وسائل الشيعة الجزء ٥

وسائل الشيعة11%

وسائل الشيعة مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 533

المقدمة الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠
  • البداية
  • السابق
  • 533 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 360182 / تحميل: 7203
الحجم الحجم الحجم
وسائل الشيعة

وسائل الشيعة الجزء ٥

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

هكذا كانت الصورة ، وهي لا تحتاج إلى مزيد من الإيضاح والتعليق ؛ معاول الفتنة والهدم تضرب جسد الأُمّة من كلّ جانب

الأمراض الفكرية والأخلاقية تنهش فيها ، وقد اجتمع الدعاة إلى دولة القردة والخنازير على كلمة سواء ، هي هدم دولة أئمّة الحق من آل محمد بكلّ ما لديهم من وسائل الإقناع والتشويه والتمويه والإغراء والاغتيال والفساد

والآن لا مفرّ من هدنة ، والصراع سيمتد قروناً وقروناً ، ولم يأتِ بعد أوان حسم الصراع ، والمهمّة العاجلة أمام أئمّة الحق من آل محمد في هذه اللحظة هي إمامة الخط الإلهي الرباني داخل جسد الأُمّة ، والحفاظ على مَنْ يمثّلون هذه الرؤية لينقلوها إلى مَنْ بعدهم ، لا إهلاكهم في جولة صراع معلومة النتائج سلفاً

ــــــــــــــــــــــــــ

١ ـ تفسير الطبري ‏٩ / ١١٣ ، دار الفكر ، بيروت ، ١٩٨٨

٢ ـ الدرّ المنثور ـ للسيوطي‏ ٥ / ٣٠٩ طبع دار الفكر ، بيروت ، ‏١٩٩٣م

٣ ـ المصدر نفسه

٤ ـ المصدر نفسه

٥ ـ ينابيع المودّة ‏٢ / ١٤٢ ، مؤسسة الأعلمي ، بيروت

٦ ـ الإصابة في تمييز الصحابة ـ للحافظ بن حجر العسقلاني ١ / ١٧٠ ـ ٢٧١ ، رقم ٢٦٦ (أنس بن الحارث) مطبعه دار الكتب العلمية بيروت ، ط‏١ ، سنة ١٩٩٥

٧ ـ الصواعق المحرقة ـ لابن حجر / ٢٩٢ ، ح‏٢٨ ، طبعة دار الكتب العلمية ، بيروت ، ط‏٣ / ١٤١٤ هـ ـ ١٩٩٣ م

٨ ـ المصدر نفسه / ٢٩٢ ـ ٢٩٣ ، ح‏٣٠

٩ ـ تفسير ابن كثير ٢ / ٤٥٣ ـ ٤٥٤ ، دار الفكر ، بيروت ، ١٤١٤ هـ ـ ١٩٩٤ م

١٠ ـ المصدر نفسه ٢ / ٤٥٤

١١ ـ المصدر نفسه

٤١

ــــــــــــــــــــــــــ

١٢ ـ تاريخ الأمم والملوك ـ للطبري ٣ / ٥٦١ ، مؤسسة الأعلمي ، بيروت

١٣ ـ المصدر نفسه ٣ / ٥٥٩ ـ ٥٦٠

١٤ ـ مقاتل الطالبيين / ٧٦ ـ ٧٧ ، مؤسسة الأعلمي ، بيروت ، ١٤٠٨ هـ ـ ١٩٨٧ م

١٥ ـ تاريخ الطبري ٣ / ٥٥٢ ، مؤسسة الأعلمي ، بيروت

١٦ ـ المصدر نفسه ٣ / ٥٥٢ ـ ٥٥٣

١٧ ـ المصدر نفسه ٣ / ٥٥٤

١٨ ـ المصدر نفسه

١٩ ـ المصدر نفسه ٤ / ١٠٣

٢٠ ـ المصدر نفسه

٢١ ـ تاريخ الأمم والملوك ـ لابن جرير الطبري ٤ / ١٠٤

٢٢ ـ المصدر نفسه ٤ / ١٠٧

٢٣ ـ شرح نهج البلاغة ـ لابن أبي الحديد ، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم ٥ / ١٨١ ، الطبعة الأولى ، دار الجيل ، بيروت ، ‏١٤٠٧ هـ ـ ١٩٨٧ م

٢٤ ـ المصدر نفسه ٥ / ١٨٩ ـ ١٩٠

٢٥ ـ المصدر نفسه ٥ / ١٩٠

٢٦ ـ المصدر نفسه ٥ / ٢٥٦ ـ ٢٥٨

٢٧ ـ تاريخ الأمم والملوك ـ للطبري ٤ / ٣٤

٢٨ ـ المصدر نفسه

٢٩ ـ شرح نهج البلاغة ـ لابن أبي الحديد ، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم ٢ / ٢٠٧ ـ ٢٠٨ ، ط‏١ ، دار الجيل ، بيروت ، ‏١٤٠٧ هـ ـ ١٩٨٧ م

٣٠ ـ المصدر نفسه

٣١ المصدر نفسه ‏٢ / ٢١٧ ـ ٢٢٠

٣٢ ـ علي وبنوه ـ لطه حسين / ٨٠ ـ ٨١ ، طبع دار المعارف ، مصر

٣٣ ـ شرح نهج البلاغة ‏٢ / ١٨٣ ، دار الهدى الوطنية ، بيروت

٣٤ ـ المصدر نفسه ‏٤ / ١٤ نقلاً عن أبي الفرج

٣٥ ـ شرح نهج البلاغة ـ لابن أبي الحديد ، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم ١٦ / ٤٠ ـ ٤٢ ، دار الجيل ، بيروت

٤٢

والأهم من هذا أنّ أئمّة أهل البيت (عليهم السّلام) لا ينطلقون في قراراتهم من رؤية آنية ، وإنّما من رؤية كونية تحدّد مهامّهم بدءاً من بعثة محمد (صلّى اللّه عليه وآله) إلى ظهور المهدي المنتظر (جعلنا اللّه من أنصاره وجنده)

هؤلاء ، أي الرسول والأئمّة (عليه السّلام) لم تحمّلهم الأُمّة المسؤولية ، وإنّما حملوها بأمر من اللّه (عزّ وجلّ) ، فكان إمداد السماء لهم بالتسديد والتأييد والتعزية والتسلية أمراً ضرورياً

من هنا كانت رؤية رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) لأولئك القردة الذين كانوا ينزون على منبره ، ونزول قوله تعالى : ( وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلاَّ فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ )(سورة الإسراء / ٦٠) ، ثمّ تعزيته من قبل جبرائيل (عليه السّلام) بمقتل الحسين (عليه السّلام) في كربلاء ، ولم يكن شيئاً من هذه السياقات محجوباً لا عن الإمام علي (عليه السّلام) الذي ما فتى‏ء يتعجّل أشقاها أن يأتي ليضربه على رأسه فيستريح من هذه الأُمّة التعسة ، ولا كانت غائبة عن الإمام الحسن (عليه السّلام) حين عقد صلحاً مع إمام البغاة وهادنه(١)

ولكن هذا لا يغني عن إيراد شروط الصلح والمهادنة ، فهي كما أوردها الشيخ الصدوق في كتاب (علل الشرائع) قال : بايع الحسن بن علي (صلوات اللّه عليه) معاوية على ألاّ يسمّيه أمير المؤمنين ، ولا يقيم عنده شهادة ، وعلى ألاّ يتعقّب على شيعة علي شيئاً ، وعلى أن يفرّق في أولاد مَنْ قُتل مع أبيه يوم الجمل وأولاد مَنْ قُتل مع أبيه بصفين ألف ألف درهم ، وعلى أن يجعل ذلك من خراج دار أبجرد

٤٣

لم يكن ذلك الصلح شيئاً سارّاً لخواص أصحاب الإمام علي الذي أمضّهم هذا فدخل أحدهم على الإمام الحسن (عليه السّلام) قائلاً : السلام عليك يا مذلّ المؤمنين

فقال الحسن : (( اجلس يرحمك اللّه ! إنّ رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) رُفع له ملك بني أُميّة فنظر إليهم يعلون منبره واحداً واحداً فشقّ ذلك عليه ؛ فأنزل اللّه في ذلك قرآناً قال له : ( وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلاَّ فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ ) ، وسمعت أبي علياً (رحمه اللّه) يقول : سيلي أمر هذه الأُمّة رجل واسع البلعوم ، كبير البطن ، فسألته : مَنْ هو ؟ فقال : معاوية ، وقال لي : إنّ القرآن قد نطق بملك بني أُميّة ومدّتهم ، قال تعالى : ( لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ )(سورة القدر / ٣) ، قال أبي : هذا ملك بني أُميّة ))(٢)

٤٤

الفصل الثاني

تحقّق

الرؤيا وقيام مُلْك أرباب السوء

١ ـ مسؤولية مَنْ أرادها أمويّة وكرهها إسلامية

قام مُلْك (بني فلان) الذين رأى النبي (صلّى الله عليه وآله) أنّهم ينزون على منبره نزو القردة

ولا نعفي أحداً من المسؤولية ، لا الذين أضعفوا سلطان آل محمد على قلوب الناس وجعلوا منهم مستشارين عند الضرورة ، ولا الذين جعلوا الإمام علياً سادساً في ما أسموه بالشورى ، وقد قال (عليه السّلام) في ذلك : (( متى اعترض الريب فيّ مع الأوّل منهم حتى صرت أُقرن إلى هذه النظائر ؟! ))

ولا الذين مهّدوا لمعاوية سلطانه في الشام ، ولمّا رأوا ما هو فيه من الأُبّهة والسلطان قالوا : (لا نأمرك ولا ننهاك)

كان ابن آكلة الأكباد استثناءً ، ولا الذين حرصوا على سلب أهل البيت أموالهم التي أُعطيت لهم من قبل السماء ، فأخذوا فدكاً من الزهراء ، وحرموا آل محمد حقّهم في الخمس ، ولا الذين حرصوا على إعطاء بني أُميّة ما يتقوون به لإقامة دولتهم ، فأعطوا مروان بن الحكم وابن أبي سرح خمس غنائم أفريقيا ، ولا الذين أشعلوا نار الفتنة في موقعة الجمل الخ

كلّهم مسؤولون وشركاء في هذه الكارثة : ( وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ * مَا لَكُمْ لاَ َتَنَاصَرُونَ * بَلْ هُمْ الْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ )(سورة الصافات / ٢٤ ـ ٢٦) ، كلّهم أرادوها أمويّة وكرهوها إسلامية خالصة للّه

٤٥

٢ ـ خطبة الافتتاح وشريعة ملوك السوء

ولنسمع خطبة الافتتاح من ابن آكلة الأكباد : ما قاتلتكم لتصلّوا ، ولا لتصوموا ، ولا لتحجّوا ، ولا لتزكّوا ، إنّكم لتفعلون ذلك ، وإنّما قاتلتكم لأتأمّر عليكم وقد أعطاني اللّه ذلك وأنتم كارهون

كلّ شي‏ء أعطيته الحسن بن علي تحت قدمي هاتين ، لا أفي به(٣)

ولا بأس بأن نورد نماذج من تطبيق الشريعة الإسلامية على الطريقة الأُمويّة ، وهو ما يتمنّاه بعض المخدوعين في هذا الزمان :

أوّلاً : النهج الأُموي يُبيح شرب الخمور

روى أحمد بن حنبل في مسنده عن عبد اللّه بن بريدة قال : دخلت أنا وأبي على معاوية فأجلسنا على الفرش ، ثمّ أُتينا بالطعام فأكلنا ، ثمّ أُتينا بالشراب فشرب معاوية ، ثمّ ناول أبي ، ثمّ قال : ما شربته منذ حرّمه رسول اللّه(٤)

ثانياً : النهج الأُموي يُبيح الربا

أخرج مالك والنسائي وغيرهما من طريق عطاء بن يسار أنّ معاوية باع سقاية من ذهب ، أو ورق بأكثر من وزنها ، فقال له أبو الدرداء (رضى اللّه عنه) : سمعت رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) ينهى عن مثل هذا إلاّ مثلاً بمثل

٤٦

فقال له معاوية : ما أرى بمثل هذا بأساً(٥)

ثالثاً : استلحاق زياد

وصّى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) : (( أنّ الولد للفراش ، وللعاهر الحجر )) متّفق عليه

وقال (صلّى اللّه عليه وآله) : (( مَنْ ادّعى إلى غير أبيه ، وهو يعلم أنّه غير أبيه ، فالجنة عليه حرام ))

رواه البخاري ومسلم وأبو داود

أمّا ابن آكلة الأكباد فجاء بزياد ، وكان يُدعى زياد ابن أبيه ، وتارة زياد ابن أُمّه ، وتارة زياد بن سُميّة ، وأقام الشهادة أنّ أباه أبا سفيان قد وضعه في رحم سُميّة ، وكانت بغياً ، وسمّاه زياد بن أبي سفيان ؛ ليستخدمه في قمع المسلمين الشيعة وقتلهم

رابعاً : قتل الأحرار من أصحاب محمد (صلّى اللّه عليه وآله)

قال تعالى : (مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً )(سورة المائده / ٣٢)

روى الطبري في تاريخه : استعمل معاوية المغيرة بن شعبة على الكوفة وأوصاه : لا تتحمَ عن شتم علي وذمّه ، والترحّم على عثمان والاستغفار له ، والعيب على أصحاب علي والإقصاء لهم ، وترك الاستماع منهم ، وبإطراء شيعة عثمان (رضوان اللّه عليه) والإدناء لهم والاستماع منهم

٤٧

وأقام المغيرة على الكوفة عاملاً لمعاوية سبع سنين وأشهراً ، وهو من أحسن شي‏ء سيرة ، وأشدّه حبّاً للعافية غير أنّه لا يدع ذمّ علي والوقوع فيه ، والعيب لقتلة عثمان واللعن لهم ، والدعاء لعثمان بالرحمة والاستغفار له والتزكية لأصحابه ، فكان حجر بن عدي إذا سمع ذلك قال : بل إيّاكم فذمم اللّه ولعن

ثمّ قام فقال : إنّ اللّه (عزّ وجلّ) يقول : ( كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ )(سورة النساء / ١٣٥) ، وأنا أشهد أنّ مَنْ تذمّون وتعيّرون لاحق بالفضل ، وأنّ مَنْ تزكّون وتطرون أولى بالذم(٦)

واستمرت هذه الحال حتى ولي زياد الكوفة فقال مثلما كان يقول المغيرة ، وردّ عليه حجر (رضوان اللّه عليه) بمثل ما كان يردّ على المغيرة ، فأرسل زياد إلى أميره معاوية فأمر باعتقاله (وفقاً لقانون طوارئ بني أُميّة) ، وأُرسل إلى ابن آكلة الأكباد مشدوداً في الحديد فأمر بقتله

فقال حجر للذين يلون أمره : دعوني حتى أُصلّي ركعتين

فقالوا : صلِّ فصلّى ركعتين خفّف فيهما ، ثمّ قال : لولا أن تظنّوا بي غير الذي أنا عليه لأحببت أن تكونا أطول ممّا كانتا

ثمّ قال لمَنْ حضره من أهله : لا تطلقوا عنّي حديداً ، ولا تغسلوا عنّي دماً ؛ فإنّي أُلاقي معاوية غداً على الجادة ثمّ قُدّم فضُربت عنقه

لم يكن حجر بن عدى النموذج الوحيد الدالّ على ظلم هذه الدولة الجائرة التي يزعم جاهلو أمرها وحدهم أنّها كانت تحكم ، أو تحكم بشريعة الإسلام

٤٨

لقد كان بنو أُميّة يدأبون ليل نهار لإطفاء نور اللّه ، وفي الوقت نفسه كان خطّ الأئمّة (عليهم السّلام) قد تحوّل إلى مشروع تأسيس لإقامة دولة المهدي المنتظر وإن تأخّر ذلك قروناً وقروناً

أمّا بنو أُميّة فيجهدون لإحداث أكبر قدر من الدمار بالأُمّة الإسلامية وبرجالاتها وبقيمها

وفي الوقت نفسه كان خطّ آل بيت محمد حريصاً على إبقاء قيم الإسلام الرسالي الأصيل حيّة ومتوهجة ، والتأكيد على أنّ مرحلة التمهيد وتأسيس دولة الإمام المهدي ليست مرحلة هدنة سلبية ، وليست إيثاراً للإبقاء على حياة مجموعة من البشر ، وإنّما إبقاء للقيم وإمدادها بكلّ ما يبقيها متألّقة وحيّة حتى زمن الظهور

٣ ـ مواجهة التزييف ، وإحياء قيم الإسلام

لم تتوقّف المواجهة بين أئمّة أهل البيت (عليهم السّلام) وبين بني أُميّة خلال هذه المرحلة ، وإن ابتعدت عن المعارك العسكرية الكبرى ، فقد سال الكثير من الدماء في هذه المرحلة ، ومنها دماء حجر بن عدي وأصحابه ، وعمرو بن الحمق الخزاعى وغيرهم من خواص أصحاب الإمام علي (عليه السّلام)

وفي مواضع أُخرى كان الأئمّة (عليهم السّلام) يتصدّون لعمليات التزييف التي تمارسها الدعاية الأُمويّة ، ويدعون الناس إلى الحقّ وتغيير الباطل وعدم السكوت عليه

ولنأخذ بعض الأمثلة على ذلك من تاريخ الإمام الحسن (عليه السّلام) قبيل استشهاده ، ثمّ من تاريخ الإمام الحسين (عليه السّلام)

٤٩

يروى أبو الفرج قال : خطب معاوية بالكوفة حين دخلها والحسن والحسين (عليهما السّلام) جالسان تحت المنبر ، فذكر علياً (عليه السّلام) فنال منه ، ثمّ نال من الحسن

فقام الحسين ليردّ عليه ، فأخذه الحسن بيده فأجلسه ، ثمّ قام فقال : (( أيّها الذاكر عليّاً ، أنا الحسن ، وأبي علي ، وأنت معاوية وأبوك صخر ، وأُمّي فاطمة وأُمّك هند ، وجدّي رسول اللّه وجدّك عتبة بن ربيعة ، وجدّتي خديجة وجدّتك قتيلة ، فلعن اللّه أخملنا ذكراً ، وألأمنا حسباً وشرّنا قديماً وحديثاً ، وأقدمنا كفراً ونفاقاً ))

فقال طوائف من أهل المسجد : آمين(٧)

روى أبو الحسن المدائني قال : سأل معاوية الحسن بن علي بعد الصلح أن يخطب الناس فامتنع ، فناشده أن يفعل ، فوضع له كرسي فجلس عليه ، ثمّ قال : (( الحمد للّه الذي توحّد في ملكه ، وتفرّد في ربوبيته ، يؤتي الملك مَنْ يشاء ، وينزعه عمّن يشاء ، والحمد للّه الذي أكرم بنا مؤمنكم ، وأخرج من الشرك أوّلكم ، وحقن دماء آخركم ، فبلاؤنا عندكم قديماً وحديثاً أحسن البلاء ، إن شكرتم أو كفرتم

أيّها الناس ، إنّ ربّ علي كان أعلم بعلي حين قبضه إليه ، وقد اختصه بفضل لم تعتادوا مثله ، ولم تجدوا سابقته ، فهيهات هيهات ! طالما قلبتم له الأمور حتى أعلاه اللّه عليكم وهو صاحبكم ، وعدوّكم في بدر وأخواتها ، جرّعكم رنقاً ، وسقاكم علقاً ، وأذلّ رقابكم ، وأشرقكم بريقكم ، فلستم بملومين على بغضه ، وأيم اللّه لا ترى أُمّة محمد خفضاً ما كان سادتهم وقادتهم في بني أُميّة ، ولقد وجّه اللّه إليكم فتنة لن تصدروا عنها حتى تهلكوا ؛ لطاعتكم طواغيتكم ، وانضوائكم إلى شياطينكم ، فعند اللّه احتسب ما مضى وما يُنتظر من سوء دعتكم ، وحيف حكمكم ))(٨)

٥٠

يقول أبو الفرج : لمّا أراد معاوية البيعة لابنه يزيد فلم يكن عليه شي‏ء أثقل من أمر الحسن بن علي وسعد بن أبي وقّاص فدسّ إليهما سمّاً فماتا

استشهد الإمام الحسن (عليه السّلام) في ربيع الأوّل عام تسعة وأربعين ، وحمل الإمام الحسين (عليه السّلام) عب‏ء مواجهة الأمويين طوال هذه المرحلة حتى استشهاده(عليه السّلام) في واقعة كربلاء

وكما أسلفنا كانت هذه المرحلة مرحلة مواجهة (غير مسلحة) ، وهي كلمة غير دقيقة ، وإلاّ فبماذا نصف قتل حجر بن عدي وعمرو بن الحمق الخزاعي وأصحابهما ، ومئات غيرهم ممّن لم تشتهر أسماؤهم على يد شرطة معاوية وزياد وابن زياد وسمرة بن جندب وغيرهم

وإذا قلنا غير مسلحة فإنّنا نعني عدم حدوث معارك كبرى فقط

كانت هذه المرحلة التي امتدّت من عام تسع وأربعين حتى هلاك الطاغية مرحلة تسابق

إنّ الطاغية يحاول تكريس نهج الدولة الأُموية وتحويله إلى قدر أبدي (وهو ما نجح في بعضه) ، والإمام الحسين (عليه السّلام) يحاول إحياء موات هذه الأُمّة وردّهم إلى الدين الصحيح ، دين محمد وعلي

٤ ـ محاولة تحويل (النهج الأُموي) إلى قدر أبدي

نفّذ معاوية سياسة واضحة المعالم ، من أبرز معالمها :

٥١

ا ـ لعن آل البيت (عليهم السّلام) ، وخاصة إمام الأئمّة علي بن أبي طالب (عليه السّلام) على منابر الأُمّة ، صباح مساء

ب ـ العمل على رفع مكانة مناوئي أهل البيت ومنافسيهم باختلاق الروايات المنسوبة إلى رسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله)

ج ـ القضاء على خطوط الدفاع بقتل رجال الشيعة واغتيالهم ، مثل حجر وعمرو بن الحمق كما أسلفنا ، بل وحتى قتل أيّ معارض آخر له وزن وإن لم يكن من شيعة أهل البيت (عليهم السّلام) ، ومثال ذلك : سعد بن أبي وقّاص وعبد الرحمن بن خالد بن الوليد

د ـ استعمال سياسة الرشوة وإفساد الذمم لاستماله مَنْ تبقّى

وهذه السياسات نفسها هي التي بدا بها تمدّده السرطاني في جسد الأُمّة

٥ ـ امتداد المُلك يزيد ولّي عهد

أراد ابن آكلة الأكباد أن يمهّد الأمر ليزيد ابنه ؛ ليمتدّ المُلك في عقبه حتى قيام الساعة

ومَنْ يتتبّع أخبار الرواة في هذا الصدد يجد تبايناً ، فمن قائل يقول : إنّ هذا الأمر كان بمبادرة من المغيرة بن شعبة ليمدّ له معاوية في ولايته على الكوفة ، ومن قائل يقول : إنّ هذا كان بأمر من معاوية ، واتفاق مع الضحّاك بن قيس

وما أعتقده أنّ هذه أمور واحدة ؛ كلّ المنافقين يعلمون رغبة سيّدهم ، والكلّ يتبارى في اختيار الأُسلوب الملائم للتنفيذ ، ولا بأس بإيراد بعض النماذج التي توضّح طبيعة المُلك الأُموي وسياسته :

٥٢

أوفد المغيرة بن شعبة عشرة من شيعة بني أُميّة إلى معاوية ليطالبوا ببيعة يزيد ، وعليهم موسى بن المغيرة ، فقال معاوية : لا تعجلوا بإظهار هذا ، وكونوا على رأيكم

ثمّ قال لموسى : بكم اشترى أبوك هؤلاء من دينهم ؟

قال : بثلاثين ألفاً

قال : لقد هان عليهم دينهم

لمّا اجتمعت عند معاوية وفود الأمصار بدمشق بإحضار منه ، دعا الضحّاك بن قيس ، فقال له : إذا جلست على المنبر ، وفرغت من بعض موعظتي وكلامي فاستأذنّي للقيام ، فإذا أذنت لك فاحمد اللّه تعالى ، واذكر يزيد ، وقل فيه الذي يحقّ له عليك من حسن الثناء عليه ، ثمّ ادعني إلى توليته من بعدي ؛ فإنّي قد رأيت وأجمعت على توليته ، فأسأل اللّه في ذلك وفي غيره الخيرة وحسن القضاء

ثمّ دعا عدّة رجال فأمرهم أن يقوموا إذا فرغ الضحّاك ، وأن يصدّقوا قوله ، ويدعو إلى يزيد

ثمّ خطب معاوية فتكلّم القوم بعده على ما يروقه من الدعوة إلى يزيد ، فقال معاوية : أين الأحنف ؟ فأجابه ، قال : ألا تتكلّم ؟

٥٣

فقام الأحنف ، فحمد اللّه وأثنى عليه ، وقال بعد مقدّمة : إنّ أهل الحجاز وأهل العراق لا يرضون بهذا ، ولا يبايعون ليزيد ما كان الحسن حيّاً

فغضب الضحّاك وردّ غاضباً : ما للحسن وذوي الحسن في سلطان اللّه الذي استخلف به معاوية في أرضه ؟ هيهات ! ولا تورث الخلافة عن كلالة ولا يحجب غير الذكر العصبة ، فوطّنوا أنفسكم يا أهل العراق على المناصحة لإمامكم وكاتب نبيّكم وصهره ، يسلم لكم العاجل وتربحوا من الآجل

ثمّ قام الأحنف بن قيس فحمد اللّه وأثنى عليه فقال : قد علمت أنّك لم تفتح العراق عنوة ، ولم تظهر عليها قصعاً ، ولكنّك أعطيت الحسن بن علي من عهود اللّه ما قد علمت ليكون له الأمر بعدك(٩)

أمّا عبد الرحمن بن خالد بن الوليد ، وكان من خواص أصحاب معاوية فقد لقى حتفه مسموماً حيث حدّثته نفسه بالسلطة والإمارة بدلاً من يزيد

جاء في تاريخ الطبري : إنّ عبد الرحمن بن خالد بن الوليد كان قد عظم شأنه بالشام ، أو مال إليه أهلها لِما كان عندهم من آثار أبيه خالد بن الوليد ، ولغنائه عن المسلمين في أرض الروم وبأسه حتى خافه معاوية وخشي على نفسه منه ؛ لميل الناس إليه ، فأمر ابن آثال أن يحتال في قتله وضمن له إن هو فعل ذلك أن يضع عنه خراجه ما عاش ، وأن يولّيه جباية خراج حمص

فلمّا قدم عبد الرحمن بن خالد لحمص منصرفاً من بلاد الروم دسّ إليه ابن آثال شربة مسمومة مع بعض مماليكه فشربها فمات بحمص(١٠)

٥٤

ويحكي لنا التاريخ صورة أُخرى من مشاورات معاوية في خلافة يزيد ، ومن بينها كلمات ذلك الأحمق الذي قام فقال : هذا أمير المؤمنين ـ وأشار إلى معاوية ـ فإن هلك فهذا ـ وأشار إلى يزيد ـ ومَنْ أبى فهذا ـ وأشار إلى سيفه ـ قال معاوية : اجلس فأنت سيّد الخطباء(١١)

لم يكن عبد الرحمن بن خالد وحده هو الذي طمع في الخلافة بعد معاوية ، فهناك سعيد بن عثمان بن عفان الذي وجد له أنصاراً من أهل المدينة يقولون : واللّه لا ينالها يزيد حتى يعضّ هامة الحديد ، إنّ الأمير بعده سعيد ، ولكن كان أمره هيّناً ؛ حيث خرج من حلبة المنافسة راضياً بولاية خراسان(١٢)

من الواضح أنّ الصراع السياسي كان دائراً على أشدّه حول قضية خلافة معاوية ، وقد هدّدت هذه القضية الصف الأُموي بالتفكّك والانهيار ، وإنّ الخلافة اليزيدية لم تكن أمراً مستقراً حتى في داخل البيت الأُموي نفسه ؛ حتى إنّ معاوية اضطر لتأجيل إعلان هذا الأمر إلى ما بعد هلاك زياد ، وإنّ مروان بن الحكم والي معاوية على المدينة عارض هذا الأمر بشدّة ؛ ممّا اضطر معاوية إلى إعفائه من منصبه

ويمكننا أن نرجع هذه المعارضة الداخلية لعدّة أسباب منها :

أ ـ إنّ انتقال السلطة إلى يزيد من طريق ولاية العهد كان اقتباساً من النظام السياسي البيزنط‏ي الذي لم يعرفه العرب في سابق تاريخهم ، ولعلّ قرب موقع معاوية من دولة الروم كان مصدر معرفته بهذا النظام الملكي الإمبراطوري الذي صار هو النظام السياسي في الأُمّة الإسلامية في ما بعد

ب ـ إنّ هذا الأسلوب كان إهداراً لنظام الشورى الذي توهّم المسلمون أنّه القانون الأساسي للمسلمين

٥٥

والواقع أنّ الشورى لم تكن قد مورست بصورة جيّدة في الحقب السابقة ممّا يسمح باستقرار معالمها وأساليب ممارستها

فإن يأتي معاوية لينقل المداراة إلى ديكتاتورية صريحة كان هذا أمراً ثقيلاً على كثيرين ، وخاصّة على أولئك الذين توهّموا أنّهم أهل الحل والعقد ، ولم يكن معاوية ليبقى على نفوذهم ولا على وجودهم نفسه إذا تعارض ذلك مع رغباته السلطوية الجامحة

ج ـ صفات يزيد الشخصية وافتقاده الحدّ الأدنى من المقوّمات جعلت زياداً ـ وهو مَنْ هو في بغيه وعدوانه ونسبه ـ كارهاً لبيعته وإمارته قائلاً : ويزيد صاحب رسلة وتهاون مع ما قد أولع به من الصيد(١٣) ، وكتب إلى معاوية يأمره بالتؤدة(١٤) وألاّ يعجل

لم تستعصِ الأغلبية على معاوية ولا على أساليبه ؛ فهناك المتطوّعون السابقون إلى مرضاة الطواغيت ، مثل الضحّاك بن قيس ، والمغيرة بن شعبة ، وسمرة بن جندب ، ولا بأس هنا بأن نورد بعضاً من منجزات سمرة ، هذا (الصحابي) الذي استخلفه زياد على الكوفة ثمّ عاد إليه فوجده قد قتل ثمانية آلاف من الناس ، فقال له : هل تخاف أن تكون قد قتلت أحداً بريئاً ؟

قال : لو قتلت إليهم مثلهم ما خشيت

أو كما قال ، وعن أبي سوار العدوي قال : قتل سمرة من قومي في غداة سبعة وأربعين رجلاً كلّهم قد جمع القرآن(١٥)

ثمّ عزله معاوية فقال سمرة : لعن اللّه معاوية ؛ واللّه لو أطعت اللّه كما أطعت معاوية ما عذّبني أبداً(١٦)

٥٦

لقد أجاد معاوية سياسة (فرّق تسد) ، فلمّا أحسّ أنّ رجالات المدينة يمتنعون من بيعة يزيد راسلهم أوّلاً ، ثمّ ذهب إليهم بنفسه في عام خمسين للهجرة ، مستخدماً سياسة المخادعة ، عازفاً على أوتار النفوس ومكامن الأهواء ، عالماً أنّ الأُمّة التي أسلمت علياً والحسن لن تجتمع كلمتها خلف الحسين (عليه السّلام) ، ومن ثمّ فإنّ المطلوب هو كسب الوقت وتفتيت المعارضة ، وضرب الناس بعضهم ببعض ؛ حتى يصل المُلك إلى يزيد غنيمة باردة

٥٧

الفصل الثالث

الثورة الحسينية : النهوض بمهمّة حفظ الدين

كانت للحسين بن علي (عليه السّلام) وهو الإمام المنصوب من السماء خطّته ، وهي خطّة تهدف إلى انتصار الحقّ وإبقائه حيّاً متوهّجاً

كان الحسين (عليه السّلام) عالماً بأنّ شجرة الحق لكي تنبت أغصاناً تبقى مدى القرون ، ولكي تضرب جذورها في عمق الأرض فتقضى على جذور الشجرة الخبيثة ، لا بدّ لها من أن تُروّى بدماء الحسين وعترته الطاهرة ؛ كي يعلم الجميع إلى قيام الساعة أنّ أئمّة أهل البيت (عليهم السّلام) هم قادة السيف والعلم والزهد ، وأنّ دماءهم رخيصة في مرضاة اللّه ، والإمام الحسين (عليه السّلام) هو القاتل : ( إذا كان دين جدّي لا يستقيم إلاّ بقتلي فيا سيوف خذيني )

لم يكن بنو أُميّة يفهمون هذا ، ولا يملكون القدرة حتى على الاقتراب من فهمه ؛ الحياة عندهم متعة وخداع وقتل وسفك دماء ، وصولاً إلى أهداف حيوانية يتمّ تغليفها بعد هذا بشعارات دينية ، ولا مانع لديهم أن يصعد إلى المنبر مَنْ يحدّث الناس عن الدين والزهد ، ويفاخر بصحبته لرسول اللّه (صلّى اللّه عليه وآله) طالما أنّه ينهي الخطبة بلعن إمام الهدى علي بن أبي طالب ، فأيّ دين هذا ؟!

وقد أسلفنا في قصّة حجر بن عدي وأسباب مقتله ، وقد امتلأت كتب الروايات بهذه القصّة الفاجرة : (ما لكَ ألاّ تسبّ أبا تراب؟) ، ولمّا أُبطل السبّ يوماً قال قائلهم : (لا صلاة إلاّ بلعن أبي تراب)

٥٨

لم يكن هناك نفوذ غربي ولا شرقي آنئذٍ ، ولا كانت القارة الأمريكية قد اكتُشفت يومها حتى تبرّر لنا هذه الحالة المزرية بالقول بأنّ معاوية كان عميلاً أمريكياً ، أو أنّ هذا مخطّط صهيوني

إنّهم يقولون عنه : إنّه كاتب الوحي ، وخال المؤمنين ، ومؤسس الدولة الإسلامية يقولون أيّ شي‏ء إلاّ الحقيقة التي قلنا طرفاً منها هنا ، وسنقولها يوماً ما إن شاء اللّه بمزيد من التفصيل

١ـ نهج الثورة الحسينية ‏والقول الفصل

الآن وفي هذه اللحظات ، وعلى وجه التحديد ، ومنذ استشهاد الإمام الحسن (عليه السّلام) ، ومحاولة أخذ البيعة ليزيد ، بدأت الثورة الحسينية واستمرت حتى كان عرس الدم في كربلاء عام واحد وستين

أيضاً لا بدّ أن نؤكّد على حقيقة أنّ أئمّة أهل البيت (عليهم السّلام) لم تكن ميزتهم الوحيدة أنّهم أقدر من غيرهم على فهم حقائق الإسلام والنطق بها ، وإنّما كانوا هم الأقدر من غيرهم على تجسيد هذه المفاهيم وتحويلها إلى واقع وإلى تطبيق ونموذج في وقت كثر فيه المتكلّمون وقلّ فيه الفاعلون

ولنتأمّل هذه الرواية التي أوردها أصحاب الصحاح ، وننقلها عن النسائي في كتابه (خصائص الإمام علي) : (( إنّ منكم مَنْ يُقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت أنا على تنزيله ))

قالوا : مَنْ يا رسول اللّه ؟

قال : (( هذا ـ وأشار إلى علي عليه السّلام ـ ))

نعم ، لقد نزل القرآن على رسول اللّه (صلّى الله عليه وآله) ، وبلّغه للأُمّة كاملاً غير منقوص ، مشفوعاً بسنته (صلّى الله عليه وآله) ، وبقي باب التطبيق مفتوحاً بتطوّر الحوادث والأيام من خلال إقامة المجتمع المسلم ومعايشته لكثير من المستجدّات

٥٩

فقط أئمّة أهل البيت (عليهم السّلام) كانوا وحدهم قادرين على الفعل الصحيح في كلّ موقف ، لا في موقف دون موقف ، كما قال عنهم رسولنا الأكرم (صلّى الله عليه وآله) ورواه أصحاب الصحاح : (( إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به بعدي لن تضلّوا أبداً ؛ كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ))

إنّهم حملة النصّ الصحيح والتطبيق الصحيح ، وما أحوجنا إليهم وإلى نهجهم (سلام اللّه عليهم)

وما أحوج الأُمّة وسط هذا الظلام الأُموي ، وهذه الفتنة العمياء إلى موقف حسيني يبدّد الظلمات موقف حسيني لا يتحدّث عن الحقّ وإنّما يفعله ، ولا يفعله فعلاً يراه بعض الناس ويغفل عنه بعضهم الآخر ، وإنّما يفعله فعلاً يبقى مسطوراً ومحفوراً في عمق الأرض وفي عمق الوجدان البشري

ما أحوج الأُمّة الإسلامية والبشرية كلّها إلى هذا النور المتوهّج لتبقى شمس الحسين تهدي الحائرين ، وتدلّ السائلين على الحدود الفاصلة بين الحقّ والباطل ، بين مرضاة اللّه وسخطه

هكذا كانت ثورة الحسين (عليه السّلام)

٦٠

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

[ ٦٥ ٩٨ ] ٧ - محمّد بن علي بن الحسين بإسناده عن حمّاد بن عمرو، وأنس بن محمّد، عن أبيه، عن جعفر بن محمّد، عن آبائه( عليهم‌السلام ) - في وصية النبي لعلي -( عليه‌السلام ) قال: يا علي، العيش في ثلاثة: دار قوراء(١) ، وجارية حسناء وفرس قباء.

قال الصدوق: سمعت رجلاً من أهل اللغة يقول: الفرس القبّاء: الضامرة البطن.

[ ٦٥ ٩٩ ] ٨ - وفي( الخصال ): عن الخليل بن أحمد، عن ابن خزيمة، عن أبي موسى، عن الضحّاك بن مخلّد، عن سفيان، عن حبيب(٢) عن جميل، عن نافع بن عبد الحارث قال: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) : من سعادة المسلم سعة المسكن، والجار الصالح، والمركب الهنيء.

[ ٦٦ ٠٠ ] ٩ - أحمد بن أبي عبد الله في( المحاسن ): عن أبان بن عثمان، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) : من سعادة المرء أن يتّسع منزله.

[ ٦٦ ٠١ ] ١٠ - وعن علي بن محمّد، عن محمّد بن سماعة، عن محمّد بن مروان، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: من سعادة الرجل سعة منزله.

[ ٦٦ ٠٢ ] ١١ - وعن أبيه مرسلاً عن أبي عبد الله،( عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ): من سعادة المرء المسلم المسكن الواسع.

____________________

٧ - الفقيه ٤: ٢٦١.

(١) القوراء: الواسعة( لسان العرب ٥: ١٢٢ ).

٨ - الخصال: ١٨٣ / ٢٥٢.

(٢) كذا في المصدر وهو ظاهر الاصل، ويحتمل رسمه ان يكون( جندب ).

٩ - المحاسن: ٦١٠ / ١٩.

١٠ - المحاسن: ٦١٠ / ٢١.

١١ - المحاسن: ٦١١ / ٢٢.

٣٠١

[ ٦٦ ٠٣ ] ١٢ - وعن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) عن آبائه، عن النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) ، مثله.

[ ٦٦ ٠٤ ] ١٣ - وعن نوح بن شعيب، عن سعيد بن جناح، عن نصر الكوسج، عن مطرف مولى معن، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: للمؤمن راحة في سعة المنزل.

أقول: ويأتي ما يدل على ذلك(١) .

٢ - باب كراهة ضيق المنزل واستحباب تحول الإِنسان عن المنزل الضيق وإن كان أحدثه أبوه

[ ٦٦ ٠٥ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن معمر بن خلاّد قال: إنّ أبا الحسن( عليه‌السلام ) اشترى داراً وأمر مولى له أن يتحوّل إليها، وقال: إنّ منزلك ضيّق، فقال: قد أحدث هذه الدار أبي، فقال أبو الحسن( عليه‌السلام ) : إن كان أبوك أحمق ينبغي أن تكون مثله.

[ ٦٦ ٠٦ ] ٢ - وعن أبي علي الأشعري، عن محمّد بن عبد الجبّار، عن محمّد بن إسماعيل، عن إبراهيم بن أبي البلاد، عن علي بن أبي المغيرة، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: من شقاء العيش ضيق المنزل.

ورواه البرقي في( المحاسن) عن محمّد بن إسماعيل، مثله (٢) .

____________________

١٢ - المحاسن: ٦١١ / ٢٢.

١٣ - المحاسن: ٦١١ / ٢٣.

(١) يأتي في الباب ٢ من هذه الأبواب.

الباب ٢

فيه ٣ أحاديث

١ - الكافي ٦: ٥٢٥ / ٢، والمحاسن: ٦١١، وأورد صدره في الحديث ١ من الباب ١ من أبواب السكنى والحبيس.

٢ - الكافي ٦: ٥٢٦ / ٦.

(٢) المحاسن: ٦١١ / ٢٨.

٣٠٢

وعن يحيى بن إبراهيم بن أبي البلاد، عن أبيه، مثله(١) ، والذي قبله عن محمّد بن عيسى، عن معمر بن خلاد، مثله.

[ ٦٦ ٠٧ ] ٣ - محمّد بن علي بن الحسين في( معاني الأخبار) عن أبيه، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن عبد الله بن ميمون، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) : الشوم في ثلاثة أشياء: في الدابة، والمرأة، والدار، فأمّا المرأة فشومها غلاء مهرها وعسر ولادتها، وأمّا الدابة فشومها كثرة عللها وسوء خلقها، وأمّا الدار فشومها ضيقها وخبث جيرانها.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(٢) . ويأتي ما يدلّ عليه في المهمور وغير ذلك(٣) .

٣ - باب عدم جواز نقش البيت بالتماثيل والصور ذوات الأرواح خاصّة، وكراهة غيرها وعدم جواز اللعب بها

[ ٦٦ ٠٨ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن خالد، والحسين بن سعيد، عن القاسم بن محمّد الجوهري، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ): أتاني جبرئيل وقال: يا محمّد، إنّ ربّك يقرئك السلام وينهى عن تزويق البيوت.

قال أبو بصير: فقلت: وما تزويق البيوت ؟ فقال: تصاوير التماثيل.

____________________

(١) المحاسن: ٦١١ / ٢٨.

٣ - معاني الأخبار: ١٥٢ / ٢، أورده بتمامه في الحديث ١٠ من الباب ٥ من أبواب المهور.

(٢) تقدم في الباب ١ من هذه الأبواب.

(٣) يأتي في الباب ٥ من أبواب المهور.

الباب ٣

فيه ١٧ حديثاً

١ - الكافي ٦: ٥٢٦ / ١.

٣٠٣

ورواه البرقي في( المحاسن) عن أبيه، عن عثمان بن عيسى، عن سماعة، عن أبي بصير، مثله (١) .

[ ٦٦ ٠٩ ] ٢ - وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن رجل، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: من مثل تمثالاً كلّف يوم القيامة أن ينفخ فيه الروح.

ورواه البرقي في( المحاسن) عن أبيه، عن ابن أبي عمير، مثله (٢) .

[ ٦٦ ١٠ ] ٣ - وعنه، عن أبيه، عن محمّد بن أبي عمير، عن المثنّى، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) أنّ علياً( عليه‌السلام ) كره الصور في البيوت.

ورواه البرقي في( المحاسن) عن أبيه، عن محمّد بن أبي عمير، عن المثنّى، وعن محمّد بن علي، عن ابن فضّال، عن المثنّى، مثله (٣) .

[ ٦٦ ١١ ] ٤ - وعن محمّد بن يحيى، عن أحمد وعبد الله ابني محمّد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن أبان بن عثمان، عن أبي العبّاس، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) في قول الله عزّ وجلّ:( يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ ) (٤) فقال: والله ما هي تماثيل الرجال والنساء، ولكنّها الشجر وشبهه.

ورواه البرقي في( المحاسن) عن علي بن الحكم، مثله (٥) .

____________________

(١) المحاسن: ٦١٤ / ٣٧.

٢ - الكافي ٦: ٥٢٧ / ٤.

(٢) المحاسن: ٦١٥ / ٤٢.

٣ - الكافي ٦: ٥٢٧ / ٥.

(٣) المحاسن: ٦١٦ / ٤٥.

٤ - الكافي ٦: ٥٢٧ / ٧.

(٤) سبأ ٣٤: ١٣.

(٥) المحاسن: ٦١٨ / ٥٣.

٣٠٤

[ ٦٦ ١٢ ] ٥ - وعن أبي علي الأشعري، عن أحمد بن محمّد، وعن حميد بن زياد، عن الحسن بن محمّد بن سماعة جميعاً، عن أحمد بن الحسن الميثمي، عن أبان بن عثمان، عن الحسين بن المنذر قال: قال أبو عبد الله( عليه‌السلام ) : ثلاثة معذّبون يوم القيامة: رجل كذب في رؤيا يكلّف أن يعقد بين شعيرتين وليس بعاقد بينهما، ورجل صوّر تماثيل يكلّف أن ينفخ فيها وليس بنافخ.

ورواه البرقي في( المحاسن ): عن محسن بن أحمد، عن أبان بن عثمان، مثله(١) .

[ ٦٦ ١٣ ] ٦ - وعن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن داود بن الحصين، عن الفضل أبي العبّاس قال: قلت لأبي جعفر( عليه‌السلام ) قول الله عزّ وجلّ:( يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالجَوَابِ ) (٢) قال: ما هي تماثيل الرجال والنساء، ولكنها تماثيل الشجر وشبهه.

[ ٦٦ ١٤ ] ٧ - وعنهم، عن سهل، عن جعفر بن محمّد الأشعري، عن ابن القدّاح، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) : بعثني رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) في هدم القبور وكسر الصور.

____________________

٥ - الكافي ٦: ٥٢٨ / ١٠.

(١) المحاسن: ٦١٦ / ٤٤.

٦ - الكافي ٦: ٥٢٧ / ٧ أخرجه عنه وعن المحاسن بسند آخر في الحديث ١ من الباب ٩٤ من أبواب ما يكتسب به.

(٢) سبأ ٣٤: ١٣.

٧ - الكافي ٦: ٥٢٨ / ١١، أورده في الحديث ٦ من الباب ٤٤ من أبواب الدفن.

٣٠٥

ورواه البرقي في( المحاسن) عن جعفر بن محمّد الأشعري، مثله (١) .

[ ٦٦ ١٥ ] ٨ - وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: قال أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) : بعثني رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) إلى المدينة فقال: لا تدع صورة إلّا محوتها، ولا قبراً إلّا سوّيته، ولا كلباً إلّا قتلته.

ورواه البرقي في( المحاسن) عن النوفلي، مثله (٢) .

[ ٦٦ ١٦ ] ٩ - محمّد بن الحسن بإسناده عن الحسين بن سعيد، عن النضر بن سويد، عن القاسم بن سليمان، عن جراح المدائني، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: لا تبنوا على القبور ولا تصوّروا سقوف البيوت فإنّ رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) كره ذلك.

أحمد بن محمّد البرقي في( المحاسن) عن أبيه، عن النضر بن سويد، مثله (٣) .

وعن يوسف بن عقيل، عن محمّد بن قيس، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) ، مثله(٤) .

[ ٦٦ ١٧ ] ١٠ - وعن أبيه، عن ابن سنان، عن أبي الجارود، عن الأصبغ بن نباتة، عن أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) قال: من جدّد قبراً أو مثّل مثالاً فقد خرج من الإِسلام.

ورواه الشيخ والصدوق كما مرّ(٥) .

____________________

(١) المحاسن: ٦١٤ / ٣٥.

٨ - الكافي ٦: ٥٢٨ / ١٤، أورده في الحديث ٢ من الباب ٤٣ من أبواب الدفن.

(٢) المحاسن: ٦١٣ / ٣٤.

٩ - التهذيب ١: ٤٦١ / ١٥٠٥، أورده في الحديث ٣ من الباب ٤٤ من أبواب الدفن.

(٣) المحاسن: ٦١٢ / ٣٢.

(٤) المحاسن: ٦١٢ / ذيل حديث ٣٢.

١٠ - المحاسن: ٦١٢ / ٣٣.

(٥) مر في الحديث ١ من الباب ٤٣ من أبواب الدفن.

٣٠٦

[ ٦٦ ١٨ ] ١١ - وعن أبيه، عن القاسم بن محمّد، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) : أتاني جبرئيل فقال: يا محمّد، إنّ ربّك ينهى عن التماثيل.

[ ٦٦ ١٩ ] ١٢ - وعن( محمّد بن علي، عن أبي جميلة) (١) ، عن سعد بن طريف، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: إنّ الذين يؤذون الله ورسوله هم المصوّرون يكلّفون يوم القيامة أن ينفخوا فيها الروح.

[ ٦٦ ٢٠ ] ١٣ - وعن علي بن الحكم، ومحسن بن أحمد جميعاً، عن أبان الأحمر، عن يحيى بن أبي العلاء، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) أنّه كره الصور في البيوت.

[ ٦٦ ٢١ ] ١٤ - وعن ابن العرزمي، عن حاتم بن إسماعيل، عن جعفر، عن أبيه أنّ علياً كان يكره الصورة في البيوت.

[ ٦٦ ٢٢ ] ١٥ - وعن موسى بن قاسم، عن علي بن جعفر، عن أخيه موسى( عليه‌السلام ) أنه سأل أباه عن التماثيل ؟ فقال: لا يصلح أن يلعب بها.

[ ٦٦ ٢٣ ] ١٦ - وعن أبيه، عمّن ذكره، عن مثنّى رفعه قال: التماثيل لا يصلح أن يلعب بها.

[ ٦٦ ٢٤ ] ١٧ - وعن أبيه، عن حمّاد بن عيسى، عن حريز بن عبد الله، عن

____________________

١١ - المحاسن: ٦١٤ / ٣٦.

١٢ - المحاسن: ٦١٦ / ٤٣.

(١) في المصدر: محمّد بن علي أبي جميلة.

١٣ - المحاسن: ٦١٧ / ٤٦.

١٤ - المحاسن: ٦١٧ / ٤٧.

١٥ - المحاسن: ٦١٨ / ٥٢.

١٦ - المحاسن: ٦١٨ / ٥١.

١٧ - المحاسن: ٦١٩ / ٥٤.

٣٠٧

محمّد بن مسلم قال: سألت أبا عبد الله( عليه‌السلام ) عن تماثيل الشجر والشمس والقمر ؟ فقال: لا بأس ما لم يكن شيئاً من الحيوان.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك في لباس المصلّي وفي مكان المصلّي وفي الدفن وغير ذلك(١) ، ويأتي ما يدلّ عليه هنا وفي التجارة، إن شاء الله(٢) .

٤ - باب جواز ابقاء التماثيل التي توطأ أو تغيّر أو تغطى أو تكون للنساء

[ ٦٦ ٢٥ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن إسماعيل بن مهران، عن عبد الله بن المغيرة قال: سمعت الرضا( عليه‌السلام ) يقول: قال قائل لأبي جعفر( عليه‌السلام ) : يجلس الرجل على بساط فيه تماثيل ؟ فقال: الأعاجم تعظّمه وإنا لنمتهنه.

[ ٦٦ ٢٦ ] ٢ - وعنهم، عن أحمد، عن عثمان بن عيسى، عن سماعة، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: سألته عن الوسادة والبساط يكون فيه التماثيل ؟ فقال: لا بأس به يكون في البيت، قلت، التماثيل ؟ فقال: كلّ شيء يوطأ فلا بأس به.

[ ٦٦ ٢٧ ] ٣ - وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن جميل بن درّاج، عن زرارة بن أعين، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: لا بأس بأن تكون التماثيل في البيوت إذا غيّرت رؤوسها منها وترك ما سوى ذلك.

____________________

(١) تقدم ما يدل على ذلك في الباب ٤٥ من أبواب لباس المصلي، والباب ٣٢ من أبواب مكان المصلي، وتقدم في الباب ٤٤ من أبواب الدفن.

(٢) يأتي ما يدل عليه في الباب ٤ وفي الباب ٩٤ من أبواب ما يكتسب به.

الباب ٤

فيه ٨ أحاديث

١ - الكافي ٦: ٤٧٧ / ٧.

٢ - الكافي ٦: ٥٢٧ / ٦.

٣ - الكافي ٦: ٥٢٧ / ٨.

٣٠٨

ورواه البرقي في( المحاسن ): عن الحسن بن محبوب، عن العلاء بن رزين، عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) ، مثله(١) .

[ ٦٦ ٢٨ ] ٤ - وعنه، عن صالح بن السندي، عن جعفر بن بشير، عمّن ذكره، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: كانت لعلي بن الحسين( عليه‌السلام ) وسائد وأنماط فيما تماثيل يجلس عليها.

[ ٦٦ ٢٩ ] ٥ - وعن أبي علي الأشعري، عن محمّد بن سالم، عن أحمد بن النضر، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن عبد الله بن يحيى الكندي، عن أبيه وكان صاحب مطهرة أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) : قال: جبرئيل: إنّا لا ندخل بيتاً فيه تمثال لا يوطأ، الحديث مختصر.

[ ٦٦ ٣٠ ] ٦ - أحمد بن محمّد البرقي في( المحاسن) عن أبيه، عن فضالة بن أيّوب، وصفوان جميعاً، عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: قال له رجل: رحمك الله ما هذه التماثيل التي أراها في بيوتكم ؟ فقال: هذا للنساء أو بيوت النساء.

وعن ابن محبوب، عن العلاء، عن محمّد بن مسلم، مثله(٢) .

[ ٦٦ ٣١ ] ٧ - الحسن بن الفضل الطبرسي في( مكارم الأخلاق ): عن الحلبي، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: ربّما قمت أُصلّي وبين يدي وسادة فيها تماثيل طائر فجعلت عليه ثوباً، وقال: قد أهديت إلي طنفسة من الشام فيها

____________________

(١) المحاسن: ٦١٩ / ٥٦.

٤ - الكافي ٦: ٥٧٧ / ٤.

٥ - الكافي ٦: ٥٢٨ / ١٣، أخرجه عن المحاسن في الحديث ٦ من الباب ٣٣ من أبواب مكان المصلي.

٦ - المحاسن: ٦٢١ / ٦١.

(٢) المحاسن: ٦٢١ / ٦١ ذيل الحديث السابق.

٧ - مكارم الأخلاق: ١٣٢.

٣٠٩

تماثيل طائر فأمرت به فغير رأسه فجعل كهيئة الشجر، وقال: إنّ الشيطان أشدّ ما يهمّ بالإِنسان إذا كان وحده.

[ ٦٦ ٣٢ ] ٨ - وعن أبي الحسن( عليه‌السلام ) قال: دخل قوم على أبي جعفر( عليه‌السلام ) وهو على بساط فيه تماثيل فسألوه فقال: أردت أن أُهينه.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(١) .

٥ - باب كراهة رفع بناء البيت أكثر من سبعة أذرع أو ثمانية

[ ٦٦ ٣٣ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن الحكم وغيره، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: إذا كان سمك البيت فوق سبعة أذرع أو قال: ثمانية أذرع كان ما فوق السبع أو الثمان محتضراً، وقال بعضهم: مسكوناً.

ورواه البرقي في( المحاسن) عن أبيه، عن ابن أبي عمير، مثله (٢) .

[ ٦٦ ٣٤ ] ٢ - وعن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن أبيه، عن عبد الله بن الفضل النوفلي، عن زياد بن عمرو الجعفي، عمّن حدثه، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: إنّ الله عزّ وجلّ وكّل ملكاً بالبناء يقول لمن رفع سقفاً ‎ً فوق ثمانية أذرع: أين تريد يا فاسق ؟

[ ٦٦ ٣٥ ] ٣ - وعنهم، عن أحمد، عن محمّد بن علي، عن محمّد بن سنان،

____________________

٨ - مكارم الأخلاق: ١٣٢.

(١) تقدم ما يدل على ذلك في الباب ٤٥ من أبواب لباس المصلي، والباب ٣٢ من أبواب مكان المصلي، ويأتي ما يدل عليه في الباب ٩٤ من أبواب ما يكتسب به.

الباب ٥

فيه ٧ أحاديث

١ - الكافي ٦: ٥٢٩ / ٢.

(٢) المحاسن: ٦٠٩ / ٩.

٢ - الكافي ٦: ٥٢٨ / ١، المحاسن: ٦٠٨ / ٦.

٣ - الكافي ٦: ٥٢٩ / ٥.

٣١٠

عن حمزة بن حمران قال: شكا رجل إلى أبي جعفر( عليه‌السلام ) وقال: أخرجتنا الجنّ عن منازلنا، فقال: اجعلوا سقوف بيوتكم سبعة أذرع واجعلوا الحمام في أكناف الدار، قال الرجل: ففعلنا ذلك فما رأينا شيئاً نكرهه بعد ذلك.

ورواه البرقي في( المحاسن) مثله، وكذا الذي قبله (١) .

[ ٦٦ ٣٦ ] ٤ - وعنهم، عن سهل بن زياد، عن جعفر بن بشير، عن الحسين بن زرارة، عن محمّد بن مسلم قال: قال أبو عبد الله( عليه‌السلام ) : ابن بيتك سبعة أذرع، فما كان بعد ذلك سكنته الشياطين، إنّ الشياطين ليست في السماء ولا في الأرض وإنّما تسكن الهواء.

[ ٦٦ ٣٧ ] ٥ - أحمد بن محمّد البرقي في( المحاسن) عن أبيه، عن محسن بن أحمد، وعلي بن الحكم جميعاً، عن أبان بن عثمان الأحمر، عن الحسن بن السري، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: سمك البيت سبعة أذرع أو ثمانية أذرع فما ذلك فمحتضر.

[ ٦٦ ٣٨ ] ٦ - وعن النوفلي، عن أبيه، عن بعض الصادقين( عليهم‌السلام ) قال: ما رفع من السقف فوق ثمانية أذرع فهو مسكون.

[ ٦٦ ٣٩ ] ٧ - وعن ابن شمّون، عمّن ذكره، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: إذا بنى الرجل فوق ثمانية أذرع نودي: يا أفسق الفاسقين أين تريد ؟!.

أقول: ويأتي ما يدلّ على ذلك(٢) .

____________________

(١) المحاسن: ٦٠٩ / ١٤.

٤ - الكافي ٦: ٥٢٩ / ٦.

٥ - المحاسن: ٦٠٩ / ١٠.

٦ - المحاسن: ٦٠٨ / ٨.

٧ - المحاسن: ٦٠٨ / ٧.

(٢) يأتي ما يدل عليه في الباب ٦، ويأتي ما يدل على استحباب البناء يوم الأحد في الحديث ١ و ٤ من الباب ٦ من أبواب آداب السفر.

٣١١

٦ - باب استحباب كتابة آية الكرسي دوراً على رأس ثمانية أذرع من الجدار إذا زاد ارتفاعه عنها ولو كان مسجداً

[ ٦٦ ٤٠ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن محمّد بن عيسى، وعن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله وسهل بن زياد جميعاً، عن محمّد بن عيسى، عن أبي محمّد الأنصاري، عن أبان بن عثمان، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: شكى إليه رجل عبث أهل الأرض بأهل بيته وبعياله، فقال: كم سقف بيتك ؟ فقال: عشرة أذرع، فقال: أذرع ثمانية أذرع ثمّ اكتب آية الكرسي فيما بين الثمانية إلى العشرة كما تدور، فإن كلّ بيت سمكه أكثر من ثمانية أذرع فهو محتضر تحضره الجنّ تكون فيه تسكنه(١) .

ورواه الصدوق في( الخصال ): عن محمّد بن علي ماجيلويه، عن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن أحمد بن يحيى، عن محمّد بن عيسى، نحوه، إلّا أنّه قال: كم سمك بيتك(٢) .

[ ٦٦ ٤١ ] ٢ - وعنهم، عن سهل، عن علي بن الحكم، ومحسن بن أحمد، عن أبان بن عثمان، عن محمّد بن إسماعيل، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: إذا كان البيت فوق ثمانية أذرع فاكتب في أعلاه(٣) آية الكرسي.

[ ٦٦ ٤٢ ] ٣ - وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن إسماعيل بن مرار وأحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه جميعاً، عن يونس، عمّن ذكره، عن أبي

____________________

الباب ٦

فيه ٤ أحاديث

١ - الكافي ٦: ٥٢٩ / ٣، والمحاسن: ٦٠٩ / ١٥.

(١) في نسخة: مسكنه( هامش المخطوط ).

(٢) الخصال: ٤٠٨ / ٨.

٢ - الكافي ٦: ٥٢٩ / ٧، والمحاسن: ٦٠٩ / ١٢.

(٣) في المحاسن: عليه( هامش المخطوط ).

٣ - الكافي ٦: ٥٢٩ / ٤.

٣١٢

عبدالله( عليه‌السلام ) قال: في سمك البيت إذا رفع فوق ثمانية أذرع كان مسكوناً، فإذا زاد على ثمان فليكتب على رأس الثمان آية الكرسي.

أحمد بن محمّد البرقي في( المحاسن) عن أبيه، عن يونس، مثله (١) .

وعن علي بن الحكم وذكر الذي قبله، وعن محمّد بن عيسى، وذكر الحديث الأوّل.

[ ٦٦ ٤٣ ] ٤ - وعن محمّد بن إسماعيل، عن عبد الرحمان بن أبي هاشم، عن أبي خديجة قال: رأيت مكتوباً في بيت أبي عبد الله( عليه‌السلام ) آية الكرسي قد أُديرت بالبيت، ورأيت في قبلة مسجده مكتوباً آية الكرسي.

٧ - باب استحباب تحجير السطوح وكراهة المبيت على سطح وحده وعلى سطح غير محجّر رجلاً كان أو امرأة وأقلّه ذراعان وذراع وشبر من الجوانب الأربع

[ ٦٦ ٤٤ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن محمّد بن أبي حمزة، وغيره، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) في السطح يبات عليه غير محجور، قال: يجزيه أن يكون مقدار ارتفاع الحائط ذراعين.

[ ٦٦ ٤٥ ] ٢ - وعنه، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن الحكم، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: نهى رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) أن يبات على سطح غير محجّر.

____________________

(١) المحاسن: ٦٠٩ / ١١.

٤ - المحاسن: ٦٠٩ / ١٣.

الباب ٧

فيه ٨ أحاديث

١ - الكافي ٦: ٥٣٠ / ٥، والمحاسن: ٦٢٢ / ٦٦.

٢ - الكافي ٦: ٥٣٠ / ١، والمحاسن: ٦٢٢ / ٦٣.

٣١٣

[ ٦٦ ٤٦ ] ٣ - وعنه، عن أبيه، عن صفوان بن يحيى، عن عيص بن القاسم قال: سألت أبا عبد الله( عليه‌السلام ) عن السطح، ينام عليه بغير حجرة ؟ قال: نهى رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) عن ذلك، فسألته عن ثلاثة حيطان ؟ فقال: لا، إلّا أربعة، قلت: كم طول الحائط ؟ قال: أقصره ذراع وشبر.

[ ٦٦ ٤٧ ] ٤ - وعن أبي علي الأشعري، عن محمّد بن عبد الجبّار، عن علي بن إسحاق، عن سهل بن اليسع، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) : من بات على سطح غير محجّر فأصابه شيء فلا يلومنّ إلّا نفسه.

[ ٦٦ ٤٨ ] ٥ - وعنه، عن ابن عبد الجبّار، عن الحجّال، عن عبد الله بن بكير، عن محمّد بن مسلم، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) أنّه كره أن يبيت الرجل على سطح ليست عليه حجرة، والرجل والمرأة في ذلك سواء.

[ ٦٦ ٤٩ ] ٦ - وعن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن ابن فضّال، عن ابن بكير، عن محمّد بن مسلم، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) أنه كره البيتوتة للرجل على سطح وحده، أو على سطح ليس عليه حجرة، والرجل والمرأة فيه بمنزلة.

وروى البرقي في( المحاسن) الحديث الأوّل عن ابن فضّال، عن أبي أحمد يعني ابن أبي عمير، والثاني عن أبيه، عن ابن أبي عمير، والثالث عن أبيه، عن صفوان، والرابع عن ابن فضّال، عن علي بن إسحاق، والخامس عن محمّد بن علي، عن الحجّال، عن ابن فضّال، عن ابن بكير، والسادس عن ابن فضّال، مثله.

____________________

٣ - الكافي ٦: ٥٣٠ / ٦، والمحاسن: ٦٢١ / ٦٢.

٤ - الكافي ٦: ٥٣٠ / ٢، والمحاسن: ٦٢٢ / ٦٧.

٥ - الكافي ٦: ٥٣٠ / ٣، والمحاسن: ٦٢٢ / ٦٤.

٦ - الكافي ٦: ٥٣٠ / ٤، والمحاسن: ٦٢٢ / ٦٥.

٣١٤

[ ٦٦ ٥٠ ] ٧ - محمّد بن علي بن الحسين بإسناده، عن حمّاد بن عمرو، وأنس بن محمّد، عن أبيه، عن جعفر بن محمّد، عن آبائه( عليهم‌السلام ) - في وصيّة النبي( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) لعلي( عليه‌السلام ) - قال: وكره النوم فوق سطح ليس بمحجّر، وقال: من نام على سطح غير محجّر فقد برئت منه الذمّة.

[ ٦٦ ٥١ ] ٨ - وبإسناده عن سليمان بن جعفر البصري، عن عبد الله بن الحسين بن زيد بن علي، عن أبيه، عن الصادق، عن آبائه( عليهم‌السلام ) قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) : إنّ الله كره لكم أيتها الأُمّة أربعاً وعشرين خصلة، ونهاكم عنها - إلى أن قال - وكره النوم فوق سطح ليس بمحجّر، وقال: من نام على سطح غير محجّر برئت منه الذمّة.

ورواه في( المجالس) (١) بالإِسناد الآتي(٢) .

٨ - باب كراهة البناء إلّا مع الحاجة إليه، وجواز هدمه عند الغنى عنه

[ ٦٦ ٥٢ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن الحكم، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: من كسب مالاً من غير حلّه، سلّط عليه البناء والماء والطين.

ورواه الصدوق في( الخصال) عن أبيه، عن السعد آبادي، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه، عن محمّد بن أبي عمير، مثله (٣) .

____________________

٧ - الفقيه ٤: ٢٥٨ / ٨٢٣، أورده بتمامه في الحديث ١٨ من الباب ٤٩ من أبواب جهاد النفس.

٨ - الفقيه ٣: ٣٦٣ / ١٧٢٧، أورده بتمامه في الحديث ١٧ من الباب ٤٩ من أبواب جهاد النفس.

(١) أمالي الصدوق: ٢٤٨.

(٢) يأتي الاسناد الآتي في الفائدة الأولى من الخاتمة برمز( ز ).

الباب ٨

فيه ٥ أحاديث

١ - الكافي ٦: ٥٣١ / ٢ والمحاسن: ٦٠٨ / ١.

(٣) الخصال: ١٥٩ / ٢٠٥، أورده في الحديث ٦ من الباب ٢٥ من هذه الأبواب.

٣١٥

[ ٦٦ ٥٣ ] ٢ - وعنه، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حسين بن عثمان قال: رأيت أبا الحسن موسى( عليه‌السلام ) وقد بنى بمنى بناء ثمّ هدمه.

ورواه البرقي في( المحاسن) عن أبيه، عن ابن أبي عمير (١) ، وكذا الذي قبله.

[ ٦٦ ٥٤ ] ٣ - وعن الحسين بن محمّد، عن معلّى بن محمّد، عن أحمد بن محمّد بن عبد الله، عن أبي هاشم الجعفري، عن أبي الحسن الثالث( عليه‌السلام ) قال: إنّ الله عزّ وجلّ جعل من أرضه بقاعاً تسمّى المرحومات أحبّ أن يدعى فيها فيجيب، وإنّ الله عزّ وجلّ جعل من أرضه بقاعاً تسمّى المنتقمات فإذا كسب رجل مالاً من غير حلّه سلّط عليه بقعة منها فأنفقه فيها.

ورواه الصدوق مرسلاً(٢) .

ورواه في( العلل) و( عيون الأخبار) و( الأمالي) كما يأتي في الزكاة (٣) .

[ ٦٦ ٥٥ ] ٤ - أحمد بن محمّد البرقي( في المحاسن ): عن ابن أبي عمير، عمّن ذكره، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: من اقتصد(٤) في بنائه لم يؤجر.

[ ٦٦ ٥٦ ] ٥ - محمّد بن الحسين الرضي في( نهج البلاغة) عن أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) أنَّه قال: وقد بنى رجل من عمّاله بناءاً فخماً: أتلعت(٥) الورق(٦) رؤوسها، إنّ البناء ليصف لك الغنى.

____________________

٢ - الكافي ٦: ٥٣١ / ٣.

(١) المحاسن: ٦٢٣ / ٧٥.

٣ - الكافي ٦: ٥٣٢ / ١٥.

(٢) الفقيه ٤: ٢٩٩ / ٩٠٤ وذكر المقطع الثاني فقط.

(٣) يأتي في الحديث ١٣ من الباب ٥ من أبواب وجوب الزكاة.

٤ - المحاسن: ٦٠٨ / ٥.

(٤) في المصدر: من بنى فاقتصد.

٥ - نهج البلاغة ٣: ٢٣٧ / ٣٥٥.

(٥) في المصدر: أطلعت.

(٦) الورق: الدراهم الفضة( لسان العرب ١٠: ٣٧٥ ).

٣١٦

أقول: ويأتي ما يدلّ على ذلك(١) .

٩ - باب استحباب كنس البيوت والأفنية وغسل الاناء

[ ٦٦ ٥٧ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن الحسين بن محمّد، عن أحمد بن إسحاق، عن سعدان بن مسلم، عن إسحاق بن عمّار قال: قال أبو عبد الله( عليه‌السلام ) : اكنسوا أفنيتكم ولا تشبّهوا باليهود.

[ ٦٦ ٥٨ ] ٢ - وعن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن بعض أصحابه رفعه إلى أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: كنس البيوت ينفي الفقر.

أحمد بن أبي عبد الله في( المحاسن) مثله (٢) .

[ ٦٦ ٥٩ ] ٣ - وعن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حسين بن عثمان، عن أبي الحسن الرضا( عليه‌السلام ) قال: سمعته يقول: كنس الفناء يجلب الرزق.

[ ٦٦ ٦٠ ] ٤ - وعن بعض أصحابنا قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) : أكنسوا أفنيتكم ولا تشبّهوا باليهود.

[ ٦٦ ٦١ ] ٥ - محمّد بن علي بن الحسين في( الخصال ): عن أحمد بن محمّد بن يحيى، عن أبيه، عن محمّد بن أحمد، عن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن

____________________

(١) يأتي في الباب ٢٥ من هذه الأبواب، وتقدم ما يدل على ذلك في الحديث ١٢ من الباب ٢٠ من أبواب مقدمة العبادات.

الباب ٩

فيه ٥ أحاديث

١ - الكافي ٦: ٥٣١ / ٥.

٢ - الكافي ٦: ٥٣١ / ٨.

(٢) المحاسن: ٦٢٤ / ٧٧.

٣ - المحاسن: ٦٢٤ / ٧٦.

٤ - المحاسن: ٦٢٤ / ٧٦.

٥ - الخصال: ٥٤ / ٧٣.

٣١٧

إسحاق، عن محمّد بن مروان، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: غسل الإناء وكسح الفناء مجلبة للرزق.

أقول: ويأتي ما يدلّ على ذلك(١) .

١٠ - باب كراهة مبيت القمامة في البيت، وجملة من الآداب

[ ٦٦ ٦٢ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن علي بن أسباط، عن عمّه يعقوب بن سالم رفعه قال: قال أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) : لا تؤوا التراب خلف الباب فإنّه مأوى الشياطين.

أحمد بن محمّد البرقي في( المحاسن ): عن عدّة من أصحابنا، عن علي بن أسباط، مثله، إلّا أنّه قال: مأوى الشيطان(٢) .

[ ٦٦ ٦٣ ] ٢ - محمّد بن علي بن الحسين بإسناده عن شعيب بن واقد، عن الحسين بن زيد، عن جعفر بن محمّد، عن آبائه( عليهم‌السلام ) - في حديث المناهي - قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) : لا تبيتوا القمامة في بيوتكم وأخرجوها نهراً فإنّها مقعد الشيطان.

[ ٦٦ ٦٤ ] ٣ - وفي( العلل) عن أبيه، عن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن

____________________

(١) يأتي في الباب ١٣ من هذه الأبواب وفي الحديث ٢١ من الباب ٤٩ من أبواب جهاد النفس، وتقدم ما يدل على ذلك في الحديث ١٩ من الباب ١ من أبواب الملابس.

الباب ١٠

فيه ٣ أحاديث

١ - الكافي ٦: ٥٣١ / ٦.

(٢) المحاسن: ٦٢٤ / ٧٩.

٢ - الفقيه ٤: ٣ / ١.

٣ - علل الشرائع: ٥٨٢ / ٢٣، تقدم في الحديث ١ من الباب ٦٧ من أبواب الملابس، وأورد قطعة منه في الحديث ٨ من الباب ١٩، والحديث ٤ من الباب ٢٦، وقطعة عنه وعن الفقيه والكافي والمحاسن والخصال في الحديث ٣ من الباب ١٩ من أبواب أحكام الدواب، وقطعة منه في الحديث ٢ من الباب ٦٤ من أبواب ما لا يكتسب به، وقطعة منه عن المحاسن في الحديث ٤ من الباب ٨٣ =

٣١٨

أحمد، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن رجل، عن علي بن أسباط، عن عمّه يعقوب رفع الحديث إلى علي بن أبي طالب( عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) في كلام كثير، لا تؤوا منديل اللحم في البيت فإنّه مربض الشيطان، ولا تؤوا التراب خلف الباب فإنّه مأوى الشيطان - إلى أن قال - ولا تتبعوا الصيد فانّكم على غرة، وإذ بلغ أحدكم باب حجرته فليسم فإنّه يفرّ عنه(١) الشيطان، وإذا دخل أحدكم بيته فليسلّم فإنّه تنزل البركة وتؤنسه الملائكة، ولا يرتدف ثلاثة على دابّة فإنّ أحدهم ملعون وهو المقدم، ولا تسمّوا الطريق السكّة فإنّه لا سكّة إلّا سكك الجنّة، ولا تسمّوا أولادكم بالحكم ولا أبا الحكم فإنّ الله هو الحكم، ولا تذكروا الأُخرى إلّا بخير فإنّ الله هو الأُخرى، ولا تسمّوا العنب الكرم فان المؤمن هو الكرم، واتّقوا الخروج بعد نومة، فان لله دواباً يبثها يفعلون ما يؤمرون، وإذا سمعتم نباح الكلب ونهيق الحمير فتعوّذوا بالله من الشيطان الرجيم، فانّهم يرون ما لا ترون، فافعلوا ما تؤمرون، ونعم اللهو المغزل للمرأة الصالحة.

١١ - باب كراهة دخول بيت مظلم بغير مصباح، واستحباب اسراج السراج قبل مغيب الشمس

[ ٦٦ ٦٥ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: نهى رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) أن يدخل بيتاً مظلماً إلّا بمصباح.

____________________

من أبواب الأطعمة المباحة، وأخرج قطعة منه عن المحاسن والكافي في الحديث ٣ من الباب ٥٣ من أبواب آداب المائدة.

(١) في نسخة: منه - هامش المخطوط -.

ويأتي ما يدل على ذلك في الحديث ٢١ من الباب ٤٩ من أبواب جهاد النفس.

الباب ١١

فيه ٦ أحاديث

١ - الكافي ٦: ٥٣١ / ٩.

٣١٩

[ ٦٦ ٦٦ ] ٢ - وعن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن أبيه، عن عبد الله بن المغيرة ومحمّد بن سنان جميعاً، عن طلحة بن زيد، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) إنّ رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) كره أن يدخل بيتاً مظلماً إلّا بسراج.

[ ٦٦ ٦٧ ] ٣ - وعن أبي علي الأشعري رفعه قال: قال الرضا( عليه‌السلام ) : إسراج السراج قبل أن تغيب الشمس ينفي الفقر.

[ ٦٦ ٦٨ ] ٤ - محمّد بن علي بن الحسين بإسناده عن حمّاد بن عمرو وأنس بن محمّد، عن أبيه، عن الصادق، عن آبائه( عليهم‌السلام ) - في وصيّة النبي لعلي( عليه‌السلام ) - قال: وكره أن يدخل الرجل بيتاً مظلماً إلّا مع السراج.

[ ٦٦ ٦٩ ] ٥ - وبإسناد تقدّم في تحجير السطوح عن رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) إنّ الله تبارك وتعالى كره أن يدخل الرجل البيت المظلم إلّا أن يكون بين يديه سراج أو نار.

ورواه في( المجالس) (١) باسناده تقدم(٢) .

[ ٦٦ ٧٠ ] ٦ - وفي( عيون الأخبار ): عن أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني، عن علي بن إبراهيم بن هاشم، عن الريان بن الصلت قال: سمعت الرضا( عليه‌السلام ) يقول: ما بعث الله نبياً إلّا بتحريم الخمر، وأن يقرّ له بأنّ الله يفعل

____________________

٢ - الكافي ٦: ٥٣٤ / ٦.

٣ - الكافي ٦: ٥٣٢ / ١٣.

٤ - الكافي ٤: ٢٥٨ / ٨٢٤، أورده بتمامه في الحديث ١٨ من الباب ٤٩ من أبواب جهاد النفس.

٥ - الفقيه ٣: ٣٦٤ / ١٧٢٧، باسناد تقدم في الحديث ٨ من الباب ٧ من هذه الأبواب، وأورده بتمامه في الحديث ١٧ من الباب ٤٩ من أبواب جهاد النفس.

(١) أمالي الصدوق: ٢٤٨ / ٣.

(٢) تقدم في الحديث ٣ من الباب ٦٣ من أبواب الدفن.

٦ - عيون أخبار الرضا( عليه‌السلام ) ٢: ١٥ / ٣٣، أورد صدره في الحديث ١٢ من الباب ٩ من أبواب الأشربة المحرمة.

٣٢٠

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533