بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة الجزء ١٤

بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة9%

بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة مؤلف:
تصنيف: أمير المؤمنين عليه السلام
الصفحات: 639

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤
  • البداية
  • السابق
  • 639 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 253743 / تحميل: 8971
الحجم الحجم الحجم
بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة

بهج الصباغة في شرح نهج البلاغة الجزء ١٤

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

وانتشر الصّبح بأنواره

وانجاب عن أضواء الحندس(١)

فارقني خشية أعداؤه

وقد خلا من جمعنا المعرسُ(٢)

لا أقبل الصّبح باسفاره

لأنّه الفضّاح والأوكسُ

واللّيل لو جنَّ به جنَّتي

وجنَّتي طاب بها المأنسُ

موسى رأى النّار به سابقاً

من جانب الطّور لها غرنسُ

وقد أتاها طالباً جذوة

حتّى دنا من قربها يقبسُ

نودي بالشّاطيء غربيّها

: أنا الإلـ~ـه الخالق الأقدسُ

ونار موسى سرُّها حيدرٌ

العالم الخنذيذ والدهرسُ(٣)

والأسد المغوار يوم الوغى

تفرق من صولته الأشوسُ(٤)

لو قامت الحرب على ساقها

قال إليها وهو لا ينكسُ

كم قدَّ في صارمه فارساً

وصيّر السيد له ينهسُ؟(٥)

هو ابن عمّ المصطفى والّذي

قد طاب من دوحته المغرسُ

عيبة علم الله شمس الهدى

ونوره الزّاهر لا يُطمسُ

مهبط وحي لم ينل فضله

وكنهه في الوهم لا يحدسُ

قد طلّق الدّنيا ولم يرضها

ما همّه المطعم والملبسُ

يقطّع الليل بتقديسه

يزهو به المحراب والمجلسُ

وفي النّدى بحرٌ بلا ساحل

وفي المعالي الأصيد الأرءس

إذا رقى يوماً ذُرى منبر

وألسن الخلق له خرَّسُ

يريك من ألفاظه حكمة

يحتار فيها العالم الكيّسُ

فيالها من رُتب نالها

من دونها كيوان والأطلسُ؟

____________________

١ - الحندس: الظلمة جمع حنادس.

٢ - المعرس: الموضع الذى يعرس فيه القوم أى نزلوا فيه للاستراحة.

٣ - الخنذيذ: الخطيب البليغ. العالم بايام العرب اشعارهم السيد الحليم. الشجاع البهمة الدهرس: الداهية.

٤ - الاشوس: الجرىّ على القتال الشديد.

٥ - السيد: الذئب، الاسد، والسيد تخفيف السيّد. نهس: أخذ بمقدّم اسنانه ونتفه.

٣٨١

قد شرّفت كوفان في قبره

ولم تكن أعلامها تدرسُ

إن أنكر الجاحد قولي أقل

: يا صاح هذا المشهد الأقدسُ(١)

أما ترى النّور به مشرقاً

قرّت به الأعين والأنفس

والله لولا حيدرٌ لم يكن

في الأرض ديّارٌ ولا مكنسُ

فليس يحصي فضله ناثر

أو ناظم في شعره منبسُ

لو كان ما في الأرض أقلامه

والأبحر السّبع له مغمسُ

سمعاً أبا السّبطين منظومة

غرّاء من غصن النّقا أميسُ

تختال من مدحك في حلّة

لم يحكها في نسجها السّندسُ

أرجو بها منك الجزا في غد

فإنَّ مَن والاك لا يبخسُ

صلّى عليك الله ما أشرقت

شمس الضّحى وانكشف الحِندسُ

ومن شعره في تقريظ ( المطوّل ) للتفتازاني قوله:

إنَّ المطوّل بحرٌ فاض ساحله

فلا يحيط به وصفي وانجازي

فُرقان أهل المعاني في بلاغته

وفي الدّلائل منه أيّ إعجازِ

____________________

١ - هذا مستهلّ قصيدة السيد على خان.

٣٨٢

القرن الثاني عشر

١٠٢

الشيخ ابراهيم البلادى

بدأت محمد مَن خلق الأناما

وأشكره على النّعما دواما

هو الموجود خالقنا وجوباً

ولم أثبت لموجدنا انعداما

لقد خلق الورى إطهار كنزٍ

تستَّر فاستفضَّ له الختاما(١)

اصولٌ خمسةٌ للّدين منها

له العدل الّذي في الحكم داما

وثاني الخمسة التوحيد فيه

ونفي شريكه أبداً دواما

وثالثها النبوّة وهي لطفٌ

عظيمٌ دائمٌ عمَّ الأناما

ورابعها الإمامة وهي لطفٌ

من الباري به الّدين استقاما

وخامسها المعاد لكلِّ جسم

وروح والدّليل عليه قاما

وإنَّ إلـ~ـهنا في الحكم عدلٌ

يخاصم كلَّ من ظلم الأناما

وإنَّ النّار والجنّات حقُّ

على رغم الّذي جحد القياما

وإنَّ المؤمنين لهم جنانٌ

ونار الكافرين علت ضراما

وإنَّ الرّسل أوَّلهم أبوهم

وذلك آدم خصّوا السَّلاما

وأفضلهم اولو العزم الأجلّا

ومَن عرفوا لربِّهم المقاما

وهم نوحٌ وإبراهيم موسى

وعيسى والأمين أتى ختاما

محمّدهم وأحمدهم تعالا

وأعلاهم وقاراً واحتشاما

فأشهد مخلصاً أن لا إلـ~ـه

سوا الله الّذي خلق الأناما

وإنَّ محمّداً للنّاس منه

نبيُّ مرسلُ بالأمر قاما

وأشهد انّه ولّى عليّاً

وليَّ الله للدِّين اهتماما

وصيَّره الخليفة يوم « خمّ »

بأمر الله عهداً والتزاما

____________________

١ - اشارة إلى الحديث القدسى الدائر على الالسن: كنت كنزا مخفياً فاحببت أن اُعرف فخلقت الخلق لكي اُعرف.

٣٨٣

ونصَّ على الأئمَّة من بنيه

هناك على المنابر حين قاما

فواخاه النبيٌّ وفي البرايا

بحكم الله صيَّره إماما

وعظَّمه ولقَّبه بوحي

أمير المؤمنين فلن يراما

وزوَّجه البتول لها سلامٌ

من الله الوصول ولا انصراما

فكان لها الفتى كفواً كريماً

فأولدها أئمّتنا الكراما

[ إلى آخر القصيدة(١) ]

( الشاعر )

أبو الرّياض الشّيخ إبراهيم بن الشّيخ عليّ بن الشّيخ الحسن بن الشّيخ يوسفَ ابن الشّيخ حسن بن الشّيخ علي البلادي البحراني أحد أعلام البحرين وفضلائها، كان موصوفاً بالأدب وصياغة الشّعر، من أجداد مؤلّف [ أنوار البدرين ] العالية كما ذكره في بعض التراجم، له منظومة الإقتباس والتضمين من كتاب الله المبين في إثبات عقايد الدّين، استدلاليّا، وجامع الرّياض يمدح فيه كلَّا من المعصومين عليهم السّلام بروضة، ومن هنا يكنّى بأبي الرِّياض، وديوان شعره يوجد بخطّ تلميذه الشّيخ أبي محمّد الشّويكي الآتي ذكره، صحَّحه سنة ١١٥٠، يحتوي على قصائد على عدد الحروف بترتيبها، و ١٣٢ دو بيتاً في أبواب خمسة في التوحيد، والنبوَّة، والإمامة والأئمِّة، و العدل، والمعاد، وميميَّة ١٠٨ بيتاً في الاُصول الخمسة.

ووالد المترجم له الشيخ عليّ أحد أعلام عصره ذكره صاحب الحدايق في [ لؤلؤة البحرين ] وقال: كان فاضلاً ولا سيّما في العربيّة والمعقولات، مدرّساً إماماً في الجمعة والجماعة معاصراً للشّيخ سليمان بن عبد الله الماحوزي اهـ وترجم له صاحب [ رياض الجنّة ] في الرّوضة الرّابعة، وكان الشيّخ حسن جدّ المترجم له أيضاً من الفضلاء و كذلك جدّه الأعلى الشيخ يوسف بن الحسن، ذكره الشّيخ الحرّ في [ أمل الآمل ] وقال: فاضلٌ متبحّرٌ شاعرٌ أديبٌ من المعاصرين. وحكى صاحب الحدايق في [ لؤلؤة البحرين ] عن والده العلّامة إنّه لمـّا توفّي الشّيخ يوسف بن الحسن البحراني ودفن في

____________________

١ - أخذناها من ديوانه المخطوط وله فيه شعر آخر فى الغدير ايضا.

٣٨٤

مقبرة المشهد - مسجد في بحرين - إتّفق انهدام إحدى منارتيه وسقوطها على قبره فمرَّ الشّيخ عيسى(١) بامرأة جالسة عند المنارة تتعجّب من سقوطها فقال الشَّيخ عيسى في ذلك:

مررت بامرأة قاعده

تُحولق في هيئة العابده

وتسترجع الله في ذا المنار

فما بالها في الثّرى راقده؟

فقلت له: يا بنة الأكرمين

رأيت اُموراً بلا فائده؟

ثوى تحتها يوسفيّ الكمال

فخرّت لهيبته ساجده

____________________

١ - أوحدى من اعلام ( آل عصفور ) اسرة شيخنا الفقيه المتضلع الشيخ يوسف صاحب ( الحدايق ) شاعر مفلق، واديب بارع.

٣٨٥

القرن الثاني عشر

١٠٣

الشيخ أبو محمد الشويكي

_ ١ _

زار حبّي فانجلت سود اللّيالي

حين أبدا منه ثغراً كاللئالي

وتبدَّت لمعٌ من وجهه

فحكى في لمعه لمع الهلالِ

إلى أن قال:

حيدر الكرّار مقدام الورى

شامخ القدر عليٌّ ذي المعالي

عالم الغيب فلا عيب به

طاهر الجيب فتىً زاكي الخصالِ

هاشميٌّ نبويّ جوده

يخجل الغيث لدى سكب النوالِ

أحمديّ الخُلق والخَلق فتىً

عنتريُّ الحرب في يوم النّزالِ

صايم الصّيف وقوّام الدّجا

مكرم الضّيف بمالٍ من حلالِ

معدن العلم الّذي سؤّاله

تبلغ الآمال من قبل السؤالِ

ثابت النصِّ من الله ومن

أحمد المختار محمود الفعالِ

والد السبطين من ستِّ النسا

بنت خير الأنبياء ذات الحجالِ

من له المختار واخى في الورى

مرغماً أعدائه أهل الضَّلالِ

وهو في القرآن نصّاً نفسه

خير من باهل بعد الإبتهالِ

فله الشّأن عليٌّ كاسمه

صاحب الإحسان غوثي في مآلي

حجّة الله بنصٍّ ثابتٍ

يوم « خمّ » فهو من والاه والي

وأمير المؤمنين المرتضى

من إلـ~ـه العرش ربّي ذي الجلالِ

في فراش المصطفى بات ولم

يخش من أعدائه أهل النّكالِ

أخذناها من مختصر ديوانه الذي كتبه إلى شيخه بخطّه وهي قصيدةٌ طويلةٌ قالها سنة ١١٤٩ يمدح بها امير المؤمنينعليه‌السلام .

٣٨٦

_ ٢ _

وله قصيدة أنشدها سنة ١١٤٩ وجدناها بخطّه يذكر بها العقايد الدينيّة مستهلّها:

إسمع هداك الله حسن العقايدِ

وخذ من معاني الفكر درّ الفوايدِ

له الحمد ربّي كم حبانا بنعمة

تقاصر عن إدراكها حمد حامدِ؟

إلى أن قال:

وألطاف ربّي في البريّة جمّةٌ

لها الغيث عذبٌ في جميع المواردِ

وأعظم ألطاف الإلـ~ـه نبيّنا

وعترته أزكى كرام أماجدِ

حبانا بخير المرسلين محمّد

نبيّ هدىً لِلَّه أكرم عابدِ

ويقول فيها:

ومعجزة القرآن لا زال باقياً

له بثبات الأمر أعظم شاهدِ

وقد نسخت كلّ الشرايع في الورا

شريعته الغرّا على رغم ماردِ

فصلّى وزكّا ثمَّ صام نبيّنا

وحجَّ وكان الطّهر أيّ مجاهدِ

له الله قد صفّا من العيب فاغتدا

نبيّاً صفيّاً صادقاً في المواعدِ

وكان له المولى الجليل وحسبه

عليٌّ على الأعداء ايّ مساعدِ

فكان له كفّاً قويّاً وساعداً

وسيفاً لهام القوم أعظم حاصدِ

فواخاه عن أمر الإلـ~ـه وخصّه

بفاطمة اُمّ الهداة الفراقدِ

وصيّره عن أمر خالقه له

إماماً بخمّ مرغماً أنف حاسدِ

وقال له فوق الحدائج خاطباً

وأضحى له أمر الورى أيّ عاقدِ

ونصَّ عليه بالإمامة مجهراً

وأبنائه يا خير ولد لوالدِ؟

[ القصيدة ]

_ ٣ _

وله من قصيدته الغديريّة الطويلة:

يوم الغدير به كمال الدّينِ

ومتمّ نعمة خالقي ومعيني

لِلَّه من يوم عظيم عيده

للمؤمنين بدين خير أمين

يوم به رضي الإلـ~ـه لخلقه الإ

سلام بالتأييد والتمكينِ

٣٨٧

يومٌ شريفٌ عظّمت بركاته

من قبل كون الكون في التكوينِ

يومٌ به نصب المهيمن حيدراً

علماً إماما للورى بيقينِ

فهو الغدير وفضله متظاهرٌ

كالشّمس لم يحتج إلى التبيينِ

وله الرّواية يا فتى تروي الظّما

فكأنَّها من عذب خير معينِ

روت الرّواة عن النبيّ محمّد

خير الورى بالنصِّ والتعيينِ

فأتاه جبريل الأمين مبلّغاً

عن ربِّه التّسليم بالتبيينِ

فالآن بلّغ عنه نصبك حيدراً

فوجوب طاعته وجوب عيني

قم ناصباً للطهر حيدرة التّقى

قبل افتراق مصاحبٍ وقرينِ

قال النبيُّ الطهر سمعاً للّذي

قد قال من هو للورى يكفيني

ودعا بخمّ وهو أوعر منزل

: يا قوم حطوا الرَّحل في ذا الحينِ

ومن الحدائج قد ترقّا منبراً

ودعا عليّاً والد السّبطينِ

وإليه شال فبان من إبطيهما

ذاك البياض ففاق للقمرين

ولصحبه قد قال: يا قوم اسمعوا

منّي مقالة ناصحٍ وأمينِ

هل كنت يا أصحابُ أولى منكم

بنفوسكم؟ قالوا: نعم بيقينِ

من كنت مولاه فمولاه أخي

ووصّي بعدي كفّه بيميني

[ إلى آخر القصيدة ]

_ ٤ _

وله من قصيدة طويلة تسمّى بالغزالة يمدح بها النبيّ الأعظمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أوَّلها:

أقبلت تقنص الاُسود الغزاله

ذات نور يفوق نور الغزاله

وانثنت تسلب العقول وثنّت

غلّة في الحشا بلبس الغلاله

إلى أن يقول:

فولاء النبيّ للعبد درع

عن نبال الرّدى وللنصر آله

وولائي من بعده لعليّ

حيث أن قبل موته أوصى له

وارتضاه الإمام في يوم خمّ

فهو للخصم قاطعٌ أوصاله

ويوجد ذكرى الغدير في ساير قصايده اقتصرنا منها على ما ذكرناه.

٣٨٨

( الشاعر )

أبو محمّد عبد الله بن محمّد بن الحسين بن محمّد الشويكي الخطّي، من تلمذة الشّيخ إبراهيم ابن الشّيخ علي البلادي الآنف ذكره، والشّيخ ناصر بن الحاج عبد الحسن البحراني، له في فنِّ الأدب وقرض الشّعر والإكثار منه والتفنّن فيه أشواطٌ بعيدة، غير أنَّ شعره من النّمط الأوسط، له كتابٌ في أحوال المعصومين، وديوان مدايح النبيّ وآله يسمّى بـ [ جواهر النظام ] وديوان مراثيهم الموسوم ب‍ ( مسبل العبرات ورثاء السّادات) استخرج من الدّيوانين قصايدة كثيرة في أربعة ايّام وألّفها ديواناً أهداه لشيخه العلّامة آقا محمّد بن آقا عبد الرّحيم النجفي في سنة ١١٤٩ وهذا الدّيوان المنتخب من شعره يحتوي على خمسين قصيدة في أوزان وقواف مختلفة في مدايح النبيِّ وآله صلوات الله عليه و عليهم ورثائهم، ويرثي العبّاس بن أمير المؤمنينعليه‌السلام والقاسم بن الإمام الحسن وعبد الله ابنه، وعليّ بن الإمام السّبط الشّهيدعليه‌السلام وولده عبد الله الرَّضيع، كلّاً منهم بقصيدة.

٣٨٩

القرن الثاني عشر

١٠٤

السيد حسين الرضوى

المتوفى بعد ١١٥٦

حيّ الحيا عهد أحباب بذي سلَم

وملعب الحيّ بين البان والعلَم

وجاد أعلام جمع والعقيق فكم

فرَّقن جمع هموم باجتماعهم؟

يا صاح عج بي قليلاً في معاهدهم

تشفي عليل محبّ ذاب من ألم

هذه بديعيّة ذات ١٤٣ بيتاً يمدح بها النبيّ الأعظمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلى أن يقول فيها:

صنو النبيِّ أمير المؤمنين أبو السبطين

باب العلوم المرتضى الشيم

في السرّ والجهر ساواه وكان له

ردءاً يصدّقه في الحُكم والحِكم

وفيه جاء عن المختار منقبةٌ

: من كنت مولاه فهو الحقّ فاعتصم

( الشاعر )

السيّد حسين بن الأمير رشيد بن القاسم الرضويّ الهنديّ النجفيّ ثمَّ الحائريّ. أوحديٌّ ثنّى علمه الفائق بأدبه الرائق، وعبقريٌّ زان حسبه الزكيّ بفضله الجمِّ وقريضه المزري بعقود الدّرر ومنثور الدَّراري، فهو عالمٌ بارع، وأديبٌ ناقد، لم تُشغله فضيلة عن فضيلة، ولا ثنته مأثرةٌ عن مفخرة.

جاء به أبوه من الهند إلى النّجف الأشرف فاشتغل بها وبعد لاي غادرها إلى جوار الإمام السِّبط الشَّهيد [الحاير المقدّس ] وتخرَّج بها على السيّد المدرّس الأوحد السيّد نصر الله الحائري وله قصائد عدّة يمدح بها استاذه المدرّس، ولاستاده يمدحه قوله:

يا أيّها الشّهم الّذي

غيث النَّدى منه وكفْ!

يا ذا الّذي في جوده

قد طال لي باعٌ وكفْ!

يا ماجداً طول المدى

صدَّ الأذى عنّا وكفْ!

٣٩٠

حيّاك ربُّ العرش ما

برقٌ تبدّى في السّدفْ

ومن أساتذته السيّد صدر الدّين القميّ شارح الوافية، والشيخ عبد الواحد الكعبي النجفي المتوفّى ١١٥٠، والشيخ أحمد النحوي، وكان جيّد الخطّ وقفت على ديوان استاذه السيّد المدرّس الحائري بخطّه. توفّي بكربلاء المشرّفة بعد سنة ١١٥٦ وقبل الستّين برّد الله مضجعه، فما عن بعض المجاميع انّه توفّي ١١٧٠ لم أقف على ما يعاضده.

خلف شاعرنا الرَّضوي ديواناً مفعماً بالغرر والدّرر ومن شعره في المديح:

جيرة الحيّ أين ذاك الوفاء؟

ليت شعري وكيف هذا الجفاءُ؟

لي فؤادٌ أذابه لاعج الشّو

ق وجفنٌ تفيض منه الدّماءُ

كلّما لاح بارقٌ من حماكم

أو تغنّت في دوحها الورقاءُ

فاض دمعي وحنَّ قلبي لعصر

قد تقضّى وعزَّ عنه العزاءُ

يا عذولي دعني ووجدي وكربي

إنَّ لومي في حبّهم إغراءُ

هم رجائي إن واصلوا أو تناءوا

ومواليَّ أحسنوا أم أساؤا

هم جلوا لي من حضرة القدس قدماً

راح عشق كؤوسها الأهواءُ

خمرةٌ في الكؤوس كانت ولا كر

م ولا نشوةٌ ولا صهباءُ

ما تجلّت في الكاس إلّا ودانت

سجّداً باحتسائها النّدماءُ

ثمَّ مالوا قبل المذاق سكارى

من شذاها فنطقهم ايماءُ

ثمَّ باتوا وقد فنوا في فناها

إنَّ عين البقاء ذاك الفناءُ

سادتي سادتي وهل ينفع الصبّ

على نازح المزار النّداءُ؟

كنت جاراً لهم فأبعدني الدّهـ

ر فمن لي وهل يُردّ القضاءُ؟

أتروني نأيت عنكم ملالاً؟

لا، ومَن شُرّفت به البطحاءُ

سرّ خلق الأفلاك آية مجد

صدرت من وجوده الأشياءُ

مَن مزاياه غالبت انجم الاُفـ

ق فكان السّنا لها والسّناءُ

رتبٌ دونها العقول حيارى

حيث أدنى غاياتها الإسراءُ

محتدٌ طاهرُ وخُلقٌ عظيمٌ

ومقامٌ دانت له الأصفياءُ

٣٩١

خُصَّ بالوحي والكتاب وناهيـ

ـك كتاباً فيه الهدى والضّياءُ

يا أبا القاسم المؤمَّل يا من

خضعت لاقتداره العظماءُ

قاب قوسين قد رقيت علاءً

[ كيف ترقى رقيّك الأنبياء ]؟(١)

ولك البدر شُقَّ نصفين جهراً

[ يا سماءً ما طاولتها سماءُ ]؟

ودعوت الشّمس المنيرة رُدَّت

لعليّ تمدّها الأضواءُ

أنت نورٌ علا على كلِّ نور

ذي شروق بهديه يُستضاءُ

لم تزل في بواطن الحجب تسر

ي حيث لا آدم ولا حوّاءُ

فاصطفاك الإلـ~ـه خير نبيّ

شأنه النّصح والتّقى والوفاءُ

داعياً قومه إلى الشّرعة السّمـ

ـحاء يا للإلـ~ـه ذاك الدّعاءُ

وغزا المعتدين بالبيض السّـ

ـمر فردَّت بغيضها الأعداءُ

وله الآل خير آل كرام

علماءٌ أئمّةٌ أتقياءُ

هم رياض النّدى وروح فخار

وسماحٌ ثمارها العلياءُ

يُبتغى الخير عندهم والعطايا

كلّ حين ويستجاب الدّعاءُ

سادتي أنتمُ هُداتي وأنتم

عدَّتي إن ألّمت البأساءُ

وإلى مجدكم رفعت نظاماً

كلئالٍ قد تمَّ منها الصّفاءُ

خاطري بحرها وغوّاصها الفكـ

ـر ونظّام عقدهنَّ الولاءُ

وعليكم صلّى المهيمن ما لاح

صباحُ وانجابت الظّلماءُ

أو شدا مغرمُ بلحنٍ أنيق:

جيرة الحيِّ أين ذاك الوفاءُ؟

وله يمدح أمير المؤمنينعليه‌السلام :

ألمَّ وقد هجع السّامرُ

وعُطّل عن سيره السّائرُ

خيالٌ لعلوى أتى زائراً

وُقيت الرَّدى أيّها الزائرُ

طرقت فجلّيت ليل العفا

وقرَّبك القلب والناظرُ

نشد تك بالله كيف اهتد

يت إلى مضجعي والدّجى ساترُ؟

____________________

١ - هذا الشطر والمصرع الثانى من البيت الآتي مستهلّ الهمزيّة الشهيرة التى خمسها الشاعر المفلق عبد الباقى العمرى.

٣٩٢

وكيف عثرت بجفني وقد

غدا وهو طول المدى ساهرُ؟

فقال: هداني إليك الحنين

ونار جوىّ شبهها الهاجرُ

سقى ربع علوى وذاك الخيال

ولبل الوصال حيا هامرُ

ملثٌّ يُحاكي نوال الأمير

ومن روض ألطافه زاهرُ

عليُّ أبو الحسن المرتضى

عليُّ الذّرى الطيِّب الطّاهرُ

إمام هُدى فضله كاملٌ

وبحر ندى بذله وافرُ

وصيُّ النبيِّ بنصِّ الإلـ~ـه

عليه وبرهانه الباهرُ

فتى راجح الحلم لا وجهه

قطوبٌ ولا صدره واغرُ

له الشّرف الضخم والسؤدد المـ

ـفخّم والنسب الطاهرُ

وبيت عُلىّ شاد أركانه

قنا الخطّ والأبلج الباترُ

إلى حيث لا ملكُ سابقٌ

هناك ولا فلكٌ دائرُ

إذا ساجل النّاس في رتبة

فكلٌّ لدى عزِّه صاغرُ

وإن صال فالحتف من جنده

وربُّ السَّماء له ناصرُ

كأنَّ قلوب العدا إن بدا

من الرّعب يهفو بها طائرُ

أيا جدُّ! إنَّ لسان البلـ

ـيغ عن حصر أوصافكم قاصرُ

كفاكم عُلىّ أنَّ ربّ السّما

ء في الذكر سعيكم شاكرُ

فجاد ربوعك من لطفه

سَحابٌ برضوانه ماطرُ

مدى الدّهر ما قد طوى سبسبا

لتقبيل أعتابكم زائرُ

ومن شعره قوله:

يا مخجلاً حدق المها

أوقعت قلبي بالمهالكْ

ومعيد صبحي كالمسا

ضاقت عليَّ به المسالكْ

يا منيتي دون الملا

أنحلت جسمي في ملالكْ

هبْ لي رقادي انَّه

مذ بنت أبخل من خيالكْ

لِلّه كم لك هالكٌ

بشبا اللّواحظ إثر هالكْ؟

يا موقف التّوديع كم

دمعٌ نثرت على رمالكْ؟

٣٩٣

هل لي مقيلٌ من ضلا

لي أم مقيلٌ في ظلالكْ؟

لهفي على عصرٍ مضى

لي بالحبيب على تلالكْ

بالله أين غزالك الـ

ـفتّان؟ ويلي من غزالكْ

لم أنسه ويد النّوى

تستلُّ أنفسنا هنا لكْ؟

أومى يسائل: كيف حالك

؟ قلت: داجي اللون حالكْ

فافترّ من عجبٍ وقال

: بنو الهدى طرّاً كذلكْ

فأجبته: لو كنت تعلم

قدر من أصبحت مالكْ

لعلمت أنّي عاشقٌ

ما إن يقصّر عن منالكْ

أنا كاتبٌ أظهرت أسـ

ـرار الكتابة من جمالكْ

ألفٌ حلت فكأنّها

من حسن قدِّك واعتدالكْ

ميمٌ كمبسمك الشهيّ

ختامه من مسك خالكْ

صادٌ كغدران جرت

من أدمعي يوم ارتحالكْ

سينٌ كطرّتك الّتي

ألقت فؤادي في حبالكْ

دالٌ كصدغك شوّشت

بيد الدّلال وغير ذلكْ

ومقطّعاتٌ قد حكت

قلبي المروّع من ذيالكْ

ومركّباتٌ كالعقو

د تزين أجياد الممالكْ

وإذا تناسقت السّطو

ر سوافراً كنّا كمالكْ

ياقوت أصبح قائلاً

في الجمع: ما أنا من رجالكْ

قسماً بها لولا الهوى

ما كنت من جرحى نبالك

ومن شعره في عقد كلام لأمير المؤمنينعليه‌السلام :

أنعم على من شئت كن أميرهُ

واستغن عمَّن شئت كن نظيرهُ

إن كنت ذا عزّ ورمت أن تهن

فاحتج لمن شئت تكن أسيرهُ

جمعت شتات تاريخ حياته، وعقود جمل الثّناء عليه المبثوثة في المعاجم، من النشوة والطليعة وغيرهما صفحات أعيان الشِّيعة ٤٦ - ٥٧ من الجزء السّادس والعشرين.

٣٩٤

القرن الثاني عشر

١٠٥

السيد بدر الدين

المولود ١٠٦٢

بالله يا ورقُ إن شدوت على

سفوح سلع فدونها السّجفُ

وإن رأيت السّحاب هاميةً

فقل: مرام المولع النّجفُ

ففيه رمسٌ مطهّرُّ هبطت

عليه أملاك من له الصّحفُ

فيه الإمام الوصيُّ حيدرةٌ

مولى البرايا ومن له الشّرفُ

فيه شقيق الرّسول شافعنا

ونفسه إن توسّط الطّرفُ

فيه أخوه ومن فداه على

فراشه إن رووا وإن حرفوا

فيه الّذي في « الغدير » عيّنه

وبخبخ القوم فيه واعترفوا

( الشاعر )

بدر الدّين محمّد بن الحسين بن الحسن بن المنصور بالله القاسم بن محمّد الحسني الصنعائي، أحد حسنات اليمن، وعلمائها الأعلام. مشاركٌ في العلوم، له في الكلام و الطبّ والأدب وقرض الشّعر يدٌ غير قصيرة، وله تآليف قيّمة منها رسالةٌ في الكلام، تلمّذ لأساتذته في الفنون منهم: العلّامة الشّيخ صالح البحراني نزيل الهند، والفاضل الحكيم محمّد بن صالح الجيلاني نزيل اليمن، ولد سنة ١٠٦٢ في شهر صفر. أخذنا التّرجمة والشّعر ملخّصاً من ( نسمة السحر ) ج ٢.

إنتهى الجزء الحادي عشر من [ الغدير ] ويتلوه

الجزء الثاني عشر ويُبدء ببقيّة شعراء الغدير

في القرن الثاني عشر

والحمد لله أوّلا وآخراً

٣٩٥

الفهرس

يتبع الجزء العاشر مواقف معاوية ٣

معاوية وشيعة أمير المؤمنين ١٦

صورة مفصَّلة ١٨

معاوية وحجر بن عدى واصحابه ٣٧

عمرو بن الحمق ٤١

صيفى بن فسيل ٤٥

قبيصة بن ضبيعة عبد الله بن خليفة ٤٦

ألشهادة المزورة على حجر ٤٧

تسيير حجر واصحابه ٤٩

الخثعمى والعنزى ٥٢

الحضرميان وقتلهما على التشيع مالك الاشتر ٦١

محمد بن أبي بكر ٦٤

صورة اخرى ٦٧

نظرة فى مناقب ابن هند ٧١

فى الاسناد: ٨٧

الغلو الفاحش _ ١ _ زيد بن خارجة يتكلم بعد الموت ١٠٣

_ ٢ _ أنصارىّ يتكلم بعد القتل ١٠٥

_ ٣ _ شيبان يحيى حماره ١٠٦

_ ٤ _ عصا اسيد وعباد ١٠٧

_ ٥ _ خمر صارت عسلا بدعاء خالد ١٠٨

_ ٦ _ أبو مسلم لا تحرقه النار _ ٧ _ أبو مسلم يقطع دجلة بدعائه ١٠٩

_ ٨ _ سبحة أبى مسلم تسبّح بيده _ ٩ _ وفد يسافر بلا زاد ولا مزاد ١١٠

_ ١٠ _ دعاء أبى مسلم لمرأة وعليها _ ١١ _ ألظبى يحبس بدعاء ابى مسلم ١١١

٣٩٦

_ ١٢ _ الربيع يتكلم بعد الموت ١١٣

_ ١٣ _ أربعة آلاف تعبر الماء ١١٥

_ ١٤ _ جيش تعبر الماء بدعاء سعد ١١٦

_ ١٥ _ دعاء سعد يؤخر أجله _ ١٦ _ سحابة تروى وتنبت ١١٧

_ ١٧ _ ابراهيم التيمى يواصل اربعين _ ١٨ _ حافظ دعا على رجل فمات ١١٨

_ ١٩ _ سحابة تظل كرز بن وبرة _ ٢٠ _ فقير يجعل الارض ذهباً _ ٢١ _ الغطفاني ميت يتبسم ١١٩

_ ٢٢ _ عمر بن عبد العزيز في التوراة _ ٢٣ _ رعاء الشاة فى خلافة عمر بن عبد العزيز ١٢٠

_ ٢٤ _ كتاب براءة لعمر بن عبد العزيز _ ٢٥ _ امرأة تلد بدعاء مالك ابن اربع سنين ١٢١

_ ٢٦ _ ناصبىّ مستجاب الدعوة ١٢٣

_ ٢٧ _ السختيانى ينبع الماء ١٢٤

_ ٢٨ _ شيخ يبيع القصر في الجنة _ ٢٩ _ حضور غائب بدعاء معروف ١٢٥

_ ٣٠ _ رجل متربّع فى الهواء _ ٣١ _ جنّية تكّلم الخزاعى ١٢٦

_ ٣٢ _ رأس احمد الخزاعى يتكلم _ ٣٣ _ النبي يفتخر بابى حنيفة ١٢٧

_ ٣٤ _ أبو زرعة يجعل الحصاة تبراً _ ٣٥ _ وضوء ابراهيم الخراسانى ١٣٤

_ ٣٦ _ الماجشون يموت ويحيى ١٣٥

_ ٣٧ _ رقعة من الله الى أحمد امام الحنابلة _ ٣٨ _ رسول الياس وملك الى أحمد _ ٣٩ _ النخلة تحمل بقلم أحمد ١٣٧

_ ٤٠ _ تكة سراويل أحمد _ ٤١ _ الحريق والغريق وكرامة أحمد ١٣٨

_ ٤٢ _ ألله يزور احمد كل عام _ ٤٣ _ أحمد والملكان النكيران ١٣٩

_ ٤٤ _ امام المالكية يرى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ كلّ ليلة ١٤٢

_ ٤٥ _ الملكان وابو العلاء الهمدانى ١٤٣

_ ٤٦ _ غمامة تظلّ على جنازة _ ٤٧ _ شابّ ينظر الاذن من ربّه ١٤٤

_ ٤٨ _ شجرة امّ غيلان تثمر رطباً _ ٤٩ _ ابن ابى الجوارى فى التنّور ١٤٥

_ ٥٠ _ كتاب من الله الى ابن الموفّق _ ٥١ _ الحوراء تكلم أبا يحيى _ ٥٢ _ دعاوى سهل بن عبد الله التسترى ١٤٦

٣٩٧

_ ٥٣ _ سهل وجبل قاف ١٤٧

_ ٥٤ _ وحشيّ أتي بماء الوضوء _ ٥٥ _ قص ّ ة فيها كرامتان ١٤٨

_ ٥٦ _ حلق اللحية لِلَّه ١٤٩

_ ٥٧ _ عمود نور من السماء الى قبر الحنبلى ١٥٧

_ ٥٨ _ تمرٌ ينقلب رطباً لابن سمعون _ ٥٩ _ ابن سمعون يخبر عمّا يراه النائم ١٥٨

_ ٦٠ _ ابن سمعون وصبية الرصاص _ ٦١ _ ملك ينزل لابى المعالى _ ٦٢ _ ألله يكلم أبا حامد الغزالى ١٥٩

_ ٦٣ _ يد الغزالى فى يد سيد المرسلين _ ٦٤ _ إحياء العلوم للغزالي ١٦١

_ ٦٥ _ اللامشى يسجد على أرض النهر _ ٦٦ _ الطلحى يستر سوأته بعد موته ١٦٧

_ ٦٧ _ طاعة الحيوانات والجمادات للمنبجى ١٦٨

_ ٦٨ _ كرامة لابن مسافر الاموى ١٦٩

_ ٦٩ _ عبد القادر يحيى دجاجة ١٧٠

_ ٧٠ _ عبد القادر يحتلم فى ليلة أربعين مرّة ١٧١

_ ٧١ _ قدم النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على رقبة عبد القادر ١٧٢

_ ٧٢ _ عبد القادر وملك الموت ١٧٣

_ ٧٣ _ وفاة الشيخ عبد القادر _ ٧٤ _ الرفاعىّ يقبّل يد النبىّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ١٧٤

_ ٧٥ _ الغزلانى يكشف عمّا فى الخواطر _ ٧٦ _ الشاطبى يعلم جنابة الجنب ١٨٠

_ ٧٧ _ الحشرات تنحدر فى الوادى _ ٧٨ _ اليونينى يمشى فى الهواء ١٨١

_ ٧٩ _ الحضرمى يعلم النحو بالاجازة ١٨٢

_ ٨٠ _ الحضرمى وأصحاب القبور _ ٨١ _ ردّ الشمس لاسماعيل الحضرمى ١٨٣

_ ٨٢ _ الدلّاوى يرضع طفلاً _ ٨٣ _ شمس الدين الكردى يواصل اسبوعاً _ ٨٤ _ الشاوى يستمهل للميت ١٨٤

_ ٨٥ _ امام يعلم حوائج زائريه وهو فى قبره _ ٨٦ _ ١٨٥

_ ٨٧ _ شيخ يأكل بقرة _ ٨٨ _ خمر بلدة صارت خلّاً ١٨٦

_ ٨٩ _ أبو المعالى يحيى ويميت ١٨٧

_ ٩٠ _ تطور أبى على ليلا ونهاراً _ ٩١ _ السيوطي رأى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقظة ١٨٨

٣٩٨

_ ٩٢ _ السيوطي وطيّ الارض ١٨٩

_ ٩٣ _ أبو بكر باعلوى يحيى الميت ١٩٠

_ ٩٤ _ ابو بكر باعلوى ينجى المستغيث _ ٩٥ _ السروى يطير ويرسم للفأر ١٩١

_ ٩٦ _ ذويب يمشى على الماء _ ٩٧ _ فتح الحجرة الشريفة للعبادى ١٩٢

_ ٩٨ _ زيادة النيل بأمر الصدّيقى _ ٩٩ _ كرامات وخوارق _ ١٠٠ _ عجائب وغرائب ١٩٣

خاتمة البحث ١٩٥

فهرست شعراء الغدير في هذا الجزء ١٩٦

بقية الشعراء _ ٧٥ _ ضياء الدين الهادي ١٩٧

( ما يتبع الشعر ) ١٩٨

( الشاعر ) ١٩٩

بعث الهوى شوقي إلى اُمِّ القرى ٢٠٠

_ ٧٦ _ الحسن آل أبى عبد الكريم ٢٠٢

( الشاعر ) ٢٠٩

شعراء الغدير الشيخ الكفعمي ٢١١

( ما يتبع الشعر ) ٢١٢

( الشاعر ) ( تآليفه القيمة ) ٢١٣

لفت نظر: ٢١٦

_ ٧٨ _ عزَ الدين العاملى ( ما يتبع الشعر ) ٢١٧

( الشاعر ) ٢١٨

( مشايخه والرّواة عنه ) ٢٢٦

( آثاره أو مآثره ) ( ولادته ووفاته ) ٢٢٧

شعراء الغدير _ ٧٩ _ ابن أبي شافين البحراني ٢٣٢

( الشاعر ) ٢٣٣

ابن أبي شافين ٢٣٧

_ ٨٠ _ زين الدين الحميدي ٢٣٨

( الشاعر ) ٢٤٢

٣٩٩

٨١ بهاء الملة والدين ٢٤٤

( الشاعر ) ٢٤٩

أساتذته ومشايخه ٢٥٠

تلامذته ومن يروى عنه ٢٥٢

حرف الالف حرف الباء ٢٥٣

ج ح خ ٢٥٤

ر ز س ش ص ع ٢٥٥

ق ك ل م ٢٥٧

ه‍ ي تآليفه القيمة ٢٦٠

الاثنى عشريات ٢٦٢

الأربعين تشريح الافلاك ٢٦٣

الجامع العباسى ٢٦٤

خلاصة الحساب ٢٦٥

( زبدة الاصول) ٢٦٧

الفوائد الصمدية مفتاح الفلاح ٢٧٠

ألغاز البهائى الوجيزة وسيلة الفوز تهذيب البيان ٢٧١

أدبه الرائق ٢٧٢

« ولادته » « وفاته » ٢٨٠

عثرة لا تقال ٢٨١

٨٢ الحرفوشي العاملي ٢٨٥

( الشاعر ) ٢٨٦

آثاره القيمة ٢٨٧

٨٣ ابن أبى الحسن العاملي ( الشاعر ) ٢٩١

٨٤ الشيخ حسين الكركي ( ألشاعر ) ٢٩٩

٨٥ القاضى شرف الدين ٣٠٣

( الشاعر ) ٣٠٤

٤٠٠

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

بتفصيل ذكره المسعودي و لعلّ العنوان كان كلامهعليه‌السلام في مقام آخر فأسلكه سيف في هذا كما هو دأبه ، كما أنّ المصنّف إذا رأى كلمة بليغة منسوبة إليهعليه‌السلام ينقلها و لا يراعي السند .

و كيف كان ، فمن شواهد العنوان ما في ( جمل المفيد ) أنّ ابن الزبير يوم الجمل تناول خطام جمل عائشة ، فبرز إليه الأشتر فخلّى الخطام من يده و أقبل نحوه و اصطرعا فسقطا إلى الأرض ، فجعل ابن الزبير يقول و قد أخذ الأشتر بعنقه و ينادي « اقتلوني و مالكا معي » ، قال الأشتر فما سرّني إلاّ قوله « مالك » و لو كان قال « الأشتر » لقتلوني ، فو اللَّه لقد تعجّبت من حمقه إذ ينادي بقتله و قتلي و ما كان ينفعه المشؤوم إن قتلت و قتل هو معي ، فأفرجت عنه و انهزم و به ضربة مثخنة في جانب وجهه(١) .

هذا ، و في ( الأغاني ) كان عجل بن لجيم بن صعب بن علي بن بكر بن وائل من حمقى العرب ، قيل له : إن لكلّ فرس جواد اسما ، و إنّ فرسك هذا سابق جواد فسمّه ، ففقأ أحدى عينيه و قال : سمّيته « الأعور » .

( و فيه ) كان أسد بن يزيد بن مزيد الشيباني شبيها بأبيه جدّا بحيث لا يفصل بينهما إلاّ المتأمل ، و كان أكثر ما يباعد منه ضربة في وجه يزيد تأخذ من قصاص شعره و منحرفة على جبهته ، فكان أسد يتمنّى مثلها فهوت له ضربة في حرب أبيه من قبل الرشيد للوليد بن طريف الخارجي فأصابت في ذلك الموضع ، فيقال إنّه لو خطت على مثال ضربة أبيه ما عدا جاءت كأنّها هي(٢) .

____________________

( ١ ) الجمل للمفيد : ١٨٧ .

( ٢ ) الأغاني للأصفهاني ١٢ : ٩٥ .

٥٦١

٦٩ الحكمة ( ٣٠٥ ) و قالعليه‌السلام :

مَا زَنَى غَيُورٌ قَطُّ في الخبر : أخبر جبرئيل النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّ جعفر بن أبي طالب كان له خصال في الجاهلية شكرها اللَّه تعالى له ، و منها عدم زناه لغيرته كعدم شربه لعزّته و عدم كذبه لشرفه(١) .

هذا ، و في ( الطبري ) بنى الحجّاج واسطا سنة ( ١٨٥ )(٢) و كان سبب بنائه أنّه ضرب البعث على أهل الكوفة إلى خراسان ، فعسكروا بحمام عمر و كان فتى من بني أسد حديث عهد بعرس بابنة عمّ له ، فانصرف من العسكر إلى ابنة عمّه ليلا فطرق الباب طارق و دقّه دقّا شديدا ، فإذا سكران من أهل الشام فقالت المرأة لزوجها : لقد لقينا من هذا الشامي شرّا يفعل بنا كلّ ليلة ما ترى يريد المكروه و قد شكوته إلى مشيخة أصحابه فقال : إئذنوا له ، ففعلوا ، فأغلق الباب و أندر رأسه فلمّا اذن بالفجر خرج الرجل إلى العسكر و قال لامرأته إذا صليت الفجر بعثت إلى الشاميّين أن أخرجوا صاحبكم فسيأتون بك الحجّاج فأصدقيه الخبر على وجهه ، ففعلت و رفع القتيل إلى الحجّاج و ادخلت المرأة عليه فأخبرته ، فقال : صدقتني ثم قال لولاة الشامي : ادفنوا صاحبكم فإنه قتيل اللَّه إلى النار لا قود له و لا عقل ، ثم نادى مناديه : لا ينزلنّ أحد على أحد و أخرجوا ، و بعث روّادا يرتادون له منزلا حتى نزل في موضع واسط(٣) .

____________________

( ١ ) أمالي الصدوق ، المجلس ١٧ : ٧٠ ، و نقله المؤلف في كتابه قاموس الرجال ٢ : ٦٠٣ .

( ٢ ) وقع سهوا في العلاّمة فالسنة التي بني فيها واسط هي ( ٨٣ ) للهجرة .

( ٣ ) تاريخ الامم و الملوك للطبري ٣ : ٦٤٩ .

٥٦٢

٧٠ الحكمة ( ٣٠٦ ) و قالعليه‌السلام :

كَفَى بِالْأَجَلِ حَارِساً فالناس كما لا يملكون حياة لا يملكون موتا :

أكان الجبان يرى أنّه

يدافع عنه الفرار الأجل

فقد يدرك الحادثات الجبان

و يسلم منها الشجاع البطل(١)

و في ( الكافي ) عن سعيد بن قيس الهمداني ، نظرت يوما في الحرب إلى رجل عليه ثوبان ، فحركت فرسي فإذا هو أمير المؤمنينعليه‌السلام ، فقلت : في مثل هذا الموضع ؟ فقال : نعم يا سعيد بن قيس إنه ليس من عبد إلاّ و له من اللَّه حافظ و واقية معه ملكان يحفظانه من أن يسقط من رأس جبل أو يقع في بئر ، فإذا نزل القضاء خلّيا بينه و بين كلّ شي‏ء(٢) .

و عن الصادقعليه‌السلام : كان قنبر يحبّ عليّاعليه‌السلام حبّا شديدا ، فإذا خرج عليّعليه‌السلام خرج على أثره بالسيف ، فرآه ذات ليلة فقال : مالك يا قنبر ؟ قال : جئت لأمشي خلفك قال : و يحك أمن أهل السماء تحرسني أم من أهل الأرض ؟ فقال :

بل من أهل الأرض قال : انّهم لا يستطيعون لي شيئا إلاّ بإذن اللَّه من السماء .

إرجع ، فرجع(٣) .

____________________

( ١ ) نسب المبرد البيتين في الكامل ٣ : ١١٧٣ ( طبع مصر ) لمعاوية بن أبي سفيان .

( ٢ ) الكافي للكليني ٢ : ٥٩ ح ٨ .

( ٣ ) الكافي للكليني ٢ : ٥٩ ح ١٠ ، نقله المجلسي في بحار الأنوار ٧٠ : ١٥٨ رواية ١٥ .

٥٦٣

٧١ الحكمة ( ٣٢٦ ) و قالعليه‌السلام :

اَلْعُمُرُ اَلَّذِي أَعْذَرَ اَللَّهُ فِيهِ إِلَى اِبْنِ آدَمَ سِتُّونَ سَنَةً في ( الطبري ) لمّا قتل الحسينعليه‌السلام و رجع ابن زياد من معسكره بالنخيلة ، رأت الشيعة أنّها قد أخطأت خطأ كبيرا بدعائهم الحسينعليه‌السلام إلى النصرة و تركهم إجابته و مقتله إلى جانبهم لم ينصروه ، و رأوا أنّه لا يغسل عارهم و الإثم عنهم في مقتله إلاّ بقتل من قتله أو القتل فيه ففزعوا بالكوفة إلى خمسة نفر من رؤوس الشيعة : سليمان بن صرد الخزاعي و كانت له صحبة و إلى المسيب بن نجبة الفزاري و كان من خيار أصحاب عليعليه‌السلام و إلى عبد اللَّه بن سعيد بن نفيل الأزدي و إلى عبد اللَّه بن والي التيمي و الى رفاعة بن شداد البجلي ، فاجتمعوا في منزل سليمان فبدأ المسيّب فقال : قد ابتلينا بطول العمر و التعرّض لأنواع الفتن( فنرغب إلى ربّنا أن لا يجعلنا ممّن يقول له غدا أَوَ لَم نُعمّركم ما يَتذكر فيه من تَذَكّر وَ جاءَكُم النذير ) (١) و ان أمير المؤمنينعليه‌السلام قال : العمر الّذي أعذر اللَّه فيه إلى ابن آدم ستّون سنة .(٢) .

و في ( تاريخ بغداد ) : نظر العباس بن الفضل بن الربيع في المرآة فنظر إلى شيبة في لحيته فقال :

أهلا بواحدة للشيب وافدة

تنعى الشباب و تنهانا عن الغزل

جاءت لتنذرنا ترحال لذّتنا

عن الشباب و شيبا غير مرتحل

____________________

( ١ ) فاطر : ٣٧ .

( ٢ ) تاريخ الامم و الملوك للطبري ٤ : ٤٢٦ .

٥٦٤

قد يعذر المرء ما دامت شبيبته

و ليس يعذر معذور كمكتهل(١)

و في ( شعراء ابن قتيبة ) قال الاقيشر :

إذا المرء أو فى الأربعين و لم يكن

له دون ما يأتي حياء و لا ستر

فدعه و لا تنفس عليه الذي أتى

و إن جرّ ارسان الحياة له الدهر(٢)

هذا ، و روى ( الخصال ) عن الصادقعليه‌السلام قال : إنّ العبد لفي فسحة من أمره ما بينه و بين أربعين سنة ، فإذا بلغه أوحى اللَّه تعالى إلى ملائكته إنّي قد عمّرت عبدي عمرا و قد طال ، فغلّظا و شدّدا و تحفّظا و اكتبا عليه قليل عمله و كثيره و صغيره و كبيره(٣) .

و قال الباقرعليه‌السلام : إذا أتت على العبد أربعون سنة قيل له : خذ حذرك فانّك غير معذور ، و ليس ابن أربعين أحق بالعذر من ابن عشرين سنة ، فإنّ الذي يطلبهما واحد و ليس عنهما براقد ، فاعمل لمّا أمامك من الهول ودع عنك فضول القول(٤) .

و في ( بديع ابن المعتزّ ) : كان رجل من أهل الأدب له أصحاب يشرب معهم و ينادمهم ، فدعوه فلم يجبهم فقالوا : ما منعك ؟ قال : دخلت البارحة في الأربعين و أنا أستحي من سنّي(٥) .

و روى أيضا عن الصادقعليه‌السلام في قوله تعالى( أوَ لَم نُعمركم ما يَتذكر فيه من تَذكر ) (٦) إنّه توبيخ لابن ثماني عشرة سنة(٧) .

____________________

( ١ ) تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ٢ : ١٣٤ في ترجمة العباس بن الطفيل .

( ٢ ) الشعر و الشعراء لابن قتيبة : ١٣٤ .

( ٣ ) الخصال للصدوق ٢ : ٥٤٥ ح ٢٤ .

( ٤ ) بحار الأنوار للمجلسي ٧٣ : ٣٨٩ رواية ٧ .

( ٥ ) البديع لابن المعتز : ١٥ .

( ٦ ) فاطر : ٣٧ .

( ٧ ) بحار الأنوار للمجلسي ٨ : ٢٥٧ .

٥٦٥

هذا و في ( كتاب سيبويه ) عن الخليل سمع أعرابيا يقول : إذا بلغ الرجل الستين فإيّاه و إيا الشّواب بالجر(١) .

٧٢ الحكمة ( ٣٢٩ ) و قالعليه‌السلام :

اَلاِسْتِغْنَاءُ عَنِ اَلْعُذْرِ أَعَزُّ مِنَ اَلصِّدْقِ بِهِ أقول : « أعزّ » هنا من عزّ الشي‏ء إذا قلّ و لا يكاد يوجد فهو عزيز ، و حينئذ فالمراد أن الصدق في العذر و ان كان عزيزا قليل الوجود فقالوا : « المعاذير يشوبها الكذب » إلاّ أنّ جعل عمله بحيث لا يحتاج إلى عذر أعزّ و أقلّ وجودا من العذر الصادق ، و لو تيسّر للإنسان جعل عمله كذلك كان ممدوحا و مع العذر الصادق غير مذموم .

و قال ابن أبي الحديد : المعنى ، لا تفعل شيئا تعتذر منه أعزّ لك من أن تفعل ثم تعتذر و إن كنت صادقا و هو كما ترى ، فإنّهعليه‌السلام قال : الإستغناء أعزّ في نفسه لا أعزّ لك(٢) .

٧٣ الحكمة ( ٣٣١ ) و قالعليه‌السلام :

إِنَّ اَللَّهَ سُبْحَانَهُ جَعَلَ اَلطَّاعَةَ غَنِيمَةَ اَلْأَكْيَاسِ عِنْدَ تَفْرِيطِ اَلْعَجَزَةِ قال تعالى :( و الّذين يؤتُون ما آتوا و قُلوبهم وَجِلةٌ أَنّهم إلى ربِّهم

_ ___________________

( ١ ) أبي بشير كتاب سيبويه ١ : ٢٧٩ .

( ٢ ) شرح ابن أبي الحديد ١٩ : ٢٤١ .

٥٦٦

 راجعُون اُولئكَ يُسارعونَ في الخَيراتِ وَ هُم لها سابِقُون ) (١) .( فاستبقوا الخيرات إلى اللَّه مرجِعُكم جميعاً فيُنَبِّئكم بما كُنتم فيه تختلفونَ ) (٢) ( سابقوا إلى مَغفِرةٍ مِن ربّكُم و جنّةٍ عرضها كعرض السَماءِ و الأرض ) (٣) ( و أقبَل بعضُهم على بعضٍ يتساءَلُون قالوا إِنّا كُنّا قبل في أَهلنا مُشفقينَ فمنَّ اللَّه علينا وَ وَقانا عذابَ السَّموم إِنّا كُنّا من قبلُ ندعوهُ إنّه هو البرُّ الرّحيم ) (٤) ( أَن تَقُولَ نَفسٌ يا حَسرتى على ما فَرَّطتُ في جَنبِ اللَّه و إِن كُنتُ لَمِنَ الساخِرينَ ) (٥) .

٧٤ الحكمة ( ٣٣٧ ) و قالعليه‌السلام :

اَلدَّاعِي بِلاَ عَمَلٍ كَالرَّامِي بِلاَ وَتَرٍ أقول : هو من حديث الاربعمائة ، و الوتر بالتحريك واحد أوتار القوس .

في ( الكافي ) عن الصادقعليه‌السلام : إن العالم إذا لم يعمل بعلمه زلّت موعظته عن القلوب كما يزل المطر عن الصفا(٦) .

و عنهعليه‌السلام : العلم يهتف بالعمل فإن أجابه و إلاّ ارتحل عنه(٧) .

____________________

( ١ ) المؤمنون : ٦٠ ٦١ .

( ٢ ) المائدة : ٤٨ .

( ٣ ) الحديد : ٢١ .

( ٤ ) الطور : ٢٥ ٢٨ .

( ٥ ) الزمر : ٥٦ .

( ٦ ) الكافي للكليني ١ : ٤٤ ح ٣ .

( ٧ ) بحار الأنوار للمجلسي ٢ : ٣٣ .

٥٦٧

٧٥ الحكمة ( ٣٤٥ ) و قالعليه‌السلام :

مِنَ اَلْعِصْمَةِ تَعَذُّرُ اَلْمَعَاصِي أقول : قال ابن أبي الحديد هذه الكلمة على صيغ مختلفة « من العصمة أن لا تقدر » « من العصمة ألاّ تجد »(١) .

و ليس المراد بالعصمة العصمة التي يذكرها المتكلّمون .

قلت : الظاهر أنّ المراد أنّ عدم تيسّر أسباب المعصية للإنسان قسم من عصمة اللَّه تعالى له .

٧٦ الحكمة ( ٣٤٩ ) و قالعليه‌السلام :

مَنْ نَظَرَ فِي عَيْبِ نَفْسِهِ اِشْتَغَلَ عَنْ عَيْبِ غَيْرِهِ وَ مَنْ رَضِيَ بِرِزْقِ اَللَّهِ لَمْ يَحْزَنْ عَلَى مَا فَاتَهُ وَ مَنْ سَلَّ سَيْفَ اَلْبَغْيِ قُتِلَ به وَ مَنْ كَابَدَ اَلْأُمُورَ عَطِبَ وَ مَنِ اِقْتَحَمَ اَللُّجَجَ غَرِقَ وَ مَنْ دَخَلَ مَدَاخِلَ اَلسُّوءِ اُتُّهِمَ وَ مَنْ كَثُرَ كَلاَمُهُ كَثُرَ خَطَؤُهُ وَ مَنْ كَثُرَ خَطَؤُهُ قَلَّ حَيَاؤُهُ وَ مَنْ قَلَّ حَيَاؤُهُ قَلَّ وَرَعُهُ وَ مَنْ قَلَّ وَرَعُهُ مَاتَ قَلْبُهُ وَ مَنْ مَاتَ قَلْبُهُ دَخَلَ اَلنَّارَ وَ مَنْ نَظَرَ فِي عُيُوبِ اَلنَّاسِ فَأَنْكَرَهَا ثُمَّ رَضِيَهَا لِنَفْسِهِ فَذَلِكَ اَلْأَحْمَقُ بِعَيْنِهِ وَ اَلْقَنَاعَةُ مَالٌ لاَ يَنْفَدُ وَ مَنْ أَكْثَرَ مِنْ ذِكْرِ اَلْمَوْتِ رَضِيَ مِنَ اَلدُّنْيَا بِالْيَسِيرِ وَ مَنْ عَلِمَ أَنَّ كَلاَمَهُ مِنْ عَمَلِهِ قَلَّ كَلاَمُهُ إِلاَّ فِيمَا يَعْنِيهِ « من نظر في عيب نفسه اشتغل عن عيب غيره » و من اشتغل بعيب غيره

____________________

( ١ ) شرح ابن أبي الحديد ١٩ : ٢٦٠ .

٥٦٨

لا بدّ أنّه نسي عيوب نفسه .

« و من رضي برزق اللَّه لم يحزن على ما فاته » لأنّه يعلم أنّ ما فاته لم يكن رزقه فلم هو يحزن .

« و من سل سيف البغي قتل به » قتل أبو مسلم أبا سلمة غيلة و قتل ستمائة ألف صبرا ، فقتل غيلة و صبرا فقال له المنصور وقت قتله :

زعمت أن الدّين لا ينقضي

فاستوف بالكيل أبا مجرم

إشرب بكأس كنت تسقي بها

أمرّ في الحلق من العلقم(١)

و في ( المروج ) : سخط المتوكل على محمد بن عبد الملك الزيّات بعد خلافته بأشهر و قبض أمواله و جميع ما كان له و قد كان ابن الزيّات في أيام وزارته للمعتصم و الواثق اتّخذ للمصادرين و المغضوب عليهم تنورا من الحديد رؤوس مساميره إلى داخل ، قائمة مثل رؤوس المسال أي الابر العظام فكان يعذّبهم فيه ، فأمر المتوكل بإدخاله في ذلك التنّور ، فكتب إلى المتوكل :

هي السبيل فمن يوم إلى يوم

كأنّه ما تريك العين في النوم

لا تجزعنّ رويدا إنّها دول

دنيا تنقّل من قوم إلى قوم

و وصلت الرقعة إليه في غد ، فأمر بإخراجه فوجده ميتا و كان حبسه في التنور أربعين يوما(٢) .

و في ( تفسير القمي ) : بعث بختنّصر إلى دانيال و كان ألقاه في بئر بابل و ألقى معه لبوة ، فكانت اللبوة تأكل طين البئر و يشرب دانيال لبنها ، و كان اري في منامه كأنّ رأسه من حديد و رجلاه من نحاس و صدره من ذهب ، فدعا

____________________

( ١ ) مروج الذهب للمسعودي ٣ : ٣٠٤ .

( ٢ ) مروج الذهب للمسعودي ٤ : ٨٨ .

٥٦٩

المنجّمين فقال لهم : ما رأيت ؟ قالوا ما ندري لكن قص علينا ما رأيت فقال : و أنا اجري عليكم الأرزاق منذ كذا و لا تدرون ما رأيت في المنام ، فأمر بهم فقتلوا ، فقال له بعض من كان عنده : ان كان عند أحد شي‏ء فعند صاحب الجبّ ، فان اللّبوة لم تتعرّض له تأكل الطين و ترضعه ، فبعث إليه فقال : ما رأيت في النوم ؟

قال : رأيت كأن رأسك من حديد و رجلك من نحاس و صدرك من ذهب ، قال :

هكذا رأيت فما ذاك ؟ قال : ذهب ملكك و أنت مقتول إلى ثلاثة أيام يقتلك رجل من ولد فارس فقال : إنّ عليّ سبع مدائن على باب كل مدينة حرس ، و وضعت بطة من نحاس على باب كلّ مدينة لا يدخل غريب إلاّ صاحت عليه حتى يؤخذ .

فقال : إنّ الأمر كما قلت لك فبث الخيل و قال لا تلقون أحدا من الخلق إلاّ قتلتموه كائنا من كان و قال لدانيال : لا تفارقني هذه الثلاثة فإن مضت و أنا سالم قتلتك ، فلمّا كان الثالث ممسيا أخذه الغمّ ، فخرج فتلقّاه غلام كان يخدم ابنا له من أهل فارس و هو لا يعلم أنّه من أهل فارس ، فدفع إليه سيفه و قال : لا تلق احدا من الخلق إلاّ قتلته و إن لقيتني فاقتلني ، فأخذ الغلام سيفه فضربه به فقتله(١) .

و في ( المروج ) قال البحتري : إجتمعنا ذات يوم مع الندماء في مجلس المتوكل ، فتذاكرنا أمر السيوف فقال بعض من حضر : بلغني أنّه وقع عند رجل من أهل البصرة سيف من الهند ليس له نظير ، فأمر المتوكل بالكتاب إلى عامل البصرة بشرائه بما بلغ ، فورد الجواب أنّ السيف اشتراه رجل من اليمن ، فأمر المتوكل بالبعث إلى اليمن يطلب السيف و ابتياعه فنفذت الكتب بذلك قال البحتري : فبينا نحن عند المتوكل إذ دخل عليه عبيد اللَّه و السيف معه و عرّفه أنّه ابتيع من صاحبه باليمن بعشرة آلاف درهم ، فسرّه بوجوده

____________________

( ١ ) تفسير القمي ١ : ٨٩ ٩٠ .

٥٧٠

و انتضاه فاستحسنه و تكلّم كلّ واحد منّا بما يجب و جعله تحت ثني فراشه ، فلمّا كان من الغداة قال للفتح : اطلب لي غلاما تثق بنجدته و شجاعته أدفع إليه هذا السيف ليكون واقفا به على رأسي لا يفارقني كلّ يوم ما دمت جالسا ، فلم يستتم الكلام حتى أقبل باغر التركي فقال له الفتح : هذا باغر التركي وصف لي بالشجاعة و البسالة و هو يصلح لمّا أردت فدعا به المتوكل و دفع إليه السيف و أمره بما أراد و تقدم ان يزاد في مرتبته و أن يضعف له الرزق .

قال البحتري : فو اللَّه ما انتضى ذلك السيف و لا خرج من غمده من الوقت الذي دفع إليه إلاّ في الليلة التي ضربه بذلك السيف إلى أن قال فسمعت صيحة المتوكل و قد ضربه باغر بالسيف الذي كان قد دفعه إليه على جانبه الأيمن فقده إلى خاصرته ، ثم ثنّاه على جانبه الأيسر ففعل مثل ذلك(١) .

و في ( المناقب ) : قال الحسينعليه‌السلام يوم الطف : اللّهم سلّط عليهم غلام ثقيف يسقيهم كأسا مصبّرة لا يدع منهم أحدا إلاّ قتله قتلة بقتلة و ضربة بضربة ينتقم لي و لأوليائي و أهل بيتي و أشياعي منهم(٢) .

و في ( الطبري ) في وفاة المنتصر و هو ابن خمس و عشرين سنة قال بعضهم : كان المنتصر وجد حرارة فدعا بعض من كان يتطبّب له و أمره بفصده ففصده بمبضع مسموم فكان فيه منيته ، و الطبيب الذي فصده انصرف إلى منزله و قد وجد حرارة فدعا تلميذا له فأمره بفصده و وضع مباضعه بين يديه ليتخير أجودها و فيها المبضع المسموم الذي فصد به المنتصر و قد نسيه ، فلم يجد التلميذ فيها أجود من المبضع المسموم ففصد به استاذه و هو لا يعلم أمره فلمّا فصده به نظر إليه صاحبه فعلم أنّه هالك

____________________

( ١ ) مروج الذهب للمسعودي ٤ : ١١٩ بتصرف في النقل .

( ٢ ) بحار الأنوار للمجلسي ٤٥ : ١٠ رواية ٣٧ .

٥٧١

فأوصى من ساعته و هلك من يومه(١) .

و في ( الطبري ) : كان نجاح بن سلمة على ديوان توقيع المتوكّل و تتبع عماله ، فكان العمال يتّقونه و ربّما نادمه المتوكّل ، و كان الحسن بن مخلد على ديوان الضياع و موسى بن عبد الملك على ديوان الخراج و كانا منقطعين إلى وزير المتوكل عبيد اللَّه بن يحيى بن خاقان فكتب نجاح إلى المتوكل : ان الحسن و موسى خانا و انه يستخرج منهما أربعين ألف ألف درهم ، فشاربه المتوكل تلك العشية و قال : بكّر الي حتى أدفعها إليك ، فغدا و قد رتب اصحابه و قال يا فلان خذ أنت الحسن و خذ يا فلان أنت موسى ، فغدا إلى المتوكل فلقي عبيد اللَّه الوزير و قد أمر أن يحجب عن المتوكل ، فقال له : يا أبا الفضل إنصرف حتى ننظر في هذا الأمر و أنا أشير عليك بأمر لك فيه صلاح قال : و ما هو ؟ قال :

اصلح بينك و بينهما و تكتب رقعة تذكر فيها أنّك كنت شاربا و أنّك تكلّمت بأشياء تحتاج إلى معاودة النظر فيها و أنا أصلح الأمر عند المتوكل ، فلم يزل يخدعه حتى كتب رقعة بما أمره به ، فأدخلها عبيد اللَّه على المتوكل و قال له : قد رجع نجاح عمّا قال البارحة و هذه رقعة موسى و الحسن يتقبّلان بنجاح بما كتبا فتأخذ ما ضمنا عنه ثم تعطف عليهما فتأخذ منهما قريبا ممّا ضمن نجاح لك عنهما .

فسرّ المتوكل و طمع في ما قال له عبيد اللَّه ، فقال إدفعه إليهما فانصرفا به و امرا بأخذ قلنسوته عن رأسه و كانت خزا فوجد البرد و وجّها إلى ابنيه أبي الفرج فاخذ و أبي محمد فهرب و اخذ كاتبه إسحاق القطربلي و اخذ ابن البواب المنقطع إليه فأقر نجاح و ابنه لهما بنحو من مائة و أربعين ألف دينار سوى قيمة قصورهما و فرشهما و مستغلاتهما بسامراء و بغداد ، و سوى

____________________

( ١ ) تاريخ الامم و الملوك للطبري ٧ : ٤١٤ .

٥٧٢

ضياع لهما كثيرة ، فقبض ذلك كلّه و ضرب مرارا بالمقارع نحوا من مائتي مقرعة و غمز و خنق ، و قيل عصر خصيتاه حتى مات و ضرب ابنه و كاتبه و المنقطع إليه نحوا من خمسين خمسين فأقرّ بعضهم بخمسين ألف دينار و بعضهم بأقل ، و أخذ جميع ما في دار نجاح و دار ابنه ، و قبضت دورهما و ضياعهما حيث كانت و أخرجت عيالهما و أخذ بسببه قوم فحبسوا(١) .

هذا ، و في ( نوادر حد الكافي ) عن الصادقعليه‌السلام في خبر أخذ محرم ثعلبا فجعل يقرب النار في وجهه و جعل الثعلب يصيح و يحدث من استه و جعل أصحابه ينهونه عمّا يصنع ثم أرسله بعد ذلك ، فبينما الرجل نائم إذ جاءته حية فدخلت في فيه فلم تدعه حتى جعل يحدث كما أحدث الثعلب ثم خلّت عنه(٢) .

« و من كابد الأمور » أي : قاسى شدائدها .

« عطب » بالكسر أي : هلك .

« و من اقتحم اللجج غرق » قال الجوهري : قحم في الأمر ، رمى بنفسه فيه من غير رويّة ، و اقتحم النهر ، دخله(٣) .

« و من دخل مداخل السوء اتّهم » و في الخبر : إتّقوا مواضع التّهم(٤) و في ( ١٥٩ ) « من وضع نفسه مواضع التهمة فلا يلو منّ إلاّ من أساء به الظن »(٥) .

« و من كثر كلامه كثر خطاؤه » قهرا .

« و من كثر خطاؤه قلّ حياؤه » اضطرارا .

____________________

( ١ ) تاريخ الامم و الملوك للطبري ٧ : ٢٨٤ .

( ٢ ) الكافي للكليني ٤ : ٣٩٧ ح ٦ كذلك وسائل الشيعة ٥ : ٨٤ من حديث زيد الشحام .

( ٣ ) الصحاح للجوهري ٥ : ٢٠٠٦ مادة ( قحم ) .

( ٤ ) نظيره في البحار ٧٥ : ٩٠ عن أمير المؤمنينعليه‌السلام .

( ٥ ) بلفظ « وقف نفسه » بحار الأنوار للمجلسي ٧٠ : ٦٠ .

٥٧٣

« و من قلّ حياؤه قلّ ورعه » أيضا قهرا .

« و من قل ورعه مات قلبه » قال تعالى :( و ما أنتَ بمُسمع من في القُبُور ) (١) .

« و من مات قلبه دخل النار » كلامهعليه‌السلام من قوله « و من كثر كلامه » إلى هنا جزء خطبة الوسيلة المروية في تحف العقول(٢) ، كما انه قياس مركب منتج أنّ من كثر كلامه دخل النار .

« و من نظر في عيوب الناس فأنكرها ثم رضيها لنفسه فذلك الأحمق بعينه » و أغلب الناس كذلك ، فعاب عبد الملك بن مروان يزيد بن معاوية بهدم الكعبة و فعل هو مثل فعله و أكثر ، و وصف المنصور عبد الملك بكونه جبارا لغدره بالناس و قتله لهم و سمّى نفسه خليفة مع أنّه فعل مثل فعله(٣) .

« و القناعه مال لا ينفد » ذكره المصنف مستقلا في ( ٥٧ ) و في ( ٤٧٥ ) لكنّه إنّما في ( ابن أبي الحديد )(٤) و اما ( ابن ميثم )(٥) فليس فيه ، و صرّح بأن فقرات العنوان أربع عشرة .

« و من أكثر من ذكر الموت رضي من الدنيا باليسير » فإنّ الحرص على الدنيا إنّما لطول الأمل و نسيان الموت .

« و من علم ان كلامه من عمله » لأنّه تعالى يقول :( ما يَلفظُ من قولٍ إلاّ

___________________

( ١ ) فاطر : ٢٢ .

( ٢ ) تحف العقول للحراني : ٦١ .

( ٣ ) ذكر ابن الأثير في الكامل ٤ : ٣٥٠ ، و كان عبد الملك ينكر ذلك أيّام يزيد من معاوية ثم أمر به فكان الناس يقولون خذل في دينه .

( ٤ ) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ١٩ : ٢٦٤ رقم ( ٣٥٥ ) النصان متصلان .

( ٥ ) شرح نهج البلاغة لابن ميثم ٥ : ٤١٢ ذكرهما مستقلين ، خلافا لمّا ذكره العلاّمة التستري .

٥٧٤

لديه رقيبٌ عتيد ) (١) .

« قلّ كلامه إلاّ فيما يعنيه » في الخبر ، مرّ أمير المؤمنينعليه‌السلام برجل يتكلّم بفضول الكلام ، فوقف عليه و قال له : يا هذا إنّك تملي على حافظيك كتابا إلى ربّك فتكلّم بما يعنيك(٢) .

و روي أيضا : أنّ آدم لمّا كثر ولده و ولد ولده كانوا يتحدّثون عنده و هو ساكت ، فقالوا : يا أبه مالك لا تتكلّم ؟ فقال : يا بنيّ إنّ اللَّه تعالى لمّا أخرجني من جواره عهد إليّ : أقلّ كلامك ترجع الى جواري(٣) .

و في ( تاريخ بغداد ) : سفيان الثوري عن ام صالح عن صفية بنت شيبة عن ام حبيبة عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال : كلّ كلام ابن آدم عليه إلاّ أمرا بمعروف أو نهيا عن منكر أو الصلح بين الناس فقيل : ما أعجب هذا الحديث إمرأة عن امرأة عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : ما تعجب و هو في كتاب اللَّه تعالى ،( قال عزّ اسمه لا خيرَ في كثيرٍ من نجواهُم إِلاّ من أَمر بصَدَقةٍ أَو معرُوفٍ أَو إصلاحٍ بين النّاس ) (٤) و العصر إنّ الإنسانَ لَفي خسر إلاّ الَّذين آمنوا و عملوا الصالحاتِ و تواصوا بالحقّ و تواصوا بالصَّبر(٥) .

و في ( البيان ) قال رجل : صحبت الربيع بن خيثم سنتين فما كلّمني إلاّ كلمتين ، قال لي مرة « امك حيّة » و اخرى « كم في بني تميم من مسجد »(٦) .

____________________

( ١ ) ق : ١٨ .

( ٢ ) بحار الأنوار للمجلسي ٥ : ٣٢٧ رواية ٢١ و قد ذكر النصّ : يا هذا انك تملي على كاتبيك كتابا إلى ربك فتكلّم بما يعنيك و دع ما لا يعنيك .

( ٣ ) بحار الأنوار ١١ : ١٨ رواية ٣١ .

( ٤ ) النساء : ١١٤ .

( ٥ ) تاريخ بغداد ١٢ : ٣٢١ ، و ذكره البخاري في التاريخ الكبير ١ : ٢٦٢ و المغني للعراقي ١ : ٧٠ ، و الآيات ١ ٣ من سورة العصر .

( ٦ ) البيان و التبيين للجاحظ ٢ : ١٤٦ .

٥٧٥

هذا ، و كأنّه حصل خلط في الفقرات ، و الظاهر أن فقرة : « و من نظر في عيوب الناس » كانت بعد الأولى و فقرة : « و من أكثر من ذكر الموت » بعد « و من رضي » و فقرة « و من علم » بعد « دخل النار » كما لا يخفى .

٧٧ الحكمة ( ٣٥٠ ) و قالعليه‌السلام :

لِلظَّالِمِ مِنَ اَلرِّجَالِ ثَلاَثُ عَلاَمَاتٍ يَظْلِمُ مَنْ فَوْقَهُ بِالْمَعْصِيَةِ وَ مَنْ دُونَهُ بِالْغَلَبَةِ وَ يُظَاهِرُ اَلْقَوْمَ اَلظَّلَمَةَ أقول : و عن أبي جعفرعليه‌السلام : الظلم ثلاثة : ظلم لا يغفر و هو الشرك ، و ظلم يغفر و هو ظلم الرجل نفسه في ما بينه و بين اللَّه تعالى ، و ظلم لا يدعه و هو المداينة بين العباد(١) .

« و يظاهر القوم الظلمه » في ( الكافي ) عن الصادقعليه‌السلام من أعان ظالما بظلم سلّط اللَّه عليه من يظلمه(٢) .

و عنهعليه‌السلام : العامل بالظلم و المعين له و الراضي به شركاء ثلاثتهم .

و رواه الخصال عن أمير المؤمنينعليه‌السلام (٣) .

____________________

( ١ ) أخرجه الكليني في حديث كعب بن طريف بلفظ مشابه الكافي ٢ : ٣٣١ ح ١ و يبدو ان زيادة و تقيصة حصلت عند نقل الحديث و اللَّه أعلم و الحديث هو : الظلم ثلاثة ، ظلم يغفره اللَّه و ظلم لا يغفره اللَّه ، و ظلم لا يدعه اللَّه ، فأما الظلم الّذي لا يغفره فالشرك و أما الظلم الّذي يغفره فظلم الرجل نفسه فيما بينه و بين اللَّه ، و أما الظلم الذي لا يدعه فالمداينه بين العباد .

( ٢ ) الحديث كما ورد في الكافي ٢ : ٢٣٢ عن عبد الأعلى مولى ال سام عن أبي عبد اللَّهعليه‌السلام : من ظلم سلط اللَّه عليه من يظلمه أو على عقب عقبه .

( ٣ ) الكافي للكليني ٢ : ٣٣٣ ح ١٦ و أيضا بحار الأنوار للمجلسي ٩٢ : ١٧٢ و رواه الصدوق في الخصال ١ : ١٠٧ ح ٧٢ مع تبديل ( و المعين يه ) ب ( و المعين عليه ) .

٥٧٦

٧٨ الحكمة ( ٣٥٢ ) و قالعليه‌السلام لبعض أصحابه :

لاَ تَجْعَلَنَّ أَكْثَرَ شُغُلِكَ بِأَهْلِكَ وَ وَلَدِكَ فَإِنْ يَكُنْ أَهْلُكَ وَ وَلَدُكَ أَوْلِيَاءَ اَللَّهِ فَإِنَّ اَللَّهَ لاَ يُضِيعُ أَوْلِيَاءَهُ وَ إِنْ يَكُونُوا أَعْدَاءَ اَللَّهِ فَمَا هَمُّكَ وَ شُغُلُكَ بِأَعْدَاءِ اَللَّهِ و من يتَّق اللَّه يَجعَل له مخرَجاً( و يَرزقهُ من حَيث لا يَحتسب ) (١) ( ألا إِنَّ أولياء اللَّه لا خوفٌ عليهم و لا هُم يَحزنون الَّذِينَ آمنوا و كانوا يتّقون لهم البشرى في الحياة الدُّنيا و في الآخرة لا تبديل لكلمات اللَّه ذلكَ هو الفوز العظيم ) (٢) .

« و إن يكونوا أعداء اللَّه فما همّك و شغلك بأعداء اللَّه »( و يومَ يحشر أعداءُ اللَّه إلى النار فهُم يوزَعُون حتى إذا ما جاءوها شَهد عليهم سَمعهُم و أبصارُهم و جلودهم بما كانوا يَعملون ) (٣) الآيات( ذلك جَزاءُ أعداء اللَّه النارُ لهُم فيها دارُ الخُلدِ جَزاءً بما كانُوا بآياتنا يجحدون ) (٤) .

و روى ( الروضة ) أنّ مولى لأمير المؤمنينعليه‌السلام سأله مالا فقالعليه‌السلام يخرج عطائي فأقاسمكه ، فقال : لا أكتفي و خرج إلى معاوية فوصله فكتبعليه‌السلام إليه : أمّا بعد ، فإنّ ما في يدك من المال قد كان له أهل قبلك و هو صائر إلى أهل بعدك ، و انما لك منه ما مهدت لنفسك ، فآثر نفسك على صلاح ولدك ، فإنّما أنت صانع لأحد الرجلين إمّا رجل عمل فيه بطاعة اللَّه فسعد بما شقيت ، و إمّا رجل

____________________

( ١ ) الطلاق : ٢ ٣ .

( ٢ ) يونس : ٦٢ ٦٤ .

( ٣ ) فصلت : ١٩ ٢٠ .

( ٤ ) فصلت : ٢٨ .

٥٧٧

عمل فيه بمعصية اللَّه فشقي بما جمعت له ، و ليس من هذين أحد بأهل أن تؤثره على نفسك ، و ارج لمن مضى رحمة اللَّه و لمن بقي رزق اللَّه(١) .

و في ( البيان ) : باع عبد اللَّه بن عتبة بن مسعود أرضا بثمانين ألفا ، فقيل له : لو اتخذت من هذا المال لولدك ذخرا فقال : إنّما أجعل هذا المال ذخرا لي عند اللَّه تعالى و أجعل اللَّه تعالى ذخرا لولدي(٢) .

٧٩ الحكمة ( ٣٥٣ ) و قالعليه‌السلام :

أَكْبَرُ اَلْعَيْبِ أَنْ تَعِيبَ مَا فِيكَ مِثْلُهُ أقول : هو نظير قولهعليه‌السلام المتقدم في ( ٧٦ ) « من نظر في عيوب الناس فأنكرها ثم رضيها لنفسه فذلك الأحمق بعينه » .

و في ( كامل المبرد ) كان أبو الهندي قد غلب عليه الشراب على كرم منصبه و شرف اسرته حتى كاد يبطله و كان عجيب الجواب ، جلس إليه رجل مرة يعرف ببرزين المناقير و كان أبوه صلب في خرابة و الخرابة عندهم سرق الابل خاصة فأقبل يعرض لأبي الهندي بالشراب ، فلمّا أكثر عليه قال له أبو الهندي : أحدهم يرى القذاة في عين أخيه و لا يرى الجذع في است أبيه(٣) .

و قال أبو البحتري العنبري :

يمنعني من عيب غيري الذي

اعرفه عندي من العيب

عيبي لهم بالظن منّي لهم

و لست من عيبي في ريب

____________________

( ١ ) الروضة من الكافي للكليني : ٧٢ ح ٢٨ .

( ٢ ) البيان و التبيين للجاحظ ٣ : ١٤٦ .

( ٣ ) الكامل في الأدب للمبرد ٢ : ٧٥٤ ( الطبعة المصرية ) .

٥٧٨

إن كان عيبي غاب عنهم فقد

أحصى ذنوبي عالم الغيب

عيبي الأول في البيت الثاني مصدر و الثاني في الثالث اسم مصدر كالعيب في كلامهعليه‌السلام .

٨٠ الحكمة ( ٣٥٥ ) وَ بَنَى رَجُلٌ مِنْ عُمَّالِهِ

 بِنَاءً فَخْماً فَقَالَ ع أَطْلَعَتِ اَلْوَرِقُ رُءُوسَهَا إِنَّ اَلْبِنَاءَ يَصِفُ لَكَ اَلْغِنَى هكذا في ( الطبعة المصرية )(١) و الصواب : ( ليصف ) كما في ابن أبي الحديد(٢) و ابن ميثم(٣) و النسخة الخطية(٤) « لك الغنى » كما أنّه يصف الباني .

في ( الطبري ) خط خالد بن برمك مدينة المنصور له و أشار بها عليه ، فلمّا احتاج إلى الأنقاض قال له : ما ترى في نقض بناء مدينة إيوان كسرى بالمدائن و حمل نقضه إلى مدينتي هذه ؟ قال : لا أرى ذلك قال : و لم ؟ قال : لأنّه علم من أعلام الإسلام يستدل بها الناظر إليه على أنّه لم يكن ليزال مثل أصحابه عنه بأمر دنيا و انّما هو أمر دين ، و مع هذا فان فيه مصلّى لعلي بن أبي طالبعليه‌السلام قال : هيهات يا خالد أبيت إلاّ الميل إلى أصحابك العجم ، و أمر أن ينقض القصر الأبيض ، فنقضت ناحية منه و حمل نقضه فنظر في مقدار ما يلزمهم للنقض و الحمل فوجدوا ذلك أكثر من ثمن الجديد لو عمل ، فرفع ذلك إلى المنصور فدعا بخالد و قال له : ما ترى ؟ قال : كنت أرى قبل ان لا تفعل ، فأما إذ فعلت فإنّي أرى الآن أن تهدم حتى تلحق بقواعده لئلاّ يقال : إنّك قد عجزت

____________________

( ١ ) النسخة المصرية ورد النصّ « يصف له الغنى » انظر : ٧٣٩ رقم ( ٣٥٤ ) .

( ٢ ) في نسخة ابن أبي الحديد المحققة ١٩ : ٢٧١ أيضا « يصف لك الغنى » .

( ٣ ) في نسخة ابن ميثم المحققة ٥ : ٤١٦ ورد بلفظ يصف لك الغنى .

( ٤ ) سقط النصّ في النسخة الخطية ( المرعشي ) .

٥٧٩

عن هدمه فأعرض المنصور عن ذلك و أمر أن لا يهدم .

قال موسى بن داود المهندس : حدّثني المأمون بهذا الحديث و قال لي :

إذا بنيت بناء فاجعله ما يعجز عن هدمه ليبقى طلله و رسمه(١) .

هذا ، و في ( الجهشياري ) حكّي أنّ جعفر البرمكي لمّا عزم على الانتقال إلى قصره المعروف بقصر جعفر جمع المنجّمين لاختيار وقت ، فاختاروا له وقتا من الليل ، فخرج إليه و الطرق خالية و الناس ساكنون ، فلمّا سار إلى سوق يحيى رأى رجلا قائما و هو يقول :

يدبّر(٢) بالنّجوم و ليس يدري

و ربّ النجم يفعل ما يريد

فاستوحش و قال : ما أردت ؟ قال : شي‏ء جاء على لساني ، فمضى و قد تنغّص عليه(٣) .

و في الخبر : من جمع مالا من حرام سلّط اللَّه عليه الماء و الطين(٤) .

٨١ الحكمة ( ٣٥٨ ) و قالعليه‌السلام :

أَيُّهَا اَلنَّاسُ لِيَرَكُمُ اَللَّهُ مِنَ اَلنِّعْمَةِ وَجِلِينَ كَمَا يَرَاكُمْ مِنَ اَلنِّقْمَةِ فَرِقِينَ إِنَّهُ مَنْ وُسِّعَ عَلَيْهِ فِي ذَاتِ يَدِهِ فَلَمْ يَرَ ذَلِكَ اِسْتِدْرَاجاً فَقَدْ أَمِنَ مَخُوفاً وَ مَنْ ضُيِّقَ عَلَيْهِ فِي ذَاتِ يَدِهِ فَلَمْ يَرَ ذَلِكَ اِخْتِبَاراً فَقَدْ ضَيَّعَ مَأْمُولاً أقول : رواه ( التحف ) و زاد قبله : « أيّها الناس إنّ للَّه في كلّ نعمة حقّا ، فمن

____________________

( ١ ) تاريخ الامم و الملوك للطبري ٦ : ٢٦٤ .

( ٢ ) نسخة التحقيق : تدبّر .

( ٣ ) الجهشياري : ٢١٧ .

( ٤ ) الحديث قال أبي عبد اللَّهعليه‌السلام : من كسب مالا من غير حلّه سلّط اللَّه عليه البناء و الماء و الطين الكافي للكليني ٦ :

٥٣١ رقم ١٢١ .

٥٨٠

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639