تسلية المجالس وزينة المجالس الجزء ٢

تسلية المجالس وزينة المجالس10%

تسلية المجالس وزينة المجالس مؤلف:
المحقق: فارس حسون كريم
الناشر: مؤسسة المعارف الاسلامية
تصنيف: مكتبة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وأهل البيت عليهم السلام
الصفحات: 562

الجزء ١ الجزء ٢
  • البداية
  • السابق
  • 562 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 385759 / تحميل: 7190
الحجم الحجم الحجم
تسلية المجالس وزينة المجالس

تسلية المجالس وزينة المجالس الجزء ٢

مؤلف:
الناشر: مؤسسة المعارف الاسلامية
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

[٢٠٩٣] عيسى بن حسّان:

روى عنه: علي بن النعمان، وفي موضع آخر: عيسى بن حسان الكاتب، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (١) .

[٢٠٩٤] عيسى بن حمّاد الخَلِيدي:

البَكْري، الكُوفِيّ، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٢) .

[٢٠٩٥] عيسى بن حيّان الكُوفِيّ:

أبو أحمد النَّخَعِيّ، مولاهم، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٣) .

[٢٠٩٦] عيسى بن خُلَيد الفَرّاء:

الكُوفِيّ، أَسْنَدَ عَنْهُ، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٤) عنه: أحمد بن محمّد بن أبي نصر، في الكافي، في باب فضل فقراء المسلمين(٥) ، وابن بكير، في باب الشهور التي يستحب فيها العمرة(٦) ، والحسن بن علي بن فضال، في التهذيب، في باب الزيادات في فقه الحج، مرّتين(٧) ، وجعفر بن بشير، فيه، في كتاب المكاسب(٨) .

[٢٠٩٧] عيسى بن داود النَّجّار:

كُوفِيّ، من أصحابنا، قليل الرواية، روى عن أبي الحسن موسىعليه‌السلام

__________________

(١) ذكره الشيخ في أصحاب الإمام الصادقعليه‌السلام في ثلاث مواضع: ٢٥٨ / ٥٦٧، ٢٥٩ / ٥٨٤، ٢٦٦ / ٧٠٦، وفي الأخير بعنوان (عيسى بن حسان)

(٢) رجال الشيخ: ٢٥٩ / ٥٨٣.

(٣) رجال الشيخ: ٢٥٨ / ٥٦٤.

(٤) رجال الشيخ: ٢٥٩ / ٥٨١.

(٥) أُصول الكافي ٢: ٢٠٣ / ١٥.

(٦) الكافي ٤: ٥٣٦ / ٣.

(٧) تهذيب الأحكام ٥: ٤٥٨ / ١٥٩٠، ٤٤٣ / ١٥٤٢.

(٨) تهذيب الأحكام ٦: ٣٦٨ / ١٠٤٣.

٢٨١

له كتاب التفسير، كذا في النجاشي(١) .

ويظهر منه أنه من مؤلّفي الإمامية، ولذا حكم بحسنه في: البلغة(٢) ، والوجيزة(٣) ، والتعليقة(٤) .

[٢٠٩٨] عيسى بن راشد الكُوفِيّ:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٥) .

[٢٠٩٩] عيسى بن زيد بن علي:

ابن الحسين بن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام أبو يحيى، عداده في الكوفيين، أسْنَدَ عَنْهُ، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٦) .

قلت: هو الملقب بمؤتم الأشبال، خرج مع إبراهيم بن عبد الله، ثم استتر إلى أن مات أيام الهادي لعنه الله، وله عثرة بالنسبة إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام مذكورة في الكافي(٧) ، إلاّ ان الظاهر أنه تاب، ولذا روى عنه في الأُمور الدينية، كما في التهذيب، في باب وصيّة الصبي(٨) وغيره، وفي الكافي، في باب النشو من كتاب العقيقة(٩) .

[٢١٠٠] عيسى بن سَوادة:

ابن أبي الجَعْد، النَّخَعِيّ، مولاهم، كُوفِيّ، من أصحاب

__________________

(١) رجال النجاشي: ٢٩٤ / ٧٩٧.

(٢) بلغة المحدثين: ٣٩١ / ٤٠.

(٣) الوجيزة: ٣٩.

(٤) لم نعثر عليه في نسختين عندنا من التعليقة.

(٥) رجال الشيخ: ٢٥٨ / ٥٧٢.

(٦) رجال الشيخ: ٢٥٧ / ٥٥٣، ورجال البرقي: ٣٠.

(٧) أُصول الكافي ١: ٢٩١ ٢٩٨، في ذيل الحديث ١٧.

(٨) تهذيب الأحكام ٩: ١٨٣ / ٧٣٨.

(٩) الكافي ٦: ٤٦ / ١.

٢٨٢

الصادقعليه‌السلام (١) .

[٢١٠١] عيسى بن شِيرة (٢) المـَدَنِيّ:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٣) .

[٢١٠٢] عيسى بن الصّلت:

كُوفِيّ، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٤) .

[٢١٠٣] عيسى بن الضحّاك:

يروي عنه: عثمان بن عيسى(٥) .

[٢١٠٤] عيسى الضرير:

وفي بعض الأسانيد: الضعيف(٦) ، يروي عنه مكرّراً ابن أبي عمير بتوسط حسين بن أحمد المِنقري(٧) .

[٢١٠٥] عيسى بن عبد الرّحمن السلَمي:

البَجَلِيّ، كُوفِيّ، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٨) .

__________________

(١) رجال الشيخ: ٢٥٨ / ٥٧٧.

(٢) في المصدر: (سبرة)، ومثله في: مجمع الرجال ٤: ٣٠٣، وعن نسخة بدل في نقد الرجال: ٢٦١، وما في: منهج المقال: ٢٥٥، ونقد الرجال: ٢٦١، وجامع الرواة ١: ٦٥١، وتنقيح المقال ٢: ٣٦١، موافق لما في الأصل والحجرية.

(٣) رجال الشيخ: ٢٥٧ / ٥٥٥.

(٤) رجال الشيخ: ٢٦٨ / ٧٣٧، ورجال البرقي: ٣٠.

(٥) أُصول الكافي ٢: ٢٤٧ / ٤.

(٦) الكافي ٧: ٢٩٥ / ١.

(٧) الكافي ٧: ٢٧٦ / ٤، وفيه: الضرير، وقد اختص برواية واحدة فقط بهذه الكنية، نعم ورد في روايات اخرى وفيها جميعاً: الضعيف، فلاحظ. انظر جامع الرواة ١: ٦٥١.

(٨) رجال الشيخ: ٢٥٨ / ٥٧٦.

٢٨٣

[٢١٠٦] عيسى بن عبد الله بن محمّد:

ابن عمر بن علي بن أبي طالبعليه‌السلام الهاشمي، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (١) ، وهو صاحب كتاب معتمد في مشيخة الفقيه(٢) .

ذكرنا حسن حاله بل جلالته وعلوّ مقامه في (رمح)(٣) ، وكان الصادقعليه‌السلام خاله، كما صرّح به الصدوق في كمال الدين، في باب ما روي عن الصادق جعفر بن محمّد (عليهما السّلام)(٤) .

[٢١٠٧] عيسى بن عبد الله الوابِشي:

الكُوفِيّ، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٥) .

[٢١٠٨] عيسى بن عَمْرو مولى [الأنصاري (٦) ]:

روى عنه: منصور بن حازم، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٧) وفي رجال البرقي: من أهل فارس، خدم أبا عبد اللهعليه‌السلام سنين، عنه(٨) : سيف بن عميرة(٩) .

[٢١٠٩] عيسى بن عُمَر الأسَدي:

الكُوفِيّ، ينزل همدان، أسْنَدَ عَنْهُ، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (١٠) .

__________________

(١) رجال الشيخ: ٢٥٧ / ٥٥٤.

(٢) الفقيه ٤: ٩٣، من المشيخة.

(٣) تقدم في الجزء الخامس صحيفة: ٦١، الطريق رقم: [٢٤٨].

(٤) كمال الدين ٢: ٣٤٩ ٣٥٠ / ٤٣.

(٥) رجال الشيخ: ٢٥٧ / ٥٦٣

(٦) في الأصل: (الأنصار)، وما بين المعقوفتين أثبتناه من الحجرية.

(٧) رجال الشيخ: ٢٥٨ / ٥٧٥.

(٨) رجال البرقي: ٣٠.

(٩) تهذيب الأحكام ١: ٣٤٧ / ١٠٢٠.

(١٠) رجال الشيخ: ٢٥٧ / ٥٥٦، ١٣٠ / ٤٨، في أصحاب الصادق والباقر (عليهما السّلام)

٢٨٤

[٢١١٠] عيسى بن الفَرَج:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (١) .

[٢١١١] عيسى بن الفرج السّلولي (٢) :

مولاهم، كُوفِيّ، أسْنَدَ عَنْهُ، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٣) .

[٢١١٢] عيسى بن لُقمان الزّهري:

القُرَشي، الكُوفِيّ، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٤) .

[٢١١٣] عيسى بن ماهان:

أبو جعفر الرازي، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٥) .

[٢١١٤] عيسى بن المـُستفاد:

أبو موسى البَجَليّ، الضَّرِير، في النجاشي: روى عن أبي جعفر الثانيعليه‌السلام ، ولم يكن بذاك وله، كتاب الوصيّة، رواه شيوخنا عن أبي القاسم جعفر بن محمّد، قال: حدثنا أبو عيسى عبيد الله بن الفضل بن هلال بن الفضل بن محمّد بن أحمد بن سليمان الصابوني، قال: حدثنا أبو جعفر محمّد بن إسماعيل بن أحمد بن إسماعيل بن محمّد، قال: حدثنا أبو يوسف الوحاظيّ والأزهر بن بسطام بن رستم والحسن بن يعقوب، قالوا: حدثنا عيسى بن المستفاد، وهذا الطريق مصري فيه اضطراب، ثم ذكر

__________________

(١) رجال الشيخ: ٢٦٦ / ٧٠٥.

(٢) في المصدر: (السكوني)، وفي مجمع الرجال ٤: ٣٠٦ (الشلولي) بالشين -. وما في النسخة الخطية لرجال الشيخ ورقة: ٦٥، وجامع الرواة ١: ٦٥٤، ومنهج المقال: ٢٥٦، موافق لما في الأصل والحجرية.

(٣) رجال الشيخ: ٢٥٩ / ٥٨٥.

(٤) رجال الشيخ: ٢٥٨ / ٥٧٨.

(٥) رجال الشيخ: ٢٥ / ٥٦٢.

٢٨٥

طريقاً آخر إلى عبيد الله(١) .

وفي الفهرست: له كتاب رواه عبيد الله بن عبد الله الدِّهقان(٢) ، وفي الخلاصة: له كتاب الوصية، لا يثبت سنده، وهو في نفسه ضعيف(٣) .

قلت: هذا الكتاب قد اعتمد عليه الأعاظم من الشيوخ، فأخرج منه ثقة الإسلام في الكافي في باب أنّ الأئمةعليهم‌السلام لم يفعلوا شيئاً ولا يفعلون إلاّ بعهد من الله عزّ وجلّ. إلى آخره(٤) حديثاً طويلاً.

وقال السيد الرضي في كتاب الخصائص: حدثني هارون بن موسى، قال: حدثني أحمد بن محمّد بن عمّار العِجْلي الكوفي، قال: حدثني عيسى الضرير، عن أبي الحسن عن أبيه (عليهما السّلام). الخبر(٥) .

وقال: حدثني هارون بن موسى، قال: حدثني أحمد بن محمّد بن علي(٦) ، قال: حدثنا أبو موسى عيسى الضَّرير، عن أبي الحسنعليه‌السلام قال. الخبر(٧) . كذا في نسخ الخصائص.

وكذا نقله عنه رضي الدين علي بن طاوس في الطرفة الخامسة عشر والسادسة عشر من كتابه الطرف. ولا يخفى ما في رواية الرضي عن أبي

__________________

(١) رجال النجاشي: ٢٩٧ / ٨٠٩.

(٢) فهرست الشيخ: ١١٦.

(٣) رجال العلاّمة: ٢٤٢ / ٤.

(٤) أُصول الكافي ١: ٢٢٢ / ٤.

(٥) خصائص أمير المؤمنين: ٤١.

(٦) في المصدر: (عمار)

(٧) خصائص أمير المؤمنين: ٤٢.

٢٨٦

الحسن الكاظمعليه‌السلام بثلاث وسائط من البعد(١) .

وقال السيد ابن طاوس في أول الكتاب المذكور: وقد رأيت كتاباً يسمّى كتاب الطرائف في مذاهب الطوائف، فيه شفاء لما في الصدور. إلى أن قال: وإنّما نقلت ما هنا ما لم أره في ذلك الكتاب من الأخبار المتحققة أيضاً في هذا الباب، وهي ثلاث وثلاثون طرفة(٢) ، انتهى.

وكلّها منقولة من كتاب عيسى بلا واسطة، سوى الخبرين اللذين نقلهما بتوسط الرضي. ولا يخفى بعد نقل هؤلاء عنه معتمدين عليه ما في الخلاصة(٣) . وأمّا حكمه بالضعف، فهو ناش من قول النجاشي: ولم يكن بذاك؛ إذ ليس موجوداً في [كلام(٤) ] الغضائري(٥) ، وإلاّ لنقله في النقد(٦) . وهذه الكلمة وإن تُوهم كونها من ألفاظ القدح، ولكنّ المحققون على خلافه.

ففي عدّة السيد الكاظمي(٧) وفاقاً للأُستاذ في التعليقة: إنَّ أكثر ما تستعمل في نفي المرتبة العليا، كما يقال: ليس بذلك الثقة، وليس بذلك

__________________

(١) الطرف: ٢٥ ٢٦.

(٢) الطرف: ٤.

(٣) رجال العلاّمة: ٢٤٢ / ٤.

(٤) ما بين المعقوفتين أضفناه لأن السياق يقتضيه.

(٥) عنه في مجمع الرجال ٤: ٣٠٦، ولم يرد في كلام الغضائري: (ولم يكن بذاك)

(٦) راجع نقد الرجال: ٢٦٢.

(٧) عدّة الرجال ١: ٢٤٦، قال في المراد من ليس بذاك -: (والغرض الغض عنه أو عن حديثه)

٢٨٧

الوجه، وليس بذلك البعيد، فكان فيه نوع من المدح(١) .

[٢١١٥] عيسى مولى الأنصار:

من أهل قاشان، خدم أبا عبد اللهعليه‌السلام سنين، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٢) .

[٢١١٦] عيسى بن مِهْران المـُستعطف:

أبو موسى، له عدّة كتب في: النجاشي(٣) ، والفهرست(٤) . عنه: أحمد بن محمّد بن أبي نصر، في التهذيب، في باب ضمان النفوس(٥) ، وفي باب ديات الأعضاء(٦) .

[٢١١٧] عِيسى بن يونس:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٧) هو يونس بن بزرج، صاحب كتاب معتمد في مشيخة الفقيه(٨) ، وفي أصحاب الكاظمعليه‌السلام (٩) عنه: حماد بن عثمان، في المشيخة(١٠) .

__________________

(١) تعليقة الوحيد البهبهاني (مخطوط): ٢٦، وما في المتن منقول بالمعنى ومن هذا يظهر اختلاف النظر بين كلام الوحيد والكاظمي، فقول المصنفقدس‌سره موافقة الكاظمي للوحيد فيه تأمل ونقاش فلاحظ.

(٢) رجال الشيخ: ٢٦٨ / ٧٣٨.

(٣) رجال النجاشي: ٢٩٧ / ٨٠٧.

(٤) فهرست الشيخ: ١١٦ / ٥١٩.

(٥) تهذيب الأحكام ١٠: ٢٣٤ / ٩٢٦.

(٦) تهذيب الأحكام ١٠: ٢٦٢ / ١٠٣٥.

(٧) رجال الشيخ: ٢٥٨ / ٥٧٩.

(٨) الفقيه ٤: ٩٤، من المشيخة.

(٩) رجال الشيخ: ٣٥٥ / ٢٧، ورجال البرقي: ٤٩.

(١٠) الفقيه ٤: ٩٤، من المشيخة.

٢٨٨

[٢١١٨] عِيص(١) بن أبي شعبة:

ذكره الكشي، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٢) .

[٢١١٩] عُيَيْنَة بن مَيْمون البَجَلِيّ:

مولاهم، القصباني(٣) ، كوفي، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٤) عنه: عبد الله بن المـُغِيرة، في التهذيب، في باب الصلاة في السفر(٥) ، ومثنّى الحناط(٦) .

وزعم السيد في كتابيه(٧) ، وصاحب الجامع(٨) ، أنه بعينه هو عتيبة، بالتاء المثنّاة فوق.

__________________

(١) في الحجرية: (عيسى)، ومثله في منهج المقال: ٢٥٦، وما في: رجال البرقي: ٤١، ومجمع الرجال ٤: ٣٠٨، ونقد الرجال: ٢٦٣، وجامع الرواة ١: ٦٥٥، وتنقيح المقال ٢: ٢٦٤، موافق لما في الأصل.

(٢) لم نعثر عليه في رجال الكشي، وأيضاً هو غير موجود في نسخة الأسترآبادي، قال في منهج المقال: ٢٥٦ (لم أجده في كتابه)

(٣) في الحجرية: القصباتي بالتاء والصحيح ما في الأصل الموافق لما في: المصدر، ومنهج المقال: ٢٥٦، ومجمع الرجال ٤: ٣٠٩، وجامع الرواة ١: ٦٥٦، وتنقيح المقال ٢: ٣٦٤، ومعجم رجال الحديث ١٣: ٢١٨.

(٤) رجال الشيخ: ٢٦٢ / ٦٤٤.

(٥) تهذيب الأحكام ٣: ٢٢٩ / ٥٨٧، وفيه: (عتيبة)

(٦) تهذيب الأحكام ٢: ٣٠٦ / ١٢٣٩، وفيه: (عيينة بياع القصب)

(٧) منهج المقال: ٢١٩، وتلخيص المقال (الوسيط): ٢١٩، ومراد المصنف من (السيد) الميرزا الأسترآبادي وليس التفريشي بقرينة (في كتابيه)

(٨) جامع الرواة ١: ٦٥٦.

٢٨٩

باب الغين:

[٢١٢٠] غَالِب أبو الهُذيل:

الشاعر، الكوفي، هو ابن الهذيل الآتي(١) .

[٢١٢١] غالب بن سَهْل الكَلْبِيّ:

الكُوفِيّ، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٢) .

[٢١٢٢] غالب بن عبد الله:

أبو عاصم الكُوفِيّ، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٣) . عنه: علي بن أسباط(٤) .

[٢١٢٣] غالب بن عُبيد الله العَقيلي:

الجَزَرِيّ، أسْنَدَ عَنْهُ، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٥) .

[٢١٢٤] غالب بن عثمان الهَمْداني:

مات سنة ستّ وستين ومائة، وله ثمان وسبعون سنة، وهو [المشاعري(٦) ] الشاعر، أسْنَدَ عَنْهُ، يكنّى أبا سلمة، من أصحاب

__________________

(١) يأتي هنا في صفحة: ٢٨٩ وبرقم: [٢١٢٥].

(٢) رجال الشيخ: ٢٦٩ / ٥.

(٣) رجال الشيخ: ٢٦٩ / ٦.

(٤) أُصول الكافي ٢: ٣٧٩ / ١.

(٥) رجال الشيخ: ٢٦٩ / ٣.

(٦) في الأصل والحجرية: (المشعاري)، وفي جامع الرواة ١: ٦٥٧ (المشاغري) وما بين المعقوفتين أثبتناه من المصدر الموافق لما في: منهج المقال: ٢٥٧، ومجمع الرجال ٥: ٢، ونقد الرجال: ٢٦٣، ومنتهى المقال: ٢٤٣، وتنقيح المقال ٢: ٣٦٥، ومعجم رجال الحديث ١٣: ٢٢٢.

٢٩٠

الصادقعليه‌السلام (١) .

وفي النجاشي: كان زيدياً، روى عن أبي عبد اللهعليه‌السلام (٢) .

[٢١٢٥] غالب بن الهُذيل:

أبو الهُذيل، الشاعر، الأسدي، مولاهم، كوفي، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٣) . عنه: ولده الثقة، الفقيه، المسدد، عبد الله الشاعر(٤) ، والحسن بن محبوب بتوسط ولده(٥) .

[٢١٢٦] [غريز (٦) ] بن مُقاتل المـَدَنِيّ:

مولى بني هاشم، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٧) .

[٢١٢٧] [غريف (٨) ] بن الوَضّاح الجُعْفيّ:

الكُوفِيّ، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٩) .

__________________

(١) رجال الشيخ: ٢٦٩ / ٢.

(٢) رجال النجاشي: ٣٠٥ / ٨٣٦.

(٣) رجال الشيخ: ٢٦٩ / ١، ١٣٢ / ٢، في أصحاب الصادق والباقر (عليهما السّلام)

(٤) الكافي ٤: ١٥ / ٤.

(٥) الكافي ٨: ٧٦ / ٢٩، من الروضة.

(٦) في الأصل الكلمة غير واضحة، يحتمل: (غدير) أو (عزير)، وفي الحجرية والمصدر: (غرير)، وفي مجمع الرجال ٥: ٣: (عزير).

وما بين المعقوفتين أثبتناه من كتب الرجال: منهج المقال: ٢٥٧، ونقد الرجال: ٢٦٣، وجامع الرواة ١: ٦٥٧، وتنقيح المقال ٢: ٣٦٥.

(٧) رجال الشيخ: ٢٧٠ / ١٤.

(٨) في الحجرية والأصل: (غرير)، وما بين المعقوفتين أثبتناه من المصدر، الموافق لما في: النسخة الخطية لرجال الشيخ ورقة ٦٧، ومنهج المقال: ٢٥٧، ومجمع الرجال ٥: ٣، ونقد الرجال: ٢٦٣، وجامع الرواة ١: ٦٥٧، وتنقيح المقال ٢: ٣٦٥، ومعجم رجال الحديث ١٣: ٢٢٤.

(٩) رجال الشيخ: ٢٧٠ / ١٥.

٢٩١

[٢١٢٨] غَسّان البصري:

عنه: ابن مسكان، في الكافي، في باب فضل زيارة أبي عبد اللهعليه‌السلام (١) ، وموسى بن عمر، فيه(٢) ، وفي الجامع هو ابن يزيد(٣) .

[٢١٢٩] غَسّان بن غَيْلان الأسدي:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٤) .

[٢١٣٠] غَسان بن مالك بن أعْين:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٥) .

[٢١٣١] غُورك بن أبي الحَضْرم (٦) :

أبو عبد الله، الحَضْرمي، الكُوفِيّ، أسْنَدَ عَنْهُ، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٧) .

[٢١٣٢] غُورك بن أبي الخضر:

الكُوفي، الخَزّاز، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٨) .

__________________

(١) الكافي ٤: ٥٨٢ / ١٠.

(٢) الكافي ٤: ٥٨٢ / ١١.

(٣) جامع الرواة ١: ٦٥٧، أي: موسى بن عمر.

(٤) رجال الشيخ: ٢٦٩ / ٨.

(٥) رجال الشيخ: ٢٦٩ / ٧، ورجال البرقي: ٤٧.

(٦) في المصدر: (بن أبي الحصرم)، ومثله المقال في: منهج: ٢٥٧، ومجمع الرجال ٥: ٥، وتنقيح المقال ٢: ٣٦٦، ومنتهى المقال: ٢٤٣، وفي القاموس المحيط ٤: ٩٧ حصرم - (غورك بن حصرم). وما في: نقد الرجال: ٢٦٤، وجامع الرواة ١: ٦٥٨، ومعجم رجال الحديث ١٣: ٢٢٦، موافق لما في الأصل والحجرية.

(٧) رجال الشيخ: ٢٦٩ / ١٢.

(٨) رجال الشيخ: ٢٦٩ / ١١.

٢٩٢

[٢١٣٣] غُورك بن راشد التغْلبيّ:

كُوفِيّ، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (١) .

[٢١٣٤] غَيْلان بن جامع المـُحاربي:

أبو عبد الله، الكُوفِيّ، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٢) .

[٢١٣٥] غَيْلان بن عُثمان المـُزَنِيّ:

أبو سَلَمة، الكُوفِيّ، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٣) .

__________________

(١) رجال الشيخ: ٢٧٠ / ١٣.

(٢) رجال الشيخ: ٢٦٩ / ٩.

(٣) رجال الشيخ: ٢٦٩ / ١٠.

٢٩٣

باب الفاء:

[٢١٣٦] فَائِد الجَمّال الكُوفِيّ:

روى عنهما (عليهما السّلام)، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (١) .

[٢١٣٧] فَائِد الحَنّاط:

كُوفِيّ، من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٢) ، له كتاب يرويه عنه عثمان بن عيسى، كما في النجاشي(٣) .

[٢١٣٨] فَائِد الخَثْعَمِيّ الكُوفِيّ:

من أصحاب الصادقعليه‌السلام (٤) .

[٢١٣٩] فَتْح بن يزيد الجُرْجاني:

قال المسعودي في كتاب إثبات الوصيّة في ذكر دلائل أبي الحسن الهاديعليه‌السلام في الطريق عند خروجه من المدينة إلى سرّ من رأى لمـّا استدعاه المتوكل: روى الحميري، قال: حدثني أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن الفتح بن يزيد الجُرجاني، قال: ضمّني وأبا الحسنعليه‌السلام الطريق لمـّا قدم به من المدينة، فسمعته في بعض الطريق يقول: من اتقى الله يتقى، ومن أطاع الله يطاع.

__________________

(١) رجال الشيخ: ٢٧٢ / ٣١.

(٢) رجال الشيخ: ٢٧٢ / ٣٢.

(٣) رجال النجاشي: ٣١١ / ٨٥٢.

(٤) رجال الشيخ: ٢٧٢ / ٣٣.

٢٩٤

فلم أزل [أدلف(١) ] حتى قربت منه ودنوت، فسلمت عليه، فردّ عليّ السلام، فأول ما ابتدأني أن قال لي: يا فتح من أطاع الخالق فلم يبال بسخط المخلوقين، يا فتح إنَّ الله جلّ جلاله لا يوصف إلاّ بما وصف به نفسه، فأنّى يوصف الذي تعجز الحواس أن تدركه، والأوهام أن تناله، والخطرات أن تحدّه، والأبصار أن تحيط به، جلّ عمّا يصفه الواصفون، وتعالى عمّا ينعته الناعتون، نأى في قربه وقرب في نأيه، بعيد في قربه وقريب في بعده، كيّف الكيف فلا يقال كيف، وأيّن الأين فلا يقال أين، إذْ هو منقطع الكيفيّة والأينيّة، الواحد الأحد جلّ جلاله.

كيف يوصف محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وقد قرن الجليل اسمه باسمه، وأشركه في طاعته، وأوجب لمن أطاعه جزاء طاعته فقال:( وَما نَقَمُوا إِلاَّ أَنْ أَغْناهُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ ) (٢) فقال تبارك اسمه يحكي قول من ترك طاعته( يا لَيْتَنا أَطَعْنَا اللهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا ) (٣) .

أم كيف يوصف من قَرَن الجليل طاعته بطاعة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : حيث قال:( أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ) (٤) ، وقال:( وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ ) (٥) .

يا فتح كما لا يوصف الجليل جلّ جلاله، ولا يوصف الحجّة،

__________________

(١) في الأصل والحجرية: (أتلف)، وما بين المعقوفتين أثبتناه من المصدر، الدليف المشي الرُّوَيْد، دلف يدلف دلفاً إذا مشى وقارب الخَطْو، لسان العرب ٩: ١٠٦ (دلف)

(٢) التوبة: ٩ / ٧٤.

(٣) الأحزاب: ٣٣ / ٦٦.

(٤) النساء: ٤ / ٥٩.

(٥) النساء: ٤ / ٨٣.

٢٩٥

فكذلك لا يوصف المؤمن المسلّم لأمرنا، فنبيّناصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أفضل الأنبياء، ووصيّناصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أفضل الأوصياء، ثم قال بعد كلام: فاردد الأمر إليهم وسلم لهم، ثم قال لي: إن شئت، فانصرفت عنه.

فلمّا كان في الغد تلطّفت في الوصول إليه، فسلّمت فردّ السلام، فقلت يا ابن رسول الله: تأذن لي في كلمة اختلجت في صدري ليلة الماضية؟ فقال لي: سل واصغ إلى جوابها سمعك، فان العالم والمتعلّم شريكان في الرشد، مأموران بالنصيحة، فأمّا الذي اختلج في صدرك فان يشاء العالم أنبأك، إنَّ الله لم يظهر على غيبة أحداً إلاّ من ارتضى من رسول، وكلّما عند الرسول فهو عند العالم، وكلّما أطلع الرسول عليه فقد أطلع أوصياؤه عليه.

يا فتح عسى الشيطان أراد اللبس عليك، فأوهمك في بعض ما أودعتك، وشكّك في بعض ما أنبأتك، حتى أراد إزالتك عن طريق الله وصراطه المستقيم، فقلت في نفسي: متى أيقنت أنّهم هكذا، فقال: معاذ الله، إنّهم مخلوقون مربوبون، مطيعون لله، وآخرون راغمون، فاذا جاءك الشيطان بمثل ما جاءك به، فاقمعه بمثل ما أنبأتك به.

قال فتح: فقلت له: جعلني الله فداك، فرّجت عني، وكشفت ما لبس الملعون عليّ، فقد كان أوقع في خَلَدي(١) أنّكم أرباب؛ فسجدعليه‌السلام فسمعته يقول في سجوده: راغماً لك يا خالقي، داخراً، خاضعاً.

ثم قال: يا فتح كدت أن تهلك، وما ضرّ عيسى أن هلك من هلك،

__________________

(١) الخلد: بفتح الخاء واللام، أي: البال، والنفس، والقلب، وجمعه إخلاد، لسان العرب ٣: ١٦٥ (خلد)

٢٩٦

إذا شئت(١) رحمك الله، قال: فخرجت وأنا مسرور بما كشف الله عني من اللبس، فلمّا كان في المنزل الآخر دخلت عليه وهو متكئ وبين يديه حنطة مقلوّة [يعبث(٢) ] بها، وقد كان الشيطان أوقع في خَلَدي أنه لا ينبغي ان يأكلوا ولا يشربوا! فقال: اجلس يا فتح، فإن لنا بالرسل أُسوة، كانوا يأكلون ويشربون ويمشون في الأسواق، وكلّ جسم يتغذّى إلاّ خالق الأجسام، الواحد الأحد، منشئ الأشياء، ومجسّم الأجسام، وهو السميع العليم، تبارك الله عمّا يقول الظالمون، وعلا علوّاً كبيراً، ثم قال: إذا شئت رحمك الله(٣) .

ورواه الصدوق في التوحيد: عن علي بن أحمد الدقاق، عن محمّد ابن جعفر الأسدي(٤) ، عن محمّد بن إسماعيل البرمكي، عن الحسين بن الحسن بن بردة، عن العباس بن عمرو الفقيمي، عن أبي القاسم إبراهيم بن محمّد العلوي، عن فتح بن يزيد الجرجاني، قال: لقيتهعليه‌السلام على الطريق عند منصرفي من مكّة إلى خراسان، وهو سائر إلى العراق، فسمعته يقول: من اتقى الله. وساق الخبر مع زيادة واختلاف. إلى أن قال: قلت: جعلتُ فداك قد بقيت مسألة، قال: هات لله أبوك. إلى أن قال: فقمت لأقبّل يده ورجله فأدنى رأسه، فقبّلت وجهه ورأسه، فخرجت وبي من السرور والفرح ما أعجز عن وصفه لما تبيّنت من الخير والحظ(٥) .

__________________

(١) في الأصل تحت الكلمة -: (أي: إن تنصرف فانصرف)

(٢) ما بين المعقوفتين أثبتناه من المصدر، لم ترد في الأصل والحجرية.

(٣) إثبات الوصيّة: ١٩٨ ٢٠٠.

(٤) في المصدر: (محمد بن أبي عبد الله الكوفي)، وهو متحد مع (محمد بن جعفر الأسدي)، راجع معجم رجال الحديث، في ترجمته ١٤: ٣٧٣.

(٥) التوحيد للصدوق: ٦٠ ٦٨ / ١٨.

٢٩٧

ورواه في الكافي، في باب جوامع التوحيد: عن علي بن إبراهيم، عن المختار بن محمّد المختار ومحمّد بن الحسن، عن عبد الله بن الحسن العلوي جميعاً، عن الفتح بن يزيد الجرجاني، قال: ضمّني وأبو الحسنعليه‌السلام الطريق في منصرفي من مكّة إلى خراسان، وهو سائر إلى العراق، فسمعته. وساق الخبر إلى قوله: إذ هو منقطع الكَيْفوفيّة والأيْنُونيّة(١) .

وفيه، في باب آخر هو من الباب الأول، وهو في معاني الأسماء، روى بهذا السند: عنه، عنهعليه‌السلام تتمّة الخبر(٢) . وفيه زيادات كثيرة، ومطالب شريفة، ولم يذكر في الباب غيره، وفي آخره: والله عونك وعوننا في إرشادنا وتوفيقنا.

وفيه، في باب المشيّة والإرادة، بهذا السند: عنه، عنهعليه‌السلام (٣) وذكر بعض أجزائه على ما في كتاب التوحيد(٤) .

ورواه أبو جعفر الطبري في الدلائل، في باب أحوال أبي الحسن الهاديعليه‌السلام (٥) على ما صرّح به العلاّمة المجلسيرحمه‌الله في المجلّد الثاني عشر من البحار(٦) .

إذا عرفت ذلك فاعلم أن فيما نقلناه قرائن واضحة على أن المراد بأبي الحسنعليه‌السلام هو الهادي لا الرضا (عليهما السّلام).

__________________

(١) أُصول الكافي ١: ١٠٧ / ٣.

(٢) أُصول الكافي ١: ٩٢ ٩٥ / ١.

(٣) أُصول الكافي ١: ١١٧ / ٤.

(٤) التوحيد (للصدوق): ٤ / ١٨.

(٥) لم نعثر عليه، في دلائل الإمامة للطبري.

(٦) بحار الأنوار ٥٠: ١٧٧ / ٥٦.

٢٩٨

منها: ذكر المسعودي، والطبري، مع قربهما وتثبّتهما، هذا الخبر في أحوال الهاديعليه‌السلام وتبعهما صاحب كشف الغمّة(١) ، وغيره.

منها: قول فتح كما في الكافي والتوحيد عند(٢) منصرفي من مكّة إلى خراسان وهو سائر. إلى آخره، ففرّق بين مسيره ومسيرهعليه‌السلام ولو كان المراد هو الرضاعليه‌السلام (وهو في مسيره)(٣) إلى خراسان لما فرق بينهما.

منها: قوله: وهوعليه‌السلام سائر إلى العراق والرضاعليه‌السلام سار من مكّة إلى خراسان، من طريق البصرة، ولم يكن مقصده العراق، ويؤيّد ذلك كلّه: ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الهاديعليه‌السلام (٤) .

وفي مناقب ابن شهرآشوب: ومن أصحابه يعني الهاديعليه‌السلام داود ابن زيد. إلى أن قال: والفتح بن يزيد الجرجاني(٥) .

وفي النجاشي: الفتح بن يزيد أبو عبد الله الجرجاني، صاحب المسائل، أخبرنا أبو الحسن بن الجندي، قال: حدّثنا محمّد بن همام، قال: حدّثنا عبد الله بن جعفر، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن الفتح بها(٦) .

وقد ظهر ممّا مرّ مسائله، وأن المسئول أبو الحسن الهاديعليه‌السلام ، والسند إليه صحيح في النجاشي وفي كتاب المسعودي(٧) .

فما في الخلاصة: صاحب المسائل لأبي الحسنعليه‌السلام واختلفوا

__________________

(١) كشف الغمّة ٢: ٣٨٦.

(٢) في هامش الأصل، وفوق الكلمة في متن الحجرية: (من نسخة بدل)

(٣) ما بين القوسين في الحجرية: (سار من مكة)

(٤) رجال الشيخ: ٤٢٠ / ٢.

(٥) مناقب ابن شهرآشوب ٤: ٤٠٢.

(٦) رجال النجاشي: ٣١١ / ٨٥٣.

(٧) إثبات الوصيّة: ١٩٨.

٢٩٩

أيّهم هو الرضا أم الثالث (عليهما السّلام) والرجل مجهول، والإسناد إليه مدخول -(١) في غير محلّه.

وأمّا حكمه بجهالته، ففيه أن الظاهر من النجاشي، والفهرست(٢) ، كونه من أصحابنا الإمامية، وقد اعتمد المشايخ على روايته، وفي شرح المشيخة: ويظهر من مسائله في الكافي والتوحيد أنه كان فاضلا(٣) .

وفي التعليقة: هذا هو الظاهر من مسائله وكيفيّة أسئلته وأجوبة الامام، ويظهر منها غاية رأفتهعليه‌السلام وشفقته عليه، كدعائه له بقوله: ثبّتك الله، وقولهعليه‌السلام : لله أبوك، وغيرها، وفي آخرها: فقمت. إلى آخره - [ثمّ(٤) ] قال -: وما مرّ عن الخلاصة من القدح فهو بعينه كلام الغضائري، كما نقله في النقد(٥) ، والمجمع(٦) ، ولا اعتداد به أصلاً كما مرّ مراراً(٧) .

وفي التكملة: قال التقي: ويظهر من مسائله علوّ حاله، فلا يلتفت لقول ابن الغضائري المجهول حاله، المجتري على الفضلاء الأخيار بما اجترى عفا الله عنّا وعنه(٨) ، انتهى.

هذا وفي التوحيد للصدوق، بإسناده: عن جعفر بن محمّد الأشعري، عن فتح بن يزيد الجرجاني، قال: كتبت إلى أبي الحسن الرضاعليه‌السلام

__________________

(١) رجال العلاّمة: ٢٤٧ / ٣.

(٢) فهرست الشيخ: ١٢٦ / ٥٧٣.

(٣) روضة المتقين ١٤: ٤١٠.

(٤) ما بين المعقوفتين زيادة أضفناها لأن السياق يقتضيه.

(٥) نقد الرجال: ٢٦٤ ٢٦٥.

(٦) مجمع الرجال ٥: ١٢ ١٣.

(٧) هذا الكلام للحائري في منتهى المقال: ٢٤٥، وليس للوحيد في تعليقته ظاهراً. فتأمل.

(٨) تكملة الرجال ٢: ٢٥٦ ٢٥٧.

٣٠٠

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

وتمحّص الذنوب، وبكلّ خطوة حجّة مبرورة، وله بزيارته عتق ألف نسمة، وحمل على ألف فرس في سبيل الله، وله بكلّ درهم أنفقه عشرة آلاف درهم، وأنّ من أتى قبره عارفاً بحقّه غفر الله له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر.

وأنّ زيارته يوم عرفة مع المعرفة بحقّه بألف بألف حجّة وألف ألف عمرة متقبّلات، وألف غزوة مع نبيّ أو إمام.

وزيارته أوّل رجب مغفرة للذنب ألبتّة، ونصف شعبان يصافحه مائة(١) ألف نبّي وعشرون ألف نبيّ، وليلة القدر مغفرة للذنب، وأنّ الجمع بين زيارته في سنة واحدة ليلة عرفة والفطر وليلة النصف من شعبان بثواب ألف حجّة مبرورة، وألف عمرة متقبّلة، وقضاء ألف حاجة للدنيا والآخرة.

وزيارته في العشرين من صفر من علامات المؤمن، وزيارته في كلّ شهر ثوابها ثواب مائة ألف شهيد من شهداء بدر(٢) .

وقالرضي‌الله‌عنه أيضاً في دروسه: روى المفضّل بن عمر، عن الصادقعليه‌السلام في الصلاة عنده كلّ ركعة بألف حجّة، وألف عمرة، وعتق ألف رقبة، وألف وقفة في سبيل الله مع نبيّ مرسل.(٣)

وعن مولانا موسى بن جعفر الكاظمعليه‌السلام : أدنى ما يثاب به زائر أبي عبد اللهعليه‌السلام بشطّ الفرات إذا عرف حقّه وحرمته وولايته أن يغفر الله له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر.(٤)

__________________

١ - في الدروس: مائتا.

٢ - الدروس الشرعية: ٢/٩ - ١٠.

٣ - الدروس الشرعية: ٢/١١.

٤ - كامل الزيارات: ١٣٨ ح ٣ وص ١٥٣ ح ٥، ثواب الأعمال: ١١١ ح ٦، عنهما البحار: ١٠١/٢٤ ح ١٩ و٢٠.

٥٢١

روى الشيخ جعفر بن محمد بن قولويه(١) بحذف الأسانيد قال: سأل رجل أبا عبد اللهعليه‌السلام : ما لمن زار قبر الحسينعليه‌السلام ؟

فقال: إنّ الحسينعليه‌السلام (٢) وكلّ الله به أربعة آلاف ملك شعثاً غبراً يبكونه إلى يوم القيامة، رئيسهم ملك يقال له منصور، فلا يزوره زائر إلّا استقبلوه، ولا يودّعه مودّع إلا شيّعوه، ولا يمرض إلّا عادوه، ولا يموت إلّا صلّوا على جنازته واستغفروا له بعد موته.(٣)

وبحذف الاسناد، عن أبي عبد الله الصادقعليه‌السلام ، قال: وكلّ الله بقبر الحسينعليه‌السلام سبعين ألف ملك يصلّون عليه، ويدعون لمن زاره، ويقولون: يا ربّنا، هؤلاء زوّار الحسين افعل بهم وافعل.(٤)

وبالاسناد عن صالح، عن الحارث بن المغيرة، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: إنّ الله تبارك وتعالى ملائكة موكّلين بقبر الحسينعليه‌السلام ، فإذا همّ الرجل بزيارته أعطاهم الله ذنوبه، فإذا خطا محوها، ثمّ إذا خطا ضاعفوا له حسناته، فما تزال حسناته تضاعف حتّى يوجب له الجنّة، ثمّ اكتنفوه وقدّسوه، وينادون ملائكة السماوات: قدّسوا زوّار حبيب حبيب الله، فإذا اغتسلوا ناداهم [ محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله : يا وفد الله، اُبشروا بمرافقتي في الجنّة، ثمّ ناداهم ](٥) امير المؤمنينعليه‌السلام : أنا ضامن

__________________

١ - كذا الصحيح، وفي الأصل: أبو جعفر محمد بن قولويه. ويحتمل أيضاً أن يكون: أبو جعفر محمد بن بابويه.

٢ - في المصادر: إنّ عند قبر الحسينعليه‌السلام .

٣ - كامل الزيارات: ١١٩ ح ١ وص ١٩١ ح ٨، ثواب الأعمال: ١١٣ ح ١٥، البحار: ١٠١/٦٣ ح ٤٢.

٤ - كامل الزيارات: ١١٩ ح ٢ و٤، التهذيب: ٦/٤٧ ح ١٠٤، عنهما البحار: ١٠١/٥٤ ح ١٢ و ١٣.

٥ - من الكامل.

٥٢٢

لحوائجكم(١) ، ودفع البلاء عنكم في الدنيا والآخرة، ثمّ اكتنفوهم(٢) عن أيمانهم وعن شمائلهم حتّى ينصرفوا إلى أهاليهم(٣) .

وبالاسناد عن الأعمش، قال: كنت نازلاً بالكوفة وكان لي جار كثيراً ما كنت أقعد إليه، وكان ليلة جمعة فقلت له: ما تقول في زيارة الحسينعليه‌السلام ؟

فقال لي: بدعة، وكلّ بدعة ضلالة، وكلّ ضلالة في النار.

فقمت من بيد يديه وأنا أمتلىء غيظاً وقلت: إذا كان في السحر أتيته فحدّثته من فضائل أمير المؤمنين ما يسخّن الله به عينه.

قال: فأتيته وقرعت عليه الباب، فإذا أنا بصوت من وراء الباب: إنّه قد قصد الزيارة في أوّل الليل، فخرجت مسرعاً، فأتيت الحائر، فإذا أنا بالشيخ ساجد لا يملّ من السجود والركوع، فقلت له: بالأمس تقول لي بدعة، وكلّ بدعة ضلالة، وكلّ ضلالة في النّار، واليوم تزوره؟!

فقال لي: يا سليمان، لا تلمني فإنّي ما كنت اُثبت لأهل هذا البيت إمامة حتّى كانت ليلتي هذه فرأيت رؤيا أرعبتني.

فقلت: ما رأيتَ أيّها الشيخ؟

قال: رأيت رجلاً لا بالطويل الشاهق، ولا بالقصير اللاصق، لا اُحسن أصفه من حسنه وبهائه، معه أقوام يحفّون به حفيفاً، ويزفّونه زفّاً، بين يديه

__________________

١ - في الكامل: لقضاء حوائجكم.

٢ - في الكامل: التقاهم - اكتنفهم خ ل -.

٣ - كامل الزيارات: ١٣٢ ح ٣ وص ١٥٢ ح ٣، ثواب الأعمال: ١١٧ ح ٣٣، عنهما البحار: ١٠١/٦٤ و٦٥ ح ٥٠ - ٥٢.

٥٢٣

فارس على فرس له ذنوب، على رأسه تاج، للتاج أربعة أركان، في كلّ ركن جوهرة تضيء مسيرة ثلاثة أيّام، فقلت: من هذا؟

فقالوا: محمد بن عبد الله بن عبد المطّلبصلى‌الله‌عليه‌وآله .

فقلت: والآخر؟

فقالوا: وصيّه عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام .

ثمّ مددت عيني فإذا أنا بناقة من نور، عليها هودج من نور، تطير بين السماء والأرض.

فقلت: لمن الناقة؟

قالوا: لخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمدعليها‌السلام .

فقلت: والغلام؟

قالوا: الحسن بن عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام .

قلت: فأين يريدون؟

قالوا: يمضون بأجمعهم إلى زيارة المقتول ظلماً الشهيد بكربلاء الحسين بن عليّ، ثمّ قصدت الهودج فإذا أنا برقاع تساقط من السماء أماناً من الله عزّ وجلّ لزوّار الحسين بن عليّ ليلة الجمعة، ثمّ هتف بنا هاتف: الا اننّا وشيعتنا في الدرجة العليا من الجنّة.

والله يا سليمان، لا اُفارق هذا المكان حتّى تفارق روحي جسدي.(١)

وبالاسناد قال: حدّثني محمد بن الحسن، قال: حدّثني أحمد بن

__________________

١ - المزار الكبير: ٤٦١ ( مخطوط )، عنه البحار: ١٠١/٥٨ ح ٢٦.

٥٢٤

إدريس، عن محمد بن أحمد، [ عن محمد ](١) بن الحسين، عن محمد بن إسماعيل، [ عن الخيبري، ](٢) عن موسى بن القاسم الحضرمي، قال: ورد أبو عبد الله الصادقعليه‌السلام في أوّل ولاية أبي جعفر فنزل النجف، ثمّ قال: يا موسى، اذهب إلى الطريق الأعظم فقف على الطريق وانظر فإنّه سيجيئك رجل من ناحية القادسيّة، فإذا دنا منك فقل: هنا رجل من ولد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يدعوك، فإنّه سيجيء معك.

قال: فذهبت حتّى قمت على الطريق والحرّ شديد، فلم أزل قائماً حتّى كدت أعصي وأنصرف وأدعه، إذ نظرت إلى شيء مقبل شبه رجل على بعير.

قال: فلم أزل أنظر إليه حتّى دنا منّي، فقلت: يا هذا، هنا رجل من ولد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يدعوك، وقد وصفك لي.

فقال: اذهب بنا إليه.

قال: فجاء حتّى أناخ بعيره ناحية قريباً من الخيمة، قال: فدعا به، فدخل الأعرابيّ إليه، ودنوت أنا فصرت على باب الخيمة أسمع الكلام ولا أراهما، فقال له أبو عبد اللهعليه‌السلام : من أين أقبلت؟

قال: من أقصى اليمن.

قال: أنت من موضع كذا وكذا؟

قال: نعم.

قال: فيم جئت إلى ها هنا؟

قال: جئت زائراً للحسينعليه‌السلام .

__________________

١ و ٢ - من الثواب.

٥٢٥

فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام : فجئت من غير حاجة ليس إلّا للزيارة؟

قال: نعم، جئت من غير حاجة إلّا أن اُصلّي عنده وأزوره واُسلّم عليه وأرجع إلى أهلي.

قال له أبو عبد اللهعليه‌السلام : وما ترون من زيارته؟

قال: إنّا نرى في زيارته البركة في أنفسنا وأهالينا وأولادنا وأموالنا ومعايشنا وقضاء حوائجنا.

قال: فقال له أبو عبد اللهعليه‌السلام : أفلا أزيدك من فضله [ فضلاً ](١) ، يا أخا اليمن؟

قال: زدني، يا ابن رسول الله.

قال: إنّ زيارة أبي عبد اللهعليه‌السلام تعدل حجّة مبرورة مقبولة زاكية مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فتعجّب الرجل من ذلك، فقال: إي والله وحجّتين مبرورتين مقبولتين زاكيتين مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فتعجّب، فلم يزل أبو عبد اللهعليه‌السلام يزيده حتّى قال: ثلاثين حجّة مبرورة متقبّلة زاكية مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .(٢)

وبالاسناد قال: [ أبيرحمه‌الله ، قال: ](٣) حدّثنا سعد بن عبد الله، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن إسماعيل، عن صالح بن عقبة، عن يزيد بن عبد الملك، قال: كنت مع أبي عبد اللهعليه‌السلام فمرّ بنا قوم على حمير،

____________

١ و ٣ - من الثواب.

٢ - كامل الزيارات: ١٦٢ ح ٧، ثواب الأعمال: ١١٨ ح ٤٠، عنهما البحار: ١٠١/٣٧ ح ٥٢ و ٥٣.

٥٢٦

فقال: أين يريدون هؤلاء؟

فقلت: قبور الشهداء.

قال: فما يمنعهم من زيارة قبر الغريب؟

فقال له رجل من أهل العراق: زيارته واجبة؟

قال: نعم، زيارته واجبة، ثمّ قال: زيارته خير من حجّة وعمرة، وعمرة وحجّة، حتّى عدَّ عشرين حجّة وعمرة، ثمّ قال: مبرورات متقبّلات.

قال: فوالله ما قمت حتّى أتاه رجل فقال: إنّي قد حججت تسع عشرة حجّة فادع الله أن يرزقني تمام العشرين.

قال: فهل زرت قبر الحسينعليه‌السلام ؟

قال: لا.

قال: لزيارته خير من عشرين حجّة.(١)

وبالاسناد عن سعد بن عبد الله، عن يعقوب بن يزيد، عن محمد بن أبي عمير، عن معاوية بن وهب، قال: دخلت على أبي عبد اللهعليه‌السلام وهو في مصلّاه، فجلست حتّى قضى صلاته فسمعته وهو يناجي ربّه فيقول: يا من خصّنا بالكرامة، ووعدنا الشفاعة، وحمّلنا الرسالة، وجعلنا ورثة الأنبياء، وختم بنا الاُمم السالفة، وخصّنا بالوصيّة، وأعطانا علم ما مضى وما بقي، وجعل أفئدة من الناس تهوي إلينا، اغفر لي ولإخواني وزوّار قبر أبي عبد اللهعليه‌السلام الّذين أنفقوا أموالهم وأشخصوا أبدانهم رغبة في برنّا، ورجاءً لما

__________________

١ - كامل الزيارات: ١٦٠ ح ١٥ وص ١٦٣ ح ٨، ثواب الأعمال: ١١٩ ح ٤١، عنهما البحار: ١٠١/٤٠ ح ٦٢ - ٦٤.

٥٢٧

عندك في صلتنا، وسروراً أدخلوه على نبيّك محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وإجابة منهم لأمرنا، وغيظاً أدخلوه على عدّونا، أرادوا بذلك رضوانك، فكافهم عنّا بالرضوان، واكلأهم بالليل والنهار، واخلف على أهاليهم وأولادهم الّذين خلفوا بأحسن الخلف، وأصحبهم واكفهم شرّ كلّ جبّار عنيد، وكلّ ضعيف من خلقك وشديد، وشرّ شياطين الجنّ والإنس، وأعطهم أفضل ما أمّلوا منك من(١) غربتهم عن أوطانهم، وما آثرونا على أبنائهم وأهاليهم وقراباتهم.

اللّهمّ إنّ أعداءنا عابوا عليهم خروجهم فلم ينههم ذلك عن النهوض والشخوص إلينا خلافاً منهم على من خالفنا.

اللّهمّ فارحم تلك الوجوه الّتي غيّرتها الشمس، وارحم تلك الخدود الّتي تقلبت على قبر أبي عبد اللهعليه‌السلام ، وارحم تلك الأعين الّتي جرت دموعها رحمة لنا، وارحم تلك القلوب الّتي جزعت واحترقت لنا، وارحم تلك الصرخة الّتي كانت لنا.

اللّهمّ إنّي أستودعك تلك الأنفس وتلك الأبدان حتّى ترويهم من الحوض يوم العطش.

قال: فما زال صلوات الله عليه يدعو بهذا الدعاء وهو ساجد، فلمـّا انصرف قلت: جعلت فداك لو أنّ الدعاء الّذي سمعته منك كان لمن لا يعرف الله لظننت أنّ النّار لا تطعم منه شيئاً أبداً، والله لقد تمنّيت أنيّ كنت زرته ولم أحجّ، فقال: ما أقربك من ذلك؟! فما الّذي يمنعك من زيارته يا معاوية؟ ولِمَ

__________________

١ - في الثواب: في.

٥٢٨

تدع ذلك؟

قلت: جعلت فداك، لم أدر أنّ الأمر يبلغ هذا كلّه.

فقال: يا معاوية، من يدعو لزّواره في السماء أكثر ممّن يدعو لهم في الأرض، لا تدعه لخوفٍ من أحد، فمن تركه لخوفٍ رأى من الحسرة ما يتمنّى أنّ قبره كان عنده(١) ، أمّا تحبّ أن ترى(٢) شخصك وسوادك ممّن يدعو له رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ؟ أمّا تحب أن تكون غداً فيمن رؤي(٣) وليس عليه ذنب فيتبع به؟ أمّا تحبّ أن تكون غداً فيمن تصافحه الملائكة؟ أمّا تحبّ أن تكون غداً فيمن يصافح رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ؟(٤)

وبالاسناد عن الحسن بن محبوب، عن داود الرقّي، قال: سمعنا(٥) أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: ما خلق الله خلقاً أكثر من الملائكة، وإنّه لينزل من السماء في كلّ مساء سبعون ألف ملك يطوفون بالبيت ليلتهم حتّى إذا طلع الفجر انصرفوا إلى قبر النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله فسلّموا عليه، ثمّ يأتون قبر أمير المؤمنينعليه‌السلام فيسلّمون عليه، ثمّ يأتون قبر الحسينعليه‌السلام فيسلّمون عليه، ثمّ يعرجون(٦) إلى السماء قبل أن تطلع الشمس، ثمّ تنزل

__________________

١ - في الثواب: بيده.

والمراد: أيّ يتمنّى أن يكون قتل لزيارتهعليه‌السلام وقُبر عنده.

٢ - في الثواب: أن يرى الله.

٣ - في الثواب: يأتي.

٤ - ثواب الأعمال: ١٢٠ ح ٤٤.

ورواه في كامل الزيارات: ١١٦ ح ١ و ٢ وص ١١٧ ح ٣، عنه البحار: ١٠١/٨ - ١٠ ح ٣٠ - ٣٧.

٥ - في الثواب: سمعت.

٦ - كذا في الثواب، وفي الأصل: يرجعون.

٥٢٩

ملائكة النهار سبعون ألف ملك فيطوفون بالبيت الحرام نهارهم حتّى إذا غابت الشمس(١) انصرفوا إلى قبر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فيسلّمون عليه، ثمّ يأتون قبر أمير المؤمنينعليه‌السلام فيسلمون عليه، ثمّ يأتون قبر الحسينعليه‌السلام فيسلمون [ عليه ](٢) ، ثمّ يعرجون الى السماء قبل ان تغيب الشمس.(٣)

وبالاسناد: [ أبيرحمه‌الله ](٤) ، قال: حدّثنا سعد بن عبد الله، عن محمد ابن الحسين، عن محمد بن إسماعيل، عن حنّان بن سدير، قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : زوروه - يعني [ قبر ](٥) الحسينعليه‌السلام - ولا تجفوه، فإنّه سيّد [ الشهداء وسيّد ](٦) شباب أهل الجنّة.(٧)

__________________

١ - في الثواب: حتّى إذا دنت الشمس للغروب.

٢ و ٤ و ٥ و ٦ - من الثواب.

٣ - كامل الزيارات: ١١٤ ح ٢، ثواب الأعمال: ١٢١ ح ٤٦.

ورواه الطوسي في أماليه: ١/٢١٤، عنه البحار: ٥٩/١٧٦ ح ٨، وج ١٠٠/٥٧ ح ١، ومدينة المعاجز: ٤/٢٠١ ح ٢٧٤.

وأخرجه في البحار: ١٠٠/١١٧ ح ٨ عن الثواب.

٧ - كامل الزيارات: ١٠٩ ح ١، ثواب الأعمال: ١٢٢ ح ٤٨.

وأخرجه في البحار: ١٠١/١ ح ٢ عن الكامل، وفي ص ٧٤ ح ٢٣ عن الثواب.

٥٣٠

فصل

في ذكر فضل كربلاء

بالاسناد عن محمد بن جعفر القرشي(١) الرزّاز، عن محمد بن الحسين ابن أبي الخطّاب [ عن أبي سعيد، عن بعض رجاله، عن أبي الجارود ](٢) ، قال: قال عليّ بن الحسينعليه‌السلام : اتّخذ الله كربلاء(٣) حرماً آمناً مباركاً قبل أن يخلق أرض الكعبة ويتّخذها حرماً بأربعة وعشرين ألف عام، وانّه إذا زلزل الله تبارك وتعالى الأرض وسيّرها رفعت كما هي بتربتها صافية(٤) فجعلت في أفضل(٥) مسكن في الجنّة لا يسكنها إلّا النبيّون والمرسلون - أو قال: واُولوا العزم من الرسل - وانّها لتزهر(٦) بين رياض الجنّة كما يزهر الكوكب الدرّيّ بين الكواكب لأهل الأرض يغشي نورها أصحاب الجنّة(٧) ، وهي تنادي: أنا أرض الله المقدّسة الطيّبة المباركة الّتي تضمنّت سيّد الشهداء وسيّد شباب أهل

__________________

١ - كذا الصحيح، وفي الأصل: بالاسناد المتقدّم عن أبي القاسم جعفر القرشي، وهو تصحيف.

٢ - من الكامل.

٣ - في الكامل: أرض كربلاء.

٤ - في الكامل: نورانيّة صافية.

٥ - في الكامل: أفضل روضة من رياض الجنّة، وأفضل مسكن

٦ - كذا في الكامل، وفي الأصل: لتزهو، وكذا في الموضع الآتي.

٧ - في الكامل: يغشي نورها أبصار أهل الجنّة جميعاً.

٥٣١

الجنّة.(١)

وبالاسناد قال: حدّثنا محمد بن جعفر الرزّاز، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن الحسن بن محبوب، عن إسحاق بن عمّار، قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: إنّ لموضع قبر الحسينعليه‌السلام حرمة معروفة، من عرفها واستجار بها اُجير.

قلت: فصفّ [ لي ](٢) موضعها، جعلت فداك.

فقال: امسح من موضع قبره اليوم خمساً وعشرين ذراعاً من ناحية رجليه، [ وخمساً وعشرين ذراعاً ممّا يلي وجهه، ](٣) وخمساً وعشرين ذراعاً من خلفه، وخمساً وعشرين ذراعاً من ناحية رأسه، وموضع قبره منذ [ يوم ](٤) دفن روضة من رياض الجنّة، ومنه معراج يعرج فيه بأعمال زوّاره إلى السماء، فليس ملك [ ولا نبيّ ](٥) في السماوات ولا في الأرض إلّا وهم يسألون الله عزّوجلّ [ أن يأذن لهم ](٦) في زيارة قبر الحسينعليه‌السلام ، ففوج ينزل وفوج يعرج.(٧)

وقال الصادقعليه‌السلام : حريم قبر الحسينعليه‌السلام خمس فراسخ من أربعة جوانب القبر.(٨)

__________________

١ - كامل الزيارات: ٢٦٨ ح ٥، كتاب عبّاد العصفري: ١٧ ( ضمن كتاب الاُصول الستّة عشر )، عنهما البحار: ١٠١/١٠٨ ح ١٠ - ١٢.

٢ و ٣ و ٤ و ٥ و ٦ - من الكامل.

٧ - كامل الزيارات: ٢٧٢ ح ٤، عنه البحار: ١٠١/١١٠ ح ١٩ - ٢٢ وعن مصباح المتهجد: ٧٣١، ومصباح الكفعمي: ٥٠٨، والكافي: ٤/٥٨٨ ح ٦، وثواب الأعمال: ١٢٠ ح ٤٢.

٨ - كامل الزيارات: ٢٧٢ ح ٣.

وأخرجه في البحار: ١٠١/١١١ ح ٢٥ - ٢٨ عن ثواب الأعمال: ١٢٠ ح ٤٣، ومصباح المتهجّد: ٧٣١، والكامل.

٥٣٢

وروى الحسن بن محبوب، عن الحسين بن بنت أبي حمزة الثمالي قال(١) : خرجت من الكوفة قاصداً زيارة الحسينعليه‌السلام في آخر زمان بني مروان وقد أقاموا مشايخ من أهل الشام على الطرقات يقتلون من ظفروا به من زوّاره، فأتيت إلى القرية الّتي عند حائرهعليه‌السلام فأخفيت نفسي إلى الليل، ثمّ أتيت إلى الحائر الشريف، فخرج منه عليَّ رجل فقال: يا هذا، ارجع من حيث أتيت، عافاك الله، فإنّك لا تقدر على الزيارة في هذه الساعة، فرجعت إلى مكاني، فلمـّا ذهب من الليل شطره أقبلت لزيارةعليه‌السلام ، فخرج عليَّ ذلك الرجل وقال: يا هذا، ألم أقلّ لك إنّك لا تقدر على زيارة الحسين هذه الليلة؟

فقلت: وما يمنعني من ذلك وأنا قد أقبلت من الكوفة على خوفٍ من أهل الشام أن يقتلوني.

فقال: يا هذا، اعلم أنّ إبراهيم خليل الله وموسى كليم الله ومحمد حبيب اللهعليهم‌السلام استأذنوا الله في هذه الليلة أن يزوروا قبر الحسينعليه‌السلام فأذن لهم، فهم عنده من أوّل الليلة في جمع من الملائكة لا يحصى عددهم يسبّحون الله ويقدّسونه إلى الصباح.

فقلت له: وأنت من تكون، عافاك الله؟

قال: أنا من الملائكة الموكّلين بقبره صلوات الله عليه، فكاد يطير عقلي ممّا دخلني من الرعب، ورجعت إلى مكاني متفكّراً في ذلك حتّى انفجر عمود الصبح فأتيت فلم أر أحداً، فصلّيت وزرت وانصرفت على خوف من أهل

__________________

١ - كذا في الكامل، وفي الأصل: وروى الحسين بن بنت الحسن بن محبوب قال، وهو تصحيف.

٥٣٣

الشام.(١)

وبالاسناد المتقدّم عن الحسين بن عبيد الله، عن الحسن بن عليّ [ بن أبي عثمان، عن عبد الجبّار النهاوندي، عن أبي سعيد، عن الحسين ](٢) بن ثوير بن أبي فاختة، قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : يا حسين، من خرج من منزله يريد زيارة الحسينعليه‌السلام إن كان ماشياً كتبت له بكلّ خطوة حسنة، وحطّ بها عنه سيّئة، حتّى إذا صار في الحائر كتبه الله من المفلحين المنجحين حتّى إذا قضى مناسكه كتبه الله من الفائزين، حتّى إذا أراد الانصراف ناداه(٣) ملك فقال: إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله [ يقرئك السلام و ](٤) يقول لك: استأنف العمل فقد غفر الله لك ما مضى.(٥)

وبالاسناد عن الحسن بن عليّ الكوفي، عن عليّ بن حسّان الهاشمي، عن عبد الرحمان بن كثير مولى أبي جعفرعليه‌السلام ، قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : لو أنّ أحدكم دهرة ثمّ لم يزر الحسينعليه‌السلام لكان تاركاً حقّاً من حقوق رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله [ لأنّ حقّ الحسينعليه‌السلام فريضة من الله واجبة على كلّ مسلم ](٦) .(٧)

وبالاسناد عن محمد بن إسماعيل، عن صالح بن عقبة، عن بشير الدهّان، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إنّ الرجل ليخرج إلى قبر الحسين

__________________

١ - كامل الزيارات: ١١١ ح ٢ باختلاف، عنه البحار: ١٠١/٥٩ ح ٢٩.

٢ و ٤ - من الكامل والثواب.

٣ - في الكامل والثواب: أتاه.

٥ - كامل الزيارات: ١٣٢ ح ١، ثواب الأعمال: ١١٦ ح ٣١، تهذيب الأحكام: ٦/٤٣ ح ٨٩.

٦ - من الكامل.

٧ - كامل الزيارات: ١٢٢ ح ٤، تهذيب الأحكام: ٦/٤٢ ح ٨٧، عنهما البحار: ١٠١/٣ ح ١٠ و١١.

٥٣٤

عليه‌السلام فله إذا خرج من أهله بأوّل خطوة مغفرة ذنوبه، ثمّ لم يزل يقدّس [ بكلّ خطوة ](١) حتّى يأتيه، فإذا أتاه ناجاه الله فقال: عبدي سلني اُعطك، اُدعني اُجيبك، اطلب منّي اُعطك، سلني حاجة اُقضيها لك.

قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : وحقّ على الله أن يعطي ما بذل.(٢)

وبالاسناد عن سيف بن عميرة ومنصور بن حازم قالا: سمعناه صلوات الله عليه يقول: من أتى عليه حول ولم يزر قبر الحسينعليه‌السلام نقص من عمره حول، ولو قلت: إنّ أحدكم ليموت قبل أجله بثلاثين سنة لكنت صادقاً، وذلك لأنّكم تتركون زيارتهعليه‌السلام ، فلا تتركوها يمدّ الله في أعماركم وأرزاقكم، فتنافسوا في زيارته ولا تدعوا ذلك، فإنّ الحسين بن عليّ شاهد لكم عند الله وعند رسوله وعند أمير المؤمنين وفاطمةعليهم‌السلام .(٣)

وبالاسناد عن سلمة بن الخطّاب، عن إبراهيم بن محمد، عن عليّ بن المعلّى، عن إسحاق بن زياد(٤) ، قال: أتى رجل أبا عبد اللهعليه‌السلام فقال: إنّي قد ضربت على كلّ شيء لي ذهباً وفضّة، وبعت ضياعي، فقلت أنزل مكّة.

فقال: لا تفعل، فإنّ أهل مكّة يكفرون بالله جهرة.

__________________

١ - من الكامل والثواب.

٢ - كامل الزيارات: ١٣٢ ح ٢ وص ١٥٢ ح ٢، ثواب الأعمال: ١١٧ ح ٣٢، عنهما البحار: ١٠١/٢٤ ح ٢١ - ٢٣.

٣ - كامل الزيارات: ١٥١ ح ٢، عنه البحار: ١٠١/٤٧ ح ١١.

ورواه في تهذيب الاحكام: ٦/ ٤٣ ح ٩١، وفيه: سيف بن عمير ة، عن منصور بن حازم.

٤ - كذا في الكامل، وفيه: يزداد - خ ل -، وفي الأصل والتهذيب: داود، وفي التهذيب: إبراهيم بن محمد بن عليّ بن المعلّى.

٥٣٥

قال (١) : ففي حرم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ؟

قال: هم شرّ منهم.

قال(٢) : فأين أنزل؟

قال: عليك بالعراق الكوفة، فإنّ البركة منها على اثني عشر ميلاً هكذا وهكذا(٣) ، وإلى جانبها قبر ما أتاه مكروب قطّ ولا ملهوف إلّا فرّج الله عنه.(٤)

وبالاسناد عن هشام بن الحكم، عن الفضيل بن يسار، قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : إلى جانبكم لقبراً ما أتاه مكروب إلاّ نفّس الله كربته، وقضى حاجته(٥) - يعني قبر الحسينعليه‌السلام -.(٦)

ولو أردنا الاستقصاء في فضل زيارته لضاق الوقت وعزت الطوامير.

وأمّا كرامته صلوات الله عليه وما يظهر على تعاقب الزمان من العجائب والغرائب لدى ضريحه الشريف إلى يوم الناس هذا ما هو مشهور بتجدّد الأعوام والأيّام، ويظهر للخاصّ والعامّ، من إجابة الدعاء، وشفاء المرضى والزمنى قد بلغ حدّ التواتر وطار في الآفاق ذكره، وشاع على الاطلاق أمره.

____________

١ - كذا في الكامل، وفي الأصل: فقلت.

٢ - كذا في الكامل، وفي الأصل: قلت.

٣ - قال المجلسيرحمه‌الله : يحتمل أن يكونعليه‌السلام أشار إلى جانبي الغريّ وكربلاء لا إلى جميع الجوانب، ويحتمل أن يكون أشار إلى جميع الجوانب، وإنّما ذكر الراوي مرّتين اختصاراً.

٤ - كامل الزيارات: ١٦٩ ح ٩، عنه البحار: ٩٩/٣٧٧ ح ٩، وج ١٠٠/ ٤٠٤ ح ٦٠.

ورواه في تهذيب الاحكام: ٦/ ٤٤ ح ٩٢.

٥ - قال المجلسيرحمه‌الله : يحتمل أن يكون المراد به قبر أمير المؤمنينعليه‌السلام .

وعبارة « يعني قبر الحسينعليه‌السلام » ليست في الكامل والبحار.

٦ - كامل الزيارات: ١٦٧ ح ١، عنه البحار: ١٠١/٤٥ ح ١.

٥٣٦

وسأذكر من ذلك نازلةً نزلت بي وعظم لواقعها خطبي، وتزلزل لقارعتها قلبي، وذلك أنّ الله سبحانه كان قد منّ عليَّ في سنة تسعمائة من الهجرة بكتاب « تذكرة الفقهاء » في فقه الخاصّة، من مصنّفات الشيخ الكامل العالم العامل أبي منصور الحسن جمال الدين بن يوسف بن المطهّر الحلّيّ أفاض الله على ضريحه شآبيب رحمته، وحشره في زمرة نبيّه وعترته، وكنت كلفاً به، ملازماً له، مثابراً على حصر فوائده، أستأنس به في خلوتي، وأستكشف بمطالعته غمّتي، إلى أن تقلّبت الاُمور، وتغيرّت الدهور، واستبدل الله بقوم قوماً، وبرجالٍ رجالاً، وقضى الله لي وأحسن القضاء بجوار سيّدالشهداء، إمام الثقلين، وسبط سيّد الكونين، أبي عبد الله الحسين، وملازمة حضرته الشريفة ليلاً ونهاراً، إلى أن دخلت سنة ثماني عشرة وتسعمائة حضر في المشهد الشريف رجل من بلدة شيراز يدعى بالسيّد شريف، وكان له قرب من السلطان، ثمّ نقم عليه وعزله.

وكان المذكور يظهر التشيّع ويدّعي الاحاطة بأكثر العلوم، وفي الباطن زنديقاً يتدّين بمذهب الحكيم، وإنّما أظهر التشيّع تقرّباً إلى السلطان رياء وسمعة، فلمـّا حضر في المشهد الشريف وكان قد أنهى إليه أمر الكتاب فطلب من الفقير شراءه منه وبذل له عنه ثمناً، فأبى الفقير عليه، فأغلظ للفقير في الكلام لأنّه كان من السفاهة والوقاحة والكبر والغلظة على جانب عظيم، فأجابه الفقير بأعظم من جوابه وأعان الله عليه.

فمضى المذكور ثانياً إلى باب السلطان، فوثب صدر الدولة وفوّض إليه أمر الحضرات والأوقاف والاُمور الشرعيّة في سائر البلاد، فأظهر من الظلم والعسف والعدوان ما لا مزيد عليه، ووليّ على الحضرات الشريفة في بلاد

٥٣٧

العراق نائباً من قبله مشابهاً له في الكبر والغلظة والظلم، وفوّض إليه أمر بلدة الحلّة وغيرها من البلاد المتعلّقة بالحضرات الشريفة - حضرات الأئمّةعليهم‌السلام -، وأمره أن لا يجعل له بعد وصوله دأباً ولا همّة إلّا أخذ الكتاب قهراً، وكتب على يده رسالة تتضمّن التهديد والاغلاض في الكلام.

فحين وصل إلى المشهد الشريف أوصل الرسالة إلى العبد وأمره بإحضار الكتاب بسرعة من غير تعلّل، فرأى الفقير انّ الامتناع لا يجدي نفعاً، فسلّم الكتاب جميعه وعدّته سبع مجلّدات إلى النائب المذكور، وفوّض الأمر إلى الله سبحانه، ورأى أن ليس لكربته وغمّته وظلامته كاشفاً إلّا الله والتوسّل إليه بوليّه أبي عبد الله الحسينعليه‌السلام وآبائه الطاهرين وذرّيّته الأكرمين.

وألقى الله على لسان الفقير كلمات - نثراً وشعراً - سمّاها ب‍ « استغاثة المظلوم اللهيف على الظلوم المسمّى بشريف » فكتبها الفقير وحفظها، ثمّ صلّى صلاة الحاجة عند رأس الضريح المقدّس، ثمّ دعا بالاستغاثة المذكورةبعد أن تلاما تيسّر من كتاب الله، ووضع الاستغاثة المذكورة على الضريح وتوسّل إلى الله بأبي عبد الله الحسين - بعد تلاوتها - وبأبيه وجدّه وأخيه وبالأئمّة التسعة من بنيه.

فرأى تلك الليلة في المنام إبراهيم بن سليمان الخطّي القطيفي(١) المجاور بمشهد سيّدنا ومولانا أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه كأنّ الفقير قد حظر تحت القبّة الشريفة ووضع أوراقه على الضريح المقدّس، وألحّ في المسألة والتضرّع إلى الله وإلى أبي عبد اللهعليه‌السلام ، فبينا هو يتوسّل إذا

__________________

١ - هو الشيخ أبي إسماعيل إبراهيم بن سليمان، المتوفّى بالغريّ، المعاصر للمحقّق الكركي، صاحب كتاب « الفرقة الناجية ». انظر في ترجمته: أمل الآمل: ٢/٨، رياض العلماء: ١/١٥١.

٥٣٨

بيدٍ قد خرجت من الضريح الشريف مشيرة إلى الفقير بثلاث أصابع، وإذا بقائل يقول: لا تجزع قد بقي من عمر ظالمك ثلاثة.

فأخبر الشيخ المذكور حفدته صبيحة ذلك اليوم بذلك.

فبعد مدّة اجتمعتُ بالمذكور، فسألته عن ذلك، فأخبرني بصحّته، فقلت: يمكن أن الثلاثة ثلاثة أعوام، أو ثلاثة أشهر، وفوّضت الأمر إلى الله، واستشعرت لباس الصبر، وتأسّيت بالنبيّ ووصيّه وأهل بيتهما.

فما مضت مدّة يسيرة إلّا أقبلت عساكر الروم كالجراد المنتشر، فكان المذكور زعيم الراية العظمى، فحين التقى الجمعان وولّى المذكور دبره لا متحرّفاً لقتال ولا متحيّزاً إلى فئة، بل فراراً وجبناً، واقتدى بالتيمي وابن صهّاك في الهزيمة يوم خيبر، فلم يغن عنه الفرار من الله شيئاً، وأتاه الموت من كلّ مكان، فصار قتيلاً بدار غربة، طريحاً في منزل وحشة، مخضّباً بدم الوريد قوتاً لكلّ خامعة وسيد(١) ، وكان بين الدعاء وقتله ثلاثة أشهر لا ينقص ولا يزيد.

وكان النائب المذكور قد تأخّر في إرسال الكتاب إليه رجاء أن يمضي هو بنفسه مستصحباً للكتاب لينال الزلفى عنده بذلك، وكان مقيماً ببلدة بغداد منتظراً للأخبار، فأتاه خبر سيّده فصار بعد العزّ ذليلاً، وبعد الامارة مأموراً، فمضى ولدي طاهر إلى الغاصب المذكور وأخذ الكتاب منه قهراً، وأتى به.

فالحمد لله الّذي جبر كسري، واستجاب دعائي، ولم يشمت بي أعدائي، وإنّما أوردت هذه الاستغاثة في كتابي هذا تيمّناً وتبرّكاً بها، وإظهار الفضيلة للإمام الشهيد أبي عبد الله الحسين، مضافة إلى مناقه السالفة في حياته

__________________

١ - الخامعة، جمعها خوامع، وهي الضبع لأنّها تخمع، أيّ تضلع في مشيها.

والسيِّد: الذئب.

٥٣٩

وبعد موته صلوات الله وسلامه عليه وعلى آبائه الطاهرين، وأبنائه المعصومين، صلاة زاكية نامية إلى يوم الدين.

[ الاستغاذة ]

وهذه الاستغاثة الّتي توسّلت واستعنت إلى الله بها.

اللّهمّ يا من عرشه مجيد، وبطشه شديد، وأخذه مبيد، وعدله مديد، ويا قاصم كلّ جبّار عنيد، وهاضم كلّ ختّار مريد، ويا ناصراً من استنصر بعزيز سلطانه، ويا قاهراً من تجبّر(١) وعدوانه، ويا جابراً قلوباً كسرتها عوامل المسرفين من أعدائه، ويا رافعاً نفوساً خفضتها مواضع المتجبّرين على أوليائه، ويا من فتح باب الدعاء لمن وجّه مطايا حوائجه إليه، ويا من تكفّل بإجابة من توكل في كشف حوائجه عليه، أو يضام أولياؤك ولك الخلق والأمر؟ أم يهظم أصفياؤك وبيدك الحكم والقهر؟ أم تتجرّى كفرة كتابك على المنقطعين إليك؟ أم تتجرّى فجرة عبادك أذى من ألقى كَلّه عليك؟

حاشا مجدك الّذي لا يضام، وجدّك الّذي لا يرام، وبطشك الّذي لا يطاق، وملكك الّذي لا يُحاق، أن تغلق أبواب فضلك عمّن أمّ ذراك، أو تقطع أسباب عدلك ممّن لم يجد له سواك، أو أن تفكّك أنامل رجاء من استمسك بمتين حبلك، أو أن تخيّب دعاء من التزم بوثيق عدلك، وأن تجبه بالودّ من بذل ماء وجهه لمسألتك، وأن تقنط بالمنع من وصف ظلامته لعالي حضرتك.

سبحانك خلقتَ طاغوتاً من عبادك(٢) ، وممدت له مدّاً، وآتيته من كلّ

__________________

١ - حُذف من الأصل مقدار كلمة واحدة نتيجة ترميم للنسخة، وتقديرها: ببطشه، أو ببغيه، أو

٢ - وردت في « ح » هذه الأبيات:

٥٤٠

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562