وسائل الشيعة الجزء ٦

وسائل الشيعة11%

وسائل الشيعة مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 527

المقدمة الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠
  • البداية
  • السابق
  • 527 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 340098 / تحميل: 7405
الحجم الحجم الحجم
وسائل الشيعة

وسائل الشيعة الجزء ٦

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

السلام) قال: ما استوى رجلان في حسب ودين قطّ إلّا كان أفضلهما عند الله عزّ وجلّ آدبهما، قال: قلت: قد علمت فضله عند الناس في النادي والمجلس فما فضله عند الله؟ قال بقراءة القرآن كما انزل، ودعائه من حيث لا يلحن، وذلك الدعاء الملحون لا يصعد إلى الله.

[ ٧٧٨٢ ] ٤ - محمّد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: قال النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) : إنّ الرجل الأعجمي من أُمتي ليقرأ القرآن بعجمته(١) فترفعه الملائكة على عربيّته.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك في قراءة الأخرس(٢) .

٣١ - باب استحباب الإكثار من قراءة الإخلاص وتكرارها ألف مرة في كلّ يوم وليلة وكراهة تركها

[ ٧٧٨٣ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن بدر، عن محمّد بن مروان، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: من قرأ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ) مرّة بورك عليه، ومن قرأها مرّتين بورك عليه وعلى أهله، ومن قرأها ثلاث مرّات بورك عليه وعلى أهله وعلى جيرانه، ومن قرأها اثنتى عشرة مرّة بنى الله له اثني عشر قصراً في الجنّة، فتقول الحفظة: اذهبوا بنا إلى قصور أخينا فلان فننظر إليها ومن قرأها مائة مرّة غفرت له ذنوب خمسة وعشرين

____________________

٤ - الكافي ٢: ٤٣٥/١.

(١) في نسخة: بعجميّته. هامش المخطوط.

(٢) تقدم ما يدل عليه في الحديث ٢ من الباب ٢١ من هذه الأبواب وما يدل على حكم الأخرس في الباب ٥٩ من أبواب القراءة في الصلاة.

الباب ٣١

فيه ١١ حديثاً

١ - الكافي ٢: ٤٥٣/١.

٢٢١

سنة ما خلا الدماء والأموال، ومن قرأها أربعمائة مرّة كان له أجر أربعمائة شهيد كلّهم قد عقر جواده وأريق دمه، ومن قرأها ألف مرّة في يوم وليلة لم يمت حتّى يرى مقعده من(١) الجنّة أو ترى له.

[ ٧٧٨٤ ] ٢ - وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) أنّ النبي( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) صلّى على سعد بن معاذ فقال: لقد وافى من الملائكة سبعون ألفاً( ومنهم) (٢) جبرئيل يصلّون عليه، فقلت له: يا جبرئيل، بم يستحقّ صلاتكم عليه؟ فقال: بقراءته ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ) قائماً وقاعداً وراكباً وماشياً وذاهباً وجائياً.

ورواه الصدوق في( ثواب الأعمال ): عن محمّد بن الحسن، عن الصفّار، عن إبراهيم بن هاشم (٣) .

وفي( المجالس) و( التوحيد) عن أبيه، عن سعد، عن إبراهيم بن هاشم، مثله (٤) .

[ ٧٧٨٥ ] ٣ - وعن أبي علي الأشعري، عن محمّد بن عبد الجبّار، عن صفوان بن يحيى، عن يعقوب بن شعيب، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: كان أبي( عليه‌السلام ) يقول: ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ) ثلث القرآن، و( قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُ‌ونَ ) ربع القرآن.

[ ٧٧٨٦ ] ٤ - وعن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن إدريس الحارثي، عن محمّد بن سنان، عن مفضّل بن عمر قال: قال أبو عبد الله

____________________

(١) في المصدر: في.

٢ - الكافي ٢: ٤٥٥/١٣.

(٢) في المصدر: وفيهم.

(٣) ثواب الأعمال: ١٥٦/٦.

(٤) أمالي الصدوق: ٣٢٣/٥، والتوحيد: ٩٥/١٣.

٣ - الكافي ٢: ٤٥٤/٧.

٤ - الكافي ٢: ٤٥٧/٢٠.

٢٢٢

( عليه‌السلام ) : يا مفضّل، احتجز من الناس كلّهم ببسم الله الرحمن الرحيم وبـ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ) ، اقرأها عن يمينك وعن شمالك ومن بين يديك ومن خلفك ومن فوقك ومن تحتك، فاذا دخلت على سلطان جائر فاقرأها حين تنظر إليه ثلاث مرّات، واعقد بيدك اليسرى ثمّ لا تفارقها حتّى تخرج من عنده.

[ ٧٧٨٧ ] ٥ - محمّد بن علي بن الحسين في( المجالس) وفي( معاني الأخبار): عن أحمد بن محمّد بن يحيى، عن أبيه، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن نوح بن شعيب، عن عبيد الله بن عبد الله الدهقان، عن عروة بن أخي شعيب العقرقوفي، عن شعيب، عن أبي بصير، عن الصادق، عن آبائه ( عليهم‌السلام ) - في حديث - عن سلمان أنّه قال: سمعت حبيبي رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) يقول: من قرأ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ) مرّة فقد قرأ ثلث القرآن، ومن قرأها مرّتين فقد قرأ ثلثي القرآن، ومن قرأها ثلاثاً فقد ختم القرآن.

[ ٧٧٨٨ ] ٦ - وفي( ثواب الأعمال) عن أبيه، عن أحمد بن إدريس، عن محمّد بن أحمد، عن محمّد بن حسان، عن إسماعيل بن مهران، عن الحسن بن علي، عن أبي عبد الله، عن إسحاق بن عمّار، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: من مضت له جمعة ولم يقرأ فيها( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ) ثمّ مات مات على دين أبي لهب.

أقول: هذا وأمثاله محمول على من تركها استخفافاً بها أو جحوداً لفضلها.

ورواه البرقي في( المحاسن) عن إسحاق بن عمّار، مثله (١) .

____________________

٥ - أمالي الصدوق: ٣٧/٥، ومعاني الأخبار: ٢٣٥، أورد قطعة منه في الحديث ١٢ من الباب ٧ من أبواب الصوم المندوب.

٦ - ثواب الأعمال: ١٥٦/٢.

(١) المحاسن: ٩٥/٥٤.

٢٢٣

وفي( عقاب الأعمال ): عن محمّد بن الحسن، عن الصفّار، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن إسحاق بن عمّار، مثله (١) .

[ ٧٧٨٩ ] ٧ - وفي( ثواب الأعمال) بالاسناد السابق عن الحسن بن علي، عن صندل (٢) عن هارون بن خارجة قال: سمعت أبا عبد الله( عليه‌السلام ) يقول: من أصابه مرض أو شدّة لم يقرأ في مرضه أو شدّته( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ) ثم مات في مرضه أو في تلك الشدّة التي نزلت به فهو في أهل النار.

وفي( عقاب الأعمال ): عن محمّد بن الحسن، عن الصفّار، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن إسماعيل بن مهران، عن الحسن بن علي، مثله (٣) .

ورواه البرقي في( المحاسن) عن إسماعيل بن مهران، مثله (٤) .

[ ٧٧٩٠ ] ٨ - وفي( ثواب الأعمال) عن أبيه، عن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن أحمد، عن الحسن بن علي بن عثمان، عن رجل، عن حفص بن غياث قال: سمعت أبا عبد الله( عليه‌السلام ) يقول لرجل: أتحب البقاء في الدنيا؟ قال: نعم، قال: ولم؟ قال: لقراءة ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ) فسكت عنه ثمّ قال لي بعد ساعة: يا حفص، من مات من أوليائنا وشيعتنا ولم يحسن القرآن علّم في قبره ليرفع الله به في درجته، فانّ درجات الجنة على قدر عدد آيات القرآن فيقال لقارىء القرآن: اقرأ وأرقا (٥) .

[ ٧٧٩١ ] ٩ - وفي( عقاب الأعمال) عن أبيه، عن سعد، عن أحمد بن

____________________

(١) عقاب الأعمال: ٢٨٢.

٧ - ثواب الأعمال: ١٥٦/٣.

(٢) في عقاب الأعمال: مندل ( هامش المخطوط ).

(٣) عقاب الأعمال: ٢٨٣.

(٤) المحاسن: ٩٦/٥٥.

٨ - ثواب الأعمال: ١٥٧/١٠.

(٥) في المصدر: وارق.

٩ - عقاب الأعمال: ٢٨٢.

٢٢٤

محمّد بن خالد، عن إسماعيل بن مهران، عن الحسن بن علي، عن أبي عبد الله المؤمن، عن ابن مسكان، عن سليمان بن خالد قال: سمعت أبا عبد الله( عليه‌السلام ) يقول: من مضت به(١) ثلاثة أيّام ولم يقرأ فيها( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ) فقد خذل ونزع ربقة الإيمان من عنقه، وإن مات في هذه الثلاثة كان كافراً بالله العظيم.

ورواه البرقي في( المحاسن) عن إسماعيل بن مهران، مثله (٢) .

[ ٧٧٩٢ ] ١٠ - وفي كتاب( التوحيد ): عن الحسين بن إبراهيم، عن محمّد ابن أبي عبد الله، عن موسى بن عمران النخعي، عن عمّه الحسين بن يزيد النوفلي، عن علي بن سالم، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: من قرأ: ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ) مرّة واحدة فكأنّما قرأ ثلث القرآن وثلث التوراة وثلث الإنجيل وثلث الزبور.

[ ٧٧٩٣ ] ١١ - وفي( معاني الأخبار ): عن محمّد بن أحمد الأسدي، عن محمّد بن الحسن بن هارون بن يزيد، عن عبد الله بن معاذ، عن أبيه، عن شعبة، عن علي بن مدرك، عن إبراهيم النخعي، عن الربيع بن خثيم، عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله ( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) : أيعجز أحدكم أن يقرأ كلّ ليلة ثلث القرآن؟ قالوا: ومن يطيق ذلك؟ قال: ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ) ثلث القرآن.

أقول: تقدّم ما يدلّ على ذلك(٣) ، ويأتي ما يدلّ عليه(٤) .

____________________

(١) في المصدر: له.

(٢) المحاسن: ٩٥/٥٤.

١٠ - التوحيد: ٩٥/١٥.

١١ - معاني الأخبار: ١٩١.

(٣) تقدم في الأبواب ٧ و ٢٣ و ٢٤ و ٥٤، وفي الأحاديث ١ و ٢ و ٣ و ٦ و ٧ من الباب ٥٦، وفي الحديث ١١ من الباب ٦٦ من أبواب القراءة.

(٤) يأتي في الباب ٣٣ و ٣٤ من هذه الأبواب، وفي الأحاديث ١ و ٢ و ٣ من الباب ٢٩ من =

٢٢٥

٣٢ - باب استحباب قراءة المسبّحات عند النوم

[ ٧٧٩٤ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن أبي علي الأشعري، عن محمّد بن حسان، عن إسماعيل بن مهران، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن محمّد بن سكين، عن عمرو بن شمر، عن جابر قال: سمعت أبا جعفر( عليه‌السلام ) يقول: من قرأ المسبّحات كلّها قبل أن ينام لم يمت حتّى يدرك القائم، وإن مات كان في جوار محمّد( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) (١) .

ورواه الصدوق في( ثواب الأعمال) عن أبيه، عن أحمد بن إدريس، عن محمّد بن أحمد، عن محمّد بن حسّان (٢) .

٣٣ - باب استحباب قراءة التوحيد عند النوم مائة مرة، أو خمسين أو أحد عشر

[ ٧٧٩٥ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن خالد، والحسين بن سعيد جميعاً، عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبي، عن أبي أسامة، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: سمعته يقول: من قرأ ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ) مائة مرّة حين يأخذ مضجعه غفر

____________________

= أبواب التعقيب، ويأتي ما يدلّ عليه وعلى غيره في الحديث ٨ من الباب ٢٠، وفي الأحاديث ٣ و ٦ و ٧ و ٨ من الباب ٢٧ من أبواب الصوم المندوب.

الباب ٣٢

فيه حديث واحد

١ - الكافي ٢: ٤٥٤/٣.

(١) في نسخة: النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) هامش المخطوط. وفي المصدر: محمّد النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ).

(٢) ثواب الأعمال: ١٤٦/٢.

الباب ٣٣

فيه ٣ أ حاديث

١ - الكافي ٢: ٣٩١/١٥، أورده بتمامه في الحديث ٣ من الباب ١٣ من أبواب التعقيب.

٢٢٦

الله له ما [ عمل ](١) قبل ذلك خمسين عاماً.

[ ٧٧٩٦ ] ٢ - وعنه، عن محمّد بن الحسين، عن علي بن النعمان، عن عبد الله بن طلحة، عن جعفر قال: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) : من قرأ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ) مائة مرّة حين يأخذ مضجعه غفر الله له ذنوب خمسين سنة.

محمّد بن علي بن الحسين في( الأمالي) وفي( التوحيد ): عن محمّد بن موسى بن المتوكّل، عن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن أحمد بن يحيى، عن أحمد بن هلال، عن عيسى بن عبد الله الهاشمي، عن أبيه، عن جدّه، عن علي( عليه‌السلام ) ، مثله، إلّا أنّه أسقط في( الأمالي) قوله: مائة مرّة (٢) ، وفي( ثواب الأعمال) عن أبيه، عن محمّد بن يحيى، مثله ولم يترك منه شيئاً (٣) .

[ ٧٧٩٧ ] ٣ - وعن أحمد بن محمّد، عن أبيه، عن محمّد بن أحمد، عن أبي الحسن النهدي، عن أبان بن عثمان، عن قيس بن ربيع، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: من آوى الى فراشه فقرأ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ) إحدى عشر مرّة حفظ(٤) في داره وفي دويرات حوله.

أقول: ويأتي ما يدلّ على ذلك(٥) .

____________________

(١) أثبتناه من المصدر.

٢ - الكافي ٢: ٤٥٤/٤.

(٢) أمالي الصدوق: ٢١/٣، المجلس ٤ والتوحيد: ٩٤/١٢.

(٣) ثواب الأعمال: ١٥٦/٥.

٣ - ثواب الأعمال: ١٥٦/٧.

(٤) في المصدر: حفظه الله.

(٥) يأتي ما يدل عليه في الباب ٣٤ من هذه الأبواب.

٢٢٧

٣٤ - باب استحباب قراءة المعوّذتين ثلاثاً والجحد والقدر احدى عشر مرّة والتكاثر عند النوم

[ ٧٧٩٨ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن بكر بن صالح، عن سليمان الجعفري، عن أبي الحسن( عليه‌السلام ) قال: سمعته يقول: ما من أحد في حدّ الصبا يتعهّد في كلّ ليلة قراءة: ( قُلْ أَعُوذُ بِرَ‌بِّ الْفَلَقِ ) و( قُلْ أَعُوذُ بِرَ‌بِّ النَّاسِ ) كل واحدة ثلاث مرات و( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ) مائة مرّة فان لم يقدر فخمسين إلّا صرت الله عنه كلّ لمم أو عرض من أعراض الصبيان والعطاش وفساد المعدة وبدور الدم أبداً ما تعوهد بهذا حتى يبلغه الشيب، فان تعهد نفسه بذلك أو تعوهد كان محفوظاً إلى يوم يقبض الله عزّ وجلّ نفسه.

[ ٧٧٩٩ ] ٢ - وعن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن إسماعيل بن مهران، عن صفوان بن يحيى، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) أنّه قال: من قرأ إذا آوى إلى فراشه: ( قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُ‌ونَ ) و( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ) كتب الله له براءة من الشرك.

[ ٧٨٠٠ ] ٣ - وعنهم، عن سهل، عن جعفر بن محمّد بن بشير، عن عبيد الله الدهقان، عن درست، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) من قرأ: ( أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ‌ ) عند النوم وقي فتنة القبر.

ورواه الصدوق في( ثواب الأعمال) عن أبيه، عن محمّد بن يحيى، عن

____________________

الباب ٣٤

وفيه ٤ أحاديث

١ - الكافي ٢: ٤٥٦/١٧.

٢ - الكافي ٢: ٤٥٨/٢٣.

٣ - الكافي ٢: ٤٥٦/١٤.

٢٢٨

محمّد بن أحمد، عن سهل بن زياد، مثله(١) .

محمّد بن الحسن( في المصباح) عن النبي ( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) ، مثله(٢) .

[ ٧٨٠١ ] ٤ - وعن أبي الحسن موسى( عليه‌السلام ) أنّه قال: يستحبّ أن يقرأ الانسان عند النوم إحدى عشر مرّة( إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ‌ ) .

٣٥ - باب استحباب قراءة آخر الكهف عند النوم

[ ٧٨٠٢ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن أحمد النهدي، عن محمّد بن الوليد، عن أبان، عن عامر بن عبد الله بن جذاعة، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: ما من عبد يقرأ آخر الكهف حين ينام إلّا استيقظ في الساعة التي يريد.

ورواه الصدوق باسناده عن عامر بن عبد الله بن جذاعة، مثله(٣) .

محمّد بن الحسن باسناده، عن عامر بن عبد الله بن جذاعة، مثله(٤) .

[ ٧٨٠٣ ] ٢ - قال: وروي عن النبي( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) أنّه قال: من قرأ عند منامه: ( قُل إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثلُكُم يُوحَى إِلَيَّ ) (٥) الآية سطع له نور إلى

____________________

(١) ثواب الأعمال: ١٥٣/٢.

(٢) مصباح المتهجد: ١٠٧.

٤ - مصباح المتهجد: ١٠٧.

الباب ٣٥

فيه ٣ أحاديث

١ - الكافي ٢: ٤٦٢/٢١.

(٣) الفقيه ١: ٢٩٨/١٣٥٩.

(٤) التهذيب ٢: ١٧٥/٦٩٨.

٢ - التهذيب ٢: ١٧٥/٦٩٩، ورواه الصدوق مرسلاً في الفقيه ١: ٢٩٧/١٣٥٨.

(٥) الكهف ١٨: ١١٠.

٢٢٩

المسجد الحرام حشو ذلك النور ملائكة يستغفرون له حتى يصبح.

[ ٧٨٠٤ ] ٣ - محمّد بن علي بن الحسين في( ثواب الأعمال ): عن أحمد بن محمّد، عن أبيه، عن( محمّد بن هلال) (١) ، عن أبيه، عن جدّه، عن أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) قال: ما من عبد يقرأ( قُل إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثلُكُم ) إلى آخر السورة، إلّا كان له نور من مضجعه إلى بيت الله الحرام( فانّ من كان له نوار إلى بيت الله الحرام) (٢) كان له نور الى بيت المقدس.

٣٦ - باب استحباب الإكثار من قراءة الأنعام

[ ٧٨٠٥ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن أبي علي الأشعري، عن محمّد بن حسان، عن إسماعيل بن مهران، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة رفعه قال: قال أبو عبد الله( عليه‌السلام ) : إن سورة الأنعام نزلت جملة شيّعها سبعون ألف ملك حتّى انزلت على محمّد( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) فعظموها وبجلوها، فانّ اسم الله عزّ وجلّ فيها في سبعين موضعاً، ولو يعلم الناس ما في قراءتها ما تركوها.

محمّد بن علي بن الحسين في( ثواب الأعمال) قال: قال أبو عبد الله( عليه‌السلام ) ، وذكر مثله(٣) .

____________________

٣ - ثواب الأعمال: ١٣٤.

(١) في المصدر: احمد بن هلال، عن عيسى بن عبد الله.

(٢) في المصدر: فإن كان من أهل بيت الله الحرام.

الباب ٣٦

فيه حديث واحد

١ - الكافي ٢: ٤٥٥/١٢.

(٣) ثواب الأعمال: ١٣١.

٢٣٠

٣٧ - باب استحباب تكرار الحمد وقراءتها سبعين مرة على الوجع

[ ٧٨٠٦ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن معاوية بن عمّار، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: لو قرئت الحمد على ميت سبعين مرة ثم ردّت فيه الروح ما كان ذلك عجباً.

[ ٧٨٠٧ ] ٢ - وعن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع، عن عبد الله بن الفضل النوفلي رفعه قال: ما قرئت الفاتحة على وجع سبعين مرّة إلّا سكن.

[ ٧٨٠٨ ] ٣ - وعنه، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن سنان، عن سلمة بن محرز قال: سمعت أبا جعفر( عليه‌السلام ) يقول: من لم يبرئه الحمد لم يبرئه شيء.

[ ٧٨٠٩ ] ٤ - الحسين بن بسطام في( طب الأئمة ): عن أحمد بن زياد (١) ، عن فضالة، عن السكوني، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: كان رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) إذا كسل أو أصابته عين أو صداع بسط يديه فقرأ فاتحة الكتاب والمعوّذتين، ثم يمسح بهما وجهه فيذهب عنه ما كان يجده.

[ ٧٨١٠ ] ٥ - وعن محمّد بن جعفر النرسي(٢) ، عن محمّد بن يحيى الأرمني،

____________________

الباب ٣٧

فيه ١٠ أحاديث

١ - الكافي ٢: ٤٥٦/١٦.

٢ - الكافي ٢: ٤٥٦/١٥.

٣ - الكافي ٢: ٤٥٨/٢٢.

٤ - طبّ الأئمّة: ٣٩.

(١) في المصدر: احمد بن أبي زياد.

٥ - طب الأئمة ٣٩.

(٢) في المصدر: البرسي.

٢٣١

عن محمّد بن سنان، عن سلمة بن محرز، عن الباقر( عليه‌السلام ) قال: كلّ من لم تبرئه سورة الحمد و( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ) لم يبرئه شيء وكلّ علّة تبرأ بهاتين السورتين.

[ ٧٨١١ ] ٦ - عن الخضر بن محمّد، عن محمّد بن العباس، عن النوفلي عبد الله بن الفضل، عن أحدهم (عليهم‌السلام ) قال: ماقرئت الحمد على وجع سبعين مرّة إلّا سكن باذن الله وإن شئتم فجرّبوا ولا تشكوا.

[ ٧٨١٢ ] ٧ - الحسن بن محمّد الطوسي في( الامالي) عن أبيه، عن أبي محمّد الفحام، عن المنصوري، عن عمّ أبيه، عن الامام علي بن محمّد، عن آبائه ( عليهم‌السلام ) قال: قال الصادق( عليه‌السلام ) : من نالته علّة فليقرأ في جيبه الحمد سبع مرات، فان ذهبت العلّة وإلّا فليقرأها سبعين مرّة وأنا الضامن له العافية.

[ ٧٨١٣ ] ٨ - الفضل بن الحسن الطبرسي في( مجمع البيان) نقلاً من كتاب محمّد بن مسعود العيّاشي باسناده أن النبي( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) قال لجابر(١) : ألا أعلّمك أفضل سورة أنزلها الله في كتابه؟ قال: ( بلى) (٢) علّمنيها، فعلّمه الحمد أمّ الكتاب، ثم قال(٣) : هي شفاء من كلّ داء إلّا السام، والسام: الموت.

[ ٧٨١٤ ] ٩ - وعن سلمة بن محرز، عن الصادق( عليه‌السلام ) قال: من لم تبرئه الحمد لم يبرئه شيء.

____________________

٦ - في الأئمّة: ٥٣.

٧ - أمالي الطوسي ١: ٢٩٠.

٨ - مجمع البيان ١: ١٧.

(١) في المصدر: يا جابر.

(٢) في المصدر: فقال له جابر: بلى بأبي أنت وأمّي يا رسول الله.

(٣) في المصدر: يا جابر ألا أخبرك عنها؟ قال بلى بأبي أنت وأمي فاخبرني فقال

٩ - مجمع البيان ١: ١٨.

٢٣٢

[ ٧٨١٥ ] ١٠ - وعن النبي( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) أنّ فاتحة الكتاب أشرف ما في كنوز العرش، الحديث، وذكر لها ثواباً عظيماً وأجراً جزيلاً.

٣٨ - باب جواز الاستخارة بالقرآن بل استحبابها وكراهة التفاؤل به

[ ٧٨١٦ ] ١ - محمّد بن الحسن باسناده عن محمّد بن علي بن محبوب، عن أحمد بن الحسن بن عليّ بن فضّال، عن أبيه، عن الحسن بن الجهم، عن أبي علي، عن اليسع القمي قال: قلت لأبي عبد الله( عليه‌السلام ) : أريد الشيء وأستخير الله فيه فلا يوفق فيه الرأي - إلى أن قال - فقال: افتتح المصحف فانظر إلى أوّل ما ترى فخذ به، إن شاء الله.

[ ٧٨١٧ ] ٢ - محمّد بن يعقوب، عن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمّد بن عيسى، عن بعض رجاله، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: لا تتفأل بالقرآن.

أقول: الاستخارة طلب الخيرة ومعرفة الخير في ترجيح أحد الفعلين على الآخر ليعمل به، والتفاؤل معرفة عواقب الأمور وأحوال غائب ونحو ذلك(١) ،

____________________

١٠ - مجمع البيان ١: ١٨.

تقدم ما يدل على ذلك في الحديث ١ من الباب ١٠١ من أبواب آداب الحمام.

الباب ٣٨

فيه حديثان

١ - التهذيب ٣: ٣١٠/٩٦٠، أورده بتمامه في الحديث ١ من الباب ٦ من أبواب صلاة الاستخارة.

٢ - الكافي ٢: ٤٦٠/٧.

(١) نقل ابن طاوس في بعض كتبه حديثاً عن الصادق عليه السلام في جواز التفاؤل بالقرآن وكيفيته، وروى له دعاء أوّله اللهم إني توكلت عليك وتفاءلت بكتابك الدعاء ولا يحضرني الآن في أيّ كتاب نقله. ( منه قده في هامش المخطوط ).

٢٣٣

٣٩ - باب استحباب الاكثار من قراءة الملك كلّ يوم وليلة وحفظها

[ ٧٨١٨ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، وعن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى جميعاً، عن ابن محبوب، عن جميل، عن سدير، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: سورة الملك هي المانعة تمنع من عذاب القبر وهي مكتوبة في التوراة سورة الملك، ومن قرأها في ليلته فقد أكثر وأطاب ولم يكتب من الغافلين وإنّي لأركع بها بعد عشاء الآخرة وأنا جالس، وانّ والدي( عليه‌السلام ) كان يقرؤها في يومه وليلته، ومن قرأها إذا دخل عليه في قبره ناكر ونكير من قبل رجليه قالت رجلاه لهما: ليس لكما إلى ما قبلي سبيل، قد كان هذا العبد يقوم عليّ فيقرأ سورة الملك في كلّ يوم وليلة، وإذا أتياه من قبل جوفه قال لهما: ليس لكما إلى ما قبلي سبيل قد كان العبد أوعاني سورة الملك، وإذا أتياه من قبل لسانه قال لهما: ليس لكما إلى ما قبلي سبيل قد كان هذا العبد يقرأ بي في كل يوم وليلة سورة الملك.

[ ٧٨١٩ ] ٢ - محمّد بن علي بن الحسين في( ثواب الأعمال) عن أبيه، عن أحمد بن إدريس، عن محمّد بن أحمد، عن محمّد بن حسان، عن إسماعيل بن مهران، عن الحسن بن علي، عن أبيه، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: من قرأ( تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الملكُ ) في المكتوبة قبل أن ينام لم يزل في أمان الله حتى يصبح، وفي أمانه يوم القيامة حتى يدخل الجنّة، إن شاء الله.

____________________

الباب ٣٩

فيه حديثان

١ - الكافي ٢: ٤٦٣/٢٦.

٢ - ثواب الأعمال: ١٤٦.

٢٣٤

٤٠ - باب جواز كتابة القرآن ثم غسله وشرب مائه للشفاء، وكراهة محوه بالبزاق وكتابته به

[ ٧٨٢٠ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن عبد الله بن جعفر، عن السيّاري، عن محمّد بن بكر، عن أبي الجارود، عن الأصبغ بن نباتة، عن أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) - في حديث - إنّ رجلاً قال له: إنّ في بطني ماءاً أصفر فهل من شفاء؟ فقال: نعم، بلا درهم ولا دينار ولكن اكتب على بطنك آية الكرسي وتغسلها وتشربها وتجعلها ذخيرة في بطنك فتبرأ، باذن الله.

[ ٧٨٢١ ] ٢ - محمّد بن علي بن الحسين باسناده عن شعيب بن واقد، عن الحسين بن زيد، عن الصادق، عن آبائه (عليهم‌السلام ) - في حديث المناهي - قال: نهى رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) أن يمحى شيء من كتاب الله بالبزاق أويكتب به.

أقول: ويأتي ما يدلّ على ذلك(١) .

____________________

الباب ٤٠

فيه حديثان

١ - الكافي ٢: ٤٥٧/٢١.

٢ - الفقيه ٤: ٣/١.

(١) يأتي ما يدل عل ذلك في الحديث ٦ من الباب ٤١ من هذه الأبواب.

٢٣٥

٤١ - باب جواز العوذة والرقية والنشرة اذا كانت من القرآن أو الذكر أو مروية عنهم ( عليهم‌السلام ) دون غيرها من الأشياء المجهولة، وجواز تعليق التعويذ من القرآن والذكر والدعاء

[ ٧٨٢٢ ] ١ - الحسين بن بسطام وأخوه عبد الله في( طبّ الأئمّةعليهم‌السلام ): عن محمّد بن يزيد الكوفي، عن النضر بن سويد، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: سألته عن رقية العقرب والحيّة والنشرة ورقية المجنون والمسحور الذي يعذّب؟ فقال: يا بن سنان، لا بأس بالرقية والعوذة والنشرة إذا كانت من القرآن، ومن لم يشفه القرآن فلا شفاه الله، وهل شيء أبلغ في هذه الأشياء من القران؟ أليس الله يقول: ( وَنُنَزِّلُ مِنَ القُرآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحمَةٌ لِلمُؤمِنِينَ ) (١) ؟ أليس يقول الله جلّ ثناؤه: ( لَو أَنزَلنَا هَذَا القُرآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيتَهُ خَاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِن خَشيَةِ اللهِ ) (٢) ؟ وسلونا نعلّمكم ونوقفكم على قوارع(٣) القرآن لكلّ داء.

[ ٧٨٢٣ ] ٢ - وعن إبراهيم بن ميمون(٤) ، عن حمّاد بن عيسى، عن شعيب العقرقوفي، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: لا بأس بالرقى(٥) من العين والحمّى والضرس وكلّ ذات هامّة لها حمّة إذا علم الرجل ما

____________________

الباب ٤١

فيه ١٢ حديثاً

١ - طبّ الأئمّة (عليهم‌السلام ) : ٤٨.

(١) الاسراء ١٧: ٨٢.

(٢) الحشر ٥٩: ٢١.

(٣) قوارع القرآن الآيات التي يقرؤها الإنسان إذا فزع من الجن والإنس كآية الكرسي كأنّها تقرع الشيطان. ( هامش المخطوط نقلا عن صحاح اللغة ٣: ١٢٦٣).

٢ - طعت الأئمة (عليهم‌السلام ): ٤٨.

(٤) في المصدر: مأمون.

(٥) الرقية كمدية: العوذة التي ترقى بها صاحب الآفة كالحمّى والصرع وغير ذلك من الآفات؛ =

٢٣٦

يقول لا يدخل في رقيته وعوذته شيئا لا يعرفه.

[ ٧٨٢٤ ] ٣ - وعن( أحمد بن محمّد، عن محمّد بن مسلم) (١) قال: سألت أبا جعفر( عليه‌السلام ) : أنتعوّذ بشيء من هذه الرقى؟ قال: لا(٢) إلّا من القرآن، إنّ علياً( عليه‌السلام ) كان يقول: إنّ كثيراً من الرقى والتمايم من الاشراك.

[ ٧٨٢٥ ] ٤ - وعن جعفر بن عبد الله بن ميمون السعدي، عن النضر بن سويد(٣) ، عن القاسم قال: قال أبو عبد الله( عليه‌السلام ) : إن كثيراً من التمايم شرك.

[ ٧٨٢٦ ] ٥ - وعن إسحاق بن يوسف، عن فضالة، عن أبان بن عثمان، عن زرارة بن أعين قال: سألت أبا جعفر( عليه‌السلام ) ، عن المريض هل يعلّق عليه تعويذ أو شيء من القرآن؟ فقال: نعم، لا بأس به، إنّ قوارع القرآن تنفع فاستعملوها.

[ ٧٨٢٧ ] ٦ - وعنه، عن فضالة، عن أبان، عن إسحاق بن عمّار، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) في الرجل تكون به العلّة فيكتب له القرآن فيعلّق عليه أو يكتب له فيغسله ويشربه قال: لا بأس به كلّه.

____________________

= ورقيته من باب رقى: عوذته بالله، والإسم الرقيا على فعلى. ( مجمع البحرين ١: ١٩٣ ).

٣ - طبّ الأئمّة (عليهم‌السلام ) : ٤٨.

(١) في المصدر: احمد بن محمّد بن مسلم.

(٢) ليس في المصدر.

٤ - طبّ الأئمّة (عليهم‌السلام ): ٤٨.

(٣) في المصدر: نصر بن يزيد.

٥ - طب الأئمّة (عليهم‌السلام ): ٤٩.

٦ - طب الأئمّة (عليهم‌السلام ): ٤٩.

٢٣٧

[ ٧٨٢٨ ] ٧ - وعن علاّن بن محمّد، عن صفوان بن يحيى، عن منصور بن حازم، عن عنبسة بن مصعب، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: لا بأس بالتعويذ أن يكون على الصبي والمرأة.

[ ٧٨٢٩ ] ٨ - وعن عمر بن عبد الله، عن حمّاد بن عيسى، عن شعيب العقرقوفي، عن الحلبي قال: سألت جعفر بن محمّد( عليه‌السلام ) : هل نعلّق شيئاً من القران والرقى على صبياننا ونسائنا؟ فقال: نعم، إذا كان في أديم تلبسه الحائض وإذا لم يكن في أديم لم تلبسه المرأة.

[ ٧٨٣٠ ] ٩ - وعن شعيب بن زريق، عن فضالة والقاسم جميعاً، عن أبان بن عثمان، عن عبد الرحمن بن أبي عبد الله(١) قال: سألت أبا عبد الله( عليه‌السلام ) عن المريض، هل يعلّق عليه شيء من القرآن أو التعويذ فقال: لا بأس، قلت: ربّما أصابتنا الجنابة، قال: إنّ المؤمن ليس ينجس (٢) ، ولكن المرأة لا تلبسه إذا لم يكن في أديم، وأمّا الرجل والصبي فلا بأس.

[ ٧٨٣١ ] ١٠ - عبد الله بن جعفر في( قرب الإسناد ): عن الحسن بن ظريف، عن الحسين بن علوان، عن جعفر، عن أبيه( عليه‌السلام ) قال: أصاب رجل لرجل بالعين فذكر ذلك لرسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) فقال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) : التمسوا له من يرقيه.

____________________

٧ - طب الأئمة (عليهم‌السلام ) : ٤٩.

٨ - طب الأئمة (عليهم‌السلام ) : ٤٩.

٩ - طب الأئمة (عليهم‌السلام ) : ٤٩.

(١) في المصدر: وهو ابن سالم.

(٢) في المصدر: بنجس.

١٠ - قرب الإسناد: ٥٢.

٢٣٨

[ ٧٨٣٢ ] ١١ - وبالإسناد عن جعفر، عن أبيه أنّ عليّاً( عليه‌السلام ) سئل عن التعويذ يعلّق على الصبيان؟ فقال: علّقوا ما شئتم إذا كان فيه ذكر الله.

[ ٧٨٣٣ ] ١٢ - وعن عبد الله بن الحسن، عن علي بن جعفر، عن أخيه موسى بن جعفر( عليه‌السلام ) قال: سألته عن المريض يكوي أو يسترقي؟ قال: لا بأس إذا استرقى بما يعرفه.

ورواه علي بن جعفر في كتابه(١) .

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك في الاحتضار وفي الحيض(٢) ويأتي ما يدلّ على بعض المقصود(٣) .

٤٢ - باب وجوب سجود العزيمة في السور الاربع خاصّة حم السجدة والم السجدة والنجم واقرأ، وعدم اشتراط الطهارة فيه، واستحباب التكبير بعد السجود لا قبله

[ ٧٨٣٤ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن جماعة، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن النضر بن سويد، عن عبد الله بن سنان، عن أبي

____________________

١١ - قرب الإسناد: ٥٢.

١٢ - قرب الإسناد: ٩٧.

(١) مسائل علي بن جعفر: ١٧٩/٣٣٧.

(٢) تقدّم في الباب ١٤ من أبواب الاحتضار، وفي الباب ٣٧ من أبواب الحيض، وفي الحديث ٣ من الباب ٤٥ من أبواب القراءة، وفي الحديثين ١ و ٣ من الباب ٢٠، وفي الحديثين ٤ و ٧ من الباب ٣١ وفي الأبواب ٣٤ و ٣٧، وفي الحديث ٢ من الباب ٣٩، وفي الحديث ١ من الباب ٤٠ من هذه الأبواب.

(٣) يأتي في الحديث ٢ من الباب ٤٨، وفي الأحاديث ٨ و ١٧ و ٢٥ و ٣٣ من الباب ٥١ من هذه الأبواب، وفي الباب ٢٧ من أبواب ما يكتسب به.

الباب ٤٢

فيه ١٠ أحاديث

١ - الكافي ٣: ٣١٧/١، ورواه في التهذيب ٢: ٢٩١/١١٧٠.

٢٣٩

عبدالله( عليه‌السلام ) قال: إذا قرأت شيئاً من العزائم التي يسجد فيها فلا تكبّر قبل سجودك، ولكن تكبّر حين ترفع رأسك، والعزائم أربعة: حم السجدة، وتنزيل، والنجم، واقرأ باسم ربّك.

[ ٧٨٣٥ ] ٢ - وعن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن الحسين بن سعيد، عن القاسم بن محمّد، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير(١) ، قال: قال: إذا قرىء شيء من العزائم الأربع فسمعتها فاسجد، وإن كنت على غير وضوء، وإن كنت جنباً، وإن كانت المرأة لا تصلّي، وسائر القرآن أنت فيه بالخيار إن شئت سجدت وإن شئت لم تسجد.

محمّد بن الحسن باسناده عن الحسين بن سعيد، مثله(٢) ، وكذا الذي قبله.

[ ٧٨٣٦ ] ٣ - وعنه، عن الحسن، عن زرعة، عن سماعة قال: قال أبو عبد الله( عليه‌السلام ) : إذا قرأت السجدة فاسجد ولا تكبّر حتّى ترفع رأسك.

[ ٧٨٣٧ ] ٤ - وباسناده عن أحمد بن محمّد، عن موسى بن القاسم، عن علي بن جعفر، عن أخيه موسى بن جعفر( عليهما‌السلام ) قال: سألته عن إمام قرأ السجدة فاحدث قبل أن يسجد، كيف يصنع؟ قال: يقدّم غيره فيتشهّد ويسجد وينصرف هو وقد تمّت صلاتهم.

ورواه الحميري في( قرب الإسناد ): عن عبد الله بن الحسن، عن

____________________

٢ - الكافي ٣: ٣١٨/٢، أورده أيضاً في الحديث ٢ من الباب ٣٦ من أبواب الحيض.

(١) في نسخة: عن أبي عبد الله (عليه‌السلام ). ( في هامش المخطوط ).

(٢) التهذيب ٢: ٢٩١/١١٧١.

٣ - التهذيب ٢: ٢٩٢/١١٧٥.

٤ - التهذيب ٢: ٢٩٣/١١٧٨، أورده أيضاً في الحديث ٥ من الباب ٤٠ من أبواب القراءة وفي الحديث ٣ من الباب ٧٢ من أبواب الجماعة.

٢٤٠

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

لا إله إلاّ الله ، محمّد رسول الله ، بألسنتهم ولما يدخل الإيمان في قلوبهم ، فكانوا يتحيّنون الفرصة لإظهار بغضهم الدفين ، فلمّا اتيحت لهم الفرصة بوفاة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم انقلبوا على أعقابهم ، وفعلوا ما فعلوا ظلما وعنادا.

وبعضهم للحسد والكبرياء ، لأنّهم كانوا أسنّ من الإمام عليّعليه‌السلام ، وهو يوم ذاك لم يبلغ الأربعين من العمر ، فثقل عليهم أن يخضعوا له ويطيعوا أمره!

لهذه الأسباب ونحوها تركوا خليفة نبيّهم وخذلوه وكادوا يقتلونه ، كما كاد بنو إسرائيل أن يقتلوا هارون!!

لذلك روى ابن قتيبة وهو من كبار علمائكم ، في كتابه الإمامة والسياسة ، صفحه ١٣ ـ ١٤ / ط مطبعة الامة بمصر تحت عنوان : «كيف كانت بيعة عليّ بن أبي طالب كرّم الله وجهه».

قال : وإنّ أبا بكر (رض) تفقّد قوما تخلّفوا عن بيعته عند عليّ كرّم الله وجهه ، فبعث إليهم عمر ، فجاء فناداهم وهم في دار عليّ ، فأبوا أن يخرجوا ، فدعا بالحطب وقال : والذي نفس عمر بيده لتخرجنّ أو لأحرقنّها على من فيها!

فقيل له : يا أبا حفص ، إنّ فيها فاطمة!

فقال : وإن!!

فخرجوا وبايعوا إلاّ عليّا فأخرجوا عليّا ، فمضوا به إلى أبي بكر ، فقالوا له : بايع.

فقال : إن أنا لم أفعل فمه؟!

٢٨١

قالوا : إذا والله الذي لا إله إلاّ هو نضرب عنقك!!

قال : إذا تقتلون عبد الله وأخا رسوله.

قال عمر : أمّا عبد الله فنعم ، وأمّا أخو رسوله فلا!

وأبو بكر ساكت لا يتكلّم ، فقال له عمر : ألا تأمر فيه بأمرك؟!!

فقال : لا اكرهه على شيء ما كانت فاطمة إلى جنبه.

فلحق عليّ بقبر رسول الله (صلّى الله عليه [وآله] وسلّم) يصيح ويبكي وينادي :( ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكادُوا يَقْتُلُونَنِي ) (١) .

ونقل أكثر المؤرّخين الموثّقين عندكم أنّ الإمام عليّاعليه‌السلام تلا هذه الآية عند قبر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في تلك الحالة العصيبة ، وهي حكاية قول هارون عند أخيه موسى بن عمران حينما رجع من ميقات ربّه ، فشكى إليه قومه بني إسرائيل ، وكيف استضعفوه وصاروا ضدّه.

وإنّي أعتقد أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان يعلم بأنّه سيجري من قومه على وصيه وخليفته من بعده ، ما جرى على هارون من أمّة موسى في غيبته ، ولذلك شبّه عليّاعليه‌السلام بهارون.

والإمام عليّعليه‌السلام لإثبات هذا المعنى خاطب النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عند قبره فقال له ما قاله هارون لأخيه موسى ، قوله تعالى :( إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكادُوا يَقْتُلُونَنِي ) (٢) .

فلمّا وصل حديثنا إلى هذه النقطة ، سكت الحافظ وبهت

__________________

(١) سورة الأعراف ، الآية ١٥٠.

(٢) سورة الأعراف ، الآية ١٥٠.

٢٨٢

الحاضرون ، وبدأ ينظر بعضهم إلى بعض ، في حالة من التفكّر والتعجّب.

فرفع النوّاب رأسه وقال : إذا كانت الخلافة حقّ الإمام عليّعليه‌السلام بعد النبيّ (صلّى الله عليه [وآله] وسلّم) مباشرة من غير تأخّر وذلك بأمر الله تعالى كما تقولون ، فلما ذا لم يصرّح به رسول الله (صلّى الله عليه [وآله] وسلّم) أمام أصحابه والذين آمنوا به؟!

فلو كان النبيّ (صلّى الله عليه [وآله] وسلّم) يقول بالصراحة : يا قوم! إنّ عليّ بن أبي طالب خليفتي فيكم وهو بعدي أميركم والحاكم عليكم ؛ فلم يكن حينئذ عذر للأمّة في تركه ومبايعة غيره ومتابعة الآخرين!

قلت :

أوّلا : المشهور بين أهل اللغة والأدب بأنّ : «الكناية أبلغ من التصريح» فتوجد في الكناية نكات دقيقة ولطائف رقيقة لا توجد في التصريح أبدا.

مثلا المعاني الجمّة التي تستخرج من كلمة «المنزلة» فيما نحن فيه من البحث حول حديث المنزلة ، تكون أعمّ وأشمل من كلمة «الخليفة» لأنّ الخلافة تكون جزءا وفرعا لمنزلة هارون من موسى.

ثانيا : توجد تصريحات من النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في خلافة الإمام عليّعليه‌السلام .

النوّاب : هل يمكن أن تبيّنوا لنا تلك التصريحات وأعتذر أنا من هذا السؤال ، لأنّ علماءنا يقولون لنا : لا يوجد حديث صريح من

٢٨٣

رسول الله (صلّى الله عليه [وآله] وسلّم) في خلافة عليّ كرّم الله وجهه ، وإنّما الشيعة يؤوّلون بعض الأحاديث النبوية الشريفة في خلافة عليّ بن أبي طالب كرّم الله وجهه!

قلت : إنّ الّذين قالوا لكم هذا الكلام ، إمّا هم جهّال في زيّ أهل العلم ، أو علماء يتجاهلون! لأنّ الأحاديث الصريحة في خلافة الإمام عليّعليه‌السلام وتعيينه دون غيره كثيرة ، وقد ذكرها علماؤكم الأعلام في الكتب المعتبرة ، وأنا الآن ابيّن لكم بعض ما يحضرني ، حسب ما يسمح به الوقت.

يوم الإنذار

أوّل مناسبة صرّح فيها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بخلافة الإمام عليّعليه‌السلام في أوان رسالته والإسلام بعد لم ينتشر ، بل كان لا يزال في مهده ولم يخرج من مكّة المكرّمة ، لمّا نزلت الآية الكريمة :( وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ) (١) .

روى الإمام أحمد ، في مسنده ١ / ١١١ و ١٥٩ و ٣٣٣.

والثعلبي في تفسيره ، عند آية الإنذار.

والعلاّمة الكنجي الشافعي ، في «كفاية الطالب» أفرد لها الباب الحادي والخمسين.

والخطيب موفّق بن أحمد الخوارزمي ، في المناقب.

ومحمد بن جرير الطبري ، في تفسيره عند آية الإنذار ، وفي

__________________

(١) سورة الشعراء ، الآية : ٢١٤.

٢٨٤

تاريخه ٢ / ٢١٧ بطرق كثيرة.

وابن أبي الحديد ، في «شرح نهج البلاغة».

وابن الأثير ، في تاريخه ، الكامل ٢ / ٢٢.

والحافظ أبو نعيم ، في «حلية الأولياء».

والحميدي ، في «الجمع بين الصحيحين».

والبيهقي ، في «السنن والدلائل».

وأبو الفداء ، في تاريخه ١ / ١١٦.

والحلبي ، في السيرة ١ / ٣٨١.

والإمام النسائي ، في الخصائص ، حديث رقم ٦٥.

والحاكم ، في المستدرك ٣ / ١٣٢.

والشيخ سليمان الحنفي ، في الينابيع ، أفرد لها الباب الحادي والثلاثين.

وغيرهم من كبار علمائكم ومحدّثيكم ومفسّريكم ، رووا ـ مع اختلاف يسير في العبارات ـ :

إنّه لمّا نزلت الآية الشريفة :( وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ) جمع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بني عبد المطّلب ، وكانوا أربعين رجلا ، منهم من يأكل الجذعة(١) ويشرب العسّ(٢) ، فصنع لهم مدّا من طعام ، فأكلوا حتّى شبعوا ، وبقي كما هو!

ثمّ دعا بعسّ ، فشربوا حتّى رووا ، وبقي كأنّه لم يشرب!

__________________

(١) الجذعة : الشاة الصغيرة السّن ومن الإبل ما كان سنها أربع سنين الى خمس.

وقيل : سميت بذلك لأنها تجذع مقدّم أسنانها أي : تسقطه.

(٢) العسّ : القدح الضخم يروي الثلاثة والأربعة.

٢٨٥

ثمّ خاطبهم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قائلا :

يا بني عبد المطّلب! إنّ الله بعثني للخلق كافّة وإليكم خاصة ، وقد رأيتم ما رأيتم ، وأنا أدعوكم إلى كلمتين خفيفتين على اللسان وثقيلتين في الميزان ، تملكون بهما العرب والعجم ، وتنقاد لكم الامم ، وتدخلون بهما الجنّة ، وتنجون بهما من النار ، وهما : شهادة أن لا إله إلاّ الله وأنّي رسول الله.

«فمن منكم يجيبني إلى هذا الأمر ويؤازرني على القيام به ويكن أخي ووزيري ووارثي وخليفتي من بعدي؟».

وفي بعض الأخبار : يكون أخي وصاحبي في الجنّة. وفي بعض الأخبار : يكون خليفتي في أهلي.

فلم يجبه أحد إلاّ عليّ بن أبي طالب ، وهو أصغر القوم.

فقال له النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : اجلس ، وكرّر النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مقالته ثلاث مرّات ولم يجبه أحد ، إلاّ عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام .

وفي المرّة الثالثة ، أخذ بيده وقال للقوم : إنّ هذا أخي ووصيّي وخليفتي فيكم ، فاسمعوا له وأطيعوا.

هذا الخبر الهامّ الذي اتّفق على صحّته علماء الفريقين من الشيعة والسنّة.

تصريحات اخرى في خلافة عليّعليه‌السلام

وهناك تصريحات اخرى من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في شأن خلافة

٢٨٦

الإمام عليّعليه‌السلام ، ذكرها علماؤكم ومحدّثوكم الموثوقون لديكم في كتبهم المعتبرة ، منهم :

١ ـ الإمام أحمد في «المسند» والمير السيّد علي الهمداني الشافعي في كتابه «مودة القربى» في آخر المودّة الرابعة ، عن النبي (صلّى الله عليه [وآله] وسلّم) ، قال «يا عليّ! أنت تبرئ ذمّتي ، وأنت خليفتي على أمّتي».

٢ ـ الإمام أحمد في «المسند» بطرق شتّى ، وابن المغازلي الشافعي في المناقب ، والثعلبي في تفسيره ، عن النبي (صلّى الله عليه [وآله] وسلّم) أنّه قال لعليّعليه‌السلام «أنت أخي ، ووصيّي ، وخليفتي ، وقاضي ديني».

٣ ـ العلاّمة الراغب الأصبهاني ، في كتابه محاضرات الأدباء ٢ / ٢١٣ ط. المطبعة الشرفية سنة ١٣٢٦ هجرية ، عن أنس بن مالك ، عن النبي (صلّى الله عليه [وآله] وسلّم) أنّه قال «إنّ خليلي ووزيري وخليفتي وخير من أترك بعدي ، يقضي ديني ، وينجز موعدي ، عليّ ابن أبي طالب».

٤ ـ المير السيّد علي الهمداني الشافعي في كتابه «مودّة القربى» في أوائل المودّة السادسة ، روى عن عمر بن الخطّاب ، قال : إنّ رسول الله (صلّى الله عليه [وآله] وسلّم) لمّا آخى بين أصحابه قال (صلّى الله عليه [وآله] وسلّم) «هذا عليّ أخي في الدنيا والآخرة ، وخليفتي في أهلي ، ووصيّي في أمّتي ، ووارث علمي ، وقاضي ديني ، ماله منّي مالي منه ، نفعه نفعي ، وضرّه ضرّي ، من أحبّه فقد أحبّني ، ومن أبغضه فقد أبغضني».

٢٨٧

وفي رواية اخرى ـ في المودّة السادسة ـ قال (صلّى الله عليه [وآله] وسلّم) مشيرا لعليّعليه‌السلام «وهو خليفتي ووزيري».

٥ ـ العلاّمة محمد بن يوسف الكنجي الشافعي ، في كتابه «كفاية الطالب» في الباب الرابع والأربعين ، روى بسنده عن ابن عبّاس ، قال :

ستكون فتنة ، فمن أدركها منكم فعليه بخصلة من كتاب الله تعالى وعليّ بن أبي طالبعليه‌السلام .

فإنّي سمعت رسول الله (صلّى الله عليه [وآله] وسلّم) وهو يقول «هذا أوّل من آمن بي ، وأوّل من يصافحني ، وهو فاروق هذه الأمّة ، يفرق بين الحقّ والباطل ، وهو يعسوب المؤمنين ، والمال يعسوب الظلمة ، وهو الصدّيق الأكبر ، وهو بابي الذي اوتى منه ، وهو خليفتي من بعدي».

قال العلاّمة الكنجي : هكذا أخرجه محدّث الشام في فضائل عليّعليه‌السلام ، في الجزء التاسع والأربعين بعد الثلاثمائة من كتابه بطرق شتّى.

٦ ـ أخرج البيهقي والخطيب الخوارزمي وابن المغازلي الشافعي في «المناقب» :

عن النبيّ (صلّى الله عليه [وآله] وسلّم) أنّه قال (صلّى الله عليه [وآله] وسلّم) لعليّعليه‌السلام «إنّه لا ينبغي أن أذهب إلاّ وأنت خليفتي ، وأنت أولى بالمؤمنين بعدي».

٧ ـ الإمام النسائي ، وهو أحد أئمّة الحديث وصاحب أحد

٢٨٨

الصحاح الستّة عندكم ، أخرج في كتابه (الخصائص) في ضمن الحديث ٢٣ :

عن ابن عبّاس ، أنّ النبيّ (صلّى الله عليه [وآله] وسلّم) قال لعليّعليه‌السلام «انت خليفتي في كلّ مؤمن من بعدي».

فالنبيّ (صلّى الله عليه [وآله] وسلّم) يؤكّد في هذا الحديث أن عليّاعليه‌السلام خليفته من بعده ، أي : مباشرة وبلا فصل ، فلا اعتبار لادّعاء أيّ مدع خلافة النبيّ (صلّى الله عليه [وآله] وسلّم) من الّذين نازعوا عليّاعليه‌السلام وغصبوا منصبه ومقامه(١) لوجود حرف : «من» في الحديث ، فهي إمّا أن تكون بيانية أو ابتدائية ، وعلى التقديرين يتعيّن عليّعليه‌السلام بعد النبيّ (صلّى الله عليه [وآله] وسلّم) بأنّه خليفته بلا فصل.

٨ ـ المير السيّد علي الهمداني : أخرج في كتابه «مودّة القربى» في الحديث الثاني من المودّة السادسة ، بسنده عن أنس ، رفعه عن النبيّ (صلّى الله عليه [وآله] وسلّم) قال «إنّ الله اصطفاني على الأنبياء فاختارني واختار لي وصيّا ، واخترت ابن عمّي وصيّي ، يشدّ عضدي كما يشدّ عضد موسى بأخيه هارون ، وهو خليفتي ، ووزيري ، ولو كان بعدي نبيّا لكان عليّ نبيّا ، ولكن لا نبوّة بعدي».

__________________

(١) يفيدنا هذا الحديث الشريف : أنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم جعل الرضا بخلافة الإمام عليّعليه‌السلام من بعده ، من علائم الإيمان ، والفرق بين الإسلام والإيمان واضح لقوله تعالى: ( قالَتِ الْأَعْرابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمانُ فِي قُلُوبِكُمْ ) سورة الحجرات ، الآية ١٤.

٢٨٩

٩ ـ أخرج الطبري في كتابه «الولاية» خطبة الغدير ، عن النبي (صلّى الله عليه [وآله] وسلّم) يقول فيها «قد أمرني جبرئيل عن ربّي أن أقوم في هذا المشهد ، وأعلم كلّ أبيض وأسود : أنّ عليّ بن أبي طالب أخي ، ووصيّي ، وخليفتي ، والإمام بعدي».

ثمّ قال : معاشر الناس! فإنّ الله قد نصبه لكم وليّا وإماما ، وفرض طاعته على كلّ أحد ، ماض حكمه ، جائز قوله ، ملعون من خالفه ، مرحوم من صدّقه.

١٠ ـ أخرج أبو المؤيّد بن أحمد الخوارزمي في كتابه «فضائل أمير المؤمنينعليه‌السلام » الفضل ١٩ ، بإسناده عن النبيّ (صلّى الله عليه [وآله] وسلّم) أنّه قال [«لمّا وصلت في المعراج إلى سدرة المنتهى ، خاطبني الجليل قائلا : يا محمد! أيّ خلقي وجدته أطوع لك؟

فقلت : يا ربّ ، عليّ أطوع خلقك إليّ.

قال عزّ وجلّ : صدقت يا محمّد.

ثمّ قال : فهل اتّخذت لنفسك خليفة يؤدّي عنك ، ويعلّم عبادي من كتابي ما لا يعلمون.

قال (صلّى الله عليه [وآله] وسلّم) : قلت : يا ربّ اختر لي ، فإنّ خيرتك خيرتي.

قال : اخترت لك عليّاعليه‌السلام ، فاتّخذه لنفسك خليفة ووصيّا ، ونحلته علمي وحلمي ، وهو أمير المؤمنين حقّا ، لم ينلها أحد قبله ، وليست لأحد بعده(١) »].

__________________

(١) أقول : وقد وردت أخبار كثيرة في كتب العامة عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يشير فيها إلى فضائل ـ

٢٩٠

__________________

الإمام عليّعليه‌السلام ، ويصرّحصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بأنّه : الإمام ، والوصيّ ، والوليّ ، وأمير المؤمنين ؛ وهذه الألقاب والصفات ما جاءت إلاّ بمعنى الخلافة ، فغير صحيح أن يؤخّر الإمام ويقدّم المأموم ، أو يخلف النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم غير وصيّه

وإليك بعض تلك الأخبار :

١ ـ أخرج الشيخ سليمان الحنفي في كتابه : ينابيع المودّة ١ / ١٥٦ في الباب الرابع والأربعين ، قال :

وفي المناقب : عن سعيد بن جبير ، عن ابن عبّاس رضي الله عنهما ، قال : قال رسول الله (صلّى الله عليه [وآله] وسلّم) «يا عليّ! أنت صاحب حوضي ، وصاحب لوائي ، وحبيب قلبي ، ووصيّي ، ووارث علمي ، وأنت مستودع مواريث الأنبياء من قبلي ، وأنت أمين الله في أرضه ، وحجّة الله على بريّته ، وأنت ركن الإيمان وعمود الإسلام ، وأنت مصباح الدجى ، ومنار الهدى ، والعلم المرفوع لأهل الدنيا».

يا علي! من اتّبعك نجا ، ومن تخلّف عنك هلك ، وأنت الطريق الواضح ، والصراط المستقيم ، وأنت قائد الغرّ المحجّلين ، ويعسوب المؤمنين ، وأنت مولى من أنا مولاه ، وأنا مولى كلّ مؤمن ومؤمنة ، لا يحبّك إلاّ طاهر الولادة ، ولا يبغضك إلاّ خبيث الولادة ، وما عرجني ربّي عزّ وجلّ إلى السماء وكلّمني ربّي إلاّ قال : يا محمّد اقرأ عليّا منّي السلام ، وعرّفه أنّه إمام أوليائي ، ونور أهل طاعتي ؛ وهنيئا لك هذه الكرامة.

٢ ـ وأخرج ابن المغازلي الشافعي في كتابه (المناقب) والديلمي في كتابه (الفردوس) كما نقل عنهما الشيخ سليمان الحنفي في كتابه ينابيع المودّة ١ / ١١ ، الباب الأوّل ، عن سلمان ، قال : سمعت حبيبي محمّدا (صلّى الله عليه [وآله] وسلّم) يقول : «كنت أنا وعليّ نورا بين يدي الله عزّ وجلّ ، يسبّح الله ذلك النور ويقدّسه قبل أن يخلق الله آدم بأربعة عشر ألف عام ، فلمّا خلق آدم أودع ذلك النور في صلبه ، فلم

٢٩١

__________________

يزل أنا وعليّ شيء واحد حتّى افترقنا في صلب عبد المطّلب. ففيّ النبوة وفي عليّ الإمامة».

٣ ـ وأخرجه المير السيّد علي الهمداني ، في المودّة الثامنة من كتابه «مودّة القربى» قال : عثمان (رض) رفعه عن النبيّ (صلّى الله عليه [وآله] وسلّم) قال «خلقت أنا وعليّ من نور واحد ـ إلى أن قال : ـ ففيّ النبوّة ، وفي عليّ الوصيّة».

٤ ـ وأخرج أيضا عن عليّ عليه‌السلام عن النبيّ (صلّى الله عليه [وآله] وسلّم) قال : «يا علي! خلقني الله وخلقك من نوره ـ إلى أن قال (صلّى الله عليه [وآله] وسلّم) : ـ ففيّ النبوّة والرسالة ، وفيك الوصيّة والإمامة».

٥ ـ وأخرج العلاّمة الكنجي الشافعي في كتابه : «كفاية الطالب» في الباب السادس والخمسين ، في تخصيص عليّ عليه‌السلام بكونه إمام الأولياء ، روى بسنده المتّصل عن أنس بن مالك ، قال : بعثني النبيّ (صلّى الله عليه [وآله] وسلّم) إلى أبي برزة الأسلمي ، فقال (صلّى الله عليه [وآله] وسلّم) له ـ وأنا أسمع ـ «يا أبا برزة! إنّ ربّ العالمين عهد إليّ عهدا في عليّ بن أبي طالب.

فقال : إنّه راية الهدى ، ومنار الإيمان ، وإمام أوليائي ، ونور جميع من أطاعني.

يا أبا برزة! عليّ بن أبي طالب أميني غدا في القيامة ، وصاحب رايتي في القيامة ، وأميني على مفاتيح خزائن رحمة ربّي عزّ وجلّ».

قال العلاّمة الكنجي : هذا حديث حسن ، أخرجه صاحب «حلية الأولياء» كما أخرجناه.

٦ ـ وأخرج العلاّمة الكنجي ، في الباب الرابع والخمسين ، بسنده المتّصل عن أنس ، قال : قال رسول الله (صلّى الله عليه [وآله] وسلّم) «يا أنس! اسكب لي وضوء يغنيني.

فتوضّأ ثمّ قام وصلّى ركعتين ، ثمّ قال : يا أنس! أوّل من يدخل عليك من هذا الباب أمير المؤمنين ، وسيّد المرسلين ، وقائد الغرّ المحجّلين ، وخاتم الوصيّين.

٢٩٢

اعلموا أنّ الأخبار في هذا المضمار ، كثيرة في كتبكم المعتبرة ، وقد نقلت لكم بعض ما أحفظ منها ، كي يعلم الحافظ بأنّنا لا نرو إلاّ ما رواه علماؤكم الأعلام ، ولا نقول إلاّ الحقّ ، ولا نعتقد إلاّ بالحقيقة والواقع.

والجدير بالذكر أنّ بعض علمائكم المنصفين اعترفوا بخلافة عليّ ابن أبي طالبعليه‌السلام كما نعتقد نحن ، منهم : إبراهيم بن سيّار بن هانئ البصري ، المعروف بالنظّام(١) ، فإنّه يقول : نصّ النبيّ (صلّى الله عليه

__________________

قال أنس : قلت : اللهمّ اجعله رجلا من الأنصار ، وكتمته.

إذ جاء عليّ. فقال : من هذا يا أنس؟ قلت : عليّ بن أبي طالب.

فقام النبيّ (صلّى الله عليه [وآله] وسلّم) مستبشرا فاعتنقه ، ثم جعل يمسح عرق وجهه بوجهه ، ويمسح عرق عليّ عليه‌السلام بوجهه.

قال عليّ عليه‌السلام : يا رسول الله! لقد رأيتك صنعت بي شيئا ما صنعت بي قبل!

قال (صلّى الله عليه [وآله] وسلّم) : وما يمنعني وأنت تؤدّي عنّي ، وتسمعهم صوتي ، وتبيّن لهم ما اختلفوا فيه بعدي؟!».

قال العلاّمة الكنجي الشافعي : هذا حديث حسن عال ، أخرجه الحافظ أبو نعيم في «حلية الأولياء» قال : وأنشدت في المعنى :

عليّ أمير المؤمنين الذي به

هدى الله أهل الأرض من حيرة الكفر

أخو المصطفى الهادي الذي شدّ أزره

فكان له عونا على العسر واليسر

ومن نصر الإسلام حتّى توطّأت

قواعده عزّا فتوّج بالنصر

عليّ عليّ القدر عند مليكه

على رغم من عاداه قاصمة الظهر

نكتفي بهذا المقدار ، فإنّ فيه الهدى والاستبصار ، لمن أراد أن يعرف الحقّ من الأحاديث والأخبار. «المترجم».

(١) ترجم له الصفدى فى كتاب «الوافى بالوفيات» فى حرف الألف.

٢٩٣

[وآله] وسلّم) على أنّ الإمام هو عليّ وعيّنه ، وعرفت الصحابة ذلك ، ولكن كتمه عمر لأجل أبي بكر رضي الله عنهما.

ونحن لمّا لم ندرك عصر النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ولم نحظ بصحبته ، يجب أن نراجع الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الصحيحة عند الفريقين في تعريف الأفضل والأعلم والأرجح عند الله ورسوله والأحبّ إليهما ، فهو أولى من غيره في خلافة النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

ولا يخفى على أيّ عالم منصف غير معاند : أنّ الأخبار الصريحة في خلافة عليّعليه‌السلام وإمامته ، وفي وصايته وولايته ، وكذلك في أفضليّته وأعلميّته وأرجحيّته من سائر الصحابة ، والمسلمين ، كثيرة جدّا.

وهي مرويّة عن طرقكم وبأسانيدكم المعتبرة ، ومنقولة في كتبكم وتصانيف علمائكم الأعلام ، وهي كثيرة وكثيرة بحيث لم يرد معشارها في حقّ أيّ واحد من الصحابة الكرام.

وإنّ أكثر تلك الفضائل العلوية والمناقب الحيدرية تعدّ من خصائص الإمام عليّعليه‌السلام ، ولم يشاركه فيها أحد ، ولم يشابهه فيها أحد من الصحابة الأوفياء ، ولكنّه شاركهم في جميع فضائلهم ومناقبهم.

وقد ذكرنا لكم بعض الأخبار المرويّة عن طرقكم والمسجّلة في مسانيدكم ومصادركم في حقّ الإمام عليّعليه‌السلام ، ضمن حديثنا وحوارنا في الليالي السالفة والمجالس السابقة.

وإليكم نموذجا من حديث النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم نقله علماؤكم الأعلام ، يصرّح نبيّ الإسلام فيها أنّ فضائل ومناقب الإمام عليّعليه‌السلام كثيرة جدّا

٢٩٤

بحيث لا تعدّ ولا تحصى.

أخرج الموفّق ابن أحمد الخوارزمي في المناقب : ١٨ ، والعلاّمة محمد بن يوسف الكنجي الشافعي في كتابه «كفاية الطالب» الباب الثاني والستّين ، في تخصيص عليّعليه‌السلام بمائة منقبة دون سائر الصحابة ، جاء في الباب ، ص ١٢٣ ، بسنده عن ابن عبّاس ، قال :

قال رسول الله (صلّى الله عليه [وآله] وسلّم) : لو أنّ الغياض أقلام ، والبحر مداد ، والجنّ حسّاب ، والإنس كتّاب ، ما أحصوا فضائل عليّ بن أبي طالب.

وأخرج السيّد علي الهمداني بسنده عن عمر بن الخطّاب ، رفعه ، قال : قال رسول الله (صلّى الله عليه [وآله] وسلّم) : لو أنّ البحر مداد ، والرياض أقلام ، والإنس كتّاب ، والجنّ حسّاب ، ما أحصوا فضائلك يا أبا الحسن.

وأخرجه ابن الصبّاغ المالكي في «الفصول المهمة» بسنده عن ابن عبّاس ، وأخرجه سبط ابن الجوزي في «التذكرة»(١) .

__________________

(١) لقد ورد خبر آخر في عظم فضل الإمام عليّعليه‌السلام نذكره إتماما للفائدة :جاء في الرياض النضرة ٢ / ٢١٤ ، وفي ذخائر العقبى ـ للمحبّ الطبري ـ : ص ٦١ :عن عمر بن الخطّاب (رض) قال : قال رسول الله (صلّى الله عليه [وآله] وسلّم) :ما اكتسب مكتسب مثل فضل عليّ ، يهدي صاحبه إلى الهدى ، ويردّه عن الردى.

أخرجه الطبراني.

أقول : جاء في كتاب «تاريخ الخلفاء» للسيوطي ١ / ٦٥ ، قال أحمد بن حنبل : ما روي وما ورد لأحد من أصحاب رسول الله (صلّى الله عليه [وآله] وسلّم) من الفضائل ، ما روي وما ورد لعليّ رضي‌الله‌عنه !

وأخرج الحاكم في المستدرك على الصحيحين ٣ / ١٠٧ ، بسنده عن محمد بن منصور

٢٩٥

لذلك نحن نعتقد أنّ عليّاعليه‌السلام أحقّ من غيره بالخلافة.

الشيخ عبد السلام : نحن لا ننكر فضائل ومناقب مولانا عليّ كرم الله وجهه ، ولكن انحصار الفضائل فيه غير معقول ، لأنّ الخلفاء الراشدين ـ رضي الله عنهم ـ أكرم أصحاب رسول الله (صلّى الله عليه [وآله] وسلّم) ، وهم في الرتبة والفضل متساوون.

ولكنّكم تنحازون إلى جانب سيّدنا عليّرضي‌الله‌عنه ، وتنقلون كلّ الفضائل باسمه دون غيره ، ولا تذكرون فضائل الصحابة الآخرين!

وهذا العمل يحرف أفكار الحاضرين عن الواقع فيلتبس الأمر عليهم ، وهذا هو التعصّب!

فلكي ينكشف الحقّ للحاضرين ، ولا يلتبس الأمر عليهم ، اريد أن أذكر شيئا من فضائل ومناقب الخلفاء الراشدين.

قلت : نحن نتّبع العقل والعلم ، ونقبل الدليل والبرهان ، نحن

__________________

الطوسي ، قال : سمعت أحمد بن حنبل يقول : ما جاء لأحد من أصحاب رسول الله (صلّى الله عليه [وآله] وسلّم) من الفضائل ما جاء لعليّ بن أبي طالب رضي الله عنه.

وأخرج ابن عبد البرّ في الاستيعاب ٢ / ٤٧٩ ط. حيدرآباد ١٣١٩ ه‍ ، قال أحمد بن حنبل وإسماعيل بن إسحاق القاضي : لم يرو في فضائل أحد من الصحابة بالأسانيد الحسان ما روي في فضائل عليّ بن أبي طالب [ عليه‌السلام ].

وأخرجه الثعلبي في تفسير آية : ( إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ ) .

وأخرجه الخطيب الموفّق بن أحمد الخوارزمي الحنفي في المناقب ، ص ٢٠.

والذهبي في «تلخيص المستدرك» المطبوع بهامش المستدرك ٣ / ١٠٧.

«المترجم»

٢٩٦

لانحصر الفضائل في الإمام عليّعليه‌السلام ، وإنّما نمحّضه في الفضائل ، ونجلّه عن الرذائل ، وذلك لنزول آية التطهير في شأنه.

وأمّا الانحياز إلى جانبه فليس منّا فحسب ، بل الله ورسوله انحازا إليه ، كما نجد الآيات القرآنية في حقّه والأحاديث النبويّة الصريحة في فضله.

وأمّا نسبة التعصّب إلينا فهو بهتان وافتراء ، فإنّ التعصّب معناه الالتزام بشيء مع الإصرار من غير دليل.

وأنا أشهد الله سبحانه بأنّي ما التزمت بشيء من امور ديني ، وما تمسّكت بولاية الإمام عليّعليه‌السلام والائمة الهادين من ولده ، إلاّ بدليل القرآن والسنّة والعقل السليم.

لذا أرجو من الحاضرين أن ينبّهوني إذا تكلّمت بشيء بغير دليل ، أو تحدّثت على خلاف المنطق والعقل ، فأكون لهم شاكرا.

وأمّا حديثكم في مناقب الراشدين فيكون مقبولا بشرط أن تروون الأخبار الصحيحة عند الفريقين ، فنتبرّك بها ، لأنّنا لا ننكر مناقب وفضائل الصحابة الطيّبين ، ولا شكّ أنّ لكلّ واحد من الأصحاب المؤمنين له فضائل ومناقب ، ولكن الغرض من هذا المجلس والحوار ، البحث عن أفضلهم وأحسنهم وأكثرهم منقبة عند الفريقين : الشيعة والسنّة.

فإنّ كلامنا يدور حول الأفضل لا الفاضل ، لأنّ الفضلاء كثيرون ، والأفضل واحد منهم بحكم العقل والنقل ، وهو أحقّ أن يتّبع ويطاع.

الشيخ عبد السّلام : إنّكم تغالطون في الموضوع ، لأنّ كتبكم لا تحتوي على أي خبر أو حديث في فضل الخلفاء الراشدين غير سيّدنا

٢٩٧

عليّ كرّم الله وجهه ، فكيف أنقل لهذا الجمع أخبارا مقبولة لديكم؟!

قلت : هذا الإشكال يرد عليكم ، لأنّه في أوّل ليلة حينما أردنا أن نبدأ بالبحث ، قال الحافظ محمد رشيد سلّمه الله : إنّ الاحتجاج والاستدلال يجب أن يكون بالآيات القرآنية والأخبار المرويّة المقبولة عند الفريقين ؛ وأنا قبلت الشرط ، لأنّه مقتضى العقل ، وعملت به في أثناء الحوار والحديث في المجالس السابقة.

والحاضرون يشهدون ، وأنتم تعلمون بأنّي كلّ ما احتججت به عليكم واستدللت به على صحّة كلامي ، إنّما كان من القرآن الحكيم وأحاديث النبيّ الكريمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم المعتبرة والمقبولة عندكم.

وأنا إلى آخر حواري معكم ، وحتّى الوصول إلى النتيجة القطعية لا أنقض الشرط ، بل أعمل على وفقه إن شاء الله تعالى.

ومع ذلك كلّه فإنّي أتساهل معكم ، وأتنازل لكم ، وأقبل منكم الروايات المنقولة في كتبكم دون كتبنا ، شريطة أن لا تكون موضوعة ومجعولة ، وأن لا يأباها العقل السليم ، فنستمع إليها مع الحاضرين ، ثمّ نقضي فيها بالعدل والإنصاف ، لنرى هل الأخبار التي تقرأها وترويها لنا ، هل تفضّل وترجّح أحدا على سيّدنا ومولانا عليّ بن أبي طالب في العلم والجهاد والرتبة والمنزلة عند الله سبحانه وعند رسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ؟!

الشيخ عبد السلام : إنّكم نقلتم أحاديث وأخبارا صحيحة وصريحة في خلافة سيّدنا عليّ كرّم الله وجهه ، ولكنّكم غافلون أنّ عندنا أخبارا كثيرة في خلافة سيّدنا أبي بكر (رض).

قلت : مع أنّ كبار علمائكم أمثال : الذهبي والسيوطي وابن أبي

٢٩٨

الحديد وغيرهم أعلنوا بأنّ الامويّين والبكريّين وضعوا أحاديث كثيرة مجعولة في فضائل أبي بكر ، مع ذلك نحن نستمع إليك رجاء أن لا تكون رواياتك وأخبارك من تلك الموضوعات والمجعولات.

نقل حديث في فضل أبي بكر ، وردّه

الشيخ عبد السلام : لقد ورد في حديث معتبر عن عمر بن إبراهيم ابن خالد ، عن عيسى بن علي بن عبد الله بن عبّاس ، عن أبيه ، عن جدّه العبّاس ، أنّ رسول الله (صلّى الله عليه [وآله] وسلّم) قال : يا عمّ! إنّ الله جعل أبا بكر خليفتي على دين الله ، فاسمعوا له وأطيعوا تفلحوا.

قلت : هذا حديث مردود ، ليس قابلا للبحث والنقاش.

الشيخ عبد السّلام : كيف يكون مردودا وهو مرويّ عن العبّاس عمّ النبيّ؟!

قلت : إنّه حديث مردود عند علمائكم أيضا ، فإنّ كبار علمائكم نسبوا بعض رواة هذا الحديث مثل : عمر بن إبراهيم إلى الكذب وجعل الأحاديث ، فلذا فإنّ رواياته ساقطة عن الاعتبار.

قال الذهبي في كتابه «ميزان الاعتدال» في ترجمة إبراهيم بن خالد ، وقال الخطيب البغدادي في «تاريخه» في ترجمة عمر بن إبراهيم : إنّه كذّاب ، ساقط عن الاعتبار.

الشيخ عبد السّلام : ما تقول في هذا الحديث الذي رواه الصحابي الثقة أبو هريرة (رض) : إنّ جبرئيل نزل على النبي (صلّى الله عليه [وآله] وسلّم) وقال : إنّ الله تعالى يبلغك السلام ويقول : إنّي راض

٢٩٩

عن أبي بكر ، فاسأله هل هو راض عنّي؟!!

قلت : يجب أن ندقّق في نقل الأخبار والأحاديث ، حتّى لا نواجه مخالفة العقلاء. وليكن الحديث الذي نقله ابن حجر في «الإصابة» وابن عبد البرّ في «الاستيعاب» نصب أعينكم ، وهو :

عن أبي هريرة ، عن النبي (صلّى الله عليه [وآله] وسلّم) ، قال : كثرت عليّ الكذّابة ، ومن كذب عليّ متعمّدا فليتبوّأ مقعده من النار ، وكلّما حدثتم بحديث منّي فاعرضوه على كتاب الله.

وليكن نصب أعينكم الحديث الذي رواه الفخر الرازي في تفسيره ج ٣ ، آخر الصفحة ٣٧١ ، عن النبي (صلّى الله عليه [وآله] وسلّم) ، قال : إذا روي لكم عنّي حديث فاعرضوه على كتاب الله تعالى ، فإن وافقه فاقبلوه ، وإلاّ فردّوه.

فإذا كان في حياة النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم اناس يكذبون عليه ويجعلون الأحاديث عن لسانه الشريف ، فكيف بعد موته؟!

ومن جملة المزوّرين الجاعلين للحديث عن لسان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أبو هريرة ، الذي رويت عنه خلافة أبي بكر!

الشيخ عبد السلام : لا نتوقّع منك أن تردّ صحابيّا جليلا مثل أبي هريرة وتطعن فيه! وأنت عالم فاهم.

قلت : لا ترعبني بكلمة «الصحابي» لأنّ الصحابي أيّا كان إذا راعى حقّ صحبته للنبيّ بأن كان سامعا لقوله ، مطيعا لأمره ، فهو محترم مكرّم ، وصحبته تكون له شرفا وفخرا.

ولكن إذا كان يخالف أوامر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ويعمل حسب رأيه وهواه ، ويكذب على النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فهو ملعون ملعون ، وليست حصيلة

٣٠٠

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527