تسلية المجالس وزينة المجالس الجزء ٢

تسلية المجالس وزينة المجالس6%

تسلية المجالس وزينة المجالس مؤلف:
المحقق: فارس حسون كريم
الناشر: مؤسسة المعارف الاسلامية
تصنيف: مكتبة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وأهل البيت عليهم السلام
الصفحات: 562

الجزء ١ الجزء ٢
  • البداية
  • السابق
  • 562 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 385796 / تحميل: 7191
الحجم الحجم الحجم
تسلية المجالس وزينة المجالس

تسلية المجالس وزينة المجالس الجزء ٢

مؤلف:
الناشر: مؤسسة المعارف الاسلامية
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

« يرجم الذي يعمل عمل قوم لوط، أحصن أم لم يحصن بالحجارة، ويقول: إن قوم لوط قد رجموا ».

[ ٢٢١٠٧ ] ٣ - أخبرنا عبد الله، أخبرنا ابن الأشعث، حدثنا هارون بن سعيد، حدثنا أبو بكر بن أبي أويس، قال: حدثنا سليمان بن بلال، عن عمر بن أبي عمرو مولى المطلب بن عبد الله بن حطيب عن عكرمة، عن ابن عباس: ان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: « من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط، فاقتلوا الفاعل والمفعول ».

ورواه في عوالي اللآلي: عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، مثله(١) .

[ ٢٢١٠٨ ] ٤ - أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمد بن الأشعث، حدثنا هارون بن سعيد، حدثنا أبو بكر بن أويس، عن أبي وجال، عن ابن شهاب: أنه سئل عن الذي يعمل عمل قوم لوط، قال: عليه الرجم، أحصن أم لم يحصن.

[ ٢٢١٠٩ ] ٥ - دعائم الاسلام: عن ( أمير المؤمنين )(١) عليه‌السلام ، أنه قال في اللواط: « هي ذنب لم يعص الله به الا ( قوم لوط، وهي )(٢) أمة من الأمم، فصنع الله بها ما ذكر في كتابه، من رجمهم بالحجارة، فارجموهم كما فعل الله عز وجل بهم ».

[ ٢٢١١٠ ] ٦ - وعنهعليه‌السلام ، أنه قال: « إذا كان الرجل كلامه كلام

__________________

٣ - الجعفريات ص ١٤٦.

(١) عوالي اللآلي ج ١ ص ١٧٠ ح ١٩٣.

٤ - الجعفريات ص ١٤٦.

٥ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٤٥٦ ح ١٦٠٢.

(١) في المصدر: أبي عبد الله.

(٢) ما بين القوسين ليس في المصدر.

٦ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٤٥٥ ح ١٥٩٩.

٨١

النساء، مشيه مشي النساء، ويمكن من نفسه فينكح كما تنكح المرأة، فارجموه ولا تستحيوه ».

[ ٢٢١١١ ] ٧ - وعن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، أنه قال: « يرجم الذي يؤتى في دبره، الفاعل والمفعول به ».

[ ٢٢١١٢ ] ٨ - فقه الرضاعليه‌السلام : « أروي عن العالمعليه‌السلام ، أنه قال: لو كان ينبغي لاحد أن يرجم مرتين لرجم اللوطي، وعليه مثل حد الزاني من الرجم والحد، محصنا وغير محصن ».

وقال في موضع آخر(١) : « ومن لاط بغلام، فعقوبته أن يحرق بالنار، أو يهدم عليه حائط، أو يضرب ضربة بالسيف، ولا تحل له أخته أبدا وابنته، ويصلب يوم القيامة على شفير جهنم ». الخبر.

[ ٢٢١١٣ ] ٩ - الصدوق في المقنع: واعلم أن عقوبة من لاط بغلام، أن يحرق بالنار، أو يهدم عليه حائط، أو يضرب ضربة بالسيف.

[ ٢٢١١٤ ] ١٠ - أحمد بن محمد بن عيسى في نوادره: عن أبي بصير، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: سألته عن اللوطي، قال: « يضرب مائة جلدة ».

__________________

٧ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٤٥٦ ح ١٦٠١.

٨ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٣٧.

(١) نفس المصدر ص ٣٧.

٩ - المقنع ص ١٤٤.

١٠ - نوادر أحمد بن محمد بن عيسى ص ٧٦.

٨٢

٣ -( باب ثبوت اللواط بالاقرار أربعا لا أقل، وسقوط الحد بالتوبة بعد الاقرار)

[ ٢٢١١٥ ] ١ - فقه الرضاعليه‌السلام : « ولا يحد اللوطي، حتى يقر أربع مرات على تلك الصفة ».

__________________

الباب ٣

١ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٣٧.

٨٣

٨٤

أبواب حد السحق والقيادة

١ -( باب أن حد السحق حد الزنى مائة جلدة، مع عدم الاحصان، والقتل معه)

[ ٢٢١١٦ ] ١ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمد، حدثني موسى، قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن عليعليهم‌السلام ، قال: « السحق في النساء، بمنزلة اللواط في الرجال ».

[ ٢٢١١٧ ] ٢ - وبهذا الاسناد: عن جعفر بن محمد، عن أبيه: « ان علي بن أبي طالبعليهم‌السلام ، اتي بمساحقتين فجلدهما مائة إلا اثنين، ولم يبلغ بهما الحد ».

[ ٢٢١١٨ ] ٣ - أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمد، قال: كتب إلى أبي محمد بن الأشعث: حدثنا محمد بن سوار، حدثنا سعيد زكريا المدائني، أخبرني عنبسة، عن عبد الرحمان، عن العلا، عن مكحول، عن واثلة بن الأسقع، عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: « سحاق النساء بينهن زناء ».

__________________

أبواب حد السحق والقيادة

الباب ١

١ - الجعفريات ص ١٣٥.

٢ - الجعفريات ص ١٣٥.

٣ - الجعفريات ص ١٣٦.

٨٥

[ ٢٢١١٩ ] ٤ - دعائم الاسلام: عن ( أمير المؤمنين )(١) عليه‌السلام ، أنه قال: « السحق في النساء كاللواط في الرجال، ولكن فيه جلد مائة، لأنه ليس فيه إيلاج ».

[ ٢٢١٢٠ ] ٥ - فقه الرضاعليه‌السلام : « اعلم أن السحق مثل اللواط، إذا قامت على المرأتين البينة بالسحق، فعلى كل واحدة منهما ضربة بالسيف، أو هدمة، أو طرح جدار(١) ، وهن الرسيات(٢) اللواتي ذكرن في القرآن ».

٢ -( باب حكم ما لو وجدت المرأتان في لحاف واحد مجردتين)

[ ٢٢١٢١ ] ١ - دعائم الاسلام: عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، أنه قال في حديث: « فإن وجدا في لحاف واحد، جلد كل واحد منهما مائة سوط غير سوط واحد، وكذلك يضرب الرجلان والمرأتان إذا وجدا في لحاف واحد لغير علة، إذا كانا متهمين بالريبة(١) ».

٣ -( باب حكم ما لو جامع الرجل امرأته، فساحقت بكرا فحملت)

[ ٢٢١٢٢ ] ١ - الصدوق في المقنع: وان أتى رجل امرأة، فاحتملت ماءه

__________________

٤ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٤٥٦ ح ١٦٠٣.

(١) في المصدر: أبي عبد الله.

٥ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٣٨.

(١) في المصدر، جداره.

(٢) أصحاب الرس: هي اللواتي باللواتي أي المساحقات وهن الرسيات ( مجمع البحرين ج ٤ ص ٧٥ ).

الباب ٢

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٤٤٩ ذيل الحديث ١٥٧٣.

(١) في نسخة: بالزينة. وفي المصدر زيادة: دون الحد، في نهاية الحديث.

الباب ٣

١ - المقنع ص ١٤٦.

٨٦

فساحقت به امرأة فحملت، فان المرأة ترجم، وتجلد الجارية الحد، ويلحق الولد بأبيه.

[ ٢٢١٢٣ ] ٢ - أحمد بن محمد بن عيسى في نوادره: قالعليه‌السلام : « قال أبي: رجل جامع امرأته، فنقلت ماءه إلى جارية بكر فحملت الجارية. وقال: الولد للفحل، وعلى المرأة الرجم، وعلى الجارية الحد ».

٤ -( باب حكم المرأة إذا اقتضت بكرا بإصبعها)

[ ٢٢١٢٤ ] ١ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمد، حدثني موسى، قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده عن علي بن أبي طالب،عليهم‌السلام : « انه رفع إليه جاريتان دخلتا الحمام، فاقتضت إحداهما صاحبتها الأخرى بإصبعها، فقضى على التي فعلت عقرها، ونالها بشئ من ضرب ».

[ ٢٢١٢٥ ] ٢ - دعائم الاسلام: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام : أنه قضى في امرأة اقتضت(١) جارية بيدها، قال: « عليها مهرها، وتوجع عقوبة ».

٥ -( باب أن حد القيادة خمسة وسبعون سوطا، وينفى من المصر)

[ ٢٢١٢٦ ] ١ - فقه الرضاعليه‌السلام : « وان قامت بينة على قواد، جلد خمسة وسبعين، ونفي عن المصر الذي هو فيه. وروي: النفي هو الحبس سنة أو يتوب ».

__________________

٢ - نوادر أحمد بن محمد بن عيسى ص ٧٦.

الباب ٤

١ - الجعفريات ص ١٣٧.

٢ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٤٢٢ ح ١٤٦٨.

(١) في المصدر: افتضت.

الباب ٥

١ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٤٢.

٨٧

٨٨

أبواب حد القذف

١ -( باب تحريمه، حتى قذف من ليس بمسلم مع عدم الاطلاع، وكذا قذف المقذوف القاذف)

[ ٢٢١٢٧ ] ١ - دعائم الاسلام: روينا عن أبي عبد الله، عن أبيه، عن آبائه: ان أمير المؤمنينعليهم‌السلام ، قال: « الكبائر: الشرك بالله إلى أن قال ورمي المحصنات الغافلات ».

[ ٢٢١٢٨ ] ٢ - وعن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، أنه قال: « من سب مؤمنا أو مؤمنة بما ليس فيهما، بعثه الله في طينة الخبال، حتى يأتي بالمخرج مما قال ».

[ ٢٢١٢٩ ] ٣ - وعنهعليه‌السلام ، أنه قال: « إذا رأيتم المرء لا يستحيي مما قال، ولا مما قيل له، فاعلموا أنه لغية، أو شرك شيطان ».

[ ٢٢١٣٠ ] ٤ - وعنهعليه‌السلام ، أنه قال لبعض أصحابه: « ما فعل غريمك؟ » قال: ذاك ابن الفاعلة، فنظر إليه أبو عبد اللهعليه‌السلام نظرا شديدا، فقال: جعلت فداك، انه مجوسي نكح أخته، قال: « أوليس ذلك من دينهم نكاح!؟ ».

__________________

أبواب حد القذف

الباب ١

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٤٥٧ ح ١٦١١.

٢ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٤٥٨ ح ١٦١٢.

٣ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٤٥٨ ح ١٦١٣.

٤ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٤٥٨ ح ١٦١٤.

٨٩

[ ٢٢١٣١ ] ٥ - وعنهعليه‌السلام ، أنه قال: « لا ينبغي ولا يصلح للمسلم، أن يقذف يهوديا ولا نصرانيا ولا مجوسيا، بما لم يطلع عليه منه، وقال: أيسر ما في هذا أن يكون كاذبا ».

[ ٢٢١٣٢ ] ٦ - أحمد بن محمد بن عيسى في نوادره: عن ابن يسار، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: « ان رجلا من الأنصار أتى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال: ان امرأتي قذفت جاريتي، فقال: مرها تصبر نفسها لها، وإلا افتدت منها، قال: فحدث الرجل امرأته بقول رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فأعطت خادمها السوط وجلست لها، فعفت عنها الوليدة، فأعتقها، وأتى الرجل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فخبره، فقال: لعله يكفر عنها ».

[ ٢٢١٣٣ ] ٧ - وعن أحمد بن محمد، عن ابن سنان، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام : انه نهى ان يقذف من ليس من الاسلام، إلا أن يطلع على ذلك منهم، وقال: « أيسر ما فيه أن يكون كاذبا ».

[ ٢٢١٣٤ ] ٨ - عوالي اللآلي: روى حذيفة، عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « قذف محصنة يحبط عبادة مائة سنة ».

[ ٢٢١٣٥ ] ٩ - وروي عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « من ( اجتنب ترك )(١) الصلوات الخمس، واجتنب الكبائر السبع، نودي يوم القيامة: يدخل الجنة من أي باب شاء » فقال رجل للراوي: الكبائر السبع سمعتهن من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: نعم، الشرك بالله إلى أن

__________________

٥ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٤٦٠ ح ١٦٢٢.

٦ - نوادر أحمد بن محمد بن عيسى ص ٧٦.

٧ - نوادر أحمد بن محمد بن عيسى ص ٧٧.

٨ - عوالي اللآلي ج ٣ ص ٥٦١ ح ٥٧.

٩ - عوالي اللآلي ج ٣ ص ٥٦١ ح ٥٨.

(١) في المصدر: أقام.

٩٠

قال وقذف المحصنات الخبر.

٢ -( باب ثبوت الحد على القاذف ثمانين جلدة، إذا نسب الزنى إلى أحد، أو إلى أمه، أو أبيه)

[ ٢٢١٣٦ ] ١ - أحمد بن محمد بن عيسى في نوادره: عن ابن سنان، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: « قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : ان الفرية ثلاث: إذا رمى الرجل بالزنى، وإذا قال: أن أمه زانية، وإذا دعي لغير أبيه، وحده ثمانون ».

[ ٢٢١٣٧ ] ٢ - وعن ابن مسكان، عن أبي بصير، قال: سألت الصادقعليه‌السلام ، عن قول الله:( وَالَّذِينَ يَرْ‌مُونَ أَزْوَاجَهُمْ ) (١) الآية، قال: « هو الرجل يقذف امرأته، فإذا أقر أنه كذب عليها جلد الحد ثمانين » الخبر.

[ ٢٢١٣٨ ] ٣ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمد، حدثني موسى، قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده، عن أبيه، عن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام ، قال: « من قال لقرشي أو عربي: يا نبطي، جلد به الحد، لأنه قد نفاه من أبيه الذي ينسب إليه ».

[ ٢٢١٣٩ ] ٤ - وبهذا الاسناد: عن عليعليه‌السلام : في الرجل يقول للمسلم: ما أنت لامك، قال « لا حد عليه، وقال: إذا قال: لست

__________________

الباب ٢

١ - نوادر أحمد بن محمد بن عيسى ص ٧٦.

٢ - نوادر أحمد بن محمد بن عيسى ص ٧٦.

(١) النور ٢٤: ٦.

٣ - الجعفريات ص ١٣٤.

٤ - الجعفريات ص ١٣٤.

٩١

لأبيك، جلد الحد ».

[ ٢٢١٤٠ ] ٥ - وبهذا الاسناد: عن عليعليه‌السلام ، قال: « إذا سئلت الفاجرة: من فجر بك؟ فقالت: فلان، حددناها حدين، حد لفريتها على المسلم، وحد باقرارها على نفسها ».

[ ٢٢١٤١ ] ٦ - دعائم الاسلام: عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، أنه قال في رجل قذف محصنة مؤمنة، قال: « يقام عليه الحد » الخبر.

[ ٢٢١٤٢ ] ٧ - وعنهعليه‌السلام ، أنه قال: « حد القاذف ثمانون جلدة، كما قال الله جل ذكره ».

[ ٢٢١٤٣ ] ٨ - الصدوق في العلل: عن ماجيلويه، عن عمه، عن أحمد بن محمد البرقي، عن أبيه، عن محمد بن سليمان، عن داود بن النعمان، عن عبد الرحيم القصير، قال: قال لي أبو جعفرعليه‌السلام : « اما لو قد قام قائمناعليه‌السلام ، لقد ردت إليه الحميراء حتى يجلدها الحد، وحتى ينتقم لابنة محمد فاطمة ( صلوات الله عليهما ) منها » قلت: جعلت فداك، ولم يجلدها الحد؟ قال: « لفريتها على أم إبراهيم » الخبر.

[ ٢٢١٤٤ ] ٩ - فقه الرضاعليه‌السلام : « اعلم يرحمك الله إذا قذف مسلم مسلما، فعلى القاذف ثمانون جلدة إلى أن قال وإذا قذفت المرأة الرجل، جلدت ثمانين جلدة ».

__________________

٥ - الجعفريات ص ١٣٨.

٦ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٤٥٨ ح ١٦١٥.

٧ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٤٥٨ ح ١٦١٦.

٨ - علل الشرائع ص ٥٧٩ ح ١٠.

٩ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٣٨.

٩٢

٣ -( باب ثبوت الحد على من قذف رجلا، بان نسبه إلى اللواط فاعلا أو مفعولا)

[ ٢٢١٤٥ ] ١ - الجعفريات: بالسند المتقدم، عن عليعليه‌السلام ، في رجل قال لأخيه المسلم: يا لوطي، قال: « لا حد عليه، لأنه إنما نسبه إلى رجل صالح إلى لوطعليه‌السلام ، ولكن إذا: قال يا من عمل عمل قوم لوط، جلد الحد ».

[ ٢٢١٤٦ ] ٢ - وبهذا الاسناد: عن علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، في الرجل يقول للرجل: يا معفوج(١) ، قال: « عليه الحد ».

[ ٢٢١٤٧ ] ٣ - دعائم الاسلام: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه قال في الرجل يقذف الرجل بالابنة، أو يقول له: يا منكوح يا معفوج، قال: « عليه الحد ».

[ ٢٢١٤٨ ] ٤ - وعن أبي عبد الله جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، أنه سئل عن الرجل يقول للرجل: يا لوطي، قال: « ان قال لم أرد قذفه بذلك، لم يكن عليه حد، لأنه إنما نسبه إلى لوط، وإن قال له: إنك تعمل عمل قوم لوط، ضرب الحد ».

__________________

الباب ٣

١ - الجعفريات ص ١٣٥.

٢ - الجعفريات ص ١٣٦.

(١) العفج بفتح العين وسكون الفاء: فعل قوم لوط، والمعفوج: المفعول به ( لسان العرب ج ٢ ص ٣٢٥ ).

٣ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٤٦٢ ح ١٦٣٧.

٤ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٤٦٢ ح ١٦٣٦.

٩٣

٤ -( باب حكم المملوك في الحد، قاذفا ومقذوفا، قنا(*) ومبعضا(*) )

[ ٢٢١٤٩ ] ١ - دعائم الاسلام: عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، أنه قال: « لا ينبغي قذف المملوك، وقد جاء فيه تغليظ وتشديد، سأل رجل من الأنصار رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، عن امرأة قذفت مملوكة لها، فقل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : قل لها فلتنصبن لها نفسها، والا أقيدت منها يوم القيامة ».

[ ٢٢١٥٠ ] ٢ - قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : « ومن قذف مملوكا يعني لغيره نكل به، فان كانت أم المملوك حرة جلد الحد يعني إذا قذفه بها ومن قذف عبده فقد أثم، وينبغي له أن يسأله بأن يحلله ويعفو عنه ».

[ ٢٢١٥١ ] ٣ - وعن أبي جعفر وأبي عبد اللهعليهما‌السلام ، أنهما قالا: « إذا قذف المملوك حرا ضرب الحد كاملا، إنما هو حد الحر يؤخذ من ظهره ».

[ ٢٢١٥٢ ] ٤ - أحمد بن محمد بن عيسى في نوادره: قالعليه‌السلام : « قال أبي: والمملوك إذا قذف الحر حد ثمانين ».

[ ٢٢١٥٣ ] ٥ - وعن عبد الرحمان، عنه يعني الصادقعليه‌السلام في حديث قال: « والرجل إذا قذف المحصنة جلد ثمانين، حرا كان أو مملوكا ».

__________________

الباب ٤

* القن: هو العبد الخالص العبودة، لم يتحرر شئ منه. ( لسان العرب ج ١٣ ص ٣٤٨ ).

* المبعض: هو العبد الذي تحرر جزء منه بمكاتبة أو غيرها.

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٤٦٠ ح ١٦٢٦.

٢ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٤٦١ ح ١٦٢٦.

٣ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٤٦١ ح ١٦٢٧.

٤ - نوادر أحمد بن محمد بن عيسى ص ٧٦.

٥ - نوادر أحمد بن محمد بن عيسى ص ٧٦.

٩٤

[ ٢٢١٥٤ ] ٦ - وعن أحمد بن محمد، عن ابن سنان، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في المكاتب قال: « يجلد بقدر ما أدرى من مكاتبته حد الحر، وما بقي حد المملوك ».

[ ٢٢١٥٥ ] ٧ - فقه الرضاعليه‌السلام : « فإذا قذف حر عبدا، وكانت أمه مسلمة في دار الهجرة وطالبت بحقها جلد، وإن لم تطالب فلا شئ عليه، وإذا قذف العبد الحر جلد ثمانين جلدة ».

[ ٢٢١٥٦ ] ٨ - الصدوق في المقنع: وإذا قذف عبد حرا جلد ثمانين جلدة.

٥ -( باب حكم قذف الصغير الكبير، وبالعكس)

[ ٢٢١٥٧ ] ١ - دعائم الاسلام: عن ( أمير المؤمنين و )(١) أبي عبد اللهعليه‌السلام ، ( انهما سئلا )(٢) عن الرجل يقذف الطفل والطفلة أو المجنون، فقال: « لا حد لمن لا حد ( عليه )(٣) ولكن القاذف اثم، وأقل ما في ذلك أن يكون قد كذب ».

٦ -( باب حكم قذف ولد المقرة بالزنى المحدودة)

[ ٢٢١٥٨ ] ١ - أحمد بن محمد بن عيسى في نوادره قال: « قال أبيعليه‌السلام : واليهودية والنصرانية متى كانت تحت المسلم فقذف ابنها،

__________________

٦ - نوادر أحمد بن محمد بن عيسى ص ٧٧.

٧ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٣٩.

٨ - المقنع ص ١٤٩.

الباب ٥

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٤٦٢ ح ١٦٣٤.

(١) ما بين القوسين ليس في المصدر.

(٢) في المصدر: أنه سئل.

(٣) في المخطوط: له، وما أثبتناه من المصدر.

الباب ٦

١ - نوادر أحمد بن محمد بن عيسى ص ٧٦.

٩٥

يحد القاذف، لان المسلم قد حصنها ».

٧ -( باب ثبوت الحد بقذف الملاعنة، والمغصوبة، واللقيط، وابن الملاعنة)

[ ٢٢١٥٩ ] ١ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمد، حدثني موسى، قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده، عن عليعليهم‌السلام : « في ولد الملاعنة إذا قذف، جلد قاذفه الحد ».

[ ٢٢١٦٠ ] ٢ - دعائم الاسلام: عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: « إذا قذف الر جل امرأته وهي خرساء، فرق بينهما ».

[ ٢٢١٦١ ] ٣ - الصدوق في المقنع: إذا قذف الرجل ابن الملاعنة، جلد الحد ثمانين.

٨ -( باب أن من وطأ أمة زوجته وادعى الهبة، فأنكرت ثم أقرت، لزمها حد القذف)

[ ٢٢١٦٢ ] ١ - دعائم الاسلام: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام : ان امرأة رفعت إليه زوجها، وقالت: زنى بجاريتي، فأقر الرجل بوطئ الجارية قال: قد وهبتها لي، فسأله عن البينة، فلم يجد البينة، فأمر به ليرجم، فلما رأت ذلك المرأة قالت: صدق، قد كنت وهبتها له، فأمر أمير المؤمنينعليه‌السلام : بأن يخلى سبيل الرجل، وأمر بالمرأة فضربت حد القذف.

__________________

الباب ٧

١ - الجعفريات ص ١٣٤.

٢ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٢٨٣ ح ١٠٦٦.

٣ - المقنع ص ١٤٩.

الباب ٨

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٤٥٣ ح ١٤٨٨.

٩٦

٩ -( باب حكم تكرر القذف، قبل الحد وبعده)

[ ٢٢١٦٣ ] ١ - دعائم الاسلام: عن أبي جعفرعليه‌السلام ، أنه قال: « من قذف رجلا فضرب الحد، ثم قال له: ما كنت قلت فيك إلا حقا، لم يحد(١) عليه حد ثان، وان عاد فقذفه ضرب الحد ».

[ ٢٢١٦٤ ] ٢ - الصدوق في المقنع: وان قذف رجل رجلا فجلد، ثم عاد عليه بالقذف، فان قال: إن الذي قلت لك حق لم يجلد، وان قذفه بالزنى بعد ما جلد فعليه الحد، وإن قذفه قبل أن يجلد بعشر قذفات، لم يكن عليه إلا حد واحد.

١٠ -( باب حكم من قذف جماعة)

[ ٢٢١٦٥ ] ١ - دعائم الاسلام: عن أبي عبد اللهعليه‌السلام أنه قال: « من افترى على جماعة يعني بكلمة واحدة فأتوا به مجتمعين إلى السلطان، ضربه لهم حدا واحدا، وان أتوا به مفترقين، ضربه لكل من يأتيه منهم به من واحد أو جماعة، وإن قذف كل واحد منهم على الانفراد حد له، أتوا به مجتمعين أو متفرقين ».

[ ٢٢١٦٦ ] ٢ - الصدوق في المقنع: وان قذف قوما بكلمة واحدة، فعليه حد واحد، إذا لم يسمهم بأسمائهم، وإن سماهم(١) فعليه لكل رجل سماه حد. وروي في رجل يقذف قوما، أنه إن أتوا به متفرقين، ضرب لكل رجل منهم حدا، وان أتوا به مجتمعين ضرب حدا واحدا.

__________________

الباب ٩

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٤٦٧ ح ١٦٦٥.

(١) في المصدر: يجب.

٢ - المقنع ص ١٤٩.

الباب ١٠

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٤٦٠ ح ١٦٢١.

٢ - المقنع ص ١٤٩.

(١) في المصدر: وإذا سمى.

٩٧

وفي الهداية: وقد روي: أنه ان سماهم فعليه لكل رجل سماه حد، وإن لم يسمهم فعليه حد واحد(٢) .

١١ -( باب أنه إذا قذف جماعة واحدا، فعلى كل واحد حد، وكذا شهود الزنى إذا نقصوا عن الأربعة أو لم يعدلوا)

[ ٢٢١٦٧ ] ١ - دعائم الاسلام: عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، أنه قال في حديث في الزنى: « وإن شهد ثلاثة رجال ولم يأت الرابع، جلدوا حد القذف ».

[ ٢٢١٦٨ ] ٢ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمد، حدثني موسى، قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده: « أن علياعليهم‌السلام شهد عنده ثلاثة نفر على رجل بالزنى، فقال عليعليه‌السلام : أين الرابع؟ فقالوا: الآن يجئ، قال: خذوهم، فليس في الحدود نظرة ساعة ».

١٢ -( باب حكم ما لو قذف الرجل زوجته، أو قال لها: لم أجدك عذراء، أو شهد على امرأة أربعة بالزنى أحدهم زوجها)

[ ٢٢١٦٩ ] ١ - دعائم الاسلام: عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، أنه قال: « إذا قذف الرجل امرأته فرفعته ضرب الحد، إلا أن يدعي الرؤية، أو ينتفي من الحمل فيلاعن، قال: فان قال لها: يا زانية أنا زنيت بك، ضرب

__________________

(٢) الهداية ص ٧٦.

الباب ١١

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٤٥١ ح ١٥٧٨.

٢ - الجعفريات ص ١٤٤.

الباب ١٢

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٤٦١ ح ١٦٣٠.

٩٨

حد القاذف ولم يجب عليه حد الزاني، حتى يقر به أربع مرات، أو تقوم عليه فيه بينة ».

[ ٢٢١٧٠ ] ٢ - وعن ( أمير المؤمنين وأبي عبد اللهعليهما‌السلام أنهما قالا )(١) : « إذا قال الرجل لامرأته: لم أجدك عذراء، فلا حد عليه، ان(٢) العذرة تذهب من غير الوطئ، قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : [ و ](٣) يؤدب ».

[ ٢٢١٧١ ] ٣ - أحمد بن محمد بن عيسى في نوادره: عن أبي بصير، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام : في الرجل يقول لامرأته: لم أجدك عذراء، قال: « يضرب » قلت: فإنه عاد، قال: « يضرب » قلت: فإنه عاد، قال: « يضرب، فإنه أوشك أن ينتهي ».

١٣ -( باب حكم قذف الأب الولد وأمه، إذا انتقل حق الحد إلى الولد)

[ ٢٢١٧٢ ] ١ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمد، حدثني موسى، قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده، عن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام ، قال: « إذا قذف الوالد ابنه لم يجلد، وإذا قذف والده جلد ».

[ ٢٢١٧٣ ] ٢ - دعائم الاسلام: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، قال: « يحد

__________________

٢ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٤٦٢ ح ١٦٣١.

(١) في المصدر: علي أنه قال.

(٢) في المصدر: لأنه.

(٣) أثبتناه من المصدر.

٣ - نوادر أحمد بن محمد بن عيسى ص ٧٦.

الباب ١٣

١ - الجعفريات ص ١٢٤.

٢ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٤٦٢ ح ١٦٣٥.

٩٩

الولد إذا قذف والده، ولا يحد الوالد إذا قذف الولد ».

١٤ -( باب كيفية حد القاذف)

[ ٢٢١٧٤ ] ١ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمد، حدثني موسى، قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده، عن عليعليهم‌السلام ، قال: « جلد الزاني أشد من جلد القاذف، وجلد القاذف أشد من جلد الشارب، وجلد الشارب أشد من جلد التعزير ».

ورواه في دعائم الاسلام: عنهعليه‌السلام مثله(١) .

١٥ -( باب أن من أقر بالقذف ثم جحد، لم يسقط عنه الحد)

[ ٢٢١٧٥ ] ١ - أحمد بن محمد بن عيسى في نوادره: باسناده(١) قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، « فإذا قذف الرجل فأكذب نفسه جلد الحد ».

١٦ -( باب حكم أهل الذمة ونحوهم، إذا قذفوا أو قذفوا)

[ ٢٢١٧٦ ] ١ - دعائم الاسلام: عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، أنه قال: « إذا قذف أهل الكتاب بعضهم بعضا حد القاذف للمقذوف، وقالعليه‌السلام : تقام الحدود على أهل كل دين بما استحلوا ».

__________________

الباب ١٤

١ - الجعفريات ص ١٣٦.

(١) دعائم الاسلام ج ٢ ص ٤٥٨ ح ١٦١٦.

الباب ١٥

١ - نوادر أحمد بن محمد بن عيسى ص ٧٧.

(١) جاء في الهامش المخطوط: ظاهرا عن الرضاعليه‌السلام .

الباب ١٦

١ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٤٦٠ ح ١٦٢٣.

١٠٠

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

وإذا قبّحنا باب تصويت اجتهاده وإنكار ما علم من الدين ضرورة بطلانه من استحلال حرب أمير المؤمنين، وقتل ذرّيّته وشيعته، فاليهود والنصارى والمجوس وعبدة الأصنام أن يعتذروا ويحتجوا علينا باجتهاده ويقولوا: نحن ساقنا اجتهادنا إلى القول بصحة ما اعتقدناه من خلافكم ففعله عليه اللعنة والعذر له من أعظم حجّة لهم علينا فلا نمنع من سبّه، ولا نقول بإيمانه إلا من حاله كحاله في الكفر والبغي، وعداوة الحق وأهله.

وأقول: إنّ معاوية عليه اللعنة مع كفره ونفاقه كان يري أهل الشام والهمج الرعاع الصلاح واللين والتحلم والصفح عن المسيء منهم حتّى استمال قلوب الناس، وصاروا يعدّونه من أكابر الصحابة، ويسمونه « خال المؤمنين »، و « كاتب الوحي »، ويرون القتال معه جهاداً، وكان الحسن والحسين صلوات الله عليهما إذا دخلا عليه أراهم من التعظيم والاجلال ما لا مزيد عليه مع كفره وبغضه لهما في الباطن.

وأمّا يزيد عليه اللعنة فإن حاله كانت في الظاهر بخلاف حاله، لأنّه كان متهتكاً متظاهراً بالفجور وشرب الخمر والتماجن والتشبيب بالسناء واقتناء الكلاب والفهود وآلات اللهو، وكان قد اتخذ قرداً وكلّف به وأخدمه رجالاً، وسمّاه قيساً، كان إذا ركب أركبه معه في موكبه والخدم مكتنفة به وعليه ثياب الديباج، وكان إذا جلس للشرب أحضره معه في مجلسه ويسقي الحاضرين الخمر.

فمن كانت هذه حاله كيف يليق بأهل الصلاح والدين أن يقرّوا ببيعته، أو يدخلوا تحت طاعة أولاد الأنبياء وشيعتهم؟ فلولا جهاد سيّدنا أبي عبد اللهعليه‌السلام ، وبذله نفسه وولده في إظهار كفره، وعدم الرضا بفعله، وأمره بالمعروف،

١٤١

ونهيه عن المنكر في متاجرته، لفسد نظام الاسلام، وارتدّ أكثر الناس على الأعقاب، ولحصل فتق في الاسلام ليس له راتق، فجزاه الله عن الاسلام وأهله أفضل الجزاء.

و لنرجع إلى ما كنّا فيه:

ثمّ قال معاوية: وانظر - يا بنيّ - أهل الحجاز فإنّهم أصلك وفرعك، فأكرم من قدم عليك، ومن غاب عنك فلا تجفه ولا تعنفه.

وانظر أهل العراق فإنّهم لا يحبّونك أبداً، ولا ينصحونك، ولكن دارهم ما أمكنك، وإن سألوك أن تعزل عنهم كلّ يوم عاملاً فافعل، فإن عزل عامل واحد أهون من سل مائة ألف سيف.

وانظر أهل الشام فإنّهم بطانتك وظهارتك، وقد بلوت بهم وعرفت ثباتهم(١) ، وهم صبر عند اللقاء، حماة في الوغى، فإن رابك(٢) أمر من عدوّ يخرج عليك فانتصر بهم، فإذا أصبت حاجتك فارددهم إلى بلادهم يكونوا [ بها ](٣) لوقت حاجتك، ثمّ اُغمي على معاوية، فلم يفق بقيّة يومه من غشيته، فلمـّا أفاق قال: اوه اوه جاء الحق وزهق الباطل، ثمّ قال: إنّي كنت بين يدي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ذات يوم وهو يقلم أظفاره، فأخذت القلامة، وأخذت بشقص من شعره على الصفا، فجعلتها في قارورة فهي عندي، فاجعلوا الشعر والأظفار في فمي واُذني، ثمّ صلّوا عليَّ وواروني في حفرتي(٤) .

__________________

١ - في المقتل: نيّاتهم.

٢ - في المقتل: دار بك.

٣ - من المقتل.

٤ - مقتل الحسينعليه‌السلام للخوارزمي: ١/١٧٦ - ١٧٧.

١٤٢

فليت يا شعري كيف لم يستحي من الله ورسوله وقد بارز أهل بيته بالعداوة ونصب الغوائل لهم والوقيعة في أسفارهم وانسارهم(١) أجسادهم؟! ثمّ عقد الأمر عند موته وولاية عهده لابنه يزيد الّذي لا يوازيه كافر، ولا يلحقه فاجر، أكفر الخلق بالله، وأبغضهم للحقّ وأهله، وأشد الخلق تهتكاً مع خلعه جلباب الحياء، وتظاهره بشرب الخمور، وتعاطي الزنا والفجور، وسفك الدماء المحرّمة، وغصب الأموال المحترمة، فعليه وعلى أبيه أشدّ العذاب وأعظم النكال، والله لو واروه في حفرة النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله لم يغن عنه ذلك من الله شيئاً، كما لم يغن عن الأوّلين الّذين دفنا إلى جانبهصلى‌الله‌عليه‌وآله نزهه الله عنهما ونقلهما عنه،( وَقِيلَ لَهُمَا ادخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ ) (٢) وهو يرجو مع قبيح فعله الشفاعة من النبيّ، ويتبرّك بشعره وظفره، والله يقول:( وَلَا يَشفَعُونَ إلَّا لِمَنِ ارتَضَى ) (٣) .

ثمّ انقطع كلام معاوية ولم ينطق بشيء، وخرج يزيد على عادته في التهتك واللهو والصيد في يومه ذلك إلى نواحي حوران للنزهة والصيد وترك أباه بحاله، وقال للضحاك بن قيس: انظر لا تخف عليَّ شيئاً من أمره، وتوفّي معاوية من غد وليس يزيد حاضر، فكان ملكه عليه اللعنة تسع عشرة سنة وثلاثة أشهر، ومات بدمشق يوم الأحد لأيّام خلت من شهر رجب سنة ستّين، وهو ابن ثمان وسبعين سنة.

قال : فخرج الضحّاك من دار معاوية لا يكلّم أحداً والأكفان معه حتّى دخل المسجد الأعظم ونودي له في الناس، فصعد المنبر، فحمد الله وأثنى عليه،

____________

١ - كذا في الأصل.

٢ - سورة التحريم: ١٠.

٣ - سورة الأنبياء: ٢٨.

١٤٣

ثمّ قال: إن أمير المؤمنين معاوية قد ذاق الموت، وشرب بكأس الحتف، وهذه أكفانه، ونحن مدرجوه فيها، ومدخلوه قبره، ومخلون بينه وبين عمله، فمن كان منكم يريد أن يشهد فليحضر بين الصلاتين ولا تقعدوا عن الصلاة عليه، ثمّ نزل عن المنبر وكتب إلى يزيد:

[ بسم الله الرحمن الرحيم ](١)

ا لحمد لله الّذي لبس ( رداء )(٢) البقاء، وكتب على عباده الفناء، فقال سبحانه:( كُلُّ مَن عَلَيهَا فَانٍ وَيَبقَى وَجهُ رَبِّكَ ذُوالجَلَالِ وَالإِكرَامِ ) (٣) .

لعبد الله أمير المؤمنين يزيد من الضحّاك بن قيس.

أمّا بعد:

فكتابي(٤) إلى أمير المؤمنين كتاب تهنئة ومصيبة، فأمّا التهنئة فبالخلافة الّتي جاءتك عفواً، وأمّا المصيبة فبموت أمير المؤمنين معاوية، فإنّا لله وإنّا إليه راجعون، فإذا قرأت كتابي هذا فالعجل العجل لتأخذ الناس بالبيعة، بيعة اخرى مجددة.

قال: فلمـّا ورد الكتاب على يزيد وقرأه وثب من ساعته صائحاً باكياً، وأمر بإسراج دوابّه، وسار يريد دمشق، فصار إليها بعد ثلاث من موت معاوية، وخرج [ الناس ](٥) إلى استقباله، فلم يبق أحد يطيق حمل السلاح إلا ركب

____________

١ و٢ و٥ - من المقتل.

٣ - سورة الرحمن: ٢٦ و٢٧.

٤ - كذا في المقتل، وفي الأصل: فكتب.

١٤٤

[ وخرج ](١) ، حتّى إذا وافى اللعين قريباً من دمشق وجعل الناس يتلقّونه فيبكون ويبكي معهم.

ثمّ نزل في قبّة خضراء لابنه وهو معتمّ بعمامة خزّ سوداء متقلّداً سيف أبيه، فلمـّا دخلها نظر فإذا قد فرش له فرش كثيرة بعضها على بعض، ما يمكن لأحد أن يرقى عليها إلا بالكراسي، فصعد حتّى جلس والناس يدخلون عليه يهنئونه بالخلافة ويعزونه بأبيه، ويزيد يقول: نحن أهل الحقّ وأنصار الدين، فأبشروا يا أهل الشام فإن الخير لم يزل فيكم وسيكون بيني(٢) وبين أهل العراق ملحمة، وذلك انّي رأيت في المنام منذ ثلاث ليال كأنّ بيني وبين أهل العراق نهراً يطرد بالدم العبيط [ ويجري ](٣) جرياً شديداً، وجعلت أجتهد في منامي أن أجوزه فلم أقدر حتّى جاء عبيد الله بن زياد فجازه بين يدي وأنا أنظر إليه.

قال : فأجابه أهل الشام وقالوا: يا أمير المؤمنين، امض بنا حيث شئت فنحن بين يديك، وسيوفنا هي الّتي عرفها أهل العراق في صفّين.

فقال يزيد: أنتم لعمري كذلك، ثمّ قال: أيّها الناس، إنّ معاوية كان عبداً من عباد الله أنعم الله عليه، ثمّ قبضه إليه، وهو خير ممّن بعده، ودون من كان قبله، ولا اُزكّيه على الله، فهو أعلم به منّي، فإن عفا عنه فبرحمته، وإن عاقبه فبذنوبه، ولقد ولّيت هذا الأمر من بعده ولست اُقصّر عن طلب حقّ، ولا أعتذر من تفريط في باطل، وإذا أراد الله شيئاً كان، فصاح الناس من كلّ جانب: سمعنا وأطعنا، يا أميرالمؤمنين.

قال: فبايع الناس بأجمعهم يزيد وابنه معاوية بن يزيد من بعده، وفتح

____________

١ و ٣ - من المقتل.

٢ - في المقتل: بينكم.

١٤٥

بيوت الأموال وأخرج أموالاً جليلة(١) ففرّقها عليهم، ثمّ عزم على إنفاذ الكتب إلى ( جميع )(٢) البلاد بأخذ البيعة له، وكان مروان بن الحكم والياً على المدينة فعزله وولى مكانه ابن عمّه الوليد بن عتبة بن أبي سفيان، وكتب إليه يقول:

بسم الله الرحمن الرحيم

من عبد الله يزيد أمير المؤمنين إلى الوليد بن عتبة.

أ مّا بعد:

فإن معاوية كان عبداً من عباد الله أكرمه فاستخلفه ومكّن له، ثمّ قبضه إلى روحه وريحانه أو عقابه(٣) ، عاش بقدر، ومات بأجل، وقد كان عهد إليّ وأوصاني أن أحذر آل أبي تراب وجرأتهم على سفك الدماء، وقد آن - يا وليد - أن ينتقم الله للمظلوم(٤) عثمان من آل أبي تراب بآل أبي سفيان، فإذا ورد عليك كتابي هذا فخذ البيعة [ لي ](٥) على جميع الخلق في المدينة.

قال: ثمّ كتب في رقعة صغيرة:

أمّا بعد:

فخذ الحسين وعبد الله بن عمر وعبد الرحمان بن أبي بكر وعبد الله بن الزبير بالبيعة أخذاً عنيفاً ليست فيه رخصة، فمن أبى عليك فاضرب عنقه، وابعث إليّ برأسه، والسلام.(٦)

____________

١ - في المقتل: جزيلة.

٢ و ٥ - من المقتل.

٣ - في المقتل: إلى روحه وريحانه ورحمته وثوابه.

٤ - في المقتل: وقد علمت يا وليد أنّ الله تعالى منتقم للمظلوم.

٦ - مقتل الحسينعليه‌السلام للخوارزمي: ١/١٧٧ - ١٨٠.

١٤٦

و روي عن مكحول، عن أبي عبيدة الجراح، قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : لا يزال أمر أمتي قائماً بالقسط حتّى يكون أوّل من يثلمه رجل من بني اُميّة [ يقال له يزيد ].(١)

وبإسناد متّصل بأبي ذررضي‌الله‌عنه قال: سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول: أوّل من يبدّل ديني رجل من بني اُميّة.

قال: ابن أعثم: فلمـّا ورد الكتاب على الوليد بن عتبة قرأه واسترجع، ثمّ قال: يا ويح الوليد بن عتبة من دخوله في هذه الامارة، ما لي وللحسين؟ ثمّ بعث إلى مروان فدعاه وقرأ الكتاب عليه، فاسترجع مروان، ثمّ قال: رحم الله معاوية.

فقال الوليد: أشر عليَّ برأيك.

فقال مروان: أرى أن ترسل إليهم في هذه الساعة فتدعوهم إلى الطاعة والدخول في بيعة يزيد، فإن فعلوا قبلت ذلك منهم، وإن أبوا قدمتهم وضربت أعناقهم قبل أن يعلموا بموت معاوية، فإنّهم إن علموا بموته وثب كلّ واحد منهم وأظهر الخلاف ودعا إلى نفسه، فعند ذلك أخاف أن يأتيك منهم ما لا قبل لك به، إلا عبد الله بن عمر فإنّي لا أراه ينازع، فذره عنك، وابعث إلى الحسين وعبد الرحمان بن أبي بكر وعبد الله بن الزبير فادعهم إلى البيعة، مع أنّي أعلم أنّ الحسين خاصة لا يجيبك إلى بيعة يزيد أبداً، ولا يرى له عليه طاعة، والله إنّي لو كنت موضعك لم اراجع الحسين في كلمة واحدة حتّى أضرب عنقه، فأطرق الوليد بن عتبة، ثمّ رفع رأسه وقال: ليت الوليد بن عتبة لم يولد.

____________

١ - من المقتل.

١٤٧

قال : ثمّ دمعت عيناه، فقال له عدوّ الله مروان: أيّها الامير، لا تجزع بما ذكرت لك، فإنّ آل أبي تراب هم الأعداء في قديم الدهر ولم يزالوا، وهم الّذين قتلوا عثمان، ثمّ ساروا إلى معاوية فحاربوه، فإنّي لست آمن - أيّها الأمير - إن أنت لم تعاجل الحسين خاصة أن تسقط منزلتك عند أمير المؤمنين يزيد.

فقال الوليد: مهلاً - يا مروان - اُقصّر من كلامك وأحسن القول في ابن فاطمة، فإنّه بقيّة ولد النبيّين.

قال: ثمّ بعث الوليد بن عتبة إلى الحسين وعبد الرحمان بن أبي بكر وعبد الله بن عمرو وعبد الله بن الزبير فدعاهم، وأقبل الرسول وهو عمرو بن عثمان، فلم يصب القوم في منازلهم، فمضى نحو المسجد فإذا القوم عند قبر النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فسلّم، ثمّ قال: إنّ الأمير يدعوكم، فصيروا إليه.

فقال الحسين: نفعل إن شاء الله إذا نحن فرغنا من مجلسنا، فانصرف الرسول وأخبر الوليد بذلك، واقبل عبد الله بن الزبير على الحسين، فقال: يا أبا عبد الله، إنّ هذه ساعة لم يكن الوليد بن عتبة يجلس فيها للناس، وإنّي قد أنكرت بعثته إلينا في مثل هذا الوقت، فترى لما بعث إلينا(١) ؟

فقال الحسينعليه‌السلام : اخبرك إنّي أظنّ أنّ معاوية هلك، وذلك انّي رأيت البارحة في منامي كأنّ منبر معاوية منكوس، ورأيت النّار تشتعل في داره، فتأوّلت ذلك في نفسي بأنّه قد مات.

قال ابن الزبير: فاعمل على ذلك بأنّه كذلك، فما ترى أن تصنع إذا دعيت إلى بيعة يزيد؟

____________

١ - في المقتل: أنكرت بعثه أفترى لماذا بعث إلينا؟

١٤٨

فقال الحسينعليه‌السلام : لا اُبايع أبداً، لأنّ الأمر إنّما كان لي بعد أخي الحسن فصنع معاوية ما صنع، وحلف لأخي الحسن انّه لا يجعل الخلافة لأحد من بعده من ولده، وأن يردّها عليَّ إن كنت حيّاً، فإن كان معاوية قد خرج من دنياه ولم يف لي ولا لأخي فوالله لقد جاءنا مالا قوام(١) لنا به، أتظنّ أنّي اُبايع يزيد، ويزيد رجل فاسق معلن بالفسق، وشرب الخمر، واللعب بالكلاب والفهود، ونحن بقيّة آل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ؟ والله لا يكون ذلك أبداً، فبينما هما في المحاورة إذ رجع الرسول وقال للحسين: أبا عبد الله، إنّ الأمير قاعد لكما خاصة فقوما إليه، فزبره الحسين وقال: انطلق إلى أميرك لا اُمّ لك أنا صائر إليه الساعة إن شاء الله ولا قوّة إلا بالله.

قال: فرجع الرسول إلى الوليد فأخبره بذلك، وقال: إنّ الحسين قد أجاب وهو صائر إليك هذه الساعة في أثري.

فقال مروان: غدر والله الحسين.

فقال الوليد: مهلاً ليس مثل الحسين يغدر، ولا يقول ما لا يفعل، ثمّ أقبل الحسين على الجماعة وقال: قوموا(٢) إلى منازلكم فإنّي صائر إليه فأنظر ما عنده.

فقال له ابن الزبير: إنّي أخشى(٣) عليك أن يحبسوك عندهم ولا يفارقونك أبداً حتّى تبايع أو تقتل.

فقال: لست أدخل عليه وحدي، ولكن أجمع أصحابي وخدمي

__________________

١ - في المقتل: قرار.

٢ - في المقتل: صيروا.

٣ - في المقتل: خائف.

١٤٩

و أنصاري وأهل الحقّ من شيعتي، وآمر كلّ واحد منهم أن يأخذ سيفه مسلولاً تحت ثيابه، ثمّ يصيروا بإزائي، فإذا أنا أومأت إليهم وقلت: [ يا آل الرسول، ادخلوا ] دخلوا وفعلوا ما أمرتهم به، ولا اُعطي القياد من نفسي، فقد علمت والله أنّه قد أتى من الأمر ما لا قوام له، ولكن قدر الله ماضٍ، وهو الّذي يفعل في أهل البيت ما يشاء ويرضى.

ثمّ وثب الحسين فصار إلى منزله، ثمّ دعا بماء فاغتسل، ولبس ثيابه، وصلّى ركعتين، فلمـّا انفتل من صلاته أرسل إلى فتيانه ومواليه وأهل بيته فأعلمهم شأنه، ثمّ قال: كونوا بباب هذا الرجل، فإذا سمعتم صوتي وكلامي وصحت: [ يا آل الرسول ] فاقتحموا بغير إذن، ثمّ أشهروا السيف(١) ولا تعجلوا، فإن رأيتم ما لا تحبّون فضعوا سيوفكم فيهم واقتلوا من يريد قتلي.

قال: ثمّ خرج الحسين من منزله، وفي يده قضيب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وهو في ثلاثين رجلاً من مواليه وشيعته حتّى أوقفهم على باب الوليد، ثمّ قال: انظروا ما اُوصيكم(٢) به فلا تعدوه وأنا أرجو أن أخرج إليكم سالماً، ثمّ دخل الحسينعليه‌السلام على الوليد وسلم، وقال: كيف أصبح الأمير؟

قال: فردّ عليه الوليد ردّاً حسناً، ثمّ أدناه وقرّبه، وكان مروان حاضراً في مجلس الوليد، وكان بيد الوليد ومروان قبل ذلك منازعة، فلمـّا نظر الحسين إلى مروان جالساً في مجلس الوليد، قال: أصلح الله الأمير الصلح(٣) خير من

____________

١ - في المقتل: السيوف.

٢ - في المقتل: ما أوصيتكم.

٣ - في المقتل: الصلاح.

١٥٠

الفساد، وقد آن لكما أن تجتمعا، الحمد لله الّذي أصلح ذات بينكم.

قال: فلم يجيباه بشيء في هذا، فقال الحسينعليه‌السلام : هل ورد عليكم خبر من معاوية؟ فإنّه قد كان عليلاً وقد طالت علته، فكيف هو الآن؟

قال: فتأوّه الوليد، ثمّ قال: يا أبا عبد الله، آجرك الله(١) في معاوية، فقد كان لك عمّ صدق، ووالي عدل، فقد ذاق الموت، وهذا كتاب أمير المؤمنين يزيد.

فقال الحسينعليه‌السلام : إنّا لله وإنّا إليه راجعون، وعظم الله لكما الأجر، ولكن لماذا دعوتني؟

فقال: دعوتك للبيعة الّتي قد اجتمع عليها الناس.

قال: فقال الحسينعليه‌السلام : إنّ مثلي لا يعطي بيعته سرّاً، وإنّما يجب أن تكون البيعة علانية بحضرة الجماعة، ولكن غداً إذا دعوت الناس إلى البيعة دعوتنا معهم، فيكون أمراً واحداً.

فقال له الوليد: لقد قلت فأحسنت القول وكذا كان ظنّي فيك، فانصرف راشداً حتّى تأتينا غدا مع الناس.

قال: فقام مروان، وقال: إنّه إن فارقك الساعة ولم يبايع فإنّك لا تقدر عليه بعدها أبداً حتّى تكثر القتلى بينك وبينه، فاحتبسه عندك ولا تدعه يخرج أو يبايع وإلا فاضرب عنقه.

قال: فالتفت الحسين إليه، وقال: ويلي عليك ياابن الزرقاء، أتأمره بضرب عنقي؟ كذبت والله ولؤمت، والله لو رام ذلك أحد من الناس لسقيت

__________________

١ - لفظ الجلالة أثبتناه من المقتل.

١٥١

الأرض من دمه، فإن شئت ذلك فقم أنت فاضرب(١) عنقي إن كنت صادقاً.

قال : ثمّ أقبل الحسين على الوليد وقال: أيّها الأمير، إنّا أهل بيت النبوّة، ومعدن الرسالة، وبنا فتح الله وبنا ختم، ويزيد رجل فاسق، شارب خمر، قاتل النفس، معلق بالفسق، ومثلي لا يبايع مثله، ولكن نصبح وتصبحون، وننظر وتنظرون أينا أحقّ بالخلافة والبيعة.

قال: فسمع من بالباب صوت الحسين فهمّوا أن يقتحموا الدار بالسيوف، وخرج إليهم الحسينعليه‌السلام فأمرهم بالانصراف، وأقبل الحسين إلى منزله، فقال مروان للوليد: عصيتني حتّى أفلت الحسين من يدك، أمّا والله لا تقدر منه على مثلها، والله ليخرجنّ عليك وعلى يزيد.

فقال الوليد: ويحك يا مروان، أشرت عليَّ بقتل الحسين، وفي قتله ذهاب ديني ودنياي، والله ما اُحبّ(٢) أن أملك الدنيا بأسرها وانّي قتلت الحسين، ما أظنّ أحداً يلقى الله يوم القيامة بدم الحسين إلا وهو خفيف الميزان عندالله، لا ينظر إليه، ولا يزكّيه، وله عذاب أليم.

قال: وخرج الحسينعليه‌السلام من منزله يسمع الأخبار فإذا هو بمروان بن الحكم قد عارضه في طريقه، فقال: يا أبا عبد الله، إنّي لك ناصح فأطعني ترشد وتسدّد.

فقال الحسينعليه‌السلام : وما ذاك؟

قال: إنّي آمرك ببيعة يزيد فإنّه خير لك في دينك ودنياك.

____________

١ - في المقتل: فرم أنت ضرب.

٢ - في المقتل: والله إنّي لا احب.

١٥٢

قال: فاسترجع الحسينعليه‌السلام وقال: على الاسلام العفا إذ قد بليت الاُمّة براع مثل يزيد، ثمّ أقبل الحسين على مروان، وقال: ويحك تأمرني ببيعة يزيد، ويزيد رجل فاسق، لقد قلت شططاً، لا ألومك على قولك لأنّك اللعين الّذي لعنك رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وأنت في صلب أبيك الحكم بن ابي العاص، ومن لعنه رسول الله فإنّه لا ينكر منه أن يدعو إلى بيعة يزيد، ثمّ قال: إليك عنّي يا عدوّ الله فإنّا أهل بيت رسول الله على الحقّ والحقّ فينا، وقد سمعت جدّي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول: الخلافة محرمة على آل أبي سفيان الطلقاء وأبناء الطلقاء، فإذا رأيتم معاوية على منبري فابقروا بطنه(١) ، فوالله لقد رآه أهل المدينة على منبر جدّي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فلم يفعلوا ما امرهم به فابتلاهم الله بابنه يزيد.

قال: فغضب مروان، ثمّ قال: والله لا تفارقني أو تبايع ليزيد صاغراً، فإنكم آل أبي تراب قد ملئتم كلاماً واشربتم بغض آل أبي سفيان، وحقيق عليهم أن يبغضوكم.

فقال الحسينعليه‌السلام : ويلك إليك عنّي، فإنّك رجس وإنّا أهل بيت

__________________

١ - السنة لعبد الله بن أحمد بن حنبل: ١٥١ ح ٨١٤، مناقب الإمام أمير المؤمنينعليه‌السلام لمحمد بن سليمان الكوفي: ٢/٣٠٠ ح ٧٧٥ وص ٣٠٥ ح ٧٧٩ وص ٧٨٠ وص٣١٨ ح ٧٩٠، أنساب الأشراف: ١/١٢٨ ح ٣٦٩ وص ١٢٨ - ١٢٩ ح ٣٧١، تاريخ الطبري: ١٠ / ٥٨، الكامل لابن عديّ: ٣/١٢٥٥، وج ٥/١٨٤٤ وص١٩٥١، وج ٦/٢١٢٥ وص٢٤١٦، وج ٧/٢٥٤٤، معاني الأخبار: ٣٤٦ ح ١، تاريخ بغداد: ١٢/١٨١، شرح نهج البلاغة: ١٥/١٧٦، الملاحم والفتن: ١١١ وص ١٦٨ - ١٦٩ ب ١٩، ميزان الاعتدال: ٢/٦١٣، الاصول الستة عشر، كتاب عبّاد العصفري: ١٩، وقعة صفّين: ٢١٦ وص٢٢١، سير أعلام النبلاء: ٣/١٤٩، البداية والنهاية: ٨/١٣٣، المطالب العالية: ٤/٣١٣ ح ٤٤٩٩.

١٥٣

الطهارة الّذي أنزل الله فينا:( إنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرِّجسَ أهلَ البَيتِ وَيُطَهِّرَكُم تَطهِيراً ) (١) فنكس مروان رأسه، فقال له الحسين: أبشر يا ابن الزرقاء بكل ما تكره من الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله يوم تقدّم على جدّي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فيسألك عن حقي وحق يزيد.

قال : فمضى مروان مغضباً حتّى دخل على الوليد فخبّره بما كان من مقالة الحسينعليه‌السلام ، وكان ابن الزبير قد خرج ليلاً قاصداً مكّة حين اشتغلوا بالحسين، فبعث الوليد بن عتبة في طلبه فلم يقدروا عليه وفاتهم، فكتب الوليد إلى يزيد يخبره الخبر بما كان من ابن الزبير، ثمّ ذكر له بعد ذلك أمر الحسين، فلمـّا ورد الكتاب على يزيد وقرأه غضب غضباً شديداً، وكان إذا غضب انقلبت عيناه فصار أحول، فكتب إلى الوليد بن عتبة:

من عبد الله أمير المؤمنين يزيد إلى الوليد بن عتبة.

أمّا بعد:

فإذا ورد عليك كتابي هذا فخذ البيعة ثانياً على أهل المدينة وذر عبد الله ابن الزبير فإنّه لا يفوتنا، وليكن مع جواب كتابي رأس الحسين، فإن فعلت ذلك فقد جعلت لك أعنّة الخيل، ولك عندي الجائزة العظمى والحظّ الأوفر، والسلام.

فلمـّا ورد الكتاب على الوليد وقرأه عظم ذلك عليه، ثمّ قال: لا والله لا يراني الله بقتل ابن نبيّه(٢) ولو جعل يزيد لي الدنيا بما فيها.

قال: وخرج الحسينعليه‌السلام من منزله ذات ليلة وأقبل إلى قبر جدّهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال: السلام عليك يا رسول الله، أنا الحسين بن فاطمة

____________

١ - سورة الأحزاب: ٣٣.

٢ - كذا في المقتل، وفي الأصل: بنته.

١٥٤

فرخك وابن فرختك، وسبطك الّذي خلّفتني في اُمّتك، فاشهد عليهم يا نبيّ الله أنهم قد خذلوني، وضيّعوني، ولم يحفظوني، وهذه شكواي إليك حتّى ألقاك.

قال: ثمّ قام فصفّ قدميه فلم يزل راكعاً ساجداً. قال: وأرسل الوليد إلى منزل الحسينعليه‌السلام لينظر أخرج من المدينة أم لا، فلم يصبه في منزله، فقال: الحمد لله الّذي(١) خرج ولم يبتلني الله(٢) بدمه.

قال: ورجع الحسين إلى منزله عند الصبح.

قال: فلمـّا كانت الليلة الثانية(٣) خرج إلى القبر أيضاً وصلّى ركعات، فلمـّا فرغ من صلاته جعل يقول: اللّهمّ هذا قبر نبيّك محمد، وأنا ابن بنت نبيّك، وقد حضرني من الأمر ما قد علمت.

اللّهمّ إنّي اُحبّ المعروف، واُنكر المنكر، وأنا أسألك يا ذا الجلال والاكرام بحقّ هذا(٤) القبر ومن فيه إلا اخترت لي ما هو لك رضى، ولرسولك رضى.

قال: ثمّ جعل يبكي عند القبر حتّى إذا كان قريباً من الصبح وضع رأسه على القبر فأغفى، فإذا هو برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قد أقبل في كتيبة من الملائكة عن يمينه وعن شماله وبين يديه حتّى ضمّ الحسين إلى صدره وقبّل بين عينيه وقال: حبيبي يا حسين كأنّي أراك عن قريب مرملاً بدمائك، مذبوحاً

__________________

١ - في المقتل: إذ.

٢ - لفظ الجلالة أثبتناه من المقتل.

٣ - في المقتل: الثالثة.

٤ - من المقتل.

١٥٥

بأرض كربلاء، بين(١) عصابة من اُمّتي، وأنت مع ذلك عطشان لا تسقى، وظمآن لا تروى، وهم مع ذلك يرجون شفاعتي، لا أنالهم الله شفاعتي يوم القيامة.

حبيبي يا حسين، إنّ أباك واُمّك وأخاك قدموا عليَّ وهم مشتاقون إليك، وإنّ لك في الجنان لدرجات لن تنالها إلا بالشهادة.

قال : فجعل الحسينعليه‌السلام في منامه ينظر إلى جدّه ويقول: يا جدّاه، لا حاجة لي في الرجوع إلى الدنيا، فخذني إليك وأدخلني معك في قبرك.

فقال له رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : لا بدّ لك من الرجوع إلى الدنيا حتّى ترزق الشهادة، وما قد كتب الله لك فيها من الثواب العظيم، فإنّك وأباك وأخاك وعمك وعم أبيك تحشرون يوم القيامة في زمرة واحدة حتّى تدخلوا الجنة.

قال : فانتبه الحسينعليه‌السلام من نومه فزعاً مرعوباً فقصّ رؤياه على أهل بيته وبني عبد المطّلب، فلم يكن في ذلك اليوم في مشرق ولا مغرب قوم أشدّ غماً من أهل بيت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ولا أكثر باك ولا باكية منهم.

قال: وتهيّأ الحسين صلوات الله عليه للخروج من المدينة ومضى في جوف الليل إلى قبر اُمّهعليها‌السلام فودّعها، ثمّ مضى إلى قبر أخيه الحسنعليه‌السلام ففعل كذلك، ثمّ رجع إلى منزله وقت الصبح، فأقبل إليه أخوه محمد إبن الحنفيّة وقال: يا أخي أنت أحبّ الخلق إليّ وأعزّهم عليَّ، ولست والله أدّخر النصيحة لأحد من الخلق، وليس أحد أحقّ بها منك لأنّك مزاج مائي

____________

١ - كذا في المقتل، وفي الأصل والبحار: من.

١٥٦

ونفسي وروحي وبصري، وكبير أهل بيتي، ومن وجبت طاعته في عنقي، لأنّ الله تبارك وتعالى قد شرّفك عليَّ وجعلك من سادات أهل الجنّة، واريد أن اُشير عليك فاقبل منّي.

فقال الحسينعليه‌السلام : يا أخي، قل ما بدا لك.

فقال: اُشير عليك أن تتنحّى عن يزيد وعن الأمصار ما استطعت، وتبعث رسلك إلى الناس تدعوهم إلى بيعتك، فإن بايعك الناس حمدت الله على ذلك وقمت فيهم بما كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقوم به فيهم حتّى يتوفّاك الله(١) وهو عنك راض، والمؤمنون عنك راضون كما رضوا عن أبيك وأخيك، وإن اجتمع الناس على غيرك حمدت الله على ذلك وسكتّ ولزمت منزلك(٢) فإنّي خائف عليك أن تدخل مصراً من الأمصار، أو تأتي جماعة من الناس فيقتتلون فتكون طائفة منهم معك وطائفة عليك فتقتل بينهم.

فقال الحسينعليه‌السلام : فإلى أين أذهب؟

قال: تخرج إلى مكّة، فإن اطمأنّت بك الدار بها فذاك، وإن تكن الاُخرى خرجت إلى بلاد اليمن، فإنّهم أنصار جدّك وأبيك، وهم أرأف الناس وأرقّهم قلوباً(٣) ، وأوسع الناس بلاداً، فإن اطمأنّت بك الدار فذاك(٤) وإلا لحقت بالرمال، وشعوب الجبال، وجزت(٥ ) من بلد إلى بلد، حتّى تنظر ما يؤل إليه أمر الناس ويحكم الله بيننا وبين القوم الفاسقين.

__________________

١ - لفظ الجلالة أثبتناه من المقتل.

٢ - كذا في المقتل، وفي الأصل: حمدت الله على ذلك، وتسكت منزلك.

٣ - في المقتل: وهم أرأف وأرقّ قلوباً.

٤ - من المقتل.

٥ - في المقتل: وصرت.

١٥٧

قال: فقال الحسينعليه‌السلام : يا أخي، والله لو لم يكن في الدنيا ملجأ ولا مأوى لما بايعت يزيد بن معاوية، فقد قال جدّيصلى‌الله‌عليه‌وآله : اللّهمّ لا تبارك في يزيد.

قال سيّدنا ومولانا علم العترة الطاهرة، ومصباح الاسرة الفاخرة، السيد عليّ بن موسى بن جعفر بن محمد بن طاووسرضي‌الله‌عنه وأرضاه في كتابه الّذي ذكر فيه ما تمّ على الامام السعيد أبي عبد الله الحسينعليه‌السلام : ولعلّ [ بعض ](١) من لا يعرف حقائق شرف السعادة بالشهادة معتقداً(٢) أنّ الله سبحانه لا يتعبّد بمثل هذا الحال(٣) ، أمّا سمع في القرآن الصادق المقال أنّه سبحانه تعبّد قوماً بقتل أنفسهم، فقال تعالى:( فَتُوبُوا إلَى بَارِئِكُم فَاقتُلُوا أنفُسَكُم ذلِكُم خَيرٌ لَكُم عِندَ بَارِئِكُم ) (٤) ؟

ولعله يعتقد [ أن معنى ](٥) قوله سبحانه:( وَلَا تُلقُوا بِأَيدِيكُم إلَى التَّهلُكَةِ ) (٦) أنّه هو القتل، وليس الأمر كذلك، وإنّما التعبد به من أعظم(٧) درجات السعادة والفضل.

وقد ذكر صاحب المقتل المرويّ عن الصادقعليه‌السلام في تفسير هذه الآية ما يليق بالعقل:

فروى عن أسلم قال: غزونا نهاوند - أو قال غيرها - فاصطففنا والعدوّ

__________________

١ و ٥ - من الملهوف.

٢ - في الملهوف: يعتقد.

٣ - في الملهوف: هذه الحالة.

٤ - سورة البقرة: ٥٤.

٦ - سورة البقرة: ١٩٥.

٧ - في الملهوف: أبلغ.

١٥٨

صفّين لم أرَ أطول منهما ولا أعرض، والروم قد ألصقوا ظهورهم بحائط مدينتهم، فحمل رجل منّا على العدوّ، فقال الناس: لا إله إلا الله ألقى هذا بنفسه إلى التهلكة.

فقال أبو أيوب الأنصاريرضي‌الله‌عنه : إنّما تؤولون(١) هذه الآية على أنّه حمل هذا الرجل يلتمس الشهادة، وليس كذلك، إنّما اُنزلت فينا، لأنّا كنّا(٢) قد اشتغلنا بنصرة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وتركنا أهالينا وأموالنا لأن نقيم فيها ونصلح ما فسد منها، فقد ضاعت بتشاغلنا عنها، فأنزل الله سبحانه إنكاراً علينا لما وقع(٣) في نفوسنا من التخلف عن [ نصرة ](٤) رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لإصلاح أموالنا( وَلَا تُلقُوا بِأَيدِيكُم إلَى التَّهلُكَةِ ) ، معناه: إن تخلفتم عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وأقمتم في بيوتكم ألقيتم بأيديكم إلى التَّهلكة، وسخط الله عليكم فهلكتم، وذلك ردّ علينا فيما قلنا وعزمنا عليه من الاقامة، وتحريض لنا على الغزو، وما نزلت هذه الآية في رجل حمل على العدوّ يحرّض أصحابه على أن يفعلوا كفعله ويطلب الشهادة بالجهاد في سبيل الله رجاء ثواب الآخرة.(٥)

قلت: وهذا معنى قول النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله : كلّ برٍّ فوقه برّ حتّى يخرج الرجل شاهراً سيفه في سبيل الله فيقتل فليس فوقه برّ.(٦)

__________________

١ - كذا في الملهوف، وفي الأصل: تتلون.

٢ - كذا في الملهوف، وفي الأصل: قلنا.

٣ - في الملهوف: فأنزل الله إنكال لما وقع.

٤ - من الملهوف.

٥ - الملهوف على قتلى الطفوف: ١٠٠.

٦ - أخرجه في الوسائل: ١١/١٠ ح ٢٥ عن التهذيب: ٦/١٢٢ ح ٢٠٩، والخصال:

١٥٩

ثمّ نرجع إلى تمام الحديث:

قال : قطع محمد بن الحنفيّة الكلام وبكى، فبكى [ معه ](١) الحسينعليه‌السلام ساعة، ثمّ قال: يا أخي، جزاك الله خيراً فقد نصحت وأشرت بالصواب، وأنا عازم على الخروج إلى مكّة، وقد تهيّأت لذلك أنا وإخوتي وبنو أخي وشيعتي ممّن أمرهم(٢) أمري ورأيهم رأيي، وأمّا أنت يا أخي فما عليك أن تقيم بالمدينة، فتكون لي عيناً عليهم لا تخف عنّي شيئاً من امورهم.

ثمّ دعا الحسينعليه‌السلام بدواة وبياض وكتب هذه الوصيّة لأخيه محمدرضي‌الله‌عنه :

بسم الله الرحمن الرحيم

هذا ما أوصى به الحسين بن عليّ بن أبي طالب إلى أخيه محمد المعروف بابن الحنفيّة، أنّ الحسين يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمّداً عبده ورسوله، جاء بالحقّ من عند الحقّ، وأن الجنّة والنار حقّ، وأن الساعة أتية لا ريب فيها، وأن الله يبعث من في القبور، وأنّي لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا مفسداً ولا ظالماً، وإنّما خرجت لطلب الاصلاح في اُمّة جدّيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، اريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر، وأسير بسيرة جدّي محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله وأبي عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام ، فمن قبلني بقبول الحقّ فالله أولى بالحقّ، ومن ردّ علي هذا أصبر(٣) حتّى يقضي الله بيني وبين القوم

____________

٩ ح ٣١، والكافي: ٥/٥٣ ح ٢.

١ - من المقتل والبحار.

٢ - كذا في المقتل، وفي الأصل والبحار: وشيعتي وأمرهم.

٣ - في المقتل: صبرت.

١٦٠

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562