وسائل الشيعة الجزء ٦

وسائل الشيعة11%

وسائل الشيعة مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 527

المقدمة الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠
  • البداية
  • السابق
  • 527 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 340877 / تحميل: 7418
الحجم الحجم الحجم
وسائل الشيعة

وسائل الشيعة الجزء ٦

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

ابن محمّد، عن الحسين بن سعيد، مثله، إلّا أنّه ترك ذكر حفص(١) .

[ ٧٢٣٩ ] ٢ - وباسناده عن محمّد بن علي بن محبوب، عن محمّد بن الحسين، عن صفوان، عن ابن بكير، عن زرارة قال: رأيت أبا جعفر( عليه‌السلام ) أو قال: سمعته استفتح الصلاة بسبع تكبيرات ولاءً.

ورواه الصدوق في( الخصال) عن أبيه، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عبد الله بن بكير، عن زرارة، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) ، مثله(٢) .

[ ٧٢٤٠ ] ٣ - وعنه، عن أحمد، عن الحسين، عن القاسم بن محمّد، عن علي، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: إذا افتتحت الصلاة فكبّر إن شئت واحدة، وإن شئت ثلاثاً، وإن شئت خمساً، وإن شئت سبعاً، وكلّ ذلك مجزٍ عنك، غير أنّك إذا كنت إماماً لم تجهر إلّا بتكبيرة.

[ ٧٢٤١ ] ٤ - محّمد بن علي بن الحسين باسناده عن زرارة، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) أنّه قال: خرج رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) إلى الصلاة(٣) وقد كان الحسين( عليه‌السلام ) أبطأ عن الكلام حتّى تخوفوا أنّه لا يتكلّم وأن يكون به خرس، فخرج به( عليه‌السلام ) حامله على عاتقه وصفّ الناس خلفه فأقامه على يمينه، فافتتح رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) الصلاة فكبّر الحسين( عليه‌السلام ) ، فلمّا سمع رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) تكبيره

____________________

(١) علل الشرائع: ٣٣١/١ - الباب ٣٠.

٢ - التهذيب ٢: ٢٨٧/١١٥٢.

(٢) الخصال: ٣٤٧/١٧.

٣ - التهذيب ٢: ٦٦/٢٣٩.

٤ - الفقيه ١: ١٩٩/٩١٨، أورد ذيله في الحديث ١ من الباب ١١ من هذه الأبواب، عن العلل.

(٣) الظاهر أنّ هذه الصلاة غير الصلاة المذكورة في حديث حفص. ( منه قده في هامش المخطوط ).

٢١

عاد فكبّر، فكبّر الحسين( عليه‌السلام ) حتّى كبّر رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) سبع تكبيرات، وكبّر الحسين( عليه‌السلام ) فجرت السنّة بذلك.

ورواه في( العلل) عن أبيه، عن سعد، عن أحمد بن محمّد، عن الحسين بن سعيد، عن ابن أبي عمير، عن عمر بن اُذينة، عن زرارة، نحوه (١) .

[ ٧٢٤٢ ] ٥ - وبإسناده عن هشام بن الحكم، عن أبي الحسن( عليه‌السلام ) أنه روي لذلك علّة اُخرى وهي أنّ النبيّ( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) ل-مّا اُسري به إلى السماء قطع سبع حجب فكبّرعند كلّ حجاب تكبيرة فأوصله الله عزّوجلّ بذلك إلى منتهى الكرامة.

[ ٧٢٤٣ ] ٦ - وبإسناده عن الفضل بن شاذان، عن الرضا( عليه‌السلام ) قال: إنّما صارت التكبيرات في أول الصلاة سبعاً لأنّ أصل الصلاة ركعتان واستفتاحهما بسبع تكبيرات: تكبيرة الافتتاح، وتكبيرة الركوع، وتكبيرتي السجدتين (٢) ، وتكبيرة الركوع في الثانية، وتكبيرتي السجدتين، فاذا كبّر الإنسان في أوّل الصلاة(٣) سبع تكبيرات ثمّ نسي شيئا من تكبيرات الاستفتاح من بعد أو سها عنها لم يدخل عليه نقص في صلاته.

وفي( العلل) و( عيون الأخبار) بالأسانيد الآتية عن الفضل بن شاذان، نحوه (٤) .

____________________

(١) علل الشرائع: ٢/٣٣٢ - الباب ٣٠.

٥ - الفقيه ١: ١٩٩/٩١٩.

٦ - الفقيه ١: ٢٠٠/٩٢٠.

(٢) في نسخة: السجود، (هامش المخطوط ).

(٣) في نسخة: صلاته، (هامش المخطوط ).

(٤) علل الشرائع: ٢٦١/٩، وعيون أخبار الرضا عليه السلام ٢: ١٠٨، وتأتي أسانيده في الفائدة الأولى من الخاتمة برقم ٣٨٣.

٢٢

[ ٧٢٤٤ ] ٧ - وفي( العلل ): عن علي بن حاتم، عن القاسم بن محمّد، عن حمدان بن الحسين، عن الحسن (١) بن الوليد، عن الحسن(٢) بن إبراهيم، عن محمّد بن زياد، عن هشام بن الحكم، عن أبي الحسن موسى( عليه‌السلام ) قال: قلت له: لأيّ علة صار التكبير في الافتتاح سبع تكبيرات أفضل - الى أن قال - قال: يا هشام، إن الله خلق السماوات سبعاً والأرضين سبعاً والحجب سبعاً، فل-مّا اُسرى بالنبيّ( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) فكان من ربّه كقاب قوسين أو أدنى رفع له حجاب من حجبه فكبّر رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) وجعل يقول الكلمات التي تقال في الافتتاح، فل-مّا رفع له الثاني كبّر فلم يزل كذلك حتى بلغ سبع حجب فكبّر سبع تكبيرات، فلتلك العلّة يكبّر للافتتاح في الصلاة سبع تكبيرات.

[ ٧٢٤٥ ] ٨ - وفي( عيون الأخبار) و( العلل) بأسانيده الآتية (٣) عن الفضل ابن شاذان، عن الرضا( عليه‌السلام ) قال: إنّما بدئ في الاستفتاح والركوع والسجود والقيام والقعود بالتكبير للعلّة التي ذكرناها في الأذان.

[ ٧٢٤٦ ] ٩ - وفي( الخصال) عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن يعقوب ابن يزيد، عن حمّاد بن عيسى، عن حريز، عن زرارة، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: أدنى ما يجزي من التكبير في التوجّه إلى الصلاة تكبيرة واحدة وثلاث تكبيرات وخمس وسبع أفضل.

____________________

٧ - علل الشرائع: ٣٣٢/٤ - الباب ٣٠، أورد ما قطع من الحديث صدراً وذيلاً في الحديث ٢ من الباب ٢١ من أبواب الركوع.

(١) في هامش الأصل عن نسخة: الحسين.

(٢) في هامش المخطوط عن نسخة: الحسين وكذلك المصدر

٨ - علل الشرائع: ٢٥٩/٩ وعيون أخبار الرضا (عليه‌السلام ) ٢: ١٠٦/١

(٣) تأتي في الفائدة الأولى من الخاتمة برمز ( ت ).

٩ - الخصال: ٣٤٧/١٩.

٢٣

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(١) ، ويأتي ما يدلّ عليه(٢) .

٨ - باب استحباب تفريق التكبيرات السبع ثلاثاً ثم اثنتين ثم اثنتين، ورفع اليدين مع كل تكبير، والدعاء بالمأثور في أثنائها وبعدها، والاستعاذة بعد ذلك

[ ٧٢٤٧ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حمّاد بن عثمان، عن الحلبي، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: إذا افتتحت الصلاة فارفع كفّيك ثمّ ابسطهما بسطاً، ثمّ كبّر ثلاث تكبيرات، ثم قل: اللهمّ أنت الملك الحق لا إله إلّا أنت، سبحانك إنّي ظلمت نفسي فاغفر لي ذنبي إنّه لا يغفر الذنوب إلّا أنت، ثم تكبّر تكبيرتين ثمّ قل: لبّيك وسعديك، والخير في يديك، والشرّ ليس إليك، والمهديّ من هديت، لا ملجأ منك إلّا إليك سبحانك وحنانيك، تباركت وتعاليت، سبحانك ربّ البيت، ثمّ تكبّرتكبيرتين ثمّ تقول: وجّهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة، حنيفاً مسلماً وما أنا من المشركين أنّ صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله ربّ العالمين لا شريك له وبذلك اُمرت وأنا من المسلمين، ثمّ تعوّذ من الشيطان الرجيم ثمّ اقرأ فاتحة الكتاب.

محمّد بن الحسن باسناده عن محمّد بن يعقوب، مثله، إلّا أنّه أسقط

____________________

(١) تقدم في الحديث ١٠ من الباب ١ من أبواب أفعال الصلاة، وفي الباب ١ من هذه الأبواب.

(٢) يأتي في البابين ٨ و ١٢ من هذه الأبواب، وفي الأحاديث ١٥ و ٢١ من الباب ١٠ من أبواب صلاة العيدين، وفي الحديث ٤ من الباب ٤٤ من أبواب الصلوات المندوبة:

الباب ٨

فيه ٣ أحاديث

١ - الكافي ٣: ٣١٠/٧ أورد ذيله في الحديث ١ من الباب ٥٧ من أبواب القراءة.

٢٤

قوله: إنّ صلاتي ونسكي - إلى قوله - من المسلمين(١) .

[ ٧٢٤٨ ] ٢ - وبإسناده عن سعد، عن أحمد بن محمّد، عن علي بن حديد، وعبد الرحمن بن أبي نجران، والحسين بن سعيد كلّهم، عن حمّاد بن عيسى، عن حريز بن عبد الله، عن زرارة، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: يجزئك في الصلاة من الكلام في التوجّه إلى الله أن تقول: وجّهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض على ملّة إبراهيم حنيفاً مسلماً وما أنا من المشركين، إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله ربّ العالمين، لا شريك له وبذلك اُمرت وأنا من المسلمين، ويجزيك تكبيرة واحدة.

[ ٧٢٤٩ ] ٣ - أحمد بن علي بن أبي طالب الطبرسي في( الاحتجاج ): عن محمّد بن عبد الله بن جعفر الحميري أنّه كتب إلى صاحب الزمان( عليه‌السلام ) يسأله عن التوجّه للصلاة يقول: على ملّة إبراهيم ودين محمّد، فإنّ بعض أصحابنا ذكر أنه إذا قال: على دين محمّد، فقد أبدع لأنّه لم نجده في شيء من كتب الصلاة خلا حديثاً واحداً في كتاب القاسم بن محمدّ عن جدّه الحسن بن راشد أنّ الصادق( عليه‌السلام ) قال للحسن: كيف تتوجّه؟ فقال: أقول: لبّيك وسعديك، فقال له الصادق( عليه‌السلام ) : ليس عن هذا أسألك، كيف تقول: وجّهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفاً مسلماً؟ قال الحسن: أقوله، فقال الصادق( عليه‌السلام ) : إذا قلت ذلك فقل: على ملّة إبراهيم( عليه‌السلام ) ودين محمّد ومنهاج علي بن أبي طالب، والائتمام بآل محمّد حنيفاً مسلماً وما أنا من المشركين.

فأجاب( عليه‌السلام ) التوجّه كلّه ليس بفريضة، والسنّة المؤكّدة فيه التي كالاجماع الذي لا خلاف فيه، وجّهت وجهي للذي فطر السماوات

____________________

(١) التهذيب ٢: ٦٧/٢٤٤.

٢ - التهذيب ٢: ٦٧/٢٤٥، أورد ذيله في الحديث ١ من الباب ١ من هذه الأبواب.

٣ - الاحتجاج، للطبرسي: ٤٨٦.

٢٥

والأرض حنيفاً مسلماً على ملّة إبراهيم ودين محمّد( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) وهدى علي أميرالمؤمنين( عليه‌السلام ) وما أنا من المشركين، إنّ صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله ربّ العالمين، لا شريك له وبذلك اُمرت وأنا من المسلمين، اللهمّ اجعلني من المسلمين، أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، ثمّ تقرأُ الحمد.

أقول: ويأتي ما يدلّ على ذلك(١) .

٩ - باب استحباب رفع اليدين بالتكبير الواجب والمستحب حيال خديه الى أن يحاذي أذنيه مستقبل القبلة ببطن كفيه، وتأكّد الاستحباب للإمام

[ ٧٢٥٠ ] ١ - محمّد بن الحسن بإسناده عن الحسين بن سعيد، عن ابن أبي نجران، عن صفوان بن مهران الجمّال قال: رأيت أبا عبد الله( عليه‌السلام ) اذا كبّر في الصلاة يرفع يديه حتّى يكاد يبلغ(٢) اُذنيه.

[ ٧٢٥١ ] ٢ - وعنه، عن حمّاد بن عيسى، عن فضالة، عن معاوية بن عمّار قال: رأيت أبا عبد الله( عليه‌السلام ) حين افتتح الصلاة يرفع يديه أسفل من وجهه قليلاً.

[ ٧٢٥٢ ] ٣ - وعنه، عن فضالة عن ابن سنان يعني عبد الله قال: رأيت أبا

____________________

(١) يأتي في الأبواب ٩ و ١٠، وفي الحديث ١ من الباب ١١ من هذه الأبواب، وفي البابين ٥٧ و ٥٨ من أبواب القراءة.

الباب ٩

فيه ١٧ حديثاً

١ - التهذيب ٢: ٦٥/٢٣٥.

(٢) في المصدر: تكاد تبلغ.

٢ - التهذيب ٢: ٦٥/٢٣٤.

٣ - التهذيب ٢: ٦٦/٢٣٦.

٢٦

عبد الله( عليه‌السلام ) يصلّي يرفع يديه حيال وجهه حين استفتح.

[ ٧٢٥٣ ] ٤ - وعنه، عن النضر، عن ابن سنان، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) في قول الله عزّ وجلّ: ( فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانحَر ) (١) قال: هو رفع يديك حذاء وجهك.

[ ٧٢٥٤ ] ٥ - وعنه، عن فضالة، عن حسين، عن سماعة، عن أبي بصير قال: قال أبو عبد الله( عليه‌السلام ) - في حديث -: إذا افتتحت الصلاة فكبّرت فلا تجاوز اُذنيك ولا ترفع يديك بالدعاء في المكتوبة تجاوز بهما رأسك.

[ ٧٢٥٥ ] ٦ - وباسناده عن محمّد بن علي بن محبوب، عن محمّد بن عبد الحميد، عن سيف بن عميرة، عن منصور بن حازم قال: رأيت أبا عبد الله( عليه‌السلام ) افتتح الصلاة فرفع يديه حيال وجهه، واستقبل القبلة ببطن كفّيه.

[ ٧٢٥٦ ] ٧ - وباسناده عن سعد، عن أبي جعفر يعني أحمد بن محمّد بن عيسى، عن موسى بن القاسم وأبي قتادة جميعاً، عن علي بن جعفر، عن أخيه موسى بن جعفر( عليه‌السلام ) قال: قال: على الإمام أن يرفع يده في الصلاة ليس على غيره أن يرفع يده في الصلاة.

ورواه الحميري في( قرب الإسناد ): عن عبد الله بن الحسن، عن جده علي بن جعفر إلّا أنّه قال في آخره: أن يرفع يديه في التكبير (٢) .

____________________

٤ - التهذيب ٢: ٦٦/٢٣٧.

(١) الكوثر ١٠٨: ٢.

٥ - التهذيب ٢: ٦٥/٢٣٣، أورد صدره في الحديث ٣ من الباب ٣٩ من أبواب المساجد، وقطعة منه في الحديث ٤ من الباب ١٢ من أبواب القنوت.

٦ - التهذيب ٢: ٦٦/٢٤٠.

٧ - التهذيب ٢: ٢٨٧/١١٥٣.

(٢) قرب الاسناد: ٩٥

٢٧

قال الشيخ: المعنى أنّ فعل الإمام أشدّ تأكيداً وأكثر ثواباً واستدلّ بما مرّ(١) .

[ ٧٢٥٧ ] ٨ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن علي بن النعمان، عن معاوية بن عمّار، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) - في وصيّة النبيّ( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) لعليّ( عليه‌السلام ) - قال: وعليك برفع يديك في صلاتك وتقليبهما.

[ ٧٢٥٨ ] ٩ - وباسناده الآتي عن إسماعيل بن جابر، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) في رسالة طويلة كتبها إلى أصحابه - إلى أن قال: - دعوا رفع أيديكم في الصلاة إلّا مرّةً واحدة حين يفتتح الصلاة، فانّ الناس قد شهروكم بذلك والله المستعان ولا حول ولا قوّة إلّا بالله.

أقول: هذا يدلّ على استحباب رفع اليدين في جميع التكبيرات إلّا لتقيّة.

[ ٧٢٥٩ ] ١٠ - محمّد بن علي بن الحسين قال: سأل رجل أميرالمؤمنين( عليه‌السلام ) فقال له: يابن عمّ خير الخلق ما معنى رفع يديك في التكبيرة الاُولى؟ فقال: معناه الله أكبر الواحد الأحد الذي ليس كمثله شيء، لا يلمس بالأخماس ولا يدرك بالحواس.

وفي( العلل ): عن علي بن حاتم، عن إبراهيم بن علي، عن أحمد بن محمّد الأنصاري، عن الحسين بن علي العلوي، عن أبي حكيم الزاهد، عن أحمد بن عبد الله، عن أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) ، مثله، إلّا أنّه قال:

____________________

(١) مر في أحاديث هذا الباب.

٨ - الكافي ٨: ٧٩/٣٣، أورده بتمامه عنه وعن الفقيه والتهذيب وعن كتاب الزهد والمحاسن في الحديث ٢ من الباب ٤ من أبواب جهاد النفس.

٩ - الكافي ٨: ٧/١، للحديث سند آخر ينتهي الى اسماعيل بن مخلد السراج.

١٠ - الفقيه ١: ٢٠٠/٩٢٢، أورد ذيله في الحديث ٢ من الباب ١٩ من أبواب الركوع.

٢٨

ليس كمثله شيء لا يقاس بشيء(١) .

[ ٧٢٦٠ ] ١١ - وفي( العلل) و( عيون الأخبار) بأسانيد تأتي عن الفضل بن شاذان، عن الرضا( عليه‌السلام ) قال: إنّما ترفع اليدان بالتكبير لأنّ رفع اليدين ضرب من الابتهال والتبتّل والتضرّع، فأحبّ الله عزّ وجلّ أن يكون العبد فى وقت ذكره له متبتلاً متضرعاً مبتهلاً، ولأنّ في رفع اليدين إحضار النيّة وإقبال القلب على ما قال.

وزاد في( العلل ): وقصد لأنّ الفرض من الذكر إنّما هو الاستفتاح، وكلّ سنّة فانّما تؤدّى على جهة الفرض فل-مّا أن كان في الاستفتاح الذي هو الفرض رفع اليدين أحبّ أن يؤدّوا السنّة على جهة ما يؤدّى الفرض.

[ ٧٢٦١ ] ١٢ - الحسن بن محمّد الطوسي في( المجالس) عن أبيه، عن محمّد ابن محمّد بن مخلّد، عن أبي عمرو، عن أحمد بن زياد السمسار، عن أبي نعيم، عن قيس بن سليم، عن علقمة بن وائل، عن أبيه قال: صلّيت خلف النبيّ( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) فكبّر حين افتتح الصلاة ورفع يديه حين(٢) أراد الركوع وبعد الركوع.

[ ٧٢٦٢ ] ١٣ - وعن أبيه، عن هلال بن محمّد الحفّار، عن إسماعيل بن علي الدعبلي، عن أبيه، عن أبي مقاتل الكبيسي(٤) ، عن أبي مقاتل السمرقندي، عن مقاتل بن حنان(٣) ، عن الأصبغ بن نباتة، عن علي بن أبي طالب( عليه

____________________

(١) علل الشرائع: ٣٢٠ - الباب ١٠/١.

١١ - علل الشرائع: ٢٦٤ - الباب ١٨٢/٩، وعيون أخبار الرضا( عليه‌السلام ) ٢: ١١١.

١٢ - أمالي الطوسي ١: ٣٩٤.

(٢) في المصدر: وحين « وهو الأنسب للمعنى ».

١٣ - أمالي الطوسي ١: ٣٨٦.

(٣) في المصدر: الكشي.

(٤) في المصدر: مقاتل بن حيان.

٢٩

السلام) قال: ل-مّا نزلت على النبيّ( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) -( فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانحَر ) قال: يا جبرئيل، ما هذه النحيرة التي أمر بها ربّي؟ قال: يا محمّد، إنّها ليست نحيرة ولكنّها رفع الأيدي في الصلاة.

[ ٧٢٦٣ ] ١٤ - الفضل بن الحسن الطبرسي في( مجمع البيان) عن مقاتل ابن حيان، مثله، إلّا أنّه قال: ليست بنحيرة، ولكنّه يأمرك إذا تحرّمت للصلاة أن ترفع يديك إذا كبّرت وإذا ركعت وإذا رفعت رأسك من الركوع وإذا سجدت فإنّه صلاتنا وصلاة الملائكة في السماوات السبع، وإنّ لكل شيء زينة وإن زينة الصلاة رفع الأيدي عند كلّ تكبيرة.

[ ٧٢٦٤ ] ١٥ - وعن علي( عليه‌السلام ) في قوله تعالى: ( فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانحَر ) أنّ معناه ارفع يديك إلى النحر في الصلاة.

[ ٧٢٦٥ ] ١٦ - وعن عمر بن يزيد قال: سمعت أبا عبد الله( عليه‌السلام ) يقول في قوله تعالى: ( فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانحَر ) قال: هو رفع يديك حذاء وجهك.

وعن عبد الله بن سنان، مثله.

[ ٧٢٦٦ ] ١٧ - وعن جميل قال: سألت أبا عبد الله( عليه‌السلام ) عن قوله عزّ وجلّ: ( فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانحَر ) ؟ فقال بيده هكذا، يعني استقبل بيديه حذو وجهه القبلة في افتتاح الصلاة.

أقول: ويأتي ما يدلّ على ذلك(١) .

____________________

١٤ - مجمع البيان ٥: ٥٥٠.

١٥ - مجمع البيان ٥: ٥٥٠.

١٦ - مجمع البيان ٥: ٥٥٠.

١٧ - مجمع البيان ٥: ٥٥٠.

(١) يأتي في البابين ٢ و ١٠ من أبواب الركوع.

٣٠

١٠ - باب كراهة الزيادة في رفع اليدين بالتكبير حتّى تجاوز الاذنين.

[ ٧٢٦٧ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن جميل بن درّاج، عن زرارة، عن أحدهما( عليه‌السلام ) قال: ترفع يديك في افتتاح الصلاة قبالة وجهك، ولا ترفعهما كلّ ذلك.

[ ٧٢٦٨ ] ٢ - وعنه، عن أبيه، عن حمّاد يعني ابن عيسى، عن حريز، عن زرارة، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: اذا قمت في الصلاة فكبّرت فارفع يديك، ولا تجاوز بكفيك اُذنيك، أي حيال خدّيك.

[ ٧٢٦٩ ] ٣ - وقد تقدّم في حديث أبي بصيرعن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: إذا افتتحت الصلاة فكبّرت، فلا تجاوز اُذنيك.

[ ٧٢٧٠ ] ٤ - جعفر بن الحسن المحقّق في( المعتبر )، والحسن بن يوسف العلامة في( المنتهى) عن عليّ( عليه‌السلام ) أنّ النبيّ( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) مرّ برجل يصلّي وقد رفع يديه فوق رأسه فقال: ما لي أرى قوماً يرفعون أيديهم فوق رؤوسهم كأنّها آذان خيل شُمس(١) .

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(٢) .

____________________

الباب ١٠

فيه ٤ أحاديث

١ - الكافي ٣: ٣٠٩/١.

٢ - الكافي ٣: ٣٠٩/٢.

٣ - تقدم في الحديث ٥ من الباب ٩ من هذه الأبواب.

٤ - المعتبر: ١٦٩ والمنتهى ١: ٢٦٩.

(١) الشُمْس: جمع شَموس وهي الدابة الشرود التى لا تستقر ( لسان العرب ٦: ١١٣ ).

(٢) تقدم في الباب ٩ من هذه الأبواب.

٣١

١١ - باب استحباب التحميد سبعاً، والتسبيح سبعاً، والتهليل سبعاً وحمد الله والثناء عليه بعد تكبيرات الافتتاح وقراءة آية الكرسي والمعوذتين بعد استفتاح صلاة الليل.

[ ٧٢٧١ ] ١ - محمّد بن علي بن الحسين في (العلل) عن أبيه، عن سعد بن عبدالله، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد(١) ، عن عمر ابن اُذينة، عن زرارة، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) وذكر حديث تكبيرات الافتتاح ثمّ قال: قال زرارة: فقلت لأبي جعفر( عليه‌السلام ) : فكيف نصنع؟ قال: تكبّر سبعاً، وتحمد سبعاً، وتسبّح سبعاً، وتحمد الله، وتثني عليه ثمّ تقرأ.

أقول: وذكر هذا الحكم الشهيد(٢) في( الذكرى) ونقله عن ابن الجنيد وقال: إنه نسبه الى الأئمة ( عليهم‌السلام ) ، وزاد: التهليل سبعاً(٣) .

[ ٧٢٧٢ ] ٢ - محمّد بن الحسن باسناده عن محمّد بن علي بن محبوب، عن محمّد بن الحسين، عن صفوان، عن ابن بكير، عن محمّد بن مسلم، عن كامل، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: إذا استفتحت صلاة الليل وفرغت من الاستفتاح فاقرأ آية الكرسي، والمعوذتين، ثمّ اقرأ فاتحة الكتاب وسورة.

____________________

الباب ١١

فيه حديثان

١ - علل الشرائع: ٣٣٢ - الباب ٣٠/٢، تقدم صدر الحديث في الحديث ٤ من الباب ٧ من هذه الأبواب.

(١) في المصدر زيادة: عن ابن أبى عمير.

(٢) أقول: ظاهر الشهيد الاعتراف بعدم النص ومثله كثير بل قد صرحوا بعدم النص في مواضع لا تحصى مع ان النص موجود في الكتب الأربعة أو غيرها في بابه أوغير بابه. ( منه قده ).

(٣) الذكرى: ١٧٩.

٢ - التهذيب ٢: ٣٣٤/١٣٧٩.

٣٢

١٢ - باب استحباب الجهر للإِمام بتكبيرة الافتتاح والاخفات بالستّ المندوبة.

[ ٧٢٧٣ ] ١ - محمّد بن الحسن باسناده عن أحمد بن محمّد، عن ابن أبي عمير، عن حمّاد، عن الحلبي قال: سألت أبا عبد الله( عليه‌السلام ) عن أخفّ ما يكون من التكبير في الصلاة؟ قال: ثلاث تكبيرات، فان كانت قراءة قرأت ب-( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ) و( قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُ‌ونَ ) ، وإن كنت إماماً فإنّه يجزيك أن تكبّر واحدة تجهر فيها وتسرّ ستّاً.

[ ٧٢٧٤ ] ٢ - محمّد بن علي بن الحسين في( عيون الأخبار) وفي( الخصال) عن أبيه، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن أحمد بن عبد الله الخليجي (١) ، عن أبي علي الحسن بن راشد قال: سألت أبا الحسن الرضا( عليه‌السلام ) عن تكبيرة الافتتاح؟ فقال: سبع: قلت: روي عن النبّي( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) أنّه كان يكبّر واحدة، فقال: إنّ النبيّ( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) كان يكبّر واحدة يجهر بها، ويسرّ ستاً.

[ ٧٢٧٥ ] ٣ - وفي( الخصال) عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن أبي عمير، عن حمّاد، عن الحلبي، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: اذا كنت إماماً فإنّه يجزيك أن تكبّر واحدة وتسرّ ستّاً.

____________________

الباب ١٢

فيه ٤ أحاديث

١ - التهذيب ٢: ٢٨٧/١١٥١.

٢ - عيون أخبار الرضا (عليه‌السلام ) ١: ٢٧٨، والخصال: ٣٤٧/١٦.

(١) في العيون: الخلنجي.

٣ - الخصال: ٣٤٧/١٨.

٣٣

[ ٧٢٧٦ ] ٤ - وقد تقدّم في حديث أبي بصير، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: إذا افتتحت الصلاة فكبّر إن شئت واحدة وإن شئت ثلاثاً وإن شئت خمساً وإن شئت سبعاً، فكلّ ذلك مجز عنك غير أنّك إذا كنت إماماً لم تجهر إلّا بتكبيرة.

١٣ - باب استحباب الدعاء بالمأثور عند القيام من النوم، وعند سماع صوت الديك، وعند النظر الى السماء، وعند الوضوء، وعند القيام الى صلاة الليل

[ ٧٢٧٧ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حمّاد، عن حريز، عن زرارة، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: إذا قمت باللّيل من منامك فقل: الحمد لله الذي ردَّ عليَّ روحي لأحمده وأعبده، فاذا سمعت صوت الديوك فقل: سبّوح قدّوس ربّ الملائكة والروح سبقت رحمتك غضبك، لا اله إلّا أنت وحدك لا شريك لك، عملت سوءاً وظلمت نفسي فاغفر لي وارحمني إنّه لا يغفر الذنوب إلّا أنت، فاذا قمت فانظر في آفاق السماء وقل: اللهم انّه لا يواري عنك ليل ساج، ولا سماء ذات أبراج، ولا أرض ذات مهاد، ولا ظلمات بعضها فوق بعض، ولا بحر لجّي تدلج بين يدي المدلج من خلقك، تعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، غارت النجوم، ونامت العيون، وأنت الحي القيّوم، لا تأخذك سنة ولا نوم، سبحان ربّ العالمين إله المرسلين، والحمد للّه ربّ العالمين، ثم اقرأ الخمس الايات من آخر آل عمران: ( إِنَّ فِي خَلقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرضِ - إلى قوله -إِنَّكَ لَا تُخلِفُ المِيعَادَ ) ثمّ استك وتوضّأ فاذا وضعت يدك في الماء فقل: بسم الله وبالله اللهمّ

____________________

٤ - تقدم في الحديث ٣ من الباب ٧ من هذه الأبواب.

الباب ١٣

فيه ٣ أحاديث

١ - الكافي ٣: ٤٤٥/١٢.

٣٤

اجعلني من التوّابين واجعلني من المتطهّرين، فإذا فرغت فقل: الحمد لله ربّ العالمين، فاذا قمت إلى صلاتك فقل: بسم الله وبالله وإلى الله ومن الله، ما شاء الله لا حول ولا قوة إلّا بالله، اللهمّ اجعلني من زوّارك (١) وعمّار مساجدك، وافتح لي باب توبتك، وأغلق عنّي باب معصيتك وكلّ معصية، الحمد لله الذي جعلني ممّن يناجيه، اللهمّ أقبل عليّ بوجهك جلّ ثناؤك، ثم افتتح الصلاة بالتكبير.

محمّد بن الحسن باسناده عن محمّد بن يعقوب، مثله(٢) .

[ ٧٢٧٨ ] ٢ - وباسناده عن محمّد بن أحمد بن يحيى، عن أحمد بن الحسن، عن عمرو بن سعيد، عن مصدّق بن صدقة، عن عمّار، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) - في حديث - قال: ابدأ من صلاة الليل بالآيات تقرأ: ( إِنَّ فِي خَلقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرضِ - إلى قوله -إِنَّكَ لَا تُخلِفُ المِيعَادَ ) ويوم الجمعة تبدأ بالآيات قبل الركعتين اللّتين قبل الزوال.

[ ٧٢٧٩ ] ٣ - محمّد بن علي بن الحسين قال: قال الصادق( عليه‌السلام ) : إذا سمعت صراخ الديك فقل: سبّوح قدّوس ربّ الملائكة والروح، سبقت رحمتك غضبك لا إله إلّا أنت، سبحانك وبحمدك، عملت سوءاً وظلمت نفسي فاغفر لي إنّه لا يغفر الذنوب إلّا أنت(٣) .

____________________

(١) في المصدر: زوّار بيتك.

(٢) التهذيب ٢: ١٢٢/٤٦٧.

٢ - التهذيب ٢: ٢٧٣/١٠٨٦، أورد قطعة منه في الحديث ١ من الباب ٤٠، والحديث ٥ من الباب ٦١ من أبواب المواقيت.

٣ - الفقيه ١: ٣٥٥/١٣٩٥.

(٣) كتب المصنف في هامش الاصل: « ثم بلغ قراءة بحمد الله تعالى ».

٣٥

٣٦

أبواب القراءة في الصلاة

١ - باب وجوب قراءة فاتحة الكتاب في الثنائية وفي الأوّلتين من غيرها.

[ ٧٢٨٠ ] ١ - محمّد بن الحسن باسناده عن الحسين بن سعيد، عن فضالة، عن العلاء، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: سألته عن الذي لا يقرأ بفاتحة الكتاب في صلاته؟ قال: لا صلاة له إلّا أن يقرأ بها (١) في جهر أو إخفات، قلت: أيّما(٢) أحبّ إليك إذا كان خائفاً أو مستعجلاً يقرأ سورة أو فاتحة الكتاب؟ قال: فاتحة الكتاب.

ورواه الكليني عن علي بن محمّد، عن محمّد بن عيسى، عن يونس، عن العلاء(٣) .

ورواه الشيخ باسناده عن محمّد بن يعقوب، مثله(٤) .

____________________

أبواب القراءة في الصلاة

الباب ١

فيه ٦ أحاديث

١ - الاستبصار ١: ٣١٠/١١٥٢، أورد صدره أيضاً في الحديث ٤ من الباب ٢٧ من هذه الأبواب.

(١) في الكافي: يبدأ بها ( هامش المخطوط ) وكذا في المصدر.

(٢) في المصدر: أيّهما.

(٣) الكافي ٣: ٣١٧/٢٨.

(٤) التهذيب ٢: ١٤٧/٥٧٦.

٣٧

[ ٧٢٨١ ] ٢ - وعنه، عن عثمان بن عيسى، عن سماعة قال: سألته عن الرجل يقوم في الصلاة فينسى فاتحة الكتاب - إلى أن قال - فليقرأها ما دام لم يركع فإنّه لا قراءة حتّى يبدأ بها في جهر أو إخفات.

[ ٧٢٨٢ ] ٣ - محمّد بن علي بن الحسين باسناده عن الفضل بن شاذان، عن الرضا( عليه‌السلام ) أنّه قال: امر الناس بالقراءة في الصلاة لئلا يكون القرآن مهجوراً مضيعاً، وليكون محفوظاً مدروساً فلا يضمحل ولا يجهل، وإنّما بدى بالحمد دون سائر السور لأنّه ليس شيء من القرآن والكلام جمع فيه من جوامع الخير والحكمة ما جمع في سورة الحمد، وذلك انّ قوله عزّوجلّ: الحمد لله إنّما هو أداء لما أوجب الله عزّوجلّ على خلقه من الشكر، الحديث.

[ ٧٢٨٣ ] ٤ - قال: وقال الرضا( عليه‌السلام ) : إنّما جعل القراءة في الركعتين الأوّلتين والتسبيح في الأخيرتين للفرق بين ما فرض(١) الله من عنده وبين ما فرضه رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم )

ورواه في( العلل) (٢) وفي( عيون الأخبار) (٣) بالاسناد الآتي(٤) عن الفضل بن شاذان وكذا الذي قبله.

[ ٧٢٨٤ ] ٥ - وفي( ثواب الأعمال) عن أبيه، عن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن أحمد، عن محمّد بن حسّان، عن اسماعيل بن مهران، عن الحسن

____________________

٢ - التهذيب ٢: ١٤٧/٥٧٤، أورده بتمامه في الحديث ٢ من الباب ٢٨ من هذه الابواب.

٣ - الفقيه ١: ٢٠٣/٩٢٧، وفي علل الشرائع: ٢٦٠ - الباب ١٨٢/٩ وهو حديث طويل، وعيون أخبار الرضا (عليه‌السلام ) ٢: ١٠٧.

٤ - الفقيه ١: ٢٠٣/٩٢٤.

(١) فى المصدر: فرضه.

(٢) علل الشرائع: ٢٦٢ - الباب ١٨٢/٩.

(٣) عيون أخبار الرضا (عليه‌السلام ) ٢: ١٠٩.

(٤) يأتي في الفائدة الأولى من الخاتمة برمز( ت ).

٥ - ثواب الأعمال: ١٣٠/١.

٣٨

ابن علي بن أبي حمزة، عن أبيه قال: قال أبو عبد الله( عليه‌السلام ) : اسم الله الأعظم مقطّع في اُمّ الكتاب.

[ ٧٢٨٥ ] ٦ - محمّد بن الحسين الرضي في( المجازات النبوية) قال: قال( عليه‌السلام ) : كلّ صلاة لا يقرأ فيها بفاتحة(١) الكتاب فهي خداج(٢) .

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك في كيفية الصلاة وغيرها(٣) ، ويأتي ما يدلّ على ذلك هنا وفي الجماعة وغيرذلك(٤) .

٢ - باب انّ الفاتحة تجزي وحدها في الفريضة مع الضرورة لا مع الاختيار، وتجزي في النافلة مطلقاً

[ ٧٢٨٦ ] ١ - محمد بن الحسن باسناده عن سعد بن عبد الله، عن أحمد بن محمّد، عن الحسن بن محبوب، عن علي بن رئاب، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: سمعته يقول: إنّ فاتحة الكتاب تجوز وحدها في الفريضة.

____________________

٦ - المجازات النبوية: ١١١/٧٩.

(١) في المصدر: بامّ الكتاب.

(٢) الخِداج: النقصان ( لسان العرب ٢: ٢٤٨ ).

(٣) تقدم في الحديث ٢٤ من الباب ١٣ من اعداد الفرائض، وفي الأحاديث ١ و ٦ و ١٠ و ١١ من الباب ١ من أفعال الصلاة، وفي الحديث ١ و ٣ من الباب ٨، وفي الحديث ٢ من الباب ١١ من أبواب تكبيرة الإحرام.

(٤) يأتي في الأبواب ٢ و ٢٨ و ٥٥، وفي الحديث ١ و ٦ من الباب ٤، وفي الحديث ١٠ من الباب ١٠ والحديث ٤ من الباب ١٢ والحديث ٣ و ٤ من الباب ٢٧، والحديث ٤ من الباب ٢٩، والحديث ١ من الباب ٥٤ من أبواب القراءة، والحديث ٢ و ١٠ من الباب ١٠ من أبواب صلاة العيد، والحديث ١ و ٦ و ٧ و ١٣ من الباب ٧ من أبواب صلاة الكسوف، والحديث ٣ و ٥ و ٦ من الباب ٣٣، الحديث ٤ و ٧ من الباب ٤٧ من أبواب الجماعة.

الباب ٢

فيه ٦ أحاديث

١ - التهذيب ٢: ٧١/٢٥٩ والاستبصار ١: ٣١٤/١١٦٩.

٣٩

أقول: حمله الشيخ وجماعة على الضرورة لما يأتي(١) .

[ ٧٢٨٧ ] ٢ - وعنه، عن أحمد بن محمّد، عن ابن أبي عمير، عن حمّاد بن عثمان، عن عبيد الله بن علي الحلبي، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: لا بأس بأن يقرأ الرجل في الفريضة بفاتحة الكتاب في الركعتين الأوّلتين إذا ما أعجلت به حاجة أو تخوّف شيئاً.

[ ٧٢٨٨ ] ٣ - وبإسناده عن الحسن بن محبوب، عن علي بن رئاب، عن الحلبي، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: إنّ فاتحة الكتاب تجزي وحدها في الفريضة.

أقول: تقدّم الوجه في مثله(٢) .

[ ٧٢٨٩ ] ٤ - وباسناده عن الحسين بن سعيد، عن محمّد بن سنان، عن ابن مسكان، عن الحسن الصيقل قال: قلت لأبي عبد الله( عليه‌السلام ) : أيجزي عنّي أن أقول(٣) في الفريضة فاتحة الكتاب وحدها إذا كنت مستعجلاً أو أعجلني شيء؟ فقال: لا بأس.

محمّد بن يعقوب، عن أبي داود، عن الحسين بن سعيد، مثله(٤) .

[ ٧٢٩٠ ] ٥ - وعن علي بن إبراهيم، عن محمّد بن عيسى، عن يونس بن عبد الرحمن، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال:

____________________

(١) يأتي في الحديث الآتي.

٢ - التهذيب ٢: ٧١/٢٦١، والاستبصار ١: ٣١٥/١١٧٢.

٣ - التهذيب ٢: ٧١/٢٦٠.

(٢) تقدم في الحديثين السابقين ١ و ٢.

٤ - التهذيب ٢: ٧٠/٢٥٥، والاستبصار ١: ٣١٤/١١٧٠.

(٣) في نسخة من الكافي: أقرأ.

(٤) الكافي ٣: ٣١٤/٧.

٥ - الكافي ٣: ٣١٤/٩، أورده أيضاً في الحديث ١ من الباب ٥٥ من هذه الأبواب.

٤٠

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

وأقبل يقول وينظر إلى الرأس :

ليت أشياخي ببدر شهدوا

جزع الخزرج من وقع الأسل

٥٤٦ ـ يزيد يستنكر أن يكون الحسين وآله أفضل من يزيد وآله :

(مقتل الحسين للخوارزمي ، ج ٢ ص ٥٧)

ثم أتي بالرأس حتى وضع بين يدي يزيد في طست من ذهب. فنظر إليه وأنشد :

نفلّق هاما من رجال أعزّة

علينا ، وهم كانوا أعقّ وأظلما

ثم أقبل على أهل المجلس ، وقال : إن هذا كان يفخر عليّ ويقول : أبي خير من أبي يزيد ، وأمي خير من أمه ، وجدي خير من جده ، وأنا خير منه ؛ فهذا الّذي قتله فأما قوله بأن أباه خير من أبي ، فلقد حاجّ أبي أباه فقضى الله لأبي على أبيه.وأما قوله بأن أمي خير من أمه ، فلعمري لقد صدق ، إن فاطمة بنت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم خير من أمي. وأما قوله بأن جده خير من جدي ، فليس لأحد يؤمن بالله واليوم الآخر أن يقول بأنه خير من محمّد. وأما قوله بأنه خير مني ، فلعله لم يقرأ :( قُلِ اللهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ ، تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ ، وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ ، بِيَدِكَ الْخَيْرُ ، إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) !.

وقد روى الطريحي في (المنتخب) ص ٤٩٣ ط ٢ هذه المحاورة ، أنها كانت بين يزيد والسيدة زينبعليه‌السلام قال :

لما دعا اللعين يزيد بسبي الحسينعليه‌السلام وعرضوا عليه ، قالت له زينب بنت عليعليه‌السلام : يا يزيد أما تخاف الله سبحانه من قتل الحسينعليه‌السلام ؟. وما كفاك حتى تستحثّ حرم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من العراق إلى الشام؟ وما كفاك انتهاك حرمتهن حتى تسوقنا إليك كما تساق الإماء ، على المطايا بغير وطاء ، من بلد إلى بلد؟!.

فقال لها يزيد : إن أخاك الحسين قال : أنا خير من يزيد ، وأبي خير من أبيه ، وأمي خير من أمه ، وجدي خير من جده. فقد صدق في بعض ، وألحن في بعض.أما جده رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فهو خير البرية ، وأما أن أمه خير من أمي ، وأباه خير من أبي ، كيف ذلك وقد حاكم أبوه أبي؟. ثم قرأ :( قُلِ اللهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ ) (٢٦) [آل عمران : ٢٦].

فقالت زينبعليه‌السلام :( وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ١٦٩ فَرِحِينَ بِما آتاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ ) (١٧٠) [آل عمران : ١٦٩ ـ ١٧٠].

٤٦١

ثم قالت : يا يزيد ، ما قتل الحسين غيرك ، ولولاك لكان ابن مرجانة أقلّ وأذل.أما خشيت الله بقتله؟ وقد قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فيه وفي أخيه :

«الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنة»؟. فإن قلت : لا ، فقد كذبت ، وإن قلت : نعم ، فقد خصمت نفسك. فقال يزيد :( ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ ) [آل عمران : ٣٤] وبقي خجلانا.

وهو مع ذلك لم يرتدع عن غيّه ، وبيده قضيب ينكث به ثنايا الحسينعليه‌السلام .

يزيد يضرب الرأس الشريف

٥٤٧ ـ يزيد يضرب بالقضيب ثغر الحسينعليه‌السلام :

(الفتوح لابن أعثم ، ج ٥ ص ٢٣٩)

ثم دعا يزيد بقضيب خيزران ، فجعل ينكت به [أي يضرب] ثنايا الحسينعليه‌السلام وهو يقول : لقد كان أبو عبد الله حسن المنطق.

وفي رواية الخوارزمي : لقد كان حسن المضحك.

وفي رواية : وأخذ يزيد القضيب ، وجعل ينكت ثغر الحسينعليه‌السلام (١) ، ويقول : يوم بيوم بدر.

٥٤٨ ـ يزيد يكسر ثنايا الحسينعليه‌السلام بالقضيب :

(معالي السبطين للمازندراني ، ج ٢ ص ٩٣)

عن (مستدرك الوسائل) للنوري ، عن زهرة بل الرياض ، قال : لما وضع الرأس الشريف بين يدي يزيد ، أخذ قضيبا فضرب به ثنايا الحسينعليه‌السلام حتى كسرت [أي ثناياه]. والثنايا هي الأسنان الأمامية من الفم.

__________________

(١) تاريخ الطبري ج ٦ ص ٢٦٧ ؛ وكامل ابن الأثير ، ج ٤ ص ٣٥ ؛ وتذكرة الخواص ، ص ١٤٨ ؛ والصواعق المحرقة ص ١١٦ ؛ والفروع لابن مفلح الحنبلي في فقه الحنابلة ، ج ٣ ص ٥٤٩ ؛ ومجمع الزوائد لابن حجر ، ج ٩ ص ١٩٥ ؛ والفصول المهمة لابن الصباغ المالكي ، ص ٢٠٥ ؛ والخطط المقريزية ، ج ٢ ص ٢٨٩ ؛ والبداية والنهاية لابن كثير ، ج ٨ ص ١٩٢ ؛ ومناقب ابن شهر اشوب ، ج ٢ ص ٢٢٥. وفي الإتحاف بحب الأشراف ، ص ٢٣ : صار يزيد يضرب ثناياه بالقضيب.

٤٦٢

٥٤٩ ـ شماتة يزيد :(أسرار الشهادة للدربندي ، ص ٤٩٩)

وفي ذيل رواية صاحب المناقب : ووضع الرأس في حقّة ، ودخلوا على يزيد إلى أن قال : ووضع رأس الحسينعليه‌السلام على طبق من ذهب ، وهو يقول :كيف رأيت يا حسين؟!.

وقال المفيد صاحب (الفصول) : ولما وضعت الرؤوس بين يدي يزيد ، وفيها رأس الحسينعليه‌السلام قال يزيد :

نفلّق هاما من أناس أعزّة

علينا ، وهم كانوا أعقّ وأظلما

وزاد صاحب (الفصول) قول يزيد : وما أنا وهذا إلا كما قال الحصين :

أبى قومنا أن ينصفونا فأنصفت

قواضب في أيماننا تقطر الدّما

نفلّق هاما من رجال أعزّة

علينا ، وهم كانوا أعقّ وأظلما

قال أبو مخنف : فجعل يزيد ينكث ثنايا الحسينعليه‌السلام بهذه الأبيات ، وهو ينشد ويقول :

نفلّق هاما من رجال أعزّة

علينا ، وهم كانوا أعفّ وأصبر

وأكرم عند الله منا محلة

وأفضل في كل الأمور وأفخر

عدونا وما العدوان إلا ضلالة

عليهم ومن يعدو عن الحق يخسر

فإن تعذلوا فالعذل ألقاه آخرا

إذا ضمّنا يوم القيامة محشر

ولكننا فزنا بملك معجّل

وإن كان في عقباه نار تسعّر

وفي بعض نسخ كتاب (مقتل أبي مخنف) ذكر هذه الأبيات :

كيف رأيت الضرب يا حسين

شفيت قلبي من دم الحسين

أخذت ثاري وقضيت ديني

يا ليت من شاهد في الحنين

يرون فعلي اليوم بالحسين

قال : ولم يزل يفتخر في فرح وسرور وشرب خمر.

٥٥٠ ـ ما قاله يزيد حين وضع الرأس بين يديه :

(كامل ابن الأثير ، ج ٣ ص ٤٠٢)

ثم أذن للناس فدخلوا عليه والرأس بين يديه ، ومعه قضيب وهو ينكت به ثغره.

ثم قال : إن هذا وإيانا كما قال الحصين بن الحمام :

٤٦٣

أبى قومنا أن ينصفونا فأنصفت

قواضب في أيماننا تقطر الدّما

نفلّق هاما من رجال أعزّة

علينا ، وهم كانوا أعقّ وأظلما

فقال له أبو برزة الأسلمي : يا يزيد ارفع قضيبك

وفي (تذكرة الخواص) لسبط ابن الجوزي ، ص ٢٧٢ ط ٢ نجف :

وذكر ابن أبي الدنيا : أنه لما نكث بالقضيب ثناياه ، أنشد أبيات الحصين ابن الحمام المرّي :

صبرنا وكان الصبر منا سجية

بأسيافنا تفرين هاما ومعصما

نفلّق هاما من رؤوس أحبة

إلينا ، وهم كانوا أعقّ وأظلما

قال مجاهد : فو الله لم يبق في الناس أحد إلا سبّه وعابه وتركه.

٥٥١ ـ ما فعل يزيد بالرأس الشريف :

(إسعاف الراغبين للشيخ محمّد الصبان ، ص ١٩٠)

وصار يزيد يضرب الرأس الشريف بقضيب كان معه ، ويقول : لقيت بغيك يا حسين. وبالغ في الفرح ، ثم ندم لمّا مقته المسلمون على ذلك ، وأبغضه العالم.

وفي هذه القصة تصديق لقول النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : " إن أهل بيتي سيلقون بعدي من أمتي قتلا وتشريدا ، وإن أشدّ قومنا لنا بغضا بنو أمية وبنو مخزوم". رواه الحاكم في المستدرك.

منكرون وناقمون

كثيرون أولئك الذين لم يسكتوا على الباطل ، وقالوا قولة الحق أمام السلطان الجائر من أول هؤلاء أبو برزة الأسلمي صاحب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الّذي كان في مجلس يزيد ، ورآه ينكت بالخيزران فم الحسينعليه‌السلام .

ولم يقتصر ذلك الإنكار على المسلمين ، بل تعدّاهم إلى غيرهم ، مثل ممثل ملك الروم ، والحبر اليهودي ، ورأس الجالوت.

وحتى من داخل الأسرة الأموية انطلقت صيحات الاستنكار على يزيد وطغيانه ؛ منهم يحيى بن الحكم وأخوه عبد الرحمن ، وعاتكة بنت يزيد ، وهند بنت عبد الله زوجة يزيد. وآخرها خطاب معاوية الثاني ابن يزيد بعد هلاك أبيه.

٤٦٤

٥٥٢ ـ استنكار أبي برزة الأسلمي لعمل يزيد :

(أخبار الدول للقرماني ، ص ١٠٩)

فجعل يزيد ينكث ثناياه بقضيب في يده. فقال له أبو برزة الأسلمي : أتنكث بقضيبك في ثغر الحسينعليه‌السلام !. والذي لا إله إلا هو ، لقد رأيت شفتي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على هاتين الشفتين يقبلهما. أما إنك يا يزيد تجيء يوم القيامة ، وابن زياد شفيعك ، ويجيء هذا [أي الحسين] ومحمد شفيعه. ثم قام فولّى.

وفي (المنتخب) للطريحي ، ص ٤٩٤ ط ٢ :

فدخل عليه رجل من الصحابة (ونقل أنه زيد بن أرقم) فقال له : يا يزيد ، فو الله الّذي لا إله إلا هو ، لقد رأيت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقبّلهما مرارا كثيرة ، ويقول له ولأخيه الحسن : «اللهم إن هذان وديعتي عند المسلمين». وأنت يا يزيد ، هكذا تفعل بودائع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم !.

قال : ثم إن يزيد غضب عليه وأمر به فسجن. حتى نقل أنه مات وهو في السجن.

٥٥٣ ـ ملاسنة أبي برزة الأسلمي ليزيد :

(تذكرة الخواص لسبط ابن الجوزي ، ص ٢٧٢ ط ٢ نجف)

قال ابن أبي الدنيا : وكان عنده أبو برزة الأسلمي ، فقال له : يا يزيد ارفع قضيبك ، فو الله لطالما رأيت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقبّل ثناياه.

وذكر البلاذري أن الّذي كان عند يزيد وقال هذه المقالة هو أنس بن مالك. وهو غلط من البلاذري ، لأن أنسا كان بالكوفة عند ابن زياد ، ولما جيء بالرؤوس بكى.وقد ذكرناه سابقا.

وفي (مقتل الحسين) للخوارزمي ، ج ٢ ص ٥٧ :

فأقبل عليه أبو برزة الأسلمي (أو غيره من الصحابة) وقال له : ويحك يا يزيد!.أتنكت بقضيبك ثغر الحسين بن فاطمةعليه‌السلام ؟. لقد أخذ قضيبك هذا مأخذا من ثغره!. أشهد لقد رأيت النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يرشف ثناياه وثنايا أخيه الحسن ، ويقول :«أنتما سيدا شباب أهل الجنة. قتل الله قاتلكما ولعنه ، وأعدّ له جهنم وساءت مصيرا». أما أنت يا يزيد فتجيء يوم القيامة ، وعبيد الله بن زياد شفيعك ، ويجيء هذا ومحمد شفيعه.

٤٦٥

فغضب يزيد وأمر بإخراجه من المجلس ، فأخرج سحبا. وزاد في تنكيث ثنايا الحسينعليه‌السلام . وجعل يزيد بعده يتمثل بأبيات ابن الزّبعرى.

٥٥٤ ـ استنكار سمرة بن جندب :

(مقتل الخوارزمي ، ج ٢ ص ٥٨)

وقيل : إن الّذي ردّ عليه ليس أبا برزة ، بل هو سمرة بن جندب صاحب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ؛ وقال ليزيد : قطع الله يدك يا يزيد ، أتضرب ثنايا طالما رأيت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقبّلهما ويلثم هاتين الشفتين؟!.

فقال له يزيد : لو لا صحبتك لرسول الله لضربت والله عنقك.

فقال سمرة : ويلك تحفظ لي صحبتي من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ولا تحفظ لابن رسول الله بنوّته؟. فضجّ الناس بالبكاء ، وكادت أن تكون فتنة.

٥٥٥ ـ استنكار الحسن البصري لأعمال يزيد :

(تذكرة الخواص لسبط ابن الجوزي ، ص ٢٧٢ ط ٢ نجف)

وروى ابن أبي الدنيا عن الحسن البصري ، قال : ضرب يزيد رأس الحسينعليه‌السلام ومكانا كان يقبّله رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . ثم تمثّل الحسن البصري :

سميّة أمسى نسلها عدد الحصى

وبنت رسول الله ليس لها نسل!

الشعر الّذي تمثّل به يزيد

٥٥٦ ـ الأشعار التي تمثّل بها يزيد :

(مقتل الخوارزمي ، ج ٢ ص ٥٨)

ثم كشف يزيد عن ثنايا رأس الحسينعليه‌السلام بقضيبه ونكثه به ، وأنشد قول الحصين بن الحمام المرّي :

أبى قومنا أن ينصفونا فأنصفت

قواضب في أيماننا تقطر الدّما

صبرنا وكان الصبر منا عزيمة

وأسيافنا يقطعن كفا ومعصما

نفلّق هاما من أناس أعزّة

علينا ، وهم كانوا أعقّ وأظلما

فقال له بعض جلسائه : ارفع قضيبك ، فو الله ما أحصي ما رأيت شفتي محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في مكان قضيبك يقبّله.

٤٦٦

٥٥٧ ـ يزيد يتمثل بأشعار عبد الله بن الزبعرى المشرك(١) :

(المصدر السابق ؛ والمنتخب للطريحي ص ٤٨٤)

فسكت يزيد ، وإذا بغراب ينعق ويصيح من أعلى القصر ، فأنشأ يزيد يقول :

يا غراب البين ما شئت فقل

إنما تندب أمرا قد فعل

كل ملك ونعيم زائل

وبنات الدهر(٢) يلعبن بكلّ

ليت أشياخي ببدر شهدوا

جزع الخزرج من وقع الأسل(٣)

لأهلّوا واستهلّوا فرحا

ثم قالوا : يا يزيد لا تشل

قد قتلنا القرم من ساداتهم

وعدلناه ببدر فاعتدل

وأخذنا من علي ثارنا

وقتلنا الفارس الليث البطل

لست من خندف(٤) إن لم أنتقم

من بني أحمد ما كان فعل

لعبت هاشم بالملك فلا

خبر جاء ولا وحي نزل

ـ قصيدة ابن الزبعرى المشرك التي قالها بعد وقعة أحد :

(سيرة ابن هشام ، ج ٣ ص ١٤٣)

قال عبد الله بن الزّبعرى المشرك بعد وقعة أحد ، يبيّن أنه وقومه قد أخذوا ثأرهم من النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لقاء قتلاهم في بدر ، وهي القصيدة التي تمثّل يزيد ببعض أبياتها لما وضع رأس الحسينعليه‌السلام بين يديه :

يا غراب البين أسمعت فقل

إنما تنطق شيئا قد فعل

إن للخير وللشرمدى

وكلا ذلك وجه وقبل(٥)

__________________

(١) قصيدة قالها عبد الله بن الزبعرى في نيّف وعشرين بيتا بعد وقعة أحد ، وقد كان مشركا. وقيل إنه أسلم بعد فتح مكة واعتذر من النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فقبل النبي توبته.

(٢) بنات الدهر : حوادثه.

(٣) الأسل : الرماح.

(٤) خندف : في الأصل لقب ليلى بنت عمران ، سمّيت به القبيلة. وإنما لقّبت خندف لأنها كانت تتبختر في مشيها. وخندف زوجة إلياس بن مضرام أحد أجداد قريش. وقد افتخر يزيد بأنه من خندف في الشعر الّذي قاله ، فقالت له زينبعليه‌السلام في مجلسه : لا تذكر خندف التي بينك وبينها ثلاثة عشر أبا ، بل اذكر جدتك القريبة وأفعالها ، وهي هند آكلة الأكباد أم معاوية (سفينة البحار ، ج ١ ص ٥٨٠).

(٥) القبل : المواجهة والمقابلة. يريد أن كل ذلك ملاقيه الإنسان ، من خير أو شر.

٤٦٧

كل عيش ونعيم زائل

وبنات الدهر يلعبن بكلّ

كم قتلنا من كريم سيّد

ماجد الجدّين مقدام بطل

ليت أشياخي ببدر شهدوا

جزع الخزرج من وقع الأسل

حين حكّت بقباء بركها

واستحرّ القتل في عبد الأشل(١)

فقتلنا الضّعف من أشرافهم

وعدلنا ميل بدر فاعتدل

ـ تحقيق الأبيات التي تمثّل بها يزيد :

(مقدمة مرآة العقول للسيد مرتضى العسكري ، ج ٢ ص ٣٠٧)

روى ابن أعثم والخوارزمي وابن كثير وغيرهم ، أن يزيد جعل يتمثّل بأبيات ابن الزّبعرى التالية :

١ ليت أشياخي ببدر شهدوا

جزع الخزرج من وقع الأسل

٢ لأهلّوا واستهلّوا فرحا

ثم قالوا : يا يزيد لا تشل

٣ قد قتلنا القرم من ساداتهم

وعدلناه ببدر فاعتدل

قال ابن أعثم في (الفتوح) ج ٢ ص ٢٤١ : ثم زاد فيها هذا البيت :

٤ لست من عتبة إن لم أنتقم

من بني أحمد ما كان فعل

وفي (تذكرة الخواص) لسبط ابن الجوزي ، ص ٢٧١ ط ٢ نجف قال :

المشهور عن يزيد في جميع الروايات أنه لما حضر الرأس بين يديه ، جمع أهل الشام ، وجعل ينكت عليه بالخيزران ، ويقول أبيات ابن الزّبعرى :

ليت أشياخي ببدر شهدوا

جزع الخزرج من وقع الأسل

قد قتلنا القرن من ساداتهم

وعدلناه ببدر فاعتدل

قال الشعبي : وزاد فيها يزيد فقال :

لعبت هاشم بالملك فلا

خبر جاء ولا وحي نزل

لست من خندف إن لم أنتقم

من بني أحمد ما كان فعل

وفي (الفتوح) لابن أعثم ، ج ٥ ص ٢٤١ ، بعد البيت الثاني :

حين ألقت بقباء بركها

واستحرّ القتل في عبد الأشل

__________________

(١) البرك : الصدر. وبنو عبد الأشل : يريد بني عبد الأشهل ، فحذف الهاء.

٤٦٨

وفي (مقتل الخوارزمي) قبل البيت الأول :

يا غراب البين ما شئت فقل

إنما تندب أمرا قد فعل

كلّ ملك ونعيم زائل

وبنات الدهر يلعبن بكلّ

وجاء فيه أيضا ، وفي (اللهوف) ص ٦٩ ، بعد البيت الرابع :

لعبت هاشم بالملك فلا

خبر جاء ولا وحي نزل

فتكون الأبيات التي زادها يزيد من عنده هي الثاني والرابع والخامس.

قال العلامة المجلسي في (البحار) ج ٤٥ حاشية ص ١٣٣ :

استشهد يزيد ببيت من القصيدة وهو الأول [ليت أشياخي] والباقي من إنشائه.

ثم قال سبط ابن الجوزي :

قال مجاهد : فلا نعلم الرجل إلا قد نافق في قوله هذا.

وقال شيخ السنّة أحمد بن الحسين : وآخر كلام يزيد لا يشبه أوله ، ولم أكتبه من وجه يثبت مثله ؛ فإن كان قاله ، فقد كان ضمّ إلى فعل الفجّار ـ في قتل الحسينعليه‌السلام وأهل بيته ـ أقوال الكفار. والله يعصمنا من الخطأ والزلل.

يزيد مع الإمام السجّادعليه‌السلام

٥٥٨ ـ ردّ الإمام زين العابدينعليه‌السلام على أشعار يزيد :

(تذكرة الخواص لسبط ابن الجوزي ، ص ٢٧٢ ط ٢ نجف)

قال هشام بن محمّد : لما أنشد يزيد الأبيات ، قال له علي بن الحسينعليه‌السلام :بل ما قال الله أولى :( ما أَصابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَها إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ ) (٢٢) [الحديد : ٢٢].

وفي (الإمامة والسياسة) لابن قتيبة ، ص ٥ : (قال) فغضب يزيد ، وجعل يعبث بلحيته ، وقال :( وَما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ ) (٣٠) [الشورى : ٣٠].

وكان علي بن الحسينعليه‌السلام والنساء موثقين في الحبال ، فناداه عليعليه‌السلام : يا يزيد ، ما ظنّك برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لو رآنا موثّقين في الحبال ، عرايا على أقتاب الجمال؟. فلم يبق في القوم إلا من بكى.

٤٦٩

٥٥٩ ـ يزيد يهمّ بقتل زين العابدينعليه‌السلام :

(بحار الأنوار ، ج ٤٥ ص ١٦٨ ط ٣)

في تفسير علي بن إبراهيم ، قال الإمام الصادقعليه‌السلام : لما أدخل رأس الحسين بن عليعليه‌السلام على يزيد ، وأدخل عليه علي بن الحسينعليه‌السلام وبنات أمير المؤمنينعليه‌السلام ، كان علي بن الحسينعليه‌السلام مقيّدا مغلولا. فقال يزيد : يا علي بن الحسين ، الحمد لله الّذي قتل أباك!. فقال علي بن الحسينعليه‌السلام : لعن الله من قتل أبي.

قال : فغضب يزيد وأمر بضرب عنقه. فقال علي بن الحسينعليه‌السلام : فإذا قتلتني ، فبنات رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من يردّهن إلى منازلهن ، وليس لهنّ محرم غيري؟فقال يزيد : أنت تردّهن إلى منازلهن.

ثم دعا بمبرد ، فأقبل يبرد (الجامعة) من عنقه بيده. ثم قال له : يا علي ابن الحسين ، أتدري ما الّذي أريد بذلك؟. قال : بلى ، تريد أن لا يكون لأحد عليّ منّة غيرك. فقال يزيد : هذا والله ما أردت.

٥٦٠ ـ مجادلة زين العابدينعليه‌السلام مع يزيد في آية من القرآن :

(المصدر السابق)

ثم قال يزيد : يا علي بن الحسين( وَما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ ) [الشورى : ٣٠]. فقال علي بن الحسينعليه‌السلام : كلا ، ما هذه فينا نزلت ، إنما نزلت فينا:( ما أَصابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَها إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ ٢٢لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلى ما فاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِما آتاكُمْ وَاللهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتالٍ فَخُورٍ ) (٢٣) [الحديد : ٢٢ ـ ٢٣]. فنحن الذين لا نأسى على ما فاتنا ، ولا نفرح بما آتانا منها.

وفي رواية الشعبي : ثم أمر أن يدخل عليه بعلي بن الحسينعليه‌السلام ، فأدخل والنسوة من خلفه. فقال يزيد : من أنت يا غلام؟. فقال له : يا يزيد أنت أعرف الناس بي ، أنا علي بن الحسين بن علي بن أبي طالبعليه‌السلام . قال يزيد : أليس قد قتل علي بن الحسين؟. قال : ذاك أخي علي الأوسط. قال يزيد : وإلى القتل آتي بك يا علي. ثم أمر بقتله ، فأخرج. فصاحت زينبعليه‌السلام : إلى أين يراد بك؟.فقالعليه‌السلام : إلى القتل. فصاحت أم كلثوم وزينب : وحسبك يا يزيد من دمائنا.نناشدك الله إن قتلته فاقتلنا (معه). فأمر بردّه.

٤٧٠

ثم قال : يا علي ، أراد أبوك أن يدعى بأمير المؤمنين ، فقطع الله شأفته ، ومنحني أعناقكم ؛ فأخذت أموالكم ، وقتلت رجالكم ، وسبيت نساءكم ، وأبطلت أحدوثتكم. فقال علي بن الحسينعليه‌السلام :( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ما أَصابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَها إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ ) (٢٢) [الحديد : ٢٢]. فرفع يزيد رأسه إليه ولم يضرب عنقه ، فأخرج من بين يديه. فصاحت به أم كلثوم : إلى أين يا حبيبي؟. فقال لها : إلى السيف يا عمة. فصاحت : وا غوثاه باللهعزوجل ، وا بقية من لا يبقى (من) سلالة نبي الهدى ، يا بقية ابن علي المرتضى.

قال : فضجّ الناس بالبكاء. فقال رجل من القوم : يا يزيد ردّ الغلام ، وإلا فأنت مقتول. فردّه.

٥٦١ ـ مجادلة الطفل محمّد الباقرعليه‌السلام ليزيد في محضر أبيه زين العابدينعليه‌السلام :

(نفس المهموم للشيخ عباس القمي ، ص ٤٣٧)

وفي (إثبات الوصية) للمسعودي ، ص ٣٠ :

فلما استشهد الحسينعليه‌السلام حمل علي بن الحسينعليه‌السلام مع الحرم ، وأدخل على اللعين يزيد. وكان لابنه محمّد الباقرعليه‌السلام سنتان وشهور ، فأدخل معه. فلما رآه يزيد قال له: كيف رأيت صنع الله يا علي؟. قال : رأيت ما قضاه اللهعزوجل قبل أن يخلق السموات والأرض.

فشاور يزيد جلساءه في أمره ، فأشاروا عليه بقتله ، وقالوا له الكلمة الخبيثة التي طويت كشحا عن نقلها. فابتدر أبو جعفر الباقرعليه‌السلام الكلام ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال ليزيد : لقد أشار عليك هؤلاء بخلاف ما أشار جلساء فرعون عليه ، حيث شاورهم في موسى وهرون ، فإنهم قالوا له :( أَرْجِهْ وَأَخاهُ ) (١) [الشعراء : ٣٦].وقد أشار هؤلاء عليك بقتلنا ، ولهذا سبب. فقال يزيد : وما السبب؟. فقال : إن هؤلاء كانوا الرّشدة ، وهؤلاء لغير رشدة ، ولا يقتل الأنبياء وأولادهم إلا أولاد الأدعياء. فأمسك يزيد مطرقا.

__________________

(١) أرجه : أي أخّر أو احبس.

٤٧١

٥٦٢ ـ مجادلة بين يزيد وزين العابدينعليه‌السلام :

(مقتل الخوارزمي ، ج ٢ ص ٦٣)

فتقدم علي بن الحسينعليه‌السلام حتى وقف بين يدي يزيد وقال :

لا تطمعوا أن تهينونا ونكرمكم

وأن نكفّ الأذى عنكم وتؤذونا

فالله يعلم أنا لا نحبّكم

ولا نلومكم إن لم تحبّونا

فقال يزيد : صدقت!. ولكن أراد أبوك وجدك أن يكونا أميرين ، فالحمد لله الّذي قتلهما وسفك دماءهما.

ثم قال يزيد : (ايه) يا علي ، إن أباك قطع رحمي ، وجهل حقي ، ونازعني سلطاني ؛ فصنع الله به ما قد رأيت. فقال علي بن الحسينعليه‌السلام :

( ما أَصابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتابٍ ) [الحديد : ٢٢]. فقال يزيد لابنه خالد : اردد عليه يا بني!. فلم يدر خالد ما ذا يردّ. فقال يزيد :

( وَما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ ) [الشورى : ٣٠].

فقال عليعليه‌السلام : هذا في حق من ظلم ، لا في حق من ظلم. ثم قالعليه‌السلام :( اللهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِها ) [الزمر : ٤٢] ، فسكت يزيد. فقال علي بن الحسينعليه‌السلام : يابن معاوية وهند وصخر ، لم تزل النبوة والإمرة لآبائي وأجدادي من قبل أن تولد. ولقد كان جدي علي بن أبي طالبعليه‌السلام في يوم بدر وأحد والأحزاب ، في يده راية رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وأبوك وجدك في أيديهما رايات الكفار. ثم جعل علي بن الحسينعليه‌السلام يقول:

ماذا تقولون إذ قال النبي لكم :

ماذا فعلتم وأنتم آخر الأمم

بعترتي وبأهلي بعد مفتقدي

منهم أسارى ومنهم ضرّجوا بدم

وقال ابن نما : فقال علي بن الحسينعليه‌السلام : فقلت وأنا مغلول : أتأذن لي في الكلام؟. فقال يزيد : قل ولا تقل هجرا. فقالعليه‌السلام : لقد وقفت موقفا لا ينبغي لمثلي أن يقول الهجر. ما ظنك برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لو رآني في الغل؟. فقال لمن حوله : خلّوه.

٤٧٢

خطبة زينبعليه‌السلام بالشام

٥٦٣ ـ خطبة العقيلة زينبعليه‌السلام في مجلس يزيد في دمشق :

(مقتل الحسين للمقرّم ، ص ٤٦٢)

ولما سمعت زينبعليه‌السلام يزيد يتمثّل بأبيات ابن الزبعرى المتقدمة ، قامت وخطبت خطبتها المشهورة ، تعرّف الملأ فظاعة أعمال يزيد وتبيّن لهم أهداف أخيها الحسينعليه‌السلام من نهضته واستشهاده.

قالت : الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله على رسوله وآله أجمعين. صدق الله سبحانه حيث يقول :( ثُمَّ كانَ عاقِبَةَ الَّذِينَ أَساؤُا السُّواى أَنْ كَذَّبُوا بِآياتِ اللهِ وَكانُوا بِها يَسْتَهْزِؤُنَ ) [الروم : ١٠].

أظننت يا يزيد حيث أخذت علينا أقطار الأرض وآفاق السماء ، فأصبحنا نساق كما تساق الأسارى ، أنّ بنا على الله هوانا ، وبك عليه كرامة ، وأن ذلك لعظم خطرك عنده؟!. فشمخت بأنفك ، ونظرت في عطفك(١) ، [تضرب أصدريك فرحا ، وتنفض مذوريك مرحا] ، جذلان مسرورا ، حين رأيت الدنيا لك مستوسقة ، والأمور متّسقة ، وحين صفا لك ملكنا وسلطاننا؟!. فمهلا مهلا ، [لا تطش جهلا] ، أنسيت قول الله تعالى :( وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّما نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّما نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدادُوا إِثْماً وَلَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ ) [آل عمران : ١٧٨].

أمن العدل يابن الطلقاء ، تخديرك حرائرك وإماءك ، وسوقك بنات رسول الله سبايا ، على ظهور المطايا ؛ قد هتكت ستورهن ، وأبديت وجوههن ، وصحلت أصواتهن ، تحدو بهنّ الأعداء من بلد إلى بلد ، ويستشرفهنّ أهل المناهل والمعاقل(٢) ، ويتصفّح وجوههن القريب والبعيد ، والدني والشريف ، ليس معهن من حماتهن حميّ ، ولا من رجالهن وليّ!. وكيف ترتجى مراقبة ابن من لفظ فوه أكباد الأزكياء ، ونبت لحمه من دماء الشهداء. وكيف يستبطأ في بغضنا ـ أهل البيت ـ من نظر إلينا بالشّنف والشنآن ، والإحن(٣) والأضغان؟!. ثم تقول غير متأثّم ولا مستعظم :

__________________

(١) شمخ الرجل بأنفه : تكبّر. وعطفا الرجل : جانباه ، والنظر في العطف : كناية عن الخيلاء.

(٢) يحدو بهن : أي يسوقهنّ سوقا شديدا. واستشرف الشيء : رفع بصره ينظر إليه.

(٣) الشّنف : البغض والتنكر. والإحن : جمع إحنة ، وهي الحقد.

٤٧٣

لأهلّوا واستهلّوا فرحا

ثم قالوا : يا يزيد لا تشل

منحنيا على ثنايا أبي عبد الله سيد شباب أهل الجنة ، تنكتها بمخصرتك(١) .وكيف لا تقول ذلك ، وقد نكأت القرحة ، واستأصلت الشأفة(٢) ، بإراقتك دماء ذرية محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ونجوم الأرض من آل عبد المطلب. وتهتف بأشياخك ، زعمت أنك تناديهم ، فلتردنّ وشيكا موردهم ، ولتودّنّ أنك شللت وبكمت ، ولم تكن قلت ما قلت ، وفعلت ما فعلت.

اللهم خذ لنا بحقنا ، وانتقم ممن ظلمنا ، وأحلل غضبك بمن سفك دماءنا ، وقتل حماتنا.

فو الله [يا يزيد] ما فريت إلا جلدك ، ولا حززت إلا لحمك. ولتردنّ على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بما تحمّلت من سفك دماء ذريته ، وانتهكت من حرمته ، في عترته ولحمته. حيث يجمع الله تعالى شملهم ، ويلمّ شعثهم ، ويأخذ بحقهم( وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ) [آل عمران : ١٦٩].

وحسبك بالله حاكما ، وبمحمدصلى‌الله‌عليه‌وآله خصيما ، وبجبرائيل ظهيرا.وسيعلم من سوّل لك ومكّنك من رقاب المسلمين ،( بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً ) ، وأيّكم شر مكانا وأضعف جندا.

ولئن جرّت عليّ الدواهي مخاطبتك(٣) ، إني لأستصغر قدرك ، وأستعظم تقريعك ، وأستكثر توبيخك. ولكن العيون عبرى ، والصدور حرّى.

ألا فالعجب كل العجب ، لقتل حزب الله النجباء ، بحزب الشيطان الطلقاء. فهذه الأيدي تنطف(٤) من دمائنا ، والأفواه تتحلّب من لحومنا ، وتلك الجثث الطواهر الزواكي تنتابها العواسل ، وتعفّرها أمهات الفراعل(٥) . ولئن اتخذتنا مغنما ، لتجدنّنا

__________________

(١) المخصرة : كل ما اختصر الإنسان بيده فأمسكه ، من عصا ونحوها.

(٢) نكأت القرحة : قشرتها. والشأفة : قرحة تخرج في أسفل القدم ، فتكوى فتذهب ، وإذا قطعت مات صاحبها. واستأصل الله شأفته : أذهبه كما تذهب تلك القرحة ، أو معناه : أزاله من أصله.

(٣) ولئن جرّت عليّ الدواهي مخاطبتك ، يحتمل في [مخاطبتك] وجهان : الرفع أو النصب.

(٤) تنطف : تقطر.

(٥) العواسل : جمع عسّال ، وهو الذئب. والفراعل : جمع فرعل ، وهو ولد الضبع. (وفي رواية) تعفوها : أي تدرسها وتزيلها.

٤٧٤

وشيكا مغرما ، حين لا تجد إلا ما قدّمت يداك ، وما ربك بظلّام للعبيد ، وإلى الله المشتكى وعليه المعوّل.

فكد كيدك ، واسع سعيك ، وناصب جهدك ، فو الله لا تمحو ذكرنا ، ولا تميت وحينا ، ولا تدرك أمدنا ، ولا يرحض عنك عارها. وهل رأيك إلا فند(١) ، وأيامك إلا عدد ، وجمعك إلا بدد ، يوم ينادي المنادي : ألا لعنة الله على الظالمين.

والحمد لله رب العالمين ، الّذي ختم لأوّلنا بالسعادة والمغفرة ، ولآخرنا بالشهادة والرحمة. ونسأل الله أن يكمل لهم الثواب ، ويوجب لهم المزيد ، ويحسن علينا الخلافة. إنه رحيم ودود ، وهو حسبنا ونعم الوكيل.

فقال يزيد مجيبا لها :

يا صيحة تحمد من صوائح

ما أهون النوح على النوائح

* * *

الشامي مع فاطمة بنت الحسينعليه‌السلام

٥٦٤ ـ رجل أزرق أحمر من أهل الشام يطلب فاطمة بنت الحسينعليه‌السلام جارية له :

(تهذيب التهذيب لابن حجر العسقلاني ، ص ٣٥٣)

فقام رجل من أهل الشام أحمر أزرق ، ونظر إلى وصيفة من بنات أهل البيتعليه‌السلام ، فقال ليزيد : يا أمير المؤمنين ، هب لي هذه!.

فقالت زينبعليه‌السلام : لا والله ، ولا كرامة لك ولا له ، إلا أن يخرج من دين الله.فأعادها الأزرق ، فقال له يزيد : كفّ.

٥٦٥ ـ زينبعليه‌السلام تشكك بإسلام يزيد :

(لواعج الأشجان للسيد الأمين ، ص ٢٠٣)

وذكر هشام بن محمّد : أنه لما دخلت النساء على يزيد ، نظر رجل من أهل الشام أحمر ، إلى فاطمة بنت الحسينعليه‌السلام وكانت وضيئة [أي جميلة]. فقال ليزيد : يا أمير المؤمنين ، هب لي هذه الجارية ، فإنهن لنا حلال.

__________________

(١) الفند : الكذب وضعف الرأي.

٤٧٥

قالت فاطمة : فارتعدت وظننت أن ذلك جائز عندهم ، فأخذت بثياب عمتي زينب ، وقلت : يا عمتاه ، أوتمت وأستخدم؟!. وكانت عمتي تعلم أن ذلك لا يكون.فقالت عمتي : لا حبا ولا كرامة لهذا الفاسق. وقالت للشامي : كذبت والله ولؤمت ، والله ما ذاك لك ولا له.

فغضب يزيد وقال : كذبت ، إن ذلك لي ، ولو شئت أن أفعل لفعلت. قالت زينبعليه‌السلام : كلا ، ما جعل الله لك ذلك إلا أن تخرج عن ملتنا وتدين بغيرها.

وفي (تذكرة الخواص) لسبط ابن الجوزي ، ص ٢٧٥ ط ٢ نجف :

صلّ إلى غير قبلتنا ، ودن بغير ملّتنا ، وافعل ما شئت.

فاستطار يزيد غضبا ، وقال : إياي تستقبلين بهذا؟. إنما خرج من الدين أبوك وأخوك. قالت زينبعليه‌السلام : بدين الله ودين أبي ودين جدي اهتديت أنت وجدك وأبوك إن كنت مسلما!. قال : كذبت يا عدوة الله. قالت : أنت أمير تشتم ظالما ، وتقهر بسلطانك!. قال : فو الله لكأنه استحيا فسكت.

ثم عاد الشامي فقال : يا أمير المؤمنين هب لي هذه الجارية. فقال له يزيد :اعزب ، وهب الله لك حتفا قاضيا.

وفي (مقتل الخوارزمي) ج ٢ ص ٦٢ : ويلك لا تقل ذلك ، فهذه بنت علي وفاطمة ، وهم أهل بيت لم يزالوا مبغضين لنا منذ كانوا.

٥٦٦ ـ الشامي يعاتب يزيد :

(بحار الأنوار ، ج ٤٥ ص ١٣٧ ط ٣)

وفي بعض الكتب : قالت أم كلثوم للشامي الّذي طلبها جارية له : اسكت يا لكع الرجال. قطع الله لسانك ، وأعمى عينيك ، وأيبس يديك ، وجعل النار مثواك. إن أولاد الأنبياء لا يكونون خدمة لأولاد الأدعياء.

وفي رواية السيد ابن طاووس ، فقال الشامي : من هذه الجارية؟. فقال يزيد :هذه فاطمة بنت الحسين ، وتلك زينب بنت علي بن أبي طالب. فقال الشامي :الحسين بن فاطمة وعلي بن أبي طالب؟. قال : نعم. فقال الشامي : لعنك الله يا يزيد ، تقتل عترة نبيك وتسبي ذريته!. والله ما توهمت إلا أنهم (من) سبي الروم.فقال يزيد : والله لألحقنك بهم. ثم أمر به فضربت عنقه.

٤٧٦

صلب الرؤوس

مدخل :

الظاهر من الروايات أن يزيد بعد أن حقق رغبته في رؤية رأس الحسينعليه‌السلام ورؤوس أهله بين يديه ، أمر بها فصلبت في ثلاثة أماكن على الترتيب :

ـ على باب قصره.

ـ ثم على أبواب دمشق.

ـ ثم على أبواب المسجد الجامع.

فأما رأس الحسينعليه‌السلام فصلبه على باب قصره ثلاثة أيام ، واستنكرت زوجته هند عمله هذا ، ثم صلبه على أبواب دمشق ، ثم أنزله وجلبه إلى بيت منامه فبات ليلة ، فاستيقظت هند ليلا ورأت الأنوار تتصاعد منه إلى عنان السماء ، فتوعدته بالفراق ، فأخرجه من داره وصلبه على باب المسجد ، أو على منارة جامع دمشق أربعين يوما.

أما بقية الرؤوس فصلبت يوما على باب القصر ، وعدة أيام على أبواب المدينة ، ثم صلبت على أبواب المسجد الجامع.

٥٦٧ ـ صلب الرأس المقدس :(مقتل الحسين للمقرّم ، ص ٤٥٨)

ثم أخرج الرأس من المجلس ، وصلب على باب القصر ثلاثة أيام(١) .

وأمر يزيد بالرؤوس أن تصلب على أبواب البلد والجامع الأموي ، ففعلوا بها ذلك(٢) .

٥٦٨ ـ استنكار هند بنت عمرو لصلب الرأس الشريف :(المصدر السابق)

فلما رأت هند بنت عمرو بن سهيل زوجة يزيد ، الرأس على باب دارها(٣) والنور

__________________

(١) الخطط المقريزية ، ج ٢ ص ٢٨٩ ؛ والإتحاف بحب الأشراف ، ص ٢٣ ؛ ومقتل الخوارزمي ، ج ٢ ص ٧٥ ؛ والبداية لابن كثير ، ج ٨ ص ٢٠٤ ؛ وسير أعلام النبلاء للذهبي ، ج ٣ ص ٢١٦.

(٢) نفس المهموم للشيخ عباس القمي ، ص ٢٤٧.

(٣) مقتل العوالم ، ص ١٥١.

٤٧٧

الإلهي يسطع منه ، ودمه طري لم يجف ، ويشمّ منه رائحة ، طيبة(١) ، دخلت المجلس مهتوكة الحجاب ، ووثبت على يزيد وقالت : رأس ابن بنت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مصلوب على باب دارنا؟!. فقام إليها يزيد وغطاها ، وقال لها : أعولي عليه يا هند ، فإنه صريخة بني هاشم ، عجّل عليه ابن زياد فقتله ، قتله الله.

٥٦٩ ـ صلب رأس الحسينعليه‌السلام على منارة جامع دمشق :

(معالي السبطين للمازندراني ، ج ٢ ص ١٠٧)

في (كامل البهائي) : أمر يزيد برأس الحسينعليه‌السلام وسائر الرؤوس من أهل بيته وأصحابه أن تصلب عليأبواب البلد. وأفجع الفجائع هو أنه أمر بأن يصلب رأس الحسينعليه‌السلام على منارة جامع دمشق أربعين يوما ، وسائر الرؤوس على أبواب المساجد وأبواب البلد ، ويوما على باب دار يزيد.

٥٧٠ ـ نصب رأس الحسينعليه‌السلام حيث نصب رأس يحيىعليه‌السلام :

(حياة الإمام الحسين للسيد باقر شريف القرشي ، ج ٣ ص ٣٧٥)

وبعدما قضى الأثيم يزيد وطره من العبث برأس سيد شباب أهل الجنة ، نصبه في جامع دمشق ، في المكان الّذي نصب فيه رأس يحيى بن زكريا(٢) ، وقد علّق ثلاثة أيام(٣) .

وفي (تقويم البلدان) لأبي الفداء ، ص ٢٣٠ :

لما قتل يحيى بن زكرياعليه‌السلام نصب رأسه على باب المسجد المسمى باب جيرون. وعلى باب جيرون نصب رأس الحسين بن عليعليه‌السلام حيث نصب رأس يحيى بن زكرياعليه‌السلام .

٥٧١ ـ خالد بن معدان يختفي في الشام :

(مقتل الخوارزمي ج ٢ ص ١٢٥ ط نجف)

عن العاصمي سمعت أبا الحسن علي بن محمّد الأديب يذكر بإسناد له ، أن رأس الحسين بن عليعليه‌السلام لما صلب بالشام ، اخفى خالد بن معدان (وهو من

__________________

(١) الخطط المقريزية ، ج ٢ ص ٢٨٤.

(٢) صبح الأعشى ، ج ٤ ص ٩٧.

(٣) تهذيب التهذيب ، ج ١ ص ١٥٧.

٤٧٨

أفضل التابعين) شخصه من أصحابه. فطلبوه شهرا فوجدوه ، فسألوه عن عزلته ، فقال لهم: أما ترون ما نزل بنا؟. ثم أنشدهم :

جاؤوا برأسك يابن بنت محمّد

متزمّلا بدمائه تزميلا

قتلوك عطشانا ولم يترقّبوا

في قتلك التنزيل والتأويلا

وكأنما بك يابن بنت محمّد

قتلوا جهارا عامدين رسولا

ويكبّرون بأن قتلت وإنما

قتلوا بك التكبير والتهليلا

حبس السبايا في الخربة(١)

تمهيد :

بعد أن شفى يزيد حقده من سبايا أهل البيتعليه‌السلام أمر بهم إلى سجن أو حبس في مكان خرب ، قرب باب الفراديس (باب العمارة) ، غير بعيد عن قصره. وكان ذلك المكان مسجدا مهجورا يكاد أن يسقط. وكان لا يحميهم ولا يكنّهم من برد أو حرّ ، لأنه بدون سقف. وظلوا في هذا الحبس أياما حتى تقشرت وجوههم وجلودهم. وفي بعض الروايات باتوا فيه ثلاثة أيام ، وفي بعضها أكثر من ذلك حتى العشرين يوما.

وكان يزيد بين الفينة والأخرى ، يحضرهم إلى مجلسه ليشفي بقايا حقده وبغضه وكرهه لأهل بيت النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

وفي بعض الروايات أنهم أنزلوهم بعد ذلك دارا تتصل بدار يزيد ، فأقاموا فيها أياما ، ثم نقلوهم إلى دار أخرى.

فإذا فرضنا أنهم أقاموا في الخربة من الجمعة إلى الجمعة ثمانية أيام [من ١ صفر إلى ٨ صفر] ، ثم نزلوا في دار يزيد ثلاثة أيام ، ثم أفردت لهم دار ليقيموا المأتم على الحسينعليه‌السلام سبعة أيام ؛ فتكون إقامتهم في دمشق على أقل تقدير ١٨ يوما.

٥٧٢ ـ حبس السبايا في الخربة :(أسرار الشهادة للدربندي ، ص ٥٠٨)

يقول الفاضل الدربندي : هناك روايات كثيرة في هذا الشأن :

في (بصائر الدرجات) للصفار عن أحمد بن محمّد ، عن الأهوازي والبرقي

__________________

(١) الخربة والخربة : المكان الخراب.

٤٧٩

مرفوعا ، قال : سمعت أبا عبد الله الصادقعليه‌السلام يقول : لما أتي بعلي بن الحسينعليه‌السلام ومن معه إلى يزيد بن معاوية ، جعلوهم في بيت. فقال بعضهم : إنما جعلنا في هذا البيت ليقع علينا فيقتلنا ، فتراطن الحرس [أي تكلموا بلغة الرطانة] فقالوا : انظروا إلى هؤلاء يخافون أن يقع عليهم البيت ، وإنما يخرجون غدا فيقتلون!.

قال علي بن الحسينعليه‌السلام : لم يكن فينا أحد يحسن الرطانة غيري. والرطانة عند أهل المدينة هي اللغة الرومية.

ومن جملة ذلك ما رواه الصدوق في (الأمالي) عن ماجيلويه عن عمه عن نصر بن مزاحم عن لوط بن يحيى [أبو مخنف] عن الحرث بن كعب ، عن فاطمة بنت عليعليه‌السلام قالت : ثم إن يزيد أمر بنساء الحسينعليه‌السلام فحبسن مع علي بن الحسينعليه‌السلام في محبس لا يكنّهم من حرّ ولا قرّ ، حتى تقشّرت وجوههم. ولم يرفع ببيت المقدس حجر عن وجه الأرض إلا وجد تحته دم عبيط إلى أن خرج علي بن الحسينعليه‌السلام بالنسوة ، وردّ رأس الحسينعليه‌السلام إلى كربلاء.

ومن جملة ذلك ما ذكره السيد في (اللهوف) :

قال الراوي : ووعد يزيد علي بن الحسين (ع) في ذلك اليوم [أي الأول] أن يقضي له ثلاث حاجات. ثم أمر بهم إلى منزل لا يكنّهم من حرّ ولا برد ، فأقاموا به حتى تقشّرت وجوههم. وكانوا مدة إقامتهم في البلد المشار إليه ينوحون على الحسينعليه‌السلام .

وفي (الأنوار النعمانية) للسيد نعمة الله الجزائري ، ج ٢ ص ٢٤٦ :

روى الصدوق في (الأمالي) عن فاطمة بنت عليعليه‌السلام أن يزيد أمر بنساء الحسينعليه‌السلام فحبسن مع علي بن الحسينعليه‌السلام في محبس لا يكنّهم من حرّ ولا برد ، حتى تقشّرت وجوههم.

قال المدائني : موضع حبس الإمام زين العابدينعليه‌السلام هو اليوم مسجد.

٥٧٣ ـ آل بيت الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في خربة بالشام :

(روضة الواعظين للفتال النيسابوري ، ص ١٩٢ ط نجف)

قالوا : ثم إن يزيد بن معاوية أمر ، فأنزلوا آل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وحرائر النبوة والرسالة ، وبنات علي والزهراءعليه‌السلام في سكن لا يقي من حرّ ولا برد ، وليس فيه

٤٨٠

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527