وسائل الشيعة الجزء ٦

وسائل الشيعة11%

وسائل الشيعة مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 527

المقدمة الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠
  • البداية
  • السابق
  • 527 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 341161 / تحميل: 7426
الحجم الحجم الحجم
وسائل الشيعة

وسائل الشيعة الجزء ٦

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

وحين التشييع اعترض النبي الأكرم «صلى الله عليه وآله» نعشه ، وقال برقة وحزن وكآبة : وصلت رحما ، وجزيت خيرا يا عم ، فلقد ربيت وكفلت صغيرا ، ونصرت وآزرت كبيرا(١) .

لماذا لم يأمر بالصلاة عليه؟ :

وإنما لم يأمر عليا «عليه السلام» بالصلاة عليه ، لأن صلاة الجنازة لم تكن فرضت بعد.

ولأجل ذلك قالوا : إن خديجة لم يصل عليها النبي الأكرم «صلى الله عليه وآله» حينما توفيت ، مع أنها سيدة نساء العالمين.

وقد فصلت ذلك : الرواية التي رواها علي بن ميثم ، عن أبيه عن جده : أنه سمع عليا «عليه السلام» يقول : تبع أبو طالب عبد المطلب في كل أحواله حتى خرج من الدنيا وهو على ملته ، وأوصاني أن أدفنه في قبره ، فأخبرت رسول الله «صلى الله عليه وآله» بذلك ، فقال : اذهب فواره ، وانفذ لما أمرك به.

فغسلته ، وكفنته ، وحملته إلى الجحون ، ونبشت قبر عبد المطلب ، فرفعت الصفيح عن لحده ، فإذا هو موجه إلى القبلة ، فحمدت الله تعالى على ذلك ،

__________________

ج ١ ص ٢٨٣ ، وعمدة القاري ج ٣ ص ٤٣٥ ، وأسنى المطالب ص ١٥ و ٢١ و ٣٥ وطلبة الطالب ص ٤٣ ، ودلائل النبوة للبيهقي والبرزنجي ، وابن خزيمة ، وأبي داود ، وابن عساكر.

(١) راجع : البحار ج ٣٥ ص ١٢٥ و ١٦٣ ، وراجع شرح النهج للمعتزلي ج ١٤ ص ٧٦ والإصابة (ط مصر سنة ١٣٢٥ ه‍) ج ٧ ص ١١٣ وشرح الأخبار للقاضي النعمان ج ٢ ص ٥٥٧ والغدير ج ٧ ص ٣٨٦ والدرجات الرفيعة لابن معصوم ص ٦٢.

٢١

ووجهت الشيخ ، وأطبقت الصفيح عليهما ، فأنا وصي الأوصياء وورثت خير الأنبياء.

قال ميثم : والله ما عبد علي ، ولا عبد أحد من آبائه غير الله تعالى ، إلى أن توفاهم الله تعالى(١) .

رثاء علي عليه السّلام لأبيه :

وقد رثاه ولده الإمام علي «عليه السلام» حينما توفي بقوله :

أبا طالب عصمة المستجير

وغيث المحول ونور الظلم

لقد هدّ فقدك أهل الحفاظ

فصلى عليك ولي النعم

ولقاك ربك رضوانه

فقد كنت للطهر من خير عم(٢)

ولا أبو سفيان كأبي طالب عليه السّلام :

وكتب أمير المؤمنين «عليه السلام» رسالة مطولة لمعاوية جاء فيها :

«ليس أمية كهاشم ، ولا حرب كعبد المطلب ، ولا أبو سفيان كأبي طالب ، ولا المهاجر كالطليق ، ولا الصريح كاللصيق»(٣) .

__________________

(١) سفينة البحار ج ٥ ص ٣٢١.

(٢) تذكرة الخواص ص ٩.

(٣) صفين لنصر بن مزاحم ص ٤٧١ والفتوح لابن أعثم ج ٣ ص ٢٦٠ ، ونهج البلاغة الذي بهامشه شرح الشيخ محمد عبده ج ٣ ص ١٨ الكتاب رقم ١٧ وشرح النهج للمعتزلي ج ١٥ ص ١١٧ والإمامة والسياسة ج ١ ص ١١٨ ، والغدير ج ٣ ص ٢٥٤ عنهم ، وعن : ربيع الأبرار للزمخشري باب ٦٦ ، وعن مروج الذهب ج ٢ ص ٦٢. وراجع أيضا : مناقب الخوارزمي الحنفي ص ١٨٠.

٢٢

فإذا كان أبو طالب «عليه السلام» كافرا وأبو سفيان مسلما ، فكيف يفضل الكافر على المسلم ، ثم لا يرد عليه ذلك معاوية بن أبي سفيان؟.

ولكن الحقيقة هي عكس ذلك تماما ؛ فإن أبا سفيان هو الذي قال : «إنه لا يدري ما جنة ولا نار» كما ذكرناه في كتابنا الصحيح من سيرة النبي الأعظم في أواخر غزوة أحد(١) .

ويلاحظ هنا أيضا : أن أمير المؤمنين «عليه السلام» يشير في كلامه الآنف الذكر إلى عدم صفاء نسب معاوية ، ولهذا البحث مجال آخر.

أبو طالب عليه السّلام الداعية إلى الإسلام :

كما أن أبا طالب «عليه السلام» الذي يدعو ملك الحبشة إلى الإسلام ، هو الذي دعا ولده جعفر إلى ذلك ، وأمره بأن يصل جناح ابن عمه في الصلاة(٢) .

وهو أيضا الذي دعا زوجته فاطمة بنت أسد إلى الإسلام(٣) .

وأمر حمزة بالثبات على هذا الدين ، وأظهر سروره بإسلامه ومدحه على ذلك.

وكذلك الحال بالنسبة لولده أمير المؤمنين «عليه السلام».

__________________

(١) الصحيح من سيرة النبي الأعظم «صلى الله عليه وآله» ج ٧ ص ٢٨٤.

(٢) راجع : الأوائل لأبي هلال العسكري ج ١ ص ١٥٤ ، وروضة الواعظين ص ١٤٠ وشرح النهج للمعتزلي ج ١٣ ص ٢٦٩ والسيرة الحلبية ج ١ ص ٢٦٩ وأسنى المطالب ص ١٧ والإصابة ج ٤ ص ١١٦ وأسد الغابة ج ١ ص ٢٨٧ والغدير ج ٧ ص ٣٥٧.

(٣) شرح النهج للمعتزلي ج ١٣ ص ٢٧٢.

٢٣

الاعتراف بممارسة التقية :

وقد صرح أبو طالب «عليه السلام» في وصيته بأنه كان قد اتخذ سبيل التقية في شأن رسول الله «صلى الله عليه وآله» من قريش ، وأن ما جاء به الرسول «صلى الله عليه وآله» قد قبله الجنان وأنكره اللسان ؛ مخافة الشنآن ، وأوصى قريشا بقبول دعوة الرسول ، ومتابعته على أمره ، ففي ذلك الرشاد والسعادة(١) .

موقف النبي صلّى الله عليه وآله من أبي طالب عليه السّلام :

ثم هناك ترحم النبي الأكرم «صلى الله عليه وآله» عليه ، واستغفاره له باستمرار ، وجزعه عليه عند موته(٢) .

ولا يصح الترحم إلا على المسلم ، ولأجل ذلك قال «صلى الله عليه وآله» لسفانة بنت حاتم الطائي : لو كان أبوك مسلما لترحمنا عليه(٣) .

__________________

(١) الروض الأنف ج ٢ ص ١٧١ وثمرات الأوراق ص ٩٤ وتاريخ الخميس ج ١ ص ٣٠١ و ٣٠٢ والسيرة الحلبية ج ١ ص ٣٥٢ والبحار ج ٣٥ ص ١٠٧ والغدير ج ٧ ص ٣٦٦ عن مصادر أخرى.

(٢) تذكرة الخواص ص ٨.

(٣) السيرة الحلبية ج ٣ ص ٢٠٥ وكنز العمال ج ٣ ص ٦٦٤ وتاريخ مدينة دمشق لابن عساكر ج ١١ ص ٣٥٩ وج ٦٩ ص ٢٠٣ والبداية والنهاية ج ٥ ص ٨٠ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٤ ص ١٣٢ وسبل الهدى والرشاد للشامي ج ٦ ص ٣٧٧ وشجرة طوبى ج ٢ ص ٤٠٠.

٢٤

أنا على دين أبي طالب عليه السّلام :

وحمل محمد بن الحنفية يوم الجمل على رجل من أهل البصرة ، قال : فلما غشيته قال : أنا على دين أبي طالب ، فلما عرفت الذي أراد كففت عنه(١) .

شفاعة النبي صلّى الله عليه وآله له :

وورد عنه «صلى الله عليه وآله» أيضا قوله : إذا كان يوم القيامة شفعت لأبي ، وأمي ، وعمي أبي طالب ، وأخ لي كان في الجاهلية(٢) .

فإن الشفاعة لا تحل لمشرك ، كما سيأتي.

إقراره على زواجه بمسلمة :

وسئل الإمام السجاد «عليه السلام» عن إيمان أبي طالب «عليه السلام» ، فقال : واعجبا ، إن الله نهى رسوله أن يقر مسلمة على نكاح كافر ؛ وقد كانت فاطمة بنت أسد من السابقات إلى الإسلام ، ولم تزل تحت أبي طالب حتى مات(٣) .

__________________

(١) طبقات ابن سعد (ط ليدن) ج ٥ ص ٦٧.

(٢) ذخائر العقبى ص ٧ عن تمام الرازي في فوائده ، والدرج المنيفة للسيوطي ص ٨ ومسالك الحنفا ص ١٤ عن أبي نعيم وغيره وذكر أن الحاكم صححه ، وتفسير القمي ج ١ ص ٣٨٠ وتفسير البرهان ج ٢ ص ٣٥٨ وتاريخ اليعقوبي ج ٢ ص ٣٥ وتاريخ الخميس ج ١ ص ٢٣٢.

(٣) شرح النهج للمعتزلي ج ١٤ ص ٦٨ ، والغدير ج ٧ ص ٣٨١ و ٣٨٩ عنه وعن : كتاب الحجة ص ٢٤ ، والدرجات الرفيعة ، وضياء العالمين ، وادّعي تواتر هذا الحديث عندنا.

٢٥

ونزول آية النهي عن الإمساك بعصم الكوافر في المدينة لا يوجب بطلان هذه الرواية ، لإمكان أن يكون النهي عن ذلك نهيا قوليا على لسانه «صلى الله عليه وآله» ، قبل نزول القرآن.

وعدم خضوع بعض المسلمين لذلك حينئذ ربما كان لظروف معينة فرضت عليهم ذلك.

من لم يقر بإيمان أبي طالب عليه السّلام :

وأخيرا ، فقد كتب بعضهم يسأل الإمام علي بن موسى الرضا «عليه السلام» عن إسلام أبي طالب «عليه السلام» ، فإنه قد شك في ذلك ، فكتب «عليه السلام» إليه :( وَمَنْ يُشاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ ) (١) .

وبعدها : إنك إن لم تقر بإيمان أبي طالب كان مصيرك إلى النار(٢) .

دفاع النبي صلّى الله عليه وآله عن أبي طالب عليه السّلام :

وسيأتي في غزوة بدر : أن الرسول الأكرم «صلى الله عليه وآله» لم يقبل من شهيد بدر عبيدة بن الحارث أن يعرض بعمه أبي طالب «عليه السلام» ، ولو بمثل أن يقول : إني أولى بما قال منه.

__________________

(١) الآية ١١٥ من سورة النساء.

(٢) شرح النهج للمعتزلي ج ١٤ ص ٦٨ والغدير ج ٧ ص ٣٨١ و ٣٩٤ عن الكراجكي ص ٨٠ ، وكتاب الحجة لابن معد ص ١٦ ، والدرجات الرفيعة والبحار وضياء العالمين.

٢٦

بعد قتل الفرسان الثلاثة :

وفي بدر العظمى ، وبعد قتل عتبة وشيبة والوليد ، وقطع رجل عبيدة بن الحارث ، حمل حمزة والإمام علي «عليهما السلام» عبيدة بن الحارث من المعركة ، وأتيا به إلى رسول الله «صلى الله عليه وآله» ، وألقياه بين يديه ، وإن مخ ساقه ليسيل ، فاستعبر ، وقال : يا رسول الله ، ألست شهيدا؟!

قال : بلى ، أنت أول شهيد من أهل بيتي (مما يشير إلى أنه لسوف تأتي قافلة من الشهداء من أهل بيته «صلى الله عليه وآله» ، وهكذا كان).

فقال عبيدة : أما لو كان عمك حيا لعلم أني أولى بما قال منه ، قال : وأي أعمامي تعني؟

قال : أبو طالب ، حيث يقول :

كذبتم وبيت الله يبزى محمد

ولما نطا عن دونه ونناضل

ونسلمه حتى نصرع دونه

ونذهل عن أبنائنا والحلائل

فقال «صلى الله عليه وآله» : أما ترى ابنه كالليث العادي بين يدي الله ورسوله ، وابنه الآخر في جهاد الله بأرض الحبشة؟!.

قال : يا رسول الله ، أسخطت علي في هذه الحالة؟

قال : ما سخطت عليك ، ولكن ذكرت عمي ، فانقبضت لذلك(١) .

__________________

(١) راجع : تفسير القمي ج ١ ص ٢٦٥ ، والبحار ج ١٩ ص ٢٥٥ ، وفي شرح النهج للمعتزلي ج ١٤ ص ٨٠ : أن رسول الله استغفر له ولأبي طالب يومئذ. والغدير ج ٧ ص ٣١٦.

وفي نسب قريش لمصعب ص ٩٤ : أن عبيدة قال : «يا رسول الله ليت أبا طالب حيا

٢٧

وبلغ عبيدة مع النبي «صلى الله عليه وآله» الصفراء ، فمات ، فدفن بها

وقد روى كثير من المؤرخين هذه القضية من دون ذكر القسم الأخير منها.

قالوا : ونزل في هؤلاء الستة قوله تعالى :( هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيابٌ مِنْ نارٍ ) (١) .

وفي البخاري : أن أبا ذر كان يقسم : أنها نزلت فيهم(٢) .

ونزل في علي ، وحمزة ، وعبيدة أيضا قوله تعالى :( مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ ) (٣) .

__________________

حتى يرى مصداق قوله إلخ».

وربما يقال : إن هذا هو الأنسب بأدب عبيدة وإخلاصه ، ولكن لا ، فإن قوله الآنف لا يضر في أدبه ولا في إخلاصه ، حيث يرى نفسه قد ضحى بنفسه في سبيل الدين ، فلا مانع من أن يقول ذلك.

(١) الآية ١٩ من سورة الحج.

(٢) البخاري (ط الميمنية) ج ٣ ص ٤ ، ومناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب ج ٣ ص ١١٨ عن مسلم ، من دون قسم أبي ذر ، والمستدرك على الصحيحين للحاكم ج ٢ ص ٣٨٦ ، وصححه هو والذهبي في تلخيصه ، والغدير ج ٧ ص ٢٠٢ عن : تفسير القرآن العظيم لابن كثير ج ٣ ص ٢١٢ ، وتفسير ابن جزي ج ٣ ص ٣٨ ، وتفسير الخازن ج ٣ ص ٦٩٨ ، والجامع لأحكام القرآن للقرطبي ج ٢ ص ٢٥ و ٢٦ ، وصحيح مسلم ج ٢ ص ٥٥٠ ، وبهذا قال ابن عباس ، وابن خثيم ، وقيس بن عباد ، والثوري ، والأعمش ، وسعيد بن جبير ، وعطاء.

(٣) الآية ٢٣ من سورة الأحزاب ، الصواعق المحرقة ص ٨٠.

٢٨

وقيل : نزلت في علي وحده(١) .

وثمة عدة آيات أخرى نزلت في بدر في الثناء على أمير المؤمنين «عليه السلام»(٢) فراجع.

غضب النبي «صلّى الله عليه وآله» لأبي طالب عليه السّلام :

ونقول :

إنه إذا كان الرسول «صلى الله عليه وآله» يغضب لذكر عمه ، ولو بهذا النحو من التعريض المهذب ، والمحدود ، فماذا سيكون موقفه ممن يرمي أبا طالب «عليه السلام» بالشرك والكفر ، ويعتبره مستحقا للعذاب الأليم في نار الله المؤصدة؟! وفي ضحضاح من نار يغلي منه دماغه؟!

فهل تراه سوف يكون مسرورا ومرتاحا لهذا الكلام ، الذي لا سبب له إلا السياسة ، وما أدراك ما السياسة؟!

وَما لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزى :

ثم إننا نجد النبي «صلى الله عليه وآله» نفسه يقول : «اللهم لا تجعل لفاجر ولا لفاسق عندي نعمة»(٣) .

كما أنه «صلى الله عليه وآله» قد رد هدية حكيم بن حزام ؛ لأنه كان مشركا ، قال عبيد الله :

__________________

(١) مناقب الخوارزمي ص ١٨٨ ، والكفاية للخطيب ص ١٢٢.

(٢) المناقب لابن شهر آشوب ج ٣ ص ١١٨ وغيره.

(٣) راجع أبو طالب مؤمن قريش للخنيزي.

٢٩

حسبت أنه قال : إنا لا نقبل من المشركين شيئا ، ولكن إن شئت أخذناها بالثمن(١) .

ورد أيضا هدية عامر بن الطفيل ، لأنه لم يكن قد أسلم بعد.

ورد أيضا هدية ملاعب الأسنة ، وقال : لا أقبل هدية مشرك(٢) .

عن عياض المجاشعي : أنه أهدى إلى النبي هدية فأبى قبولها ، وقال : إني نهيت عن زبد المشركين(٣) .

ولم يكن ذلك منه «صلى الله عليه وآله» إلا لأن قبولها يوجب احتراما ومودة من المهدى إليه بالنسبة لمن أهدى.

__________________

(١) مستدرك الحاكم ج ٣ ص ٤٨٤ وتلخيصه للذهبي بهامش نفس الصفحة ، وصححاه. وحياة الصحابة ج ٢ ص ٢٥٨ و ٢٥٩ و ٢٦٠ عن كنز العمال وعن مجمع الزوائد ج ٨ ص ٢٧٨ وكنز العمال ج ٦ ص ٥٧ و ٥٩ عن أحمد والطبراني ، والحاكم وسعيد بن منصور ، والتراتيب الإدارية ج ٢ ص ٨٦ ويلاحظ هنا : أنه (صلى الله عليه وآله) حين الهجرة لا يقبل ناقة أبي بكر إلا بالثمن.

(٢) كنز العمال (طبعة أولى) ج ٣ ص ١٧٧ عن ابن عساكر و (ط ثانية) ج ٦ ص ٥٧ عن الطبراني والمصنف لعبد الرزاق ج ١ ص ٤٤٦ و ٤٤٧ وفي الهامش عن مغازي ابن عقمة ومجمع البيان المجلد الأول ص ٥٣٥.

(٣) كنز العمال ج ٦ ص ٥٧ و ٥٩ عن أبي داود والترمذي وصححه وأحمد والطيالسي والبيهقي ، وراجع ما عن عمران بن حصين في الكنز نفس المجلد والصفحة والمصنف لعبد الرزاق ج ١٠ ص ٤٤٧ وفي الهامش عن أبي داود وأحمد وعن الترمذي ج ٢ ص ٣٨٩ ، وراجع الوسائل ج ١٢ ص ٢١٦ عن الكافي والمعجم الصغير ج ١ ص ٩.

٣٠

ملاحظة : معالجة رواية الكشي :

إلا أن الكشي ذكر رواية تقول : «إن رسول الله «صلى الله عليه وآله» لم يرد هدية على يهودي ولا نصراني»(١) .

وهذا إن صح فهو يشير إلى الفرق بين هدية الكتابي وهدية المشرك ، فكان «صلى الله عليه وآله» يرد هدية الثاني ، دون الأول ، وذلك يدل على عدم صحة قوله لهم : إنه «صلى الله عليه وآله» في هدنة الحديبية قد استهدى أبا سفيان أدما(٢) .

__________________

(١) اختيار معرفة الرجال للكشي (ط جامعة طهران) ص ٦١٠ والبحار ج ٥٠ ص ١٠٧ والوسائل ج ١٢ ص ٢١٧.

(٢) راجع التراتيب الإدارية ج ١ ص ١٩٨ عن الإستيعاب.

٣١
٣٢

البحث الثاني

أبو طالب عليه السّلام المظلوم المفترى عليه

الأدلة الواهية :

لقد حاول الذين يشتهون إثبات كفر أبي طالب «عليه السلام» أن يتشبثوا بطحالب واهية زعموا : أنها أدلة ، نشير ههنا إليها ، فنقول :

١ ـ حديث الضحضاح :

عن أبي سعيد الخدري ، أنه سمع النبي «صلى الله عليه وآله» ، وقد ذكر عنده عمه ، فقال : لعله تنفعه شفاعتي يوم القيامة ، فيجعل في ضحضاح(١) من نار ، يبلغ كعبيه ، يغلي منه دماغه.

وحسب نص آخر : أن العباس قال للنبي «صلى الله عليه وآله» : ما أغنيت عن عمك؟! فو الله كان يحوطك ويغضب لك!!.

قال : هو في ضحضاح من نار ، ولو لا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار(٢) .

__________________

(١) الضحضاح : القلقل ، وهنا المكان القليل العمق من النار.

(٢) صحيح البخاري ط سنة ١٣٠٩ ج ٢ ص ٢٠٩ ، وج ٤ ص ٥٤ ، والمصنف ج ٦ ص ٤١ ، وأنساب الأشراف بتحقيق المحمودي ج ٢ ص ٢٩ و ٣٠. وصحيح مسلم ، كتاب الإيمان ، وطبقات ابن سعد ج ١ قسم ١ ص ٧٩ ، ومسند أحمد ج ١

٣٣

ونقول :

أولا : لقد ناقش كل من الأميني والخنيزي جميع أسانيد هذه الرواية ، وبيّنا وهنها وضعفها ، وتناقض نصوصها العجيب ، إلى حد أن بعض الروايات تجزم بأنه قد جعل في ضحضاح من نار ، وأن الشفاعة قد نفعته فعلا.

لكن بعضها الآخر يقول : لعله تنفعه شفاعتي ، فيجعل في ضحضاح يوم القيامة.

ونحن نحيل القارئ الذي يرغب في التوسع إلى ما ذكره الأميني والخنيزي في كتابيهما حول هذا الموضوع(١) .

ثانيا : إنه إذا كان «صلى الله عليه وآله» قد نفع أبا طالب «عليه السلام» ، وأخرجه من الدرك الأسفل إلى الضحضاح ؛ فلماذا لا يتمم معروفه هذا ، ويخرجه من هذا الضحضاح أيضا؟!.

ثالثا : لقد رووا : أن النبي «صلى الله عليه وآله» قد طلب من أبي طالب حين حضرته الوفاة : أن يقول كلمة لا إله إلا الله ، محمد رسول الله ؛ ليستحل له بها الشفاعة يوم القيامة ، فلم يعطه إياها.

فهذا يدل على أنه قد أناط «صلى الله عليه وآله» مطلق الشفاعة بكلمة

__________________

ص ٢٥٦ و ٢٠٧ ، والبداية والنهاية ج ٣ ص ١٢٥ ، والغدير ج ٨ ص ٢٣ عن بعضهم ، وعن عيون الأثر ج ١ ص ١٣٢ ، وشرح النهج للمعتزلي ج ١٤ ص ٦٦.

(١) راجع : الغدير ج ٨ ص ٢٣ و ٢٤ وأبو طالب مؤمن قريش.

٣٤

لا إله إلا الله(١) .

فلماذا استحل هذه الشفاعة ، مع أنه لم يعطه الكلمة التي توجب حليتها؟!.

رابعا : إنهم يروون : أن الشفاعة لا تحل لمشرك ، فلماذا حلت لهذا المشرك بالذات ، بحيث أخرجته من الدرك الأسفل إلى الضحضاح؟(٢) .

خامسا : قال المعتزلي : إن الإمامية والزيدية «قالوا : وأما حديث الضحضاح ، فإنما يرويه الناس كلهم عن رجل واحد ، وهو المغيرة بن شعبة ، وبغضه لبني هاشم ، وعلي «عليه السلام» بالخصوص مشهور ومعلوم ، وقصته وفسقه غير خاف»(٣) .

غير أننا نقول : إنه يمكن المناقشة في ذلك بأنهم قد رووا ذلك عن غير المغيرة أيضا ، فراجع البخاري وغيره.

فلعل رواية غير المغيرة قد حدثت في وقت متأخر بهدف تكذيب الشيعة ، ونقض استدلالهم ، فتلقفها البخاري.

__________________

(١) الترغيب والترهيب ج ٤ ص ٤٣٣ عن أحمد بسندين صحيحين ، وعن البزار ، والطبري بأسانيد أحدها جيد وابن حبان في صحيحه وراجع : الغدير ج ٨ ص ٨ فما بعدها.

(٢) مستدرك الحاكم ج ٢ ص ٣٣٦ ، وتلخيصه للذهبي وصححاه والمواهب اللدنية ج ١ ص ٧١ والغدير ج ٨ ص ٢٤ عنهما وعن كنز العمال ج ٧ ص ١٢٨ ، وشرح المواهب اللدنية للزرقاني ج ١ ص ٢٩١ وكشف الغمة للشعراني ج ٢ ص ١٢٤ ، وتاريخ أبي الفداء ج ١ ص ١٢٠.

(٣) راجع : شرح النهج للمعتزلي ج ١٤ ص ٧٠ والبحار ج ٣٥ ص ١١٢.

٣٥

وذلك لأن من غير المعقول أن يورد الشيعة على غيرهم بذلك إن لم يكن له واقع

وقد سكت المعتزلي عن هذا الرد ، وعن جوابه ، وكأنه يحتمل ما احتملناه ، ولو وسعه التأكيد على الرد لفعل.

سادسا : سئل الإمام الباقر «عليه السلام» عما يقوله الناس : إن أبا طالب في ضحضاح من نار؟

فقال : لو وضع إيمان أبي طالب في كفة ميزان ، وإيمان هذا الخلق في كفة أخرى لرجح إيمانه.

ثم قال : ألم تعلموا : أن أمير المؤمنين عليا «عليه السلام» كان يأمر أن يحج عن عبد الله ، وابنه ، وأبي طالب في حياته ، ثم أوصى في وصيته بالحج عنهم(١) ؟!

سابعا : سئل الإمام علي «عليه السلام» في رحبة الكوفة عن كون أبيه معذبا في النار أو لا ، فقال للسائل : مه ، فض الله فاك!! والذي بعث محمدا بالحق نبيا ، لو شفع أبي في كل مذنب على وجه الأرض لشفعه الله فيهم. أبي معذب في النار ، وابنه قسيم الجنة والنار؟!(٢) .

__________________

(١) شرح النهج للمعتزلي ج ١٤ ص ٦٨ ، والدرجات الرفيعة ص ٤٩ ، والبحار ج ٣٥ ص ١١٢ والغدير ج ٨ ص ٣٨٠ ـ ٣٩٠ عنهما وعن كتاب الحجة لابن معد ص ١٨ من طريق شيخ الطائفة عن الصدوق ، والفتوني في ضياء العالمين.

(٢) البحار ج ٢٥ ص ٦٩ وج ٣٥ ص ١١٠ والإحتجاج (ط مطبعة النعمان) ج ١ ص ٣٤١ وكنز الفوائد للكراجكي (ط حجرية) ص ٨٠ وكشف الغمة للإربلي (ط دار الأضواء) ج ٢ ص ٤٢ والغدير ج ٧ ص ٣٨٧.

٣٦

ثامنا : روى عبد العظيم بن عبد الله العلوي : أنه كان مريضا ، فكتب إلى أبي الحسن الرضا «عليه السلام» : عرفني يابن رسول الله عن الخبر المروي : أن أبا طالب في ضحضاح من نار ، يغلي منه دماغه.

فكتب إليه الرضا «عليه السلام» : بسم الله الرّحمن الرّحيم ، أما بعد ، إن شككت في إيمان أبي طالب كان مصيرك إلى النار(١) .

تاسعا : بالإسناد إلى الكراجكي ، عن أبي عبد الله «عليه السلام» قال : يا يونس ما يقول الناس في أبي طالب؟!

قلت : جعلت فداك ، يقولون هو في ضحضاح من نار ، وفي رجليه نعلان من نار ، تغلي منها أم رأسه.

فقال «عليه السلام» : كذب أعداء الله ، إن أبا طالب من رفقاء النبيين ، والصديقين ، والشهداء والصالحين ، وحسن أولئك رفيقا(٢) .

وفي رواية أخرى عنه «عليه السلام» : كذبوا ، والله إن إيمان أبي طالب لو وضع في كفة ميزان ، وإيمان هذا الخلق في كفة ميزان ، لرجح إيمان أبي طالب على إيمانهم(٣) .

__________________

(١) البحار ج ٣٥ ص ١١١ وإيمان أبي طالب للمفيد ص ٤ وسفينة البحار ج ٥ ص ٣١٥ ومستدرك سفينة البحار ج ٦ ص ٤٤٧ و ٥٥٨ وراجع الغدير ج ٧ ص ٣٩٥.

(٢) البحار ج ٣٥ ص ١١١ وكنز الفوائد للكراجكي ص ٨٠ والغدير ج ٧ ص ٣٩٣.

(٣) البحار ج ٣٥ ص ١١٢ وإيمان أبي طالب للمفيد ص ٤ ومستدرك الوسائل ج ٨ ص ٦٩ ومدينة المعاجز ج ٧ ص ٥٣٥ والغدير ج ٧ ص ٣٩٠ وسفينة البحار ج ٥ ص ٣١٦.

٣٧

٢ ـ إرث عقيل لأبي طالب عليه السّلام :

واستدلوا : بأن ولده عقيل هو الذي ورثه ، ولم يرثه الإمام علي وجعفر «عليهما السلام» ، لأنه كان مشركا ، وهما مسلمان.

فهما من ملتين مختلفتين ، وأهل ملتين لا يتوارثان(١) .

ولكن ذلك لا يصح أيضا.

فأولا : من أين ثبت لهؤلاء أن الإمام عليا وجعفر «عليهما السلام» لم يرثاه.

ثانيا : إن قوله أهل ملتين لا يتوارثان.

نقول بموجبه ؛ لأن التوارث تفاعل ، ولا تفاعل عندنا في ميراثهما ، واللفظ يستدعي الطرفين ، كالتضارب ، فإنه لا يكون إلا من اثنين ، ولأجل ذلك نقول : إن الصحيح هو مذهب أهل البيت «عليهم السلام» ، من أن المسلم يرث الكافر ، ولا يرث الكافر المسلم(٢) . فالإرث إذا من طرف واحد ، لا من طرفين!.

ثالثا : لقد روي عن عمر قوله : «أهل الشرك نرثهم ولا يرثونا»(٣) .

وقد حكم كثير من العلماء بأن ميراث المرتد للمسلمين لا يصح ؛ وقالوا : نرثهم ولا يرثونا(٤) .

__________________

(١) المصنف ج ٦ ص ١٥ ، وج ١٠ ص ٣٤٤ ، وفي هامشه أي هامش السادس عن البخاري ج ٣ ص ٢٩٣ ، وطبقات ابن سعد ج ١ قسم ١ ص ٧٩.

(٢) راجع شرح النهج للمعتزلي ج ١٤ ص ٦٩.

(٣) مصنف الحافظ عبد الرزاق ج ١٠ ص ٣٣٩ وج ٦ ص ١٠٦.

(٤) المصنف لعبد الرزاق ج ٦ ص ١٠٥ و ١٠٦ و ١٠٧ وج ١٠ ص ٣٣٨ حتى ص ٣٤١.

٣٨

رابعا : إنهم يقولون : إن الميراث في وقت موت أبي طالب لم يكن قد فرض بعد ، وإنما كان الأمر بالوصية ؛ فلعل أبا طالب قد أوصى بماله لعقيل محبة له ، أو لما يراه من فقره وخصاصته ، فأنفذ أولاده وصيته.

أو أن عليا وجعفر قد تركا لأخيهما نصيبهما من الإرث على سبيل الإيثار له ، لما يرونه من حاجته ، وضيق ذات يده.

بل قد يكون أبو طالب قد تنازل عن ماله لعقيل في حال حياته ، فلم يبق شيء لكي يرثه علي وجعفر بعد وفاته صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين(١) .

٣ ـ آية :( وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ ) :

لقد ذكروا : أن آية :( وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ ) (٢) قد نزلت في أبي طالب «عليه السلام» ، الذي كان ينهى الناس عن أذى الرسول ، وينأى عن أن يدخل في الإسلام(٣) .

ونقول :

__________________

(١) راجع : أسنى المطالب ص ٦٢.

(٢) الآية ٢٦ من سورة الأنعام.

(٣) الإصابة ج ٤ ص ١١٥ ، وتفسير القرآن العظيم لابن كثير ج ٢ ص ١٢٧ ، وطبقات ابن سعد ج ١ قسم ١ ص ٧٨ ، وبهجة المحافل ج ١ ص ١١٦ وأنساب الأشراف بتحقيق المحمودي ج ٢ ص ٢٦ والغدير ج ٨ ص ٣ عنهم وعن : تفسير الخازن ج ٢ ص ١١ ، وتفسير ابن جزي ج ٢ ص ٦ ، وعن الطبري والكشاف ، ودلائل النبوة للبيهقي ط دار الكتب العلمية ج ٢ ص ٣٤٠ و ٣٤١.

٣٩

أولا : لقد تحدث الأستاذ الخنيزي حول أسانيد هذه الرواية بما فيه الكفاية(١) فليراجعه من أراد.

ثانيا : إن هذه الآية لا تنطبق على أبي طالب «عليه السلام» بأي وجه ؛ لأن الله تعالى يقول قبلها :

( وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لا يُؤْمِنُوا بِها حَتَّى إِذا جاؤُكَ يُجادِلُونَكَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هذا إِلَّا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ ، وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ وَإِنْ يُهْلِكُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَما يَشْعُرُونَ ) (٢) .

فضمائر الجمع ، وهي كلمة : «هم» ، وفاعل «ينهون » و «ينأون » ترجع كلها إلى من ذكرهم الله في تلك الآية ، وهم المشركون ، الذين إن يروا كل آية لا يؤمنوا بها ، ويجادلون الرسول في هذه الآيات ، ويصفونها من عنادهم بأنها أساطير الأولين.

ولا يقف عنادهم عند هذا الحد ، بل يتجاوزه إلى أنهم : ينهون الناس عن الاستماع إلى النبي محمد «صلى الله عليه وآله» ، كما أنهم هم أنفسهم يبتعدون عنه.

وهذه الصفات كلها لا تنطبق على أبي طالب «عليه السلام» ، الذي لم نجد منه إلا التشجيع على اتباع النبي «صلى الله عليه وآله» ، والنصرة له باليد واللسان. وقد حض أشخاصا بأعيانهم على أن يدخلوا في هذا الدين ، وأن يصبروا عليه ، كما كان الحال بالنسبة لزوجته ، وحمزة ، وجعفر ، وعلي ،

__________________

(١) أبو طالب مؤمن قريش ص ٣٠٥ و ٣٠٦.

(٢) الآيتان ٢٥ و ٢٦ من سورة الأنعام.

٤٠

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

السلام) قال: ما استوى رجلان في حسب ودين قطّ إلّا كان أفضلهما عند الله عزّ وجلّ آدبهما، قال: قلت: قد علمت فضله عند الناس في النادي والمجلس فما فضله عند الله؟ قال بقراءة القرآن كما انزل، ودعائه من حيث لا يلحن، وذلك الدعاء الملحون لا يصعد إلى الله.

[ ٧٧٨٢ ] ٤ - محمّد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: قال النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) : إنّ الرجل الأعجمي من أُمتي ليقرأ القرآن بعجمته(١) فترفعه الملائكة على عربيّته.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك في قراءة الأخرس(٢) .

٣١ - باب استحباب الإكثار من قراءة الإخلاص وتكرارها ألف مرة في كلّ يوم وليلة وكراهة تركها

[ ٧٧٨٣ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن بدر، عن محمّد بن مروان، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: من قرأ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ) مرّة بورك عليه، ومن قرأها مرّتين بورك عليه وعلى أهله، ومن قرأها ثلاث مرّات بورك عليه وعلى أهله وعلى جيرانه، ومن قرأها اثنتى عشرة مرّة بنى الله له اثني عشر قصراً في الجنّة، فتقول الحفظة: اذهبوا بنا إلى قصور أخينا فلان فننظر إليها ومن قرأها مائة مرّة غفرت له ذنوب خمسة وعشرين

____________________

٤ - الكافي ٢: ٤٣٥/١.

(١) في نسخة: بعجميّته. هامش المخطوط.

(٢) تقدم ما يدل عليه في الحديث ٢ من الباب ٢١ من هذه الأبواب وما يدل على حكم الأخرس في الباب ٥٩ من أبواب القراءة في الصلاة.

الباب ٣١

فيه ١١ حديثاً

١ - الكافي ٢: ٤٥٣/١.

٢٢١

سنة ما خلا الدماء والأموال، ومن قرأها أربعمائة مرّة كان له أجر أربعمائة شهيد كلّهم قد عقر جواده وأريق دمه، ومن قرأها ألف مرّة في يوم وليلة لم يمت حتّى يرى مقعده من(١) الجنّة أو ترى له.

[ ٧٧٨٤ ] ٢ - وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) أنّ النبي( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) صلّى على سعد بن معاذ فقال: لقد وافى من الملائكة سبعون ألفاً( ومنهم) (٢) جبرئيل يصلّون عليه، فقلت له: يا جبرئيل، بم يستحقّ صلاتكم عليه؟ فقال: بقراءته ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ) قائماً وقاعداً وراكباً وماشياً وذاهباً وجائياً.

ورواه الصدوق في( ثواب الأعمال ): عن محمّد بن الحسن، عن الصفّار، عن إبراهيم بن هاشم (٣) .

وفي( المجالس) و( التوحيد) عن أبيه، عن سعد، عن إبراهيم بن هاشم، مثله (٤) .

[ ٧٧٨٥ ] ٣ - وعن أبي علي الأشعري، عن محمّد بن عبد الجبّار، عن صفوان بن يحيى، عن يعقوب بن شعيب، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: كان أبي( عليه‌السلام ) يقول: ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ) ثلث القرآن، و( قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُ‌ونَ ) ربع القرآن.

[ ٧٧٨٦ ] ٤ - وعن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن إدريس الحارثي، عن محمّد بن سنان، عن مفضّل بن عمر قال: قال أبو عبد الله

____________________

(١) في المصدر: في.

٢ - الكافي ٢: ٤٥٥/١٣.

(٢) في المصدر: وفيهم.

(٣) ثواب الأعمال: ١٥٦/٦.

(٤) أمالي الصدوق: ٣٢٣/٥، والتوحيد: ٩٥/١٣.

٣ - الكافي ٢: ٤٥٤/٧.

٤ - الكافي ٢: ٤٥٧/٢٠.

٢٢٢

( عليه‌السلام ) : يا مفضّل، احتجز من الناس كلّهم ببسم الله الرحمن الرحيم وبـ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ) ، اقرأها عن يمينك وعن شمالك ومن بين يديك ومن خلفك ومن فوقك ومن تحتك، فاذا دخلت على سلطان جائر فاقرأها حين تنظر إليه ثلاث مرّات، واعقد بيدك اليسرى ثمّ لا تفارقها حتّى تخرج من عنده.

[ ٧٧٨٧ ] ٥ - محمّد بن علي بن الحسين في( المجالس) وفي( معاني الأخبار): عن أحمد بن محمّد بن يحيى، عن أبيه، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن نوح بن شعيب، عن عبيد الله بن عبد الله الدهقان، عن عروة بن أخي شعيب العقرقوفي، عن شعيب، عن أبي بصير، عن الصادق، عن آبائه ( عليهم‌السلام ) - في حديث - عن سلمان أنّه قال: سمعت حبيبي رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) يقول: من قرأ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ) مرّة فقد قرأ ثلث القرآن، ومن قرأها مرّتين فقد قرأ ثلثي القرآن، ومن قرأها ثلاثاً فقد ختم القرآن.

[ ٧٧٨٨ ] ٦ - وفي( ثواب الأعمال) عن أبيه، عن أحمد بن إدريس، عن محمّد بن أحمد، عن محمّد بن حسان، عن إسماعيل بن مهران، عن الحسن بن علي، عن أبي عبد الله، عن إسحاق بن عمّار، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: من مضت له جمعة ولم يقرأ فيها( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ) ثمّ مات مات على دين أبي لهب.

أقول: هذا وأمثاله محمول على من تركها استخفافاً بها أو جحوداً لفضلها.

ورواه البرقي في( المحاسن) عن إسحاق بن عمّار، مثله (١) .

____________________

٥ - أمالي الصدوق: ٣٧/٥، ومعاني الأخبار: ٢٣٥، أورد قطعة منه في الحديث ١٢ من الباب ٧ من أبواب الصوم المندوب.

٦ - ثواب الأعمال: ١٥٦/٢.

(١) المحاسن: ٩٥/٥٤.

٢٢٣

وفي( عقاب الأعمال ): عن محمّد بن الحسن، عن الصفّار، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن إسحاق بن عمّار، مثله (١) .

[ ٧٧٨٩ ] ٧ - وفي( ثواب الأعمال) بالاسناد السابق عن الحسن بن علي، عن صندل (٢) عن هارون بن خارجة قال: سمعت أبا عبد الله( عليه‌السلام ) يقول: من أصابه مرض أو شدّة لم يقرأ في مرضه أو شدّته( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ) ثم مات في مرضه أو في تلك الشدّة التي نزلت به فهو في أهل النار.

وفي( عقاب الأعمال ): عن محمّد بن الحسن، عن الصفّار، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن إسماعيل بن مهران، عن الحسن بن علي، مثله (٣) .

ورواه البرقي في( المحاسن) عن إسماعيل بن مهران، مثله (٤) .

[ ٧٧٩٠ ] ٨ - وفي( ثواب الأعمال) عن أبيه، عن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن أحمد، عن الحسن بن علي بن عثمان، عن رجل، عن حفص بن غياث قال: سمعت أبا عبد الله( عليه‌السلام ) يقول لرجل: أتحب البقاء في الدنيا؟ قال: نعم، قال: ولم؟ قال: لقراءة ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ) فسكت عنه ثمّ قال لي بعد ساعة: يا حفص، من مات من أوليائنا وشيعتنا ولم يحسن القرآن علّم في قبره ليرفع الله به في درجته، فانّ درجات الجنة على قدر عدد آيات القرآن فيقال لقارىء القرآن: اقرأ وأرقا (٥) .

[ ٧٧٩١ ] ٩ - وفي( عقاب الأعمال) عن أبيه، عن سعد، عن أحمد بن

____________________

(١) عقاب الأعمال: ٢٨٢.

٧ - ثواب الأعمال: ١٥٦/٣.

(٢) في عقاب الأعمال: مندل ( هامش المخطوط ).

(٣) عقاب الأعمال: ٢٨٣.

(٤) المحاسن: ٩٦/٥٥.

٨ - ثواب الأعمال: ١٥٧/١٠.

(٥) في المصدر: وارق.

٩ - عقاب الأعمال: ٢٨٢.

٢٢٤

محمّد بن خالد، عن إسماعيل بن مهران، عن الحسن بن علي، عن أبي عبد الله المؤمن، عن ابن مسكان، عن سليمان بن خالد قال: سمعت أبا عبد الله( عليه‌السلام ) يقول: من مضت به(١) ثلاثة أيّام ولم يقرأ فيها( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ) فقد خذل ونزع ربقة الإيمان من عنقه، وإن مات في هذه الثلاثة كان كافراً بالله العظيم.

ورواه البرقي في( المحاسن) عن إسماعيل بن مهران، مثله (٢) .

[ ٧٧٩٢ ] ١٠ - وفي كتاب( التوحيد ): عن الحسين بن إبراهيم، عن محمّد ابن أبي عبد الله، عن موسى بن عمران النخعي، عن عمّه الحسين بن يزيد النوفلي، عن علي بن سالم، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: من قرأ: ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ) مرّة واحدة فكأنّما قرأ ثلث القرآن وثلث التوراة وثلث الإنجيل وثلث الزبور.

[ ٧٧٩٣ ] ١١ - وفي( معاني الأخبار ): عن محمّد بن أحمد الأسدي، عن محمّد بن الحسن بن هارون بن يزيد، عن عبد الله بن معاذ، عن أبيه، عن شعبة، عن علي بن مدرك، عن إبراهيم النخعي، عن الربيع بن خثيم، عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله ( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) : أيعجز أحدكم أن يقرأ كلّ ليلة ثلث القرآن؟ قالوا: ومن يطيق ذلك؟ قال: ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ) ثلث القرآن.

أقول: تقدّم ما يدلّ على ذلك(٣) ، ويأتي ما يدلّ عليه(٤) .

____________________

(١) في المصدر: له.

(٢) المحاسن: ٩٥/٥٤.

١٠ - التوحيد: ٩٥/١٥.

١١ - معاني الأخبار: ١٩١.

(٣) تقدم في الأبواب ٧ و ٢٣ و ٢٤ و ٥٤، وفي الأحاديث ١ و ٢ و ٣ و ٦ و ٧ من الباب ٥٦، وفي الحديث ١١ من الباب ٦٦ من أبواب القراءة.

(٤) يأتي في الباب ٣٣ و ٣٤ من هذه الأبواب، وفي الأحاديث ١ و ٢ و ٣ من الباب ٢٩ من =

٢٢٥

٣٢ - باب استحباب قراءة المسبّحات عند النوم

[ ٧٧٩٤ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن أبي علي الأشعري، عن محمّد بن حسان، عن إسماعيل بن مهران، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن محمّد بن سكين، عن عمرو بن شمر، عن جابر قال: سمعت أبا جعفر( عليه‌السلام ) يقول: من قرأ المسبّحات كلّها قبل أن ينام لم يمت حتّى يدرك القائم، وإن مات كان في جوار محمّد( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) (١) .

ورواه الصدوق في( ثواب الأعمال) عن أبيه، عن أحمد بن إدريس، عن محمّد بن أحمد، عن محمّد بن حسّان (٢) .

٣٣ - باب استحباب قراءة التوحيد عند النوم مائة مرة، أو خمسين أو أحد عشر

[ ٧٧٩٥ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن خالد، والحسين بن سعيد جميعاً، عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبي، عن أبي أسامة، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: سمعته يقول: من قرأ ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ) مائة مرّة حين يأخذ مضجعه غفر

____________________

= أبواب التعقيب، ويأتي ما يدلّ عليه وعلى غيره في الحديث ٨ من الباب ٢٠، وفي الأحاديث ٣ و ٦ و ٧ و ٨ من الباب ٢٧ من أبواب الصوم المندوب.

الباب ٣٢

فيه حديث واحد

١ - الكافي ٢: ٤٥٤/٣.

(١) في نسخة: النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) هامش المخطوط. وفي المصدر: محمّد النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ).

(٢) ثواب الأعمال: ١٤٦/٢.

الباب ٣٣

فيه ٣ أ حاديث

١ - الكافي ٢: ٣٩١/١٥، أورده بتمامه في الحديث ٣ من الباب ١٣ من أبواب التعقيب.

٢٢٦

الله له ما [ عمل ](١) قبل ذلك خمسين عاماً.

[ ٧٧٩٦ ] ٢ - وعنه، عن محمّد بن الحسين، عن علي بن النعمان، عن عبد الله بن طلحة، عن جعفر قال: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) : من قرأ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ) مائة مرّة حين يأخذ مضجعه غفر الله له ذنوب خمسين سنة.

محمّد بن علي بن الحسين في( الأمالي) وفي( التوحيد ): عن محمّد بن موسى بن المتوكّل، عن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن أحمد بن يحيى، عن أحمد بن هلال، عن عيسى بن عبد الله الهاشمي، عن أبيه، عن جدّه، عن علي( عليه‌السلام ) ، مثله، إلّا أنّه أسقط في( الأمالي) قوله: مائة مرّة (٢) ، وفي( ثواب الأعمال) عن أبيه، عن محمّد بن يحيى، مثله ولم يترك منه شيئاً (٣) .

[ ٧٧٩٧ ] ٣ - وعن أحمد بن محمّد، عن أبيه، عن محمّد بن أحمد، عن أبي الحسن النهدي، عن أبان بن عثمان، عن قيس بن ربيع، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: من آوى الى فراشه فقرأ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ) إحدى عشر مرّة حفظ(٤) في داره وفي دويرات حوله.

أقول: ويأتي ما يدلّ على ذلك(٥) .

____________________

(١) أثبتناه من المصدر.

٢ - الكافي ٢: ٤٥٤/٤.

(٢) أمالي الصدوق: ٢١/٣، المجلس ٤ والتوحيد: ٩٤/١٢.

(٣) ثواب الأعمال: ١٥٦/٥.

٣ - ثواب الأعمال: ١٥٦/٧.

(٤) في المصدر: حفظه الله.

(٥) يأتي ما يدل عليه في الباب ٣٤ من هذه الأبواب.

٢٢٧

٣٤ - باب استحباب قراءة المعوّذتين ثلاثاً والجحد والقدر احدى عشر مرّة والتكاثر عند النوم

[ ٧٧٩٨ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن بكر بن صالح، عن سليمان الجعفري، عن أبي الحسن( عليه‌السلام ) قال: سمعته يقول: ما من أحد في حدّ الصبا يتعهّد في كلّ ليلة قراءة: ( قُلْ أَعُوذُ بِرَ‌بِّ الْفَلَقِ ) و( قُلْ أَعُوذُ بِرَ‌بِّ النَّاسِ ) كل واحدة ثلاث مرات و( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ) مائة مرّة فان لم يقدر فخمسين إلّا صرت الله عنه كلّ لمم أو عرض من أعراض الصبيان والعطاش وفساد المعدة وبدور الدم أبداً ما تعوهد بهذا حتى يبلغه الشيب، فان تعهد نفسه بذلك أو تعوهد كان محفوظاً إلى يوم يقبض الله عزّ وجلّ نفسه.

[ ٧٧٩٩ ] ٢ - وعن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن إسماعيل بن مهران، عن صفوان بن يحيى، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) أنّه قال: من قرأ إذا آوى إلى فراشه: ( قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُ‌ونَ ) و( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ) كتب الله له براءة من الشرك.

[ ٧٨٠٠ ] ٣ - وعنهم، عن سهل، عن جعفر بن محمّد بن بشير، عن عبيد الله الدهقان، عن درست، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) من قرأ: ( أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ‌ ) عند النوم وقي فتنة القبر.

ورواه الصدوق في( ثواب الأعمال) عن أبيه، عن محمّد بن يحيى، عن

____________________

الباب ٣٤

وفيه ٤ أحاديث

١ - الكافي ٢: ٤٥٦/١٧.

٢ - الكافي ٢: ٤٥٨/٢٣.

٣ - الكافي ٢: ٤٥٦/١٤.

٢٢٨

محمّد بن أحمد، عن سهل بن زياد، مثله(١) .

محمّد بن الحسن( في المصباح) عن النبي ( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) ، مثله(٢) .

[ ٧٨٠١ ] ٤ - وعن أبي الحسن موسى( عليه‌السلام ) أنّه قال: يستحبّ أن يقرأ الانسان عند النوم إحدى عشر مرّة( إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ‌ ) .

٣٥ - باب استحباب قراءة آخر الكهف عند النوم

[ ٧٨٠٢ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن أحمد النهدي، عن محمّد بن الوليد، عن أبان، عن عامر بن عبد الله بن جذاعة، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: ما من عبد يقرأ آخر الكهف حين ينام إلّا استيقظ في الساعة التي يريد.

ورواه الصدوق باسناده عن عامر بن عبد الله بن جذاعة، مثله(٣) .

محمّد بن الحسن باسناده، عن عامر بن عبد الله بن جذاعة، مثله(٤) .

[ ٧٨٠٣ ] ٢ - قال: وروي عن النبي( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) أنّه قال: من قرأ عند منامه: ( قُل إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثلُكُم يُوحَى إِلَيَّ ) (٥) الآية سطع له نور إلى

____________________

(١) ثواب الأعمال: ١٥٣/٢.

(٢) مصباح المتهجد: ١٠٧.

٤ - مصباح المتهجد: ١٠٧.

الباب ٣٥

فيه ٣ أحاديث

١ - الكافي ٢: ٤٦٢/٢١.

(٣) الفقيه ١: ٢٩٨/١٣٥٩.

(٤) التهذيب ٢: ١٧٥/٦٩٨.

٢ - التهذيب ٢: ١٧٥/٦٩٩، ورواه الصدوق مرسلاً في الفقيه ١: ٢٩٧/١٣٥٨.

(٥) الكهف ١٨: ١١٠.

٢٢٩

المسجد الحرام حشو ذلك النور ملائكة يستغفرون له حتى يصبح.

[ ٧٨٠٤ ] ٣ - محمّد بن علي بن الحسين في( ثواب الأعمال ): عن أحمد بن محمّد، عن أبيه، عن( محمّد بن هلال) (١) ، عن أبيه، عن جدّه، عن أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) قال: ما من عبد يقرأ( قُل إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثلُكُم ) إلى آخر السورة، إلّا كان له نور من مضجعه إلى بيت الله الحرام( فانّ من كان له نوار إلى بيت الله الحرام) (٢) كان له نور الى بيت المقدس.

٣٦ - باب استحباب الإكثار من قراءة الأنعام

[ ٧٨٠٥ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن أبي علي الأشعري، عن محمّد بن حسان، عن إسماعيل بن مهران، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة رفعه قال: قال أبو عبد الله( عليه‌السلام ) : إن سورة الأنعام نزلت جملة شيّعها سبعون ألف ملك حتّى انزلت على محمّد( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) فعظموها وبجلوها، فانّ اسم الله عزّ وجلّ فيها في سبعين موضعاً، ولو يعلم الناس ما في قراءتها ما تركوها.

محمّد بن علي بن الحسين في( ثواب الأعمال) قال: قال أبو عبد الله( عليه‌السلام ) ، وذكر مثله(٣) .

____________________

٣ - ثواب الأعمال: ١٣٤.

(١) في المصدر: احمد بن هلال، عن عيسى بن عبد الله.

(٢) في المصدر: فإن كان من أهل بيت الله الحرام.

الباب ٣٦

فيه حديث واحد

١ - الكافي ٢: ٤٥٥/١٢.

(٣) ثواب الأعمال: ١٣١.

٢٣٠

٣٧ - باب استحباب تكرار الحمد وقراءتها سبعين مرة على الوجع

[ ٧٨٠٦ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن معاوية بن عمّار، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: لو قرئت الحمد على ميت سبعين مرة ثم ردّت فيه الروح ما كان ذلك عجباً.

[ ٧٨٠٧ ] ٢ - وعن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع، عن عبد الله بن الفضل النوفلي رفعه قال: ما قرئت الفاتحة على وجع سبعين مرّة إلّا سكن.

[ ٧٨٠٨ ] ٣ - وعنه، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن سنان، عن سلمة بن محرز قال: سمعت أبا جعفر( عليه‌السلام ) يقول: من لم يبرئه الحمد لم يبرئه شيء.

[ ٧٨٠٩ ] ٤ - الحسين بن بسطام في( طب الأئمة ): عن أحمد بن زياد (١) ، عن فضالة، عن السكوني، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: كان رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) إذا كسل أو أصابته عين أو صداع بسط يديه فقرأ فاتحة الكتاب والمعوّذتين، ثم يمسح بهما وجهه فيذهب عنه ما كان يجده.

[ ٧٨١٠ ] ٥ - وعن محمّد بن جعفر النرسي(٢) ، عن محمّد بن يحيى الأرمني،

____________________

الباب ٣٧

فيه ١٠ أحاديث

١ - الكافي ٢: ٤٥٦/١٦.

٢ - الكافي ٢: ٤٥٦/١٥.

٣ - الكافي ٢: ٤٥٨/٢٢.

٤ - طبّ الأئمّة: ٣٩.

(١) في المصدر: احمد بن أبي زياد.

٥ - طب الأئمة ٣٩.

(٢) في المصدر: البرسي.

٢٣١

عن محمّد بن سنان، عن سلمة بن محرز، عن الباقر( عليه‌السلام ) قال: كلّ من لم تبرئه سورة الحمد و( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ) لم يبرئه شيء وكلّ علّة تبرأ بهاتين السورتين.

[ ٧٨١١ ] ٦ - عن الخضر بن محمّد، عن محمّد بن العباس، عن النوفلي عبد الله بن الفضل، عن أحدهم (عليهم‌السلام ) قال: ماقرئت الحمد على وجع سبعين مرّة إلّا سكن باذن الله وإن شئتم فجرّبوا ولا تشكوا.

[ ٧٨١٢ ] ٧ - الحسن بن محمّد الطوسي في( الامالي) عن أبيه، عن أبي محمّد الفحام، عن المنصوري، عن عمّ أبيه، عن الامام علي بن محمّد، عن آبائه ( عليهم‌السلام ) قال: قال الصادق( عليه‌السلام ) : من نالته علّة فليقرأ في جيبه الحمد سبع مرات، فان ذهبت العلّة وإلّا فليقرأها سبعين مرّة وأنا الضامن له العافية.

[ ٧٨١٣ ] ٨ - الفضل بن الحسن الطبرسي في( مجمع البيان) نقلاً من كتاب محمّد بن مسعود العيّاشي باسناده أن النبي( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) قال لجابر(١) : ألا أعلّمك أفضل سورة أنزلها الله في كتابه؟ قال: ( بلى) (٢) علّمنيها، فعلّمه الحمد أمّ الكتاب، ثم قال(٣) : هي شفاء من كلّ داء إلّا السام، والسام: الموت.

[ ٧٨١٤ ] ٩ - وعن سلمة بن محرز، عن الصادق( عليه‌السلام ) قال: من لم تبرئه الحمد لم يبرئه شيء.

____________________

٦ - في الأئمّة: ٥٣.

٧ - أمالي الطوسي ١: ٢٩٠.

٨ - مجمع البيان ١: ١٧.

(١) في المصدر: يا جابر.

(٢) في المصدر: فقال له جابر: بلى بأبي أنت وأمّي يا رسول الله.

(٣) في المصدر: يا جابر ألا أخبرك عنها؟ قال بلى بأبي أنت وأمي فاخبرني فقال

٩ - مجمع البيان ١: ١٨.

٢٣٢

[ ٧٨١٥ ] ١٠ - وعن النبي( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) أنّ فاتحة الكتاب أشرف ما في كنوز العرش، الحديث، وذكر لها ثواباً عظيماً وأجراً جزيلاً.

٣٨ - باب جواز الاستخارة بالقرآن بل استحبابها وكراهة التفاؤل به

[ ٧٨١٦ ] ١ - محمّد بن الحسن باسناده عن محمّد بن علي بن محبوب، عن أحمد بن الحسن بن عليّ بن فضّال، عن أبيه، عن الحسن بن الجهم، عن أبي علي، عن اليسع القمي قال: قلت لأبي عبد الله( عليه‌السلام ) : أريد الشيء وأستخير الله فيه فلا يوفق فيه الرأي - إلى أن قال - فقال: افتتح المصحف فانظر إلى أوّل ما ترى فخذ به، إن شاء الله.

[ ٧٨١٧ ] ٢ - محمّد بن يعقوب، عن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمّد بن عيسى، عن بعض رجاله، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: لا تتفأل بالقرآن.

أقول: الاستخارة طلب الخيرة ومعرفة الخير في ترجيح أحد الفعلين على الآخر ليعمل به، والتفاؤل معرفة عواقب الأمور وأحوال غائب ونحو ذلك(١) ،

____________________

١٠ - مجمع البيان ١: ١٨.

تقدم ما يدل على ذلك في الحديث ١ من الباب ١٠١ من أبواب آداب الحمام.

الباب ٣٨

فيه حديثان

١ - التهذيب ٣: ٣١٠/٩٦٠، أورده بتمامه في الحديث ١ من الباب ٦ من أبواب صلاة الاستخارة.

٢ - الكافي ٢: ٤٦٠/٧.

(١) نقل ابن طاوس في بعض كتبه حديثاً عن الصادق عليه السلام في جواز التفاؤل بالقرآن وكيفيته، وروى له دعاء أوّله اللهم إني توكلت عليك وتفاءلت بكتابك الدعاء ولا يحضرني الآن في أيّ كتاب نقله. ( منه قده في هامش المخطوط ).

٢٣٣

٣٩ - باب استحباب الاكثار من قراءة الملك كلّ يوم وليلة وحفظها

[ ٧٨١٨ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، وعن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى جميعاً، عن ابن محبوب، عن جميل، عن سدير، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: سورة الملك هي المانعة تمنع من عذاب القبر وهي مكتوبة في التوراة سورة الملك، ومن قرأها في ليلته فقد أكثر وأطاب ولم يكتب من الغافلين وإنّي لأركع بها بعد عشاء الآخرة وأنا جالس، وانّ والدي( عليه‌السلام ) كان يقرؤها في يومه وليلته، ومن قرأها إذا دخل عليه في قبره ناكر ونكير من قبل رجليه قالت رجلاه لهما: ليس لكما إلى ما قبلي سبيل، قد كان هذا العبد يقوم عليّ فيقرأ سورة الملك في كلّ يوم وليلة، وإذا أتياه من قبل جوفه قال لهما: ليس لكما إلى ما قبلي سبيل قد كان العبد أوعاني سورة الملك، وإذا أتياه من قبل لسانه قال لهما: ليس لكما إلى ما قبلي سبيل قد كان هذا العبد يقرأ بي في كل يوم وليلة سورة الملك.

[ ٧٨١٩ ] ٢ - محمّد بن علي بن الحسين في( ثواب الأعمال) عن أبيه، عن أحمد بن إدريس، عن محمّد بن أحمد، عن محمّد بن حسان، عن إسماعيل بن مهران، عن الحسن بن علي، عن أبيه، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: من قرأ( تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الملكُ ) في المكتوبة قبل أن ينام لم يزل في أمان الله حتى يصبح، وفي أمانه يوم القيامة حتى يدخل الجنّة، إن شاء الله.

____________________

الباب ٣٩

فيه حديثان

١ - الكافي ٢: ٤٦٣/٢٦.

٢ - ثواب الأعمال: ١٤٦.

٢٣٤

٤٠ - باب جواز كتابة القرآن ثم غسله وشرب مائه للشفاء، وكراهة محوه بالبزاق وكتابته به

[ ٧٨٢٠ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن عبد الله بن جعفر، عن السيّاري، عن محمّد بن بكر، عن أبي الجارود، عن الأصبغ بن نباتة، عن أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) - في حديث - إنّ رجلاً قال له: إنّ في بطني ماءاً أصفر فهل من شفاء؟ فقال: نعم، بلا درهم ولا دينار ولكن اكتب على بطنك آية الكرسي وتغسلها وتشربها وتجعلها ذخيرة في بطنك فتبرأ، باذن الله.

[ ٧٨٢١ ] ٢ - محمّد بن علي بن الحسين باسناده عن شعيب بن واقد، عن الحسين بن زيد، عن الصادق، عن آبائه (عليهم‌السلام ) - في حديث المناهي - قال: نهى رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) أن يمحى شيء من كتاب الله بالبزاق أويكتب به.

أقول: ويأتي ما يدلّ على ذلك(١) .

____________________

الباب ٤٠

فيه حديثان

١ - الكافي ٢: ٤٥٧/٢١.

٢ - الفقيه ٤: ٣/١.

(١) يأتي ما يدل عل ذلك في الحديث ٦ من الباب ٤١ من هذه الأبواب.

٢٣٥

٤١ - باب جواز العوذة والرقية والنشرة اذا كانت من القرآن أو الذكر أو مروية عنهم ( عليهم‌السلام ) دون غيرها من الأشياء المجهولة، وجواز تعليق التعويذ من القرآن والذكر والدعاء

[ ٧٨٢٢ ] ١ - الحسين بن بسطام وأخوه عبد الله في( طبّ الأئمّةعليهم‌السلام ): عن محمّد بن يزيد الكوفي، عن النضر بن سويد، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: سألته عن رقية العقرب والحيّة والنشرة ورقية المجنون والمسحور الذي يعذّب؟ فقال: يا بن سنان، لا بأس بالرقية والعوذة والنشرة إذا كانت من القرآن، ومن لم يشفه القرآن فلا شفاه الله، وهل شيء أبلغ في هذه الأشياء من القران؟ أليس الله يقول: ( وَنُنَزِّلُ مِنَ القُرآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحمَةٌ لِلمُؤمِنِينَ ) (١) ؟ أليس يقول الله جلّ ثناؤه: ( لَو أَنزَلنَا هَذَا القُرآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيتَهُ خَاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِن خَشيَةِ اللهِ ) (٢) ؟ وسلونا نعلّمكم ونوقفكم على قوارع(٣) القرآن لكلّ داء.

[ ٧٨٢٣ ] ٢ - وعن إبراهيم بن ميمون(٤) ، عن حمّاد بن عيسى، عن شعيب العقرقوفي، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: لا بأس بالرقى(٥) من العين والحمّى والضرس وكلّ ذات هامّة لها حمّة إذا علم الرجل ما

____________________

الباب ٤١

فيه ١٢ حديثاً

١ - طبّ الأئمّة (عليهم‌السلام ) : ٤٨.

(١) الاسراء ١٧: ٨٢.

(٢) الحشر ٥٩: ٢١.

(٣) قوارع القرآن الآيات التي يقرؤها الإنسان إذا فزع من الجن والإنس كآية الكرسي كأنّها تقرع الشيطان. ( هامش المخطوط نقلا عن صحاح اللغة ٣: ١٢٦٣).

٢ - طعت الأئمة (عليهم‌السلام ): ٤٨.

(٤) في المصدر: مأمون.

(٥) الرقية كمدية: العوذة التي ترقى بها صاحب الآفة كالحمّى والصرع وغير ذلك من الآفات؛ =

٢٣٦

يقول لا يدخل في رقيته وعوذته شيئا لا يعرفه.

[ ٧٨٢٤ ] ٣ - وعن( أحمد بن محمّد، عن محمّد بن مسلم) (١) قال: سألت أبا جعفر( عليه‌السلام ) : أنتعوّذ بشيء من هذه الرقى؟ قال: لا(٢) إلّا من القرآن، إنّ علياً( عليه‌السلام ) كان يقول: إنّ كثيراً من الرقى والتمايم من الاشراك.

[ ٧٨٢٥ ] ٤ - وعن جعفر بن عبد الله بن ميمون السعدي، عن النضر بن سويد(٣) ، عن القاسم قال: قال أبو عبد الله( عليه‌السلام ) : إن كثيراً من التمايم شرك.

[ ٧٨٢٦ ] ٥ - وعن إسحاق بن يوسف، عن فضالة، عن أبان بن عثمان، عن زرارة بن أعين قال: سألت أبا جعفر( عليه‌السلام ) ، عن المريض هل يعلّق عليه تعويذ أو شيء من القرآن؟ فقال: نعم، لا بأس به، إنّ قوارع القرآن تنفع فاستعملوها.

[ ٧٨٢٧ ] ٦ - وعنه، عن فضالة، عن أبان، عن إسحاق بن عمّار، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) في الرجل تكون به العلّة فيكتب له القرآن فيعلّق عليه أو يكتب له فيغسله ويشربه قال: لا بأس به كلّه.

____________________

= ورقيته من باب رقى: عوذته بالله، والإسم الرقيا على فعلى. ( مجمع البحرين ١: ١٩٣ ).

٣ - طبّ الأئمّة (عليهم‌السلام ) : ٤٨.

(١) في المصدر: احمد بن محمّد بن مسلم.

(٢) ليس في المصدر.

٤ - طبّ الأئمّة (عليهم‌السلام ): ٤٨.

(٣) في المصدر: نصر بن يزيد.

٥ - طب الأئمّة (عليهم‌السلام ): ٤٩.

٦ - طب الأئمّة (عليهم‌السلام ): ٤٩.

٢٣٧

[ ٧٨٢٨ ] ٧ - وعن علاّن بن محمّد، عن صفوان بن يحيى، عن منصور بن حازم، عن عنبسة بن مصعب، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: لا بأس بالتعويذ أن يكون على الصبي والمرأة.

[ ٧٨٢٩ ] ٨ - وعن عمر بن عبد الله، عن حمّاد بن عيسى، عن شعيب العقرقوفي، عن الحلبي قال: سألت جعفر بن محمّد( عليه‌السلام ) : هل نعلّق شيئاً من القران والرقى على صبياننا ونسائنا؟ فقال: نعم، إذا كان في أديم تلبسه الحائض وإذا لم يكن في أديم لم تلبسه المرأة.

[ ٧٨٣٠ ] ٩ - وعن شعيب بن زريق، عن فضالة والقاسم جميعاً، عن أبان بن عثمان، عن عبد الرحمن بن أبي عبد الله(١) قال: سألت أبا عبد الله( عليه‌السلام ) عن المريض، هل يعلّق عليه شيء من القرآن أو التعويذ فقال: لا بأس، قلت: ربّما أصابتنا الجنابة، قال: إنّ المؤمن ليس ينجس (٢) ، ولكن المرأة لا تلبسه إذا لم يكن في أديم، وأمّا الرجل والصبي فلا بأس.

[ ٧٨٣١ ] ١٠ - عبد الله بن جعفر في( قرب الإسناد ): عن الحسن بن ظريف، عن الحسين بن علوان، عن جعفر، عن أبيه( عليه‌السلام ) قال: أصاب رجل لرجل بالعين فذكر ذلك لرسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) فقال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) : التمسوا له من يرقيه.

____________________

٧ - طب الأئمة (عليهم‌السلام ) : ٤٩.

٨ - طب الأئمة (عليهم‌السلام ) : ٤٩.

٩ - طب الأئمة (عليهم‌السلام ) : ٤٩.

(١) في المصدر: وهو ابن سالم.

(٢) في المصدر: بنجس.

١٠ - قرب الإسناد: ٥٢.

٢٣٨

[ ٧٨٣٢ ] ١١ - وبالإسناد عن جعفر، عن أبيه أنّ عليّاً( عليه‌السلام ) سئل عن التعويذ يعلّق على الصبيان؟ فقال: علّقوا ما شئتم إذا كان فيه ذكر الله.

[ ٧٨٣٣ ] ١٢ - وعن عبد الله بن الحسن، عن علي بن جعفر، عن أخيه موسى بن جعفر( عليه‌السلام ) قال: سألته عن المريض يكوي أو يسترقي؟ قال: لا بأس إذا استرقى بما يعرفه.

ورواه علي بن جعفر في كتابه(١) .

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك في الاحتضار وفي الحيض(٢) ويأتي ما يدلّ على بعض المقصود(٣) .

٤٢ - باب وجوب سجود العزيمة في السور الاربع خاصّة حم السجدة والم السجدة والنجم واقرأ، وعدم اشتراط الطهارة فيه، واستحباب التكبير بعد السجود لا قبله

[ ٧٨٣٤ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن جماعة، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن النضر بن سويد، عن عبد الله بن سنان، عن أبي

____________________

١١ - قرب الإسناد: ٥٢.

١٢ - قرب الإسناد: ٩٧.

(١) مسائل علي بن جعفر: ١٧٩/٣٣٧.

(٢) تقدّم في الباب ١٤ من أبواب الاحتضار، وفي الباب ٣٧ من أبواب الحيض، وفي الحديث ٣ من الباب ٤٥ من أبواب القراءة، وفي الحديثين ١ و ٣ من الباب ٢٠، وفي الحديثين ٤ و ٧ من الباب ٣١ وفي الأبواب ٣٤ و ٣٧، وفي الحديث ٢ من الباب ٣٩، وفي الحديث ١ من الباب ٤٠ من هذه الأبواب.

(٣) يأتي في الحديث ٢ من الباب ٤٨، وفي الأحاديث ٨ و ١٧ و ٢٥ و ٣٣ من الباب ٥١ من هذه الأبواب، وفي الباب ٢٧ من أبواب ما يكتسب به.

الباب ٤٢

فيه ١٠ أحاديث

١ - الكافي ٣: ٣١٧/١، ورواه في التهذيب ٢: ٢٩١/١١٧٠.

٢٣٩

عبدالله( عليه‌السلام ) قال: إذا قرأت شيئاً من العزائم التي يسجد فيها فلا تكبّر قبل سجودك، ولكن تكبّر حين ترفع رأسك، والعزائم أربعة: حم السجدة، وتنزيل، والنجم، واقرأ باسم ربّك.

[ ٧٨٣٥ ] ٢ - وعن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن الحسين بن سعيد، عن القاسم بن محمّد، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير(١) ، قال: قال: إذا قرىء شيء من العزائم الأربع فسمعتها فاسجد، وإن كنت على غير وضوء، وإن كنت جنباً، وإن كانت المرأة لا تصلّي، وسائر القرآن أنت فيه بالخيار إن شئت سجدت وإن شئت لم تسجد.

محمّد بن الحسن باسناده عن الحسين بن سعيد، مثله(٢) ، وكذا الذي قبله.

[ ٧٨٣٦ ] ٣ - وعنه، عن الحسن، عن زرعة، عن سماعة قال: قال أبو عبد الله( عليه‌السلام ) : إذا قرأت السجدة فاسجد ولا تكبّر حتّى ترفع رأسك.

[ ٧٨٣٧ ] ٤ - وباسناده عن أحمد بن محمّد، عن موسى بن القاسم، عن علي بن جعفر، عن أخيه موسى بن جعفر( عليهما‌السلام ) قال: سألته عن إمام قرأ السجدة فاحدث قبل أن يسجد، كيف يصنع؟ قال: يقدّم غيره فيتشهّد ويسجد وينصرف هو وقد تمّت صلاتهم.

ورواه الحميري في( قرب الإسناد ): عن عبد الله بن الحسن، عن

____________________

٢ - الكافي ٣: ٣١٨/٢، أورده أيضاً في الحديث ٢ من الباب ٣٦ من أبواب الحيض.

(١) في نسخة: عن أبي عبد الله (عليه‌السلام ). ( في هامش المخطوط ).

(٢) التهذيب ٢: ٢٩١/١١٧١.

٣ - التهذيب ٢: ٢٩٢/١١٧٥.

٤ - التهذيب ٢: ٢٩٣/١١٧٨، أورده أيضاً في الحديث ٥ من الباب ٤٠ من أبواب القراءة وفي الحديث ٣ من الباب ٧٢ من أبواب الجماعة.

٢٤٠

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527