مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل الجزء ١٠

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل13%

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 442

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧
  • البداية
  • السابق
  • 442 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 225578 / تحميل: 4725
الحجم الحجم الحجم
مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل الجزء ١٠

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

الطبيعيّ لأحد أنبيائه بعد أن دعا الله تعالى أن يحبسها عليه وهو في حال جهاد، فاستجاب له - وهو ما قرّره الابنان: ابن الجوزيّ، وابن تيميه فيما أنكرا رجوعها! -، وانشقاق القمر يومَ وُلِد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وضربت النّجومُ بعضُها بعضاً، وغيض ماء بُحيرة ساوه، ونبع الماء من بين أصابعهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وانفلق البحر لموسىعليه‌السلام ، فسلكه ومن معه، فلمّا جاوزه انطبق على فرعون وجنده فكانوا من المُغرقين.

ومن آيات عيسىعليه‌السلام : إحياء الموتى بإذن الله تعالى، والموت والحياة من شأن الله سبحانه.

وأوتي سليمانعليه‌السلام من الآيات الباهرات وخوارق العادات الكثير وكانت النار التي أوقدها نمرود برداً وسلاماً على إبراهيم الخليلعليه‌السلام «وهو مخالف لما جعله الله تعالى للنار من طبيعة الإحراق.

ومثلما حُبست الشمس ليوشع فتأخّر غروبها وطوّل الله تعالى له النهار، إلى آخر كلامه؛ فنقول: إنّ حبس الشمس عن جريها الطبيعيّ وتأخير الغروب وتطويل النّهار، كلّ ذلك خروج عن سنّة الله تعالى في خلقه، لكنّه واقع في مشيّته كما ذكرنا من قبل، ولا فرق بين حبسها وبين ردّها!

وإضافة إلى ما ذكرناه من معاجز الأنبياء، ومنها ما كان لنبيّناصلى‌الله‌عليه‌وآله نذكر بعضاً آخر من ذلك، مثل: تسبيح الحصى في يده الشريفة، واستجابة النخلة له لمّا طلب منه المشركون فتحوّلت من مكانها وانحنت أمامه وشهدت له بالنبوّة، وهذا خروج للجمادات عمّا هو مألوف منها من حال الجمود. وهذه أمثلة من حرمة الجمادات وشأنها؛ فكيف بسادات الورى؟

١٨١

حرمة الحجر الأسود

للحجر الأسود شأن خاصّ ليس لبقيّة موجودات الله تعالى مثله، حتّى ولا للشمس.

عن أبي الطّفيل: رأيتُ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يطوف بالبيت ويستلم الركن بمِحْجنٍ معه، ويقبّل المحجن.(1)

وعن ابن عبّاس قال: رأيت النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله يسجد على الحجر.(2)

ولقد قيل في الحجر الأسعد أنّه نزل من الجنّة. روي ذلك عن ابن عبّاس، قال: إنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: «الحَجَرُ الأَسودُ من الجنّة».(3)

وقد استنّ المسلمون بفعلِ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فكانوا يقبّلون الحجر الأسود ويتبرّكون به، إلاّ أنّه قد عرض لبعضهم شبهة للجهلِ بعلّة تقبيل الحجر والسجود عليه!

عن عابس بن ربيعة(4) ، قال: رأيت عمر بن الخطّاب قام عند الحجر وقال: والله إنّي أعلم أنّك حجرٌ لا تضرّ ولا تنفع، ولو لا أنّي رأيتُ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قبّلك ما قبّلتُك. فقال له عليّ: بلى؛ هو يضرّ وينفع، ولو علمت ذلك من كتاب الله لعلمت أنّه كما أقول، قال الله تعالى:« وَإِذْ أَخَذَ رَبّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرّيّتَهُمْ

____________________

(1) سُنن أبي داود 2: 176؛ سنن ابن ماجة 2: 983؛ صحيح مسلم 2: 893.

(2) السنن الكبرى للبيهقيّ 5: 75.

(3) سنن النَّسائيّ 5: 226؛ الدّر المنثور 1: 135.

(4) عابس بن ربيعة: كوفيّ، تابعيّ، ثقة (تاريخ الثقات للعجليّ 239 / 734).

١٨٢

وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى‏ أَنْفُسِهِمْ) (1) ، فلمّا اقرّوا أنّه الربّ عزّوجلّ، وأنّهم العبيد، كتب ميثاقهم في رَقّ وألقمه في هذا الحجر، وأنّه يبعث يوم القيامة وله عينان ولسان وشفتان، يشهد لمن وافى بالموافاة، فهو أمين الله في هذا الكتاب. فقال عمر: أعوذ بالله أن أعيش في قوم لستَ فيهم يا أبا الحسن!(2)

وأخرج عبد الرزّاق عن معمر عن عاصم عن عبد الله بن سَرْجِس قال: رأيتُ عمر بن الخطّاب يقبّل الركن وكان يقول: والله إنّي لأقبّلك وأعلم أنّك حجر، وأعلم أنّ الله ربّي، ولكن رأيت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قبّلك فقبّلتك.(3)

وعبد الرزّاق بسنده عن سُوَيد بن غفلة قال: رأيت عمر بن الخطّاب يقبّل الحجر ويقول: والله إنّي لأعلم أنّك حجر، ولكن رأيت أبا القاسمصلى‌الله‌عليه‌وآله بك حفيّاً.(4)

وعبد الرزّاق عن محمّد بن راشد قال: سمعتُ مكحولاً يحدّث أنّ عمر بن الخطّاب استقبل الركن فقال: قد علمت أنّك حجر، وأنّك لا تضرّ ولا تنفع، ولو لا

____________________

(1) الأعراف: 172.

(2) المستدرك على الصحيحين 1: 457، شرح نهج البلاغة للمعتزليّ 3: 122، السيرة الحلبية 1: 188، كنز العمّال 5: 93، وذكره أبو داود في سننه 2: 175 / 1873، واقتصر على شطره الأوّل من غير كلام أميرالمؤمنينعليه‌السلام .

(3) المصنّف لعبد الرزّاق 5: 53 / 9096. وأخرجه مسلم / الحديث (1270) برقم فرعيّ (250). وذكره ابن ماجة بتغيير وإضافة بعض الألفاظ، سنن ابن ماجة 2: 981 / 2943.

(4) المصنّف لعبد الرزّاق 5: 54 / 9097. وأخرجه مسلم / الحديث (1271) من طريق إبراهيم بن عبد الأعلى. وحفيّاً: مبالغاً في إكرامه.

١٨٣

أنّي رأيت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقبّلك ما قبّلتك. قال: ثمّ قبّله.(1)

الحجر يمين الله

فلمّا كان الحجر الأسود من الجنّة، كما في رواية ابن عبّاس التي ذكرناها، فهو بذاته حجر مبارك وجاز التبرّك به لذلك. إلاّ أنّ ما أوضحه أميرالمؤمنين عليعليه‌السلام من أنّ الحجر هو أمينُ الله في أرضه يشهد لمن وافاه بالبيعة! زاد في كرامة الحجر وتعظيمه عند رسول الله وطليعة الصحابة.

عن ابن عبّاس قال: الحجر الأسود يمين الله في الأرض، فمن لم يدرك بيعة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فاستلم الحجر، فقد بايع الله ورسوله!(2)

فما أعظم شأنه؟! وكم تخفى علينا أمور وعلل نجهلها؛ فما علينا إلاّ التسليم بعد ثبوت شرعيّتها والإتيان بها من غير حرج.

عن فاطمة بنت حسين، عن أبيها قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : «لمّا أخذ الله ميثاق العباد جُعل في الحجر، فمِن الوفاء بالبيعة استلامُ الحجر»(3) .

حُرمة الكعبة، والتعوّذ بالبيت

عبد الرزّاق عن ابن جُرَيْج قال: حُدّثتُ أنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله كان يضع يده على

____________________

(1) المصنّف لعبد الرزّاق 5: 54 / 9098.

(2) الدّر المنثور 1: 134.

(3) الذّرية الطاهرة للدولابيّ 131 / 160.

١٨٤

الركن اليمانيّ.(1)

عن عمرو بن شعيب، عن أبيه عن جدّه قال: طفت مع عبد الله بن عمر -، فلمّا فرغنا من السبع ركعنا في دبر الكعبة، فقلت: ألا تتعوّذ، قال أعوذ بالله من النار. ثمّ مشى فاستلم الركن، ثم قام بين الحجر والباب فألصق صدره ويديه وخدّه إليه، ثمّ قال: هكذا رأيت رسول الله يصنع.(2)

عبد الرزّاق، عن معمر، عن هشام بن عروة، عن أبيه أنّه كان يلصق بالبيت صدره ويده وبطنه.(3)

عن عبد الله بن عمر قال: سمعت رسول الله يقول: «مَن طافَ بالبيت وصلّى ركعتين، كان كعتقِ رقبةٍ».(4)

سأل ابن هشام عطاء بن أبي رباحٍ عن الركن اليمانيّ، وهو يطوف بالبيت. فقال عطاء: حدّثني أبو هريرة أنّ النبيّ قال: «وُكِل به سبعون ملكاً، فمن قال: اللّهمّ إنّي أسألك العفوَ والعافية في الدنيا والآخرة، ربّنا آتنا في الدّنيا حسنةً وفي الآخرة حسنةً وقِنا عذاب النار؛ قالوا: آمِين».

فلمّا بلغ الرّكن الأَسود قال: يا أبا محمّدٍ، ما بلغك في هذا الرّكن الأسود؟

____________________

(1) المصنّف لعبد الرزّاق 5: 55 / 9102.

(2) المصنّف لعبد الرزّاق 5: 55 / 9106، سنن ابن ماجة 2: 987 / 2962، سُنن أبي داود 1: 181 / 1899.

(3) المصنّف لعبد الرزّاق 5: 56 / 9111.

(4) سنن ابن ماجة 2: 985 / 2956.

١٨٥

فقال عطاء: حدّثني أبو هريرة أنّه سمع رسول الله يقول: «مَن فاوضَه(1) فإنّما يفاوض يدَ الرحمان».

قال له ابن هشام: يا أبا محمّد، فالطّواف؟ قال عطاء: حدّثني أبو هريرة أنّه سمع النبيّ يقول: «من طاف بالبيت سبعاً ولا يتكلّم إلاّ بسبحان الله والحمد لله ولا إله إلاّ اللهُ، واللهُ أكبر، ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله؛ مُحِيَت عنه عشر سيّئات، وكُتبت له عشر حسنات ورُفع له بها عشرةَ درجات. ومن طاف فتكلّم وهو في تلك الحال، خاض في الرحمة برِجْلَيه، كخائض الماء برجلَيه».(2)

عبد الرزّاق عن معمر قال: رأيت أيّوب يلصق بالبيت صدره ويديه.(3)

عن مكحول قال: إذا طفت بين السّادس والسابع فالتزم بالبيت ما بين الركن الأسود والركن اليمانيّ، ثم تعوّذ بالله.(4)

تكريم البيت

اللّيث عن عطاء، وطاووس، ومجاهد؛ قالوا: لا يُدخَل البيت بحذاء ولا بسلاح، ولا خُفَّين، وكان عطاء ومجاهد يريان الحِجر من البيت.(5)

وعن عبد الله بن عبّاس قال: كانت الأنبياء تدخل الحرم مُشاةً حُفاة،

____________________

(1) فاوضه: أي قابله بوجهه.

(2) سنن ابن ماجة 2: 24 / 957.

(3) المصنّف لعبد الرزّاق 5: 55 / 9105.

(4) نفسه / 9109.

(5) نفسه: 61 / 9135.

١٨٦

ويطوفون بالبيت، ويقضون المناسك حفاةً مشاة.(1)

عن سهل بن سعد الساعديّ، عن رسول الله قال: «ما من مُلَبٍّ يُلَبِّي إلاّ لبّى ما عن يمينه وشماله، من حجرٍ أو شجرٍ أو مَدَر، حتّى تنقطع الأرض من ههنا وههنا».(2)

ضيوف الرحمان

و للمنزلة الخاصّة لبيت الله الحرام، فإنّ من قصده من قريب أو بعيد فهو في ضيافة الله تعالى؛ الكريم، ومن كرمه، وقد نزلوا أشرف البقاع وأقربها إليه عزّوجلّ، وأن يستجيب دعاءهم.

بسندٍ عن أبي هريرة، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال: «الحُجّاج والعُمّار وفدُ اللهِ، إن دَعَوْه أجابهم، وإن استغفروه غَفَرلهم».(3)

و بسندٍ عن ابن عمر، عن النبيّ قال: «الغازي في سبيل الله والحاجُّ والمُعتمر وفدُ الله، دعاهم فأجابوه، وسألوهُ فأعطاهم».(4)

وبسند عن سعيد بن جُبير قال: سمعتُ ابنَ عبّاس يقول: قال رسول الله «ليأتينّ هذا الحجر يوم القيامة، وله عينان يُبصرُ بهما، ولسان ينطق به، يشهد على

____________________

(1) سنن ابن ماجة 2: 980 / 2939.

(2) نفسه: 974 / 2921.

(3) سنن ابن ماجة 2: 966 / 2892.

(4) نفسه / 2893.

١٨٧

من يَستلِمُه بحقّ».(1)

وعن نافع، عن ابن عمر قال: استقبل رسول الله الحجر، ثم وضع شفتيه عليه يبكي طويلاً، ثم التفت فإذا هو بعمر بن الخطّاب يبكي فقال: «يا عمر، ههنا تُسكبُ العَبَراتُ».(2)

عثمان بن أبي شيبة بسنده عن عبد الرحمان بن صفوان قال: لما فتح رسول الله مكّة، انطلقتُ فرأيتُ النبيَّ قد خرج من الكعبة هو وأصحابه، وقد استلموا البيت من الباب إلى الحطيم، وقد وضعوا خدودهم على البيت.(3)

حرمةُ المؤمن

جرى الكلام عن بيت الله وحُرمته، وأثره في النفوس وفضيلته، والمقام الخاصّ للحجر الأسود وعظمته، إلاّ أنّ النصوص من القرآن والسنّة تقرّر حقيقةً هي عظم حرمة المؤمن، فيذكر القرآن الكريم المنزلة الخاصّة للإنسان بين مخلوقاته:« لَقَدْ كَرّمْنَا بَنِي آدَمَ) (4) الآية.

هذا في عموم بني آدم، إلاّ أنّ الإنسان يستأهل هذا التكريم بقدر قربه من الله وتقواه:« إِنّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللّهِ أَتْقَاكُمْ » . (5)

____________________

(1) نفسه: 982 / 2944.

(2) نفسه.

(3) سُنن أبي داود 2: 181 / 1898.

(4) الإسراء: 70.

(5) الحجرات: 13.

١٨٨

ولأجل الإنسان خلقت الجنّة يسعد بها المؤمن في نعيمٍ مقيم خالد، فإذا كانت تلك هي حرمة الحجر الأسعد لأنّه من الجنّة، وتلك هي حرمة الكعبة ومنزلتها إذ هي بيت الله تعالى ومحلّ ضيافته؛ فما هو موقع الإنسان المؤمن المتّقي، وما هي حُرمته؟ بسندٍ عن مكحول: إنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، لمّا رأى البيت حين دخل مكّة رفع يديه وقال: «اللّهمّ زد هذا البيت تشريفاً وتعظيماً وتكريماً ومهابة، وزد من شرّفه وكرّمه ممّن حجَّه واعتمره تشريفاً وتعظيماً وتكريماً وبِرّاً».(1)

إنّ أشرف بقاع الأرض هي مكّة المكرّمة، فيها أوّلُ بيتٍ وضعه الله تعالى لعبادته« إِنّ أَوّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنّاسِ لَلّذِي بِبَكّةَ مُبَارَكاً وَهُدىً لِلْعَالَمِينَ) (2) .

والمؤمن أولى بهذا البيت، وكلّما حجّه واعتمره زاد شرفاً إلى شرفه، إذ كما للبيت والحجر وظيفة هي الشّهادة لمن وافاهما، فكذلك المؤمن فهو شاهد على غيره« لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النّاسِ وَيَكُونَ الرّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً » (3) ، والآية بيان منه سبحانه لفضل هذه الأمّة على سائر الأمم. ومعنى شهداء على الناس أي: لتشهدوا على النّاس بأعمالهم، أو لتكونوا حُجّةً على الناس فتُبيِّنوا لهم الحقّ والدّين ويكون الرسول عليكم شهيداً بما يكون من أعمالكم، وحجّةً عليكم. (4)

ولسعة أُفق مسؤوليّة المؤمن في هذه الحياة، كانت حُرمته أعظم، فعن ابن

____________________

(1) الدرّ المنثور 1: 132.

(2) آل عمران: 96.

(3) البقرة: 143.

(4) مجمع البيان - تفسير الآية 143 سورة البقرة.

١٨٩

عبّاس قال: لما نظر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إلى الكعبة قال: «مرحباً بكِمن بيتٍ ما أعظمك وأعظمَ حرمتك، لَلْمُؤمنُ أعظمُ عند الله حرمةً منكِ».(1)

تفاوت منازل المؤمنين

تتفاوت منازل المؤمنين عند الله تعالى، وميزان هذا التفاوت هو التقوى:« إِنّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللّهِ أَتْقَاكُمْ » (2) وأتقى الأمّة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فهو سيّد البشر مطلقاً، وهو خاتم الأنبياء، قد بشّر به مَن كان قبله منهم، ورسالته خاتمة الرسالات؛ فهو أولى بالشرف الباذخ الذي لا تنال ذُراه الكعبة. وهو الذي حرّر البيت الحرام، فطهّر الكعبة من أدران الجاهليّة وحطّم الأصنام التي على سطحها، فكان النظر إلى وجهه الكريم وتعظيمه هو مثلما يكون للكعبة. وكان الذي باشر عمل ذلك هو عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام ، أصعده رسولُ اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله مَنْكِبَيه، فكان ذلك منزلةً له وكرامة.(3)

وللشافعيّ نظم في هذه المكرمة العلويّة:

قيلَ لي: قُل في عليّ مدحاً

ذكرُهث يخمدُ ناراً مُوصَدَهْ

____________________

(1) الدّر المنثور 1: 132.

(2) الحجرات: 13.

(3) مسند أحمد 1: 84، 151، خصائص أمير المؤمنين للنّسائيّ 31، المستدرك على الصحيحين 2: 367 و 3: 5، تاريخ بغداد 13: 2، 3، صفة الصفوة لابن الجوزيّ 1: 119، مناقب الإمام عليّعليه‌السلام لابن المغازليّ: 202 - 203، المناقب للخوارزميّ: 123، ذخائر العقبى: 85، كفاية الطالب: 257، ينابيع المودّة: 139 الرياض النضرة 2: 200، المواهب اللّدنيّة للقسطلانيّ 1: 204.

١٩٠

قلتُ: لا أقدم في مدح امرئ

ضلّ ذواللُّبّ إلى أن عَبَدهْ

والنبيُّ المصطفى قال لنا

ليلة المعراج لمّا صَعده

وضع اللهُ بظهري يدَهُ

فأحسّ القلبُ أنْ قد بردَهْ

وعليّ واضعٌ أقدامَهُ

في محلٍّ وَضَعَ اللهُ يَدَهْ(1)

فبهذا اللّحاظ، وبلحاظ بقيّة مناقبهعليه‌السلام : من سابقته إلى الإسلام، وأنّه لم يسجد لصنمٍ قطّ ولم يوجّه وجهه في ركوع ولا سجود إلاّ إلى الكعبة التي وُلد فيها، ولم يولد قبله ولا بعده فيها أحد غيره، ولأعلميّته وشرائه النّفسَ في سبيل الله، وغير ذلك من المناقب الخاصّة به ممّا سيأتي الكلام عنها. لكلّ ذلك؛ ولأنّه نَفْسُ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، كما في آية المباهلة(2) ، فكان له ما لرسول الله إلاّ النبوّة، ولذا.. فكما أنّ النظر إلى وجه النبيّ عبادة؛ كذلك النظر إلى وجه عليّعليه‌السلام عبادة.

النظر إلى وجه عليّ عبادة

والأحاديث في هذا المعنى من الكثرة نذكر بعضها: بسندٍ عن عبد الله بن

____________________

(1) ينابيع المودّة للقندوزيّ: 140.

(2) تفسير مقاتل 1: 282، مسند أحمد 1: 185، صحيح مسلم 7: 120، الجامع الصحيح للترمذيّ 4: 293، كتاب الولاية لابن عقدة: 186، دلائل النبوّة لأبي نعيم: 124، المستدرك للحاكم 3: 150، أسباب النزول للواحديّ: 68، تفسير الطبريّ 3: 212، شواهد التنزيل 1: 128، مصابيح البغويّ 2: 277، تفسير الحِبَريّ 248، تفسير فرات: 29، تذكرة الخواصّ: 17؛ تفسير الثعلبيّ 3: 85، تفسير ابن كثير 1: 371، مناقب عليّ لابن مردويه: 226 - 228، أسد الغابة 4: 105، وله مصادر كثيرة نذكرها في موضعها.

١٩١

مسعود قال: قال لي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : «النظر إلى وجه عليّ عبادة».(1)

وكيع عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة أنّ النبيّ قال: «النظر إلى وجه عليّ عبادة».(2)

وعن أبي هريرة قال: رأيت مُعاذ بن جبل يُديم النظر إلى عليّ بن أبي طالب، فقلت: ما لكَ تديم النظر إلى عليّ كأنّك لم تره؟! فقال: سمعتُ رسول الله يقول: «النظر إلى وجه عليّ عبادة».(3)

وبطرقٍ عدّة عن عمران بن حصين: «النظر إلى عليّ عبادة».(4)

معمر، عن الزّهريّ، عن عروة، عن عائشة قالت: رأيت أبا بكر يكثر النظر إلى وجه عليّ، فقلت له: يا أبه، أراك تُكثر النظر إلى وجه عليّ! فقال: يا بُنيّة سمعتُ رسول الله يقول: «النظر إلى وجه عليّ عبادة».(5)

____________________

(1) المستدرك على الصحيحين 3: 152 / 4682، المناقب للخوارزميّ 361، حلية الأولياء 5: 58، ميزان الاعتدال للذهبيّ 4: 401، لسان الميزان لابن حجر 6: 178، الصواعق المحرقة: 73.

(2) حلية الأولياء 2: 182، مناقب الإمام عليّ لابن المغازليّ: 207، لسان الميزان 1: 242، منتخب كنز العمّال 5: 30.

(3) تاريخ بغداد 2: 51، مناقب الإمام عليّ لابن المغازليّ: 207، ميزان الاعتدال 3: 484.

(4) مناقب الإمام عليّ: 209، المناقب للخوارزمي: 363، كفاية الطّالب: 161، الرياض النضرة 2: 219، البداية والنهاية 7: 357، ينابيع المودّة: 90، تاريخ الخلفاء: 66.

(5) تاريخ بغداد 2: 51، مناقب الإمام عليّ: 211، كفاية الطّالب: 161.

١٩٢

مثَلُ عليّ في الأُمّة

و لكون عليّعليه‌السلام المَثَل الأعلى بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ؛ أنزله النبيّ منزلة الكعبة، فعلى المسلمين أن يشدّوا الرّحال إليه ليستمدّوا منه معالم دينهم، فهم جميعاً محتاجون إليه وعليهم أن يقصدوه كما يقصدون الكعبة.

عن صالح بن ميثم(1) عن يَريم بن العلا(2) ، عن أبي ذرّ قال:

قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : «مثَلُ عليّ فيكم - أو قال: في هذه الأمّة - كَمثَلِ الكعبة المستورة - أو المشهورة -، النظرُ إليها عبادة، والحجّ إليها فريضة».(3)

عن شريك، عن سَلَمة، عن الصُّنابحي(4) ، عن عليّ قال: قال رسول الله لعليّ:

____________________

(1) صالح بن ميثم. قال له أبو جعفر - الباقرعليه‌السلام - (إنّي أحبّك وأُحبّ أباك حبّاً شديداً) (رجال ابن داود 186 / 760). وذكره البرقيّ في أصحاب الباقرعليه‌السلام (رجال البرقيّ: 15). وذكره هو وابنه عُقبةَ بن صالح في أصحاب الصادقعليه‌السلام (رجال البرقيّ: 16).

(2) لم أعثر له على ترجمة.

(3) مناقب الإمام عليّ 107، كفاية الطالب: 161، الرياض النضرة 2: 219، مجمع الزوائد 19: 119، كنز العمّال 6: 158.

(4) شَرِيك بن عبد الله النّخعيّ القاضي، كوفيّ ثقة. (تاريخ الثقات للعجلي 217 / 644).

وسَلَمة بن كُهَيل الحضرميّ: كوفيّ، ثقةٌ ثبتٌ في الحديث، تابعيّ. قال سفيان الثّوري لحمّاد بن سلمة: رأيتَ سلمة بن كهيل؟ قال: نعم، قال: لقد رأيت شيخاً كيِّساً، قال: وكان فيه تشيّع قليل، وهو من ثقات الكوفيّين (تاريخ الثقات 197 / 591). وذكره الطوسيّ في أصحاب أميرالمؤمنين، وقال تابعيّ. ثمّ ذكره في أصحاب الأئمّة: عليّ بن الحسين، والباقر، والصادقعليهم‌السلام (رجال الطوسيّ: 43، 91، 124، 211). وذكره البرقيّ في خواصّ أصحاب أميرالمؤمنين، وفي أصحاب: =

١٩٣

«أنت بمنزلة الكعبة: تؤتى ولا تأتي، فإن أتاك هؤلاء القوم فسَلَّمُوها إليك - يعني الخلافة - فاقبَلْ منهم، وإن لم يأتوك فلا تأتهم حتّى يأتوك».(1)

فالسعيُ إلى عليّعليه‌السلام كالسعي بين الصفا والمروة، والتزامُه مثل التزام ملتزم الكعبة، فهو وبنوه مثل سفينة نوح من ركبها نجا، ومَن تخلّف عنها غرق.

أخرج الشريف الرضيّ بسندٍ عالٍ، عن الحسن بن عليّ بن محمّد بن عليّ ابن موسى بن جعفر قال: حدّثني أبي عليّ، قال حدّثني أبي محمّد، قال: حدّثني أبي عليّ، قال: حدّثني أبي موسى، قال: حدّثني أبي جعفر، قال: حدّثني أبي محمّد، قال: حدّثني أبي عليّ، قال: حدّثني الحسين بن عليّ، عن أبيه أميرالمؤمنين عليّعليه‌السلام ، قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : «يا عليّ، مَثَلُكُم في الناس مَثَلُ سفينة نوح: من رَكِبَها نجا، ومن تخلّف عنها غرق، فمن أحبّكم يا عليّ نجا، ومن

____________________

= السجّاد والباقرعليهم‌السلام (رجال البرقيّ: 4، 8، 9). قال ابن سعد: توفّي سلمة بن كهيل الحضرميّ سنة اثنتين وعشرين ومائة حين قُتل زيد بن عليّ بالكوفة. (الطبقات الكبرى 6: 314 / 2415).

والصّنابحي: شاميّ، تابعيّ، ثقة، من خيار التابعين. (تاريخ الثقات 230 / 705). وهو عبد الرحمان بن عسيلة المراديّ الصّنابحي، رحل إلى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فوجده قد مات فنزل الشام، روى عن النبيّ مرسلاً، وعن أبي بكر وعمر وعليّ وغيرهم (تهذيب الكمال 6: 229). ومثله في (طبقات ابن سعد) عبد الرحمان بن عسيلة الصّنابحي، من حِمْيَر، ويكنّى أبا عبد الله، وكان ثقة قليل الحديث، روى عن أبي بكر وعمر وبلال. وذكر بسنده عن الصّنابحي قال: ما فاتني رسول الله إلاّ بخمس ليالٍ، توفّي رسول الله وأنا بالجحفة، فقدمت على أصحابه متوافرين، فسألت بلالاً عن ليلة القدر فقال: ليلة ثلاث وعشرين (الطبقات الكبرى 7: 353 / 4038).

(1) أسد الغابة 4: 112. وبلفظٍ آخر في: كفاية الطالب: 161، ومناقب الإمام عليّعليه‌السلام : 107، كنز العمّال 6: 158، ومجمع الزوائد 9: 119.

١٩٤

أبغضكم ورفض محبّتكم هوى في النار». ومَثَلُكُم يا عليّ مثل بيت الله الحرام: من دخله كان آمناً، فمن أحبّكم ووالاكُم كان آمناً من عذاب النار، ومن أبغضكم ألقي في النار يا عليّ« وَللّهِ‏ِ عَلَى النّاسِ حِجّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً » (1) ، ومن كان له عذر فله عذره، ومن كان مريضاً فله عذره، والله لا يعذر غنيّاً ولا فقيراً ولا مريضاً ولا أعمى ولا بصيراً في تفريطه في موالاتكم ومحبّتكم.(2)

وأخرج سفيان الفسويّ، عن إياس بن سلمة بن الأكوع، عن أبيه قال: رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : «النجوم أمان لأهل السماء، وأهل بيتي أمانٌ لأمّتي».(3)

وعن قتادة، عن عطاء، عن ابن عبّاس قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : «النجوم أمان لأهل الأرض من الغرق، وأهل بيتي أمانٌ لأمّتي من الاختلاف؛ فإذا خالفتها قبيلة من العرب اختلفوا فصاروا حزب إبليس».(4)

وعن أبي إسحاق - السّبيعيّ -، عن حنش الكنانيّ(5) قال: سمعت أبا ذرّ يقول وهو آخذ بباب الكعبة: «مَن عرفني فأنا مَن عرفني، ومن أنكرني فأنا أبوذرّ، سمعتُ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول: ألا إنّ مَثَل أهل بيتي فيكم مَثَلُ سفينة نوح في

____________________

(1) آل عمران: 97.

(2) خصائص أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب للشريف الرضيّ: 48.

(3) المعرفة والتاريخ للفسويّ 1: 296.

(4) المستدرك على الصحيحين للحاكم 3: 162 / 4715.

(5) حنش بن المعتمر الكنانيّ، كوفيّ ثقة تابعيّ (تاريخ الثقات للعجليّ 136 / 347)، ووثّقه ابن داود وأخرج له في سُننه، والترمذيّ في جامعه.

١٩٥

قومه، من رَكِبَها نجا، ومن تخلّف عنها غَرِق».(1)

وعليّ بن زيد، عن سعيد بن المسيّب، عن أبي ذرّ قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : «مَثَلُ أهل بيتي مَثَلُ سفينة نوح، من ركب فيها نجا، ومن تخلّف عنها غرق، ومَن قاتلنا في آخر الزمان فإنّما قاتل مع الدّجال».(2)

وأخرج ابن أبي شيبة في مصنّفه قال: حدّثنا معاوية بن هشام(3) ، قال: حدّثنا عمّار، عن الأعمش، عن المنهال، عن عبد الله بن الحارث، عن عليّ قال: إنّما مثَلُنا في هذه الأمّة كسفينة نوح، وكتاب حِطّة في بني إسرائيل.(4)

هذا هو شأن عليّ ومنزلته، ومن كان كذلك لا يكبر عليه ردّ الشمس إليه كرامةً له من عند الله تعالى.

وأمّا من حيث الوقوع: فيكفي أنّ أميرالمؤمنين عليّاعليه‌السلام ، ذكر ذلك في محاججته القوم يوم الشّورى، فأخبتوا له في كلّ ما احتجّ به من فضائله.

أبو ساسان(5) ، وأبو حمزة، عن أبي إسحاق السبيعيّ، عن عامر بن واثلة قال:

____________________

(1) المستدرك على الصحيحين 3: 163 / 4720، والمعارف لابن قتيبة 252.

(2) المعرفة والتاريخ للفسويّ 1: 296، والكنى والأسماء للدولابيّ 1: 137 / الترجمة 241 ولكن من غير العبارة الأخيرة.

(3) معاوية بن هشام القصّار الأزديّ، أبو الحسن الكوفيّ. قال العجليّ: ثقة (تاريخ الثقات للعجليّ 433 / 1598).

(4) المصنّف لابن أبي شيبة 7: 503 / 52.

(5) حُضين بن المنذر، أبو ساسان السدوسيّ (بصريّ) تابعيّ، ثقة، وكان على راية عليّ يوم صفّين (تاريخ الثقات 123 / 304). =

١٩٦

____________________

= قال خليفة في صفة جيش أميرالمؤمنين يوم صفّين:... وعلى بكر البصرة حُضين بن المنذر (تاريخ خليفة 146).

وذكره الطوسيّ في أصحاب أميرالمؤمنين قال: أبو سنان الأنصاريّ (رجال الطوسيّ: 63).

وذكر البرقيّ أنّ له صحبة (رجال البرقيّ: 1). ثم ذكره في طبقة الأصفياء من أصحاب أميرالمؤمنينعليه‌السلام (رجال البرقيّ: 3). وذكره كذلك في شرطة الخميس من أصحابهعليه‌السلام (رجال البرقيّ: 4).

وذكره ابن داود في أصحاب أميرالمؤمنينعليه‌السلام (رجال ابن داود القسم الأوّل 398 / 42). إلاّ أنّ البرقيّ وابن داود سمّياه: الحصين - بصادٍ مهملة غير منقوطة -.

وذكره ابن سعد في الطبقة الثالثة من أهل البصرة (الطبقات الكبرى 7: 155). وأبو حمزة: هو ثابت بن أبي صفيّة واسم أبي صفيّة دينار الأزديّ الكوفيّ، مات سنة خمسين ومائة. ذكره الطوسي في: أصحاب عليّ بن الحسين، وفي أصحاب الباقر، وفي أصحاب الصادقعليهم‌السلام (رجال الطوسيّ 84، 110، 160).

قال النجاشيّ: كوفي ثقة، وأولاده: نوح، ومنصور، وحمزة - قُتلوا مع زيد بن عليّ قال: لَقِيَ عليَّ ابن الحسين وأبا جعفر وأبا عبد الله وأبا الحسنعليهم‌السلام ، وروى عنهم، وكان من خيار أصحابنا وثقاتهم ومعتمديهم في الرواية والحديث. ورُوي عن أبي عبد الله أنّه قال: أبو حمزة في زمانه مثلُ سلمان في زمانه. وروى عنه العامّة. له كتاب تفسير القرآن، وكتاب النوادر ورسالة الحقوق عن عليّ بن الحسين (رجال النجاشي 83 - 84).

وذكره ابن داود فقال: ثقة، له كتاب (رجال ابن داود 76 / 273).

وذكره البرقيّ في أصحاب عليّ بن الحسينعليه‌السلام (رجال البرقيّ 8).

وترجم له المزّيّ ترجمة وافية نذكر منها أسماء من روى عنهم، ومن رَوَوا عنه؛ لنعرف منزلته ووثاقته، قال: روى عن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب، وأبي جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن أبي طالب، وعكرمة مولى ابن عبّاس، والأصبغ بن نُباتة، وأنس بن مالك، وسعيد بن جُبير، وعامر الشعبيّ، وسالم بن أبي الجعد الغطفانيّ، وأبي إسحاق السّبيعيّ... وغيرهم. =

١٩٧

____________________

= روى عنه: سفيان الثّوريّ، وشريك بن عبد الله النخعيّ وعمرو بن أبي المقدام ثابت بن هرمز، و عبيدالله بن موسى وأبونعيم الفضل بن دكين، ووكيع بن الجرّاح، وأبوبكر بن عيّاش، وحفص بن غياث، والحسن بن محبوب... وغيرهم. روى له الترمذيّ، والنّسائيّ في (مسند عليّ) (تهذيب الكمال للمزّيّ 4: 357 / 819).

وأبو إسحاق: هو أبو إسحاق السبيعيّ، واسمه عمرو بن عبد الله بن عليّ... بن سبيع... بن هَمْدان، السّبيعيّ الهَمْدانيّ الفقيه (النّسب لابن سلام 337، الطبقات الكبرى 6: 311 / 2411).

قال العجليّ: أبو إسحاق السّبيعيّ (كوفيّ) تابعيّ، ثقة، روى عن ثمانية وثلاثين من أصحاب النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله (تاريخ الثقات 366 / 1272).

روى عن: زيد بن أرقم، والبراء بن عازب، عديّ بن حاتم، وعبد الله بن عمرو و أسامة بن زيد، وأنس بن مالك، وحُبْشيّ بن جُنادة وزيد بن يُثيع، وسعيد بن جبير، وسليمان بن صرد الخزاعيّ، وجرير بن عبد الله البجلي، وعامر بن شراحيل الشّعبي، وعبد الله بن الحارث بن نوفل، وعبد الله بن الزبير بن العوّام، وعبد الله بن عبّاس والحارث بن عبد الله الأعور، وعبد الرحمان بن أبي ليلى، وعبد خير الهمدانيّ وعكرمة مولى ابن عباس، وكميل بن زياد، ومجاهد بن جبر المكّيّ، وأبي جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين... وخلقٍ كثير.

روى عنه: أبان بن تغلب، وأبو شيبة إبراهيم بن عثمان العبسيّ، وسفيان الثّوريّ وهو أثبت الناس فيه، وسفيان بن عيينة، وسليمان الأعمش، وشريك بن عبد الله وشعبة بن الحجّاج، وفضيل بن مرزوق، وفِطْر بن خليفة، وأبو حمزة الثّماليّ، وموسى بن عقبة، ومنصور بن المعتمر، ومِسعَر بن كِدام، وعبد الله بن المختار، وحمزة بن حبيب الزّيّات، ومالك بن مِغْول... وكثيرون.

مات سنة سبع وعشرين ومائة (الطبقات الكبرى 6: 311، الكنى والأسماء للدولابيّ 1: 100، التاريخ الكبير للبخاريّ: 6 / الترجمة 2594، الجرح والتعديل: 6 / الترجمة 1347، طبقات خليفة 275 / 1210، وقد ذكره في الطبقة الرابعة من أهل الكوفة ن من مُضَر اليمن).

قال أحمد بن حنبل: أبو إسحاق ثقة، وكذلك يحيى بن معين والنّسائي (الجرح والتعديل: 6 / الترجمة 1347). =

١٩٨

كنت مع عليّعليه‌السلام في البيت يوم الشورى، فسمعت عليّاً يقول لهم: لأحتجّنّ عليكم بما لا يستطيع عربيّكم ولا عجميّكم يُغيّر ذلك. ثمّ قال: أنشدكم بالله أيّها النّفر جميعاً! هل فيكم أحد ردّت عليه الشّمس حتّى صلّى العصر في وقتها، غيري؟

____________________

= قال أبو داود الطّيالسيّ: قال رجل لشعبة: سمع أبو إسحاق من مجاهد؟ قال: وما كان يصنع بمجاهد، كان هو أحسنَ حديثاً من مجاهد، ومن الحسن وابن سيرين (الجرح والتعديل: 6: الترجمة 1347).

وسبق أن ذكرنا قول العجليّ فيه وتوثيقه له.

وعامر بن واثلة بن عبد الله بن عمرو، أبو الطّفيل اللّيثيّ الكنانيّ، آخر الصحابة موتاً. ولد عام اُحدٍ، وأدرك ثماني سنين من حياة النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله . روى عن: النبيّ، وعليّ، وأبي بكر، وعمر، ومعاذ، وابن مسعود، وحذيفة بن أسيد الغفاريّ، وحذيفة بن اليمان، وزيد بن أرقم، وأبي سعيد الخدريّ، وسلمان الفارسيّ، وابن عبّاس... وغيرهم.

روى عنه: جابر بن يزيد الجعفيّ، والزهريّ، وحبيب بن أبي ثابت، وفطر بن خليفة، وعليّ بن زيد ابن جدعان، وحمران بن أعين، وعمرو بن دينار، وقتادة، وإسماعيل بن مسلم المكّيّ.. وخلق كثير (الطبقات الكبرى 5: 457، طبقات خليفة 68 / 176، 216 / 841، 488 / 2519، الجرح والتعديل: 6 / الترجمة 1829، جمهرة أنساب العرب 183، جمهرة النسب 145).

وذكره ابن داود في خواصّ أميرالمؤمنينعليه‌السلام (رجال ابن داود) 194 / 194).

وكذلك البرقيّ (رجال البرقيّ: 4)، وذكر الطوسيّ في أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وفي أصحاب أميرالمؤمنين، وفي أصحاب الحسن (رجال الطوسيّ: 25، 47، 69).

قال العجليّ: عامر بن واثلة، أبو الطفيل (مكّيذ) ثقة، سكن الكوفة مع عليّ، وكان من كبار التابعين، وقد رأى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله (تاريخ الثقات 245 / 757).

١٩٩

قالوا: اللّهمّ لا.(1)

____________________

(1) كتاب الولاية لابن عقدة: 174، وهي واحدة من (29) فقرة احتجّ بها أميرالمؤمنينعليه‌السلام ، فشهدوا له بتصديقها. والسند الذي ذكرناه من القوّة والوثاقة ممّا يقطع بصحّة المناشدة وإخبات القوم وتصديقهم لأميرالمؤمنين فيما احتجّ به ومنه ردّ الشمس. وذكرها ابن المغازليّ الشافعيّ المتوفّى سنة (542 هـ) في كتابه (مناقب الإمام عليّ بن أبي طالب: 112 / 155)، والجوينيّ في كتابه (فرائد السمطين 1: 319 / 215)؛ والخوارزميّ الحنفيّ المتوفّى سنة (568 هـ) في كتابه (المناقب: 313 / 314) بسنده عن زافر بن سليمان بن الحارث [ زافر بن سليمان، ثقه (تاريخ يحيى بن معين 2: 273 / 4751، الجرح والتعديل للرازيّ 1: 2 / 625) ]، عن عامر ابن واثلة؛ وذكر من المناشدة (24) فقرة.

وذكرها الگنجي الشافعيّ (المقتول سنة 658 هـ) في كتابه (كفاية الطالب في مناقب عليّ بن أبي طالب: 386) بسنده عن أبان بن تغلب [ أبان بن تغلب بن رياح القاري الربعيّ، أبو سعد الكوفيّ. مات سنة إحدى وأربعين ومائة. روى عن أبي إسحاق السبيعيّ والحَكَم، روى عنه شعبة بن الحجّاج، وحمّاد بن زيد (كتاب الثّقات لابن حبّان 3: 215 / 290). وفي (تاريخ أسماء الثقات لابن شاهين 67 / 75): قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: أبان بن تغلب ثقة، كان شعبة يحدّث عنه. قيل له: أبان، وإدريس الأوديّ؟ فقال: أبان أكبر.

ووثّقه أبو حاتم الرازيّ، حيث قال عن أحمد أنّه سُئل فقال: ثقة، وكذا ابن معين (الجرح والتعديل للرازيّ 1: 1 / 296).

ذكره الطوسيّ في أصحاب عليّ بن الحسين، وفي أصحاب الباقر أبي جعفر محمّد بن عليّ بن الحسينعليهم‌السلام (رجال الطوسيّ 82، 106).

وذكره البرقيّ في أصحاب الباقر، وأصحاب الصادقعليهما‌السلام (رجال البرقيّ 9، 16).

وترجم له النجاشيّ: أبان بن تغلب بن رباح، أبو سعيد البكريّ الجُريريّ، ثقة جليل القدر عظيم المنزلة في أصحابنا، لقي عليّ بن الحسين، وأبا جعفر - الباقر - وأبا عبد الله - الصادق -عليهم‌السلام ، روى عنهم، وكانت له عندهم منزلة وقَدَم. وذكره البلاذريّ قال: روى عن عطية العوفيّ [ عطيّة بن =

٢٠٠

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

الوصي الذي هو فيها، صل على محمد وآل محمد، واجعل هذا الطين شفاء لي من كلّ داء، وأمانا من كلّ خوف، فإن فعل ذلك كان حتما(٣) شفاء له من كلّ داء، وأمانا من كلّ خوف ».

[١٢١٣٨] ٥ - وعن محمد بن يعقوب الكليني، عن محمد بن علي(١) رفعه قال: قالعليه‌السلام : « الختم على طين قبر الحسينعليه‌السلام ، أن يقرأ عليه إنا أنزلناه في ليلة القدر، وروي: إذا أخذته فقل: ( بسم الله )(٢) اللهم بحق هذه التربة الطاهرة، وبحق البقعة الطيبة، وبحق الوصي الذي تواريه، وبحق جده وأبيه وأمه وأخيه، والملائكة الذين يحفون به، والملائكة العكوف على قبر وليك ينتظرون نصره صلى الله عليهم أجمعين، اجعل لي فيه شفاء من كلّ داء، وأمانا من كلّ خوف، وغنى من كلّ فقر، وعزا من كلّ ذل، وأوسع به علي في رزقي، وأصح به جسمي ».

[١٢١٣٨] ٦ - وعن أبيه وجماعة، عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن عيسى، عن محمد بن إسماعيل البصري، عن بعض رجاله، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: « طين قبر الحسينعليه‌السلام شفاء من كلّ داء، وإذا أكلته تقول(١) : بسم الله وبالله، اللهم اجعله رزقا واسعا، وعلما نافعا، وشفاء من كلّ داء، إنك على كلّ شئ قدير » قال: وروى لي بعض أصحابنا - يعني محمد بن عيسى - قال: نسيت اسناده، قال: إذا

__________________

(٣) في نسخة: حقا.

٥ - كامل الزيارات ص ٢٨١.

(١) في المصدر: علي بن محمد بن علي.

(٢) ليس في المصدر.

٦ - كامل الزيارات ص ٢٨٤ ح ١، ٢.

(١) في نسخة: فقل، ( منه قده ).

٣٤١

أكلته تقول: « اللهم رب هذه التربة المباركة، ورب الوصي(٢) الذي وارته، صل على محمد وآل محمد، واجعله علما نافعا، ورزقا واسعا، وشفاء من كلّ داء ».

[١٢١٤٠] ٧ - وعن الحسن بن عبد الله بن محمد، عن أبيه، عن الحسن بن محبوب، عن مالك بن عطية، عن أبيه، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: « إذا أخذت من تربة المظلوم ووضعتها في فيك فقل: اللهم إني أسألك بحق هذه التربة، وبحق الملك الذي قبضها، والنبي الذي حضنها، والامام الذي حل فيها، أن تصلي على محمد وآل محمد، وأن تجعل لي فيه شفاء نافعا، ورزقا واسعا، وأمانا من كلّ خوف وداء فإنه إذا قال ذلك، وهب الله له العافية وشفاه ».

[١٢١٤١] ٨ - الشيخ الطوسي في المصباح: عن حنان بن سدير، عن أبيه، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام أنه قال: « من أكل من طين قبر الحسينعليه‌السلام غير مستشف به، فكأنما أكل من لحومنا، فإذا احتاج أحدكم إلى الأكل منه ليستشفي به، فليقل: بسم الله وبالله، اللهم رب هذه التربة المباركة الطاهرة، ورب النور الذي ( انزل فيه )(١) ، ورب الجسد الذي سكن فيه، ورب الملائكة الموكلين به، اجعله لي شفاء من داء كذا وكذا، واجرع من الماء جرعة خلفه، وقل: اللهم اجعله رزقا واسعا، وعلما نافعا، وشفاء من كلّ داء وسقم، فإن الله تعالى يدفع(٢) بها كلّ ما تجد من السقم والهم والغم إن شاء الله ».

__________________

(٢) في المصدر: هذا الوصي.

٧ - كامل الزيارات ص ٢٨٤ ح ٣.

٨ - مصباح المجتهد ص ٦٧٦.

(١) وفي نسخة: نزل فيها.

(٢) في المصدر زيادة: عنك.

٣٤٢

٥٧ -( باب أقل ما يزار فيه الحسينعليه‌السلام ، وأكثر ما يكره تأخير زيارته عنه للغني والفقير)

[١٢١٤٢] ١ - جعفر بن محمد بن قولويه في كامل الزيارة: عن محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن علي بن محمد بن سالم، عن محمد بن خالد، عن عبد الله بن حماد البصري، عن عبد الله بن عبد الرحمان الأصم، عن صفوان الجمال قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام ، ونحن في طريق المدينة - إلى أن قال - قلت له: فمن يأتيه زائرا ثم متى(١) يعود إليه؟ وفي كم يؤتى؟ وفي كم يسع الناس تركه؟ قال: « أما القريب فلا أقل من شهر، وأما البعيد الدار ففي كلّ ثلاث سنين، فما جاز الثلاث سنين(٢) فقد عق رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وقطع رحمه، إلا من علة، ولو يعلم الزائر للحسينعليه‌السلام ما يدخل على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله من الفرح، وإلى أمير المؤمنين وإلى فاطمة وإلى الأئمةعليهم‌السلام والشهداء منا أهل البيت، وما ينقلب به من دعائهم له، وما له في ذلك من الثواب في العاجل والأجل والمذخور له عند الله، لأحب أن يكون ما ثم مدارة ما بقي، وأن زائره ليخرج من رحله فما يقع قدمه على شئ إلا دعا له، فإذا وقعت الشمس عليه أكلت ذنوبه كما تأكل النار الحطب، وما تبقي الشمس عليه من ذنوبه شيئا، فينصرف وما عليه ذنب، وقد رفع له من الدرجات ما لا يناله المتشحط ( في دمه )(٣) في سبيل الله، ويوكل به ملك يقوم مقامه ويستغفر له حتى يرجع إلى الزيارة، أو يمضي ثلاث سنين، أو يموت » وذكر الحديث بطوله.

__________________

الباب ٥٧

١ - كامل الزيارات ص ٢٩٧ ح ١٧.

(١) في المصدر: ينصرف فمتى.

(٢) وفيه زيادة: وما يصل إليه.

(٣) في المصدر: بدمه.

٣٤٣

[١٢١٤٣] ٢ - الشيخ محمد بن المشهدي في مزاره: بإسناده عن أحمد بن إدريس، عن صندل، عن داود بن فرقد قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام ما لمن زار قبر الحسينعليه‌السلام في كلّ شهر من الثواب؟ قال: « له الثواب مثل ثواب مائة ألف شهيد من شهداء بدر ».

٥٨ -( باب استحباب اتخاذ سبحة من تربة الحسينعليه‌السلام ، والتسبيح بها، وادارتها)

[١٢١٤٤] ١ - الشيخ محمد بن المشهدي في المزار: بإسناده عن أبي القاسم محمد بن علي، عن أبي الحسن الرضاعليه‌السلام قال: « من أدار الطين من التربة فقال: سبحان الله والحمد لله إله إلا الله والله أكبر، مع كلّ حبة منها كتب الله له بها ستة آلاف حسنة، ومحا عنه ستة آلاف سيئة، ورفع له ستة آلاف درجة، وأثبت له من الشفاعة مثلها ».

[١٢١٦٥] ٢ - وروي عن الصادقعليه‌السلام أنه قال: « من أدار الحجر من تربة الحسينعليه‌السلام ، فاستغفر مرة واحدة، كتبت له بالواحدة سبعون مرة، ومن أمسك السبحة بيده ولم يسبح بها، ففي كلّ حبة منها سبع مرات ».

[١٢١٤٦] ٣ - وفي كتاب الحسن بن محبوب: أن أبا عبد اللهعليه‌السلام ، سئل عن استعمال التربتين من طين قبر حمزة وطين(١) قبر الحسين

__________________

٢ - المزار للمشهدي ص ٥٩٤، وعنه في البحار ج ١٠١ ص ١٧ ح ٢٤.

الباب ٥٨

١ - المزار للمشهدي ص ٥١٣، وعنه في لبحار ج ١٠١ ص ١٣٣ ح ٦٥.

٢ - المزار للمشهدي ص ٥١٣، ورواه المجلسي في البحار ج ١٠١ ص ١٣٦ ح ٧٧ عن مصباح المتهجد ص ٦٧٨.

٣ - المزار للمشهدي ص ٥١٤، وعنه في البحار ج ١٠١ ص ١٣٣ ح ٦٦.

(١) ليس في المصدر.

٣٤٤

عليه‌السلام ، والتفاضل بينهما، فقال: « السبحة التي هي من طين قبر الحسينعليه‌السلام تسبح بيد الرجل من غير أن يسبح. قال: وقال: ( رأيت )(٢) أبو عبد اللهعليه‌السلام ، وفي يده السبحة منها وقيل له في ذلك، فقال: « أما أنها أعود علي أو قال أخف علي ».

[١٢١٤٧] ٤ - وروي: أن الحور العين إذا أبصرن بواحد من الاملاك يهبط إلى الأرض لامر ما، يستهدين منه السبح والتربة من طين قبر الحسينعليه‌السلام .

[١٢١٤٨] ٥ - وروي عن الصادقعليه‌السلام أنه قال: « السبح الزرق في أيدي شيعتنا، مثل الخيوط الزرق في أكسية بني إسرائيل، إن الله عزو جل أوحى إلى موسىعليه‌السلام : أن مر بني إسرائيل أن يجعلوا في أربع جوانب أكسيتهم الخيوط الزرق، ويذكرون به إله السماء ».

٥٩ -( باب استحباب الاكثار من الدعاء وطلب الحوائج عند قبر الحسينعليه‌السلام )

[١٢١٤٩] ١ - أحمد بن فهد في عده الداعي: روي عن الصادقعليه‌السلام : « من كانت له حاجة إلى الله عز ووجل، فليقف عند رأس الحسينعليه‌السلام وليقل: يا با عبد الله أشهد أنك تشهد مقامي وتسمع كلامي، وأنك حي عند ربك ترزق، فاسأل ربك وربي في قضاء حوائجي، فإنها تقضى إن شاء الله تعالى ».

__________________

(٢) أثبتناه من المصدر.

٤ - المزار للمشهدي ص ٥١٥، وعنه في البحار ج ١٠١ ص ١٣٤ ح ٦٧.

٥ - المزار للمشهدي ص ٥١٥، وعنه في البحار ج ١٠١ ص ١٣٤ ح ٦٨.

الباب ٥٩

١ - عدة الداعي ص ٥٦.

٣٤٥

[١٢١٥٠] ٢ - جعفر بن محمد بن قولويه في كامل الزيارة: عن أبيه، ومحمد بن الحسن بن الوليد معا، عن الحسن بن متيل، عن سهل بن زياد، عن أبي هاشم الجعفري قال: بعث إلى أبو الحسنعليه‌السلام في مرضه، وإلى محمد بن حمزه، فسبقني إليه محمد بن حمزة، فأخبرني أنه ما زال يقول: « ابعثوا إلى الحائر ( ابعثوا إلى الحائر )(١) » فقلت لمحمد: ألا قلت له: أنا أذهب إلى الحائر، ثم دخلت عليه فقلت: جعلت فداك أنا أذهب إلى الحائر، فقال: « انظروا في ذلك » ثم قال: « إن محمدا ليس له سر من زيد بن علي، وأنا أكره أن يسمع ذلك. قال فذكرت ذلك لعلي بن بلال، فقال: ما كان يصنع بالحائر وهو الحائر؟ فقدمت العسكر فدخلت عليه، فقال لي: « اجلس » حين أردت القيام: فلما رأيته آنس بي ذكرت قول علي بن بلال، فقال لي: « ألا قلت له: إن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله كان يطوف بالبيت ويقبل الحجر، وحرمة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله والمؤمن أعظم من حرمة البيت، وأمره الله أن يقف بعرفة، إنما هي من مواطن يحب الله أن يذكر فيها، فأنا أحب أن يدعى لي حيث يحب الله أن يدعى فيها، والحائر من تلك المواضع ».

[١٢١٥١] ٣ - وعن علي بن الحسين وجماعة، عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن عيسى، عن أبي هاشم الجعفري قال: دخلت أنا ومحمد بن حمزة عليهعليه‌السلام - يعني الهاديعليه‌السلام - نعوده وهو عليل، فقال لنا: « وجهوا قوما إلى الحير من مالي. فلما خرجنا من عنده، قال لي محمد بن حمزة المشير: يوجهنا إلى الحائر وهو بمنزلة من في الحائر، قال: فعدت إليه فأخبرته، فقال لي: « ليس هو هكذا، إن لله مواضع يحب أن يعبد فيها، وحير الحسينعليه‌السلام من تلك المواضع » قال الحسين بن

__________________

٤ - كامل الزيارات ص ٢٥٢ ح ٤.

(١) ما بين القوسين ليس في المصدر.

(٣) كامل الزيارات ص ٢٧٣ ح ٢.

٣٤٦

أحمد بن المغيرة، وحدثني أبو محمد الحسن بن أحمد بن محمد بن علي الرازي المعروف بالوهوردي بنيسابور بهذا الحديث، وذكر في آخره غير ما مضى في الحديثين الأوليين، أحببت شرحه في هذا الباب لأنه منه، قال أبو محمد الوهودي: وحدثني أبو علي محمد بن همام (ره) قال: حدثني محمد الحميري قال: حدثني أبو هاشم الجعفري قال: دخلت على أبي الحسن علي بن محمدعليهما‌السلام ، وهو محموم عليل، فقال لي: « يا أبا هاشم ابعث رجلا من موالينا إلى الحير يدعو الله لي، فخرجت من عنده فاستقبلني علي بن بلال، فأعلمته ما قال لي وسألته أن يكون الرجل الذي يخرج، فقال: السمع والطاعة، ولكني أقول: إنه أفضل من الحير، إذا كان بمنزلة من في الحير، ودعاؤه لنفسه أفضل من دعائي له: بالحائر، فأعلمته ( صلوات الله عليه ) ما قال، فقال لي: « قل له: كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أفضل من البيت والحجر، وكان يطوف بالبيت ويستلم الحجر، وأن لله تبارك وتعالى بقاعا يحب أن يدعى فيها، فيستجيب لمن دعاه، والحائر منها ».

[١٢١٥٢] ٤ - وعن الحسن ( بن عبد الله )(١) بن محمد ( بن عيسى )(٢) عن أبيه، عن الحسن بن محبوب، عن العلاء، عن شعيب العقرقوفي، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام - في حديث - أنه قال: « ولا دعا عنده أحد دعوة إلا استجيب له عاجلة وآجلة » الخبر.

__________________

٤ - كامل الزيارات ص ٢٥٢ ح ٤.

(١ و ٢) أثبتناه من المصدر، أنظر معجم رجال الحديث ج ٤ ص ٣٧٦

٣٤٧

٦٠ -( باب أنه يستحب لمن أراد زيارة الحسينعليه‌السلام ، أن يصوم ثلاثا آخرها الجمعة، ثم يغتسل ليلتها، وعلى غسل، تاركا للدهن والطيب والزاد الطيب، ملازما للحزن والشعث والجوع والعطش)

[١٢١٥٣] ١ - جعفر بن محمد بن قولويه في كامل الزيارة: عن محمد بن أحمد بن الحسين العسكري، ومحمد بن الحسن، عن الحسن بن علي بن مهزيار، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن محمد بن مروان، عن الثمالي قال: قال الصادقعليه‌السلام : « إذا أردت المسير إلى قبر الحسين بن عليعليهما‌السلام ، فصم يوم الأربعاء والخميس والجمعة، فإذا أردت الخروج، فاجمع أهلك وولدك وادع بدعاء السفر، واغتسل قبل خروجك - إلى أن قال - ولا تدهن ولا تكتحل، حتى تأتي الفرات، وأقل من الكلام والمزاح، وأكثر من ذكر الله تعالى، وإياك والمزاح والخصومة ».

[١٢١٥٤] ٢ - وعن محمد بن الحسن بن الوليد، وغيره، عن سعد بن عبد الله، عن موسى بن عمر، عن صالح بن السندي الجمال، عن رجل من أهل الرقة يقال له: أبو المضا قال: قال لي ( رجل: قال )(١) أبو عبد اللهعليه‌السلام : « تأتون قبر أبي عبد اللهعليه‌السلام ؟ » قال: قلت: نعم، قال: « تتخذون لذلك سفرة(٢) » قال: قلت: نعم، قال: « أما لو أتيتم قبور آبائكم وأمهاتكم لم تفعلوا ذلك » قال: قلت: أي شئ نأكل؟

__________________

الباب ٦٠

١ - كامل الزيارات ص ٢٢٢ ح ١٨.

٢ - كامل الزيارات ص ١٢٩ ح ٢.

(١) ليس في المصدر.

(٢) السفرة، بضم السين: طعام يتخذ للمسافر ( لسان العرب ج ٤ ص ٣٦٨ ) .

٣٤٨

قال: « الخبز واللبن. قال: وقال صرام(١) لأبي عبد اللهعليه‌السلام جعلت فداك، إن قوما يزورون قبر الحسين بن عليعليهما‌السلام فيطيبون السفر، قال: فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام : « أما أنهم لو زاروا قبور آبائهم ما فعلوا ذلك ».

[١٢١٥٥] ٣ - وعن أبيه وأخيه وعلي بن الحسين وغيرهم جمعيا، عن سعد بن عبد الله، عن موسى بن عمر، عن صالح بن السندي الجمال، عمن ذكره، عن كرام بن عمرو قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام لكرام: « إذا أردت أنت قبر الحسين ( صلوات الله عليه )، فزره وأنت كئيب حزين شعث غبر(١) ، فإن الحسينعليه‌السلام قتل وهو كئيب حزين شعث مغبر جائع عطشان ».

[١٢١٥٦] ٤ - الشيخ الطوسي في المصباح، روى لنا جماعة عن أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عبد الله بن قضاعة بن صفوان بن مهران الجمال، عن أبيه، عن جده صفوان قال: استأذنت الصادقعليه‌السلام لزيارة مولاي الحسينعليه‌السلام ، وسألته أن يعرفني ما أعمل عليه، فقال: « يا صفوان صم ثلاثة أيام قبل خروجك، واغتسل في اليوم الثالث ثم، اجمع إليك أهلك » الخ.

__________________

في المصدر كرام. وقد اختلفت النسخ في ضبطه، فورد بلفظ: ضرام وحرام، وخرام، وجزام.

٣ - كامل الزيارات ص ١٣١ ح ٤.

(١) في نسخة: مغبر.

٤ - مصباح المتهجد ص ٦٦٠.

٣٤٩

٦١ -( باب استحباب زيارة الحسن وعلي بن الحسين والباقر والصادقعليهم‌السلام بالبقيع)

[١٢١٥٧] ١ - السيد المرتضى في الفصول: نقلا عن شيخه المفيد (ره) قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله للحسنعليه‌السلام : « من زارك بعد موتك، أو زار أباك، أو زار أخاك، فله الجنة ».

[١٢١٥٨] ٢ - جعفر بن محمد بن قولويه في كامل الزيارة: عن محمد بن عبد الله الحميري، عن أبيه، عن علي بن محمد بن سالم، عن محمد بن خالد، عن عبد الله بن حماد البصري، عن عبد الله بن عبد الرحمان الأصم، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام - في حديث طويل - أنه أتاه رجل فقال: هل يزار والدك؟ فقال: « نعم » قال: فما لمن زاره؟ قال: « الجنة إن كان يأتم به » قال: فما لمن تركه رغبة عنه؟ قال: « الحسرة يوم الحسرة ».

[١٢١٥٩] ٣ - وعن حكيم بن داود، عن سلمة بن الخطاب، عن عبد(١) الله بن أحمد، عن بكر بن صالح، عن عمرو بن هاشم، عن ( رجل من )(٢) أصحابنا، عن أحدهمعليهم‌السلام قال: « إذا أتيت القبور بالبقيع - قبور الأئمةعليه‌السلام - فقف عندهم واجعل(٣) القبر بين يديك، ثم تقول: السلام عليكم » الزيارة.

__________________

الباب ٦١

١ - الفصول ص ٩٥، عنه في البحار ج ١٠٠ ص ١٤٥ ح ٣٧.

٢ - كامل الزيارات ص ١٩٤ ح ٧.

٣ - كامل الزيارات ص ٥٣ ح ٢.

(١) في المخطوط: عبيد وما أثبتناه من المصدر وهو الصواب. راجع معجم رجال الحديث ج ٣ ص ٣٤٥.

(٢) في المصدر: بعض.

(٣) وفيه زيادة: القبلة خلفك و.

٣٥٠

[١٢١٦٠] ٤ - وعن علي بن الحسين وغيره، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي نجران، عن يزيد بن إسحاق، عن الحسن بن عطية، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: « تقول عند قبر علي بن الحسينعليهما‌السلام ما أحببت ».

[١٢١٦١] ٥ - البحار عن ( مجموع الدعوات لأبي محمد هارون بن موسى التلعكبري )(١) ، روى أبو الحسين أحمد بن الحسين بن رجاء الصيداوي هذه الزيارة لعثمان بن سعيد العمري ومعه أبو القاسم بن روح، قال: عند زيارتهما لمولانا أبي عبد الله جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، وقفا على باب السلام فقالا: « السلام عليك يا مولاي وابن مولاي وأبا موالي ورحمة الله وبركاته، السلام عليك يا شهيد دار الفناء وزعيم دار البقاء، إنا خالصتك ومواليك، ونعترف بأولاك وأخراك، فاشفع لنا إلى مشفعك الله تعالى ربنا وربك، فما خاب عبد قصد بك ربه، وأتعب فيك قلبه، وهجر فيك أهله وصحبه، واتخذك وليه وحسبه، والسلام عليك ورحمة الله ».

[١٢١٦٢] ٦ - فقه الرضاعليه‌السلام : « وتزور قبور السادة في المدينة وأنت على غسل إن شاء الله تعالى ».

[١٢١٦٣] ٧ - البحار: روي في بعض مؤلفات أصحابنا، عن معلى بن خنيس قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: « ما من رجل يزورنا أو يزور قبورنا، إلا غشيته الرحمة، وغفرت له ذنوبه ».

__________________

٤ - كامل الزيارات ص ٥٥ ح ٣.

٥ - البحار ج ١٠٠ ص ٢١١ ح ٩.

(١) في البحار: الكتاب العتيق.

٦ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٣٠.

٧ - البحار ج ١٠٢ ص ٣٠٢ ح ١.

٣٥١

٦٢ -( باب استحباب زيارة قبر الكاظمعليه‌السلام ، ولو من خارج)

[١٢١٦٤] ١ - جعفر بن محمد بن قولويه في كامل الزيارة: عن أبيه وعلي بن الحسين ومحمد بن الحسين بن الوليد جمعيا، عن سعد بن عبد الله، عن يعقوب بن يزيد، عن الحسين بن يسار الواسطي قال: سألت أبا الحسن الرضاعليه‌السلام : ما لمن زار قبر أبيك؟ قال: فقال: « زره » قال: قلت: وأي شئ فيه من الفضل؟ قال: فقال: « فيه من الفضل كفضل من زار والده، يعني رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله » قلت: فإن خفت ولم يكن لي الدخول داخلا؟ قال: « سلم من وراء الجدار ».

[١٢١٦٥] ٢ - وعن محمد بن جعفر، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن الخيبري، عن الحسين بن محمد الأشعري قال: قال(١) الرضاعليه‌السلام : « من زار قبر أبي ببغداد، كان كمن زار رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وقبر أمير المؤمنينعليه‌السلام ، إلا أن لرسول الله وأمير المؤمنين ( صلوات الله عليهما ) فضلهما ».

وعن الكليني، عن محمد بن يحيى، عن ابن أبي الخطاب، مثله(٢) .

[١٢١٦٦] ٣ - وعن علي بن الحسين، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن الحسن بن علي الوشاء قال: قلت للرضاعليه‌السلام : ما لمن

__________________

الباب ٦٢

١ - كامل الزيارات ص ٢٩٩ ح ٥.

٢ - كامل الزيارات ص ٢٩٩ ح ٦.

(١) في المصدر: قال لي.

(٢) نفس المصدر ذيل ح ٦.

٣ - كامل الزيارات ص ٢٩٩ ح ٣.

٣٥٢

زار قبر(١) أبي الحسينعليه‌السلام ؟(٢) قال: له مثل ما لمن زار قبر أبي عبد اللهعليه‌السلام ».

[١٢١٦٧] ٤ - وعنه، عن سعد، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الوشاء قال: سألت الرضاعليه‌السلام ، عن زيارة قبر أبي الحسنعليه‌السلام ، أمثل زيارة قبر الحسينعليه‌السلام ؟ قال: « نعم ».

وعن الكليني، عن محمد بن يحيى، عن ابن عيسى، مثله(١) .

٦٣ -( باب استحباب زيارة قبر أبي الحسنعليه‌السلام بالمأثور، والصلاة في المساجد حوله، وما يصلح لزيارة جميع المشاهد)

[١٢١٦٨] ١ - جعفر بن محمد بن قولويه في الكامل: عن محمد بن جعفر الرزاز، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عمن ذكره، عن أبي الحسنعليه‌السلام قال: « تقول ببغداد: السلام عليك يا ولي الله، السلام عليك يا حجة الله، السلام عليك يا نور الله في ظلمات الأرض، السلام عليك يا من بدا لله في شأنه، اتيتك عرافا بحقك، معاديا لأعدائك، فاشفع لي عند ربك يا مولاي، قال: وادع الله واسأل حاجتك، قال: وسلم بهذا على أبي جعفر محمد بن عليعليهما‌السلام ».

[١٢١٦٩] ٢ - وعن محمد بن عبد الله الحميري، عن أبيه، عن هارون بن مسلم، عن علي بن حسان الواسطي، عن بعض أصحابنا، عن الرضا

__________________

(١) في المصدر: قبر أبيك.

(٢) في المصدر زيادة: فقال: زره، قال: وقلت: فأي شئ فيه من الفضل.

٤ - كامل الزيارات ص ٢٩٨ ح ١.

(١) نفس المصدر ذيل ح ٦.

الباب ٦٣

١ - كامل الزيارات ص ٣٠١.

٢ - كامل الزيارات ص ٢٩٩ ح ٤.

٣٥٣

عليه‌السلام ، في إتيان قبر أبي الحسنعليه‌السلام قال: « صلوا في المساجد حوله ».

[١٢١٧٠] ٣ - وعن محمد بن الحسين مت الجوهري، عن محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران عن هارون بن مسلم، عن علي بن حسان قال: سئل الرضاعليه‌السلام عن إتيان(١) أبي الحسن موسىعليه‌السلام ، قال: صلوا في المساجد حوله، ويجزئ في المواضع كلها أن تقول: السلام على أولياء الله وأصفيائه، السلام على أمناء الله وأحبائه، السلام على أنصار الله وخلفائه، السلام على محال معرفة الله، السلام على مساكن ذكر الله، السلام على مظهري(٢) أمر الله ونهيه، السلام على الدعاة إلى الله، السلام على المستقرين في مرضاة الله، السلام على الممحصين(٣) في طاعة الله، ( السلام على الادلاء على الله )(٤) ، السلام على الذين من والاهم فقد والى الله، ومن عاداهم فقد عادى الله، ومن عرفهم فقد عرف الله، ومن جهلهم فقد جهل الله، ومن اعتصم بهم فقد اعتصم بالله، ومن تخلى منهم فقد تخلى من الله، اشهد الله أني سلم لمن سالمكم، وحرب لمن حاربكم، مؤمن بسركم وعلانيتكم، مفوض في ذلك كله إليكم، لعن الله عدو آل محمد من الجن والإنس ( من الأولين والآخرين )(٥) ، وأبرأ إلى الله منهم، وصلى الله على محمد وآله الطاهرين(٦) ، هذا يجزئ في الزيارات كلها، وتكثر من الصلاة على محمد وآل محمد، وتسمي واحدا واحدا بأسمائهم، وتبرأ من أعدائهم، وتخير ما شئت من الدعاء لنفسك وللمؤمنين والمؤمنات ».

__________________

٣ - كامل الزيارات ص ٣١٥ ح ١.

(١) في المصدر زيادة: قبر.

(٢) وفيه: مظاهر.

(٣) في نسخة: المخلصين. ( منه قده ).

(٤) ليس في المصدر.

(٥) ليس في المصدر.

(٦) ليس في المصدر.

٣٥٤

٦٤ -( باب استحباب زيارة قبر الرضاعليه‌السلام )

[١٢١٧١] ١ - جعفر بن محمد بن قولويه في الكامل: عن جماعة مشايخه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن داود الصرمي، عن أبي جعفر(١) عليه‌السلام قال: سمعته يقول: « من زار قبر أبي فله الجنة ».

وعن الحسن بن عبد الله بن محمد بن عيسى، عن أبيه، عن الصرمي، مثله.

[١٢١٧٢] ٢ - وعن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن علي بن إبراهيم الجعفري، عن حمدان الدسوائي(١) قال: دخلت على أبي جعفر الثانيعليه‌السلام فقلت له: ما لمن زار أباك بطوس؟ فقال: « من زار قبر أبي بطوس غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر. قال حمدان: فلقيت بعد ذلك أيوب بن نوح بن دراج فقلت له: يا أبا الحسين إني سمعت مولاي أبا جعفرعليه‌السلام يقول: « من زار قبر أبي بطوس غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر فقال أيوب: وأزيدك، فيه قلت: نعم، فقال: سمعته يقول(٢) ، يعني أبا جعفرعليه‌السلام : « ( من زار قبر أبي بطوس غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر )(٣) ، فإذا كان يوم القيامة نصب له منبر بحذاء منبر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، حتى يفرغ الله من حساب الخلائق ».

__________________

الباب ٦٤

١ - كامل الزيارات ص ٣٠٣ ح ١.

(١) في المصدر زيادة: الثاني.

٢ - كامل الزيارات ص ٣٠٤ ح ٣.

(١) وفي نسخة: الديواني.

(٢) في المصدر زيادة: ذلك.

(٣) ما بين القوسين ليس في المصدر.

٣٥٥

[١٢١٧٣] ٣ - وعن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن علي بن الحسين النيسابوري، عن شعيب بن عيسى، عن صالح بن محمد الهمداني، عن إبراهيم بن إسحاق النهاوندي قال: قال أبو الحسن الرضاعليه‌السلام :من زارني على بعد داري وشطون (١) مزاري، اتيته يوم القيامة في ثلاثة مواطن حتى أخلصه من أهوالها: إذا تطايرت الكتب يمينا وشمالا، وعند الصراط، وعند الميزان ».

[١٢١٧٤] ٤ - وعن أبيه، عن سعد، عن إبراهيم بن الزيات، عن يحيى بن الحسن الحسيني، عن علي بن عبد الله بن قطرب، عن أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما‌السلام قال: مر به ابنه وهو شاب حدث وبنوه مجتمعون عنده، فقال: « إن ابني هذا يموت في أرض غربة، فمن زاره مسلما لامره عارفا بحقه، كان عند الله عز وجل كشهداء بدر ».

[١٢١٧٥] ٥ - وعن أبيه والكليني معا، عن علي بن إبراهيم، عن حمدان بن إسحاق قال: سمعت أبا جعفر عليه‌السلام ، أو حكى لي عن رجل عن أبي جعفر عليه‌السلام - الشك من علي بن إبراهيم - قال: قال أبو جعفر عليه‌السلام : « من زار قبر أبي بطوس غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر. قال فحججت بعد الزيارة فلقيت أيوب بن نوح، فقال لي: قال (١) أبو جعفر عليه‌السلام : « من زار قبر أبي بطوس غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وبنى له منبرا حذاء (٢) منبر محمد وعلي ( صلوات الله عليهما )، حتى يفرغ الله من حساب الخلائق » فرأيت بعد ذلك أيوب بن نوح

__________________

٣ - كامل الزيارات ص ٣٠٤ ح ٤.

(١) شطنت الدار شطونا: بعدت. ( لسان العرب ج ١٣ ص ٢٣٨ ).

٤ - كامل الزيارات ص ٣٠٤ ح ٥.

٥ - كامل الزيارات ص ٣٠٥ ح ٦.

(١) ليس في المصدر.

(٢) في نسخة. بحذاء.، ( منه قده ).

٣٥٦

وقد زار، فقال: جئت أطلب المنبر.

[١٢١٧٦] ٦ - زيد النرسي في أصله: عن أبي الحسن موسى عليه‌السلام قال: « من زار ابني هذا - وأومأ إلى أبي الحسن الرضا عليه‌السلام - فله الجنة ».

[١٢١٧٧] ٧ - البحار: رأيت في بعض مؤلفات أصحابنا قال: ذكر في كتاب فصل الخطاب، عن الرضا عليه‌السلام أنه قال: « من شد رحله إلى زيارتي، استجيب دعاؤه، وغفرت له ذنوبه » الخبر.

٦٥ -( باب استحباب التبرك بمشهد الرضاعليه‌السلام ومشاهد الأئمةعليهم‌السلام )

[١٢١٧٨] ١ - البحار: عن بعض مؤلفات أصحابنا، عن كتاب فصل الخطاب، عن الرضا عليه‌السلام ، قال في حديث: « وهذه البقعة روضة من رياض الجنة، ومختلف الملائكة، لا يزال فوج ينزل من السماء وفوج يصعد، إلى أن ينفخ في الصور ».

٦٦ -( باب استحباب اختيار زيارة الرضاعليه‌السلام على زيارة كلّ واحد من الأئمةعليهم‌السلام )

[١٢١٧٩] ١ - جعفر بن محمد بن قولويه في الكامل: عن الكليني، عن محمد بن يحيى العطار، عن علي بن الحسين النيسابوري، عن إبراهيم بن محمد، عن

__________________

٦ - أصل زيد النرسي ص ٥٢.

٧ - البحار ج ١٠٢ ص ٤٤ ح ٥١.

الباب ٦٥

١ - البحار ج ١٠٢ ص ٤٤ ح ٥١.

الباب ٦٦

١ - كامل الزيارات ص ٣٠٧ ح ١٣.

٣٥٧

عبد الرحمان بن سعيد المكي، عن يحيى بن سليمان المازني، عن أبي الحسن موسى بن جعفرعليهما‌السلام ، أنه قال: « من زار ولدي - إلى أن قالعليه‌السلام - أو بات(١) عنده ليلة، كان كمن زار الله في عرشه. قلت: كمن زار في عرشه! قال: « نعم، إذا كان يوم القيامة، كان على عرش اله أربعة من الأولين وأربعة من الآخرين، فأما الأربعة الذين هم من الأولين فنوح وإبراهيم وموسى وعيسىعليهم‌السلام ، وأما الأربعة الذين هم من الآخرين فمحمد وعلي والحسن والحسينعليهم‌السلام ، ثم يمد المضمار فيقعد معنا من زار قبور الأئمةعليهم‌السلام ، إلا أن أعلاهم درجه وأقربهم حبوه زوار قبر ولدي عليعليه‌السلام ».

ورواه عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن علي بن الحسين النيسابوري بهذا السند.

٦٧ -( باب استحباب اختيار زيارة الرضاعليه‌السلام وخصوصا في رجب على الحج والعمرة المندوبتين)

[١٢١٨٠] ١ - جعفر بن محمد بن قولويه في الكامل: بالاسناد السابق عن يحيى بن سليمان المازني، عن أبي الحسن موسى عليه‌السلام قال: « من زار قبر ولدي كان له عند الله كسبعين حجة مبرورة » قال: قلت: سبعين حجة! قال: « نعم وسبعمائة حجة » قلت: وسبعمائة حجة! قال: « نعم وسبعين ألف حجة » قلت: وسبعين ألف حجة! قال: « رب حجة لا تقبل ».

[١٢١٨١] ٢ - وعن محمد بن الحسن بن الوليد، عن محمد بن الحسن الصفار،

__________________

(١) في المصدر: وبات.

الباب ٦٧

١ - كامل الزيارات ص ٣٠٧.

٢ - كامل الزيارات ص ٣٠٦.

٣٥٨

عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال: قرأت في كتاب أبي الحسن الرضاعليه‌السلام : « أبلغ شيعتي(١) أن زيارتي تعدل عند الله عز وجل ألف حجة » قال: فقلت لأبي جعفرعليه‌السلام : ألف حجة! قال! « أي والله وألف ألف حجة، لمن زاره عارفا بحقه ».

[١٢١٨٢] ٣ - وعن أبيه ومحمد بن الحسن وعلي بن الحسين جمعيا، عن سعد بن عبد الله، عن الحسن بن علي بن عبد الله بن المغيرة، عن الحسين بن سيف بن عميرة، عن محمد بن أسلم الجبلي، عن محمد بن سليمان قال: سألت أبا جعفر عليه‌السلام ، عن رجل حج حجة الاسلام (١) متمتعا بالعمرة إلى الحج، فأعانه الله تبارك وتعالى على عمرته وحجة، ثم أتى المدينة فسلم على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ثم أتاك عارفا بحقك يعلم أنك حجته على خلقه، وبابه الذي يؤتى منه، فسلم عليك، ثم أتى أبا عبد الله عليه‌السلام فسلم عليه، ثم أتى بغداد فسلم على أبي الحسن موسى عليه‌السلام ، ثم انصرف إلى بلاده فلما كان وقت الحج رزقه الله تعالى ما يحج به، فأيهما أفضل لهذا الذي حج حجة الاسلام، يرجع فيحج أيضا، أو يخرج إلى خراسان إلى أبيك علي بن موسى الرضا عليه‌السلام فيسلم عليه؟ قال: « بل يأتي خراسان فيسلم على أبي الحسن عليه‌السلام أفضل، وليكن ذلك في رجب، ولكن لا ينبغي أن تفعلوا (٣) هذا اليوم، فإن علينا وعليكم من السلطان شنعة ».

قلت: متن الخبر هكذا في نسختي من كامل الزيارة، وهو مطابق لما في

__________________

(١) في نسخة: شيعتنا.

٣ - كامل الزيارات ص ٣٠٥.

(١) في المصدر زيادة: فدخل.

(٢) وفيه زيادة: الحسين.

(٣) وفيه: يفعلوا.

٣٥٩

الكافي(٤) سندا من الحسن بن علي إلى آخره: ومتنا، ولما في التهذيب(٥) ، ولكن الصدوق رواه في العيون(٦) بهذا السند، وفي متنه اختلاف في مواضع عديدة، غير مضر بالمقصود، إلا أن فيه: ثم أتى المدينة فسلم على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ثم أتى أباك أمير المؤمنينعليه‌السلام عارفا بحقه يعلم أنه حجة الله على خلقه، وبابه الذي يؤتى منه فسلم عليه، ثم أتى أبا عبد الله الخ. وهذا مطابق لأصل السيرة وأقرب إلى الاعتبار، بل السلام على الجواد الحيعليه‌السلام في هذا الترتيب، قبل السلام على أمير المؤمنين وأبي عبد الله وأبي الحسنعليهما‌السلام ما لا يخفى، فاللازم على جامع شتات الروايات الإشارة إلى هذا الاختلاف في محله، والعجب من الشيخين الجليلين المحدثين الكاملين(٧) شيخنا المجلسي(٧) والحر(٨) رحمهما الله، وما صنعا في هذا المقام، أما الأول فساق أولا متن ما في العيون، ثم ذكر سند الكامل وقال: مثله، وأما الثاني فساق في الأصل متن ما في الكافي، ثم قال: ورواه الصدوق في عيون الأخبار عن فلان إلى آخره نحوه، من غير إشارة منهما إلى هذا الاختلاف الغريب، وهذا منهما عجيب.

[١٢١٨٣] ٤ - البحار: وجدت في بعض مؤلفات قدماء أصحابنا قال: زيارة مولانا وسيدنا أبي الحسن الرضا عليه‌السلام ، كلّ الأوقات صالحة (١) ، وأفضلها في شهر رجب، روى ذلك عن ولده أبي جعفر الجواد عليه‌السلام الزيارة.

__________________

(٤) - الكافي ج ٤ ص ٥٨٤ ح ٢.

(٥) - التذهيب ج ٦ ص ٨٤ ح ١٦٦.

(٦) - عيون أخبار الرضا عليه‌السلام ج ٢ ص ٢٥٨ ح ١٥.

(٧) - البحار ج ١٠٢ ص ٣٧ ح ٢٩.

(٨) - وسائل الشيعة ج ١٠ ص ٤٤٤ ح ٢.

٤ - البحار ج ١٠٢ ص ٥٢ ح ١١.

(١) في المصدر زيادة: لزيارته.

٣٦٠

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442