بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة الجزء ١٤

بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة9%

بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة مؤلف:
تصنيف: أمير المؤمنين عليه السلام
الصفحات: 639

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤
  • البداية
  • السابق
  • 639 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 253994 / تحميل: 8982
الحجم الحجم الحجم
بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة

بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة الجزء ١٤

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

( ٣٢ ) الجامع الكافي ( جامع آل محمّد ( صلى الله عليه وآله ) (١)

أبو عبد الله محمّد بن علي بن الحسن العلوي ( ت ٤٤٥ هـ )

الحديث :

الأوّل : قال القاسم بن محمّد بن علي ( ت ١٠٢٩ هـ ) في الاعتصام : وفي الجامع الكافي قال : قال الحسن بن يحيى بن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) : فما أجمعت عليه الأمّة من الفرائض فإجماعهم الحجّة على اختلافهم ; لأنّ النبي ( صلى الله عليه وآله ) قال : « ما كان الله ليجمع أمّتي على ضلالة » ، وما اختلفوا فيه من حلال أو حرام أو حكم أو سنّة ، فدلالة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في ذلك قائمة ، لقوله : « إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، ولن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ». فهذا موضع الحجّة منه عليهم. وهذا الخبر مشهور تلقّته الأمّة من غير تواطؤ(٢) .

الثاني : قال القاسم بن محمّد بن علي في الاعتصام : وفيه أيضاً : عن الحسن بن يحيى ( عليهم السلام ) ، قال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، ألا وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ، ألا وهما الخليفتان بعدي »(٣) .

____________

١ ـ لم نعثر على الكتاب فنقلنا عن كتاب الاعتصام بحبل الله المتين.

٢ ـ الاعتصام بحبل الله المتين ١ : ١٣٣.

٣ ـ الاعتصام بحبل الله المتين ١ : ١٣٣.

١٨١

محمّد بن علي بن الحسن العلوي :

قال الذهبي ( ت ٧٤٨ هـ ) في سير أعلام النبلاء : الإمام المحدّث الثقة العالم الفقيه ، مسند الكوفة ، أبو عبد الله محمّد بن علي بن الحسن بن عبد الرحمن ، العلوي الكوفي ، انتقى عليه الحافظ أبو عبد الله الصوري ، وغيره ، حدّث عن علي بن عبد الرحمن البكائي ، إلى آخر ما يذكر من شيوخه ، ثمّ قال : حدّث عنه : أبو منصور أحمد بن عبد الله العلوي ، إلى آخر ما يذكر ممّن روى عنه ، ثمّ قال : قال ابن النرسي : مات بالكوفة في ربيع الأوّل ، سنة خمس وأربعين وأربع مائة ، قال : ومولده في رجب سنة سبع وستّين وثلاث مئة ، ما رأيت من كان يفهم فقه الحديث مثله(١) .

قال العلاّمة الطهراني في الطبقات : محمّد بن علي بن الحسن بن علي بن الحسين بن عبد الرحمن القصري العلوي بن القاسم بن محمّد البطحائي بن القاسم بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، كذا سرد نسبه ابن الجوزي في « المنتظم » في ترجمة أبي الغنائم النرسي ، وقال : إنّه توفّي ٤٤٥ ، أقول : هو الشريف أبو عبد الله العلوي الحسيني الشجري من طبقة تلاميذ الصدوق المتوفّى ٣٨١(٢) .

____________

١ ـ سير أعلام النبلاء ١٧ : ٦٣٦.

٢ ـ طبقات أعلام الشيعة : ١٧٠ ، المئة الخامسة.

وانظر في ترجمته أيضاً : تاريخ الإسلام للذهبي ١١٨ ، وفيات سنة ٤٤٥ ، الفلك الدوّار : ٥٩ ، شذرات الذهب ٣ : ٤٤٦ ، وفيات سنة ٤٤٥ ، معجم المؤلّفين ١١ : ٣٦٦ ، التحف شرح الزلف : ١٨٨ ، مؤلّفات الزيديّة ١ : ١٢١ ، أعلام المؤلّفين الزيديّة : ٩٤٥ ، مصادر التراث في المكتبات الخاصّة في اليمن : انظر الفهرست ، الذريعة ٤ : ٢٠٥ ، ١٦ : ٢٧٢ ، مسند الإمام زيد : ٢٤ ، في المقدّمة ، تاريخ بروكلمان ٣ : ٣٣٤ ، خاتمة

١٨٢

كتاب الجامع الكافي :

قال إبراهيم بن محمّد الوزير ( ت ٩١٤ هـ ) في الفلك الدوّار ـ عند عدّه لكتب الحديث عند الزيديّة ـ : ومن أكثرها جمعاً ، وأجلّها نفعاً كتاب « الجامع الكافي » المعروف بجامع آل محمّد ، الذي صنّفه السيد الإمام أبو عبد الله محمّد بن علي بن عبد الرحمن الحسني ، وهو ستّة مجلّدة ، ويشتمل من الأحاديث والآثار وأقوال الصحابة والتابعين ومذاهب العترة الطاهرين على ما لم يجتمع في غيره ، واعتمد فيه على مذهب القاسم بن إبراهيم عالم آل محمّد ، وأحمد بن عيسى فقيههم ، والحسن بن يحيى بن الحسين بن زيد ، وهو في الشهرة بالكوفة في العترة كأبي حنيفة في فقهائها ، ومذهب محمّد بن منصور ، علاّمة العراق ، وإمام الشيعة بالاتّفاق ، وإنّما خصّ صاحب الجامع ذكر مذاهب هؤلاء ، قال : لأنّه رأى الزيديّة بالعراق يعوّلون على مذاهبهم ، وذكر أنّه جمعه من نيّف وثلاثين مصنّفاً من مصنّفات محمّد بن منصور ، وأنّه اختصر أسانيد الأحاديث ، مع ذكر الحجج فيما وافق وخالف ، وقد اعتنى به من متأخّري أصحابنا وعلمائنا أهل اليمن : القاضي العلاّمة جمال الدين العفيف بن حسن المذحجي الضراري ، وكان من عيون أصحاب المهدي علي بن محمّد ابن علي ( عليه السلام ) ، ومن أجلّ شيعته ، وسمعه بمكّة المشرّفة برباط الزيديّة ، المعروف برباط ابن الحاجب على الفقيه العلاّمة شرف الدين أبي القاسم محمّد بن حسين الشُقيف وأجازه له ، وهو يرويه عن الفقيه العلاّمة محمّد بن عبد الله الغزال ، وهو يرويه من طرق مسندة إلى مصنّفه ( عليه السلام ) ، واختصر القاضي العفيف منه مختصراً نفيساً ، نقل فيه غرائب مسائله ، وسمّاه ( تحفة الاخوان

____________

مستدرك الوسائل ٣ : ٣٧١ ، المقصد الحسن : ٤٥ ، الأذان بحي على خير العمل ، مقدّمة المحقّق ، فضل زيارة الحسين ( عليه السلام ) ، مقدّمة المحقّق.

١٨٣

في مذاهب أئمة كوفان )(١) .

ونسبه إليه أحمد بن حابس في المقصد الحسن ، ونقل كلام الفلك الدوّار المتقدّم(٢) .

قال الطباطبائي في مقدّمة كتاب فضل زيارة الحسين ( عليه السلام ) ، وهو للمؤلّف أيضاً : وللجامع الكافي مختصران : أحدهما للمؤلّف ، فقد اختصره وسمّاه المقنع ، والآخر للقاضي جمال الدين العفيف بن الحسن المذحجي الضراري ، وسمّى مختصره تحفة الاخوان في مذهب أئمّة كوفان(٣) .

قال السيد مجد الدين المؤيّدي ـ بعد أن ذكر خصوصيّات الكتاب ونسبته لمؤلّفه ـ : الجامع الكافي في جامع آل محمّد ، إلى أن قال : وإنّما خصصت بالبحث هذا الكتاب الجامع ; لما في زياداته ، فقد دسّ بعض المخالفين لآل محمد ( عليهم السلام ) كثيراً فيها ، ثمّ قال : لا سيّما في المشيئة ونحوها واضح ، وما كأنّها صدرت إلاّ من حذّاق الأشعريّة والمتسمّين بالسنّية ، إلى أن قال ، نعم ، أروي كتاب الجامع الكافي بالطرق السابقة إلى الإمام المتوكّل على الله ، يحيى شرف الدين ، عن السيد الإمام صارم الدين إبراهيم بن محمّد الوزير ، وهو يرويه بطرق ، ثمّ ذكرها(٤) .

قال عبد السلام الوجيه في أعلام المؤلّفين الزيديّة : كتاب الجامع الكافي في فقه آل محمّد ( صلى الله عليه وآله ) ستّة مجلّدات ، إلى أن قال : الكتاب مخطوط منه نسخة خطّيّة في ثلاث مجلّدات ، ثمّ ذكر عدّة نسخ في عدّة مكتبات(٥) .

____________

١ ـ الفلك الدوّار : ٥٩.

٢ ـ المقصد الحسن والمسلك الواضح السنن : ٤٥.

٣ ـ فضل زيارة الحسين : ٢٢ ، المقدّمة.

٤ ـ لوامع الأنوار ١ : ٤٢٤.

٥ ـ أعلام المؤلّفين الزيديّة : ٩٤٦.

١٨٤

( ٣٣ ) الإفادة في الفقه أبو القاسم ابن ثال الهوسمي

( النصف الأوّل من القرن الخامس )

الحديث :

قال : وأمّا دلالة السنّة فالخبر المشهور عند أصحاب الحديث وغيرهم ، وقد تلّقته الأمّة بالقبول قول النبي ( صلى الله عليه وآله ) « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي : كتاب الله وعترتي أهل بيتي » وفي بعض الأخبار « ألا وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض »(١) .

أبو القاسم بن ثال الهوسمي :

قال ابن أبي الرجال ( ت ١٠٩٢ هـ ) في مطلع البدور : الشيخ الإمام ، حافظ المذهب ، ولي آل رسول الله ، جامع الزيادات ، ومتمّم المصابيح ، أبو القاسم ابن ثال هو الحسن بن أبي الحسن الهوسمي ، علاّمة تشدّ إليه الرحال ، وتسند إليه الرجال ، نسيج وحده ، وفريد وقته ، وقيل : إنّه مولى السيدين أو أحدهما(٢) .

قال إبراهيم بن القاسم بن المؤيّد ( ت ١١٥٢ هـ ) في الطبقات : أبو القاسم ابن ثال ، بمثلّثة فوقيّة ، ثمّ ألف ثمّ لام ، اسمه الحسن ، وقيل : الحسين بن أبي الحسن الهوسمي ، المعروف بالأستاذ العلاّمة ، قال محمّد بن سليمان : يروي

____________

١ ـ الإفادة في الفقه : ٢٣٧ ، مخطوط مصوّر.

٢ ـ مطلع البدور ٢ : ٢١.

١٨٥

مذهب المؤيّد بالله ، ويحيى والقاسم عن السيد المؤيّد بالله ، عن السيد أبي العبّاس ، عن يحيى بن محمّد بن الهادي ، عن عمّه أحمد بن يحيى الهادي ، عن أبيه الهادي يحيى بن الحسين ، عن أبيه الحسين بن القاسم ، عن أبيه القاسم بن إبراهيم ، عن آبائه ، وقال الكني : وكذا منصوصات الأئمّة رواها عن المؤيّد بالله بالسند الأوّل.

ثمّ قال : وللقاضي يوسف طريق أُخرى ، وهو أنّه يروي عن أبي القاسم ابن ثال عن المؤيّد بالله بطرقه.

ثمّ قال : ويقال له : أبو القاسم الإيوازي الجامع للإفادة والجامع للزيادات(١) .

قال عبد الله بن الحسن القاسمي في الجواهر المضيّة : أبو القاسم بن ثال بمثلّثة ، اسمه الحسن ، وقيل : الحسين بن أبي الحسن الهوسمي المعروف بالأستاذ ، يروي مذهب القاسم والهادي والمؤيّد عن المؤيّد بالله أحمد بن الحسين ، وكذلك منصوصاتهم(٢) .

قال عبد الله بن مفتاح ( ت ٨٧٧ هـ ) في شرح الأزهار : إذا أطلق الأستاذ فهو أبو القاسم ، جامع الزيادات من أصحاب المؤيّد بالله(٣) .

قال عبد السلام الوجيه في أعلام المؤلّفين الزيديّة : لم يذكر له تاريخ وفاة ، ولعلّ وفاته في النصف الأوّل من القرن الخامس الهجري(٤) .

____________

١ ـ طبقات الزيديّة ٣ : ١٩٨.

٢ ـ الجواهر المضيّة في تراجم بعض رجال الزيديّة : ١١٢.

٣ ـ المنتزع المختار من الغيث المدرار ، المعروف بشرح الأزهار ١ : ٢٦٧.

٤ ـ أعلام المؤلّفين الزيديّة : ٣١٢ ، وانظر في ترجمته أيضاً : لوامع الأنوار ٢ : ٢٩ ، مصادر التراث في المكتبات الخاصّة في اليمن ١ : ٥٤٦ ، مؤلّفات الزيديّة ١ : ١٣٨ ، ٢ : ٨٣.

١٨٦

ويقوّي هذا الرأي في تاريخ وفاته أنّه روى عن المؤيّد ، والمؤيّد وفاته سنة ٤١١هـ.

الإفادة في الفقه :

نسبها إليه إبراهيم بن القاسم بن المؤيّد في الطبقات(١) ، وعبد الله بن الحسن القاسمي في الجواهر المضيّة(٢) .

قال عبد السلام الوجيه في أعلام المؤلّفين الزيديّة ـ ضمن عدّه مؤلّفات المؤيّد بالله الهاروني ـ : كتاب الإفادة في الفقه ، ويسمّى أيضاً التفريعات ، تولّى جمعها تلميذه أبو القاسم بن ثال ، ويتضمّن آراءه الفقهيّة ، وعليه زيادات وشروح وتعاليق عدّة(٣) .

ثمّ قال في نفس الكتاب ـ عند عدّه مؤلّفات أبي القاسم بن ثال ـ : الإفادة في فقه المؤيّد بالله الهاروني ( انظر ما في مؤلّفاته )(٤) .

وقال في مصادر التراث في المكتبات الخاصّة في اليمن : الإفادة في فقه المؤيّد بالله ، المؤلّف : الحسين بن الحسن الهوسمي أبو القاسم بن ثال من أعلام القرن الخامس(٥) .

قال السيد أحمد الحسيني في مؤلّفات الزيديّة : الإفادة ، تأليف : الإمام المؤيّد أحمد بن الحسين الهاروني الديلمي ، في فقه نفسه ، وهو في مجلّد

____________

١ ـ طبقات الزيديّة ٣ : ١٩٨.

٢ ـ الجواهر المضيّة في تراجم بعض رجال الزيديّة : ١١٢.

٣ ـ أعلام المؤلّفين الزيديّة : ١٠١.

٤ ـ أعلام المؤلّفين الزيديّة : ٣١٣.

٥ ـ مصادر التراث في المكتبات الخاصّة في اليمن ٢ : ٥٨ ، ٢ : ١٠٨.

١٨٧

جمعه تلميذه القاضي أبو القاسم بن ثال ، يسمّى أيضاً التفريعات ، ويسمّى في بعض المصادر ( الفائدة )(١) .

____________

١ ـ مؤلّفات الزيديّة ١ : ١٣٨.

١٨٨

( ٣٤ ) الأمالي الخميسيّة

المرشد بالله يحيى بن الحسين بن إسماعيل الحسني

الشجري الجرجاني ( ت ٤٧٩ هـ )

مرتّب الأمالي حميد بن أحمد بن الوليد القرشي ( ت ٦٢٣ هـ )

الحديث :

الأوّل : وبه(١) أخبرنا السيد الإمام رضى الله عنه في يوم الخميس الثالث

____________

١ ـ جاء في أوّل الكتاب إسناده هكذا : أخبرنا الشيخ الأجلّ السيد الإمام محيي الدين وزين الموحّدين بقيّة السلف ، أحفظ الحفّاظ ، أبو عبد الله محمّد بن أحمد بن الوليد القرشي الصنعاني قراءة عليه ، قال : أخبرنا الشريف الأمير الأجلّ الفاضل بدر الدين فخر المسلمين الداعي إلى الحق المبين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن يحيى بن يحيى ابن يحيى بن الناصر بن الهادي إلى الحق ( عليه السلام ) ، مناولة في رمضان من سنة سبع وتسعين وخمسماية بمدينة « صعدة » المحروسة بالمشاهد المقدّسة على ساكنيها السلام ، قال : وأنا أروية مناولة وإجازة عن السيد الشريف الأجل عماد الدين الحسن بن عبد الله رحمه الله تعالى ، قال أخبرنا القاضي الإمام العالم الاؤحد الزاهد قطب الدين شرف الإسلام ، عماد الشريعة ، أحمد بن أبي الحسن بن علي القاضي الكني أدام الله تأييده بقراءته علينا في ذي القعدة سنة اثنين وخمسين وخمسماية ، قال : أخبرنا القاضي الإمام المرشد أبو منصور عبد الرحيم بن المظفّر بن عبد الرحيم الحمدوني رحمه الله تعالى في رمضان سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة قراءة عليه ، قال : أخبرني والدي الشيخ أبو سعيد المظفر بن عبد الرحيم بن علي الحمدوني ، قال : حدّثنا السيد الإمام المرشد بالله أبو الحسين يحيى بن الموفّق بالله أبي عبد الله الحسين بن إسماعيل ابن زيد بن الحسن بن جعفر بن الحسن بن محمّد بن جعفر بن عبد الرحمن الشجري ابن القاسم بن الحسن بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) في ذي الحجّة سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة.

١٨٩

عشر من جمادي الأُخرى ، قال حدّثنا أبو طاهر محمّد بن أحمد بن محمّد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه بإصفهان ، قال : حدّثنا محمّد بن عبد الله بن محمّد ابن جعفر بن حيّان ، قال : حدّثنا أبو يعلى ، قال : حدّثنا غسان ، عن أبي إسرائيل ، عن عطيّة ، عن أبي سعيد ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر : كتاب الله سبب موصول من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، ألا وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض »(١) .

الثاني : وبه(٢) ، قال : أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن طلحة بن إبراهيم بن غسان بقرائتي عليه في جامع البصرة ، قال : حدّثنا أبو القاسم علي بن محمّد ابن عبير بن كثير الكوفي العامري ، قال : حدّثنا إسحاق بن محمّد بن مروان ، قال : حدّثنا أبي ، قال : حدّثنا عبّاس بن عبد الله ، قال : حدّثنا سليمان بن قرة ، عن سلمة بن كهيل ، قال : حدّثنا أبو الطفيل أنّه سمع زيد بن أرقم يقول : نزل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بين مكّة والمدينة عند سمرات خمس دوحات عظام ، فقام تحتهن ، فأناخ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عشيّته يصلّي ، ثمّ قام خطيباً ، فحمد الله عزّ وجلّ ، وأثنى عليه ، وقال ما شاء الله أن يقول ، ثمّ قال : « أيّها الناس ، إني تارك فيكم أمرين لن تضلّوا ما اتّبعتموهما ، القرآن وأهل بيتي عترتي » ، ثمّ قال : « تعلمون أنّي أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ » قالوا : بلى يارسول الله ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « من كنت مولاه فإنّ عليّاً مولاه »(٣) .

الثالث : وبه(٤) ، قال : أخبرنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي

____________

١ ـ الأمالي ١ : ١٨٨ ، فضل علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، ح٧٠٢.

٢ ـ الإسناد المتقدّم.

٣ ـ الأمالي ١ : ١٩٠ ، فضل علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، ح٧١٢.

٤ ـ الإسناد المتقدّم.

١٩٠

التنوخي ، قال : حدّثنا أبو الحسين عبد الله بن محمّد بن الحسين بن عبيد الله ابن هارون الدقّاق المعروف بابن أخي ميمي ، قال : حدّثنا أبو بكر محمّد بن القاسم بن بشار الأنباري النحوي إملاء ، قال : حدّثني عم أبي العباس أحمد بن يسار بن الحسن ، قال : حدّثنا عبد الأعلى بن حمّاد الترسي ، قال : حدّثنا يحيى ابن حمّاد قال : حدّثنا عوانة ، عن سليمان بن مهران الكاهلي وهو الأعمش ، عن يزيد بن حيان ، عن زيد بن أرقم ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما » ، قلت : يارسول الله ، من أهل بيتك؟ قال : « آل علي ، وآل جعفر وآل العباس ، وآل عقيل »(١) .

الرابع : وبه(٢) ، قال : أخبرنا عالياً أحمد بن محمّد بن أحمد بن يعقوب ابن علي الكاتب المعروف بابن قفرجل بقراءتي عليه ، قال : أخبرنا جدّي أبو بكر محمّد بن عبد الله بن المفضّل بن قفرجل ، قال : حدّثنا محمّد بن هارون ، قال : حدّثنا عبد الأعلى بن حمّاد الترسي ، قال : حدّثنا يحيى بن حمّاد ، قال : أخبرنا أبو عوانة ، عن سليمان الأعمش ، عن يزيد بن حيّان ، عن زيد بن أرقم ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما » ، قال : قلنا ومن أهل بيتك؟ قال : « آل علي وآل عقيل وآل جعفر وآل العباس » كأنّما سمعته من ابن أخي ميمي شيخ شيخي في الرواية الأولى(٣) .

____________

١ ـ الأمالي ١ : ١٩٦ ، فضل أهل البيت ( عليهم السلام ) ، ح٧٢٩.

٢ ـ الإسناد المتقدّم.

٣ ـ الأمالي ١ : ١٩٦ فضل أهل البيت ( عليهم السلام ) ، ح٧٣٠.

١٩١

الخامس : وبه(١) ، قال : أخبرنا أبو محمّد عبد الله بن محمّد بن الحسين الذكواني الكراني بقراءتي عليه بإصفهان في منزلي ، قال : أخبرنا أبو بكر محمّد بن إبراهيم بن علي بن عاصم بن المقري ، قال : حدّثنا أبو عروبة الحسن بن محمّد بن مودود الحراني ، قال : حدّثنا علي بن المنذر ، قال : حدّثنا محمّد بن فضيل ، عن الأعمش ، عن عطيّة ، عن أبي سعيد الخدري ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن زيد بن أرقم ، قالا : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا من بعدي : كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، ولن يفترقا حتّى يردا علي الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما »(٢) .

السادس : وبه(٣) ، قال : أخبرنا إبراهيم بن طلحة بن إبراهيم بن غسان بقراءتي عليه بالبصرة ، قال : حدّثنا أبو عبد الله أحمد بن محمّد بن سليمان التستري ، قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد المروزي ، قال : حدّثنا محمّد ابن سهل بن عسكر ، قال : حدّثنا إسحاق بن إبراهيم الحنيني ، عن كثير بن عبد الله ، عن أبيه ، عن جدّه ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « تركت فيكم أمرين لن تضلّوا ما تمسّكتم بهما : كتاب الله ، وسنّة نبيّه »(٤) .

السابع : وبه(٥) ، قال : أخبرنا إبراهيم بن طلحة بن إبراهيم بن غسّان بقراءتي عليه ، قال : حدّثنا أبو القاسم علي بن محمّد بن سعيد العامري

____________

١ ـ الإسناد المتقدّم.

٢ ـ الأمالي ١ : ١٩٩ ، فضل أهل البيت ( عليهم السلام ) ، ح٧٣٨.

٣ ـ الإسناد المتقدّم.

٤ ـ الأمالي ١ : ٢٠٢ ، فضل أهل البيت ( عليهم السلام ) ، ح٧٥٣.

٥ ـ الإسناد المتقدّم.

١٩٢

الكوفي قراءة عليه ، قال : حدّثنا أبو العباس إسحاق بن محمّد بن مروان القطّان ، قال : حدّثنا أبي ، قال : حدّثنا عباس بن عبد الله الحريري ، عن جبر بن الحر ، عن عطيّة ، عن أبي سعيد ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : « إنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وأهل بيتي »(١) .

الثامن : وبه(٢) ، قال : أخبرنا أبو طاهر محمّد بن أحمد بن محمّد بن عبد الرحيم بقراءتي عليه ، قال : أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمّد بن جعفر ابن حيّان ، قال : حدّثنا عبيد الله بن محمّد بن صبيح الزيات ، قال : عباد بن يعقوب ، قال : حدّثنا علي بن هاشم ، عن عبد الملك بن أبي سليمان ، عن عطيّة ، عن أبي سعيد ، عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) : « يا أيّها الناس ، إني قد تركت فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا ، الثقلين ، وأحدهما أكبر من الآخر : كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، فإنّهما لن يفترقا حتّى يردا علي الحوض »(٣) .

يحيى بن الحسين الشجري الجرجاني :

قال عبد الله بن حمزة ( ت ٦١٤ هـ ) في الشافي : ولمّا توفّي المقتدي يوم الجمعة الخامس عشر من المحرّم سنة سبع وثمانين وأربعمائة قام بالأمر أبو العباس أحمد بن عبد الله المقتدي التاسع عشر من المحرّم من السنة المذكورة.

ثمّ قال : وفي أيّامه كان قيام الإمام العالم الفاضل الفقيه المحدّث المتكلّم

____________

١ ـ الأمالي ١ : ٢٠٣ ، فضل أهل البيت ( عليهم السلام ) ، ح٧٥٤.

٢ ـ الإسناد المتقدّم.

٣ ـ الأمالي ١ : ٢٠٣ ، فضل أهل البيت ( عليهم السلام ) ، ح٧٥٥.

١٩٣

لنسّابة أبي الحسين يحيى بن الحسين بن إسماعيل ، وكانت دعوته في الجيل والري وجرجان ، ومضى على منهاج سلفه الصالحين(١) .

قال ابن أبي الرجال ( ت ١٠٩٢ هـ ) في مطلع البدور ضمن ترجمة الحسين بن علي بن إسحاق الفرزادي : وهو الذي صلّى على السيد الإمام مفخر الأمّة المحمّدية المرشد بالله يحيى بن الموفّق أبي عبد الله الحسين بن إسماعيل بن زيد بن الحسن بن جعفر الجرجاني بن الحسن بن محمّد بن جعفر بن عبد الرحمن بن القاسم بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) ، صاحب الأمالي الخميسيّات والاثنينيّات ، المنتقل إلى رضوان الله يوم السبت الخامس عشر من ربيع الآخر سنة تسع وسبعين وأربع ماية ، وكان آخر ما أملى يوم الخميس السابع والعشرين من المحرّم من السنة المذكورة.

ثمّ قال : ودفن في سكّة الفرانين ، بدار أخته التي جعلتها خانقاه بالري ، وكان مولده ( عليه السلام ) سنة اثنتي عشرة وأربع ماية(٢) .

قال إبراهيم بن القاسم بن المؤيّد ( ت ١١٥٢ هـ ) في الطبقات : يحيى بن الحسين الجرجاني بن إسماعيل بن حرب بن زيد العالم بن الحسن بن جعفر ابن محمّد بن جعفر بن عبد الرحمن الشجري بن القاسم بن الحسن بن زيد ابن الحسن بن علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) ، الحسني الإمام المرشد بالله أبو الحسين المحدّث ، حدّث عن محمّد بن إبراهيم المعروف بابن علاّن ، وأبي بكر محمّد بن عبد الله بن أبي ريدة تلميذ الطبراني بإصفهان ، والحسن بن

____________

١ ـ الشافي ١ : ٣٣٥.

٢ ـ مطلع البدور ٢ : ٤٧.

١٩٤

علي الجوهري ، ومحمّد بن علي الحورداني ، وأبو الحسن علي بن عمر المعروف بابن القزويني.

ثمّ قال : وروى عنه أبو سعيد المظفّر بن عبد الرحيم الحمدوني ، وكان سماعه عليه سنة ثلاث وسبعين وأربع ماية ، والشيخ أبو العبّاس أحمد بن الحسن بن القاسم بن الأذوبي ، والشيخ الإمام إسماعيل بن علي الفزّاري ، وعلي بن الحسين شاه شريحان مؤلّف المحيط.

ثمّ قال : قلت : وكان مولده سنة اثنتي عشرة وأربعمائة ، ثمّ قال : وكان آخر ما أملاه فبقي بعده إلى يوم السبت خامس عشر شهر ربيع الآخر سنة تسع وتسعين وأربعماية ، وتوفّي في هذا اليوم(١) .

قال عبد السلام الوجيه في أعلام المؤلّفين الزيديّة : وفاته يوم السبت ١٥ ربيع الآخر سنة ٤٧٩ هـ ، عن سبع وستّين سنة ، وفي طبقات الزيديّة ـ كتابة ـ سنة ٤٩٩ هـ ، والأوّل أصحّ(٢) .

محيي الدين حميد بن أحمد بن الوليد القرشي العبشمي ( مرتّب الأمالي )

قال ابن أبي الرجال ( ت ١٠٩٢ هـ ) في مطلع البدور : الشيخ الحافظ المحدّث ، موئل العلماء ، مثابة أهل الإسناد ، كعبة المسترشد للنجاة ،

____________

١ ـ طبقات الزيديّة ٢ : ٤١٨.

٢ ـ أعلام المؤلّفين الزيديّة : ١١٠١ ، وانظر في ترجمته أيضاً : أنوار اليقين ٢ : ٣٥٢ ، قواعد عقائد آل محمّد : ٤٠٠ ، التحف شرح الزلف : ١٥٠ ، الفلك الدوّار : ٦٥ ، في الهامش تحقيق يحيى سالم عزّان ، لوامع الأنوار ١ : ٤١٦ ، لسان الميزان ٦ : ٢٤٧ ، مجلّة تراثنا ٣٢ : ٩٢ ، الذريعة ٢ : ٣١٧ ، الأعلام ٨ : ١٤١ ، معجم المؤلّفين ١٣ : ١٩١ ، أعلام المؤلّفين الزيديّة : ١١٠٠ ، مؤلّفات الزيديّة ١ : ١٥٣ ، أئمّة أهل البيت ( عليهم السلام ) لعبّاس محمّد زيد : ١٠٨ ، الأمالي الخميسيّة : ٣ ، المقدّمة.

١٩٥

محيي الدين حميد بن أحمد بن جعفر بن الحسن بن يحيى.

إلى أن قال : كان من كبار العلماء ، له مشايخ وتلامذة ، وهو والد علي الجامع لشمس الأخبار ، وتخرّج ولده ( رحمه الله ) عليه ، وسمع عنه الحديث ، قال : قرء عليه أمالي المرشد كرّات ، ختم الثالث من السماعات في عام اثنين وثلاثين وستّمائة ، وحميد من تلاميذة القاضي جعفر وصنوه محمّد بن أحمد بن الوليد ، سيأتي ذكره ، وهذا مبني على أنّهما أخوان كما قاله ابن المظفّر ، واشتهر عند العلماء وفي الشجرات ، وقرر السيد العلاّمة الهادي بن إبراهيم وغيره من المتقدّمين ، وبعض شيوخنا المتأخّرين : أنّ حميداً ومحمّداً علمان لرجل واحد ، توفّي حميد المذكور سنة إحدى وعشرين وستّمائة ، وهذا محتاج للتأمّل ، فقد سبق أنّ ولده قرء عليه في اثنين وثلاثين وستّمائة ، يتحقّق ، ولعلّ الغلط في تاريخ سماع ولده ; لأنّ الأمير الناصر لدين الله ابن الإمام المنصور بالله رثاه بقصيدة سنذكرها ، وموت الأمير الناصر في ثلاث وعشرين وستّمائة. ثمّ ذكر القصيدة(١) .

وقال في موضع آخر ـ تحت عنوان محمّد بن أحمد : شيخ الشيعة الحافظ لعلوم آل محمّد ، المحدّث الكبير ، الأصولي شحّاك الملحدين ، أبو عبد الله محمّد بن أحمد بن علي بن أحمد بن جعفر بن الحسن بن يحيى بن إبراهيم ، إلى أن قال : هو العلاّمة الربّاني ، المجمع على جلالته وفضله ، لم يختلف في ذلك اثنان ، ويعرف بالعبشمي بالعين المهملة ، بعدها باء موحّدة ، بعدها شين معجمة ، بعدها ميم ، ثمّ ياء النسب ، منسوب إلى عبد شمس على الطريقة المعروفة لأهل التصريف ، ولم يكن لهذا العالم نظير ولا مُشاكل في

____________

١ ـ مطلع البدور ٢ : ١٥١.

١٩٦

فضله وعنايته إلاّ مشايخه كابن عبد السلام الأنباري ومن ضاهاه قرب العلوم ، واشتغل بتحصيل كتب الأئمّة ، كما فعل القاضي جعفر.

ثمّ قال : قد صنّف في أخباره وأحواله ولده الشيخ المحدّث علي بن محمّد ـ مصنّف شمس الأخبار ـ ويقال : علي بن حميد ، وذلك لأنّ لمحمّد هذا اسمان كما صحّح ، والله أعلم ، وهو شيخ الإمام المنصور بالله ، وتلميذ الإمام أحمد بن سليمان ، ويعرف أيضاً بالشيخ محيي الدين وفي أعقابه محمّد ابن أحمد بن علي بن محمّد هذا وقد يلتبس ذلك.

ثمّ قال : وذلك في شهر رمضان سنة عشر وستّمائة ، قال : ومبلغ عمره إذ ذاك اثنتان وسبعون سنة ، ثمّ عاش بعد ذلك ، وتوفّي وقت صلاة العشاء الأخيرة من ليلة الثلاثاء لاثنتين أو ثلاث وعشرين من شهر رمضان سنة ثلاث وعشرين وستّمائة(١) .

قال مجد الدين المؤيّد في اللوامع : وأروي بهذا السند النبوي إلى الأمير الناصر للحق الحسين بن محمّد ( عليه السلام ) كتاب شمس الأخبار عن مؤلّفه العلاّمة جمال الدين علي بن حميد ، وحميد هو الشيخ المتقدّم محيي الدين محمّد بن أحمد بن الوليد القرشي رضي الله عنهما(٢) .

الأمالي الخميسيّة :

قال مرتّب الأمالي محمّد بن أحمد بن علي بن الوليد القرشي : وكان ممّا روي عنه ( عليه السلام ) من الأخبار أمالي السيد الإمام المرشد بالله يحيى بن الموفّق بالله

____________

١ ـ مطلع البدور ٤ : ٩٢.

٢ ـ لوامع الأنوار ٢ : ٥٠ ، وانظر في ترجمته أيضاً : مؤلّفات الزيديّة ٢ : ٤٤١ ، الجواهر المضيّة : ٤٣ ، لوامع الأنوار ١ : ٢٩٨ ، ٢ : ٤٤ ، سيرة الإمام شرف الدين ، أعلام المؤلّفين الزيديّة : ٤٠٦.

١٩٧

أبي عبد الله الحسين بن إسماعيل الحسني المعروف بابن الشجري ( رضوان الله عليه ) ، وكان من أعظمها قدراً ، وأجلّها خطراً أماليه ( عليه السلام ) المعروفة بالخميسيّات ، إذ كانت نوبة إملائه لها يوم الخميس في كل أسبوع إلى أن أتى على آخرها ، وهي من محاسن الأخبار ، وأجمعها للفوائد ، وأصحّها أسانيد عند علماء هذا الشأن ، وزيّنها بالغرر والدرر من الأحاديث المرويّة عن أولاد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وكانت مجالس غير منتظمة الفوائد على عادة أمالي الرواة والمحدّثين من المتقدّمين والمتأخّرين ، ( رحمة الله تعالى عليهم أجمعين ) فرأى ذلك سيّدنا القاضي الإمام شمس الدين جمال المسلمين جعفر بن أحمد ابن عبد السلام بن أبي يحيى(١) ( رضوان الله عليه ) فرتّب مجالسها ، ونظّم متجانسها ، وبوّبها أبواباً سبعة وعشرين باباً كاملة الأسانيد ، وأتي في ذلك بما يقتضيه علمه الفائق ونظره الرائق ، وكنت ممّن رغّب فيما عندالله عزّ وجل وما رغّب فيه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من ذلك ، فرتّبت من هذا الكتاب المذكور أربعين حديثاً من محاسنه في أربعين فنّاً كاملة الأسانيد ، بعد صحّة سماعي لجميع هذا الكتاب المرتّب منه.

ثمّ قال : ثمّ أضفت إلى كل خبر منها ما يليق به ، أو يقرب منه من سائر أخبار هذا الكتاب المذكور ، وقد احتوت على سائرها إلاّ ما سقط سهواً ، غير أنّي حذفت أسانيدها من حيث إنّ سماعها قد صحّ لي في نسخ الأصول(٢) .

نسبها إليه عبد الله بن حمزة ( ت ٦١٤ هـ ) في الشافي ، قال : إسناد أمالي المرشد بالله أبي الحسين يحيى بن الحسين ( عليه السلام ) التي أملاها يوم الخميس ، لأنّ

____________

١ ـ تقدّمت ترجمته عند الحديث عن كتاب أمالي أبي طالب الهاروني.

٢ ـ الأمالي الخميسيّة : ٦ ، كلام مرتّب الأمالي.

١٩٨

له ( عليه السلام ) إملائين ، أحدهما : هذا الكتاب ، والثاني : كتاب الأنوار ، أملاه ( عليه السلام ) يوم الاثنين ، ونحن نذكر سنده بعد هذا إن شاء الله تعالى ، ونحن نروي هذا الكتاب بطريقين أحدهما من جهة الأمير الأجل بدر الدين محمّد بن أحمد بن يحيى بن يحيى بن الناصر بن الهادي إلى الحق ( عليهم السلام ) والثاني من جهة القاضي شمس الدين جعفر بن أحمد بن أبي يحيى ( رضوان الله عليه ) فنقول : أخبرنا الشريف الأمير الأجل السيد الفاضل بدر الدين(١) ، إلى آخر الإسنادين.

ونسبها إليه أيضاً ابن أبي الرجال في مطلع البدور(٢) ، وإبراهيم بن المؤيّد في الطبقات(٣) ، وغيرهم(٤) .

قال مجد الدين المؤيّدي في لوامع الأنوار : أمالي الإمام المرشد بالله يحيى ابن الإمام الموفّق بالله الحسين بن إسماعيل ( عليه السلام ) الخميسيّة لأنّ له أماليين.

ثمّ قال : فأروي كتاب الأمالي المذكور بالسند السابق في إسناد المجموع إلى الإمام الحجّة المنصور بالله عبد الله بن حمزة ( عليه السلام ) قال في الشافي : ونحن نروي هذا الكتاب بطريقين(٥) ، ثمّ ذكر الإسنادين.

وقال أيضاً : واعلم أنّه قد حكم بصحّة الأمالي الخميسيّة العلاّمة عمدة المتكلّمين محيي الدين محمّد بن أحمد القرشي ( رضي الله عنه ).

ثمّ قال : وقد استشهد بتصحيحه الإمام المنصور بالله ربّ العالمين أحمد ابن هاشم ( رضي الله عنه ) ، وقال المولى فخرالإسلام عبد الله بن الإمام في مختصره ـ بعد

____________

١ ـ الشافي ١ : ٥٩.

٢ ـ انظر : مطلع البدور ٢ : ٤٧.

٣ ـ انظر : طبقات الزيديّة ٢ : ٤١٨.

٤ ـ انظر ما قدّمنا ذكره من المصادر في هامش ترجمة المصنّف.

٥ ـ لوامع الأنوار ١ : ٤١٦.

١٩٩

حكاية تصحيح الشيخ ـ : ولعمري أنّ مثل هذا الإمام الربّاني يكفي تصحيحه لرواية تلك الأخبار ، وليت كل سند يكون له مصحّح مثل هذا الإمام.

قلت ـ والله الموفّق للصواب ـ : وينبغي ألا يحمل هذا على عمومه ، وإنّما المقصود الأعمّ الأغلب ، ويخصّ من ذلك الحكم ما عارض المعلوم ، ولم يكن تأويله ، أو علم الجرح بالطريق المعلومة ، أو الصحيحة الراجحة لناقله ، فإنّ المعلوم أنّ ليس قصد الإمام المرشد بالله ( عليه السلام ) إلاّ الرواية لما بلغه الصحيح وغيره من دون التزام للتصحيح ، بل العهدة على المطّلع ، كيف وقد صرّح بجرح بعض الرواة ، ثمّ روى عنهم ، وضعّف بعض الأخبار ، وردّ بعضها ، وروى الردّ على البعض ما أخرج ، وهذا الحمل هو الذي لا ريب فيه عند من له نظر يهديه ، وعلم يقتفيه ، فيكون هذا التصحيح من ذلك الشيخ العالم كافياً فيما سوى ما ذكرنا من الروايات والرواة ، والله الموفّق(١) .

قال عبد السلام الوجيه في أعلام المؤلّفين الزيديّة : الأمالي الخميسيّة ، وهي في مكارم الأخلاق جزآن ، والفضائل وغيرها طبعا في مجلّد بغير تحقيق ، وعرفت بأمالي الشجري ، وهي وسابقتها(٢) من الكتب المعتمدة عند الزيديّة ، ونسختها الخطيّة كثيرة(٣) .

____________

١ ـ لوامع الأنوار ١ : ٤٢٠.

٢ ـ يقصد الأمالي الاثنينيّة.

٣ ـ أعلام المؤلّفين الزيديّة : ١١٠١.

٢٠٠

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

سمعك و بصرك و باقي جوارحك حتى شعرك(١) .

هذا ، و قال الصابي في بعض امراء عصره في شهر رمضان(٢) :

يا ذا الذي صام عن الطعم

ليتك قد صمت عن الظّلم

هل ينفع الصوم امرءا ظالما

أحشاؤه ملأى من الإثم

« و شكر قيامه » أي : قبل صلاته ، و لا تقبل الصلاة إلاّ بالإقبال فيها على اللَّه ، إن كلا فكل و إن جزءا فجزء .

« و كل يوم لا يعصى اللَّه فيه فهو عيد » قالعليه‌السلام : لا تأمن البيات و قد عملت السيئات(٣) .

و قال أيضا : و لا تبدينّ عن واضحة و قد عملت الأعمال الفاضحة(٤) .

و قالوا : ليس العيد لمن لبس الجديد ، إنّما العيد لمن سلم من الوعيد ، و ليس العيد لمن ركب المطايا ، إنّما العيد لمن ترك الخطايا ، و ليس العيد لمن حضر المصلّى ، إنّما العيد لمن صام و صلّى .

و في ( الفقيه ) : نظر الحسن بن عليعليهما‌السلام إلى ناس في يوم فطر يلعبون و يضحكون ، فقالعليه‌السلام لأصحابه : إنّ اللَّه عز و جل خلق شهر رمضان مضمارا لخلقه يستبقون فيه بطاعته إلى رضوانه ، فسبق فيه قوم ففازوا و تخلّف

____________________

( ١ ) الكافي ٤ : ٨٧ ح ٣ و أورد أيضا مسندا إلى محمد بن مسلم عن أبي عبد اللَّهعليه‌السلام : إذا صمت فليصم سمعك و بصرك و شعرك و جلدك و عدّد أشياء غير هذا و قال : لا يكون يوم صومك كيوم فطرك الكافي ٤ : ٨٧ و ذكره الفيض الكاشاني في المحجّة البيضاء ٢ : ١٣١ ، كذا ذكره الأشعري في النوادر : ٢٢ ٢٣ .

( ٢ ) هو أبو إسحاق إبراهيم بن هلال بن إبراهيم بن زهرون بن حبّون الحرّاني الصابي‏ء ، صاحب الرسائل المشهورة و النظم البديع ، كان كاتب الإنشاء ببغداد عن الخليفة و عن عز الدولة بختيار بن معز الدولة ابن بويه الديلمي ، ترجم له ياقوت الحموي في معجم الادباء ٢ : ٢٠ و الثعالبي في اليتيمة ٢ : ٢٤٣ ٣١٢ ، و ابن خلّكان في وفيات الأعيان ١ : ٥٢ .

( ٣ ) الكافي للكليني ٢ : ٢٧٣ ح ٢١ .

( ٤ ) بحار الأنوار للمجلسي ٧٣ : ٣٣٤ ح علي بن اسباط .

٢٦١

آخرون فخابوا ، فالعجب كلّ العجب من الضاحك اللاعب في اليوم الذي يثاب فيه المحسنون و يخيب فيه المقصّرون ، و أيم اللَّه لو كشف الغطاء لشغل كلّ محسن بإحسانه و مسي‏ء بإساءته(١) .

و في الخبر : إنّ الملائكة ينادون الناس في أول أوقات الصلاة و يقولون لهم : قوموا و أطفئوا بالصلاة في أوّل الوقت النيران التي أوقدتموها على ظهوركم(٢) .

و كما أنّ من أصيب بمصيبة في يوم عيد ليس له فيه سرور كباقي الناس في العيد ، حتى ورد عن الباقرعليه‌السلام : ما عيد للمسلمين أضحى و لا فطر إلاّ و يجدّد لآل محمّدعليهم‌السلام فيه حزن : قيل : و لم ذاك ؟ قال : لأنّهم يرون حقّهم في يد غيرهم كذلك من اصيب بخطيئة فيه استحقت العقوبة به(٣) .

و في ( عيون ابن قتيبة ) قال زيد الحميري : قلت لثوبان الراهب : أخبرني عن لبس النصارى هذا السواد ما المعنى فيه ؟ قال : هو أشبه بلبس أهل المصائب قلت : كلّكم معشر الرهبان اصيب بمصيبة قال : و أي مصيبة أعظم من مصيبة الذنوب قال : فلا أذكر قوله ذاك إلاّ أبكاني(٤) .

هذا و قال الصابي يهنّى‏ء عضد الدولة بعيد الفطر :

يا ماجدا يده بالجود مفطرة

و فوه من كل هجر صائم أبدا

أسعد بصومك إذ قضّيت واجبه

نسكا و وفّيته من شهره العددا

و اسحب بذا العيد أذيالا مجدّدة

و استقبل العيش في إفطاره رغدا(٥)

____________________

( ١ ) من لا يحضره الفقيه للصدوق ١ : ٣٢٤ ح ٨٣ انتشارات إمام الهدى قم .

( ٢ ) التهذيب للطوسي ١ : ٢٠٣ و من لا يحضره الفقيه ١ : ٦٧ ، و ثواب الأعمال : ٢٠ ، و المحاسن : ٢٧ ، و الوسائل ٢ : ٨٨ .

( ٣ ) من لا يحضره الفقيه للصدوق ١ : ٣٢٤ رواية ١٤٨٤ .

( ٤ ) عيون الأخبار لابن قتيبة ٢ : ٢٩٧ بتصرف .

( ٥ ) يتيمة الدهر للثعلبي ٢ : ٢٧٦ .

٢٦٢

و قال الصابي أيضا في بعض الوزراء :

يصوم الوزير الدهر عن كلّ منكر

و ليس لهذا الصوم عيد و لا فطر

و يفطر بالمعروف و الجود و الندى

و ليس لهذا الفطر صوم و لا حظر(١)

١١ الحكمة ( ٥٣ ) و قالعليه‌السلام :

اَلسَّخَاءُ مَا كَانَ اِبْتِدَاءً فَأَمَّا مَا كَانَ عَنْ مَسْأَلَةٍ فَحَيَاءٌ وَ تَذَمُّمٌ في ( الكافي ) عن الصادقعليه‌السلام قال : بعث أمير المؤمنينعليه‌السلام إلى رجل يرجو نوافله و لا يسأله بخمسة أو ساق تمر فقال لهعليه‌السلام رجل : و اللَّه ما سألك فلان و لقد كان يجزيه من الخمسة أو ساق وسق واحد فقال أمير المؤمنينعليه‌السلام له : لا كثّر اللَّه في المؤمنين ضربك ، اعطي أنا و تبخل أنت إذا أنا لم اعط الذي يرجوني إلاّ من بعد المسألة فلم أعطه ثمن ما أخذت منه ، و ذلك لأني عرّضته أن يبذل لي وجهه الذي يعفّره في التراب لربي و ربّه عند تعبّده له و طلب حوائجه إليه ، فمن فعل هذا بأخيه المسلم و قد عرف أنّه موضع لصلته و معروفه فلم يصدّق اللَّه تعالى دعاءه له في قوله : « اللّهم اغفر للمؤمنين و المؤمنات » ، فإذا دعا لهم بالمغفرة فقد طلب لهم الجنة فما أنصف من فعل هذا بالقول و لم يحققه بالفعل(٢) .

و قال الأحنف : إذا لم أصل مجتدي حتى ينتح جبينه عرقا كما ينتح الحمّيت فو اللَّه ما وصلته و الحمّيت الزق الذي لا شعر فيه .

و في ( تاريخ بغداد ) : لمّا خرج عبد اللَّه بن طاهر إلى المغرب كان معه

____________________

( ١ ) يتيمة الدهر للثعلبي ٢ : ٢٧٧ .

( ٢ ) الكافي للكليني ٤ : ٢٢ ح ١ .

٢٦٣

كاتبه أحمد بن نهيك ، فلما نزل دمشق اهديت إلى أحمد هدايا كثيرة في طريقه و بدمشق و كان يثبت كلّ ما يهدى إليه في قرطاس و يدفعه إلى خازن له ، فلمّا نزل عبد اللَّه بن طاهر دمشق أمر أحمد أن يعود عليه بعمل كان أمره أن يعمله ، فأمر أحمد خازنه أن يخرج إليه قرطاسا فيه العمل الذي أمر بإخراجه و يضعه في المحراب بين يديه لئلاّ ينساه وقت ركوبه في السحر ، فغلط الخازن فأخرج إليه القرطاس الذي فيه ثبت ما أهدي إليه فوضعه في المحراب ، فلما صلّى أحمد الفجر أخذ القرطاس و وضعه في خفّه ، فلما دخل على عبد اللَّه سأله عمّا أمره به ، فأخرج الدرج من خفه فدفعه إليه ، فقرأه عبد اللَّه من أوله إلى آخره و تأمّله ثم أدرجه و دفعه إلى أحمد و قال له : ليس هذا الذي أردت فلما نظر أحمد فيه اسقط في يديه ، فلمّا انصرف إلى مضربه وجّه إليه عبد اللَّه يعلمه أنّي قد وقفت على ما في القرطاس فوجدته سبعين ألف دينار ، و اعلم أنّك لزمتك مؤونة عظيمة في خروجك و معك زوّار و غيرهم ، و أنّك تحتاج إلى برّهم و ليس مقدار ما صار إليك يفي‏ء بمؤونتك ، و قد وجّهت إليك بمائة ألف دينار لتصرفها في الوجوه التي قلت(١) .

١٢ الحكمة ( ٥٦ ) و قالعليه‌السلام :

اَلْغِنَى فِي اَلْغُرْبَةِ وَطَنٌ وَ اَلْفَقْرُ فِي اَلْوَطَنِ غُرْبَةٌ أقول : نظم معنى قولهعليه‌السلام « الغنى في الغربة وطن » بالفارسية من قال :

____________________

( ١ ) تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ٩ : ٤٨٤ ٤٨٥ و هو عبد اللَّه بن طاهر بن الحسين بن مصعب ، ولاّه المأمون الشام ثم ولاّه إمارة خراسان ، فأقام بها حتى مات .

٢٦٤

منعم بكوه و دشت و بيابان غريب نيست

هر جا كه رفت خيمه زد و بارگاه كرد(١)

و نظم معنى « و الفقر في الوطن غربة » بالعربية مع تصرف فيه من قال :

فلو أنّي جعلت أمير جيش

لمّا قاتلت إلاّ بالسّؤال

فإنّ النّاس ينهزمون منه

و قد ثبتوا لأطراف العوالي(٢)

و نظم معنى الجملتين من قال :

ألم تر أنّ الفقر يهجر بيته

و بيت الغنى يهدى له و يزار(٣)

١٣ الحكمة ( ٥٩ ) و قالعليه‌السلام :

مَنْ حَذَّرَكَ كَمَنْ بَشَّرَكَ أقول : وجه كون المحذّر كالمبشّر أنّ المبشّر يبشّر بوقوع محبوب و نجاة و المحذّر يحذّر من الوقوع في المهالك .

و كما كان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله بشيرا بالثواب للمطيعين كان نذيرا بالعقاب للعاصين .

و في ( الكافي ) قال محمد بن عذافر : قال أبو عبد اللَّهعليه‌السلام لأبي : نبّئت أنّك تعامل أبا أيوب و الربيع ، فما حالك إذا نودي بك في أعوان الظلمة قال : فوجم

____________________

( ١ ) دهخدا ، حكم و أمثال ٤ : ١٧٤٦ .

( ٢ ) البيتان بعيتدان عن فحوى النصّ ، و هناك من نظم أبياتا موافقة المعنى النصّ منها :

ان الدراهم في الوطن كلها

تكو الرجال مهاية و جمالا

فهي اللسان لمن أراد فصاحة

و هي السلاح لمن أراد قتالا

( الأبشيهي ، المستطرف ٢ : ٩٧ ) .

( ٣ ) عيون الأخبار لابن قتيبة ١ : ٢٤٢ .

٢٦٥

أبي فقالعليه‌السلام له : إنّما خوّفتك بما خوّفني اللَّه تعالى به قال : فلم يزل أبي مغموما مكروبا حتى مات(١) .

١٤ الحكمة ( ٢٨١ ) و قالعليه‌السلام :

لَيْسَتِ اَلرَّوِيَّةُ مَعَ اَلْإِبْصَارِ فَقَدْ تَكْذِبُ اَلْعُيُونُ أَهْلَهَا وَ لاَ يَغُشُّ اَلْعَقْلُ مَنِ اِسْتَنْصَحَهُ « ليست الرؤية مع الابصار » هكذا في ( ابن أبي الحديد(٢) و ابن ميثم )(٣) و نسختهما الصحيحة لا سيما الثاني الذي نسخته بخط مصنفه ، و امّا ما في الطبعة المصرية « ليست الرؤية كالمعاينة مع الابصار » فالظاهر أن « كالمعاينة » كان حاشية لبيان المعنى فخلط بالمتن كما هو كثير في الطبعة المصرية .

و حينئذ فالمعنى ليست الرؤية الحقيقية برؤية البصر بل برؤية العقل و النظر ، و حينئذ « فالأبصار » بالفتح جمع البصر بمعنى العيون .

« فقد تكذب العيون أهلها » كذب العين كناية فصيحة عن عدم كون ما رأته العين بالظاهر موجودا في الواقع ، قال الشاعر :

كذبتك عينك أم رأيت بواسط

غلس الظلام من الرباب خيالا(٤)

و الشاهد لوقوع الكذب من العين أحيانا أنّها ترى الكبير من بعيد صغيرا و قد ترى الصغير كبيرا ، و ترى القمر كبيرا ، و ترى القمر تحت السحاب

____________________

( ١ ) الكافي للكليني ٥ : ١٠٥ ح ١ .

( ٢ ) شرح ابن أبي الحديد ١٩ : ١٧٣ .

( ٣ ) شرح ابن ميثم ، أورده بلفظ « كالمعاينة » انظر ٥ : ٣٨٦ .

( ٤ ) البيت للأخطل ، لسان العرب ١ : ٢٢٢ .

٢٦٦

المتحرّك سائرا و انما السير للسحاب ، و ترى عند الوقوف على نهر جار الساحل جاريا و الجري للنهر .

« و لا يغش العقل من استنصحه » بخلاف باقي المستنصحين ، فقد يغشون و لا يبيّنون لك الرأي الصحيح ، و حينئذ فالرؤية الحقيقية إنّما هي لرؤية العقل الذي لا يكذب أصلا .

٢٦٧

الفصل السابع و الخمسون في الفقر

٢٦٨

١ الحكمة ( ١٦٣ ) و قالعليه‌السلام :

اَلْفَقْرُ اَلْمَوْتُ اَلْأَكْبَرُ أقول : هو من حديث الأربعمائة الذي رواه الخصال عن أبيه عن سعد عن اليقطيني عن القاسم بن يحيى عن جدّه الحسن بن راشد عن أبي بصير و محمد ابن مسلم عن الصادقعليه‌السلام عن آبائه عنهعليهم‌السلام تحت عنوان ( علّم أمير المؤمنينعليه‌السلام أصحابه في مجلس واحد أربعمائة باب ممّا يصلح للمسلم في دينه و دنياه )(١) .

و في ( المعاني ) قال الحرث الأعور لأمير المؤمنينعليه‌السلام : ما الفقر ؟ قال :

الحرص و الشره(٢) .

____________________

( ١ ) الخصال للصدوق ٢ : ٦٢٠ .

( ٢ ) معاني الأخبار للصدوق : ٢ ، أخرجه الأصبغ بن نباتة عن الحارث بن الأعور قال : كان فيما سأل عنه علي بن أبي

٢٦٩

و في ( الكافي ) عن الصادقعليه‌السلام : قيل له قولهم الفقر الموت الأحمر هو من الدينار و الدرهم ؟ قال : لا ، و لكن من الدين(١) .

و روي عن لقمان ، قال لقمان لابنه : حملت الجندل و الحديد و كلّ حمل ثقيل فلم أحمل شيئا أثقل من جار السوء ، و ذقت المرارات فلم أذق شيئا أمرّ من الفقر(٢) .

قلت : و أصل الفقير في اللغة من كسر فقار ظهره .

٢ الحكمة ( ٣١٩ ) و قالعليه‌السلام لابنه محمّد بن الحنفية :

يَا بُنَيَّ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكَ اَلْفَقْرَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنْهُ فَإِنَّ اَلْفَقْرَ مَنْقَصَةٌ لِلدِّينِ مَدْهَشَةٌ لِلْعَقْلِ دَاعِيَةٌ لِلْمَقْتِ قول المصنف « و قالعليه‌السلام لابنه محمد بن الحنفية » هو أكبر أولاده بعد الحسنينعليهم‌السلام اشتهر بالنسبة إلى امّه خولة الحنفية قال المدائني : إنّ زبيدا سبتها من بني حنيفة ، ثم ارتدّت زبيد مع عمرو بن معد يكرب باليمن ، فبعث النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أمير المؤمنينعليه‌السلام فأصابها فصارت في سهمه و قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله له : إن ولدت منك غلاما فسمّه باسمي و كنّه بكنيتي(٣) قال ابن قتيبة : مات بالطائف هاربا من ابن الزبير(٤) .

و قالعليه‌السلام له أيضا على ما روى الخصال في باب الثلاثة : إيّاك و العجب طالبعليه‌السلام ابنه الحسنعليه‌السلام إن قال : ما الفقر قال : الحرص و الشره .

____________________

( ١ ) الكافي للكليني ٢ : ٢٦٦ ح ٢ .

( ٢ ) ذكره المجلسي عن الصادقعليه‌السلام ١٣ : ٤٢١ .

( ٣ ) شرح ابن أبي الحديد ، شرح نهج البلاغة ١٩ : ٢٤٤ .

( ٤ ) المسعودي ، مروج الذهب ٣ : ١٢٣ .

٢٧٠

و سوء الخلق و قلّة الصبر ، فانّه لا يستقيم لك على هذه الخصال الثلاث صاحب و لا يزال لك عليها من الناس مجانب ، و ألزم نفسك التودّد و صبّر على مؤونات الناس نفسك ، و ابذل لصديقك نفسك و مالك ، و لعرفتك رفدك و محضرك ، و للعامة بشرك و محبتك ، و لعدوّك عدلك و إنصافك ، و اضنن بدينك و عرضك عن كلّ أحد(١) .

قولهعليه‌السلام « يا بنيّ إنّي أخاف عليك الفقر فاستعذ باللَّه منه » في دعاء أبي حمزة للسجّادعليه‌السلام « أعوذ بك من الفقر و الفاقة و كلّ بلية ، و الفواحش كلّها ما ظهر منها و ما بطن »(٢) .

« فان الفقر منقصة للدّين » كون الفقر سببا لنقص الدين أنّ الفقير يتواضع غالبا للغنيّ ، و من تواضع لغنيّ ذهب ثلثا دينه .

و عنهمعليهم‌السلام : كاد الفقر أن يكون كفرا(٣) .

و عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : نعم العون على التقوى المال(٤) .

« مدهشة للعقل » قال شاعر :

إذا قلّ مال المرء قلّ حياؤه

و ضاقت عليه أرضه و سماؤه

و أصبح لا يدري و إن كان حازما

أقدّامه خير له أم وراؤه(٥)

« داعية للمقت » أي : انّه سبب لبغض الناس له ، فقالوا : المفلس عند الناس أكذب من لمعان السراب و من سحاب تموز ، لا يسأل عنه إن غاب و لا يسلّم عليه إذا قدم ، إن غاب شتموه و إن حضر طردوه ، مصافحته تنقض الطهارة

____________________

( ١ ) الخصال للصدوق ١ : ١٤٧ ح ١٧٨ .

( ٢ ) مفاتيح الجنان للقمي ، دعاء أبي حمزة الثمالي : ٣٥٦ .

( ٣ ) أخرجه الصدوق عن هشام بن سالم عن الصادقعليه‌السلام الأمالي : ٢٤٣ ح ٦ .

( ٤ ) تحف العقول : ٣٥ .

( ٥ ) المحاسن و المساوى‏ء للبيهقي ١ : ٢١٥ .

٢٧١

و قراءته تقطع الصلاة .

و في ( تاريخ بغداد ) : سئل أبو محمد الجريري عن الفقر و الغنى أيّهما أفضل ؟ فقال : لو لم يكن من فضل الفقر إلاّ ثلاث : إسقاط المطالبة ، و قطع عن المعصية ، و تقديم الدخول إلى الجنّة ، لكفى فقال أبو العباس بن عطا : يا سبحان اللَّه و أيّ فضل يكون أفضل ممّا أضافه اللَّه تعالى إلى نفسه ؟ و أيّ شي‏ء يكون أعجز من شي‏ء تنافى اللَّه تعالى عنه ؟ فانّه تعالى أضاف الغنى إلى نفسه و تنافى عن الفقر و اعتدّ على نبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال :( و وجدك عائلا فأغنى ) (١) فإن احتجّ محتجّ بأنّهصلى‌الله‌عليه‌وآله عرض عليه مفاتيح الدنيا و لم يقبلها ، فيقال له :

تركها اختيارا و التارك لا يكون إلاّ غنيا(٢) .

٣ الحكمة ( ٣٤٦ ) و قالعليه‌السلام :

مَاءُ وَجْهِكَ جَامِدٌ يُقْطِرُهُ اَلسُّؤَالُ فَانْظُرْ عِنْدَ مَنْ تُقْطِرُهُ أقول : هكذا في الطبعة ( المصرية )(٣) ، و لكن في ( ابن أبي الحديد(٤) و الخطية(٥) بدل « ماء وجهك جامد » « وجهك ماء جامد » و الصواب هنا ما في الطبعة المصرية لتصديق ( ابن ميثم )(٦) الذي نسخته بخط المصنف لمّا فيها .

____________________

( ١ ) الضحى : ٨ .

( ٢ ) لم يرد ذلك في تاريخ بغداد في ترجمة أحمد بن محمّد ( أبو محمّد الجريري ) ٤ : ٤٣٠ رقم ( ٢٣٣٣ ) كما أن الخطيب البغدادي لم يترجم لحياة عبد اللَّه بن عطاء ( أبي العباس بن عطاء ) .

( ٣ ) الطبعة المصرية : ٧٣٧ رقم ( ٣٤٥ ) .

( ٤ ) نسخة التحقيق لشرح بن أبي الحديد بهذا اللفظ ماء وجهك جامد ١٩ : ٢٦١ .

( ٥ ) النسخة الخطية سقط النصّ منها ( نسخة مكتبة المرعشي ) .

( ٦ ) شرح ابن ميثم ، شرح نهج البلاغة ٥ : ٤١١ .

٢٧٢

و كيف كان فيجوز في « يقطر » و « تقطر » التخفيف مجردا و التشديد ، ففي الصحاح « قطر الماء و قطرته » يتعدّى و لا يتعدّى ، و تقطير الشي‏ء إسالته قطرة قطرة(١) .

و لا يجوز أن يكونا بضم المضارعة من باب الافعال ، فمعنى « اقطر » حان له أن يقطر ، و لا مناسبة له هنا .

دخل محمد بن واسع على بعض الامراء فقال : أتيتك في حاجة فإن شئت قضيتها فكنّا كريمين ، و إن شئت لم تقضها و كنّا لئيمين ، أراد انّه إذا لم يقضها كان طالب الحاجة أيضا لئيما حيث طلب حاجته من غير أهلها(٢) .

و قال الطائي :

أعياش انّك لئيم و إنّني

مذ صرت موضع مطلبي للئيم(٣)

و قال أبو العيناء لمن طلب إليه حاجة فلم يقضها : سألتك حاجة فرددت بأقبح من وجهك و قال الطائي :

رددت رونق وجهي في صحيفته

ردّ الصقال بهاء الصارم الخذم

و ما ابالي و خير القول أصدقه

حقنت لي ماء وجهي أم حقنت دمي(٤)

و قال أبو الأسود :

و إنّ أحقّ الناس إن كنت مادحا(٥)

بمدحك من أعطاك و الوجه وافر(٦)

____________________

( ١ ) الصحاح للجوهري ٢ : ٧٩٦ مادة ( قطر ) .

( ٢ ) العقد الفريد لابن عبد ربه ١ : ٢٦١ .

( ٣ ) أورده ابن عبد ربه بلفظ آخر فيه اختلاف قليل ١ : ٢٦٢ .

( ٤ ) ابن أبي الحديد ، شرح نهج البلاغة ١٩ : ٢٦١ .

( ٥ ) في ديوانه حامدا .

( ٦ ) ديوان أبي الأسود الدؤلي : ١٩٣ .

٢٧٣

لآخر :

إذا أظمأتك أكفّ الرجال

كفتك القناعة شبعا و ريّا

فكن رجلا رجله في الثرى

و هامة همّته في الثريّا

فإنّ إراقة ماء الحياة

دون إراقة ماء المحيّا(١)

و قال بشار في عمر بن العلاء :

دعاني إلى عمر جوده

و قول العشيرة بحر خضم

و لو لا الذي زعموا لم أكن

لأمدح ريحانة قبل شم(٢)

و في ( الكافي ) عن الحارث الهمداني قال : سامرت أمير المؤمنينعليه‌السلام فقلت : عرضت لي حاجة قال : رأيتني لها أهلا ؟ قلت : نعم قال : جزاك اللَّه عنّي خيرا ، ثم قام إلى السراج فأغشاها و جلس ثم قال : انّما أغشيت السراج لئلا أرى ذلّ حاجتك في وجهك فتكلّم فإنّي سمعت النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : الحوائج أمانة من اللَّه في صدور العباد ، فمن كتمها كتبت له عبادة و من أفشاها كان حقّا على من سمعها أن يعينه(٣) .

و عن الصادقعليه‌السلام قال : ما توسّل أحد إليّ بوسيلة و لا تذرّع بذريعة أقرب له إلى ما يريده منّي من رجل سلف إليه منّي يد اتبعها اختها و أحسنت ربّها أي تربيتها فإنّي رأيت منع الأواخر يقطع لسان شكر الأوائل ، و لا سخت نفسي بردّ بكر الحوائج و قد قال الشاعر :

و إذا بليت ببذل وجهك سائلا

فابذله للمتكرّم المفضال

إنّ الجواد إذا حباك بموعد

أعطاكه سلسا بغير مطال

____________________

( ١ ) شرح ابن أبي الحديد ، شرح نهج البلاغة ١٩ : ٢٦١ .

( ٢ ) ابن قتيبة ، الشعر و الشعراء : ١٧٧ .

( ٣ ) الكافي للكليني ٤ : ٢٤ ح ٤ .

٢٧٤

و إذا السّؤال مع النوال و زنته رجح السّؤال و خفّ كل نوال(١) و عن الرضاعليه‌السلام : سأله رجل أن يعطيه ما يصل إلى بلده ، فدخل و ردّ الباب و أعطاه من أعلى الباب ، فقيل لهعليه‌السلام في ذلك ، فقال : أما سمعت قول الأول :

متى آته يوما لأطلب حاجة رجعت إلى أهلي و وجهي بمائه(٢) هذا ، و في ( الكافي ) عن الصادقعليه‌السلام : ما من عبد يسأل من غير حاجة فيموت حتى يحوجه اللَّه إليها و يثبت اللَّه له بها النار(٣) و عنهعليه‌السلام أيضا : رحم اللَّه عبدا عفّ و تعفّف و كفّ عن المسألة ، فإنّه يتعجّل الدنيّة في الدّنيا و لا يغني الناس عنه شيئا ثم تمثّل ببيت حاتم :

إذا ما عرفت اليأس ألفيته الغنى إذا عرفته النفس و الطمع الفقر(٤) و عنهعليه‌السلام : جاءت فخذ من الأنصار إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فقالوا : لنا حاجة .

قال : هاتوا قالوا : إنّها عظيمة فقال : هاتوها ما هي ؟ قالوا : تضمن لنا على ربّك الجنّة فنكس النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله رأسه ثم نكت في الأرض ثم رفع رأسه فقال : أفعل ذلك بكم على أن لا تسألوا أحدا شيئا فكان الرجل منهم يكون في السفر فيسقط سوطه فيكره أن يقول لإنسان : ناولنيه فرارا من المسألة و ينزل فيأخذه ، و يكون على المائدة فيكون بعض الجلساء أقرب إلى الماء منه فلا يقول : ناولني ، حتى يقوم فيشرب(٥) .

و عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : ان اللَّه تعالى أحبّ شيئا لنفسه و أبغضه لخلقه ، أبغض

____________________

( ١ ) الكافي للكليني ٤ : ٢٥ ح ٥ .

( ٢ ) الكافي للكليني ٤ : ٢٥ ح ٣ .

( ٣ ) الكافي للكليني ٤ : ١٩ ح ٣ .

( ٤ ) الكافي للكليني ٤ : ٢١ ح ٦ .

( ٥ ) أورده المجلسي في بحار الأنوار ٩٦ : ١٥٧ .

٢٧٥

لخلقه المسألة و أحبّ لنفسه أن يسأل ، و لا يستحي أحدكم أن يسأل اللَّه من فضله و لو شسع نعل(١) .

و عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أيضا : و الذي نفسي بيده لأن يأخذ أحدكم حبلا ثم يدخل عرض هذا الوادي فيحتطب حتى لا يلتقي طرفاه ثم يدخل به إلى السوق فيبيعه بمدّ من تمر و يأخذ ثلثيه و يتصدّق بثلثه خير له من أن يسأل الناس ، أعطوه أو حرموه(٢) .

و عن الباقرعليه‌السلام : لو يعلم السائل ما في المسألة ما سأل أحد أحدا ، و لو يعلم المعطي ما في العطية ما ردّ أحد أحدا(٣) .

٤ الحكمة ( ٤٢٧ ) و قالعليه‌السلام :

مَنْ شَكَا اَلْحَاجَةَ إِلَى مُؤْمِنٍ فَكَأَنَّمَا شَكَاهَا إِلَى اَللَّهِ وَ مَنْ شَكَاهَا إِلَى كَافِرٍ فَكَأَنَّمَا شَكَا اَللَّهَ هكذا في ( ابن أبي الحديد(٤) و ابن ميثم )(٥) و الخطية و ما في الطبعة المصرية(٦) غلط .

أقول : في ( روضة الكافي ) عن الصادقعليه‌السلام قال لبعض شيعته : إذا نزلت بك نازلة فلا تشكها إلى أحد من أهل الخلاف ، و لكن اذكرها لبعض إخوانك

____________________

( ١ ) الكافي ٤ : ٢٠ ح ٤ .

( ٢ ) أخرجه البخاري عن أبي هريرة بلفظ مشابه ١ : ٢٥٧ باب الزكاة و ذكره الهندي في كنز العمّال ٦ : ٤٩٧ ح ١٦٧٠٠ .

( ٣ ) الكافي ٤ : ٢٠ ح ٢ .

( ٤ ) شرح ابن أبي الحديد ، شرح نهج البلاغة ٢٠ : ٧٢ .

( ٥ ) شرح ابن ميثم ٥ : ٤٤٩ و انظر النسخة الخطية : ٣٢٧ .

( ٦ ) راجع الطبعة المصرية : ٧٥٦ شرح محمّد عبده .

٢٧٦

فانّك لن تعدم خصلة من أربع : إمّا كفاية بمال ، أو معونة بجاه ، أو دعوة فتستجاب ، أو مشورة برأي(١) .

هذا ، و في ( الكافي ) عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال اللَّه تعالى : من مرض ثلاثا فلم يشك إلى أحد من عوّاده أبدلته لحما خيرا من لحمه و دما خيرا من دمه ، فإن عافيته عافيته و لا ذنب له ، و إن قبضته قبضته إلى رحمتي(٢) .

و في خبر : إن قال حممت اليوم أو سهرت البارحة ليس بشكاة ، إنّما الشكوى أن يقول : لقد ابتليت بما لم يبتل به أحد ، و أصبت ما لم يصب أحدا(٣) .

____________________

( ١ ) الروضة في الكافي للكليني ٨ : ١٧٠ الرواية ١٩٢ عن الحسن بن راشد .

( ٢ ) الكافي للكليني ٣ : ١١٥ حديث ١ مسند عن جابر عن أبي جعفر الباقرعليه‌السلام .

( ٣ ) الكافي للكليني ٣ : ١١٦ ، حديث ١ أسنده إلى جميل بن صالح عن أبي عبد اللَّهعليه‌السلام .

٢٧٧

الفصل الثامن و الخمسون كلامهعليه‌السلام في النساء

٢٧٨

١ الحكمة ( ١٢٤ ) و قالعليه‌السلام :

غَيْرَةُ اَلْمَرْأَةِ كُفْرٌ وَ غَيْرَةُ اَلرَّجُلِ إِيمَانٌ أقول : « الغيرة » بالفتح صرح به ابن السّكّيت(١) ، روى ( الكافي ) عنهعليه‌السلام قال : كتب اللَّه الجهاد على الرجال و النساء ، و جهاد المرأة أن تصبر على ما ترى من أذى زوجها و غيرته(٢) و في خبر آخر و جهاد المرأة حسن التبعل .

و روى ( الطبري ) عن ابن عباس قال : إنّ ليلى بنت الخطيم الخزرجية أقبلت إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله و هو مولّ ظهره الشمس ، فضربت على منكبه فقال : من هذه ؟ قالت : أنا ابنة مباري الريح ، جئتك أعرض عليك نفسي فتزوّجني قال : قد فعلت فرجعت إلى قومها فقالت : قد تزوّجني النبيّ فقالوا : بئس ما صنعت ، أنت امرأة غيرى و النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله صاحب نساء ، إستقيليه نفسك ، فرجعت إلى

____________________

( ١ ) اصلاح المنطق لابن السّكّيت : ٢٨٣ ، و ذكره ابن سيده في الصحاح ٢ : ٧٧٦ .

( ٢ ) الكافي للكليني ٥ : ٩ ح ١ .

٢٧٩

النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فقالت : أقلني قال : قد أقلتك(١) .

قلت : لو صح الخبر لدلّ على اختصاص النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله بالإقالة بدل الطلاق .

و في ( ذيل الطبري ) : قال أبو معشر تزوّج النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله مليكة بنت كعب الليثي و كانت تذكر بجمال بارع ، فدخلت عليها عائشة فقالت : أما تستحين أن تنكحي قاتل أبيك فاستعاذت من النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فطلقها ، فجاء قومها إلى النبي فقالوا : إنّها صغيرة و لا رأي لها و خدعت فارتجعها ، فأبى ، و كان أبوها قد قتل يوم فتح مكّة قتله خالد بن الوليد بالخندمة .

و ( فيه ) أيضا قال أبو اسيد الساعدي : تزوّج النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أسماء ابنة النعمان الجونية و أرسلني فجئت بها فقالت حفصة لعائشة أو عائشة لحفصة إخضبيها أنت و أمشطها أنا ، ففعلت ثم قالت إحداهما لها : إن النبيّ يعجبه من المرأة إذا ادخلت عليه أن تقول : « أعوذ باللَّه منك » ، فلما دخلت عليه و اغلق الباب و أرخى الستر مدّ يده إليها فقالت : أعوذ باللَّه منك فقال بكمه على وجهه فاستتر به و قال : عذت معاذا ثلاث مرّات قال أبو أسيد : ثم خرج النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله عليّ و قال ألحقها بأهلها و متّعها برازقيتين يعني كرباسين فكانت تقول : ادعوني الشّقسّة ، فلما طلعت بها على القوم تصايحوا و قالوا : إنّك لغير مباركة ما دهاك ؟ فقالت : خدعت ، فقيل لي كيت و كيت فقال أهلها : لقد جعلتنا في العرب شهرة فنادت أبا أسيد و قالت : قد كان ما كان فالذي أصنع ما هو ؟ قال : أقيمي في بيتك فاحتجبي إلاّ من ذي محرم و لا يطمع فيك طامع بعد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فإنّك من امّهات المؤمنين .

فأقامت حتى توفّيت في خلافة عثمان قال زهير بن معاوية ماتت كمدا(٢) .

____________________

( ١ ) تاريخ الامم و الملوك للطبري ٢ : ٤١٧ .

( ٢ ) تاريخ الامم و الملوك للطبري ٨ : ٨٩ .

٢٨٠

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639