحم ظهر البعير « هامش المصححة الثانية ».

(٨) الكسب: ما يتبقى من السمسم بعد أخذ دهنه. ( مجمع البحرين ٢: ١٦٠ ).

٥٦

قلت: يهزلن، وقلت ههنا: يضرّان(١) فقال: أما علمت أنَّ الهزال من المضرَّة؟

ورواه البرقي في( المحاسن) نحوه (٢) ، ورواه أيضاً كما مرَّ(٣) .

أقول: ويأتي ما يدلّ على أنَّ كراهة الجبن مخصوصة بما إذا انفرد عن الجوز(٤) .

٢٤ - باب استحباب اختيار الذراع والكتف على سائر أعضاء الذبيحة، وكراهة اختيار الورك.

[ ٣١١٦٥ ] ١ - محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضّال، عن ابن بكير، عن زرارة، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) ، قال: كان رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) يعجبه الذراع.

[ ٣١١٦٦ ] ٢ - وعن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن جعفر بن محمد الأشعري، عن ابن القدّاح، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) ، قال: سمت اليهودية النبي( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) في ذراع، وكان النبيّ( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) يحبّ الذراع والكتف، ويكره الورك لقربها من المبال.

ورواه الصفّار في( بصائر الدرجات) عن إبراهيم بن هاشم، عن جعفر ابن محمد نحوه (٥) .

[ ٣١١٦٧ ] ٣ - وعنهم عن أحمد بن محمد، عن علي بن الريّان رفعه،

____________________

(١) في هامش المصححة الاولى: ( يضررن ) يحتمله خطه رحمه‌الله أيضاً.

(٢) المحاسن: ٤٦٤ / ذيل ٤٢٦.

(٣) مر في الحديث ٣ من هذا الباب.

(٤) يأتي في الحديثين ١ و ٢ من الباب ٦٣ من هذه الابواب.

الباب ٢٤

فيه ٤ أحاديث

١ - الكافي ٦: ٣١٥ / ٢، والمحاسن: ٤٧٠ / ٤٥٧.

٢ - الكافي ٦: ٣١٥ / ٣، والمحاسن: ٤٧٠ / ٤٥٨.

(٥) بصائر الدرجات: ٥٢٣ / ٦.

٣ - الكافي ٦: ٣١٥ / ١.

٥٧

قال: قلت لأبي عبدالله( عليه‌السلام ) : لِمَ كان رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) يحبُّ الذراع أكثر من حبّه لاعضاء(١) الشاة؟ فقال: إنَّ آدم قرّب قرباناً عن الانبياء من ذرّيته، فسمّى لكل نبي من ذريته عضواً، وسمّى لرسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) الذراع، فمن ثم كان رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) يحبها ويشتهيها ويفضّلها.

ورواه البرقي في( المحاسن) عن عليّ بن الريّان (٢) ، والذي قبله عن جعفر ابن محمد، والذي قبلهما عن ابن فضّال مثله.

محمد بن علي بن الحسين في( العلل) عن محمّد بن الحسن، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن أحمد، عن علي بن الريّان عن عبيد الله الواسطي، عن واصل بن سليمان، أو عن درست، يرفعه إلى أبي عبدالله( عليه‌السلام ) نحوه(٣) .

[ ٣١١٦٨ ] ٤ - قال الصدوق: وفي حديث آخر: أنّ رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) كان يحبُّ الذراع ؛ لقربها من المرعى ؛ وبعدها عن المبال.

٢٥ - باب اللحم باللبن.

[ ٣١١٦٩ ] ١ - محمد بن يعقوب، عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) ، قال: اللحم باللبن مرق الانبياء.

[ ٣١١٧٠ ] ٢ - وعن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى،

____________________

(١) في المصدر: لسائر أعضاء.

(٢) المحاسن: ٤٧٠ / ٤٥٩.

(٣) علل الشرائع: ١٣٤ / ١.

٤ - علل الشرائع: ١٣٤ / ٢.

الباب ٢٥

فيه ١٠ أحاديث

١ - الكافي ٦: ٣١٦ / ١، والمحاسن: ٤٦٦ / ٤٣٨.

٢ - الكافي ٦: ٣١٦ / ٢، والمحاسن: ٤٦٧ / ٤٤٤.

٥٨

عن القاسم بن يحيى، عن جدِّه الحسن بن راشد، عن محمد بن مسلم، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) ، قال: قال أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) : إذا ضعف المسلم فليأكل اللحم باللبن.

[ ٣١١٧١ ] ٣ - وعنه، عن أحمد، عن محمد بن سنان، عن زياد بن أبي الحلال، قال: تعشّيت مع أبي عبدالله( عليه‌السلام ) بلحم لبن(١) ، فقال: هذا مرق الانبياء( عليهم‌السلام ) .

[ ٣١١٧٢ ] ٤ - وعن عدَّة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن محمد بن عيسى، عن عبيد الله الدهقان(٢) ، عن درست، عن عبدالله بن سنان، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: شكا نبيّ من الأنبياء إلى الله عزّ وجلّ الضعف، فقيل له: اطبخ اللحم باللبن، فانّهما يشدّان الجسم، قال: قلت: هي المضيرة(٣) ، قال: لا، ولكن اللحم باللبن الحليب.

أحمد بن أبي عبدالله البرقي في( المحاسن) عن محمد بن عيسى مثله، وعن أبيه عن محمد بن سنان، وذكر الذي قبله، وعن القاسم بن يحيى وذكر الذي قبلهما، وعن أبيه، عن ابن أبي عمير، والنضر بن سويد، عن هشام بن سالم، وذكر الأوّل.

[ ٣١١٧٣ ] ٥ - وعن أبيه، عن هارون بن الجهم، عن جعفر بن عمرو، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) ، عن أبيه، قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : شكا نبيٌّ قبلي إلى الله الضعف في بدنه، فأوحى الله إليه: أن اطبخ اللحم واللبن، فإنِّي جعلت القوة والبركة فيهما.

____________________

٣ - الكافي ٦: ٣١٦ / ٣، والمحاسن: ٤٦٨ / ٤٤٨.

(١) في المحاسن: ملبن ( هامش المخطوط ) وفي الكافي: بلبن.

٤ - الكافي ٦: ٣١٦ / ٤.

(٢) المحاسن: ٤٦٧ / ٤٤١.

(٣) مضر اللبن مضراً: إذا حمض وابيض ( هامش المصححة الثانية ).

٥ - المحاسن: ٤٦٧ / ٤٣٩.

٥٩

[ ٣١١٧٤ ] ٦ - وعن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، وغير واحد، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) ، قال: شكا نبيّ من الأنبياء إلى الله الضعف، فأوحى الله إليه: كل اللحم باللبن.

وعن أبي القاسم الكوفي، ويعقوب بن يزيد، عن القندي، عن عبدالله بن سنان، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) مثله(١) .

[ ٣١١٧٥ ] ٧ - وعن علي بن الحكم، عن أبيه، عن سعد، عن الاصبغ، عن علي( عليه‌السلام ) قال: إنّ نبيّاً من الانبياء شكا إلى الله الضعف في اُمّته فأمرهم أن يأكلوا اللحم باللبن(٢) فاستبانت القوّة في أنفسهم.

[ ٣١١٧٦ ] ٨ - وعن بعض أصحابنا، قال: كتب إليه رجل يشكو ضعفه، فكتب: كل اللحم باللبن.

[ ٣١١٧٧ ] ٩ - وعن بعض أصحابه، عمّن ذكره، عن عبدالله بن سنان، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: من أصابه ضعف من قلبه أو بدنه فليأكل لحم الضأن باللبن.

[ ٣١١٧٨ ] ١٠ - وعن أبي أيّوب المدايني(٣) ، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) ، قال: اللحم باللبن مرق الانبياء.

وعن النضر بن سويد، عن هشام مثله(٤) .

____________________

٦ - المحاسن: ٤٦٧ / ٤٤٠.

(١) المحاسن: ٤٦٧ / ذيل ٤٤٠.

٧ - المحاسن: ٤٦٧ / ٤٤٢.

(٢) في المصدر زيادة: ففعلوا.

٨ - المحاسن: ٤٦٧ / ٤٤٣.

٩ - المحاسن: ٤٦٨ / ٤٤٦.

١٠ - المحاسن: ٤٦٨ / ٤٤٧.

(٣) في المصدر: المدايني.

(٤) المحاسن: ٤٦٨ / ذيل ٤٤٧.

٦٠

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607