مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل الجزء ١٠

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل13%

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل مؤلف:
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 442

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧
  • البداية
  • السابق
  • 442 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 225750 / تحميل: 4727
الحجم الحجم الحجم
مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل الجزء ١٠

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

الوصي الذي هو فيها، صل على محمد وآل محمد، واجعل هذا الطين شفاء لي من كلّ داء، وأمانا من كلّ خوف، فإن فعل ذلك كان حتما(٣) شفاء له من كلّ داء، وأمانا من كلّ خوف ».

[١٢١٣٨] ٥ - وعن محمد بن يعقوب الكليني، عن محمد بن علي(١) رفعه قال: قالعليه‌السلام : « الختم على طين قبر الحسينعليه‌السلام ، أن يقرأ عليه إنا أنزلناه في ليلة القدر، وروي: إذا أخذته فقل: ( بسم الله )(٢) اللهم بحق هذه التربة الطاهرة، وبحق البقعة الطيبة، وبحق الوصي الذي تواريه، وبحق جده وأبيه وأمه وأخيه، والملائكة الذين يحفون به، والملائكة العكوف على قبر وليك ينتظرون نصره صلى الله عليهم أجمعين، اجعل لي فيه شفاء من كلّ داء، وأمانا من كلّ خوف، وغنى من كلّ فقر، وعزا من كلّ ذل، وأوسع به علي في رزقي، وأصح به جسمي ».

[١٢١٣٨] ٦ - وعن أبيه وجماعة، عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن عيسى، عن محمد بن إسماعيل البصري، عن بعض رجاله، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: « طين قبر الحسينعليه‌السلام شفاء من كلّ داء، وإذا أكلته تقول(١) : بسم الله وبالله، اللهم اجعله رزقا واسعا، وعلما نافعا، وشفاء من كلّ داء، إنك على كلّ شئ قدير » قال: وروى لي بعض أصحابنا - يعني محمد بن عيسى - قال: نسيت اسناده، قال: إذا

__________________

(٣) في نسخة: حقا.

٥ - كامل الزيارات ص ٢٨١.

(١) في المصدر: علي بن محمد بن علي.

(٢) ليس في المصدر.

٦ - كامل الزيارات ص ٢٨٤ ح ١، ٢.

(١) في نسخة: فقل، ( منه قده ).

٣٤١

أكلته تقول: « اللهم رب هذه التربة المباركة، ورب الوصي(٢) الذي وارته، صل على محمد وآل محمد، واجعله علما نافعا، ورزقا واسعا، وشفاء من كلّ داء ».

[١٢١٤٠] ٧ - وعن الحسن بن عبد الله بن محمد، عن أبيه، عن الحسن بن محبوب، عن مالك بن عطية، عن أبيه، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: « إذا أخذت من تربة المظلوم ووضعتها في فيك فقل: اللهم إني أسألك بحق هذه التربة، وبحق الملك الذي قبضها، والنبي الذي حضنها، والامام الذي حل فيها، أن تصلي على محمد وآل محمد، وأن تجعل لي فيه شفاء نافعا، ورزقا واسعا، وأمانا من كلّ خوف وداء فإنه إذا قال ذلك، وهب الله له العافية وشفاه ».

[١٢١٤١] ٨ - الشيخ الطوسي في المصباح: عن حنان بن سدير، عن أبيه، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام أنه قال: « من أكل من طين قبر الحسينعليه‌السلام غير مستشف به، فكأنما أكل من لحومنا، فإذا احتاج أحدكم إلى الأكل منه ليستشفي به، فليقل: بسم الله وبالله، اللهم رب هذه التربة المباركة الطاهرة، ورب النور الذي ( انزل فيه )(١) ، ورب الجسد الذي سكن فيه، ورب الملائكة الموكلين به، اجعله لي شفاء من داء كذا وكذا، واجرع من الماء جرعة خلفه، وقل: اللهم اجعله رزقا واسعا، وعلما نافعا، وشفاء من كلّ داء وسقم، فإن الله تعالى يدفع(٢) بها كلّ ما تجد من السقم والهم والغم إن شاء الله ».

__________________

(٢) في المصدر: هذا الوصي.

٧ - كامل الزيارات ص ٢٨٤ ح ٣.

٨ - مصباح المجتهد ص ٦٧٦.

(١) وفي نسخة: نزل فيها.

(٢) في المصدر زيادة: عنك.

٣٤٢

٥٧ -( باب أقل ما يزار فيه الحسينعليه‌السلام ، وأكثر ما يكره تأخير زيارته عنه للغني والفقير)

[١٢١٤٢] ١ - جعفر بن محمد بن قولويه في كامل الزيارة: عن محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن علي بن محمد بن سالم، عن محمد بن خالد، عن عبد الله بن حماد البصري، عن عبد الله بن عبد الرحمان الأصم، عن صفوان الجمال قال: سألت أبا عبد اللهعليه‌السلام ، ونحن في طريق المدينة - إلى أن قال - قلت له: فمن يأتيه زائرا ثم متى(١) يعود إليه؟ وفي كم يؤتى؟ وفي كم يسع الناس تركه؟ قال: « أما القريب فلا أقل من شهر، وأما البعيد الدار ففي كلّ ثلاث سنين، فما جاز الثلاث سنين(٢) فقد عق رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وقطع رحمه، إلا من علة، ولو يعلم الزائر للحسينعليه‌السلام ما يدخل على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله من الفرح، وإلى أمير المؤمنين وإلى فاطمة وإلى الأئمةعليهم‌السلام والشهداء منا أهل البيت، وما ينقلب به من دعائهم له، وما له في ذلك من الثواب في العاجل والأجل والمذخور له عند الله، لأحب أن يكون ما ثم مدارة ما بقي، وأن زائره ليخرج من رحله فما يقع قدمه على شئ إلا دعا له، فإذا وقعت الشمس عليه أكلت ذنوبه كما تأكل النار الحطب، وما تبقي الشمس عليه من ذنوبه شيئا، فينصرف وما عليه ذنب، وقد رفع له من الدرجات ما لا يناله المتشحط ( في دمه )(٣) في سبيل الله، ويوكل به ملك يقوم مقامه ويستغفر له حتى يرجع إلى الزيارة، أو يمضي ثلاث سنين، أو يموت » وذكر الحديث بطوله.

__________________

الباب ٥٧

١ - كامل الزيارات ص ٢٩٧ ح ١٧.

(١) في المصدر: ينصرف فمتى.

(٢) وفيه زيادة: وما يصل إليه.

(٣) في المصدر: بدمه.

٣٤٣

[١٢١٤٣] ٢ - الشيخ محمد بن المشهدي في مزاره: بإسناده عن أحمد بن إدريس، عن صندل، عن داود بن فرقد قال: قلت لأبي عبد اللهعليه‌السلام ما لمن زار قبر الحسينعليه‌السلام في كلّ شهر من الثواب؟ قال: « له الثواب مثل ثواب مائة ألف شهيد من شهداء بدر ».

٥٨ -( باب استحباب اتخاذ سبحة من تربة الحسينعليه‌السلام ، والتسبيح بها، وادارتها)

[١٢١٤٤] ١ - الشيخ محمد بن المشهدي في المزار: بإسناده عن أبي القاسم محمد بن علي، عن أبي الحسن الرضاعليه‌السلام قال: « من أدار الطين من التربة فقال: سبحان الله والحمد لله إله إلا الله والله أكبر، مع كلّ حبة منها كتب الله له بها ستة آلاف حسنة، ومحا عنه ستة آلاف سيئة، ورفع له ستة آلاف درجة، وأثبت له من الشفاعة مثلها ».

[١٢١٦٥] ٢ - وروي عن الصادقعليه‌السلام أنه قال: « من أدار الحجر من تربة الحسينعليه‌السلام ، فاستغفر مرة واحدة، كتبت له بالواحدة سبعون مرة، ومن أمسك السبحة بيده ولم يسبح بها، ففي كلّ حبة منها سبع مرات ».

[١٢١٤٦] ٣ - وفي كتاب الحسن بن محبوب: أن أبا عبد اللهعليه‌السلام ، سئل عن استعمال التربتين من طين قبر حمزة وطين(١) قبر الحسين

__________________

٢ - المزار للمشهدي ص ٥٩٤، وعنه في البحار ج ١٠١ ص ١٧ ح ٢٤.

الباب ٥٨

١ - المزار للمشهدي ص ٥١٣، وعنه في لبحار ج ١٠١ ص ١٣٣ ح ٦٥.

٢ - المزار للمشهدي ص ٥١٣، ورواه المجلسي في البحار ج ١٠١ ص ١٣٦ ح ٧٧ عن مصباح المتهجد ص ٦٧٨.

٣ - المزار للمشهدي ص ٥١٤، وعنه في البحار ج ١٠١ ص ١٣٣ ح ٦٦.

(١) ليس في المصدر.

٣٤٤

عليه‌السلام ، والتفاضل بينهما، فقال: « السبحة التي هي من طين قبر الحسينعليه‌السلام تسبح بيد الرجل من غير أن يسبح. قال: وقال: ( رأيت )(٢) أبو عبد اللهعليه‌السلام ، وفي يده السبحة منها وقيل له في ذلك، فقال: « أما أنها أعود علي أو قال أخف علي ».

[١٢١٤٧] ٤ - وروي: أن الحور العين إذا أبصرن بواحد من الاملاك يهبط إلى الأرض لامر ما، يستهدين منه السبح والتربة من طين قبر الحسينعليه‌السلام .

[١٢١٤٨] ٥ - وروي عن الصادقعليه‌السلام أنه قال: « السبح الزرق في أيدي شيعتنا، مثل الخيوط الزرق في أكسية بني إسرائيل، إن الله عزو جل أوحى إلى موسىعليه‌السلام : أن مر بني إسرائيل أن يجعلوا في أربع جوانب أكسيتهم الخيوط الزرق، ويذكرون به إله السماء ».

٥٩ -( باب استحباب الاكثار من الدعاء وطلب الحوائج عند قبر الحسينعليه‌السلام )

[١٢١٤٩] ١ - أحمد بن فهد في عده الداعي: روي عن الصادقعليه‌السلام : « من كانت له حاجة إلى الله عز ووجل، فليقف عند رأس الحسينعليه‌السلام وليقل: يا با عبد الله أشهد أنك تشهد مقامي وتسمع كلامي، وأنك حي عند ربك ترزق، فاسأل ربك وربي في قضاء حوائجي، فإنها تقضى إن شاء الله تعالى ».

__________________

(٢) أثبتناه من المصدر.

٤ - المزار للمشهدي ص ٥١٥، وعنه في البحار ج ١٠١ ص ١٣٤ ح ٦٧.

٥ - المزار للمشهدي ص ٥١٥، وعنه في البحار ج ١٠١ ص ١٣٤ ح ٦٨.

الباب ٥٩

١ - عدة الداعي ص ٥٦.

٣٤٥

[١٢١٥٠] ٢ - جعفر بن محمد بن قولويه في كامل الزيارة: عن أبيه، ومحمد بن الحسن بن الوليد معا، عن الحسن بن متيل، عن سهل بن زياد، عن أبي هاشم الجعفري قال: بعث إلى أبو الحسنعليه‌السلام في مرضه، وإلى محمد بن حمزه، فسبقني إليه محمد بن حمزة، فأخبرني أنه ما زال يقول: « ابعثوا إلى الحائر ( ابعثوا إلى الحائر )(١) » فقلت لمحمد: ألا قلت له: أنا أذهب إلى الحائر، ثم دخلت عليه فقلت: جعلت فداك أنا أذهب إلى الحائر، فقال: « انظروا في ذلك » ثم قال: « إن محمدا ليس له سر من زيد بن علي، وأنا أكره أن يسمع ذلك. قال فذكرت ذلك لعلي بن بلال، فقال: ما كان يصنع بالحائر وهو الحائر؟ فقدمت العسكر فدخلت عليه، فقال لي: « اجلس » حين أردت القيام: فلما رأيته آنس بي ذكرت قول علي بن بلال، فقال لي: « ألا قلت له: إن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله كان يطوف بالبيت ويقبل الحجر، وحرمة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله والمؤمن أعظم من حرمة البيت، وأمره الله أن يقف بعرفة، إنما هي من مواطن يحب الله أن يذكر فيها، فأنا أحب أن يدعى لي حيث يحب الله أن يدعى فيها، والحائر من تلك المواضع ».

[١٢١٥١] ٣ - وعن علي بن الحسين وجماعة، عن سعد بن عبد الله، عن محمد بن عيسى، عن أبي هاشم الجعفري قال: دخلت أنا ومحمد بن حمزة عليهعليه‌السلام - يعني الهاديعليه‌السلام - نعوده وهو عليل، فقال لنا: « وجهوا قوما إلى الحير من مالي. فلما خرجنا من عنده، قال لي محمد بن حمزة المشير: يوجهنا إلى الحائر وهو بمنزلة من في الحائر، قال: فعدت إليه فأخبرته، فقال لي: « ليس هو هكذا، إن لله مواضع يحب أن يعبد فيها، وحير الحسينعليه‌السلام من تلك المواضع » قال الحسين بن

__________________

٤ - كامل الزيارات ص ٢٥٢ ح ٤.

(١) ما بين القوسين ليس في المصدر.

(٣) كامل الزيارات ص ٢٧٣ ح ٢.

٣٤٦

أحمد بن المغيرة، وحدثني أبو محمد الحسن بن أحمد بن محمد بن علي الرازي المعروف بالوهوردي بنيسابور بهذا الحديث، وذكر في آخره غير ما مضى في الحديثين الأوليين، أحببت شرحه في هذا الباب لأنه منه، قال أبو محمد الوهودي: وحدثني أبو علي محمد بن همام (ره) قال: حدثني محمد الحميري قال: حدثني أبو هاشم الجعفري قال: دخلت على أبي الحسن علي بن محمدعليهما‌السلام ، وهو محموم عليل، فقال لي: « يا أبا هاشم ابعث رجلا من موالينا إلى الحير يدعو الله لي، فخرجت من عنده فاستقبلني علي بن بلال، فأعلمته ما قال لي وسألته أن يكون الرجل الذي يخرج، فقال: السمع والطاعة، ولكني أقول: إنه أفضل من الحير، إذا كان بمنزلة من في الحير، ودعاؤه لنفسه أفضل من دعائي له: بالحائر، فأعلمته ( صلوات الله عليه ) ما قال، فقال لي: « قل له: كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أفضل من البيت والحجر، وكان يطوف بالبيت ويستلم الحجر، وأن لله تبارك وتعالى بقاعا يحب أن يدعى فيها، فيستجيب لمن دعاه، والحائر منها ».

[١٢١٥٢] ٤ - وعن الحسن ( بن عبد الله )(١) بن محمد ( بن عيسى )(٢) عن أبيه، عن الحسن بن محبوب، عن العلاء، عن شعيب العقرقوفي، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام - في حديث - أنه قال: « ولا دعا عنده أحد دعوة إلا استجيب له عاجلة وآجلة » الخبر.

__________________

٤ - كامل الزيارات ص ٢٥٢ ح ٤.

(١ و ٢) أثبتناه من المصدر، أنظر معجم رجال الحديث ج ٤ ص ٣٧٦

٣٤٧

٦٠ -( باب أنه يستحب لمن أراد زيارة الحسينعليه‌السلام ، أن يصوم ثلاثا آخرها الجمعة، ثم يغتسل ليلتها، وعلى غسل، تاركا للدهن والطيب والزاد الطيب، ملازما للحزن والشعث والجوع والعطش)

[١٢١٥٣] ١ - جعفر بن محمد بن قولويه في كامل الزيارة: عن محمد بن أحمد بن الحسين العسكري، ومحمد بن الحسن، عن الحسن بن علي بن مهزيار، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن محمد بن مروان، عن الثمالي قال: قال الصادقعليه‌السلام : « إذا أردت المسير إلى قبر الحسين بن عليعليهما‌السلام ، فصم يوم الأربعاء والخميس والجمعة، فإذا أردت الخروج، فاجمع أهلك وولدك وادع بدعاء السفر، واغتسل قبل خروجك - إلى أن قال - ولا تدهن ولا تكتحل، حتى تأتي الفرات، وأقل من الكلام والمزاح، وأكثر من ذكر الله تعالى، وإياك والمزاح والخصومة ».

[١٢١٥٤] ٢ - وعن محمد بن الحسن بن الوليد، وغيره، عن سعد بن عبد الله، عن موسى بن عمر، عن صالح بن السندي الجمال، عن رجل من أهل الرقة يقال له: أبو المضا قال: قال لي ( رجل: قال )(١) أبو عبد اللهعليه‌السلام : « تأتون قبر أبي عبد اللهعليه‌السلام ؟ » قال: قلت: نعم، قال: « تتخذون لذلك سفرة(٢) » قال: قلت: نعم، قال: « أما لو أتيتم قبور آبائكم وأمهاتكم لم تفعلوا ذلك » قال: قلت: أي شئ نأكل؟

__________________

الباب ٦٠

١ - كامل الزيارات ص ٢٢٢ ح ١٨.

٢ - كامل الزيارات ص ١٢٩ ح ٢.

(١) ليس في المصدر.

(٢) السفرة، بضم السين: طعام يتخذ للمسافر ( لسان العرب ج ٤ ص ٣٦٨ ) .

٣٤٨

قال: « الخبز واللبن. قال: وقال صرام(١) لأبي عبد اللهعليه‌السلام جعلت فداك، إن قوما يزورون قبر الحسين بن عليعليهما‌السلام فيطيبون السفر، قال: فقال أبو عبد اللهعليه‌السلام : « أما أنهم لو زاروا قبور آبائهم ما فعلوا ذلك ».

[١٢١٥٥] ٣ - وعن أبيه وأخيه وعلي بن الحسين وغيرهم جمعيا، عن سعد بن عبد الله، عن موسى بن عمر، عن صالح بن السندي الجمال، عمن ذكره، عن كرام بن عمرو قال: قال أبو عبد اللهعليه‌السلام لكرام: « إذا أردت أنت قبر الحسين ( صلوات الله عليه )، فزره وأنت كئيب حزين شعث غبر(١) ، فإن الحسينعليه‌السلام قتل وهو كئيب حزين شعث مغبر جائع عطشان ».

[١٢١٥٦] ٤ - الشيخ الطوسي في المصباح، روى لنا جماعة عن أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عبد الله بن قضاعة بن صفوان بن مهران الجمال، عن أبيه، عن جده صفوان قال: استأذنت الصادقعليه‌السلام لزيارة مولاي الحسينعليه‌السلام ، وسألته أن يعرفني ما أعمل عليه، فقال: « يا صفوان صم ثلاثة أيام قبل خروجك، واغتسل في اليوم الثالث ثم، اجمع إليك أهلك » الخ.

__________________

في المصدر كرام. وقد اختلفت النسخ في ضبطه، فورد بلفظ: ضرام وحرام، وخرام، وجزام.

٣ - كامل الزيارات ص ١٣١ ح ٤.

(١) في نسخة: مغبر.

٤ - مصباح المتهجد ص ٦٦٠.

٣٤٩

٦١ -( باب استحباب زيارة الحسن وعلي بن الحسين والباقر والصادقعليهم‌السلام بالبقيع)

[١٢١٥٧] ١ - السيد المرتضى في الفصول: نقلا عن شيخه المفيد (ره) قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله للحسنعليه‌السلام : « من زارك بعد موتك، أو زار أباك، أو زار أخاك، فله الجنة ».

[١٢١٥٨] ٢ - جعفر بن محمد بن قولويه في كامل الزيارة: عن محمد بن عبد الله الحميري، عن أبيه، عن علي بن محمد بن سالم، عن محمد بن خالد، عن عبد الله بن حماد البصري، عن عبد الله بن عبد الرحمان الأصم، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام - في حديث طويل - أنه أتاه رجل فقال: هل يزار والدك؟ فقال: « نعم » قال: فما لمن زاره؟ قال: « الجنة إن كان يأتم به » قال: فما لمن تركه رغبة عنه؟ قال: « الحسرة يوم الحسرة ».

[١٢١٥٩] ٣ - وعن حكيم بن داود، عن سلمة بن الخطاب، عن عبد(١) الله بن أحمد، عن بكر بن صالح، عن عمرو بن هاشم، عن ( رجل من )(٢) أصحابنا، عن أحدهمعليهم‌السلام قال: « إذا أتيت القبور بالبقيع - قبور الأئمةعليه‌السلام - فقف عندهم واجعل(٣) القبر بين يديك، ثم تقول: السلام عليكم » الزيارة.

__________________

الباب ٦١

١ - الفصول ص ٩٥، عنه في البحار ج ١٠٠ ص ١٤٥ ح ٣٧.

٢ - كامل الزيارات ص ١٩٤ ح ٧.

٣ - كامل الزيارات ص ٥٣ ح ٢.

(١) في المخطوط: عبيد وما أثبتناه من المصدر وهو الصواب. راجع معجم رجال الحديث ج ٣ ص ٣٤٥.

(٢) في المصدر: بعض.

(٣) وفيه زيادة: القبلة خلفك و.

٣٥٠

[١٢١٦٠] ٤ - وعن علي بن الحسين وغيره، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي نجران، عن يزيد بن إسحاق، عن الحسن بن عطية، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: « تقول عند قبر علي بن الحسينعليهما‌السلام ما أحببت ».

[١٢١٦١] ٥ - البحار عن ( مجموع الدعوات لأبي محمد هارون بن موسى التلعكبري )(١) ، روى أبو الحسين أحمد بن الحسين بن رجاء الصيداوي هذه الزيارة لعثمان بن سعيد العمري ومعه أبو القاسم بن روح، قال: عند زيارتهما لمولانا أبي عبد الله جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، وقفا على باب السلام فقالا: « السلام عليك يا مولاي وابن مولاي وأبا موالي ورحمة الله وبركاته، السلام عليك يا شهيد دار الفناء وزعيم دار البقاء، إنا خالصتك ومواليك، ونعترف بأولاك وأخراك، فاشفع لنا إلى مشفعك الله تعالى ربنا وربك، فما خاب عبد قصد بك ربه، وأتعب فيك قلبه، وهجر فيك أهله وصحبه، واتخذك وليه وحسبه، والسلام عليك ورحمة الله ».

[١٢١٦٢] ٦ - فقه الرضاعليه‌السلام : « وتزور قبور السادة في المدينة وأنت على غسل إن شاء الله تعالى ».

[١٢١٦٣] ٧ - البحار: روي في بعض مؤلفات أصحابنا، عن معلى بن خنيس قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام يقول: « ما من رجل يزورنا أو يزور قبورنا، إلا غشيته الرحمة، وغفرت له ذنوبه ».

__________________

٤ - كامل الزيارات ص ٥٥ ح ٣.

٥ - البحار ج ١٠٠ ص ٢١١ ح ٩.

(١) في البحار: الكتاب العتيق.

٦ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٣٠.

٧ - البحار ج ١٠٢ ص ٣٠٢ ح ١.

٣٥١

٦٢ -( باب استحباب زيارة قبر الكاظمعليه‌السلام ، ولو من خارج)

[١٢١٦٤] ١ - جعفر بن محمد بن قولويه في كامل الزيارة: عن أبيه وعلي بن الحسين ومحمد بن الحسين بن الوليد جمعيا، عن سعد بن عبد الله، عن يعقوب بن يزيد، عن الحسين بن يسار الواسطي قال: سألت أبا الحسن الرضاعليه‌السلام : ما لمن زار قبر أبيك؟ قال: فقال: « زره » قال: قلت: وأي شئ فيه من الفضل؟ قال: فقال: « فيه من الفضل كفضل من زار والده، يعني رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله » قلت: فإن خفت ولم يكن لي الدخول داخلا؟ قال: « سلم من وراء الجدار ».

[١٢١٦٥] ٢ - وعن محمد بن جعفر، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن الخيبري، عن الحسين بن محمد الأشعري قال: قال(١) الرضاعليه‌السلام : « من زار قبر أبي ببغداد، كان كمن زار رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وقبر أمير المؤمنينعليه‌السلام ، إلا أن لرسول الله وأمير المؤمنين ( صلوات الله عليهما ) فضلهما ».

وعن الكليني، عن محمد بن يحيى، عن ابن أبي الخطاب، مثله(٢) .

[١٢١٦٦] ٣ - وعن علي بن الحسين، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن الحسن بن علي الوشاء قال: قلت للرضاعليه‌السلام : ما لمن

__________________

الباب ٦٢

١ - كامل الزيارات ص ٢٩٩ ح ٥.

٢ - كامل الزيارات ص ٢٩٩ ح ٦.

(١) في المصدر: قال لي.

(٢) نفس المصدر ذيل ح ٦.

٣ - كامل الزيارات ص ٢٩٩ ح ٣.

٣٥٢

زار قبر(١) أبي الحسينعليه‌السلام ؟(٢) قال: له مثل ما لمن زار قبر أبي عبد اللهعليه‌السلام ».

[١٢١٦٧] ٤ - وعنه، عن سعد، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الوشاء قال: سألت الرضاعليه‌السلام ، عن زيارة قبر أبي الحسنعليه‌السلام ، أمثل زيارة قبر الحسينعليه‌السلام ؟ قال: « نعم ».

وعن الكليني، عن محمد بن يحيى، عن ابن عيسى، مثله(١) .

٦٣ -( باب استحباب زيارة قبر أبي الحسنعليه‌السلام بالمأثور، والصلاة في المساجد حوله، وما يصلح لزيارة جميع المشاهد)

[١٢١٦٨] ١ - جعفر بن محمد بن قولويه في الكامل: عن محمد بن جعفر الرزاز، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عمن ذكره، عن أبي الحسنعليه‌السلام قال: « تقول ببغداد: السلام عليك يا ولي الله، السلام عليك يا حجة الله، السلام عليك يا نور الله في ظلمات الأرض، السلام عليك يا من بدا لله في شأنه، اتيتك عرافا بحقك، معاديا لأعدائك، فاشفع لي عند ربك يا مولاي، قال: وادع الله واسأل حاجتك، قال: وسلم بهذا على أبي جعفر محمد بن عليعليهما‌السلام ».

[١٢١٦٩] ٢ - وعن محمد بن عبد الله الحميري، عن أبيه، عن هارون بن مسلم، عن علي بن حسان الواسطي، عن بعض أصحابنا، عن الرضا

__________________

(١) في المصدر: قبر أبيك.

(٢) في المصدر زيادة: فقال: زره، قال: وقلت: فأي شئ فيه من الفضل.

٤ - كامل الزيارات ص ٢٩٨ ح ١.

(١) نفس المصدر ذيل ح ٦.

الباب ٦٣

١ - كامل الزيارات ص ٣٠١.

٢ - كامل الزيارات ص ٢٩٩ ح ٤.

٣٥٣

عليه‌السلام ، في إتيان قبر أبي الحسنعليه‌السلام قال: « صلوا في المساجد حوله ».

[١٢١٧٠] ٣ - وعن محمد بن الحسين مت الجوهري، عن محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران عن هارون بن مسلم، عن علي بن حسان قال: سئل الرضاعليه‌السلام عن إتيان(١) أبي الحسن موسىعليه‌السلام ، قال: صلوا في المساجد حوله، ويجزئ في المواضع كلها أن تقول: السلام على أولياء الله وأصفيائه، السلام على أمناء الله وأحبائه، السلام على أنصار الله وخلفائه، السلام على محال معرفة الله، السلام على مساكن ذكر الله، السلام على مظهري(٢) أمر الله ونهيه، السلام على الدعاة إلى الله، السلام على المستقرين في مرضاة الله، السلام على الممحصين(٣) في طاعة الله، ( السلام على الادلاء على الله )(٤) ، السلام على الذين من والاهم فقد والى الله، ومن عاداهم فقد عادى الله، ومن عرفهم فقد عرف الله، ومن جهلهم فقد جهل الله، ومن اعتصم بهم فقد اعتصم بالله، ومن تخلى منهم فقد تخلى من الله، اشهد الله أني سلم لمن سالمكم، وحرب لمن حاربكم، مؤمن بسركم وعلانيتكم، مفوض في ذلك كله إليكم، لعن الله عدو آل محمد من الجن والإنس ( من الأولين والآخرين )(٥) ، وأبرأ إلى الله منهم، وصلى الله على محمد وآله الطاهرين(٦) ، هذا يجزئ في الزيارات كلها، وتكثر من الصلاة على محمد وآل محمد، وتسمي واحدا واحدا بأسمائهم، وتبرأ من أعدائهم، وتخير ما شئت من الدعاء لنفسك وللمؤمنين والمؤمنات ».

__________________

٣ - كامل الزيارات ص ٣١٥ ح ١.

(١) في المصدر زيادة: قبر.

(٢) وفيه: مظاهر.

(٣) في نسخة: المخلصين. ( منه قده ).

(٤) ليس في المصدر.

(٥) ليس في المصدر.

(٦) ليس في المصدر.

٣٥٤

٦٤ -( باب استحباب زيارة قبر الرضاعليه‌السلام )

[١٢١٧١] ١ - جعفر بن محمد بن قولويه في الكامل: عن جماعة مشايخه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن داود الصرمي، عن أبي جعفر(١) عليه‌السلام قال: سمعته يقول: « من زار قبر أبي فله الجنة ».

وعن الحسن بن عبد الله بن محمد بن عيسى، عن أبيه، عن الصرمي، مثله.

[١٢١٧٢] ٢ - وعن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن علي بن إبراهيم الجعفري، عن حمدان الدسوائي(١) قال: دخلت على أبي جعفر الثانيعليه‌السلام فقلت له: ما لمن زار أباك بطوس؟ فقال: « من زار قبر أبي بطوس غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر. قال حمدان: فلقيت بعد ذلك أيوب بن نوح بن دراج فقلت له: يا أبا الحسين إني سمعت مولاي أبا جعفرعليه‌السلام يقول: « من زار قبر أبي بطوس غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر فقال أيوب: وأزيدك، فيه قلت: نعم، فقال: سمعته يقول(٢) ، يعني أبا جعفرعليه‌السلام : « ( من زار قبر أبي بطوس غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر )(٣) ، فإذا كان يوم القيامة نصب له منبر بحذاء منبر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، حتى يفرغ الله من حساب الخلائق ».

__________________

الباب ٦٤

١ - كامل الزيارات ص ٣٠٣ ح ١.

(١) في المصدر زيادة: الثاني.

٢ - كامل الزيارات ص ٣٠٤ ح ٣.

(١) وفي نسخة: الديواني.

(٢) في المصدر زيادة: ذلك.

(٣) ما بين القوسين ليس في المصدر.

٣٥٥

[١٢١٧٣] ٣ - وعن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن علي بن الحسين النيسابوري، عن شعيب بن عيسى، عن صالح بن محمد الهمداني، عن إبراهيم بن إسحاق النهاوندي قال: قال أبو الحسن الرضاعليه‌السلام :من زارني على بعد داري وشطون (١) مزاري، اتيته يوم القيامة في ثلاثة مواطن حتى أخلصه من أهوالها: إذا تطايرت الكتب يمينا وشمالا، وعند الصراط، وعند الميزان ».

[١٢١٧٤] ٤ - وعن أبيه، عن سعد، عن إبراهيم بن الزيات، عن يحيى بن الحسن الحسيني، عن علي بن عبد الله بن قطرب، عن أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما‌السلام قال: مر به ابنه وهو شاب حدث وبنوه مجتمعون عنده، فقال: « إن ابني هذا يموت في أرض غربة، فمن زاره مسلما لامره عارفا بحقه، كان عند الله عز وجل كشهداء بدر ».

[١٢١٧٥] ٥ - وعن أبيه والكليني معا، عن علي بن إبراهيم، عن حمدان بن إسحاق قال: سمعت أبا جعفر عليه‌السلام ، أو حكى لي عن رجل عن أبي جعفر عليه‌السلام - الشك من علي بن إبراهيم - قال: قال أبو جعفر عليه‌السلام : « من زار قبر أبي بطوس غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر. قال فحججت بعد الزيارة فلقيت أيوب بن نوح، فقال لي: قال (١) أبو جعفر عليه‌السلام : « من زار قبر أبي بطوس غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وبنى له منبرا حذاء (٢) منبر محمد وعلي ( صلوات الله عليهما )، حتى يفرغ الله من حساب الخلائق » فرأيت بعد ذلك أيوب بن نوح

__________________

٣ - كامل الزيارات ص ٣٠٤ ح ٤.

(١) شطنت الدار شطونا: بعدت. ( لسان العرب ج ١٣ ص ٢٣٨ ).

٤ - كامل الزيارات ص ٣٠٤ ح ٥.

٥ - كامل الزيارات ص ٣٠٥ ح ٦.

(١) ليس في المصدر.

(٢) في نسخة. بحذاء.، ( منه قده ).

٣٥٦

وقد زار، فقال: جئت أطلب المنبر.

[١٢١٧٦] ٦ - زيد النرسي في أصله: عن أبي الحسن موسى عليه‌السلام قال: « من زار ابني هذا - وأومأ إلى أبي الحسن الرضا عليه‌السلام - فله الجنة ».

[١٢١٧٧] ٧ - البحار: رأيت في بعض مؤلفات أصحابنا قال: ذكر في كتاب فصل الخطاب، عن الرضا عليه‌السلام أنه قال: « من شد رحله إلى زيارتي، استجيب دعاؤه، وغفرت له ذنوبه » الخبر.

٦٥ -( باب استحباب التبرك بمشهد الرضاعليه‌السلام ومشاهد الأئمةعليهم‌السلام )

[١٢١٧٨] ١ - البحار: عن بعض مؤلفات أصحابنا، عن كتاب فصل الخطاب، عن الرضا عليه‌السلام ، قال في حديث: « وهذه البقعة روضة من رياض الجنة، ومختلف الملائكة، لا يزال فوج ينزل من السماء وفوج يصعد، إلى أن ينفخ في الصور ».

٦٦ -( باب استحباب اختيار زيارة الرضاعليه‌السلام على زيارة كلّ واحد من الأئمةعليهم‌السلام )

[١٢١٧٩] ١ - جعفر بن محمد بن قولويه في الكامل: عن الكليني، عن محمد بن يحيى العطار، عن علي بن الحسين النيسابوري، عن إبراهيم بن محمد، عن

__________________

٦ - أصل زيد النرسي ص ٥٢.

٧ - البحار ج ١٠٢ ص ٤٤ ح ٥١.

الباب ٦٥

١ - البحار ج ١٠٢ ص ٤٤ ح ٥١.

الباب ٦٦

١ - كامل الزيارات ص ٣٠٧ ح ١٣.

٣٥٧

عبد الرحمان بن سعيد المكي، عن يحيى بن سليمان المازني، عن أبي الحسن موسى بن جعفرعليهما‌السلام ، أنه قال: « من زار ولدي - إلى أن قالعليه‌السلام - أو بات(١) عنده ليلة، كان كمن زار الله في عرشه. قلت: كمن زار في عرشه! قال: « نعم، إذا كان يوم القيامة، كان على عرش اله أربعة من الأولين وأربعة من الآخرين، فأما الأربعة الذين هم من الأولين فنوح وإبراهيم وموسى وعيسىعليهم‌السلام ، وأما الأربعة الذين هم من الآخرين فمحمد وعلي والحسن والحسينعليهم‌السلام ، ثم يمد المضمار فيقعد معنا من زار قبور الأئمةعليهم‌السلام ، إلا أن أعلاهم درجه وأقربهم حبوه زوار قبر ولدي عليعليه‌السلام ».

ورواه عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن علي بن الحسين النيسابوري بهذا السند.

٦٧ -( باب استحباب اختيار زيارة الرضاعليه‌السلام وخصوصا في رجب على الحج والعمرة المندوبتين)

[١٢١٨٠] ١ - جعفر بن محمد بن قولويه في الكامل: بالاسناد السابق عن يحيى بن سليمان المازني، عن أبي الحسن موسى عليه‌السلام قال: « من زار قبر ولدي كان له عند الله كسبعين حجة مبرورة » قال: قلت: سبعين حجة! قال: « نعم وسبعمائة حجة » قلت: وسبعمائة حجة! قال: « نعم وسبعين ألف حجة » قلت: وسبعين ألف حجة! قال: « رب حجة لا تقبل ».

[١٢١٨١] ٢ - وعن محمد بن الحسن بن الوليد، عن محمد بن الحسن الصفار،

__________________

(١) في المصدر: وبات.

الباب ٦٧

١ - كامل الزيارات ص ٣٠٧.

٢ - كامل الزيارات ص ٣٠٦.

٣٥٨

عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال: قرأت في كتاب أبي الحسن الرضاعليه‌السلام : « أبلغ شيعتي(١) أن زيارتي تعدل عند الله عز وجل ألف حجة » قال: فقلت لأبي جعفرعليه‌السلام : ألف حجة! قال! « أي والله وألف ألف حجة، لمن زاره عارفا بحقه ».

[١٢١٨٢] ٣ - وعن أبيه ومحمد بن الحسن وعلي بن الحسين جمعيا، عن سعد بن عبد الله، عن الحسن بن علي بن عبد الله بن المغيرة، عن الحسين بن سيف بن عميرة، عن محمد بن أسلم الجبلي، عن محمد بن سليمان قال: سألت أبا جعفر عليه‌السلام ، عن رجل حج حجة الاسلام (١) متمتعا بالعمرة إلى الحج، فأعانه الله تبارك وتعالى على عمرته وحجة، ثم أتى المدينة فسلم على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ثم أتاك عارفا بحقك يعلم أنك حجته على خلقه، وبابه الذي يؤتى منه، فسلم عليك، ثم أتى أبا عبد الله عليه‌السلام فسلم عليه، ثم أتى بغداد فسلم على أبي الحسن موسى عليه‌السلام ، ثم انصرف إلى بلاده فلما كان وقت الحج رزقه الله تعالى ما يحج به، فأيهما أفضل لهذا الذي حج حجة الاسلام، يرجع فيحج أيضا، أو يخرج إلى خراسان إلى أبيك علي بن موسى الرضا عليه‌السلام فيسلم عليه؟ قال: « بل يأتي خراسان فيسلم على أبي الحسن عليه‌السلام أفضل، وليكن ذلك في رجب، ولكن لا ينبغي أن تفعلوا (٣) هذا اليوم، فإن علينا وعليكم من السلطان شنعة ».

قلت: متن الخبر هكذا في نسختي من كامل الزيارة، وهو مطابق لما في

__________________

(١) في نسخة: شيعتنا.

٣ - كامل الزيارات ص ٣٠٥.

(١) في المصدر زيادة: فدخل.

(٢) وفيه زيادة: الحسين.

(٣) وفيه: يفعلوا.

٣٥٩

الكافي(٤) سندا من الحسن بن علي إلى آخره: ومتنا، ولما في التهذيب(٥) ، ولكن الصدوق رواه في العيون(٦) بهذا السند، وفي متنه اختلاف في مواضع عديدة، غير مضر بالمقصود، إلا أن فيه: ثم أتى المدينة فسلم على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ثم أتى أباك أمير المؤمنينعليه‌السلام عارفا بحقه يعلم أنه حجة الله على خلقه، وبابه الذي يؤتى منه فسلم عليه، ثم أتى أبا عبد الله الخ. وهذا مطابق لأصل السيرة وأقرب إلى الاعتبار، بل السلام على الجواد الحيعليه‌السلام في هذا الترتيب، قبل السلام على أمير المؤمنين وأبي عبد الله وأبي الحسنعليهما‌السلام ما لا يخفى، فاللازم على جامع شتات الروايات الإشارة إلى هذا الاختلاف في محله، والعجب من الشيخين الجليلين المحدثين الكاملين(٧) شيخنا المجلسي(٧) والحر(٨) رحمهما الله، وما صنعا في هذا المقام، أما الأول فساق أولا متن ما في العيون، ثم ذكر سند الكامل وقال: مثله، وأما الثاني فساق في الأصل متن ما في الكافي، ثم قال: ورواه الصدوق في عيون الأخبار عن فلان إلى آخره نحوه، من غير إشارة منهما إلى هذا الاختلاف الغريب، وهذا منهما عجيب.

[١٢١٨٣] ٤ - البحار: وجدت في بعض مؤلفات قدماء أصحابنا قال: زيارة مولانا وسيدنا أبي الحسن الرضا عليه‌السلام ، كلّ الأوقات صالحة (١) ، وأفضلها في شهر رجب، روى ذلك عن ولده أبي جعفر الجواد عليه‌السلام الزيارة.

__________________

(٤) - الكافي ج ٤ ص ٥٨٤ ح ٢.

(٥) - التذهيب ج ٦ ص ٨٤ ح ١٦٦.

(٦) - عيون أخبار الرضا عليه‌السلام ج ٢ ص ٢٥٨ ح ١٥.

(٧) - البحار ج ١٠٢ ص ٣٧ ح ٢٩.

(٨) - وسائل الشيعة ج ١٠ ص ٤٤٤ ح ٢.

٤ - البحار ج ١٠٢ ص ٥٢ ح ١١.

(١) في المصدر زيادة: لزيارته.

٣٦٠

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

الأولى انه استدل على ان روايات كتاب « الفقيه » كلها صحيحة ، بمعنى كون من جاء في اسانيده من الرواة ثقات ، بقولهقدس‌سرهقدس‌سره : « بل قصدت إلى ايراد ما افتي به واحكم بصحته » والمراد من الصحة في هذه العبارة ، هو الحكم بعدالة الراوي او وثاقته ، فتكون هذه العبارة تنصيصاً من الشيخ الصدوق على ان من ورد في اسناد ذلك الكتاب ، كلهم عدول او ثقات ، ولا يخفى ان استفادة ذلك من تلك العبارة مشكل جداً.

اما أوّلاً ، فلأن الصحيح في مصطلح القدماء ومنهم الصدوق ، غير الصحيح في مصطلح المتأخرين ، إذ الصحيح عند المتأخرين هو كون الراوي عدلاً امامياً ، ولكن الصحيح عند القدماء عبارة عمّا اعتضد بما يقضي اعتمادهم عليه ، او اقترن بما يوجب الوثوق والركون اليه واسبابه عندهم مختلفة.

منها : وجوده في كثير من الاصول الاربعمائة المؤلفة في عصور الائمةعليهم‌السلام ، او وجوده في اصل معروف الانتساب لمن اجتمعت العصابة على تصديقهم كزرارة ومحمد بن مسلم واضرابهما.

ومنها : اندراجه في احدى الكتب التي عرضت على الائمة ـ صلوات الله عليهم ـ فاثنوا على مصنفيها ، ككتاب عبيدالله الحلبي الذي عرض على الصادقعليه‌السلام وكتاب يونس بن عبد الرحمن وفضل بن شاذان المعروضين على العسكريعليه‌السلام .

ومنها : كونه مأخوذاً من الكتب التي شاع بين سلفهم الوثوق بها والاعتماد عليها ، سواء الفت بيد رجال الفرقة المحقة ككتاب الصلاة لحريز بن عبدالله ، وكتب الحسن والحسين ابني سعيد ، وعلي بن مهزيار ، او بيد غيرهم ككتاب حفص بن غياث ، وكتب الحسين بن عبيدالله السعدي وكتاب القبلة لعلي بن

٣٨١

الحسن الطاطري(1) ، وقد جرى الشيخ الصدوق على متعارف القدماء فحكم بصحة جميع احاديثه ، وهذا غير ما نحن بصدده من عدالة الراوي او وثاقته.

قال المحقق البهبهاني : « ان الصحيح عند القدماء هو ما وثقوا بكونه من المعصوم أعم من ان يكون منشأ وثوقهم كون الراوي من الثقات ، او امارات اُخر ، ويكونوا قطعوا بصدوره عنهم او يظنون »(2) .

وعلى ذلك فبين صحيح القدماء وصحيح المتأخرين العموم والخصوص المطلق ، فحكم الشيخ الصدوقرحمه‌الله بصحة احاديثه لا يستلزم صحتها باصطلاح المتأخرين ، من كون الرواة في الاسانيد كلهم ثقات ، لاحتمال كون المنشأ في الجميع او بعضها هو القرائن الخارجية.

وثانياً : سلمنا ان الصدوق بصدد الحكم بوثاقة او عدالة كل من وقع في اسناد كتابه ، ولكنه مخدوش من جانب آخر ، لانه قد علم من حاله انه يتبع في التصحيح والتضعيف شيخه ابن الوليد ، ولا ينظر إلى حال الراوي نفسه ، وانه ثقة او غير ثقة ، ومعه كيف يمكن ان يكون قوله هذا شهادة حسية على عدالة او وثاقة كل من ذكر في اسناد كتابه ، وقد مر عند دراسة كتاب الكافي طريقته في التصحيح والتضعيف. اللّهم إلا ان يكون طريقة شيخه ، موافقة لطريقة المتأخرين ويكون قوله اخباراً عن شهادة استاذه بعدالة او وثاقة الواردين في هذا الكتاب.

وثالثاً : ان المتبادر من العبارة التالية ، انه يعتمد في تصحيح الرواية على وجود الرواية في كتب المشايخ العظام غالباً. قالقدس‌سره : « كان شيخنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ( رضي الله عنه ) سيء الرأي في محمد بن عبدالله المسمعي راوي هذا الحديث ، واني اخرجت هذا الخبر في هذا

__________________

1 ـ لاحظ مشرق الشمسين للشيخ البهائي.

2 ـ تعليقة البهبهاني : 27 ، وفي العبارة حزازة.

٣٨٢

الكتاب ، لانه كان في كتاب الرحمة ، وقد قرأته عليه فلم ينكره ورواه لي »(1) . وهذا يعرب عن انه ما كان يتفحص عن احوال الراوي عند الرواية ، وهذا ان لم يكن كلياً لكنه أمر ذائع في تصحيحاته.

الثانية : إن أحاديث كتاب الفقيه لا تتجاوز عن 5963 حديثاً ، منها ألفان وخمسون حديثاً مرسلاً ، وعند ذلك يقع الكلام كيف يمكن الركون إلى هذا الكتاب بلا تحقيق اسناده ، مع أن جميع الاحاديث المسندة فيها 3913 حديثاً ، والمراسيل 2050 حديثاً ، ومرادهم من المرسل ما لم يذكر فيه اسم الراوي بأن قال « روي » أو قال « قال الصادقعليه‌السلام » او ذكر الراوي وصاحب الكتاب ، ونسي أن يذكر طريقه اليه في المشيخة ، وهم على ما صرَّح به المجلسي أزيد من مائة وعشرين رجلاً.

الثالثة : في اعتبار مراسيل الفقيه وعدمه.

ذهب بعض الأجلة إلى القول باعتبار مراسيله ، قال التفريشي في شرحه على الفقيه :

« الاعتماد على مراسيله ينبغي أن لا يقصر في الاعتماد على مسانيده ، حيث حكم بصحَّة الكل ». وقد قيل في وجه ترجيح المرسل : « إن قول العدل : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يشعر باذعانه بمضمون الخبر ، بخلاف ما لو قال : حدثني فلان » وقال بحر العلوم : « إن مراسيل الصدوق في الفقيه كمراسيل ابن ابي عمير في الحجّية والاعتبار ، وان هذه المزية من خواص هذا الكتاب لا توجد في غيره من كتب الاصحاب ».

وقال الشيخ بهاء الدين في شرح الفقيه ـ عند قول الصدوق : « وقال الصادق جعفر بن محمدعليه‌السلام : كل ماء طاهر حتى تعلم أنه قذر » ـ

__________________

1 ـ العيون : الجزء الثاني ، باب ما جاء عن الرضاعليه‌السلام من الاخبار المنثورة ، الحديث 45.

٣٨٣

« هذا الحديث من مراسيل المؤلف ، وهي كثيرة في هذا الكتاب ، تزيد على ثلث الاحاديث الموردة فيه ، وينبغي أن لا يقصر الاعتماد عليها من الاعتماد على مسانيده ، من حيث تشريكه بين النوعين في كونه ممّا يفتي به ويحكم بصحته ، ويعتقد أنه حجة بينه وبين ربّه ، بل ذهب جماعة من الاُصوليين إلى ترجيح مرسل العدل على مسانيده محتجّين بأن قول العدل « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله كذا » يشعر باذعانه بمضمون الخبر ، بخلاف ما لو قال « حدثني فلان ، عن فلان أنهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال كذا » وقد جعل أصحابنا5 مراسيل ابن أبي عمير كمسانيده في الاعتماد عليها ، لما علموا من عادته أنه لا يرسل إلا عن ثقة(1) .

وقال المحقّق الداماد في الرواشح : « إذا كان الارسال بالاسقاط رأساً جزماً ، كما قال المرسل « قال النبي ، أو قال الإمام » فهو يتم فيه ، وذلك مثل قول الصدوق في الفقيه « قال الصادقعليه‌السلام : الماء يطهِّر ولا يطهَّر » إذ مفاده الجزم او الظنّ بصدور الحديث عن المعصوم ، فيجب أن تكون الوسائط عدولاً في ظنّه ، وإلا كان الحكم الجازم بالاسناد هادماً لجلالته وعدالته »(2) .

ولا يخفى أن غاية ما يقتضيه الاسناد جازماً ، هو جزم الصدوق او اطمئنانه على صدور الرواية من الإمامعليه‌السلام ، وهذا لا يقتضي أن يكون منشأ جزمه هو عدالة الراوي او وثاقته ، فيمكن أن يكون منشؤه هو القرائن الحافَّة على الخبر التي يفيد القطع او الاطمئنان بصدور الخبر ، ولو كان اطمئنانه حجَّة للغير ، يصحّ للغير الركون اليه وإلا فلا.

الرابعة : قد عرفت أن الصدوق كثيراً ما ذكر الراوي ونسي أن يذكر طريقه اليه في المشيخة ، أو ذكر طريقه ولكن لم يكن صحيحاً عندنا ، فهل هنا طريق

__________________

1 ـ مستدرك الوسائل : 718 ، الفائدة الخامسة.

2 ـ الرواشح : 174.

٣٨٤

يعالج هذه المشكلة؟ فقد قام المحقّق الاردبيلي صاحب كتاب « جامع الرواة » على تصحيح هذه الروايات بطريق خاصّ نذكره عند البحث عن كتاب « التهذيب ».

والذي عند سيد المحقّقين ، البروجرديقدس‌سره من الاجابة عن هذا السؤال هو أن الكتب التي نقل عن الصدوق في هذا الكتاب كانت كتباً مشهورة ، وكان الأصحاب يعوِّلون عليها ويرجعون اليها ، ولم يكن ذكر الطريق إلى هذه الكتب إلا تبرّعاً وتبرّكاً ، أي لاخراج الكتب عن صورة المرسل إلى صورة المسند وإن كان لبّاً جميعها مسانيد ، لشهرة انتساب هذه الكتب إلى مؤلفيها ، وبذلك كانت تستغني عن ذكر الطريق.

والذي يدل على ذلك ، قوله في ديباجة الكتاب : « وجميع ما فيه مستخرج من كتب مشهورة عليها المعوَّل واليها المرجع مثل كتاب حريز بن عبدالله السجستاني(1) ، وكتاب عبيدالله بن علي الحلبي(2) ، وكتب علي بن مهزيار الاهوازي ـ إلى آخر ما نقلناه عنه آنفاً ».

وبعد هذه العبارة لا يبقى شكّ للانسان أن ذكر الطريق إلى هذه الكتب في المشيخة ، لم يكن إلا عملا تبرّعياً غير إلزامي ، ولأجل ذلك نرى أنه لم يذكر طريقاً إلى بعض هذه الكتب ، او ذكر طريقاً فيه ضعف ، لعدم المبالاة بصحَّة الطريق وعدمها ، لانه لم تكن الغاية اثبات انتساب الكتب إلى اصحابها ، فان الكتب كانت مشهورة الانتساب إلى مؤلفيها ، ولأجل ذلك نرى أن المحقّق المولى محمد تقي المجلسي ( المولود عام 1003 ، والمتوفى عام 1070 هـ ) ذكر في شرحه على الفقيه عند تفسير العبارة المتقدمة ما هذا لفظه : « من كتب

__________________

1 ـ قال حماد بن عيسى للصادقعليه‌السلام اني اعمل به وقرّره الإمام. روضة المتقين : 1 / 14.

2 ـ عرض كتابه على الصادقعليه‌السلام فصححه الإمام ومدحه. روضة المتقين : 1 / 14.

٣٨٥

مشهورة بين المحدّثين ، بالانتساب إلى مصنّفيها ورواتها ، والظاهر أن المراد بالشهرة التواتر. عليها المعوّل ، يعني كلها محلّ اعتماد الاصحاب »(1) .

وقال أيضاً : « الظاهر منهم النقل من الكتب المعتبرة المشهورة ، فاذا كان صاحب الكتاب ثقة يكون الخبر صحيحاً ، لأن الظاهر من نقل السند إلى الكتاب المشهور المتواتر ، مجرد التيمّن والتبرّك لا سيما إذا كان من الجماعة المشهورين كالفضيل بن يسار ومحمد بن مسلم ـ رضي الله عنهما ـ فان الظاهر أنه لا يضرّ جهالة سنديهما »(2) .

وقال أيضاً : مع كثرة التتّبع يظهر أن مدار ثقة الاسلام ( الكليني ) أيضاً كان على الكتب المشهورة ، وكان اتصال السند عنده أيضاً لمجرّد التيمّن والتبرّك ، ولئلاً يلحق الخبر بحسب الظاهر بالمرسل ، فان روى خبراً عن حمّاد بن عيسى ، او صفوان بن يحيى ، أو محمد بن أبي عمير فالظاهر أنه أخذ من كتبهم فلا يضرّ الجهالة التي تكون في السند إلى الكتب بمثل محمد بن اسماعيل عن الفضل ، او الضعف بمثل سهل بن زياد »(3) .

وبعد ذلك نرى أن البحث عن طرق الصدوق إلى أصحاب الكتب أمر زائد ، فاللازم البحث عن مؤلف الكتاب وطرقه إلى الإمامعليه‌السلام . هذا ما يميل إليه سيّدنا المحقّق البروجردي ويقرّبه.

نعم ، على ذلك كلّما علم أن الشيخ الصدوق أخذ الحديث من الكتب المعروفة ، فالبحث عن الطريق أمر غير لازم ، وأما إذا لم نجزم بذلك واحتملنا أن الحديث وصل اليه بالطرق المذكورة في المشيخة ، فالبحث عن صحَّة الطرق يعدُّ أمراً لازماً.

__________________

1 ـ روضة المتقين : 1 / 14.

2 ـ روضة المتقين : 1 / 29.

3 ـ روضة المتقين : 1 / 31.

٣٨٦

ونقول بمثل ذلك في طرق الكافي ، فاذا علم أنه أخذ الحديث من الكتب التي ثبت اسنادها إلى الراوي ، فلا وجه للبحث عن ضعف الطريق او صحته. وبذلك نستغني عن كثير من المباحث حول طرق الصدوق إلى أرباب الكتب.

ثمّ إنهم أطالوا البحث عن أحوال المذكورين في المشيخة ومدحهم وقدحهم وصحة الطريق من جهتهم.

وقد عرفت أن أول من دخل في هذا الباب هو العلاّمة في « الخلاصة » ، وتبعه ابن داود ثم أرباب المجاميع الرجالية وشرّاح الفقيه ، كالعالم الفاضل المولى مراد التفريشي والعالم الجليل المجلسي الأول وغيرهما(1) .

__________________

1 ـ مستدرك الوسائل : 3 / 547 و 719 ، ولاحظ مقدمة الحدائق.

٣٨٧
٣٨٨

3 ـ تقييم احاديث « التهذيب » و « الاستبصار »

٣٨٩
٣٩٠

إن كتاب « تهذيب الاحكام » في شرح المقنعة للشيخ المفيد ، تأليف شيخ الطائفة أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي ( المولود عام 385 ، والمتوفى عام 460 هـ ) من أعظم كتب الحديث منزلة وأكثرها منفعة ، وقد شرع الشيخ في تأليف هذا الكتاب لمّا بلغ سنه ستّاً وعشرين وهذا من خوارق العادة.

قال المحقّق البروجردي : « يظهر من أدعيته للمفيد في كتاب « التهذيب » عند نقل عبارة المقنعة حيث يقول في أول الكتاب إلى أواخر كتاب الصلاة منه : « قال الشيخ ـ أيَّده الله تعالى ـ » ومنه إلى آخر الكتاب يقول : « قال الشيخرحمه‌الله » أنه كتب الطهارة والصلاة في حال حياة الشيخ المفيد وقد قدم الشيخ الطوسي العراق عام 408 هـ ، وتوفي الشيخ المفيد عام 413 هـ ، وأنت إذا نظرت إلى كلماته في الكتابين « التهذيب والاستبصار » وما جادل به المخالفين في المسائل الخلافية ، كمسألة مسح الرجلين ، وما أفاده في مقام الجمع بين الأخبار ، واختياراته في المسائل ، وما يستند اليه فيها وما يورده من الاخبار في كل مسألة ، لأذعنت أنه من أبناء سبعين »(1) .

__________________

1 ـ مقدمة الخلاف للمحقق البروجرديقدس‌سره .

٣٩١

ثم ان طريقة الشيخ في نقل الاحاديث في هذا الكتاب مختلفة.

قال السيد الاجل بحر العلومرحمه‌الله : « انه قد يذكر في التهذيب والاستبصار جميع السند ، كما في الكافي ، وقد يقتصر على البعض بحذف الصدر ، كما في الفقيه ، ولكنه استدرك المتروك في اخر الكتابين ، فوضع له مشيخته المعروفة ، وهي فيهما واحدة غير مختلفة ، قد ذكر فيهما جملة من الطرق إلى أصحاب الاصول والكتب ممَّن صدَّر الحديث بذكرهم وابتدأ بأسمائهم ، ولم يستوف الطرق كلها ، ولا ذكر الطريق إلى كل من روى عنه بصورة التعليق ، بل ترك الاكثر لقلّة روايته عنهم ، وأحال التفصيل إلى فهارس الشيوخ المصنفة في هذا الباب ، وزاد في « التهذيب » الحوالة على كتاب « الفهرست » الذي صنفه في هذا المعنى.

قال الشيخ في مشيخة تهذيبه : « والآن فحيث وفَّق الله تعالى للفراغ من هذا الكتاب ، نحن نذكر الطرق التي يتوصل بها إلى رواية هذه الاُصول والمصنفات ، ونذكرها على غاية ما يمكن من الاختصار لتخرج الاخبار بذلك عن حدّ المراسيل وتلحق بباب المسندات.

ثم قال : فما ذكرناه في هذا الكتاب عن محمد بن يعقوب الكلينيرحمه‌الله فقد أخبرنا الشيخ أبو عبدالله محمد بن نعمانرحمه‌الله ، عن أبي القاسم جعفر بن محمد بن قولويهرحمه‌الله ، عن محمد بن يعقوبرحمه‌الله وأخبرنا به أيضاً الحسين بن عبيدالله ، عن أبي غالب أحمد بن محمد الزراري وأبي محمد هارون بن موسى التلعكبري ، وأبي القاسم جعفر بن محمد بن قولويه ، وأبي عبدالله أحمد بن أبي رافع الصيمري ، وابي المفضل الشيباني ، وغيرهم ، كلهم عن محمد بن يعقوب الكليني.

وأخبرنا به أيضاً أحمد بن عبدون المعروف بابن الحاشر ، عن أحمد بن أبي رافع ، وأبي الحسين عبد الكريم بن عبدالله بن نصر البزّاز بتنيس وبغداد

٣٩٢

عن أبي جعفر محمد بن يعقوب الكليني جميع مصنفاته وأحاديثه سماعاً وإجازة ببغداد بباب الكوفة ، بدرب السلسلة سنة سبع وعشرين وثلاثمائة »(1) .

وعلى ذلك فربما يتصور أنه يجب التفتيش والتفحّص عن طرق الشيخ إلى أصحاب الكتب والاُصول.

أقول : قد عرفت مذهب سيّد المحقّقين آية الله البروجردي وهو أحد المعنيّين في علم الرجال ، وأنه كان يذهب تبعاً للمجلسيّ الأول إلى أن المشيخة للصدوق وللشيخ ، لم تكن إلا لمجرد إظهار الاحاديث بصور المسندات لا لأجل تحصيل العلم بنسبة الكتب إلى مؤلفيها ، فان نسبة هذه الكتب إلى أصحابها كانت ثابتة غير محتاجة إلى تحصيل السند ، وبالجملة ذكر المشيخة لأجل التبرّك والتيمّن ، ولاتّصال السند كما هو المرسوم في هذه الاعصار أيضا ، حيث يستجيزون عن المشايخ بالنسبة إلى الكتب الاربعة وغيرها حتى يصحّ لهم نقل الاحاديث عن هذه الكتب مسنداً ، وأما كون المشيخة لأجل تحصيل صحة نسبة هذه الكتب إلى أصحابها فهذا ممّا ينافيه كلام الصدوق والشيخ في المشيخة.

أما الصدوق فقد قدَّمنا كلامه ، وأما الشيخ فهو يقول في مشيخة التهذيب : « لتخرج الاخبار بذلك عن حدّ المراسيل وتلحق بباب المسندات » فان هذه العبارة تعطي أن الغاية من ذكر المشيخة جعل الحديث وإخراجه بصورة المسانيد لا غير ، ولأجل ذلك نرى أن الشيخ يبتدئ في المشيخة بذكر الطرق إلى كتاب الكافي للكليني ، مع أن ثبوته له أظهر من الشمس ، وبذلك تعرف أن البحث في طرق الشيخ إلى أصحاب الكتب في المشيخة ممّا لا طائل تحته ، وليس على الفقيه إلا التفتيش عن أحوال أصحاب الكتب ومن يروون عنهم.

اللّهم إلا إذا كانت الكتب غير معروفة ، فعندئذ يجب الفحص عن كلّ

__________________

1 ـ التهذيب : 10 / 25 ـ 29 من المشيخة.

٣٩٣

من في الطريق كما لا يخفى.

تصحيح أسانيد الشيخ

ثم إنه لمّا كان كثير من طرق الشيخ الواردة في مشيخة التهذيب ، معلولاً بضعف ، أو إرسال ، او جهالة ، او بدء الحديث باناس لم يذكر لهم طريق في المشيخة ، حاول بعض المحقّقين لرفع هذه النقيصة من كتاب التهذيب بالرجوع إلى فهرست الشيخ أولا ، وطرق من تقدمه عصراً ثانياً ، او عاصره ثالثاً.

أما الأول ، فلأن للشيخ في الفهرست طرقاً إلى أرباب الكتب والاُصول الذين أهمل ذكر السند إلى كتبهم في التهذيب ، فبالرجوع إلى ذلك الكتاب يعلم طريق الشيخ إلى ارباب الكتب التي لم يذكر سنده اليها في التهذيب.

أما الثاني ، فبالرجوع إلى مشيخة الفقيه ورسالة الشيخ أبي غالب الزراري ، إذا كان لهما سند إلى الكتب التي لم يذكر سنده اليها في التهذيب ، لكن إذا أوصلنا سند الشيخ إلى هؤلاء ، وبالنتيجة يحصل السند إلى أصحاب هذه الكتب.

أما الثالث ، فبالرجوع إلى طريق النجاشي ، فانه كان معاصراً للشيخ ، مشاركاً له في أكثر المشايخ كالمفيد والحسين بن عبيدالله الغضائري ، وابنه أحمد بن الحسين ، وأحمد بن عبدون الشهير بابن الحاشر ، فاذا علم رواية النجاشي للأصل والكتاب بتوسّط أحد هؤلاء كان ذلك طريقاً للشيخ أيضاً.

ثم إن المتتبع الخبير الشيخ محمد الاردبيلي ( المتوفّى عام 1101 هـ ) احد تلاميذ العلاّمة المجلسي قد قام بتأليف كتابين في الرجال ، ولكلّ دور خاص.

1 ـ « جامع الرواة ». وقد عرفنا مكانته عند البحث عن الاصول الرجالية المتأخرة في الفصول السابقة ، والكتاب مطبوع.

٣٩٤

2 ـ « تصحيح الاسانيد » وهو بعد غير مطبوع ، ولم نقف عليه إلى الآن ، لكن ذكر المؤلف مختصره ، وديباجته في آخر كتاب « جامع الرواة »(1) واختصره المحدّث النوري ونقله في « خاتمة المستدرك » وأضاف عليه زيادات(2) .

وقد حاول المؤلف في هذا الكتاب تصحيح أسانيد الشيخ في التهذيبين بطريق آخر غير ما ذكرناه من الرجوع إلى مشيخة الفهرست ، او مشيخة من تقدمه ، أو عاصره ، واليك بيانه :

إن العلاّمة الحلي في « الخلاصة » ، والسيد الجليل الميرزا الاسترآبادي في « تلخيص المقام » والسيد مصطفى التفريشي في « نقد الرجال » عمدوا إلى ذكر الشيوخ الذين اُخذت أحاديث « التهذيب » و « الاستبصار » من اُصولهم وكتبهم ، وابتدأ الشيخ في معظم أسانيدها بذكرهم اختصاراً ، مع أنه لم يدرك زمانهم ، ولكن ذكر طريقه اليهم في آخر الكتابين ، وهم تسعة وثلاثون شيخاً.

وقد اعتبر العلاّمة والاسترآبادي من هؤلاء المشيخة خمسة وعشرين ، وتركا الباقي ولعلّ منشأه أن طريق الشيخ إلى غير هؤلاء غير معتبر عندهم.

وأما السيد التفريشي فقد(3) زاد على مشيخة التهذيبين أحداً وثلاثين شيخاً ، الذين لم يذكر الشيخ سنده اليهم في خاتمة الكتابين ، وقام هو باستخراج سنده اليهم من الفهرست ، فبلغت المشايخ حسب عدّه سبعين شيخاً ، ولكن المعتبر عنده من مجموع الطرق ثلاثون طريقاً ، وقد أوجب هذا اضطراباً واشكالاً في اعتبار أحاديث الكتابين ، حيث صار ذلك سبباً لعدم اعتبار

__________________

1 ـ لاحظ الجزء الثاني من جامع الرواة : الفائدة الرابعة من خاتمته ، الصفحة 473 ، ونقله العلاّمة المامقاني في خاتمة التنقيح.

2 ـ مستدرك الوسائل : 3 / 719 ، الفائدة السادسة.

3 ـ نقد الرجال : 417 في الفائدة الرابعة من الخاتمة.

٣٩٥

أحاديث أربعين شيخاً من سبعين ممَّن صدر الحديث بأسمائهم.

ولأجل ذلك حاول المحقق الاردبيلي لتصحيح اسانيد الكتابين بشكل آخر ، ذكره في مقدمة كتاب « تصحيح الاسانيد » وحاصله :

« إن ما ذكره علماء الرجال من طرق الشيخ قليل في الغاية ، ولا يكون مفيداً في ما هو المطلوب ، والشيخ لمّا أراد إخراج الروايات التي لم يذكر طريقه إلى ارباب الكتب في نفس التهذيب والاستبصار من الارسال ، ذكر في المشيخة والفهرست طريقاً او طريقين او اكثر إلى كل واحد من أرباب الكتب والاُصول ، فمن كان قصده الاطلاع على أحوال الاحاديث ، ينبغي له أن ينظر إلى المشيخة ويرجع إلى الفهرست. ثم قال : إني لمّا راجعت اليهما رأيت أن كثيراً من الطرق المورودة فيهما معلول على المشهور ، بضعف أو إرسال ، او جهالة وأيضاً رأيت أن الشيخرحمه‌الله ربما بدأ في أسانيد الروايات باُناس لم يذكر لهم طريقاً أصلاً ، لا في المشيخة ولا في الفهرست ، فلأجل ذلك رأيت من اللازم تحصيل طرق الشيخ إلى أرباب الاُصول والكتب ، غير الطرق المذكورة في المشيخة والفهرست ، حتى تصير تلك الروايات معتبرة ، فلمّا طال تفكري في ذلك وتضرّعي ، اُلقي في روعي أن أنظر في أسانيد روايات التهذيبين ، فلما نظرت فيها وجدت فيها طرقاً كثيرة اليهم غير ما هو مذكور في المشيخة والفهرست ، أكثرها موصوف بالصحة والاعتبار فصنَّفت هذه الرسالة وذكرت فيها جميع الشيوخ المذكورين في المشيخة والفهرست ، وذيَّلت ما فيهما من الطرق الضعيفة او المجهولة بالاشارة إلى ما وجدته من الطرق الصحيحة او المعتبرة مع تعيين موضعها ، وأضفت اليهم من وجدت له طريقاً معتبراً ولم يذكر طريقه فيهما »(1) .

__________________

1 ـ لاحظ في توضيحه ما ذكره المؤلف في الفائدة الرابعة من خاتمة كتابه « جامع الرواة » الصفحة 473 ـ 475 وما ذكرناه ملخص ما اورده المحقق البروجردي في تصديره على كتاب « جامع الرواة : 1 / 266.

٣٩٦

ولزيادة التوضيح نقول : انه روى الشيخ في « التهذيب » روايات عن علي بن الحسن الطاطري بدأ بذكر اسمه في أسانيده. مثلا روى في كتاب الصلاة هكذا : « علي بن الحسن الطاطري قال : حدثني عبدالله بن وضّاح ، عن سماعة بن مهران قال : قال لي أبو عبداللهعليه‌السلام : إياك أن تصلّي قبل أن تزول ، فانك تصلّي في وقت العصر خير لك أن تصلّي قبل أن تزول »(1) .

وقال في المشيخة : « وما ذكرته عن علي بن الحسن الطاطري فقد أخبرني به أحمد بن عبدون ، عن علي بن محمد بن الزبير ، عن أبي الملك أحمد بن عمر بن كيسبة ، عن علي بن الحسن الطاطري ».

وهذا الطريق ضعيف بجهالة اثنين منهم : ابن الزبير وابن كيسبة ومقتضاه عدم اعتبار تلك الروايات التي يبلغ عددها إلى ثلاثين حديثاً في « التهذيب ».

وأما المحاولة ، فهي أنا إذا رأينا أن الشيخ روى في باب الطواف أربع روايات بهذا السند :

« موسى بن القاسم ، عن علي بن الحسن الطاطري ، عن درست بن أبي منصور ، عن ابن مسكان » ، ثم وقفنا على أمرين :

1 ـ إن موسى بن القاسم ـ أعني من صدر به السند ـ ثقة.

2 ـ طريق الشيخ اليه صحيح ، فعند ذلك يحصل للشيخ طريق صحيح إلى الطاطري ، لكن لا عن طريقه اليه في المشيخة ولا في الفهرست ، بل عن طريقه في المشيخة إلى موسى بن القاسم.

ولأجل ذلك يقول الاردبيلي في مختصر تصحيح الاسانيد : « وإلى علي بن الحسن الطاطري ، فيه علي بن محمد بن الزبير في المشيخة والفهرست ، وإلى الطاطري صحيح في التهذيب في باب الطواف ».

__________________

1 ـ التهذيب : ج 2 ، الحديث 549.

٣٩٧

وهذا يعطي ان موسى بن قاسم ليس راوياً لهذه الروايات الاربع فقط ، بل راو لجميع كتاب الطاطري عنه ، فيعلم من ذلك ان الشيخ روى كتاب الطاطري تارة بسند ضعيف ، واخرى بسند معتبر وبذلك يحكم بصحة كل حديث بدأ الشيخ في سنده بالطاطري.

وقس على ذلك سائر الطرق التي للشيخ في الكتابين إلى المشايخ الذين لم يذكر سنده اليهم في المشيخة ولا في الفهرست ، او ذكر لكنه ضعيف عليل ، وبهذا التتبع يحصل له طرق صحيحة انهاها صاحب الكتاب إلى خمسين وثمانمائة طريق تقريباً ، وعدد المعتبر منها قريب من خمسمائة طريق.

هذه خلاصة المحاولة وقد نقده المحقق البروجردي بوجوه :

الأول : ان ما صح طرقه إلى المشايخ وان كان قليلاً ، ولكن الروايات التي رواها الشيخ بهذه الطرق القليلة عن هؤلاء المشايخ في غاية الكثيرة مثلاً :

1 ـ ان ما رواه بطرقه عن أحمد بن محمد بن عيسى يقرب من 1200 حديث.

2 ـ ان ما رواه بطرقه عن الحسن بن محمد بن سماعة قريب 800 حديث.

3 ـ ان ما رواه بطرقه عن الحسين بن سعيد يقرب من 2500 حديث.

4 ـ ان ما رواه بطرقه عن سعد بن عبدالله يقرب من 600 حديث.

5 ـ ان ما رواه بطرقه عن محمد بن أحمد بن يحيى يقرب من 950 حديثاً.

6 ـ ان ما رواه بطرقه عن محمد بن علي بن محبوب يقرب من 700 حديث.

هذا ، وان نقله عن سائر المشايخ الذين صحت طرقه اليهم أيضاً كثير

٣٩٨

جداً ، فكيف لا يكون مفيداً هو المطلوب من اخراج معظم روايات الكتاب عن الارسال.

الثاني : إذا روى موسى بن القاسم عن علي بن الحسن الطاطري ، عن درست بن ابي منصور ، عن ابن مسكان ، فهو يحتمل من جهة النقل من كتب المشايخ وجوهاً :

1 ـ يحتمل ان موسى بن قاسم اخذ الحديث عن كتاب الطاطري وحينئذ روى موسى هذا الحديث وجميع كتاب الطاطري ، وبذلك يحصل للشيخ طريق صحيح إلى كتاب الطاطري وهذا هو الذي يتوخاه المتتبع الأردبيلي.

2 ـ يحتمل ان موسى بن القاسم اخذ الحديث عن كتاب درست بن ابي منصور وروى هذا الكتاب عنه بواسطة الطاطري.

3 ـ يحتمل ان موسى اخذ الحديث عن كتاب ابن مسكان ، وروى هذا الكتاب عنه بواسطة شخصين : الطاطري ، ودرست بن ابي منصور.

وعلى الاحتمالين الأخيرين يحصل للشيخ الطوسي طريق صحيح إلى كتاب درست بن ابي منصور ، وكتاب ابن مسكان ولا يحصل طريق صحيح إلى نفس كتاب الطاطري الذي هو الغاية المتوخاة.

والحاصل انه إذا كان طريق الشيخ إلى احد المشايخ الذين صدر الحديث باسمائهم واخذ الحديث من كتبهم ، ضعيفاً ، فلا يمكن اصلاحه بما إذا وقع ذلك الشيخ في اثناء السند ، وكان طريقه اليه طريقاً صحيحاً ، لأن توسط الشيخ ( الطاطري ) في ثنايا السند لا يدل على اخذ الحديث عن كتابه ، بل من الممكن كون الحديث مأخوذاً عن كتاب شيخه اعني درست بن ابي منصور ، او شيخ شيخه اعني ابن مسكان. وهذا الاحتمال قائم في جميع ما استنبطه في اسانيد التهذيبين.

٣٩٩

الثالث : ان هدف الشيخ الطوسي من تصنيف الفهرست وذكر الطرق إلى من ذكر فيه ان له كتاباً او اصلاً ، ليس اخراج التهذيبين من الارسال ولم يبدأ الشيخ في اسانيدهما بهؤلاء المذكورين في الفهرست سوى قليل منهم ، وهم المشيخة المذكورون في آخر الكتابين.

نعم ربما يوجد في بدء اسانيدهما شيوخ لم يذكر لهم طريقاً في المشيخة وعدد رواياتهم لا يزيد على خمسمائة تقريباً ، ولا تخرج هذه الروايات عن الارسال بسبب الطرق المذكورة في الفهرست غالباً.

ولا يخفى ان الشيخ تفنن في الفهرست أيضاً في ذكر الطرق إلى اصحاب الكتب والاصول على وجوه ، فتارة ذكرهم وذكر طريقه إلى كتبهم واخرى ذكر كتبهم واصولهم ولم يذكر الطريق اليهم ، وثالثة ذكر جماعة واشار إلى من ذكرهم او روى عنهم ولم يصل اسناده فيه إلى من ذكر او روى ، وقد جمع القسمين الاخيرين العلاّمة السيد محمد صادق الطباطبائي في مقدمة الفهرس(1) .

__________________

1 ـ الفهرست : 12 ـ 15.

٤٠٠

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442