تسلية المجالس وزينة المجالس الجزء ١

تسلية المجالس وزينة المجالس10%

تسلية المجالس وزينة المجالس مؤلف:
المحقق: فارس حسون كريم
الناشر: مؤسسة المعارف الاسلامية
تصنيف: مكتبة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وأهل البيت عليهم السلام
الصفحات: 592

الجزء ١ الجزء ٢
  • البداية
  • السابق
  • 592 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 340342 / تحميل: 8373
الحجم الحجم الحجم
تسلية المجالس وزينة المجالس

تسلية المجالس وزينة المجالس الجزء ١

مؤلف:
الناشر: مؤسسة المعارف الاسلامية
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

لأب وجدا، للاخوة وما بقي فللجد» .

٦ -( باب اختصاص الرد بالأخوات للأبوين أو لأب، وأولادهن مع اخوة لام وأولادهم، وإن ما فضل عن فريضة أولاد الإخوة للأم، فلأولاد الإخوة للأب)

[ ٢١٠٩٢ ] ١ - فقه الرضاعليه‌السلام : « فإن ترك أخوين للأم، أو أخا وأختا للأم، أو أكثر من ذلك، أو أختا لأب وأم، أو لأب، أو اخوة وأخوات لأب وأم، أو لام، فللاخوة والأخوات من الأب والأم أو من الأب، فللذكر مثل حظ الأنثيين، وكذلك سهم أولادهم على هذا » كذا في النسخ وفيه سقط.

[ ٢١٠٩٣ ] ٢ - وفي المقنع: فإن ترك أخوين لام، أو أخا وأختا لام، أو اخوة وأخوات لأم، وأخا لأب، أو اخوة وأخوات لأب، وأخا لأب وأم، أو اخوة وأخوات لأب وأم، فللاخوة والأخوات من الأم الثلث بينهم بالسوية، وما بقي فللاخوة والأخوات من الأب والأم، وسقط الاخوة والأخوات من الأب.

فإن ترك ابن أخ لام، وابن أخ لأب وأم أو لأب، فلابن الأخ من الأم السدس، وما بقي فلابن الأخ من الأم والأب.

فإن ترك بني أخ لام، وبني أخ لأب وأم، وبني أخ لأب، فلبني الأخ من الأم الثلث بينهم بالسوية، وما بقي فلبني الأخ من الأب والأم، وسقط بنات الأخ وبنو الأخ للأب - إلى أن قال - وإذا مات وترك ابن أخ لام، وابن ابن ابن أخ لأب، فإن الفضل بن شاذان قال: لابن الأخ من الأم السدس، وما بقي فلابن ابن ابن الأخ للأب، ولم أرو بهذا حديثا، ولم أجده في غير كتابه.

__________________

الباب ٦

١ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٣٩.

٢ - المقنع ص ١٧٢.

١٨١

٧ -( باب أن ميراث الإخوة من الأم الثلث وكذا الاثنان الذكر والأنثى سواء، فإن لم يكن معهم غيرهم فلهم الباقي، وإن كان واحدا فله السدس مطلقا، فإن انفرد فله الباقي بالرد وحكم ما لو جاء معهم الجد)

[ ٢١٠٩٤ ] ١ - دعائم الاسلام: عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، أنه قال في قول الله عز وجل:( وَإِن كَانَ رَ‌جُلٌ يُورَ‌ثُ كَلَالَةً أَوِ امْرَ‌أَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ ) (١) من أم( فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ فَإِن كَانُوا أَكْثَرَ‌ مِن ذَٰلِكَ فَهُمْ شُرَ‌كَاءُ فِي الثُّلُثِ ) (٢) قالعليه‌السلام : « فهكذا ( امرأة لها )(٣) أخ أو أخت من أم ».

[ ٢١٠٩٥ ] ٢ - وعنهعليه‌السلام ، أنه قال في حديث: « والذكر والأنثى - من الاخوة والأخوات من الأم - في الثلث سواء ».

[ ٢١٠٩٦ ] ٣ - فقه الرضاعليه‌السلام : « فإن ترك أخا لام وجدا، فللأخ من الأم السدس، وما بقي فللجد، فإن ترك أختين أو أخوين أو أخا وأختا لام أو أكثر من ذلك، وجدا، فللاخوة والأخوات من الأم الثلث بينهم بالسوية، وما بقي فللجد ».

__________________

الباب ٧

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٣٧٥ ح ١٣٤٥.

(١) النساء ٤: ١٢.

(٢) النساء ٤: ١٢.

(٣) في المصدر: أنزلها.

٢ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٣٧٥ ح ١٣٤٧.

٣ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٣٩.

١٨٢

٨ -( باب ميراث الأجداد منفردين ومجتمعين، وأن الأقرب يمنع الأبعد، وأنهم لا يرثون مع الأبوين، لكن يستحب لهما الطعمة)

[ ٢١٠٩٧ ] ١ - دعائم الاسلام: روينا عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، أنه قال: « الجد والجدة من قبل الأب يحرزان الميراث إذا لم يكن غيرهما، وكذلك الجد والجدة من قبل الأم، فإن اجتمعوا كان للجد والجدة من قبل الأم الثلث نصيب الأم، وللجد والجدة من قبل الأب الثلثان نصيب الأب، للذكر مثل حظ الأنثيين، وإن كان أحدهما من قبل الأم والاثنان من قبل الأب، فلكل واحد منهم سهم من توسل به، الثلث لمن كان من قبل الأم واحدا كان أو اثنين، والثلثان لمن كان من قبل الأب كذلك أيضا، والأقرب من الأجداد والجدات يحجب الأبعد، ويرد على الواحد بالرحم كما يرد على سائر ذوي الأرحام إذا لم يكن غيره ».

[ ٢١٠٩٨ ] ٢ - فقه الرضاعليه‌السلام : « فإن ترك جدا من قبل الأب، وجدا من قبل الأم، فللجد من قبل الأم الثلث، وللجد من قبل الأب الثلثان، فإن ترك جدين من قبل الأم، وجدين من قبل الأب، فللجد والجدة من قبل الأم الثلث بينهما بالسوية، وما بقي فللجد والجدة من قبل الأب، للذكر مثل حظ الأنثيين ».

٩ -( باب ميراث الإخوة والأخوات المتفرقين، وحكم ما لو جامعهم زوج أو زوجة)

[ ٢١٠٩٩ ] ١ - دعائم الاسلام: عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، أنه قال:

__________________

الباب ٨

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٣٧٨ ح ١٣٥١.

٢ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٣٩.

الباب ٩

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٣٧٥ ح ١٣٤٧.

١٨٣

« إذا مات الرجل وترك اخوة لأب وأم، واخوة لأب، وإخوة لأم، فللاخوة من الأم الثلث الذي سمى الله لهم، وما بقي فللاخوة من الأب والأم، وسقط الاخوة من الأب ».

[ ٢١١٠٠ ] ٢ - الثقة الجليل فضل بن شاذان في الايضاح: وقال زيد في ثلاث أخوات متفرقات: للأخت من الأب والأم النصف ثلاثة أسهم، وللأخت من الأم السدس سهم، وللأخت من الأب سهم، وللعصبة السهم الباقي.

وقال علي بن أبي طالب ( صلوات الله عليه ): « السهم الذي جعله للعصبة مردود على الأخت من الأب والأم وعلى الأخت من الأب، ويخرج منه الأخت من الأم، وبذلك ينطق القرآن، لأنه لم يجعل في القرآن للأخت من الأم أكثر من السدس، ولم يجعل للعصبة في القرآن شئ ».

وقد خالف عليعليه‌السلام وابن عباس زيدا، وخالفه أيضا أبو بكر وعمر إلى آخره.

قلت: ظاهر الخبر أن الأخت من الأب ترث مع وجود الأخت من الأبوين، وهو خلاف ما تقدم، وعليه اتفاق الامامية، ولا يمكن الحمل على التقية لوجود ما ينافيها فيه، ويمكن أن يكون الأصل: « أو على الأخت من الأب » يعني إذا لم تكن الأخت من الأبوين، فقامت مقامها فلا ينافي حينئذ ما تقدم.

١٠ -( باب أن للزوج والزوجة النصيب الأعلى مع الإخوة والأجداد)

[ ٢١١٠١ ] ١ - فقه الرضاعليه‌السلام : « إذا ترك الرجل امرأته، فللمرأة

__________________

٢ - الايضاح ص ١٧٨.

الباب ١٠

١ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٣٩.

١٨٤

الربع، وما بقي فللقرابة، وقال: وإن تركت امرأة زوجها، فله النصف، والنصف الآخر للقرابة لها» إلى آخره.

١١ -( باب أنه لا يرث مع الإخوة والأجداد، أحد من الأعمام والأخوال وأولادهم)

[ ٢١١٠٢ ] ١ - فقه الرضاعليه‌السلام : « فإن ترك عما وخالا وجدا وأخا، فالمال بين الأخ والجد، وسقط العم والخال ».

١٢ -( باب أن من تقرب بالأبوين من الاخوة يمنع من تقرب بالأب، وكذا أولادهم)

[ ٢١١٠٣ ] ١ - دعائم الاسلام: عن أبي جعفر محمد بن عليعليهما‌السلام ، أنه قال: « ابنك أولى بك من ابن ابنك، وابن ابنك أولى بك من ابن أخيك، وابن أخيك من أبيك وأمك أولى بك من ابن أخيك من أبيك، وابن أخيك من أبيك أولى بك من عمك » الخبر.

ورواه الشيخ المفيد في الإختصاص: مسندا كما مر(١) .

[ ٢١١٠٤ ] ٢ - وروينا عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه قال: « قضى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : أن أعيان(١) بني الأم يتوارثون دون بني العلات(٢) ، الاخوة والأخوات للأب والأم أقرب من الاخوة والأخوات

__________________

الباب ١١

١ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٣٩.

الباب ١٢

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٣٧٩ ح ١٣٥٥.

(١) مر في الحديث - ١ - من الباب - ١ - من أبواب موجبات الإرث.

٢ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٣٧٥ ح ١٣٤٦.

(١) الأعيان: الاخوة يكونون لأب وأم ( لسان العرب ج ١٣ ص ٣٠٦ ).

(٢) العلات بفتح العين وتشديد اللام: بنو رجل واحد من أمهات شتى ( لسان العرب ج ١١ ص ٤٧٠ ).

١٨٥

للأب يتوارثون دون الاخوة والأخوات للأب، يرث الرجل أخاه لأبيه وأمه دون أخيه لأبيه» .

[ ٢١١٠٥ ] ٣ - الشيخ الطوسي في أماليه: عن الشيخ المفيد، عن إبراهيم بن الحسن بن الجمهور، عن أبي بكر المفيد الجرجرائي، عن المعمر أبي الدنيا المغربي، عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، قال: « قضى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : أن الدين قبل الوصية، وأنتم تقرؤون:( من بعد وصية يوصى بها أو دين )(١) وان ابني أم وأب يتوارثون دون بني العلات، والرجل يرث أخاه لأمه وأبيه دون أخيه لأبيه ».

١٣ -( باب نوادر ما يتعلق بأبواب ميراث الإخوة والأجداد)

[ ٢١١٠٦ ] ١ - الصدوق في الهداية: عن الصادقعليه‌السلام ، أنه قال: « ان الله تعالى آخى بين الأرواح في الأظلة(١) قبل أن يخلق الأجساد بألفي عام، فإذا قام قائمنا - أهل البيت - ورث الأخ الذي آخى بينهما [ في الأظلة ](٢) ولم يورث الأخ من الولادة ».

[ ٢١١٠٧ ] ٢ - وفي الخصال: عن علي بن أحمد بن موسى(١) ، عن حمزة بن

__________________

٣ - أمالي الطوسي: النسخة المطبوعة خالية من هذا الحديث، وعنه في البحار ج ١٠٣ ص ٢٠٦ ح ١٥.

(١) النساء ٤: ١٢.

الباب ١٣

١ - الهداية ص ٨٧.

(١) الأظلة بكسر الظاء وتشديد اللام وفتحها: كأن المراد بها عالم المجردات فإنها أشياء وليست بأشياء كما في الظل فموجودات ذلك العالم مجردة عن الكثافة الجسمانية، كما أن الظل مجرد عنها. أو عالم الذر، وعالم الذر وعالم المجردات واحد ( انظر مجمع البحرين ج ٥ ص ٤١٦ ).

(٢) أثبتناه من المصدر.

٢ - الخصال ص ١٦٩ ح ٢٢٣، وعنه في البحار ج ٥٢ ص ٣٠٩ ح ٢.

(١) في المخطوط: « محمد بن موسى » وما أثبتناه من المصدر والبحار هو الصواب ( راجع معجم رجال الحديث ج ١١ ص ٢٥٥ ).

١٨٦

القاسم، عن محمد بن عبد الله بن عمران، عن محمد بن علي الهمداني، عن علي بن أبي حمزة، عن أبيه، عن أبي عبد الله وأبي الحسنعليهما‌السلام ، قالا: « لو قد قام القائمعليه‌السلام ، لحكم بثلاث لم يحكم بها أحد قبله - إلى أن قال - ويورث الأخ أخاه في الأظلة ».

[ ٢١١٠٨ ] ٣ - الفضل بن شاذان في كتاب الايضاح: وقال زيد في زوج وأم واخوة وأخوات لأب وأم واخوة وأخوات للأم: للزوج النصف ثلاثة أسهم، وللأم السدس وهو سهم، وللاخوة من الأم الثلث، وسقط الاخوة والأخوات من الأب والأم، فتحاكموا إلى عمر بن الخطاب فقال الاخوة والأخوات لأب وأم: هب أن أبانا كان حمارا، ألسنا اخوة الميت لامه!؟ فقال: صدقتم انطلقوا فشاركوا الاخوة والأخوات من الأم في الثلث الذي في أيديهم، للذكر مثل ما للأنثى، ثم شنع عليهم بما لا مزيد عليه.

[ ٢١١٠٩ ] ٤ - دعائم الاسلام: وبلغنا أنه - يعني عمر - ارتفع إليه نفر في امرأة تركت أمها وزوجها واخوتها لأبيها وأمها واخوتها لامها، فقال عمر: للأم السدس سهم، وللزوج النصف ثلاثة أسهم، فذهبت أربعة من ستة وبقي سهمان وهو الثلث، فقال: هذا الثلث للاخوة من الأم، لان لهم في القرآن فريضة، وقال للاخوة للأب والأم: لا أرى لكم شيئا، فقالوا: يا أمير المؤمنين، كأن قرابة أبينا زادتنا سوء، فهب أن أبانا كان حمارا، ألسنا في قرابة الأم سواء!؟ قال: قد رزقتم، فأشرك بينهم، فسميت هذه الفريضة المشتركة.

[ ٢١١١٠ ] ٥ - كتاب سليم بن قيس الهلالي: عن أمير المؤمنين

__________________

٣ - كتاب الايضاح ص ١٧٦.

٤ - دعائم الاسلام:

٥ - كتاب سليم بن قيس الهلالي ص ١٣٨.

١٨٧

عليه‌السلام ، أنه قال فيما أبدع الأول والثاني: « والعجب لما قد خلطا من قضايا مختلفة في الجد، بغير علم تعسفا وجهلا، وادعائهما ما لا يعلمان، جرأة على الله، وقلة ورع، ادعيا أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله مات ولم يقض في الجد شيئا، ولم يدع أحدا يعلم ما للجد(١) من الميراث، ثم تابعوهما على ذلك، وتركوا أمر الله وأمر رسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله ».

__________________

(١) في المخطوط: في الجد، وما أثبتناه من المصدر.

١٨٨

أبواب ميراث الأعمام والأخوال

١ -( باب أنهم لا يرثون مع وجود أحد من الآباء والأولاد، ولا من الإخوة والأجداد)

[ ٢١١١١ ] ١ - فقه الرضاعليه‌السلام : « ومن ترك عما وجدا فالمال للجد، فإن ترك عما وخالا وجدا وأخا، فالمال بين الأخ والجد، وسقط العم والخال ».

[ ٢١١١٢ ] ٢ - دعائم الاسلام: عن جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، أنه قال: « إنما يرجع الفرائض إلى ما في الكتاب، ثم ما بعد الكتاب الأقرب فالأقرب، بقوله تعالى جملة:( وَأُولُو الْأَرْ‌حَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَىٰ بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّـهِ ) (١) ».

وتقدم عن الاختصاص: مسندا عن أبي الحسن موسىعليه‌السلام ، قال: « سألني الرشيد: أخبرني عن قولكم: ليس للعم مع ولد الصلب ميراث » الخبر(٢) .

__________________

أبواب ميراث الأعمام والأخوال

الباب ١

١ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٣٩.

٢ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٣٨٠ ح ١٣٥٨.

(١) الأحزاب ٣٣: ٦.

(٢) وتقدم عن الاختصاص في الحديث ١ من الباب ٥ من أبواب ميراث الأبوين والأولاد.

١٨٩

[ ٢١١١٣ ] ٣ - عوالي اللآلي: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: « الخال وارث من لا وارث له ».

٢ -( باب أنه إذا اجتمع الأعمام والأخوال، فللأعمام الثلثان ولو واحدا، ويرثون بالتفاضل، وللأخوال الثلث ولو واحدا بالسوية)

[ ٢١١١٤ ] ١ - دعائم الاسلام: عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه نهى أن ينال ميراث من له عمة أو خالة.

[ ٢١١١٥ ] ٢ - وعن عليعليه‌السلام ، أنه قضى في عمة وخالة: « للعمة الثلثان، وللخالة الثلث ».

[ ٢١١١٦ ] ٣ - وعن جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، أنه قال: « فمن ترك خالا وخالة وعما وعمة، فللخال والخالة الثلث بينهما سواء، وللعم والعمة الثلثان للذكر مثل حظ الأنثيين، وكذلك يرث أبناؤهم إن ماتوا وتسببوا بأسبابهم(١) ».

[ ٢١١١٧ ] ٤ - فقه الرضاعليه‌السلام : « إن ترك خالا وخالة أو عما وعمة، فللخال والخالة الثلث بينهما بالسوية، وما بقي فللعم والعمة للذكر مثل حظ الأنثيين ».

__________________

٣ - عوالي اللآلي ج ١ ص ٢٢٥ ح ١١٤.

الباب ٢

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٣٧٩ ح ١٣٥٤.

٢ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٣٧٩ ح ١٣٥٦.

٣ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٣٧٩ ح ١٣٥٧.

(١) في المصدر: بأنسابهم.

٤ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٣٩.

١٩٠

٣ -( باب أن الأعمام والأخوال وأولادهم يرثون، ويمنعون الموالي المعتقين فلا يرثون معهم ولا مع أحد من الأقارب)

[ ٢١١١٨ ] ١ - دعائم الاسلام: عن عليعليه‌السلام : أنه قضى في عمة وخالة: « للعمة الثلثان وللخالة الثلث » وأنه كان يورث ذوي الأرحام دون الموالي.

[ ٢١١١٩ ] ٢ - وعن أمير المؤمنين وأبي جعفر وأبي عبد اللهعليهم‌السلام ، أنهم قالوا: « إذا ترك المولى ذا رحم ممن سميت له فريضة أو لم يسم، فميراثه لذوي أرحامه دون مواليه ولا يرث الموالي شيئا مع ذوي الأرحام، وتلوا قول الله عز وجل:( وَأُولُو الْأَرْ‌حَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَىٰ بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّـهِ ) (١) ».

٤ -( باب أن من تقرب بالأبوين من الأعمام وأولادهم، يمنع من تقرب بالأب وحده، وكذا الأخوال)

[ ٢١١٢٠ ] ١ - دعائم الاسلام: عن أبيعليه‌السلام ، أنه قال في حديث: « وعمك - يعني أخا أبيك من أبيه وأمه - أولى بك من عمك أخي أبيك من أبيه، وابن عمك أخي أبيك من أبيه وأمه، أولى بك من ابن عمك أخي أبيك لأبيه ».

ورواه الشيخ المفيد في الإختصاص: كما مر(١) .

__________________

الباب ٣

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٣٧٩ ح ١٣٥٦.

٢ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٣٩١ ح ١٣٨٤.

(١) الأحزاب ٣٣: ٦.

الباب ٤.

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٣٧٩ ح ١٣٥٥.

(١) مر في الحديث - ١ - من الباب - ١ - من أبواب موجبات الإرث.

١٩١

٥ -( باب أن الأقرب من الأعمام والأخوال وأولادهم وجميع الوارث يمنع الأبعد، إلا في ابن عم لأب وأم مع عم لأب، فإن الميراث لابن العم، وان أولاد الأعمام والأخوال يقومون مقام آبائهم عند عدمهم)

[ ٢١١٢١ ] ١ - فقه الرضاعليه‌السلام : « وكذا إذا ترك عمه وابن خاله، فالعم أولى، وكذا لو ترك خالا وابن عم، فالخال أولى، لان ابن العم قد نزل ببطن، إلا أن يترك عما لأب وابن عم لأب وأم، فإن الميراث لابن العم للأب والأم، لان ابن العم جمع كلالتين كلالة الأب وكلالة الأم، فعلى هذا يكون الميراث ».

[ ٢١١٢٢ ] ٢ - دعائم الاسلام: عن جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، أنه قال: « وإن ترك ابن خال وعما أو عمة، فالمال للعم أو للعمة، لأنهما سبقا إلى الميراث - وإن ترك بني عم - ذكورا وإناثا - وأخوالا وخالات، فالمال كله للأخوال والخالات، أو لأحدهم إن لم يكن غيره، ولا شئ لبني العم، وإن ترك ابن عمه وابنة عمه، أو ابن أخيه وابنة أخيه - يعني من أب واحد - فالمال بينهما للذكر مثل حظ الأنثيين، وإن كانوا من اخوة متفرقين، ورث كل واحد منهم ما كان يرث أبوه، وكذلك الأقرب فالأقرب، ويرث من ذوي الأرحام والعصبات النساء والرجال بقرابتهم ».

__________________

الباب ٥

١ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٣٩.

٢ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٣٧٩ ح ١٣٥٧.

١٩٢

أبواب ميراث الزوج

١ -( باب أن للزوج النصف مع عدم الولد وإن نزل، والربع معه، وللزوجة الربع مع عدمه، والثمن معه، ويرثان مع جميع الوراث)

[ ٢١١٢٣ ] ١ - دعائم الاسلام: روينا عن أبي عبد الله، عن أبيه، عن آبائهعليهم‌السلام ، أنه قال: « إن الله عز وجل ادخل الزوج والزوجة في الفريضة، فلا ينقصان من فريضتهما شيئا، ولا يزادان عليها، يأخذ الزوج أبدا النصف أو الربع، والمرأة الربع أو الثمن، لا ينقص الرجل عن الربع، ولا المرأة عن الثمن، كان معهما من كان، ولا يزادان شيئا بعد النصف والربع إن لم يكن معهما أحد ».

[ ٢١١٢٤ ] ٢ - فقه الرضاعليه‌السلام : « وإن تركت امرأة زوجها فله النصف » قالعليه‌السلام : « وإن تركت مع الزوج ولدا، ذكرا كان أم أنثى، واحدا كان أم أكثر، فللزوج الربع، وما بقي فللولد ».

__________________

أبواب ميراث الزوج

الباب ١

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٣٧٣ ح ١٣٤١.

٢ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٣٩.

١٩٣

٢ -( باب أن الزوج إذا انفرد، فله المال كله)

[ ٢١١٢٥ ] ١ - فقه الرضاعليه‌السلام : « وإن تركت امرأة زوجها فله النصف، والنصف الآخر للقرابة لها إن كانت، فإن لم تكن لها قرابة فالنصف يرد على الزوج ».

الصدوق في المقنع: مثله(١) .

٣ -( باب ميراث الزوجة إذا انفردت)

[ ٢١١٢٦ ] ١ - فقه الرضاعليه‌السلام : « إذا ترك الرجل امرأة فللمرأة الربع، وما بقي فللقرابة إن كانت له قرابة، وإن لم يكن له أحد جعل ما بقي لإمام المسلمين ».

[ ٢١١٢٧ ] ٢ - الصدوق في المقنع: مثله، قال وقد روي: إذا مات الرجل وترك امرأة فالمال كله لها، وإن ماتت المرأة وتركت زوجها فالمال كله للزوج.

[ ٢١١٢٨ ] ٣ - دعائم الاسلام: روي عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه قضى في رجل هلك ولم يخلف وارثا غير امرأته، فقضى لها بالميراث كله، وفي امرأة توفيت ولم تدع وارثا غير زوج لها، فقضى له بالميراث كله.

__________________

الباب ٢

١ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٣٩.

(١) المقنع ص ١٧٠.

الباب ٣

١ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٣٩.

٢ - المقنع ص ١٧١.

٣ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٣٩٣ ح ١٣٩٠.

١٩٤

٤ -( باب أن الزوجة إذا لم يكن لها منه ولد، لا ترث من العقار والدور والسلاح والدواب شيئا، ولها من قيمة ما عدا الأرض من الجذوع والأبواب والنقض والقصب والخشب والطوب( * ) والبناء والشجر والنخل، وأن البنات يرثن من كل شئ)

[ ٢١١٢٩ ] ١ - دعائم الاسلام: عن أبي جعفر وأبي عبد اللهعليهما‌السلام ، أنهما قالا: « لا ترث النساء من الأرض شيئا، إنما تعطى المرأة قيمة النقض ».

[ ٢١١٣٠ ] ٢ - الشيخ المفيد في المسائل الصاغانية قال: قال الشيخ الناصب: ومما خالفت به هذه الفرقة الضالة الأمة كلها، قولهم في المواريث، فمن ذلك أنهم منعوا الزوجات ما فرضه الله تعالى لهن في كتابه بقوله:( وَلَهُنَّ الرُّ‌بُعُ مِمَّا تَرَ‌كْتُمْ ) (١) الآية تعم جميع التركة بما يقتضي لهن الميراث منها، فقال هؤلاء القوم: إن الزوجات لا يرثن من رباع الأرض شيئا، فحرموهن ما أعطاهن الله في كتابه، وخرجوا بذلك من الاجماع، وخالفوا ما عليه فقهاء الاسلام.

قال الشيخ رحمه الله: من أين زعمت أن الشيعة خالفت الأمة في منعها النساء من ملك الرباع على وجه الميراث من أزواجهن، وكان آل محمدعليهم‌السلام يروون ذلك عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ويعملون به، فأي إجماع يخرج منه العترة الطاهرة وشيعتهم! لولا عنادك وعصبيتك.

__________________

الباب ٤

* الطوب: الآجر. ( لسان العرب ج ١ ص ٥٦٢ ).

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٣٩٦ ح ١٣٩٤.

٢ - المسائل الصاغانية ص ٣٨.

(١) النساء ٤: ١٢.

١٩٥

وأما ما تعلقت به من عموم الكتاب، فلو عرى من دليل خصوصية لتم لك الكلام، لكن ذلك خصوصية برواية الشيعة عن أئمة الهدى من آل محمدعليهم‌السلام ، بأن المرأة لا تورث من رباع الأرض شيئا، لكنها تعطى قيمة البناء والطوب والخشب والآلات، إذا ثبت الخبر عن الأئمة المعصومينعليهم‌السلام بذلك، يجب القضاء بخصوص العموم من الآية التي تعلقت بها، وليس خصوص العموم بخبر متواتر منكرا عند أحد من أهل العلم إلى آخر كلامه رحمه الله.

قال رحمه الله: ثم قال هذا الشيخ الضال: فأدى قولهم إلى أن الرجل يخلف ضياعا وبساتين فيها أنواع من الشجر والنخيل والزروع، يكون قيمتها من مائة ألف دينار إلى أكثر، فلا يعطون الزوجات منها شيئا، فهذا قول لم يقل به كافر فضلا عن أهل الاسلام.

فيقال له: زادك الله ضلالة، وأعمى عينيك كما أعمى قلبك، من أين أدى قولهم إلى ما وصفت؟ - إلى أن قال - والرباع عند أهل اللغة هي الدور والمساكن خاصة، فليس لما سواها مدخل فيها فافهم ذلك إلى آخره، منه.

قلت: المسألة من عويصات مسائل الميراث، وقد وقع الخلاف فيما تحرم منه الزوجة على أقول، لاختلاف متون أخبار الباب، وفي الزوجة التي تحرم منه، هل هي الزوجة مطلقا؟ للاطلاق والعموم في كثير منها، وعليه جماعة، أو يفرق بين ذات الولد وغيرها؟ للعموم في بعض الأخبار المحمول عليه جمعا، بشهادة مقطوعة ابن أذينة الظاهر كونها خبرا بشهادة الصدوق، فإنه بعد ما ساق في ( الفقيه ) الطائفة الأولى من الاخبار، أخرج الخبر المعارض الذي فيه يرثها وترثه من كل شئ ترك وتركت، ثم قال: هذا إذا كان لها منه ولد، فأما إذا لم يكن لها منه ولد، فلا ترث من الأصول قيمتها، وتصديق ذلك ما رواه ابن أبي عمير، عن ابن أذينة، في النساء إذا كان لهن ولد أعطين من الرباع، فلولا أنه عنده من كلام الحجة

١٩٦

عليه‌السلام ، لما جعله شاهدا فأما سقط من قلمه: عن فلانعليه‌السلام ، أو في صدر كلام ابن أذينة ما يدل عليه، ولو كان ما نقله فتوى ابن أذينة لنسبه إليه، وقال: قال ابن أذينة، كما هو رسمه في نقل الفتوى عن يونس والفضل وغيرهما، وهذا هو الأقوى.

٥ -( باب حكم اختلاف الزوجين أو ورثتهما في متاع البيت)

[ ٢١١٣١ ] ١ - دعائم الاسلام: عن جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، أنه قال في الرجل والمرأة يتداعيان متاع البيت، قال: « إن كانت لواحد منهما بينة عليه، فهو أحق به من الذي لا بينة له، وإن لم تكن بينهما بينة، تحالفا فأيهما حلف ونكل صاحبه عن اليمين فهو أحق به، فإن حلفا جميعا أو نكلا كان للرجل ما للرجال مما يعرف بهم، وللمرأة ما للنساء، والوارث يقوم مقام الميت منهما في ذلك ».

٦ -( باب حكم ميراث الصغيرين إذا زوجهما وليان أو غيرهما)

[ ٢١١٣٢ ] ١ - أحمد بن محمد بن عيسى في نوادره: عن النضر، عن القاسم بن سليمان، عن عبيد بن زرارة، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام : في الصبي يتزوج الصبية، هل يتوارثان؟ فقال: « إن كان أبواهما اللذان زوجاهما حيين، فنعم » الخبر.

[ ٢١١٣٣ ] ٢ - وعن صفوان، عن العلاء، عن محمد، عن أحدهماعليهما‌السلام قال: قلت: الصبي يتزوج الصبية، هل يتوارثان؟ قال: « إن كان أبواهما زوجاهما، فنعم » الخبر.

__________________

الباب ٥

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٥٢٥ ح ١٨٧١.

الباب ٦

١ - نوادر أحمد بن محمد بن عيسى ص ٧١.

٢ - نوادر أحمد بن محمد بن عيسى ص ٧١.

١٩٧

٧ -( باب ثبوت التوارث بين الزوجين، إذا مات أحدهما قبل الدخول)

[ ٢١١٣٤ ] ١ - دعائم الاسلام: عن أبي جعفر محمد بن عليعليهما‌السلام ، أنه قال في رجل تزوج امرأة على حكمه ورضيت - إلى أن قال -: « فإن ماتت أو مات قبل أن يدخل بها، فلها المتعة والميراث ».

[ ٢١١٣٥ ] ٢ - وعن جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، أنه قال في رجل تزوج امرأة ولم يفرض لها صداقا، فمات عنها - إلى أن قال - قالعليه‌السلام : « وإن مات قبل أن يدخل بها، فلا مهر لها، وهي ترثه ويرثها » الخبر.

[ ٢١١٣٦ ] ٣ - وعن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه سئل عن المتوفى عنها زوجها قبل أن يدخل بها، هل عليها عدة؟ قال: « نعم عليها العدة، ولها الميراث كاملا ».

٨ -( باب ثبوت التوارث بين الزوجين، في العدة الرجعية لا البائنة، إذا طلق في غير مرض)

[ ٢١١٣٧ ] ١ - دعائم الاسلام: روينا عن أبي جعفر وأبي عبد اللهعليهما‌السلام ، أنهما قالا: « من طلق امرأته للعدة أو للسنة، فهما يتوارثان ما كانت للرجل على المرأة رجعة، فإذا بانت فلا ميراث بينهما ».

[ ٢١١٣٨ ] ٢ - العياشي في تفسيره: عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله،

__________________

الباب ٧

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٢٢٣ ح ٨٣٤.

٢ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٢٢٤ ح ٨٣٧.

٣ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٢٨٥ ح ١٠٧٢.

الباب ٨

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٣٩١ ح ١٣٨٣.

٢ - تفسير العياشي ج ١ ص ١١٩ ح ٣٧٦، وعنه في البحار ج ١٠٤ ص ١٥٧ ح ٧٥.

١٩٨

عن أمير المؤمنينعليهما‌السلام ، قال: « إذا أراد الرجل الطلاق طلقها من قبل عدتها في غير جماع - إلى أن قال - فإن طلقها ثلاثا فلا تحل له حتى تنكح زوجا غيره، وهي ترث وتورث ما كانت في الدم في التطليقتين الأولتين ».

٩ -( باب أن من طلق في المرض للاضرار - بائنا أو رجعيا - فإنها ترثه ما لم يبرأ، أو تتزوج، أو تمضي سنة، ولا يرثها إلا في العدة الرجعية)

[ ٢١١٣٩ ] ١ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله، حدثنا محمد، حدثني موسى قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده ( علي بن الحسين، عن أبيه )(١) ، عن عليعليهم‌السلام ، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، في من طلق امرأته ثلاثا في مرض، فقال: ترثه ما دامت في العدة ولا يرثها ».

[ ٢١١٤٠ ] ٢ - دعائم الاسلام: فأما إن طلقها وهو مريض، فقد قالا - يعني أبا جعفر وأبا عبد اللهعليهما‌السلام -: « إنها إذا انقضت عدتها منه لم يرثها، وهي ترثه إن مات في مرضه ذلك، إلا أن يصح منه، أو تتزوج زوجا غيره ».

[ ٢١١٤١ ] ٣ - وعن جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، أنه قال: « إذا طلق الرجل امرأته وهو مريض وكان صحيح العقل فطلاقه جائز، فإن مات أو ماتت قبل أن تنقضي عدتها توارثا، وإن انقضت عدتها وهو مريض، ثم مات من مرضه ذلك بعد أن انقضت عدتها فهي ترثه ما لم تتزوج ».

__________________

الباب ٩

١ - الجعفريات ص ١١١.

(١) ليس في المصدر.

٢ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٣٩١ ح ١٣٨٣.

٣ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٢٦٨ ح ١٠٠٩.

١٩٩

١٠ -( باب ثبوت التوارث بين الزوجين مع دوام العقد، وعدم ثبوته في المتعة، وحكم اشتراط الميراث)

[ ٢١١٤٢ ] ١ - فقه الرضاعليه‌السلام : « اعلم أن وجوه النكاح الذي أمر الله عز وجل بها أربعة أوجه: منها نكاح ميراث، هو بولي وشاهدين - إلى أن قال - والوجه الثاني نكاح بغير شهود ولا ميراث، وهو نكاح المتعة بشروطها ».

[ ٢١١٤٣ ] ٢ - أحمد بن محمد بن عيسى في نوادره: عن القاسم بن عروة، عن عبد الحميد، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفرعليه‌السلام ، في المتعة قال: « ليست من الأربع، لأنها لا تطلق ولا ترث، وإنما هي مستأجرة ».

[ ٢١١٤٤ ] ٣ - وعن النضر بن سويد، عن عاصم، عن محمد بن مسلم قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام : كم المهر في المتعة؟ - إلى أن قال - قال: « وإن يشترطا الميراث، فهما على شرطهما ».

وباقي أخبار الباب تقدم في أبواب المتعة.

١١ -( باب نوادر ما يتعلق بأبواب ميراث الأزواج)

[ ٢١١٤٥ ] ١ - ابن شهرآشوب في المناقب: عن سفيان بن عيينة، بإسناده عن محمد بن يحيى قال: كان لرجل امرأتان: امرأة من الأنصار، وامرأة من بني هاشم، فطلق الأنصارية ثم مات بعد مدة، فذكرت الأنصارية التي

__________________

الباب ١٠

١ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٣٠.

٢ - نوادر أحمد بن محمد بن عيسى ص ٦٦.

٣ - نوادر أحمد بن محمد بن عيسى ص ٦٥.

الباب ١١

١ - المناقب ج ٢ ص ٣٧١.

٢٠٠

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540


يفصل اللحم ولم ير على يده أثر الدم.

فلمّا فرغوا من الطبخ أمر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عليّاً أن ينادي على رأس داره: أجيبوا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فأجابوه من النخلات والزروع، فبسط النطوع في المسجد، وصدر الناس وهم أكثر من أربعة آلاف رجل، وسائر نساء المدينة، ورفعوا منها ما أرادوا ولم ينقص من الطعام شيء، ثمّ عادوا في اليوم الثاني فأكلوا، وفي الثالث أكلوا مبعوثة أبي أيّوب الأنصاري رضي الله عنه، ثمّ دعا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بالصحاف فملئت، ووجّه إلى منازل أزواجه، ثمّ أخذ صحفة، وقال: هذه لفاطمة وبعلها، ثمّ دعا فاطمة فأخذ يدها ووضعها في يد عليّ، وقال: بارك لكَ الله في ابنة رسول الله ؛ يا عليّ، نعم الزوج فاطمة، ويا فاطمة، نعم البعل عليّ.

وكان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أمر نساءه أن تزيّنها ويصلحن من شأنها في حجرة اُمّ سلمة فاستدعين من فاطمةعليها‌السلام طيباً فأتت بقارورة، فسئلت عنها، فقالت: كان دحية الكلبيّ يدخل على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فيقول: يا فاطمة، هاتي الوسادة فاطرحيها لعمّك، فكان إذا نهض سقط من بين ثيابه شيء، فيأمرني رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بجمعه، فسألت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عن ذلك، فقال: عنبر يسقط من زغب أجنحة جبرئيل، وأتت بماء ورد فسألتها عنه اُمّ سلمة، فقالت: هذا عرق رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله كنت آخذه عند قيلولته عندي.

وروي أنّ جبرئيل أتى بحلّةٍ قيمتها الدنيا، فلمّا لبستها تحيّرت نسوة قريش منها، وقلن: أنّى لك هذا؟


٥٤١


قالت: هو من عند الله سبحانه(١) .

تا ريخ الخطيب: بإسناده إلى ابن عبّاس وجابر(٢) أنّه لمّا كانت الليلة التي زفّت فيها فاطمة إلى عليّعليهما‌السلام كان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أمامها، وجبرئيل عن يمينها، وميكائيل عن يسارها، وسبعون ألف ملك يشيّعونها من خلفها، يسبّحون الله ويقدّسونه حتى طلع الفجر.

كتاب مولد فاطمةعليها‌السلام عن ابن بابويه رضي الله عنه - في خبر - أنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله أمر بنات عبد المطّلب ونساء المهاجرين والأنصار أن يمضين في صحبة فاطمةعليها‌السلام ، وأن يفرحن ويرجزن ويكبّرن ويحمدن، ولا يقلن ما لا يرضي الله.

قال جابر: فأركبها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله [ على ](٣) ناقته. وفي رواية: على بغلته الشهباء، وأخذ سلمان بزمامها، وحولها سبعون حوراء والنبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله وحمزة وعقيل وجعفر وأهل البيت يمشون خلفها مشهرين سيوفهم، ونساء النبي قدّامهم يرجزن، فأنشأت اُمّ سلمة رضي الله عنها:

سرن(٤) بعون الله جاراتي

واشكرنه في كلّ حالات

واذكرن ما أنعم ربّ العُلى

من كشف مكروه وآفات

____________

١ - في « ح »: كما قيل لمريم اُمّ عيسىعليه‌السلام فقالت كقولها:( هُوَ مِن عِندِ اللهِ ) [ سورة آل عمران: ٣٧ ].

٢ - في المناقب: تاريخ الخطيب، وكتاب ابن مردويه ؛ وابن المؤذّن ؛ وابن شيرويه الديلميّ، بأسانيدهم عن علي بن الجعد، عن ابن بسطام، عن شعبة بن الحجّاج ؛ وعن علوان، عن شعبة، عن أبي حمزة الضبعيّ، عن ابن عبّاس وجابر.

٣ - من المناقب.

٤ - كذا في المناقب، وفي الأصل: سرّت.


٥٤٢


فقد هدانـا بعـد كـفر وقد

أنعشنا ربّ الـسموات

فسرن مع خير نساء الورى

تفدى بعمّات وخـالات

يا بنت من فضّله ذو العلى

بالوحي منه والرسالات

ثمّ قالت عائشة:

يا نسوة اسـترن بالـمعـاجر

واذكرن ما يحسن في المحاضر

واذكرن ربّ الناس إذ يخصّنا

بدينه مـع كـلّ عبـد شـاكر

فالحمد لله عـلى إفـضاله

والشكر لله الـعزيز الـقادر

سرن بها فالله أعلـى قدرها(١)

وخصـّهـا مـنه بطهر طاهر

ثمّ قالت حفصة:

فاطمة خـير نـساء البشر

ومن لها وجه كـوجـه القمر

فضّلك الله على كلّ الورى

بفضل من خُصّ بآي السـور(٢)

زوّجك اللـه فتىً مفضّلاً(٣)

أعني عليّاً خير مَن في الحضر

فسرن جاراتي بها فيالها(٤)

كريمة بنت عظـيم الخـطـر

ثمّ قالت معاذة اُمّ سعد بن معاذ:

أقول قولاً فيه ما فيه

وأذكر الخيـر واُبـديه

محمد خير بنـي آدم

ما فيه من كبر ولا تيه

بفضله عرّفنا رشدنا(٥)

فالله بالخـير يـجازيه

__________________

١ - في المناقب: فالله أعطى ذكرها.

٢ - في المناقب: الزمر.

٣ - في المناقب: فاضلاً.

٤ - في المناقب: بها إنّها.

٥ - أي دليلنا.


٥٤٣


ونحن مع بنت نبيّ الهدى

ذي شرف قد مكّنت فيه

في ذروة شامخـة أصلها

فما أرى شيـئاً يـدانيه

و كانت النسوة يرجعن أوّل بيت من كلّ رجز، ثمّ يكبّرن حتى دخلن الدار، ثمّ أنفذ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إلى عليّ ودعاه إلى المسجد، ثمّ دعا فاطمة فاخذ يدها ووضعها في يد عليّ، وقال: بارك الله لكَ في ابنة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

كتاب ابن مردويه: أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله دعا بماء، فأخذ منه جرعة فتمضمض بها، ثمّ مجّها في القعب، ثمّ صبّ منها على رأسها، ثمّ قال: أقبلي، فلمّا أقبلت نضح بين ثدييها، ثمّ قال: أدبري، فلمّا أدبرت نضح بين كتفيها، ثمّ دعا لهما.

أبو عبيد في غريب الحديث أنّه قال: اللّهمّ اونسهما أي ثبّت الودّ بينهما.

وروي أنّهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: اللّهمّ إنّهما أحبّ خلقك إليّ فأحبّهما وبارك في ذرّيّتهما، واجعل عليهما منك حافظاً، وإنّي اُعيذهما وذرّيّتهما بك من الشيطان الرجيم.

[ وروي أنّه دعا لها فقال: ](١) أذهب الله عنكِ الرجس وطهّركِ(٢) تطهيراً.

وروي أنّه قال: مرحباً ببحرين يلتقيان ونجمين يقترنان، ثمّ خرج إلى الباب وهو يقول: طهّركما الله وطهّر نسلكما، أنا حرب لمن حاربكما، وسلم لمن سالمكما، أستودعكما الله وأستخلفه عليكما، وباتت عندها أسماء بنت

____________

١ - من المناقب.

٢ - كذا في المناقب، وفي الأصل: عنكم الرجس وطهّركم.


٥٤٤


عميس اُسبوعاً بوصيّة خديجة إليها، فدعا لها النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله في دنياها وآخرتها.

ثمّ أتاهما في صبيحتهما، وقال: السلام عليكم، أدخل رحمكما الله، ففتحت له أسماء الباب، وكانا نائمين تحت الكساء، فقال: على حالكما، فأدخل رجليه بين أرجلهما، فأخبر الله عن أورادهما( تَتَجَافَى جُنُوبُهُم عَنِ المَضَاجِعِ ) (١) الآية، فسأل عليّاً: كيف وجدت أهلك؟

قال: نعم العون على طاعة الله.

وسأل فاطمة، فقال: كيف وجدتِ بعلك؟

فقالت: خير بعل.

فقال: اللّهمّ اجمع شملهما، وألّف بين قلوبهما، واجعلهما وذرّيّتهما من ورثة جنّة النعيم، وارزقهما ذرّيّة طيّبة طاهرة مباركة، واجعل في ذرّيّتهما البركة، واجعلهم أئمّة يهدون بأمرك إلى طاعتك، ويأمرون بما يرضيك، ثمّ أمر بخروج أسماء، وقال: جزاك الله خيراً، ثمّ خلا بها بعد ذلك بإشارة الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله .

وروي أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لمّا كانت صبيحة عرس فاطمة جاء النبي بعسّ(٢) فيه لبن، فقال لفاطمة: اشربي فداك أبوك، وقال لعليّ: اشرب فداك ابن عمّك.(٣)

__________________

١ - سورة السجدة: ١٦.

٢ - العسّ: القدح أو الغناء الكبير.

٣ - مناقب ابن شهراشوب: ٣ / ٣٤٩ - ٣٥٦، عنه البحار: ٤٣ / ١١١ - ١١٧ ح ٢٣ و ٢٤.


٥٤٥


فصل

في مولدها وأحوالها وأسمائها وكناهاعليها‌السلام

ولدت فاطمة بمكّة بعد النبوّة بخمس سنين، وبعد الاسراء بثلاث سنين، في العشرين من جمادى الاُخرى، وإقامتها مع أبيها بمكّة ثماني سنين، ثمّ هاجرت إلى المدينة فزوّجها من عليّ بعد مقدمه(١) المدينة بسنتين ؛ أوّل يوم من ذي الحجّة ؛ وقيل: اليوم السادس منه، ودخل بها يوم الثلاثاء لستّ خلون منه بعد بدر.(٢)

وقبضصلى‌الله‌عليه‌وآله وكان لها ثماني عشرة سنة وسبعة أشهر، وعاشت بعده اثنين وسبعين يوماً ؛ ويقال: خمسة وسبعين ؛ وقليل: أربعة أشهر، وقال القرباني: أربعين يوماً وهو أصحّ.

وولدت الحسن والحسين ولها اثنتا عشرة سنة(٣) .

وتوفّيت ليلة الأحد لثلاث عشرة سنة خلت من شهر ربيع الآخر سنة إحدى عشرة من الهجرة، ومشهدها بالبقيع، وقالوا: إنّها دفنت في بيتها،

__________________

١ - في المناقب: مقدمها.

٢ - مناقب ابن شهراشوب: ٣ / ٣٥٧.

٣ - في المناقب: وولدت الحسن ولها اثنتا عشرة سنة.


٥٤٦


وقالوا: قبرها بين قبر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وبين منبره.(١)

و كناها: اُمّ الحسن، واُمّ الحسين، واُمّ محسن، واُمّ الأئمّة، واُمّ أبيها.

وأسماؤها - على ما ذكره أبو جعفر القمّي -: فاطمة، البتول، الحصان، الحرّة، السيّدة، العذراء، الزهراء، الحوراء، المباركة، الطاهرة، الزكيّة، الراضية، المرضيّة، المحدّثة، مريم الكبرى، الصدّيقة ؛ ويقال لها في السماء: النوريّة، السماويّة، الحانية(٢) ، الزاهدة، الصفيّة، المتهجّدة الشريفة، القانتة العفيفة، سيّدة النسوان، وحبيبة حبيب الرحمن، ابنة خير المرسلين، وقرّة عين سيّد الخلائق أجمعين، وواسطة العقد بين سيّدات نساء العالمين، والمتظلّمة بين يدي العرش يوم الدين، ثمرة النبوّة، واُمّ الأئمّة، وزهرة فؤاد شفيع الاُمّة، الزهراء المحترمة، والغرّاء المحتشمة، المكرّمة.(٣)

فيامن يروم حصر مناقبها، ويطلب ضبط مراتبها، ويسأل عن معاليها ومحامدها، ويبحث عن خصائصها ومحاممدها، لقد رمت حصر كواكب السماء الدنيا، وأردت عدّ رمل عالج والدهناء، هذه ابنة من اُخذ عهده على أهل الأرض والسماء، وعرج بروحه وبدنه كقاب قوسين أو أدنى، ورقمت أحرف أسمائه على العرش المجيد، وجعل شفيع من استمسك بعروة عصمته يوم الوعيد.

القرآن منشور نبوّته، والروح الأمين سفير رسالته، « أرسله بالهدى ودين الحقّ »(٤) بشير بعثته،( فاتَّبِعُونِي يُحبِبكُمُ اللهُ ) (٥) دليل محبّته،( كَتَبَ

____________

١ - مناقب ابن شهراشوب: ٣ / ٣٥٧، عنه البحار: ٤٣ / ١٨٠ ح ١٦.

٢ - أي المشفقة على زوجها وأولادها.

٣ - مناقب ابن شهراشوب: ٣ / ٣٥٧ - ٣٥٨، عنه البحار: ٤٣ / ١٦ ح ١٥.

٤ - في سورة التوبة، ٣٣، وسورة الفتح: ٢٨، وسورة الصفّ: ٩:( أرسَلَ رَسُولهُ بِالهُدَى وَدِينِ


٥٤٧


اللهُ لَأَغلِبَنَّ أنَا وَرُسُلِي ) (٦) علم بصيرته، ختم سجلّ ولايته( مَا كَانَ مُحَمّدٌ أبَا أحَدٍ مِن رِجَالِكُم وَلَكِن رَسُولَ اللهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ ) (٧) ، وتوقيع علّة رسالته( وَمَا أرسَلنَاكَ إلَّا رَحمَةً لِلعَالَمِينَ ) (٨) ، نشأ في حجر الفتوّة، وربّي في دار النبوّة، واُضجع في مهد العصمة، واُرضع ثدي الحكمة، ثمّ اُدخل مكتب( سَنُقرِئُكَ فَلاَ تَنسَى ) (٩) ، واُدّب بأدب( خُذِ العَفوَ وَأمُر بِالعُرفِ وَأعرِض عَنِ الجَاهِلِينَ ) (١٠) ، فبلغ من القيام بشروطها الغاية القصوى.

مدّت يد العصمة بقلم القدرة على لوح نفسه( وَعَلَّمَكَ مَا لَم تَكُن تَعلَمُ ) (١١) ، وخوطب بلسان العزّة والرفعة:( اقرَأ بِاسمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الإنسَانَ مِن عَلَقٍ اقرَأْ وَرَبُّكَ الأكرَمُ الَّذِي عَلَّمَ بِالقَلَمِ ) (١٢) .

لمّا استندت عناية المعلّم سبحانه بتهذيبه وتأديبه، وشرّفه باختصاصه بتعليمه وتقريبه، تفجّرت ينابيع الحكمة من صفا سريرته، وظهرت أسرار العناية من ضفا روحانيّته، وزفّت يد الإرادة الأزليّة عروس الرسالة النبويّة إليه، وحلتها ماشطة المحبّة الإلهيّة في ملابس الألطاف الخفيّة عليه، وأفرغت على أعطاف نبوّته من ملابس الرئاسة العامّة تعظيماً وتوقيراً، وضربت على

__________________

ا لحَقِّ) .

٥ - سورة آل عمران: ٣١.

٦ - سورة المجادلة: ٢١.

٧ - سورة الأحزاب: ٤٠.

٨ - سورة الأنبياء: ١٠٧.

٩ - سورة الأعلى: ٦.

١٠ - سورة الأعراف: ١٩٩.

١١ - سورة النساء: ١١٣.

١٢ - سورة العلق: ١ - ٤.


٥٤٨


هامة رفعته حجلة( إنَّا أَرسَلنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً ) (١) ،( وَدَاعِياً إلَى اللهِ بِإِذنِهِ وَسِرَاجاً مُنِيراً ) (٢) .

لمّا انشرح صدره بخطاب( ألَم نَشرَح لَكَ صَدرَكَ ) (٣) ، وعلا أمره بمقال( وَرَفَعنَا لَكَ ذِكرَكَ ) (٤) ، وصار قلبه مشكاة النور الإلهيّ، وفضله حتى القيامة غير متناهي، اجلس في صدر صفة مشارق فيضان الأنوار الإلهيّة على جنانه، فأضاءت الأكوان بانعكاس أشعّة مرآة كمال عرفانه، فأظهر بدروس علومه من الايمان ما كان دارساً، وأنار بوضع قواعد شرعه من الاسلام ما كان طامساً.

وهذه النبذة التي أوردتها، واللمعة التي ذكرتها قطرة من بحر صفته، وذرّة من طود مدحته، اللّهمّ اجعلنا من المهتدين بواضح دليله، السالكين في منجم سبيله، المهتدين بأبرار عترته، المستضيئين بأنوار ذرّيّته.

وأمّا بعلها فحسبك ما نطق به القرآن من خصائصه وفضائله، ووضح بالبرهان الساطع فيه من مناقبه ودلائله،( إنَّمَا وَليُّكُم ) (٥) عنوان منشور ولايته، و( قُل لَا أَسألُكُم ) (٦) توقيع مسطور نسبته، وسورة هل أتى نزلت في رفعة عظيم إخلاصه، وآية النجوى(٧) وردت في صفاته وخواصّه، خسف الله

__________________

١ - سورة الفتح: ٨.

٢ - سورة الأحزاب: ٤٦.

٣ - سورة الشرح: ١.

٤ - سورة الشرح: ٤.

٥ - سورة المائدة: ٥٥.

٦ - سورة الشورى: ٢٣.

٧ - أي قوله تعالى في سورة المجادلة: ١٢:( يَا أيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إذَا ناجيتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَينَ يَدَي نَجوَاكُمْ صَدَقَةً ذَلِكَ خَيرٌ لَكُم وَأطهَرُ فَإن لَم تَجِدُوا فَإنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) .


٥٤٩


بشمس وجهه بدر الشرك في بدر واُحد، وأخمد بنور طلعته نار الكفر يوم عمرو بن ودّ، وهزم أحزابه بجدّ عزائمه، وقطع أسبابه بحدّ صارمه، وشدّ أزر الايمان ببطشه شدّاً، وألبس دين الاسلام بفتكه شرفاً ومجداً.

لمّا آثر بالقرص في صيام نذره، ردّ الله له القرص بعد مغيبه وستره، وأثبت في الذكر العزيز ذكره، وأعلى في الكتاب المجيد قدره، تتلى آيات مدحه ومدح ذرّيّته إلى يوم القيامة، وتنشر رايات شكره بإعجازه ومناديه إلى حين حلول الطامّة، سمّاه الله وزوجته وابنيه في محكم تنزيله أبراراً(١) ، وزادهم في ديوان شكره بمدحه إيّاهم فخاراً.

فالحمد لله الذي أوضح لقلوبنا سلوك سبيلهم، وزادها لهم هدى ونوراً. وشرح صدورنا لاتّباع دليلهم، وألبسها من ملابس ولائهم تزكية وتوقيراً. وقرّبنا زلفى من رضوانه بعرفان حقّهم، وجعلنا من الموقنين بفضلهم وصدقهم، وسقانا من زلال خالص حبّهم شراباً طهوراً. ثم أنزل لذّة زلاله في مذاق أفئدتنا منذ عالم الذرّ حين قال ربّنا:( ألَستُ بِرَبِّكُم ) (٢) فأقرّ من أقرّ، وأنكر من أنكر، ولم تزل عين عنايتهم تحرسنا من ظلم الضلال الأكبر إلى أن جعل الله لنا في عالم الشهادة بروراً وطهوراً. لولا استمساكنا بعروة عصمتهم، والتزامنا بحبل مودّتهم، واتّباعنا سبيل شرعتهم لم نكن شيئاً مذكوراً.

طهّرنا ربّنا بفاضل طهورهم من دنس الشرك، ونزّهنا باتّباع زاهر نورهم من دين الشكّ، وخلص إبريز خالص معتقدنا بنار حبّهم عند السبك، ورفع لنا في مقام المجد منبراً وسريراً.

__________________

١ - في قوله تعالى في سورة الانسان:( إنَّ الأبرَارَ يَشرَبُونَ مِن كَأسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُوراً ) .

٢ - سورة الأعراف: ١٧٢.


٥٥٠


ووسم قلوبنا بميسم مودّتهم وطهّرها من الزلل، ورقم على إبريز خالص معتقدنا أحرف حبّهم في دار ضرب الأزل، وأذاقنا من رحيق عنايتهم ما لذّته في مذاق أفئدتنا لم تزل كأساً كان مزاجها كافوراً.

نشهد أنّهم أبواب وسائلنا إلى ربّنا، وأسباب اتّصالنا بمنازل قربنا، فلهذا وجّهنا إلى كعبة شرفهم مطايا حبّنا، واعتقدنا ما سوى جلال جنابهم من الخلق هباء منثوراً.

هل أتى نصّ هل أتى إلا في مدحة فضلهم؟ وهل اُنزلت آية النجوى الا تزكية لفعلهم؟ وهل دنا بقدم الصدق إلى الملكوت الأعلى غير جدّهم صاحب آيات( إنّا أرسَلنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً ) (١) ( وَدَاعِياً إلَى اللهِ بِإذنِهِ وَسِرَاجاً مُنِيراً ) (٢) ؟

ردّ الله له القرص حين آثر في صيامه بالقرص، وعليه الرسول بالرئاسة العامّة يوم الغدير نصّ، وله الله بالبضعة الزهراء دون اخلق خصّ، وجعله نسباً وصهراً وكان ربّك قديراً(٣) .

لمّا لم يثنهم عن الوفاء بعهد ربّي ثاني، ولم يكن لهم بالاخلاص في الطاعة من الخلق ثاني، أثنى عليهم بآيات المثاني، فقال:( يُوفُونَ بِالنَّذرِ وَيَخَافُونَ يَوماً كَانَ شَرُّهُ مُستَطِيراً ) (٤) .

مصابيح ظلام إذا العيون هجعت، ومجارع اكرام إذا الغيوث منعت،

__________________

١ - سورة الفتح: ٨.

٢ - سورة الأحزاب: ٤٦.

٣ - إشارة إلى الآية: ٥٤ من سورة الفرقان.

٤ - سورة الإنسان: ٧.


٥٥١


يؤثرون في صومهم بقوت يومهم ولا يخشون أزمّة قرعت،( وَيُطعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسكِيناً وَيَتِيماً وَأسِيراً ) (١) .

لم يتبعوا صدقاتهم منّاً ولا أذى لمّا تصدّقوا، وما فاهوا بما يكدر الصنعة وما نطقوا، بل قالوا في سرائر ضمائرهم لمّا تصدّقوا وصدقوا:( إنَّمَا نُطعِمُكُمْ لِوَجهِ اللهِ لا نُرِيدُ مِنكُم جَزَاءً وَلَا شُكُوراً ) (٢) .

إنّا نطمع أن يغفر لنا ربّنا خطايانا يوم الدين، إنّا نرغب أن يخلصنا ببذل معروفنا بالصالحين، إنّا نطلب إليه أن يرقم أسماءنا في دفاتر المخلصين،( إنّا نَخَافُ مِن رَبِّنَا يَوماً عَبُوساً قَمطَرِيراً ) (٣) .

تحقّقوا أن لا ملجأ من الله إلا إليه، وفرقوا من مقام التوبيخ حين العرض عليه، وأشفقوا يوماً يعضّ الظالم على يديه(٤) ( فَوَقَاهُمُ اللهُ شَرَّ ذَلِكَ اليَومِ وَلَقَّاهُم نَضرَةً وَسُرُوراً ) (٥) .

أجلسهم على بساط اُنسه في ظلّ جنابه، وسقاهم من شراب قدسه أصفى شرابه، وجعلهم خاصّة نفسه في دار ثوابه( وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيراً ) (٦) .

متقابلين فيها على مضاعفات الأسرّة والفرش، في جنّة صعيدها رضوان الله وسقفها العرش، قد نزع الله ما في صدورهم من غلّ وغشّ،( مُتَّكِئِينَ فِيهَا

__________________

١ - سورة الإنسان: ٨.

٢ - سورة الإنسان: ٩.

٣ - سورة الإنسان: ١٠.

٤ - إشارة إلى الآية: ٥٧ من سورة الفرقان.

٥ - سورة الإنسان: ١١.

٦ - سورة الإنسان: ١٢.


٥٥٢


عَلَى الأرائِكِ لَا يَرَونَ فِيهَا شَمساً وَلَا زَمهَرِيراً ) (١) .

ظـلالـها ممـدودة علـيهم

قـطوفـها دانـيـة إليـهم

ولـدانهـا قـائــمة لديهم

كلـولؤ يحـسبه مـنـثورا

يطوف بالأكواب والكـؤوس

في مجلس التطهير والتقديس

صار بأمـر بارئ الـنفـوس

لهم شراباً سائغـاً طـهـورا

جوهرهـا من فضـّة نقـيّة

من كوثر متـرعـة رويـّة

موضوعة في الغرف المبنيّة

قدّرها مـدبّـرهـا تقـديرا

من دارهـم منبع عين تسنيم

ارقّ باللـطـف من النسـيم

مـقسـمٌ فـي جنـّة النعيم

يكسـهم بـشـربه سـرورا

عن سلسبيل سل سبيل تخبر

بأنّ بدء جـزئه مـن كـوثر

____________

١ - سورة الإنسان: ١٣.


٥٥٣


خـصّوا بـه مـن ذي الجلال الأكبر

يزيدهـم بـصفـوه حبورا

طووا ثلاثـاً لـم يـذوقـوا مطعـماً

بل آثـروا بـقوتهـم تكرّما

فقال فـيهم ذو الـعـلـى ونـعـما

قال مـديحاً فيـهم مـشهورا

إن شئت فاتـل سـورة الانـسـان

ترى لـهم شأناً عظيـم الشأن

بـه أقـرّ خـالـص الإيــمـان

لمّا غـدا الرجس به كفـورا

وإنـّـمـا وليـّـكم(١) في المائـدة

عـليهم بكـلّ فضـل عائـدة

يمجّهـا مـسـمع ذي المـعانــدة

فيـنثني بـغـيـظه مقهـورا

إنّ عصبة النصّاب أضحـت عازلة

لنا وفـي فضـلهم مجـادلـة

إذا تـلـونـا آيـة المـباهـلـة(٢)

ولّوا عـلى أدبـارهـم نفورا

__________________

١ - سورة المائدة: ٥٥.

٢ - سورة آل عمران: ٦١.


٥٥٤


أبحر علـم وسـواهـم آل

وهـم لخير المرسـليـن آل

إليـهم المـرجـع والـمآل

يومـاً عبوساً كالـحاً عسيرا

آل العـبا خصّوا بآي الذكر

والنصف من شفيع يوم الحشر

ونزّهوا من كلّ عيب يجري

في غيـرهم وطهّروا تطهيرا

يا من يروم رتـبة الامـامة

سواهـم والأمـر والـزعامة

بغير علم متـقناً أحكـامـه

لقد رقوت موبــقاً خطـيرا

أتحسب الإمرة والـخلافـة

بالكبر والغلــظة والخـلافة

أم بأب مثل أبـي قـحافـة

بؤ خـاسئـاً مذمماً مـدحوراً

سل اُمّك البغــيّة الشـقيّة

صهّـاك عـن اُصولك العليّة

فإنّها أخـبـر بالـقضـيّة

فلا تكن بغيرهــا فـخـورا

غرّتك دنياك فصرت حاكماً

وللوصيّ والبـتول ظـالـماً


٥٥٥


وللـنبـيّ مـؤذيـاً مـخاصـماً

فـسوف تـصلى بعـد ذا سعيرا

عقوبـة الذنـب مـن الله على

مقدار ذنب العـبد فـي دار البلا

وظلم مـن يؤذي النبـيّ المرسلا

هل فوقـه ظـلم فـكن بصيـرا

دع رتبـة الوصيّ خير من برى

إلهنا وخيـر من فـوق الـثرى

بعد النبيّ المصطفى هادي الورى

عنه اسأل الـتوراة والـزبـورا

والصحف الاولى ومـن أتى بها

من لدن ذي العرش ومن صحابها

سل بـرّة المـزمور في كتـابها

معيّــناً مبيـّنـاً مـسطـورا

صاحـب بـدر وحنـين واُحـد

وخيـبر وخنـدق يوم ابـن ودّ

إذ ضلّت الـقلوب مـنه ترتعـد

فصـار مـن سطوتـه مثبورا

جـلـّله عضـباً بائنـا ذكــر

فخرّ كالجذع الغـريم المنـعقر

له مـن المنـون ورداً وصـدر

معـفّراً بـدمـه تـعـفيـرا


٥٥٦


سل كلّ باغٍ غـادر مشافق

من ناكث وقاسط ومـارق

ماذا لقوا من الإمام الصادق

في حربهم فاسأل به خبيرا

لنا قلوب ملئـت من حبّه

وحبّ أهل بيته وصحـبه

لمّا علمنا قربه مـن ربـّه

بارئنا زدنا هدىً ونـورا

اللّهمّ فكما جعلت له في فؤادي ودّاً، لا اُعادي له وليّاً، ولا اُوالي له ضدّاً، فصلّ على محمد وآله واجعل لي بصدق ودادي عندك عهداً يوم ألقاك في معادي منشوراً.

وأشهد أن لا إله إلا الله شهادة اُعدّها لهول القيامة وظلماته نوراً مستنيراً، وعلى الملحدين في آياته سيفاً مشهوراً.

وأشهد أنّ محمداً عبده ورسوله أفضل من أتى على الطاعة بالنعيم بشيراً، وبالجحيم على المعصية نذيراً.

صلّى الله عليه وعلى آله سادة الخلق أوّلاً وآخراً، الذي أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً(١) .

روى الشيخ الجليل أبو جعفر محمد بن علي الحسين بن موسى بن بابويه القمّي في أماليه: قال: حدّثنا الحسن بن مهران، قال: حدّثنا مسملة بن

__________________

١ - إشارة إلى الآية: ٣٣ من سورة الأحزاب.


٥٥٧


خالد، عن أبي عبد الله الصادقعليه‌السلام .

و روى هذا الحديث بعينه شعيب بن واقد، عن القاسم بن بهرام، عن ليث، عن مجاهد، عن ابن عبّاس رضي الله عنه.(١)

وروى الشيخ الجليل أبو علي الطبرسي في تفسيره مجمع البيان لعلوم القرآن(٢) أنّ هذه الآيات وهي:( إنّ الاَبرَارَ يَشرَبُونَ مِن كَأسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُوراً - إلى قوله -وَكَانَ سَعيُكُم مَشكُوراً ) (٣) نزلت في علي وفاطمة والحسن والحسينعليهم‌السلام وجارية لهم تسمّى فضّة.

ومضمون القصّة بالاسناد المتقدّم عن الصادقعليه‌السلام وابن عبّاس، قالوا: مرض الحسن والحسينعليهما‌السلام وهما صبيّان صغيران فعادهما رسول الهلصلى‌الله‌عليه‌وآله ومعه رجلان، فقال أحدهما لأمير المؤمنينعليه‌السلام : يا أبا الحسن، لو نذرت في ابنيك نذراً إن الله(٤) عافاهما.

فقال صلوات الله عليه: أصوم ثلاثة أيّاك شكراً لله سبحانه، وكذلك قالت فاطمةعليها‌السلام ، وقال الصبيّان: ونحن أيضاً نصوم ثلاثة أيّام، وكذلك قالت جاريتهم فضّة، فألبسهما الله عافيته، فأصبحوا صيّاماً وليس عندهم شيئاً من الطعام، فانطلق أمير المؤمنينعليه‌السلام إلى جار له يهوديّ يعالج الصوف

____________

١ - في الأمالي: حدّثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق، قال: حدّثنا أبو أحمد عبد العزيز بن يحيى الجلوديّ البصريّ، قال: حدّثنا محمد بن زكريّا، قال: حدّثنا شعيب بن واقد عن ابن عبّاس ؛ وحدّثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق، قال: حدّثنا أبو أحمد عبد العزيز بن يحيى الجلودي، قال: حدّثنا الحسن بن مهران عن الصادق جعفر بن محمد، عن أبيهعليهما‌السلام في قوله عزّ وجلّ

٢ - مجمع البيان: ٥ / ٤٠٤.

٣ - سورة الإنسان: ٥ - ٢٢.

٤ - لفظ الجلالة أثبتناه من الأمالي.


٥٥٨


اسمه شمعون، فقال له أمير المؤمنينعليه‌السلام : هل لك أن تعطيني جزازاً(١) من صوف تغزلها لك ابنة محمد بثلاثة أصواع من شعير؟

قال اليهودي: نعم. فأعطاه، فجاء بالصوف والشعير، وأخبر فاطمةعليها‌السلام بذلك، فقبلت وأطاعت، ثمّ عمدت فغزلت ثلث الصوف، ثمّ أخذت صاعاً من الشعير، فطحنته وعجنته وخبزت منه خمسة أقراص لكلّ واحد قرصاً(٢) ، وصلّى أمير المؤمنينعليه‌السلام صلاة المغرب مع رسول الله

__________________

١ - في الأمالي: جزّة.

٢ - في « ح »:

في كتاب زهد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله [ لأبي محمد جعفر بن أحمد القمّي ]: لمّا نزلت آية:( وَإنَّ جَهَنَّم لَمَوعِدُهُم أجمَعيِنَ لَهَا سَبعَةُ أبوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِنهُم جُزءٌ مَقسومٌ ) [ سورة الحجر: ٤٣ و ٤٤ ] بكى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله بكاءً شديداً، وبكى أصحابه لبكائه، ولم يدروا ما نزل به جبرئيلعليه‌السلام ، ولم يستطع أحد من أصحابه أن يكلّمه، وكان النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله إذا رأى فاطمةعليها‌السلام فرح بها، فانطلق بعض أصحابه إلى بابها فوجد بين يديها شعير وهي تطحن فيه وتقول:( وَمَا عِندَ اللهِ خَيرٌ وَأبقَى ) [ سورة القصص: ٦٠ ] فسلّم عليها وأخبرها بخبر النبي، فنهضت والتفّت بشملة لها خلقة قد خيطت في اثني عشر مكاناً بسعف النخل، فلمّا خرجت نظر سلمان إلى الشملة وبكى وقال: واحزناه! إنّ قيصر وكسرى لفي السندس والحرير وابنة محمد عليها شملة صوف خلقة قد خيطت في اثني عشر مكاناً، فلمّا دخلت فاطمةعليها‌السلام على النبيّ قالت: يا رسول الله، إنّ سلمان تعجّب من لباسي، فوالذي بعثك بالحقّ نبيّاً ما لي ولعلي منذ خمس سنين الا مسك [ المسك: الجلد ] كبش نعلف عليه بالنهار بعيرنا، فإذا كان الليل افترشناه، وإنّ مرفقتنا [ المرفقة: المخدّة ] لمن اُدم حشوها ليف.

ثمّ قالت: يا أبت فدتك نفسي، ما الذي أبكاك؟ فذكر لها ما نزل به جبرئيل من الآية، فسقطت فاطمةعليها‌السلام على وجهها، وهي تقول: الويل، ثمّ ا لويل لمن دخل النار. فسمع سلمان، فقال: يا ليتني كنت كبشاً فأكلوا لحمي ومزّقوا جلدي.

وقال أبو ذرّ: يا ليت اُمّي كانت عاقراً ولم تلدني.

وقال عمّار: يا ليتني كنت طائراً في القفار، ولم يكن عليّ حساب ولا عقاب.

وقال عليّعليه‌السلام : يا ليت السباع مزّقت لحمي، وليت اُمّي لم تلدني، ولم أسمع بذكر النار. ثم وضع عليّعليه‌السلام يده على رأسه وجعل يبكي ويقول: وابعد سفراه! واقلّة زاداه! في سفر


٥٥٩


صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ثمّ أتى منزله فوضع الخوان وجلسوا يتعشّون خمستهم، فأوّل لقمة كسرها أمير المؤمنينعليه‌السلام وإذا مسكين قد وقف بالباب، فقال: السلام عليكم يا أهل بيت النبوّة، أنا مسكين من مساكين المسلمين أطعموني ممّا تأكلون أطعمكم الله على موائد الجنّة، فوضع أمير المؤمنينعليه‌السلام اللقمة من يده، ثم قال:

فاطم ذات المجـد والـيقـين

يا بنت خير الـناس أجميعن

أما ترين البائـس المـسكين

قد قام بـالـباب(١) له حنين

يشكو إلى اللـه ويستـكيـن

يشكوا إلـيـنا جـائعاً حزين

كلّ امـرء بكـسبه رهيـن

من يفعل الخـير يقف سمين

موعـده فـي جنّــة دهين

حرّمها اللـه عـلى الضنين

وصاحب البخل يقف حزيـن

تهوي به النـار إلى سجّـين

شرابه حميم والغسلين

__________________

القيامة يذهبون، في النار يتردّدون، وبكلاليب النار يتخطّفون، مرضى لا يعاد سقيمهم، وجرحى لا يداوى جريحهم، أسرى لا يفكّ أسيرهم، من النار يأكلون، ومنها يشربون، وبين أطباقها يتقلّبون، وبعد لبس القطن والكتّان مقطّعات النار يلبسون، وبعد معانقة الأزواج مع الشياطين مقرّنين. [ أخرجه في البحار: ٨ / ٣٠٣ ].

وفي الكتاب المذكور أنّ النيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: أخبرني عن النار - يا أخي جبرئيل - حين خلقها الله تعالى، فقال: إنّه سبحالنه أوقد عليها ألف عام فابيضّت، ثمّ أوقد عليها بألف عام فاسودّت، فهي سوداء مظلمة لا يضيء جمرها، ولا ينطفئ لهبها. والذي بعثك بالحقّ نبيّاً لو أنّ مثل خرق إبرة خرج منها على أهل الأرض لاحترقوا عن آخرهم، ولو أنّ رجلاً دخل جهنّم ثمّ اُخرج منها لهلك أهل الأرض جميعاً حين ينظرون إليه، لما يرون به الحديث. [ أخرجه في البحار: ٨ / ٣٠٥ ].

١ - في الأمالي: جاء إلى الباب.


٥٦٠

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592