مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل الجزء ١٠

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل13%

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 442

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧
  • البداية
  • السابق
  • 442 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 225677 / تحميل: 4726
الحجم الحجم الحجم
مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل الجزء ١٠

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

أمير المؤمنينعليه‌السلام قال: هو نائم فسمععليه‌السلام كلامي، فقال: مَن هذا؟ قال ابن عباس يا أمير المؤمنين قال: ادخل، فدخلت، فإذا هو قاعد ناحية عن فراشه في ثوب، جالس كهيئة المهموم فقلت: ما لك يا أمير المؤمنين الليلة؟ فقال: ويحك يا ابن عباس، وكيف تنام عينا قلب مشغول، يا ابن عباس، ملك جوارحك قلبك، فإذا أرهبه طار النوم عنه، ها أنا ذا كما ترى مذ أوّل اللّيل اعتراني الفكر والسهر لما تقدّم من نقض عهد أول هذه الأمّة المقدّر عليها نقض عهدها.

إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، أمر مَن أمر من أصحابه بالسلام عليَّ في حياته بإمرة المؤمنين، فكنت أؤكّد أن أكون بعد وفاته، يا ابن عباس، أنا أولى الناس بالناس بعده، ولكنّ أمور اجتمعت على رغبة الناس في الدنيا وأمرها ونهيها، وصرف قلوب أهلها عنّي.

أقول: وساق كلامهعليه‌السلام في الشكاية عمّن تقدّمه إلى أن قالعليه‌السلام : فالآن يا ابن عباس قرنت بابن آكلة الأكباد، وعمرو، وعتبة، والوليد، ومروان، وأتباعهم، فمتى اختلج في صدري، وألقي في روعي، أن الأمر منقاد إلى دنيا يكون هؤلاء فيها رؤساء يطاعون، فهم في ذكر أولياء الرّحمان يثلبونهم(١) ويرمونهم بعظائم الأمور، من إفك مختلق وحقد قد سبق.

وقد علم المستحفظون ممّن بقي من أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، أنّ عامّة أعدائي ممّن أجاب الشيطان عليّ، وزهد الناس فيّ، وأطاع هواه فيما يضرّه في آخرته، وبالله عزّ وجلّ الغنى وهو الموفّق للرشاد والسّداد، يا ابن عباس، ويل لمـَن ظلمني ودفع حقّي وأذهب عظيم منزلتي، أين كانوا أُولئك؟ وأنا أُصلّي مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله صغيراً، لم يكتب عليَّ صلاة، وهم عبدة الأوثان وعصاة الرّحمان، وبهم توقد النّيران.

____________________

(١) ثلبه: تنقّصه.

١٠١

فلمّا قرب إصعار الخدود(١) وإتعاس الجدود، أسلموا كرهاً، وأبطنوا غير ما أظهروا، طمعاً في أن يطفئوا نور الله، وتربّصوا انقضاء أمر الرّسول، وفناء مدّته، لما أطمعوا أنفسهم في قتله، ومشورتهم في دار ندوتهم قال الله عزّ وجلّ:( وَمَكَرُواْ وَمَكَرَ اللهُ وَاللهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ) (٢) . وقال:( يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ) (٣) .

يا ابن عباس، ندبهم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في حياته بوحي من الله يأمرهم بموالاتي، فحمل القوم ما حملهم ممّا حقد على أبينا آدم من حسد اللّعين له، فخرج من روح الله ورضوانه، وألزم اللّعنة لحسده لولّي الله، وما ذاك بضاري إن شاء الله شيئاً، يا ابن عباس، أراد كل امرئٍ أن يكون رأساً مطاعاً يميل إليه الدنيا وإلى أقاربه فحمله هواه، ولذة دنياه، واتباع الناس إليه أن يغصب ما جعل لي، ولولا اتقائي على الثّقل الأصغر أن ينبذ فتنقطع شجرة العلم وزهرة الدنيا وحبل الله المتين، وحصنه الأمين، وولد رسول ربّ العالمين؛ لكان طلب الموت والخروج إلى الله عزّ وجلّ عندي ( أهون ) من شربة ظمآن ونوم وسنان، ولكني صبرت وفي الصدر بلابل، وفي النفس وساوس( فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ ) .

ولقديماً ظلم الأنبياء وقتل الأولياء إلى أن قال:( وَسَيَعْلَمُ الْكُفَّارُ لِمَنْ عُقْبَى الدَّارِ ) وأذّن المؤذّن فقال: الصلاة يا ابن عباس لا تفت، أستغفر الله لي ولك وحسبنا الله ونعم الوكيل، ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله العليّ العظيم، قال ابن عباس: فغمّني انقطاع الليل وتلهّفت على ذهابه(٤) .

____________________

(١) صعّر خده تصعيراً وصاعره وأصعره: أماله عن النظر إلى الناس تهاوناً.

التعس: الهلاك. والجدود جمع الجد بالفتح وهو الحظ.

(٢) آل عمران: ٥٤.

(٣) التوبة: ٣٢.

(٤) بحار الأنوار كتاب الفتن والمحن: ط القديم ص١٦٢ ( مكالمة ابن عباس مع أمير المؤمنينعليه‌السلام ).

١٠٢

فصل

إنكار اثني عشر رجلاً من المهاجرين والأنصار على أبي بكر ما جرى بعده

روى جماعة من أصحابنا في مصنّفاتهم، أنّه لَمّا استتم الأمر لأبي بكر وصعد المنبر، وجلس في مجلس رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، أنكر ذلك على أبي بكر أثنا عشر رجلاً، ستة من المهاجرين، وهم خالد بن سعيد بن العاص وكان من بني أميّة، وسلمان الفارسي، وأبو ذر الغفاري، والمقداد بن الأسود، وعمار بن ياسر، وبريدة الأسلمي، وستة من الأنصار، وهم: أبو الهيثم ابن التّيهان، وسهل وعثمان ابنا حنيف، وخزيمة بن ثابت ذو الشهادتين، وأُبي بن كعب، وأبو أيّوب الأنصاري.

قال: فلمّا صعد أبو بكر المنبر، تشاوروا بينهم، فقال بعضهم لبعض: والله لنأتينّه ولننزلنّه عن منبر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وقال الآخرون منهم: والله لئن فعلتم ذلك إذاً لأعنتم على أنفسكم، وقد قال الله عزّ وجلّ:( ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة ) (١) ، فانطلقوا بنا إلى أمير المؤمنينعليه‌السلام ، لنستشيره ونستطلع رأيه، فانطلق القوم إلى أمير المؤمنينعليه‌السلام بأجمعهم، فقالوا:

____________________

(١) البقرة: ١٩٥.

١٠٣

يا أمير المؤمنين، تركت حقّاً أنت أحق به وأولى به، لأنا سمعنا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول:

( عليٌ مع الحق والحق مع علي، يميل مع الحق كيف مال )

ولقد هممنا أن نصير إليه فننزله عن منبر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فجئناك نستشيرك ونستطلع رأيك فيما تأمرنا، فقال أمير المؤمنينعليه‌السلام : وأيم الله، لو فعلتم ذلك ما كنتم إلاّ حرباً لهم، ولا كنتم إلاّ كالكحل في العين أو كالملح في الزاد، وقد اتفقت عليه الأمة، التاركة لقول نبيّها، والكاذبة على ربّها، ولقد شاورت في ذلك أهل بيتي فأبوا إلاّ السكوت لما يعلمون من وغر(١) صدور القوم وبغضهم لله عزّ وجلّ، ولأهل بيت نبيّه، وإنّهم يطالبون بثارات الجاهلية، إلى أن قالعليه‌السلام : ولكن ائتوا الرّجل فأخبروه بما سمعتم من نبيّكم، ولا تدعوه في الشبهة من أمره؛ ليكون ذلك أعظم للحجّة عليه، وأبلغ في عقوبته إذا أتى ربّه وقد عصى نبيّه، وخالف أمره، فانطلقوا حتّى حفوا بمنبر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وكان يوم الجمعة.

فلمّا صعد أبو بكر المنبر، ذكر كلّ واحد منهم كلاماً في حق عليعليه‌السلام وفي فضله، وما قال فيه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، طوينا كشحاً عن ذكره روماً للاختصار، وأوّل من بدأهم بالقول خالد بن سعيد بن العاص، ثم باقي المهاجرين، ثم بعدهم الأنصار، فروي أنّهم لما فرغوا من مقالتهم، أفحم أبو بكر على المنبر حتّى لم يُحِرْ جواباً ثم قال:

ولِّيتكم ولست بخيركم، أقيلوني أقيلوني، فقال عمر بن الخطاب: انزل عنها يا لكع، إذا كنت لا تقوم بحجج قريش لِمَ أقمتَ نفسك هذا المقام، والله لقد هممت أن أخلعك وأجعلها في سالم مولى أبي حذيفة، قال: فنزل، ثم أخذ بيده وانطلق إلى منزله، وبقوا ثلاثة أيّام لا يدخلون مسجد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

____________________

(١) الوغر: الحقد والعداوة.

١٠٤

فلمّا كان في اليوم الرابع، جاءهم خالد بن الوليد ومعه ألف رجل، وقال لهم: ما جلوسكم؟ فقد طمع فيها والله بنو هاشم، وجاءهم سالم مولى أبي حذيفة ومعه ألف رجل، وجاءهم معاذ بن جبل ومعه ألف رجل، فما زال يجتمع رجل رجل حتى اجتمع أربعة آلاف رجل، فخرجوا شاهرين أسيافهم يقدمهم عمر بن الخطاب حتّى وقفوا بمسجد النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال عمر: والله يا صحابة علي، لئن ذهب الرّجل منكم يتكلّم بالذي تكلّم به بالأمس لنأخذنّ الذي فيه عيناه.

فقام إليه خالد بن سعيد بن العاص وقال: يا ابن صهّاك الحبشية، أبأسيافكم تهدّدوننا، أم بجمعكم تفزعوننا؟ والله إنّ أسيافنا أحدّ من أسيافكم، وإنّا لأكثر منكم وإن كنّا قليلين؛ لأنّ حجّة الله فينا، والله لولا أنّي أعلم أنّ طاعة إمامي أولى به لشهرت سيفي ولجاهدتكم في الله إلى أن أبلي عذري(١) ، فقال له أمير المؤمنينعليه‌السلام : اجلس يا خالد، فقد عرف الله مقامك وشكر لك سعيك، فجلس.

وقام إليه سلمان الفارسيّ (رضي الله عنه) وقال: الله أكبر الله أكبر، سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وإلاّ صمّتا يقول: بينا أخي وابن عمّي جالس في مسجدي مع نفر من أصحابه، إذ يكسبه جماعة من كلاب أهل النار يريدون قتله وقتل مَن معه، ولست أشكّ، ألا وإنّكم هم، فهمَّ به عمر بن الخطاب، فوثب إليه أمير المؤمنينعليه‌السلام وأخذ بمجامع ثوبه، ثمّ جلد به الأرض، ثم قال: يا ابن صهّاك الحبشية، لولا كتاب من الله سبق وعهد من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم تقدّم، لأريتك أيّنا أضعف ناصراً وأقل عدداً، ثم التفت إلى أصحابه فقال: انصرفوا رحمكم الله، فو الله لا دخلت المسجد إلاّ كما دخل أخواي موسى وهارون، إذ قال له أصحابه:( فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ ) (٢) والله لا أدخل

____________________

(١) أبلاه عذراً: أي أدّاه إليه.

(٢) المائدة: ٢٤.

١٠٥

إلاّ لزيارة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أو لقضية أقضيها؛ فإنّه لا يجوز لحجّة أقامه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أن يترك النّاس في حيرة(١) .

____________________

(١) الاحتجاج: ج١ ص٩٧ بحار الأنوار: ج٢٨ ص١٨٩.

١٠٦

فصل

في ذكر خطبةٍ خطبها للناس(١)

روى الشيخ الكليني في الروضة، بإسناده عن أبي الهيثم بن التّيهان، أنّ أمير المؤمنينعليه‌السلام خطب الناس بالمدينة فقال: الحمد لله الذي لا إله إلاّ هو، كان حيّاً بلا كيف، ولم يكن له كان، فذكر كلامهعليه‌السلام في التحميد لله، والصلاّة على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلى أن قال مخاطباً للناس: أما والذي فلق الحبّة وبرأ النسمة، لو اقتبستم العلم من معدنه، وشربتم الماء بعذوبته، وادّخرتم الخير من موضعه، وأخذتم من الطّريق واضحه، وسلكتم من الحق نهجه لَنَهَجتْ(٢) بكم السبل، وبدت لكم الأعلام، وأضاء لكم الإسلام، فأكلتم رغداً، وما عال فيكم عائل، ولا ظلم منكم مسلم ولا معاهد، ولكن سلكتم سبيل الظلام، فأظلمت عليكم دنياكم برحبها(٣) ، وسُدّت عليكم أبواب العلم، فقلتم بأهوائكم واختلفتم في دينكم، فأفتيتم في دين الله بغير علم، واتّبعتم الغواة فأغوتكم، وتركتم الأئمّة فتركوكم فأصبحتم تحكمون بأهوائكم، إذا ذكر الأمر سألتم أهل الذِّكر، فإذا أفتوكم قلتم: هو العلم بعينه، فكيف وقد تركتموه ونبذتموه وخالفتموه، رويداً، عمّا قليل تحصدون

____________________

(١) وتسمّى بالطالوتية؛ قيل سمّيت بذلك لاشتمالها على ذكر طالوت وأصحابه.

(٢) نهج: أي وضح.

(٣) الرُحب بالضم: السعة.

١٠٧

جميع ما زرعتم، وتجدون وخيم ما اجترمتم(١) ، وما أجلبتم ( اجتلبْتم - خ ل ).

والّذي فلق الحبّة وبرأ النسمة، لقد علمتم أنّي صاحبكم، والّذي به أُمرتم، وأنّي عالمكم، والّذي بعلمه نجاتكم، ووصيُّ نبيكمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وخيرة ربّكم، ولسان نوركم، والعالم بما يصلحكم، فعن قليل رويداً ينزل بكم ما وعدتم، وما نزل بالأمم قبلكم ويسألكم الله عزّ وجلّ عن أئمّتكم، معهم تحضرون، وإلى الله عزّ وجلّ غداً تصيرون.

أما والله لو كان لي عدَّة أصحاب طالوت(٢) أو عدَّة أهل بدر وهم أعدادكم، ( أعداؤكم خ م ) لضربتكم بالسيف حتّى تؤولوا إلى الحق، وتنيبوا للصدق، فكان أرتق للفتق وآخذ بالرفق، اللّهمّ فاحكم بيننا بالحق وأنت خير الحاكمين.

قال: ثم خرجعليه‌السلام من المسجد فمرّ بصيرة(٣) فيها نحو من ثلاثين شاة، فقال: والله لو أنّ لي رجالاً ينصحون لله عزّ وجلّ ولرسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بعدد هذه الشياه، لأزلت ابن آكلة الذبان(٤) عن ملكه.

قال: فلمّا أمسى بايعه ثلاثمائة وستون رجلاً على الموت، فقال لهم أمير المؤمنينعليه‌السلام : اغدوا بنا إلى أحجار الزيت(٥) محلّقين، وحلق أمير المؤمنينعليه‌السلام ، فما وافى من القوم محلقاً إلاّ أبو ذر، والمقداد،

____________________

(١) أي ما اكتسبتم من خذلانكم لولي الأمر الحق واتباعكم للطاغوت.

(٢) قيل كان عدة أصحاب طالوت ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً. وقيل غير ذلك.

(٣) الصيرة: حظيرة تتخذ من الحجارة وأغصان الشجر للغنم والبقر.

(٤) الذبّان بالكسر والتشديد: جمع ذباب وكنّى بابن آكلتها عن سلطان الوقت فإنهم كانوا في الجاهلية يأكلون من كل خبيث نالوه.

(٥) أحجار الزيت: موضع داخل المدينة. ومحلقين: أي لابسين للحلقة وهي السلاح مطلقاً وقيل هي الدروع خاصة.

١٠٨

وحذيفة بن اليمان، وعمّار بن ياسر، وجاء سلمان في آخر القوم.

فرفععليه‌السلام يديه إلى السماء فقال: اللّهمّ إنّ القوم استضعفوني كما استضعف بنو إسرائيل هارون، اللّهمّ فإنّك تعلم ما نخفي وما نعلن، وما يخفى عليك شيء في الأرض ولا في السماء، توفّني مسلماً وألحقني بالصالحين، أما والبيت والمفضي(١) إلى البيت، ( وفي نسخة ): والمزدلفة والخفاف إلى التجمير، لولا عهد عهده إليّ النبيُّ الأُمّيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، لأوردت المخالفين خليج المنيّة، ولأرسلت عليهم شآبيب(٢) صواعق الموت، وعن قليل سيعلمون(٢).

____________________

(١) والمفضي إلى البيت: أي ماسه بيده.

(٢) جمع شؤبوب وهو الدفعة من المطر وغيره، وهو هنا على نحو الاستعارة.

(٣) روضة الكافي لثقة الإسلام الكليني: ص٣٠ ح٥ تعليق سماحة الشيخ محمد جعفر شمس الدين، ط دار التعارف.

١٠٩

فصل

في روايةٍ رواها ابن أبي الحديد

روى ابن أبي الحديد من كتاب السقيفة بإسناده إلى أبي جعفر الباقرعليه‌السلام : أنّ عليّاً حمل فاطمة (صلوات الله عليهما) على حمار، وسار بها ليلاً إلى بيوت الأنصار يسألهم النصرة وتسألهم فاطمة الانتصار، فكانوا يقولون: يا بنت رسول الله، قد مضت بيعتنا لهذا الرجل، لو كان ابن عمك سبق إلينا أبا بكر ما عدلناه به. فقال عليعليه‌السلام : أكنت أترك رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ميّتاً في بيته لا أجهّزه وأخرج إلى الناس أنازعهم في سلطانه. وقالت فاطمة: ما صنع أبو الحسن إلاّ ما كان ينبغي له، وصنعوا هم ما الله حسيبهم عليه(١).

وقال أيضاً:

ومن كلام معاوية المشهور إلى عليعليه‌السلام : وعهدك أمس تحمل قعيدة بيتك ليلاً على حمار ويداك في يدي ابنيك الحسن والحسين يوم بويع أبو بكر، فلم تدع أحداً من أهل بدر والسوابق إلاّ دعوتهم إلى نفسك، ومشيت إليهم بامرأتك، وأدليت إليهم بابنيك، واستنفرتهم(٢) على صاحب رسول الله!!! فلم يجبك منهم إلاّ أربعة أو خمسة، ولعمري لو كنت محقّاً

____________________

(١) شرح النهج: ج٦ ص١٣، بحار الأنوار: ج٢٨ ص٣٥٢.

(٢) نسخة النهج: واستنصرهم.

١١٠

لأجابوك، ولكنك ادّعيت باطلاً، وقلت ما لا يعرف، ورمت ما لا يدرك، ومهما نسيت فلا أنسى قولك لأبي سفيان لَمّا حرّكك وهيّجك: لو وجدت أربعين ذوي عزم لناهضت القوم فما يوم المسلمين منك بواحد(٢) .

____________________

(١) شرح النهج: ج٢ ص٤٧. وإنّما أورد المصنّف (رحمه الله) هذه الرواية ليدلّل على أنّ عليّاًعليه‌السلام لم يتنازل عن حقّه ولا سكت بداية عنه، وإنّما سكت بعد مدّة؛ لعدم وجود الناصر، وامتثالاً لأمر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وحفظاً للإسلام وحفاظاً على الأُمّة.

١١١

فصل

فيما قاله مالك بن نويرة لأبي بكر وما خدع به خالد

قال بعض المحقّقين، فيما لخّصه من كتاب التهاب نيران الأحزان، ما هذا لفظه: فلمّا بُويع لأبي بكر، دخل مالك بن نويرة المدينة لينظر مَن قام بالأمر بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وكان يوم الجمعة، فلمّا دخل المسجد أبا بكر يخطب على منبر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فلمّا نظر إليه قال: هذا أخو تيم؟! قالوا: نعم، قال: فما فعل وصيّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الذي أمرني رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم باتباعه وموالاته، فقال له المغيرة بن شعبة: إنّك غبت وشهدنا، والأمر يحدث بعده الأمر، فقال مالك: والله ما حدث شيء ولكنّكم خنتم الله ورسوله.

ثم تقدّم إلى أبي بكر، فقال: يا أبا بكر، لماذا رقيت منبر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ووصيّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم جالس؟ فقال أبو بكر: أخرجوا الأعرابي البوّال على عقبيه من المسجد، فقام إليه عمر وخالد وقنفذ، فلم يزالوا يكزون في ظهره حتّى أخرجوه من المسجد كرهاً بعد إهانة وضرب فركب مالك راحلته وهو ينشد ويقول:

أطعنا رسول الله ما كان بيننا

فيا قوم ما شأني وشأن أبي بكرِ

١١٢

إذا مات بكرٌ قام بكرٌ مكانه(١)

فتلك وبيت الله قاصمة الظّهرِ

بدبّ ويغشاه العشار(٢) كأنّما

يجاهد جمّاً(٣) أو يقوم على قبري

فلو قام بالأمر الوصيّ عليهم(٤)

أقمنا ولو كان القيام على الجمرِ

قال الراوي: فلمّا توطّأ الأمر لأبي بكر، بعث خالد بن الوليد في جيش وقال له: وقد علمت ما قال ابن نويرة في المسجد على رؤوس الأشهاد، وما أنشد من شعره، ولسنا نأمن أن ينفتق علينا منه فتق لا يلتئم، والرأي أنّك تخدعه وتقتله وتقتل مَن كان يبارزك دونه، وتسبي حريمهم، فإنّهم قد ارتدّوا ومنعوا الزكاة.

فسار خالد إليهم، فلمّا رأى مالك بن نويرة الجيش قد أقبل نحوه، لبس لامة حربه واستوى على متن جواده، وكان مالك شجاعاً من شجعان العرب يعدّ بمائة فارس، فلمّا رآه خالد قد برز، خاف منه وهابه وأعطاه العهود والمواثيق على الأمان، فلم يركن إليه، فحلف له بالإيمان المغلّظة أنّه لا يغدر به، فرجع مالك ونزع لامة حربه وأضافهم تلك الليلة.

فلمّا نام القوم، دخل خالد بمَن معه على مالك في بيته وقتله غدراً، ودخل بامرأته في ليلته وأخذ رأسه فوضع في قدر فيه لحم جزور لوليمة العرس، وأمر أصحابه بأكله، ثم سباهم وسمّاهم أهل الردّه، افتراءً على الله وعلى رسوله(٥) .

____________________

(١) إذا مات بكر قام عمرو أمامه، في البحار.

(٢) العشار بالكسر: جمع العشراء وهي الناقة التي مضى لحملها عشرةُ أشهر، ولعلّ تشبيه القوم بالعشار لما أكلوا من الأموال المحرّمة وطمعوا من الولايات الباطلة، ونفي كونها جمّاً تهديد بأنّه وقومه كاملوا الإرادة والسلاح. بحار الأنوار.

(٣) والجم جمع الجمّاء وهي الشاة التي لا قرن لها، الأجَمّ الرجل بلا رمح.

(٤) فلو طاف فينا من قريش عصابة ( خ ل ).

(٥) بحار الأنوار: ج٨ ط القديم ص٢٣٠. كما ذكر قصّة مقتل مالك بن نويرة وتزويج خالد لامرأته في نفس الليلة وموقف كل من أبي بكر وعمر من خالد وسكوتهما عنه وعدم إقامة =

١١٣

فلمّا سمع أمير المؤمنينعليه‌السلام قتل مالك بن نويرة وسبي حريمه، اغتمّ لذلك غماً شديداً وقال: إنا لله وإنا إليه راجعون.

اصبر قليلاً فبعد العسر تيسير

وكلّ أمرٍ له وقتٌ وتقديرُ

وللمهيمن في حالاتنا نظرٌ

وفوق تدبيرنا لله تدبيرُ

( تقدير خ ل ) انتهى(١) .

أقول(٢) : وهذه القصّة ممّا نقلها المخالف والمؤالف، وروي أنّه لما قتل خالد مالكاً ونكح امرأته، كان في عسكره أبو قتادة الأنصاري، فركب فرسه ولحق بأبي بكر وحلف أن لا يسير في جيش تحت لواء خالد أبداً، فقصّ على أبي بكر القصّة، فقال أبو بكر: لقد فتنت الغنائم العرب وترك خالدٌ ما أمرته، وإنّ عمر لما سمع ذلك تكلّم فيه عند أبي بكر فأكثر، وقال: إنّ القصاص قد وجب عليه، فلمّا أقبل خالد بن الوليد غافلاً، دخل المسجد وعليه قباء له عليه صدأ الحديد معتجراً بعمامة له، قد غرز في عمامته أسهما، فلمّا أن دخل المسجد قام إليه عمر فنزع الأسهم عن رأسه فحطمها.

ثم قال: يا عديّ نفسه، أعدوت على امرئٍ مسلم فقتلته ثم نزوت على امرأته، والله لنرجمنّك بأحجارك، وخالد لا يكلّمه، ولا يظنّ إلاّ أنّ رأي أبي بكر مثل رأي عمر فيه، حتّى دخل إلى أبي بكر واعتذر إليه فعذره وتجاوز عنه، فخرج خالد، وعمر جالس في المسجد، فقال: هلمّ إليّ يا ابن أمّ شملة فعرف عمر أنّ أبا بكر قد رضي عنه، فلم يكلّمه ودخل بيته.

____________________

= الحد عليه الطبري: ط أوروبا ١ / ١٩٢٧ - ١٩٢٨، والإصابة: ٣ / ٣٣٧، وتاريخ اليعقوبي: ٢ / ١١٠، وكنز العمّال: ط الأُولى: ٣ / ١٣٢، وغيرهم.

(١) علم اليقين: ج٢ ص٦٨٣ إلى ٦٨٥.

(٢) راجع ذلك في شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: ١٧ / ٢٠٥ وما بعدها، وتاريخ الطبري: ٣ / ٢٧٩ - ٢٨٠.

واعتجر العمامة: لبسها.

١١٤

قال العلاّمة المجلسي (قُدِّس سرّه): إنّ معاتبة عمر وغيظه على خالد في قتل مالك بن نويرة، لم يكن مراقبة للدين ورعاية لشريعة سيد المرسلين، وإنّما تألّم من قتله لأنّه كان حليفاً له في الجاهلية، وقد عفى عن خالد لما علم أنّه هو قاتل سعد بن عبادة(١) .

رُوي عن بعض أصحابنا عن أهل البيتعليهم‌السلام : أنّ عمر استقبل في خلافته خالد بن الوليد يوماً في بعض حيطان المدينة، فقال له: يا خالد، أنت الّذي قتل مالكاً؟ قال يا أمير المؤمنين: إنْ كنت قتلت مالك بن نويرة لهَنَاتٍ كانت بينكم وبينه، فقد قتلت لكم سعد بن عبادة لهَنَاتٍ كانت بينكم وبينه، فأعجب عمر قوله، وضمّه إلى صدره وقال له: أنت سيف الله وسيف رسوله. انتهى(٢) .

____________________

(١) بحار الأنوار كتاب الفتن والمحن: ص٢٥٧.

(٢) بحار الأنوار: ج٨ ص٢٥٧. وقد قال ابن أبي الحديد في شرح النهج: ١٧ / ٢٢٤ بعد ذكر مقتل سعد بن عبادة بالشام ما نصّه: وما ذلك من أفعال خالد ببعيد.

١١٥

فصل

في عرضهعليه‌السلام القرآن على الناس وما قالوا في جوابه

روى سليم بن قيس، عن سلمان حديث السقيفة، وساق الكلام إلى أن قال: فلمّا أن رأى عليعليه‌السلام غدرهم وقلّة وفائهم له؛ لزم بيته وأقبل على القرآن يؤلفّه ويجمعه، فلم يخرج من بيته حتّى جمعه، وكان في الصحف والشّظاظ والأكتاف والرقاع، فلمّا جمعه كلّه وكتبه بيده تنزيله وتأويله، والناسخ منه والمنسوخ؛ بعث إليه أبو بكر: اخرج فبايع، فبعث إليه عليّعليه‌السلام : إنّي لمشغول وقد آليت على نفسي يميناً أن لا أرتدي برداء إلاّ للصلاّة، حتّى أؤلّف القرآن وأجمعه؛ فسكتوا عنه أيّاماً فجمعه في ثوب واحد وختمه(١) .

وروي عن غيره أنّهعليه‌السلام جاء به إلى قبر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فتركه وصلّى ركعتين وسلّم على رسوله اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ثم خرج إلى الناس وهم مجتمعون مع أبي بكر في مسجد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فنادى عليعليه‌السلام بأعلى صوته: أيّها الناس، إنّي لم أزل منذ قُبض رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مشغولاً بغسله، ثم بالقرآن حتّى جمعته كلّه في هذا الثوب الواحد، فلم ينزل الله على رسوله آية

____________________

(١) سليم بن قيس: ص٨١.

١١٦

منه إلاّ وقد جمعتها، وليست منه آية إلاّ وقد أقرأنيها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وعلمني تأويلها، ثم قال عليعليه‌السلام : لئلاّ تقولوا غداً إنّا كنّا عن هذا غافلين، ثم قال لهم عليعليه‌السلام : لا تقولوا يوم القيامة إنّي لم أدعُكم إلى نصرتي، ولم أذكّركم حقّي، ولم أدعكم إلى كتاب الله من فاتحته إلى خاتمته. فقال له عمر: ما أغنانا بما معنا من القرآن عمّا تدعونا إليه(١) .

وفي رواية أُخرى، فقال عمر: اتركه وامض لشأنك، فقالعليه‌السلام لهم: إنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قد أوصاكم فقال: إنّي مخلّف فيكم الثقلين، كتاب الله وعترتي أهل بيتي، فإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض، فإن قبلتموه فاقبلوني معه أحكم بينكم بما أنزل الله فيه، فإنّي أعلم منكم بتأويله وبناسخه ومنسوخه ومحكمه ومتشابهه، وحلاله وحرامه. فقال عمر: فانصرف به معك حتّى لا يفارقك ولا تفارقه، فلا حاجة لنا فيه ولا فيك.

فانصرفعليه‌السلام إلى بيته والقرآن معه، فجلسعليه‌السلام على مصلاّه، ووضع القرآن في حجره وجعل يتلوه، وعيناه تهملان بالدّموع، فدخل عليه أخوه عقيل بن أبي طالب فرآه يبكي، فقال يا أخي: ما لك تبكي؟ لا أبكى الله عينيك، فقالعليه‌السلام : يا أخي، بكائي والله من أمر قريش وتركاضهم في ضلال، وتجاولهم ( تجوالهم خ ل ) في الشقاق وجماحهم في التيه، فإنّهم قد أجمعوا على حربي كإجماعهم على حرب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قبلي، فجزت قريشاً عنّي الجوازي(٢)، فقد قطعوا رحمي وسلبوني سلطان ابن عمّي، ثم انتحب باكياً، ثم استرجع وقال متمثّلاً:

فان تسأليني كيف أنت فإننّي

صبورٌ على ريب الزّمان صليبُ

يعزّ عليّ أن ترى بي كآبة

فيشمت عادٍ أو يُساء حبيبُ(٣)

____________________

(١) بحار الأنوار: ج٨ ص٥١ ط. ق.

(٢) فجزت قريش عن الجوازي. خ علم اليقين.

(٣) علم اليقين للمحدّث الكاشاني ( ره ): ص٦٨٦ ج٢.

١١٧

رجعنا إلى رواية سليم، ثم دخل عليعليه‌السلام بيته، وقال عمر لأبي بكر: أرسل إلى علي فليبايع، فإنّا لسنا في شيء حتّى يبايع، ولو قد بايع أمنّاه، فأرسل إليه أبو بكر: أجب خليفة رسول الله، فأتاه الرّسول، فقال له ذلك، فقال له عليٌّعليه‌السلام : سبحان الله، ما أسرع ما كذبتم على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، إنّه ليعلم ويعلم الذين حوله، أنّ الله ورسوله لم يستخلفا غيري.

وذهب الرّسول فأخبره بما قال له، فقال: اذهب فقل له: أجب أمير المؤمنين أبا بكر، فأتاه فأخبره بما قال، فقال عليعليه‌السلام : سبحان الله، ما والله طال العهد فينسى، والله إنّه ليعلم أنّ هذا الاسم لا يصلح إلاّ لي، ولقد أمره رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهو سابع سبعة فسلّموا عليَّ بإمرة المؤمنين، فاستفهم هو وصاحبه من بين سبعة فقالا: أمن الله ورسوله، فقال لهم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ( نعم حقّاً من الله ورسوله إنّه أمير المؤمنين وسيد المسلمين، وصاحب لواء الغرّ المحجّلين، يقعده الله عزّ وجلّ يوم القيامة على الصراط، فيدخل أولياءَه الجنّة وأعداءَه النار ). فانطلق الرسول فأخبره، بما قالعليه‌السلام ، فسكتوا عنه يومهم ذلك.

قال: فلمّا كان الّليل، حمل عليٌّعليه‌السلام فاطمةعليها‌السلام على حمار، وأخذ بيد الحسن والحسينعليه‌السلام ، فلم يَدَعْ أحداً من أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلاّ أتاه في منزله، فناشدهم الله حقّه ودعاهم إلى نصرته، فما استجاب منهم رجل غير أربعة، هم: سلمان وأبو ذر والمقداد والزبير بن العوام(١) فإنّا حلَقنا رؤوسنا وبذلنا له نصرتنا، وكان الزبير أشدنّا بصيرة في نصرته.

____________________

(١) أقول: لعلّ جملة هم: سلمان وأبو ذر والمقداد والزبير بن العوام بيان من المصنّف ( ره )، وإلاّ فإنّ نسخة المصدر والبحار خالية عنها.

١١٨

فصل

إضرام النار على بيت فاطمةعليها‌السلام

فلمّا أن رأى عليّعليه‌السلام خذلان الناس إيّاه، وتركهم نصرته، واجتماع كلمتهم مع أبي بكر، وتعظيمهم إيّاه؛ لزم بيته، فقال عمر لأبي بكر: ما يمنعك أن تبعث إليه فيبايع، فإنّه لم يبق أحد إلاّ وقد بايع غيرَه وغيرَ هؤلاء الأربعة. وكان أبو بكر أرقّ الرّجلين وأرفقهما وأدهاهما وأبعدهما غوراً، والآخر أفظّهما وأغلظهما وأجفاهما، فقال له أبو بكر: مَن نرسل إليه؟ فقال عمر: نرسل إليه قنفذاً فهو رجل فظّ غليظ جاف من الطلقاء أحد بني عدي بن كعب، فأرسله وأرسل معه أعواناً، وانطلق فاستأذن على عليّعليه‌السلام ، فأبى أن يأذن لهم، فرجع أصحاب قنفذ إلى أبي بكر وعمر وهما جالسان في المسجد، والناس حولهما فقالوا: لم يؤذن لنا، فقال عمر: اذهبوا فإن أذن لكم وإلاّ فادخلوا بغير إذن.

فانطلقوا فاستأذنوا، فقالت فاطمةعليها‌السلام أُحَرّجُ عليكم أن تدخلوا عليَّ بيتي بغير إذن. فرجعوا وثبت قنفذ الملعون، فقالوا: إنّ فاطمة قالت كذا وكذا فتحرجنا أن ندخل بيتها بغير إذن، فغضب عمر وقال: ما لنا وللنّساء، ثم أمر أناساً حوله بتحصيل الحطب، وحملوا الحطب وحمل معهم عمر، فجعلوه حول منزل علي وفيه علي وفاطمة وابناهماعليهم‌السلام ، ثم نادى عمر حتّى أسمع عليّاً وفاطمةعليهما‌السلام .

١١٩

والله لتخرجنّ يا علي ولتبايعنّ خليفة رسول الله، وإلاّ أضرمت عليك النّار، فقامت فاطمةعليها‌السلام فقالت: يا عمر ما لنا و لك؟ فقال: افتحي الباب وإلاّ أحرقنا عليكم بيتكم، فقالت: يا عمر، أما تتقي الله تدخل عليّ بيتي. فأبى أن ينصرف ودعا عمر بالنّار فأضرمها في الباب، ثم دفعه(١) فدخل، فاستقبلته فاطمةعليها‌السلام وصاحت: أبتاه يا رسول الله، فرفع عمر السيف وهو في غمده فوجأ به جنبها، فصرخت يا أبتاه، فرفع السوط فضرب به ذراعها، فنادت: يا رسول الله، لبئس ما خلفك أبو بكر وعمر.

فوثب عليّعليه‌السلام فأخذ بتلابيبه فصرعه، ووجأ أنفه ورقبته، وهمّ بقتله، فذكر قول رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وما أوصاه به، فقال: والّذي كرّم محمّداًصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالنبوّة يا ابن صهّاك، لولا كتاب من الله وعهد عهده إليّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، لعلمت أنّك لا تدخل بيتي. فأرسل عمر يستغيث، فأقبل الناس حتّى دخلوا الدار، وثار عليعليه‌السلام إلى سيفه، فرجع قنفذ إلى أبي بكر وهو يتخوّف أن يخرج عليعليه‌السلام بسيفه لما قد عرف من بأسه وشدّته، فقال أبو بكر لقنفذ: ارجع فإن خرج وإلاّ فاقتحم عليه بيته، فإن امتنع فأضرم على فأضرم على بيتهم النار، فانطلق قنفذ الملعون فاقتحم هو وأصحابه بغير إذن، وثار عليعليه‌السلام إلى سيفه، فسبقوه إليه وكاثروه وهم كثيرون، فتناول بعض سيوفهم فكاثروه، فألقوا في عنقه حبلاً، وحالت بينهم وبينه فاطمةعليها‌السلام عند باب البيت، فضربها قنفذ الملعون بالسوط، فماتت حين ماتت وإنّ في عضدها مثل الدملج من ضربته لعنه الله.

ثم انطلقوا بعليعليه‌السلام يتلّ(٢) حتى انتهى به إلى أبي بكر، وعمر قائم

____________________

(١) قال المسعودي في إثبات الوصيّة: ص١٢٣: فهجموا عليه وأحرقوا بابه. وقال الشيخ المفيد في الاختصاص: ص١٨٥ - ١٨٦: فلمّا انتهوا إلى الباب ضرب عمر الباب برجله فكسره ...

(٢) في المصدر: يعتل عتلاً يعني يجذب جذباً.

واتلّه: أي أوثقه وجرّه.

١٢٠

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

ومحمد بن عبد الحميد، عن يونس بن يعقوب، عن أم سعيد الأحمسية قالت: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : أي شئ تذكره في زيارة قبر الحسينعليه‌السلام من الفضل؟ قال: « نذكر فيه يا أم سعيد فضل حجة وعمرة وخيرها كذا » وبسط يده ونكس أصابعه.

٢٩ -( باب استحباب تكرار زيارة قبر الحسينعليه‌السلام بقدر الامكان)

[١١٩٧١] ١ - جعفر بن محمد بن قولويه في كامل الزيارة: عن أبيه وعلي بن الحسين وجماعة من مشايخه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد(١) بن سنان، عن أبي سعيد القماط عن ابن أبي يعفور، قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام ، يقول لرجل من مواليه: « يا فلان أتزور قبر أبي عبد الله الحسين بن عليعليهما‌السلام ؟ » قال: نعم إني أزوره بين ثلاث سنين مرة، فقال وهو مصفر وجهه: « أما والله الذي لا إله إلا هو، لو زرته كان أفضل لك مما أنت فيه » فقال له: جعلت فداك أكل هذا الفضل؟ فقال: « نعم » الخبر.

[١١٩٧٢] ٢ - وعن أبيه وعلي بن الحسين وجماعة مشايخه، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن محمد بن علي، عن عباد أبي سعيد العصفري، عن علي بن حارث،(١) ، عن الفضل بن يحيى، عن أبيه، عن أبي عبد الله

__________________

الباب ٢٩

١ - كامل الزيارات ص ٢٦٦ ح ٢.

(١) في المخطوط: عبد الله، وما أثبتناه من المصدر ومن معاجم الرجال راجع ( معجم رجال الحديث ج ٢١ ص ١٧١ ).

٢ - كامل الزيارات ص ٢٦٩.

(١) وفي نسخة: حرب ( منه قده ) وقد ورد في معاجم الرجال بالاسمين

٢٦١

عليه‌السلام قال: « زوروا كربلا ولا تقطعوه، فإن خير أولاد الأنبياء ضمنته، ألا وأن الملائكة زارت كربلا ألف عام من قبل أن يسكنه جدي الحسينعليه‌السلام ، وما من ليلة تمضي إلا وجبرئيل وميكائيل يزورانه، فاجتهد يا يحيى أن لا تفقد من ذلك المواطن ».

٣٠ -( باب استحباب المشي إلى زيارة الحسينعليه‌السلام وغيره)

[١١٩٧٣] ١ - جعفر بن قولويه في كامل الزيارة: عن أبيه وعلي بن الحسين ومحمد بن الحسن جميعا، عن محمد بن يحيى العطار، عن حمدان بن سليمان، عن عبد الله بن محمد ما اليماني، عن منيع بن الحجاج، عن يونس بن عبد الرحمن، عن قدامة بن مالك، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: « من زار الحسينعليه‌السلام محتسبا لا أشرا ولا بطرا، ولا رياء ولا سمعة، محصت عنه ذنوبه كما يمحص(١) الثوب في الماء فلا يبقى عليه دنس، ويكتب له بكل خطوة حجة، وكلما رفع قدما عمرة ».

[١١٩٧٤] ٢ - وعنهم جميعا، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن القاسم بن يحيى، عن الحسن بن راشد، عن الحسين بن ثوير بن أبي فاختة، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام أنه قال في حديث:

__________________

راجع ( معجم رجال الحديث ج ١١ ص ٢٩٩ ).

الباب ٣٠

١ - كامل الزيارات ص ١٤٤.

(١) التمحيص: التنقية والتخليص. ( لسان العرب ج ٧ ص ٩٠ )، وفي نسخة: يمضمض، ( منه قده ).

٢ - كامل الزيارات ص ١٩٨.

٢٦٢

« إذا أتيت أبا عبد اللهعليه‌السلام فاغتسل على شاطئ الفرات، ثم البس ثيابك الطاهرة، ثم امش حافيا فإنك في حرم من حرم الله ورسوله ( وعليك )(١) بالتكبير والتهليل والتمجيد والتعظيم لله كثيرا والصلاة على محمد وأهل بيته » الخبر.

٣١ -( باب استحباب الاستنابة في زيارة الحسينعليه‌السلام )

[١١٩٧٥] ١ - جعفر بن قولويه في كامل الزيارة عن أبيه، عن عبد الله جعفر الحميري بإسناد رفعه إلى علي بن ميمون الصائغ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في حديث في فضل زيارته - إلى أن قال - قلت: فإن أخرج عنه رجلا فيجوز ذلك؟ قال: « نعم وخروجه بنفسه أعظم أجرا، وخيرا له عند ربه، يراه ربه ساهر الليل له تعب النهار، ينظر الله إليه نظرة توجب له الفردوس الأعلى مع محمد وأهل بيته، فلتتنافسوا في ذلك وكونوا من أهله ».

[١١٩٧٦] ٢ - وعن أبيه، عن أحمد بن إدريس ومحمد بن يحيى العطار، عن العمركي، عن يحيى خادم أبي جعفر الثانيعليه‌السلام ، عن علي، عن صفوان الجمال، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام - في حديث طويل - قال: قلت له: فما لمن صلى عنده - يعني الحسينعليه‌السلام ؟ - قال: « من صلى عنده ركعتين لم يسأل الله شيئا الا أعطاه إياه - إلى أن قال: قلت: - فما لمن جهز إليه ولم يخرج لعلة؟ قال: يعطيه الله بكل درهم

__________________

(١) أثبتناه من المصدر.

الباب ٣١

(١) أثبتناه من المصدر.

١ - كامل الزيارات ص ٢٩٥.

٢ - كامل الزيارات ص ١٢٩.

٢٦٣

أنفقه مثل أحد من الحسنات، ويخلف عليه أضعاف ما أنفق، ويصرف عنه من البلاء مما قد نزل فيدفع ويحفظ في ماله. وذكر الحديث بطوله.

٣٢ -( باب استحباب سكنى الكوفة)

[١١٩٧٧] ١ - البحار: عن كتاب الغيبة للسيد الجليل علي بن عبد الحميد، نقلا من كتاب فضل بن شاذان بإسناده عن الحسن بن عليعليهما‌السلام ، قال: « لموضع الرجل في الكوفة أحب إلي من دار بالمدينة ».

[١١٩٧٨] ٢ - وبإسناده عن سعد بن الأصبغ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: « من كان له دار في الكوفة فليتمسك بها ».

[١١٩٧٩] ٣ - السيد الرضي في الخصائص: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام أنه قال في مدح الكوفة: « ( ويحك )(١) يا كوفة ما أطيبك وأطيب ريحك، وأخبث كثير من أهلك الخارج منك بذنب، والداخل فيك برحمة، أما لا تذهب الدنيا حتى يحن إليك كلّ مؤمن، ويخرج عنك كلّ كافر ( و )(٢) لا تذهب الدنيا حتى تكوني من النهرين إلى النهرين، حتى أن الرجل ليركب البغلة السفواء(٣) يريد الجمعة ولا يدركها ».

__________________

الباب ٣٢

١ - البحار ج ١٠٠ ص ٣٨٥ ح ١.

٢ - البحار ج ١٠٠ ص ٣٨٥ ح ٢.

٣ - الخصائص ص ٨٩.

(١) أثبتناه من المصدر.

(٢) في المصدر: أما.

(٣) كان في المخطوط والحجرية: « الصفراء » وما أثبتناه من المصدر، والسفواء: الخفيفة السريعة ( مجمع البحرين ج ١ ص ٢٢٠ ).

٢٦٤

٣٣ -( باب استحباب اختيار زيارة الحسينعليه‌السلام على الحج والعمرة المندوبين)

[١١٩٨٠] ١ - جعفر بن قولويه في كامل الزيارة: عن أبيه وعلي بن الحسين والكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي، قال: سأل بعض أصحابنا أبا الحسن الرضاعليه‌السلام ، عمن أتى قبر الحسينعليه‌السلام ، قال: « تعدل عمرة ».

[١١٩٨١] ٢ - وعن محمد بن جعفر، عن محمد بن الحسين، عن ابن أبي عثمان، عن إسماعيل بن عباد، عن الحسن بن علي، عن أبي سعيد المدائني قال: دخلت على أبي عبد اللهعليه‌السلام ، فقلت: جعلت فداك آتي قبر الحسينعليه‌السلام ؟ قال: « نعم يا أبا سعيد ائت قبر ( الحسين )(١) ابن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أطيب الطيبين، وأطهر الطاهرين، وأبر الأبرار، فإذا زرته كتب لك اثنتان وعشرون عمرة ».

[١١٩٨٢] ٣ - وعن محمد بن جعفر، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن سنان قال: سمعت الرضاعليه‌السلام يقول: « زيارة الحسينعليه‌السلام تعدل عمرة مبرورة متقبلة(١) ».

__________________

الباب ٣٣

١ - كامل الزيارات ص ١٥٤.

٢ - كامل الزيارات ص ١٥٤.

(١) ليس في المصدر.

٣ - كامل الزيارات ص ١٥٥.

(١) في نسخة. مقبولة. - ( منه قده )

٢٦٥

[١١٩٨٣] ٤ - وعن أبيه ومحمد بن الحسن بن الوليد، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد وعبد الله ابني محمد بن عيسى، عن موسى بن القاسم، عن الحسن بن الجهم قال: قلت لأبي الحسنعليه‌السلام : ما تقول في زيارة قبر الحسينعليه‌السلام ؟ فقال لي: « ما تقول أنت فيه؟ ». فقلت: بعضنا يقول حجة، وبعضنا يقول: عمرة فقال: « هي عمرة مقبولة ».

[١١٩٨٤] ٥ - وعن الحسن بن عبد الله بن محمد بن عيسى، عن أبيه، عن الحسن بن محبوب، عن جميل بن دراج، عن فضيل، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: « زيارة قبر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وزيارة قبور الشهداء، وزيارة قبر الحسين بن عليعليهما‌السلام (١) ، تعدل حجة مبرورة مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ».

وعن ابن الوليد، عن الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن علي بن فضال، عن حريز، عن الفضيل بن يسار، مثله(٢) .

وعن محمد بن جعفر، عن محمد بن الحسين، عن صفوان، عن حريز، عن الفضيل بن يسار، مثله(٣) .

[١١٩٨٥] ٦ - وعن محمد بن جعفر بن محمد بن الحسين، عن محمد سنان،

__________________

٤ - كامل الزيارات ص ١٥٥.

٥ - كامل الزيارات ص ١٥٦.

(١) في نسخة. زيارة قبر الحسين عليه‌السلام وزيارة قبر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وسلم ( منه قده ).

(٢) نفس المصدر ص ١٧٥.

(٣) نفس المصدر ص ١٥٧.

٦ - كامل الزيارات ص ١٥٦.

٢٦٦

قال: سمعت أبا الحسن الرضاعليه‌السلام يقول: « من أتى قبر الحسينعليه‌السلام كتب الله له حجة مبرورة ».

[١١٩٨٦] ٧ - محمد بن الحسن، عن محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن الحكم، عن عبد الكريم بن حسان قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام ما يقال أن زيارة قبر الحسينعليه‌السلام تعدل حجة وعمرة قال: فقال: « إن الحج والعمرة هاهنا، ولو أن رجلا أراد الحج ولم يتهيأ له فأتاه كتبت له حجة، ولو أن رجلا أراد العمرة فلم يتهيأ له فأتاه كتبت له عمرة ».

وعن جعفر بن محمد بن إبراهيم، عن عبد الله بن أحمد بن نهيك، عن ابن أبي عمير مثله(١) .

[١١٩٨٧] ٨ - وعن الحسن بن عبد الله بن محمد بن عيسى، عن أبيه، عن الحسن بن محبوب، عن جميل بن صالح، عن فضيل، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: « زيارة قبر الحسينعليه‌السلام تعدل حجة(١) مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ».

[١١٩٨٨] ٩ - وعن محمد بن جعفر، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن سنان، عن إبراهيم بن عقبة، قال: كتبت إلى العبد الصالحعليه‌السلام : إن رأى سيدي أن يخبرني بأفضل ما جاء به في زيارة أبي عبد الله الحسين بن عليعليهما‌السلام ، وهل تعدل ثواب الحج لمن

__________________

٧ - كامل الزيارات ص ١٥٦.

(١) نفس المصدر ص ١٥٨.

٨ - كامل الزيارات ص ١٥٧.

(١) في المصدر: حجة مبرورة.

٩ - كامل الزيارات ص ١٥٧.

٢٦٧

فاته؟ فكتبعليه‌السلام : « تعدل الحج لمن فاته الحج ».

[١١٩٨٩] ١٠ - وعن أبيه ومحمد بن الحسن بن الوليد معا، عن الحسين بن الحسن بن أبان، عن الحسين بن سعيد، عن القاسم بن محمد، عن إسحاق بن إبراهيم، عن هارون بن خارجة، قال: سأل رجل أبا عبد اللهعليه‌السلام وأنا عنده، فقال: ما لمن زار قبر الحسينعليه‌السلام ؟ فقال: « إن الحسينعليه‌السلام وكل الله به أربعة آلاف ملك شعثا غبرا يبكونه إلى يوم القيامة، فقلت له: بأبي أنت وأمي، روي عن أبيك في الحج والعمرة، قال: نعم حجة وعمرة حتى عد عشرة ».

[١١٩٩٠] ١١ - وعن محمد بن جعفر، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن إسماعيل، عن صالح بن عقبة، عن بشير الدهان، قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : « أيما مؤمن زار الحسين بن عليعليهما‌السلام عارفا بحقه في غير يوم عيد، كتبت له عشرون حجة، وعشرون عمرة مبرورات(١) ، وعشرون غزوة مع نبي مرسل وإمام عادل.

وعن أبيه، عن سعد مثله.

[١١٩٩١] ١٢ - وعن أبيه ومحمد بن الحسن بن الوليد معا، عن سعد بن عبد الله عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن صفوان بن يحيى وجعفر بن عيسى، عن أبي عبد الله الحسين بن أبي غندر، عمن حدثه، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: « كان الحسين بن عليعليهما‌السلام

__________________

١٠ - كامل الزيارات ص ١٥٨.

١١ - كامل الزيارات ص ١٦٩ ح ١٨٣.

(١) في المصدر زيادة: متقبلات.

١٢ - كامل الزيارات ص ٦٨.

٢٦٨

ذات يوم في حجر النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله يلاعبه ويضاحكه، فقالت عائشة: يا رسول الله ما أشد إعجابك بهذا الصبي! فقال لها: ويلك وكيف لا أحبه ولا أعجب به وهو ثمرة فؤادي، وقرة عيني، أما إن أمتي ستقتله، فمن زاره بعد وفاته كتب الله له حجة من حججي، قالت: يا رسول الله حجة من حججك؟! قال: نعم وحجتين من حججي، قالت: يا رسول الله حجتين من حججك! قال: نعم وأربعة، قال: فلم تزل تراده(١) ويزيد ويضعف حتى بلغ تسعين حجة من حجج رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بأعمارها ».

[١١٩٩٢] ١٣ - وعن أبي العباس الكوفي، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن إسماعيل، عن الخيبري، عن موسى بن القاسم الحضرمي، قال: قدم أبو عبد اللهعليه‌السلام في أول ولاية أبي جعفر فنزل النجف، فقال: « يا موسى اذهب إلى الطريق، الأعظم فقف على الطريق، فانظر فإنه سيجيؤك(١) رجل من ناحية القادسية، فإذا دنا منك، فقل: هاهنا رجل من ولد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يدعوك فسيجئ(٢) معك » قال: فذهبت حتى قمت على الطريق والحر شديد، فلم أزل قائما حتى كدت أعصي وأنصرف وأدعه، إذ نظرت إلى شئ مقبل شبه رجل على بعير، قال: فلم أزل أنظر إليه حتى دنا مني، فقلت له: يا هذا هاهنا رجل من ولد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يدعوك، وقد وصفك لي، قال: اذهب بنا إليه، قال فجئته

__________________

(١) في المصدر: تزاد.

١٣ - كامل الزيارات ص ١٦٢.

(١) في المصدر: سيأتيك.

(٢) وفي نسخة: فيجئ، ( منه قده ).

٢٦٩

( به )(٣) حتى أناخ بعيره ناحية قريبة من الخيمة، قال: فدعا به، فدخل الاعرابي إليه، ودنوت أنا فصرت إلى باب الخيمة أسمع الكلام ولا أراهما، فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام : « من أين قدمت؟ » قال: من أقصى اليمن، قال: « فأنت من موضع كذا وكذا؟ » قال: نعم، أنا من موضع كذا، وكذا قال: « فبما جئت هاهنا؟ » قال: جئت زائرا للحسينعليه‌السلام ، قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : « فجئت من غير حاجة ليس إلا للزيارة؟ » قال: جئت من غير حاجة، ليس إلا أن أصلي عنده وأزوره وأسلم عليه، وأرجع إلى أهلي، قال له أبو عبد اللهعليه‌السلام : « وما ترون في زيارته؟ » قال: نرى في زيارته أنا نرى البركة في أنفسنا وأهالينا وأولادنا وأموالنا ومعايشنا وقضاء حوائجنا، قال: فقال له أبو عبد اللهعليه‌السلام : « أفلا أزيدك من فضله فضلا يا أخا اليمن؟ » قال: زدني يا ابن رسول الله، قال: « إن زيارة أبي عبد الله الحسينعليه‌السلام تعدل حجة مقبولة متقبلة زاكية مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله » فتعجب من ذلك، فقال: « إي والله وحجتين مبرورتين متقبلتين زاكيتين مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ».

فتعجب، فلم يزل أبو عبد اللهعليه‌السلام يزيد حتى قال: « ثلاثين حجة مبرورة متقبلة زاكية مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

[١١٩٩٣] ١٤ - وعن أبيه وجماعة من مشايخه، عن سعد بن عبد الله، عن الحسن بن علي الكوفي، عن العباس بن عامر، عن أبان بن عثمان، عن الحسن بن عطية قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام وهو يقول: « من أتى قبر الحسينعليه‌السلام كتب الله له حجة وعمرة أو عمرة وحجة » وذكر الحديث.

__________________

(٣) أثبتناه من المصدر.

١٤ - كامل الزيارات ص ١٥٩ ح ٩.

٢٧٠

[١١٩٩٤] ١٥ - وبهذا الاسناد: عن أبان بن عثمان، عن أبي خلان(١) الكندي، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: « من أتى قبر الحسينعليه‌السلام ، كتب الله له حجة وعمرة ».

[١١٩٩٥] ١٦ - وعن محمد بن الحسن بن علي، عن أبيه، عن جده علي بن مهزيار، عن أبي القاسم، عن القاسم بن محمد، عن إسحاق بن إبراهيم، عن هارون بن خارجة، قال: سأل رجل أبا عبد اللهعليه‌السلام - في حديث له طويل - يقول في آخره: بأبي أنت وأمي رووا عن أبيك في الحج، قال: « نعم حجة وعمرة » حتى عد عشرا.

[١١٩٩٦] ١٧ - وعن أبيه وجماعة مشايخه، عن محمد بن يحيى العطار، عن العمركي عمن حدثه، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن فضيل، عن محمد بن مصادف، قال: حدثني مالك الجهني، عن أبي جعفرعليه‌السلام في زيارة قبر الحسينعليه‌السلام ، قال: « من أتاه زائرا له عارفا بحقه كتب الله له حجة، ولم يزل محفوظا حتى يرجع » قال: فمات مالك في تلك السنة فحججت، فدخلت على أبي عبد اللهعليه‌السلام ، فقلت: ان مالكا حدثني بحديث عن أبي جعفرعليه‌السلام في زيارة قبر الحسينعليه‌السلام ، قال: « هاته ». فحدثته، فلما فرغت قال: « نعم يا محمد حجة وعمرة ».

[١١٩٩٧] ١٨ - وعن محمد بن الحسن بن الوليد، عن محمد بن الحسن

__________________

١٥ - كامل الزيارات ص ١٥٩ ح ١٠.

(١) وفي بعض نسخ: فلان، خالد.

١٦ - كامل الزيارات ص ١٦٠ ح ١١.

١٧ - كامل الزيارات ص ١٦٠ ح ١٢، وعنه في البحار ج ١٠١ ص ٣٩ ح ٥٨.

١٨ - كامل الزيارات ص ١٥٩، وعنه في البحار ج ١٠١ ص ٤٠ ح ٦١.

٢٧١

الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن القاسم بن محمد، عن حبيب، عن فضيل بن يسار، قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: « وكل الله بقبر الحسينعليه‌السلام أربعة آلاف ملك، شعثا غبرا يبكونه إلى يوم القيامة، وإتيانه يعدل حجة وعمرة، وقبور الشهداء ».

[١١٩٩٨] ١٩ - وعن محمد بن جعفر القرشي، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع عن صالح بن عقبة، عن يزيد بن عبد الملك قال: كنت مع أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: فمر قوم على حمر(١) قال: « أين هؤلاء؟ » قلت: قبور الشهداء قال: « فما يمنعهم من زيارة ( الشهيد الغريب )(٢) ؟ » قال: فقال له رجل من أهل العراق: وزيارته واجبة؟ قال: « زيارته خير من حجة وعمرة. حتى عد عشرين حجة وعمرة، ثم قال: « مبرورات متقبلات. قال: فوالله ما قمت من عنده حتى أتاه رجل فقال له: إني قد حججت تسع عشرة حجة، فادع الله لي أن يرزقني تمام العشرين، قال: « فهل زرت قبر الحسينعليه‌السلام ؟. قال: لا، قال: « إن زيارته خير من عشرين حجة.

وعن علي بن الحسين، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن إسماعيل، مثله(٣) .

[١١٩٩٩] ٢٠ - وعن أبيه وجماعة مشايخه، عن محمد بن يحيى العطار وأحمد بن

__________________

١٩ - كامل الزيارات ص ١٦٠، وعنه في البحار ج ١٠١ ص ٤٠ ح ٦٢.

(١) في نسخة « حمير »( منه قده ).

(٢) في نسخة « سيد الشهداء »- ( منه قده ).

(٣) نفس المصدر ص ١٦٣، وعنه في البحار ج ١٠١ ص ٤١ ح ٦٣.

٢٠ - كامل الزيارات ص ١٦٠، وعنه في البحار ج ١٠١ ص ٤١ ح ٦٥.

٢٧٢

إدريس معا، عن العمركي، عمن حدثه، عن حماد بن عيسى، عن الحسين بن المختار، قال: سئل أبو عبد اللهعليه‌السلام ، عن زيارة قبر الحسينعليه‌السلام ، فقال: « فيها حجة وعمرة.

[١٢٠٠٠] ٢١ - وعن أبيه وسعد بن عبد الله، بن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن سنان، عن الحسين بن المختار، عن زيد الشحام، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: « زيارة الحسينعليه‌السلام تعدل عشرين حجة وأفضل من عشرين حجة ».

[١٢٠٠١] ٢٢ - وعن محمد بن الحسن بن الوليد، عن محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن صالح بن عقبة، عن أبي سعيد المدائني، قال: دخلت على أبي عبد اللهعليه‌السلام فقلت: جعلت فداك آتي قبر الحسينعليه‌السلام ، قال: « نعم يا أبا سعيد، ائت قبر الحسينعليه‌السلام ابن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أطيب الأطيبين، وأطهر الطاهرين(١) ، وأبر الأبرار، فإنك إذا زرته كتب الله به خمسا وعشرين حجة ».

وعن محمد بن يعقوب، عن محمد بن يحيى، عن ابن أبي الخطاب، عن محمد بن إسماعيل بإسناده، مثله(٢) .

[١٢٠٠٢] ٢٣ - وعن محمد بن جعفر، عن محمد بن الحسين، عن أحمد بن

__________________

٢١ - كامل الزيارات ص ١٦١، وعنه في البحار ج ١٠١ ص ٤١ ح ٦٦.

٢٢ - كامل الزيارات ص ١٦١، وعنه في البحار ج ١٠١ ص ٤١ ح ٧٠.

(١) وفي نسخة الأطهرين، ( منه قده ).

(٢) نفس المصدر ص ١٦١، وعنه في البحار ج ١٠١ ص ٤٢ ح ٧١.

٢٣ - كامل الزيارات ص ١٦٢، وعنه في البحار ج ١٠١ ص ٤٢ ح ٧٣.

٢٧٣

النضر، عن شهاب بن عبد ربه، أو عن رجل، عن شهاب، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: سألني، فقال: « يا شهاب كم حججت من حجة؟ » فقلت: تسع عشرة حجة، فقال لي: « تتمها عشرين حجة تحسب لك بزيارة الحسينعليه‌السلام ».

وعن(١) أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن الحسين: مثله، إلا أن فيه: « تكتب لك زيارة الحسينعليه‌السلام ».

[١٢٠٠٣] ٢٤ - وعن أبي العباس، عن محمد بن الحسين، عن ابن سنان، عن حذيفة بن منصور، قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : « كم حججت؟. قلت: تسع عشرة، قال: فقال: « أما أنك لو أتممت إحدى وعشرين حجة، لكنت كمن زار الحسينعليه‌السلام ».

[١٢٠٠٤] ٢٥ - وعن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن محمد بن سنان، عن محمد بن صدقة، عن صالح النيلي، قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : « من أتى قبر الحسينعليه‌السلام عارفا بحقه، كان كمن حج مائة حجة مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ».

[١٢٠٠٥] ٢٦ - وعن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن صدقة، عن مالك بن عطية، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: « من زار الحسينعليه‌السلام كتب الله له ثمانين حجة مبرورة ».

__________________

(١) بل ثواب الأعمال ص ١١٨ ح ٣٦، وعنه في البحار ج ١٠١ ص ٤٢ ح ٧٤.

٢٤ - كامل الزيارات ص ١٦٢.

٢٦ - كامل الزيارات ص ١٦٢.

٢٧٤

[١٢٠٠٦] ٢٧ - وعن أبيه وعلي بن الحسين معا، عن سعد بن عبد الله، عن أبي القاسم، هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة، قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : ما لمن زار قبر الحسينعليه‌السلام ؟ قال: تكتب له حجة مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله » قال: قلت له: جعلت فداك حجة مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ! قال: « نعم وحجتان » قال: قلت له: جعلت فداك حجتان! قال قال: « نعم وثلاث » وما زال يعد حتى بلغ عشرا، قال قلت: جعلت فداك عشر حجج مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ! قال: « نعم وعشرون حجة » قلت: جعلت فداك وعشرون! فما زال يعد حتى بلغ خمسين، فسكت ».

[١٢٠٠٧] ٢٨ - البحار: وجدت بخط محمد بن علي الجبعي، نقلا من خط الشهيد، - رفع الله درجته - نقلا من مصباح الشيخ أبي منصور طاب ثراه، قال: روي أنه دخل النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله يوما إلى فاطمةعليها‌السلام ، فهيأت له طعاما من تمر وقرص وسمن، فاجتمعوا على الأكل هو وعلي وفاطمة والحسن والحسينعليهم‌السلام ، فلما أكلوا سجد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وأطال سجوده، ثم بكى، ثم ضحك، وجلس، وكان أجرأهم في الكلام عليعليه‌السلام ، فقال: « يا رسول الله رأينا ( فيك )(١) اليوم ما لم نره قبل ذلك، فقال: إني لما أكلت معكم فرحت وسررت بسلامتكم(٢) فسجدت لله تعالى

__________________

٢٧ - كامل الزيارات ص ١٦٤.

٢٨ - البحار ج ١٠١ ص ٤٤ ح ٨٤.

(١) أثبتناه من المصدر وفي المخطوط: عنك.

(٢) في المصدر زيادة: واجتماعكم.

٢٧٥

شكرا، فهبط جبرئيل يقول: سجدت شكرا لفرحك بأهلك؟ فقلت: نعم، فقال: ألا أخبرك بما يجري عليهم بعدك؟ فقلت: بلى يا أخي جبرئيل، فقال: أما ابنتك فهي أول أهلك لحوقا بك بعد أن تظلم، ويؤخذ حقها، وتمنع إرثها، ويظلم بعلها، ويكسر ضلعها، وأما ابن عمك فيظلم، ويمنع حقه، ويقتل، وأما الحسن فإنه يظلم، ويمنع حقه، ويقتل بالسم، وأما الحسين فإنه يظلم، ويمنع حقه، وتقتل عترته، وتطؤه الخيول، وينهب رحله، وتسبى نساؤه وذراريه، ويدفن مرملا بدمه ويدفنه الغرباء، فبكيت، وقلت: هل يزوره أحد قال: يزوره الغرباء؟ قلت: فما لمن زاره من الثواب؟ قال: يكتب له ثواب ألف حجة، وألف عمرة كلها معك، فضحكت ».

[١٢٠٠٨] ٢٩ - السيد المرتضى في أجوبة المسائل الميافارقيات: وروي أن من زار الحسينعليه‌السلام ، محصت ذنوبه كما يمحص الثوب في الماء، ويكتب له بكل خطوة حجة، وكلما رفع قدمه عمرة.

[١٢٠٠٩] ٣٠ - أبو محمد الفضل بن شاذان في كتاب الغيبة: حدثنا عبد الله بن جبلة، عن عبد الله بن المستنير، عن المفضل بن عمر، عن جابر بن يزيد الجعفي، عن عبد الله بن العباس، قال: دخلت على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله والحسن على عاتقه، والحسينعليهما‌السلام على فخذه يلثمهما ويقول: « اللهم وال من والهما، وعاد من عاداهما » ثم قال: يا ابن عباس كأنني أنظر شيبة ابني الحسين تخضب من دمه، يدعو فلا يجاب، ويستنصر فلا ينصر » قلت: ومن يعمل ذلك؟ قال: « شرار أمتي، لا أنالهم الله شفاعتي » ثم قال: يا ابن عباس، من زاره عارفا

__________________

٢٩ - أجوبة المسائل الميافارقيات ص ٥٨ ح ٣٨.

٣٠ - الغيبة لابن شاذان.

٢٧٦

بحقه كتب الله له ثواب ألف حجة، وألف عمرة، ألا ومن زاره فقد زارني ومن زارني فكأنما قد زار الله، وحق الزائر على الله أن لا يعذبه بالنار » الخبر.

٣٤ -( باب استحباب اختيار زيارة الحسينعليه‌السلام على العتق والصدقة والجهاد)

[١٢٠١٠] ١ - جعفر بن محمد بن قولويه في كامل الزيارة: عن أبي العباس، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن إسماعيل، عن صالح بن عقبة، عن أبي سعيد المدائني قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : جعلت فداك آتي قبر الحسين(١) عليه‌السلام ؟ قال: « نعم يا أبا سعيد، ائت قبر ابن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أطيب الطيبين، أطهر الأطهرين(٢) وأبر الأبرار وإذا زرته كتب الله لك عتق خمسة وعشرين رقبة ».

وعن أبيه، عن عدة من أصحابنا، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن إسماعيل، مثله(٣) .

[١٢٠١١] ٢ - وعن محمد بن جعفر الرزاز الكوفي، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن سنان، عن محمد بن صدقة، عن صالح النيلي، قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : « من أتى قبر الحسينعليه‌السلام عارفا بحقه، كتب الله له أجر من أعتق ألف نسمة، وكمن حمل على ألف

__________________

الباب ٣٤

١ - كامل الزيارات ص ١٦٤ ح ٢.

(١) في المصدر: ابن رسول الله.

(٢) في نسخة: الطاهرين، ( منه قده ).

(٣) نفس المصدر ص ١٦٥.

٢ - كامل الزيارات ص ١٦٤ ح ١.

٢٧٧

فرس في سبيل الله مسرجة ملجمة ».

وتقدم عنه بعدة طرق، أنه يكتب للزائر عشرون غزوة مع نبي مرسل، أو إمام عادل(١) .

٣٥ -( باب استحباب زيارة الحسين والأئمةعليهم‌السلام في حال الخوف والأمن)

[١٢٠١٢] ١ - جعفر بن قولويه في كامل الزيارة: عن أبيه ومحمد بن عبد الله وعلي بن الحسين ومحمد بن الحسن جميعا، عن عبد الله بن جعفر الحميري، عن موسى بن عمر، عن حسان البصري، عن معاوية بن وهب، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: قال لي: « يا معاوية لا تدع زيارة قبر الحسينعليه‌السلام لخوف، فإن من تركه(١) رأى من الحسرة ما يتمنى ان قبره كان عنده، أما تحب أن يرى الله شخصك وسوادك فيمن يدعو له رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وعلي وفاطمة والأئمةعليهم‌السلام ؟ ».

وعن(٢) أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن موسى مثله.

وعن(٣) حكيم بن داود، عن سلمة بن الخطاب، عن موسى، مثله.

__________________

(١) تقدم في الباب ٣٢ حديث ١١.

الباب ٣٥

١ - كامل الزيارات ص ١١٦ ح ١.

(١) في المصدر: ترك زيارته.

(٢) نفس المصدر ص ١١٧ ح ٣.

(٣) نفس المصدر ص ١٢٦ ح ٣.

٢٧٨

وعن(٤) أبيه وجماعة مشايخه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن عبد الله بن حماد، عن الأصم، عن معاوية، مثله.

وعن محمد بن الحسين بن مت، عن محمد بن أحمد بن يحيى، عن موسى، مثله.

وعن محمد بن يعقوب وعلي بن الحسين، عن علي بن إبراهيم، عن بعض أصحابنا، عن إبراهيم بن عقبة، عن معاوية، مثله.

وعن أبيه وعلي بن الحسين وجماعة مشايخه، عن أحمد بن إدريس ومحمد بن يحيى معا، عن العمركي، عن يحيى خادم أبي جعفر الثانيعليه‌السلام ، عن ابن أبي عمير، عن معاوية، مثله.

[١٢٠١٣] ٢ - وعن محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن علي بن محمد بن سالم، عن محمد بن خالد، عن عبد الله بن حماد عن عبد الله بن عبد الرحمان الأصم قال: حدثنا هشام بن سالم، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام - في حديث له طويل - قال: أتاه رجل فقال له: يا ابن رسول الله هل يزار والدك؟ قال: فقال: « نعم » إلى أن قال قلت: فما لمن قتل عنده جار عليه سلطان فقتله؟ قال: « أول قطرة من دمه يغفر له بها كلّ خطيئة، وتغسل طينته التي منها خلق الملائكة حتى تخلص كما خلصت للأنبياء المخلصين، ويذهب عنها ما كان تخالطها من أجناس(١) طين أهل الكفر، ويغسل قلبه ويشرح ( صدره )(٢) ويملا

__________________

(٤) نفس المصدر ص ١١٤.

٢ - كامل الزيارات ص ١٢٣.

(١) وفي نسخة: أدناس، ( منه قده ).

(٢) أثبتناه من المصدر.

٢٧٩

إيمانا فيلقى الله وهو مخلص من كلّ ما تخالطه الأبدان والقلوب، ويكتب له شفاعة في أهل بيته وألف من إخوانه، وتولى الصلاة عليه الملائكة مع جبرئيل وملك الموت، ويؤتى بكفنه وحنوطه من الجنة، ويوسع قبره عليه ويوضع له مصابيح في قبره، ويفتح له باب من الجنة فتأتيه الملائكة بطرف من الجنة، ويرفع بعد ثمانية عشر يوما إلى حظيرة القدس، فلا يزال فيها مع أولياء الله حتى تصيبه النفخة التي لا تبقي شيئا، فإذا كانت النفخة الثانية وخرج من قبره، كان أول من يصافحه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وأمير المؤمنين والأئمة ( صلوات الله عليهم )، ويبشرونه ويقولون له: ألزمنا، ويقيمونه على الحوض فيشرب منه ويسقي من أحب. قلت: فما لمن حبس في إتيانه؟ قال: « له بكل يوم يحبس ويغتم فرحة يوم القيامة. قلت: فإن ضرب بعد الحبس في إتيانه؟ قال: « له بكل ضربة حوراء، وبكل وجع يدخل عليه(٣) ألف ألف حسنة، ويمحى بها عنه ألف ألف سيئة، ويرفع له بها ألف ألف درجه، ويكون من محدثي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله حتى يفرغ من الحساب، ويصافحه حملة العرش ويقال له: سل ما أحببت، ويؤتى بضاربه للحساب فلا يسئل عن شئ ولا يحتسب بشئ، ويؤخذ بضبعيه حتى ينتهي به إلى ملك فيخيره(٤) ويتحفه بشربة من الحميم وشربة من الغسلين، ويوضع على مقال(٥) في النار فيقال له: ذق ما قدمت يداك، فيما آتيت إلى هذا الذي ضربته وهو وفد الله ووفد رسوله، ويؤتى بالمضروب إلى باب جهنم فيقال: انظر إلى ضاربك

__________________

(٣) وفي نسخة: على بدنه، ( منه قده ).

(٤) وفي نسخة: يحبوه، ( منه قده ).

(٥) وفي نسخة: جبال، ( منه قده ). قلى الشئ: أنضجه. شواه حتى ينضج والمقلى والمقلاة: الآلة جمعها مقالي ( لسان العرب ج ١٥ ص ١٩٨ ).

٢٨٠

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442