مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل الجزء ١٠

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل13%

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 442

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧
  • البداية
  • السابق
  • 442 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 225482 / تحميل: 4722
الحجم الحجم الحجم
مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل الجزء ١٠

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

أبواب المزار وما يناسبه

١ -( باب استحباب ابتداء الحاج بالمدينة، ثم بمكة، وجواز العكس، واستحباب الجمع)

[١١٧٩٥] ١ - الصدوق في الهداية: عن الصادقعليه‌السلام ، أنه قال: « ابدأوا بمكة، واختموا بنا(١) ».

٢ -( باب تأكد استحباب زيارة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، والأئمة ( صلوات الله عليهم )، خصوصا بعد الحج)

[١١٧٩٦] ١ - فقه الرضاعليه‌السلام : « ثم تزور قبر محمد المصطفىصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فإنه قال: ومن حج ولم يزرني فقد جفاني، وتزور قبر السادةعليهم‌السلام بالمدينة ».

[١١٧٩٧] ٢ - أحمد بن محمد السياري في كتاب التنزيل والتحريف: بإسناده عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في قوله عز وجل:( لْيَقْضُوا

__________________

أبواب المزار وما يناسبه

الباب ١

١ - الهداية ص ٦٧.

(١) في المصدر: بالمدينة.

الباب ٢

١ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٣٠.

٢ - التنزيل والتحريف ص ٣٨.

١٨١

تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ ) (١) قال: « لقاء الإمامعليه‌السلام ، قال أبو جعفرعليه‌السلام ، ونظر الناس في الطواف قال: أمروا أن يطوفوا بهذا، ثم يأتونا فيعرفونا مودتهم، ثم يعرضوا علينا نصرهم ».

[١١٧٩٨] ٣ - الشيخ شرف الدين النجفي في تأويل الآيات الباهرة: عن تفسير محمد بن العباس قال: حدثنا أحمد بن هوذة: بإسناده يرفعه إلى عبد الله بن سنان، عن ذريح المحاربي قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : قوله تعالى:( ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ ) قال: هو لقاء(١) الإمامعليه‌السلام ».

[١١٧٩٩] ٤ - عماد الدين الطبري في بشارة المصطفى: عن أبي علي الحسن ابن محمد، عن والده أبي جعفر الطوسي، عن محمد بن الحسن(١) المعروف بابن الصقال(٢) عن محمد بن أبي الصهبان، عن الحسن بن علي بن فضال، عن حمزة بن حمران، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، عن أبيه، عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في حديث طويل: « إن الله قد وكل بفاطمةعليها‌السلام رعيلا من الملائكة، يحفظونها من بين يديها ومن خلفها وعن يمينها وعن يسارها، وهم معها في حياتها وعند قبرها بعد موتها، يكثرون الصلاة على أبيها وبعلها وبينها، فمن زارني بعد وفاتي فكأنما زارني في حياتي، ومن زار فاطمة؟عليها‌السلام فكأنما زارني، ومن

__________________

(١) الحج ٢٢: ٢٩.

٣ - تأويل الآيات الباهرة ص ٦١ ب.

(١) في المصدر: القائم.

٤ - بشارة المصطفى ص ١٣٧.

(١) في المصدر: الحسين.

(٢) في المصدر زيادة: عن محمد بن معقل العجلي القرمسي.

١٨٢

زار علي بن أبي طالبعليه‌السلام فكأنما زار فاطمةعليها‌السلام ، ومن زار ( الحسن و )(٣) الحسينعليهما‌السلام فكأنما زار علياعليه‌السلام ، ومن زار ذريتهما فكأنما زارهما ».

[١١٨٠٠] ٥ - الشيخ محمد بن المشهدي في المزار الكبير: عن شيخيه عبد الله ابن جعفر الدوريستي وشاذان بن جبرئيل القمي، باسنادهما إلى الصدوق محمد بن بابويه، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد البرقي، عن الحسن بن علي الوشاء قال: قلت للرضاعليه‌السلام : ما لمن زار قبر أحد من الأئمةعليهم‌السلام ؟ قال: « له مثل من أتى قبر أبي عبد اللهعليه‌السلام ». قال قلت: وما لمن زار قبر أبي عبد اللهعليه‌السلام ؟ قال: « الجنة والله ».

[١١٨٠١] ٦ - وبإسناده عن عبد الرحمن بن مسلم، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام أنه قال: « من زارنا في مماتنا فكأنما زارنا في حياتنا، ومن جاهد عدونا فكأنما جاهد معنا، ومن تولى لمحبنا، فقد أحبنا، ومن سر مؤمنا فقد سرنا، ومن أعان فقيرنا كان مكافأته على جدنا محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله ».

[١١٨٠٢] ٧ - البحار: وجدت في بعض مؤلفات متأخري أصحابنا قال في كتاب تحرير العبادة(١) : روي عن أبي جعفرعليه‌السلام أنه قال: « من نوى من بيته زيارة قبر إمام مفترض طاعته، وأخرج لنفقته درهما

__________________

(٣) أثبتناه من المصدر.

٥ - مزار المشهدي ص ٦، وعنه في البحار ج ١٠٠ ص ١٢٤ ح ٣٣.

٦ - مزار المشهدي ص ١٩، وعنه في البحار ج ١٠٠ ص ١٢٤ ح ٣٤.

٧ - البحار ج ١٠٠ ص ١٢٤.

(١) كذا في البحار.

١٨٣

واحدا كتب الله جل ذكره له سبعين ألف حسنة، ومحا عنه سبعين ألف سيئة، وكتب اسمه في ديوان الصديقين والشهداء، أسرف في تلك النفقة أو لم يسرف ».

[١١٨٠٣] ٨ - السيد علي بن طاوس في مصباح الزائر: عن الصادقعليه‌السلام قال: « من زار إماما مفترض الطاعة بعد وفاته، وصلى عنده أربع ركعات، كتبت له حجة وعمرة ».

[١١٨٠٤] ٩ - وجد بخط الفاضل الخبير الا ميرزا عبد الله الأصفهاني قال: روى بعض أصحابنا في كتاب ( تذكرة الفقهاء والواعظين، وتبصرة العلماء والمتعظين ): عن الصادقعليه‌السلام ، أنه قيل لأبي عبد اللهعليه‌السلام : ما لمن زار أحدا منكم؟ قال: « كمن زار رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ».

وقال الصادقعليه‌السلام : « من زار اماما مفترضا طاعته، وصلى أربع ركعات، كتب الله له حجة مبرورة وعمرة ».

وقالعليه‌السلام : « من زار واحدا منا، كان كمن زار رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ».

[١١٨٠٥] ١٠ - الصدوق في الهداية: روي أن الحسين بن عليعليهما‌السلام قال لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « يا أبتاه ما جزاء من زارك؟ فقال: من زارني حيا أو ميتا، أو زار أباك أو زار أخاك، أو زارك كان حقا علي أن أزوره يوم القيامة فأخلصه من ذنوبه ».

__________________

٨ - مصباح الزائر ص ١٤٩، وعنه في البحار ج ١٠٠ ص ١٣٠ ح ١٥.

٩ - ١٠ - الهداية ص ٦٧.

١٨٤

[١١٨٠٦] ١١ - جعفر بن قولويه في مزاره: عن أبيه وعلي بن الحسين وجماعة مشايخه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد ( بن عيسى ) ومحمد بن الحسن عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن صالح بن عقبة، عن زيد الشحام قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : ما لمن زار ( قبر )(١) الحسينعليه‌السلام ؟ قال: « كان كمن زار الله في عرشه ». قال قلت: ما لمن زار أحدا منكم؟ قال: « كمن زار رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ».

٣ -( باب تأكد استحباب زيارة قبر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وإجبار الوالي الناس عليها)

[١١٨٠٧] ١ - القطب الراوندي في لب اللباب: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « من زار قبري وجبت له شفاعتي، ومن زارني ميتا فكأنما زارني حيا ».

وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال: « من زار قبري حلت له شفاعتي ».

[١١٨٠٨] ٢ - دعائم الاسلام: عن عليعليه‌السلام ، أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: « من زار قبري بعد موتي، كان كمن هاجر إلي في حياتي ». الخبر.

__________________

١١ - كامل الزيارات ص ١٤٧.

(١) أثبتناه من المصدر.

الباب ٣

١ - لب الباب: مخطوط.

٢ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٢٩٦.

١٨٥

[١١٨٠٩] ٣ - بعض نسخ الرضوي: « روي عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال: من زار قبري حلت له شفاعتي، ومن زارني ميتا فكأنما زارني حيا ».

[١١٨١٠] ٤ - الصدوق في الهداية: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال: « من حج بيت ربي ولم يزرني فقد جفاني ».

[١١٨١١] ٥ - جعفر بن محمد بن قولويه في كامل الزيارة: عن محمد بن الحسن بن علي، عن أبيه، ( عن علي بن مهزيار )(١) عن الحسن بن سعيد، عن صفوان، عن حريز والحسن بن محبوب، عن جميل بن صالح، عن فضيل، عنهماعليهما‌السلام قالا: « زيارة قبر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله (٢) و، زيارة قبر الحسينعليه‌السلام ، تعدل حجة مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ».

٤ -( باب استحباب زيارة قبر النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ولو من بعيد، والتسليم عليه والصلاة عليه)

[١١٨١٢] ١ - الشيخ المفيد في المقالات قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « من سلم علي من عند قبري سمعته، ومن سلم علي من بعيد بلغته ».

__________________

٣ - عنه في البحار ج ٩٩ ص ٣٣٤ ح ٤.

٤ - الهداية ص ٦٧.

٥ - كامل الزيارات ص ١٥٧.

(١) أثبتناه من المصدر.

(٢) وفيه زيادة قبور الشهداء.

الباب ٤

١ - المقالات ص ٨٥.

١٨٦

[١١٨١٣] ٢ - الكراجكي في كنز الفوائد: عن القاضي أبي الحسن أسد بن إبراهيم السلمي الحراني، وأبي عبد الله الحسين بن محمد الصيرفي البغدادي، عن أبي بكر محمد بن محمد المعروف بالمفيد الجرجراني، عن علي بن عثمان المغربي المعروف بأبي الدنيا(١) الأشج المعمر، عن عليعليه‌السلام ، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله - في خبر - قال: « وصلوا علي حيث كنتم فإن صلواتكم تبلغني، وتسليمكم يبلغني ».

[١١٨١٤] ٣ - السيد المرتضى في الفصول عن شيخه المفيد قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « من سلم علي من عند قبري سمعته ( ومن سلم علي من بعيد )(١) بلغته ».

[١١٨١٥] ٤ - كتاب محمد بن مثنى الحضرمي: عن جعفر بن محمد بن شريح، عن ذريح المحاربي، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: « صلوا إلى جانب القبر، قبر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وإن كانت صلاة المؤمن تبلغه أينما كان ».

[١١٨١٦] ٥ - الشيخ الطوسي في أماليه: عن أحمد بن عبدون، عن علي بن محمد بن الزبير، عن علي بن فضال، عن العباس بن عامر، عن

__________________

٢ - كنز الفوائد ص ٢٦٥.

(١) في المخطوط. بابن أبي الدنيا. وما أثبتناه من المصدر وهو الصواب راجع تنقيح المقال ج ٣ ص ١٦ وميزان الاعتدال ج ٣ ص ١٤٥.

٣ - الفصول المختارة ص ٩٥، وعنه في البحار ج ١٠٠ ص ١٨٣ ح ١٠.

(١) أثبتناه من المصدر.

٤ - كتاب محمد بن مثنى الحضرمي ص ٨٣.

٥ - أمالي الطوسي ج ٢ ص ٢٩٠، وعنه في البحار ج ١٠٠ ص ١٨٢ ح ٢.

١٨٧

بشير(١) بن بكار، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: « إن ملكا من الملائكة سأل الله أن يعطيه سمع العبادة فأعطاه الله، فذلك الملك قائم حتى تقوم الساعة، ليس أحد من المؤمنين يقول:صلى‌الله‌عليه‌وآله ، إلا قال الملك: وعليك ( السلام )(٢) ، ثم يقول الملك: يا رسول الله، إن فلانا يقرأك السلام، فيقول رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : وعليه‌السلام ) ».

[١١٨١٧] ٦ - أبو علي ولده في أماليه: عن أبيه عن المفيد عن إبراهيم بن الحسن بن جمهور، عن أبي بكر المفيد الجرجراني، عن أبي الدنيا المعمر المغربي، عن أمير المؤمنينعليه‌السلام قال: « سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول: لا تتخذوا قبري مسجدا، وصلوا علي حيثما كنتم، فإن صلاتكم وسلامكم يبلغني ».

[١١٨١٨] ٧ - دعائم الاسلام: في حديث عن عليعليه‌السلام ، أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: « فمن لم يستطع زيارة قبري، فليبعث إلي بالسلام فإنه يبلغني ».

[١١٨١٩] ٨ - محمد بن الحسن الصفار في البصائر: عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن زياد بن أبي الحلال، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: « ما من نبي ولا وصي يبقى في الأرض أكثر من

__________________

(١) في المصدر: بشر.

(٢) أثبتناه من المصدر.

٦ - أمالي الطوسي: النسخة المطبوعة خالية منه، وعنه في البحار ج ١٠٠ ص ١٩٠ ح ١٤.

٧ - دعائم السلام ج ١ ص ٢٩٦.

٨ - بصائر الدرجات ص ٤٦٥ ح ٩.

١٨٨

ثلاثة أيام حتى يرفع بروحه وعظمه ولحمه إلى السماء، وإنما يؤتى مواضع ويبلغونهم من بعيد السلام، ويسمعونهم على آثارهم من قريب.

[١١٨٢٠] ٩ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمد، حدثني موسى قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن عليعليهم‌السلام قال: قال رسول ( اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ): من زار قبري بعد موتي، كان كمن هاجر إلي في حياتي، فإن لم تستطيعوا فابعثوا إلى السلام فإنه يبلغني ».

[١١٨٢١] ١٠ - وبهذا الاسناد: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال: « أربع جعلن شفعاء الجنة - إلى أن قال - وملك عند رأسي في القبر وإذا قال العبد من أمتي - إلى أن قال - وإذا قال: اللهم صل على محمد وآل محمد، قال الملك الذي عند رأسي: يا محمد، إن فلان بن فلان صلى عليك، فأقول: صلى الله عليه كما صلى علي ».

٥ -( باب استحباب التسليم على رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله )، كلما دخل الانسان المسجد أو خرج منه، وكراهة المرور فيه بغير تسليم عليه ودنو منه)

[١١٨٢٢] ١ - جعفر بن قولويه في كامل الزيارة: عن جعفر بن محمد بن إبراهيم الموسوي، عن عبد الله بن نهيك، عن ابن أبي عمير، عن

__________________

٩ - الجعفريات ص ٧٦.

١٠ - الجعفريات ص ٢١٦.

الباب ٥

١ - كامل الزيارات ص ١٦.

١٨٩

معاوية بن عمار قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام في حديث: .« فإذا دخلت في المسجد فصل على محمد وآله، وإذا خرجت ( فاصنع مثل )(١) ذلك، وأكثر من الصلاة في مسجد الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله ».

٦ -( باب كيفية زيارة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وآدابها، والدعاء عند قبره)

[١١٨٢٣] ١ - الشيخ المفيد في أماليه: عن أحمد بن محمد بن الحسن بن الوليد، عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن سنان، عن إسحاق بن عمار قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول، وهو قائم عند قبر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « اسأل الله الذي انتجبك واصطفاك، وأصفاك وهداك وهدى بك، أن يصلي عليك( إِنَّ اللَّـهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ) (١) .

[١١٨٢٤] ٢ - الجعفريات: أخبرنا عبد الله، أخبرنا محمد، حدثني موسى قال: حدثنا أبي، عن أبيه، عن جده جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن عليعليهم‌السلام قال: « من زار النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فليسترجع ثلاثا، ثم ليقل: أصبنا بك يا حبيب قلوبنا، فما أعظم المصيبة بك حيث انقطع عنا

__________________

(١) في المصدر: فافعل.

الباب ٦

١ - أمالي المفيد ص ١٤٠ ح ٥.

(١) الأحزاب ٣٣: ٥٦.

٢ - الجعفريات ص ٧٦.

١٩٠

الوحي، وحيث فقدناك، ما شاء الله، وإنا إليه راجعون ».

[١١٨٢٥] ٣ - جعفر بن قولويه في كامل الزيارة: عن محمد بن أحمد بن الحسين العسكري، عن الحسن بن علي بن مهزيار، عن أبيه، عن علي بن الحسين بن علي بن عمر بن علي بن الحسينعليهما‌السلام ، عن علي بن جعفر، عن أخيه موسى، عن أبيهعليهما‌السلام ، عن جده قال: « كان علي بن الحسين ( صلوات الله عليه )، يقف على قبر النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فيسلم، ويشهد له بالبلاغ، ويدعو بما حضره، ثم يسند ظهره إلى قبر النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله إلى المرمرة الخضراء الدقيقة العرض مما يلي القبر، ويلتزق بالقبر، ويسند ظهره إلى القبر، ويستقبل القبلة فيقول:

اللهم إليك ألجأت أمري، وإلى قبر محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله عبدك ورسولك أسندت ظهري، والقبلة التي رضيت لمحمدصلى‌الله‌عليه‌وآله استقبلت، اللهم إني أصبحت لا أملك لنفسي خير ما أرجو لها، ولا أدفع عنها شر ما أحذر عليها، وأصبحت الأمور بيدك ولا فقير أفقر مني إني لما أنزلت إلي من خير فقير، اللهم ارددني(١) منك بخير فلا راد لفضلك.

اللهم إني أعوذ بك أن تبدل اسمي، أو أن تغير جسمي، أو تزيل نعمتك عني، اللهم زيني بالتقوى، وجملني بالنعم، واغمرني بالعافية، وارزقني شكر العافية.

وعن محمد بن الحسن بن مهزيار، عن أبيه، عن جده مثله(٢)

__________________

٣ - كامل الزيارات ص ١٦ ح ٣.

(١) في نسخة. أردني. - ( منه قده ).

(٢) نفس المصدر ص ١٩ ح ٨.

١٩١

[١١٨٢٦] ٤ - وعن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن أبي نجران وعلي بن مهزيار وغير واحد، عن حماد بن عيسى، عن محمد بن مسعود قال: رأيت أبا عبد اللهعليه‌السلام انتهى إلى قبر النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فوضع يده عليه وقال: أسأل الله الذي اجتباك واختارك وهداك وهدى بك أن يصلي عليك، ثم قالعليه‌السلام :( إِنَّ اللَّـهَ وَمَلَائِكَتَهُ ) (١) » الآية.

[١١٨٢٧] ٥ - وعن الحسن بن عبد الله بن محمد بن عيسى، عن أبيه، عن إبراهيم بن أبي البلاد قال: قال لي أبو الحسنعليه‌السلام : كيف تقول في التسليم على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ؟ » فقلت: الذي نعرفه(١) ورويناه قال: « أو أعملك ما هو أفضل من هذا؟ ». فقلت: نعم، جعلت فداك، فكتب لي وأنا قاعد(٢) بخطه وقرأه علي:

« إذا وقفت على قبرهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقل: اشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، أشهد أنك رسول الله وأشهد أنك محمد ابن عبد الله، وأشهد أنك خاتم النبيين، وأشهد أنك قد بلغت رسالة(٣) ربك، ونصحت لامتك، وجاهدت في سبيل ربك وعبدته حتى أتاك اليقين، وأديت الذي عليك من الحق، اللهم صلى على محمد عبدك ورسولك ونجيبك وأمينك وصفيك، وخيرتك من خلقك، أفضل ما

__________________

٤ - كامل الزيارات ص ١٧ ح ٤.

(١) الأحزاب ٣٣: ٥٦.

٥ - كامل الزيارات ص ١٧ ح ٥.

(١) في المصدر: تعرفه.

(٢) في نسخة. واقف. - ( منه قده ).

(٣) وفيه: رسالات

١٩٢

صليت على أحد من أنبيائك ورسلك، اللهم سلم على محمد وآل محمد كما سلمت على نوح في العالمين، وامنن على محمد وآل محمد كما مننت على موسى وهارون، وبارك على محمد وآل محمد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم صل على محمد وآل محمد، وترحم على محمد وآل محمد.

اللهم رب البيت الحرام، ورب المسجد الحرام، ورب الركن والمقام، ورب البلد الحرام، ورب الحلل والحرام، ورب المشعر الحرام بلغ روح محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله مني السلام ».

[١١٨٢٨] ٦ - وعن علي بن الحسين، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن زكريا المؤمن، عن إبراهيم بن ناجية، عن إسحاق بن عمار، قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : علمني تسليما خفيفا على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: « قل أسأل الذي انتجبك واصطفاك، واختارك وهداك وهدى بك، ان يصلي عليك صلاة كثيرة طيبة ».

[١١٨٢٩] ٧ - وعن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى ويعقوب بن يزيد وموسى بن عمر جمعيا، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن أبي الحسن الرضاعليه‌السلام قال: قلت: كيف السلام على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عند قبرهصلى‌الله‌عليه‌وآله ؟

فقال: « تقول: السلام على رسول الله، السلام عليك ورحمة الله وبركاته، السلام عليك يا رسول الله، السلام عليك يا محمد بن

__________________

٦ - كامل الزيارات ص ١٩.

٧ - كامل الزيارات ص ٢٠.

١٩٣

عبد الله، السلام يا خيرة الله، السلام عليك يا حبيب الله، السلام عليك يا صفوة الله، السلام عليك يا أمين الله، أشهد أنك رسول الله، وأشهد أنك محمد بن عبد الله، وأشهد أنك قد نصحت لامتك، وجاهدت في سبيل الله(١) ، وعبدته حتى أتاك اليقين، فجزاك الله أفضل ما جزى نبيا عن أمته، اللهم صل على محمد وآل محمد، أفضل ما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد ».

[١١٨٣٠] ٨ - بعض نسخ الرضوي: قال بعد كلام لهعليه‌السلام : ثم قف عند رأسه مستقبل القبلة وسلم وقل: السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام عليك يا أبا القاسم، السلام عليك يا سيد الأولين والآخرين، السلام عليك يا زين القيامة، السلام عليك يا شفيع القيامة، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد ( أنك عبده ورسوله )(١) ، بلغت الرسالة، وأديت الأمانة، ونصحت أمتك، وجاهدت في سبيل ربك حتى أتاك اليقين، صلى الله عليك وعلى أهل بيتك، طبت حيا وطبت ميتا، صلى الله عليك وعلى أخيك ووصيك وابن عمك أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وعلى ابنتك سيدة نساء العالمين، وعلى ولديك الحسن والحسين أفضل السلام، وأطيب التحية، وأطهر الصلاة، وعلينا منكم السلام ورحمة الله وبركاته.

وتدعو لنفسك واجتهد في الدعاء للمؤمنين ولوالديك.

__________________

(١) في نسخة: ربك ( منه قده ).

٨ - عنه في البحار ج ٩٩ ص ٣٣٤ ح ٤.

(١) في البحار بدل ما بين القوسين: أن محمدا عبده ورسوله.

١٩٤

٧ -( باب استحباب إتيان المنبر والروضة، ومقام النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، واستلامها، والتبرك بها والصلاة فيها)

[١١٨٣١] ١ - جعفر بن محمد بن قولويه في كامل الزيارة: عن جعفر بن محمد بن إبراهيم الموسوي، عن عبد الله بن نهيك، عن ابن أبي عمير، عن معاوية بن عمار قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : « إذا فرغت من الدعاء عند القبر فائت المنبر وامسحه بيدك، وخذ برمانتيه، وهما السفلاوان وامسح عينيك ووجهك به فإنه يقال: إنه شفاء للعين، وقم عنده فاحمد الله واثن عليه، وسل حاجتك فإن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: ما بين منبري وبيتي روضة من رياض الجنة، وأن منبري على ترعة من ترع الجنة وقوائم المنبر ربت(١) في الجنة، والترعة هي الباب الصغير، ثم تأتي مقام النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فصل ما بدا لك » الخبر.

[١١٨٢٣] ٢ - بعض نسخ الرضوي: « ثم تصلي عند أسطوانة التوبة، وعند الحنانة، وفي الروضة، وعند المنبر(١) أكثر ما قدرت من الصلاة فيها ».

[١١٨٣٣] ٣ - البحار، عن العلل لمحمد بن علي بن إبراهيم، العلة في أن بين قبر النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وبين المنبر روضة من رياض الجنة، أنه من عبد الله بين القبر والمنبر، وعرف حق رسول الله وأهل بيته

__________________

الباب ٧

١ - كامل الزيارات ص ١٦.

(١) في نسخة: رتب ( منه قده ).

٢ - عنه في البحار ج ٩٩ ص ٣٣٤ ح ٤.

(١) في البحار: المتبرك.

٣ - البحار ج ٩٩ ص ٣٨٢ ح ١٦.

١٩٥

( صلوات الله عليهم )، وتبرأ من أعدائهم، فله عند الله عز وجل روضة من رياض الجنة، ولا يكون له ذلك في غير ذلك الموضع ».

٨ -( باب استحباب إتيان مقام جبرئيل، والدعاء فيه،خصوصا الحائض للطهر)

[١١٨٣٤] ١ - الشيخ محمد بن المشهدي في المزار قال: سئل الصادق جعفر بن محمدعليهما‌السلام عن مقام جبرئيل، فقال: « تحت الميزاب الذي إذا خرجت من الباب الذي يقال له: باب فاطمةعليها‌السلام بحيال الباب، والميزاب فوقك، والباب من وراء ظهرك، فإن قدرت أن تصلي فيه ركعتين مندوبا فافعل، فإنه لا يدعو أحد هناك إلا استجيب له ».

[١١٨٣٥] ٢ - بعض نسخ الرضوي: « قالعليه‌السلام : وائت مقام جبرئيل وهو عند الميزاب(١) إذا خرجت من الباب الذي يقال له: باب فاطمةعليها‌السلام ، ( وهو عند الميزاب إذا خرجت من )(٢) الباب الذي بحيال زقاق البقيع، فصل هناك ركعتين، وقل:

يا جواد يا كريم، يا قريب غير بعيد، أسألك بأنك أنت الله ليس كمثلك شئ، أن تعصمني من المهالك، وأن تسلمني من آفات الدنيا والآخرة، ووعثاء السفر، وسوء المنقلب، وأن تردني سالما إلى وطني بعد حج مقبول، وسعي مشكور، وعمل متقبل، ولا تجعله آخر العهد مني من حرمك وحرم نبيكصلى‌الله‌عليه‌وآله ».

__________________

الباب ٨

١ - المزار للمشهدي ص ٨٧.

٢ - عنه في البحار ج ٩٩ ص ٣٣٥.

(١) في البحار زيادة: التي.

(٢) وفيه: وهو.

١٩٦

٩ -( باب استحباب الاعتكاف والدعاء عند الأساطين فيمسجد الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله ، صائما ثلاثا آخرها الجمعة، وإن لم يقم غير ثلاثة أيام، وعدم وجوب ذلك)

[١١٨٣٦] ١ - بعض نسخ الرضوي: « أروي عن موسى بن جعفرعليهما‌السلام أنه قال: يستحب إذا قدم المرء مدينة الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله أن يصوم ثلاثة أيام، فإن كان له بها مقام أن يجعل صومها في الأربعاء والخميس والجمعة ».

[١١٨٣٧] ٢ - فقه الرضاعليه‌السلام : « ولا يصوم في السفر شيئا من صوم الفرض، ولا السنة، ولا التطوع، إلا الصوم الذي ذكرنا - إلى أن قال - وصوم ثلاثة أيام لطلب الحاجة عند قبر النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وهو يوم الأربعاء والخميس والجمعة ».

١٠ -( باب استحباب إتيان المشاهد كلها بالمدينة، وزيارة الشهداء وخصوصا حمزة)

[١١٨٣٨] ١ - دعائم الاسلام: عن جعفر بن محمدعليهما‌السلام أنه قال: « ومن المشاهد بالمدينة التي ينبغي أن يؤتى إليها وتشاهد(١) ، ويصلى فيها، وتتعاهد، مسجد قبا، وهو المسجد الذي أسس على التقوى، ومسجد الفتح(٢) ، ومشربة أم إبراهيم، وقبر حمزة، وقبور

__________________

الباب ٩

١ - عنه في البحار ج ٩٩ ص ٣٣٤ ح ٣.

٢ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٢٦.

الباب ١٠

١ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٢٩٦.

(١) في المخطوط: يشاهد وما أثبتناه من المصدر.

(٢) في المصدر زيادة: ومسجد الفضيخ.

١٩٧

الشهداء ».

[١١٨٣٩] ٢ - الشيخ فخر الدين بن العلامة في رسالة النية: روي عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال: « من زارني ولم يزر عمي حمزة فقد جفاني ».

[١١٨٤٠] ٣ - جعفر بن محمد بن قولويه في كامل الزيارة: عن حكيم بن داود، عن سلمة بن الخطاب، عن عبد(١) الله بن أحمد، عن بكر بن صالح، عن عمرو بن هشام، عن رجل من أصحابنا، عنهمعليهم‌السلام قال: « فيقول(٢) عند قبر حمزة: السلام عليك يا عم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وخير الشهداء، السلام عليك يا أسد الله وأسد رسوله، أشهد أنك قد جاهدت في الله ( حق جهاده )(٣) ، ونصحت لرسول الله، وجدت بنفسك، وطلبت ما عند الله، ورغبت فيما وعد الله، ثم ادخل فصل ولا تستقبل القبر عند صلواتك، فإذا فرغت من صلاتك فانكب على القبر وقل:

اللهم صل على محمد وعلى أهل بيته، اللهم إني تعرضت لرحمتك الدعاء، وهو طويل.

وعن(٤) محمد بن الحسن بن الوليد، عن محمد بن الحسن الصفار،

__________________

٢ - رسالة النية.

٣ - كامل الزيارات ص ٢٢.

(١) في المخطوط: عبيد، وما أثبتناه من المصدر ( راجع معجم رجال الحديث ج ٣ ص ٣٤٥ ترجمة بكر بن صالح ).

(٢) في المصدر: ويقول. واستظهر الشيخ ( قده ) في المخطوط: وتقول.

(٣) أثبتناه من المصدر.

(٤) كامل الزيارات ص ٢٣.

١٩٨

عن سلمة، مثله.

وعن(٥) أبيه، عن محمد بن يحيى وأحمد بن إدريس معا، عن سلمة، مثله.

[١١٨٤١] ٤ العياشي في تفسيره: عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم، عن أبي جعفر وأبي عبد اللهعليهما‌السلام عن قوله:( لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَىٰ مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ ) (١) قال: « مسجد قبا، وأما قوله:( أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ ) قال: يعني من مسجد النفاق، وكان على طريقه إذا أتى مسجد قبا فقام فينضح بالماء والسدر، ويرفع ثيابه عن ساقيه، ويمشي على حجر في ناحية الطريق، ويسرع المشي ويكره أن يصيب ثيابه منه شئ، فسألته: هل كان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله يصلي في مسجد قبا؟ قال: نعم ».

[١١٨٤٢] ٥ - بعض نسخ الرضوي: « ثم ائت قبول السادة بالبقيع ومسجد فاطمةعليها‌السلام فصل ركعتين، وزر قبر حمزة وقبور الشهداء(١) ومسجد الفتح ومسجد السقيا(٢) ومسجد قبا، فإن فيها فضلا كثيرا، ومسجد الخلوة(٣) وبيت علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، ودار جعفر بن محمدعليهما‌السلام عند باب المسجد تصلي فيها ركعتين ».

__________________

(٥) نفس المصدر ص ٢٣.

٤ - تفسير العياشي ج ٢ ص ١١١ ح ١٣٦.

(١) التوبة ٩: ١٠٨.

٥ - عنه في البحار ج ٩٩ ص ٣٣٥.

(١) في البحار زيادة: وقبر العروسين.

(٢) وفيه زيادة: ومسجد الفضيخ.

(٣) وفيه زيادة: وسقيفة بني ساعدة.

١٩٩

[١١٨٤٣] ٦ - الشيخ محمد بن المشهدي في المزار: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال: « من أتى قبل فصلى ركعتين رجع بعمرة ».

[١١٨٤٤] ٧ - علي بن إبراهيم في تفسيره: في سياق غزوة الأحزاب: ورسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أمر أصحابه أن يحرسوا المدينة بالليل وكان أمير المؤمنينعليه‌السلام على العسكر كله بالليل يحرسهم، فإن تحرك أحد من قريش ( نابذهم )(١) ، وكان أمير المؤمنينعليه‌السلام يحوز الخندق ويصير إلى قرب قريش حيث يراهم، فلا يزال الليل كله قائما وحده يصلي فإذا أصبح رجع إلى مركزه، ومسجد أمير المؤمنينعليه‌السلام هناك معروف يأتيه من يعرفه فيصلي فيه، وهو من مسجد الفتح إلى العقيق أكثر من غلوه نشاب.

١١ -( باب استحباب وداع قبر النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله عند الخروج والغسل له وآدابه)

[١١٨٤٥] ١ - دعائم الاسلام: عن جعفر بن محمدعليهما‌السلام أنه قال: « ينبغي لمن أراد دخول المدينة زائرا أن يغتسل.

[١١٨٤٦] ٢ - وعنهعليه‌السلام أنه قال: « ينبغي للزائر أن يكون آخر عهده خارجا من المدينة قبر النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، يودعه كما

__________________

٦ - المزار للمشهدي ص ١١٢، وعنه في البحار ج ١٠٠ ص ٢٢٢ ح ٢٠.

٧ - تفسير القمي ج ٢ ص ١٨٦.

(١) ونابذتهم الحرب: كاشفتهم إياها وجاهرتهم بها ( مجمع البحرين ج ٣ ص ١٨٩ ).

الباب ١١

١ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٢٩٦.

٢ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٢٩٧.

٢٠٠

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

الطريق المؤدّي إلى الله( ما أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفاتِنِينَ ) (١) إلّا أولئك الذين يريدون أن يحترقوا في نار جهنّم( إِلَّا مَنْ هُوَ صالِ الْجَحِيمِ ) .

هذه الآيات ـ خلافا لما يتصوّره أتباع مذهب الجبر ـ دليل ضدّ هذا المذهب ، وهي إشارة إلى أنّه لا يعذر أي أحد انحرف عن الطريق المستقيم ، مدّعيا أنّه قد خدع ، وانحرافه وعبادته للأوثان بسبب هذه الوساوس ، ولذا تقول الآيات المباركة ، أنتم ـ المشركون ـ لا قدرة لديكم على إضلال الأشخاص وخداعهم ، إلّا إذا كان أولئك يتّجهون بإرادتهم نحو صراط الجحيم.

وعبارة( صالِ الْجَحِيمِ ) شاهد على الكلام المذكور أعلاه ، لأنّ كلمة (صالي) جاءت بصيغة اسم الفاعل ، وعند ما تستخدم أي كلمة بصيغة اسم الفاعل بشأن موجود عاقل فإنّها تعطي مفهوم تنفيذ العمل بإرادته وإختياره ، مثل (قاتل) و (جالس) و (ضارب) ، إذن فإنّ( صالِ الْجَحِيمِ ) تعني رغبة الشخص في الاحتراق بنار جهنّم ، وبهذا تغلق كافّة طرق الأعذار أمام كلّ المنحرفين.

والذي يثير العجب أنّ بعض المفسّرين المعروفين فسّروا الآية بالمعنى التالي : (إنّكم لا تستطيعون خداع أحد ، إن لم يكن مقدّرا له الاحتراق بنار جهنّم).

إن كان حقّا هذا هو معنى الآية ، فلم يبعث الأنبياء؟ ولأي سبب تنزل الكتب السماوية؟ وما معنى محاسبة ولوم وتوبيخ عبدة الأوثان يوم القيامة التي نصّت عليها الآيات القرآنية؟ وأين ذهب عدل الباريعزوجل ؟

نعم ، يجب قبول هذه الحقيقة ، وهي انّ الإقرار بمبدإ الجبر ضدّ مبدأ الأنبياء

__________________

(١) التركيب النحوي لهذه الآية والتي تسبقها والاخرى التي تأتي بعدها ، وكما هو مشهور كذلك ، (ما) في جملة (ما تعبدون) هي (ما) الموصولة معطوفة على اسم أنّ ، وجملة( ما أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفاتِنِينَ ) خبرها. و (ما) في (ما أنتم) نافية ، وضمير (عليه) يعود على الله سبحانه وتعالى ، وفي مجموعها نحصل على ما يلي (إنّكم وآلهتكم التي تعبدونها لا تقدرون على إضلال أحد على الله بسببها إلّا من يحترق بنار الجحيم بسوء إختياره). والبعض الآخر اعتبر الآية( فَإِنَّكُمْ وَما تَعْبُدُونَ ) كلاما تامّا مستقلا وتعني أنّكم وآلهتكم ، ثمّ تقول في الآية التالية : ما أنتم بحاملين على عبادة ما تعبدونه إلّا من هو صالّ الجحيم.

٤٢١

تماما ، ويمسخ كلّ المفاهيم التي بعثوا من أجل ترسيخها ، ويقضي على كلّ القيم الإلهية والإنسانية.

ومن الضروري الالتفات إلى هذه النقطة وهي أنّ (صالي) مشتقّة من (صلى) وتعني إشعال النار والدخول فيها أو الاحتراق بها و (فاتن) اسم فاعل مشتقّة من (فتنة) وتعني الذي يثير الفتن والذي يضلّ الآخرين.

بعد انتهاء بحثنا حول الآيات الثلاث السابقة التي وضّحت مسألة إختيار الإنسان في مقابل فتن وإغراءات عبدة الأصنام ، نواصل بحثنا حول الآيات الثلاث التالية والتي تتناول المرتبة العالية لملائكة الله ، وتقول مخاطبة عبدة الأصنام : إنّ الملائكة التي كنتم تزعمون أنّها بنات الله لها مقام معيّن ، والجميل في هذه العبارة أنّ الملائكة هي التي تتحدّث عن نفسها( وَما مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقامٌ مَعْلُومٌ ) (١) .

وتضيف ملائكة الرحمن : وإنّنا جميعا مصطفون عند الله في انتظار أوامره ،( وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ ) .

وإنّنا جميعا نسبّحه ، وننزّه عمّا لا يليق بساحة كبريائه( وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ ) .

نعم ، نحن عباد الله ، وقد وضعنا أرواحنا على الأكف بانتظار سماع أوامره ، إنّنا لسنا أبناء الله ، إنّنا ننزّه الباريعزوجل من تلك المزاعم الكاذبة والقبيحة وإنّنا منزعجين ومشمئزّين من خرافات وأوهام المشركين.

في الحقيقة ، إنّ الآيات المذكورة أعلاه أشارت إلى ثلاث صفات من صفات الملائكة.

الاولى : هي أنّ لكلّ واحد منهم مقام معيّن ومشخّص ليس له أن يتعدّاه.

__________________

(١) نقرأ في بعض الرّوايات التي نقلت عن أهل البيتعليهم‌السلام أنّ الأئمّة المعصومين هم المقصودون في هذه الآية ، ومن الممكن أن يكون هذا التّفسير من قبيل تشبيه مقام الأئمّة بالملائكة ، أي كما أنّ للملائكة مقاما وتكليفا معيّنا ، فإنّ لنا مقاما وتكليفا معيّنا أيضا.

٤٢٢

والثانية : هي أنّهم مستعدّون دائما لإطاعة أوامر الله سبحانه وتعالى وتنفيذها في عالم الوجود ، وهذا الشيء مشابه لما ورد في الآيتين (٢٦) و (٢٧) من سورة الأنبياء( بَلْ عِبادٌ مُكْرَمُونَ لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ ) .

والثالثة : أنّهم يسبّحون الله دائما وينزّهونه عمّا لا يليق بساحة كبريائه.

الآيتان( إِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ ) تعطيان مفهوم الحصر في الأدب العربي ، وبعض المفسّرين قالوا في تفسير هاتين الآيتين : إنّ الملائكة تريد أن تقول : نحن فقط المطيعون لأوامر الله والمسبّحون الحقيقيون له ، وهذه إشارة إلى أنّ طاعة الإنسان لله تعالى وتسبيحه يعدّ لا شيء بالنسبة لطاعة وتسبيح الملائكة لله ، ولا يمكن المقارنة بينهما.

والذي يلفت الانتباه أنّ مجموعة من المفسّرين نقلوا في نهاية هذه الآيات حديثا عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، قال فيه : «ما في السموات موضع شبر إلّا وعليه ملك يصلّي ويسبّح»(١) .

وجاء في رواية اخرى : «ما في السماء موضع قدم إلّا عليه ملك ساجد أو قائم»(٢) .

وفي رواية ثالثة ورد أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان جالسا مع مجموعة من أصحابه ، فقال لهم : «أطت السماء وحقّ لها أن تأط! ليس فيها موضع قدم إلّا عليه ملك راكع أو ساجد ، ثمّ قرأ :( وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ ) »(٣) .

العبارات المختلفة كناية لطيفة عن أنّ عالم الوجود مكتظّ بالمطيعين لأوامر الله والمسبّحين له.

الآيات الأربع الأخيرة من هذا البحث تشير إلى أحد الأعذار الواهية التي

__________________

(١) تفسير القرطبي ، المجلّد ٨ ، الصفحة ٥٨١.

(٢) المصدر السابق.

(٣) (الدرّ المنثور) نقلا عن تفسير الميزان المجلّد (١٧) الصفحة ١٨٨.

٤٢٣

تذرّع بها المشركون فيما يخصّ هذه القضيّة وعبادتهم للأصنام ، وتجيب عليهم قائلة :( وَإِنْ كانُوا لَيَقُولُونَ ) (١) .

( لَوْ أَنَّ عِنْدَنا ذِكْراً مِنَ الْأَوَّلِينَ لَكُنَّا عِبادَ اللهِ الْمُخْلَصِينَ ) .

يقول المشركون : لا تتحدّثوا كثيرا عن عباد الله المخلصين الذين أخلصهم الله لنفسه ، وعن الأنبياء العظام أمثال نوح وإبراهيم وموسى ، لأنّه لو كان الله قد شملنا بلطفه وأنزل علينا أحد كتبه السماوية لكنّا في زمرة عباده المخلصين.

وهذا مشابه لما يقوله الطلاب الكسالى الراسبون في دروسهم ، من أجل التغطية على كسلهم وعدم مثابرتهم ، لو كان لدينا معلّم وأستاذ جيّد لكنّا من الطلبة الأوائل.

الآية التالية تقول : لقد تحقّق ما كانوا يأملونه ، إذ أنزل عليهم القرآن المجيد الذي هو أكبر وأعظم الكتب السماوية ، إلّا أنّ هؤلاء الكاذبين في ادّعاءاتهم كفروا به ، ولم يفوا بما قالوا ، واتّخذوا موقفا معاديا إزاءه ، فسيعلمون وبال كفرهم( فَكَفَرُوا بِهِ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ ) (٢) .

كفاكم كذبا وادّعاء ، ولا تعتقدوا أنّكم أكفّاء للانضمام إلى صفوف عباد الله المخلصين ، فكذبكم واضح ، وادّعاءاتكم غير صادقة ، فليس هناك كتاب خير من القرآن المجيد ، ولا يوجد هناك نهج تربوي خير من نهج الإسلام ، فكيف كان موقفكم من هذا الكتاب السماوي؟ فانتظروا العواقب الأليمة لكفركم وعدم إيمانكم.

* * *

__________________

(١) (إنّ) مخفّفة من الثقيلة وتقديرها (وإنّهم كانوا ليقولون).

(٢) في الكلام حذف تقديره (فلمّا آتاهم الكتاب وهو القرآن كفروا به فسوف يعلمون عاقبة كفرهم).

٤٢٤

الآيات

( وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنا لِعِبادِنَا الْمُرْسَلِينَ (١٧١) إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ (١٧٢) وَإِنَّ جُنْدَنا لَهُمُ الْغالِبُونَ (١٧٣) فَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ (١٧٤) وَأَبْصِرْهُمْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ (١٧٥) أَفَبِعَذابِنا يَسْتَعْجِلُونَ (١٧٦) فَإِذا نَزَلَ بِساحَتِهِمْ فَساءَ صَباحُ الْمُنْذَرِينَ (١٧٧) )

التّفسير

حزب الله هو المنتصر :

لا زلنا نتابع البحث في آيات هذه السورة المباركة ، والتي شارفت على الانتهاء ، بعد أن استعرضنا في الأبحاث السابقة جهاد الأنبياء العظام والمصاعب والعراقيل التي أثارها وأوجدها المشركون.

ففي آيات بحثنا الحالي سنتطرّق لأهمّ القضايا الواردة في هذه السورة ، والتي تصوّر الخاتمة بأفضل صورة ، إذ زفّت البشرى للمؤمنين بانتصار جيش الحقّ على جيش الشيطان ، الوعد الإلهي الكبير هذا إنّما جاء لبعث الأمل في صفوف المؤمنين في صدر الإسلام الذين كانوا لحظة نزول هذه الآيات يرزحون تحت ضغوط أعداء الإسلام في مكّة ، ولكلّ المؤمنين والمحرومين في كلّ زمان ومكان ،

٤٢٥

ولكي يكون حافزا لهم يدفعهم على نفض غبار اليأس عنهم ، والاستعداد لجهاد ومقاومة جيوش الباطل( وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنا لِعِبادِنَا الْمُرْسَلِينَ. إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ ) .

( وَإِنَّ جُنْدَنا لَهُمُ الْغالِبُونَ ) ، إنّها لعبارة واضحة وصريحة ، وإنّه لوعد يقوّي الروح ويبعث على الأمل.

نعم ، فانتصار جيوش الحقّ على الباطل ، وغلبة جند الله ، وتقديم الله سبحانه وتعالى العون لعباده المرسلين والمخلصين ، هي وعود مسلّم بها وسنن قطعيّة ، وذلك ما أكّدته الآية المذكورة أعلاه بعنوان( سَبَقَتْ كَلِمَتُنا ) أي إنّ هذا الوعد وهذه السنّة كانت موجودة منذ البداية.

نظائر كثيرة لهذا الموضوع وردت في آيات عديدة اخرى من آيات القرآن المجيد ، إذ جاء في الآية (٤٧) من سورة الروم( وَكانَ حَقًّا عَلَيْنا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ ) .

وفي الآية (٤٠) من سورة الحجّ( وَلَيَنْصُرَنَّ اللهُ مَنْ يَنْصُرُهُ ) .

وفي الآية (٥١) من سورة غافر( إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهادُ ) .

وأخيرا في الآية (٢١) من سورة المجادلة( كَتَبَ اللهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي ) .

وبديهي أنّ الله قادر على كلّ شيء ، وليس بمخلف للوعود ، ولم يكن يوما ما ليخلف وعده ، وقادر على أن يفي بهذا الوعد الكبير ، كما أنزل في السابق نصره على المؤمنين به.

الوعد الإلهي من أهمّ الأمور التي ينتظرها السائرون في طريق الحقّ باشتياق ، حيث يستمدّون منه القوى الروحية والمعنوية ، ويسترفدون منه نشاطا جديدا كلّما أحسّوا بالكلل ، فتسري دماء جديدة في شرايينهم.

* * *

٤٢٦

سؤال مهمّ :

وهنا يطرح السؤال التالي ، وهو : إن كانت مشيئة الباريعزوجل وإرادته تقضي بتقديم يد العون للأنبياء ونصرة المؤمنين ، فلم نشاهد استشهاد الأنبياء على طول تأريخ الحوادث البشرية ، وانهزام المؤمنين في بعض الأحيان؟ فإن كانت هذه سنّة إلهيّة لا تقبل الخطأ ، فلم هذه الاستثناءات؟

ونجيب على هذا السؤال بالقول :

أوّلا : إنّ الإنتصار له معان واسعة ، ولا يعطي في كلّ الأحيان معنى الإنتصار الظاهري والجسماني على العدو ، فأحيانا يعني انتصار المبدأ ، وهذا هو أهمّ انتصار ، فلو فرضنا أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان قد استشهد في إحدى الغزوات ، وشريعته عمّت العالم كلّه ، فهل يمكن أن نعبّر عن هذه الشهادة بالهزيمة.

وهناك مثال أوضح وهو الحسينعليه‌السلام وأصحابه الكرام حيث استشهدوا على أرض كربلاء ، وكان هدفهم العمل على فضح بني اميّة ، الذين ادّعوا أنّهم خلفاء الرّسول ، وكانوا في حقيقة الأمر يعملون ويسعون إلى إعادة المجتمع الإسلامي إلى عصر الجاهلية ، وقد تحقّق هذا الهدف الكبير ، وأدّى استشهادهم إلى توعية المسلمين إزاء خطر بني اميّة وإنقاذ الإسلام من خطر السقوط والضياع ، فهل يمكن هنا القول بأنّ الحسينعليه‌السلام وأصحابه الكرام خسروا المعركة في كربلاء؟

المهمّ هنا أنّ الأنبياء وجنود الله ـ أي المؤمنون ـ تمكّنوا من نشر أهدافهم في الدنيا واتّبعهم أناس كثيرون ، وما زالوا يواصلون نشر مبادئهم وأفكارهم رغم الجهود المستمرّة والمنسّقة لأعداء الحقّ ضدّهم.

وهناك نوع آخر من الإنتصار ، وهو الإنتصار المرحلي على العدو ، والذي قد يتحقّق بعد قرون من بدء الصراع ، فأحيانا يدخل جيل معركة ما ولا يحقّق فيها أي انتصار ، فتأتي الأجيال من بعده وتواصل القتال فتنتصر ، كالانتصار الذي حقّقه المسلمون في النهاية على الصليبيين في المعارك التي دامت قرابة القرنين ، وهذا

٤٢٧

النصر يحسب لجميع المسلمين.

ثانيا : يجب أن لا ننسى أنّ وعد الله سبحانه وتعالى بنصر المؤمنين وعد مشروط وليس بمطلق ، وأنّ الكثير من الأخطاء مصدرها عدم التوجّه إلى هذه الحقيقة ، وكلمات (عبادنا) و (جندنا) التي وردت في آيات بحثنا ، وغيرها من العبارات والكلمات المشابهة في هذا المجال في القرآن الكريم كعبارة( حِزْبَ اللهِ ) و( الَّذِينَ جاهَدُوا فِينا ) و( لَيَنْصُرَنَّ اللهُ مَنْ يَنْصُرُهُ ) وأمثالها ، توضّح بسهولة شروط النصر.

نحن لا نريد أن نكون مؤمنين ولا مجاهدين ولا جنودا مخلصين ، ونريد أن ننتصر على أعداء الحقّ والعدالة ونحن على هذه الحالة!

نحن نريد أن نتقدّم إلى الإمام في مسيرنا إلى الله ولكن بأفكار شيطانية ، ثمّ نعجب من انتصار الأعداء علينا ، فهل وفينا نحن بوعدنا حتّى نطلب من الله سبحانه وتعالى الوفاء بوعوده.

في معركة احد وعد الرّسول الأكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم المسلمين بالنصر ، وقد انتصروا فعلا في المرحلة الاولى من المعركة ، إلّا أنّ مخالفة البعض لأوامر الرّسول وتركهم لمواقعهم لهثا وراء الغنائم ، وسعي البعض الآخر لبثّ الفرقة والنفاق في صفوف المقاتلين ، أدّى بهم إلى الفشل في الحفاظ على النصر الذي حقّقوه في المرحلة الاولى ، وهذا ما أدّى إلى خسرانهم المعركة في نهاية الأمر.

وبعد انتهاء المعركة جاءت مجموعة إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وخاطبته بلهجة خاصّة : ماذا عن الوعد بالنصر والغلبة ، فأجابهم القرآن الكريم بصورة لطيفة يمكنها أن تكون شاهدا لحديثنا ، وهي قوله تعالى في سورة آل عمران الآية (١٥٢) :( وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذا فَشِلْتُمْ وَتَنازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُمْ مِنْ بَعْدِ ما أَراكُمْ ما تُحِبُّونَ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ وَلَقَدْ عَفا عَنْكُمْ وَاللهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ ) .

٤٢٨

عبارات (فشلتم) و (تنازعتم) و (عصيتم) التي وردت في الآية المذكورة أعلاه ، وضحّت بصورة جيّدة أنّ المسلمين في يوم احد تخلّوا عن شروط النصر الإلهي ، لذا فشلوا في الوصول إلى أهدافهم.

نعم ، فالباريعزوجل لم يعد كلّ من يدّعي الإسلام وأنّه من جند الله وحزب الله بأن ينصره دائما على أعدائه. الوعد الإلهي مقطوع لمن يرجو من أعماق قلبه وروحه رضى الله سبحانه وتعالى ، ويسير في النهج الذي وضعه الله ، ويتحلّى بالتقوى والأمانة.

ولقد تقدّم نظير لهذا السؤال فيما يخصّ (الدعاء) و (الوعد الإلهي بالاستجابة) وتطرّقنا للإجابة عليه فيما مضى(١) .

ولمواساة الرّسول الأكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والمؤمنين ، وللتأكيد على أنّ النصر النهائي سيكون حليفهم ، وفي نفس الوقت لتهديد المشركين ، جاءت الآية التالية لتقول :( فَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ ) .

نعم ، إنّه تهديد مفعم بالمعاني ورهيب في نفس الوقت ، ويمكن أن يكون مصدر اطمئنان للمؤمنين في أنّ النصر النهائي سيكون حليفهم ، خاصّة أنّ عبارة( حَتَّى حِينٍ ) جاءت بصورة غامضة.

فإلى أي مدّة تشير هذه العبارة؟ إلى زمان الهجرة؟ أم إلى حين معركة بدر؟ أم حتّى فتح مكّة؟ أم أنّها تشير إلى الزمان الذي تتوفّر فيه شروط الانتفاضة النهائية والواسعة للمسلمين ضدّ الطغاة والمتجبّرين؟

بالضبط لا أحد يدري

وآيات اخرى وردت في القرآن الكريم تحمل نفس المعنى ، كالآية (٨١) من سورة النساء التي تقول :( فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ ) ، والآية (٩١) من سورة الأنعام ، قوله تعالى :( قُلِ اللهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ ) .

__________________

(١) راجع ذيل الآية (١٨٦) من سورة البقرة.

٤٢٩

ويؤكّد القرآن الكريم التهديد الأوّل بتهديد آخر جاء في الآية التي تلتها ، إذ تقول : انظر إلى لجاجتهم وكذبهم واعتقادهم بالخرافات ، إضافة إلى حمقهم.

فإنّهم سيرون جزاء أعمالهم القبيحة عن قريب( وَأَبْصِرْهُمْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ ) وسوف ترى في القريب العاجل انتصارك وانتصار المؤمنين وانكسار وهزيمة المشركين المذلّة في الدنيا.

وعن تكرار أولئك الحمقى لهذا السؤال على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أين العذاب الإلهي الذي واعدتنا به؟ وإن كنت صادقا ، فلم هذا التأخير؟

يردّ القرآن الكريم عليهم بلهجة شديدة مرافقة بالتهديد ، قائلا : أولئك الذين يستعجلون العذاب وأحيانا يتساءلون (متى هذا الوعد) وأحيانا اخرى يقولون متسائلين (متى هذا الفتح)( أَفَبِعَذابِنا يَسْتَعْجِلُونَ ) ؟

فعند ما ينزل عذابنا عليهم ، ونحيل صباحهم إلى ظلام حالك ، فإنّهم في ذلك الوقت سيفهمون كم كان صباح المنذرين سيّئا وخطيرا( فَإِذا نَزَلَ بِساحَتِهِمْ فَساءَ صَباحُ الْمُنْذَرِينَ ) (١) .

استخدام عبارة (ساحة) والتي تعني فناء البيت أو الفضاء الموجود في وسط البيت ، جاء ليجسّم لهم نزول العذاب في وسط حياتهم ، وكيف أنّ حياتهم الطبيعيّة ستتحوّل إلى حياة موحشة ومضطربة.

عبارة( صَباحُ الْمُنْذَرِينَ ) تشير إلى أنّ العذاب الإلهي سينزل صباحا على هؤلاء القوم اللجوجين والمتجبّرين ، كما نزل صباحا على الأقوام السابقة ، أو أنّها تعطي هذا المعنى ، وهو أنّ كلّ الناس ينتظرون أن يبدأ صباحهم بالخير والإحسان ، إلّا أنّ هؤلاء ينتظرهم صباح حالك الظلمة. أو أنّها تعني وقت الاستيقاظ في الصباح ، أي إنّهم يستيقظون في وقت لم يبق لهم فيه أي طريق للنجاة من العذاب ، وأنّ كلّ شيء قد انتهى.

* * *

__________________

(١) في الكلام حذف تقديره (فساء الصباح صباح المنذرين).

٤٣٠

الآيات

( وَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ (١٧٨) وَأَبْصِرْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ (١٧٩) سُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ (١٨٠) وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ (١٨١) وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ (١٨٢) )

التّفسير

تولّ عنهم!

كما قلنا ، فإنّ الآيات الأخيرة النازلة في هذه السورة جاءت لمواساة الرّسول الأكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والمؤمنين الحقيقيين ، ولتهديد الكافرين اللجوجين.

الآيتان الأوّليان في بحثنا هذا ، تشبهان الآيات التي وردت في البحث السابق ، وتكرارها هنا إنّما جاء للتأكيد ، إذ تقول بلغة شديدة مرفقة بالتهديد : تولّ عنهم واتركهم في شأنهم لمدّة معيّنة( وَتَوَلَّ عَنْهُمْ حَتَّى حِينٍ ) .

وانظر إلى لجاجة أولئك الكافرين وكذبهم وممارساتهم العدائية ونكرانهم لوجود الله ، الذين سينالون جزاء أعمالهم عمّا قريب( وَأَبْصِرْ فَسَوْفَ يُبْصِرُونَ ) .

لتكرار ـ كما قلنا ـ جاء للتأكيد ، وذلك ليدرك أولئك الكافرون أنّ جزاءهم وهزيمتهم وخيبتهم أمر قطعي لا بدّ منه وسيكون ذلك عمّا قريب ، وسيبتلون

٤٣١

بالنتائج المريرة لأعمالهم ، كما أنّ انتصار المؤمنين هو أمر قطعي ومسلّم به أيضا.

أو أنّه هدّدهم في المرّة الاولى بالعذاب الدنيوي ، وفي المرّة الثانية بجزاء وعقاب الله لهم يوم القيامة.

ثمّ تختتم السورة بثلاثة آيات ذات عمق في المعنى بشأن (الله) و (الرسل) و (العالمين) ، إذ تنزّه الله ربّ العزّة والقدرة من الأوصاف التي يصفه بها المشركون والجاهلون( سُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ ) .

فأحيانا يصفون الملائكة بأنّها بنات الله ، وأحيانا يقولون بوجود نسبة بين الله والجنّ ، وأحيانا اخرى يجعلون مصنوعات لا قيمة لها من الحجر والخشب بمرتبة الباريعزوجل .

ومجيء كلمة (العزّة) ـ أي ذو القدرة المطلقة والذي لا يمكن التغلّب عليه ـ هنا تعطي معنى بطلان وعدم فائدة كلّ تلك المعبودات المزيّفة والخرافية التي يعبدها المشركون.

فآيات سورة الصافات تحدّثت أحيانا عن تسبيح وتنزيه( عِبادَ اللهِ الْمُخْلَصِينَ ) وأحيانا عن تسبيح الملائكة ، وهنا تتحدّث عن تسبيح وتنزيه الباريعزوجل لذاته المقدّسة.

وفي الآية الثانية شمل الباريعزوجل كافّة أنبيائه بلطفه غير المحدود ، وقال :( وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ ) . السلام الذي يوضّح السلامة والعافية من كلّ أنواع العذاب والعقاب في يوم القيامة ، السلام الذي هو صمّام الأمان أمام الهزائم ودليل للانتصار على الأعداء.

وممّا يذكر أنّ الله سبحانه وتعالى أرسل في آيات هذه السورة سلاما إلى كثير من أنبيائه وبصورة منفصلة ، قال تعالى في الآية (٧٩)( سَلامٌ عَلى نُوحٍ فِي الْعالَمِينَ ) ، وفي الآية (١٠٩)( سَلامٌ عَلى إِبْراهِيمَ ) ، وفي الآية( سَلامٌ عَلى مُوسى وَهارُونَ ) ، وفي الآية (١٣٠)( سَلامٌ عَلى إِلْ ياسِينَ ) .

٤٣٢

وقد جمعها هنا في سلام واحد موجّه لكلّ المرسلين ، قال تعالى :( وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ ) .

وأخيرا اختتمت السورة بآية تحمد الله( وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ ) .

الآيات الثلاث الأخيرة يمكن أن تكون إشارة واستعراضا مختصرا لكلّ القضايا والأمور الموجودة في هذه السورة ، لأنّ الجزء الأكبر منها كان بشأن التوحيد والجهاد ضدّ مختلف أنواع الشرك ، فالآية الاولى تعيد ما جاء بشأن تسبيح وتنزيه اللهعزوجل عن الصفات التي وصف بها من قبل المشركين ، والقسم الآخر من السورة يبيّن جوانب من أوضاع سبع أنبياء كبار أشارت إليها هنا الآية الثانية.

والآية الثالثة استعرضت جزءا آخر من النعم الإلهية ، وبالخصوص أنواع النعم الموجودة في الجنّة ، وانتصار جند الله على جنود الكفر ، والحمد والثناء الذي جاء في الآية الأخيرة ، فيه إشارة لكلّ تلك الأمور.

المفسّرون الآخرون ذكروا تحليلات اخرى بخصوص الآيات الثلاث الواردة في آخر هذه السورة ، وقالوا : إنّ من أهمّ واجبات الإنسان العاقل معرفة أحوال ثلاثة :

الاولى : معرفة الله تعالى بالمقدار الممكن للبشر ، وآخر ما يستطيعه الإنسان في هذا المجال هو ثلاثة امور : تنزيهه وتقديسه عن كلّ ما لا يليق بصفات الالوهية ، والتي وضّحتها لفظة (سبحان).

ووصفه بكلّ ما يليق بصفات الالوهية والكمال ، وكلمة (ربّ) إشارة دالّة على حكمته ورحمته ومالكيّته لكلّ الأشياء وتربيته للموجودات.

وكونه منزّها في الالوهية عن الشريك والنظير ، والتي جاءت في عبارة( عَمَّا يَصِفُونَ ) .

والقضيّة الثانية المهمّة في حياة الإنسان هي تكميل الإنسان لنواقصه ، والذي

٤٣٣

لا يمكن أن يتمّ دون وجود الأنبياءعليهم‌السلام ، وجملة( سَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ ) إشارة إلى هذه القضيّة.

والقضيّة الثالثة المهمّة في حياة الإنسان هي أن يعرف أنّه كيف يكون حاله بعد الموت؟ والانتباه إلى نعم ربّ العالمين ومقام غناه ورحمته ولطفه يعطي للإنسان نوعا من الاطمئنان( وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ ) (١) .

* * *

ملاحظة

التفكّر في نهاية كلّ عمل :

جاء في روايات عديدة عن أئمّة أهل البيتعليهم‌السلام «من أراد أن يكتال بالمكيال الأوفى (من الأجر يوم القيامة) فليكن آخر كلامه في مجلسه : سبحان ربّك ربّ العزّة عمّا يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله ربّ العالمين»(٢) .

نعم ، فلنختتم مجالسنا بتنزيه ذات الله ، وإرسال السلام والتحيّات إلى رسله ، وحمد وشكر الله على نعمه ، كي تمحى الأعمال غير الصالحة أو الكلمات المحرّمة التي جاءت في ذلك المجلس.

وقد جاء في كتاب التوحيد للشيخ الصدوق ، أنّ أحد علماء الشام حضر عند الإمام الباقرعليه‌السلام ، فقال : جئت أسألك عن مسألة لم أجد أحدا يفسّرها لي ، وقد سألت ثلاثة أصناف من الناس ، فقال كلّ صنف غير ما قال الآخر.

فقال أبو جعفرعليه‌السلام : «وما ذلك»؟

فقال : أسألك ما أوّل ما خلق اللهعزوجل من خلقه؟ فإنّ بعض من سألته قال :

__________________

(١) تفسير الفخر الرازي ، المجلّد ٢٦ ، الصفحة ١٧٣.

(٢) مجمع البيان ، ذيل آيات البحث ، واصول الكافي ، ومن لا يحضره الفقيه نقلا عن تفسير نور الثقلين ، المجلّد ٤ ، الصفحة ٤٤٠.

٤٣٤

القدرة. وقال بعضهم : العلم. وقال بعضهم : الروح؟

فقال أبو جعفرعليه‌السلام : «ما قالوا شيئا ، أخبرك أنّ الله علا ذكره كان ولا شيء غيره ، وكان عزيزا ولا عزّ ، لأنّه كان قبل عزّه ، وذلك قوله تعالى :( سُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ ) (١) وكان خالقا ولا مخلوق» والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة (وهو إشارة إلى انّ ما قاله لك أولئك النفر لا يخلو من شرك وهو مشمول لهذه الآية ، فإنّ اللهعزوجل كان قادرا وعالما وعزيزا منذ الأزل).

نهاية سورة الصافات

* * *

__________________

(١) تفسير نور الثقلين ، المجلّد ٤ ، الصفحة ٤٤٠.

٤٣٥
٤٣٦

سورة

ص

مكيّة

وعدد آياتها ثمان وثمانون آية

٤٣٧
٤٣٨

سورة (ص)

محتويات السورة :

سورة (ص) يمكن اعتبارها مكمّلة لسورة الصافات ، فمجمل مواضيعها يشابه كثيرا ما ورد في سورة الصافات ، ولكون السورة مكيّة النّزول فإن خصائصها كخصائص بقيّة السور المكيّة التي تبحث في مجال البدء والمعاد ورسالة الرّسول الأكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، كما أنّها تحتوي على مواضيع حسّاسة اخرى ، وفي المجموع بمثابة الدواء الشافي لكلّ الباحثين عن طريق الحقّ.

ويمكن تلخيص محتويات هذه الآية في خمس أقسام :

الأوّل : يتحدّث عن مسألة التوحيد والجهاد ضدّ الشرك والمشركين ، ومهمّة نبوّة الرّسول الأكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وعناد ولجاجة الأعداء تجاه الأمرين المذكورين أعلاه.

الثاني : يعكس جوانب من تأريخ تسع من أنبياء الله ومن بينهم (داود) و (سليمان) و (أيّوب) حيث تتحدّث عنهم السورة أكثر من غيرهم ، ويعكس ـ أيضا ـ المشكلات التي عانوا منها في حياتهم وخلال دعوتهم الناس إلى الله. وذلك لكي تكون درسا مفيدا يتّعظ منه المؤمنون الأوائل الذين كانوا في ذاك الوقت يرزحون تحت أشدّ الضغوط من قبل المشركين.

الثالث : يتطرّق إلى مصير الكفرة الطغاة يوم القيامة ومجادلة بعضهم البعض في جهنّم ، ويبيّن للمشركين وللذين لا يؤمنون بالله إلى أين ستؤدّي بهم أعمالهم.

الرابع : يتناول مسألة خلق الإنسان وعلوّ مقامه وسجود الملائكة له ، ويكشف

٤٣٩

عن الفاصل الكبير الموجود بين سمو الإنسان وانحطاطه ، كي يفهم هؤلاء المعاندون قيمة وجودهم ، وأن يعيدوا النظر في نظمهم المنحرفة ليخرجوا من زمرة الشياطين.

القسم الخامس والأخير : يتوعّد الأعداء المغرورين بالعذاب ، ويواسي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ويبيّن هذه الحقيقة ، وهي أنّ النّبي لا يريد جزاء من أحد مقابل دعوته ، ولا يريد الشقاء والأذى لأحد.

فضيلة تلاوة سورة (ص)

ورد في أحد الروايات عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم «من قرأ سورة (ص) اعطي من الأجر بوزن كلّ جبل سخّره الله لداود حسنات عصمه الله أن يصرّ على ذنب صغيرا أو كبيرا»(١) .

كما ورد في حديث آخر عن الإمام الباقرعليه‌السلام «من قرأ سورة (ص) في ليلة الجمعة اعطي من خير الدنيا والآخرة ما لم يعط أحد من الناس إلّا نبي مرسل أو ملك مقرّب ، وأدخله الله الجنّة وكلّ من أحبّ من أهل بيته حتّى خادمه الذي يخدمه»(٢)

فإذا وضعنا محتوى هذه السورة إلى جانب فضلها وثوابها ، يتّضح لنا الارتباط والعلاقة الموجودة بين أجرها وثوابها مع محتواها ، ونؤكّد مرّة اخرى على هذه الحقيقة ، وهي أنّ المراد من التلاوة هنا ليست تلك التلاوة الجافّة والخالية من الروح ، وإنّما التلاوة التي ترافق التفكير العميق والتصميم الجدّي ، الذين يدفعان الإنسان إلى العمل بما جاء في هذه السورة المباركة.

* * *

__________________

(١) مجمع البيان بدء سورة (ص) ، المجلّد ٨ ، الصفحة ٤٦٣.

(٢) نفس المصدر.

٤٤٠

441

442