مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل الجزء ١٠

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل13%

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 442

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧
  • البداية
  • السابق
  • 442 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 225813 / تحميل: 4727
الحجم الحجم الحجم
مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل الجزء ١٠

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

وَكُلُّ عَطَائِكَ هَنِيئٌ ، اللّهُمَّ إني أَسْأَلُكَ بِعَطَائِكَ كُلِّهُ ، اللّهُمَّ إني أَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِكَ بِأعْجَلِهِ ، وَكُلُّ خَيْرِكَ عَاجِلٌ ، اللّهُمَّ إني أَسْأَلُكَ بِخَيْرِكَ كُلِّهُ ، اللّهُمَّ إني أَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ بِأَفْضَلِهِ ، وَكُلُّ فَضْلِكَ فَاضِلٌ ، اللّهُمَّ إني أَسْأَلُكَ بِفَضْلِكَ كُلِّهُ ، اللّهُمَّ إني أَدْعُوكَ كَمَا أَمَرْتَني فَاسْتَجِبْ لي كَمَا وَعَدْتَني.

اللّهُمَّ ، صَلِّ على مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدْ ، وَابْعَثْني على الإيمَانِ بِكَ ، وَالتَصْدِيقِ بِرَسُولِكَ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ السَّلامُ ، وَالوِلَايَةِ لِعَليٍّ بنُ أَبي طَالِب ، وَالبَرَاءَةِ مِنْ عَدُوِّهِ ، وَالإِئتِمَامِ بِالَأئِمَّةِ مِنْ آلِ مُحَمٍَّد ، عَلَيْهِمُ السَّلامُ ، فَإني قَدْ رَضِيتُ بِذلِكَ يا رَبُّ.

اللّهُمَّ صَلِّ على مُحّمَّدٍ ، عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ في الَأوَّلينَ ، وَصَلِّ على مُحّمَّدٍ في الآخِرينَ ، وَصَلِّ على مُحَمَّدٍ في المَلَاءِ الَأعْلَى إلى يَوْمِ الدِّينِ ، وَصَلِّ على مُحَمَّدٍ في المُرْسَلِينَ ، اللّهُمَّ إعْطِ مُحَمَداًصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، الوَسِيلَةَ ، وَالشَّرَفَ ، وَالدَّرَجَةَ اَلكَبِيرَةَ ، اللّهُمَّ وَصَلِّ على مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَقْنِعْني بِمَا رَزَقْتَني ، وَبَارِكْ لي في ما أَعْطَيْتَني ، وَاحْفَظْني في غَيْبَتِي ، وَفي كُلِّ غَائِب هُوَ لي ، اللّهُمَّ صَلِّ على مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَأَسْأَلُكَ خَيْرَ الخَيْرِ رِضْوَانَكَ وَالجَنَّةَ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ الشَرِّ ، سُخْطِكَ وَالنَّارِ ، اللّهُمَّ صَلِّ على مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاحْفَظْني مِنْ كُلِّ مُصِيبَةٍ ، وَمِنْ كُلِّ بَلِيَّةٍ ، وَمِنْ كُلِّ عُقُوبَةٍ ، وَمِنْ كُلِّ فِتْنَةٍ ، وَمِنْ كُلِّ بَلَاءٍ وَمِنْ كُلِّ شَرِّ ، وَمِنْ كُلِّ مَكْرُوهٍ ، وَمِنْ كُلِّ مُصِيبَةٍ وَمِنْ شَرِّ كُلِّ آفَةٍ نَزَلَتْ ، أوْ تَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ إلى الَأرْضِ ، في هَذِهِ السَّاعَةِ ، وَفي هَذِهِ اللَّيْلَةِ ، وَفي هَذَا اليَوْمِ ، وَفي هَذَا الشَّهْرِ ، وَفي هذِهِ السَّنَةِ.

اللّهُمَّ صَلِّ على مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاقْسِمْ لي مِنْ كُلِّ سَرُورٍ ،

١٠١

وَمِن كُلِّ بَهْجَةٍ ، وَمِنْ كُلِّ اسْتِقَامَةٍ ، وَمِنْ كُلِّ فَرَحٍ ، وِمِنْ كُلِّ عَافِيَةٍ ، وَمِنْ كُلِّ سَلَامَةٍ ، وَمِنْ كُلِّ رِزْقٍ وَاسِعٍ حَلَالٍ طَيِّبٍ ، وَمِنْ كُلِّ نِعْمَةٍ ، ومِنْ كُلِّ سِعَةٍ ، نَزَلَتْ أوْ تَنْزِلُ مِنْْ السَّمَاءِ إلى الَأرْضِ في هذِهِ السَّاعَةِ ، وَفي هذِهِ اللَّيْلَةِ ، وَفي هَذَا اليَوْمِ ، وَفي هَذَا الشَّهْرِ وَفي هذِهِ السَّنَةِ.

اللّهُمَّ إنْ كَانَتْ ذُنُوبِي قَدْ أَخْلَقَتْ وَجْهِي ، وَحَالَتْ بَيني وبَيْنَكَ ، وَغَيَّرْتَ حَالِي عِنْدَكَ ، فَإني أسْأَلُكَ بِنْوُرِ وَجْهِكَ ، الذي لا يُطْفَأُ ، وَبِوَجْهِ مُحَمَّدٍصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، حَبِيبِكَ المُصْطَفَى ، وَبِوَجْهِ وَليِّكَ عَلِيٍّ المُرْتَضَى ، وَبِحَقِّ أَوْلِيَائِكَ ، الذِينَ أنْتَجَبْتَهُمْ ، أنْ تُصَليَ على مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَأَنْ تَغْفِرَ لي مَا مَضَى مِنْ ذُنُوبِي ، وَأَنْ تَعْصِمَني فِيمَا بَقِيَ مِنْ عُمْرِي ، وَأَعُوذُ بِكَ من كُلِّ شَيْءٍ مِنْ مَعَاصِيكَ أَبَداً ، ما أَبْقَيْتَني حَتَّى تَتَوَفَّاني ، وَأنَا لَكَ مُطِيعٌ ، وَأَنْتَ عَنِّي رَاضٍ ، وَأَنْ تَخْتِمَ لي عَمَلي بِأَحْسَنِهِ ، وَتَجْعَلَ لي ثَوَابَهُ الجَّنَةِ ، وَأَنْ تَفَعَلَ بي ما أَنْتَ أَهْلُهُ ، يا أَهْلَ التَّقْوىَ والمَغْفِرَةِ صَلِّ على مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَارْحَمْني بِرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِنَ »(1) .

ولقد احتوى ، هذا الدعاء ، على أسمى صور التعظيم والتبجيل لله تعالى ، الذي ما عرفه حقا ، سوى أئمة أهل البيتعليهم‌السلام ، سدنة علوم النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وخزنة حكمه وآدابه.

3 ـ دعاؤه في عيد الغدير

أما عيد الغدير فهو من أهم الاعياد شأنا ، ومن أسماها منزلة ، فقد كمل فيه الدين ، وتمت النعمة الكبرى على المسلمين ، فقد قلدت السماء الامام ،

__________________

1 ـ المصباح ( ص 692 ـ 659 ) الاقبال ( ص 517 ).

١٠٢

أمير المؤمنينعليه‌السلام ، قيادة ، روحية وزمنية ، ونصبته خليفة للنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من بعده ، وجعلته ، رائدا للعدالة الاجتماعية في الاسلام ، يقيم إعوجاج الدين ، ويصلح ما فسد من أمور المسلمين.

وحيث كان هذا اليوم المبارك ، من أعظم الاعياد في الاسلام ، فقد ندب الامام الصادقعليه‌السلام ، إحياءه بذكر الله ، من الصلاة والصوم ، والتصدق على الفقراء والمساكين ، كما حض على استحباب مصافحة المسلمين ، بعضهم لبعض ، وان يقول كل منهما لصاحبه ،

« الحَمْدُ للهِ الذي أَكْرَمَنا بِهَذَا اليَوْمِ ، وَجَعَلنا مِنَ المُؤْمِنِينَ بِعَهْدِهِ ، الذي عَهِدَهُ إلَيْنَا ، وَمِيثَاقِهِ الذي وَاثَقَنَا بِهِ مِنْ ولايَةِ وُلَاةِ أَمْرِهِ ، وَالقِيَامِ بِقِسْطِهِ ، وَلَمْ يَجْعَلْنا مِنَ الجَاحِدِينَ ، وَالمُكَذِبِينَ بِيَوْمِ الدّين »(1) .

وكان الامام الصادقعليه‌السلام ، يدعو بهذا الدعاء ، وحث شيعته على تلاوته وهذا نصه :

« رَبَّنَا ، إنَّنَا سَمعْنا مُنادياً ، يُنَادِي للإيمان ، أن آمِنُوا بِرَبِّكم ، فَآمنَّا ، رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا ، وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا ، وَتَوَفَّنا مَعَ الَأبْرَارِ رَبَّنا وآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ ، وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ القِيَامَةِ ، إنَّكَ لاَ تُخْلِفُ المِيعَادَ.

اللّهُمَّ إني أُشْهِدُكَ ، وَكَفى بِكَ شَهِيداً ، وَأُشْهِدُ مَلَائِكَتَكَ ، وَحَمَلَةَ عَرْشِكَ ، وَسُكَّانَ سَموَاتِكَ ، وَأَرْضِكَ ، بِأَنَّكَ اللهُ ، الذي لا إلهِ إلاَّ أَنْتَ ، المَعْبُودُ الذي لَيْسَ مِنْ لَدُنْ عَرْشِكَ ، إلى قَرَارِ أَرْضِكَ مَعْبُودٌ سِوَاكَ إلاَّ بَاطِلٌ مُضْمَحِلُّ غَيْرَ وَجْهِكَ الكَرِيمِ ، لا إلهَ ألاَّ أَنْتَ المَعْبُودُ ، لا مَعْبُودَ سِوَاكَ ، تَعَالَيْتَ عَمَّا يَقُولُ الظَالِمونَ عُلُواً كَبيراً ، وَأَشهَدُ أَنَّ مُحَمَداً عَبْدُكَ

__________________

1 ـ الاقبال ( ص 477 ).

١٠٣

وَرَسُولُكَ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ عَلِيّاً أمِيرَ المُؤمِنِينَ ، وَلِيُّهُمْ وَمَوْلاهُمْ وَمَوْلايَ ،

رَبَّنا ، إنَّننا سَمعْنَا ، النِّدَاءَ ، وَصَدَّقْنَا المُنَادِي ، رَسُولَكَصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، إذْ نَادَى نِدَاءً عَنْكَ بِالذي أَمَرْتَهُ أَنْ يُبَلِّغَ عَنْكَ ، ما أنزَلْتَ إلَيْهِ مِنْ مُوَالَاةِ وَلِيِّ المُؤْمِنِينَ ، وَحَذَّرْتَهُ ، وَأَنْذَرْتَهُ إنْ لَمْ يُبَلِّغْ ، أَنْ تَسْخَطَ عَلَيْهِ ، وَأَنَّهُ إذَا بَلَّغَ عَصَمْتَهُ مِنَ النَّاسِ ، فَنَادَى مُبَلِّغاً وَحْيَكَ وَرِسَالَاتِكَ : أَلَا مَنْ كُنْتُ مَوْلاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ ، وَمَنْ كُنْتُ نَبِيَّهُ فَعَلِيٌّ أَمِيرُه ، رَبَّنَا قَدْ أَجَبْنَا دَاعِيَاكَ النَّذِيرَ ، المُنْذِرَ مُحَمَّداً عَبْدَكَ الذي أَنْعَمْتَ عَلَيْهِ ، وَجَعْلَتَهُ مَثَلاً لِبَني إسْرَائيلَ.

رَبَّنَا ، آمَنَّا وَاتّبَعْنَا مَوْلانَا ، وَهَادِيَنَا ، وَدَاعِيَنَا ، وَدَاعيَ الَأنَامِ ، وَصِراطَكَ السَّويَّ المُسْتَقِيمَ ، وَمَحَجَّتَكَ البَيْضَاءَ ، وَسَبِيلَكَ الدَّاعِي إلَيْكَ ، على بَصِرَيِتٍه هُوَ وَمَنْ اتَّبَعَهُ ، وَسُْحَانَ الله عَمَّا يُشْرِكُونَ بِوِلَايَتِهِ وَبِأمْرِ رَبِّهِمْ ، وَبِاِتّخَاذِ الوَلَايجِ مِنْ دُونِهِ فَاشْهَدْ يا إلهي أَن الإمَامَ الهَادِيَ ، المُرْشِدَ ، الرَّشِيدَ عَلِيَّا بنَ أبي طَاَلِبٍ ، صَلَواتُ اللهِ عَلَيْهِ ، أميرُ المُؤْمِنِينَ الذي ذَكَرْتَهُ في كِتَابِكَ ، فَقُلْتَ : « وَإنَّهُ في أُمِّ الكِتَابِ لَعَلِيٍّ حَكيمٌ » اللّهُمَّ فَإنَّا نَشهَدُ بِأَنَّهُ عَبْدُكَ ، الهَادِي مِنْ بَعْدِ نَبِيِّكَ ، النَذِيرُ المُنْذِرُ ، وَالصِرَاطُ المُسْتَقِيمُ ، وَإمَامُ المُؤْمِنِينَ ، وَقَائِدُ الغُرِّ المُحَجَّلينَ ، وَحُجَّتُكَ البَالِغَةُ ، وَلِسَانُكَ المُعَبِّرُ عَنْكَ في خَلْقِكَ ، وَالقَائِمُ بِالقِسْطِ بَعْدَ نَبِيِّكَ ، وَخَازِنُ عِلْمِكَ ، وَعَيْبَةُ وَحْيِكَ وَعَبْدُكَ ، وَأَمِيِنُكَ المَأمُوُنُ ، المَأْخُوذُ مِيَثَاقُهُ مَعَ مِيثَاقِكَ ، وَمِيثَاقِ رُسُلِكَ مِنْ خَلْقِكَ وَبَرِيَّتِكَ ، بِالشَّهَادَةِ وَالإخْلاصِ بِالوِحْدَانِيَّةِ ، أِنَّكَ أَنْتَ الله لا إلهَ أِلا أَنْتَ ، وَمُحَمَدٌ ، عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ وَعَليٌّ أَمِيرُ المُؤْمِنِينَ ، وَجَعَلْتَ الإقْرَارَ بِولايَتِهِ تَمَامَ تَوْحِيدِكَ ، وَالإِخلاصَ لَكَ بِوِحْدَانِيَّتِكَ ، وَإكْمَال دِينِكَ ، وَتَمَامِ نِعْمَتِكَ على جَمِيعِ

١٠٤

خَلْقِكَ ، فَقُلْتَ وَقَوْلُكَ الحَقُّ : « اليَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ، وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي ، وَرَضِيتُ لَكُمُ الإسلامَ دِيناً » فَلَكَ الحَمْدُ ، على مَا مَنَنْتَ بِهِ عَلَيْنَا ، مِنَ الإِخْلاصِ لَكَ بِوَحْدانِيًّتِكَ ، وَجُدْتَ عَلَيْنَا بِمُوالاةِ وَلِيِّكَ الهَادِي ، مِنْ بَعْدِ نَبِيَّكَ النَّذِيرِ المُنْذِرِ ، وَرَضَيتَ لَنَا الإسْلامَ دِيناً ، بِمَوْلَانَا ، وَأَتْمَمْتَ عَلَيْنَا نِعْمَتَكَ ، بِالذي جَدَّدْتَ عَهْدَكَ ، وَمِيثَاقَكَ ، وَذَكَّرْتَنَا ذلِكَ ، وَجَعْلْتَنَا مِنْ أَهْل الإِخْلاصِ ، وَالتَصَدِيقِ لِعَهْدِكَ ، وَمِيثَاقِكَ ، وَمِنْ أهْل الوَفَاءِ بِذلِكِ َ، وَلَمْ تَجْعَلْنَا مِنَ النَاكِثِينَ ، وَالمُكَذِّبِينَ ، الذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ ، وَلَمْ تَجْعَلْنَا مِنَ المُغِيِّرِينَ ، والمُبَدِّلِينَ ، والمُحَرِّفِينَ ، وَالمُبتِّكِينَ آذانَ الأنعامِ ، وَالمُغَيِّرِينَ خَلْقَ اللهِ ، الذينَ اسْتَخْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ ، فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللهِ ، وَصَدَّهُمْ عَنْ السَّبِيلِ وَالصِراطَ المُسْتَقِيم. اللّهُمَّ الْعَنِ الجَاحِدينَ وَالنَّاكِثِينَ ، وَالمُغَيِّرِينَ ، وَالمُبَدِّلِينَ ، وَالمُكَذِّبينَ بيوم الدين من الاولين والآخرين.

اللّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ على نِعْمَتِكَ عَلَيْنَا ، بِالذِي هَدَيْتَنَا إلى مُوَالآةِ وُلَاةِ أمْرِكَ مِنْ بَعْدِ نَبِيِّكَ ، وَالأئِمَّةِ الهَادِينَ ، الذِينَ جَعَلْتَهُمْ أَرْكَاناً لِتَوْحِيدِكَ ، وَأعْلامَ الهُدَى ، وَمَنَارَ التَّقُوَى ، وَالعُرْوَةَ الوُثْقَى ، وَكَمَالَ دِينِكَ ، وَتَمَامَ نِعْمَتِكَ ، وَمَنْ بِهِمُ ، وَبِمُوَالَاتِهِمْ ، رَضَيِتَ لَنَا الإِسلامَ دِيناً ، رَبَّنا فَلَكَ الحَمْدُ ، آمَنَّا بِكَ وَصَدَّقُنَا نَبِيَّكَ الرَسُولَ النَذِيرَ المُنْذِرَ ، وَأتَّبَعْنَا الهَادِيَ مِنْ بَعْدِ النَّذِيِرِ المُنْذِرِ ، وَالَيْنَا وَلِيَّهمْ ، وَعَادَيْنَا عَدُوَّهُمْ ، وَبَرِئْنَا مِنَ الجَاحِدِينَ وَالنَاكِثِينَ وَالمُكَذِّبِينَ بِيَوْمِ الدِّينِ ،

اللّهُمَّ فَكَمَا كَاَن مِنْ شَأنِكَ يا صَادِقَ الوَعْدِ ، يا مَنْ لا يُخَلِفُ المِيعَادَ ، يا مَنْ هُوَ كُلَّ يَوْمٍ في شَأَنٍ ، أنْ أَتْمَمْتَ عَلَيْنَا نِعْمَتَكَ بِمُوَالاةِ أَوْلِيَائِكَ ، المَسْؤولِ عَنْهُم عِبَادُكَ ، فَإنَّكَ قُلْتَ : «وَلَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ

١٠٥

النَّعِيمِ » ، وَقُلْتَ : «وَقِفُوهُمْ إنَّهُمْ مَسْؤلُونَ » وَمَنَنْتَ بِشَهَادَةِ الإِخْلاصِ لَكَ بِوِلَايَةِ أوْلِيَائِكَ ، الهُدَاةِ ، مِنْ بَعْدِ النَّذِيرِ السِّرَاجِ المُنِيرِ ، وَأَكْمَلْتَ لَنَا الدّيِنَ ، بِمُوالَاتِهِم ، وَالبَرَاءَةِ مِنْ عَدُوهِمْ ، وَأَتْمَمْتَ عَلَيْنَا النِعَمَ ، بِالذي جَدَّدْتَ لَنَا عَهْدَكَ ، وَذَكَرْتَنَا مِيثَاقَكَ ، المَأخُوذَ مِنَّا في أبْتِدَاءِ خَلْقِكَ إيَّانَا ، وَجَعْلْتَنَا مِنْ أهْلِ الإِجَابَةِ ، وَذَكَّرْتَنَا العَهْدَ وَالميثَاقَ ، وَلَمْ تُنسْنِاَ ذكْرَكَ ، فَإنَّكَ قُلْتَ : «وَإذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَني آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ وَذُرِّيَّتَهُمْ » وَأَشهَدَهُمْ على أَنْفُسِهمْ قَالُوا : بَلى ، شَهِدْنَا « بمَنّكَ بِأَنَّكَ أَنْتَ اللهُ لا إلهَ إلاَّ أَنْتَ رَبُّنَا ، وَأَنَّ مُحَمَداً عَبْدَكَ وَرَسُولَكَ نبِيُنا ، وَأنَّ عَلياً أميرَ المُؤْمِنِينَ ولِيّنا ، وَمَوْلَانَا ، وَشَهِدْنَا بِالوِلَايَةِ لِوَلِيِّنَا ، وَمَولانَا مِنْ ذُرِيَّةِ نَبِيِّكَ مِنْ صُلْبِ وَليِّنا عَلِيٍّ بنِ أبي طَالِبٍ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ عَبْدِكَ ، الذي أنْعَمْتَ عَلَيْهِ ، وَجَعَلْتَهُ آيةً لِنَبِّيكَ ، وَآيَةً مِنْ آيَاتِكَ الكُبْرَى ، وَالنَّبَأَ العَظِيمَ ، الذي هُكْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ ، وَعَنْهُ يَوْمَ القِيَامَةِ مسؤولون ، اللّهُمَّ فَكَمَا كَاَنَ مِن شَأْنِكَ ، مَا أَنْعَمْتَ عَلَيْنَا بِالهِدَايَة إلى مَعْرِفَتِهِمْ ، فَليَكُنْ مِنْ شَأْنِكَ أَنْ تُصَلِّيَ على مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَأنْ تُبَارِكَ لَنَا في يَوْمنَا هَذَا الذي ذَكَّرْتَنَا فِيهِ عَهْدَكَ ، وَمِيثَاقَكَ ، وَأَكْمَلْتَ عَلَيْنَا نِعْمَتَكَ ، وجعَلْتَنَا مِنْ أَهْلِ الإِجَابَةِ وَالإخْلَاصِ بِوِحْدَانِيَتِكَ ، وَمِنْ أَهْلَ الإيمَانِ وَالتَصْدِيقِ بِوِلَايَةِ أوْلِيَائِكَ ، وَالبَرَاءَةِ مِن أعْدَائِكَ وَأعَدَاءِ أوْلِيَائِكَ ، الجَاحِدِينَ ، المُكَذِّبِينَ بِيَوْمِ الدِّين ، فأَسْأَلُكَ يا رَبُّ تَمَامَ ما أَنْعَمْتَ عَلَيْنَا ، وَلا تَجْعَلْنَا مِنَ المُعَانِدِينَ ، ولَا تُلْحِقْنَا بِالمُكَذِبِّينَ بِيَوْمِ الدِّين ، وَاجْعَلْ لَنَا قَدَمِ صِدْقٍ مَعَ المُتَّقِينَ ، وَاجْعَل لَنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً ، وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ المُتَّقِينَ إمَاماً يَوُمَ يُدْعَى كُلِّ أنَاسٍ بِإمَامِهِمْ ، وَاجْعَلْنَا في ظِلِّ القَوْمِ المُتَّقِينَ الهُدَاةِ ، بَعْدِ النَذِيرِ المُنْذِرِ وَالبَشِيرِ وَالأئمَّةِ ، الدُّعَاةِ إلى الهُدَى ، وَلا تَجْعَلَنَاَ مِنْ المُكْذِّبِينَ ، الدُّعَاةِ إلى النارِ ، وَالَّذين هُمْ يَوْمَ

١٠٦

القِيَامَةٍ وَأوْلِيَاؤهُمْ مِنَ المَقْبُوحِينَ. رَبَّنا فَاحْشُرْنا في زَمْرَةِ الهَادِي المهْدِي وَأَحْيِنَا ما أَحْييْتَنَا على الوَفَاءِ بِعَهْدِكَ وَمِيثَاقِكَ ، المأخُوذِ مِنَّا على مُوالاةِ أوْلِيائِكَ وَالبَرَاءَةِ مِنْ أَعْدَائِكَ المُكَذِّبِينَ بِيَوّمِ الدِّينِ ، وَالنَّاكِثِينَ لِميثَاقِكَ ، وَتَوَفَّنَا على ذَلِكَ.

وَاجْعَلْ لَنا مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً ، وَثَبِّتَ لَنا قَدَمَ صِدقٍ في الهِجْرَةِ إلَيْهِمْ ، وَاجْعَلْ مَحْيَانَا خَيْرَ المَحْيَا ، وَمَمَاتَنَا خَيْرَ المَمَاتِ ، وَمُنْقَلَبَنَا خَيْرَ المُنْقَلَبِ ، على مولاةِ أوْلِيَائِكَ ، والبَرَاءَةِ مِنْ أَعْدَائِكَ اللّهُمَّ حَتَّى تَتَوَفَّانَا ، وَأَنْت عَنَّا رَاضٍ ، قَدْ أوْجَبْتَ لَنا الخُلُودَ في جَنَّتِكَ بِرَحْمَتِكَ ، وَالمَثْوَى في جِواركَ ، وَالإنَابَةَ إلى دَارِ المقَامَة ، مِنْ فَضَلِكَ ، لا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ ، وَلا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ ، رَبَّنا إنَكَ أمَرْتَنَا بِطَاعَةِ وُلاةِ أَمرِكَ ، وَأَمْرْتَنَا أَنْ نَكُونَ مَعَ الصَّادِقِينَ ، فَقُلْتَ : «أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأوُلِي الأمْرِ مِنْكُمْ » وقلت : « يَا أَيَّها الذينَ آمَنوُ اتَّقُوا اللهَ وَكُونوا مَعَ الصَّادِقِينَ ، رَبَّنَا سَمِعْنا وَأطَعْنَا ، رَبَّنَا ثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الَأبْرَارِ ، مُسْلِمينَ ، مُصَدِّقينَ لَأوْلِيَائِكَ ، وَلا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إذْ هَدَيْتَنَا ، وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ.

رَبَّنَا آمَنَّا بِكَ ، وَصَدَّقْنَا نَبِيَّكَ ، وَوَالَيْنَا وَلِيَّكَ ، وَاَلَأوْلِيَاءَ مِنْ بَعْدِ نَبِيَِّكَ ، وَوَلِيُّكَ مَوْلَى المُؤْمِنِينَ عَلِيُّ بنُ أبي طَالِبٍ صَلَوَاتُ الله عَلَيْهِ ، وَالإِمَامُ الهَادِي مِنْ بَعْدَ الرَّسُولِ ، النَذِيرِ المُنِذرِ ، السِّرَاجِ المُنِيرِ ، رَبَّنَا فَكَمَا كَانَ مِنْ شَأنِكَ ، أَنْ جَعَلْتَنَا مِنْ أَهْلِ الوَفَاءِ بِعَهْدِكَ ، وَبِمِّنكَ عَلَيْنَا ، وَلُطْفِكَ بِنَا ، فَلْيَكُنْ مِنْ شَأْنِكَ ، أنْ تَغْفِرَ لَنَا ذُنُوبَنَا ، وَتُكَفِّرَ عَنَّا سَيِّئاتِنَا ، وَتَوَفَّنا مَعَ الَأبْرَارِ ، رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا على رُسُلِكَ ، وَلا تُخْزِنَا يَوْمَ القِيَامَةِ ، إنَّكَ لا تُخْلِفُ المِيعَادَ ، رَبَّنَا آمَنَّا بِكَ ، وَوَفَّينَا بِعَهْدِكَ ، وَصَدَّقْنَا

١٠٧

رُسُلَكَ ، وَاتَّبَعْنَا وُلاةَ الَأمْرِ مِنْ بَعْدِ رُسُلِكَ ، وَوَالَيْنَا أوْلِيَاءَكَ ، وَعَادَيْنَا أعْدَاءَكَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ ، وَاحْشُرْنا مَعَ الَأئِمَّةِ الهُدَاةِ ، مِنْ آلِ مُحَمّدٍ (ص) البَشِيرِ النَّذِيرِ ، آمَنَّا يا ربُّ بِسِرِّهِمْ وَعَلَانِيَتِهِمْ وَشَاهِدِهِمْ وَغَائِبِهِمْ وَرَضِينَا بِهِمْ أَئِمَّةً ، وَسَادَةً ، وَقَادَةً لا نَبْتَغِي بِهِمْ بَدَلاً ، وَلا نَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِمْ وَلائِجَ أَبَداً ، رَبَّنَا فأَحْيِنَا ما أَحْيَيْتَنَا على مُوالاتِهِمْ وَالبَرَاءَةِ مِنْ أعْدَائِهِمْ ، وَالتَسْلِيمِ لَهُمْ ، وَالرَدِّ إلَيْهِمْ ، وَتَوَفَّنَا ، إذَا تَوَفَيْتَنَا على الوَفَاءِ لَكَ ، وَلَهُمْ ، بِالعَهْدِ وَالمِيثَاقِ ، والمُوالاةِ لَهُمْ وَالتَصْْدِيقِ ، والتَسْلِيمِ لَهُمْ غَيْرَ جَاحِدِينَ ولا نَاكِثينَ ولا مُكَذِّبينَ.

اللّهُمَّ ، إني أَسألُكَ بِالحَقِّ ، الذي جَعَلْتَهُ عِنْدَهُمْ ، وَبِالذِي فَضَّلْتُهُمْ بِهِ على العَالَمينَ جَمِيعاً ، أنْ تُبَارِكَ لَنَا في يَوْمِنَا هَذَا الذي كَرَّمْتَنَا فِيهِ بِالوَفَاءِ لِعَهْدِكَ ، الذي عَهِدْتَ إلَيْنَا ، وَالمِيثَاقِ الذي وَاثَقْتَنَا بِهِ مِنْ مُوَالَاةِ أوْلِيَائِكَ والبَرَاءَةِ مِنْ أَعْدَائِكَ ، وَتَمُنَّ عَلَيْنَا بِنِعْمَتِكَ ، وَتَجْعَلَهُ عِنْدَنا مُسْتَقَرّاً ثَابِتاً ، ولا تَسْلُبْنَاهُ أَبَداً ، وَلا تَجْعَلْهُ عِنْدَنا مُسْتَوْدَعاً فَإنَّكَ قُلْتَ : « فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ » فَاجْعَلْهُ مُسْتَقَرّاً ثَابِتَاً ، وَارْزَقُنَا نَصْرَ دِينِكَ مَعَ ولِي هَادٍ مِنَ أهْلِ بَيْتِ نَبِيِّكَ ، قَائِماً ، رَشِيداً ، هَادِياً ، مَهْدِياً مِنَ الضَّلالَةِ إلى الهُدَى ، تَحْتَ رَايَتِهِ ، وَفي زُمْرَتِهِ ، شُهَدَاءَ ، صَادِقينَ ، مُقْتُولينَ في سَبيلِكَ وعلى نُصْرَةِ دِينِكَ »

وانتهى هذا الدعاء الشريف ، وكان الامام بعد الفراغ يسأل من الله قضاء حوائجه ، ثم يزور جده ، الامام أمير المؤمنينعليه‌السلام بالزيارة التالية :

« اللّهُمَّ صَلِّ على وَلِيِّكَ ، وَأَخي نَبِيِّكَ ، وَوَزيرِهِ وَحَبِيبِهِ ، وَخَلِيلِهِ وَمَوضِعِ سِرِّهِ ، وَخِيرَتِهِ مِنْ أُسْرَتِهِ ، وَوَصِيِّهِ وَصَفْوَتِهِ ، وَخَالِصَتِهِ ، وَأَمِينِهِ ، وَوَلِيِّهِ ، وَأَشَرَفِ عِترَتِهِ ، الذينَ آمَنوُا بِهِ ، وَأَبَي ذُرِيَّتِهِ وَبَابِ

١٠٨

حِكْمَتِهِ ، وَالنَّاطِقِ بِحُجَتِهِ ، وَالدَّاعِي إلى شَرِيعَتِهِ ، وَالمَاضِي على سُنَّتِهِ ، وَخَلِيفَتِهِ على أُمَّتِهِ ، سَيّدِ المُسْلِمينَ ، وَأمِير المُؤمِنينَ ، وَقَائِدِ الغُرِّ المُحَجِّلِينَ ، أَفْضَلَ مَا صَلَّيْتَ على أَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ ، وَأَصْفِيَائِكَ ، وَأَوْصيَاءِ نَبِيِّكَ.

اللّهُمَّ إني أَشْهَدُ أَنَّهُ قَدْ بَلَّغَ عَنْ نَبِيِّكَصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مَا حَمَلَ ، وَرَعَى مَا اْسُتْحِفَظ ، وَحَفِظَ مَا اسْتُوْدِعَ ، وَحَلَّل حَلالَكَ ، وَحَرَّمَ حَرَامَكَ ، وَأَقَامَ أَحْكَامَكَ ، وَدَعَا إلى سَبِيلِكَ ، وَوَاليَ أوْلِيَاءَكَ ، وَعَادَي أَعْدَاءَكَ ، وَجَاهَد النَّاكِثِينَ في سَبِيلِكَ ، وَالقَاسِطِينَ وَالمَارِقِينَ عَنْ أَمْرِكَ صَابِراً مُحْتَسِباً ، غَيْرَ مُدْبِرٍ ، لا تَأْخُذُهُ في اللهِ لِوْمَةُ لائِمٍ ، حَتىَّ بَلَغَ في ذلِكَ الرِّضَا ، وَسَلَّمَ إلَيْكَ القَضَاءَ ، وَعَبَدَكَ مُخْلِصاً ، وَنَصَحَ لَكَ مُجْتَهِداً ، حَتَّى أَتَاهُ اليَقِينَ ، فَقَبَضْتَهُ إلَيْكَ شَهِيداً سَعِيداً ، وَعلِيَّاً تَقِيَّاً ، وَصِِيَّاً زَكِيّاً ، هَادِياً ، مَهْدِيّاً ، اللّهُمَّ صَلِّ على مُحَمَدٍ وآلِ مُحَمَدٍ ، أَفْضَلَ مَا صَلَّيْتَ على أَحَدٍ مِنْ أنْبِيائِكَ وَأصْفِيَائِكَ يا رَبَّ العَالَمِينَ »(1) .

لقد ألمت هذه الزيارة ، ببعض الصفات الماثلة ، في الامام أمير المؤمنينعليه‌السلام عملاق الفكر الاسلامي ، ورائد العدالة الاجتماعية في الارض ، الذي جمع جميع الصفات الخيرة في الدنيا ، والذي فاق بمواهبه وعبقرياته ، جميع عظماء البشر ، على امتداد التاريخ ، نظراً لما يتمتع به من سمو الذات ، والتفوق الكامل في الفضل والعلم والعدالة ونكران الذات ، والتزامه بحرفية الاسلام ، فقد رشحته السماء لقيادة المسلمين بعد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وحتمت عليه بأن يأخذ له البيعة من عموم من كان معه من الحجاج في « غدير خم » فأخذ له البيعة حتى من نسائه ، وبذلك فقد كان هذا اليوم الخالد من أهم الاعياد ، ومن أكثرها قدسية في الاسلام.

__________________

1 ـ الاقبال ( ص 476 ـ 481 ـ و 494 ).

١٠٩

4 ـ دعاؤه في رجب

من الاشهر المعظمة في الاسلام ، شهر رجب ، وقد طلب محمد السجاد من الامام الصادقعليه‌السلام ، أن يتفضل عليه بدعاء يقرأه في هذا الشهر المبارك ، فعلمه هذا الدعاء ، وأمره أن يقرأه عقيب كل صلاة ، وهذا نصه :

« يا مَنْ أرْجُوهُ لِكلَّ خَيْرٍ ، وَآَمَنُ سُخْطَهُ مِنْ كُل شَرٍّ ، يا مَنْ يُعْطِي الكَثِيرَ بِالقَلِيلِ ، يا مَنْ يُعْطِي مَنْ سَأَلَهُ ، يا مَنْ يُعْطِي مَنْ لَمْ يَسْأَلْهُ ، وَمَنْ لَمْ يَعْرِفْهُ تَحَنُّناً مِنْهُ وَرَحْمَةً ، إعْطِنِي بِمَسْأَلَتي إيَّاكَ جَمِيعَ خَيْرِ الدُّنْيَا ، وَجَمِيعَ خَيْرِ الآخِرَةِ ، وَاصْرِفْ عَنِّي بِمَسْأَلَتي إيَّاكَ جَمِيعَ شَرِّ الدُّنْيَا ، وَجَمِيعَ شَرِّ الآخِرَةِ ، فَإنَّهُ غَيْرُ مَنْقُوصٍ ما أَعْطَيْتَ ، وَزِدْني مِنْ فَضْلِكَ يا كَرِيمُ »

وأمره الامامعليه‌السلام ، أن يضع يده على كريمته ، ويلوح بسبابته ويقول :

« يا ذََا الجَلَالِ وَالإِكْرَامِ ، يا ذا النَّعْمَاءِ وَالجُودِ ، يا ذا المَنِّ وَالطَّولِ حَرِّمْ شَبَابِي وَشَيْبَتي عَلى النَّارِ »(1) .

وحكى هذا الدعاء الجليل بعض فيوضات الله الواسعة ، ورحمته الشاملة على جميع عباده ، مؤمنين وكافرين ، فإنه تعالى مصدر اللطف على جميع الخلق ، فلا يخص برحمته السائلين والعارفين ، وإنما هي شاملة للجميع.

5 ـ دعاؤه في ليلة النصف من شعبان

من الليالي المعظمة في الاسلام ، ليلة النصف من شهر شعبان ، وهي

__________________

1 ـ الاقبال ( ص 644 ).

١١٠

أفضل ليلة بعد ليلة القدر ، وقد روى الامام الصادقعليه‌السلام ، أنه سئل أبوه عن فضل ليلة النصف من شعبان ، فقالعليه‌السلام ، هي أفضل الليالي بعد ليلة القدر ، فيها يمنح الله العباد فضله ، ويغفر لهم بمنه ، فاجتهدوا في القربة إلى الله تعالى فيها ، فإنها ليلة آلى الله عزوجل على نفسه ، أن لا يرد سائلا فيها ما لم يسأل الله المعصية ، وإنها الليلة التي جعلها الله لنا ، أهل البيت ، بإزاء ما جعل ليلة القدر ، لنبيناعليه‌السلام ، فاجتهدوا في دعاء الله تعالى والثناء عليه(1) وقد ولد في هذه الليلة المباركة ، المصلح العظيم ، الذي يقيم اعوجاج الدنيا ويغير منهج الحياة إلى ما هو الافضل ، ويملا الارض بالقسط والعدل ، إنه قائم آل محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ومهديهم الامام المهدي صلوات الله عليه ، وفي هذه الليلة العظيمة ، الزيارة المخصوصة ، لريحانة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وسيد شباب أهل الجنة : الامام الحسينعليه‌السلام ،

وقد خف أبويحي ، إلى الامام الصادقعليه‌السلام ، فسأله عن بعض العبادات ، والادعية ، التي يأتي بها ج فقال (ع) له ، إذا أنت صليت العشاء الآخيرة ، فصل ركعتين ، تقرأ في الاولى الحمد ، وسورة الجحد ، وهي «قل يا أيها الكافرون » وإذا فرغت منها فتقول : سبحان الله ، ثلاثا وثلاثين ، والحمد لله ثلاثا وثلاثين والله أكبر أربعا وثلاثين ، ثم تقول :

« يا مَنْ إلَيْهِ مَلْجَأُ العِبَادِ في المُهِمَاتِ ، وإليهِ يَفْزَعُ الخَلْقُ في المُلِمَّاتِ ، يا عَالِمَ الجَهْرِ وَالخَفِيَّاتِ ، وَيا مَنْ لا يَخْفَى عَلَيهِ خَوَاطِرُ الَأوْهَامِ ، وَتَصَرُّفِ الخَطَرَاتِ ، يا رَبِّ الخَلَائِقِ وَالبَريَّاتِ ، يا مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ الَأرْضِينَ وَالسَّموَاتِ ، أَنْتَ اللهُ لا إلهَ إلاَّ أَنْتَ ، أَمُتُّ إلَيْكَ بِلا إلهَ إلاَّ أَنْتَ ، فَيَا لا إلهَ إلاَّ أَنْتَ ، إجْعَلْني في هذِهِ اللَّيْلةِ ، مِمَّنْ نَظَرْتَ إلَيْهِ فَرَحِمْتَهُ ، وَسَمِعْتَ دُعَاءَهُ فَأَجَبْتَهُ ، وَعَلِمْتَ اسْتقَالَتَهُ فَأَقَلْتَهُ ، وَتَجَاَوْزَت عَنْ

__________________

1 ـ مفاتيح الجنان ( ص 165 ).

١١١

سَالِفِ خَطِيئَتِهِ ، وَعَظيمِ جَرِيرَتِهِ ، فَقَدِ اسْتَجَرْتُ بِكَ مِنْ ذُنُوبِي وَلَجَأْتُ إلَيْكَ في سَتْرِ عُيُوبِيِ.

اللّهُمَّ فًجُدْ عَلَىَّ بِكَرَمِكَ ، وَفَضْلِكَ ، وَاحْطُطْ خَطَايَايَ بِحِلْمِكَ وَعَفْوِكَ ، وَتَغَمَّدْني في هذِهِ اللَّيْلَةِ بِسَابِغِ كَرَامَتِكَ ، وَاْجَعْلني فِيهَا مِنْ أَوْلِيَائِكَ ، الذِينَ اجْتَبَيْتَهُمْ لِطَاعَتِكَ ، وَاخْتَرْتَهُمْ لِعِبَادَتَِك ، وَجَعَلْتَهُمْ خِالِصَتَكَ وَصَفْوَتَكَ.

اللّهُمَّ اجْعَلْني مِمَّن سَعُدَ جَدُّهُ ، وَتَوَفَّرَ مِنَ الخَيْرَاتِ حَظُّهُ ، وَاجْعَلْني ممَّنْ سَلِمَ فَنَعِمَ ، وَفَازَ فَغَنِمَ ، وَاْكِفني شَرِّ ما أسْلَفْتَ ، واعْصِمْني مِنَ الإِزْدِيَادِ في مَعْصِيَتِكَ ، وَحَبِّبْ إلَيَّ طَاعَتَكَ ، وَمَا يُقَرِّبُني لَدَيْكَ ، وَمَا يُزْلِفُني عَنْدَكَ ، سَيدِي إلَيْكَ يَلْجَأُ الهَارِبُ ، وَمِنْكَ يَلْتَمِسُ الطَّالِبُ ، وَعلى كَرَمِكَ يَعَوِّلُ المُسْتَقِيلُ التَّائِبُ ، أَدَّبْتَ عِبَادَكَ بِالتَّكَرُّمِ ، وَأَنْتَ أكَرَمُ الأكْرَمِينَ وَاَمَرْتَ بِالَعَفوِ عِبَادَكَ ، وَأَنْتَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ.

اللّهُمَّ فَلَا تَحْرِمْني مَا رَجَوْتُ مِنْ كَرَمِكَ ، وَلا تُؤْيِسْني مِنْ سَابغِ نِعَمِكَ ، ولا تُخَيِّبْني مِنْ جَزِيل قِسَمِكَ ، في هذِهِ اللَّيْلَةِ لَأهْلِ طَاعَتِكَ ، وَاجْعَلْني في جُنَّةٍ مِنْ شِرَارِ بَرِيَّتِكَ ، رَبِّ إنْ لِمْ أَكُنْ مِنْ أَهْلِ ذلِكَ فَأَنْتَ أَهْلُ الكَرَمِِ وَالعَفْوِ وَالمَغْفِرَةِ ، جُدْ عَلَيَّ بِمَا أَنْتَ أَهْلُهُ ، لا بِمَا أَسْتَحِقُّهُ فَقَدْ حَسُنَ ظَنِّي بِكَ ، وَتَحَقَّقَ رِجَائِي لَكَ ، وَعَلِقَتْ نَفْسِي بِكَرَمِكَ ، وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاِحِمينَ ، وَأَكْرَمُ الَأكْرَمِينَ.

اللّهُمَّ وَاخْصُصْني مِنْ كَرَمِكَ بِجَزِيلِ قِسَمِكَ ، وَأَعُوذُ بِعَفْوِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ ، وَاغْفِرْ لي الذَّنْبَ الذي يِحَبِسُ عَنَّي الخَلْقَ ، وَيُضَيِّقُ عَلَيَّ الرِّزْقَ حَتَّى أَقُومَ بِصَالِحَ رِضَاكَ ، وَأَنْعَمَ بِجَزِيلِ عَطَايَاكَ ، وَأَسْعَدَ بِسَابِغِ

١١٢

نَعْمَائِكَ ، فَقَدْ لُذْتُ بِحَرَمِكَ ، وَتَعَرَّضْتُ لِكَرَمِكَ ، وَاسْتَعَذْتُ بِعَفْوِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ ، وَمِنْ حِلْمِكَ بِغَضَبِكَ ، فَجُدْ بِمَا سَأَلْتُكَ ، وَأنِلُ مَا الْتَمَسْتُ مِنْكَ ، أَسْأَلُكَ بِكَ ، لا شَيْءَ هُوَ أعظَمُ مِنْكَ

ثم أمره بالسجود ، وقول عشرين مرة : يا رب ، وسبع مرات يا الله ، وسبع مرات لا حول ولا قوة إلا بالله ، وما شاء الله لا قوة إلا بالله سبع مرات ، وعشر مرات لا قوة إلا بالله ، ثم يصلي على النبي وآله ، ويسأل الله تعالى قضاء حاجته.(1)

__________________

1 ـ الاقبال ( ص 696 ـ 697 ) البلد الامين ( ص 174 ).

١١٣
١١٤

القسم الرابع

من أدعيته في رمضان

١١٥
١١٦

يحتل شهر رمضان المبارك ، موقعا متميزا ، في نفوس أئمة أهل البيتعليهم‌السلام ، فهم ينظرون إليه ، نظرة تقديس ، وتعظيم ، فيحيون لياليه وأيامه بالعبادة ، وقراءة الذكر الحكيم ، ويقومون بجميع ألوان البر والاحسان إلى الفقراء والمحرومين ، ويعتقون العبيد ، ويطعمون الطعام ، ويعملون كل ما يقربهم إلى الله زلفى ، وكان الامام الصادقعليه‌السلام ، يتفرغ للطاعة والعبادة ، في شهر رمضان وقد أثرت عنه كوكبة من الادعية ، وفي ما يلي بعضها :

1 ـ دعاؤه عند رؤية هلال رمضان

كان الامام الصادقعليه‌السلام ، إذا رأى هلال رمضان ، فرح واستبشر ، ودعا الله تعالى بهذا الدعاء :

« اللّهُمَّ أَهِلَّهُ عَلَيْنَا بِالَأمْنِ وَالإيمانِ ، وَالسَّلامَةِ وَالإسلامِ ، وَالمُسَارَعَةِ إلى مَا تُحِبُّ ، وَتَرْضَى ، اللّهُمَّ بَارِكُ لَنَا في شَهْرِنَا هذا ، وَارْزُقْنَا خََيْرَهُ وَعَوْنَهُ ، وَاصْرِفْ عَنَّا ضُرَّهُ وَشَرَّهُ وَبَلَاءَهُ وَفِتْنَتَهُ »(1)

__________________

1 ـ الاقبال ( ص 18 ).

١١٧

لقد طلب الامامعليه‌السلام ، أجل وأثمن ما في هذه الحياة ، فقد طلب من الله الامن والايمان ، والسلامة ، والاسلام والمسارعة إلى ما يحبه تعالى ويرضاه ، وهذه الامور أسمى متطلبات الحياة عند الاولياء.

2 ـ دعاؤه في أول ليلة من رمضان

كان الامام الصادقعليه‌السلام ، يستقبل شهر رمضان المبارك بسرور بالغ ، ويدعو في أول ليلة منه بهذا الدعاء المبارك :

« اللّهُمَّ إنَّ هِذَا الشَّهْرَ المُبَارَكَ ، الذي أَنْزَلْتَ فِيهِ القُرْآنَ ، وَجَعَلْتَهُ هُدىً لِلنَّاسِ ، وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الهُدَى وَالفُرقَانِ ، قَدْ حَضَرَ فَسَلَّمْنَا فِيهِ ، وَسَلِّمْْنا مِنْهُ ، وَسَلِّمْهُ لَنَا ، وَتَسلَّمْهُ مِنَّا في يُسْرٍ مِنْكَ وَعَافِيَةٍ ، يا مَنْ أَخَذَ القَلِيلَ وَشَكَرَهُ ، وَسَتَرَ الكَثِيرَ وَغَفَرَهُ ، إغْفِرْ لي الكَثِيرَ مِنْ مَعْصِيَتِكَ ، وَأقْبَلْ مِنَّي اليَسِيرَ مِنْ طَاعَتِكَ ،

اللّهُمَّ إنَّي أَسْأَلُكَ ، أَنْ تَجْعَلَ لي إلى كُلِّ خِيْرٍ سَبِيلاً ، وَمِنْ كُلِّ ما لا تُحِبُ مَانِعاً ، يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ ، يا مَنْ عَفَا عَنِّي ، وَعَمَّا خَلَوْتُ بِهِ مِنْ السَّيِّئَاتِ ، يا مَنْ لا يُؤاخِذُني بارْتِكَابِ المَعَاصِي ، عَفْوَكَ ، عَفْوَكَ ، يا كَرِيمُ ، إلهي وَعَظْتَني فَلَمْ أَتَعِظْ ، وَزَجَرْتَني عَنِ المَعَاصِي فَلَمْ أَنْزَجِرْ ، فَمَا عُذْرِي؟ فَاعْفُ عَنيِّ يا كَرِيمُ ، عَفْوَكَ ، عَفْوَكَ.

اللّهُمَّ إني أَسْأَلُكَ الرَّاحَةَ عِنْدَ المَوْتِ ، وَالعَفْوَ عِنْدَ الحِسَابِ ، عَظُمَ الذَّنْبُ مِنْ عَبْدِكَ ، فَلْيَحْسُنِ العَفْوُ مِنْ عِنْدِكَ ، يا أَهْلَ التَّقْوَى وَيَا أَهْلَ المَغْفِرَةِ ، عَفْوِكَ ، عَفْوَكَ.

اللّهُمَّ إني عَبْدُكَ ، وَابْنُ عَبْدِكَ ، وَابْنُ أَمَتِكَ ، ضَعِيفٌ فَقِيرٌ إلى رَحْمَتِكَ ، وَأَنْتَ مُنْزِلُ الغِنىَ وَالبَرَكَةِ على العِبَادِ ، قَاهِرٌ ، قَادِرٌ ، مُقْتَدِرٌ ،

١١٨

أَحَصَيْتَ أَعْمَالَهُمْ ، وَقَسَّمْتَ أَرْزَاقَهُمْ ، وَجَعَلْتَهُمْ مُخْتَلِفَةً أَلْسِنَتُهُم ، وَأَلْوَانُهُم خَلْقاً بَعَدَ خَلْقٍ.

اللّهُمَّ لا يَعْلَمُ العِبَادُ عِلْمَكَ ، وَلا يُقَدِّرُ العِبَادُ قَدْرَكَ ، وَكُلُّنَا فَقِيرٌ إلى رَحْمَتِكَ فَلا تَصْرِفْ وَجْهَكَ عَنِّي ، اجْعَلْني مِنْ صَالِحِ خَلْقِكَ ، في العَمَلِ وَاَلَأمَلِ ، وَالقَضَاِء وَالقَدَرِ.

اللّهُمَّ ابْقِني خَيْرَ البَقَاءِ ، وَاَفْنِني خَيْرَ الفَنَاءِ على مُوَالَاةِ أَوْلِيَائِكَ ، وَمُعَادَاةِ أَعْدَائِكَ ، وَالرَّغْبَةِ إلَيْكَ ، وَالرَّهْبَةِ مِنْكَ ، وَالخُشُوعِ ، وَالوَقَارِ وَالتَسْلِيمِ لَكَ ، وَالتَّصْدِيقِ بِكتَابِكَ ، وَاتِّبَاعِ سُنَّةِ رَسُولِكَ صَلَوَاتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ.

اللّهُمَّ ما كَانِ في قَلْبِي مِنْ شَكِّ ، أَوْ رِيبَةٍ أَوْ جُحُودٍ ، أَوْ قُنُوطٍ أَوْ فَرَحٍ أَوْ مَرَحٍ ، أَوْ بَذْخٍ ، أَوْ بَطَرٍ ، أَوْ فَخْرٍ ، أَوُ خُيَلَاءَ ، أَوْ رِيَاءَ ، أَوْ سُمْعَةٍ ، أَوْ شِقَاقٍ ، أَوْ نِفَاقٍ ، أَوْ كِبَرٍ ، أَوْ فُسُوقٍ ، أَوْ عِصْيَانٍ أَوْ عَظَمَةٍ ، أَوْ شَيْءٍ لا تُحِبُّ ، فَأَسْأَلُكَ يا رَبُّ أَنْ تُبَدِّلَنِي مَكَانَهُ إيمَاناً بِوَعْدِكَ ، وَوَفَاءً بِعَهْدِكَ ، وَرِضاً بِقَضَائِكَ ، وَزُهْداً في الدُّنْيَا وَرَغْبَةً فِيمَا عِنْدَكَ ، وَأَثَرَةً ، وَطُمَاْنِينَةً ، وَتَوْبَةً نَصُوحاً ، أَسْأَلُكَ ذلِكَ ، يا رَبِّ بِمَنِّكَ وَرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِين ، وَيَا رَبِّ العَالَمِينَ. إلهي : أَنْتَ مِنْ حِلْمِكَ تُعْصَى ، فَكَأَنَّكَ لَمْ تُرَ ، وَمِنْ كَرَمِكَ وَجُودِكَ تُطَاعُ فَكَأَنَّكَ لَمْ تُعْصَ ، وَأَنَا وَمَنْ لَمْ يَعْصِكَ مَنْ سُكَّانِ أَرْضِكَ ، فَكُنْ عَلَيْنَا بِالفَضْلِ جَوَّاداً ، وبَالخَيْرِ عوَّاداً ، يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ ، وَصَلَّى اللهُ على مُحَمَدٍ وَآلِهِ صَلَاةً دَاِئَمةً لا تُحْصَى ، وَلا تُعَدُّ ، ولا يُقَدِّرُ قَدْرَهَا غَيْرُكَ ، يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ »(1)

__________________

1 ـ الاقبال ( ص 9 ـ 10 ).

١١٩

وهذا الدعاء الجليل ، من ذخائر أدعية الامامعليه‌السلام ، فقد حكى الطاف الله تعالى الدائمة وفيوضاته المتصلة على عباده ، وعفوه عنهم ، كما حكى ظاهرة من قدرة الله وبدائع صنعه ، وهي اختلاف السنة الناس ، واختلاف ألوانهم فان المليارات منهم لا يشبه بعضهم بعضا ، في الشكل والصورة ، منذ بدء الخليقة حتى يرث الله الارض ومن عليها ، وتلك آية من آيات الله ، ومثل من أمثلة توحيده فتبارك الله أحسن الخالقين.

وطلب الامامعليه‌السلام ، من الله تعالى ، في هذا الدعاء أن ينزهه من جميع النزعات والصفات الشريرة ، التي خلقت مع الانسان ، وتكونت في دخائل النفوس ، وأعماق القلوب ، من الشك ، والريبة ، والجحود ، والبذخ ، وغير ذلك من الصفات التي تبعد الانسان عن ربه ، طالبا منه تعالى أن تحل مكانها الصفات الخيرة من الايمان والوفاء ، والرضا بقضاء الله ، والزهد في الدنيا ، وغير ذلك من الصفات التي ترفع مستوى الانسان.

3 ـ دعاء آخر في الليلة الاولى

ومن الادعية الجليلة ، التي كان يدعو بها الامام الصادقعليه‌السلام ، في أول ليلة من شهر رمضان المبارك ، هذا الدعاء العظيم :

« اللّهُمَّ ، رَبَّ شَهْرِ رَمَضَانَ مُنَزِّلَ القُرْآنِ هَذَا شَهْرُ رَمَضَانَ الذي أَنْزَلْتَ فِيهِ القُرْآنَ ، وَجَعَلْتَ فِيهِ بَيِِّنَاتٍ مِنَ الهُدَى وَالفُرْقَانِ ، اللّهُمَّ ، ارْزُقْنَا صِيَامَهَ ، وَأَعِنَّا على قِيَامِهِ ، اللّهُمَّ سَلَّمْهُ لَنَا ، وَسَلِّمْنَا فِيهِ وَتَسَّلمْهُ مِنَّا في يُسْرٍ مِنْكَ وَعَافِيَةٍ ، وَّاجْعَلْ فِيمَا تَقْضِي ، وَتُقَدِّرُ مِنَ الَأمْرِ الحَكِيمِ ، في لَيْلَةِ القَدْرِ مِنَ القَضَاءِ المُبْرَمِ ، الذي لا يُرَدُّ ، وَلَا يُبَدَّلُ ، أَنْ تَكْتُبَني مِنْ حُجَّاجِ بَيْتِكَ الحَرَامِ ، والمَبْرُورِ حَجُهُمْ ، المَشْكُورِ سَعْيُهُمْ ، المَغْفُورَةِ ذُنُوبُهُمْ ، المُكَفَّرِ عَنْهُمْ سَيِّئَاتُهُمْ ، وَاجْعَلْ فِيمَا تَقضِي ، وَتُقَّدِّرُ أَنْ تُطِيلَ

١٢٠

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

وإلى ما قد لقي، فهل شفيت صدرك وقد اقتص لك منه، فيقول: الحمد لله الذي انتصر لي لولد رسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله ».

[١٢٠١٤] ٣ - وعن أبيه ومحمد بن الحسن بن الوليد وعلي بن الحسين وعلي بن محمد بن قولويه جميعا، عن أحمد بن إدريس ومحمد بن يحيى جميعا عن العمركي، عن يحيى خادم أبي جعفر الثانيعليه‌السلام ، عن علي عن صفوان الجمال، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام - في حديث طويل - قال: قلت له، فما لمن قتل عنده؟ وساق الحديث مثل ما مر إلى قوله: ويسقى من أحب.

[١٢٠١٥] ٤ - الشيخ الطوسي في التهذيب: عن محمد بن أحمد بن داود، عن محمد بن الحسن، عن محمد بن يحيى، عن سلمة بن الخطاب، عن عبد الله بن محمد بن بقاح، عن يونس بن ظبيان، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: قلت له جعلت فداك، زيارة قبر الحسينعليه‌السلام في حال التقية، قال: « إذا أتيت الفرات فاغتسل ثم البس ثوبيك الطاهرين، وقم بإزاء الحسينعليه‌السلام وقل: صلى الله عليك يا أبا عبد الله، وقد تمت زيارتك ».

٣٦ -( باب تأكد استحباب زيارة الحسينعليه‌السلام ليلة عرفة، ويوم عرفة، ويوم العيد)

[١٢٠١٦] ١ - جعفر بن محمد بن قولويه في كامل الزيارة: ( عن محمد بن

__________________

٣ - كامل الزيارات ص ١٦٦.

٤ - التذهيب ج ٦ ص ١١٥.

الباب ٣٦

١ - كامل الزيارات ص ١٦٩، وعنه في البحار ج ١٠١ ص ٨٥ ح ٣.

٢٨١

جعفر القرشي الرزاز الكوفي )(١) ، عن ابن أبي الخطاب، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن صالح بن عقبة، عن بشير الدهان، قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : ربما فاتني الحج فأعرف عند قبر الحسينعليه‌السلام ، فقال: « أحسنت يا بشير، أيما مؤمن أتى قبر الحسينعليه‌السلام عارفا بحقه في غير يوم عيد، كتب الله له عشرين حجة وعشرين عمرة مبرورات متقبلات، وعشرين غزوة مع نبي مرسل أو إمام عدل، ومن أتاه في يوم عيد كتب الله له مائة حجة ومائة عمرة، ومائة غزوة مع نبي مرسل أو إمام عدل، ومن أتاه يوم عرفة عارفا بحقه، كتب الله له ألف حجة وألف عمرة مبرورات(٢) متقبلات، وألف غزوة مع نبي مرسل أو إمام عدل » قال: فقلت له: وكيف لي بمثل الموقف! قال: فنظر إلي نظر(٣) المغضب، ثم قال: « يا بشير(٤) ، إن المؤمن إذا أتى قبر الحسينعليه‌السلام يوم عرفة، واغتسل بالفرات ثم توجه إليه، كتب الله عز وجل له بكل خطوة حجة بمناسكها » ولا أعلمه إلا قال: وغزوة(٥) .

[١٢٠١٧] ٢ - وعن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن الهيثم بن أبي مسروق

__________________

(١) في المخطوط: « عن أبيه، عن سعد بن عبد الله »وهو مطابق لسند الحديث المنقول عن الشيخ الصدوق في الأمالي ص ١٢٣ ح ١١ وثواب الاعمال ص ١١٥ ح ٢٥ ونقله المجلسي عنهما في البحار ج ١٠١ ص ٨٥ ح ١، وما أثبتناه من المصدر.

(٢) ليس في المصدر.

(٣) في المصدر: شبه.

(٤) وفي نسخة: يسير، في الموضع، ( منه قده ).

(٥) وفي نسخة: وعمرة، ( منه قده ).

٢ - كامل الزيارات ص ١٧٠.

٢٨٢

عن علي بن أسباط، يرفعه إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: « إن الله تبارك وتعالى يبدأ بالنظر إلى زوار قبر الحسينعليه‌السلام عشية عرفة » قال: قلت: قبل نظره إلى أهل الموقف! قال: « نعم » قلت: وكيف ذلك؟ قال: « لان في أولئك أولاد زنا، وليس في هؤلاء أولاد زنا.

وعن ابن أسباط، مثله.

وعن أبيه محمد بن الحسن بن الوليد وعلي الحسين جمعيا، عن سعد، مثله.

[١٢٠١٨] ٣ - وبهذا الاسناد، عن سعد، عن علي بن إسماعيل، عن محمد بن عمرو الزيات، عن داود الرقي قال: سمعت أبا عبد الله وأبا الحسن عليا الرضاعليهما‌السلام وهما يقولان،. من أتى قبر الحسينعليه‌السلام يوم عرفة أقبله الله ثلج الفؤاد(١) ».

[١٢٠١٩] ٤ - وعن أبيه، عن سعد، عن موسى بن عمر، عن علي بن النعمان، عن ابن مسكان قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : « إن الله تبارك وتعالى يتجلى لزوار قبر الحسينعليه‌السلام قبل أهل عرفات، ويقضي حوائجهم، ويغفر ذنوبهم، ويشفعهم في مسائلهم ثم يثني بأهل عرفات يشفعهم في مسائلهم، ثم يثني بأهل عرفات فيفعل ذلك بهم ».

وعن محمد بن الحسين بن مت الجوهري، عن محمد بن أحمد بن يحيى، عن موسى، مثله.

__________________

٣ - كامل الزيارات ص ١٧٠.

(١) ثلج الفوائد: قال الطريحي (ره) بعد نقل الحديث: أي مطمئن القلب. ثلجت نفسي: أي اطمأنت وسكنت ( مجمع البحرين ج ٢ ص ٢٨٣ ).

٤ - كامل الزيارات ص ١٧٠.

٢٨٣

[١٢٠٢٠] ٥ - وعن أبيه وجماعة أصحابه، عن محمد بن يحيى وأحمد بن إدريس معا، عن العمركي، عن يحيى خادم أبي جعفر الثانيعليه‌السلام ، عن محمد بن سنان، عن بشير الدهان قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام ، وهو نازل بالحيرة وعنده جماعة من الشيعة، فأقبل إلي بوجهه وقال: « يا بشير أحججت العام؟. قلت: جعلت فداك، لا ولكني قد عرفت(١) بالقبر قبر الحسينعليه‌السلام ، فقال: « يا بشير، والله ما فاتك شئ مما كان لأصحابك بمكة. قلت: جعلت فداك فيه عرفات فسره لي - إلى أن قال - قالعليه‌السلام : « يا بشير، اسمع وأبلغ من احتمل قلبه، من زار الحسينعليه‌السلام يوم عرفة، كان كمن زار الله تبارك وتعالى في عرشه ».

[١٢٠٢١] ٦ - وعن أبيه وجماعة مشايخه، عن محمد بن يحيى العطار، عن حمدان بن سليمان النيسابوري أبي سعيد(١) ، عن عبد الله بن محمد اليماني، عن منيع بن الحجاج، عن يونس بن يعقوب، عن عمار، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: « من فاتته عرفة(٢) فأدركها بقبر الحسين بن عليعليهما‌السلام ، لم تفته، وأن الله تبارك وتعالى ليبدأ

__________________

٥ - كامل الزيارات ص ١٧١.

(١) يوم هو التاسع من ذي الحجة، والتعريف الوقوف بعرفات في هذا اليوم من مناسك الحج ( مجمع البحرين ج ٥ ص ٩٨ ) وقول الراوي هنا ( عرفت ) أحضرت يوم عرفة لزيارة الحسين عليه‌السلام .

٦ - كامل الزيارات ص ١٧٠.

(١) في المخطوط والطبعة الحجرية. عن أبي سعيد. وما أثبتناه من المصدر، وهو الصواب. راجع معجم رجال الحديث ج ٦ ص ٢٤٩.

(٢) في المصدر زيادة: بعرفات.

٢٨٤

بأهل قبر الحسينعليه‌السلام قبل أهل عرفات، ثم قال: يخاطبهم بنفسه ».

[١٢٠٢٢] ٧ - وعن محمد بن الحسن بن الوليد، عن محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن خالد البرقي، عن حنان بن سدير، عن أبيه، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: « إذا كان يوم عرفة اطلع الله تبارك وتعالى على زوار قبر الحسينعليه‌السلام فقال لهم: استأنفوا العمل فقد غفرت لكم، ثم يجعل إقامته على أهل عرفات ».

[١٢٠٢٣] ٨ - وعن محمد بن جعفر، عن محمد بن الحسين، عمن ذكره، عن عمر بن الحسن العرزمي، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال سمعته يقول: « إذا كان يوم عرفة، نظر الله تعالى إلى زوار قبر الحسين بن عليعليهما‌السلام ، فيقول: ارجعوا مغفورا لكم ما مضى، ولا يكتب على أحد منهم ذنب سبعين يوما من يوم ينصرف ».

[١٢٠٢٤] ٩ - وعن محمد بن عبد المؤمن (ره) عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد الكوفي، عن محمد بن جعفر بن إسماعيل العبدي، عن محمد بن عبد الله بن مهران، عن محمد بن سنان، عن يونس بن ظبيان، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: « من زار قبر الحسينعليه‌السلام يوم عرفة، كتب الله له ألف ألف حجة مع القائمعليه‌السلام ، وألف ألف عمرة مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وعتق ألف ألف نسمة وحملان ألف

__________________

٧ - كامل الزيارات ص ١٧١.

٨ - كامل الزيارات ص ١٧١.

٩ - كامل الزيارات ص ١٧٢.

٢٨٥

ألف فرس في سبيل الله، وسماه الله عبدي الصديق آمن بوعدي، وقالت الملائكة: فلان صديق زكاه الله من فوقه عرشه، وسمي في الأرض كروبيا(١) ».

[١٢٠٢٥] ١٠ - وعن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن صالح بن عقبة، عن بشير الدهان قال: قال جعفر بن محمدعليهما‌السلام : « من زار قبر الحسينعليه‌السلام يوم عرفة، عارفا بحقه، كتب الله له ثواب ألف حجة وألف عمرة وألف غزوة مع نبي مرسل ».

[١٢٠٢٦] ١١ - وعن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن عيسى، عن محمد بن سنان، عن أبي سعيد القماط، عن يسار، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: « من كان معسرا فلم يتهيأ له حجة الاسلام، فليأت قبر أبي عبد اللهعليه‌السلام ( و )(١) ليعرف عنده، فذلك يجزئه عن حجة الاسلام، أما أني لا أقول: يجزئ ذلك من حجة الاسلام إلا لمعسر، فأما الموسر إذا كان قد حج حجة الاسلام، فأراد أن يتنفل بالحج أو العمرة، ومنعه من ذلك شغل دنيا أو عائق، فأتى الحسينعليه‌السلام في يوم عرفة، أجزأه ذلك من أداء ( حجته وعمرته )(٢) ، وضاعف الله له ذلك أضعافا مضاعفة.

قال: قلت: كم تعدل حجة وكم تعدل عمرة؟ قال: « لا يحصى ذلك.

__________________

(١) الكروبيون: من الملائكة: وهم سادة الملائكة والمقربون منهم، واحدهم « كروبي » ( مجمع البحرين ج ٢ ص ١٥٩ ).

١٠ - كامل الزيارات ص ١٧٢.

١١ - كامل الزيارات ص ١٧٣.

(١) أثبتناه من المصدر.

(٢) في نسخة. الحج والعمرة. - ( منه قده ).

٢٨٦

قلت: مائة؟ قال: « ومن يحصي ذلك! قلت: ألف؟ قال: « وأكثر، ثم قال:( وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّـهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّـهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ ) .

[١٢٠٢٧] ١٢ - وعن ابن ميثم التمار، عن الباقرعليه‌السلام قال: « من بات ليلة عرفة بأرض كربلاء، وأقام بها حتى يعيد وينصرف، وقاه الله شر سنته ».

[١٢٠٢٨] ١٣ - وعن محمد بن الحسن بن الوليد، عن محمد بن الحسن الصفار، ( عن محمد بن عيسى بن عبيد )(١) عن أبي سعيد القماط، عن ابن أبي يعفور، قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: « لو أن رجلا أراد الحج ولم يتهيأ له ذلك، فأتى الحسينعليه‌السلام فعرف عنده، يجزئه ذلك عن الحج ».

٣٧ -( باب تأكد استحباب زيارة الحسينعليه‌السلام في أول رجب، وفي النصف منه)

[١٢٠٢٩] ١ - السيد الجليل علي بن السيد رضي الدين علي بن طاووس في كتاب زوائد الفوائد: بإسناده عن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي قال: سألت أبا الحسن الرضاعليه‌السلام ، عن فضل زيارة

__________________

(٣) النخل ١٦: ١٨.

١٢ - كامل الزيارات ص ٢٦٩.

١٣ - كامل الزيارات ص ١٥٧.

(١) أثبتناه من المصدر ومعاجم الرجال، راجع معجم الرجال ج ١٥ ص ٢٥٧ و ١٧ ص ١١١.

الباب ٣٧

١ - زوائد الفوائد.

٢٨٧

النصف من رجب وشعبان، فأورد من الثواب والأجر ما لا نهاية له ولا حد.

٣٨ -( باب تأكد استحباب زيارة الحسينعليه‌السلام في النصف من شعبان)

[١٢٠٣٠] ١ - عماد الدين الطبرسي في بشارة المصطفى: عن الحسن بن الحسين بن بابويه، عن شيخ الطائفة، عن المفيد، عن جعفر بن محمد بن قولويه، عن محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أبيه، عمن رواه، عن داود الرقي قال: قال الباقرعليه‌السلام . من زار الحسينعليه‌السلام في ليلة النصف من شعبان غفرت له ذنوبه ».

[١٢٠٣١] ٢ - جعفر بن محمد بن قولويه في كامل الزيارة: عن أبيه وجماعة مشايخه، عن سعد بن عبد الله، عن الحسن بن علي الزيتوني وغيره، عن أحمد بن هلال، عن محمد بن أبي عمير، عن حماد بن عثمان، عن أبي بصير، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام والحسن بن محبوب، عن أبي حمزة، عن علي بن الحسينعليهما‌السلام قال: « من أحب أن يصافحه مائة ألف نبي وأربعة وعشرون ألف، نبي فليزر قبر أبي عبد الله الحسين بن عليعليهما‌السلام في النصف من شعبان، فإن أرواح النبيين يستأذنون الله تعالى في زيارته فيؤذن لهم، منهم خمسة أولوا العزم من الرسل، قلنا: من هم؟ قال: نوح وإبراهيم وموسى

__________________

الباب ٣٨

١ - بشارة المصطفى ص ٧٧.

٢ - كامل الزيارات ص ١٧٩ ح ٢.

٢٨٨

وعيسى ومحمد ( صلى الله عليهم )(١) ، قلنا له: ما معنى أولي العزم؟ قال: بعثوا إلى شرق الأرض وغربها جنها وإنسها ».

[١٢٠٣٢] ٣ - وعن أبيه، وعلي بن الحسين ومحمد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن بعض أصحابه، عن ابن خارجة، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: « إذا كان النصف من شعبان، نادى مناد من الأفق الأعلى زائري الحسين: ارجعوا مغفورا لكم، ثوابكم على الله ربكم ومحمد نبيكمصلى‌الله‌عليه‌وآله ».

[١٢٠٣٣] ٤ - وعن أبيه وجماعة مشايخه، عن محمد بن يحيى العطار، عن محمد بن الحسين، عن إبراهيم بن هاشم، عن صندل، عن ابن خارجة، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: « إذا كان النصف من شعبان نادى مناد » وذكر مثله.

ورواه صافي البرقي، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: « من زار أبا عبد اللهعليه‌السلام ثلاث سنين متواليات لا فصل فيها، في النصف من شعبان، غفر له ذنوبه ».

٣٩ -( باب ما يستحب من العمل ليلة النصف من شعبان بكربلاء)

[١٢٠٣٤] ١ - السيد علي بن طاووس في الاقبال: نقلا من خط محمد بن علي

__________________

(١) في المصدر زيادة: أجمعين.

٣ - كامل الزيارات ص ١٧٩.

٤ - كامل الزيارات ص ١٨٠.

الباب ٣٩

١ - إقبال الاعمال ص ٧١٥، وعنه في البحار ج ١٠١ ص ٣٤٢ ح ٤.

٢٨٩

الطرازي من كتابه، قال ما هذا لفظه: ونقلت من خط الشيخ أبي الحسن محمد بن هارون أحسن الله توفيقه، ما ذكر أنه حذف إسناده قال: ومن صلاة ليلة النصف من شعبان، عند قبر سيدنا أبي عبد الله الحسين بن علي ( صلوات الله عليهما )، أربع ركعات تقرأ في كلّ ركعة فاتحة الكتاب خمسين مرة وقل هو الله خمسين مرة، وتقرأهما في الركوع عشر مرات، وإذا استويت من الركوع مثل ذلك، وفي السجدتين وبينهما مثل ذلك، كما تفعل في صلاه التسبيح وتدعو بعدهما الدعاء.

٤٠ -( باب تأكد زيارة الحسينعليه‌السلام ، ليلة الفطر وليلة الأضحى)

[١٢٠٣٥] ١ - جعفر بن محمد بن قولويه في كامل الزيارة: عن جماعة مشايخه، عن محمد بن يحيى العطار، عن الحسين بن أبي سارة المدائني، عن يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن عبد الرحمان بن الحجاج، أو غيره واسمه الحسين قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : « من زار قبر الحسين بن عليعليهما‌السلام ليلة من ثلاث غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، قال: قلت: أي الليالي جعلت فداك؟ قال: ليلة الفطر، أو ليلة الأضحى، أو ليلة النصف من شعبان ».

[١٢٠٣٦] ٢ - وعن أبيه، وعن ابن الحسين وجماعة مشايخه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن خالد، عن القاسم بن يحيى، عن جده الحسن بن راشد، عن يونس بن ظبيان قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : « من زار الحسين بن علي

__________________

الباب ٤٠

١ - ٢ - كامل الزيارات ص ١٨٠.

٢٩٠

عليهما‌السلام ، ليلة النصف من شعبان وليلة الفطر وليلة عرفة في سنة واحده، كتب الله له ألف حجة مبرورة وألف عمرة متقبلة، وقضيت له ألف حاجة من حوائج الدنيا والآخرة ».

٤١ -( باب تأكد استحباب زيارة الحسينعليه‌السلام ليلة عاشوراء ويوم عاشوراء)

[١٢٠٣٧] ١ - جعفر بن محمد بن قولويه في كامل الزيارة: عن أبيه وأخيه وجماعة مشايخه، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن علي المدائني، عن محمد بن سعيد البجلي عن قبيصة عن جابر الجعفي قال دخلت على جعفر بن محمدعليهما‌السلام في يوم عاشوراء فقال لي: هؤلاء زوار الله وحق على المزور أن يكرم الزائر، من بات عند قبر الحسينعليه‌السلام ليلة عاشوراء، لقي الله يوم القيامة ملطخا بدمه كأنما قتل معه في عرصته(١) ، وقال: من زار قبر الحسينعليه‌السلام يوم عاشوراء أو بات عنده، كان كمن استشهد بين يديه ».

[١٢٠٣٨] ٢ - وعن محمد بن همام، عن جعفر بن محمد الفزاري، عن أحمد بن علي بن عبيد الجعفي، عن حسين بن سليمان، عن الحسين بن أسد، عن حماد بن عيسى، عن حريز، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: « من زار الحسينعليه‌السلام يوم عاشوراء

__________________

الباب ٤١

١ - كامل الزيارات ص ١٧٣.

(١) العرصة: بالفتح كلّ بقعة واسعة ليس فيها بناء، ومنه عرصات الجنة ( مجمع البحرين ج ٤ ص ١٧٤ ). وفي نسخة: عصره، ( منه قده ).

٢ - كامل الزيارات ص ١٧٣.

٢٩١

وجبت له الجنة ».

[١٢٠٣٩] ٣ - وعن محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن زيد الشحام، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: « من زار قبر الحسين بن عليعليهما‌السلام يوم عاشوراء عارفا بحقه، كان كمن زار الله في عرشه ».

[١٢٠٤٠] ٤ - وعن الحسين بن محمد بن عامر، عن المعلى بن محمد، عن محمد بن جمهور العمي، عمن ذكره، عنهمعليهم‌السلام قال: « من زار(١) الحسينعليه‌السلام يوم عاشوراء، كان كمن تشحط بدمه بين يديه ».

[١٢٠٤١] ٥ - وعن محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري ( عن أبيه )(١) عن محمد بن الحسين، عن حمدان بن المعافا، عن ابن أبي عمير، عن زيد الشحام، عن جعفر بن محمدعليهما‌السلام قال: « من زار الحسينعليه‌السلام ليلة النصف من شعبان، غفر الله له ما تقدم من ذنوبه وما تأخر، ومن زاره يوم عرفة كتب الله له ثواب ألف حجة متقبلة وألف عمرة مبرورة، ومن زاره يوم عاشوراء فكأنما زار الله فوق عرشه ».

__________________

٣ - كامل الزيارات ص ١٧٤.

٤ - كامل الزيارات ص ١٧٤.

(١) في المصدر زيادة: قبر.

٥ - كامل الزيارات ص ١٧٤.

(١) أثبتناه من المصدر ومعاجم الرجال، راجع معجم رجال الحديث ج ١٠ ص ١٤٣.

٢٩٢

[١٢٠٤٢] ٦ - وعن حكيم بن داود وغيره، عن محمد بن موسى الهمداني، عن محمد بن خالد الطيالسي، عن سيف بن عميرة وصالح بن عقبة معا، عن علقمة بن محمد الحضرمي ومحمد بن إسماعيل، عن صالح بن عقبة، عن مالك الجهني، عن أبي جعفر الباقرعليه‌السلام قال: « من زار الحسينعليه‌السلام ( يوم عاشوراء )(١) حتى تظل عنده باكيا، لقي الله عز وجل ( يوم القيامة )(٢) بثواب ألفي ألف حجة وألفي ألف عمرة وألفي ألف غزوة، وثواب كلّ حجة وعمرة وغزوة كثواب من حج واعتمر وغزا مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ومع الأئمة الراشدين ( صلوات الله عليهم ) » الحديث.

[١٢٠٤٣] ٧ - عوالي اللآلي: عن الصادقعليه‌السلام أنه قال: « من زاره - يعني الحسينعليه‌السلام - يوم عاشوراء حتى يظل عنده باكيا حزينا، كان كمن استشهد بين يديه، حتى يشاركهم في منازلهم في الجنة ».

[١٢٠٤٤] ٨ - الشيخ المفيد في مسار الشيعة: وروي أن من زارهعليه‌السلام وبات عنده ليلة عاشوراء حتى يصبح، حشره الله تعالى ملطخا بدم الحسينعليه‌السلام في جملة الشهداء.

__________________

٦ - كامل الزيارات ص ١٧٤.

(١) في نسخة. يوم العاشر من الشهر. - ( منه قده ).

(٢) أثبتناه من المصدر.

٧ - عوالي اللآلي ج ٤ ص ٨٢ ح ٩٠.

٨ - مسار الشيعة ضمن ( مجموعة نفيسة ) ص ٢٥.

٢٩٣

٤٢ -( باب تأكد استحباب زيارة الحسينعليه‌السلام كلّ ليلة جمعة وكل يوم جمعة)

[١٢٠٤٥] ١ - السيد علي بن طاووس في الاقبال قال: روى أبو عبد الله بن حماد الأنصاري في كتاب أصله، في فضل زيارة الحسينعليه‌السلام فقال ما لفظه: عن الحسين بن أبي حمزة قال: خرجت في آخر زمان بني أمية وأنا أريد قبر الحسينعليه‌السلام ، فانتهيت إلى الغاضرية حتى إذا نام الناس اغتسلت ثم أقبلت أريد القبر، حتى إذا كتنت على باب الحير، خرج إلي رجل جميل الوجه طيب الريح شديد بياض الثياب فقال: انصرف فإنك لا تصل، فانصرفت إلى شاطئ الفرات فأنست به، حتى إذا كان نصف الليل اغتسلت ثم أقبلت أريد القبر، فلما انتهيت إلى باب الحائر خرج إلي الرجل بعينه فقال: يا هذا انصرف فإنك لا تصل فانصرفت فلما كان آخر الليل اغتسلت ثم أقبلت أريد القبر، فلما انتهيت إلى باب الحاير، خرج إلي ذلك الرجل فقال: يا هذا إنك لا تصل، فقلت: فلم لا أصل إلى ابن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وسيد شباب أهل الجنة وقد جئت أمشي من الكوفة، وهي ليلة الجمعة، وأخاف أن أصبح هاهنا وتقتلني مسلحة(١) بني أمية؟ فقال: انصرف فإنك لا تصل، فقلت: ولم لا أصل؟ فقال: إن موسى بن عمران استأذن ربه في زيارة قبر الحسينعليه‌السلام فأذن له، فأتاه وهو في سبعين ألف، فانصرف فإذا عرجوا إلى السماء

__________________

الباب ٤٢

١ - الاقبال ص ٥٦٨.

(١) المسلحة: جنود وأعوان سموا بذلك لأنهم يحملون السلاح أو لأنهم يسكنون المسلحة وهي ثغر أو مرقب يكونون فيه يرقبون من يرد إليهم ومن يخرج منه ( لسان العرب ( سلح ) ص ٢ ح ٤٨٧ ).

٢٩٤

فتعال، فانصرفت وجئت إلى شاطئ الفرات، حتى إذا طلع الفجر اغتسلت وجئت ودخلت فلم أر عنده أحدا، فصليت عنده الفجر وخرجت إلى الكوفة.

[١٢٠٤٦] ٢ - الشيخ محمد بن المشهدي في المزار: بإسناده إلى الأعمش قال: كنت نازلا بالكوفة، وكان لي جار كثيرا ما كنت اقعد إليه، وكانت ليلة الجمعة، فقلت له: ما تقول في زيارة الحسينعليه‌السلام ؟ فقال لي: بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار، فقمت من بين يديه وأنا ممتلئ غضبا، وقلت: إذا كان السحر أتيته وحدثته من فضائل أمير المؤمنينعليه‌السلام ما يسخن الله به عينيه، قال: فأتيته وقرعت عليه الباب، فإذا أنا بصوت من وراء الباب: أنه قد قصد الزيارة في أول الليل، فخرجت مسرعا فأتيت الحير، فإذا أنا بالشيخ ساجد لا يمل من السجود والركوع، فقلت له: بالأمس تقول لي بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار، واليوم تزوره! فقال لي: يا سليمان لا تلمني، فإني ما كنت أثبت لأهل هذا البيت إمامة، حتى إذا كانت ليلتي هذه، رأيت رؤيا أرعبتني، فقلت، ما رأيت أيها الشيخ؟ قال: رأيت رجلا لا بالطويل الشاهق ولا بالقصير اللاصق، لا أحسن أصفه من حسنه وبهائه، ومعه أقوام يحفونه حفيفا ويزفونه زفا، بين يديه فارس على فرس ذنوب(١) ، على رأسه تاج للتاج أربعة أركان، في كلّ ركن جوهرة تضئ مسيرة ثلاثة أيام، فقلت: من هذا؟ فقالوا: هذا محمد بن عبد الله بن عبد المطلبصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقلت: والاخر، فقالوا: وصيه علي بن أبي طالب

__________________

٢ - مزار المشهدي ص ٤٦١، وعنه في البحار ج ١٠١ ص ٥٨ ح ٢٦.

(١) الذنوب: الفرس الطويل الذنب أو الوافر شعر الذنب ( لسان العرب ( ذنب ) ج ١ ص ٣٩٠ ).

٢٩٥

عليه‌السلام ، ثم مددت عيني فإذا أنا بناقة من نور عليها هودج من نور، تطير بين السماء والأرض، فقلت: لمن هذه الناقة؟ قالوا: لخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قلت: والغلام، قالوا: الحسن بن علي، قلت: فأين يريدون؟ قال: يمضون بأجمعهم إلى زيارة المقتول ظلما، الشهيد بكربلاء الحسين بن علي، ثم قصدت الهودج، وإذا أنا برقاع تساقط من السماء، أمانا من الله جل ذكره لزوار الحسين بن علي ليلة الجمعة، ثم هتف بنا هاتف، ألا إنا وشيعتنا في الدرجة العليا من الجنة، والله يا سليمان لا أفارق هذا المكان حتى يفارق روحي جسدي.

٤٣ -( باب استحباب الغسل لزيارة الحسينعليه‌السلام من الفرات وغيره)

[١٢٠٤٧] ١ - جعفر بن محمد بن قولويه في كامل الزيارة: عن محمد بن جعفر، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن صالح بن عقبة، عن بشير الدهان قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام - في حديث له طويل - قال: « ويحك يا بشير إن المؤمن إذا أتاه(١) عارفا بحقه، فاغتسل في الفرات ثم خرج كتب له بكل خطوة حجة وعمرة مبرورات متقبلات، وغزوة مع نبي مرسل أو إمام عدل(٢) ».

__________________

الباب ٤٣

١ - كامل الزيارات ص ١٨٤.

(١) في المصدر: أتى قبر الحسين عليه‌السلام .

(٢) في نسخة: عادل، ( منه قده ).

٢٩٦

[١٢٠٤٨] ٢ - وعن محمد بن همام، بن(١) سهيل الإسكافي، عن جعفر بن محمد بن مالك، عن الحسن بن عبد الرحمان الرواسي، عمن حدثه، عن بشير الدهان، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: « من أتى الحسينعليه‌السلام فتوضأ واغتسل من الفرات، لم يرفع قدما ولم يضع قدما، إلا كتب الله له حجة وعمرة ».

[١٢٠٤٩] ٣ - وعن أبيه ومحمد بن الحسين بن الوليد، عن الحسين بن الحسن بن أبان، عن الحسين بن سعيد، عن فضالة، عن يوسف الكناسي، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: « إذا أتيت قبر الحسين بن عليعليهما‌السلام ، فائت الفرات واغتسل بحيال(١) قبره ».

[١٢٠٥٠] ٤ - وعن جعفر بن محمد(١) بن إبراهيم بن عبيد الله(٢) ، الموسوي عن عبيد الله بن نهيك، عن محمد بن الفراش(٣) ، عن إبراهيم بن محمد الطحان(٣) عن بشير الدهان، عن رفاعة بن موسى النخاس، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: « إن من خرج إلى قبر الحسينعليه‌السلام عارفا بحقه(٤) واغتسل في الفرات وخرج من الماء

__________________

٢ - كامل الزيارات ص ١٨٦.

(١) في نسخة: عن جميل، ( منه قده ).

٣ - كامل الزيارات ص ١٨٦.

(١) قعد حياله: بإزائه أو محاذيا له ( مجمع البحرين ( حول ) ج ٥ ص ٣٦٠ ).

٤ - كامل الزيارات ص ١٨٧.

(١) في المخطوط: عبد الله وما أثبتناه من المصدر، راجع معجم رجال الحديث ج ٤ ص ١٠١

(٢) في نسخة: الساوي، ( منه قده ).

(٣) في نسخة: الفرات، ( منه قده )، وفي المصدر محمد الفراشي.

(٤) في المصدر زيادة: وبلغ الفرات.

٢٩٧

كان كمثل الذي خرج من الذنوب، وإذا مشى إلى الحير لم يرفع قدما ولم يضع أخرى، إلا كتب الله له عشر حسنات ومحا عنه عشر سيئات ».

[١٢٠٥١] ٥ - وعن أبيه ( وجماعة أصحابه )(١) ، عن محمد بن يحيى وأحمد بن إدريس معا، عن العمركي، عن يحيى خادم أبي جعفر الثانيعليه‌السلام ، عن محمد بنت سنان، عن بشير الدهان، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام - في حديث له - قال: فقالعليه‌السلام : « يا بشير إن الرجل منكم ليغتسل على شاطئ الفرات، ثم يأتي قبر الحسينعليه‌السلام عارفا بحقه، فيعطيه الله بكل قدم يرفعها أو يضعها مائة حجة مقبولة، ومائة عمرة مبرورة، ومائة غزوة مع نبي مرسل إلى أعدى عدو له » الخبر.

٤٤ -( باب استحباب الدعاء عند غسل الزيارة بالمأثور)

[١٢٠٥٢] ١ - جعفر بن محمد بن قولويه في كامل الزيارة: عن الحسين(١) بن محمد بن عامر، عن أحمد بن علوية الأصبهاني، عن إبراهيم بن محمد الثقفي، رفعه إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام ، أنه كان يقول بعد غسل الزيارة إذا فرغ: « اللهم اجعله لي نورا وطهورا، وحرزا وكافيا من كلّ داء وسقم، ومن كلّ آفة وعاهة، وطهر به قلبي وجوارحي ولحمي ودمي وشعري وبشري ومخي وعظامي وعصبي وما أقلت

__________________

٥ - كامل الزيارات ص ١٨٥.

(١) ما بين القوسين ليس في المصدر.

الباب ٤٤

١ - كامل الزيارات ص ١٨٦.

(١) في المخطوط: الحسن، وما أثبتناه من المصدر.

٢٩٨

الأرض مني، واجعله لي شاهدا يوم القيامة، ويوم حاجتي وفقري(٢) ».

٤٥ -( باب استحباب زيارة الحسينعليه‌السلام بالزيارةالمأثور وآدابها، وصلاة ركعتي الزيارة بعدها، وزيارة الشهداء)

[١٢٠٥٣] ١ - جعفر بن محمد بن قولويه في كامل الزيارة: عن أبيه ومحمد بن عبد الله معا، عن عبد الله بن جعفر الحميري، عن عبد الله بن محمد بن خالد، عن الحسن بن علي، عن أبيه، عن فضيل بن عثمان الصائغ، عن معاوية بن عمار قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : ما أقول إذا أتيت قبر الحسينعليه‌السلام ؟ قال: « قل: السلام عليك يا أبا عبد الله، صلى الله عليك يا أبا عبد الله، رحمك الله يا أبا عبد الله، لعن الله من قتلك، ولعن الله من شرك، في دمك، ولعن الله من بلغه ذلك فرضي به، أنا إلى الله من ذلك برئ ».

[١٢٠٥٤] ٢ - وعن أبيه، عن سعد بن عبد الله، ( عن أبي عبد الله الرازي )(١) ، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن الحسن بن محمد بن عبد الكريم أبي علي، عن المفضل بن عمر، عن جابر الجعفي قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام ( للمفضل )(٢) : « كم بينك وبين قبر الحسينعليه‌السلام ؟ قلت: بأبي أنت وأمي يوم وبعض يوم آخر،

__________________

(٢) في المصدر زيادة: وفاقتي.

الباب ٤٥

١ - كامل الزيارات ص ٢٠٥.

٢ - كامل الزيارات ص ٢٠٥.

(١) أثبتناه من المصدر.

(٢) أثبتناه من المصدر.

٢٩٩

قال: « فتزوره » فقال: نعم، قال: فقال: « ألا أبشرك، ألا أفرحك ببعض ثوابه »؟ قلت: بلى جعلت فداك، قال: فقال لي: « إن الرجل منكم ليأخذ في جهازه ويتهيأ لزيارته، فيتباشر به أهل السماء، فإذا خرج من باب منزله راكبا أو ماشيا، وكل الله به أربعة آلاف ملك من الملائكة، يصلون عليه حتى يوافي(٣) الحسينعليه‌السلام ، يا مفضل إذا أتيت قبر الحسين بن عليعليهما‌السلام ، فقف بالباب وقل هذه الكلمات، فإن لك بكل كلمة كفلا(٤) من رحمة الله » فقلت: ما هي جعلت فداك؟ قال: تقول: « السلام عليك يا وارث آدم صفوة الله، السلام عليك وارث نوح نبي الله، السلام عليك يا وارث إبراهيم خليل الله، السلام عليك يا وارث موسى كليم الله، السلام عليك يا وارث عيسى روح الله، السلام عليك يا وارث محمد حبيب الله، السلام عليك يا وارث علي وصي رسول الله السلام، عليك يا وارث الحسن الرضي، السلام عليك يا وارث فاطمة بنت رسول الله، السلام عليك أيها الشهيد الصديق، السلام عليك أيها الوصي(٥) البار التقي، السلام على الأرواح التي حلت بفنائك وأناخت برحلك السلام على ملائكة الله المحدقين بك، أشهد أنك قد أقمت، الصلاة وآتيت الزكاة، وأمرت بالمعروف، ونهيت عن المنكر، وعبدت الله مخلصا حتى أتاك اليقين، السلام عليك ورحمة الله وبركاته، ثم

__________________

(٣) وفيه زيادة: قبر.

(٤) وفي نسخة: كفلة. الكفل: الضعف والحظ والنصيب ( مجمع البحرين ( كفل ) ج ٥ ص ٤٦٢ ).

(٥) وفي نسخة الرضي. ( منه قده ).

(٦) في المصدر زيادة: السلام عليك يا حجة الله وابن حجته.

٣٠٠

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442