وسائل الشيعة الجزء ٥

وسائل الشيعة11%

وسائل الشيعة مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 533

المقدمة الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠
  • البداية
  • السابق
  • 533 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 360462 / تحميل: 7229
الحجم الحجم الحجم
وسائل الشيعة

وسائل الشيعة الجزء ٥

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

أصفراء لا أنسى هواك ولا ودّي

ولا ما مضى(١)

بيني وبينك من عهد

لقد كان ما بيني زمانا وبينها

كما كان بين المسك والعنبر الورد

أي كما كان بين طيب المسك والعنبر.

وكقوله:

أصفراء كان الودّ منك مباحا

ليالي كان الهجر منك مزاحا

وكان جواري الحي إذ كنت فيهم

قباحا، فلمّا غبت صرن ملاحا

وقد روي:

* ملاحا فلما غبت صرن قباحا*

وقوله: (قباحا فلما غبت) يشبه قول السيد بن محمد الحميري.

وإذا حضرن مع الملاح بمجلس

أبصرتهنّ - وما قبحن - قباحا

فأما قوله: (من البيض لم تسرح سواما) فإنه لا يكون مناقضا لقوله (صفراء)، وإن أراد بالصفرة لونها، لأن البياض هاهنا ليس بعبارة عن اللون؛ وإنما هو عبارة عن نقاء العرض وسلامته من الأدناس؛ والعرب لا تكاد تستعمل بيضاء(٢) إلا في هذا المعنى دون اللون، لأن البياض عندهم البرص، ويقولون في الأبيض الأحمر، ومنه قول الشاعر:

جاءت به بيضاء تحمله

من عبد شمس صلتة الخدّ

ومثله (بيض الوجوه).

فأما قول بشار في القطعة الثانية: (صفراء مثل الخيزرانة) فإنه يحتمل ما تقدّم من الوجوه، وإن كان اللون الحقيقي أخصّ لقوله: (كالخيزرانة) ؛ لأن الخيزران يضرب إلى الصّفرة.

____________________

(١) حاشية الأصل: (نسخة الشجري - وكان).

(٢) حاشية الأصل (من نسخة): (البيضاء)، ومن نسخة أخرى: (البياض).

١٤١

ويحتمل أيضا أن يريد (بصفراء) غير اللون الثابت، ويكون قوله: (كالخيزرانة) أنها مثلها في التثني والتعطف.

ولقد أحسن جران العود في قوله في المعنى الّذي تقدم:

كأنّ سبيكة صفراء صبّت

عليها ثمّ ليث بها الإزار(١)

برود العارضين كأنّ فاها

بعيد النّوم مسك مستثار

____________________

(١) رواية البيتين في ديوانه ٤٥ - ٤٦، والثاني مقدم على الأول:

برود العارضين كأنّ فاها

بعيد النّوم عاتقة عقار

كأنّ سبيكة صفراء شيفت

عليها، ثمّ ليث بها الخمار

١٤٢

مجلس آخر

[٦٢]

تأويل آية :( الله يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ )

إن سأل سائل عن قوله تعالى:( الله يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ ) ؛ [البقرة: ١٥].

فقال كيف أضاف الاستهزاء إليه تعالى؛ وهو مما لا يجوز في الحقيقة عليه؟ وكيف خبّر(١) بأنهم في الطّغيان والعمه(١) وذلك بخلاف مذهبكم؟

الجواب، قلنا: في قوله تعالى :( الله يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ ) وجوه:

أولها أن يكون معنى الاستهزاء الّذي أضافه تعالى إلى نفسه تجهيله لهم وتخطئته إياهم في إقامتهم على الكفر وإصرارهم على الضلال؛ وسمّى الله تعالى ذلك استهزاء مجازا وتشبيها(٢) ؛ كما يقول القائل: إن فلانا ليستهزأ به منذ اليوم، إذا فعل فعلا عابه الناس به، وخطّئوه فيه(٣) فأقيم عيب الناس على ذلك الفعل، وإزراؤهم على فاعله مقام الاستهزاء به؛ وإنما أقيم مقامه لتقارب ما بينهما في المعنى؛ لأن الاستهزاء الحقيقي هو ما يقصد به إلى عيب المستهزأ به، والإزراء عليه، وإذا تضمنت التخطئة والتجهيل والتبكيت هذا المعنى جاز أن يجري عليه اسم الاستهزاء؛ ويشهد بذلك قوله تعالى:( وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتابِ أَنْ إِذا سَمِعْتُمْ آياتِ الله يُكْفَرُ بِها وَيُسْتَهْزَأُ بِها ) ؛ [النساء: ١٤٠]؛ ونحن نعلم أن الآيات لا يصحّ عليها الاستهزاء على الحقيقة ولا السخرية؛ وإنما المعنى: إذا سمعتم آيات الله يكفر بها

____________________

(١ - ١) ف: (بأنه يمدهم في الطغيان والعمه).

(٢) م: (واتساعا).

(٣) ساقطة من م.

١٤٣

ويزرى عليها؛ والعرب قد تقيم الشيء مقام ما قاربه في معناه، فتجري اسمه عليه؛ قال الشاعر:

كم أناس في نعيم عمّروا

في ذرى ملك تعالى فبسق

سكت الدّهر زمانا عنهم

ثمّ أبكاهم دما حين نطق

والسكوت والنطق على الحقيقة لا يجوزان على الدهر؛ وإنما شبّه تركه الحال على ما هى(١)   عليه بالسكوت، وشبه تغييره لها بالنطق. وأنشد الفراء:

إنّ دهرا يلفّ شملي بجمل

لزمان يهمّ بالإحسان

ومثل ذلك في الاستعارة لتقارب المعنى قوله:

سألتني بأناس هلكوا

شرب الدّهر عليهم وأكل(٢)

وإنما أراد بالأكل والشرب الإفساد لهم، والتغيير لأحوالهم، ومنه قول الآخر:

يقرّ بعيني أن أرى باب دارها

وإن كان باب الدّار يحسبني جلدا

والجواب الثاني أن يكون معنى الاستهزاء المضاف إليه عز وجلّ أن يستدرجهم ويهلكهم من حيث لا يعلمون ولا يشعرون.

ويروى عن ابن عباس أنه قال في معنى استدراجه إياهم: إنهم كلّما أحدثوا خطيئة جدّد لهم نعمة؛ وإنما سمّى هذا الفعل استهزاء من حيث غيّب عنهم من الاستدراج إلى الهلاك غير ما أظهر لهم من النعم؛ كما أن المستهزئ منّا، المخادع لغيره يظهر أمرا؛ ويضمر غيره.

فإن قيل: على هذا الجواب فالمسألة قائمة، وأي وجه لأن يستدرجهم بالنعمة إلى الهلاك؟

قلنا: ليس الهلاك هاهنا هو الكفر، وما أشبهه من المعاصي التي يستحقّ بها العقاب؛ وإنما يستدرجهم إلى الضرر والعقاب الّذي استحقوه بما تقدّم من كفرهم؛ وللّه تعالى أن يعاقب

____________________

(١) حاشية الأصل (من نسخة): ما هو عليه).

(٢) اللسان (أكل)، ونسبه إلى النابغة الجعدي. ومن نسخة بحاشية الأصل، ف: (سألتني عن أناس).

١٤٤

المستحق بما يشاء أي وقت شاء؛ فكأنه تعالى لمّا كفروا وبدّلوا نعمة الله، وعاندوا رسله لم يغيّر نعمه عليهم في الدنيا؛ بل أبقاها لتكون - متى نزعها عنهم، وأبدلهم بها نقما - الحسرة منهم أعظم، والضرر عليهم أكثر.

فإن قيل: فهذا يؤدّي إلى تجويز أن يكون بعض ما ظاهره ظاهر النعمة على الكفار مما لا يستحق الله به الشكر عليهم.

قلنا: ليس يمتنع هذا فيمن استحقّ العقاب؛ وإنما المنكر أن تكون النعم المبتدأة بهذه الصفة على ما يلزمه مخالفنا، ألا ترى أن الحياة وما جرى مجراها من حفظ التركيب، والصحة لا تعدّ على أهل النار نعمة؛ وإن كانت على أهل الجنة نعما من حيث كان الغرض فيه إيصال العقاب إليهم.

والجواب الثالث أن يكون معنى استهزائه بهم أنّه جعل لهم بما أظهروه من موافقة أهل الإيمان ظاهر أحكامهم؛ من نصرة ومناكحة وموارثة ومدافنة، وغير ذلك من الأحكام؛ وإن كان تعالى معدّا لهم في الآخرة أليم العقاب لما أبطنوه من النفاق، واستسرّوا به من الكفر؛ فكأنه تعالى قال: إن كنتم أيها المنافقون بما تظهرونه للمؤمنين من المتابعة والموافقة، وتبطنونه من النفاق، وتطلعون عليه شياطينكم إذا خلوتم بهم تظنون أنكم مستهزءون؛ فالله تعالى هو المستهزئ بكم من حيث جعل لكم أحكام المؤمنين ظاهرا؛ حتى ظننتم أنّ لكم ما لهم، ثمّ ميّز بينكم في الآخرة ودار الجزاء؛ من حيث أثاب المخلصين الذين يوافق ظواهرهم بواطنهم، وعاقب المنافقين. وهذا الجواب يقرب معناه من الجواب الثاني؛ وإن كان بينهما خلاف من بعض الوجوه.

والجواب الرابع أن يكون معنى ذلك أن الله هو الّذي يردّ استهزاءكم ومكركم عليكم؛ وأنّ ضرر ما فعلتموه لم يتعدكم؛ ولم يحط بسواكم؛ ونظير ذلك قول القائل: إن فلانا أراد أن يخدعني فخدعته؛ وقصد إلى أن يمكر بي فمكرت به؛ والمعنى أنّ ضرر خداعه ومكره

١٤٥

عاد إليه ولم يضررني(١) به.

والجواب الخامس أن يكون المعنى أنه يجازيهم على استهزائهم؛ فسمّى الجزاء على الذنب باسم الذنب؛ والعرب تسمّي الجزاء على الفعل باسمه؛ قال الله تعالى:( وَجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها ) ؛ [الشورى: ٤٠]، وقال تعالى:( فَمَنِ اعْتَدى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدى عَلَيْكُمْ ) ؛ [البقرة: ١٩٤]، وقال:( وَإِنْ عاقَبْتُمْ فَعاقِبُوا بِمِثْلِ ما عُوقِبْتُمْ بِهِ ) ؛ [النحل: ١٢٦] والمبتدأ ليس بعقوبة، وقال الشاعر(٢) :

ألا لا يجهلن أحد علينا

فنجهل فوق جهل الجاهلينا

ومن شأن العرب أن تسمّي الشيء باسم ما يقاربه ويصاحبه، ويشتد اختصاصه وتعلّقه به؛ إذا انكشف المعنى وأمن الإبهام؛ وربما غلّبوا أيضا اسم أحد الشيئين على الآخر لقوة التعلّق بينهما، وشدة الاختصاص فيهما؛ فمثال الأول قولهم للبعير الّذي يحمل المزادة:

راوية، وللمزادة المحمولة على البعير رواية، فسموا البعير باسم ما يحمل عليه؛ قال الشاعر(٣) :

 مشي الرّوايا بالمزاد الأثقل

أراد بالروايا الإبل؛ ومن ذلك قولهم: صرعته الكأس واستلبت(٤) عقله، قال الشاعر:

وما زالت الكاس تغتالنا

وتذهب بالأوّل الأوّل

والكأس هي ظرف الشراب، والفعل الّذي أضافوه إليها إنما هو مضاف إلى الشراب الّذي يحلّ الكأس إلاّ أن(٥) الفراء لا يقول الكأس إلا بما فيه(٥) من الشراب؛ وكأنّ الإناء

____________________

(١) حاشية الأصل (من نسخة: (لم يضرني).

(٢) هو عمرو بن كلثوم، والبيت من الملعقة: ٢٣٨ - بشرح التبريزي.

(٣) هو أبو النجم العجلي الراجز؛ والبيت من أرجوزته المشهورة التي أولها:

* الحمد للّه الوهوب المجزل*

وهي ضمن الطرائف الأدبية ص ٥٥ - ٧١؛ وقبله:

* تمشي من الردّة مشي الحفّل*

(٤) حاشية الأصل (من نسخة): (فسلبت).

(٥ - ٥) حاشية الأصل: (نسخة س:

الفراء يقول: الكأس الإناء بما فيه).

١٤٦

الفارغ لا يسمى كأسا، وعلى هذا القول يكون إضافة اختلاس العقل والتصريع وما جرى مجرى ذلك إلى الكأس على وجه الحقيقة؛ لأن الكأس على هذا القول اسم للإناء وما حلّه من الشراب.

ومثال الوجه الثاني ما ذكرناه عنهم من التغليب تغليبهم اسم القمر على الشمس؛ قال الشاعر:

أخذنا بآفاق السّماء عليكم

لنا قمراها والنّجوم الطوالع(١)

أراد: لنا شمسها وقمرها؛ فغلّب.

ومنه قول الآخر:

فقولا لأهل المكّتين: تحاشدوا

وسيروا إلى آطام يثرب والنّخل

أراد بالمكّتين: مكة والمدينة، فغلّب.

وقال الآخر:

فبصرة الأزد منّا والعراق لنا

والموصلان، ومنّا مصر والحرم

أراد بالموصلين الموصل والجزيرة.

وقال الآخر:

نحن سبينا أمّكم مقربا(٢)

يوم صبحنا الحيرتين المنون

أراد الحيرة والكوفة، وقال آخر:

إذا اجتمع العمران: عمرو بن عامر

وبدر بن عمر وخلت ذبيان جوّعا(٣)

وألقوا مقاليد الأمور إليهم

جميعا، وكانوا كارهين وطوّعا

أراد بالعمرين: رجلين؛ يقال لأحدهما عمرو، وللآخر بدر؛ وقد فسره الشاعر في البيت.

ومثله:

____________________

(١) البيت للفرزدق، ديوانه: ٥١٩.

(٢) المقرب: المرأة تدنو ولادتها.

(٣) البيتان في المخصص ١٣: ٢٢٧

١٤٧

جزاني الزّهدمان جزاء سوء

وكنت المرء يجزى بالكرامة(١)

أراد بالزّهدمين رجلين؛ يقال لأحدهما زهدم، وللآخر كردم، فغلّب.

وكلّ الّذي ذكرناه يقوّي هذا الجواب من جواز التسمية للجزاء على الذنب باسمه، أو تغليبه عليه، للمقاربة والاختصاص التام بين الذنب والجزاء عليه.

والجواب السادس ما روي عن ابن عباس قال: يفتح لهم وهم في النار باب من الجنة، فيقبلون إليه مسرعين؛ حتى إذا انتهوا إليه سدّ عليهم، فيضحك المؤمنون منهم إذا رأوا الأبواب وقد أغلقت دونهم؛ ولذلك قال عز وجل:( فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ. عَلَى الأرائِكِ يَنْظُرُونَ ) ؛ [المطففين: ٣٤ - ٣٥].

فإن قيل: وأي فائدة في هذا الفعل؟ وما وجه الحكمة فيه؟

قلنا: وجه الحكمة فيه ظاهر؛ لأن ذلك أغلظ في نفوسهم، وأعظم في مكروههم؛ وهو ضرب من العقاب الّذي يستحقونه بأفعالهم القبيحة؛ لأن من طمع في النجاة والخلاص من المكروه، واشتد حرصه على ذلك؛ ثم حيل بينه وبين الفرج وردّ إلى المكروه يكون عذابه أصعب وأغلظ من عذاب من لا طريق للطمع عليه.

فإن قيل: فعلى هذا الجواب، ما الفعل الّذي هو الاستهزاء؟

قلنا: في ترداده لهم من باب إلى آخر على سبيل التعذيب معنى الاستهزاء؛ من حيث كان إظهارا لما المراد بخلافه؛ وإن لم يكن فيه من معنى الاستهزاء ما يقتضي قبحه من اللهو والعبث وما جرى مجرى ذلك.

والجواب السابع أن يكون ما وقع منه تعالى ليس باستهزاء على الحقيقة؛ لكنّه سماه بذلك ليزدوج اللفظ ويخف على اللسان؛ وللعرب في ذلك عادة معروفة في كلامها؛ والشواهد عليه مذكورة مشهورة.

____________________

(١) اللسان (زهدم) والمخصص ١٣: ٢٢٧، وهو لقيس بن زهير العبسي.

١٤٨

وهذه الوجوه التي ذكرناها في الآية يمكن أن تذكر في قوله تعالى:( وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ الله وَالله خَيْرُ الْماكِرِينَ ) ؛ [الأنفال: ٣٠]؛ وفي قوله تعالى:( إِنَّ الْمُنافِقِينَ يُخادِعُونَ الله وَهُوَ خادِعُهُمْ ) ؛ [النساء: ١٤٢] فليتأمل ذلك.

فأما قوله تعالى:( وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ ) فيحتمل وجهين:

أحدهما أن يريد: أني أملي لهم ليؤمنوا ويطيعوا؛ وهم مع ذلك مستمسكون بطغيانهم وعمههم.

والوجه الآخر أن يريد ب( يَمُدُّهُمْ ) أنه يتركهم من فوائده ومنحه التي يؤتيها المؤمنين ثوابا لهم، ويمنعها الكافرين عقابا كشرحه لصدورهم، وتنويره لقلوبهم؛ وكل هذا واضح بحمد الله.

***

قال سيدنا أدام الله علوّه: وإني لأستحسن لبعض الأعراب قوله:

خليلي هل يشفي النّفوس من الجوى

بدوّ ذوى الأوطان، لا بل يشوقها!(١)

وتزداد في قرب إليها صبابة(٢)

ويبعد من فرط اشتياق طريقها

وما ينفع الحرّان ذا اللّوح(٣) أن يرى

حياض القرى مملوءة لا يذوقها

ولآخر في تذكر الأوطان والحنين إليها:

ألا قل لدار بين أكثبة الحمى

وذات الغضا: جادت عليك الهواضب!

____________________

(١) في حاشيتي الأصل، ف (من نسخة): (بدو ذرى الأوطان). والبدو: الظهور، من بدا يبدو إذا ظهر.

(٢) في حاشية الأصل: (إليها؛ ضمير الأوطان أو المرأة)، وفيها أيضا: (إذا قلت صبابة [بالنصب] كان (تزداد متعديا)، أي تزداد أنت، وإذا قلت: (صبابة) [بالرفع] (فتزداد) لازم.

(٣) اللوح: العطش.

١٤٩

أجدّك لا آتيك إلاّ تقلّبت(١)

دموع أضاعت ما حفظت سواكب

ديار تناسمت(٢) الهواء بجوّها

وطاوعني فيها الهوى والحبائب

ليالي؛ لا الهجران محتكم بها

على وصل من أهوى، ولا الظنّ كاذب

وأنشد أبو نصر صاحب الأصمعي لأعرابي:

ألا ليت شعري! هل أبيتنّ ليلة

بأسناد(٣) نجد، وهي خضر متونها!

وهل أشربنّ الدّهر من ماء مزنة

بحرّة ليلى حيث فاض معينها!(٤)

بلاد بها كنّا نحلّ، فأصبحت

خلاء ترعّاها مع الأدم عينها

تفيّأت فيها بالشّباب وبالصّبا

تميل بما أهوى عليّ غصونها

وأنشد الأصمعي لصدقة بن نافع الغنوي:

ألا ليت شعري هل تحنّنّ ناقتي(٥)

بيضاء نجد حيث كان مسيرها!(٦)

فتلك بلاد حبّب الله أهلها

إليك، وإن لم يعط نصفا أميرها(٧)

بلاد بها أنضيت راحلة الصّبا

ولانت لنا أيّامها وشهورها

فقدنا بها الهمّ المكدّر شربه

ودار علينا بالنّعيم سرورها

وأنشد أبو محلّم لسوّار بن المضرّب:

سقى الله اليمامة من بلاد

نوافحها كأرواح الغواني

____________________

(١) ف، وحاشية الأصل (من نسخة): (تفتت).

(٢) من نسخة بحاشيتي الأصل، ف: (تبادرت).

(٣) الأسناد: جمع سند؛ وهو الجبل، ومن نسخة بحاشية ف: (بأكناف).

(٤) حرة ليلى: موضع لبني مرة بن عوف بن سعد بن ذبيان، وفي حاشية الأصل (من نسخة): (حين فاض معينها).

(٥) من نسخة بحاشيتي الأصل، ف: (هل تخبن ناقتي)، أي تسرعن.

(٦) بيضاء نجد: موضع.

(٧) من نسخة بحاشيتي الأصل، ف:

* إليك وإن لم يعط نصفا أسيرها*

١٥٠

وجوّ زاهر للرّيح فيه

نسيم لا يروع التّرب، وان(١)

بها سقت الشّباب إلى مشيب

يقبّح عندنا حسن الزّمان

وأنشد إبراهيم بن إسحاق الموصلي:

ألا ياحبّذا جنبات سلمى

وجاد بأرضها جون السّحاب!

خلعت بها العذار ونلت فيها

مناي بطاعة أو باغتصاب

أسوم بباطلي طلبات لهوي

ويعذرني بها عصر الشّباب

فكلّ هؤلاء على ما ترى قد أفصحوا بأن سبب حنينهم إلى الأوطان ما لبسوه فيها من ثوب الشباب، واستظلوه من ظلّه، وأنضوه من رواحله، وأنه كان يعذرهم ويحسن قبائحهم.

فعلى أي شيء يغلو الناس في قول ابن الرومي:

وحبّب أوطان الرّجال إليهم

مآرب قضّاها الشّباب هنالكا(٢)

إذا ذكروا أوطانهم ذكّرتهم

عهود الصّبا فيها فحنّوا لذلكا

ويزعمون أنه سبق إلى ما لم يسبق إليه، وكشف عن هذا المعنى مستورا، ووسم غفلا! وقوله وإن كان جيد المعنى سليم اللفظ، فلم يزد فيه على من تقدم ولا أبدع، بل اتبع؛ ولكن الجيد إذا ورد ممّن يعهد منه الرديء كثر استحسانه؛ وزاد استطرافه.

ولقد أحسن البحتري في قوله في هذا المعنى:

فسقى الغضى والنّازلية وإن هم

شبّوه بين جوانح وقلوب(٣)

وقصار أيّام به سرقت لنا

حسناتها من كاشح ورقيب

خضر تساقطها الصّبا فكأنّها

ورق يساقطه اهراز قضيب

____________________

(١) حاشية الأصل: (قوله: (لا يروع الترب)، من أحسن الكلام؛ أي لا يرفع فيغير؛ فكأن هبوبها يسالم التراب ولا يخوفه بأن يرفعه أو يحركه).

(٢) ديوانه الورقة ٢٠٢.

(٣) ديوانه ١: ٥٧.

١٥١

كانت فنون بطالة فتقطّعت

عن هجر غانية ووصل مشيب

وأحسن في قوله:

سقى الله أخلافا من الدّهر رطبة

سقتنا الجوى إذ أبرق الحزن أبرق(١)

ليال سرقناها من الدّهر بعد ما

أضاء بإصباح من الشّيب مفرق

تداويت من ليلى بليلى فما اشتفى

بماء الرّبا من بات بالماء يشرق

ولأبي تمام في هذا المعنى ما لا يقصر عن إحسان، وهو:

سلام ترجف الأحشاء منه

على الحسن بن وهب والعراق(٢)

على البلد الحبيب إلى غورا

ونجدا، والأخ العذب المذاق(٣)

ليالي نحن في وسنات عيش

كأنّ الدّهر عنّا في وثاق(٤)

وأيّام له ولنا لدان

غنينا في حواشيها الرّفاق

كأنّ العهد عن عفر لدينا

وإن كان التّلاقي عن تلاق(٥)

____________________

(١) ديوانه ٢: ١٣٨، وفي ف، وحاشية الأصل (من نسخة): (أبرق الجسون).

(٢) ديوانه ٢١٤ - ٢١٥.

(٣) من نسخة بحاشية الأصل، ت:

* ونجدا والفتى الحلو المذاق*

(٤) في حاشيتي الأصل، ف: في شعره:

سنبكي بعده غفلات عيش

كأنّ الدّهر عنها في وثاق

وأياما له ولنا لدانا

عرينا من حواشيها الرقاق

وفي ف، وحاشية الأصل من نسخة: (له ولنا لذاذ).

(٥) في حاشية الأصل: (لقتيبة عن عفر، أي بعد خمسة عشرة يوما؛ حتى جاوز الليالي العفر، والعرب تسمي الليالي البيض عفرا لبياضها).

١٥٢

مجلس آخر

[٦٣]

تأويل آية :( وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتاعٌ إِلى حِينٍ )

إن سأل سائل عن قوله تعالى:( وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتاعٌ إِلى حِينٍ ) ؛ [البقرة: ٣٦]:

فقال: كيف خاطب آدم وحواء عليهما السلام بخطاب الجمع وهما اثنان؟ وكيف نسب بينهما العداوة؟ وأي عداوة كانت بينهما؟

الجواب، قلنا قد ذكر في هذه الآية وجوه:

أولها أن يكون الخطاب متوجّها إلى آدم وحواء وذرّيتهما، لأن الوالدين يدلان على الذرّية ويتعلق بهما؛ ويقوّي ذلك قوله تعالى حاكيا عن إبراهيم وإسماعيل:( رَبَّنا وَاجْعَلْنا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنا مَناسِكَنا ) ؛ [البقرة: ١٢٨].

وثانيها أن يكون الخطاب لآدم وحواء عليهما السلام ولإبليس اللعين؛ وأن يكون الجميع مشتركين في الأمر بالهبوط؛ وليس لأحد أن يستبعد هذا الجواب من حيث لم يتقدم لإبليس ذكر في قوله تعالى:( وَيا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ ) ؛ [البقرة: ٣٥] لأنه وإن لم يخاطب بذلك فقد جرى ذكره في قوله تعالى:( فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطانُ عَنْها فَأَخْرَجَهُما مِمَّا كانا فِيهِ ) ، [البقرة: ٣٦]؛ فجائز أن يعود الخطاب على الجميع.

وثالثها أن يكون الخطاب متوجها إلى آدم وحواء والحية التي كانت معهما، على ما روي عن كثير من المفسرين؛ وفي هذا الوجه بعد من قبل أن خطاب من لا يفهم الخطاب لا يحسن؛ فلا بد من أن يكون قبيحا؛ اللهم إلا أن يقال: إنه لم يكن هناك قول في الحقيقة ولا خطاب؛

١٥٣

وإنما كنّى تعالى عن إهباطه لهم بالقول؛ كما يقول أحدنا: قلت: فلقيت الأمير، وقلت: فضربت زيدا، وإنما يخبر عن الفعل دون القول؛ وهذا خلاف الظاهر وإن كان مستعملا.

وفي هذا الوجه بعد من وجه آخر؛ وهو أنه لم يتقدم للحية ذكر في نصّ القرآن، والكناية عن غير مذكور لا تحسن إلا بحيث لا يقع لبس، ولا يسبق وهم إلى تعلق الكناية بغير مكنّى عنه؛ حتى يكون ذكره كترك ذكره في البيان عن المعنى المقصود، مثل قوله تعالى:( حَتَّى تَوارَتْ بِالْحِجابِ ) ؛ [ص: ٣٢]؛( وكُلُّ مَنْ عَلَيْها فانٍ ) ؛ [الرحمن: ٢٧] وقول الشاعر:

أماوي ما يغني الثّراء عن الفتى

إذا حشرجت يوما؛ وضاق بها الصّدر(١)

فأما بحيث لا يكون الحال على هذا فالكناية عن غير مذكور قبيحة.

ورابعها أن يكون الخطاب يختصّ آدم وحواء عليهما السلام، وخاطب الاثنين بالجمع على عادة العرب في ذلك؛ لأن التثنية أول الجمع؛ قال الله تعالى:( إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شاهِدِينَ ) ؛ [الأنبياء: ٧٨]، أراد لحكم داود وسليمان عليهما السلام؛ وكان بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله يتأول قوله تعالى:( فَإِنْ كانَ لَهُ إِخْوَةٌ ) ؛ [النساء: ١١] على معنى فإن كان له أخوان؛ قال الراعي:

أخليد إنّ أباك ضاف وساده

همّان باتا جنبة ودخيلا(٢)

طرقا فتلك هماهمي أقريهما

قلصا لواقح كالقسي وحولا

فعبّر بالهماهم وهي جمع عن الهمين؛ وهما اثنان.

فإن قيل: فما معنى الهبوط الّذي أمروا به؟ قلنا: أكثر المفسرين على أن الهبوط هو

____________________

(١) البيت لحاتم

(٢) جمهرة الأشعار: ٣٥٣. وفي حاشيتي الأصل، ف: (خليدة ابنته فرخم، وضافه: نزل به.

جنبه أي ناحية. ودخيلا: داخلا في الفؤاد. قال ابن الأعرابي: أراد: هما داخل القلب، وآخر قريبا من ذلك؛ كالضيف إذا حل بالقوم فأدخلوه فهو دخيل؛ وإن كان بفنائهم فهو جنبة).

١٥٤

النزول من السماء إلى الأرض ، وليس في ظاهر القرآن ما يوجب ذلك؛ لأن الهبوط كما يكون النزول من علو إلى سفل فقد يراد به الحلول في المكان والنزول به؛ قال الله تعالى:( اهْبِطُوا مِصْراً فَإِنَّ لَكُمْ ما سَأَلْتُمْ ) ؛ [البقرة: ٦١]، ويقول القائل من العرب: هبطنا بلد كذا وكذا، يريد حللنا، قال زهير:

ما زلت أرمقهم حتى إذا هبطت

أيدي المطي بهم من راكس فلقا(١)

فقد يجوز على هذا أن يريد تعالى بالهبوط(٢) الخروج من المكان وحلول غيره؛ ويحتمل أيضا أن يريد بالهبوط(٢) معنى غير المسافة، بل الانحطاط من منزلة إلى دونها، كما يقولون: قد هبط فلان عن منزلته، ونزل عن مكانه؛ إذا كان على رتبة فانحطّ إلى دونها.

فإن قيل: فما معنى قوله:( بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ) ؟ قلنا: أما عداوة إبليس لآدم وذريته فمعروفة مشهورة، وأما عداوة آدم عليه السلام والمؤمنين من ذريته لإبليس فهي واجبة لما يجب على المؤمنين من معاداة الكفار؛ المارقين عن طاعة الله تعالى، المستحقين لمقته وعداوته، وعداوة الحية على الوجه الّذي تضمّن إدخالها في الخطاب لبني آدم معروفة؛ ولذلك يحذّرهم منها، ويجنبهم؛ فأما على الوجه الّذي يتضمّن أن الخطاب اختص آدم وحواء دون غيرهما؛ فيجب أن يحمل قوله تعالى:( بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ) على أن المراد به الذرية؛ كأنه قال تعالى:( اهْبِطُوا ) وقد علمت من حال ذريتكم أن بعضكم يعادي بعضا؛ وعلّق الخطاب بهما للاختصاص بين الذرية وبين أصلها.

فإن قيل: أليس ظاهر قوله تعالى:( اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ) يقتضي الأمر بالمعاداة، كما أنه أمر بالهبوط، وهذا يوجب أن يكون تعالى آمرا بالقبيح على وجه؛ لأن معاداة إبليس لآدم عليه السلام قبيحة، ومعاداة الكفار من ذريته للمؤمنين منهم كذلك؟

قلنا: ليس يقتضي الظاهر ما ظننتموه؛ وإنما يقتضي أنه أمرهما بالهبوط في حال عداوة

____________________

(١) ديوانه ٣٧. راكس: موضع، والفلق: المكان المطمئن بين ربوتين؛ وهو منصوب على أنه مفعول به؛ قيل: الفلق: الصبح).

(٢ - ٢) ساقط من الأصل، وما أثبته عن ف.

١٥٥

بعضهم بعضا؛ فالأمر مختص بالهبوط، والعداوة تجري مجرى الحال؛ وهذا له نظائر كثيرة في كلام العرب. ويجري مجرى هذه الآية في أن المراد بها الحال قوله تعالى:( إِنَّما يُرِيدُ الله لِيُعَذِّبَهُمْ بِها فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كافِرُونَ ) ؛ [التوبة: ٥٥] وليس معنى ذلك أنه أراد كفرهم كما أراد تعذيبهم وإزهاق نفوسهم؛ بل أراد أن تزهق أنفسهم في حال كفرهم، وكذلك القول في الأمر بالهبوط، وهذا بيّن.

***

قال سيدنا أدام الله تمكينه: ومن مستحسن تمدح السادة الكرام قول الشاعر:

ويل أمّ قوم غدوا عنكم لطيّتهم

لا يكتنون غداة العلّ والنّهل

صدء السرابيل لا توكى مقانبهم

عجر البطون، ولا تطوى على الفضل

قوله: (ويل أم قوم) من الزّجر المحمود الّذي لا يقصد به الشر؛ مثل قولهم: قاتل الله فلانا ما أشجعه! وترّحه ما أسمحه! وقد قيل في قول جميل:

رمى الله في عيني بثينة بالقذى

وفي الغرّ من أنيابها بالقوادح(١)

إنه أراد هذا المعنى بعينه، وقيل: إنه دعا لها بالهرم وعلوّ السن، لأن الكبير يكثر قذى عينيه وتنهتم أسنانه. وقيل: إنه أراد بعينيها رقيبيها، وبغر أنيابها سادات قومها ووجوههم؛ والأول أشبه بطريقة القوم؛ وإن كان القول محتملا للكل.

فأما قوله:

* لا يكتنون غداة العلّ والنّهل*

فإنما أنهم ليسوا برعاة(٢) يسقون الإبل، بل لهم من يخدمهم ويكفيهم ويرعى إبلهم؛

____________________

(١) أمالي القالي ٢: ١٠٩، واللآلي ٧٣٦، والبيت من شواهد الرضي على الكافية (الخزانة ٣: ٩٣). القذى: كل ما وقع في العينين من شيء يؤذيها كالتراب والعود ونحوها. والغر: جمع أغر وغراء؛ وهو وصف لأسنانها بالبياض. وهو السن. والقوادح: جمع القادح؛ وهو السواد الّذي يظهر في الأسنان.

(٢) ف، حاشية الأصل (من نسخة): (برعاء).

١٥٦

وإنما يكتنى يرتجز على الدّلو السقاة والرعاة؛ وفيه وجه آخر؛ قيل: إنهم يسامحون شريبهم ويؤثرونه بالسّقي قبل أموالهم؛ ولا يصولون عليه ولا يكتنون؛ وهذا من الكرم والتفضّل لا من الضعف.

وقيل أيضا: بل عنى أنهم أعزاء ذوو منعة، إذا وردت إبلهم ماء أفرج الناس لها عنه؛ لأنها قد عرفت فليس يحتاج أربابها إلى الاكتناء والتعرف.

وقد قال قوم في قوله: (يكتنون) : إنه من قوله كتنت يده تكتن إذا خشنت من العمل؛ فيقول: ليسوا أهل مهنة، فتكتن أيديهم وتخشن من العمل؛ بل لهم عبيد يكفونهم ذلك.

وقوله: (صدء السرابيل) فإنما أراد به طول حملهم للسلاح ولبسهم له. والمقانب:

هي الأوعية التي يكون فيها الزاد؛ فكأنه يقول: إذا سافروا لم يشدّوا الأوعية على ما فيها وأطعموا أهل الرفقة؛ وهذه كناية عن الإطعام وبذل الزاد مليحة. وعجر البطون: من صفات المقانب؛ أراد أنها لا توكأ، ولا تطوى على فضل الزاد.

ولبعض شعراء بني أسد، وأحسن غاية الإحسان:

رأت صرمة(١) لابني عبيد تمنّعت

من الحقّ لم تؤزل بحقّ إفالها

فقالت: ألا تغذو فصالك هكذا

فقلت: أبت ضيفانها وعيالها

فما حلبت إلاّ الثلاثة والثّني

ولا قيّلت إلاّ قريبا مقالها

حدابير من كلّ العيال كأنّها

أناضي شقر حلّ عنها جلالها

شكا هذا الشاعر امرأته، وحكى عنها أنها رأت إبلا لجيرانها لم تعط في حمالة(٢) ، ولم تعقر في حق، ولم تحلب لضيف ولا جار؛ فهي سمان. وقوله: (لم تؤزل إفالها) والإفال:

____________________

(١) الصرمة: القطعة من الإبل؛ ما بين العشرين إلى الثلاثين، أو إلى الخمسين.

(٢) الحمالة: الإبل

١٥٧

الصّغار، وتؤزل؛ من الأزل وهو الضّيق في العيش والشدّة؛ فيقول: فصال هؤلاء سمان لم تلق بؤسا؛ لأن ألبان أمهاتها موفورة عليها.

وحكى عن امرأته أنها تقول له: غذّ(١) أنت فصالك هكذا؛ فقال لها: تأبى ذلك الحقوق وعيالها؛ وهم الجيران والضيفان.

ثم أخبر أنه لم يلتفت إلى لومها، وأنّ الإبل ما حلبت بعد مقالتها إلا مرتين أو ثلاث.

ولا قيّلت، من القائلة إلا بقرب البيوت حتى نحرها ووهبها.

والحدابير: المهازيل؛ وإنما يعني فصاله وهزالها لأجل أنها لا تسقى الألبان؛ وتعقر أمهاتها، وأناضي: جمع نضو(٢) ، فشبه فصاله من هزالها بأنضاء خيل شقر.

وقوله: (حدابير من كل العيال) فيه معنى حسن؛ لأنه أراد أنها من بين جميع العيال:

مهازيل؛ وهذا تأكيد، لأن سبب هزالها هو الإيثار بألبانها؛ واختصّت بالهزال من بين كلّ العيال. والعيال هاهنا هم الجيران والضيفان؛ وإنما جعلهم عيالا لكرمه وأن جوده قد ألزمه مودّتهم؛ فصاروا كأخص عياله.

ومثل ذلك قول الشاعر:

تعيّرني الحظلان أمّ محلّم(٣)

فقلت لها: لا تقذفيني بدائيا(٤)

فإنّي رأيت الضّامرين(٥) متاعهم

يذمّ ويفنى، فارضخي من وعائيا

فلم تجديني في المعيشة عاجزا

ولا حصرما خبّا شديدا وكائيا

الحظلان: الممسكون البخلاء، والحظل الإمساك. وأم محلّم: امرأته. ومعنى قوله:

____________________

(١) د، حاشية ف (من نسخة): (اغذ).

(٢) حاشية الأصل: (كأنه يجمع نضو أنضاء، ثم يجمع أنضاء أناضي؛ فهو جمع الجمع).

(٣) في اللسان: (أم مغلس).

(٤) الأبيات في اللسان (حظل) وعزاها إلى منظور الدبيري.

(٥) رواية اللسان: (الباخلين).

١٥٨

 (تعيرني الحظلان)  أي بالحظلان(١) ؛ تقول: ما لك لا تكون مثل هؤلاء الذين يحفظون أموالهم.

والضامرون أيضا: البخلاء؛ فقال لها: رأيت البخلاء يضنّون بما عندهم وهو يفنى ويبقى الذّم، فارضخي من وعائي؛ وهذا مثل؛ أي أعطي الناس مما عندي؛ وهو من قولك:

رضخ له بشيء من عطيته. والحصرم: الممسك؛ تقول العرب حصرم قوسك، أي شدّد وترها.

وقوله:

* فلم تجديني في المعيشة عاجزا*

أي أنا صاحب غارات، أفيد وأستفيد وأتلف وأخلف فلا تخافي الفقر -

وقال مسكين الدارمي:

أصبحت عاذلتي معتلّة

قرما(٢) ، أم هي وحمى للصّخب

أصبحت تتفل في شحم الدّرى

وتظنّ اللّوم درّا ينتهب

لا تلمها إنها من أمّة

ملحها موضوعة فوق الرّكب(٣)

يقول: إنها تكثر لومي؛ وكأنها قرمة إلى اللوم، كقرم الأشبال إلى اللحم، وهي وحمى تشتهي الصخب. والوحم: شدة شهوة الطعام عند الحمل.

وشحم الذّرى. الأسنمة؛ وأراد ب (تتفل) فيها أي تعوّذ إبلي لتزيّنها في عيني؛ وتعظم قدرها، فلا أهب منها ولا أنحر؛ ثم أخبر أن أصلها من الزّنج. والملح: الشحم، وشحم الزّنج(٤)

____________________

(١) حاشية الأصل: (بل الفصيح أن يقال: عيرته كذا، وعيرته بكذا من كلام؛ العامة قال النابغة:

وعيّرتني بنو ذبيان خشيته

وهل عليّ بأن أخشاك من عار!

(٢) حاشية الأصل: (في شعره قرمت).

(٣) حاشية الأصل: (أي لا عرق لها في الكرم).

(٤) حاشية الأصل: (أراد أنها ليست بعربية؛ بل زنجية.

١٥٩

يكون على أوراكهم وأكفالهم وأنشد أبو العباس محمد بن يزيد(١) :

أي ابنة عبد الله وابنة مالك

ويا بنة ذي البرد بن والفرس الورد(٢)

إذا ما صنعت الزّاد فالتمسي له

أكيلا؛ فإنّي لست آكله(٣) وحدي

قصيّا كريما، أو قريبا فإنّني

أخاف مذمّات الأحاديث من بعدي

وإنّي لعبد الضّيف ما دام نازلا

وما من صفاتي غيرها شيمة العبد

قال أبو العباس: استثنى الكرم في القصيّ البعيد، ولم يستثنه في القريب؛ لأن أهله جميعا عنده كرام. وأراد بقوله: (عبد الضيف) أنه يخدم الضيف هو بنفسه لا يرضى أن يخدمه عبده.

قال سيدنا أدام الله علوّه: ويشبه ذلك قول المقنّع الكندي:

وإنّي لعبد الضّيف ما دام نازلا

وما بي سواها خلّة تشبه العبدا(٤)

____________________

(١) في الكامل - بشرح المرصفي ٥: ١٤٥؛ ونسبها إلى قيس بن عاصم المنقري، وفي حماسة أبي تمام - بشرح التبريزي ٤: ٢٠٥، وعزاها التبريزي إلى حاتم الطائي ولم ترد في ديوانه. وفي الأغاني (١٢: ١٤٤) بسنده: (تزوج قيس بن عاصم المنقري منفوسة بنت زيد الفوارس الضبي، وأتته في الليلة الثانية من بنائه بها بطعام فقال: فأين أكيلي؟ فلم تعلم ما يريد؛ فأنشأ يقول.. وأورد الأبيات. قال: ) فأرسلت جارية لها مليحة فطلبت له أكيلا، وأنشأت تقول له:

أبي المرء قيس أن يذوق طعامه

بغير أكيل؛ إنه لكريم!

فبوركت حيا ياأخا الجود والندى

وبوركت ميتا قد حوتك رجوم

(٢) أضافها إلى عمها وجدها الأكبرين، لعزتهما بين قبائل العرب؛ وذلك أن زيد الفوارس هو ابن حصين بن ضرار بن عمرو بن مالك بن زيد بن كعب بن بجالة بن ذهل بن مالك، أخي عبد الله بن سعد ابن ضبة. ويريد بذي البردين جد منفوسة من قبل أمها، وهو عامر بن أحيمر بن بهدلة؛ لقب بذلك لما روي أن النعمان أخرج بردي محرق، وقد اجتمعت وفود العرب وقال: ليقم أعز العرب فليلبسهما، فقام عامر، فاتزر بأحدهما وارتدى بالآخر؛ ولم ينازعه أحد في خبر ذكره المرزوقي في شرح الحماسة ١٦٦٨

(٣) حاشية الأصل (من نسخة): (آكله)، بضم الكاف واللام.

(٤) حماسة أبي تمام بشرح المرزوقي ١١٨٠؛ وفي حاشيه الأصل (من نسخة):

* وما شيمة لي غيرها تشبه العبدا*

١٦٠

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

ما يشاء، وأن يكون في تركته(١) الكندر، قال: وسمعته يقول: لا تدخلوا بالليل بيتاً مظلماً إلّا مع السراج.

١٢ - باب كراهة السراج في القمر

[ ٦٦ ٧١ ] ١ - محمّد بن علي بن الحسين بإسناده، عن حمّاد بن عمرو، عن جعفر بن محمّد، عن آبائه( عليهم‌السلام ) - في وصيّة النبي( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) لعلي( عليه‌السلام ) - قال: يا علي، أربعة يذهبن ضياعاً: الأكل على الشبع، والسراج في القمر، والزرع في السبخة، والصنيعة عند غير أهلها.

وفي( الخصال) (٢) بالإِسناد الآتي(٣) ، مثله.

[ ٦٦ ٧٢ ] ٢ - وعن أبيه، عن علي بن موسى الكميداني، عن أحمد بن محمّد، عن علي بن الحكم باسناده يرفعه إلى أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: أربعة يذهبن ضياعاً: البذر في السبخة، والسراج في القمر، والأكل على الشبع، والمعروف إلى من ليس بأهله.

____________________

(١) في هامش الاصل: تراثه( بدل) تركته.

الباب ١٢

فيه حديثان

١ - الفقيه ٤: ٢٧٠ / ٨٢٤، وأورده في الحديث ٤ من الباب ٥ من أبواب فعل المعروف، وفي الحديث ٤ من الباب ٢ من أبواب آداب المائدة.

(٢) الخصال: ٢٦٤ / ١٤٣.

(٣) يأتي اسناده في الفائدة الاولى من الخاتمة برمز( ج ).

٢ - الخصال: ٢٦٣ / ١٤٢.

٣٢١

١٣ - باب استحباب تنظيف البيوت من حوك العنكبوت وكراهة تركه

[ ٦٦ ٧٣ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن سلمة بن الخطاب، عن إبراهيم بن ميمون، عن عيسى بن عبد الله، عن جدّه قال: قال أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) : قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) : بيت الشياطين من بيوتكم بيت العنكبوت.

[ ٦٦ ٧٤ ] ٢ - عبد الله بن جعفر في( قرب الإِسناد ): عن محمّد بن عيسى، عن عبد الله بن ميمون القدّاح، عن جعفر، عن أبيه، عن علي( عليه‌السلام ) قال: نظّفوا بيوتكم من حوك العنكبوت فانّ تركه في بيت يورث الفقر.

أحمد بن أبي عبد الله في( المحاسن ): عن جابر بن الخليل القرشي، عن عبد الله بن ميمون، مثله(١) .

١٤ - باب استحباب جلوس الداخل حيث يأمره صاحب البيت

[ ٦٦ ٧٥ ] ١ - عبد الله بن جعفر في( قرب الاسناد ): عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه( عليه‌السلام ) قال: إذا دخل أحدكم على أخيه في رحله فليقعد حيث يأمره صاحب الرحل، فإن صاحب الرحل أعرف بعورة بيته من الداخل عليه.

____________________

الباب ١٣

فيه حديثان

١ - الكافي ٦: ٥٣٢ / ١١.

٢ - قرب الاسناد: ٢٥.

(١) المحاسن: ٦٢٤ / ٧٨، يأتي ما يدل على ذلك في الحديث ٢١ من الباب ٤٩ من أبواب جهاد النفس، وتقدم ما يدل على ذلك في الحديث ٣ من الباب ١٠ من هذه الأبواب.

الباب ١٤

فيه حديث واحد

١ - قرب الاسناد: ٣٣، أورده أيضاً في الحديث ١ من الباب ٧٨ من أبواب العشرة.

٣٢٢

١٥ - باب استحباب التسليم على الأهل عند دخول الإِنسان منزله، وإلّا فعلى نفسه وقراءة الإِخلاص

[ ٦٦ ٧٦ ] ١ - محمّد بن علي بن الحسين في( الخصال) بإسناده عن علي( عليه‌السلام ) - في حديث الأربعمائة - قال: إذا دخل أحدكم منزله فليسلّم على أهله يقول: السلام عليكم فان لم يكن له أهل فليقل: السلام علينا من ربنا وليقرأ: قل هو الله أحد حين يدخل منزله، فانه ينفي الفقر.

أقول: ويأتي ما يدل على ذلك(١) .

١٦ - باب استحباب إغلاق الأبواب، وتغطية الأواني وإيكائها وإطفاء السراج وإخراج النار عند النوم وكراهة ترك ذلك

[ ٦٦ ٧٧ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن عثمان بن عيسى، عن سماعة قال: سألت أبا عبد الله( عليه‌السلام ) عن إغلاق الأبواب وإيكاء الأواني وإطفاء السراج ؟ فقال: أغلق بابك فإنّ الشيطان لا يفتح باباً، وأطف السراج من الفويسقة وهي الفأرة لا تحرق بيتك، وأوك الإناء.

[ ٦٦ ٧٨ ] ٢ - قال الكليني: وروي أنّ الشيطان لا يكشف مخمراً يعني مغطّأً.

[ ٦٦ ٧٩ ] ٣ - محمّد بن علي بن الحسين في( عيون الأخبار ): عن محمّد بن

____________________

الباب ١٥

فيه حديث واحد

١ - الخصال: ٦٢٦.

(١) يأتي ما يدل عليه في الباب ٥٠ من أبواب العشرة.

الباب ١٦

فيه ٧ أحاديث

١ - الكافي ٦: ٥٣٢ / ١٢.

٢ - الكافي ٦: ٥٣٢ / ١٢.

٣ - عيون أخبار الرضا( عليه‌السلام ) ٢: ٧٤ / ٣٤٨.

٣٢٣

أحمد بن الحسين بن يوسف البغدادي، عن علي بن محمّد بن عنبسة(١) ، عن دارم بن قبيصة، عن الرضا( عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) : أطفئوا المصابيح بالليل لا تجرّها الفويسقة(٢) فتحرق البيت وما فيه.

[ ٦٦ ٨٠ ] ٤ - وفي( العلل) عن أبيه، عن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن أحمد، عن محمّد بن عبد الحميد، عن يونس بن يعقوب، عمّن ذكره، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) ، عن أبيه، عن جابر بن عبد الله الأنصاري، قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) : أجيفوا أبوابكم، وخمّروا آنيتكم وأوكو أسقيتكم فان الشيطان لا يكشف غطاء ولا يحل وكاء، وأطفئوا سرجكم فانّ الفويسقة تضرم البيت على أهله، واحبسوا مواشيكم وأهليكم من حين تجب الشمس إلى أن تذهب فحمة العشاء.

[ ٦٦ ٨١ ] ٥ - أحمد بن أبي عبد الله في( المحاسن ): عن محمّد بن علي، عن عبد الرحمن بن أبي هاشم، عن أبي خديجة، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: لا تدعوا آنيتكم بغير غطاء فإنّ الشيطان إذا لم تغط الآنية بزق فيها، وأخذ ممّا فيها ما شاء.

[ ٦٦ ٨٢ ] ٦ - الحسن الطبرسي في( مكارم الأخلاق) عن رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) قال: أطفئوا المصابيح لا تجرّها الفويسقة فتحرق البيت وما فيه.

[ ٦٦ ٨٣ ] ٧ - وعنه( عليهم‌السلام ) قال: لا تتركوا النار في بيوتكم حين تنامون.

____________________

(١) في المصدر: عيينة.

(٢) في نسخة: الفأرة( هامش المخطوط ).

٤ - علل الشرائع: ٥٨٢ / ٢١ الباب ٣٨٥.

٥ - المحاسن: ٥٨٤ / ٧٥، وأورده أيضاً في الحديث ١ من الباب ٨٢ من أبواب آداب المائدة.

٦ - مكارم الأخلاق: ١٢٨.

٧ - مكارم الأخلاق: ١٢٨.

٣٢٤

١٧ - باب كراهة النوم في بيت ليس له باب ولا ستر

[ ٦٦ ٨٤ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن أبيه، عن عبد الله بن المغيرة، ومحمّد بن سنان جميعاً، عن طلحة بن زيد، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) أنّه كره أن ينام في بيت ليس عليه باب ولا ستر.

[ ٦٦ ٨٥ ] ٢ - عبد الله بن جعفر في( قرب الإِسناد ): عن السندي بن محمّد، عن أبي البختري، عن جعفر، عن أبيه، عن علي( عليهم‌السلام ) أنّه كره أن يبيت الرجل في بيت ليس له باب ولا ستر.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك.

١٨ - باب استحباب كون الخروج من البيت في الصيف يوم الخميس أو الجمعة أو ليلتها، والدخول في الشتاء من البرد يوم الجمعة أو ليلتها

[ ٦٦ ٨٦ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن الحسين بن سعيد، عن النضر بن سويد، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: كان رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) يستحبّ إذا دخل وإذا خرج في الشتاء أن يكون ذلك في ليلة الجمعة، الحديث.

____________________

الباب ١٧

فيه حديثان

١ - الكافي ٦: ٥٣٣ / ٥.

٢ - قرب الاسناد: ٦٨.

الباب ١٨

فيه ٥ أحاديث

١ - الكافي ٣: ٤١٣ / ٣، يأتي ذيله في الحديث ١ من الباب ٤٠ من أبواب صلاة الجمعة.

٣٢٥

[ ٦٦ ٨٧ ] ٢ - وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: كان النبي( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) إذا خرج في الصيف من البيت خرج يوم الخميس، وإذا أراد أن يدخل في الشتاء من البرد دخل يوم الجمعة.

[ ٦٦ ٨٨ ] ٣ - قال الكليني: وروي أيضاً كان دخوله وخروجه ليلة الجمعة.

[ ٦٦ ٨٩ ] ٤ - محمّد بن علي بن الحسين في( الخصال) قال: كان النبي( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) إذا خرج في الصيف من بيته خرج يوم الخميس وإذا أراد أن يدخل البيت في الشتاء من البرد دخل يوم الجمعة.

[ ٦٦ ٩٠ ] ٥ - قال: وقد روي أنّه كان دخوله وخروجه يوم(١) الجمعة.

أقول: ويأتي ما يدلّ على ذلك(٢) .

١٩ - باب استحباب التسمية وقراءة الإخلاص عشراً والدعاء بالمأثور عند الخروج من المنزل في سفر أو حضر وعند دخوله

[ ٦٦ ٩١ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن ابن فضّال، عن الحسن بن الجهم، عن أبي الحسن( عليه‌السلام ) قال: إذا خرجت من منزلك في سفر أو حضر فقل: بسم الله آمنت بالله و(٣) توكّلت على الله

____________________

٢ - الكافي ٦: ٥٣٢ / ١٤.

٣ - الكافي ٦: ٥٣٢ / ١٤.

٤ - الخصال: ٣٩١ / ٨٥.

٥ - الخصال: ٣٩١ / ٨٥.

(١) في نسخة: ليلة.( هامش المخطوط ).

(٢) يأتي ما يدل عليه في الباب ٦ و ٧ من أبواب آداب السفر.

الباب ١٩

فيه ٨ أحاديث

١ - الكافي ٢: ٣٩٥ / ١٢.

(٣) كتب المصنف على الواو في الهامش علامة نسخة.

٣٢٦

ما شاء الله لا حول ولا قوّة إلّا بالله فتلقاه الشياطين فتنصرف وتصرف(١) الملائكة وجوهها، وتقول: ما سبيلكم عليه وقد سمّى الله و ‎ آمن به وتوكّل عليه، وقال: ما شاء الله لا حول ولا قوة إلّا بالله.

ورواه البرقي في( المحاسن) عن ابن فضّال، مثله (٢) .

[ ٦٦ ٩٢ ] ٢ - وعن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن عثمان بن عيسى، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) (٣) - في حديث - قال: من قال حين يخرج من منزله: بسم الله حسبي الله توكّلت على الله اللّهم إنّي أسألك خير أموري كلّها وأعوذ بك من خزي الدنيا وعذاب الآخرة، كفاه الله ما أهمه من أمر دنياه وآخرته.

[ ٦٦ ٩٣ ] ٣ - وعنهم، عن أحمد، عن محمّد بن علي، عن عبد الرحمن بن أبي هاشم، عن أبي خديجة قال: كان أبو عبد الله( عليه‌السلام ) إذا خرج يقول: اللهم بك خرجت ولك أسلمت وبك آمنت وعليك توكّلت اللهم بارك لي في يومي هذا وارزقني فوزه وفتحه ونصره وطهوره وهداه وبركته واصرف عنّي شرّه وشرّ ما فيه، بسم الله وبالله والله أكبر والحمد لله ربّ العالمين، اللّهم إني قد خرجت فبارك لي في خروجي وانفعني به، قال: وإذا دخل منزله(٤) ، قال ذلك.

ورواه البرقي في( المحاسن ): عن محمّد بن علي(٥) ، والذي قبله عن عثمان بن عيسى، ومثله.

____________________

(١) في المصدر: وتضرب.

(٢) المحاسن: ٣٥٠، ورواه البرقي أيضاً في المحاسن عن عدة من أصحابنا، عن علي بن أسباط عن الرضا( عليه‌السلام ) ، وأخرجه المصنف عنه وعن الفقيه في الحديث ٦ من الباب ١٩ من أبواب آداب السفر.

٢ - الكافي ٢: ٣٩٣ / ٣، ورواه في المحاسن: ٣٥١ / ٣٧.

(٣) في المصدر: قال: استأذنت على أبي جعفر ( عليه‌السلام ) .

٣ - الكافي ٢: ٣٩٤ / ٦.

(٤) كتب المصنف في الهامش عن نسخة( في منزله ).

(٥) المحاسن: ٣٥١ / ٣٥.

٣٢٧

[ ٦٦ ٩٤ ] ٤ - وعن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن سنان، عن الرضا( عليه‌السلام ) قال: كان أبي( عليه‌السلام ) إذا خرج من منزله قال: بسم الله الرحمن الرحيم خرجت بحول الله وقوّته لا بحول منّي ولا قوّتي بل بحولك وقوّتك يا ربّ، متعرّضاً لرزقك فأتني به في عافية.

[ ٦٦ ٩٥ ] ٥ - وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن الحسن بن عطيّة، عن عمر بن يزيد قال: قال أبو عبد الله( عليه‌السلام ) من قرأ: قل هو الله أحد حين يخرج من منزله عشر مرات لم يزل في حفظ الله عزّ وجلّ وكلاءته حتّى يرجع إلى منزله.

[ ٦٦ ٩٦ ] ٦ - وعن حميد بن زياد، عن الحسن بن محمّد، عن غير واحد، عن أبان، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) أنّه كان إذا خرج من البيت قال: بسم الله خرجت وعلى الله توكّلت ولا حول ولا قوّة إلّا بالله.

[ ٦٦ ٩٧ ] ٧ - محمّد بن علي بن الحسين في( ثواب الأعمال ): عن محمّد بن الحسن، عن الصفّار، عن معاوية بن حكيم، عن ابن أبي عمير، عن أبان بن عثمان، عن محمّد بن سعيد، عن عطيّة العوفي، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) قال: من قال إذا خرج من بيته: بسم الله، قال الملكان: هديت، فإن قال: لا حول ولا حول قوّة إلّا بالله، قالا: وقيت، فإن قال: توكّلت على الله قالا: كفيت، فيقول الشيطان: كيف لي بعبد هدي ووقي وكفي.

وفي( المجالس) (١) : عن جعفر بن محمّد بن مسرور، عن

____________________

٤ - الكافي ٢: ٣٩٤ / ٧، أورده أيضاً ‎ً في الحديث ١٢ من الباب ١٩ من أبواب آداب السفر.

٥ - الكافي ٢: ٣٩٤ / ٨.

٦ - الكافي ٢: ٣٩٤ / ١٠.

٧ - ثواب الأعمال: ١٩٥ / ١.

(١) أمالي الصدوق: ٤٦٤ / ١٧.

٣٢٨

الحسين(١) بن محمّد بن عامر، عن عمّه عبد الله بن عامر، عن محمّد بن أبي عمير، مثله.

[ ٦٦ ٩٨ ] ٨ - وفي( العلل ): عن أبيه، عن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن أحمد، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن علي بن أسباط، عن عمّه يعقوب يرفعه إلى علي بن أبي طالب( عليه‌السلام ) - في حديث - قال: إذا بلغ أحدكم باب حجرته فليسمّ فإنّه يفرّ الشيطان، وإذا دخل أحدكم بيته فليسمّ فإنّه تنزل البركة وتؤنسه الملائكة.

أقول: ويأتي ما يدلّ على ذلك(٢) .

٢٠ - باب تأكّد كراهة مبيت الانسان وحده إلّا مع الضرورة، وكثرة ذكر الله، وحكم استصحاب القرآن وكثرة تلاوته، وكراهة سلوكه وادياً وحده ومبيته على غمر *

[ ٦٦ ٩٩ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن ابن محبوب، عن العلاء بن رزين، عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر( عليه

____________________

(١) في المصدر: الحسن.

٨ - علل الشرائع: ٥٨٢ / ٢٣، أورد قطعة منه في الحديث ٣ من الباب ١٠ من هذه الأبواب، وقطعة في الحديث ١ من الباب ٦٧ من أبواب الملابس، وفي الحديث ٢ من الباب ٦٤ من أبواب ما يكتسب به.

(٢) يأتي في الحديث ٢ من الباب ٢١ من أبواب القراءة، ويأتي ما يدل على الحكم الأخير في الحديث ٦ من الباب ٧ وفي الباب ٢٠ من أبواب آداب السفر، تقدم ما يدل على استحباب التسمية في الحديث ١٢ من الباب ٢٦ من أبواب الوضوء.

الباب ٢٠

فيه ١٥ حديث

(*) الغَمَر: ريح اللحم والدسم يعلق بيد الآكل( لسان العرب ٥: ٣٢ ).

١ - الكافي ٦: ٥٣٣ / ٢، تقدم صدره في الحديث ١ من الباب ١٦ من أبواب الخلوة، وقطعة منه في الحديث ٤ من الباب ٧ من أبواب الأشربة المحرمة.

٣٢٩

السلام) قال: من تخلّى على قبر أو بال قائماً أو بال في ماء قائم(١) [ أو مشى في حذاء واحد أو شرب قائماً ](٢) أو خلا في بيت وحده وبات على غمر فأصابه شيء من الشيطان لم يدعه إلّا أن يشاء الله، وأسرع ما يكون الشيطان إلى الإنسان وهو على بعض هذه الحالات، وأنّ رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) خرج في سريّة فأتى وادي مجنّة(٣) فنادى أصحابه: ألا ليأخذ كلّ رجل منكم بيد صاحبه ولا يدخلنّ رجل وحده، ولا يمضي رجل وحده قال: فتقدّم رجل وحده فانتهى إليه وقد صرع فأخبر بذلك رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) فأخذ بإبهامه فغمزها ثمّ قال: بسم الله اخرج حيث أنا رسول الله قال: فقام.

[ ٦٧ ٠٠ ] ٢ - وعنه، عن أحمد بن محمّد، عن ابن فضّال، عن ابن القدّاح، عن أبيه قال: نزلت على أبي جعفر( عليه‌السلام ) فقال: يا ميمون، من يرقد معك بالليل، أمعك غلام ؟ قلت: لا قال: فلا تنم وحدك فإنّ أجرأ ما يكون الشيطان على الانسان إذا كان وحده.

[ ٦٧ ٠١ ] ٣ - وعنه، عن عبد الله بن محمّد، عن علي بن الحكم، عن أبان الأحمر، عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: إنّ الشيطان أشدّ ما يهمّ بالانسان حين يكون وحده خيالياً لا أرى أن يرقد وحده.

[ ٦٧ ٠٢ ] ٤ - وعن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن عثمان بن عيسى، عن سماعة بن مهران قال: سألت أبا عبد الله( عليه‌السلام ) عن الرجل يبيت في بيت وحده فقال: إنّي لأكره ذلك وإن اضطرّ إلى

____________________

(١) في المصدر وفي نسخة في هامش المخطوط: قائماً.

(٢) ما بين المعقوفين ليس في المخطوط وأثبتناه من المصدر.

(٣) مَجَنَّة: موضع على أميال من مكة كان فيه سوق في الجاهلية( معجم البلدان ٥: ٥٨ ).

٢ - الكافي ٦: ٥٣٣ / ١.

٣ - الكافي ٦: ٥٣٣ / ٣.

٤ - الكافي ٦: ٥٣٣ / ٤.

٣٣٠

ذلك فلا بأس، ولكن يكثر ذكر الله في منامه ما استطاع.

[ ٦٧ ٠٣ ] ٥ - وعنهم، عن سهل بن زياد، وعن علي بن إبراهيم جميعاً، عن محمّد بن عيسى، عن الدهقان، عن درست، عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن أبي الحسن موسى( عليه‌السلام ) قال: ثلاثة يتخوّف منها الجنون: التغوّط بين القبور، والمشي في خفّ واحد، والرجل ينام وحده.

قال الكليني: هذه الأشياء إنّما كرهت لهذه العلّة وليست هي بحرام.

[ ٦٧ ٠٤ ] ٦ - وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، وعلي بن محمّد القاساني جميعاً، عن القاسم بن محمّد، عن سليمان بن داود، عن سفيان بن عيينة، عن الزهري قال: قال علي بن الحسين (عليهما‌السلام ) : لو مات من بين المشرق والمغرب لما استوحشت بعد أن يكون القرآن معي، الحديث.

[ ٦٧ ٠٥ ] ٧ - وبهذا الإِسناد عن علي بن الحسين( عليه‌السلام ) - في حديث - قال: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) : من أعطاه الله القرآن فرأى أنّ رجلاً أُعطي أفضل ممّا أُعطي فقد صغّر عظيماً، وعظم صغيراً.

[ ٦٧ ٠٦ ] ٨ -( وعن بعض أصحابنا وفي نسخة عن أبي عبد الله الأشعري) (١) رفعه، عن هشام بن الحكم، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) - في حديث طويل - قال: يا هشام، الصبر على الوحدة علامة قوّة العقل، فمن عقل عن

____________________

٥ - الكافي ٦: ٥٣٤ / ١٠، وأورده أيضاً في الحديث ٢ من الباب ١٦ من أبواب أحكام الخلوه وتقدمت قطعة منه في الحديث ٥ من الباب ٤٤ من أبواب الملابس.

٦ - الكافي ٢: ٤٤٠ / ١٣، أورده بتمامه في الحديث ٢ من الباب ١١ من أبواب قراءة القرآن.

٧ - الكافي ٢: ٤٤٢ / ٧، أورد ذيله في الحديث ١ من الباب ٦٨ من أبواب القراءة في الصلاة.

٨ - الكافي ٢: ١٣ / ١٢.

(١) في المصدر بدل ما بين القوسين هكذا: أبو عبد الله الأشعري عن بعض أصحابنا رفعه عن هشام بن الحكم.

٣٣١

الله اعتزل أهل الدنيا والراغبين فيها، ورغب فيما عند الله وكان الله أُنسه في الوحشة وصاحبه في الوحدة وغناه في العلية ومعزّه من غير عشيرة، الحديث.

أقول: هذا محمول على الجواز وما مضى(١) ويأتي(٢) على كراهة، والأقرب إرادة اجتناب الأشرار دون الأخيار لما يأتي في محلّه(٣) .

[ ٦٧ ٠٧ ] ٩ - محمّد بن علي بن الحسين بإسناده عن حمّاد بن عمرو وأنس بن محمّد، عن أبيه، عن الصادق، عن آبائه،( عليهم‌السلام ) - في وصيّة النبي( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) لعلي( عليه‌السلام ) - قال: وكره أن ينام الرجل في بيت وحده، يا علي، لعن الله ثلاثة: آكل زاده وحده، وراكب الفلاة وحده، والنائم في بيت وحده، يا علي، ثلاث يتخوّف منهنّ الجنون: التغوّط بين القبور، والمشي في خفّ واحد، والرجل ينام وحده.

[ ٦٧ ٠٨ ] ١٠ - وبإسناده عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن أبي الحسن موسى بن جعفر( عليه‌السلام ) قال: لعن رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) ثلاثة منهم: النائم في بيت وحده.

[ ٦٧ ٠٩ ] ١١ - وبإسناده عن أبي خديجة، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: البائت في البيت وحده شيطان، والاثنان لمّة، والثلاثة أُنس.

[ ٦٧ ١٠ ] ١٢ - وبإسناده عن شعيب بن واقد، عن الحسين بن زيد، عن الصادق، عن آبائه( عليهم‌السلام ) - في حديث المناهي - أنّ رسول الله

____________________

(١) مضى في الحديث ١ و ٢ و ٣ و ٤ و ٥ من هذا الباب.

(٢) يأتي في الأحاديث الآتية في هذا الباب.

(٣) يأتي في الباب ١١ من أبواب العشرة.

٩ - الفقيه ٤: ٢٥٨ / ٨٢٣، أورد قطعة منه في الحديث ١ من الباب ١٠١ من أبواب آداب المائدة، وأخرجه بتمامه في الحديث ١٨ من الباب ٤٩ من أبواب جهاد النفس.

١٠ - الفقيه ٢: ١٨١ / ٨١٠، أخرجه بتمامه في الحديث ٧ من الباب ٣٠ من أبواب آداب السفر.

١١ - الفقيه ٢: ١٨٣ / ٨١٩.

١٢ - الفقيه ٤: ٢ / ١.

٣٣٢

( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) قال: لا يبيتنّ أحدكم ويده غمرة، فان فعل فأصابه لمم الشيطان فلا يلومنّ إلّا نفسه.

[ ٦٧ ١١ ] ١٣ - وفي( الخصال ): عن محمّد بن علي ماجيلويه، عن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن أحمد، عن محمّد بن عيسى، عن الدهقان، عن درست، عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن أبي الحسن( عليه‌السلام ) قال: لعن رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) ثلاثة: الآكل زاده وحده، والراكب في الفلاة وحده، والنائم في بيت وحده.

[ ٦٧ ١٢ ] ١٤ - وفي( المجالس) باسناد تقدّم (١) في حديث تقدّم قال: وكره أن ينام الرجل في بيت وحده.

[ ٦٧ ١٣ ] ١٥ - علي بن جعفر في كتابه عن أخيه قال: سألته عن الرجل، هل يصلح له أن ينام في البيت وحده ؟ قال: تكره الخلوة وما أُحبّ أن يفعل.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك في أحكام الخلوة(٢) ، ويأتي ما يدلّ عليه(٣) .

____________________

١٣ - الخصال: ٩٣ / ٣٨، أخرج قطعة منه عن المحاسن في الحديث ٢ من الباب ١٠١ من أبواب آداب المائدة.

١٤ - أمالي الصدوق: ٢٤٨ / ٣.

(١) تقدم في الحديث ٣ من الباب ٦٣ من أبواب الدفن، وفي ذيل الحديث ١١ من الباب ١٥ من أبواب أحكام الخلوة.

١٥ - مسائل علي بن جعفر: ١٧٥ / ٣١٤.

(٢) تقدم ما يدل على ذلك في الحديث ١ و ٢ من الباب ١٦ من أحكام الخلوة، وفي الحديث ٧ من الباب ٤ من هذه الأبواب.

(٣) يأتي ما يدل عليه في الأبواب ٢١ و ٢٥ و ٣٠ من أبواب آداب السفر، وفي الحديث ١٨ من الباب ٤٩ من أبواب جهاد النفس.

٣٣٣

٢١ - باب كراهة خلوة الإِنسان في بيت وحده

[ ٦٧ ١٤ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حمّاد، عن الحلبي، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: إنّ الشيطان أشدّ ما يهمّ بالإِنسان إذا كان وحده، فلا تبيتنّ وحدك، ولا تسافرنّ وحدك.

[ ٦٧ ١٥ ] ٢ - وعن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن صفوان، عن العلاء، عن محمّد بن مسلم، عن أحدهما( عليهما‌السلام ) - في حديث - أنّه قال: لا تخل في بيت وحدك(١) فانّ الشيطان أسرعٍ ما يكون إلى العبد إذا كان على بعض هذه الأحوال، وقال: إنّه ما أصاب أحداً شيء على هذه الحال فكاد أن يفارقه إلّا أن يشاء الله عزّ وجلّ.

[ ٦٧ ١٦ ] ٣ - وعنهم، عن سهل، عن جعفر بن محمّد الأشعري، عن ابن القدّاح، عن أبيه ميمون، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) أنّه قال لمحمّد بن سليمان: أين نزلت ؟ قال: في مكان كذا وكذا، قال: أمعك أحد ؟ قال: لا، قال: لا تكن وحدك، تحوّل عنه يا ميمون، فانّ الشيطان أجرأ ما يكون على الانسان إذا كان وحده.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(٢) .

____________________

الباب ٢١

فيه ٣ أحاديث

١ - الكافي ٦: ٥٣٤ / ٩.

٢ - الكافي ٦: ٥٣٤ / ٨ وأورده بتمامه في الحديث ١ من الباب ٢٤ من أبواب أحكام الخلوة.

(١) في المصدر زيادة: ولا تمش في نعل واحد.

٣ - الكافي ٦: ٥٣٤ / ٧.

(٢) تقدم ما يدل على ذلك في الحديث ٣ و ٤ من الباب ٦٩ من أبواب أحكام المساجد، وفي الحديث ٧ من الباب ٤، وفي الباب ٢٠ من هذه الأبواب.

٣٣٤

٢٢ - باب عدم جواز التطلّع في الدور

[ ٦٧ ١٧ ] ١ - محمّد بن علي بن الحسين بإسناده عن شعيب بن واقد، عن الحسين بن زيد، عن الصادق، عن آبائه( عليهم‌السلام ) - في حديث المناهي - قال: نهى رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) أن يطلع الرجل في بيت جاره.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك في الدفن(١) ، ويأتي ما يدلّ عليه(٢) .

٢٣ - باب كراهة اتّخاذ أكثر من ثلاثة فرش، وكثرة البسط والوسائد والمرافق والنمارق إلّا مع الحاجة إليها، واتخاذ الزوجة لها

[ ٦٧ ١٨ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن علي بن محمّد القاساني، عن القاسم بن محمّد، عن سليمان بن داود المنقري، عن حمّاد بن عيسى قال: نظر أبو عبد الله( عليه‌السلام ) إلى فراش في دار رجل، فقال: فراش للرجل، وفراش لأهله، وفراش لضيفه، وفراش للشيطان.

ورواه الصدوق في( الخصال) عن أبيه، عن سعد، عن القاسم بن محمّد، مثله (٣) ، إلّا أنّه قال: والفراش الرابع للشيطان.

____________________

الباب ٢٢

فيه حديث واحد

١ - الفقيه ٤: ٦ / ١.

(١) تقدم ما يدل على ذلك في الحديث ١٦ من الباب ١٥ من أبواب الجنابة، وفي الباب ٦٣ من أبواب الدفن.

(٢) يأتي ما يدل عليه في الحديث ١٧ من الباب ٤٩ من أبواب جهاد النفس، وفي الباب ٢٥ من أبواب القصاص.

الباب ٢٣

فيه ٦ أحاديث

١ - الكافي ٦: ٤٧٩ / ٦.

(٣) الخصال: ١٢٠ / ١١١.

٣٣٥

[ ٦٧ ١٩ ] ٢ - وعن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن بعض أصحابه، عن علي بن إسماعيل الميثمي، عن أبي الجارود قال: دخلت على أبي جعفر( عليه‌السلام ) وهو جالس على متاع فجعلت ألمس المتاع بيدي، فقال: هذا الذي تلمسه أرمني فقلت به: وما أنت والأرمني ؟! فقال: هذا متاع جاءت به أُمّ علي - امرأة له -، الحديث.

[ ٦٧ ٢٠ ] ٣ - وعن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن أبيه، عن عبد الله بن المغيرة، عن أبي مالك الجهني، عن عبد الله بن عطاء قال: دخلت على أبي جعفر( عليه‌السلام ) فرأيت في منزله بسطاً ووسائد وأنماطاً ومرافق، فقلت: ما هذا ؟ فقال: متاع المرأة.

[ ٦٧ ٢١ ] ٤ - وعنهم، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن عثمان بن عيسى، عن عبد الله بن مسكان، عن الحسن الزيات قال: دخلت على أبي جعفر( عليه‌السلام ) في بيت منجد ثمّ عدت إليه من الغد وهو في بيت ليس فيه إلّا حصير وعليه قميص غليظ، فقال: الذي رأيته ليس بيتي إنّما هو بيت المرأة وكان أمس يومها.

[ ٦٧ ٢٢ ] ٥ - وعنهم، عن سهل بن زياد، عن منصور بن العباس، عن سعيد بن جناح، عن أبي خالد الزيدي، عن جابر، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: دخل قوم على الحسين بن علي( عليهما‌السلام ) فقالوا: يابن رسول الله، نرى في منزلك أشياء نكرهها، رأوا في منزله بسطاً ونمارق، فقال( عليه‌السلام ) : إنا نتزوّج النساء فنعطيهنّ مهورهنّ فيشترين ما شئن ليس لنا منه شيء.

____________________

٢ - الكافي ٦: ٤٧٧ / ٦، يأتي ذيله في الحديث ٩ من الباب ١٠ من أبواب ما يحرم بالكفر.

٣ - الكافي ٦: ٤٧٦ / ٢.

٤ - الكافي ٦: ٤٧٧ / ٥، تقدم الحديث مفصلاً بطريق آخر في الحديث ١٣ من الباب ١٧ من أبواب الملابس.

٥ - الكافي ٦: ٤٧٦ / ١.

٣٣٦

[ ٦٧ ٢٣ ] ٦ - محمّد بن علي بن الحسين في( الخصال ): عن الخليل بن أحمد، عن عمر بن حفص، عن سليمان بن الأشعث، عن يزيد بن خالد، عن أبي وهب، عن ابن هاني، عن عبد الرحمن البجلي، عن جابر بن عبد الله قال: ذكر عند رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) الفرش فقال: فراش للرجل، وفراش للمرأة، وفراش للضيف، والرابع للشيطان.

٢٤ - باب جواز توسّد الريش

[ ٦٧ ٢٤ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن علي بن محمّد بن بندار، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن أبي جرير القمي قال: سألت الرضا( عليه‌السلام ) عن الريش أذكّي هو ؟ فقال: كان أبي يتوسّد الريش.

٢٥ - باب كراهة تشييد البناء واستحباب الاقتصار منه على الكفاف، وتحريم البناء رياء وسمعة

[ ٦٧ ٢٥ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه، عن صفوان بن يحيى، عن أبي جميلة، عن حميد الصيرفي، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: كلّ بناء ليس بكفاف فهو وبال على صاحبه يوم القيامة.

أحمد بن محمّد البرقي في( المحاسن) عن أبيه، مثله (١) .

____________________

٦ - الخصال: ١٢١ / ١١٢.

الباب ٢٤

فيه حديث واحد

١ - الكافي ٦: ٤٥٠ / ٥.

الباب ٢٥

فيه ٧ أحاديث

١ - الكافي ٦: ٥٣١ / ٧، أورد في الحديث ٢ من الباب ٥٦ من أبواب لباس المصلي.

(١) المحاسن: ٦٠٨.

٣٣٧

[ ٦٧ ٢٦ ] ٢ - وعن يعقوب بن يزيد، عن سليمان بن أبي شيخ يرفعه قال: مرّ أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) بباب رجل قد بناه من آجر فقال: لمن هذا الباب ؟ فقيل: لمغرور الفلاني، ثمّ مرّ بباب آخر قد بناه صاحبه بالآجر فقال: هذا مغرور آخر.

[ ٦٧ ٢٧ ] ٣ - وعنه، عن ابن أبي عمير، عن رجل، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: من بنى فوق ما يسكنه كلف حمله يوم القيامة.

[ ٦٧ ٢٨ ] ٤ - محمّد بن علي بن الحسين( عليه‌السلام ) بإسناده عن شعيب بن واقد، عن الحسين بن زيد، عن الصادق، عن آبائه( عليهم‌السلام ) - في حديث المناهي - قال: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) : ومن بنى بنياناً رياءً وسمعة حمله الله يوم القيامة من الأرض السابعة وهو نار يشتعل منه ثمّ يطوّق في عنقه ويلقى في النار فلا يحبسه شيء منها دون قعرها إلّا أن يتوب فقيل: يا رسول الله، كيف يبني رياء وسمعة ؟ فقال: يبني فضلاً على ما يكفيه استطالة به على جيرانه ومباهاة لأخوانه.

[ ٦٧ ٢٩ ] ٥ - قال: وقال الصادق( عليه‌السلام ) : إنّ لله تبارك وتعالى بقاعاً تسمى المنتقمة، فإذا أعطى الله عبداً مالاً لم يخرج حق الله عزّ وجلّ منه سلط الله عليه بقعة من تلك البقاع فأتلف ذلك المال فيها ثمّ مات وتركها.

[ ٦٧ ٣٠ ] ٦ - وفي( الخصال) عن أبيه، عن السعد آبادي، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن أبيه، عن محمّد بن أبي عمير، عن هشام بن الحكم، عن أبي

____________________

٢ - المحاسن: ٦٠٨.

٣ - المحاسن: ٦٠٨.

٤ - الفقيه ٤: ٦ / ١.

٥ - الفقيه ٤: ٢٩٩ / ٩٠٤، وأورده في الحديث ٣ من الباب ٨ من هذه الأبواب.

٦ - الخصال: ١٥٩ / ٢٠٥، وأورد عنه وعن الكافي والمحاسن في الحديث ١ من الباب ٨ من هذه الأبواب.

٣٣٨

عبدالله( عليه‌السلام ) قال: من كسب مالاً من غير حلّه سلّط الله عليه البناء والماء والطين.

[ ٦٧ ٣١ ] ٧ - وفي( عقاب الأعمال) باسناد تقدّم في عيادة المريض (١) عن رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) قال: ومن بنى بنياناً رياء وسمعة حمله يوم القيامة إلى سبع أرضين ثمّ يطوّقه ناراً توقد في عنقه ثم يرمى به في النار، فقلنا: يا رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) ، كيف يبني رياء وسمعة ؟ فقال: يبني فضلاً على ما يكفيه أو يبني مباهاة.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(٢) ويأتي ما يدل عليه(٣) .

٢٦ - باب كراهة التحوّل من منزل إلى منزل وجوازه للنزهة، وكراهة تسمية الطريق السكة

[ ٦٧ ٣٢ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن السيّاري، عن شيخ من أصحابنا، عمّن ذكره، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: من مرّ العيش النقلة من دار إلى دار، وأكل خبز الشراء.

[ ٦٧ ٣٣ ] ٢ - أحمد بن محمّد بن خالد البرقي في( المحاسن) (٤) : عن صفوان بن يحيى، عن عمرو بن حريث قال: دخلت على أبي عبد الله( عليه

____________________

٧ - عقاب الأعمال: ٣٣١.

(١) تقدم في الحديث ٩ من الباب ١٠ من أبواب الاحتضار.

(٢) تقدم في الباب ٨ من هذه الأبواب.

(٣) يأتي ما يدل عليه بعمومه واطلاقه في الحديث ٩ من الباب ٦٢، وفي الحديث ٧ من الباب ٦٣ وفي الحديث ٣ من الباب ٦٤، وفي الحديث ٩ من الباب ٧٦ من أبواب جهاد النفس.

الباب ٢٦

فيه ٤ أحاديث

١ - الكافي ٦: ٥٣١ / ١.

٢ - المحاسن: ٦٢٢ / ٦٨، أخرجه أيضاً في الحديث ٢ من الباب ٦٨ من أبواب آداب السفر.

(٤) في المصدر زيادة: عن أبيه.

٣٣٩

السلام) وهو في منزل أخيه عبد الله بن محمّد، فقلت: ما حوّلك إلى هذا المنزل ؟ فقال: طلب النزهة.

ورواه الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، وعن أبي علي الأشعري، عن محمّد بن عبد الجبار جميعاً، عن صفوان، مثله(١) .

[ ٦٧ ٣٤ ] ٣ - وعن محمّد بن عيسى، عن عبيد الله الدهقان، عن درست، عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن أبي الحسن( عليه‌السلام ) قال: ثلاثة يجلون البصر، النظر إلى الخضرة، والنظر إلى الماء الجاري، والنظر إلى الوجه الحسن.

[ ٦٧ ٣٥ ] ٤ - وعن علي بن أسباط، عن عمّه يعقوب بن سالم رفع الحديث إلى علي( عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) : لا تسمّوا الطريق السكّة فإنّه لا سكّة إلّا سكك الجنّة.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(٢) .

٢٧ - باب تحريم أذى الجار وتضييع حقه

[ ٦٧ ٣٦ ] ١ - محمّد بن علي بن الحسين في( عقاب الأعمال) بسند تقدم في عيادة المريض عن رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) قال: ومن كان مؤذياً لجاره من غير حقّ حرمه الله ريح الجنّة ومأواه النار، ألا وإنّ الله يسأل الرجل عن حقّ جاره، ومن ضيع حق جاره فليس منّا، ومن منع الماعون من جاره إذا

____________________

(١) الكافي ٢: ١٩ / ١٤.

٣ - المحاسن: ٦٢٢ / ٦٩.

٤ - المحاسن: ٦٣٣ / ٧٤، أخرجه عن العلل في الحديث ٣ من الباب ١٠ من هذه الأبواب.

(٢) تقدم ما يدل على الجواز في الباب ٢ والحديث ٣ من الباب ٢١ من هذه الأبواب، والحديث ٣ من الباب ٣٣ من أبواب آداب التجارة.

الباب ٢٧

فيه حديث واحد

١ - عقاب الأعمال: ٣٣٣.

٣٤٠

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533