وسائل الشيعة الجزء ١

وسائل الشيعة11%

وسائل الشيعة مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: متون حديثية
ISBN: 964-5503-01-9
الصفحات: 505

المقدمة الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠
  • البداية
  • السابق
  • 505 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 332912 / تحميل: 10223
الحجم الحجم الحجم
وسائل الشيعة

وسائل الشيعة الجزء ١

مؤلف:
ISBN: ٩٦٤-٥٥٠٣-٠١-٩
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

[١٣٠] ٨ - وعن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عمر بن أذينة، عن إسماعيل بن يسار قال: سمعت أبا عبدالله (عليه‌السلام ) يقول: إنّ ربّكم لرحيم، يشكر القليل، إنّ العبد ليصلّي ركعتين يريد بهما وجه الله عزّوجلّ، فيدخله الله بهما الجنّة، الحديث.

ورواه الكليني والصدوق والشيخ كما يأتي إن شاء الله(١) .

[١٣١] ٩ - وعن عثمان بن عيسى، عن علي بن سالم قال: سمعت أبا عبدالله (عليه‌السلام ) يقول: قال الله عزّ وجلّ: أنا خير شريك، من أشرك معي غيري في عمله لم أقبله إلّا ما كان لي خالصاً.

[١٣٢] ١٠ - وعن ابن محبوب، عن عمر بن يزيد، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) - في حديث - قال: إذا أحسن المؤمن ضاعف الله عمله لكلّ حسنة سبعمائة، فاحسنوا أعمالكم التي تعملونها لثواب الله - إلى أن قال - وكلّ عمل تعمله لله فليكن نقيّاً من الدنس.

[١٣٣] ١١ - وعن بعض أصحابنا، عن أبي جعفر (عليه‌السلام ) قال: ما بين الحقّ والباطل إلّا قلّة العقل، قيل: وكيف ذلك يا بن رسول الله؟ قال: إنّ العبد ليعمل العمل الذي هولله رضاً فيريد به غير الله، فلوأنه أخلص لله لجاءه الذي يريد في أسرع من ذلك.

ورواه الكليني عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، وكذا الحديثان اللذان قبله٢١) .

____________________

٨ - المحا سن: ٢٥٣/٢٧٦.

(١) يأتي في الحديث ٤ من الباب ٢٨ من أبواب مقدمة العبادات عن الصدوق والشيخ، وفي الحديث ٤ من الباب ١٢ من أبواب أعداد الفرائض عن الشيخ.

وفي الحديث ١١ من الباب ١ من أبواب الصوم المندوب نحوه عن الكليني.

٩ - المحاسن: ٢٥٢/٢٧٠، ورواه الكليني « قده » في الكافي ٢: ٢٢٣/٩.

١٠ - المحاسن: ٢٥٤/٢٨٣ لم نعثرعلى الحديث في الكافي.

١١ - المحاسن: ٢٥٤/٢٨٠.

(٢) الكافي ١: ٢١/٣٣.

٦١

أقول: ويأتي ما يدلّ على ذلك(١) .

٩ - باب ما يجوز قصده من غايات النيّة وما يستحب اختياره منها

[١٣٤] ١ - محمّد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن جميل، عن هارون بن خارجة، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) قال: العبادة ثلاثة: قوم عبدوا الله عزّ وجلّ خوفاً فتلك عبادة العبيد، وقوم عبدوا الله تبارك وتعالى طلب الثواب فتلك عبادة الاجراء، وقوم عبدوا الله عزّ وجلّ حبّاً له فتلك عبادة الاحرار، وهي أفضل العبادة.

[١٣٥] ٢ - محمّد بن علي بن الحسين في ( العلل، والمجالس، والخصال ): عن محمّد بن أحمد السناني، عن محمّد بن هارون، عن عبيدالله بن موسى الحبال الطبري، عن محمّد بن الحسين الخشّاب، عن محمّد بن محصن(٢) ، عن يونس بن ظبيان قال: قال الصادق جعفر بن محمّد (عليه‌السلام ) : إنّ الناس يعبدون الله عزّ وجلّ على ثلاثة أوجه: فطبقة يعبدونه رغبة في ثوابه فتلك عبادة الحرصاء، وهو الطمع، وآخرون يعبدونه خوفاّ(٣) من النار فتلك عبادة العبيد، وهي رهبة، ولكنّي أعبده حبّاً له عزّ وجلّ، فتلك عبادة الكرام، وهو الامن لقوله عزّ وجلّ:( وَهُم مِّن فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ ) (٤) ولقوله عزّ وجلّ:( قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّـهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّـهُ وَيَغْفِرْ‌ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ) (٥) فمن أحب الله عزّ وجلّ أحبّه الله، ومن أحبّه الله تعالى كان من الامنين.

____________________

(١) يأتي في:

أ - البابين ١١ و ١٢ من أبواب مقدمة العبادات.

ب - الحديث ٣١ من الباب ٤ من أبواب جهاد النفس من كتاب ألجهاد.

الباب ٩

فيه ٣ أحاديث

١ - الكافي ٢: ٦٨/٥ وفي نسخة منه: العباد ثلاثة.

٢ - علل الشرائع: ١٢/٨، الامالي: ٤١/٤، الخصال: ١٨٨/٢٥٩.

(٢) في العلل: محسر.

(٣) في نسخة: فرقاً، منه قدّه.

(٤) النمل ٢٧: ٨٩.

(٥) آل عمران ٣: ٣١.

٦٢

[١٣٦] ٣ - محمّد بن الحسين الرضي الموسوي في ( نهج البلاغة ) عن أمير المؤمنين (عليه‌السلام ) أنه قال: إنّ قوماً عبدوا الله رغبة فتلك عبادة التجّار، وإنّ قوماً عبدوا الله رهبة فتلك عبادة العبيد، وإنّ قوماً عبدوا الله شكراً فتلك عبادة الاحرار.

أقول: وتاتي أحاديث « من بلغه ثواب على عمل فعمله طلباً لذلك الثواب » وهي دالّة على بعض مضمون هذا الباب(١) ، ومثلها أحاديث كثيرة جدّاً، تقدّم بعضها(٢) ، ويأتي باقيها في تضاعيف الابواب، إن شاء الله.

١٠ - باب عدم جواز الوسوسة في النيّة والعبادة

[١٣٧] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن ابن محبوب، عن عبدالله بن سنان قال: ذكرت لأبي عبدالله (عليه‌السلام ) رجلاً مبتلى بالوضوء والصلاة، وقلت: هو رجل عاقل، فقال أبو عبدالله (عليه‌السلام ) : وأيّ عقلٍ له وهويطيع الشيطان؟ فقلت له: وكيف يطيع الشيطان؟ فقال: سله، هذا الذي يأتيه من أي شيء هو؟ فإنّه يقول لك: من عمل الشيطان.

أقول: ويأتي ما يدلّ على ذلك(٣) .

____________________

٣ - نهج البلاغة ٣: ٢٠٥/٢٣٧.

(١) تأتي في:

أ - الحديث ٣ من الباب ١٦ من أبواب مقدمة العبادات.

ب - أحاديث الباب ١٨ من أبواب مقدمة العبادات.

ج - الحديث ٧ من الباب ٢٠ من أبواب مقدمة العبادات.

د - الحديث ٥من الباب ٢٢ من أبواب مقدمة العبادات.

هـ - الحديث ٧ من الباب ٢٧ من أبواب مقدمة العبادات.

(٢) تقدّم في الحديث ١٠ من الباب السابق.

الباب ١٠

فيه حديث واحد

١ - الكافي ١: ٩/١٠.

(٣) يأتي في الباب ١٦ و ٣١ من أبواب الخلل الواقع في الصلاة.

٦٣

١١ - باب تحريم قصد الرياء والسمعة بالعبادة

[١٣٨] ١ - محمّد بن يعقوب، عن أبي عليّ الأشعري، عن محمّد بن عبد الجبار، عن صفوان، عن فضل أبي العباس، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) قال: ما يصنع أحدكم أن يظهر حسناً ويسرّ سيّئاً، أليس يرجع الى نفسه فيعلم أن ذلك ليس كذلك؟! والله عزّ وجلّ يقول:( بَلِ الانسَانُ عَلَىٰ نَفْسِهِ بَصِيرَ‌ةٌ ) (١) ، إنّ السريرة إذا صلحت قويت العلانية.

وعن الحسين بن محمّد، عن معلّى بن محمّد، عن محمّد بن جمهور، عن فضالة، عن معاوية، عن الفضل، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) ، مثله.

[١٣٩] ٢ - وعن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن الحسين بن سعيد، عن إبراهيم بن أبي البلاد، عن سعد الإِسكاف قال: لا أعلمه إلّا قال: عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: كان في بني إسرائيل عابد فأعجب به داود (عليه‌السلام ) ، فأوحى الله إليه: لا يعجبك شيء من أمره فإنّه مراءٍ، الحديث.

ورواه الحسين بن سعيد في كتاب ( الزهد ) عن إبراهيم بن أبي البلاد، مثله(٢) .

[١٤٠] ٣ - وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن داود، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) قال: من أظهر للناس ما يحبّ الله عزّ وجلّ، وبارز الله بما كرهه، لقي الله وهو ماقت له.

____________________

الباب ١١

فيه ١٦ حديثاً

١ - الكافي ٢: ٢٢٣/١١.

(١) القيامة٧٥: ١٤.

٢ - الكافي ٧: ٤٠٥/١١، ويأتي بتمامه في الحديث ٢ من الباب ٩٠ من أبواب الدفن من كتاب الطها رة.

(٢) الزهد: ٦٦/١٧٥.

٣ - الكافي ٢: ٢٢٣/١٠.

٦٤

[١٤١] ٤ - وعنه، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) : سيأتي على الناس زمان تخبث فيه سرائرهم، وتحسن فيه علانيّتهم طمعاً في الدنيا، لا يريدون به ما عند ربهم، يكون دينهم(١) رياءاً، لا يخالطهم خوف، يعمّهم الله بعقاب فيدعونه دعاء الغريق فلايستجيب لهم.

ورواه الصدوق في ( عقاب الاعمال ) عن أبيه، عن علي بن إبراهيم، مثله(٢) .

[١٤٢] ٥ - وعن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن علي بن الحكم، عن عمر بن يزيد قال: إنّي لأتعشى مع أبي عبدالله (عليه‌السلام ) إذ تلا هذه الاية:( بَلِ الانسَانُ عَلَىٰ نَفْسِهِ بَصِيرَ‌ةٌ وَلَوْ أَلْقَىٰ مَعَاذِيرَ‌هُ ) (٣) ثم قال(٤) : ما يصنع الانسان أن يتقرّب(٥) إلى الله عزّ وجلّ بخلاف ما يعلم الله؟!، إنّ رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) كان يقول: من أسرّ سريرة رداه الله رداها، إن خيراً فخيراً، وإن شرّاً فشرّاً(٦) .

[١٤٣] ٦ - وعن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن جعفر ن محمد الاشعري، عن ابن القدّاح، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) أنّه قال لعباد بن كثير البصري في المسجد: ويلك يا عباد، إيّاك والرياء، فإنّه من عمل لغير الله وكله الله إلى من عمل له.

____________________

٤ - الكافي ٢: ٢٢٤/١٤.

(١) في المصدر: أمرهم.

(٢) عقاب الاعمال: ٣٠١/٣.

٥ - الكافي ٢: ٢٢٣/ ٦ و ٢٢٤ /١٥ أورد قطعة منه في الحديث ١ من الباب ٧ من هذه الابواب.

(٣) القيامة ٧٥: ١٤

(٤) في المصدر زيادة: يا أبا حفص.

(٥) في نسخة: أن يعتذر، ( منه قدّه ).

(٦) في المصدر: إن خيراً فخير، وان شرأ فشرٌ.

٦ - الكافي ٢: ٢٢٢/١.

٦٥

[١٤٤] ٧ - وعنهم، عن سهل، عن ابن شمون، عن الأصمّ، عن مسمع، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) ما زاد خشوع الجسد على ما في القلب فهوعندنا نفاق.

[١٤٥] ٨ - وعنهم، عن سهل، وعن علي بن إبراهيم، عن محمّد بن عيسى بن عبيد، عن محمّد بن عرفة قال: قال لي الرضا (عليه‌السلام ) : ويحك يا بن عرفة، اعملوا لغيررياء ولا سمعة، فإنه من عمل لغير الله وكله الله إلى ما عمل، ويحك ما عمل أحد عملاً الّا رداه الله به، إن خيراً فخيراً، وإن شرّاً فشرّاً(١) .

[١٤٦] ٩ - أحمد بن محمّد البرقي في ( المحاسن ): عن عدّة من أصحابنا، عن علي بن أسباط، عن يحيى بن بشير النبّال، عمّن ذكره(٢) عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) قال: من أراد الله عزّ وجلّ بالقليل من عمله، أظهر الله له أكثرممّا أراده به، ومن أراد الناس بالكثير من عمله، في تعب من بدنه، وسهر من ليله، أبى الله إلّا أن يقلّله في عين من سمعه.

[١٤٧] ١٠ - وعن جعفر بن محمّد الأشعري، عن ابن القدّاح، عن أبي عبدالله، عن أبيه (عليهما‌السلام ) قال: قال علي (عليه‌السلام ) : اخشوا الله خشية ليست بتعذير(٣) ، واعملوا لله في غيررياء ولا سمعة، فإنه من عمل لغيرالله وكله الله إلى عمله يوم القيامة.

____________________

٧ - الكافي ٢: ٢٩١ ٦.

٨ - الكافي ٢: ٢٢٣/٥.

(١) في المصدر: ان خيراً فخير، وان شراً فشر.

٩ - المحاسن: ٢٥٥/٢٨٤ والكافي ٢: ٢٢٤/١٣.

(٢) في هامش الاصل ( الكافي: عن أبيه ) بدل ( عمن ذكره ).

١٠ - المحاسن: ٢٥٤/٢٨٢.

(٣) في هامش المخطوط، منه قدّه ما نصّه: « العذر معروف، وأعذر: أبدى عذراً وقصرّ ولم يبالغ وهو يرى أنّه مبالغ، وعذَره تعذيراً: لم يثبت له عذراً »، القاموس المحيط ٢: ٨٨.

٦٦

ورواه الكليني عن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن جعفر بن محمّد(١) .

وروى الذي قبله عنهم، عن سهل بن زياد، عن علي بن أسباط، مثله.

[١٤٨] ١١ - وعن عبد الرحمن بن أبي نجران ومحمّد بن علي، عن المفضّل بن صالح جميعاً، عن محمّد بن علي الحلبي، عن زرارة وحمران، عن أبي جعفر (عليه‌السلام ) قال: لو أنّ عبداً عمل عملاً يطلب به وجه الله والدار الاخرة وأدخل فيه رضى أحد من الناس كان مشركاً.

وقال أبو عبدالله (عليه‌السلام ) : من عمل للناس كان ثوابه على الناس، يا زرارة(٢) ، كلّ رياء شرك.

وقال (عليه‌السلام ) : قال الله عزّوجلّ: من عمل لي ولغيري فهو لمن عمل له.

ورواه الصدوق في ( عقاب الأعمال والأمالي ) عن أبيه، عن محمّد بن أبي القاسم، عن محمد بن علي الكوفي، عن المفضّل بن صالح، مثله(٣) .

[١٤٩] ١٢ - وعن أبيه، عمّن رفعه إلى أبي جعفر (عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) : يا أيها الناس، إنما هو الله والشيطان، والحق والباطل، والهدى والضلالة، والرشد والغيّ، والعاجلة والعاقبة، والحسنات والسيئات، فما كان من حسنات فلله، ومآ كان من سيّئات فللشيطان.

ورواه الكليني عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن ____________________

(١) الكافي ٢: ٢٢٥/١٧.

١١ - المحاسن ١٢٢/١٣٥.

(٢) في المصدر: يا يزيد، وقد ورد الحديث في الكافي ٢: ٢٢٢/٣. باسناده عن يزيد بن خليفة.

(٣) عقاب الاعمال: ٢٨٩/١، و لم نعثر على الرواية في الامالي.

١٢ - المحاسن: ٢٥١/٢٦٨.

٦٧

أبيه، مثله(١) .

[١٥٠] ١٣ - علي بن إبراهيم في ( تفسيره ) قال: في رواية أبي الجارود، عن أبي جعفر (عليه‌السلام ) قال: سئل رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) عن تفسير قول الله عزّ وجلّ:( فَمَن كَانَ يَرْ‌جُو لِقَاءَ رَ‌بِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلَا يُشْرِ‌كْ بِعِبَادَةِ رَ‌بِّهِ أَحَداً ) (٢) فقال: من صلّى مراءاة الناس فهو مشرك - إلى أن قال - ومن عمل عملاً ممّا أمر الله به مراءاة الناس فهو مشرك، ولا يقبل الله عمل مراء(٣) .

[١٥١] ١٤ - عبدالله بن جعفر الحميري في ( قرب الاسناد ): عن الحسن بن ظريف، عن الحسين بن علوان، عن جعفر، عن أبيه، عن علي (عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) : من تزيّن للناس بما يحبّ الله، وبارز الله في السرّ بما يكره الله، لقى الله وهو عليه غضبان، له ماقت.

ورواه الحسين بن سعيد في كتاب ( الزهد ) عن محمّد بن خالد، عن عبدالله بن المغيرة، عن أبي خالد، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) ، مثله٤١) .

[١٥٢] ١٥ - محمّد بن علي بن الحسين بن بابويهرضي‌الله‌عنه بإسناده عن ابن أبي عمير، عن عيسى الفرّا، عن عبدالله بن أبي يعفور قال: سمعت الصادق (عليه‌السلام ) يقول: قال أبوجعفر (عليه‌السلام ) : من كان

____________________

(١) الكافي ٢: ١٣/٢.

١٣ - تفسير القمّي ٢: ٤٧.

(٢) الكهف ١٨: ١١٠.

(٣) في المصدر: مراءاة.

١٤ - قرب الاسناد: ٤٥.

(٤) الزهد: ٦٩.

١٥ - الفقيه ٤: ٢٨٩/٤٦.

٦٨

ظاهره أرجح من باطنه خفّ ميزانه.

وفي ( المجالس ): عن أحمد بن محمّد بن يحيى، عن سعد بن عبدالله، عن يعقوب بن يزيد، عن محمّد بن أبي عمير، مثله(١) .

[١٥٣] ١٦ - وفي ( عقاب الاعمال ) عن أبيه، عن عبدالله بن جعفر، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن زياد، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه (عليهم‌السلام ) أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) سُئل: فيما النجاة غداً؟ فقال: إنما النجاة في أن لا تخادعوا الله فيخدعكم، فإنه من يخادع الله يخدعه، ويخلع منه الايمان، ونفسه يخدع لو يشعر، قيل له: فكيف يخادع الله؟ قال: يعمل بما أمره الله ثم يريد به غيره، فاتقوا الله في الرياء، فإنه الشرك بالله، إن المرائي يدعى يوم القيامة بأربعة أسماء: يا كافر، يا فاجر، يا غادر، يا خاسر، حبط عملك، وبطل أجرك، فلا خلاص لك اليوم، فالتمس أجرك ممّن كنت تعمل له.

ورواه في ( معاني الاخبار ) عن محمّد بن الحسن، عن الصفّار، عن هارون بن مسلم(٢) .

ورواه في ( المجالس ومعاني الاخبار ) أيضاً عن أحمد بن هارون الفامي، عن محمّد بن عبدالله بن جعفر، عن أبيه(٣) .

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(٤) ، ويأتي ما يدلّ عليه(٥) .

____________________

(١) أمالي الصدوق: ٣٩٧/٨.

١٦ - عقاب الاعمال: ٣٠٣/١.

(٢) معاني الاخبار: ٣٤٠/١.

(٣) أمالي الصدوق: ٤٦٦/٢٢، ولم نجده في النسخة المطبوعة من معاني الاخبار بهذا السند.

(٤) تقدّم في إلحديث ١٥ من الباب ٦ من أبواب مقدمة العبادات. وفي الباب ٨ من أبواب مقدمة العبادات.

(٥) يأتي في:

أ - الباب التالي. =

٦٩

١٢ - باب بطلان العبادة المقصود بها الرياء

[١٥٤] ١ - محمّد بن علي بن الحسين بن بابويهرضي‌الله‌عنه في كتاب ( عقاب الاعمال ) عن أبيه، عن محمّد بن يحيى، عن العمركي الخراساني، عن علي بن جعفر، عن أخيه موسى بن جعفر، عن أبيه، عن آبائه ( صلوات الله عليهم ) قال: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) : يؤمر برجال إلى النار - إلى أن قال - فيقول لهم خازن النار: يا أشقياء، ما ( كان )(١) حالكم؟ قالوا: كنّا نعمل لغيرالله، فقيل لنا: خذوا ثوابكم ممّن عملتم له.

وفي ( العلل ): عن أحمد بن محمّد بن يحيى، عن أبيه، مثله(٢) .

[١٥٥] ٢ - وعن محمّد بن موسى بن المتوكّل، عن السعد آبادي، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن أبيه والحسن بن علي بن فضال، عن علي بن النعمان، عن يزيد بن خليفة قال: قال أبو عبدالله (عليه‌السلام ) : ما على أحدكم لوكان على قتة(٣) جبل حتى ينتهي إليه أجله؟! أتريدون تراؤون الناس؟! إن من عمل للناس كان ثوابه على الناس، ومن عمل لله كان ثوابه على الله، إن كلّ رياء شرك.

____________________

= ب - الباب ١٤ من أبواب مقدمة العبادات.

ج - الحديث ١٢ من الباب ٤ من أبواب جهاد النفس من كتاب الجهاد.

د - الحديث ٢٢ من الباب ٤٩ من أبواب جهاد النفس من كتاب الجهاد.

هـ - الحديث ١ من الباب ٥١ من أبواب جهاد النفس من كتاب الجهاد.

الباب ١٢

فيه ١١ حديثاً

١ - عقاب الاعمال: ٢٦٦/١.

(١) ليس في المصدر.

(٢) علل الشرائع: ٤٦٦/١٨.

٢ - علل الشرائع: ٥٦٠/٤.

(٣) قُلّة الجبل: أعلاه ( راجع لسان العرب ١١: ٥٦٥ ).

٧٠

[١٥٦] ٣ - محمّد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) قال: قال النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) : إنّ الملك ليصعد بعمل العبد مبتهجاً به، فإذا صعد بحسناته يقول الله عزّ وجلّ: اجعلوها في سجّين، إنه ليس إيّاي أراد به(١) .

[١٥٧] ٤ - وعنه، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن أبي المغرا، عن يزيد بن خليفة قال: قال أبو عبدالله (عليه‌السلام ) : كلّ رياء شرك، إنه من عمل للناس كان ثوابه على الناس، ومن عمل لله كان ثوابه على الله.

[١٥٨] ٥ - وعن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن النضربن فضّال، عن علي بن عقبة، عن أبيه قال: سمعت أبا عبدالله (عليه‌السلام ) يقول: إجعلوا أمركم هذا لله، ولا تجعلوه للناس، فإنّه ما كان لله فهو لله، وما كان للناس فلا يصعد إلى الله(٢) .

[١٥٩] ٦ - وعنه، عن أحمد بن محمّد، عن الحسين بن سعيد، عن النضربن سويد، عن القاسم بن سليمان، عن جرّاح المدائني، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) في قول الله عزّ وجلّ:( فَمَن كَانَ يَرْ‌جُو لِقَاءَ رَ‌بِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلَا يُشْرِ‌كْ بِعِبَادَةِ رَ‌بِّهِ أَحَداً ) (٣) قال: الرجل يعمل شيئاً من الثواب لا يطلب به وجه الله، إنما يطلب تزكية الناس، يشتهي أن يسمع به الناس، فهذا الذي أشرك بعبادة ربّه، ثم قال: ما من عبد أسرّ خيراً فذهبت الايام أبداً حتى يظهر الله له خيراً، وما من عبدٍ يسرّ شرّاً فذهبت الايام حتى يظهر الله له شرّاً.

____________________

٣ - الكافي ٢: ٢٢٣/٧.

(١) في المصدر: بها.

٤ - الكافي ٢: ٢٢٢/٣، ورواه الحسين بن سعيد الاهوازي في الزهد: ٦٥/١٧٣.

٥ - الكافي ٢: ٢٢٢/٢.

(٢) لم نعثر على هذا الحديث ني كتاب الزهد للاهوازي.

٦ - الكافي ٢: ٢٢٢/٤.

(٣) الكهف ١٨: ١١٠.

٧١

ورواه الحسين بن سعيد في كتاب ( الزهد ): عن النضر بن سويد(١) ، والذي قبله عن علي بن عقبة، والذي قبلهما عن محمّد بن سنان، عن يزيد بن خليفة، مثله.

[١٦٠] ٧ - أحمد بن محمّد بن خالد البرقي في ( المحاسن ) عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) قال: يقول الله عزّ وجلّ: أنا خيرشريك، فمن عمل لي ولغيري، فهولمن عمله غيري.

[١٦١] ٨ - محمّد بن الحسين الرضي في ( نهج البلاغة ) عن أمير المؤمنينعليه‌السلام قال: كم من صائم ليس له من صومه الا الظما والجوع، وكم من قائم ليس له من قيامه الا[ السهر و ](٢) العناء، حبذا صوم(٣) الاكياس(٤) وإفطارهم.

[١٦٢] ٩ - الحسن بن محمّد الطوسي في ( الامالي ) عن أبيه، عن المفيد، عن الحسين بن محمّد التمّار، عن محمّد بن يحيى بن سليمان، عن يحيى بن داود، عن جعفر بن سليمان، عن عمر بن أبي عمرو، عن المقبري، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) : ربّ صائم حظّه من صيامه الجوع والعطش، ورب قائم حظه من قيامه السهر.

[١٦٣] ١٠ - الحسين بن سعيد في كتاب ( الزهد ): عن القاسم بن محمّد، عن علي، عن أبي بصيرقال: سمعت أبا عبدالله (عليه‌السلام ) يقول: يجاء بالعبد يوم القيامة قد صلى فيقول: يا ربّ قد صلّيت ابتغاء وجهك، فيقال

____________________

(١) الزهد: ٦٧/١٧٧.

٧ - المحاسن: ٢٥٢/٢٧١.

٨ - نهج البلاغة ٣: ١٨٥/١٤٥.

(٢) أثبتناه من المصدر.

(٣) في نسخة: نوم، ( منه قده ).

(٤) الاكياس: جمع كيس وهو العاقل. ( مجمع البحرين ٤: ١٠١ )

٩ - أمالي الطوسي ١: ١٦٨.

١٠ - الزهد: ٦٢/١٦٦.

٧٢

له: بل صلّيت ليقال: ما أحسن صلاة فلان، إذهبوا به إلى النار.

ثم ذكر مثل ذلك في القتال وقراءة القران والصدقة.

[١٦٤] ١١ - وعن عثمان بن عيسى، عن علي بن سالم قال: سمعت أبا عبدالله (عليه‌السلام ) يقول: قال الله تعالى: أنا أغنى الاغنياء عن الشريك، فمن أشرك معي غيري في عمل(١) لم أقبله(٢) الا ما كان لي خالصاً.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(٣) .

١٣ - باب كراهية الكسل في الخلوة والنشاط بين الناس *

[١٦٥] ١ - محمّد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) قال: قال أمير المؤمنين (عليه‌السلام ) : ثلاث علامات للمرائي: ينشط إذا رأى الناس، ويكسل إذا كان وحده، ويحّب أن يحمد في جميع أموره.

محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه بإسناده عن حمّاد بن عمرو وأنس بن

____________________

١١ - الزهد: ٦٣/١٦٧.

(١) في المصدر: عمله.

(٢) في المصدر زيادة: ولا أقبل.

(٣) تقدم في:

أ - الحديث ١٥ من الباب ٦ من أبواب مقدمة العبادات.

ب - البابين ٨ و ١١ من أبواب مقدمة العبادات.

الباب ١٣

فيه حديث واحد

* - ورد في هامش المخطوط ما نصه:

لا يلزم من تحريم الرياء تحريم علامات المرائي كما لا يخفى على أنها ليسست بكلية بل هي أغلبية فقد ينشط المرائي بين اناس بقصد الرياء وينشط وحده بقصد الاخلاص وقد يحب أن يحمد في جميع أموره أو لا يكون مرائياً ويمكن اختصاص العلامات بالمرأثي الكامل الرياء الذي قد عدم الاخلاص بالكلية سراً وجهراً وذلك في الحقيقة هو المنافق الخارج عن الايمان والاسلام ومع ذلك لا يلزم تحريم علاماته فتأمل، ( منه قده ).

١ - الكافي ٢: ٢٢٣/٨.

٧٣

محمّد، عن أبيه جميعاً، عن جعفربن محمّد، عن ابائه (عليهم‌السلام ) - في وصية النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) لعلي (عليه‌السلام ) - أنّه قال: يا علي، للمرائي ثلاث علامات، وذكر مثله(١) .

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(٢) ، ويأتي ما يدلّ عليه(٣) .

١٤ - باب كراهة ذكر الانسان عبادته للناس

[١٦٦] ١ – محمّد بن علي بن الحسين في ( معاني الاخبار ) عن أبيه، عن سعد بن عبدالله، عن يعقوب بن يزيد، عن محمّد بن أبي عمير، عن جميل بن درّاج قال: سألت أبا عبدالله عن قول الله عزّ وجلّ:( فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَىٰ ) (٤) قال: قول الإِنسان: صلّيت البارحة، وصمت أمس، ونحو هذا، ثم قال (عليه‌السلام ) : إنّ قوماً كانوا يصبحون فيقولون: صلّينا البارحة، وصمنا أمس، فقال علي (عليه‌السلام ) : لكنّي أنام الليل والنهار، ولوأجد بينهما شيئاً لنمته.

ورواه الحسين بن سعيد في كتاب ( الزهد ) عن محمّد بن أبي عمير(٥) .

أقول: هذا محمول على المبالغة، أو على نوم بعض الليل والنهار، أو على احتقار عبادة نفسه بالنسبة إلى ما يستحقّه الله من العبادة فجعل عبادته بمنزلة النوم(٦) .

____________________

(١) الفقيه ٤: ١ ٢٦/٤ ٨٢.

(٢) تقدم في:

أ - البابين ١١ و ١٢ من هذه الابواب.

ب - الحديث ٦ من الباب ٨ من هذه الابواب.

(٣) يأتي في الحديث ١٦ من الباب ٢٠ من هذه الابواب.

الباب ١٤

فيه حديثان

١ - معاني الأخبار: ٢٤٣/١.

(٤) النجم ٥٣: ٣٢.

(٥) الزهد ٦٦: ١٧٤.

(٦) ورد في هامش النسخة الثانية من المخطوط ما نصه: يدل على أنه ليس شيء من الاوقات =

٧٤

[١٦٧] ٢ - محمّد بن يعقوب، عن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن علي بن أسباط، عن بعض أصحابه، عن أبي جعفر (عليه‌السلام ) أنّه قال: الإِبقاء على العمل أشدّ من العمل، قال: وما الإِبقاء على العمل؟ قال: يصل الرجل بصلة وينفق نفقة لله وحده لا شريك له، فكتبت له سرّاً، ثم يذكرها، فتمحى فتكتب له علانية، ثم يذكرها، فتمحى وتكتب له رياء.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(١) ، ويأتي ما يدلّ عليه(٢) .

١٥ - باب عدم كراهة سرور الانسان باطلاع غيره على عمله بغيرقصده

[١٦٨] ١ - محمّد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن جميل بن دَرّاج، عن زرارة، عن أبي جعفر (عليه‌السلام ) قال: سألته عن الرجل يعمل الشيء من الخير فيراه إنسان فيسرّه ذلك؟ قال: لابأس، ما من أحد إلّا وهو يحبّ أن يظهر له في الناس الخير، إذا لم يكن صنع(٣) ذلك لذلك.

[١٦٩] ٢ - محمّد بن علي بن الحسين في ( معاني الاخبار ): عن محمّد بن أحمد بن علي الاسدي، عن عبدالله بن محمّد(٤) المرزبان، عن علي بن الجعد،

____________________

= خارجاً عن ألليل وألنهار ويؤيد ما ذكرناه، ما ذكره الشيخ بهاء الدين في أول مفتاح الفلاح. ( منه قدّه ) راجع مفتاح الفلاح: ٤.

٢ - الكافي ٢: ٢٢٤/١٦.

(١) تقدّم في الحديث ٦ من الباب ١٢ من هذه الابواب.

(٢) يأتي في الباب ١٧ من هذه الابواب.

الباب ١٥

فيه حديثان

١ - الكافي ٢: ٢٢٥/١٨.

(٣) في نسخة: يصنع، ( منه قده ).

٢ - معاني الاخبار: ٣٢٢/١.

(٤) في المصدر زيادة « بن ».

٧٥

عن شعبة، عن أبي عمران الجوني، عن عبدالله بن الصامت قال: قال أبوذرّرحمه‌الله : قلت: يا رسول الله، الرجل يعمل لنفسه ويحبه الناس؟ قال: تلك عاجل بشرى المؤمن.

١٦ - باب جواز تحسين العبادة ليقتدى بالفاعل وللترغيب في المذهب

[١٧٠] ١ – محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن عليّ بن النعمان، عن أبي أسامة، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) أنه قال - في حديث -: كونوا دعاة إلى أنفسكم بغير ألسنتكم، وكونوا زيناً ولا تكونوا شيناً.

[١٧١] ٢ - وعنه، عن أحمد بن محمّد، عن الحجال، عن العلاء، عن ابن أبي يعفور، قال: قال أبو عبدالله (عليه‌السلام ) : كونوا دعاة للناس بغير ألسنتكم، ليروا منكم الورع والاجتهاد والصلاة والخير، فإن ذلك داعية.

[١٧٢] ٣ - محمّد بن إدريس في آخر ( السرائر ) نقلاً من كتاب عبدالله بن بكير، عن عبيد قال: قلت لأبي عبدالله (عليه‌السلام ) : الرجل يدخل في الصلاة فيجوّد صلاته ويحسّنها رجاء أن يستجرّ(١) بعض من يراه(٢) إلى هواه؟ قال: ليس هذا من الرياء.

____________________

الباب ١٦

فيه ٣ أحاديث

١ - الكافي ٢: ٦٣/٩، وأورد قطعة منه في الحديث ٤ من الباب ٢٠ من أبواب مقدمة العبادات وتمامه في الحديث ١٠ من الباب ٢١ من أبواب جهاد النفس.

٢ - الكافي ٢: ٦٤/١٤ ويأتي في الحديث ١٣ من الباب ٢١ من أبواب جهاد النفس.

٣ - السرائر: ٤٩٠

(١) يستجر: يجتذب ( لسان العرب ٤: ١٢٥ )

(٢) في المصدر: رآه.

٧٦

١٧ - باب استحباب العبادة في السرّ واختيارها على العبادة في العلانية إلَّا في الواجبات

[١٧٣] ١ - محمّد بن يعقوب، عن الحسين بن محمّد، عن أحمد بن إسحاق، عن بكر بن محمد الأزدي، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) ؛ قال: قال الله عزّ وجلّ: إنّ من أغبط أوليائي عندي عبداً مؤمناً ذا حظّ من صلاح، أحسن عبادة ربه، وعبدالله في السريرة، وكان غامضاً في الناس، فلم يشر إليه بالاصابع، وكان رزقه كفافاً فصبر عليه، فعجلت به المنية، فقلّ تراثه، وقلّت بواكيه.

ورواه الحميري في ( قرب الاسناد ) عن أحمد بن إسحاق، نحوه(١) .

[١٧٤] ٢ - وعنه، عن معلّى بن محمّد، عن علي بن مرداس، عن صفوان بن يحيى، والحسن بن محبوب جميعاً، عن هشام بن سالم، عن عمّار الساباطي، قال: قال لي أبوعبدالله (عليه‌السلام ) : يا عمار، الصدقة والله في السر أفضل من الصدقة في العلانية، وكذلك والله العبادة في السر أفضل منها في العلانية.

[١٧٥] ٣ - وبهذا الإِسناد: عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) قال: وكذلك والله عبادتكم في السرّ مع إمامكم المستتر في دولة الباطل، وتخوفكم من عدوكم في دولة الباطل، وحال آلهدنة، أفضل ممن يعبد الله في ظهور الحق مع إمام الحق الظاهر في دولة الحق، الحديث.

____________________

الباب ١٧

فيه ٩ أحاديث

١ - الكافي ٢: ١٤/٦، ويأتي في الحديث ١ من الباب ١٦ من أبواب النفقات من كتاب النكاح.

(١) قرب الاسناد: ٢٠.

٢ - الكافي ٤: ٨/٢، ويأتي في الحديث ٣ من الباب ١٣ من أبواب الصدقة من كتاب الزكاة ورواه الشيخ الصدوق في الفقيه ٢: ٣٨/١٦٢.

٣ - الكافي ١: ٢٦٩/٢، وأورد قطعة منه في الحديث ٤ من الباب ٦ من أبواب صلاة الجماعة.

٧٧

ورواه الصدوق في كتاب ( إكمال الدين ) عن المظفر بن جعفر العلوي، عن حيدر بن محمّد، وجعفربن محمّد بن مسعود جميعاً، عن أبيه، عن القاسم بن هشام، عن الحسن بن محبوب، نحوه(١) .

[١٧٦] ٤ - وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن غير واحد، عن عاصم بن حميد، عن أبي عبيدة الحذّاء، قال: سمعت أبا جعفر (عليه‌السلام ) يقول: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : قال الله عز وجل: إن من أغبط أوليائي عندي رجلاً خفيف الحال، ذا حظ من صلاة، أحسن عبادة ربه بالغيب، وكان غامضاً في الناس، جعل رزقه كفافاً فصبر عليه، عجّلت منيّته، فقلّ تراثه، وقلّت بواكيه.

[١٧٧] ٥ - وعنه، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن هارون بن خارجة، عن زيد الشحّام، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) قال: ما أحسن من الرجل يغتسل أو يتوضّأ فيسبغ الوضوء، ثم يتنحى حيث لا يراه أنيس فيشرف عليه، وهو راكع أو ساجد، الحديث.

[١٧٨] ٦ - محمّد بن الحسن في ( المجالس والاخبار ): عن الحسين بن عبيدالله، عن هارون بن موسى، عن ابن عُقدة، عن يعقوب بن يوسف، عن الحصين بن مخارق، عن الصادق، ( عن آبائه، عن أمير المؤمنين (عليهم‌السلام ) أن رجلاً وفد إليه )(٢) من أشراف العرب، فقال له عليعليه‌السلام : هل في بلادك قوم قد شهروا أنفسهم بالخير لا يعرفون الا به؟ قال: نعم، قال: فهل في بلادك قوم قد شهروا أنفسهم بالشرّ لا يعرفون إلّا به؟ قال: نعم، قال:

____________________

(١) اكمال الدين: ٦٤٥/٧.

٤ - الكافي ٢: ١١٣، ١، وأورده في الحديث ١ من الباب ١٦ من أبواب النفقات من كتاب النكاح.

٥ - الكافي ٣: ٢٦٤/٢، ويأتي بتمامه في الحديث ٢ من الباب ١٠ من أبواب السجود.

٦ - أمالي الطوسي ٢: ٢٦٢.

(٢) في المصدر: عن أبيه: أن علياً عليه‌السلام وفد إليه رجل.

٧٨

فهل في بلادك قوم يجترحون السيئات، ويكتسبون الحسنات؟ قال: نعم، قال: تلك خيار أمة محمّد (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم )(١) ، النمرقة(٢) الوسطى، يرجع اليهم الغالي، وينتهي إليهم المقصّر.

[١٧٩] ٧ - وعنه، عن علي بن محمّد العلوي، عن محمّد بن أحمد المكتّب، عن أحمد بن محمّد الكوفي، عن علي بن الحسن بن علي بن فضال، عن أبيه، عن أبي الحسن الرضا (عليه‌السلام ) قال: من شهر نفسه بالعبادة فاتهموه على دينه، فإن الله عز وجل يكره شهرة العبادة وشهرة اللباس(٣) ، ثم قال: إن الله عز وجل إنما فرض على الناس في اليوم والليلة سبع عشرة ركعة، من أتى بها لم يسأله الله عما سواها، لانما أضاف إليها رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) مثليها ليتمّ بالنوافل ما يقع فيها من النقصان، لان الله لا يعذب على كثرة الصلاة والصوم، ولكنه يعذب على خلاف السنة.

[١٨٠] ٨ - عبدالله بن جعفر الحميري في ( قرب الاسناد ): عن السندي بن محمّد، عن أبي البختري، عن جعفر، عن أبيه، عن جدهعليهم‌السلام قال: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) : أعظم العبادة(٤) أجراً أخفاها.

[١٨١] ٩ - محمّد بن عليّ بن الحسين بإسناده عن يونس بن ظبيان، عن الصادق (عليه‌السلام ) أنه قال: الاشتهار بالعبادة ريبة، الحديث.

ورواه في ( معاني الاخبار ) عن محمّد بن الحسن، عن الصفار، عن أيوب بن نوح، عن محمد بن أبي عمير، عن سيف بن عميرة، عن أبي حمزة الثمالي، عن جعفر بن محمد (عليه‌السلام )(٥) .

____________________

(١) في المصدر زيادة: تلك.

(٢) النمرقة: الوسادة، وأراد هنا مجازا: المستند ( مجمع البحرين ٥: ٢٤٢ ).

٧ - أمالي الطوسي ٢: ٢٦٣.

(٣) في المصدر: الناس.

٨ - قرب الاسناد: ٦٤.

(٤) في المصدر: العبادات.

٩ - الفقيه ٤: ٢٨١/١٦.

(٥) معاني الاخبار: ١٩٥/١.

٧٩

ورواه في ( المجالس ) عن محمّد بن أحمد السناني، عن محمّد بن أبي عبدالله الكوفي، عن موسى بن عمران النخعي، عن عمّه الحسين بن يزيد، عن محمّد بن سنان، عن المفضّل بن عمر، عن يونس بن ظبيان(٢) .

أقول: هذا مخصوص بغير العبادات الواجبة من الصلاة والزكاة وغيرها.

ويأتي ما يدلّ على ذلك في الزكاة وغيرها إن شاء الله تعالى(٣) .

١٨ - باب استحباب الاتيان بكل عمل مشروع روي له ثواب عنهم ( عليهم‌السلام )

[١٨٢] ١ - محمّد بن علي بن بابويه في كتاب ( ثواب الاعمال ) عن أبيه، عن علي بن موسى، عن أحمد بن محمّد، عن علي بن الحكم، عن هشام، عن صفوان، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) قال: من بلغه شيء من الثواب على ( شيء من الخير )(١) فعمله كان له أجر ذلك ( وإن كان رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) لم يقله )(٢) .

[١٨٣] ٢ - وفي ( عيون الاخبار ): عن عبد الواحد بن محمّد بن عبدوس، عن علي بن محمّد بن قتيبة، عن حمدان بن سليمان، قال: سألت أبا الحسن علي بن موسى الرضاعليه‌السلام عن قول الله عز وجل:( فَمَن يُرِ‌دِ اللَّـهُ أَن

____________________

(١) أمالي الصدوق: ٢٧/٤.

(٢) يأتي في:

أ - الباب ٢٢ من أبواب الدعاء من كتاب الصلاة.

ب - الباب ١٣ من أبواب ألصدقة من كتاب ألركاة

الباب ١٨

فيه ٩ أحاديث

١ - ثواب الاعمال: ١٦٠/١.

(٣) في المصدر: خير.

(٤) وفي نسخة: وان لم يكن على ما بلغه، منه قدّه.

٢ - عيون أخبار الرضا (عليه‌السلام ) ١: ١٣١/٢٧.

٨٠

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

ابن زياد بحبسهما بعد أن شتم المختار ، واستعرض وجهه بالقضيب فشتر عينه(١) .وبقيا في السجن إلى أن قتل الحسينعليه‌السلام (٢) .

__________________

(١) أنساب الأشراف للبلاذري ، ج ٥ ص ٢١٥.

(٢) المصدر السابق.

٥٠١

الفصل الخامس عشر :

عزم الحسينعليه‌السلام على المسير إلى العراق

(ونصائح الأصحاب)

إضافة لما ورد في هذا الفصل ، تراجع في الفصول السابقة من هذا الباب (النصائح) المتعددة الموجهة للحسينعليه‌السلام ، وردّ الإمام على هذه النصائح ، ففيها لمحات من فلسفة نهضة الحسينعليه‌السلام ، وفيها الإجابة على تساؤلات كثيرة حول أسباب نهضته المباركة ومراميها البعيدة.

وقد بدأت النصائح من المدينة ، واستمرت أثناء إقامته في مكة.

٥٨٨ ـ أقسام الناصحين :

يمكن تقسيم الذين نصحوا الحسينعليه‌السلام بعدم المسير إلى نوعين :

١ ـ المشفقون : وهم الذين نصحوه من منطلق المحبة والخوف عليه ، ومنهم محمّد بن الحنفية وعبد الله بن عباس وعمر الأطرف والسيدة أم سلمة ، وعبد الله بن مطيع العدوي والمسوّر بن مخرمة وعمرو بن عبد الرحمن المخزومي وغيرهم.

٢ ـ المندّدون : وهم الذين أنكروا عليه خروجه ، ونصحوه من منطلق أنه مخطئ ولا يجوز له ذلك ، وهم غالبا من غير خطّ أهل البيتعليهم‌السلام ، منهم : عبد الله بن عمر وأبو واقد الليثي وعمرة بنت عبد الرحمن الأنصارية وسعيد بن المسيّب ...وغيرهم.

وأما عبد الله بن الزبير ، فظاهره الإشفاق وباطنه غير ذلك.

٥٨٩ ـ الذين نصحوا الحسينعليه‌السلام كان الأولى بهم مناصرته :

(أسرار الشهادة للفاضل الدربندي ، ص ٢٨ طبع حجر إيران)

يقول الفاضل الدربندي : ثم لا يخفى عليك أن علماء أهل الخلاف لو كانوا أخذوا طريق الإنصاف وتركوا الاعتساف ، وتتبعوا الأخبار وتفحصوا السير والآثار ، لعلموا أن ما ظنّ به ابن عمر وابن عباس من أن سيد الشهداءعليه‌السلام لو

٥٠٢

خرج إلى العراق لقتل فيه ، إنما كان منبعثا من قول رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وإخباره بشهادة ولده وريحانته في أرض العراق ، فإنه يقتله أشرار هذه الأمة ، فلا تنالهم شفاعته ، وأن أنصار ولده والمستشهدين بين يديه يكونون في أعلى درجات الجنان معه. فلو كان النصحاء من الكاملين المؤمنين ، لاختاروا نصرة ولد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وتركوا النصيحة له. لأنه كما نص رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأخبر بشهادته مرارا متضافرة ، إخبارا منجّزا ، بأنه يخرج إلى العراق ويقتل ، وأنه قد شاء الله تعالى أن يراه مقتولا ، لا معلّقا بأنه لو خرج لقتل ؛ فكذا قد نصّ بأنه إمام مفترض الطاعة ، وحجة الله على جميع أهل السموات والأرضين بعد أبيه وأخيهعليه‌السلام .

٥٩٠ ـ شخوص الحسينعليه‌السلام إلى المدينة لزيارة قبر جدهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :

(مقتل الحسين لأبي مخنف ، ص ٣٩)

قال أبو مخنف : لما قتل مسلم بن عقيل وهانئ بن عروة انقطع خبرهما عن الحسينعليه‌السلام فقلق قلقا عظيما. فجمع أهله وأخبرهم بما حدّثته به نفسه. وأمرهم بالرحيل إلى المدينة ، فخرجوا سائرين بين يديه إلى المدينة حتى دخلوها.

٥٩١ ـ زيارة الحسينعليه‌السلام لقبر جدهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ورؤياه :

(المصدر السابق)

فأتى قبر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والتزمه وبكى بكاء شديدا ، فهوّمت عيناه بالنوم [أي نام نوما خفيفا] فرأى جده رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهو يقول : يا ولدي الوحا الوحا العجل العجل ، فبادر إلينا فنحن مشتاقون إليك. فانتبه الحسينعليه‌السلام قلقا مشوقا إلى جدهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

٥٩٢ ـ زيارة الحسينعليه‌السلام لأخيه محمّد بن الحنفية :

(معالي السبطين للمازندراني ، ج ١ ص ١٤١)

وجاء الحسينعليه‌السلام إلى أخيه محمّد بن الحنفية وهو عليل ، فحدّثه بما رأى وبكى. فقال له : يا أخي ماذا تريد أن تصنع؟. قال : أريد الرحيل إلى العراق ، فإني على قلق من أجل ابن عمي مسلم بن عقيل. فقال له محمّد بن الحنفية : سألتك بحق جدك محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أن لا تفارق حرم جدك رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فإن لك فيه أعوانا كثيرة. فقال الحسينعليه‌السلام : لا بدّ من العراق. فقال محمّد بن الحنفية : إني والله ليحزنني فراقك ، وما أقعدني عن المسير معك إلا لأجل ما أجده من المرض

٥٠٣

الشديد ، فوالله يا أخي ما أقدر أن أقبض على قائم سيف ولا كعب رمح. فوالله لا فرحت بعدك أبدا. ثم بكى بكاء شديدا حتّى غشي عليه. فلما أفاق من غشيته قال :يا أخي أستودعك الله من شهيد مظلوم.

وودعه الحسينعليه‌السلام ورجع إلى مكة.

٥٩٣ ـ عبد الله بن عمر يشير على الحسينعليه‌السلام بالخضوع ، والحسين يبيّن هوان الدنيا ، وأن الله سينتقم من قتلته كما انتقم من بني إسرائيل :

(المنتخب للطريحي ، ص ٣٨٩)

روى بعض الثقات أن عبد الله بن عمر لما بلغه أن الحسينعليه‌السلام متوجه إلى العراق ، جاء إليه وأشار عليه بالطاعة والانقياد لابن زياد ، وحذّره من مشاقّة أهل العناد.

فقال له الحسينعليه‌السلام : يا عبد الله ، إنّ من هوان هذه الدنيا على الله ، أن رأس يحيى بن زكرياعليه‌السلام أهدي إلى بغيّ من بغايا بني إسرائيل ، فامتلأ به سرورا ، ولم يعجّل الله عليهم بالانتقام ، وعاشوا في الدنيا مغتبطين. ألم تعلم يا عبد الله أن بني إسرائيل كانوا يقتلون ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس سبعين نبيا ، ثم يجلسون في أسواقهم يبيعون ويشترون كأنهم لم يفعلوا شيئا ، ولم يعجّل الله عليهم بانتقام ، بل أخذهم الله أخذ عزيز مقتدر.

ثم قال : يا عبد الله ، اتّق الله ولا تدعنّ نصرتي ، ولا تركنن إلى الدنيا ، لأنها دار لا يدوم فيها نعيم ، ولا يبقى أحد من شرّها سليم. متواترة محنها ، متكاثرة فتنها.أعظم الناس فيها بلاء الأنبياء ، ثم الأئمة الأمناء ، ثم المؤمنون ، ثم الأمثل بالأمثل.

٥٩٤ ـ خطبة الحسينعليه‌السلام قبيل خروجه من مكة إلى العراق :

(مقتل الحسين للمقرّم ، ص ١٩٣)

ولما عزم الحسينعليه‌السلام على الخروج إلى العراق ، قام خطيبا فقال :

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

الحمد لله وما شاء الله ولا قوة إلا بالله وصلّى الله على رسوله.

٥٠٤

خطّ الموت على ولد آدم مخطّ القلادة على جيد الفتاة. وما أولهني إلى أسلافي اشتياق يعقوب إلى يوسف!. وخير لي مصرع أنا لاقيه. كأني بأوصالي تقطّعها عسلان الفلوات بين النواويس(١) وكربلا ، فيملأن مني أكراشا جوفا وأجربة سغبا(٢) . لا محيص عن يوم خطّ بالقلم. رضا الله رضانا أهل البيت ، نصبر على بلائه ويوفّينا أجور الصابرين. لن تشذّ عن رسول الله لحمته ، بل هي مجموعة له في حظيرة القدس(٣) ، تقرّبهم عينه ، وينجز بهم وعده. ألا ومن كان فينا باذلا مهجته ، موطّنا على لقاء الله نفسه فليرحل معنا ، فإني راحل مصبحا إن شاء الله تعالى.

٥٩٥ ـ نصيحة عمر بن عبد الرحمن بن الحرث بن هشام المخزومي للحسينعليه‌السلام بالعدول عن المسير إلى العراق :(مقتل الخوارزمي ، ج ١ ص ٢١٥)

دخل عمر بن عبد الرحمن بن الحرث بن هشام المخزومي على الحسينعليه‌السلام وقد عزم على المسير إلى العراق ، فقال : يابن رسول الله أتيتك لحاجة أريد أن أذكرها لك ، وأنا غير غاشّ لك فيها ، فهل لك أن تسمعها؟. فقالعليه‌السلام : قل ما أحببت ، فقال : أنشدك الله يابن عم ألا تخرج إلى العراق ، فإنهم من قد عرفت ، وهم أصحاب أبيك ، وولاتهم عندهم ، وهم يجبون البلاد ، والناس عبيد المال ، ولا آمن أن يقاتلك من كتب إليك يستقدمك. فقال الحسينعليه‌السلام : سأنظر فيما قلت ، وقد علمت أنك أشرت بنصح ، ومهما يقض الله من أمر فهو كائن البتة ، أخذت برأيك أم تركت.

__________________

(١) النواويس : أرض تقع شمال غربي كربلاء. والنواويس جمع ناووس : وهو من القبر ما سدّ لحده. وكانت بها مجموعة مقابر للنصارى والأنباط ، واليوم يقال لها أراضي الجمالية.وقيل : إنها في المكان الّذي فيه مزار الحر بن يزيد الرياحي. وعسلان الفلوات : ذئابها.والأوصال : الأعضاء.

(٢) الأكراش : جمع كرش. وجوفا : أي واسعة. والأجربة : الأوعية. والسّغب : الجائعة.وهذا الكلام كناية عن قتلهعليه‌السلام ونبذه بالعراء وتركه عرضة لما ذكر. والمعنى هنا مجازي ، إذ أن جسم المعصوم لا تقربه الوحوش ولا تمسّه بسوء. والمعنى أنهعليه‌السلام ستقتله عصابة وتسلبه ، وتوزّع أهله وتسبي نساءه وأولاده ، عصابة هي أشبه ما تكون بذئاب الفلوات الجائعة ، تقطّع أوصال القتيل وتبعثر أعضاءه. وكنّىعليه‌السلام عن أهله وأولاده بالأوصال ، لأن صلتها به تنقطع بوفاته.

(٣) حظيرة القدس : الجنة.

٥٠٥