البوابّة في وجه إيران التي يبدو أنه لم يعد لهم من عدو سواها؟! ما لهم يحرضوننا ويدفعون بنا إلى الموت، وأميركا موجودة عندهم ولن تتخلّى عن حمايتهم؟! هل تتخلّى أميركا عن نفط الخليج؟! هل تسمح بتهديده، حتى من دول الخليج نفسها التي ينبع النفط في أراضيها؟!
قال الآخر: أتريد الحقّ يا صاحبي؟
قال الأول: وما يمنعك أن تقوله، ونحن وحدنا، ولا أحدٌ يسمعنا أو يرانا؟!
قال الثاني: لم يجدوا مغفّلين مثلنا. أنا لا أحمّلهم الذنب ولا ألومهم، وهم يرون من يتبرّع بالموت دونهم. لِمَ يرفضون؟! هل سمعت أنّ أحداً رفض التبرّع بالموت دونه؟! ماذا تكلّفهم كلمة أو حديث يشيدون فيه بحماة البوّابة والساهرين على الحدود والذائدين عن الحمى، وكلمات مشابهة أخرى تجدها في أيّ قاموس، لا تعني شيئاً ولا تكلّف شيئاً.
قال الأول: ولكننا لسنا نحن الّذين سنقاتل الخميني وإيران. دماء غيرنا من العراقييّن، ستسيل. من الجنوب ومن الشمال. هؤلاء هم الّذين سيدفعون فاتورة الحرب. ستسيل دماؤهم، لا دماؤنا. لن تصيبنا الحرب إلاّ من بعيد. أمّا الّذين يحترقون بنارها، فأنت تعرفهم: أسلوب مبتكر نتخلّص به من أعدائنا في الداخل وأعدائنا في إيران. ويخرج قائدنا بطلاً قوميّاً للعرب، لا كالأبطال، لا كعبد الناصر الّذي أسقطته هزيمة ١٩٦٧ أليس هذا كسباً كبيراً للقائد وللحزب، بدماء غيرنا؟!
قال الثاني: لقد كان هؤلاء الّذين تشير إليهم، وقود الحرب دائماً، حتّى التّي نشبت خارج العراق. عليهم الموت ولنا الاسم والإعلان. إنّهم بضاعتنا التي نتاجر بها.
قال الأول: لنعد إلى حديثنا الّذي بدأناه عن قلق السيد الرئيس. هل ترى من سبب له بعدما حطّمنا كل القوى المعادية، وليس في الساحة الآن من لاعب غيرنا كما تعلم؟! أهناك قوّةٌ أو قوى أخرى غير التي ذكرتها تستحق أن تقلقه؟!
قال الثاني: نعم. نسيت الأهم من بينها يا صاحبي.
قال الأول مستغرباً: الأهم! الأهم من كل ما ذكرت! ما هو؟! ماذا بقي من القوى السياسيّة المؤثّرة التي تقلق السيد الرئيس وتشغل باله؟! لقد حطّمناها كلّها، نعم كلّها، ولم يبق منها ما يستحق الذكر.