مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل الجزء ١٠

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل13%

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 442

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧
  • البداية
  • السابق
  • 442 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 225609 / تحميل: 4725
الحجم الحجم الحجم
مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل الجزء ١٠

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

أصحابه وهم مجزّرون كالأضاحي في رمضاء كربلاء تصهرهم الشمس، وسمع عويل الأطفال، وهم ينادون العطش العطش، وسمع صراخ عقائل الوحي، وهنّ يندبن قتلاهنّ، ورأى وحدة أخيه سيّد الشهداء، وقد أحاط به أنذال أهل الكوفة يبغون قتله تقرّباً لسيّدهم ابن مرجانة، رأى أبو الفضل كل هذه الشدائد الجسام فلم يجزع وسلّم أمره إلى الله تعالى، مبتغياً الأجر من عنده.

٥ ـ الوفاء:

ومن خصائص أبي الفضلعليه‌السلام الوفاء الذي هو من أنبل الصفات وأميزها، فقد ضرب الرقم القياسي في هذه الصفة الكريمة وبلغ أسمى حدّ لها، وكان من سمات وفائه ما يلي:

أ ـ الوفاء لدينه:

وكان أبو الفضل العباسعليه‌السلام من أوفى الناس لدينه، ومن أشدّهم دفاعاً عنه، فحينما تعرّض الإسلام للخطر الماحق من قبل الطغمة الأموية الذين تنكّروا كأشدّ ما يكون التنكّر للإسلام، وحاربوه في غلس الليل وفي وضح النهار، فانطلق أبو الفضل إلى ساحات الوغى فجاهد في سبيله جهاد المنيبين والمخلصين لترتفع كلمة الله عالية في الأرض، وقد قطعت يداه، وهوى إلى الأرض صريعاً في سبيل مبادئه الدينية.

ب ـ الوفاء لأمّته:

رأى سيّدنا العبّاسعليه‌السلام الأمّة الإسلامية ترزح تحت كابوس مظلم من الذلّ والعبودية قد تحكّمت في مصيرها عصابة مجرمة من الأمويين فنهبت

٦١

ثرواتها، وتلاعبت في مقدراتها، وكان أحد أعمدتهم السياسية يعلن بلا حياء ولا خجل قائلاً: ( إنما السواد بستان قريش ) فأي استهانة بالأمة مثل هذه الاستهانة، ورأى أبو الفضلعليه‌السلام أن من الوفاء لأمّته أن يهبّ لتحريرها وإنقاذها من واقعها المرير، فانبرى مع أخيه أبي الأحرار والكوكبة المشرقة من فتيان أهل البيت:، ومعهم الأحرار الممجدون من أصحابهم، فرفعوا شعار التحرير، وأعلنوا الجهاد المقدّس من أجل إنقاذ المسلمين من الذلّ والعبودية، وإعادة الحياة الحرّة الكريمة لهم، حتى استشهدوا من أجل هذا الهدف السامي النبيل، فأي وفاء للاَمة يضارع مثل هذا الوفاء؟

ج ـ الوفاء لوطنه:

وغمرت الوطن الإسلامي محن شاقّة وعسيرة أيام الحكم الأموي، فقد استقلاله وكرامته، وصار بستاناً للأمويين وسائر القوى الرأسمالية من القرشيين وغيرهم من العملاء، وقد شاع البؤس والحرمان، وذلّ فيه المصلحون والأحرار، ولم يكن فيه أي ظلّ لحرية الفكر والرأي، فهبّ العباس تحت قيادة أخيه سيّد الشهداءعليه‌السلام إلى مقاومة ذلك الحكم الأسود وتحطيم أروقته وعروشه، وقد تمّ ذلك بعد حين بفضل تضحياتهم، فكان حقاً هذا هو الوفاء للوطن الإسلامي.

د ـ الوفاء لأخيه:

ووفى أبو الفضل ما عاهد الله عليه من البيعة لأخيه ريحانة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، والمنافح الأول عن حقوق المظلومين والمضطهدين.

ولم يرَ الناس على امتداد التاريخ وفاءً مثل وفاء أبي الفضل لأخيه الإمام الحسينعليه‌السلام ، ومن المقطوع به أنه ليس في سجلّ الوفاء الانساني

٦٢

أجمل ولا أنظر من ذلك الوفاء الذي أصبح قطباً جاذباً لكل إنسان حرّ شريف.

٦ ـ قوّة الإرادة:

أمّا قوّة الإرادة فانّها من أميز صفات العظماء الخالدين الذين كُتب لهم النجاح في أعمالهم إذ يستحيل أن يحقق من كان خائر الإرادة، وضعيف الهمّة أي هدف اجتماعي، أو يقوم بأي عمل سياسي.

لقد كان أبو الفضلعليه‌السلام من الطراز الأول في قوة بأسه، وصلابة إرادته، فانظمّ إلى معسكر الحق، ولم يهن، ولم ينكل، وبرز على مسرح التأريخ كأعظم قائد فذّ، ولو لم يتّصف بهذه الظاهرة لما كتب له الفخر والخلود على امتداد الأيّام.

٧ ـ الرأفة والرحمة:

وأترعت نفس أبي الفضل بالرأفة والرحمة على المحرومين، والمضطهدين وقد تجلّت هذه الظاهرة بأروع صورها في كربلاء حينما احتلّت جيوش الأمويين حوض الفرات لحرمان أهل البيت من الماء حتى يموتوا أو يستسلموا لهم، ولما رأى العباسعليه‌السلام أطفال أخيه، وسائر الصبية من أبناء اخوته، وقد ذبلت شفاهم، وتغيّرت ألوانهم من شدّة الظمأ ذاب قلبه حناناً وعطفاً عليهم، فاقتحم الفرات، وحمل الماء إليهم، وسقاهم، وفي اليوم العاشر من المحرّم، سمع الأطفال ينادون العطش العطش، فتفتت كبده رحمة ورأفة عليهم، فأخذ القربة، والتحم مع أعداء

٦٣

الله حتى كشفهم عن نهر الفرات، فغرف منه غرفة ليروي ظمأه فأبت رحمته أن يشرب قبل أخيه وأطفاله، فرمى الماء من يده.

فتّشوا في تاريخ الأمم والشعوب فهل تجدون مثل هذه الرأفة والرحمة، التي تحلَّى بها قمر بني هاشم وفخر عدنان.

هذه بعض عناصر أبي الفضل وصفاته، وقد ارتقى بها إلى قمّة المجد التي ارتقى إليها أبوه.

* * *

٦٤

مع الأحداث

٦٥

٦٦

ورافق أبو الفضل العباسعليه‌السلام منذ نعومة أظفاره كثيراً من الأحداث الجسام التي لم تكن ساذجة، ولا سطحية، وانّما كانت عميقة كأشدّ ما يكون العمق، فقد أحدثت اضطراباً شاملاً في الحياة الفكرية والعقائدية بين المسلمين، كما استهدفت بصورة دقيقة إبعاد أهل البيتعليهم‌السلام عن المراكز السياسية في البلاد، واخضاعهم لرغبات السلطة، وما تعمله على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي، من أعمال لا تتفق في كثير من بنودها مع التشريع الإسلامي، وقد تجلّى ذلك بوضوح أيّام حكومة عثمان وما سلكته من التصرفات في المجالات الإدارية، فقد عمدت إلى منح مناصب الدولة، وسائر الوظائف العامة إلى بني أميّة وآل معيط، وحرمان بني هاشم، ومن يتّصل بهم من أبناء الصحابة من أي منصب من المناصب العامة، وقد استولى الأمويون على جميع أجهزة الدولة، وراحوا يعملون عامدين أو غير عامدين إلى خلق الأزمات الحادّة بين المسلمين، ومن المقطوع به أنّه لم تكن لأكثرهم أيّة نزعة إسلامية، كما لم تكن لهم أيّة دراية بأحكام القانون الإسلامي، وما تتطلّب إليه الشريعة الإسلامية من إيجاد مجتمع إسلامي متطوّر قائم على المودّة والتعاون وبعيد كلّ البعد عن التأخّر.

لقد أشاعت حكومة عثمان الرأسمالية في البلاد، فقد منحت الأمويين وبعض أبناء القرشيين الامتيازات الخاصة، وفتحت لهم الطريق لكسب

٦٧

الأموال، وتكديسها بغير وجه مشروع، وقد أدّت هذه السياسة الملتوية إلى خلق اضطراب شامل لا في الحياة الاقتصادية فحسب، وانّما في جميع مناحي الحياة، وأشاعت القلق والتذمّر في جميع الأوساط الإسلامية، فاتجهت قطعات من الجيوش المرابطة في العراق ومصر إلى يثرب، وطالبت عثمان بالاستقامة في سياسته، وإبعاد الأمويين عن جهاز الدولة، كما طالبوه بصورة خاصة بإبعاد مستشاره ووزيره مروان بن الحكم الذي كان يعمل بصورة مكشوفة لتأجيج نار الفتنة في البلاد.

ولم يستجب عثمان لمطالب الثوّار، ولم يخضع لرأي الناصحين له، والمشفقين عليه، وظلّ متمسّكاً بأسرته، ومحتضناً لبطانته، تتوافد عليه الأخبار بانحرافهم عن الطريق القويم، واقترافهم لما حرّمه الله، فلم يعن بذلك، وراح يسدّدهم ويلتمس لهم المعاذير، ويتّهم الناصحين بالعداء لأسرته.

وبعدما اختفت جميع الوسائل الهادفة لاستقامة عثمان لم يجد الثوار بُدّاً من قتله، فقَتل شرّ قتلة، ويقول المؤرّخون انّه تولّى قتله خيار أبناء الصحابة كمحمد بن أبي بكر، كما أقرّ قتله كبار الصحابة وعظماؤهم، وفي طليعتهم الصحابي الجليل صاحب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وخليله عمّار بن ياسر.

وانتهت بذلك حكومة عثمان وهي من أهمّ الأحداث الجسام التي جرت في عصر أبي الفضلعليه‌السلام وبمرأى ومسمع منه، فقد كان في شرخ الشباب وعنفوانه وقد رأى كيف تذرع الانتهازيّون من الأمويين بمقتل عثمان فطبّلوا له، ورفعوا قميصه الملطّخ بدمائه فجعلوه شعاراً لتمرّدهم على حكم الإمام أمير المؤمنينعليه‌السلام ذلك الحكم القائم على الحق والعدل.

إنّ أسوأ ما تركت حكومة عثمان أنّها ألقت الفتنة بين المسلمين،

٦٨

وحصرت الثروة عند الأمويين وآل أبي معيط، وعملائهم من القرشيين الحاقدين على العدل الاجتماعي، وبذلك استطاعوا القيام بعصيان مسلّح ضدّ حكومة الامام أمير المؤمنينعليه‌السلام التي كانت امتداداً ذاتياً لحكومة الرسول الأعظمصلى‌الله‌عليه‌وآله .

وعلى أيّ حال فلنترك حديث عثمان، ونتوجّه إلى ذكر بقيّة الأحداث التي جرت في عصر أبي الفضلعليه‌السلام .

* * *

٦٩

حكومة الامام

والشيء المؤكّد الذي لا خلاف فيه أنّ الإمام أمير المؤمنينعليه‌السلام قد انتخب انتخاباً شاملاً من جميع قطعات الشعب، فقد سارعت القوات المسلحة التي أطاحت بحكومته إلى مبايعته كما بايعته الجماهير العامة في مختلف الأقاليم الإسلامية سوى الشام، ونفر قليل في يثرب كان من بينهم سعد بن أبي وقاص، وعبدالله بن عمر، وبعض الأمويين الذين أيقنوا أن الإمامعليه‌السلام يبسط العدالة الاجتماعية في الأرض، ويحقق المساواة الكاملة بين المسلمين فلا امتياز لأحد على أحد، وبذلك تفوت مصالحهم، فلم يبايعوه، ولم يقف الإمام معهم موقفاً معادياً فلم يوعز إلى السلطات القضائية والتنفيذية باتخاذ الإجراءات الحاسمة ضدّهم، وذلك عملاً بما منحه الإسلام من الحريّات العامة لجميع الناس، سواء كانوا من المؤيّدين للدولة أو من المعارضين لها بشرط أن لا يحدثوا فساداً في الأرض، أو يقوموا بعصيان مسلّح ضدّ الدولة فانّها تكون مضطرّة إلى اتخاذ الاجراءات القانونية ضدّهم.

وعلى أيّ حال فقد بويع الإمام أمير المؤمنينعليه‌السلام بيعة عامة عن رضى واختيار من جميع أبناء الشعوب الإسلامية، وأظهروا في بيعته جميع مباهج الفرح والسرور، ولم يظفر بمثل هذه البيعة أحد من الخلفاء الذين سبقوه أو تأخّروا عنه.

وفور تقلّد الإمامعليه‌السلام للخلافة تبنى بصورة إيجابية وشاملة العدل الخالص، والحق المحض، وتنكّر لكل مصلحة شخصية تعود بالنفع عليه

٧٠

أو على ذويه، وقدم مصالح الفقراء والمحرومين على جميع المصالح الأخرى كانت سعادته أن يرى الأوساط الشعبية تنعم بالخير والسعادة، ولا مكان للحاجة والاعواز عندها، ولم يعرف في تاريخ هذا الشرق حاكم مثله في عطفه وحنانه على البؤساء والمحرومين.

ولا بدّ لنا من وقفة قصيرة للحديث عن بعض شؤون الحكم عند الإمامعليه‌السلام فإن ذلك يرتبط ارتباطاً وثيقاً بسيرة ولده أبي الفضلعليه‌السلام فانّه يكشف عن روعة التربية الكريمة التي تربّى عليها في عهد أبيه رائد العدالة الاجتماعية في الأرض، والتي تركت في نفسه حبّ التضحية والفداء في سبيل الله، كما يكشف عن الأسباب الوثيقة التي دعت القوى الطامعة، والمنحرفة إلى الوقوف في وجه حكومة الإمامعليه‌السلام ، ومناهضتهم لأبنائه من بعده، وفيما يلي ذلك:

منهج حكم الإمام:

أمّا منهج الحكم وفلسفته عند الإمامعليه‌السلام فقد كان مشرقاً وحافلاً بمقومات الارتقاء، والنهوض للشعوب الإسلامية، وفيما أعتقد أنّه لم تعرف الإنسانية في جميع أدوارها نظاماً سياسياً تبنّى العدل الاجتماعي، والعدل الاقتصادي والسياسي مثل ما تبّناه الإمام، وسنّه من المناهج الرائعة في هذه الحقول ونشير إلى بعضها:

١ ـ بسط الحريّات:

وآمن الإمامعليه‌السلام بضرورة منح الحريّات العامة لجميع أبناء الأمّة، وان ذلك من اولوّيات حقوقها، والدولة مسؤولة عن توفيرها لكل فرد من أبناء

٧١

الشعب، وان حرمانهم منها يخلق في نفوسهم العقد النفسية، ويمنع من التقدّم الفكري، والتطوّر الاجتماعي في أبنائها، ويخلد لهم الخنوع والخمول، ويعود عليهم بالاضرار البالغة، أمّا مدى هذه الحرية وسعتها فهي:

أ ـ الحريّة الدينية:

يرى الإمامعليه‌السلام أن الناس أحرار فيما يعتقدون ويذهبون من أفكار دينية، وليس للدولة أن تحول بينهم وبين عقائدهم كما أنّه ليس لها أن تحول بينهم وبين طقوسهم الدينية، وانهم غير ملزمين بمسايرة المسلمين في الأحوال الشخصية، وانّما يتّبعون ما قنن من تشريع عند فقائهم.

ب ـ الحريّة السياسية:

ونعني بها منح الناس الحرية التامة في اعتناق المذاهب السياسية التي تتفق مع رغباتهم وميولهم، وليس للدولة أن تفرض عليهم رأياً سياسياً مخالفاً لما يذهبون إليه، كما أنّه ليس لها أن تفرض عليهم الإقلاع عن آرائهم السياسية الخاصة، وانّما عليها أن تقيم لهم الأدلة والحجج الحاسمة على فساد ذلك المذهب، وعدم صحّته، فان رجعوا إلى الرشاد فذاك، وإلاّ فتتركهم وشأنهم ما لم يحدثوا فساداً في الأرض، أو يخلّوا بالأمن العام، كما اتفق ذلك من الخوارج الذين فقدوا جميع المقوّمات الفكرية، والركائز العلمية، وراحوا يتمادون في جهلهم وغيّهم ويعرضون الناس للقتل والإرهاب، فاضطرّ الإمامعليه‌السلام إلى مقاومتهم بعد أن أعذر فيهم.

ومن الجدير بالذكر أن مما يتفرّع على الحرية السياسية حريّة النقد لرئيس الدولة وجميع أعضائها، فالناس أحرار فيما يتولّون، وينقدون، وقد كان الخوراج يقطعون على الإمام أمير المؤمنينعليه‌السلام خطابه، ويخدشون

٧٢

عواطفه بنقدهم الذي لم يكن واقعياً، وانّما كان مبنيّاً على الجهل والمغالطة، فلم يتّخذ الإمام أي إجراء ضدّهم، ولم يسقهم إلى المحاكم والقضاء لينالوا جزاءهم، وبذلك فقد عهد الإمام إلى نشر الوعي العام، وبناء الشخصية المزدهرة للإنسان المسلم.

هذه بعض صور الحرية التي طبّقت أيام حكم الإمام أمير المؤمنينعليه‌السلام وهي تمثّل مدى أصالة منهجه السياسي الذي يساير التطور والابداع.

٢ ـ نشر الوعي الديني:

واهتم الإمام أمير المؤمنينعليه‌السلام بصورة إيجابية بنشر الوعي الديني، وإشاعة المثل الإسلامية بين المسلمين، باعتبارها الركيزة الأولى لإصلاح المجتمع وتهذيبه.

انّ من أُولى معطيات الوعي الديني اقصاء الجريمة، ونفي الشذوذ والانحراف عن المجتمع، وإذا لم يتلوّث بذلك، فقد بلغ غاية الازدهار والتقدّم.

ومن المقطوع به انّا لم نجد أحداً من خلفاء المسلمين وملوكهم قد عني بالتربية الدينية كما عُني الإمام أمير المؤمنينعليه‌السلام ، فقد حفل نهج البلاغة بالكثير من خطبه التي تهزّ أعماق النفوس، وتدفعها إلى سلوك المناهج الخيّرة، واعتناق الفضائل، وابعادها عن اقتراف الجرائم، وقد أثمرت خطبه في إيجاد طبقة من خيار المسلمين وصلحائهم، قاوموا الانهيار الأخلاقي، وناهضوا التفسخ والتحلل الذي شاع أيام حكم الأمويين، وكان من بين هؤلاء رشيد الهجري وميثم التمّار وعمرو بن الحمق الخزاعي، وغيرهم من بناة الفكر الإسلامي.

٧٣

٣ ـ نشر الوعي السياسي:

أمّا نشر الوعي السياسي في أوساط المجتمع الإسلامي فهو من أهمّ الأهداف السياسية التي تبنّاها الإمامعليه‌السلام في أيّام حكومته.

ونعني بالوعي السياسي هو تغدية المجتمع وإفهامه بجميع الطرق والوسائل بالمسؤولية أمام الله تعالى، على مراقبة الأوضاع العامة في الدولة وغيرها من سائر الشؤون الاجتماعية للمسلمين حتى لا يقع أيّ تمزّق في صفوفهم، أو ايّ تأخّر أو ضعف في حياتهم الفردية والاجتماعية، وقد ألزم الإسلام بذلك، قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « كلّكم راع، وكلّكم مسؤول عن رعيّته » ألقى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله المسؤولية على جميع المسلمين في رعاية شؤونهم، والعمل على حفظ مصالحهم، ودرأ الفساد عنهم.

ومن بين الاَحاديث المهمّة الداعية إلى مقاومة أئمّة الظلم والجور هذا الحديث النبوي الذي ألقاه أبو الأحرار على جلاوزة ابن مرجانة وعبيدة قال: « أيّها الناس: إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: من رأى سلطاناً جائراً مستحلاًّ لحرم الله، ناكثاً لعهد الله، مخالفاً لسنّة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يعمل في عباد الله بالإثم والعدوان، فلم يغيّر ما عليه بفعل ولا قول، كان حقّاً على الله أن يدخله مدخله »(١) .

وكان هذا الحديث الشريف من المحفّزات لسيّد الشهداءعليه‌السلام على إعلان الجهاد المقدّس ضدّ الحكم الأموي الجائر الذي استحلّ ما حرّم الله، ونكث عهده، وخالف سنّة رسوله، وعمل في عباد الله بالإثم والعدوان.

__________________

(١) حياة الامام الحسين ٣: ٨٠.

٧٤

انّ الوعي السياسي الذي أشاعه الإمام أمير المؤمنينعليه‌السلام بين المسلمين أيّام حكمه قد خلق شعوراً ثورياً ضد الظالمين والمستبدّين، فقد انبرى المجاهدون الأبطال ممن غذّاهم الإمام بهذه الروح إلى مقارعة الطغاة، وكان على رأسهم أبو الأحرار سيّد الشهداء واخوه البطل الفذّ أبو الفضل العباسعليه‌السلام ، والكوكبة المشرقة من شباب أهل البيتعليهم‌السلام وأصحابهم المجاهدين، فقد هبّوا جميعاً في وجه الطاغية يزيد لتحرير المسلمين من الذلّ والعبوديّة وإعادة الحياة الحرّة الكريمة بين المسلمين وقد سبق هؤلاء العظماء المصلح الكبير حجر بن عديّ الكندي، وعمرو بن الحمق الخزاعي ورُشيد الهجري، وميثم التمّار وغيرهم من أعلام الحرية ودعاة الإصلاح الاجتماعي، فقد ثاروا بوجه الطاغية معاوية بن أبي سفيان ممثّل القوى الجاهلية، ورأس العناصر المعادية للإسلام، وعلى أي حال فقد غرس الإمام أمير المؤمنينعليه‌السلام روح الثورة على الظلم والطغيان في نفوس المسلمين، وأهاب بهم أن لا يقارّوا على كظّة ظالم أو سغب مظلوم.

٤ ـ إلغاء المحسوبيات:

وكان مما عني به الإمامعليه‌السلام في أيّام حكومته إلغاء المحسوبيات إلغاءً مطلقاً، فالقريب والبعيد عنده سواء، فليس للقريب امتياز خاص، وانّما شأنه شأن غيره في جميع الحقوق والواجبات كما ساوى بصورة موضوعية بين العرب والموالي مما جعل الموالي يدينون له بالولاء، ويؤمنون بإمامته.

لقد ألغى الإمام جميع صنوف المحسوبيات، وصور العنصريات، وساوى بين المسلمين على اختلاف قومياتهم مساواة عادلة لم يعهد لها نظير في تاريخ الأمم والشعوب، فقد حملت مساواته روح الإسلام

٧٥

وجوهره وحقيقته النازلة من ربّ العالمين، فهي التي تجمع ولا تفرّق ولا تجعل في صفوف المسلمين أي ثغرة يسلك فيها أعداء الإسلام لتشتيت شملهم، وتصديع وحدتهم.

٥ ـ القضاء على الفقر:

أمّا فلسفة الإمامعليه‌السلام في الحكم فتبتني على محاربة الفقر ولزوم اقصاء شبحه البغيض عن الناس لأنّه كارثة مدمّرة للمواهب والأخلاق، ولا يمكّن الأمّة أن تحقّق أي هدف من أهدافها الثقافية والصحيّة وهي فقيرة بائسة، إن الفقير يقف سدّاً حائلاً بين الأمّة وبين ما تصبو إليه من التطوّر والتقدّم والرخاء بين أبنائها ومن الجدير بالذكر أن من بين المخططات التي تزيل شبح الفقر وتوجب نشر الرخاء بين الناس، والتي عني بها الإسلام بصورة موضوعية وهي:

أ ـ توفير المسكن.

ب ـ إقامة الضمان الاجتماعي.

ج ـ توفير العمل.

د ـ القضاء على الاستغلال.

ه‍ ـ سدّ أبواب المرابين.

و ـ القضاء على الاحتكار.

هذه بعض الوسائل التي عني بها الإسلام في اقتصاده، وقد تبنّاها الإمام في أيّام حكومته، وقد ناهضتها القوى الرأسمالية القرشية ودفعت بجميع إمكانياتها للإجهاز على حكم الإمام، الذي قضى على مصالحهم الضيّقة، وبهذا نطوي الحديث عن منهج الإمام وفلسفته في الحكم.

٧٦

القوى المعارضة للإمام:

ولا بدّ لنا من وقفة قصيرة للتعرّف على القوى المعارضة لحكومة الإمام، التي لم تكن لها أيّة أهداف نبيلة، وانّما كانت تبغي الاستيلاء على الحكم للظفر بخيرات البلاد، والتحكّم في رقاب المسلمين بغير حقّ، وفيما يلي ذلك.

السيّدة عائشة:

وانطوت نفس السيّدة عائشة ـ مع الأسف ـ على بغض عارم وكراهية شديدة للإمام أمير المؤمنينعليه‌السلام ، ولعلّ السبب في ذلك ـ فيما نحسب ـ يعود إلى ميل زوجها النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله إلى الإمام أمير المؤمنينعليه‌السلام وإلى بضعته وحبيبته سيّدة نساء العالمين فاطمة الزهراءعليها‌السلام ، وإلى سبطيه وريحانتيه سيّدي شباب أهل الجنّة الحسن والحسينعليهما‌السلام واشادته دوماً بفضلهم، وسموّ منزلتهم عند الله، وفرض مودّتهم على عموم المسلمين، كما أعلن الذكر الحكيم ذلك، قال تعالى:( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ ) وفي نفس الوقت كانت عائشة تعامل معاملة عادية، وفي كثير من الأحيان كان النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله يشير إلى أفعالها، فقد قالصلى‌الله‌عليه‌وآله لنسائه: أيّتكنّ تنبحها كلاب الحوأب فتكون ناكبة عن الصراط، وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : من ها هنا يتولّد الشرّ وأشار إلى بيتها، وغير ذلك مما أثار عواطفها.

وثمّة سبب في كراهية عائشة للإمام وهو موقفه الصارم الذي وقفه تجاه بيعة أبيها أبي بكر، ومقاطعته لانتخابه، وشجبه لبيعته وبعد سقوط حكومة عثمان كانت تروم إرجاع الخلافة إلى قبيلتها تيم لتكون سياسة الدولة بجميع أجهزتها خاضعة لرغباتها وميولها، وهي على يقين أن

٧٧

الخلافة إذا رجعت للإمامعليه‌السلام فإنّها سوف تعامل كغيرها من أبناء الشعوب الإسلامية، ولا تحظى بأيّة ميّزة، فان جميع الشؤون السياسية والاقتصادية عند الإمامعليه‌السلام لا بدّ أن تسير على وفق الكتاب والسنّة، ولا مجال عنده للأهواء والعواطف، وكانت عائشة تعرف ذلك جيّداً، ولذا أعلنت العصيان والتمرّد على حكومته، وقد انضمّ إليها كل من الزبير وطلحة والامويين وذوي الاطماع والمنحرفين عن الحق من القبائل القرشية الذين ناهضوا الدعوة الإسلامية من حين بزوغ نورها.

وعلى أيّ حال فقد كانت عائشة من أوثق الأسباب في الإطاحة بحكومة عثمان، وقد أفتت بوجوب قتله، ولما أيقنت بهلاكه خرجت إلى مكّة، وهي تتطلع إلى الأخبار، فلما وافاها النبأ بقتله أعلنت فرحتها الكبرى، ولكنها لمّا فوجئت بالبيعة للإمامعليه‌السلام انقلب وضعها رأساً على عقب، وراحت تقول بحرارة:

«قتل عثمان مظلوماً والله لأطلبنّ بدمه .. ».

وأخذت تندب عثمان رياءً لا حقيقة، وقد رفعت قميصه الملطّخ بدمه، وجعلته شعاراً لتمرّدها على السلطة الشرعية التي أعلنت حقوق الإنسان، وتبنّت مصالح المحرومين والمضطهدين والتي كانت أمتداداً لحكومة الرسول الأعظمصلى‌الله‌عليه‌وآله .

وعقدت عائشة في مكّة الندوات مع أعضاء حزبها البارزين كطلحة والزبير، وسائر الامويين، وأخذت تتداول معهم الآراء أي بلد يغزونه ليشكّلوا فيه حكومة لهم، ويتّخذوا منه قاعدة لانطلاقهم في محاربة الإمام، والإجهاز على حكومته، وبعد التأمّل والنظر الدقيق في أحوال المناطق الإسلامية أجمع رأيهم على احتلال البصرة لأن لهم بها شيعة وأنصاراً،

٧٨

وأعلنوا بعد ذلك العصيان المسلّح، وزحفوا نحو البصرة، وقد التحق بهم بهائم البشر، وحثالات الشعوب من الذين ليس لهم فكر ولا وعي، وساروا لا يلوون على شيء حتى انتهوا إلى البصرة، وبعد مقاومة عنيفة بينهم وبين الحكومة المركزية فيها استطاعوا احتلالها، وألقوا القبض على حاكمها سهل بن حنيف وجيء به مخفوراً إلى عائشة فأمرت بنتف لحيته، فنتفتها جلاوزتها وعاد ابن حنيف بعد لحيته العريضة شاباً أمرد.

ولما وافت الأنباء الامام أمير المؤمنينعليه‌السلام بتمرّد عائشة، واحتلالها لمدينة البصرة، سارع بجيوشه للقضاء على هذا الجيب المتمرّد، خوفاً من أن تسري نار الفتنة إلى بقيّة الأمصار الإسلامية، وقد ضمّ جيشه القوى الواعية في الإسلام أمثال الصحابي العظيم عمّار بن ياسر، ومالك الأشتر، وحجر بن عدي، وابن التيهان وغيرهم ممن ساهموا في بناء الإسلام، وإقامة ركائزه في الأرض.

وسرت جيوش الإمام حتى انتهت إلى البصرة فوجدوها محتلّة بجنود مكثفة، وهم يعلنون الطاعة والولاء لأمّهم عائشة، فأرسل الإمام رسله إلى أعضاء القيادة العسكرية في جيش عائشة كطلحة والزبير، فعرضوا عليهم السلم والدخول في مفاوضات بينهم وبين الامام حقناً لدماء المسلمين، فأبوا، وأصرّوا على التمرّد والعصيان مطالبين ـ بوقاحة ـ بدم عثمان، وهم الذين أطاحوا بحكومته، وأجهزوا عليه.

ولما نفدت جميع الوسائل التي اتخذها الإمامعليه‌السلام للسلم اضطّر إلى إعلان الحرب عليهم، وجرت بين الفريقين معركة رهيبة سقط فيها أكثر من عشرة آلاف مقاتل، وأخيراً نصر الله الإمام على أعدائه، فقد قُتل طلحة والزبير، وملئت ساحة المعركة بجثث قتلاهم، وقذف الله الرعب في قلوب

٧٩

الأحياء منهم فولّوا منهزمين قابعين بالذلّ والعار.

واستولى جيش الإمام على عائشة القائدة العامة للمتمرّدين، وحملت بحفاوة إلى بعض بيوت البصرة، ولم يتّخذ الإمام معها الإجراءات الصارمة، وعاملها معاملة المحسن الكريم، وسارع الإمام فسرّحها تسريحاً جميلاً إلى يثرب، لتقرّ في بيتها الذي أمرها الله ورسوله أن تسكن فيه، ولا تتدخّل بمثل هذه الأمور التي ليست مسؤولة عنها.

وانتهت هذه الفتنة التي أسماها المؤرّخون ( بحرب الجمل ) وقد أشاعت في ربوع المسلمين الثكل والحزن والحداد، ومزّقت صفوفهم، وألقتهم في شرّ عظيم ومن المؤكّد أن دوافع هذه الحرب لم تكن سليمة، ولم تكن حجّة عائشة وحزبها منطقية، وانّما كانت من أجل المطامع، والكراهية الشديدة لحكم الإمام الذي فقدوا في ظلاله جميع الامتيازات الخاصة، وعاملهم الإمام كما يعامل سائر المسلمين.

لقد شاهد أبو الفضل العبّاسعليه‌السلام هذه الحرب الدامية، ووقف على أهدافها الرامية للقضاء على حكم أبيه رائد العدالة الاجتماعية في الأرض، وقد استبان له أحقاد القبائل القرشية له واستبان له أن الدين لم ينفذ إلى أعماق قلوبهم، وانّما كانوا يلوكونه بألسنتهم حفظاً لدمائهم ومصالحهم.

معاوية وبنو أميّة:

وفي طليعة القوى المعارضة لحكومة الإمام والمعادية له، معاوية بن أبي سفيان، وبنوا أميّة، فقد نزع الله الإيمان من قلوبهم، وأركسهم في الفتنة ركساً، فكانوا من ألدّ أعداء الإمام، كما كانوا من قبل من أعداءً لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فهم الذين ناهضوا دعوته، وكفروا برسالته، وكادوا له في غلس الليل، وفي وضح النهار، حتى أعزّه الله وأذلّهم، ونصره وقهرهم، وقد

٨٠

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

عليه‌السلام ، سبعين ألف ملك يصلون عليه كلّ يوم، شعثا غبرا، ويدعون لمن زاره، ويقولون: يا رب هؤلاء زوار الحسينعليه‌السلام إفعل بهم وافعل ».

وعن ابن الوليد، عن الصفار، عن ابن عيسى، مثله(١) .

وعن محمد بن الحسن بن الوليد، عن محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: « وكل الله بقبر الحسينعليه‌السلام سبعين ألف ملك يصلون عليه كلّ يوم، شعثا غبرا، من يوم قتل إلى ما شاء الله - يعني بذلك قيام القائمعليه‌السلام - يدعون لمن زاره » وذكر مثله(٢) .

وعن محمد بن أحمد بن داود، عن الحسن بن محمد بن علي، عن حميد بن زياد، عن الحسن بن سماعة، عن وهيب بن حفص، عن أبي بصير وعبد الله بن جبلة، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، مثله(٣) .

[١١٩٣١] ٢١ - وعن حكيم بن داود، عن سلمة، عن الحسن بن علي

__________________

(١) ليس عن كامل الزيارات، بل عن ثواب الأعمال: ص ١١٣ ح ١٦ وأخرجه العلامة المجلسي في البحار ج ١٠١ ص ٥٤ ح ١٠ عن ثواب الأعمال.

(٢) كامل الزيارات ص ١١٩، وعنه في البحار ج ١٠١ ص ٥٤ ح ١٢.

(٣) بل عن تذهيب الاحكام ج ٦ ص ٤٧ ح ١٠٤، وأخرجه العلامة المجلسي في البحار ج ١٠١ ص ٥٤ ح ١٣ عن التذهيب، علما بأن هذه الأحاديث وردت في البحار متسلسلة بعد الحديث ٢٠، ولعل المصنف ( قده ) نقلها من البحار ونسبها جميعا عن كامل الزيارات.

٢١ - كامل الزيارات ص ١١٨، وعنه في البحار ج ١٠١ ص ٥٥ ح ١٤.

٢٤١

الوشاء، عمن ذكره، عن داود بن كثير، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: « إن فاطمة بنت محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله تحضر زوار قبر ابنها الحسينعليه‌السلام ، فتستغفر لهم ( ذنوبهم )(١) ».

[١١٩٣٢] ٢٢ - وعن الحسن بن عبد الله بن محمد، عن أبيه، عن الحسن بن محبوب، عن أبي المغرا، عن عنبسة، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سمعته يقول: « وكل الله تبارك وتعالى بقبر الحسين بن عليعليهما‌السلام سبعين ألف ملك، يعبدون الله عنده، صلاة الواحد من أحدهم تعدل ألف صلاة من صلاة الآدميين، يكون ثواب صلاتهم لزوار قبر الحسين عليه الصلاة والسلام، وعلى قاتله لعنة الله والملائكة والناس أجمعين(١) ».

[١١٩٣٣] ٢٣ - وعن محمد بن جعفر، عن محمد بن الحسين، عن إسماعيل بن بزيع، عن أبي إسماعيل السراج، عن يحيى بن معمر العطار، عن أبي بصير، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: « أربعة آلاف ملك شعث غبر يبكون الحسينعليه‌السلام إلى يوم القيامة، فلا يأتيه أحد إلا استقبلوه، ولا يرجع أحد من عنده إلا شيعوه، ولا يمرض أحد إلا عادوه، ولا يموت أحد إلا شهدوه ».

وعن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى

__________________

(١) أثبتناه من المصدر.

٢٢ - كامل الزيارات ص ١٢١، وعنه في البحار ج ١٠١ ص ٥٥ ح ١٥.

(١) في المصدر والبحار زيادة: أبد الأبدين.

٢٣ - كامل الزيارات ص ١٨٩.

٢٤٢

عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، مثله(١) .

وعن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن الحسين، عن موسى بن سعدان عن عبد الله بن القاسم، عن عمر بن أبان، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام مثله(٢) .

وعن أبيه، عن عبد الله بن جعفر الحميري، عن محمد بن الحسين، مثله(٣) .

[١١٩٣٤] ٢٤ - وعن أبيه، عن محمد بن يحيى العطار، عن حمدان بن سليمان، عن عبد الله بن محمد، عن منيع بن الحجاج، عن زياد، عن ابن مسكان، عن محمد الحلبي قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: « إن الله تعالى وكل بقبر الحسينعليه‌السلام أربعة آلاف ملك، شعثا غبرا إلى أن تقوم الساعة، يشيعون من زاره، ويعودونه إذا مرض، ويشهدون جنازته إذا مات ».

[١١٩٣٥] ٢٥ - وعن محمد بن الحسن بن الوليد، عن محمد بن الحسن الصفار، عن الحسن بن علي بن عبد الله، عن العباس بن عامر، عن أبان، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: إن الله وكل بقبر الحسينعليه‌السلام أربعة آلاف ملك، شعثا غبرا، يبكونه من طلوع الفجر إلى زوال الشمس، فإذا زال هبط أربعة آلاف ملك، وصعد أربعة آلاف ملك، فلم يزل يبكونه حتى يطلع الفجر، ويشهدون لمن زاره بالوفاء، ويشيعونه إلى أهله،

__________________

(١، ٢) نفس المصدر ص ١٨٩.

(٣) نفس المصدر ص ١٨٩.

٢٤ - كامل الزيارات ص ١٩٠.

٢٥ - كامل الزيارات ص ١٩١.

٢٤٣

ويعودونه إذا مرض، ويصلون عليه إذا مات ».

[١١٩٣٦] ٢٦ - وعن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أبيه، عن سيف بن عميرة، عن بكر بن محمد، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: « وكل الله بقبر الحسين بن عليعليهما‌السلام ، سبعين ألف ملك شعثا غبرا، يبكونه إلى يوم القيامة، يصلون عنده، الصلاة الواحدة من صلاة أحدهم تعدل ألف صلاة من صلاة الآدميين، يكون ثواب صلواتهم وأجر ذلك لمن زار قبره ».

[١١٩٣٧] ٢٧ - وعن محمد بن جعفر الرزاز، عن الحسين بن أبي الخطاب، عن صفوان، عن حنان بن سدير، عن مالك الجهني، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: « إن الله وكل بالحسينعليه‌السلام ملكا في أربعه آلاف ملك يبكونه، ويستغفرون لزواره، ويدعون الله لهم ».

[١١٩٣٨] ٢٨ - وعن الحسن بن عبد الله بن محمد بن عيسى، عن أبيه، عن الحسن بن محبوب، عن إسحاق بن عمار، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سمعته يقول: « ليس نبي في السماوات والأرض، إلا يسألون الله تبارك وتعالى أن يؤذن لهم في زيارة الحسينعليه‌السلام ، ففوج ينزل، وفوج يعرج ».

ورواه(١) في موضع آخر بهذا السند وفيه: « ليس من ملك في

__________________

٢٦ - كامل الزيارات ص ١٢١.

٢٧ - كامل الزيارات ص ٨٦ ح ١٥.

٢٨ - كامل الزيارات ص ١١١ ح ١.

(١) نفس المصدر ص ١١٤.

٢٤٤

السماوات(٢) إلا وهم يسألون » إلى آخره.

[١١٩٣٩] ٢٩ - وعن محمد بن جعفر، عن محمد بن الحسين، عن موسى بن سعدان، عن عبد الله بن القاسم، عن عمرو بن أبان الكلبي، عن أبان بن تغلب، قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : « هبط أربعة آلاف ملك يريدون القتال مع الحسينعليه‌السلام ، فلم يؤذن لهم في القتال، فرجعوا في الاستئمار(١) ، فهبطوا وقد قتل الحسينعليه‌السلام ، ( ولعن قاتله ومن أعان عليه، ومن شرك في دمه )(٢) ، فهم عند قبره شعث غبر يبكونه إلى يوم القيامة، رئيسهم ملك يقال له: منصور، فلا يزوره زائر إلا استقبلوه، ولا يودعه مودع إلا شيعوه، ولا يمرض(٣) إلا عادوه، ولا يموت إلا صلوا على جنازته واستغفروا له بعد موته، فكل هؤلاء في الأرض ينتظرون قيام القائمعليه‌السلام ».

[١١٩٤٠] ٣٠ - وعن أبيه وعن محمد بن الحسن بن الوليد، عن الحسين بن الحسن بن أبان، عن الحسين بن سعيد، عن القاسم بن محمد، عن إسحاق بن إبراهيم، عن هارون بن خارجة، قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: « وكل الله بقبر الحسينعليه‌السلام أربعة آلاف ملك شعثا غبرا يبكونه إلى يوم القيامة، فمن زاره عارفا بحقه شيعوه حتى يبلغوه مأمنه، وإن مرض عادوه غدوة وعشيا، وإن مات

__________________

(٢) في المصدر زيادة: والأرض.

٢٩ - كامل الزيارات ص ١٩٢.

(١) في نسخة: الاستئذان، ( منه قده ).

(٢) ما بين القوسين ليس في المصدر.

(٣) في المصدر زيادة: مريض.

٣٠ - كامل الزيارات ص ١٨٩.

٢٤٥

شهدوا جنازته واستغفروا له إلى يوم القيامة ».

[١١٩٤١] ٣١ - وعن أبيه، عن سعد بن عبد الله ومحمد بن يحيى معا، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن إسماعيل، عن صالح بن عقبة، عن الحارث بن المغيرة، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: « إن لله ملائكة موكلين بقبر الحسينعليه‌السلام ، فإذا هم بزيارته الرجل أعطاهم الله ذنوبه، فإذا خطا محوها، ثم إذا خطا ضاعفوا له حسناته، فما تزال حسناته تضاعف حتى توجب له الجنة، ثم اكتنفوه وقدسوه، وينادون ملائكة السماء أن قدسوا زوار قبر حبيب حبيب الله » الخبر.

[١١٩٤٢] ٣٢ - وعن الحسين بن محمد، عن المعلى، عن أبي الفضل، عن ابن صدقة، عن المفضل بن عمر قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : « كأني والله بالملائكة قد زاحموا المؤمنين على قبر الحسينعليه‌السلام ، قال، قلت: فيتراؤون؟ قال: هيهات هيهات، قد لزموا والله المؤمنين، حتى أنهم ليمسحون وجوههم بأيديهم، قال، وينزل الله على زوار الحسينعليه‌السلام غدوة وعشية من طعام الجنة، وخدامهم الملائكة، لا يسأل الله عبد حاجه من حوائج الدنيا والآخرة إلا أعطاها إياه، قال، قلت: هذه والله الكرامة، قال: يا مفضل أزيدك؟ قلت: نعم سيدي، قال: كأني بسرير من نور قد وضع، وقد ضربت عليه قبة من ياقوتة حمراء مكللة بالجوهر(١) ، وكأني بالحسين بن عليعليهما‌السلام جالس على ذلك السرير، وحوله تسعون ألف قبة

__________________

٣١ - كامل الزيارات ص ١٣٢.

٣٢ - كامل الزيارات ص ١٣٦.

(١) في المصدر: بالجواهر.

٢٤٦

خضراء، وكأني بالمؤمنين يزورونه، ويسلمون عليه، فيقول الله عز وجل لهم: أوليائي سلوني فطالما أوذيتم، وذللتم، واضطهدتم، فهذا يوم لا تسألوني حاجة من حوائج الدنيا والآخرة إلا قضيتها لكم، فيكون أكلهم وشربهم من الجنة، فهذا والله الكرامة التي لا انقضاء لها، ولا منتهاها شئ(٢) ».

[١١٩٤٣] ٣٣ - وعن محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن علي بن محمد بن سالم، عن محمد بن خالد، عن عبد الله بن حماد، عن عبد الله الأصم، عن عبد الله بن بكير - في حديث طويل - قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : « إن الله اختار من بقاع الأرض ستة: البيت الحرام، والحرم، ومقابر الأنبياء، ومقابر الأوصياء، ومقابر(١) الشهداء، والمساجد التي يذكر فيها اسم الله، يا ابن بكير هل تدري ما لمن زار قبر أبي عبد الله الحسينعليه‌السلام إذ جهلة الجاهل؟ ما من صباح إلا وعلى قبره هاتف من الملائكة ينادي: يا باغي(٢) الخير أقبل إلى خالصة الله ترحل بالكرامة، وتأمن الندامة، يسمع أهل المشرق وأهل المغرب إلا الثقلين، ولا يبقى في الأرض ملك من الحفظة إلا عطف إليه عند رقاد العبد حتى يسبح الله عنده، ويسأل الله الرضى عنده، ولا يبقى ملك في الهواء يسمع الصوت إلا أجاب بالتقديس لله، فتشتد أصوات الملائكة فتجيبهم أهل السماء الدنيا، فتشتد أصوات الملائكة وأهل السماء الدنيا حتى تبلغ أهل السماء السابعة،

__________________

(٢) في المصدر: ولا يدرك منتهاها.

٣٣ - كامل الزيارات ص ١٢٥.

(١) في المصدر: مقاتل.

(٢) وفيه: يا طالب.

٢٤٧

فيسمع(٣) أصواتها النبيون فيترحمون ويصلون على الحسينعليه‌السلام ، ويدعون لمن أتاه ».

[١١٩٤٤] ٣٤ - وعن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن أحمد الرازي، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن الحسن بن محمد بن عبد الكريم، عن المفضل، عن جابر الجعفي قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام في حديث طويل: « فإذا انقلبت من عند قبر الحسينعليه‌السلام ، ناداك مناد لو سمعت مقالته لأقمت عمرك عند قبر الحسينعليه‌السلام ، وهو يقول: طوبى لك أيها العبد قد غنمت وسلمت، قد غفر لك ما سلف فاستأنف العمل، وذكر الحديث بطوله.

[١١٩٤٥] ٣٥ - وعن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن خالد البرقي، عن القاسم عن جده الحسن، عن أبي إبراهيمعليه‌السلام قال: « من خرج من بيته يريد زيارة قبر أبي عبد الله الحسين بن عليعليهما‌السلام ، وكل الله به ملكا فوضع إصبعه في قفاه فلم يزل يكتب ما خرج من فيه حتى يرد الحائر، فإذا دخل(١) من باب الحائر وضع كفه وسط ظهره، ثم قال له: أما ما مضى فقد غفر لك فاستأنف العمل ».

وعن أبيه وجماعة من مشايخه، عن سعد، مثله(٢) .

وعن محمد بن الحسن بن الوليد، عن محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، مثله(٣) .

__________________

(٣) وفيه فيسمع الله.

٣٤ - كامل الزيارات ص ٢٠٧.

٣٥ - كامل الزيارات ص ١٥٣.

(١) في المصدر: خرج.

(٢، ٣) نفس المصدر ص ١٩١.

٢٤٨

[١١٩٤٦] ٣٦ - وعن أبيه وجماعة من مشايخه، عن محمد بن يحيى العطار، عن حمدان بن سليمان، عن عبد الله بن محمد، عن منيع بن الحجاج، عن يونس بن عبد الرحمان، عن صفوان الجمال، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: « إن الرجل إذا خرج من منزله يريد زيارة قبر الحسينعليه‌السلام ، شيعه سبعمائة ملك من فوق رأسه، ومن تحته، وعن يمينه، وعن شماله، ومن بين يديه، ومن خلفه حتى ( يبلغوا به )(١) مأمنه، فإذا زارا لحسينعليه‌السلام ناداه مناد قد غفر لك فاستأنف العمل، ثم يرجعون(٢) مشيعين له إلى منزله، فإذا صاروا إلى منزله قالوا، نستودعك الله، فلا يزالون يزورونه إلى يوم مماته، ثم يزورون قبر الحسينعليه‌السلام في كلّ يوم، وثواب ذلك للرجل ».

[١١٩٤٧] ٣٧ - وعن محمد بن جعفر، بن الحسين، عن محمد بن الفضيل، عن محمد بن مضارب عن مالك الجهني، عن أبي جعفرعليه‌السلام ، قال: قال: « يا مالك إن الله تبارك وتعالى لما قبض الحسينعليه‌السلام ، بعث إليه أربعة آلاف ملك من الملائكة شعثا غبرا يبكونه إلى يوم القيامة، فمن زاره عارفا بحقه غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وكتب له حجة، ولم يزل محفوظا حتى يرجع إلى أهله، قال: فلما مات مالك، وقبض أبو جعفرعليه‌السلام دخلت على أبي عبد اللهعليه‌السلام فأخبرته بالحديث، فلما انتهيت إلى حجة قال: وعمرة يا محمد ».

__________________

٣٦ - كامل الزيارات ص ١٩٠.

(١) في المصدر: يبلغوه.

(٢) في المصدر زيادة: معه.

٣٧ - كامل الزيارات ص ١٩٢.

٢٤٩

[١١٩٤٨] ٣٨ - وعن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن إسماعيل، عن الخيبري، عن الحسين بن محمد القمي، عن الرضاعليه‌السلام قال: « من زار قبر الحسينعليه‌السلام بشط الفرات، كان كمن زار الله فوق عرشه ».

[١١٩٤٩] ٣٩ - وعن علي بن الحسين وجماعة من مشايخه، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عيينة بياع القصب، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: « من أتى ( قبر )(١) الحسينعليه‌السلام عارفا بحقه، كتبه الله في أعلى عليين ».

وعن محمد بن جعفر، عن محمد بن الحسين، عن أبي داود المسترق، عن عبد الله بن مسكان، عن بعض أصحابنا عنهعليه‌السلام مثله(٢) .

وعن محمد بن الحسن بن الوليد، عن محمد بن الحسن الصفار وسعد بن عبد الله، عن علي بن إسماعيل بن عيسى، عن محمد بن عمرو الزيات، عن ابن خارجة عنهعليه‌السلام مثله(٣) .

[١١٩٥٠] ٤٠ - وعن أبيه عن سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم والحسن بن علي بن فضال معا، عن ابن مسكان، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: « من أتى ( قبر )(١)

__________________

٣٨ - كامل الزيارات ص ١٤٧.

٣٩ - كامل الزيارات ص ١٤٧.

(١) أثبتناه من المصدر.

(٢) نفس المصدر ص ١٤٨.

(٣) كامل الزيارات ص ١٤٨.

٤٠ - كامل الزيارات ص ١٤٨.

(١) أثبتناه من المصدر.

٢٥٠

الحسينعليه‌السلام عارفا بحقه، كتب في عليين ».

وعن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن الحسن بن علي بن المغيرة، عن العباس بن عامر، بن أبان، عن ابن مسكان، مثله(٢) .

وعن أبيه وجماعة من مشايخه، عن سعد، عن الحسن، عن العباس، عن ( ربيع بن محمد المسلي )(٣) عن ابن مسكان، مثله(٤) .

[١١٩٥١] ٤١ - وبهذا الاسناد، عن سعد عن أحمد بن علي بن عبيد الجعفي، عن محمد بن أبي جرير القمي، قال: سمعت أبا الحسن الرضاعليه‌السلام يقول لأبي: « من زار الحسين بن عليعليهما‌السلام عارفا بحقه، كان من محدثي الله تعالى فوق عرشه، ثم قرأ:( إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ * فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ ) (١) ».

[١١٩٥٢] ٤٢ - وعن محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن علي بن محمد بن سليمان، عن محمد بن خالد، عن عبد الله بن حماد البصري، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قال لي: « إن عندكم - أو قال - في قربكم لفضيلة ما أوتي أحد مثلها، وما أحسبكم تعرفونها كنه معرفتها، ولا تحافظون عليها ولا على القيام بها، وأن لها لأهلا خاصة قد سموا لها وأعطوها بلا حول منهم ولا قوة، إلا ما كان من صنع الله لهم،

__________________

(٢) كامل الزيارات ص ١٤٨.

(٣) في المخطوط « ربيعة بن محمد المسلمي. وهو تصحيف والصحيح ما أثبتناه من المصدر ومعاجم الرجال »راجع معجم رجال الحديث ج ٩ ص ٢٢٩ و ج ٧ ص ١٧٤.

(٤) نفس المصدر ص ١٤٨ ح ١٠.

٤١ - كامل الزيارات ص ١٤١

(١) القمر ٥٤: ٥٤، ٥٥.

٤٢ - كامل الزيارات ص ٣٢٥.

٢٥١

وسعادة حباهم بها(١) ورحمة ورأفة وتقدم، قلت: جعلت فداك وما هذا الذي صفت ولم تسمه؟ قال: زيارة جدي الحسينعليه‌السلام ، فإنه غريب بأرض غربة، يبكيه من زاره، ويحزن له من لم يزره، ويحترق له من لم يشهده، ويرحمه من نظر إلى قبر ابنه عند رجليه في أرض فلاة - إلى أن قالعليه‌السلام : - قد أوحش قربه في الوحدة والبعد عن جده، والمنزل الذي لا يأتيه إلا من امتحن الله قلبه للايمان وعرفه حقنا، فقلت له: جعلت فداك قد كنت آتيه حتى بليت بالسلطان ( و )(٢) حفظ أموالهم، وأنا عندهم مشهور فتركت للتقية إتيانهعليه‌السلام ، وأنا أعرف ما في إتيانه من الخير، فقالعليه‌السلام : هل تدري ما فضل من أتاه، وماله عندنا من جزيل الخير؟ فقلت: لا، فقال: أما الفضل فيباهيه ملائكة السماء، وأما ماله عندنا فالترحم عليه كلّ صباح ومساء، ولقد حدثني أبيعليه‌السلام : أنه لم يخل مكانه منذ قتل من مصل يصلي عليه من الملائكة، أو من الجن، أو من الانس، أو من الوحش، وما من شئ إلا وهو يغبط زائره ويتمسح به، ويرجو في النظر إليه الخير لنظره إلى قبره ».

[١١٩٥٣] ٤٣ - وعن محمد بن جعفر، عن محمد بن الحسين، عن منيع، عن صفوان بن يحيى، عن صفوان الجمال، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: « أهون ما يكسب ( زائر الحسينعليه‌السلام )(١) في كلّ حسنة ألف ألف حسنة، والسيئة واحدة وأين الواحدة من ألف ألف؟ ثم قال: يا صفوان أبشر إن لله ملائكة معها قضبان من نور، فإذا أراد الحفظة أن

__________________

(١) في المصدر: الله لها.

(٢) في نسخة. في. - ( منه قده ).

٤٣ - كامل الزيارات ص ٣٣٠.

(١) في نسخة. ما يكسب الزاير. - ( منه قده )، وما أثبتناه من المصدر.

٢٥٢

تكتب على زائر الحسينعليه‌السلام سيئة، قالت الملائكة للحفظة: كفي، فتكف فإذا عمل الحسنة، قالت لها: اكتبي أولئك الذين يبدل اله سيئاتهم حسنات ».

[١١٩٥٤] ٤٤ - وحدثني من رفعه إلى أبي بصير، قال: سمعت أبا عبد الله و(١) أبا جعفرعليهما‌السلام يقولان: « من أحب أن يكون مسكنه ومأواه الجنة، فلا يدع زيارة المظلوم ».

[١١٩٥٥] ٤٥ - وعن أبيه ومحمد بن الحسن وعلي بن الحسين جميعا، عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن عيسى، عن صفوان، عن رجل، عن سيف التمار، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سمعته يقول: زائر الحسينعليه‌السلام مشفع يوم القيامة لمائة رجل، كلهم قد وجبت لهم النار ممن كان في الدنيا من المسرفين ».

[١١٩٥٦] ٤٦ - وعن الحسن بن عبد الله بن محمد بن عيسى، عن أبيه، عن الحسن بن محبوب، عن جويرية(١) بن العلا، عن بعض أصحابنا، قال: من سره أن ينظر إلى الله يوم القيامة، وتهون عليه سكرة الموت وهول المطلع، فليكثر زيارة قبر الحسينعليه‌السلام ، فإن زيارة الحسينعليه‌السلام زيارة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

[١١٩٥٧] ٤٧ - وعن محمد بن جعفر، عن خاله ابن أبي الخطاب، عن

__________________

٤٤ - كامل الزيارات ص ١٤١.

(١) في المصدر: أو.

٤٥ - كامل الزيارات ص ١٦٥.

٤٦ - كامل الزيارات ص ١٥٠.

(١) في المخطوط والحجرية. جويرة. وهو تصحيف، وصحته. جويرية. كما في المصدر ومعجم رجال الحديث ج ٤ ص ١٧٦ فراجع.

٤٧ - كامل الزيارات ص ١٥٠.

٢٥٣

الحسن بن محبوب، عن فضل بن عبد الملك أو عن رجل، عن فضل، عن أبي بصير، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: « إن زائر الحسين بن عليعليهما‌السلام ، زائر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ».

[١١٩٥٨] ٤٨ - وعن محمد بن جعفر، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن إسماعيل،(١) ( عن صالح بن عقبة )(٢) عن عبد الله بن هلال، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قلت: جعلت فداك ما أدنى ما لزائر الحسين(٣) عليه‌السلام ؟ قال: « يا عبد الله إن أدنى ما يكون له أن الله يحوطه(٤) في نفسه وماله(٥) حتى يرده إلى أهله فإذا كان يوم القيامة كان الله الحائط(٦) له ».

[١١٩٥٩] ٤٩ - محمد بن مسلم(١) بن أبي الفوارس في أربعينه: عن السيد الجليل فضل الله بن علي الحسيني، عن أبيه، عن المرتضى ابن الداعي

__________________

٤٨ - كامل الزيارات ص ١٣٣.

(١) في المخطوط. محمد بن صالح. وهو سهو والصحيح ما أثبتناه من المصدر ومعاجم الرجال، راجع معجم رجال الحديث ج ١٥ ص ٢٩٦.

(٢) أثبتناه من المصدر لاستقامة السند، راجع معجم الحديث ج ٩ ص ٧٦.

(٣) في المصدر: قبر الحسين.

(٤) في المصدر: يحفظه.

(٥) في المصدر: وأهله.

(٦) وفيه: الحافظ.

٤٩ - اليقين ص ٦٧ عن أربعين أبي الفوارس، وعنه في البحار ج ١٠١ ص ٦٢ ح ٤٠.

(١) هو من العامة ألا أنه السند كله من الخاصة - ( منه قده ).

٢٥٤

الحسيني، عن جعفر بن أحمد الموسوي، عن محمد بن علي بن شاذان، عن أحمد بن محمد بن يحيى، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن وهب بن وهب، عن جعفر بن محمد الصادق، عن أبيه، عن آبائهعليهم‌السلام ، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال: « ما خلق الله تعالى خلقا أكثر من الملائكة، وأنه لينزل من السماء كلّ مساء سبعون ألف ملك، يطوفون بالبيت ليلتهم، حتى إذا طلع الفجر انصرفوا إلى قبر النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فيسلمون عليه، ثم يأتون إلى قبر أمير المؤمنينعليه‌السلام فيسلمون عليه، ثم يأتون إلى قبر الحسن بن عليعليهما‌السلام فيسلمون عليه، ثم يأتون إلى قبر الحسين بن عليعليهما‌السلام فيسلمون عليه، ثم يعرجون إلى السماء قبل أن تطلع الشمس، ثم تنزل ملائكة النهار سبعون ألف ملك فيطوفون بالبيت الحرام نهارا(٢) ، حتى إذا غربت الشمس انصرفوا إلى قبر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فيسلمون عليه ثم يأتون قبر أمير المؤمنينعليه‌السلام ، فيسلمون عليه، ثم يأتون قبر الحسنعليه‌السلام فيسلمون عليه، ثم يأتون قبر الحسينعليه‌السلام فيسلمون عليه، ثم يعرجون إلى السماء قبل أن تغيب الشمس، والذي نفسي بيده أن حول قبره أربعة آلاف ملك شعثا غبرا يبكون عليه إلى يوم القيامة - وفي رواية - قد وكل الله تعالى بالحسينعليه‌السلام سبعين ألف ملك شعثا غبرا يصلون عليه كلّ يوم، ويدعون لمن زاره، ورئيسهم ملك، يقال: له منصور، فلا يزوره زائرا إلا استقبلوه، ولا ودعه مودع إلا شيعوه، ولا يمرض إلا عادوه، ولا ميت يموت إلا صلوا على جنازته، واستغفروا له بعد موته ».

__________________

(٢) في اليقين: نهارهم.

٢٥٥

[١١٩٦٠] ٥٠ - محمد بن المشهدي في مزاره: بإسناده عن الحسن بن محبوب، عن داود الرقي، عنهعليه‌السلام مثله، إلى قوله: قبل أن تغيب الشمس.

قال(١) : وروي أن الله تعالى يخلق من عرق زوار قبر الحسينعليه‌السلام ، من كلّ عرقة سبعين ألف ملك يسبحون الله ويستغفرون له ولزوار الحسينعليه‌السلام ، إلى أن تقوم الساعة.

٢٧ -( باب كراهة ترك زيارة الحسينعليه‌السلام )

[١١٩٦١] ١ - جعفر بن محمد بن قولويه في كامل الزيارة: عن محمد بن جعفر، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن إسماعيل، عن حنان قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : « زوروا قبر الحسينعليه‌السلام ولا تجفوه، فإنه سيد شباب أهل الجنة من الخلق، وسيد ( شباب )(١) الشهداء ».

[١١٩٦٢] ٢ - وعن محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن علي بن محمد بن سالم، عن محمد بن خالد، عن عبد الله بن حماد البصري، عن عبد الله بن عبد الرحمان الأصم، عن الحسين، عن الحلبي، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام - في حديث طويل - قلت: جعلت فداك، ما تقول فيمن ترك زيارته وهو يقدر على ذلك؟ قال: أقول: أنه قد عق رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وعقنا، واستخف

__________________

٥٠ - المزار ص ٤٧٢، وعنه في البحار ج ١٠١ ص ٦٣ ح ٤١.

(١) نفس المصدر ص ٥٩٥ وعنه في البحار ج ١٠١ ص ٣٥٧ ح ٣.

الباب ٢٧

١ - كامل الزيارات ص ١٠٩ ح ١، وعنه في البحار ج ١٠١ ص ١ ح ٢.

(١) ليس في المصدر.

٢ - كامل الزيارات ص ١٢٧ ح ٢، وعنه في البحار ج ١٠١ ص ٢ ح ٥.

٢٥٦

بأمر هوله، ومن زاره كان الله من(١) وراء حوائجه، وكفي ما أهمه من أمر دنياه، وأنه ليجلب الرزق على العبد، ويخلف عليه ما أنفق، ويغفر له ذنوب خمسين سنة، ويرجع إلي أهله وما عليه وزر ولا خطيئة إلا وقد محيت من صحيفته، فإن هلك في سفره نزلت الملائكة فغسلته، وفتح ( له باب إلى الجنة )(٢) يدخل عليه روحها حتى ينشر، وإن سلم فتح له الباب الذي ينزل منه الرزق(٣) » الخبر.

وعن محمد بن الحسن بن الوليد، عن الصفار، عن العباس بن معروف، عن الأصم، مثله(٤) .

[١١٩٦٣] ٣ - وعن أبيه ومحمد بن الحسن بن الوليد معا، عن الحسين بن سعيد، عن علي بن السخت، عن حفص المزني، عن عمرو بن بياض، عن أبان بن تغلب قال: قال لي جعفر بن محمدعليهما‌السلام : « يا أبان متى عهدك بقبر الحسينعليه‌السلام ؟ قلت: لا والله يا ابن رسول الله مالي به عهد منذ حين، قال: سبحان ربي(١) العظيم ( وبحمده )(٢) ، وأنت من رؤساء الشيعة ( تترك )(٣) زيارة الحسينعليه‌السلام لا تزوره، من زار الحسين

__________________

(١) في المصدر: له من.

(٢) في المصدر: أبواب الجنة.

(٣) في نسخة. رزقه. - ( منه قده ).

(٤) نفس المصدر ص ٣٣٧ ذيل الحديث ١٤، وعنه في البحار ج ١٠١ ص ٢ ح ٦.

٣ - كامل الزيارات ص ٣٣١.

(١) في نسخة. الله. ( منه قده ).

(٢) ليس في المصدر.

(٣) أثبتناه من المصدر.

٢٥٧

عليه‌السلام ، كتب الله له بكل خطوة حسنة، ومحا عنه بكل خطوة سيئة، وغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، يا أبان بن تغلب لقد قتل الحسين ( صلوات الله عليه )، فهبط على قبره سبعون ألف ملك شعث غبر يبكون عليه، وينوحون عليه إلى يوم القيامة ».

[١١٩٦٤] ٤ - وعن محمد بن عبد الله الحميري، عن أبيه، عن علي بن محمد بن سالم، عن محمد بن خالد، عن عبد الله بن حماد، عن الأصم، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام - في حديث له طويل - قال: أتاه رجل، فقال له: يا ابن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله هل يزار والدك؟ قال: فقال: « نعم - إلى أن قال - فما لمن تركه رغبة عنه؟ قال: الحسرة يوم الحسرة » الخبر.

[١١٩٥٦] ٥ - وعن ابن الوليد، عن الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أبي داود، عن سعد، عن أبي عمرو الجلاب، عن الحارث الأعور قال: قال عليعليه‌السلام . بأبي وأمي ( الحسين )(١) المقتول بظهر الكوفة ولكأني(٢) أنظر إلى الوحش مادة أعناقها على قبره، من أنواع الوحش يبكونه ويرثونه ليلا حتى الصباح، فإن كان ذلك فإياكم والجفا ».

__________________

٤ - كامل الزيارات ص ١٩٤.

٥ - كامل الزيارات ص ٢٩١.

(١) أثبتناه من المصدر.

(٢) في المصدر: والله لكأني.

٢٥٨

٢٨ -( باب استحباب زيارة النساء الحسين وسائر الأئمةعليهم‌السلام )

[١١٩٦٦] ١ - نوادر علي بن أسباط: عمن رواه، عن أحدهماعليهما‌السلام أنه قال: « يا زرارة ما في الأرض مؤمنة إلا وقد وجب عليها أن تسعد فاطمةعليها‌السلام ، في زيارة الحسينعليه‌السلام ».

[١١٩٦٧] ٢ - جعفر بن محمد بن قولويه في كامل: الزيارة عن جعفر بن محمد بن إبراهيم، عن عبد الله بن أحمد بن نهيك، عن ابن أبي عمير، عن الحسين الأحمسي، عن أم سعيد الأحمسية قالت: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام عن زيارة قبر الحسينعليه‌السلام ، فقال: تعدل حجة وعمرة، ومن الخير هكذا، وهكذا » وأومأ بيده.

[١١٩٦٨] ٣ - وعن أبيه، وعلي بن الحسين، ومحمد بن الحسن جميعا، عن سعد بن عبد الله، عن الحسن بن علي بن المغيرة، عن العباس بن عامر، عن أحمد بن رزق الغمشاني، عن أم سعيد الأحمسية، قالت: دخلت المدينة فاكتريت حمارا على أن أطوف على قبور الشهداء، فقلت: لا بل ابدأ بابن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فادخل عليه، فأبطأت على المكاري قليلا فهتف بي، فقال لي أبو عبد اللهعليه‌السلام : « ما هذا يا أم سعيد؟. قلت: جعلت فداك تكاريت حمارا لأدور(١) على قبر الشهداء

__________________

الباب ٢٨

١ - نوادر علي بن أسباط ص ١٢٣.

٢ - كامل الزيارات ص ١٥٨.

٣ - كامل الزيارات ص ١١٠.

(١) في نسخة: لأزور عليه، ( منه قده )

٢٥٩

قال: « فلا أخبرك بسيد الشهداء؟ » قلت: بلى، قال: « الحسين بن عليعليهما‌السلام » قلت: وإنه لسيد الشهداء؟ قال: « نعم ». قلت: فما لمن زاره؟ قال: « حجة وعمرة، ومن الخير هكذا وهكذا ».

[١١٩٦٩] ٤ - وعن أبيه ومحمد بن عبد الله الحميري معا، عن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن عبد الله بن القاسم الحارثي، عن عبد الله بن سنان، عن أم سعيد الأحمسية، قالت؟: دخلت المدينة فاكتريت البغل - أو البغلة - لأدور عليه في قبور الشهداء، قالت: قلت: ما أحد أحق أن أبدأ به من جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، قالت: فدخلت عليه، فأبطأت، فصاح بي ( صاحب البغل )(١) حبستنا عافاك الله، فقال ( لي )(٢) أبو عبد اللهعليه‌السلام : « كأن إنسانا يستعجلك يا أم سعيد؟. قلت: نعم جعلت فداك، إني اكتريت بغلا ( لأدور في )(٣) قبور الشهداء، فقلت: ما آتي أحدا أحق من جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، قالت: فقال: « يا أم سعيد فما يمنعك أن تأتي سيد الشهداء؟ » قالت: فطمعت أن يدلني على قبر عليعليه‌السلام فقلت: بأبي أنت وأمي ومن سيد الشهداء؟ قال: « الحسين بن فاطمةعليهما‌السلام ، يا أم سعيد من أتاه ببصيرة ورغبة فيه كان له حجة مبرورة وعمرة متقبلة، وكان له من الفضل هكذا وهكذا ».

[١١٩٧٠] ٥ - وعن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى

__________________

٤ - كامل الزيارات ص ١١٠.

(١) في المصدر: المكاري.

(٢) في أثبتناه من المصدر.

(٣) في المصدر: لأزور عليه.

٥ - كامل الزيارات ص ١٥٩.

٢٦٠

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442