وسائل الشيعة الجزء ٦

وسائل الشيعة11%

وسائل الشيعة مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 527

المقدمة الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠
  • البداية
  • السابق
  • 527 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 341160 / تحميل: 7426
الحجم الحجم الحجم
وسائل الشيعة

وسائل الشيعة الجزء ٦

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

وحين التشييع اعترض النبي الأكرم «صلى الله عليه وآله» نعشه ، وقال برقة وحزن وكآبة : وصلت رحما ، وجزيت خيرا يا عم ، فلقد ربيت وكفلت صغيرا ، ونصرت وآزرت كبيرا(١) .

لماذا لم يأمر بالصلاة عليه؟ :

وإنما لم يأمر عليا «عليه السلام» بالصلاة عليه ، لأن صلاة الجنازة لم تكن فرضت بعد.

ولأجل ذلك قالوا : إن خديجة لم يصل عليها النبي الأكرم «صلى الله عليه وآله» حينما توفيت ، مع أنها سيدة نساء العالمين.

وقد فصلت ذلك : الرواية التي رواها علي بن ميثم ، عن أبيه عن جده : أنه سمع عليا «عليه السلام» يقول : تبع أبو طالب عبد المطلب في كل أحواله حتى خرج من الدنيا وهو على ملته ، وأوصاني أن أدفنه في قبره ، فأخبرت رسول الله «صلى الله عليه وآله» بذلك ، فقال : اذهب فواره ، وانفذ لما أمرك به.

فغسلته ، وكفنته ، وحملته إلى الجحون ، ونبشت قبر عبد المطلب ، فرفعت الصفيح عن لحده ، فإذا هو موجه إلى القبلة ، فحمدت الله تعالى على ذلك ،

__________________

ج ١ ص ٢٨٣ ، وعمدة القاري ج ٣ ص ٤٣٥ ، وأسنى المطالب ص ١٥ و ٢١ و ٣٥ وطلبة الطالب ص ٤٣ ، ودلائل النبوة للبيهقي والبرزنجي ، وابن خزيمة ، وأبي داود ، وابن عساكر.

(١) راجع : البحار ج ٣٥ ص ١٢٥ و ١٦٣ ، وراجع شرح النهج للمعتزلي ج ١٤ ص ٧٦ والإصابة (ط مصر سنة ١٣٢٥ ه‍) ج ٧ ص ١١٣ وشرح الأخبار للقاضي النعمان ج ٢ ص ٥٥٧ والغدير ج ٧ ص ٣٨٦ والدرجات الرفيعة لابن معصوم ص ٦٢.

٢١

ووجهت الشيخ ، وأطبقت الصفيح عليهما ، فأنا وصي الأوصياء وورثت خير الأنبياء.

قال ميثم : والله ما عبد علي ، ولا عبد أحد من آبائه غير الله تعالى ، إلى أن توفاهم الله تعالى(١) .

رثاء علي عليه السّلام لأبيه :

وقد رثاه ولده الإمام علي «عليه السلام» حينما توفي بقوله :

أبا طالب عصمة المستجير

وغيث المحول ونور الظلم

لقد هدّ فقدك أهل الحفاظ

فصلى عليك ولي النعم

ولقاك ربك رضوانه

فقد كنت للطهر من خير عم(٢)

ولا أبو سفيان كأبي طالب عليه السّلام :

وكتب أمير المؤمنين «عليه السلام» رسالة مطولة لمعاوية جاء فيها :

«ليس أمية كهاشم ، ولا حرب كعبد المطلب ، ولا أبو سفيان كأبي طالب ، ولا المهاجر كالطليق ، ولا الصريح كاللصيق»(٣) .

__________________

(١) سفينة البحار ج ٥ ص ٣٢١.

(٢) تذكرة الخواص ص ٩.

(٣) صفين لنصر بن مزاحم ص ٤٧١ والفتوح لابن أعثم ج ٣ ص ٢٦٠ ، ونهج البلاغة الذي بهامشه شرح الشيخ محمد عبده ج ٣ ص ١٨ الكتاب رقم ١٧ وشرح النهج للمعتزلي ج ١٥ ص ١١٧ والإمامة والسياسة ج ١ ص ١١٨ ، والغدير ج ٣ ص ٢٥٤ عنهم ، وعن : ربيع الأبرار للزمخشري باب ٦٦ ، وعن مروج الذهب ج ٢ ص ٦٢. وراجع أيضا : مناقب الخوارزمي الحنفي ص ١٨٠.

٢٢

فإذا كان أبو طالب «عليه السلام» كافرا وأبو سفيان مسلما ، فكيف يفضل الكافر على المسلم ، ثم لا يرد عليه ذلك معاوية بن أبي سفيان؟.

ولكن الحقيقة هي عكس ذلك تماما ؛ فإن أبا سفيان هو الذي قال : «إنه لا يدري ما جنة ولا نار» كما ذكرناه في كتابنا الصحيح من سيرة النبي الأعظم في أواخر غزوة أحد(١) .

ويلاحظ هنا أيضا : أن أمير المؤمنين «عليه السلام» يشير في كلامه الآنف الذكر إلى عدم صفاء نسب معاوية ، ولهذا البحث مجال آخر.

أبو طالب عليه السّلام الداعية إلى الإسلام :

كما أن أبا طالب «عليه السلام» الذي يدعو ملك الحبشة إلى الإسلام ، هو الذي دعا ولده جعفر إلى ذلك ، وأمره بأن يصل جناح ابن عمه في الصلاة(٢) .

وهو أيضا الذي دعا زوجته فاطمة بنت أسد إلى الإسلام(٣) .

وأمر حمزة بالثبات على هذا الدين ، وأظهر سروره بإسلامه ومدحه على ذلك.

وكذلك الحال بالنسبة لولده أمير المؤمنين «عليه السلام».

__________________

(١) الصحيح من سيرة النبي الأعظم «صلى الله عليه وآله» ج ٧ ص ٢٨٤.

(٢) راجع : الأوائل لأبي هلال العسكري ج ١ ص ١٥٤ ، وروضة الواعظين ص ١٤٠ وشرح النهج للمعتزلي ج ١٣ ص ٢٦٩ والسيرة الحلبية ج ١ ص ٢٦٩ وأسنى المطالب ص ١٧ والإصابة ج ٤ ص ١١٦ وأسد الغابة ج ١ ص ٢٨٧ والغدير ج ٧ ص ٣٥٧.

(٣) شرح النهج للمعتزلي ج ١٣ ص ٢٧٢.

٢٣

الاعتراف بممارسة التقية :

وقد صرح أبو طالب «عليه السلام» في وصيته بأنه كان قد اتخذ سبيل التقية في شأن رسول الله «صلى الله عليه وآله» من قريش ، وأن ما جاء به الرسول «صلى الله عليه وآله» قد قبله الجنان وأنكره اللسان ؛ مخافة الشنآن ، وأوصى قريشا بقبول دعوة الرسول ، ومتابعته على أمره ، ففي ذلك الرشاد والسعادة(١) .

موقف النبي صلّى الله عليه وآله من أبي طالب عليه السّلام :

ثم هناك ترحم النبي الأكرم «صلى الله عليه وآله» عليه ، واستغفاره له باستمرار ، وجزعه عليه عند موته(٢) .

ولا يصح الترحم إلا على المسلم ، ولأجل ذلك قال «صلى الله عليه وآله» لسفانة بنت حاتم الطائي : لو كان أبوك مسلما لترحمنا عليه(٣) .

__________________

(١) الروض الأنف ج ٢ ص ١٧١ وثمرات الأوراق ص ٩٤ وتاريخ الخميس ج ١ ص ٣٠١ و ٣٠٢ والسيرة الحلبية ج ١ ص ٣٥٢ والبحار ج ٣٥ ص ١٠٧ والغدير ج ٧ ص ٣٦٦ عن مصادر أخرى.

(٢) تذكرة الخواص ص ٨.

(٣) السيرة الحلبية ج ٣ ص ٢٠٥ وكنز العمال ج ٣ ص ٦٦٤ وتاريخ مدينة دمشق لابن عساكر ج ١١ ص ٣٥٩ وج ٦٩ ص ٢٠٣ والبداية والنهاية ج ٥ ص ٨٠ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٤ ص ١٣٢ وسبل الهدى والرشاد للشامي ج ٦ ص ٣٧٧ وشجرة طوبى ج ٢ ص ٤٠٠.

٢٤

أنا على دين أبي طالب عليه السّلام :

وحمل محمد بن الحنفية يوم الجمل على رجل من أهل البصرة ، قال : فلما غشيته قال : أنا على دين أبي طالب ، فلما عرفت الذي أراد كففت عنه(١) .

شفاعة النبي صلّى الله عليه وآله له :

وورد عنه «صلى الله عليه وآله» أيضا قوله : إذا كان يوم القيامة شفعت لأبي ، وأمي ، وعمي أبي طالب ، وأخ لي كان في الجاهلية(٢) .

فإن الشفاعة لا تحل لمشرك ، كما سيأتي.

إقراره على زواجه بمسلمة :

وسئل الإمام السجاد «عليه السلام» عن إيمان أبي طالب «عليه السلام» ، فقال : واعجبا ، إن الله نهى رسوله أن يقر مسلمة على نكاح كافر ؛ وقد كانت فاطمة بنت أسد من السابقات إلى الإسلام ، ولم تزل تحت أبي طالب حتى مات(٣) .

__________________

(١) طبقات ابن سعد (ط ليدن) ج ٥ ص ٦٧.

(٢) ذخائر العقبى ص ٧ عن تمام الرازي في فوائده ، والدرج المنيفة للسيوطي ص ٨ ومسالك الحنفا ص ١٤ عن أبي نعيم وغيره وذكر أن الحاكم صححه ، وتفسير القمي ج ١ ص ٣٨٠ وتفسير البرهان ج ٢ ص ٣٥٨ وتاريخ اليعقوبي ج ٢ ص ٣٥ وتاريخ الخميس ج ١ ص ٢٣٢.

(٣) شرح النهج للمعتزلي ج ١٤ ص ٦٨ ، والغدير ج ٧ ص ٣٨١ و ٣٨٩ عنه وعن : كتاب الحجة ص ٢٤ ، والدرجات الرفيعة ، وضياء العالمين ، وادّعي تواتر هذا الحديث عندنا.

٢٥

ونزول آية النهي عن الإمساك بعصم الكوافر في المدينة لا يوجب بطلان هذه الرواية ، لإمكان أن يكون النهي عن ذلك نهيا قوليا على لسانه «صلى الله عليه وآله» ، قبل نزول القرآن.

وعدم خضوع بعض المسلمين لذلك حينئذ ربما كان لظروف معينة فرضت عليهم ذلك.

من لم يقر بإيمان أبي طالب عليه السّلام :

وأخيرا ، فقد كتب بعضهم يسأل الإمام علي بن موسى الرضا «عليه السلام» عن إسلام أبي طالب «عليه السلام» ، فإنه قد شك في ذلك ، فكتب «عليه السلام» إليه :( وَمَنْ يُشاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ ) (١) .

وبعدها : إنك إن لم تقر بإيمان أبي طالب كان مصيرك إلى النار(٢) .

دفاع النبي صلّى الله عليه وآله عن أبي طالب عليه السّلام :

وسيأتي في غزوة بدر : أن الرسول الأكرم «صلى الله عليه وآله» لم يقبل من شهيد بدر عبيدة بن الحارث أن يعرض بعمه أبي طالب «عليه السلام» ، ولو بمثل أن يقول : إني أولى بما قال منه.

__________________

(١) الآية ١١٥ من سورة النساء.

(٢) شرح النهج للمعتزلي ج ١٤ ص ٦٨ والغدير ج ٧ ص ٣٨١ و ٣٩٤ عن الكراجكي ص ٨٠ ، وكتاب الحجة لابن معد ص ١٦ ، والدرجات الرفيعة والبحار وضياء العالمين.

٢٦

بعد قتل الفرسان الثلاثة :

وفي بدر العظمى ، وبعد قتل عتبة وشيبة والوليد ، وقطع رجل عبيدة بن الحارث ، حمل حمزة والإمام علي «عليهما السلام» عبيدة بن الحارث من المعركة ، وأتيا به إلى رسول الله «صلى الله عليه وآله» ، وألقياه بين يديه ، وإن مخ ساقه ليسيل ، فاستعبر ، وقال : يا رسول الله ، ألست شهيدا؟!

قال : بلى ، أنت أول شهيد من أهل بيتي (مما يشير إلى أنه لسوف تأتي قافلة من الشهداء من أهل بيته «صلى الله عليه وآله» ، وهكذا كان).

فقال عبيدة : أما لو كان عمك حيا لعلم أني أولى بما قال منه ، قال : وأي أعمامي تعني؟

قال : أبو طالب ، حيث يقول :

كذبتم وبيت الله يبزى محمد

ولما نطا عن دونه ونناضل

ونسلمه حتى نصرع دونه

ونذهل عن أبنائنا والحلائل

فقال «صلى الله عليه وآله» : أما ترى ابنه كالليث العادي بين يدي الله ورسوله ، وابنه الآخر في جهاد الله بأرض الحبشة؟!.

قال : يا رسول الله ، أسخطت علي في هذه الحالة؟

قال : ما سخطت عليك ، ولكن ذكرت عمي ، فانقبضت لذلك(١) .

__________________

(١) راجع : تفسير القمي ج ١ ص ٢٦٥ ، والبحار ج ١٩ ص ٢٥٥ ، وفي شرح النهج للمعتزلي ج ١٤ ص ٨٠ : أن رسول الله استغفر له ولأبي طالب يومئذ. والغدير ج ٧ ص ٣١٦.

وفي نسب قريش لمصعب ص ٩٤ : أن عبيدة قال : «يا رسول الله ليت أبا طالب حيا

٢٧

وبلغ عبيدة مع النبي «صلى الله عليه وآله» الصفراء ، فمات ، فدفن بها

وقد روى كثير من المؤرخين هذه القضية من دون ذكر القسم الأخير منها.

قالوا : ونزل في هؤلاء الستة قوله تعالى :( هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيابٌ مِنْ نارٍ ) (١) .

وفي البخاري : أن أبا ذر كان يقسم : أنها نزلت فيهم(٢) .

ونزل في علي ، وحمزة ، وعبيدة أيضا قوله تعالى :( مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ ) (٣) .

__________________

حتى يرى مصداق قوله إلخ».

وربما يقال : إن هذا هو الأنسب بأدب عبيدة وإخلاصه ، ولكن لا ، فإن قوله الآنف لا يضر في أدبه ولا في إخلاصه ، حيث يرى نفسه قد ضحى بنفسه في سبيل الدين ، فلا مانع من أن يقول ذلك.

(١) الآية ١٩ من سورة الحج.

(٢) البخاري (ط الميمنية) ج ٣ ص ٤ ، ومناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب ج ٣ ص ١١٨ عن مسلم ، من دون قسم أبي ذر ، والمستدرك على الصحيحين للحاكم ج ٢ ص ٣٨٦ ، وصححه هو والذهبي في تلخيصه ، والغدير ج ٧ ص ٢٠٢ عن : تفسير القرآن العظيم لابن كثير ج ٣ ص ٢١٢ ، وتفسير ابن جزي ج ٣ ص ٣٨ ، وتفسير الخازن ج ٣ ص ٦٩٨ ، والجامع لأحكام القرآن للقرطبي ج ٢ ص ٢٥ و ٢٦ ، وصحيح مسلم ج ٢ ص ٥٥٠ ، وبهذا قال ابن عباس ، وابن خثيم ، وقيس بن عباد ، والثوري ، والأعمش ، وسعيد بن جبير ، وعطاء.

(٣) الآية ٢٣ من سورة الأحزاب ، الصواعق المحرقة ص ٨٠.

٢٨

وقيل : نزلت في علي وحده(١) .

وثمة عدة آيات أخرى نزلت في بدر في الثناء على أمير المؤمنين «عليه السلام»(٢) فراجع.

غضب النبي «صلّى الله عليه وآله» لأبي طالب عليه السّلام :

ونقول :

إنه إذا كان الرسول «صلى الله عليه وآله» يغضب لذكر عمه ، ولو بهذا النحو من التعريض المهذب ، والمحدود ، فماذا سيكون موقفه ممن يرمي أبا طالب «عليه السلام» بالشرك والكفر ، ويعتبره مستحقا للعذاب الأليم في نار الله المؤصدة؟! وفي ضحضاح من نار يغلي منه دماغه؟!

فهل تراه سوف يكون مسرورا ومرتاحا لهذا الكلام ، الذي لا سبب له إلا السياسة ، وما أدراك ما السياسة؟!

وَما لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزى :

ثم إننا نجد النبي «صلى الله عليه وآله» نفسه يقول : «اللهم لا تجعل لفاجر ولا لفاسق عندي نعمة»(٣) .

كما أنه «صلى الله عليه وآله» قد رد هدية حكيم بن حزام ؛ لأنه كان مشركا ، قال عبيد الله :

__________________

(١) مناقب الخوارزمي ص ١٨٨ ، والكفاية للخطيب ص ١٢٢.

(٢) المناقب لابن شهر آشوب ج ٣ ص ١١٨ وغيره.

(٣) راجع أبو طالب مؤمن قريش للخنيزي.

٢٩

حسبت أنه قال : إنا لا نقبل من المشركين شيئا ، ولكن إن شئت أخذناها بالثمن(١) .

ورد أيضا هدية عامر بن الطفيل ، لأنه لم يكن قد أسلم بعد.

ورد أيضا هدية ملاعب الأسنة ، وقال : لا أقبل هدية مشرك(٢) .

عن عياض المجاشعي : أنه أهدى إلى النبي هدية فأبى قبولها ، وقال : إني نهيت عن زبد المشركين(٣) .

ولم يكن ذلك منه «صلى الله عليه وآله» إلا لأن قبولها يوجب احتراما ومودة من المهدى إليه بالنسبة لمن أهدى.

__________________

(١) مستدرك الحاكم ج ٣ ص ٤٨٤ وتلخيصه للذهبي بهامش نفس الصفحة ، وصححاه. وحياة الصحابة ج ٢ ص ٢٥٨ و ٢٥٩ و ٢٦٠ عن كنز العمال وعن مجمع الزوائد ج ٨ ص ٢٧٨ وكنز العمال ج ٦ ص ٥٧ و ٥٩ عن أحمد والطبراني ، والحاكم وسعيد بن منصور ، والتراتيب الإدارية ج ٢ ص ٨٦ ويلاحظ هنا : أنه (صلى الله عليه وآله) حين الهجرة لا يقبل ناقة أبي بكر إلا بالثمن.

(٢) كنز العمال (طبعة أولى) ج ٣ ص ١٧٧ عن ابن عساكر و (ط ثانية) ج ٦ ص ٥٧ عن الطبراني والمصنف لعبد الرزاق ج ١ ص ٤٤٦ و ٤٤٧ وفي الهامش عن مغازي ابن عقمة ومجمع البيان المجلد الأول ص ٥٣٥.

(٣) كنز العمال ج ٦ ص ٥٧ و ٥٩ عن أبي داود والترمذي وصححه وأحمد والطيالسي والبيهقي ، وراجع ما عن عمران بن حصين في الكنز نفس المجلد والصفحة والمصنف لعبد الرزاق ج ١٠ ص ٤٤٧ وفي الهامش عن أبي داود وأحمد وعن الترمذي ج ٢ ص ٣٨٩ ، وراجع الوسائل ج ١٢ ص ٢١٦ عن الكافي والمعجم الصغير ج ١ ص ٩.

٣٠

ملاحظة : معالجة رواية الكشي :

إلا أن الكشي ذكر رواية تقول : «إن رسول الله «صلى الله عليه وآله» لم يرد هدية على يهودي ولا نصراني»(١) .

وهذا إن صح فهو يشير إلى الفرق بين هدية الكتابي وهدية المشرك ، فكان «صلى الله عليه وآله» يرد هدية الثاني ، دون الأول ، وذلك يدل على عدم صحة قوله لهم : إنه «صلى الله عليه وآله» في هدنة الحديبية قد استهدى أبا سفيان أدما(٢) .

__________________

(١) اختيار معرفة الرجال للكشي (ط جامعة طهران) ص ٦١٠ والبحار ج ٥٠ ص ١٠٧ والوسائل ج ١٢ ص ٢١٧.

(٢) راجع التراتيب الإدارية ج ١ ص ١٩٨ عن الإستيعاب.

٣١
٣٢

البحث الثاني

أبو طالب عليه السّلام المظلوم المفترى عليه

الأدلة الواهية :

لقد حاول الذين يشتهون إثبات كفر أبي طالب «عليه السلام» أن يتشبثوا بطحالب واهية زعموا : أنها أدلة ، نشير ههنا إليها ، فنقول :

١ ـ حديث الضحضاح :

عن أبي سعيد الخدري ، أنه سمع النبي «صلى الله عليه وآله» ، وقد ذكر عنده عمه ، فقال : لعله تنفعه شفاعتي يوم القيامة ، فيجعل في ضحضاح(١) من نار ، يبلغ كعبيه ، يغلي منه دماغه.

وحسب نص آخر : أن العباس قال للنبي «صلى الله عليه وآله» : ما أغنيت عن عمك؟! فو الله كان يحوطك ويغضب لك!!.

قال : هو في ضحضاح من نار ، ولو لا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار(٢) .

__________________

(١) الضحضاح : القلقل ، وهنا المكان القليل العمق من النار.

(٢) صحيح البخاري ط سنة ١٣٠٩ ج ٢ ص ٢٠٩ ، وج ٤ ص ٥٤ ، والمصنف ج ٦ ص ٤١ ، وأنساب الأشراف بتحقيق المحمودي ج ٢ ص ٢٩ و ٣٠. وصحيح مسلم ، كتاب الإيمان ، وطبقات ابن سعد ج ١ قسم ١ ص ٧٩ ، ومسند أحمد ج ١

٣٣

ونقول :

أولا : لقد ناقش كل من الأميني والخنيزي جميع أسانيد هذه الرواية ، وبيّنا وهنها وضعفها ، وتناقض نصوصها العجيب ، إلى حد أن بعض الروايات تجزم بأنه قد جعل في ضحضاح من نار ، وأن الشفاعة قد نفعته فعلا.

لكن بعضها الآخر يقول : لعله تنفعه شفاعتي ، فيجعل في ضحضاح يوم القيامة.

ونحن نحيل القارئ الذي يرغب في التوسع إلى ما ذكره الأميني والخنيزي في كتابيهما حول هذا الموضوع(١) .

ثانيا : إنه إذا كان «صلى الله عليه وآله» قد نفع أبا طالب «عليه السلام» ، وأخرجه من الدرك الأسفل إلى الضحضاح ؛ فلماذا لا يتمم معروفه هذا ، ويخرجه من هذا الضحضاح أيضا؟!.

ثالثا : لقد رووا : أن النبي «صلى الله عليه وآله» قد طلب من أبي طالب حين حضرته الوفاة : أن يقول كلمة لا إله إلا الله ، محمد رسول الله ؛ ليستحل له بها الشفاعة يوم القيامة ، فلم يعطه إياها.

فهذا يدل على أنه قد أناط «صلى الله عليه وآله» مطلق الشفاعة بكلمة

__________________

ص ٢٥٦ و ٢٠٧ ، والبداية والنهاية ج ٣ ص ١٢٥ ، والغدير ج ٨ ص ٢٣ عن بعضهم ، وعن عيون الأثر ج ١ ص ١٣٢ ، وشرح النهج للمعتزلي ج ١٤ ص ٦٦.

(١) راجع : الغدير ج ٨ ص ٢٣ و ٢٤ وأبو طالب مؤمن قريش.

٣٤

لا إله إلا الله(١) .

فلماذا استحل هذه الشفاعة ، مع أنه لم يعطه الكلمة التي توجب حليتها؟!.

رابعا : إنهم يروون : أن الشفاعة لا تحل لمشرك ، فلماذا حلت لهذا المشرك بالذات ، بحيث أخرجته من الدرك الأسفل إلى الضحضاح؟(٢) .

خامسا : قال المعتزلي : إن الإمامية والزيدية «قالوا : وأما حديث الضحضاح ، فإنما يرويه الناس كلهم عن رجل واحد ، وهو المغيرة بن شعبة ، وبغضه لبني هاشم ، وعلي «عليه السلام» بالخصوص مشهور ومعلوم ، وقصته وفسقه غير خاف»(٣) .

غير أننا نقول : إنه يمكن المناقشة في ذلك بأنهم قد رووا ذلك عن غير المغيرة أيضا ، فراجع البخاري وغيره.

فلعل رواية غير المغيرة قد حدثت في وقت متأخر بهدف تكذيب الشيعة ، ونقض استدلالهم ، فتلقفها البخاري.

__________________

(١) الترغيب والترهيب ج ٤ ص ٤٣٣ عن أحمد بسندين صحيحين ، وعن البزار ، والطبري بأسانيد أحدها جيد وابن حبان في صحيحه وراجع : الغدير ج ٨ ص ٨ فما بعدها.

(٢) مستدرك الحاكم ج ٢ ص ٣٣٦ ، وتلخيصه للذهبي وصححاه والمواهب اللدنية ج ١ ص ٧١ والغدير ج ٨ ص ٢٤ عنهما وعن كنز العمال ج ٧ ص ١٢٨ ، وشرح المواهب اللدنية للزرقاني ج ١ ص ٢٩١ وكشف الغمة للشعراني ج ٢ ص ١٢٤ ، وتاريخ أبي الفداء ج ١ ص ١٢٠.

(٣) راجع : شرح النهج للمعتزلي ج ١٤ ص ٧٠ والبحار ج ٣٥ ص ١١٢.

٣٥

وذلك لأن من غير المعقول أن يورد الشيعة على غيرهم بذلك إن لم يكن له واقع

وقد سكت المعتزلي عن هذا الرد ، وعن جوابه ، وكأنه يحتمل ما احتملناه ، ولو وسعه التأكيد على الرد لفعل.

سادسا : سئل الإمام الباقر «عليه السلام» عما يقوله الناس : إن أبا طالب في ضحضاح من نار؟

فقال : لو وضع إيمان أبي طالب في كفة ميزان ، وإيمان هذا الخلق في كفة أخرى لرجح إيمانه.

ثم قال : ألم تعلموا : أن أمير المؤمنين عليا «عليه السلام» كان يأمر أن يحج عن عبد الله ، وابنه ، وأبي طالب في حياته ، ثم أوصى في وصيته بالحج عنهم(١) ؟!

سابعا : سئل الإمام علي «عليه السلام» في رحبة الكوفة عن كون أبيه معذبا في النار أو لا ، فقال للسائل : مه ، فض الله فاك!! والذي بعث محمدا بالحق نبيا ، لو شفع أبي في كل مذنب على وجه الأرض لشفعه الله فيهم. أبي معذب في النار ، وابنه قسيم الجنة والنار؟!(٢) .

__________________

(١) شرح النهج للمعتزلي ج ١٤ ص ٦٨ ، والدرجات الرفيعة ص ٤٩ ، والبحار ج ٣٥ ص ١١٢ والغدير ج ٨ ص ٣٨٠ ـ ٣٩٠ عنهما وعن كتاب الحجة لابن معد ص ١٨ من طريق شيخ الطائفة عن الصدوق ، والفتوني في ضياء العالمين.

(٢) البحار ج ٢٥ ص ٦٩ وج ٣٥ ص ١١٠ والإحتجاج (ط مطبعة النعمان) ج ١ ص ٣٤١ وكنز الفوائد للكراجكي (ط حجرية) ص ٨٠ وكشف الغمة للإربلي (ط دار الأضواء) ج ٢ ص ٤٢ والغدير ج ٧ ص ٣٨٧.

٣٦

ثامنا : روى عبد العظيم بن عبد الله العلوي : أنه كان مريضا ، فكتب إلى أبي الحسن الرضا «عليه السلام» : عرفني يابن رسول الله عن الخبر المروي : أن أبا طالب في ضحضاح من نار ، يغلي منه دماغه.

فكتب إليه الرضا «عليه السلام» : بسم الله الرّحمن الرّحيم ، أما بعد ، إن شككت في إيمان أبي طالب كان مصيرك إلى النار(١) .

تاسعا : بالإسناد إلى الكراجكي ، عن أبي عبد الله «عليه السلام» قال : يا يونس ما يقول الناس في أبي طالب؟!

قلت : جعلت فداك ، يقولون هو في ضحضاح من نار ، وفي رجليه نعلان من نار ، تغلي منها أم رأسه.

فقال «عليه السلام» : كذب أعداء الله ، إن أبا طالب من رفقاء النبيين ، والصديقين ، والشهداء والصالحين ، وحسن أولئك رفيقا(٢) .

وفي رواية أخرى عنه «عليه السلام» : كذبوا ، والله إن إيمان أبي طالب لو وضع في كفة ميزان ، وإيمان هذا الخلق في كفة ميزان ، لرجح إيمان أبي طالب على إيمانهم(٣) .

__________________

(١) البحار ج ٣٥ ص ١١١ وإيمان أبي طالب للمفيد ص ٤ وسفينة البحار ج ٥ ص ٣١٥ ومستدرك سفينة البحار ج ٦ ص ٤٤٧ و ٥٥٨ وراجع الغدير ج ٧ ص ٣٩٥.

(٢) البحار ج ٣٥ ص ١١١ وكنز الفوائد للكراجكي ص ٨٠ والغدير ج ٧ ص ٣٩٣.

(٣) البحار ج ٣٥ ص ١١٢ وإيمان أبي طالب للمفيد ص ٤ ومستدرك الوسائل ج ٨ ص ٦٩ ومدينة المعاجز ج ٧ ص ٥٣٥ والغدير ج ٧ ص ٣٩٠ وسفينة البحار ج ٥ ص ٣١٦.

٣٧

٢ ـ إرث عقيل لأبي طالب عليه السّلام :

واستدلوا : بأن ولده عقيل هو الذي ورثه ، ولم يرثه الإمام علي وجعفر «عليهما السلام» ، لأنه كان مشركا ، وهما مسلمان.

فهما من ملتين مختلفتين ، وأهل ملتين لا يتوارثان(١) .

ولكن ذلك لا يصح أيضا.

فأولا : من أين ثبت لهؤلاء أن الإمام عليا وجعفر «عليهما السلام» لم يرثاه.

ثانيا : إن قوله أهل ملتين لا يتوارثان.

نقول بموجبه ؛ لأن التوارث تفاعل ، ولا تفاعل عندنا في ميراثهما ، واللفظ يستدعي الطرفين ، كالتضارب ، فإنه لا يكون إلا من اثنين ، ولأجل ذلك نقول : إن الصحيح هو مذهب أهل البيت «عليهم السلام» ، من أن المسلم يرث الكافر ، ولا يرث الكافر المسلم(٢) . فالإرث إذا من طرف واحد ، لا من طرفين!.

ثالثا : لقد روي عن عمر قوله : «أهل الشرك نرثهم ولا يرثونا»(٣) .

وقد حكم كثير من العلماء بأن ميراث المرتد للمسلمين لا يصح ؛ وقالوا : نرثهم ولا يرثونا(٤) .

__________________

(١) المصنف ج ٦ ص ١٥ ، وج ١٠ ص ٣٤٤ ، وفي هامشه أي هامش السادس عن البخاري ج ٣ ص ٢٩٣ ، وطبقات ابن سعد ج ١ قسم ١ ص ٧٩.

(٢) راجع شرح النهج للمعتزلي ج ١٤ ص ٦٩.

(٣) مصنف الحافظ عبد الرزاق ج ١٠ ص ٣٣٩ وج ٦ ص ١٠٦.

(٤) المصنف لعبد الرزاق ج ٦ ص ١٠٥ و ١٠٦ و ١٠٧ وج ١٠ ص ٣٣٨ حتى ص ٣٤١.

٣٨

رابعا : إنهم يقولون : إن الميراث في وقت موت أبي طالب لم يكن قد فرض بعد ، وإنما كان الأمر بالوصية ؛ فلعل أبا طالب قد أوصى بماله لعقيل محبة له ، أو لما يراه من فقره وخصاصته ، فأنفذ أولاده وصيته.

أو أن عليا وجعفر قد تركا لأخيهما نصيبهما من الإرث على سبيل الإيثار له ، لما يرونه من حاجته ، وضيق ذات يده.

بل قد يكون أبو طالب قد تنازل عن ماله لعقيل في حال حياته ، فلم يبق شيء لكي يرثه علي وجعفر بعد وفاته صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين(١) .

٣ ـ آية :( وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ ) :

لقد ذكروا : أن آية :( وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ ) (٢) قد نزلت في أبي طالب «عليه السلام» ، الذي كان ينهى الناس عن أذى الرسول ، وينأى عن أن يدخل في الإسلام(٣) .

ونقول :

__________________

(١) راجع : أسنى المطالب ص ٦٢.

(٢) الآية ٢٦ من سورة الأنعام.

(٣) الإصابة ج ٤ ص ١١٥ ، وتفسير القرآن العظيم لابن كثير ج ٢ ص ١٢٧ ، وطبقات ابن سعد ج ١ قسم ١ ص ٧٨ ، وبهجة المحافل ج ١ ص ١١٦ وأنساب الأشراف بتحقيق المحمودي ج ٢ ص ٢٦ والغدير ج ٨ ص ٣ عنهم وعن : تفسير الخازن ج ٢ ص ١١ ، وتفسير ابن جزي ج ٢ ص ٦ ، وعن الطبري والكشاف ، ودلائل النبوة للبيهقي ط دار الكتب العلمية ج ٢ ص ٣٤٠ و ٣٤١.

٣٩

أولا : لقد تحدث الأستاذ الخنيزي حول أسانيد هذه الرواية بما فيه الكفاية(١) فليراجعه من أراد.

ثانيا : إن هذه الآية لا تنطبق على أبي طالب «عليه السلام» بأي وجه ؛ لأن الله تعالى يقول قبلها :

( وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لا يُؤْمِنُوا بِها حَتَّى إِذا جاؤُكَ يُجادِلُونَكَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هذا إِلَّا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ ، وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ وَإِنْ يُهْلِكُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَما يَشْعُرُونَ ) (٢) .

فضمائر الجمع ، وهي كلمة : «هم» ، وفاعل «ينهون » و «ينأون » ترجع كلها إلى من ذكرهم الله في تلك الآية ، وهم المشركون ، الذين إن يروا كل آية لا يؤمنوا بها ، ويجادلون الرسول في هذه الآيات ، ويصفونها من عنادهم بأنها أساطير الأولين.

ولا يقف عنادهم عند هذا الحد ، بل يتجاوزه إلى أنهم : ينهون الناس عن الاستماع إلى النبي محمد «صلى الله عليه وآله» ، كما أنهم هم أنفسهم يبتعدون عنه.

وهذه الصفات كلها لا تنطبق على أبي طالب «عليه السلام» ، الذي لم نجد منه إلا التشجيع على اتباع النبي «صلى الله عليه وآله» ، والنصرة له باليد واللسان. وقد حض أشخاصا بأعيانهم على أن يدخلوا في هذا الدين ، وأن يصبروا عليه ، كما كان الحال بالنسبة لزوجته ، وحمزة ، وجعفر ، وعلي ،

__________________

(١) أبو طالب مؤمن قريش ص ٣٠٥ و ٣٠٦.

(٢) الآيتان ٢٥ و ٢٦ من سورة الأنعام.

٤٠

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

أنّه قال: إذا أردت صلاة الليل ليلة الجمعة فاقرأ في الركعة الاُولى( الْحَمْدُ ) و( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ) وفي الثانية( الْحَمْدُ ) و( قل يا أيّها الكافرون ) وفي الثالثة الحمد والم السجدة، وفي الرابعة( الْحَمْدُ ) و( يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ‌ ) وفي الخامسة( الْحَمْدُ ) و( حم السجدة ) ، وفي السادسة( الْحَمْدُ ) وسورة الملك، وفي السابعة الحمد ويس، وفي الثامنة الحمد والواقعة، ثمّ توتر بالمعوّذتين والإخلاص.

٦٤ - باب استحباب قراءة الدخان وق والممتحنة والصفّ ون والحاقة ونوح والمزمّل والانفطار والانشقاق والاعلى والغاشية والفجر والتين والتكاثر وأرأيت والكوثر والنصر في الفرائض والنوافل

[ ٧٥٥٨ ] ١ - محمّد بن علي بن الحسين في( ثواب الأعمال) عن أبيه، عن أحمد بن إدريس، عن محمّد بن أحمد، عن محمّد بن حسان، عن إسماعيل بن مهران، عن الحسن بن علي، عن( عامر الخيّاط) (١) ، عن أبي حمزة قال: قال أبو جعفر( عليه‌السلام ) : من قرأ سورة الدخان في فرائضه ونوافله بعثه الله من الآمنين يوم القيامة، وأظلّه الله تحت عرشه، وحاسبه حساباً يسيراً، وأعطاه كتابه بيمينه.

[ ٧٥٥٩ ] ٢ - وبالإسناد عن الحسن بن عليّ، عن أبي المغرا، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: من أدمن في فرائضه ونوافله

____________________

الباب ٦٤

فيه ١٧ حديثاً

١ - ثواب الأعمال: ١٤١.

(١) في المصدر: عاصم الحنّاط، وقد كتبه المصنف ( عاصم ) ثم شطب عليه وصححه الى ( عامر ).

٢ - ثواب الأعمال: ١٤٣.

١٤١

قراءة سورة ق وسّع الله عليه في رزقه، وأعطاه الله كتابه بيمينه، وحاسبه حساًباً يسيراً

[ ٧٥٦٠ ] ٣ - وعنه، عن عاصم الخيّاط(١) ، عن أبي حمزة الثماليّ، عن علي ابن الحسين( عليه‌السلام ) قال: من قرأ سورة الممتحنة في فرائضه ونوافله امتحن الله قلبه للإيمان، ونوّر له بصره، ولا يصيبه فقر أبداً، ولا جنون في بدنه ولا في ولده.

[ ٧٥٦١ ] ٤ - وعنه، عن أبيه علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: من قرأ سورة الصف وأدمن قراءتها في فرائضه ونوافله صفّه الله مع ملائكته وأنبيائه المرسلين، إن شاء الله.

[ ٧٥٦٢ ] ٥ - عن عليّ بن ميمون الصائغ قال: قال أبوعبد الله( عليه‌السلام ) : من قرأ سورة( ن وَالْقَلَمِ ) في فريضة أو نافلة آمنه الله أن يصيبه فقرأبداً وأعاذه الله إذا مات من ضمِّة القبر، إن شاء الله(٢) .

[ ٧٥٦٣ ] ٦ - وعنه، عن محمّد بن سكين(٣) ، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: أكثروا من قراءة(٤) الحاقّة فإنّ قراءتها في الفرائض والنوافل من الإيمان بالله ورسوله، لأنّها إنّما نزلت في

____________________

٣ - ثواب الأعمال: ١٤٥.

(١) في المصدر: الحنّاط.

٤ - ثواب الأعمال: ١٤٥.

٥ - ثواب الأعمال: ١٤٧.

(٢) « ان شاء الله »: ليس في المصدر.

٦ - ثواب الأعمال: ١٤٧.

(٣) في المصدر: مسكين.

(٤) في المصدر زيادة: سورة.

١٤٢

أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) ومعاوية، ولم يسلب قارئها دينه حتّى يلقى الله عزّ وجلّ.

[ ٧٥٦٤ ] ٧ - وعنه، عن الحسين بن هاشم، عن أبيه، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: من كان يؤمن بالله ويقرأ كتابه فلا يدع قراءة سورة إنّا أرسلنا نوحاً إلى قومه، فأيّ عبد قرأها محتسباً صابراً في فريضة أو نافلة أسكنه الله مساكن الأبرار، وأعطاه ثلاث جنان مع جنّته كرامة من الله وزوّجه مائتي حوراء وأربعة آلاف ثيّب، إن شاء الله.

[ ٧٥٦٥ ] ٨ - وعنه، عن سيف بن عميرة، عن منصور بن حازم، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: من قرأ سورة المزمّل في العشاء الاخرة أو في آخر الليل كان له الليل والنهار شاهدين مع سورة المزمّل، وأحياه الله حياة طيّبة، وأماته ميتة طيّبة.

[ ٧٥٦٦ ] ٩ - وعنه، عن الحسين بن أبي العلاء قال: سمعت أبا عبد الله( عليه‌السلام ) يقول: من قرأ هاتين السورتين وجعلهما نصب عينه في صلاته الفريضة والنّافلة( إِذَا السَّمَاءُ انفَطَرَ‌تْ ) و( إِذَا السَّمَاءُ انشَقَّتْ ) لم يحجبه من الله حاجب، ولم يحجزه من الله حاجز، ولم يزل ينظر الله إليه حتّى يفرغ من حساب الناس.

[ ٧٥٦٧ ] ١٠ - وعنه، عن أبيه، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: من قرأ: ( سَبِّحِ اسْمَ رَ‌بِّكَ الْأَعْلَى ) في فريضة أو نافلة قيل له يوم القيامة ادخل الجنّة من أيّ أبواب الجنّة شئت، إن شاء الله.

____________________

٧ - ثواب الأعمال: ١٤٧.

٨ - ثواب الأعمال: ١٤٨.

٩ - ثواب الأعمال: ١٤٩.

١٠ - ثواب الأعمال: ١٥٠.

١٤٣

[ ٧٥٦٨ ] ١١ - وعنه، عن أبي المغرا، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: من أدمن قراءة( هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ ) في فريضة أو نافلة غشاه الله برحمته في الدنيا والآخرة وآتاه الأمن يوم القيامة من عذاب النار.

[ ٧٥٦٩ ] ١٢ - وعنه، عن صندل(١) ، عن داود بن فرقد، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: اقرأوا سورة الفجر في فرائضكم ونوافلكم فانها سورة للحسين بن علي( عليه‌السلام ) من قرأها كان مع الحسين بن علي( عليه‌السلام ) يوم القيامة في درجته من الجنّة، إن الله عزيز حكيم.

[ ٧٥٧٠ ] ١٣ - وعنه، عن شعيب العقرقوفي، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: من قرأ( وَالتِّينِ ) في فرائضه ونوافله اُعطي من الجنّة حيث يرض، إن شاء الله.

[ ٧٥٧١ ] ١٤ - وعنه، عن شعيب، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: من قرأ سورة( أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ‌ ) في فريضة كتب الله له ثواب( أجر) (٢) مائة شهيد، ومن قرأها في نافلة كتب الله له ثواب خمسين شهيداً، وصلّى معه في فريضته أربعون صفّاً من الملائكة، إن شاء الله.

[ ٧٥٧٢ ] ١٥ - وعنه، عن إسماعيل بن الزبير، عن عمرو بن ثابت، عن

____________________

١١ - ثواب الأعمال: ١٥٠.

١٢ - ثواب الأعمال: ١٥٠.

(١) في المصدر: عن مندل.

١٣ - ثواب الأعمال: ١٥١.

١٤ - ثواب الأعمال: ١٥٣.

(٢) في المصدر: وأجر.

١٥ - ثواب الأعمال: ١٥٤.

١٤٤

أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: من قرأ( أَرَ‌أَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ ) في فرائضه ونوافله كان فيمن قبل الله صلاته وصيامه، ولم يحاسبه بما كان منه في الحياة الدنيا.

[ ٧٥٧٣ ] ١٦ - وعنه، عن الحسين بن أبي العلاء، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: من كانت قراءته( إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ‌ ) في فرائضه ونوافله سقاه الله من الكوثر يوم القيامة وكان متحدّثه(١) عند رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) في أصل طوبى.

[ ٧٥٧٤ ] ١٧ - وعنه، عن أبان بن عبد الملك، عن كرام الخثعميّ، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: من قرأ( إِذَا جَاءَ نَصْرُ‌ اللَّهِ وَالْفَتْحُ ) في نافلة أو فريضة نصره الله على جميع أعدائه وجاء يوم القيامة ومعه كتاب ينطق قد أخرجه الله من جوف قبره فيه أمان من جسر جهنّم ومن النار ومن زفير جهنّم، فلا يمرّ على شيء يوم القيامة إلّا بشّره وأخبره بكل خير حتىّ يدخل الجنّة ويفتح له في الدنيا من أسباب الخير ما لم يتمنّ ولم يخطر على قلبه.

____________________

١٦ - ثواب الأعمال: ١٥٥.

(١) في المصدر: محدثه.

١٧ - ثواب الأعمال: ١٥٥.

تقدّم ما يدل على استحباب قراءة القدر والكوثر في الصلاة عن الميت في الحديث ٧ من الباب ٢٨ من الاحتضار.

وتقدّم ما يدل على بعض المقصود في الأبواب ٤٨ و ٤٩، وفي الحديث ١ من الباب ٥٠ وفي الباب ٥٦ من هذه الأبواب.

ويأتي ما يدل على بعض المقصود في الأحاديث ٦ و ٨ و ١٦ من الباب ٣٩ من صلاة الجمعة، وفي الباب ٦ من صلاة العيد، وفي الباب ١١ من قراءة القرآن.

١٤٥

٦٥ - باب استحباب قراءة الحواميم والرحمن والزلزلة والعصر في النوافل

[ ٧٥٧٥ ] ١ - محمّد بن عليّ بن الحسين في( ثواب الأعمال) بالاسناد السابق (١) عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن أبي المغرا، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: الحواميم ريحان(٢) القرآن فاذا قرأتموها فاحمدوا الله واشكروه كثيراً بحفظها وتلاوتها، إنّ العبد ليقوم يقرأ الحواميم فيخرج من فيه أطيب من المسك الأذفر والعنبر، وإنّ الله عزّ وجلّ ليرحم تاليها وقارئها، ويرحم جيرانه وأصدقاءه ومعارفه، وكلّ حميم أو قريب له، وإنّه في القيامة ليستغفر له العرش والكرسي وملائكة الله المقربون.

[ ٧٥٧٦ ] ٢ - وعنه، عن أبيه، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: لا تدعوا قراءة سورة الرحمن والقيام بها فانها لا تقرّ في قلوب المنافقين( وتأتي بها) (٣) يوم القيامة في صورة آدمي في أحسن صورة وأطيب ريح حتّى تقف(٤) من الله موقفاً لا يكون أحد أقرب إلى الله منها، فيقول لها: من الذي كان يقوم بك في الحياة الدنيا ويدمن قراءتك؟ فتقول: يا رب، فلان وفلان، فتبيّض وجوههم فيقول لهم: اشفعوا فيمن احببتم فيشفعون حتّى لا يبقى لهم غاية ولا أحد يشفعون له، فيقول لهم: ادخلوا الجنّة واسكنوا فيها حيث شئتم.

____________________

الباب ٦٥

فيه ٥ أحاديث

١ - ثواب الأعمال: ١٤١.

(١) تقدم الاسناد في الحديث ١ من الباب ٦٤ من هذه الأبواب.

(٢) في المصدر: رياحين.

٢ - ثواب الأعمال: ١٤٣.

(٣) في المصدر: « ويأتي بها ربها ».

(٤) وفيه: يقف.

١٤٦

[ ٧٥٧٧ ] ٣ - وعنه، عن عليّ بن معبد، عن أبيه، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: لا تملّوا من قراءة إذا زلزلت الأرض فانّ من كانت قراءته في نوافله لم يصبه الله بزلزلة أبداً ولم يمت بها ولا بصاعقة ولا بآفة في آفات الدنيا، فاذا مات اُمر به إلى الجنة فيقول الله عزّ وجلّ: عبدي أبحتك جنّتي فاسكن منها حيث شئت وهويت لا ممنوعاً ولامدفوعاً عنه.

[ ٧٥٧٨ ] ٤ - ورواه الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن علي بن معبد، عن أبيه، عمّن ذكره، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) ، نحوه وزاد: ثمّ يشيّع روحه إلى الجنّة سبعون ألف ملك يبتدرون بها إلى الجنّة.

[ ٧٥٧٩ ] ٥ - وبالإسناد عن الحسن، عن الحسين بن أبي العلاء، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: من قرأ( وَالْعَصْرِ‌ ) في نوافله بعثه الله يوم القيامة مشرقاً وجهه ضاحكاً سنّه، قريراً عينه حتّى يدخل الجنّة.

٦٦ - باب استحباب قراءة الحديد والمجادلة والتغابن والطلاق والتحريم والمدثر والمطففين والبروج والبلد والقدر والهمزة والجحد والتوحيد في الفرائض

[ ٧٥٨٠ ] ١ - محمّد بن علي بن الحسين في( ثواب الأعمال) بالإسناد السابق (١) عن الحسن بن عليّ بن أبي حمزة، عن الحسين بن أبي العلاء، عن أبي

____________________

٣ - ثواب الأعمال: ١٥٢.

٤ - الكافي ٢: ٤٥٨/٢٤.

٥ - ثواب الأعمال: ١٥٣، تقدّم ما يدلّ على بعض المقصود في الحديث ١٠ من الباب ٥٦ من هذه الأبواب، ويأتي في الأحاديث ٦ و ٨ و ١٦ من الباب ٣٩ من أبواب صلاة الجمعة.

الباب ٦٦

فيه ١١ حديثاً

١ - ثواب الأعمال: ١٤٥.

(١) الاسناد المذكور تقدم في الحديث ١ من الباب ٦٤ من هذه الأبواب.

١٤٧

عبد الله( عليه‌السلام ) قال: من قرأ سورة الحديد والمجادلة في صلاة فريضة أدمنهما لم يعذب الله حين(١) يموت أبداً، ولا يرى في نفسه ولا في أهله سوءاً أبداً، ولا خصاصة في بدنه.

[ ٧٥٨١ ] ٢ - وعنه، عن الحسين بن أبي العلاء، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: من قرأ التغابن في( فريضة) (٢) كانت شفيعة له يوم القيامة، وشاهد عدل عند من يجيز شهادتها ثمّ( لا يفارقها حتّى يدخل) (٣) الجنّة.

[ ٧٥٨٢ ] ٣ - وعنه، عن الحسين بن أبي العلاء، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: من قرأ سورة الطلاق والتحريم في فرائضه أعاذه الله، من أن يكون يوم القيامة ممّن يخاف أو يحزن، وعوفي من النار، وأدخله الله الجنّة بتلاوته إيّاهما ومحافظته عليهما لأنّهما للنبي( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) .

[ ٧٥٨٣ ] ٤ - وعنه، عن عاصم الخيّاط(٤) ، عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر محمّد الباقر( عليه‌السلام ) قال: من قرأ في الفريضة سورة المدّثر كان حقّاً على الله عزّ وجلّ أن يجعله مع محمّد( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) في درجته، ولا يدركه في الحياة الدّنيا شقاء أبداً، إن شاء الله.

[ ٧٥٨٤ ] ٥ - وعنه، عن صفوان الجمّال، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام )

____________________

(١) في المصدر: حتى.

٢ - ثواب الأعمال: ١٤٦.

(٢) في المصدر: فريضته.

(٣) في المصدر: لا تفارقه حتى تدخله.

٣ - ثواب الأعمال: ١٤٦.

٤ - ثواب الأعمال: ١٤٨.

(٤) في المصدر: الحنّاط.

٥ - ثواب الأعمال: ١٤٩.

١٤٨

قال: من قرأ في الفريضة بويل للمطففين أعطاه الله الأمان يوم القيامة من النار، ولم تره ولم يرها، ولم يمرّ على جسر جهنّم ولا يحاسب يوم القيامة.

[ ٧٥٨٥ ] ٦ - وعنه، عن الحسين بن أحمد المنقري(١) ، عن يونس بن ظبيان، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: من قرأ( وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُ‌وجِ ) في فرائضه فإنّها سورة النبيّين كان محشره وموقفه مع النبيين والمرسلين والصالحين.

[ ٧٥٨٦ ] ٧ - وعنه، عن أبيه، عن المعلى بن خنيس، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) : قال: من كانت قراءته في فرائضه بالسماء والطارق كان له عند الله يوم القيامة جاه ومنزلة، وكان من رفقاء النبيين وأصحابهم في الجنّة.

[ ٧٥٨٧ ] ٨ - وعنه، عن أبيه، والحسين بن أبي العلاء جميعاً، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: من كانت قراءته في( فريضة) (٢) ( لَا أُقْسِمُ بِهَٰذَا الْبَلَدِ ) كان في الدنيا معروفاً أنّه من الصالحين، وكان في الآخرة معروفاً أنّ له من الله مكاناً، وكان يوم القيامة من رفقاء النبيّين والشهداء والصالحين.

[ ٧٥٨٨ ] ٩ - وعنه، عن أبيه، عن الحسين بن أبي العلاء، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: من قرأ( إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ‌ ) في فريضة من الفرائض نادى مناد يا عبد الله، قد غفر الله لك ما مضى فاستأنف العمل.

____________________

٦ - ثواب الأعمال: ١٥٠.

(١) في المصدر: المقري.

٧ - ثواب الأعمال: ١٥٠.

٨ - ثواب الأعمال: ١٥١.

(٢) في المصدر: فريضته.

٩ - ثواب الأعمال: ١٥٢/٢، وأورده في الحديث ٥ من الباب ٢٣ من هذه الأبواب.

١٤٩

[ ٧٥٨٩ ] ١٠ - وعنه، عن الحسين بن أبي العلاء، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: من قرأ( وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ ) في فرائضه بعد عنه الفقر وجلب عليه الرزق ويدفع عنه ميتة السوء.

[ ٧٥٩٠ ] ١١ - وعنه، عن الحسين بن أبي العلاء، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: من قرأ( قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُ‌ونَ ) و( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ) في فريضة من الفرائض غفر الله له ولوالديه وما ولدا، لان كان شقيّاً محي من ديوان الأشقياء واُثبت في ديوان السعداء، وأحياه الله سعيداً، وأماته شهيداً وبعثه شهيداً.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على بعض المقصود(١) .

٦٧ - باب عدم جواز ترجمة القراءة والأذكار والتشهد بغير العربية ووجوب التعلم مع الإمكان

[ ٧٥٩١ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن علي بن محمّد، عن صالح بن أبي حمّاد، عن الحجّال، عمّن ذكره، عن أحدهما( عليهما‌السلام ) قال: سألته عن قول الله عزّ وجلّ: ( بِلِسَانٍ عَرَ‌بِيٍّ مُّبِينٍ ) قال: يبيّن الألسن ولا تبيّنه الألسن.

[ ٧٥٩٢ ] ٢ - عبد الله بن جعفر في( قرب الإسناد ): عن هارون بن

____________________

١٠ - ثواب الأعمال: ١٥٤.

١١ - ثواب الأعمال: ١٥٥.

(١) تقدّم في الحديث ٦ من الباب ٢٣، وفي الباب ٤٨ من هذه الأبواب، ويأتي ما يدل عليه في الحديث ١٠ من الباب ٧٠ من هذه الأبواب.

الباب ٦٧

فيه حديثان

١ - الكافي ٢: ٤٦٢/٢٠.

٢- قرب الاسناد: ٢٤، تقدّم صدره أيضاً في الحديث ٢ من الباب ٥٩ من هذه الأبواب.

١٥٠

مسلم، عن مسعدة بن صدقة قال: سمعت جعفر بن محمّد( عليه‌السلام ) يقول: إنّك قد ترى من المحرّم من العجم لا يراد منه ما يراد من العالم الفصيح وكذلك الأخرس في القراءة في الصلاة والتشهّد وما أشبه ذلك، فهذا بمنزلة العجم والمحرم لا يراد منه ما يراد من العاقل المتكلّم الفصيح، ولو ذهب العالم المتكلّم الفصيح حتّى يدع ما قد علم أنّه يلزمه ويعمل به وينبغي له أن يقوم به حتّى يكون ذلك منه بالنّبطية والفارسيّة فحيل بينه وبين ذلك بالأدب حتى يعود إلى ما قد علمه وعقله، قال: ولو ذهب من لم يكن في مثل حال الأعجم المحرم ففعل فعال الأعجمي والأخرس على ما قد وصفنا إذا لم يكن أحد فاعلاً لشيء من الخير ولا يعرف الجاهل من العالم.

أقول: ويأتي ما يدلّ على ذلك(١) .

٦٨ - باب جواز تكرار الآية في الصلاة الفريضة وغيرها والبكاء فيها، وإعادة السورة في النافلة

[ ٧٥٩٣ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، وعليّ بن محمّد القاساني جميعاً، عن القاسم بن محمّد، عن سليمان بن داود، عن سفيان بن عيينة، عن الزهري - في حديث - قال: كان عليّ بن الحسين( عليه‌السلام ) إذا قرأ( مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ) يكرّرها حتّى يكاد أن يموت.

[ ٧٥٩٤ ] ٢ - وعن أبي علي الأشعريّ وغيره، عن الحسن بن عليّ الكوفيّ، عن عثمان بن عيسى، عن سعيد بن يسار قال: قلت لأبي عبد الله( عليه

____________________

(١) يأتي في الباب ١ و ٣٠ من أبواب قراءة القرآن، ويأتي ما يدل على بعض المقصود في الباب ١٨ من أبواب الدعاء.

الباب ٦٨

فيه ٣ أحاديث

١ - الكافي ٢: ٤٤٠/١٣، أورد صدره في الحديث ٧ من ألباب ٢٠ من أبواب أحكام المساكن.

٢ - الكافي ٢: ٤٦٢/٢٢ أورده في الحديث ٤ من الباب ٦ من هذه الأبواب.

١٥١

السلام ): سليم مولاك ذكر أنّه ليس معه من القرآن إلّا سورة يس فيقوم من اللّيل فينفذ ما معه من القرآن، أيعيد ما قرأ؟ قال: نعم، لا بأس.

[ ٧٥٩٥ ] ٣ - عبد الله بن جعفر في( قرب الإسناد ): عن عبد الله بن الحسن، عن جدّه علي بن جعفر، عن أخيه موسى بن جعفر( عليه‌السلام ) قال: سألته عن الرجل يصلّي له(١) أن يقرأ في الفريضة فتمرّ الآية فيها التخويف فيبكي( ويردّد الآية) (٢) ؟ قال: يردّد القرآن ما شاء لان جاءه البكاء فلا بأس.

ورواه علي بن جعفر في كتابه(٣) .

أقول: ويأتي ما يدلّ على ذلك(٤) .

٦٩ - باب عدم جواز العدول عن الجحد والتوحيد في الصلاة بعد الشروع إلّا إلى الجمعة والمنافقين في محلّهما قبل تجاوز النصف

[ ٧٥٩٦ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن علي بن الحكم، عن العلاء بن رزين، عن محمّد بن مسلم، عن أحدهما

____________________

٣ - قرب الاسناد: ٩٣.

(١) في المصدر: أله.

(٢) في المصدر: ويردد أم لا وفي نسخة: الآية بدل أم لا.

(٣) مسائل علي بن جعفر: ١٦٧/٢٧٦.

(٤) يأتي ما يدلّ على جواز البكاء عموماً في الحديث ٣ من الباب ١، وفي الباب ٢٩ من أبواب قراءة القرآن، وفي الباب ٥ من أبواب القواطع.

الباب ٦٩

فيه ٤ أحاديث

١ - الكافي ٣: ٤٢٦/٦.

١٥٢

( عليه‌السلام ) في الرجل يريد أن يقرأ سورة الجمعة في الجمعة فيقرأ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ) قال: يرجع إلى سورة الجمعة.

محمّد بن الحسن باسناده عن أحمد بن محمّد، مثله(١) .

وباسناده عن الحسين بن سعيد، عن صفوان، عن العلاء، مثله(٢) .

[ ٧٥٩٧ ] ٢ - وعنه، عن فضالة، عن حسين يعني ابن عثمان، ومحمّد بن سنان جميعاً، عن ابن مسكان، عن الحلبي، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: إذا افتتحت صلاتك بـ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ) وأنت تريد أن تقرأ بغيرها فامض فيها ولا ترجع إلّا أن تكون في يوم الجمعة فانّك ترجع إلى الجمعة والمنافقين منها.

[ ٧٥٩٨ ] ٣ - وعنه، عن صفوان، عن عبد الله بن بكير، عن عبيد بن زرارة قال: سألت أبا عبد الله( عليه‌السلام ) عن رجل أراد أن يقرأ في سورة فأخذ في اُخرى؟ قال: فليرجع إلى السورة الاُولى إلّا أنّ يقرأ بـ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ) قلت: رجل صلّى الجمعة فأراد أن يقرأ سورة الجمعة فقرأ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ) قال: يعود إلى سورة الجمعة.

[ ٧٥٩٩ ] ٤ - عبد الله بن جعفر الحميري في( قرب الإسناد ): عن عبد الله ابن الحسن، عن جدّه علي بن جعفر، عن أخيه موسى بن جعفر قال: سألته عن القراءة في الجمعة بما يقرأ؟ قال: سورة الجمعة، وإذا جاءك المنافقون، وإن أخذت في غيرها وإن كان ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ) فاقطعها من أوّلها وارجع إليها.

____________________

(١) التهذيب ٣: ٢٤١/٦٤٩.

(٢) التهذيب ٣: ٢٤٢/٦٥٢.

٢ - التهذيب ٣: ٢٤٢/٦٥٠.

٣ - التهذيب ٣: ٢٤٢/٦٥١.

٤ - قرب الاسناد: ٩٧.

١٥٣

أقول: وتقدّم ما يدلّ على بعض المقصود(١) .

٧٠ - باب تأكّد استحباب قراءة الجمعة والمنافقين يوم الجمعة في الظهرين والجمعة

[ ٧٦٠٠ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن الحسين، عن صفوان بن يحيى، عن منصور بن حازم، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: ليس في القراءة شيء موقت إلّا الجمعة يقرأ بالجمعة والمنافقين.

[ ٧٦٠١ ] ٢ - قال الكليني وروي أنّه لا بأس في السفر أن يقرأ بـ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ) .

[ ٧٦٠٢ ] ٣ - وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن عبد الله بن المغيرة، عن جميل، عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: إنّ الله أكرم بالجمعة المؤمنين فسنّها رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) بشارة لهم، والمنافقين توبيخاً للمنافقين، ولا ينبغي تركها(٢) ، فمن تركهما(٣) متعمّداً فلا صلاة له.

[ ٧٦٠٣ ] ٤ - وعنه، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حمّاد، عن الحلبي،

____________________

(١) تقدم ما يدل على بعض المقصود في الباب ٣٥ من هذه الأبواب.

الباب ٧٠

فيه ١١ حديثا

١ - الكافي ٣: ٤٢٥/١.

٢ - الكافي ٣: ٤٢٦/٧، وأورد ذيله مسنداً عن التهذيب، والفقيه في الحديث ٢ من الباب ٧١ من هذه الأبواب.

٣ - الكافي ٣: ٤٢٥/٤، ورواه في التهذيب ٣: ٦/١٦.

(٢) في نسخة من التهذيب والاستبصار: تركهما ( هامش المخطوط ).

(٣) في المصدر: تركها.

٤ - الكافي ٣: ٤٢٥/٥، وأورد تمامه في الحديث ٣ من الباب ٧٣ من هذه الأبواب.

١٥٤

عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) - في حديث - قال: اقرأ بسورة الجمعة والمنافقين في يوم الجمعة.

محمّد بن الحسن باسناده عن محمّد بن يعقوب، مثله(١) ، وكذا الذي قبله.

[ ٧٦٠٤ ] ٥ - وباسناده عن الحسين بن سعيد، عن صفوان، عن أبي أيّوب، وعن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن أبي أيّوب الخرّاز، عن محمّد بن مسلم، قال: قلت لأبي عبد الله( عليه‌السلام ) : القراءة في الصلاة فيها شيء موقت؟ قال: لا، إلّا الجمعة يقرأ بالجمعة والمنافقين، الحديث.

[ ٧٦٠٥ ] ٦ - وعنه، عن النضر، عن هشام بن سالم، عن سليمان بن خالد - في حديث - أنّه سأل أبا عبد الله( عليه‌السلام ) عن الجمعة فقال: القراءة في الركعة الاُولى بالجمعة، وفي الثانية بالمنافقين.

[ ٧٦٠٦ ] ٧ - وعنه، عن الحسين(٢) بن عبد الملك الأحول، عن أبيه، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: من لم يقرأ في الجمعة بالجمعة والمنافقين فلا جمعة له.

[ ٧٦٠٧ ] ٨ - وفي( المجالس والأخبار ): عن الحسين بن عبيد الله، عن هارون بن موسى، عن الحكيميّ، عن سفيان بن زياد، عن عباد بن

____________________

(١) التهذيب ٣: ١٤/٤٩

٥ - التهذيب ٢: ٩٥/٣٥٤، أورده عنه وعن الكافي في الحديث ١ من ألباب ٤٩، وأورد صدره في الحديث ٢ من الباب ٤٨ من هذه الأبواب.

٦ - التهذيب ٣: ١١/٣٧، أورده بتمامه في الحديت ٩ من الباب ١١ من أبواب صلاة الجمعة.

٧ - التهذيب ٣: ٧/١٧، والاستبصار ١: ٤١٤/١٥٨٤.

(٢) في نسخة الاستبصار. الحسن ( هامش المخطوط ).

٨ - أمالي الطوسي ٢: ٢٦١.

١٥٥

صهيب، عن جعفر بن محمّد، عن عبد الله(١) بن أبي رافع أنّ أميرالمؤمنين( عليه‌السلام ) كان يقرأ في الجمعة في الاُولى الجمعة وفي الثانية المنافقين.

[ ٧٦٠٨ ] ٩ - وبالإسناد عن ابن أبي رافع، عن أبي هريرة أنّ رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) كان يقرأ بهما في الجمعة.

[ ٧٦٠٩ ] ١٠ - محمّد بن علي بن الحسين في( عيون الأخبار) باسناد تقدّم (٢) عن رجاء بن أبي الضحّاك، عن الرضا( عليه‌السلام ) أنّه كانت قراءته في جميع المفروضات في الأولى( الْحَمْدُ ) و( إِنَّا أَنزَلْنَاهُ ) وفي الثانية( الْحَمْدُ ) و( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ) إلا في الغداة والظهر والعصر يوم الجمعة فإنّه كان يقرأ فيها( الْحَمْدُ ) وسورة الجمعة والمنافقين، وكان يقرأ في العشاء الآخرة ليلة الجمعة في الاُولى الحمد وسورة الجمعة وفي الثانية الحمد وسبّح اسم.

[ ٧٦١٠ ] ١١ - عبد الله بن جعفر في( قرب الإسناد ): عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن الرضا( عليه‌السلام ) قال: تقرأ في ليلة الجمعة سورة الجمعة، وسبّح اسم ربّك الأعلى، وفي الغداة الجمعة وقل هو الله أحد، وفي الجمعة الجمعة والمنافقين، والقنوت في الركعة الاُولى قبل الركوع.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(٣) ، ويأتي ما يدلّ عليه(٤) .

____________________

(١) كذا في النسخ واضاف في المصدر ( مولى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ). فهو: عبيد الله.

٩ - أمالي الطوسي ٢: ٢٦١، باختلاف في الحديثين في اللفظ.

١٠ - عيون أخبار الرضا (عليه‌السلام ) ٢: ١٨٢.

(٢) تقدم في الحديث ٨ من الباب ٤٢، والحديث ٨ من الباب ٢٥ من هذه الأبواب.

١١ - قرب الاسناد: ١٥٨.

(٣) تقدم في الباب ٤٩ من هذه الأبواب.

(٤) يأتي في الباب ٧٢ وما ينافيه في الباب ٧١ من هذه الأبواب، ويأتي أيضاً في الحديث ٧ من الباب ٦ وفي الحديث ٢ و ٣ من الباب ٢٥ وفي الحديث ٢ من الباب ٢٩ من أبواب الجماعة.

١٥٦

٧١ - باب عدم وجوب سورة الجمعة والمنافقين عيناً يوم الجمعة

[ ٧٦١١ ] ١ - محمّد بن الحسن بإسناده عن محمّد بن أحمد بن يحيى، عن أحمد ابن محمّد، عن الحسن بن علي بن يقطين، عن أخيه الحسين بن علي بن يقطين، عن أبيه قال: سألت أبا الحسن الأوّل( عليه‌السلام ) عن الرجل يقرأ في صلاة الجمعة بغير سورة الجمعة متعمّداً؟ قال: لا بأس بذلك.

[ ٧٦١٢ ] ٢ - وعنه، عن أحمد بن محمّد، عن أبي الفضل، عن صفوان ابن يحيى، عن جميل، عن علي بن يقطين قال: سألت أبا الحسن( عليه‌السلام ) عن الجمعة في السفر، ما أقرأ فيهما؟ قال: اقرأهما(١) بـ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ) .

ورواه الصدوق باسناده عن صفوان بن يحيى، عن علي بن يقطين، مثله(٢) .

[ ٧٦١٣ ] ٣ - وباسناده عن سعد بن عبد الله، عن محمّد بن الحسين، عن صفوان، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: سمعته يقول في صلاة الجمعة: لا بأس بأن تقرأ فيها (٣) بغير الجمعة والمنافقين إذا كنت مستعجلاً.

____________________

الباب ٧١

فيه ٧ أحاديث

١ - التهذيب ٣: ٧/١٩.

٢ - التهذيب ٣: ٨/٢٣، أورد الحديث مرسلاً عن الكافي في الحديث ٢ من الباب ٧٠ من هذه الأبواب.

(١) فى هامش الاصل عن الفقيه: اقرأ فيها.

(٢) الفقيه ١: ٢٦٨/١٢٢٤.

٣ - التهذيب ٣: ٢٤٢/٦٥٣.

(٣) فى هامش الاصل عن الفقيه والاستبصار: فيهما.

١٥٧

ورواه الصدوق باسناده عن جعفر بن بشير وعبد الله بن جبلة جميعاً، عن عبد الله بن سنان، مثله(١) .

[ ٧٦١٤ ] ٤ - وباسناده عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن سهل، عن أبيه قال: سألت أبا الحسن( عليه‌السلام ) عن الرجل يقرأ في صلاة الجمعة بغير سورة الجمعة متعمّداً؟ قال: لا بأس.

[ ٧٦١٥ ] ٥ - وعنه، عن معاوية بن حكيم، عن أبان، عن يحيى الأزرق قال: سألت أبا الحسن( عليه‌السلام ) قلت له: رجل صلّى الجمعة فقرأ( سَبِّحِ اسْمَ رَ‌بِّكَ الْأَعْلَى ) (٢) و( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ) قال: أجزأه.

[ ٧٦١٦ ] ٦ - محمّد بن عليّ بن الحسين قال: قد رويت رخصة في القراءة في صلاة الظهر بغير سورة الجمعة والمنافقين.

[ ٧٦١٧ ] ٧ - قال: وما روي من الرخص في قراءة غير الجمعة والمنافقين في صلاة الظهر يوم الجمعة فهي للمريض والمستعجل والمسافر.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(٣) .

____________________

(١) الفقيه ١: ٢٦٨/١٢٢٥.

٤ - التهذيب ٣: ٧/٢٠.

٥ - التهذيب ٣: ٢٤٢/٦٥٤.

(٢) كتب المصنف في الاصل: ان كلمة ( الاعلى ) وردت في الاستبصار.

٦ - الفقيه ١: ٢٠١/٩٢٢.

٧ - الفقيه ١: ٢٦٨/١٢٢٣.

(٣) تقدم في الحديث ٢ من الباب ٧٠ من هذه الأبواب.

١٥٨

٧٢ - باب استحباب إعادة الجمعة والظهر إذا صلاّهما فقرأ غير الجمعة والمنافقين أو نقل النية إلى النفل واستئناف الفرض بالسورتين بعد إتمام ركعتين.

[ ٧٦١٨ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن معاوية بن عمّار، عن عمر بن يزيد قال: قال أبو عبد الله( عليه‌السلام ) : من صلّى الجمعة بغير الجمعة والمنافقين أعاد الصلاة في سفر أوحضر.

محمّد بن الحسن باسناده عن محمّد بن يعقوب، مثله(١) .

[ ٧٦١٩ ] ٢ - وباسناده عن محمّد بن أحمد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن يونس، عن صباح بن صبيح قال: قلت لأبي عبد الله( عليه‌السلام ) : رجل أراد أن يصلّي الجمعة فقرأ بـ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ) قال: يتمها ركعتين ثمّ يستأنف.

ورواه الكليني مرسلاً(٢) .

أقول: حمله الشيخ وغيره على الاستحباب، وكذا الذي قبله لما مرّ(٣) .

____________________

الباب ٧٢

فيه حديثان

١ - الكافي ٣: ٤٢٦/٧.

(١) التهذيب ٣: ٧/٢١.

٢ - التهذيب ٣: ٨/٢٢.

(٢) الكافي ٣: ٤٢٦/٦.

(٣) مرَّ في الحديث ٣ من الباب ٤٩ وفي الباب ٧١ من هذه الأبواب.

١٥٩

٧٣ - باب استحباب الجهر يوم الجمعة في الظهر والجمعة

[ ٧٦٢٠ ] ١ - محمّد بن علي بن الحسين باسناده عن حمّاد بن عثمان، عن عمران الحلبي قال: سئل أبو عبد الله( عليه‌السلام ) عن الرجل يصلّي الجمعة أربع ركعات، أيجهر فيها بالقراءة؟ قال: نعم، والقنوت في الثانية.

[ ٧٦٢١ ] ٢ - وباسناده عن زرارة، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) - في حديث - في الجمعة قال: والقراءة فيها بالجهر.

[ ٧٦٢٢ ] ٣ - محمّد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حمّاد، عن الحلبيّ قال: سألت أبا عبد الله( عليه‌السلام ) عن القراءة في الجمعة إذا صلّيت وحدي أربعاً، أجهر بالقراءة؟ فقال: نعم، وقال: اقرأ سورة الجمعة والمنافقين في يوم الجمعة.

محمّد بن الحسن باسناده عن محمّد بن يعقوب، مثله(١) .

وباسناده عن سعد، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن جعفر ابن بشير، عن حمّاد بن عثمان، وذكر الحديث الذي، قبله.

[ ٧٦٢٣ ] ٤ - وباسناده عن محمّد بن علي بن محبوب، عن العبّاس، عن حمّاد، عن ربعي، عن عمر بن يزيد، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) - في

____________________

الباب ٧٣

فيه ١٠ أحاديث

١ - الفقيه ١: ٢٦٩/١٢٣١، والتهذيب ٣: ١٤/٥٠، والاستبصار ١: ٤١٦/١٥٩٤، وأورده في الحديث ٣ من الباب ٥ من أبواب القنوت.

٢ - الفقيه ١: ٢٦٦/١٢١٧، أورده بتمامه في الحديث ٢ من الباب ١ من أبواب صلاة الجمعة.

٣ - الكافي ٣: ٤٢٥/٥، أورد ذيله أيضاً في الحديث ٤ من الباب ٧٠ من هذه الأبواب.

(١) التهذيب ٣: ١٤/٤٩.

٤ - التهذيب ٣: ٢٤٥/٦٦٤، أورد صدره في الحديث ١٠ من الباب ٢، وفي الحديث ٢ من الباب ٢٤ من أبواب الجمعة، وذيله في الحديث ١١ من الباب ٥ من أبواب القنوت.

١٦٠

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527