مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل الجزء ١٠

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل13%

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 442

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧
  • البداية
  • السابق
  • 442 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 225480 / تحميل: 4722
الحجم الحجم الحجم
مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل الجزء ١٠

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

( مسعود بن عمر ) : الأزدي الفهمي سيد الأزد وبسبب قتله قامت حرب البصرة بعد هلاك يزيد ، وهو الذي منع من قتل عبيد الله بن زياد يومئذ ، ويكنّى بأبي قيس ، وله شرف ، وهو الذي جمع الناس وخطبهم لنصرة الحسين فلم يتوفق. ويمضى في كتب المقاتل أنّه يزيد بن مسعود النهشلي ، وهذا تميمي يكنّى بأبي خالد وليس من رؤساء الأخماس ، ولعله مكتوب إليه أيضا. والذي يستظهر من الخطبة والكتاب إلى الحسينعليه‌السلام أنّ الذي جمع الناس هذا ، لا مسعود. ولكن الطبري وغيره من المؤرخين لم يذكروا الثاني.

( قيس بن الهيثم ) : بفتح هاء هيثم وسكون الياء المثنّاة تحت وبالثاء المثلّثة ، بن أسماء بن الصلت السلمي ، سيّد أهل العالية ، وله شرف وذكر في حرب البصرة.

( عبد الله بن عبيد الله ) : بن معمر بوزن مقعد التيمي تيم قريش ، وهذا كان في البصرة وله شرف.

( شريك بن الأعور ) : بفتح شين شريك بن الحرث الهمداني ، من المعروفين بالتشيع ومن أصحاب أمير المؤمنينعليه‌السلام والمقاتلين بين يديه في حروبه ، ولي الأعمال بعده لآل أميّة ، فأمّا أبوه الحرث الأعور فمن خوّاص أمير المؤمنينعليه‌السلام كما هو معلوم.

( مسلم بن عمرو ) : الباهلي ، هذا أبو قتيبة بن مسلم صاحب خراسان وفارس الحرون الذي جل خيل العرب من نسله إلى مدّة مائتي سنة ، وكان مسلم رسول يزيد لعبيد الله في ولاية المصرين وعزل النعمان فاستصحبه ، ويمضى في بعض الكتب أنّه مسلم بن عقبة ، وهو غلط فإنّ ذلك شامي لم يكن له في حرب الكوفة يد ، وإنّما تولّى حرب المدينة المعروف بحرب الحرّة ليزيد.

حصين ـ بضم الحاء المهملة وفتح الصاد والياء آخر الحروف والنون ـ بن تميم ابن أسامة بن زهير بن دريد التميمي صاحب شرطة عبيد الله. ويمضى في الكتب

٤١

حصين بن نمير السكوني وهو غلط فاحش فإنّ ذلك عند يزيد حارب به أهل المدينة ومكّة ، وله في محاربة عين الوردة رئاسة في أهل الشام وسمعة.

( ضفّة الطف ) : بفتح الضاد وتشديد الفاء جانبه ، والطف شاطي النهر ، ويطلق على جانب نهر الفرات الجنوبي من البصرة إلى هيت(1) ، ويخص بالموضع الذي قتل فيه الحسينعليه‌السلام .

( القادسية ) : موضع معروف من منازل الحاج عند الكوفة بينه وبينها خمسة عشر فرسخا.

( مخط القلادة ) : يعني موضع خط القلادة وهي في الحقيقة الجلد المستدير من الجيد ، فكما أنّ ذلك الجلد لازم على الرقبة كذلك الموت على ولد آدم ، هذا إذا قلنا إنّ مخطّ اسم مكان ، وإن قلنا إنّه اسم مصدر بمعنى خطّ ، فيعني به إنّ الموت دائرة لا يخرج ابن آدم من وسطها كما إنّ القلادة دائرة لا يخرج الجيد منها في حال تقلّده.

( وما أولهني ) : يعني ما أشدّ شوقي ، والوله شدّة الشوق.

( وخير لي ) : يعني خار الله لي مصرعا أي اختار ، ويمضي على بعض الألسنة ، وفي بعض الكتب خير بالتشديد وهو غلط فاحش.

( عسلان الفلوات ) : بضم العين وسكون السين جمع عاسل وهو المهتز والمضطرب ، يقال للرمح وللذئب وأمثالهما ، والمراد هنا المعنى الثاني.

( النواويس ) : جمع ناوس في الأصل ، وهو القبر للنصراني ، والمراد به هنا القرية التي كانت عند كربلا.

( جوفا ) : بضم الجيم وسكون الواو جمع جوفاء وهي الواسعة ويجري على بعض

__________________

(1) قال الحموي : هي بلدة على الفرات من نواحي بغداد فوق الأنبار. راجع معجم البلدان : 5 / 421.

٤٢

الألسن تحريك الواو أو تشديدها وهو غلط.

( أجربة سغبا ) : أجربة جمع جراب كأغلمة وغلام ، والمراد به البطن مجازا ، وسغبا بضمّتين جمع سغبى من السغب وهو الجوع.

( ورأيت ) : في نسخة ( أحوية ) : فكأنّه جمع لحوية البطن وهي أمعاؤها ، والمعروف حوايا فإن وردت أحوية فما أحسبها إلاّ خيرا من أجربة.

لا يقال : إنّ العسلان لا تتسلّط على أوصال صفوة الله لطفا من الله وإيثارا له ، لأنّا نقول : إنّ الكلام جرى على القواعد العربيّة والأساليب الفصيحة كما يقول قائلهم : عندي جفنة يقعد فيها الخمسة يعني لو كانت ممّا يفعل به ذلك لقعد فيها خمسة رجال ، فيكون معنى الكلام لو جاز ذلك على أوصالي لفعل بها ، وهذا كناية عن قتله وتركه بالعراء.

( لن تشذ ) : لن تنفرد وتتفرّق. ( لحمته ) : بضم اللام وهي القرابة.

( حظيرة القدس ) : اسم الجنّة أو اسم موضع شريف منها.

( التنعيم ) : موضع على أربعة فراسخ من مكّة في الحل.

( وادي العقيق ) : موضع عند المدينة وفيه أرض لابن الزبير ولغيره.

( مغذا ) : مسرعا من أغذ بالسير إذا أسرع.

( ذات عرق ) : بكسر العين موضع يتصل بعرق ، وهو جبل حاجز بين تهامة ونجد.

( الحاجر من بطن الرمة ) : الحاجر بالحاء المهملة والجيم والراء المهملة : موضع ، وأصله ما أمسك شفة الوادي.

( والرمّة ) : بضم الراء المهملة والتشديد ، وقد يخفّف : واد متسع في طريق مكّة تنزل بطنه بنو كلاب فبنو عبس فبنو أسد.

( الثعلبيّة ) : بالثاء المثلثة والعين المهملة والباء المفردة والياء المثنّاة تحت موضع في طريق مكّة ، يقال : هو ثلثا الطريق من الكوفة.

٤٣

( زرود ) : موضع عند الثعلبيّة بينها وبين الخزيميّة.

( زبالة ) : بضم الزاء المعجمة موضع عند الثعلبيّة أيضا بينها وبين الشقوق.

( العقبة ) : بالحركات موضع عند واقصة.

( شراف ) : بفتح الشين المعجمة موضع عند واقصة أيضا بينها وبين الفرعاء.

( ذو حسم ) : بضم الحاء المهملة وفتح السين المهملة والميم بعد : جبل هنالك كان النعمان يصطاد فيه ، وفيه يقول الشاعر : أليلتنا بذي حسم أنيري. ويمضى في الكتب حسب وخشت وجشم وكلّ غلط من النسّاخ.

( استمرت حذاء ) : استمرت دامت ، و ( حذاء ) : بالحاء المهملة والذال المشدّدة المعجمة الناقة الماضية بسرعة ونشاط ، والناقة المقطوعة الذنب والرحم التي لم يعلق بها أحد وينقطع عنها كل أحد ، وفسّرت الفقرة في التاج(1) بالمعاني الثلاثة ، فعلى الأوّل يكون المعنى أنّ الدنيا أدبر معروفها واستمرت على ذلك ومضت بسرعة ، وعلى الثاني استمرت على ذلك ولم يبق لها شيء يمسكه اللاحق ولا ذنب لها فيقبض ، وعلى الثالث استمرّت على ذلك لم يصلها واصل.

( عمر بن سعد ) : ابن أبي وقّاص وهو مالك بن أهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة ، يكنّى بأبي حفص. وأمّه أمة ، وأمّ أبيه حمنة بنت سفيان بن أميّة بن عبد شمس ، وهو ابن عم هاشم المرقال بن عتبة بن أبي وقاص صاحب عليعليه‌السلام .

( عمرو بن الحجاج ) : بن سلمة الزبيدي سيد زبيد ، وله شرف فيهم وذكر في المغازي.

( شمر بن ذي الجوشن ) : بفتح الشين وكسر الميم ويجري على الألسن ويمضى في الشعر الحديث كسر الشين وسكون الميم وهو خلاف المضبوط ، وذو الجوشن

__________________

(1) راجع تاج العروس : 10 / 85.

٤٤

أبوه ، واسمه شراحيل بن الأعور قرط بن عمرو بن معاوية بن كلاب الكلابي الضبابي ، وهو قاتل الحسينعليه‌السلام وكان أبرص خارجيّا.

( أنت أخو أخيك ) : يعني أنّ محمّد بن الأشعث الذي غدر بمسلم بن عقيل في الأمان ، أخوك فأنت مثله في الغدر.

( أفر فرار العبيد ) : أي لا أتاكم ذليلا معطيا باليد ولا أهرب عنكم هرب العبد ، بل أنازلكم حتّى يقضي الله ما هو قاض ، ويجري في بعض الألسن أقرّ إقرار العبيد وهو خطأ.

( أصرخناكم موجفين ) : أي أجبنا صراخكم مسرعين إليكم السير ، والإيجاف نوع من السير فيه سرعة ، والاسم منه الوجيف.

( حششتم ) : أي أوقدتم وأصله من جمع الحشيش للإيقاد.

( إلبا ) : بكسرة الهمزة وفتحها : الاجتماع على الظلم والعدوان ، يقال : هم إلب واحد أي مجتمعون على الظلم والعدوان.

( مشيم ) : بفتح الميم أي مغمد من شام السيف بمعنى أغمده. ( الجأش ) : القلب والفكر.

( يستحصف ) : أي يستحكم ، يقال : رأي حصيف أي محكم. ( الدبا ) : بفتح الدال وتخفيف الباء المفردة الجراد.

( الفراش ) : بفتح الفاء الذي يتساقط على الضوء ليلا.

( عبيد الأمة ) : بتخفيف الميم بمعنى الجارية كناية عن الذل مأخوذة من قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « ذلّ قوم تملكهم أمة » ، ويجري على الألسن التشديد وهو وإن كان له ضرب من التأويل لم يتعلق ببلاغة.

( شذاذ ) : بضم الشين المعجمة وتشديد الذال المعجمة أيضا جمع شاذّ ، وهم المتفرقون من الجمع ويعبّر عنهم بالفارطة والغوغاء.

٤٥

( شجا للناظر ) : الشجا الحزن ، والشجى ما يعترض بالحق(1) من عظم وغيره للإنسان وغيره.

قال الشاعر :

ربّ من انضجت غيظا قلبه

قد تمنّى لي موتا لم يطع

ويراني كالشجى في حلقه

عسرا مخرجه ما ينتزع

وكلّ بالقصر ، والمعنى يحتمل كلا.

( وما إن طبنا إلخ ) : الطب بكسر الطاء : العلّة والسبب. والجبن بضم الجيم وسكون الباء : ضدّ الشجاعة بفتح الشين ، والدولة بفتح الدال : الغلبة في الحرب ، وبضمّها التداول في المملكة ، قال الله تعالى( دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِياءِ ) (2) ، والمراد به المعنى الثاني على الظاهر. والأبيات لفروة بن مسيك ، بفتح فاء فروة وضم ميم مسيك المرادي. ومعنى البيت إن قتلنا لم يكن عارا علينا لأنّ سببه لم يكن عن جبن وعدم إقدام على المكافح ، ولكن سببه منايانا ودولة آخرين ، ومثل هذا لم يكن عارا. وقال آخر يعتذر لعدوّه في ذلك :

فلم يك طبهم جبنا ولكن

رميناهم بثالثة الأثافي

أنشده ابن قتيبة في ترجمة خفاف له في كتاب معجم الشعر والشعراء.

( مصبّرة ) : أي ممزوجة بالصبر.

( السبج ) : بفتح السين المهملة وفتح الباء المفردة حجارة سوداء يعمل منها الخرز.

( قد نصل ) : يقال نصل الخضاب من اللحية إذا بانت أصولها بأن مضى عليها أكثر من ثلاثة أيّام فهي سوداء ، وأصل الشعر أبيض ، ويزعم بعض الناس أنّها اتصل بها

__________________

(1) كذا في الأصل ، والصحيح : بالحلق.

(2) سورة الحشر : الآية 7.

٤٦

الخضاب ، وذلك وهم لعدم فهمه المعنى وتصحيف.

( بتبان ) : بثوب قصير يلبسه الفعلة وأمثالهم.

( يلمع فيه البصر ) : أي لا يثبت فيه البصر لشدّة بياضه.

( بواني صدره ) : البواني الأضلاع المقدمة في الصدر.

( مالك بن النسر ) : بالنون والسين ، ويمضى في بعض الكتب النسير بالتصغير الكندي البدي وهم من كندة.

( سنان ) : بكسر السين بن أنس بن عمرو النخعي كان من أشراف النخع ومن الخوارج.

( خولي بن يزيد الأصبحي ) : خولي بفتح الخاء المعجمة وتسكين الواو واللام قبل ياء في صورة المنسوب ، ويجري على بعض الألسن خولي بكسر الخاء وفتح الواو واللام قبل ألف مقصورة وهو خطأ. والأصبحي نسبة إلى ذي أصبح أحد ملوك حمير الذي تنسب إليه السياط الأصبحيّة.

قد تم ضبط ما يهم من ألفاظ فاتحة الكتاب فلنبدأ بالمقاصد.

٤٧
٤٨

المقصد الأوّل

في آل أبي طالب بن عبد المطلّب ومواليهم

من أنصار الحسينعليه‌السلام

علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام

ولد في أوائل خلافة عثمان بن عفان ، وروى الحديث عن جدّه علي بن أبي طالبعليه‌السلام كما حقّقه ابن إدريسقدس‌سره في السرائر ، ونقله عن علماء التاريخ والنسب(1) . أو بعد جدهعليه‌السلام بسنتين كما ذكره الشيخ المفيدقدس‌سره في الإرشاد(2) . وأمّه ليلى بنت أبي مرّة بن عروة بن مسعود الثقفي ، وأمّها ميمونة بنت أبي سفيان بن حرب بن أميّة. وأمّها بنت أبي العاص بن أميّة. وكان يشبّه بجدّه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في المنطق والخلق والخلق.

وروى أبو الفرج أن معاوية قال : من أحقّ الناس بهذا الأمر؟ قالوا : أنت ، قال : لا ، أولى الناس بهذا الأمر علي بن الحسين بن عليعليه‌السلام ، جدّه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وفيه شجاعة بني هاشم ، وسخاء بني أميّة ، وزهو ثقيف.

__________________

(1) السرائر : 1 / 655 ، وفيه : « في أمارة عثمان ».

(2) الإرشاد : 2 / 137.

٤٩

وفي عليعليه‌السلام يقول الشاعر :

لم تر عين نظرت مثله

من محتف يمشي ومن ناعل

يغلي نهيئ اللحم حتّى إذا

أنضج لم يغل على الآكل

كان إذا شبّت له ناره

يوقدها بالشرف القائل

كيما يراها بائس مرمل

أو فرد حيّ ليس بالآهل

لا يؤثر الدنيا على دينه

ولا يبيع الحقّ بالباطل

أعني ابن ليلى ذا السدى والندى

أعني ابن بنت الحسب الفاضل(1)

ويكنّى أبا الحسن ، ويلقّب بالأكبر لأنّه الأكبر على أصحّ الروايات ، أو لأنّ للحسينعليه‌السلام أولادا ستّة ثلاثة أسماؤهم علي ، وثلاثة أسماؤهم عبد الله وجعفر ومحمّد ، كما ذكره أهل النسب فهو أكبر من علي الثالث على رواية.

وروى أبو مخنف عن عقبة بن سمعان قال : لمّا كان السحر من الليلة التي بات بها الحسين عند قصر بني مقاتل ، أمرنا الحسين بالاستقاء من الماء ، ثمّ أمرنا بالرحيل ففعلنا ، قال : فلمّا ارتحلنا عن قصر بني مقاتل ، خفق برأسه خفقة ، ثمّ انتبه وهو يقول : « إنّا لله وإنّا إليه راجعون ، والحمد لله ربّ العالمين » ، ثمّ كرّرها مرّتين أو ثلاثا ، فأقبل إليه ابنه علي بن الحسينعليه‌السلام ـ وكان على فرس له ـ فقال : « إنّا لله وإنّا إليه راجعون ، والحمد لله رب العالمين ، يا أبت جعلت فداك ، ممّ استرجعت وحمدت الله »؟ فقال الحسينعليه‌السلام : « يا بنيّ إنّي خفقت برأسي خفقة فعنّ لي فارس على فرس فقال : القوم يسيرون والمنايا تسري إليهم ، فعلمت أنّها أنفسنا نعيت إلينا » ، فقال له : « يا أبت لا أراك الله سوءا ، ألسنا على الحق »؟ قال : « بلى ، والذي إليه مرجع العباد »

__________________

(1) راجع مقاتل الطالبيين : 86.

٥٠

قال : « يا أبت ، إذن لا نبالي نموت محقّين » فقال له : « جزاك الله من ولد خير ما جزى ولدا عن والده »(1) .

قال أبو الفرج(2) وغيره : وكان أوّل من قتل بالطف من بني هاشم بعد أنصار الحسينعليه‌السلام علي بن الحسينعليهما‌السلام ، فإنّه لمّا نظر إلى وحدة أبيه تقدّم إليه وهو على فرس له يدعى ذا الجناح ، فاستأذنه للبراز ـ وكان من أصبح الناس وجها ، وأحسنهم خلقا ـ فأرخى عينيه بالدموع وأطرق ثمّ قال : « اللهمّ اشهد أنّه قد برز إليهم غلام أشبه الناس خلقا وخلقا ومنطقا برسولك ، وكنّا إذا اشتقنا إلى نبيّك نظرنا إليه ، ثمّ صاح : « يا ابن سعد ، قطع الله رحمك كما قطعت رحمي ولم تحفظني في رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله » ، فلمّا فهم علي الإذن من أبيه شدّ على القوم وهو يقول :

أنا علي بن الحسين بن علي

نحن وبيت الله أولى بالنبي

والله لا يحكم فينا ابن الدعي

فقاتل قتالا شديدا ، ثمّ عاد إلى أبيه وهو يقول : يا أبت ، العطش قد قتلني ، وثقل الحديد قد أجهدني ، فبكى الحسينعليه‌السلام وقال : « وا غوثاه أنّى لي الماء ، قاتل يا بنيّ قليلا واصبر ، فما أسرع الملتقى بجدّك محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله فيسقيك بكأسه الأوفى شربة لا تظمأ بعدها أبدا ». فكرّ عليهم يفعل فعل أبيه وجدّه. فرماه مرّة بن منقذ العبدي بسهم في حلقه(3) .

وقال أبو الفرج : قال حميد بن مسلم الأزدي : كنت واقفا وبجنبي مرّة بن منقذ ، وعلي بن الحسين يشدّ على القوم يمنة ويسرة فيهزمهم ، فقال مرّة عليّ آثام العرب

__________________

(1) تاريخ الطبري : 3 / 309 ، بتفاوت في بعض العبارات.

(2) مقاتل الطالبيين : 115.

(3) راجع اللهوف : 166.

٥١

إن مرّ بي هذا الغلام لأثكلنّ به أباه ، فقلت : لا تقل ، يكفيك هؤلاء الذين احتوشوه. فقال : لأفعلنّ ، ومرّ بنا عليّ وهو يطرد كتيبة فطعنه برمحه فانقلب على قربوس فرسه فاعتنق فرسه فكرّ به على الأعداء فاحتووه بسيوفهم فقطّعوه(1) . فصاح قبل أن يفارق الدنيا : السلام عليك يا أبتي ، هذا جدّي المصطفى قد سقاني بكأسه الأوفى وهو ينتظرك الليلة ، فشدّ الحسينعليه‌السلام حتّى وقف عليه وهو مقطّع فقال : « قتل الله قوما قتلوك يا بنيّ ، فما أجرأهم على الله وعلى انتهاك حرمة الرسول » ، ثمّ استهلت عيناه بالدموع ، وقال : « على الدنيا بعدك العفا »(2) .

وروى أبو مخنف ، وأبو الفرج عن حميد بن مسلم الأزدي أنّه قال : وكأنّي أنظر إلى امرأة قد خرجت من الفسطاط وهي تنادي : يا حبيباه يا ابن أخيّاه ، فسألت عنها ، فقالوا : هذه زينب بنت علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، فجاءت حتّى انكبّت عليه ، فجاء الحسينعليه‌السلام إليها وأخذ بيدها إلى الفسطاط ، ورجع فقال لفتيانه : « احملوا أخاكم » فحملوه من مصرعه ، ثمّ جاءوا به فوضعه بين يدي فسطاطه(3) . وقتل ولا عقب له.

وفيه أقول :

بأبي أشبه الورى برسول

الله نطقا وخلقة وخليقه

قطعته أعداؤه بسيوف

هي أولى بهم وفيهم خليقه

ليت شعري ما يحمل الرهط منه

جسدا أم عظام خير الخليقة

__________________

(1) مقاتل الطالبيين : 115.

(2) راجع مقاتل الطالبيين : 115 ، واللهوف : 167.

(3) تاريخ الطبري : 3 / 331 بتفاوت في بعض الكلمات.

٥٢

( ضبط الغريب )

ممّا وقع في هذه الترجمة :

( الخلق ) : بضم الخاء الطبع وبفتحها التصوير. ( يغلي ) : أي يفير.

( النهيء ) : كأمير اللحم النيء. ( يغلي ) : الثاني ضدير خص.

( الشرف ) : الموضع العالي وهو على زنة جبل.

وقال الشاعر :

آتي النديّ فلا يقرّب مجلسي

وأقود للشرف الرفيع حماري

( القابل ) : المقبل عليك ومنه عام قابل.

( السدى ) : ندى أول الليل والندى ندى آخر الليل ويكنّى بكلّ منها وبهما عن الكرم.

( قطع الله رحمك ) : يعني قطع نسلك من ولدك كما قطعت نسلي من ولدي فإنّه لا عقب له.

( الأوفى ) : وصف الكأس وهي مؤنثة بالأوفى ، وهو مذكر غير صحيح على القواعد العربيّة ، فإن صحّت روايته فمحمول على أنّ المراد بالكأس الإناء والظرف وأمثالهما.

( احتووه ) : أي حازوه إليهم واشتملوا عليه ، يقال : احتويت على الصيد إذا حزته إليك واشتملت عليه.

( قربوس ) : السرج بفتح القاف والراء ولا تسكن الراء إلاّ في الضرورة بمعنى حنوه.

( الخليقة ) : الأولى بمعنى الطبيعة ، والثانية بمعنى الجديرة ، والثالثة بمعنى المخلوقات.

٥٣

عبد الله بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام

ولد في المدينة ، وقيل في الطف ، ولم يصح. وأمّه الرباب بنت امرئ القيس بن عدي بن أوس بن جابر بن كعب بن عليم بن جناب بن كلب. وأمّها هند الهنود بنت الربيع بن مسعود بن مصاد بن حصن بن كعب المذكور ، وأمّها ميسون بنت عمرو بن ثعلبة بن حصين بن ضمضم. وأمّها الرباب بنت أوس بن حارثة بن لام الطائي ، وهي التي يقول فيها أبو عبد الله الحسينعليه‌السلام :

لعمرك إنني لأحب دارا

تحل بها سكينة والرباب

أحبّهما وأبذل جلّ مالي

وليس لعاتب عندي عتاب

وكان امرؤ القيس زوّج ثلاث بناته في المدينة من أمير المؤمنين والحسن والحسينعليهم‌السلام ، وقصّته مشهورة ، فكانت الرباب عند الحسينعليه‌السلام وولدت له سكينة وعبد الله هذا.

قال المسعودي والأصبهاني والطبري وغيرهم : إنّ الحسين لمّا آيس من نفسه ذهب إلى فسطاطه فطلب طفلا له ليودّعه ، فجاءته به أخته زينب ، فتناوله من يدها ووضعه في حجره ، فبينا هو ينظر إليه إذ أتاه سهم فوقع في نحره فذبحه(1) .

قالوا : فأخذ دمه الحسينعليه‌السلام بكفّه ورمى به إلى السماء وقال : « اللهمّ لا يكن أهون عليك من دم فصيل ، اللهمّ إن حبست عنا النصر من السماء فاجعل ذلك لما هو خير لنا ؛ وانتقم لنا من هؤلاء الظالمين ، فلقد هوّن ما بي أنّه بعينك يا أرحم الراحمين »(2) .

__________________

(1) تاريخ الطبري : 3 / 332 ، مقاتل الطالبيين : 94. ولم أعثر عليه في مروج الذهب ولا في إثبات الوصيّة.

(2) راجع الكامل : 4 / 75.

٥٤

قالوا : فروي عن الباقرعليه‌السلام « أنّه لم تقع من ذلك الدم قطرة إلى الأرض »(1) . ثمّ إنّ الحسينعليه‌السلام حفر له عند الفسطاط حفيرة في جفن سيفه فدفنه فيها بدمائه ورجع إلى موقفه(2) .

وروى السيّد الطاوسي أنّه أخذ الطفل من يدي أخته زينب فأومى إليه ليقبله ، فأتته نشابة فذبحته فأعطاه إلى أخته وقال : خذيه إليك ، ثمّ فعل ما فعل بدمائه ، وقال ما قال بدعائه(3) .

وروى أبو مخنف أنّ الذي رماه بالسهم حرملة بن الكاهن الأسدي(4) . وروى غيره إنّ الذي رماه عقبة بن بشر الغنوي(5) . والأول هو المروي عن أبي جعفر محمّد الباقرعليهما‌السلام .

يا لرضيع أتاه سهم ردى

حيث أبوه كالقوس من شفقه

قد خضبت جسمه الدماء فقل

بدر سماء قد اكتسى شفقه

( ضبط الغريب )

ممّا وقع في هذه الترجمة :

( الحجر ) : هو بتثليث الحاء المهملة وبعدها الجيم الساكنة حضن الإنسان.

( الكاهن ) : بالنون ، ويجري على بعض الألسن ويمضى في بعض الكتب باللام ، والمضبوط خلافه.

__________________

(1) اللهوف : 169 ، مثير الأحزان : 70 ، وعنه البحار : 45 / 46.

(2) الاحتجاج : 2 / 101 ، وليس فيه : ورجع إلى موقفه.

(3) اللهوف : 169.

(4) تاريخ الطبري : 3 / 343.

(5) راجع مقاتل الطالبيين : 95. وليس فيه : الغنوي.

٥٥

( الشفقة ) : الأولى الحذر من جهة المحبّة ، والثانية هي شفق مضاف إلى ضمير البدر ، والشفق هو : الحمرة الشديدة عند أوّل الليل بين المغرب والعشاء.

العباس بن علي بن أبي طالب عليهم السلام

ولد سنة ست وعشرين من الهجرة. وأمّه أمّ البنين ، فاطمة بنت حزام بن خالد بن ربيعة بن عامر المعروف بالوحيد بن كلاب بن عامر بن ربيعة بن عامر بن صعصعة. وأمّها ثمامة بنت سهيل بن عامر بن مالك بن جعفر بن كلاب. وأمّها عمرة بنت الطفيل فارس قرزل ، ابن مالك الأخزم رئيس هوازن ، بن جعفر بن كلاب. وأمّها كبشة بنت عروة الرحّال بن عتبة بن جعفر بن كلاب. وأمّها أم الخشف بنت أبي معاوية فارس هوازن ، ابن عبادة بن عقيل بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة. وأمّها فاطمة بنت جعفر بن كلاب. وأمّها عاتكة بنت عبد شمس بن عبد مناف. وأمّها آمنة بنت وهب بن عمير بن نصر بن قعين بن الحرث بن ثعلبة بن ذودان بن أسد بن خزيمة. وأمّها بنت حجدر بن ضبيعة الأغرّ بن قيس بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل بن ربيعة بن نزار. وأمّها بنت مالك بن قيس بن ثعلبة. وأمّها بنت ذي الرأسين خشين ابن أبي عاصم بن سمح بن فزارة. وأمّها بنت عمرو بن صرمة بن عوف بن سعد بن ذبيان بن بغيض بن الريث بن غطفان.

قال السيد الداودي في العمدة : إنّ أمير المؤمنينعليه‌السلام قال لأخيه عقيل ـ وكان نسّابة عالما بأخبار العرب وأنسابهم ـ : ابغني امرأة قد ولدتها الفحولة من العرب لأتزوّجها فتلد لي غلاما فارسا ، فقال له : أين أنت عن فاطمة بنت حزام بن خالد الكلابيّة ، فإنّه ليس في العرب أشجع من آبائها ولا أفرس(1) .

__________________

(1) عمدة الطالب : 324 بتفاوت في بعض الكلمات.

٥٦

وفي آبائها يقول لبيد للنعمان بن المنذر ملك الحيرة :

نحن بنو أم البنين الأربعه

ونحن خير عامر بن صعصعة

الضاربون الهام وسط المجمعة

فلا ينكر عليه أحد من العرب ، ومن قومها ملاعب الأسنّة أبو براء الذي لم يعرف في العرب مثله في الشجاعة ، والطفيل فارس قرزل ، وابنه عامر فارس المزنوق ، فتزوجها أمير المؤمنينعليه‌السلام فولدت له وأنجبت. وأوّل ما ولدت له العبّاسعليه‌السلام يلقّب في زمنه قمر بني هاشم ، ويكنّى أبا الفضل. وبعده عبد الله ، وبعده جعفرا ، وبعده عثمان. وعاش العبّاس مع أبيه أربع عشرة سنة ، حضر بعض الحروب فلم يأذن له أبوه بالنزال ، ومع أخيه الحسن أربعا وعشرين سنة ، ومع أخيه الحسينعليه‌السلام أربعا وثلاثين سنة ، وذلك مدّة عمره ، وكانعليه‌السلام أيدا شجاعا فارسا وسيما جسيما يركب الفرس المطهّم ورجلاه تخطان في الأرض.

وروي عن أبي عبد الله الصادقعليه‌السلام أنّه قال : « كان عمّنا العبّاس بن علي نافذ البصيرة ، صلب الإيمان ، جاهد مع أبي عبد اللهعليه‌السلام ، وأبلى بلاء حسنا ، ومضى شهيدا(1) .

وروي عن علي بن الحسينعليه‌السلام أنّه نظر يوما إلى عبيد الله بن العبّاس بن عليعليه‌السلام فاستعبر ثمّ قال : « ما من يوم أشدّ على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله من يوم أحد ، قتل فيه عمّه حمزة بن عبد المطلب أسد الله وأسد رسوله ، وبعده يوم مؤتة قتل فيه ابن عمّه جعفر ابن أبي طالب ، ولا يوم كيوم الحسين ، ازدلف إليه ثلاثون ألف رجل ، يزعمون أنّهم من هذه الأمّة ، كلّ يتقرّب إلى الله عزّ وجلّ بدمه ، وهو يذكّرهم بالله فلا يتّعظون ، حتّى قتلوه بغيا وظلما وعدوانا ، ثمّ قال : « رحم الله العبّاس فلقد آثر وأبلى ، وفدى

__________________

(1) الخصال : 86 ، باب الاثنين ، عمدة الطالب : 323.

٥٧

أخاه بنفسه حتّى قطعت يداه ، فأبدله الله عزّ وجلّ منهما جناحين يطير بهما مع الملائكة في الجنّة ، كما جعل لجعفر بن أبي طالب.

وإنّ للعباس عند الله تبارك وتعالى منزلة يغبطه بها جميع الشهداء يوم القيامة »(1) .

وروى أبو مخنف أنّه لما منع الحسينعليه‌السلام وأصحابه من الماء وذلك قبل أن يجمع على الحرب اشتدّ بالحسين وأصحابه العطش ، فدعا أخاه العبّاس فبعثه في ثلاثين فارسا وعشرين راجلا ليلا ، فجاءوا حتّى دنوا من الماء ، واستقدم أمامهم باللواء نافع فمنعهم عمرو بن الحجاج الزبيدي ، فامتنعوا منه بالسيوف وملأوا قربهم وأتوا بها والعباس بن علي ونافع يذبان عنهم ويحملان على القوم حتّى خلصوا بالقرب إلى الحسين(2) . فسمّي السقّاء وأبا قربة.

وروى أبو مخنف أنّه لما كاتب عمر بن سعد عبيد الله بن زياد في أمر الحسينعليه‌السلام وكتب إليه على يدي شمر بن ذي الجوشن بمنازلة الحسين ونزوله ، أو بعزله وتولية شمر العمل ، قام عبد الله بن أبي المحلّ بن حزام بن خالد بن ربيعة بن عامر الوحيد ـ وكانت عمّته أمّ البنين ـ فطلب من عبيد الله كتابا بأمان العبّاس وإخوته ، وقام معه شمر في ذلك ، فكتب أمانا وأعطاه لعبد الله ، فبعثه إلى العبّاس وإخوته مع مولى له يقال له : كزمان ، فأتى به إليهم فلمّا قرءوه قالوا له : أبلغ خالنا السلام وقل له أن لا حاجة لنا في الأمان ، أمان الله خير من أمان ابن سميّة. فرجع ، قال : ووقف شمر في اليوم العاشر ناحية فنادى : أين بنو أختنا ، أين العبّاس وإخوته ، فلم يجبه أحد ، فقال لهم الحسينعليه‌السلام : أجيبوه ولو كان فاسقا ، فقام إليه العبّاس فقال له : ما تريد؟ قال : أنتم

__________________

(1) الخصال : 68 ، باب الاثنين ، ح 101.

(2) تاريخ الطبري : 3 / 312 ، بتفاوت وسقط في بعض الكلمات.

٥٨

آمنون يا بني أختنا. فقال له العبّاس : لعنك الله ولعن أمانك ، لئن كنت خالنا أتؤمنّا وابن رسول الله لا أمان له؟ وتكلّم إخوته بنحو كلامه ثمّ رجعوا(1) .

وروى أبو مخنف أيضا وغيره أنّ عمر بن سعد نادى في اليوم التاسع : يا خيل الله اركبي وأبشري بالجنّة. فركب الناس وزحفوا ، وذلك بعد صلاة العصر ، والحسينعليه‌السلام جالس أمام بيته محتبيا بسيفه وقد خفق على ركبتيه ، فسمعت زينب الصيحة فدنت منه وقالت : أما تسمع الأصوات يا أخي قد اقتربت! فرفع الحسينعليه‌السلام رأسه وأخبرها برؤية رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وأنّه يدعوه ، فلطمت زينب وجهها وقالت : يا ويلتاه ، فقال لها : ليس الويل لك يا أخيّة ، اسكتي رحمك الرحمن. ثمّ قال العبّاس له : يا أخي قد أتاك القوم فنهض ، ثمّ قال : « يا عبّاس ، اركب بنفسي أنت حتّى تلقاهم فتقول لهم : ما لكم؟ وما بدا لكم؟ وتسألهم عمّا جاء بهم » ، فأتاهم العبّاس في نحو عشرين فارسا فيهم زهير وحبيب فقال لهم : ما لكم وما بدا لكم وما تريدون؟ فقالوا : جاء أمر عبيد الله أن نعرض عليكم أن تنزلوا على حكمه أو ننازلكم. قال : فلا تعجلوا حتّى أرجع إلى أبي عبد الله فأعرض عليه ما ذكرتم ، فوقفوا ثمّ قالوا : القه فأعلمه ذلك ، ثمّ أعلمنا بما يقول. فانصرف العبّاس يركض فرسه إلى الحسينعليه‌السلام يخبره ، ووقف أصحابه يخاطبون القوم حتّى أقبل العبّاس يركض فرسه فانتهى إليهم ، فقال : يا هؤلاء : إنّ أبا عبد الله يسألكم أن تنصرفوا هذه العشيّة حتّى ينظر في هذا الأمر ، فإنّ هذا أمر لم يجر بينكم وبينه فيه منطق ، فإذا أصبحنا التقينا فإمّا رضيناه فأتينا بالأمر الذي تسألونه وتسومونه أو كرهنا فرددناه. قال : وإنّما أراد بذلك أن يردّهم عن الحسين تلك العشيّة حتى يأمر بأمره ويوصي أهله ، وقد كان الحسينعليه‌السلام قال له : « يا أخي ان استطعت أن تؤخّرهم هذه العشيّة إلى غدوة ،

__________________

(1) تاريخ الطبري : 3 / 313.

٥٩

وتدفعهم عنّا لعلّنا نصلّي لربنا الليلة وندعوه ونستغفره ، فهو يعلم أني قد كنت أحبّ الصلاة له وتلاوة كتابه وكثرة الدعاء والاستغفار » ، فقال لهم العبّاس ما قال ، فقال عمر بن سعد : ما ترى يا شمر؟ فقال : ما ترى أنت ، أنت الأمير والرأي رأيك ، فقال : قد أردت أن لا أكون ذا رأي. ثمّ أقبل على الناس فقال : ما ذا ترون؟ فقال عمرو بن الحجاج : سبحان الله! والله لو كانوا من الديلم ثمّ سألوك هذه المنزلة لكان ينبغي لك أن تجيبهم إليها. وقال قيس بن الأشعث : لا تجبهم إلى ما سألوك فلعمري ليصبحنّك بالقتال غدوة. فقال : والله لو أعلم أن يفعلوا ما أخّرتهم العشيّة ، ثمّ أمر رجلا أن يدنو من الحسينعليه‌السلام بحيث يسمع الصوت فينادي : إنّا قد أجّلناكم إلى غد ، فإن استسلمتم سرّحنا بكم إلى الأمير ، وإن أبيتم فلسنا تاركيكم(1) .

وروى أهل السير عن الضحّاك بن قيس المشرقي ، قال : إنّ الحسينعليه‌السلام جمع تلك الليلة أهل بيته وأصحابه فخطبهم بخطبته التي قال فيها : « أمّا بعد : فإنّي لا أعلم أهل بيت إلخ ». فقام العبّاس فقال : لم نفعل ذلك؟! لنبقى بعدك؟! لا أرانا الله ذلك أبدا(2) . ثمّ تكلّم أهل بيته وأصحابه بما يشبه هذا الكلام ، وسيذكر بعد.

قالوا : ولمّا أصبح ابن سعد جعل على ربع المدينة عبد الله بن زهير بن سليم الأزدي ، وعلى ربع مذحج وأسد عبد الرحمن بن أبي سبرة الجعفي ، وعلى ربع ربيعة وكندة قيس بن الأشعث بن قيس ، وعلى ربع تميم وهمدان الحر بن يزيد الرياحي ، وجعل الميمنة لعمرو بن الحجاج الزبيدي ، والميسرة لشمر بن ذي الجوشن الضبابي ، والخيل لعزرة بن قيس الأحمسي ، والرجال لشبث بن ربعي ، وأعطى الراية لدريد

__________________

(1) تاريخ الطبري : 3 / 313 ، وأورده الشيخ المفيد في الإرشاد 2 / 90.

(2) راجع الإرشاد : 2 / 91.

٦٠

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

١١ -( باب مأن من لم يتق الصيد والنساء في إحرامه، لم يجز له النفر في الأول ومن فعل أمسك عن الصيد يوم الثالث إلى الزوال)

[١١٧٥٤] ١ - العياشي في تفسيره: عن سلام بن المستنير، عن أبي جعفرعليه‌السلام في قوله تعالى:( فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَىٰ ) (١) منهم الصيد، واتقى الرفث والفسوق والجدال، وما حرم عليه في إحرامه.

[١١٧٥٥] ٢ - وعن حماد، عنهعليه‌السلام في قوله:( لِمَنِ اتَّقَىٰ ) : « الصيد، فإن ابتلي بشئ من الصيد ففداه فليس له أن ينفر في يومين ».

١٢ -( باب جواز الإقامة بمنى بعد النفر، وكراهة تقديم الثقل على النفر)

[١١٧٥٦] ١ - دعائم الاسلام: عن جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، أنه نهى أن يقدم أحد ثقله إلى مكة قبل النفر.

__________________

الباب ١١

١ - تفسير العياشي ج ١ ص ٩٩ ح ٢٨٠.

(١) البقرة ٢: ٢٠٣. ٢ - تفسير العياشي ج ١ ص ١٠٠ ح ٢٨٦.

الباب ١٢

١ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٣٢.

١٦١

١٣ -( باب استحباب التحصيب، وهو النزول بالبطحاء قليلا بعد النفر الثاني، لمن مر بها من غير مبيت)

[١١٧٥٧] ١ - دعائم الاسلام: عن جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، أنه قال: « ويستحب لمن نفر من منى أن ينزل بالمحصب، وهي البطحاء فيمكث بها قليلا ثم يرتحل إلى مكة، فإن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله كذلك فعل، وكذلك كان أبو جعفرعليه‌السلام يفعل ».

[١١٧٥٨] ٢ - الصدوق في المقنع: ثم أفض منها إلى مكة مهلا ممجدا داعيا، فإذا بلغت مسجد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وهو مسجد الحصباء، فاستلق فيه على قفاك، واسترح فيه هنيئة.

١٤ -( باب استحباب دخول الكعبة وآدابه)

[١١٧٥٩] ١ - دعائم الاسلام: عن جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، أنه سئل عن دخول الكعبة(١) ، فقال: «(٢) ان قدرت على ذلك فافعله، وإن خشيت الزحام فلا تغرر بنفسك ».

[١١٧٦٠] ٢ - وعنهعليه‌السلام ، أنه قال: « ينبغي أن يكون دخول الكعبة بعد النفر من منى ».

__________________

الباب ١٣

١ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٣٢.

٢ - المقنع ص ٩٣.

الباب ١٤

١ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٣٢.

(١) في المصدر: البيت.

(٢) وفيه زيادة: نعم.

٢ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٣٣.

١٦٢

١٥ -( باب استحباب وداع الكعبة بالمأثور وغيره، والطواف له، والدعاء، وإطالة الالتزام والشرب من زمزم، والسجود عند باب المسجد، والخروج من باب الحناطين، وجملة من آداب الوداع)

[١١٧٦١] ١ - فقه الرضاعليه‌السلام : « إذا أردت الخروج من مكة فطف بالبيت أسبوعا طواف الوداع، وتستلم الحجر الأسود والأركان كلها في كلّ شوط، وتسأل الله تعالى أن لا يجعله آخر العهد منك(١) ، فإذا فرغت من طوافك فقف مستقبل القبلة بحذاء ركن الحجر الأسود، وادع الله كثيرا، واجتهد في الدعاء، ثم تفيض وتقول: آئبون تائبون لربنا حامدون، وإلى الله راغبون، وإليه راجعون، واخرج من أسفل مكة فإذا بلغت باب الحناطين تستقبل الكعبة بوجهك وتسجد، وتسأل الله أن يتقبل منك، وأن لا يجعله آخر العهد منك ».

[١١٧٦٢] ٢ - الصدوق في الفقيه، والمقنع، والهداية، واللفظ للأول: فإذا أردت وداع البيت فطف به أسبوعا، وصل ركعتين حيث أحببت من الحرم، وائت الحطيم، والحطيم ما بين الكعبة(١) والحجر الأسود فتعلق بأستار الكعبة وأنت قائم فاحمد الله واثن عليه، وصل على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ثم قل:

اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك، حملته على دوابك،

__________________

الباب ١٥

١ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٣٠.

(١) في المصدر: منه.

٢ - الفقيه ج ٢ ص ٣٣٣، المقنع ص ٩٤، الهداية ص ٦٦.

(١) جاء في هامش المخطوط: في نسخة المقنع: البيت.

١٦٣

وسيرته في بلادك، وأقدمته المسجد الحرام، اللهم وقد كان في أملي ورجائي أن تغفر لي، فإن كنت يا رب قد فعلت ذلك فازدد عني رضى، وقربني إليك زلفى وإن لم تكن فعلت يا رب ذلك فمن الآن فاغفر لي قبل أن تنأى داري عن بيتك، غير راغب عنه، ولا مستبدل به، هذا أوان انصرافي إن كنت قد أذنت لي، اللهم فاحفظني من بين يدي ومن خلفي، ومن تحتي ومن فوقي: وعن يميني وعن شمالي، حتى تقدمني أهلي صالحا، فإذا أقدمتني أهلي فلا تخل(٢) مني، واكفني مؤنة عيالي ومؤنة خلقك، فإذا بلغت باب الحناطين فاستقبل الكعبة بوجهك وخر ساجدا واسأل الله عز وجل أن يتقبله منك ولا يجعله آخر العهد منك ثم تقول وأنت مار: آئبون تائبون حامدون لربنا شاكرون، إلى الله راغبون وإلى الله راجعون، وصلى الله على محمد وآله كثيرا، وحسبنا الله ونعم الوكيل.

[١١٧٦٣] ٣ - دعائم الاسلام: عن جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، أنه قال: « ينبغي لمن أراد الخروج من مكة بعد قضاء حجة، أن يكون آخر عهده بالبيت يطوف به طواف الوداع، ثم يودعه يضع يده بين الحجر الأسود والباب، ويدعو، ويودع، وينصرف خارجا(١) ».

وقد روينا عن أهل البيتعليهم‌السلام في ذلك ( من الدعاء )(٢) وجوها كثيرة، وليس منها شئ مؤقت.

__________________

(٢) في الفقيه: تتخل. وجاء في هامش المخطوط: تحرمني، هداية.

٣ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٣٣.

(١) ليس في المصدر.

(٢) أثبتناه من المصدر.

١٦٤

١٦ -( باب استحباب الصدقة عند الخروج من مكة بتمر يشتريه بدرهم، ناويا للتكفير عما كان منه في الاحرام، وفي الحرم مما لا يعلم)

[١١٧٦٤] ١ - فقه الرضاعليه‌السلام : « إذا فرغت من المناسك كلها وأردت الخروج تصدق بدرهم تمرا، حتى يكون كفارة لما دخل عليك في إحرامك من الخلل والنقصان وأنت لا تعلم ».

[١١٧٦٥] ٢ - الصدوق في المقنع والهداية: ثم ادخل مكة وعليك السكينة والوقار، وقد فرغت من كلّ شئ لزمك من حج وعمرة، وابتع بدرهم تمرا وتصدق به، يكون كفارة لما دخل عليك في إحرامك مما لا تعلم.

١٧ -( باب نوادر ما يتعلق بأبواب العود إلى منى إلى آخره، وبكثير من الأبواب السابقة)

[١١٧٦٦] ١ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمد، حدثني موسى، حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن عليعليهم‌السلام ، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : آية قبول الحج ترك ما كان عليه العبد مقيما من الذنوب ».

[١١٧٦٧] ٢ - وبهذا الاسناد، قال: « قال رسول ( اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ):

__________________

الباب ١٦

١ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٢٩.

٢ - المقنع ص ٩٣ والهداية ص ٦٥.

الباب ١٧

١، ٢ - الجعفريات ص ٦٦.

١٦٥

من علامة قبول الحج إذا رجع الرجل رجع عما كان عليه من المعاصي، هذا علامة قبول الحج، وإن رجع من الحج ثم انهمك فيما كان عليه من زنا، أو خيانة، أو معصية، فقد رد عليه حجه ».

[١١٧٦٨] ٣ - وبهذا الاسناد: عن عليعليه‌السلام ، أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله كان يقول للقادم من مكة: « تقبل الله نسكك، وغفر ذنبك، وأخلف عليك نفقتك ».

[١١٧٦٩] ٤ - العياشي في تفسيره: عن عمر بن يزيد بياع السابري، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قول الله عز وجل: «( لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَبْتَغُوا فَضْلًا مِّن رَّبِّكُمْ ) (١) . يعني الرزق إذا أحل الرجل من إحرامه، وقضى، فليشتر وليبع في الموسم ».

[١١٧٧٠] - العالم الجليل الأواه السيد عبد الله سبط المحدث الجزائري في شرح النخبة قال: وجدت في عدة مواضع أوثقها بخط بعض المشايخ الذين عاصرناهم مرسلا أنه لما رجع مولانا زين العابدينعليه‌السلام من الحج استقبله الشبلي، فقالعليه‌السلام له: « حججت يا شبلي؟ » قال: نعم يا أبن رسول الله، فقالعليه‌السلام : « أنزلت الميقات وتجردت عن مخيط الثياب واغتسلت؟ » قال: نعم، قال: « فحين نزلت الميقات نويت أنك خلعت ثوب المعصية، ولبست ثوب الطاعة؟ » قال: لا، قال: « فحين تجردت عن مخيط ثيابك، نويت أنك تجردت من الرياء والنفاق والدخول في الشبهات؟ » قال: لا،

__________________

٣ - الجعفريات ص ٧٥.

٤ - تفسير العياشي ج ١ ص ٩٦ ح ٢٦٢.

(١) البقرة ٢: ١٩٨.

٥ - شرح النخبة:

١٦٦

قال: « فحين اغتسلت نويت أنك اغتسلت من الخطايا والذنوب؟ » قال: لا، قال: « فما نزلت الميقات، ولا تجردت عن مخيط الثياب، ولا اغتسلت، ثم قال: تنظفت، وأحرمت، وعقدت بالحج؟ » قال: نعم، قال: « فحين تنظفت وأحرمت وعقدت الحج، نويت أنك تنظفت بنورة(١) التوبة الخالصة لله تعالى؟ » قال: لا قال: « فحين أحرمت نويت أنك حرمت على نفسك كلّ محرم حرمه الله عز وجل؟ » قال: لا، قال: « فحين عقدت الحج نويت أنك قد حللت كلّ عقد لغير الله؟ » قال: لا، قال: لهعليه‌السلام : « ما تنظفت، ولا أحرمت، ولا عقدت الحج ».

قال له: أدخلت الميقات وصليت ركعتي الاحرام ولبيت؟ ».

قال: نعم.

قال: فحين دخلت الميقات، نويت أنك بنية الزيارة؟. قال: لا.

قال: « فحين صليت الركعتين، نويت أنك تقربت إلى الله بخير الاعمال من الصلاة، وأكبر حسنات العباد؟. قال: لا.

قال: فحين لبيت، نويت أنك نطقت لله سبحانه بكل طاعة، وصمت عن كلّ معصية؟. قال: لا، قال لهعليه‌السلام : ما دخلت الميقات ولا صليت، ولا لبيت.

ثم قال له: أدخلت الحرم ورأيت الكعبة وصليت؟. قال: نعم.

قال: « فحين دخلت، الحرم، نويت أنك حرمت على نفسك كلّ غيبة تستغيبها المسلمين من أهل ملة الاسلام؟ » قال: لا.

__________________

(١) في نسخة: بنور.

١٦٧

قال: « فحين وصلت مكة، نويت بقلبك أنك قصدت الله؟ ». قال: لا.

قالعليه‌ السلام : « فلما دخلت الحرم، ولا رأيت الكعبة، ولا صليت ».

ثم قال: طفت بالبيت، ومسست الأركان، وسعيت؟. قال: نعم.

قالعليه‌السلام : « فحين سعيت نويت أنك هربت إلى الله، وعرف منك ذلك علام الغيوب؟ » قال: لا.

قال: « فما طفت بالبيت، ولا مسست الأركان، ولا سعيت ».

ثم قال له: « صافحت الحجر، ووقفت بمقام إبراهيمعليه‌السلام ، وصليت به ركعتين؟ » قال: نعم، فصاحعليه‌السلام صيحة كاد يفارق الدنيا ثم قال: « آه آه - ثم قالعليه‌السلام من صافح الحجر الأسود، فقد صافح الله تعالى، فانظر يا مسكين لا تضيع أجر ما عظم حرمته، وتنقض المصافحة بالمخالفة، وقبض الحرام نظير أهل الآثام.

ثم قالعليه‌السلام : نويت حين وقفت عند مقام إبراهيمعليه‌السلام :، أنك وقفت على كلّ طاعة، وتخلفت عن كلّ معصية؟ » قال: لا.

قال: « فحين صليت فيه ركعتين، نويت أنك صليت بصلاة إبراهيمعليه‌السلام ، وأرغمت بصلاتك أنف الشيطان؟ » قال: لا.

قال له: « فما صافحت الحجر الأسود، ولا وقفت عند المقام، ولا

١٦٨

صليت فيه ركعتين.

ثم قالعليه‌السلام له: أشرفت على بئر زمزم، وشربت من مائها؟. قال: نعم.

قال: « نويت أنك أشرفت على الطاعة، وغضضت طرفك عن المعصية؟ » قال: لا.

قالعليه‌السلام : « فما أشرفت عليها، ولا شربت من مائها ».

ثم قال لهعليه‌السلام : « أسعيت بين الصفا والمروة، ومشيت وترددت بينهما؟ » قال: نعم.

قال له: « نويت أنك بين الرجاء والخوف؟ » قال: لا.

قال: « فما سعيت، ولا مشيت، ولا ترددت بين الصفا والمروة.

ثم قال: أخرجت إلى منى؟ » قال: نعم.

قال: « نويت أنك آمنت الناس من لسانك وقلبك ويدك؟ » قال: لا.

قال: « فما خرجت إلى منى.

( ثم ) قال له: أوقفت الوقفة بعرفة، وطلعت جبل الرحمة، وعرفت وادي نمرة، ودعوت الله سبحانه عند الميل والجمرات؟. قال: نعم.

قال: « هل عرفت بموقفك بعرفة معرفة الله سبحانه أمر المعارف والعلوم، وعرفت قبض الله على صحيفتك واطلاعه على سريرتك وقلبك؟ » قال: لا.

قال: « نويت بطلوعك جبل الرحمة، ان الله يرحم كلّ مؤمن

١٦٩

ومؤمنة، ويتولى كلّ مسلم ومسلمة؟ » قال: لا.

قال: « فنويت عند نمرة أنك لا تأمر حتى تأتمر، ولا تزجر حتى تنزجر؟ » قال: لا.

قال: « فعندما وقفت عند العلم والنمرات، نويت أنها شاهدة لك على الطاعات، حافظة لك مع الحفظة بأمر السماوات؟ » قال: لا.

قال: « فما وقفت بعرفة، ولا طلعت جبل الرحمة، ولا عرفت نمرة، ولا دعوت، ولا وقفت عند النمرات ».

ثم قال: « مررت بين العلمين. وصليت قبل مرورك ركعتين، ومشيت بمزدلفة، ولقطعت فيها الحصى، ومررت بالمشعر الحرام؟ » قال: نعم.

قال: « فحين صليت ركعتين، نويت أنها صلاة شكر في ليلة عشر، تنفي كلّ عسر، وتيسر كسل يسر؟ » قال، لا.

قال: « فعندما مشيت بين العلمين ولم تعدل عنهما يمينا وشمالا، نويت أن لا تعدل عن دين الحق يمينا وشمالا لا بقلبك، ولا بلسانك، ولا بجوارحك؟ » قال: لا، قال: « فعندما مشيت بمزدلفة، ولقطت منها الحصى، نويت أنك رفعت عنك كلّ معصية وجهل، وثبت كلّ علم وعمل؟ » قال: لا.

قال: « فعندما مررت بالمشعر الحرام، نويت أنك أشعرت قلبك إشعار أهل التقوى والخوف لله عز وجل؟ » قال: لا.

قال: « فما مررت بالعلمين، ولا صليت ركعتين، ولا مشيت بالمزدلفة، ولا رفعت منها الحصى، ولا مررت بالمشعر الحرام.

١٧٠

ثم قال له: وصلت منى ورميت الجمرة، وحلقت رأسك، وذبحت هديك، وصليت في مسجد الخيف، ورجعت إلى مكة، وطفت طواف الإفاضة؟ » قال: نعم.

قال: « فنويت عندما وصلت منى، ورميت الجمار، أنك بلغت إلى مطلبك، وقد قضى ربك لك كلّ حاجتك؟ » قال: لا.

قال: « فعندما رميت الجمار، نويت أنك رميت عدوك إبليس وغضبته بتمام حجك النفيس؟ » قال: لا.

قال: « فعندما حلقت رأسك، نويت أنك تطهرت من الأدناس ومن تبعة بني آدم، وخرجت من الذنوب كما ولدتك أمك؟ » قال: لا.

قال: « فعندما صليت في مسجد الخيف، نويت أنك لا تخاف إلا الله عز وجل وذنبك، ولا ترجو إلا رحمة الله تعالى؟ » قال: لا.

قال: « فعندما ذبحت هديك، نويت أنك ذبحت حنجرة الطمع بما تمسكت به من حقيقة الورع، وأنك اتبعت سنة إبراهيمعليه‌السلام بذبح ولده وثمرة فؤاده وريحان قلبه، وحاجه(٢) سنته لمن بعده، وقربه إلى الله تعالى لمن خلفه؟ » قال: لا.

قال: « فعندما رجعت إلى مكة وطفت طواف الإفاضة، نويت أنك أفضت من رحمة الله تعالى ورجعت إلى طاعته، وتمسكت بوده، وأديت فرائضه، وتقربت إلى الله تعالى؟ » قال: لا.

قال له زين العابدينعليه‌السلام : « فما وصلت منى، ولا رميت الجمار، ولا حلقت رأسك، ولا أديت(٣) نسكك، ولا صليت في

__________________

(٢) كذا في المخطوط، والظاهر أن صوابه. وأحييت.

(٣) في نسخة: ذبحت.

١٧١

مسجد الخيف، ولا طفت طواف الإفاضة، ولا تقربت فإنك لم تحج ».

فطفق الشبلي يبكي على ما فرطه في حجه، وما زال يتعلم حتى حج من قابل بمعرفة ويقين، انتهى.

[١١٧٧١] ٦ - مصباح الشريعة: قال الصادقعليه‌السلام : « إذا أردت الحج فجرد قلبك لله تعالى من كلّ شاغل وحجاب، وفوض أمورك إلى خالقها، وتوكل عليه في جميع حركاتك وسكناتك، وسلم لقضائه وحكمه وقدره، ودع الدنيا والراحة والخلق، واخرج من حقول تلزمك من جهة المخلوقين، ولا تعتمد على زادك وراحلتك وأصحابك، وقوتك وشبابك ومالك، مخافة أن يصير ذلك عدوا ووبالا، فإن من ادعى رضى الله واعتمد على ما سواه، صيره عليه وبالا وعدوا، ليعلم أنه ليس له قوة ولا حيلة ولا لاحد، إلا بعصمة الله وتوفيقه، فاستعد استعداد من لا يرجو الرجوع، وأحسن الصحبة، وراع أوقات فرائض الله وسنين نبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ما يجب عليك من الأدب والاحتمال، والصبر والشكر، والشفقة والسخاوة، وإيثار الزاد على دوام الأوقات.

ثم اغسل بماء التوبة الخالصة ذنوبك، والبس كسوة الصدق والصفا والخضوع والخشوع، واحرم من كلّ شئ يمنعك عن ذكر الله ويحجبك عن طاعته، ولب بمعنى إجابة صادقة صافية خالصة زاكية لله سبحانه في دعوتك، متمسكا بالعروة الوثقى، وطف بقلبك مع الملائكة حول العرش كطوافك مع المسلمين بنفسك حول البيت، وهرول هربا من هواك، وتبرأ من حولك وقوتك، واخرج من غفلتك وزلاتك بخروجك إلى منى، ولا تتمن ما لا يحل لك ولا تستحقه، واعترف بالخطايا

__________________

٦ - مصباح الشريعة ص ١٤٢ باختلاف في الألفاظ.

١٧٢

بعرفات، وجدد عهدك عند الله بوحدانيته، وتقرب إليه واتقه بمزدلفة، واصعد بروحك إلى الملا الأعلى بصعودك إلى الجبل واذبح، حنجرة الهوى والطمع عنك عند الذبيحة، وارم الشهوات والخساسة والدناءة والذميمة عند رمي الجمار، واحلق العيوب الظاهرة والباطنة بحلق شعرك.

وادخل في أمان الله وكنفه وستره وكلاءته من متابعة مرادك بدخول الحرم، ودخول البيت متحققا لتعظيم صاحبه، ومعرفة جلاله وسلطانه، واستلم الحجر رضى بقسمته وخضوعا لعزته، ودع ما سواه بطواف الوداع، واصف روحك وسرك للقائه يوم تلقاه بوقوفك على الصفا، وكن بمرأى من الله نقيا عند المروة، واستقم على شرط حجتك هذه، ووفاء عهدك الذي عوهدت به مع ربك وأوجبت له إلى يوم القيامة، واعلم أن الله لم يفرض الحج ولم يخصه من جميع الطاعات بالإضافة إلى نفسه بقوله تعالى:( وَلِلَّـهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ) (١) ولا شرع نبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله سنة في خلال المناسك على ترتيب ما شرعه، إلا للاستعداد والإشارة إلى الموت والقبر والبعث والقيامة، وفضل بيان السبق من دخول الجنة أهلها، ودخول النار أهلها، بمشاهدة مناسك الحج من أولها إلى آخرها، لأولي الألباب وأولى النهى ».

[١١٧٧٢] ٧ - الشيخ الطبرسي في الاحتجاج: عن مهدي بن أبي حرب الحسيني، عن ابن علي الحسن، عن والده أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي، عن جماعة، عن أبي محمد هارون بن موسى التلعكبري، عن أبي علي محمد بن همام، عن علي السوري عن أبي محمد

__________________

(١) آل عمران ٣: ٩٧.

٧ - الاحتجاج ص ٦٥.

١٧٣

العلوي، عن محمد بن موسى الهمداني، عن محمد بن خالد الطيالسي، عن سيف بن عميرة وصالح بن عقبة جميعا، عن قيس بن سمعان، عن علقمة بن محمد الحضرمي، عن أبي جعفر محمد بن عليعليهما‌السلام ، أنه قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في خطبته في الغدير، معاشر الناس حجوا البيت بكمال الدين والتفقه، ولا تنصرفوا عن المشاهد إلا بتوبة وإقلاع » الخطبة.

[١١٧٧٣] ٨ - كتاب حسين بن عثمان، عن إسحاق بن عمار، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: « ليس من وجه يتوجه فيه الناس إلا للدنيا، الا الحج ».

[١١٧٧٤] ٩ - عوالي اللآلي: وفي الحديث: أنه يحجها في كلّ سنة ستمائة ألف، فإن أعوزوا تمموا من الملائكة.

[١١٧٧٥] ١٠ - القطب الراوندي في لب اللباب: روي أن أحوال الحج كأحوال الموت، فكما يكتب الانسان وصيته عند الموت كذلك عند الحج، وكما يركب على راحلته على الجنازة.

وكل امرئ يوما سيركب كارها

على النعش أعناق العدى والأقارب

وإذا دخل البادية فكأنما أدخل قبره، والاغتسال للاحرام كغسل الميت، ولبس ثياب الاحرام كالكفن وإذا خرج من الميقات فكأنه نشر من قبره، والتلبية إجابة الدعاء، ويرى أشعث أغبر فكأنه خرج من قبره، وكلما سلك عقبة يذكر عقبات يوم القيامة لعله يكفاها.

__________________

٨ - كتاب حسين بن عثمان ص ١١٣.

٩ - عوالي اللآلي ج ١ ص ٤٢٧ ح ١١٧.

١٠ - لب اللباب: مخطوط.

١٧٤

أبواب العمرة

١ -( باب وجوبها على المستطيع)

[١١٧٧٦] ١ - دعائم الاسلام: عن عليعليه‌السلام ، أنه قال: العمرة فريضة بمنزلة الحج، لان الله عز وجل يقول:( وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّـهِ ) (١) ».

وعنهعليه‌السلام أنه قال: « العمرة واجبة ».

[١١٧٧٧] ٢ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمد، حدثني موسى قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، أن علياعليهم‌السلام قال: أمرتم بالحج والعمرة، فلا عليكم بأيهما ابتدأتم ».

[١١٧٧٨] ٣ - وبهذا الاسناد: عن عليعليه‌السلام قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله الحج ثوابه الجنة، والعمرة كفارة كلّ ذنب ».

__________________

أبواب العمرة

الباب ١

١ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٣٣ عن جعفر بن محمدعليهما‌السلام .

(١) البقرة ٢: ١٩٦.

٢ - ٣ الجعفريات ص ٦٧.

١٧٥

[١١٧٧٩] ٤ - بعض نسخ الرضوي: « يوم الحج الأكبر هو يوم النحر، والأصغر العمرة، والذي أذن بالحج الأكبر عليعليه‌السلام حين برئ من المشركين فيه، ونبذ إليهم عهدهم فقرأ عليهم براءة، فقال المشركون: نبرأ منك ومن ابن عمك محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله إلا الطعان والجلاد، وهو قبل حجه الوداع بسنة ».

[١١٧٨٠] ٥ - العياشي في تفسيره: عن أبان، عن الفضل أبي العباس في قول الله:( وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّـهِ ) قال: هما مفروضتان.

[١١٧٨١] ٦ - وعن زرارة عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: « إن العمرة واجبة بمنزلة الحج لان الله يقول:( وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّـهِ ) ، هي واجبة مثل الحج.

٢ -( باب تأكد استحباب العمرة في رجب، ولو بأن يحرم فيهويتم في شعبان، واختيار رجب للعمرة على جميع الشهور حتى شهر رمضان)

[١١٧٨٢] ١ - دعائم الاسلام: عن جعفر بن محمدعليهما‌السلام أنه قال: « اعتمر في أي شهر شئت، وأفضل العمرة عمرة في رجب ».

[١١٧٨٣] ٢ - العياشي في تفسيره: عن معاوية بن عمار الدهني، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام أنه قال: « العمرة واجبة على الخلق بمنزلة

__________________

٤ - بعض نسخ الرضوي ص ٧٤، وعنه في البحار ج ٩٩ ص ٣٥٨ ح ٢٩.

٥ - تفسير العياشي ج ١ ص ٨٨ ح ٢٢٤.

٦ - تفسير العياشي ج ١ ص ٨٧ ح ٢١٩.

باب ٢

١ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٣٤.

٢ - تفسير العياشي ج ١ ص ٣٣٤.

٢ - تفسير العياشي ج ١ ص ٨٨ ح ٢٢٣.

١٧٦

الحج لان الله تعالى يقول:( وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّـهِ ) (١) وإنما نزلت العمرة بالمدينة، وأفضل العمرة عمرة رجب ».

[١١٧٨٤] ٣ - وعن زرارة، عن أبي جعفرعليه‌السلام ، قال: كنت عنده قاعدا خلف المقام وهو محتب مستقبل القبلة، فقال: « أما النظر إليها عبادة - إلى أن قالعليه‌السلام - لما حرم الله الأشهر في كتابه يوم خلق السماوات والأرض، ثلاثة أشهر متوالية وشهر مفرد للعمرة، قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : شوال وذو القعدة وذو الحجة ورجب ».

٣ -( باب تأكد استحباب العمرة في شهر رمضان، وخصوصا يوم الثالث والعشرين منه)

[١١٧٨٥] ١ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمد، حدثني موسى قال، حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لام معقل ( وقد كانت قد فاتها الحج )(١) : اعتمري في شهر رمضان، فإن عمرة فيه تعدل حجة ».

__________________

(١) البقرة ٢: ١٩٦.

٣ - تفسير العياشي ج ٢ ص ٨٨ ح ٥٧.

الباب ١٣

١ - الجعفريات ص ٦٧.

(١) أثبتناه من المصدر.

١٧٧

٤ -( باب أن من تمتع بالعمرة إلى الحج سقط عنه فرض العمرة)

[١١٧٨٦] ١ - العياشي في تفسيره: عن يعقوب بن شعيب، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام :( وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّـهِ ) (١) قلت: يكتفي الرجل إذا تمتع بالعمرة إلى الحج مكان ذلك العمرة المفردة(٢) ؟ قال: « نعم كذلك أمر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ».

[١١٧٨٧] ٢ - عوالي اللآلي: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « أدخلت العمرة في الحج هكذا » وشبك بين أصابعه.

٥ -( باب استحباب العمرة المفردة في كلّ شهر بل في كلعشرة أيام، وأنه لا يصح عمرة التمتع في السنة إلا مرة)

[١١٧٨٨] ١ - كتاب حسين بن عثمان قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : « في السنة اثنا عشر عمرة، في كلّ شهر عمرة ».

__________________

الباب ٤

١ - تفسير العياشي ج ١ ص ٨٨ ح ٢٢٢.

(١) البقرة ٢: ١٩٦.

(٢) كان في المخطوط. المتفرقة. وما أثبتناه من المصدر.

٢ - عوالي اللآلي ج ٢ ص ٢٣٦.

الباب ٥

١ - كتاب حسين بن عثمان ١١١.

١٧٨

٦ -( باب أن يجوز أن يعتمر في أشهر عمرة مفردة، ويذهب حيث شاء، ويجوز أن يجعلها عمرة للمتمتع إن أدرك الحج)

[١١٧٨٩] ١ - دعائم الاسلام: عن جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، أنه قال: « ومن دخل ( مكة )(١) بعمرة في أشهر الحج، ثم أقام بها إلى أن يحج فهو متمتع، وإن انصرف فلا شئ عليه وهي عمرة مفردة ».

[١١٧٩٠] ٢ - وعنهعليه‌السلام أنه قال: « من اعتمر في أشهر الحج فإن انصرف ولم يحج فهي عمرة مفردة، وإن حج فهو متمتع ».

[١١٧٩١] ٣ - بعض نسخ الرضوي: « ومن اعتمر عمرة مبتولة(١) في أشهر الحج ثم بدا له أن يقيم حتى يحج، فلا هدي عليه ».

٧ -( باب استحباب العمرة بعد الحج، إذا أمكن الموسى من رأسه)

[١١٧٩٢] ١ - دعائم الاسلام: عن جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، أنه سئل عن العمرة بعد الحج، فقال: « إذا أنقضت أيام التشريق،

__________________

الباب ٦

١ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣١٨.

(١) أثبتناه من المصدر.

٢ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٣٤.

٣ - بعض نسخ الفقه الرضويعليه‌السلام ص ٧٥، وعنه في البحار ج ٩٩ ص ٣٦٤.

(١) البتل: القطع، ومنه عمرة مبتولة أي مفردة، كأنها قطعت عن الحج ( مجمع البحرين ج ١ ص ٣١٧ ).

الباب ٧

١ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٣٤.

١٧٩

وأمكن الحلق فاعتمر ».

٨ -( باب كيفية العمرة، وأفعالها، وأحكامها)

[١١٧٩٣] ١ - دعائم الاسلام: عن جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، أنه قال: « العمرة المبتولة طواف بالبيت، وسعي بين الصفا والمروة، ثم إن شاء يحل من ساعته، ويقطع التلبية إذا دخل الحرم، وإذا طاف المعتمر وسعى أحل من إحرامه وانصرف إن شاء، وإن كان معه هدي نحره بمكة، وإن أحب أن يطوف بعد ذلك تطوعا فعل ».

٩ -( باب نوادر ما يتعلق بأبواب العمرة)

[١١٧٩٤] - ١ - بعض نسخ الرضوي: « أبي قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : أرأيت العمرة التي أتى عليعليه‌السلام بابنة حمزة أية عمرة هي؟ قال: هي عمرة الصلح، وهي عمرة القضاء ».

__________________

الباب ٨

١ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٣٤.

الباب ٩

١ - بعض نسخ الفقه الرضويعليه‌السلام ص ٧٥، عنه في البحار ج ٩٩ ص ٣٦٢ ح ٤٥

١٨٠

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442