مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل الجزء ١٠

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل13%

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 442

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧
  • البداية
  • السابق
  • 442 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 225728 / تحميل: 4727
الحجم الحجم الحجم
مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل الجزء ١٠

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

ملكوتي يصاحبه، فإلامامة بحسب الباطن نحو ولاية للناس في أعمالهم»(١) .

وبهذه الولاية التكوينية يستطيع الهادي الى الله بأمره أن يتصرّف بالأسباب ويصل الى حقائق وبواطن العباد فيعطيهم من حقائق الهداية ما يناسبهم، وهذا التصرّف هو الذي ساقنا إليه التدبر في الآيات الناصة على وجود شهيد في كل زمان على أهل عصره.

الهادي منصوب من الله.

وبالرجوع ثانية الى القرآن الكريم نجده يصرّح بأن الذي يكون هادياً للناس بأمر الله تبارك وتعالى هو الإمام المنصوب لذلك من قبل الله تعالى كما هو واضحٌ من قوله تعالى:( وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا ) (٢) .

وفي هذا تأكيد لما دلّت عليه آيات الإمامة وأنها عهد إلهي يجعله الله فيمن يختاره من عباده، كما أشرنا لذلك في الحديث عن آيات سورة الاسراء وصفات الإمام.

نعود للآية مورد البحث من سورة الرعد فهي تصرّح بأنه (لكل قوم هاد)على نحو الإطلاق ومصداق الهادي المراد فيها لا يمكن أن يكون أحد الكتب السماوية للسبب نفسه الذي أوردناه في معرفة مصداق «الإمام» في آية سورة الإسراء، كما لا يمكن حصر المصداق بالنبي لما قلنا من أنه يخرج الفترات التي ليس فيها نبي من حكم الآية وهذا خلاف ظاهر الآية العام الذي يشمل جميع الأزمان.

كما لا يمكن أن يكون المصداق المقصود في الآية هو الله سبحانه وتعالى; لأن هدايته تشمل جميع الأزمنة دونما تخصيص بقوم دون قوم، وهذا خلاف ظاهر الآية، خاصة وأن لفظة «هاد» جاءت بصيغة النكرة، الأمر الذي يفيد تعدد الهداة.

ـــــــــــ

(١) تفسير الميزان: ١/٢٧٢.

(٢) الأنبياء (٢١): ٧٣ .

٦١

يُضاف الى كل ذلك أن الهداية الإلهية للناس تكون بواسطة هداة من أنفسهم مرتبطين به تبارك وتعالى يتلقون منه الهداية وينقلونها الى عباده، وهؤلاء هم المهتدون بأنفسهم منه تبارك وتعالى دونما واسطة كما تقدم في تفسير آية سورة يونس وهم الذين يهدون بأمره تعالى. وهم الأئمة المنصوبون للهداية بأمره تعالى كما تقدم حيث لم يرد في القرآن الكريم وصف الهداية بأمره إلاّ في موردين اقترن فيهما بوصفي «الأئمة» وإختيارهم لذلك من قبل الله تعالى، والموردان هما آية سورة الأنبياء المتقدمة وآية سورة السجدة:( وجعلنا منهم أئمّة يهدون بأمرنا لمّا صبروا ) (١)

وتكون النتيجة المتحصلة من التدبر في الآية الكريمة مورد البحث هي حتمية وجود إمام هاد الى الله بأمره تبارك وتعالى منصوب لذلك من قبله عزّ وجلّ في كل عصر فلا تخلو الأرض منه سواء أكان نبيّاً أو غير نبي.

وحيث إن مثل هذا الشخص غير ظاهر في عصرنا الحاضر; إذ لا يوجد بين المسلمين ـ من أي فرقة كانت ـ مَن يقول بوجود إمام ظاهر هاد بأمر الله منصوب من قبله تعالى ورد النص عليه ممّن قوله حجة إلهية كما تقدم في البحث عن آية سورة الإسراء; لذا فلا مناص من القول بغيبته واستتاره، وقيامه بمهام الإمامة والهداية مستتراً بأستار الغيبة، فيكون الانتفاع به مثل الانتفاع بالشمس إذا غيّبتها عن الأبصار السحاب كما ورد في الأحاديث الشريفة(٢) . وهذا ما تقول به مدرسة أهل البيتعليهم‌السلام في الامام المهدي وغيبته.

الفصل الرابع: المهدي الموعود وغيبته في المتفق عليه من السُنّة

الى جانب الآيات الكريمة المتقدمة توجد بين أيدينا الكثير من الأحاديث الشريفة التي صحت روايتها عند أهل السنة والشيعة عن سيد المرسلينصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بطرق كثيرة، تؤكد دلالات الطائفة المتقدمة من الآيات الكريمة وتفصل مجملاتها وتكمل الصورة التي ترسمها فيما يرتبط بالدلالة على وجود الإمام المهدي الموعودعليه‌السلام بالفعل وغيبته وتصرح بالمصداق الذي دلت عليه الآيات الكريمة بذكر صفاته العامة.

ـــــــــــ

(١) السجدة (٣٢): ٢٤ .

(٢) راجع الحديث الذي يرويه جابر بن عبد الله الأنصاري عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم المروي في كمال الدين: ١ / ٢٥٣ وكفاية الأثر : ٥٣ وغيرهما .

٦٢

ونختار هنا نماذج من الأحاديث الشريفة المتواترة أو المستفيضة المروية بأسانيد صحيحة عند أهل السنة والمروية في الكتب الستة المعتمدة عندهم لأن الاحتجاج بها أبلغ، ولأن تفسيرها وتقديم المصداق المعقول لها غير ممكن إلا على ضوء عقيدة أهل البيت في المهدي المنتظرعليه‌السلام فيما يرتبط بعصرنا الحاضر خاصة; ولأن الرسول الأعظمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، قد صرح في هذه الأحاديث المختارة بالأهمية القصوى التى تحظى بها مضامينها كما سنرى.

١ ـ حديث الثقلين ، وهو من الأحاديث المتواترة، رواه حفاظ أهل السنة والشيعة بأسانيد صحيحة عن جم غفير من أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، عدَّ ابن حجر ـ من علماء أهل السنة ـ أكثر من عشرين منهم في كتابه الصواعق المحرقة(١) وعدَّ غيره من حفّاظ أهل السنة أكثر من ثلاثين صحابياً كما في سنن الترمذي(٢) ، وألّف الحافظ أبو الفضل المقدسي المعروف بابن القيسراني ـ وهو من كبار حفّاظ أهل السنّة ـ كتاباً خاصاً عن طرق هذا الحديث الشريف(٣) . كما أثبتت العديد من الدراسات الحديثية تواتره بما لا يدع أي مجال للنقاش أو التشكيك، نظير ما فعل العلامة المتتبع المير حسين حامد الموسوي في موسوعة عبقات الأنوار وغيره من العلماء(٤) .

ويتضح من روايات هذا الحديث الشريف أن النبي المكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قد كرر مضمونه بعبارات وألفاظ متقاربة في عدة مناسبات، منها في يوم عرفة من حجة الوداع، وموقف يوم الغدير في طريق عودته منها وبعد انصرافه من الطائف، وفي الجحفة، وفي خطبة له في مسجده بالمدينة بعد عودته من هذه الحجة، وفي حجرته أيام مرضهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وقد امتلأت الحجرة بالصحابة(٥) . وكل ذلك يكشف عن أهمية الوصية النبوية التي تضمنها الحديث بالنسبة للإسلام

ـــــــــــ

(١) الصواعق المحرقة : ١٥٠ من الطبعة المصرية وقد صرح ابن حجر بتواتره.

(٢) سنن الترمذي: ٥/ ٦٢١ ـ ٦٢٢ ـ مناقب أهل بيت النبي باب ٣٢.

(٣) أهل البيت في المكتبة العربية للسيد عبدالعزيز الطباطبائي : ٢٧٧ ـ ٢٧٩.

(٤) أصدرت دار التقريب الإسلامية في مصر رسالة مفصلة ألفها أحد أعضاء الدار عن هذا الحديث استوفى فيها أسانيد الحديث في الكتب المعتمدة عند أهل السنة.

(٥) الصواعق المحرقة لابن حجر: ١٤٨، أهل البيت في المكتبة العربية : ٢٧٩.

٦٣

والمسلمين وإلا لما أولاها ـ وهو الحريص على المؤمنين الرؤوف الرحيم بهم ـ كل هذا الاهتمام في التكرار والتبليغ في تلك المواطن المهمة التي تجمع أكبر عدد من المسلمين، خاصة وأنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان يبادر لإعلان هذه الوصية ويؤكدها على الملأ العام دون أن ينتظر مَن يسأله عنها.

ويستفاد من بعض الروايات أن مضمون الوصية التي تضمنها هذا الحديث الشريف، هو الذي أراد رسول الله محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كتابته للمسلمين في الأيام الأخيرة من حياته المباركة عندما طلب أن يأتوه بكتف ودواة ليملي عليهم وصية لكي لا يضلوا بعده، كما ورد في نص حديث الكتف والدواة هذا المروي في صحيح البخاري(١) وغيره فمنعوه من ذلك ووقع الاختلاف فصرفهم كما في حديث رزية يوم الخميس المشهور دون أن يدون الوصية، إذْ يُلاحظ أن عبارة «لن تضلوا بعدي » المذكورة في حديث طلبه كتابة الوصية عبارة متكررة في حديث الثقلين أيضاً، كما تكررت وصيته بأهل بيته وعترته خيراً في حديث الثقلين وفي وصاياه في الساعات الأخيرة من حياته المباركة.

ويظهر من ذلك بوضوح أن النبي الأكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أراد تسجيل مضمون الحديث الشريف في وثيقة نبوية حاسمة للجدال مدونة بحضور كبار صحابته قطعاً للجدال وتوكيداً للأمر. وكل ذلك يبيّن أن الموضوع الذي يتضمنه مهم للغاية وإلا لما أكد عليه هادي الأممصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بهذه الدرجة المشددة، وهذا الأمر يكشف عنه نص الحديث نفسه المصرح بأن العمل بالوصية التي يتضمنها هو الأهمية القصوى التي أحاط بها تبليغه لمضمون هذا الحديث، بل واضحٌ أن تبليغ هذا الحديث في الأيام الأخيرة من حياته الشريفة يأتي في ضمن مساعيه لهداية المسلمين الى ماينقذهم من الضلالة والانحراف بعده وهو الهدف الذي صرح به في حديث الثقلين، لذا فذكر الأئمة أو الخلفاء الاثني عشر والإخبار عن مجيئهم بعده هو لهداية المسلمين وصوناً لمستقبل مسيرتهم من بعده وإتماماً للحجة عليهم. وهذه نقطة محورية مهمة يجب أخذها بنظر الاعتبار لدراسة هذا الحديث ولمعرفة مصداقه.

ـــــــــــ

(١) صحيح البخاري: ١/ ٣٧، ٤/ ٣١، ٤/ ٦٥ ـ ٦٦، ٥/ ١٣٧،، ٧/ ٩، ٨/ ١٦١ من طبعة دار الفكر المصورة عن طبعة استانبول وفي جميعها وردت عبارة «لن تضلوا بعدي» في الحكاية عن مضمون الكتاب الذي أراد كتابته.

٦٤

ترابط أحاديث حجة الوداع

٢ ـ وعلى ضوء اشتراك الأحاديث الثلاثة في موضوع واحد، فإن مما يعين على فهم هذا الحديث الشريف مورد البحث، ملاحظة ارتباطه بالحديثين الآخرين اللذين بلغهما الرسول محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في حجة الوداع نفسها أو على الأقل في فترة زمنية واحدة هي الأيام الأخيرة من حياته الشريفة وحقيقة الأمر أن الأحاديث الثلاثة ترسم صورة متكاملة لطريق اهتداء المسلمين لما يضمن مستقبل مسيرتهم من بعدهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

فحديث الثقلين يصرح ـ كما بيّنا سابقاً ـ بأن النجاة من الضلالة بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم تكون بالتمسك بالقرآن والعترة وأن لكل زمان رجلاً من أهل بيته وعترته جديراً بأن يكون التمسك به الى جانب القرآن منجاة من الضلالة.

أما حديث الغدير فإنه يصرح باسم الإمام عليعليه‌السلام كولي للامة بعدهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يجب عليهم التمسك بولايته كما وجب التمسك بولاية خاتم المرسلين، وهذا ما يدل عليه أخذهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلا قرار من المسلمين بأنه أولى بالمؤمنين من أنفسهم ثم قوله : « مَن كنتُ مولاه فهذا علي مولاه »(١) .

أما حديث الأئمة الاثني عشر فإنه يصرح بأن الدين يبقى قائماً الى يوم القيامة بوجود هؤلاء الأئمة وبهذا العدد لا يزيد ولا ينقص، ويهدي الى التمسك بهم.

فتكون الصورة التي ترسمها الأحاديث الثلاثة معاً ـ وقد صدرت في حجة واحدة أو على الأقل في فترة زمنية واحدة هي الأيام الأخيرة من حياته الشريفة وضمن مسعى واحد هو هداية المسلمين الى سبيل النجاة من الانحراف والضلالة بعده وهي: أن النجاة من الضلالة وحفظ قيام الدين تكون بالتمسك بالقرآن الكريم وبأئمة العترة الطاهرة الذين لا يخلو زمانٌ من أحدهم وأن أولهم الإمام عليعليه‌السلام وعددهم إثنا عشر إماماً لا يزيد ولا ينقص.

ـــــــــــ

(١) عن دلالات حديث الغدير وتواتره وطرقه راجع موسوعة الغدير للعلامة الأميني رحمه‌الله ، والجزء الخاص به من عبقات الأنوار وغيرها.

٦٥

مصداق الخلفاء الاثني عشر

وعندما نرجع للواقع التأريخي الاسلامي لا نجد مصداقاً للنتيجة المتحصلة سوى أئمة أهل البيت الاثني عشر بدءً بالإمام علي وانتهاءً بالمهدي المنتظر ـ سلام الله عليهم ـ لا يزيد عددهم عن الأثني عشر ولا ينقص فجاؤا المصداق الوحيد لما أخبر به الرسول الأكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إذْ لم يدّع غيرهم ذلك، تحقيقاً للنبوة المحمدية الثابتة عند المسلمين جميعاً.

وحيث قد ثبتت عند المسلمين كافة وفاة الأئمة الأحد عشر من هؤلاء الأئمة الاثني عشر، وثبت عند الإمامية عدموفاة الثاني عشر منهم، في حين أن الحديث المتقدم ينص على استمرار وجودهم الى يوم القيامة; لذا فلا مناص من القول بوجود الإمام الثاني عشر وغيبته ـ إذ من الثابت للجميع عدم ظهوره ـ وقيام الدين بوجوده في غيبته ايضاً تصديقاً لما نص عليه الحديث المتقدم فيكون هذا الحديث الشريف دليلاً على وجود المهدي الإمامي وغيبته.

دراسة الأحاديث مستقلة

٣ ـ الدلالة نفسها يمكن التوصل إليها من خلال دراسة الحديث المتقدم بصورة مستقلة وبغض النظر عن ارتباطه بحديثي الثقلين والغدير، واستناداً الى الدلالات المستفادة من الحديث نفسه وطبقاً للمروي في كتب أهل السنة. فنصوصه تجمع على أن موضوعه الأول إخبارُ المسلمين بأن إثني عشر شخصاً سيخلفون النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لقوله: « يكون من بعدي »، أي في الفاصلة الزمنية بين رحيله والى يوم القيامة كما هو المستفاد من قوله في مقدمة الحديث : « إن هذا الأمر لا ينقضي » كما في صحيح مسلم وغيره والصيغ الاخرى دالة على الأمر نفسه. وعليه فالصفات والدلالات التي يشتمل عليها الحديث الشريف لا تنطبق على أكثر من إثني عشر شخصاً بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والى يوم القيامة، وإلا لما حصر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الأمر بهم. فمَنْ هم هؤلاء ؟

وللإجابة على هذا السؤال نرجع الى نصوص الحديث الشريف نفسه لمعرفة الصفات التي تحددها لهم ثم نلاحظ على مَن تنطبق .

إنّ الصفات التي تذكرها النصوص هي: امراءٌ، قرشيون، كونهم خلفاء، بقاء الإسلام عزيزاً بهم، قيام الدين بهم، قيّمون على الأمة، خذلان البعض لهم وتعريضهم للمعاداة. فلندرس كل واحدة من هذه الصفات.

٦٦

إنّ معنى الإنتماء لقريش واضح، وقد أجمعت معظم المذاهب الإسلامية على اشتراطه في الإمام أما صفة «الخليفة» أو «الأمير» فالمعنى المتبادر منها هو مَن يخلف رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في قيادة المسلمين أو مَن يلي أمرهم، فهل الوصف هذا يراد به من تولّى حكم المسلمين السياسي بعد وفاتهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ؟! .

من الواضح أنه لا يمكن حمل الوصف المذكور على هذا المعنى، إذ إنّ هذا تنفيه أحاديث اُخرى صحت حتى عند إخواننا أهل السنة وهي المصرحة بأن الخلافة بهذا المعنى لن تستمر بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لأكثر من ثلاثين عاماً ثم تصبح ملكاً كما في صحيحي البخاري ومسلم(١) في حين أن الحديث الشريف يصرح باستمرار وجود هؤلاء الاثني عشر الى يوم القيامة. فلا معنى لحصر البحث عن مصاديق الحديث الشريف فيمن تولى حكم المسلمين بالفعل.

دلالة الواقع التأريخي

يُضاف الى ذلك أن الواقع التأريخي الاسلامي ينفي أن يكون المقصود بالخليفة هذا المعنى، إذْ انّ عدد مَن وصل للحكم من المسلمين بعد وفاة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وتسمى بهذا الاسم يفوق الإثني عشر بكثير.

أجل يمكن القول بأن الإثني عشر المقصودين في الحديث الشريف قد يكون بعضهم من هؤلاء الذين وصلوا الى الحكم وهم الجامعون للأوصاف الواردة في النصوص وليس مجرد تسلم حكم المسلمين بطريقة أو بأخرى يجعلهم مصداقاً للخلفاء والاُمراء في هذا الحديث الشريف. فإنّ الخلافة والإمرة بالمعنى المعروف والمتداول بين المسلمين هو أمر منقوض ومردود بتصريح الأحاديث الشريفة بسرعة زوال الخلافة بهذا المعنى كما تقدم، ولأنه يستلزم أن يكونوا متفرقين على مدى التاريخ الإسلامي وهذا ما تنقضه الدلالات الأخرى المستفادة من الحديث الشريف، لأن مصاديق هذا المفهوم قد انقطعت منذ مدة طويلة في حين أن الحديث ينص على استمرار وجود هؤلاء الخلفاء الإثني عشر الى يوم القيامة دونما انقطاع كما سنرى لاحقاً.

ـــــــــــ

(١) راجع في ذلك معجم أحاديث الإمام المهدي، ١: ١٦ ـ ٣٨.

٦٧

ولذلك لا بد من حمل معنى «الخليفة» في هذا الحديث على ماهو أعم من التولي المباشر للحكم السياسي، أي أن يكون المقصود خلافتهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في الوصاية على الدين والولاية على الأمة وهدايتها الى الصراط المستقيم سواء استلم الخليفة الحكم عملياً أو لم يستلمه، فالرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان يقوم بهذه المهمة عندما كان في مكة يتابع نشر دعوته بسرية وعندما أعلنها وتعرض للأذى من المشركين وعندما هاجر الى المدينة وأقام دولته وتولى حكومتها. فقد كانصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قيّماً على الدين الحق حافظاً له وداعياً إليه في كل الأحوال، دون أن يكون لاستلامه الفعلي للحكم علاقة بإنجاز هذه المهمة وإن كان هو الأجدر باستلام الحكم في كل الأحوال.

وهذا ما يشير إليه تشبيههصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لهؤلاء الإثني عشر بنقباء بني اسرائيل وأوصياء موسىعليه‌السلام كما في حديث ابن مسعود المروي في مسند أحمد بن حنبل وغيره(١) وهذا ما يدل عليه الحديث الشريف نفسه عندما يربط ـ في بعض نصوصه ـ بين وجودهم وبين قيام الدين أي حفظه، فهم أوصياء رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وخلفاؤه في الوصاية على دينه والهداية إليه.

ـــــــــــ

(١) مسند أحمد: ١/ ٣٩٨، المعجم الكبير للطبراني: ١٠/ ١٩٥، المستدرك للحاكم: ٤/ ٥٠١.

٦٨

اتصال وجود الخلفاء الاثني عشر

وهذه الصفة ـ أي قيام الدين بهم ـ تدل على استمرار وجودهم ما بين وفاة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ويوم القيامة، لأن القول بتفرقهم وخلو بعض الأزمان من أحدهم مع ربط قيام الدين بهم، يعني ضياع الإسلام وعدم قيامه في بعض الأزمان وهذا خلاف ما يدل عليه الحديث الشريف بعبارات من قبيل « لا يزال الدين قائماً » « لا يزال الإسلام عزيزاً ».

من هنا لا يمكن أن يكون مصداق الحديث الشريف أشخاصاً متفرقين على طول التأريخ الإسلامي بل يجب أن لا يخلو زمان من واحد منهم. فيكون وجودهم متصلاً.

كما ان صفة قيام الدين بهم تؤكد أن المعنى المراد من الخلافة لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم هو المعنى الشمولي المتقدم الذي يشمل بالدرجة الأولى الوصاية على الدين الحق وحفظه والدعوة له والهداية إليه، الأمر الذي يؤهلهم للقيمومة على الأمة والولاية الشرعية عليهم المنتزعة من الولاية النبوية كما في حديث الغدير المشار إليه.

وهذا يستلزم تحليهم بالدرجة العليا من العلم بالدين الحق والعمل على وفقه لكي يكونوا أهلاً لحفظه وهداية الخلق إليه، وهذا ما يشير إليه قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في وصفه لهم : « كلهم يعمل بالهدى ودين الحق » الوارد في ذيل بعض نصوص هذا الحديث الشريف(١) .

وعلى ضوء ما تقدم نفهم الصفة الاخرى التي يذكرها الحديث الشريف

ـــــــــــ

(١) فتح الباري في شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني: ٣/١٨٤، باب الاستخلاف .

٦٩

لهم وهي أنهم سيُعرضون للكثير من أشكال المعاداة والخذلان ـ ولو لم يكن كثيراً لما استحق الذكر ـ دون أن يضرهم ذلك، فهذا العداء والخذلان لن يضرهم بمعنى أنه لا يصدهم عن تحقيق مهمتهم الأساسية بالحفاظ على قيام الدين وعزته رغم كل الصعاب وبقائه محفوظاً عندهم في كل الأزمان رغم أن الكيان السياسي للمسلمين تعرض لحقب تأريخية عديدة أصابه فيها الذل والهوان وتولى حكمه فيها أبعد الخلق عن معنى خلافة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

هذه هي صفات الخلفاء الأئمة الاثني عشر المستفادة من دلالات الحديث الشريف طبقاً لنصوصه المروية في أفضل الكتب المعتمدة عند إخواننا أهل السنة، فعلى من تنطبق؟

ائمة العترة هم المصداق الوحيد

الواقع التأريخي يثبت أن المصداق الوحيد الذي تنطبق عليه هم الائمة الاثنا عشر من عترة النبي الأعظمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهم يختصون بهذا العدد تأريخياً كما هو معلوم وتنطبق عليهم الأوصاف المستفادة من دلالات الحديث الشريف، كما سنشير لذلك فيما يلي:

أدلة التطبيق

أولاً : انّ الحديث يدل بصورة واضحة على لزوم توفر تلك الأوصاف في هؤلاء الخلفاء الاثني عشر والتي تؤهلهم لكي يكون الدين قائماً بهم. بمعنى أن يكونوا جميعاً معبرين عن خط واحد ومنهج واحد في الدفاع عن الدين وحفظه وتبليغه ـ كما فعل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ، وقد توفرت هذه الصفات في ائمة العترة النبوية الطاهرة الذين ثبت أن علوم النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عندهم وثبت عنه وصيته بالتمسك بهم للنجاة من الضلالة كما في حديث الثقلين، وقد أخذ الكثير من المسلمين ـ ومنهم أئمة المذاهب الأربعة ـ علوم الدين منهم كما هو ثابت تأريخياً وثبت في روايات مختلف الفرق الإسلامية لجوء الجميع إليهم وفقرهم إليهم في علوم الدين واستغناؤهمعليهم‌السلام عن الجميع في ذلك(١) .

ـــــــــــ

(١) راجع مثلاً «الإمام الصادق والمذاهب الأربعة» للشيخ أسد حيدر، وما ورد بشأنهم في تاريخ دمشق لابن عساكر وفي تاريخ بغداد للخطيب البغدادي والصواعق المحرقة لابن حجر وسير أعلام النبلاء للذهبي ووفيات الأعيان لابن خلكان وغيرها. وسائر من ترجم لهمعليهم‌السلام من مختلف الفرق الإسلامية.

٧٠

كما أثبتت سيرتهم تفانيهم في الدفاع عن الإسلام ونشر علومه وإغاثة المسلمين عندما هاجمتهم الغزوات الفكرية واحتجاجاتهم على الملحدين وأرباب الديانات الأخرى مدونة في كتب المسلمين وهي تثبت حقيقة قيام الدين بهم وخلافتهم للرسول الأعظمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في ذلك، وأهليتهم لقيادة المسلمين أيضاً كما صرح بذلك الذهبي مثلاً حيث قال بأهلية الإمام الحسن والحسين والسجاد والباقرعليهم‌السلام ثم قال: وكذلك جعفر الصادق كبير الشأن من أئمة العلم كان أولى بالأمر من أبي جعفر المنصور، وكان ولده موسى كبير القدر جيد العلم أولى بالخلافة من هارون(١) .

ثانياً: إنّ سيرتهمعليهم‌السلام تنسجم مع تصريح الحديث الشريف بتعريض الخلفاء الإثني عشر للمعاداة والخذلان دون أن يضر ذلك في قيامهم بإنجاز مهمتهم الأساسية في حفظ الدين والدفاع عنه كما لاحظنا ذلك في الفقرة السابقة، ومن المعروف تأريخياً أنهم تعرضوا للأذى والملاحقة الشديدة من قِبَل السلطات الحاكمة التي لم تألُ جُهداً لإبادتهم مثل ما جرى في واقعة الطف للحسينعليه‌السلام وأهل بيته وأصحابه وتعريضهم للسجن والاغتيال بالقتل أو السم الأمر الذي أدى في نهاية المطاف الى ضرورة غيبة خاتمهم الإمام

ـــــــــــ

(١) سير أعلام النبلاء: ١٣/ ١٢٠ وراجع ما جمعه الشيخ الطبرسي في كتاب الاحتجاج تجد نماذج كثيرة لدفاعهم عن الإسلام بوجه الأفكار الدخلية.

٧١

الثاني عشرعليه‌السلام ، ولكن كل أشكال التعسّف والقهر والعداء والخذلان لم يُثنهم عن حفظ سنّة جدهمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وتبليغها حيث حفلت الأحاديث المروية عنهم والمدونة في كتب علماء مدرستهم بكل ما يحتاجه الإنسان في مختلف شؤونه الفردية والاجتماعية(١) .

ثالثاً: تنطبق عليهم دلالة الحديث على استمرار وجودهم بصورة متصلة ما بين وفاة جدهمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وقيام الساعة، في سلسلة ذهبية لم تؤد الى قطعها كل حملات العداء والخذلان التي تعرِّضوا لها، وإن أدت الى غيبة خاتمهم الإمام المهديعليه‌السلام فاستمر دوره في حفظ الدين وقيامه بذلك من خلف استار الغيبة بأساليب متنوعة أثبتت أن الانتفاع بوجوده متحقق مثلما ينتفع بالشمس إذا غيّبتها السُحب عن الأبصار كما ورد في الأحاديث الشريفة(٢) .

وبذلك يتضح أن عقيدة مدرسة أهل البيتعليهم‌السلام كيف تفسر عدم تناسب طول الفترة الزمنية بين وفاة الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وبين قيام الساعة، مع تحديد الحديث الشريف لعدد الخلفاء القيمين على الإسلام بإثني عشر رجلاً لا أكثر، يستمر وجودهم متصلاً الى يوم القيامة لأن قيام الدين يكون بهم.

وبذلك يكون الحديث الشريف من الأحاديث المتفق على صحتها بين المسلمين والدالة على وجود الإمام المهدي وغيبته لأنه لا ينطبق على غير الائمة الإثني عشر من أئمة العترة النبوية الذين أدى خذلانهم الى غيبة خاتمهمعليه‌السلام .

ـــــــــــ

(١) جمعت هذه الأحاديث الشريفة في موسوعات ضخمة مثل بحار الأنوار للعلاّمة المجلسي ووسائل الشيعة للحر العاملي.

(٢) مثل إصداره «التوقيعات» وهي الرسائل التي كان عليه‌السلام يبعثها للمؤمنين ويجيب فيها عن اسئلتهم الدينية المختلفة وقد دونت كتب الغيبة عدداً كبيراً منها، تجدها في كتاب «كلمة الإمام المهدي» والصحيفة المهدوية وغيرها.

٧٢

الاتفاق على أن المهدي خاتم الخلفاء الاثني عشر

يؤيد ذلك موافقة عدد كبير من علماء أهل السنّة لعقيدة أهل البيتعليهم‌السلام في كون المهدي المنتظر هو الخليفة الثاني عشر من الخلفاء الإثني عشر الذين أخبر الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عن خلافتهم الدينية، أمثال أبي داود في سننه(١) وابن كثير في تفسيره(٢) وغيرهم. وصرح بذلك المجمع الفقهي التابع للأمانة العامة لرابطة العالم الإسلامي في جوابه على استفتاء مسلم من كينيا بشأن الإمام الموعود، حيث ورد في جواب المجمع : « هو )المهدي الموعود (آخر الخلفاء الراشدين الإثني عشر الذين أخبر عنهم النبي صلوات الله وسلامه عليه في الصحاح ...»(٣) .

ولعل مستندهم في ذلك حديث الأمّة الظاهرة القائمة بأمر الله الذي يتحدث عن المصداق الذي يتحدث عنه حديث الائمة الاثني عشر الذي يصرح بأن آخر اُمراء هذه الأمة الظاهرة هو المهدي الموعود كما سنلاحظ.

٣ ـ حديث الاُمة الظاهرة القائمة بأمر الله ، وهو من الأحاديث المشهورة المروية في الكتب الستة وغيرها من المجاميع الروائية المعتبرة عند إخواننا أهل السنّة من طرق كثيرة فقد رواه مثلاً أحمد بن حنبل وحده من سبعة وعشرين طريقاً(٤) .

ـــــــــــ

(١) راجع ما نقله الشيخ عبدالمحسن العباد في بحثه (عقيدة أهل السنّة والأثر في المهدي المنتظر) المطبوع في مجلة الجامعة الاسلامية العدد الثالث، السنة الاُولى، ذو القعدة ١٣٨٨ هـ .

(٢) تفسير القرآن العظيم : ٢ / ٣٤ في تفسير الآية ١٢ من سورة المائدة.

(٣) راجع النسخة المصوّرة لفتوى رابطة العالم الاسلامي، المجمع الفقهي المنشورة في كتاب احاديث المهدي من مسند احمد بن حنبل : ١٦٢ ـ ١٦٦.

(٤) راجع كتاب «احاديث المهديعليه‌السلام من مسند احمد بن حنبل»، اعداد السيد محمد جواد الجلالي: ٦٨ ـ ٧٦ .

٧٣

فقد رواه البخاري في صحيحه بلفظ « لا يزال ناس من اُمتي ظاهرين حتى يأتيهم أمر الله وهم ظاهرون »(١) .

ورواه البخاري في تأريخه ومسلم وأبو داود وابن ماجة والترمذي وأحمد بن حنبل والحاكم وغيرهم بلفظ : «لا تزال طائفة من أُمتي على الحق حتى يأتي أمر الله عز وجل »(٢) .

ورواه البخاري في صحيحه ومسلم وأحمد وابن ماجة بلفظ : « مَن يرد الله به خيراً يفقهه في الدين ولن تزال (من) هذه الاُمة اُمة قائمة على أمر الله، لا يضرهم مَن خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون على الناس »(٣) .

ورواه مسلم وأحمد والحاكم وغيرهم عن جابر بن سمرة : « لا يزال هذا الدين قائماً تقاتل عليه عصابة من المسلمين حتى تقوم الساعة »(٤) . وفيه أنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال ذلك في حجة الوداع، وجابر هو نفسه راوي حديث الائمة الإثني عشر من قريش.

وفي رواية لمسلم : « لا تزال عصابة من اُمتي يُقاتلون على أمر الله قاهرين لعدوهم لا يضرهم من خالفهم حتى تأتيهم الساعة وهم على ذلك »(٥) .

وفي رواية لأبي داود وأحمد والحاكم وغيرهم بلفظ : « لا تبرح عصابةٌ من اُمتي ظاهرين على الحقّ لا يبالون من خالفهم حتى يخرج المسيح الدجال فيقاتلونه»(٦) .

ـــــــــــ

(١) صحيح البخاري: ٤/٢٥٢.

(٢) تاريخ البخاري: ٤/١٢ حديث ١٧٩٧، صحيح مسلم:٣/١٥٢٣، حديث ١٩٢٠، وسنن أبي داود: ٤/٩٧، حديث ٤٢٠٢ و ابن ماجة: ١/٥ باب١ حديث ١٠، والترمذي: ٤/٥٠٤ حديث ٢٢٢٩ و احمد بن حنبل في مسنده: ٢/٣٢١ .

(٣) صحيح البخاري: ٩/١٦٧، وصحيح مسلم: ٣/١٥٢٤ حديث ١٠٣٧، ومسند أحمد: ٤/١٠١، وابن ماجة: ١/٥ باب ١ حديث ٧ .

(٤) صحيح مسلم: ١٥٢٤ حديث ١٩٢٢، مسند أحمد: ٥/٩٢، ٩٤، ومستدرك الحاكم: ٤/٤٤٩.

(٥) صحيح مسلم: ٣/١٥٢٤، ١٥٢٥ باب ٥٣، حديث ١٩٢٤ .

(٦) مسند أحمد: ٤/٤٣٤، سنن أبي داود: ٣/٤، حديث ٢٤٨٤، ومستدرك الحاكم: ٢/٧١.

٧٤

وفي رواية للبخاري في تأريخه وأحمد في مسنده ورجاله كلهم ثقات كما قال الكشميري في تصريحه بلفظ: « لا تزال طائفة من اُمتي على الحق ظاهرين على مَن ناواهم حتى يأتي أمر الله تبارك وتعالى، وينزل عيسى بن مريم »(١) .

وفي رواية لمسلم وأحمد : « لا تزال طائفةٌ من اُمتي على الحق ظاهرين الى يوم القيامة، قال: فينزل عيسى بن مريمعليه‌السلام ، فيقول أميرهم : تعال صلّ بنا، فيقول : لا، إن بعضكم على بعض أمير ليكرم الله هذه الاُمة »(٢) .

والحديث الشريف جاء في حجة الوداع كما يصرح بذلك جابر بن سمرة فيما رواه عنه مسلم وأحمد والحاكم كما تقدم، وهذه الحجة هي نفسها التي بلّغ فيها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أحاديث الثقلين والغدير والائمة الإثني عشر، لذا فهو يأتي في إطار التخطيط النبوي لهداية المسلمين الى ما يحفظ مسيرتهم بعده أو ما ينقذهم من الضلالة وميتة الجاهلية، فهو غير بعيد عن أجواء الأحاديث السابقة.

على أن من الواضح للمتدبر في هذا الحديث الشريف وحديث الائمة الإثني عشر أن كليهما يتحدثان عن مصداق واحد لا أكثر، كما هو مشهود في اشتراكهما في ذكر صفات تتحدث وتهدي الى مصداق واحد، خاصة ما يصرح بربط قيام الدين وحفظه بوجود هذه الاُمة الظاهرة القائمة بأمر الله في الحديث الثاني وبوجود الأئمة الاثني عشر في الحديث الأول لأن ذلك يعني امتلاك هذه الجهة للقيمومة على الدين ومرجعيتها في معرفة حقائق الدين الحق وتعريضها بسبب ذلك للمعاداة والخذلان وهذا ما يشترك الحديثان في ذكره وفي التصريح بعدم إضراره في أصل مهمة هذه العصابة وهي الدفاع عن الدين الحق وحفظه .

ويؤكد حديث الأمة الظاهرة صراحة ـ فيما تقدم من نصوصه ـ مادل عليه حديث الائمة الإثني عشر ضمنياً من استمرار وجود هؤلاء الأئمة الى يوم القيامة وكذلك من أن مهمتهم الأساسية خلافة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في الدفاع عن الدين الحق وحفظه دون أن يؤثر في إنجاز أصل هذه المهمة استلامهم الفعلي للحكم أو عدم استلامه وإن كانوا هم الأجدر بذلك.

ـــــــــــ

(١) تاريخ البخاري: ٥/٤٥١ حديث ١٤٦٨، مسند أحمد: ٤/٤٢٩.

(٢) معجم أحاديث الإمام المهدي: ١/ ٥١ ـ ٦٨، وقد ذكر لكل حديث الكثير من المصادر من المجاميع الروائية المعتبرة عند أهل السنة وقد اخترنا بعضها من المتن والبعض الآخر من الهوامش.

٧٥

كما أنه يصرح بأن خاتم أمراء هذه الأمة الظاهرة هو الإمام المهدي الموعود ـ كما دل على ذلك ضمنياً حديث الائمة الإثني عشر ـ، فهو يصرح باستمرار وجودها الى نزول عيسىعليه‌السلام ومناصرته لأميرها وصلاته خلفه وهذه الحادثة ترتبط بالإمام المهدي ـ عجل الله فرجه ـ باتفاق المسلمين.

ويصرح حديث الأمة الظاهرة بلزوم أن يكون هؤلاء الائمة الإثنا عشر ائمة حق قائمين بأمر الله كما تصرح بذلك النصوص المتقدمة، فهم يمثلون خطاً واحداً منسجماً في خلافة رسول الله الحقيقيّة والوصاية على شريعته، خطّاً متصلاً دون انقطاع الى يوم القيامة، وهذا ما لا ينسجم بحال من الأحوال مع تأريخ خلفاء الدولة الاسلامية الذين حكموها فعلاً. لذلك فإنّ جميع الذين غفلوا عن هذه الدلالات في الحديثين المتقدمين وسعوا للعثور على مصاديق الائمة الإثني عشر في الذين وصلوا للحكم بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بأي طريقة كانت، تاهوا في متاهات غريبة ولم يستطيعوا تقديم مصداق معقول ينسجم مع دلالات هذه الأحاديث الشريفة ولا مع الواقع التأريخي. فتعددت آراؤهم وعمدوا الى تأويلات باردة لما صرحت به الأحاديث الشريفة الأمر الذي يتعارض بالكامل مع هدف الرسول الأكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من إخبار المسلمين بهؤلاء القائمين بأمر الله وهو الهداية إليهم وإرجاعهم ودعوتهم للتمسك بهم.

فأي انسجام في الخط والمنهج وتمثيل الدين الحق والصدق في التعبير عن خلافة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بين الإمام عليعليه‌السلام ومعاوية، أو بين الإمام الحسينعليه‌السلام ويزيد بن معاوية لكي يعتبروهم جميعاً من هؤلاء من الخلفاء الإثني عشر الذين يقوم بهم الدين ؟ ! وكيف يمكن القول بأن أمثال يزيد بن معاوية أو الوليد بن عبدالملك يمكن أن يصدق عليهم الوصف النبوي للأمة الظاهرة والائمة الاثني عشر بأنهم على الحق وقائمين بأمر الله وخلفاء رسوله وكيف ذاك وسيرتهم شاهدة بأنهم أبعد الناس عن العلم بالدين وممثلي نهج رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

٧٦

هذا بعض ما يُقال بشأن المصاديق التي عرضها للائمة الإثني عشر العلماء الذين راعوا دلالة الأحاديث على اتصال سلسلة هؤلاء الائمة وأغفلوا عدم انطباق الصفات الأخرى عليهم كما لاحظنا. يُضاف الى ذلك إغفالهم لتصريح الأحاديث باستمرار وجود هؤلاء الائمة الى يوم القيامة; إذ إنّ المصاديق التي عرضوها تنتهي بإنتهاء العصر الأموي(١) !

أما الذين سعوا لمراعاة الصفات الأخرى فيمن حكموا المسلمين فقد أغفلوا دلالة الحديث على استمرار وجودهم دون انقطاع إذْ تركوا الخلفاء الذين أعقبوا معاوية الى عمر بن عبدالعزيز ليجعلوه خامس أو سادس الإثني عشر وتركوا ما بعده الى هذا أو ذاك من الخلفاء العباسيين ممن رأوهم أقرب

ـــــــــــ

(١) وهذا أضعف الآراء وأبعدها عن دلالات الحديث الشريف ورغم ذلك رجحه ابن باز في تعليقه على محاضرة الشيخ عبدالمحسن العباد عن المهدي الموعود، راجع مجلة الجامعة الاسلامية العدد الثالث، السنة الاُولى، ذو القعدة ١٣٨٨ هـ .

٧٧

الى الصفات التي يذكرها الحديث ورغم ذلك لم يكتمل العدد حتى قال السيوطي بأن المتبقي اثنان منتظران أحدهما المهدي الموعود والثاني لم يعرفه هو ولا غيره(١) !!

وما كانوا بحاجة الى كل هذه التأويلات الباردة والمتاهات المحيرة لو تدبروا بموضوعية في تلك الأحاديث الشريفة واستندوا الى مدلولاتها الواضحة التي تنطبق بالكامل على الائمة الإثني عشر من عترة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وعلى القول بعدم انقطاع سلسلتهم الى يوم القيامة في ظل القول بوجود الإمام الثاني عشر المهدي الموعودعليه‌السلام وغيبته وقيامه حتى في ظل غيبته عن الأبصار بمهام حفظ الدين ولو بأساليب خفية لكنها كاملة في إتمام حجة الله على خلقه كما دلت على ذلك الأحاديث المتقدمة وتدل عليه أيضاً الأحاديث اللاحقة.

٤ ـ أحاديث عدم خلو الزمان من الإمام القرشي المنقذ من الميتة الجاهلية ، وهي أيضاً من الأحاديث الشريفة المروية من طريق الفريقين، نختار منها المروي في الكتب المعتبرة عند أهل السنة، فقد روى البخاري ومسلم في صحيحيهما وأحمد بن حنبل في مسنده وغيرهم بأسانيدهم عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنّه قال: « لا يزال هذا الأمر في قريش ما بقي من الناس اثنان»(٢) .

ـــــــــــ

(١) وهذا من أطرف الآراء، راجع أضواء على السنة المحمدية للشيخ محمود أبو ريّة : ٢١٢، وراجع أيضاً في مناقشة هذه الآراء ما ذكره الشيخ لطف الله الصافي في كتابه منتخب الأثر: في الهامش، ودلائل الصدق للشيخ محمد حسن المظفر، ٢: ٣١٥ وما بعدها، وما أورده الحكيم صدر الدين الشيرازي في شرح أصول الكافي : ٤٦٣ ـ ٤٧٠ من الطبعة الحجرية.

(٢) صحيح البخاري: ٩/ ٧٨، صحيح مسلم: ٣/ ١٤٥٢، مسند أحمد: ٢/ ٢٩، ٢/ ٩٣ بطريق آخر.

٧٨

وروى البخاري في تأريخه وأحمد في مسنده وابن حبان في صحيحه وابن أبي شيبة في مسنده والطيالسي في مسنده وأبو يعلى والطبراني والبزار والهيثمي وغيرهم بألفاظ متقاربة وأسانيد عديدة عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنّه قال واللفظ للطيالسي : « مَن مات بغير إمام مات ميتةً جاهلية، ومَن نزع يداً من طاعة جاء يوم القيامة لا حجة له »(١) .

وعلق ابن حبان على الحديث موضحاً معناه بقوله : قال أبو حاتم: قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «مات ميتة الجاهلية» معناه : مَن مات ولم يعتقد أن له إماماً يدعو الناس الى طاعة الله حتى يكون قوام الإسلام به عند الحوادث والنوازل، مقتنعاً في الإنقياد على مَن ليس نعته ما وصفنا مات ميتةً جاهلية(٢) .

معنى « الأمر » في الكتاب والسنة

إنّ الحديث الأول قد صرّح ببقاء «الأمر» في قريش ما بقي البشر على الأرض فلا تخلو الأرض من قرشي يكون له « الأمر »، فما هو المقصود من « الأمر » هنا ؟ ! وهل يمكن تفسيره بالاستلام الفعلي للحكم الظاهري للمسلمين ؟ !

الجواب: أنّ الواقع التأريخي ينفي هذا التفسير، وعلى الأقل منذ سقوط الخلافة العباسية الى اليوم لم يكن حكم المسلمين لقرشي كما هو معلوم، لذا لا يمكن تفسير « الأمر » بغير القول بمعنى الخلافة العامة لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في الوصاية على الدين وحفظه والدفاع عنه وهداية الخلق إليه، الأمر الذي يؤهل صاحبه لقيادة المسلمين والحكم الظاهري، فالأمر هنا هو من نوع

ـــــــــــ

(١) تاريخ البخاري: ٦/ ٤٤٥، مسند احمد: ٣/ ٤٦٦، صحيح ابن حبان: ٧/ ٤٩، مسند الطيالسي : ١٢٥٩ الحديث رقم ١٩١٣ مسند ابن أبي شيبة: ١٥/ ٣٨، المعجم الكبير للطبراني: ١٠/ ٣٥٠،مجمع الزوائد: ٢/ ٢٥٢، عن أبي يعلى والبزار والطبراني.

(٢) صحيح ابن حبان: ٧/ ٤٩.

٧٩

« الأمر » الوارد في سورة النساء في آية الطاعة، وهي قوله تعالى:( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول واوُولي الأمر منكم ) (١) ، وهي الآية الدالة على عصمة اُولي الأمر لاشتراكهم في الأمر بالطاعة مع الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ولأن : «الله تعالى أمر بطاعة اُولي الأمر على سبيل الجزم والقطع في هذه الآية، ومَن أمر بطاعته على سبيل الجزم والقطع لابد وأن يكون معصوماً عن الخطأ... كما قال الفخر الرازي في تفسيره(٢) .

فلابد أن يكون في زماننا الحاضر أيضاً قرشي يكون له « الأمر » هذا ويقوم به الدين ويتحلى بالعصمة ويخلف رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في مهمة حفظ الدين والهداية إليه إذ لا يخلو زمان من مصداق لذلك كما ينص الحديث الشريف المتقدم، وحيث إنه لا يوجد إمام ظاهر يدعي ذلك فلابد من القول بوجوده واستتاره وغيبته وقيامه بمهمة حفظ الدين تصديقاً للحديث الشريف وهذه هي عقيدة أهل البيتعليهم‌السلام في المهدي وغيبته.

يُضاف الى ذلك أن أحاديث الخلفاء الإثني عشر قد حصرت عدد خلفاء الرسول بهذا المعنى الى يوم القيامة باثني عشر، وقد اتضحت دلالتها على وجود الإمام المهدي وغيبته، لذلك يكون حديث عدم خلو الزمان من الإمام القرشي مؤكداً لهذه الدلالة.

والدلالة نفسها يمكن التوصل إليها من أحاديث وجوب معرفة إمام الزمان وإتباعه والتي تقدم نموذج لها، حيث تنص على أن لا حجة يوم القيامة لمن عمي عن معرفته وخرج عن طاعته كما رأينا، لذا فلا مناص من

ـــــــــــ

(١) النساء (٤): ٥٩ .

(٢) التفسير الكبير: ١٠/ ١٤٤، وراجع البحث المفصل الذي أورده العلاّمة الطباطبائي في تفسير هذه الآية الكريمة ودلالاتها في تفسير الميزان: ٤/ ٣٨٧ ـ ٤٠١ .

٨٠

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

وإلى ما قد لقي، فهل شفيت صدرك وقد اقتص لك منه، فيقول: الحمد لله الذي انتصر لي لولد رسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله ».

[١٢٠١٤] ٣ - وعن أبيه ومحمد بن الحسن بن الوليد وعلي بن الحسين وعلي بن محمد بن قولويه جميعا، عن أحمد بن إدريس ومحمد بن يحيى جميعا عن العمركي، عن يحيى خادم أبي جعفر الثانيعليه‌السلام ، عن علي عن صفوان الجمال، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام - في حديث طويل - قال: قلت له، فما لمن قتل عنده؟ وساق الحديث مثل ما مر إلى قوله: ويسقى من أحب.

[١٢٠١٥] ٤ - الشيخ الطوسي في التهذيب: عن محمد بن أحمد بن داود، عن محمد بن الحسن، عن محمد بن يحيى، عن سلمة بن الخطاب، عن عبد الله بن محمد بن بقاح، عن يونس بن ظبيان، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: قلت له جعلت فداك، زيارة قبر الحسينعليه‌السلام في حال التقية، قال: « إذا أتيت الفرات فاغتسل ثم البس ثوبيك الطاهرين، وقم بإزاء الحسينعليه‌السلام وقل: صلى الله عليك يا أبا عبد الله، وقد تمت زيارتك ».

٣٦ -( باب تأكد استحباب زيارة الحسينعليه‌السلام ليلة عرفة، ويوم عرفة، ويوم العيد)

[١٢٠١٦] ١ - جعفر بن محمد بن قولويه في كامل الزيارة: ( عن محمد بن

__________________

٣ - كامل الزيارات ص ١٦٦.

٤ - التذهيب ج ٦ ص ١١٥.

الباب ٣٦

١ - كامل الزيارات ص ١٦٩، وعنه في البحار ج ١٠١ ص ٨٥ ح ٣.

٢٨١

جعفر القرشي الرزاز الكوفي )(١) ، عن ابن أبي الخطاب، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن صالح بن عقبة، عن بشير الدهان، قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : ربما فاتني الحج فأعرف عند قبر الحسينعليه‌السلام ، فقال: « أحسنت يا بشير، أيما مؤمن أتى قبر الحسينعليه‌السلام عارفا بحقه في غير يوم عيد، كتب الله له عشرين حجة وعشرين عمرة مبرورات متقبلات، وعشرين غزوة مع نبي مرسل أو إمام عدل، ومن أتاه في يوم عيد كتب الله له مائة حجة ومائة عمرة، ومائة غزوة مع نبي مرسل أو إمام عدل، ومن أتاه يوم عرفة عارفا بحقه، كتب الله له ألف حجة وألف عمرة مبرورات(٢) متقبلات، وألف غزوة مع نبي مرسل أو إمام عدل » قال: فقلت له: وكيف لي بمثل الموقف! قال: فنظر إلي نظر(٣) المغضب، ثم قال: « يا بشير(٤) ، إن المؤمن إذا أتى قبر الحسينعليه‌السلام يوم عرفة، واغتسل بالفرات ثم توجه إليه، كتب الله عز وجل له بكل خطوة حجة بمناسكها » ولا أعلمه إلا قال: وغزوة(٥) .

[١٢٠١٧] ٢ - وعن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن الهيثم بن أبي مسروق

__________________

(١) في المخطوط: « عن أبيه، عن سعد بن عبد الله »وهو مطابق لسند الحديث المنقول عن الشيخ الصدوق في الأمالي ص ١٢٣ ح ١١ وثواب الاعمال ص ١١٥ ح ٢٥ ونقله المجلسي عنهما في البحار ج ١٠١ ص ٨٥ ح ١، وما أثبتناه من المصدر.

(٢) ليس في المصدر.

(٣) في المصدر: شبه.

(٤) وفي نسخة: يسير، في الموضع، ( منه قده ).

(٥) وفي نسخة: وعمرة، ( منه قده ).

٢ - كامل الزيارات ص ١٧٠.

٢٨٢

عن علي بن أسباط، يرفعه إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: « إن الله تبارك وتعالى يبدأ بالنظر إلى زوار قبر الحسينعليه‌السلام عشية عرفة » قال: قلت: قبل نظره إلى أهل الموقف! قال: « نعم » قلت: وكيف ذلك؟ قال: « لان في أولئك أولاد زنا، وليس في هؤلاء أولاد زنا.

وعن ابن أسباط، مثله.

وعن أبيه محمد بن الحسن بن الوليد وعلي الحسين جمعيا، عن سعد، مثله.

[١٢٠١٨] ٣ - وبهذا الاسناد، عن سعد، عن علي بن إسماعيل، عن محمد بن عمرو الزيات، عن داود الرقي قال: سمعت أبا عبد الله وأبا الحسن عليا الرضاعليهما‌السلام وهما يقولان،. من أتى قبر الحسينعليه‌السلام يوم عرفة أقبله الله ثلج الفؤاد(١) ».

[١٢٠١٩] ٤ - وعن أبيه، عن سعد، عن موسى بن عمر، عن علي بن النعمان، عن ابن مسكان قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : « إن الله تبارك وتعالى يتجلى لزوار قبر الحسينعليه‌السلام قبل أهل عرفات، ويقضي حوائجهم، ويغفر ذنوبهم، ويشفعهم في مسائلهم ثم يثني بأهل عرفات يشفعهم في مسائلهم، ثم يثني بأهل عرفات فيفعل ذلك بهم ».

وعن محمد بن الحسين بن مت الجوهري، عن محمد بن أحمد بن يحيى، عن موسى، مثله.

__________________

٣ - كامل الزيارات ص ١٧٠.

(١) ثلج الفوائد: قال الطريحي (ره) بعد نقل الحديث: أي مطمئن القلب. ثلجت نفسي: أي اطمأنت وسكنت ( مجمع البحرين ج ٢ ص ٢٨٣ ).

٤ - كامل الزيارات ص ١٧٠.

٢٨٣

[١٢٠٢٠] ٥ - وعن أبيه وجماعة أصحابه، عن محمد بن يحيى وأحمد بن إدريس معا، عن العمركي، عن يحيى خادم أبي جعفر الثانيعليه‌السلام ، عن محمد بن سنان، عن بشير الدهان قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام ، وهو نازل بالحيرة وعنده جماعة من الشيعة، فأقبل إلي بوجهه وقال: « يا بشير أحججت العام؟. قلت: جعلت فداك، لا ولكني قد عرفت(١) بالقبر قبر الحسينعليه‌السلام ، فقال: « يا بشير، والله ما فاتك شئ مما كان لأصحابك بمكة. قلت: جعلت فداك فيه عرفات فسره لي - إلى أن قال - قالعليه‌السلام : « يا بشير، اسمع وأبلغ من احتمل قلبه، من زار الحسينعليه‌السلام يوم عرفة، كان كمن زار الله تبارك وتعالى في عرشه ».

[١٢٠٢١] ٦ - وعن أبيه وجماعة مشايخه، عن محمد بن يحيى العطار، عن حمدان بن سليمان النيسابوري أبي سعيد(١) ، عن عبد الله بن محمد اليماني، عن منيع بن الحجاج، عن يونس بن يعقوب، عن عمار، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: « من فاتته عرفة(٢) فأدركها بقبر الحسين بن عليعليهما‌السلام ، لم تفته، وأن الله تبارك وتعالى ليبدأ

__________________

٥ - كامل الزيارات ص ١٧١.

(١) يوم هو التاسع من ذي الحجة، والتعريف الوقوف بعرفات في هذا اليوم من مناسك الحج ( مجمع البحرين ج ٥ ص ٩٨ ) وقول الراوي هنا ( عرفت ) أحضرت يوم عرفة لزيارة الحسين عليه‌السلام .

٦ - كامل الزيارات ص ١٧٠.

(١) في المخطوط والطبعة الحجرية. عن أبي سعيد. وما أثبتناه من المصدر، وهو الصواب. راجع معجم رجال الحديث ج ٦ ص ٢٤٩.

(٢) في المصدر زيادة: بعرفات.

٢٨٤

بأهل قبر الحسينعليه‌السلام قبل أهل عرفات، ثم قال: يخاطبهم بنفسه ».

[١٢٠٢٢] ٧ - وعن محمد بن الحسن بن الوليد، عن محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن خالد البرقي، عن حنان بن سدير، عن أبيه، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: « إذا كان يوم عرفة اطلع الله تبارك وتعالى على زوار قبر الحسينعليه‌السلام فقال لهم: استأنفوا العمل فقد غفرت لكم، ثم يجعل إقامته على أهل عرفات ».

[١٢٠٢٣] ٨ - وعن محمد بن جعفر، عن محمد بن الحسين، عمن ذكره، عن عمر بن الحسن العرزمي، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال سمعته يقول: « إذا كان يوم عرفة، نظر الله تعالى إلى زوار قبر الحسين بن عليعليهما‌السلام ، فيقول: ارجعوا مغفورا لكم ما مضى، ولا يكتب على أحد منهم ذنب سبعين يوما من يوم ينصرف ».

[١٢٠٢٤] ٩ - وعن محمد بن عبد المؤمن (ره) عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد الكوفي، عن محمد بن جعفر بن إسماعيل العبدي، عن محمد بن عبد الله بن مهران، عن محمد بن سنان، عن يونس بن ظبيان، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: « من زار قبر الحسينعليه‌السلام يوم عرفة، كتب الله له ألف ألف حجة مع القائمعليه‌السلام ، وألف ألف عمرة مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وعتق ألف ألف نسمة وحملان ألف

__________________

٧ - كامل الزيارات ص ١٧١.

٨ - كامل الزيارات ص ١٧١.

٩ - كامل الزيارات ص ١٧٢.

٢٨٥

ألف فرس في سبيل الله، وسماه الله عبدي الصديق آمن بوعدي، وقالت الملائكة: فلان صديق زكاه الله من فوقه عرشه، وسمي في الأرض كروبيا(١) ».

[١٢٠٢٥] ١٠ - وعن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن صالح بن عقبة، عن بشير الدهان قال: قال جعفر بن محمدعليهما‌السلام : « من زار قبر الحسينعليه‌السلام يوم عرفة، عارفا بحقه، كتب الله له ثواب ألف حجة وألف عمرة وألف غزوة مع نبي مرسل ».

[١٢٠٢٦] ١١ - وعن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن عيسى، عن محمد بن سنان، عن أبي سعيد القماط، عن يسار، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: « من كان معسرا فلم يتهيأ له حجة الاسلام، فليأت قبر أبي عبد اللهعليه‌السلام ( و )(١) ليعرف عنده، فذلك يجزئه عن حجة الاسلام، أما أني لا أقول: يجزئ ذلك من حجة الاسلام إلا لمعسر، فأما الموسر إذا كان قد حج حجة الاسلام، فأراد أن يتنفل بالحج أو العمرة، ومنعه من ذلك شغل دنيا أو عائق، فأتى الحسينعليه‌السلام في يوم عرفة، أجزأه ذلك من أداء ( حجته وعمرته )(٢) ، وضاعف الله له ذلك أضعافا مضاعفة.

قال: قلت: كم تعدل حجة وكم تعدل عمرة؟ قال: « لا يحصى ذلك.

__________________

(١) الكروبيون: من الملائكة: وهم سادة الملائكة والمقربون منهم، واحدهم « كروبي » ( مجمع البحرين ج ٢ ص ١٥٩ ).

١٠ - كامل الزيارات ص ١٧٢.

١١ - كامل الزيارات ص ١٧٣.

(١) أثبتناه من المصدر.

(٢) في نسخة. الحج والعمرة. - ( منه قده ).

٢٨٦

قلت: مائة؟ قال: « ومن يحصي ذلك! قلت: ألف؟ قال: « وأكثر، ثم قال:( وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّـهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّـهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ ) .

[١٢٠٢٧] ١٢ - وعن ابن ميثم التمار، عن الباقرعليه‌السلام قال: « من بات ليلة عرفة بأرض كربلاء، وأقام بها حتى يعيد وينصرف، وقاه الله شر سنته ».

[١٢٠٢٨] ١٣ - وعن محمد بن الحسن بن الوليد، عن محمد بن الحسن الصفار، ( عن محمد بن عيسى بن عبيد )(١) عن أبي سعيد القماط، عن ابن أبي يعفور، قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: « لو أن رجلا أراد الحج ولم يتهيأ له ذلك، فأتى الحسينعليه‌السلام فعرف عنده، يجزئه ذلك عن الحج ».

٣٧ -( باب تأكد استحباب زيارة الحسينعليه‌السلام في أول رجب، وفي النصف منه)

[١٢٠٢٩] ١ - السيد الجليل علي بن السيد رضي الدين علي بن طاووس في كتاب زوائد الفوائد: بإسناده عن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي قال: سألت أبا الحسن الرضاعليه‌السلام ، عن فضل زيارة

__________________

(٣) النخل ١٦: ١٨.

١٢ - كامل الزيارات ص ٢٦٩.

١٣ - كامل الزيارات ص ١٥٧.

(١) أثبتناه من المصدر ومعاجم الرجال، راجع معجم الرجال ج ١٥ ص ٢٥٧ و ١٧ ص ١١١.

الباب ٣٧

١ - زوائد الفوائد.

٢٨٧

النصف من رجب وشعبان، فأورد من الثواب والأجر ما لا نهاية له ولا حد.

٣٨ -( باب تأكد استحباب زيارة الحسينعليه‌السلام في النصف من شعبان)

[١٢٠٣٠] ١ - عماد الدين الطبرسي في بشارة المصطفى: عن الحسن بن الحسين بن بابويه، عن شيخ الطائفة، عن المفيد، عن جعفر بن محمد بن قولويه، عن محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أبيه، عمن رواه، عن داود الرقي قال: قال الباقرعليه‌السلام . من زار الحسينعليه‌السلام في ليلة النصف من شعبان غفرت له ذنوبه ».

[١٢٠٣١] ٢ - جعفر بن محمد بن قولويه في كامل الزيارة: عن أبيه وجماعة مشايخه، عن سعد بن عبد الله، عن الحسن بن علي الزيتوني وغيره، عن أحمد بن هلال، عن محمد بن أبي عمير، عن حماد بن عثمان، عن أبي بصير، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام والحسن بن محبوب، عن أبي حمزة، عن علي بن الحسينعليهما‌السلام قال: « من أحب أن يصافحه مائة ألف نبي وأربعة وعشرون ألف، نبي فليزر قبر أبي عبد الله الحسين بن عليعليهما‌السلام في النصف من شعبان، فإن أرواح النبيين يستأذنون الله تعالى في زيارته فيؤذن لهم، منهم خمسة أولوا العزم من الرسل، قلنا: من هم؟ قال: نوح وإبراهيم وموسى

__________________

الباب ٣٨

١ - بشارة المصطفى ص ٧٧.

٢ - كامل الزيارات ص ١٧٩ ح ٢.

٢٨٨

وعيسى ومحمد ( صلى الله عليهم )(١) ، قلنا له: ما معنى أولي العزم؟ قال: بعثوا إلى شرق الأرض وغربها جنها وإنسها ».

[١٢٠٣٢] ٣ - وعن أبيه، وعلي بن الحسين ومحمد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن بعض أصحابه، عن ابن خارجة، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: « إذا كان النصف من شعبان، نادى مناد من الأفق الأعلى زائري الحسين: ارجعوا مغفورا لكم، ثوابكم على الله ربكم ومحمد نبيكمصلى‌الله‌عليه‌وآله ».

[١٢٠٣٣] ٤ - وعن أبيه وجماعة مشايخه، عن محمد بن يحيى العطار، عن محمد بن الحسين، عن إبراهيم بن هاشم، عن صندل، عن ابن خارجة، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: « إذا كان النصف من شعبان نادى مناد » وذكر مثله.

ورواه صافي البرقي، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: « من زار أبا عبد اللهعليه‌السلام ثلاث سنين متواليات لا فصل فيها، في النصف من شعبان، غفر له ذنوبه ».

٣٩ -( باب ما يستحب من العمل ليلة النصف من شعبان بكربلاء)

[١٢٠٣٤] ١ - السيد علي بن طاووس في الاقبال: نقلا من خط محمد بن علي

__________________

(١) في المصدر زيادة: أجمعين.

٣ - كامل الزيارات ص ١٧٩.

٤ - كامل الزيارات ص ١٨٠.

الباب ٣٩

١ - إقبال الاعمال ص ٧١٥، وعنه في البحار ج ١٠١ ص ٣٤٢ ح ٤.

٢٨٩

الطرازي من كتابه، قال ما هذا لفظه: ونقلت من خط الشيخ أبي الحسن محمد بن هارون أحسن الله توفيقه، ما ذكر أنه حذف إسناده قال: ومن صلاة ليلة النصف من شعبان، عند قبر سيدنا أبي عبد الله الحسين بن علي ( صلوات الله عليهما )، أربع ركعات تقرأ في كلّ ركعة فاتحة الكتاب خمسين مرة وقل هو الله خمسين مرة، وتقرأهما في الركوع عشر مرات، وإذا استويت من الركوع مثل ذلك، وفي السجدتين وبينهما مثل ذلك، كما تفعل في صلاه التسبيح وتدعو بعدهما الدعاء.

٤٠ -( باب تأكد زيارة الحسينعليه‌السلام ، ليلة الفطر وليلة الأضحى)

[١٢٠٣٥] ١ - جعفر بن محمد بن قولويه في كامل الزيارة: عن جماعة مشايخه، عن محمد بن يحيى العطار، عن الحسين بن أبي سارة المدائني، عن يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن عبد الرحمان بن الحجاج، أو غيره واسمه الحسين قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : « من زار قبر الحسين بن عليعليهما‌السلام ليلة من ثلاث غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، قال: قلت: أي الليالي جعلت فداك؟ قال: ليلة الفطر، أو ليلة الأضحى، أو ليلة النصف من شعبان ».

[١٢٠٣٦] ٢ - وعن أبيه، وعن ابن الحسين وجماعة مشايخه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن خالد، عن القاسم بن يحيى، عن جده الحسن بن راشد، عن يونس بن ظبيان قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : « من زار الحسين بن علي

__________________

الباب ٤٠

١ - ٢ - كامل الزيارات ص ١٨٠.

٢٩٠

عليهما‌السلام ، ليلة النصف من شعبان وليلة الفطر وليلة عرفة في سنة واحده، كتب الله له ألف حجة مبرورة وألف عمرة متقبلة، وقضيت له ألف حاجة من حوائج الدنيا والآخرة ».

٤١ -( باب تأكد استحباب زيارة الحسينعليه‌السلام ليلة عاشوراء ويوم عاشوراء)

[١٢٠٣٧] ١ - جعفر بن محمد بن قولويه في كامل الزيارة: عن أبيه وأخيه وجماعة مشايخه، عن محمد بن يحيى، عن محمد بن علي المدائني، عن محمد بن سعيد البجلي عن قبيصة عن جابر الجعفي قال دخلت على جعفر بن محمدعليهما‌السلام في يوم عاشوراء فقال لي: هؤلاء زوار الله وحق على المزور أن يكرم الزائر، من بات عند قبر الحسينعليه‌السلام ليلة عاشوراء، لقي الله يوم القيامة ملطخا بدمه كأنما قتل معه في عرصته(١) ، وقال: من زار قبر الحسينعليه‌السلام يوم عاشوراء أو بات عنده، كان كمن استشهد بين يديه ».

[١٢٠٣٨] ٢ - وعن محمد بن همام، عن جعفر بن محمد الفزاري، عن أحمد بن علي بن عبيد الجعفي، عن حسين بن سليمان، عن الحسين بن أسد، عن حماد بن عيسى، عن حريز، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: « من زار الحسينعليه‌السلام يوم عاشوراء

__________________

الباب ٤١

١ - كامل الزيارات ص ١٧٣.

(١) العرصة: بالفتح كلّ بقعة واسعة ليس فيها بناء، ومنه عرصات الجنة ( مجمع البحرين ج ٤ ص ١٧٤ ). وفي نسخة: عصره، ( منه قده ).

٢ - كامل الزيارات ص ١٧٣.

٢٩١

وجبت له الجنة ».

[١٢٠٣٩] ٣ - وعن محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن زيد الشحام، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: « من زار قبر الحسين بن عليعليهما‌السلام يوم عاشوراء عارفا بحقه، كان كمن زار الله في عرشه ».

[١٢٠٤٠] ٤ - وعن الحسين بن محمد بن عامر، عن المعلى بن محمد، عن محمد بن جمهور العمي، عمن ذكره، عنهمعليهم‌السلام قال: « من زار(١) الحسينعليه‌السلام يوم عاشوراء، كان كمن تشحط بدمه بين يديه ».

[١٢٠٤١] ٥ - وعن محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري ( عن أبيه )(١) عن محمد بن الحسين، عن حمدان بن المعافا، عن ابن أبي عمير، عن زيد الشحام، عن جعفر بن محمدعليهما‌السلام قال: « من زار الحسينعليه‌السلام ليلة النصف من شعبان، غفر الله له ما تقدم من ذنوبه وما تأخر، ومن زاره يوم عرفة كتب الله له ثواب ألف حجة متقبلة وألف عمرة مبرورة، ومن زاره يوم عاشوراء فكأنما زار الله فوق عرشه ».

__________________

٣ - كامل الزيارات ص ١٧٤.

٤ - كامل الزيارات ص ١٧٤.

(١) في المصدر زيادة: قبر.

٥ - كامل الزيارات ص ١٧٤.

(١) أثبتناه من المصدر ومعاجم الرجال، راجع معجم رجال الحديث ج ١٠ ص ١٤٣.

٢٩٢

[١٢٠٤٢] ٦ - وعن حكيم بن داود وغيره، عن محمد بن موسى الهمداني، عن محمد بن خالد الطيالسي، عن سيف بن عميرة وصالح بن عقبة معا، عن علقمة بن محمد الحضرمي ومحمد بن إسماعيل، عن صالح بن عقبة، عن مالك الجهني، عن أبي جعفر الباقرعليه‌السلام قال: « من زار الحسينعليه‌السلام ( يوم عاشوراء )(١) حتى تظل عنده باكيا، لقي الله عز وجل ( يوم القيامة )(٢) بثواب ألفي ألف حجة وألفي ألف عمرة وألفي ألف غزوة، وثواب كلّ حجة وعمرة وغزوة كثواب من حج واعتمر وغزا مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ومع الأئمة الراشدين ( صلوات الله عليهم ) » الحديث.

[١٢٠٤٣] ٧ - عوالي اللآلي: عن الصادقعليه‌السلام أنه قال: « من زاره - يعني الحسينعليه‌السلام - يوم عاشوراء حتى يظل عنده باكيا حزينا، كان كمن استشهد بين يديه، حتى يشاركهم في منازلهم في الجنة ».

[١٢٠٤٤] ٨ - الشيخ المفيد في مسار الشيعة: وروي أن من زارهعليه‌السلام وبات عنده ليلة عاشوراء حتى يصبح، حشره الله تعالى ملطخا بدم الحسينعليه‌السلام في جملة الشهداء.

__________________

٦ - كامل الزيارات ص ١٧٤.

(١) في نسخة. يوم العاشر من الشهر. - ( منه قده ).

(٢) أثبتناه من المصدر.

٧ - عوالي اللآلي ج ٤ ص ٨٢ ح ٩٠.

٨ - مسار الشيعة ضمن ( مجموعة نفيسة ) ص ٢٥.

٢٩٣

٤٢ -( باب تأكد استحباب زيارة الحسينعليه‌السلام كلّ ليلة جمعة وكل يوم جمعة)

[١٢٠٤٥] ١ - السيد علي بن طاووس في الاقبال قال: روى أبو عبد الله بن حماد الأنصاري في كتاب أصله، في فضل زيارة الحسينعليه‌السلام فقال ما لفظه: عن الحسين بن أبي حمزة قال: خرجت في آخر زمان بني أمية وأنا أريد قبر الحسينعليه‌السلام ، فانتهيت إلى الغاضرية حتى إذا نام الناس اغتسلت ثم أقبلت أريد القبر، حتى إذا كتنت على باب الحير، خرج إلي رجل جميل الوجه طيب الريح شديد بياض الثياب فقال: انصرف فإنك لا تصل، فانصرفت إلى شاطئ الفرات فأنست به، حتى إذا كان نصف الليل اغتسلت ثم أقبلت أريد القبر، فلما انتهيت إلى باب الحائر خرج إلي الرجل بعينه فقال: يا هذا انصرف فإنك لا تصل فانصرفت فلما كان آخر الليل اغتسلت ثم أقبلت أريد القبر، فلما انتهيت إلى باب الحاير، خرج إلي ذلك الرجل فقال: يا هذا إنك لا تصل، فقلت: فلم لا أصل إلى ابن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وسيد شباب أهل الجنة وقد جئت أمشي من الكوفة، وهي ليلة الجمعة، وأخاف أن أصبح هاهنا وتقتلني مسلحة(١) بني أمية؟ فقال: انصرف فإنك لا تصل، فقلت: ولم لا أصل؟ فقال: إن موسى بن عمران استأذن ربه في زيارة قبر الحسينعليه‌السلام فأذن له، فأتاه وهو في سبعين ألف، فانصرف فإذا عرجوا إلى السماء

__________________

الباب ٤٢

١ - الاقبال ص ٥٦٨.

(١) المسلحة: جنود وأعوان سموا بذلك لأنهم يحملون السلاح أو لأنهم يسكنون المسلحة وهي ثغر أو مرقب يكونون فيه يرقبون من يرد إليهم ومن يخرج منه ( لسان العرب ( سلح ) ص ٢ ح ٤٨٧ ).

٢٩٤

فتعال، فانصرفت وجئت إلى شاطئ الفرات، حتى إذا طلع الفجر اغتسلت وجئت ودخلت فلم أر عنده أحدا، فصليت عنده الفجر وخرجت إلى الكوفة.

[١٢٠٤٦] ٢ - الشيخ محمد بن المشهدي في المزار: بإسناده إلى الأعمش قال: كنت نازلا بالكوفة، وكان لي جار كثيرا ما كنت اقعد إليه، وكانت ليلة الجمعة، فقلت له: ما تقول في زيارة الحسينعليه‌السلام ؟ فقال لي: بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار، فقمت من بين يديه وأنا ممتلئ غضبا، وقلت: إذا كان السحر أتيته وحدثته من فضائل أمير المؤمنينعليه‌السلام ما يسخن الله به عينيه، قال: فأتيته وقرعت عليه الباب، فإذا أنا بصوت من وراء الباب: أنه قد قصد الزيارة في أول الليل، فخرجت مسرعا فأتيت الحير، فإذا أنا بالشيخ ساجد لا يمل من السجود والركوع، فقلت له: بالأمس تقول لي بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار، واليوم تزوره! فقال لي: يا سليمان لا تلمني، فإني ما كنت أثبت لأهل هذا البيت إمامة، حتى إذا كانت ليلتي هذه، رأيت رؤيا أرعبتني، فقلت، ما رأيت أيها الشيخ؟ قال: رأيت رجلا لا بالطويل الشاهق ولا بالقصير اللاصق، لا أحسن أصفه من حسنه وبهائه، ومعه أقوام يحفونه حفيفا ويزفونه زفا، بين يديه فارس على فرس ذنوب(١) ، على رأسه تاج للتاج أربعة أركان، في كلّ ركن جوهرة تضئ مسيرة ثلاثة أيام، فقلت: من هذا؟ فقالوا: هذا محمد بن عبد الله بن عبد المطلبصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقلت: والاخر، فقالوا: وصيه علي بن أبي طالب

__________________

٢ - مزار المشهدي ص ٤٦١، وعنه في البحار ج ١٠١ ص ٥٨ ح ٢٦.

(١) الذنوب: الفرس الطويل الذنب أو الوافر شعر الذنب ( لسان العرب ( ذنب ) ج ١ ص ٣٩٠ ).

٢٩٥

عليه‌السلام ، ثم مددت عيني فإذا أنا بناقة من نور عليها هودج من نور، تطير بين السماء والأرض، فقلت: لمن هذه الناقة؟ قالوا: لخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قلت: والغلام، قالوا: الحسن بن علي، قلت: فأين يريدون؟ قال: يمضون بأجمعهم إلى زيارة المقتول ظلما، الشهيد بكربلاء الحسين بن علي، ثم قصدت الهودج، وإذا أنا برقاع تساقط من السماء، أمانا من الله جل ذكره لزوار الحسين بن علي ليلة الجمعة، ثم هتف بنا هاتف، ألا إنا وشيعتنا في الدرجة العليا من الجنة، والله يا سليمان لا أفارق هذا المكان حتى يفارق روحي جسدي.

٤٣ -( باب استحباب الغسل لزيارة الحسينعليه‌السلام من الفرات وغيره)

[١٢٠٤٧] ١ - جعفر بن محمد بن قولويه في كامل الزيارة: عن محمد بن جعفر، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن صالح بن عقبة، عن بشير الدهان قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام - في حديث له طويل - قال: « ويحك يا بشير إن المؤمن إذا أتاه(١) عارفا بحقه، فاغتسل في الفرات ثم خرج كتب له بكل خطوة حجة وعمرة مبرورات متقبلات، وغزوة مع نبي مرسل أو إمام عدل(٢) ».

__________________

الباب ٤٣

١ - كامل الزيارات ص ١٨٤.

(١) في المصدر: أتى قبر الحسين عليه‌السلام .

(٢) في نسخة: عادل، ( منه قده ).

٢٩٦

[١٢٠٤٨] ٢ - وعن محمد بن همام، بن(١) سهيل الإسكافي، عن جعفر بن محمد بن مالك، عن الحسن بن عبد الرحمان الرواسي، عمن حدثه، عن بشير الدهان، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: « من أتى الحسينعليه‌السلام فتوضأ واغتسل من الفرات، لم يرفع قدما ولم يضع قدما، إلا كتب الله له حجة وعمرة ».

[١٢٠٤٩] ٣ - وعن أبيه ومحمد بن الحسين بن الوليد، عن الحسين بن الحسن بن أبان، عن الحسين بن سعيد، عن فضالة، عن يوسف الكناسي، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: « إذا أتيت قبر الحسين بن عليعليهما‌السلام ، فائت الفرات واغتسل بحيال(١) قبره ».

[١٢٠٥٠] ٤ - وعن جعفر بن محمد(١) بن إبراهيم بن عبيد الله(٢) ، الموسوي عن عبيد الله بن نهيك، عن محمد بن الفراش(٣) ، عن إبراهيم بن محمد الطحان(٣) عن بشير الدهان، عن رفاعة بن موسى النخاس، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: « إن من خرج إلى قبر الحسينعليه‌السلام عارفا بحقه(٤) واغتسل في الفرات وخرج من الماء

__________________

٢ - كامل الزيارات ص ١٨٦.

(١) في نسخة: عن جميل، ( منه قده ).

٣ - كامل الزيارات ص ١٨٦.

(١) قعد حياله: بإزائه أو محاذيا له ( مجمع البحرين ( حول ) ج ٥ ص ٣٦٠ ).

٤ - كامل الزيارات ص ١٨٧.

(١) في المخطوط: عبد الله وما أثبتناه من المصدر، راجع معجم رجال الحديث ج ٤ ص ١٠١

(٢) في نسخة: الساوي، ( منه قده ).

(٣) في نسخة: الفرات، ( منه قده )، وفي المصدر محمد الفراشي.

(٤) في المصدر زيادة: وبلغ الفرات.

٢٩٧

كان كمثل الذي خرج من الذنوب، وإذا مشى إلى الحير لم يرفع قدما ولم يضع أخرى، إلا كتب الله له عشر حسنات ومحا عنه عشر سيئات ».

[١٢٠٥١] ٥ - وعن أبيه ( وجماعة أصحابه )(١) ، عن محمد بن يحيى وأحمد بن إدريس معا، عن العمركي، عن يحيى خادم أبي جعفر الثانيعليه‌السلام ، عن محمد بنت سنان، عن بشير الدهان، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام - في حديث له - قال: فقالعليه‌السلام : « يا بشير إن الرجل منكم ليغتسل على شاطئ الفرات، ثم يأتي قبر الحسينعليه‌السلام عارفا بحقه، فيعطيه الله بكل قدم يرفعها أو يضعها مائة حجة مقبولة، ومائة عمرة مبرورة، ومائة غزوة مع نبي مرسل إلى أعدى عدو له » الخبر.

٤٤ -( باب استحباب الدعاء عند غسل الزيارة بالمأثور)

[١٢٠٥٢] ١ - جعفر بن محمد بن قولويه في كامل الزيارة: عن الحسين(١) بن محمد بن عامر، عن أحمد بن علوية الأصبهاني، عن إبراهيم بن محمد الثقفي، رفعه إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام ، أنه كان يقول بعد غسل الزيارة إذا فرغ: « اللهم اجعله لي نورا وطهورا، وحرزا وكافيا من كلّ داء وسقم، ومن كلّ آفة وعاهة، وطهر به قلبي وجوارحي ولحمي ودمي وشعري وبشري ومخي وعظامي وعصبي وما أقلت

__________________

٥ - كامل الزيارات ص ١٨٥.

(١) ما بين القوسين ليس في المصدر.

الباب ٤٤

١ - كامل الزيارات ص ١٨٦.

(١) في المخطوط: الحسن، وما أثبتناه من المصدر.

٢٩٨

الأرض مني، واجعله لي شاهدا يوم القيامة، ويوم حاجتي وفقري(٢) ».

٤٥ -( باب استحباب زيارة الحسينعليه‌السلام بالزيارةالمأثور وآدابها، وصلاة ركعتي الزيارة بعدها، وزيارة الشهداء)

[١٢٠٥٣] ١ - جعفر بن محمد بن قولويه في كامل الزيارة: عن أبيه ومحمد بن عبد الله معا، عن عبد الله بن جعفر الحميري، عن عبد الله بن محمد بن خالد، عن الحسن بن علي، عن أبيه، عن فضيل بن عثمان الصائغ، عن معاوية بن عمار قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام : ما أقول إذا أتيت قبر الحسينعليه‌السلام ؟ قال: « قل: السلام عليك يا أبا عبد الله، صلى الله عليك يا أبا عبد الله، رحمك الله يا أبا عبد الله، لعن الله من قتلك، ولعن الله من شرك، في دمك، ولعن الله من بلغه ذلك فرضي به، أنا إلى الله من ذلك برئ ».

[١٢٠٥٤] ٢ - وعن أبيه، عن سعد بن عبد الله، ( عن أبي عبد الله الرازي )(١) ، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن الحسن بن محمد بن عبد الكريم أبي علي، عن المفضل بن عمر، عن جابر الجعفي قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام ( للمفضل )(٢) : « كم بينك وبين قبر الحسينعليه‌السلام ؟ قلت: بأبي أنت وأمي يوم وبعض يوم آخر،

__________________

(٢) في المصدر زيادة: وفاقتي.

الباب ٤٥

١ - كامل الزيارات ص ٢٠٥.

٢ - كامل الزيارات ص ٢٠٥.

(١) أثبتناه من المصدر.

(٢) أثبتناه من المصدر.

٢٩٩

قال: « فتزوره » فقال: نعم، قال: فقال: « ألا أبشرك، ألا أفرحك ببعض ثوابه »؟ قلت: بلى جعلت فداك، قال: فقال لي: « إن الرجل منكم ليأخذ في جهازه ويتهيأ لزيارته، فيتباشر به أهل السماء، فإذا خرج من باب منزله راكبا أو ماشيا، وكل الله به أربعة آلاف ملك من الملائكة، يصلون عليه حتى يوافي(٣) الحسينعليه‌السلام ، يا مفضل إذا أتيت قبر الحسين بن عليعليهما‌السلام ، فقف بالباب وقل هذه الكلمات، فإن لك بكل كلمة كفلا(٤) من رحمة الله » فقلت: ما هي جعلت فداك؟ قال: تقول: « السلام عليك يا وارث آدم صفوة الله، السلام عليك وارث نوح نبي الله، السلام عليك يا وارث إبراهيم خليل الله، السلام عليك يا وارث موسى كليم الله، السلام عليك يا وارث عيسى روح الله، السلام عليك يا وارث محمد حبيب الله، السلام عليك يا وارث علي وصي رسول الله السلام، عليك يا وارث الحسن الرضي، السلام عليك يا وارث فاطمة بنت رسول الله، السلام عليك أيها الشهيد الصديق، السلام عليك أيها الوصي(٥) البار التقي، السلام على الأرواح التي حلت بفنائك وأناخت برحلك السلام على ملائكة الله المحدقين بك، أشهد أنك قد أقمت، الصلاة وآتيت الزكاة، وأمرت بالمعروف، ونهيت عن المنكر، وعبدت الله مخلصا حتى أتاك اليقين، السلام عليك ورحمة الله وبركاته، ثم

__________________

(٣) وفيه زيادة: قبر.

(٤) وفي نسخة: كفلة. الكفل: الضعف والحظ والنصيب ( مجمع البحرين ( كفل ) ج ٥ ص ٤٦٢ ).

(٥) وفي نسخة الرضي. ( منه قده ).

(٦) في المصدر زيادة: السلام عليك يا حجة الله وابن حجته.

٣٠٠

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442