وسائل الشيعة الجزء ٦

وسائل الشيعة11%

وسائل الشيعة مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 527

المقدمة الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠
  • البداية
  • السابق
  • 527 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 334106 / تحميل: 7178
الحجم الحجم الحجم
وسائل الشيعة

وسائل الشيعة الجزء ٦

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

وادي : معرفة غير مضاف ، علم للوادي الذي به فج الروحاء ، وتقدم في مفرش قول ابن عمر : هبطت بطن واد فإذا ظهر من بطن واد مع بيان المزية.

وادي أبي كبير : فوق المخرم والمعرس وصدر الحفيرة.

وادي أحيليين :بضم الهمزة وسكون الحاء المهملة ثم مثناة تحتية ثم لام ومثناتين كذلك ، تقدم في نار الحجاز.

وادي الأزرق : بسكون الزاي ثم راء ، سبق في جمدان أنه بعد أمج بميل وفي الصحيح أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم مر بوادي الأزرق فقال : كأني أنظر إلى موسى هابطا من الثنية له جؤار إلى الله بالتلبية ، ثم أتى على ثنية هرشى فقال : «كأني أنظر إلى يونس بن متّى» ، الحديث.

وقوله : «ثم أتى» يعني في الرجوع إلى المدينة.

وادي بطحان : وغيره من الأودية التي بالمدينة سبقت في الفصل الخامس وما قبله.

وادي الجزل : بالجيم والزاي ، الوادي الذي به الرحبة ، وسقيا لجزل قرب وادي القرى ، ويلقى وادي إضم في نخيل ذي المروة.

وادي دحيل : سبق في حمى النقيع.

وادي الدوم : معترض في شمالي خيبر إلى قبلتها ، أوله من الشمال غمرة ، ومن القبلة القصيبة ، وهو فاصل بين خيبر والعراص.

وادي السّمك : بفتح السين المهملة ثم السكون ، بناحية الصفراء ، يسلكه الحاج أحيانا ، ذكره المجد في السين.

وادي القرى :واد كثير القرى ، بين المدينة والشام ، وقال الحافظ ابن حجر : هي مدينة قديمة بين المدينة والشام ، وأغرب ابن قرقول فقال : إنها من أعمال المدينة ، انتهى.

ولا إغراب فيه لتصريح صاحب المسالك به كما سبق في تبوك ، وسبق أن دومة الجندل من أعمال المدينة ، وأنها بوادي القرى ، بل يظهر أنها أبعد منه لأنها على خمس عشرة أو ست عشرة ليلة من المدينة ، وأما وادي القرى ففي طبقات ابن سعد أن أسامة بن زيد لما رجع من غزوة الروم أجدّ السير ، فورد وادي القرى في سبع ليال ، ثم قصد يعدو في السير فسار إلى المدينة ستا ، وسبق أن حجر ثمود على يوم من وادي القرى ، وأن العلا بناحية وادي القرى.

وروى البيهقي : من طريق الواقدي عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال : خرجنا مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم من خيبر إلى وادي القرى ، فلما نزلنا إلى وادي القرى انتهينا إلى يهود

١٦١

وقد ثوى إليها ناس من العرب ، وذكر استقبال يهود لهم بالرمي وهم يصيحون في آطامهم وقتالهم حتى أمسوا ، قال : وغدا عليهم النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فلم ترتفع الشمس قيد رمح حتى أعطوا بأيديهم. وفتحها عنوة ، وغنمه الله أموالهم ، أصابوا أثاثا ومتاعا كثيرا ، فأقام رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم بوادي القرى أربعة أيام ، وقسم ما أصاب ، وترك الأرض والنخل بأيدي يهود ، وعاملهم عليها ، فلما بلغ يهود تيماء ما وطئ به رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم خيبر وفدك ووادي القرى صالحوه على الجزية ، وأقاموا بأيديهم أموالهم فلما كان عمر أخرج يهود خيبر وفدك ، ولم يخرج أهل تيماء ووادي القرى ؛ لأنهما داخلتان في أرض الشام ويروى أن ما دون وادي القرى إلى المدينة حجاز ، وأن ما وراء ذلك من الشام فانصرف رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم بعد أن ترفع من خيبر ومن وادي القرى ، وقال أحمد بن جابر : قيل : إن عمر أجلى يهود وادي القرى ، وقيل : لم يجلهم.

وسبق في ذي المروة أن بعضهم عده من وادي القرى ، وأنه إن ثبت فهو غير وادي القرى المذكور ، وسبق في بلاكث وبرمة ما يؤيده ، وعليه أهل المدينة اليوم ؛ لأنهم يسمون ناحية ذي المروة وناحية ذي خشب وادي القرى ، ولعلها قرى عرينة.

واردات : هضبات صغار بحمى ضرية ، فيها يقول الأخطل :

إذا ما قلت قد صالحت بكرا

أبي الأضغان والنسب البعيد

ومهراق الدماء بواردات

تبيد لمجريات ولا تبيد

واسط : أطم لبني خدرة ، وأطم آخر لبني خزيمة رهط سعد بن عبادة ، وآخر لبني مازن بن النجار ، وموضع بين ينبع وبدر ، وجبل تنتطح سيول العقيق عنده ثم يفضي إلى الجثجاثة ، وفيه يقول كثير :

أقاموا ، فأما آل عزة غدوة

فبانوا ، وأما واسط فمقيم

واقم : كصاحب ، أطم بني عبد الأشهل ، نسبت إليه حرّتهم ، وله يقول شاعرهم :

نحن بنينا واقما بالحره

بلازب الطين وبالأصرّه

وواقم أيضا : أطم بالمسكبة شرقي مسجد قباء لأبي عويم بن ساعدة ، وأطم آخر في موضع الدار التي يقال لها واقم بقباء كان لأحيحة قبل تحوله للعصبة.

الوالج : كان به الشيخان ، وهما أطمان كما سبق ، وبطرفه مما يلي قناة أطم يقال له الأزرق.

الوبرة :بسكون الموحدة ، قرية على عين من جبال آرة ، وجاء ذكرها في حديث

١٦٢

أهبان الأسلمي أنه كان يسكن يين وهي من بلاد أسلم : يينا هو يرعى بحرة الوبرة عدا الذئب على غنمه ، الحديث ، قاله المجد تبعا لياقوت ، وهو وهم ؛ لأن الوبرة هذه بالفرع كما يؤخذ مما سبق في آرة ، على أربعة أيام من المدينة ويين على بريد من المدينة كما سيأتي ، وتقدم عن المجد في حرة الوبرة ما يخالف المذكور هنا ، وهو الصواب ، وقد وقع الموضعان كذلك في كلام ياقوت فتبعه المجد.

وبعان : بالفتح ثم الكسر وإهمال العين آخره نون ، ويقال باللام بدل الباء ، قرية على أكناف آرة ، قاله المجد.

وجمة : بالفتح وسكون الجيم ، جبل يدفع سيله في عنقه.

الوحيدة : مؤنث الوحيد للمنفرد ، من أعراض المدينة بينها وبين مكة.

ودّان : بالفتح ودال مهملة مشددة آخره نون ، قرية من نواحي الفرع لضمرة وغفار وكنانة ، على ثمانية أميال من الأبواء ، أكثر نصيب من ذكرها قال :

أقول لركب قافلين عشية

قفا ذات أوشال ومولاك قارب

قفوا أخبروني عن سليمان إنني

لمعروفه من أهل ودّان راغب

فعاجوا فأثنوا بالذي أنت أهله

ولو سكتوا أثنت عليك الحقائب

وقال أبو زيد : ودّان من الجحفة على مرحلة ، بينها وبين الأبواء ستة أميال وبها كان أيام مقامي بالحجاز رئيس لبني جعفر بن أبي طالب ، ولهم بالفرع وساية ضياع وعشيرة ، وبينهم وبين الحسنيين حروب ، ولم يزل كذلك حتى استولت طائفة من اليمن تعرف ببني حرب على ضياعهم.

ودعان : بالفتح ثم السكون وعين مهملة آخره نون ، موضع بينبع.

هضب الوراق جبل تقدم في حمى ضرية.

ورقان : بالفتح ثم الكسر وقد تسكن وبالقاف ، جبل عظيم أسود على يسار المصعد من المدينة ، وينقاد من سيالة إلى الجي بين العرج والرويثة ، وبسفحه عن يمينه سيالة ثم الروحاء ثم الرويثة ثم الجي ، وفي ورقان أنواع الشجر المثمر وغير المثمر والقرظ والسماق ، وفيه أوشال وعيون ، سكانه بنو أوس من مزينة قوم صدق أهل عمود ، قاله عرام.

وقال الأسدي : إنه على يسار الطريق حين يخرج من السيالة ، ويقال : إنه يتصل إلى مكة ، انتهى.

وذكر عرام أن الذي يليه عند الجي القدسان ، يفصل بينه وبينهما عقبة ركوبة ، وسبق

١٦٣

في فضل أحد من حديث الطبراني أن ورقان من جبال الجنة ، وحديث «خير الجبال أحد والأشعر وورقان» وأنه أحد الأجبل التي وقعت بالمدينة من الجبل الذي تجلى الله تعالى له ، وفي رواية أنه أحد الأجبل التي بنيت الكعبة منها ، وسبق في مسجد عرق الظبية قولهصلى‌الله‌عليه‌وسلم «هل تدرون ما اسم هذا الجبل» يعني ورقان «هذا حمت ، جبل من جبال الجنة ، اللهم بارك فيه وبارك لأهله» ثم قال «هذا سجاسج للروحاء ، هذا واد من أودية الجنة» قال ابن شبة : يقال يوم حمت ؛ إذا كان شد الحر : أي هو قوى شديد.

الوسباء : بالفتح وسكون السين المهملة ثم باء موحدة وبالمد ، ماء لبني سليم بلحف أبلى.

وسط : بل بحمى ضرية ، ينسب إليه دارة وسط بناحيته اليسرى.

وسوس : من الوسواس من أودية القبلية ، يصب من الأجرد على الحاضرة والنكباء ، وهما فرعان بهما نخل لجهينة وغيرهم ، والحاضرة عين لبني عبد العزيز بن عمر في صدر الحرار.

الوشيجة : بالفتح وكسر الشين المعجمة ثم مثناة تحت وجيم وهاء ، من أودية العقيق ذو وشيع بالفتح ثم الكسر آخره عين مهملة ، من أموال المدينة.

الوطيح : بالفتح وكسر الطاء المهملة وياء وحاء مهملة ، من أعظم حصون خيبر ، سمي بوطيح بن مازن رجل من ثمود ، وفي كتاب أبي عبيدة «الوطيحة» بزيادة هاء.

وظيف الحمار : بالظاء المعجمة والمثناة تحت والفاء ، ستدق الذراع والساق من الحمار ونحوه ، هو من العقيق ما بين سقاية سليمان بن عبد الملك إلى زغابة.

وفي طبقات ابن سعد في قصة ما عز : أنه لما مسّته الحجارة فر يعدو قبل العقيق فأدرك بالمكيمن ، وكان الذي أدركه عبد الله بن أنيس بوظيف الحمار ، فلم يزل يضربه حتى قتله ، انتهى. والمكيمن : بالعقيق ، لكنه بعيد من الموضع المذكور

وعيرة : بالفتح وكسر العين المهملة وسكون المثناة تحت وفتح الراء ثم هاء ، جبل شرقي ثور ، أكبر منه وأصغر من أحد.

ولعان : لغة في وبعان كما سبق.

حرف الياء

يتيب : بالفتح ثم كسر المثناة فوق ثم مثناة تحت ثم موحدة ، جبل له ذكر في حدود الحرم ، وفي نزول أبي سفيان به حين حرق صورا من صيران العريص كذا قاله المجد ، وسبق في حدود الحرم ما يخالفه في الضبط.

١٦٤

يثرب : تقدم في أسماء المدينة ، وقال ابن زبالة : يثرب أم قرى المدينة ، وهي ما بين طرف قناة إلى طرف الجرف ، أي هذا حدها من المشرق والمغرب وما بين المال الذي يقال له البرني إلى زبالة أي من الشام والقبلية ، وفي شامي الموضع المعروف اليوم بيثرب نخل يعرف بالمال ، وزبالة تقدم بيانها.

ذو يدوم : من أودية العقيق.

يديع : بالفتح وكسر الدال المهملة ومثناة تحتية ثم عين مهملة ، ناحية بين فدك وخيبر ، بها مياه وعيون لفزارة وغيرهم.

يراجم : غدير ببطن قاع النقيع في صير الجبل نصيف روى الزبير أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم توضأ من غدير يراجم بالنقيع وقال : إنكم ببقعة مباركة ، وقال تبع الملك :

ولقد شربت على يراجم شربة

كادت بباقية الحياة تذيع

يرعة : محركة والعين مهملة ، في ديار فزارة ، بين ثوابة والحراضة.

يلبن : بالفتح ثم السكون ثم موحدة مفتوحة ثم نون ، غدير بنقيع الحمى في صير ، وقال ابن السكيت : هو قلت (١) عظيم بالنقيع من حرة سليم ، قال الهجري : ويقول الفصحاء فيه «ألبن» بهمزة بدال الياء و «يلبن» بالياء ، وقال المجد : هو جبل قرب المدينة ، وقيل : غدير بها.

اليسيرة : بئر بني أمية بن زيد ، تقدمت في الآبار.

يليل : بياءين مفتوحتين بينهما لام وآخره لام ، واد بناحية ينبع والصفراء ، يصب في البحر ، وبه عين كبيرة تخرج من جوف رمل من أغزر ما يكون من العيون ، وتجري في الرمل فلا يستطيعون الزراعة عليها إلا في أحياء الرمل ، وبها نخل وبقول ، وتسمى النجير ، ويتلوها الجار ، وهو على شاطئ من النجير ، قاله عرام.

وفي غزوة بدر أن قريشا نزلت بالعدوة القصوى من الوادي خلف العقنقل ويليل بين بدر وبين العقنقل ، فيليل هذا غير يليل السابق ذكره في الخلائق ؛ لأن ذاك عند الضبوعة ، ومن مجتمعها تخرج إلى فرش ملل.

وروي برجال وثقوا عن سبرة بن معبد قال : رأى أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم سحابة ، فقالوا : يا رسول الله كنا نرجو أن تمطرنا هذه السحابة ، فقال : إن هذه أمرت أن تمطر بيليل ، يعني واديا يقال له يليل.

__________________

(١) القلت : النقرة في أرض أو بدن.

١٦٥

ينبع : بالفتح ثم السكون وضم الموحدة وإهمال العين مضارع «نبع الماء» أي : ظهر ، من نواحي المدينة على أربعة أيام منها ، وإنما أفردت عنها في الأعصر الأخيرة ، سميت به لكثرة ينابيعها ، قال بعضهم : عددت بها مائة وسبعين عينا.

ولما أشرف عليها علي رضي الله تعالى عنه ونظر إلى جبالها قال : لقد وضعت على نقي من الماء عظيم ، وسكانها جهينة وبنو ليث والأنصار ، وهي اليوم لبني حسن العلويين.

وروى ابن شبة أن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه أقطع عليا بينبع ، ثم اشترى عليّ إلى قطيعة عمر شيئا.

وروى أيضا عن كشد بن مالك الجهني قال : نزل طلحة بن عبيد الله وسعيد بن زيد بن عليّ بالمنحار وهو موضع بين حوزة السفلى وبين منحوين على طريق تجار الشام يرقبان عير أبي سفيان ، فأجازهما كشد ، فلما أخذ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ينبع أقطعها لكشد ، فقال : إني كبير ، ولكن أقطعها لابن أخي ، فأقطعها له ، فابتاعها منه عبد الرحمن بن سعد الأنصاري بثلاثين ألف درهم ، فخرج عبد الرحمن إليها وأصابه صافيها وربحها ، فقدرها ، وأقبل راجعا ، فلحق علي ابن أبي طالب رضي الله تعالى عنه دون ينبع ، فقال : من أين جئت؟ فقال : من ينبع ، وقد سئمتها ، فهل لك أن تبتاعها؟ قال علي : قد أخذتها بالثمن ، قال : هي لك ، فكان أول شيء عمله علي فيها البغيبغة.

وعن عمار بن ياسر قال : أقطع النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم عليّا بذي العشيرة من ينبع ، ثم أقطعه عمر بعد ما استخلف قطيعة ، واشترى عليّ إليها قطيعة ، وكانت أموال علي بينبع عيونا متفرقة تصدق بها.

وروى أحمد بن الضحاك أن أبا فضالة خرج عائدا لعلي بينبع ، وكان مريضا ، فقال له : ما يسكنك هذا المنزل؟ لو هلكت لم يلك إلا الأعراب أعراب جهينة ، فاحتمل إلى المدينة فإن أصابك قدر وليك أصحابك ، فقال علي : إني لست بميت من وجعي هذا ، إن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم عهد إليّ أن لا أموت حتى أضرب ثم تخضب هذه يعني لحيته من هذه ، يعني هامته.

يهيق : موضع قرب المدينة ، قال المجد : لم أر من تعرض له ، وفي الحديث «ليوشكن أن يبلغ بنيانهم سيفا» يعني أهل المدينة.

يين : بياءين مفتوحة ثم ساكنة ثم نون ، وليس في كلامهم ما فاؤه وعينه ياء غيره ، وضبطه الصغاني بفتح الياءين.

قال نصر : يين واد به عين من أعراض المدينة ، على بريد منها ، وهي منازل أسلم من خزاعة.

١٦٦

وقال الزمخشري : يين عين بواد يقال له حورتان ، لبني زيد الموسوي من بني الحسن.

وفي سر الصناعة : يين واد بين ضاحك وضويحك ، جبلان بأسفل الفرش.

قلت : وسيلهما يصب في حورتين ، فلا تخالف ، وأثر العين والقرية اليوم موجود هناك ، وكان بها فواكه كثيرة ، حتى نقل الهجري أن يين بلد فاكهة المدينة ، وكانت تعرف من قريب بقرية بني زيد ، فوقع بينهم وبين بني يزيد حروب ، فجلا بنو زيد عنها إلى الصفراء ، وبنو يزيد إلى الفرع ، فخربت ، وكانت منازل بني أسلم قديما.

وعن أسماء بن خارجة الأسلمي قال : دخلت على النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم يوم عاشوراء ، فقال : أصمت اليوم يا أسماء؟ فقلت : لا ، قال : فصم ، قلت : قد تغديت ، قال : صم ما بقي من يومك ، وأمر قومك يصومونه ، قال : فأخذت نعلي بيدي فما دخلت رجلي حتى وردت يين على قومي ، فقلت : إن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم يأمركم أن تصوموا بقية يومكم.

وفي حديث أهبان الأسلمي ثم الخزاعي أنه كان يسكن يين ، فبينما هو يرعى بحرة الوبرة عدا الذئب على غنمه ، الحديث.

وقال ابن هرمة :

أدار سليمي بين يين فمثعر

أبيني ، فما استخبرت إلا لتخبري

ومحجة يين طريق درب الفقرة التي في شامي الجمّاوات : لأن يين على يمين طريق مكة قرب ملل ، وقال الهجري : قال أبو الحسن : عبود جبل بين مدفع مريين وبين ملل ومريين طريق ، أي يسلك هناك ويريد مريين بطريق عبود. وقال ابن إسحاق ، في المسير إلى بدر : ثم مر على تربان ، ثم على ملل ، ثم علي عميس الحمام من مريين ثم علي صخيرات الثمام ، ويين أيضا : بئر بوادي بوادي عياش ، والله سبحانه وتعالى أعلم.

١٦٧

الباب الثامن

في زيارة النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم

وفيه أربعة فصول

الفصل الأول

في الأحاديث الواردة في الزيارة نصّا

الحديث الأول

روى الدار قطني والبيهقي وغيرهما ، قال الدار قطني : حدثنا القاضي المحاملي ، حدثنا عبيد بن محمد الوراق ، حدثنا موسى بن هلال العبدي ، عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم «من زار قبري وجبت له شفاعتي».

قال السبكي : كذا في عدة نسخ معتمدة من سنن الدار قطني عبيد الله مصغرا ، وكذلك الدار قطني في غير السنن ، واتفقت رواياته من طريق محمد بن أحمد بن محمد ومحمد بن عبد الملك بن بشران وأبي النعمان تراب بن عبيد كلهم عن الدار قطني عن المحاملي علي عبيد الله مصغرا ، ورواه غير الدار قطني عن غير المحاملي كما رواه البيهقي من طريق محمد بن رنجويه القشيري ، قال : حدثنا عبيد بن محمد بن القاسم بن أبي مريم الوراق ، حدثنا موسى بن هلال العبدي ، عن عبيد الله بن عمر ، عن نافع عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما ، الحديث ؛ فثبت عن عبيد بن محمد وهو ثقة روايته على التصغير ، ورواه جماعة غيره عن موسى بن هلال منهم جعفر بن محمد البزوري حدثنا محمد بن هلال البصري عن عبيد الله مصغرا رواه العقيلي ومنهم محمد بن إسماعيل بن سمرة الأحمسي ، واختلف عليه ؛ فروي عنه مصغرا كغيره ، وروي عنه مكبرا ، ومرّض ذلك الحافظ يحيى بن علي القرشي ، وصوب التصغير ، وفي تاريخ ابن عساكر بخط البرزالي : لمحفوظ عن ابن سمرة «عبيد الله» وفي كامل ابن عدي «عبد الله أصح» قال السبكي : وفيه نظر ، والذي يترجح «عبيد الله» لتضافر روايات عبيد بن محمد كلها وبعض روايات ابن سمرة ، ولما سيأتي في الحديث الثالث من متابعة مسلمة الجهني لموسى بن هلال ، ويحتمل أن موسى سمع الحديث من عبيد الله وعبد الله جميعا ، وحدث به عن هذا تارة وعن هذا أخرى. وممن رواه عن موسى عن عبد الله مكبرا الفضل بن سهل ؛ فإن صح حمل على أنه عنهما ، إذ لا منافاة ، على أن المكبر روى له مسلم مقرونا بغيره ، وقال

١٦٨

أحمد : صالح ، وقال أبو حاتم : رأيت أحمد بن حنبل يحسن الثناء عليه ، وقال يحيى بن معين : ليس به بأس ، يكتب حديثه ، وقال : إنه في نافع صالح ، وقال ابن عدي : لا بأس به ، صدوق. وقال ابن حبان ما حاصله : إن الكلام عليه لكثرة غلطه لغلبة الصلاح عليه ، حتى غلب عن ضبط الأخبار.

قال السبكي : وهذا الحديث ليس في مظنة الالتباس عليه ، لا سندا ولا متنا ؛ لأنه في نافع ، وهو خصيص به ، ومتنه في غاية القصر والوضوح ، والرواة إلى موسى بن هلال ثقات ، وموسى قال ابن عدي : أرجو أنه لا بأس به ، وقد روى عنه ستة منهم الإمام أحمد ، ولم يكن يروي إلا عن ثقة ، فلا يضره قول أبي حاتم الرازي : إنه مجهول ، وقول العقيلي : لا يتابع عليه ، وقول البيهقي : سواء قال عبيد الله أم عبد الله فهو منكر عن نافع ، لم يأت به غيره ، فهذا وشبهه يدلك على أنه لا علة لهذا الحديث إلا تفرد موسى به ، وأنهم لم يحتملوه له لخفاء حاله ، وإلا فكم من ثقة ينفرد بأشياء وتقبل منه.

قلت : ولهذا قال بعض الحفاظ ممن هو في طبقة ابن منده : هذا الخبر رواه عن موسى بن هلال محمد بن إسماعيل بن سمرة الأحمسي ، ومحمد بن جابر المحاربي ، ويوسف بن موسى القطان ، وهرون بن سفيان ، والفضل بن سهل ، والعباس بن الفضل ، وعبيد بن محمد الوراق ، وبعض هؤلاء قال في حديثه : عن عبيد الله بن عمر ، ذكرناه بأسانيده في الكتاب الكبير ، ولا نعلم رواه عن نافع إلا العمري ، ولا عنه إلا موسى بن هلال العبدي ، تفرد به ، انتهى.

قال السبكي عقب ما تقدم : وأما بعد قول ابن عدي في موسى ما قال ووجود متابع فإنه يتعين قبوله ، ولذلك ذكره عبد الحق في الأحكام الوسطى والصغرى ، وسكت عليه مع قوله في الصغرى «إنه تخيرها صحيحة الإسناد ، معروفة عند النقاد» وقد نقلها الأثبات ، وتداولها الثقات ، وذكر نحوه في الوسطى المعروفة اليوم بالكبرى ، وسبقه ابن السكن إلى تصحيح الحديث الثالث كما سيأتي ، وهو متضمن لمعنى هذا ، وأقل درجات هذا الحديث الحسن إن نوزع في صحته لما سيأتي من شواهده ، وتضافر الأحاديث يزيدها قوة ، حتى إن الحسن قد يترقى بذلك إلى درجة الصحيح.

وقال الذهبي : طرق هذا الحديث كلها لينة يقوى بعضها بعضا ؛ لأنه ما في رواتها متهم بالكذب ، قال : ومن أجودها إسنادا حديث حاطب «من رآني بعد موتي فكأنما رآني في حياتي» أخرجه ابن عساكر وغيره ، انتهى.

ومعنى قوله «وجبت» أنها ثابتة لا بد منها بالوعد الصادق.

١٦٩

وقوله «له» إما أن يراد بخصوصه فيخص الزائر بشفاعة لا تحصل لغيره ، وإما أن يراد أنه تفرد بشفاعة مما يحصل لغيره ، والإفراد للتشريف والتنويه بسبب الزيارة ، وإما أن يراد أنه بعدم تركه الزيارة يجب دخوله فيمن تناله الشفاعة ؛ فهو بشرى بموته مسلما ، فيجري على عمومه ، ولا يضم فيه شرط الوفاة على الإسلام ، بخلافه على الأولين.

وقوله «شفاعتي» في هذه الإضافة تشريف ، فإن الملائكة والأنبياء والمؤمنين يشفعون ، والزائر له نسبة خاصة فيشفع هو فيه بنفسه ، والشفاعة تعظم بعظم الشافع.

الحديث الثاني

روى البزار من طريق عبد الله بن إبراهيم الغفاري : حدثنا عن عبد الرحمن بن زيد عن أبيه عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم قال «من زار قبري حلّت له شفاعتي».

قال البزار : عبد الله بن إبراهيم حدث بأحاديث لم يتابع عليها ، وإنما يكتب من حديثه ما لا يحفظ إلا عنه ، وقال أبو داود : إنه منكر الحديث.

قال السبكي : وهذا الحديث هو الأول ، ولذلك عزاه عبد الحق للدار قطني والبزار ، إلا أن في الأول «وجبت» وفي هذا «حلت» فلذلك أفردته ، والقصد تقوية الأول به ، فلا يضره ما قيل في الغفاري ، وكذا ما قيل في عبد الرحمن بن زيد ، إذ ليس راجعا إلى تهمة كذب ولا فسق ، ومثله يحتمل في المتابعات والشواهد ، وقد روى الترمذي وابن ماجه لعبد الرحمن بن زيد ، وقال ابن عدي : إن له أحاديث حسانا ، وإنه ممن احتمله الناس وصدقه بعضهم ، وإنه ممن يكتب حديثه ، وصحح الحاكم حديثا من جهته في التوسل بالنبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم .

الحديث الثالث

روى الطبراني في الكبير والأوسط ، والدار قطني في أماليه ، وأبو بكر بن المقرئ في معجمه ، من رواية مسلمة بن سالم الجهني قال : حدثني عبيد الله بن عمر عن نافع عن سالم عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من جاءني زائرا لا تحمله حاجة إلا زيارتي كان حقّا عليّ أن أكون له شفيعا يوم القيامة» وفي معجم ابن المقرئ عن مسلمة عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن سالم عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم «من جاءني زائرا كان له حقا على اللهعزوجل أن أكون له شفيعا يوم القيامة» فقد تابع مسلمة الجهني موسى بن هلال في شيخه عبيد الله العمري ، والطرق كلها في روايته متفقة على عبيد الله المصغر الثقة ، إلا أن مسلمة بن حاتم

١٧٠

الأنصاري رواه عن مسلمة عن عبد الله مكبرا ، وأورد الحافظ ابن السكن هذا الحديث في باب «ثواب من زار قبر النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم » من كتابه المسمى بالسنن الصحاح المأثورة عن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم ، وهو إمام حافظ ثقة مات بمصر سنة ثلاث وخمسين وثلاثمائة ، وكتابه هذا محذوف الأسانيد ، ومقتضى ما شرطه في خطبته أن يكون هذا الحديث مما أجمع على صحته.

قلت : ولهذا نقل عنه جماعة منهم الحافظ زين الدين العراقي أنه صححه ، فإما أن يكون ثبت عنده من غير طريق مسلمة أو أنه ارتقى إلى ذلك بكثرة الطرق ، وتبويبه دال على أنه فهم من هذا الحديث الزيارة بعد الموت ، أو أن ما بعد الموت داخل في العموم ، قال السبكي : وهو صحيح.

الحديث الرابع

روى الدار قطني ، والطبراني في الكبير والأوسط ، وغيرهما من طريق حفص بن داود القارئ عن ليث عن مجاهد عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما ، قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم «من حجّ فزار قبري بعد وفاتي كان كمن زارني في حياتي».

ورواه ابن الجوزي في «مثير الغرام الساكن» من طريق الحسن بن الطيب : حدثنا علي بن حجر حدثنا حفص بن سليمان عن ليث عن مجاهد عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما ، قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم «من حج فزار قبري بعد موتي كان كمن زارني في حياتي وصحبه» قال أبو اليمن بن عساكر : تفرد بقوله «وصحبتي» الحسن بن الطيب عن علي بن حجر ، وفيه نظر ، وهي زيادة منكرة ، قال السبكي : ولم ينفرد بها ابن الطيب ؛ فقد رواه كذلك ابن عدي في كامله من طريق الحسن بن سفيان عن علي بن حجر بالسند المتقدم ، ورواه أبو يعلى من طريق حفص بن سليمان عن كثير بن شنطير عن ليث بن أبي سليم عن مجاهد عن ابن عمر بدون قوله «وصحبني».

قلت : والتشبيه بمن صحبني لا يقتضي التشبيه به من كل وجه حتى يناقضه قوله «لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبا الحديث» كما زعمه بعضهم.

وروى بعض الحفاظ المعاصرين لابن منده هذا الحديث من طريق حفص بن سليمان عن ليث بلفظ «من حج فزارني في حياتي» قال السبكي : وحفص بن أبي داود وثّقه أحمد ، ثم روى ذلك عنه من طريقين ، قال : وذلك مقدم على من روى عنه تضعيفه ، وضعفه جماعة ، وهم حفص بن سليمان القارئ الغاضري على ما قاله البخاري وابن أبي حاتم وابن عدي وابن حبان وغيرهم ، وهو لم ينفرد بهذا الحديث ، ودعوى البيهقي انفراده به

١٧١

بحسب اطلاعه ؛ فقد جاء في الكبير والأوسط للطبراني متابعته ؛ فإنه رواه من طريق عائشة بنت يونس امرأة الليث عن ليث بن أبي سليم عن مجاهد عن ابن عمر قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم «من زار قبري بعد موتي كان كمن زارني في حياتي» قال الهيتمي : فيه عائشة بنت يونس ، ولم أجد من ترجمها.

الحديث الخامس

روى ابن عدي في الكامل من طريق محمد بن محمد بن النعمان حدثني جدي قال : حدثني مالك عن نافع عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم «من حج البيت ولم يزرني فقد جفاني» قاله ابن عدي : ولا أعلم رواه عن مالك غير النعمان بن شبل ، ولم أر في أحاديثه حديثا غريبا قد جاوز الحد فأذكره ، وروى في صدر ترجمته عن عمران بن موسى أنه وثقه وعن موسى بن هارون أنه متهم ، قال السبكي : هذه التهمة غير مفسدة ، فالحكم بالتوثيق مقدم عليها ، والحديث ذكره الدار قطني في غرائب مالك بالسند المتقدم وقال : تفرد به هذا الشيخ وهو منكر ، والظاهر أن ذلك بحسب تفرده ، وعدم احتماله له بالنسبة إلى الإسناد المذكور ، ولا يلزم أن يكون المتن في نفسه منكرا ولا موضوعا ، وذكر ابن الجوزي له في الموضوعات سرف منه.

الحديث السادس

روى الدار قطني في السنن في الكلام على حديث ابن عمر رضي الله تعالى عنهما «من استطاع أن يموت في المدينة فليفعل» من طريق موسى بن هارون عن محمد بن الحسن الجيلي عن عبد الرحمن بن المبارك عن عون بن موسى عن أيوب عن نافع عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما ، قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم «من زارني إلى المدينة كنت له شهيدا وشفيعا» قيل للجيلي : إنما هو سفيان بن موسى ، قال : اجعلوه علي بن موسى. قال موسى بن هارون : ورواه إبراهيم بن الحجاج عن وهيب عن أيوب عن نافع مرسلا عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فلا أدري أسمعه إبراهيم بن الحجاج أولا؟

قلت : والصواب أنه من رواية سفيان بن موسى ، وقد ذكره ابن حبان في الثقات.

قيل : وأخطأ راويه في متنه ، والمعروف من حديث ابن عمر رضي الله تعالى عنهما «من استطاع منكم أن يموت بالمدينة ـ الحديث» وفيه نظر.

الحديث السابع

روى أبو داود الطيالسي قال : حدثنا سوار بن ميمون أبو الجراح العبدي قال : حدثني رجل من آل عمر ، عن عمر رضي الله تعالى عنهما قال : سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول «من

١٧٢

زار قبري أو قال من زارني ـ كنت له شفيعا ، أو شهيدا ، ومن مات في أحد الحرمين بعثه اللهعزوجل في الآمنين يوم القيامة».

قال السبكي : سوّار بن ميمون روى عنه شعبة ، فدل على ثقته عنده ، فلم يبق من ينظر فيه إلا الرجل الذي من آل عمر ، والأمر فيه قريب ، لا سيما في هذه الطبقة التي هي طبقة التابعين.

الحديث الثامن

روى أبو جعفر العقيلي من رواية سوّار بن ميمون المتقدم عن رجل من آل الخطاب عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم قال «من زارني متعمدا كان في جواري يوم القيامة ، ومن مات في أحد الحرمين بعثه الله في الآمنين يوم القيامة» وفي رواية أخرى عن هارون بن قزعة عن رجل من آل الخطاب مرفوعا نحوه ، وزاد عقب قوله في جواري يوم القيامة «ومن سكن المدينة وصبر على بلائها كنت له شهيدا ، أو شفيعا ، يوم القيامة» وقال في آخره «من الآمنين يوم القيامة» بدل «في الآمنين». وهارون بن قزعة ذكره ابن حبان في الثقات ، والعقيلي لم يذكر فيه أكثر من قول البخاري : إنه لا يتابع عليه ، فلم يبق فيه إلا الرجل المبهم وإرساله.

وقوله فيه «من آل الخطاب» يوافق قوله في رواية الطيالسي «من آل عمر» وقد أسنده الطيالسي عن عمر رضي الله تعالى عنه ، لكن البخاري لما ذكره في التاريخ قال : هارون بن قزعة عن رجل من ولد حاطب عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم «من مات في أحد الحرمين» روى عنه ميمون بن سوار لا يتابع عليه ، وقال ابن حبان : إن هارون بن قزعة روى عن رجل من ولد حاطب المراسيل ، وعلى كلا التقديرين فهو مرسل جيد ، وسيأتي عن هارون بن قزعة أيضا مسندا بلفظ خر في الحديث التاسع ، قاله السبكي.

الحديث التاسع

روى الدار قطني وغيره من طريق هارون بن قزعة عن رجل من آل حاطب عن حاطب رضي الله تعالى عنه قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم «من زارني بعد موتي فكأنما زارني في حياتي ، ومن مات بأحد الحرمين بعث من الآمنين يوم القيامة» وفي رواية أحمد بن مروان صاحب المجالسة عن هارون بن أبي قزعة مولى حاطب عن حاطب ، والرواية «عن رجل عن حاطب» كما سبق أولى الصواب.

الحديث العاشر

روى أبو الفتح الأزدي في الثاني من فوائده من طريق عمار بن محمد : حدثني خالي سفيان عن منصور عن إبراهيم عن علقمة عن عبد اللهرضي‌الله‌عنه قال : قال رسول الله

١٧٣

صلى‌الله‌عليه‌وسلم «من حج حجة الإسلام ، وزار قبري ، وغزا غزوة ، وصلى في بيت المقدس ، لم يسأله اللهعزوجل فيما افترض عليه».

قال السبكي : وعمار هو ابن أخت سفيان ، روى له مسلم والحسن بن عثمان الزيادي ، ووثقه الخطيب ، والراوي عنه ما علمت من حاله شيئا. وصاحب الخبر أبو الفتح من أهل العلم والفضل ، وكان حافظا ، ذكره الخطيب وابن السمعاني. وأثنى عليه محمد بن جعفر بن علان ، وقال أبو النجيب الأرموي : رأيت أهل الموصل يوهّنونه جدا ، وسئل البرقاني عنه ، فأشار إلى أنه كان ضعيفا ، وذكر غيره كلاما أشد من هذا الحديث.

الحديث الحادي عشر

روى أبو الفتوح سعيد بن محمد اليعقوبي في جزئه رواية إسماعيل المشهور بابن الأنباطي عنه قال فيه من طريق خالد بن يزيد : حدثنا عبد الله بن عمر العمري قال : سمعت سعيدا المقبري يقول : سمعت أبا هريرة رضي الله تعالى عنه يقول : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم «من زارني بعد موتي فكأنما زارني وأنا حيّ ، ومن زارني كنت له شهيدا ، أو شفيعا ، يوم القيامة».

وخالد بن يزيد إن كان العمري فقد قال ابن حبان : إنه منكر الحديث.

الحديث الثاني عشر

روى ابن أبي الدنيا من طريق إسماعيل بن أبي فديك عن سليمان بن يزيد الكعبي عن أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم قال «من زارني بالمدينة كنت له شفيعا وشهيدا يوم القيامة» وفي رواية «كنت له شهيدا أو شفيعا يوم القيامة» ورواه البيهقي بهذا الطريق ، ولفظه «من مات في أحد الحرمين بعث من الآمنين يوم القيامة ، ومن زارني محتسبا إلى المدينة كان في جواري يوم القيامة».

وإسماعيل مجمع عليه ، وسليمان ذكره ابن حبان في الثقات ، وقال أبو حاتم : إنه منكر الحديث ليس بقوى.

قلت : وزعم ابن عبد الهادي أن روايته عن أنس منقطعة ، وأنه لم يدركه ، فإنه إنما يروى عن التابعين وأتباعهم.

الحديث الثالث عشر

روى ابن النجار في أخبار المدينة له ، قال : أنبأنا أبو محمد بن علي أخبرنا أبو يعلى الأزدي أخبرنا أخبرنا أبو إسحاق البجلي أخبرنا أبو سعيد بن أبي سعيد النيسابوري أخبرنا إبراهيم بن محمد المؤدب حدثنا محمد بن محمد حدثنا محمد بن مقاتل حدثنا جعفر بن

١٧٤

هارون حدثنا سمعان بن المهدي عن أنس رضي الله تعالى عنه قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم «من زارني ميتا فكأنما زارني حيا ، ومن زار قبري وجبت له شفاعتي يوم القيامة ، وما من أحد من أمتي له سعة ثم لم يزرني فليس له عذر».

قلت : لم يتكلم عليه السبكي ، وقال الذهبي : سمعان بن مهدي عن أنس لا يعرف ، ألصقت به نسخة مكذوبة ، رأيتها ، قبح الله من وضعها ، انتهى.

قال الحافظ ابن حجر : وهي من رواية محمد بن مقاتل عن جعفر بن هارون الواسطي عن سمعان ، وهي أكثر من ثلاثمائة حديث ، أكثر متونها موضوعة ، انتهى.

الحديث الرابع عشر

روى أبو جعفر العقيلي في الضعفاء في ترجمة فضالة بن سعيد بن زميل المازني من طريقه عن محمد بن يحيى المازني عن ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم «من زارني في مماتي كان كمن زارني في حياتي ، ومن زارني حتى ينتهي إلى قبري كنت له يوم القيامة شهيدا ، أو قال شفيعا» وذكره ابن عساكر من جهته بإسناده إلا أنه قال «من رآني في المنام كان كمن رآني في حياتي» والباقي سواء.

وفضالة قال العقيلي : حديثه غير محفوظ ، لا يعرف إلا به ، قال السبكي : كذا رأيته في كتاب العقيلي. ونقل ابن عساكر عنه أنه قال : لا يتابع على حديثه من جهة تثبت ، ولا يعرف إلا به. ومحمد بن يحيى المازني قال ابن عدي : أحاديثه مظلمة منكرة ، ولم يذكر ابن عدي هذا الحديث في أحاديثه ، ولم يذكر فيه ولا العقيلي في فضالة شيئا من الجرح سوى التفرد والنكارة.

الحديث الخامس عشر

روى بعض الحفاظ في زمن ابن منده قال : حدثنا أبو الحسن حامد بن حماد بن المبارك بسرّمن رأى بنصيبين حدثنا أبو أيوب إسحاق بن يسار بن محمد النصيبي حدثنا أسيد بن زيد حدثنا عيسى بن بشير عن محمد بن عمرو بن عطاء عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم «من حج إلى مكة ثم قصدني في مسجدي كتبت له حجتان مبرورتان» وهو في مسند الفردوس ، ولم يذكره السبكي.

وأسيد بن زيد هو الجمال ، قال الحافظ ابن حجر : هو ضعيف ، أفرط ابن معين فكذبه ، وله في البخاري حديث واحد معروف بغيره ، انتهى ، فهو ممن يستشهد به. وعيسى بن بشير : مجهول ، ومن بعده ثقة.

١٧٥

الحديث السادس عشر

روى يحيى بن الحسن بن جعفر الحسيني في أخبار المدينة له من طريق النعمان بن شبل قال : حدثنا محمد بن الفضل مديني سنة ست وسبعين عن جابر عن محمد بن علي عن علي رضي الله تعالى عنه ، قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم «من زار قبري بعد موتي فكأنما زارني في حياتي ، ومن لم يزرني فقد جفاني» ولم يتكلم السبكي عليه.

والنعمان بن شبل : تقدم الكلام عليه في الحديث الخامس ، وعن محمد بن الفضل قال : إنه مديني ، فهو غير محمد بن الفضل بن عطية الذي كذبوه ، خلاف قول ابن عبد الهادي إنه هو ؛ لأن ذاك كوفي ، ويقال : مروزي نزل بخارى. وجابر إن كان الجعفي كما قال ابن عبد الهادي فهو ضعيف ، فيه كلام كثير وثقة شعبة والثوري. ومحمد بن علي إن كان أبا جعفر الباقر فالسند منقطع ؛ لأنه لم يدرك جده علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه ، وإن كان ابن الحنفية فقد أدرك أباه عليا ، وقد قال أبو سعيد عبد الملك بن محمد بن إبراهيم النيسابوري الجركوسي في شرف المصطفى صلى الله تعالى عليه وسلم : روى عن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه قال : قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم «من زار قبري بعد موتي فكأنما زارني في حياتي ، ومن لم يزر قبري فقد جفاني». وعبد الملك هذا توفي سنة ست وأربعمائة بنيسابور ، وقبره فيها مشهور يزار ، قاله السبكي ، قال : وقد روى حديث علي من طريق أخرى ليس فيها تصريح بالرفع ، ذكرها ابن عساكر من طريق عبد الملك بن هرون بن عنترة عن أبيه عن جده عن علي رضي الله تعالى عنه قال : من سأل لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم الدرجة والوسيلة حلت له شفاعته يوم القيامة ، ومن زار قبر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم كان في جوار رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وعبد الملك بن هارون بن عنترة فيه كلام كثير ، رماه يحيى بن معين وابن حبان ، وقال البخاري : منكر الحديث ، وقال أحمد : ضعيف الحديث ، اه.

قلت : وقد رأيت في نسخة من كتاب يحيى رواية ابنه طاهر بن يحيى عنه عقب حديث عليّ المتقدم ما لفظه : حدثنا أبو يحيى محمد بن الفصل بن نباتة النميري قال : حدثنا الجمالي قال : حدثنا الثوري عن عبد الله بن السائب عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، مثله ، اه. ولم أر ذلك في النسخة التي هي رواية ابن ابنه الحسين بن محمد بن يحيى عن جده يحيى.

الحديث السابع عشر

روى يحيى أيضا قال : حدثنا محمد بن يعقوب حدثنا عبد الله بن وهب عن رجل عن

١٧٦

بكر بن عبد الله رضي الله تعالى عنه عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم قال «من أتى المدينة زائرا لي وجبت له شفاعتي يوم القيامة ، ومن مات في أحد الحرمين بعث آمنا» ولم يتكلم عليه السبكي.

ومحمد بن يعقوب هو أبو عمر الزبيري المدني ، صدوق. وعبد الله بن وهب ثقة ، ففيه الرجل المبهم. وبكر بن عبد الله إن كان المزني فهو تابعي جليل ؛ فيكون مرسلا ، وإن كان هو بكر بن عبد الله بن الربيع الأنصاري فهو صحابي.

الفصل الثاني

في بقية أدلة الزيارة ، وإن لم تتضمّن لفظ الزيارة نصّا

وبيان تأكد مشروعيتها وقربها من درجة الوجوب ، حتى أطلقه بعضهم عليها ، وبيان حياة النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم في قبره ، ومشروعية شدّ الرحال إليه ، وصحة نذر زيارتهصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، والاستئجار للسلام عليه.

روى أبو داود بسند صحيح كما قال السبكي عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «ما من أحد يسلم عليّ إلا ردّ الله عليّ روحي حتى أردعليه‌السلام » وقد صدّر به البيهقي باب زيارة قبر النبي صلى الله تعالى عليه وسلم ، واعتمد عليه جماعة من الأئمة فيها منهم الإمام أحمد ، قال السبكي : وهو اعتماد صحيح ؛ لتضمنه فضيلة رد النبي صلى الله تعالى عليه وسلم ، وهي عظيمة.

وذكر ابن قدامة الحديث من رواية أحمد بلفظ «ما من أحد يسلّم عليّ عند قبري» فإن ثبت فهو صريح في تخصيص هذه الفضيلة بالمسلم عند القبر ، وإلا فالمسلّم عند القبر امتاز بالمواجهة بالخطاب ابتداء وجوابا ، ففيه فضيلة زائدة على الرد على الغائب ، مع أن السلام عليه صلى الله تعالى عليه وسلم على نوعين : الأول ما يقصد الدعاء منا بالتسليم عليه من الله ، سواء كان بلفظ الغيبة أو الحضور ، كقولنا : صلى الله تعالى عليه وسلم ، والصلاة والسلام عليك يا رسول الله ، سواء كان من الغائب عنه أو الحاضر عنده ، وهذا هو الذي قيل باختصاصه بهصلى‌الله‌عليه‌وسلم عن الأمة ، حتى لا يسلم على غيره من الأمة إلا تبعا كالصلاة عليه ، فلا يقال : فلانعليه‌السلام . الثاني : ما يقصد به التحية كسلام الزائر إذا وصل إلى قبره ، وهو غير مختص ، بل يعم الأمة ، وهو مبتدع للرد على المسلم بنفسه أو برسوله فيحصل ذلك منهعليه‌السلام . وأما الأول فالله أعلم ، فإن ثبت امتاز الثاني بالقرب والخطاب ، وإلا فقد حرم من لم يزر هذه الفضيلة ، وهو مقتضي ما فسر به الحديث الإمام الجليل أبو عبد الرحمن عبد الله بن زيد المقبري أحد أكابر شيوخ البخاري ، حيث قال في قوله «ما من أحد يسلم عليّ الحديث" : هذا في الزيارة إذا زارني فسلّم عليّ رد الله عليّ

١٧٧

روحي حتى أرد عليه ، وأما حديث «أتاني ملك فقال يا محمد أما يرضيك أن لا يصلي عليه أحد من أمتك إلا صليت عليه عشرا ، أو لا يسلم عليك إلا سلمت عليه عشرا ؛ فالظاهر أنه في السلام بالنوع الأول.

وروى النسائي وإسماعيل القاضي بسند صحيح عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه مرفوعا إن لله ملائكة سيّاحين في الأرض يبلّغون من أمتي السلام ، وجاءت أحاديث أخرى في عرض الملك لصلاة الأمة وسلامها على النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وهذا في حق الغائب. وأما الحاضر عند القبر ، فهل يكون كذلك أو يسمعه صلى الله تعالى عليه وسلم بلا واسطة؟ فيه حديثان : أحدهما : «من صلى عليّ عند قبري سمعته ، ومن صلى علي نائيا بلّغته» رواه جماعة عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه مرفوعا من طريق أبي عبد الرحمن محمد بن مروان السدي الصغير ، وهو ضعيف. قال الطيالسي : حدثنا العلاء بن محمود حدثنا أبو عبد الرحمن قال البيهقي : أبو عبد الرحمن هذا هو محمد بن مروان السدي فيما أرى وفيه نظر ، انتهى. قلت : وروى نحوه أبو محمد عبد الرحمن بن حمدان بن عبد الرحمن بن المرزبان الخلال من طريق أبي البحتري ، وهو ضعيف جدا ، عن عبيد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما ، قال : قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم «من صلى عليّ عند قبري رددت عليه ، ومن صلى علي في مكان آخر بلغونيه». والحديث الثاني وهو أضعف من الأول عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أيضا «من صلى علي عند قبري وكّل الله بها ملكا يبلغني ، وكفى أمر آخرته ، وكنت له شهيدا وشفيعا» وفي رواية «ما من عبد يسلم علي عند قبري إلا وكل الله بها ملكا يبلغني ، وكفى أمر آخرته ودنياه ، وكنت له شهيدا وشفيعا يوم القيامة» فإن ثبت الأول فكفى بذلك شرفا ، وإلا فهو مرجو ، فينبغي الحرص عليه ، قال السبكي : وسيأتي ما يدل على أنه صلى الله تعالى عليه وسلم يسمع من يسلم عليه عند قبره ويرد عليه عالما بحضوره عند قبره. وكفى بهذا فضلا حقيقا بأن ينفق فيه ملك الدنيا حتى يتوصل إليه من أقطار الأرض.

قلت : روى عبد الحق في الأحكام الصغرى وقال : إسناده صحيح عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال : قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم «ما من أحد يمر بقبر أخيه المؤمن كان يعرفه فيسلم عليه إلا عرفه ، وردعليه‌السلام » ورواه ابن عبد البر وصححه كما نقله ابن تيمية ، لكن بلفظ «ما من رجل يمر بقبر الرجل كان يعرفه في الدنيا فيسلم عليه إلا ردّ الله عليه روحه حتى يردعليه‌السلام » وقال عبد الحق في كتاب العاقبة : ويروى من حديث عائشة رضي الله تعالى عنها «ما من رجل يزور قبر أخيه فيجلس عنده

١٧٨

إلا استأنس به حتى يقوم» وروى ابن أبي الدنيا عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال : إذا مر الرجل بقبر يعرفه فسلم عليه ردعليه‌السلام وعرفه ، وإذا مر بقبر لا يعرفه فسلم عليه ردعليه‌السلام .

والآثار في هذا المعنى كثيرة ، وقد ذكر ابن تيمية في اقتضاء الصراط المستقيم ـ كما نقه ابن عبد الهادي ـ أن الشهداء بل كل المؤمنين إذا زارهم المسلم وسلّم عليهم عرفوا به ، وردواعليه‌السلام ، فإذا كان هذا في آحاد المؤمنين فكيف بسيد المرسلينصلى‌الله‌عليه‌وسلم ؟

وذكر البارزي في «توثيق عرى الإيمان» عن سليمان بن سحيم قال : رأيت النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم في النوم فقلت : يا رسول الله هؤلاء الذين يأتونك فيسلمون عليك أتفقه سلامهم؟ قال : وأرد عليهم.

وروى ابن النجار عن إبراهيم بن بشار ، قال : حججت في بعض السنين ، فجئت المدينة فتقدمت إلى قبر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم فسلمت عليه ، فسمعت من داخل الحجرة : وعليك السلام ، وقد نقل مثل ذلك عن جماعة من الأولياء والصالحين.

ولا شك في حياته صلى الله تعالى عليه وسلم بعد وفاته ، وكذا سائر الأنبياء عليهم الصلاة والسلام أحياء في قبورهم حياة أكمل من حياة الشهداء التي أخبر الله تعالى بها في كتابه العزيز ، ونبيّنا صلى الله تعالى عليه وسلم سيد الشهداء ، وأعمال الشهداء في ميزانه ، وقد قال صلى الله تعالى عليه وسلم «علمي بعد وفاتي كعلمي في حياتي» رواه الحافظ المنذري.

وروى ابن عدي في كامله عن ثابت عن أنس رضي الله تعالى عنه قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم «الأنبياء أحياء في قبورهم يصلون» ورواه أبو يعلى برجال ثقات ، ورواه البيهقي وصححه ، وروى من طريق ابن أبي ليلى وهو سيئ الحفظ ـ عن ثابت عن أنس رضي الله تعالى عنه عن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم قال «إن الأنبياء لا يتركون في قبورهم بعد أربعين ليلة ، ولكن يصلون بين يدي الله حتى ينفخ في الصور» قال البيهقي :وإن صح بهذا اللفظ فالمراد والله أعلم ـ لا يتركون لا يصلون إلا هذا المقدار ، ثم يكونوا مصلين فيما بين يدي الله تعالى.

قال البيهقي : ولحياة الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم ـ بعد موتهم شواهد من الأحاديث الصحيحة ، ثم ذكر حديث «مررت بموسى وهو قائم يصلي في قبره» وغيره من أحاديث لقاء النبي صلى الله تعالى عليه وسلم الأنبياء وصلاته بهم ، وحديث الصحيحين «فإذا موسى باطش بجانب العرش ، فلا أدري أكان فيمن صعق فأفاق قبلي أم كان ممن

١٧٩

استثنى اللهعزوجل » قال البيهقي : وهذا إنما يصح على أن اللهعزوجل يردّ على الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم أرواحهم ، فهم أحياء عند ربهم كالشهداء ، فإذا نفخ في الصور النفخة الأولى صعقوا فيمن صعق ، ثم لا يكون ذلك موتا في جميع معانيه ، إلا في ذهاب الاستشعار في تلك الحالة. ويقال : إن الشهداء ممن استثنى اللهعزوجل بقوله :( إِلَّا مَنْ شاءَ اللهُ ) قال : وروينا في ذلك خبرا مرفوعا ، وذكر أيضا حديث أوس بن أوس مرفوعا «أفضل أيامكم يوم الجمعة ، فيه خلق آدم ، وفيه قبض ، وفيه النفخة ، وفيه الصعقة ، فأكثروا عليّ من الصلاة فيه ، فإن صلاتكم معروضة علي» قالوا : وكيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرمت؟ يقولون بليت ، فقال «إن الله حرّم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء» أخرجه أبو داود وابن ماجه وابن حبان في صحيحه والحاكم وصححه ، وذكر البيهقي له شواهد ، ثم ذكر حديث «إن لله ملائكة سيّاحين يبلغون عن أمتي السلام» وغيره.

وروى ابن ماجه بإسناد جيد ـ كما قال المنذري ـ عن أبي الدرداء قال : قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم «أكثروا الصلاة عليّ يوم الجمعة فإنه مشهود تشهده الملائكة ، وإن أحد يصلّي علي إلا عرضت عليّ صلاته حين يفرغ منها» قال : قلت : وبعد الموت؟ قال «وبعد الموت ، إن الله حرم عليّ الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء عليهم الصلاة والسلام» فنبي اللهصلى‌الله‌عليه‌وسلم حي يرزق ، هذا لفظ ابن ماجه ، قال السبكي : وفي إسناده زيد بن أيمن عن عبادة بن نسئ ، إلا أنه بتقوى باعتضاده بغيره.

وروى البزار برجال الصحيح عن عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وسلم قال «إن لله ملائكة سيّاحين يبلغونّي عن أمتي» قال : وقال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم «حياتي خير لكم ، تحدثون ويحدث لكم ، ووفاتي خير لكم ، تعرض علي أعمالكم ، فما رأيت من خير حمدت الله عليه ، وما رأيت من شر استغفرت الله لكم».

وقال الأستاذ أبو منصور البغدادي في أجوبة مسائل الجاجرميين : قال المتكلمون المحققون من أصحابنا : إن نبينا محمداصلى‌الله‌عليه‌وسلم حي بعد وفاته ، يسرّ بطاعات أمته ، وإن الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم لا يبلون ، وسيأتي في الفصل الثالث قول ابن حبيب :فإنهصلى‌الله‌عليه‌وسلم يسمع ويعلم وقوفك بين يديه.

وقال البيهقي في كتاب الاعتقاد : الأنبياء عليهم الصلاة والسلام بعد ما قبضوا ردّت إليهم أرواحهم ؛ فهم أحياء عند ربهم كالشهداء ، وقد رأى نبيّنا صلى الله تعالى عليه وسلم ليلة المعراج جماعة منهم ، قال : وقد أفردنا لإثبات حياتهم كتابا.

قلت : ويؤيد ذلك حديث «إن عيسى ابن مريمعليه‌السلام مار بالمدينة حاجا أو معتمرا ، وإن سلم عليّ لأردّنّ عليه».

١٨٠

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

المصري، عن ثوابة، عن مسعود، عن أنس - في حديث - قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) لعثمان بن مظعون: من صلّى صلاة الفجر في جماعة ثمّ جلس يذكر الله حتى تطلع الشمس كان له في الفردوس سبعون درجة، بعدُ مابين كلّ درجتين كحضر(١) الفرس الجواد المضمر سبعين سنة.

[ ٨٤٤٦ ] ٩ - وعن محمّد بن الحسن، عن الصفّار، عن إبراهيم بن هاشم، عن الحسن بن محبوب، عن سعد بن طريف، عن عمير بن ميمون قال: رأيت الحسن بن علي( عليه‌السلام ) يقعد في مجلسه حين يصلّي الفجر حتى تطلع الشمس، وسمعته يقول: سمعت رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) يقول: من صلّى الفجرثمّ جلس في مجلسه يذكر الله حتى تطلع الشمس ستره الله من النار، ستره الله من النار، ستره الله من النار.

[ ٨٤٤٧ ] ١٠ - وفي( الخصال) بإسناده الآتي (٢) عن علي( عليه‌السلام ) - في حديث الأربعمائة - قال: الجلوس في المسجد بعد طلوع الفجر إلى طلوع الشمس أسرع في طلب الرزق من الضرب في الأرض.

[ ٨٤٤٨ ] ١١ - محمّد بن يعقوب، عن الحسين بن محمّد، عن معلّى بن محمّد، عن الحسن بن علي، عن حمّاد بن عثمان قال: سمعت أبا عبد الله( عليه‌السلام ) يقول: لجلوس الرجل في دبر صلاة الفجرإلى طلوع الشمس أنفذ في طلب الرزق من ركوب البحر، الحديث.

أقول: ويأتي ما يدلّ على ذلك(٣) .

____________________

(١) حضر الفرس: أي عدوها ( مجمع البحرين - حضر - ٣: ٢٧٣ ).

٩ - أمالي الصدوق: ٤٦١/٣.

١٠ - الخصال: ٦١٦.

(٢) يأتي في الحديث ٦ من الباب ٢٣ من أبواب الدعاء.

١١ - الكافي ٥: ٣١٠/٢٧، وأورد ذيله في الحديث ٣ من الباب ١٣ من هذه الأبواب، وتمامه في الحديث ٧ من الباب ٢٩ من أبواب مقدمات التجارة.

(٣) يأتي في الباب ٢٥ و ٣٦ من هذه الأبواب، وفي الحديث ٩ من الباب ٢ من أبواب سجدتي =

٤٦١

١٩ - باب استحباب لعن أعداء الدين عقيب الصلاة بأسمائهم

[ ٨٤٤٩ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن الحسين، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع، عن الخيبري، عن الحسين بن ثوير وأبي سلمة السرّاج قالا: سمعنا أبا عبد الله( عليه‌السلام ) وهو يلعن في دبر كلّ مكتوبة أربعة من الرجال وأربعاً من النساء، فلان وفلان وفلان ويسمّيهم ومعاوية، وفلانة وفلانة وهنداً وأُمّ الحكم اخت معاوية.

محمّد بن الحسن بإسناده عن محمّد بن يحيى، مثله، إلّا أنّه ترك قوله: عن الخيبري(١) .

[ ٨٤٥٠ ] ٢ - وبإسناده عن محمّد بن علي بن محبوب، عن محمّد بن الحسين، عن محمّد بن سنان، عن عمار بن مروان، عن المنخل، عن ابن جميل، عن جابر، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: إذا انحرفت عن صلاة مكتوبة فلا تنحرف إلّا بانصراف لعن بني أُميّة.

____________________

= الشكر، وفي الباب ٤٧ من أبواب الدعاء، وفي الباب ٤٩ من أبواب الذكر، وفي الحديث ٣ و ١٥ من الباب ٣٣ من أبواب الجمعة، وتقدم ما يدل على ذلك في الحديث ٢ من الباب ٥٩ من أبواب المواقيت.

الباب ١٩

وفيه حديثان

١ - الكافي ٣: ٣٤٢/١٠.

(١) التهذيب ٢: ٣٢١/١٣١٣.

٢ - التهذيب ٢: ١٠٩/٤١١ و ٣٢١/١٣١٢.

٤٦٢

٢٠ - باب استحباب الشهادتين والإقرار بالأئمّة ( عليهم‌السلام ) بعد كلّ صلاة

[ ٨٤٥١ ] ١ - محمّد بن الحسن بإسناده عن محمّد بن علي بن محبوب، عن إبراهيم بن إسحاق النهاوندي، عن أبي عاصم يوسف، عن محمّد بن سليمان الديلمي قال: سألت أبا عبد الله( عليه‌السلام ) فقلت له: جعلت فداك، إنّ شيعتك تقول: إنّ الايمان مستقرّ ومستودع، فعلّمني شيئاً إذا قلته استكملت الايمان، قال: قل في دبر كلّ صلاة فريضة: رضيت بالله ربّاً وبمحمّد نبيّاً، وبالاسلام ديناً، وبالقرآن كتاباً، وبالكعبة قبلة، وبعلي وليّاً وإماماً، وبالحسن والحسين والأئمّة( صلوات الله عليهم )، اللهمّ إنّي رضيت بهم أئمّة فارضني لهم إنّك على كلّ شيء قدير.

أقول: ويأتي ما يدلّ على ذلك(١)

٢١ - باب استحباب الموالاة في تسبيح الزهراء ( عليها‌السلام ) وعدم قطعه، واعادته مع الشك فيه لا مع الزيادة، وجواز احتساب سبق الاصابع اللسان

[ ٨٤٥٢ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن أحمد بن إدريس، عن محمّد بن أحمد، عن يعقوب بن يزيد، عن محمّد بن جعفر، عمَّن ذكره، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) ، أنّه كان يسبّح تسبيح فاطمة (عليها‌السلام ) فيصله ولا يقطعه

____________________

الباب ٢٠

وفيه حديث واحد

١ - التهذيب ٢: ١٠٩/٤١٢.

(١) يأتي في الأحاديث ٦ و ٩ و ١٢ و ١٤ من الباب ٢٤ من أبواب التعقيب، وفي الحديث ٦ من الباب ٤٨ من أبواب الذكر.

الباب ٢١

وفيه ٤ أحاديث

١ - الكافي ٣: ٣٤٢/١٢.

٤٦٣

[ ٨٤٥٣ ] ٢ - وعنه، عن محمّد بن أحمد رفعه قال: قال أبو عبد الله( عليه‌السلام ) : إذا شككت في تسبيح فاطمة (عليها‌السلام ) فأعد.

[ ٨٤٥٤ ] ٣ - وعن محمّد بن الحسن يعني الصفّار، عن سهل بن زياد، بإسناده عن سماعة بن مهران، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: من سبقت أصابعه لسانه حسب له.

[ ٨٤٥٥ ] ٤ - أحمد بن علي بن أبي طالب الطبرسي في( الاحتجاج ): عن محمّد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن صاحب الزمان( عليه‌السلام ) ، أنّه كتب إليه يسأله عن تسبيح فاطمة (عليها‌السلام ) من سها فجاز التكبير أكثر من أربع وثلاثين، هل يرجع إلى أربع وثلاثين أو يستأنف؟ وإذا سبّح تمام سبعة وستّين، هل يرجع إلى ستّ وستين أو يستأنف؟ وما الذي يجب في ذلك؟ فأجاب( عليه‌السلام ) إذا سها في التكبير حتى تجاوز أربعاً وثلاثين عاد إلى ثلاث وثلاثين ويبني عليها، وإذا سها في التسبيح فتجاوز سبعاً وستّين تسبيحة عاد إلى ستة وستين وبني عليها، فإذا جاوز التحميد مائة فلا شيء عليه.

أقول: قد عرفت الوجه في الترتيب(١) .

٢٢ - باب استحباب المواظبة بعد كلّ صلاة على سؤال الجنّة والحور العين، والاستعاذة من النار، والصلاة على محمّد وآله، وكراهة ترك ذلك

[ ٨٤٥٦ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن

____________________

٢ - الكافي ٣: ٣٤٢/١١.

٣ - الكافي ٣: ٣٤٤/٢١.

٤ - الاحتجاج: ٤٩٢.

(١) تقدم وجه الترتيب في الباب ١٠ من هذه الأبواب.

الباب ٢٢

وفيه ٧ أحاديث

١ - الكافي ٣: ٣٤٣/١٩.

٤٦٤

حمّاد بن عيسى، عن حريز، عن زرارة قال: قال أبو جعفر( عليه‌السلام ) : لا تنسوا الموجبتين، أو قال: عليكم بالموجبتين في دبر كلّ صلاة، قلت: وما الموجبتان؟ قال: تسأل الله الجنّة، وتعوذ بالله من النار.

ورواه الشيخ بإسناده عن محمّد بن يعقوب(١) .

ورواه الصدوق في( معاني الأخبار) عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن يعقوب بن يزيد، عن حمّاد، مثله (٢) .

[ ٨٤٥٧ ] ٢ - وعن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن علي بن الحكم، عن داود العجلي قال: سمعت أبا عبد الله( عليه‌السلام ) يقول: ثلاث أُعطين سمع الخلائق: الجنّة، والنار، والحور العين، فإذا صلّى العبد فقال: « اللهمّ اعتقني من النار، وأدخلني الجنّة، وزوّجني من الحور العين » قالت النار: يا ربّ، إنّ عبدك قد سألك أن تعتقه منّي فأعتقه، وقالت الجنّة: يا ربّ، إنّ عبدك قد سألك إيّاي فأسكنه، وقالت الحور العين: يا ربّ، إنّ عبدك قد خطبنا إليك فزوّجه منّا، فإن هو انصرف من صلاته ولم يسأل الله شيئاً من هذا، قلن الحور العين: إنّ هذا العبد فينا لزاهد، وقالت الجنّة: إنّ هذا العبد فيّ لزاهد، وقالت النار: إنّ هذا العبد بي لجاهل.

[ ٨٤٥٨ ] ٣ - محمّد بن علي بن الحسين في( الخصال ): عن أحمد بن زياد بن جعفر، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عائذ الأحمسي، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: أربعة اعطوا(٣) سمع الخلائق: النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) ، وحور العين، والجنة، والنار، فما

____________________

(١) التهذيب ٢: ١٠٨/٤٠٨.

(٢) معاني الأخبار: ١٨٣.

٢ - الكافي ٣: ٣٤٤/٢٢.

٣ - الخصال: ٢٠٢/١٧.

(٣) في المصدر: أوتوا.

٤٦٥

من عبد يصلّي على النبي( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) أو يسلّم عليه إلّا بلغه ذلك وسمعه، وما من أحد قال: اللهم زوّجني من الحور العين إلّا سمعنه وقلن: يا ربّنا، إنّ فلاناً قد خطبنا إليك فزوّجنا منه، وما من أحد يقول: اللهم أدخلني الجنّة إلّا قالت الجنّة: اللهمّ أسكنه فيّ، وما من أحد يستجير بالله من النار إلّا قالت النار: يا ربّ أجره مني.

[ ٨٤٥٩ ] ٤ - وفي كتاب( فضل(١) الشيعة) عن أبيه، عن سعد، عن أحمد بن محمّد، عن الحسن بن علي بن فضّال، عن محمّد بن الفضل، عن أبي حمزة قال: سمعت أبا عبد الله( عليه‌السلام ) يقول: إذا قام المؤمن في الصلاة بعث الله الحور العين حتّى يحدقن به، فإذا انصرف ولم يسأل الله منهنّ شيئاً( انصرفن متعجبات) (٢) .

ورواه ابن فهد في( عدة الداعي ): عن أبي حمزة، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) ، مثله(٣) .

[ ٨٤٦٠ ] ٥ - الحسين بن سعيد في كتاب( الزهد ): عن النضر بن سويد، عن درست، عن رجل، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: لو أنّ حوراء من حور الجنّة أشرفت على أهل الدنيا وأبدت ذؤابة من ذوائبها( لافتتن بها أهل الدنيا) (٤) ، وإنّ المصلّي ليصلّي فإن لم يسأل ربّه أن يزوّجه من الحور العين قلن: ما أزهد هذا فينا؟!

[ ٨٤٦١ ] ٦ - أحمد بن فهد في( عدّة الداعي) عن أمير المؤمنين( عليه

____________________

٤ - فضائل الشيعة: ٣٦/٣٥.

(١) كذا في الاصل.

(٢) في المصدر: تفرقن وهن متعجبات.

(٣) عدة الداعي: ٥٨.

٥ - الزهد: ١٠٢/٢٨٠.

(٤) في المصدر: ( لافتن ) لامتن أهل الدنيا - أو لأماتت أهل الدنيا.

٦ - عدة الداعي: ١٥٢.

٤٦٦

السلام) قال: أعطي السمع أربعة: النبي( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) ، والجنة، والنار، والحور العين، فإذا فرغ العبد من صلاته فليصلّ على النبي( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) ، وليسأل الله الجنة، وليستجر بالله من النار، وليسأل الله أن يزوّجه الحور العين، فإنّه من صلّى على النبي( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) رفعت دعوته، ومن سأل الله الجنّة قالت الجّنة: يا ربّ، أعط عبدك ما سأل، ومن استجار بالله من النار قالت النار: يا ربّ، أجر عبدك ممّا استجارك منه، ومن سأل الحور العين قلن: يا ربّ، أعط عبدك ما سأل.

ورواه الصدوق في( الخصال) (١) بإسناده الآتي عن علي(٢) ( عليه‌السلام ) - في حديث الأربعمائة - مثله.

[ ٨٤٦٢ ] ٧ - وعنه( عليه‌السلام ) قال: لا ينفتل العبد من صلاته حتى يسأل الله الجنّة، ويستجير به من النار، وأن يزوّجه الحور العين.

٢٣ - باب استحباب قراءة الحمد، وآية « شهد الله » وآية الكرسي، وآية الملك، بعد كل فريضة، وقراءة التوحيد عند الخوف أو مائة آية

[ ٨٤٦٣ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن حميد بن زياد، عن الحسن(٣) بن محمّد، عن أحمد بن الحسن الميثمي، عن يعقوب بن شعيب، عن أبي عبد الله

____________________

(١) الخصال: ٦٣٠.

(٢) يأتي في الحديث ٦ من الباب ٢٣ من ابواب الدعاء.

عدّة الداعي: ٥٨، وأورد مثله عن الخصال في الحديث ١٦ من الباب ١ من أبواب أفعال الصلاة، يأتي ما يدلّ على بعض المقصود في الحديث ١ من الباب ٢٩ من هذه الأبواب وفي الحديث ١٠ من الباب ٤٨ من أبواب الذكر.

الباب ٢٣

وفيه حديثان

١ - الكافي ٢: ٤٥٤/٢.

(٣) في المصدر: الحسين.

٤٦٧

( عليه‌السلام ) قال: لـمّا أمر الله هذه الآيات أن يهبطن إلى الأرض تعلّقن بالعرش وقلن: أي ربّ، إلى أين تهبطنا إلى أهل الخطايا والذنوب؟! فأوحى الله عزّ وجل إليهنّ: اهبطن، فوعزّتي وجلالي لا يتلوكنّ أحد من آل محمّد وشيعتهم في دبر ما افترضت عليه (١) إلّا نظرت إليه بعيني المكنونة في كلّ يوم سبعين نظرة، أقضي له في كلّ نظرة سبعين حاجة وقبلته على ما كان فيه من المعاصي، وهي: أُم الكتاب، و( شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالمـَلَائِكَةُ وَأُولُوا العِلمِ ) (٢) ، وآية الكرسي، وآية الملك.

[ ٨٤٦٤ ] ٢ - وعن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن الحسن بن علي، عن الحسن بن جهم، عن إبراهيم بن مهزم، عن رجل سمع أبا الحسن( عليه‌السلام ) يقول: من قرأ آية الكرسي عند منامه لم يخف الفالج، إن شاء الله، ومن قرأها في دبر كلّ فريضة لم يضرّه ذو حمّة.

وقال: من قدّم( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ) بينه وبين جبّار منعه الله عزّ وجلّ منه، يقرؤها من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله، فإذا فعل ذلك رزقه الله عزّ وجلّ خيره ومنعه من شرّه، وقال: إذا خفت أمراً فاقرأ مائة آية من القرآن من حيث شئت، ثمّ قال: اللهمّ اكشف عنّي البلاء، ثلاث مرّات.

ورواه الصدوق في( ثواب الأعمال ): عن محمّد بن الحسن، عن الصفّار، عن أحمد بن محمّد، مثله، إلى قوله: لم يضرّه ذو حمّة (٣) .

ورواه أيضاً عن أبيه، عن سعد، عن أحمد بن محمّد، عن الحسن بن علي، عن الحسن بن الجهم، مثله(٤) ، إلّا أنّه اقتصر على قوله: من قدّم

____________________

(١) في نسخة زيادة: يعني المكتوبة ( هامش المخطوط ).

(٢) آل عمران ٣: ١٨.

٢ - الكافي ٢: ٤٥٥/٨.

(٣) ثواب الأعمال: ١٣١.

(٤) ثواب الأعمال: ١٥٧/٩، يأتي ما يدلّ على بعض المقصود في الحديث ١٣ من الباب ٢٤ من هذا الأبواب.

٤٦٨

( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ) إلى آخره.

٢٤ - باب نبذة ممّا يستحبّ أن يدعى به عقيب كلّ فريضة

[ ٨٤٦٥ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حمّاد، عن حريز، عن زرارة، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: أقلّ ما يجزيك من الدعاء بعد الفريضة أن تقول: اللهم إنّي أسألك من كلّ خير أحاط به علمك، وأعوذ بك من كلّ شرّ أحاط به علمك، اللهم إنّي أسألك عافيتك في أموري كلّها، وأعوذ بك من خزي الدنيا وعذاب الآخرة.

ورواه الصدوق مرسلاً، نحوه(١) .

ورواه في( معاني الأخبار) عن أبيه، عن سعد، عن أحمد بن محمّد بإسناد متّصل عن الصادق( عليه‌السلام ) (٢) .

ورواه الشيخ بإسناده عن محمّد بن يعقوب، مثله(٣) .

[ ٨٤٦٦ ] ٢ - وعنه، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن معاوية بن عمّار قال: من قال في دبر الفريضة: يا من يفعل ما يشاء ولا يفعل ما يشاء أحد غيره، ثلاثاً ثمّ سأل أُعطي ما سأل.

[ ٨٤٦٧ ] ٣ - وعن محمّد بن يحيى، عن عبد الله بن محمّد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن أبان، عن محمّد الواسطي قال: سمعت أبا عبد الله

____________________

الباب ٢٤

وفيه ١٤ حديث

١ - الكافي ٣: ٣٤٣/١٦.

(١) الفقيه ١: ٢١٢/٩٤٨.

(٢) معاني الأخبار: ٣٩٤/٤٦.

(٣) التهذيب ٢: ١٠٧/٤٠٧.

٢ - الكافي ٢: ٣٩٩/٩.

٣ - الكافي ٣: ٣٤٣/١٨.

٤٦٩

( عليه‌السلام ) يقول: لا تدع في دبر كلّ صلاة: أُعيذ نفسي وما رزقني ربّي بالله الواحد الصمد، حتى تختمها، وأُعيذ نفسي وما رزقني ربّي بربّ الفلق، حتى تختمها، وأعيذ نفسي وما رزقني ربّي بربّ الناس، حتى تختمها.

ورواه الشيخ بإسناده عن محمّد بن يعقوب، مثله(١) .

وعن الحسين بن محمّد، عن معلّى بن محمّد، عن الوشّاء، عن أبان، وذكر مثله(٢) .

[ ٨٤٦٨ ] ٤ - وعنه، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن عبد الصمد، عن الحسين بن حمّاد، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: من قال في دبر صلاة الفريضة قبل أن يثني رجليه: أستغفر الله الذي لا إله إلّا هو الحيّ القيوم ذا الجلال والاكرام وأتوب إليه، ثلاث مرّات غفر الله له ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر.

[ ٨٤٦٩ ] ٥ - وعنه، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن عبد العزيز، عن بكر بن محمّد، عمّن رواه، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: من قال هذه الكلمات عند كلّ صلاة مكتوبة حفظ في نفسه وداره وماله وولده: أجير نفسي ومالي وولدي وأهلي وداري وكلّ ما هو منّي بالله الواحد الأحد الصمد، إلى آخرها، وأجير نفسي ومالي وولدي وكلّ ما هو منّي بربّ الفلق من شرّ ما خلق، إلى آخرها، وبربّ الناس، إلى آخرها، وآية الكرسي إلى آخرها.

ورواه الصدوق مرسلاً(٣) .

[ ٨٤٧٠ ] ٦ - وعنه، عن أحمد، عن محمّد بن سنان، عن عبد الملك

____________________

(١) التهذيب ٢: ١٠٨/٤٠٩.

(٢) الكافي ٣: ٣٤٦/٢٧.

٤ - الكافي ٢: ٣٧٨/١.

٥ - الكافي ٢: ٣٩٩/٨.

(٣) الفقيه ١: ٢١٦/٩٦٠.

٦ - الكافي ٣: ٣٤٥/٢٦.

٤٧٠

القمي، عن إدريس أخيه قال: سمعت أبا عبد الله( عليه‌السلام ) يقول: إذا فرغت من صلاتك فقل: اللهم إنّي أدينك بطاعتك وولايتك، وولاية رسولك، وولاية الأئمة من أوّلهم إلى آخرهم، وتسمّيهم، ثمّ قل: اللهّم إنّي أدينك بطاعتك وولايتهم، والرضا بما فضّلتهم به، غير متكبّر ولا مستكبر، على معنى ما أنزلت في كتابك على حدود ما أتانا فيه، وما لم يأتنا، مؤمن مقرّ مسلم بذلك، راض بما رضيت به يا ربّ، أريد به وجهك والدار الآخرة، مرهوباً ومرغوباً إليك فيه، فأحيني ما أحييتني على ذلك، وأمتني إذا أمتّني على ذلك، وابعثني إذا بعثتني على ذلك، وإن كان منّي تقصير فيما مضى فإنّي أتوب إليك منه، وأرغب إليك فيما عندك، وأسألك أن تعصمني من معاصيك، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين أبداً ما أحييتني، لا أقلّ من ذلك ولا أكثر، إنّ النفس لأمّارة بالسوء إلّا ما رحمت يا أرحم الراحمين، وأسألك أن تعصمني بطاعتك حتّى تتوفّاني عليها وأنت عنّي راض، وأن تختم لي بالسعادة، ولا تحوّلني عنها أبداً، ولا قوّة إلّا بك.

[ ٨٤٧١ ] ٧ - وعن علي بن محمّد، عن سهل بن زياد، عن علي بن مهزيار قال: كتب محمّد بن إبراهيم إلى أبي الحسن( عليه‌السلام ) : إن رأيت يا سيدي أن تعلّمني دعاءاً أدعو به في دبر صلواتي يجمع الله لي به خير الدنيا والآخرة، فكتب( عليه‌السلام ) : تقول: أعوذ بوجهك الكريم، وعزّتك التي لا ترام، وقدرتك التي لا يمتنع منها شيء، من شرّ الدنيا والآخرة وشرّ الأوجاع كلّها.

[ ٨٤٧٢ ] ٨ - وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حمّاد بن عثمان، عن سيف بن عميرة قال: سمعت أبا عبد الله( عليه‌السلام ) يقول: جاء جبرئيل إلى يوسف وهو في السجن فقال له: يا يوسف، قل في دبر

____________________

٧ - الكافي ٣: ٣٤٦/٢٨.

٨ - الكافي ٢: ٣٩٩/٧.

٤٧١

كلّ صلاة: اللهم اجعل لي( من أمري) (١) فرجاً ومخرجاً، وارزقني من حيث أحتسب ومن حيث لا أحتسب.

ورواه الصدوق مرسلاً(٢) .

ورواه في( المجالس ): عن محمّد بن موسى بن المتوكّل، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن محمّد بن أبي عمير، عن حمّاد بن عثمان، عن مسمع أبي سيّار، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) ، مثله، إلّا أنّه قال: كلّ صلاة مفروضة، وقال في آخره: ثلاث مرّات (٣) .

[ ٨٤٧٣ ] ٩ - محمّد بن الحسن بإسناده عن الحسين بن سعيد، عن النضر بن سويد، والحسن بن سعيد، عن زرعة، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: قل بعد التسليم: الله أكبر، لا إله إلّا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت وهوحيّ لا يموت، بيده الخير، وهو على كلّ شيء قدير، لا إله إلّا الله وحده، صدق وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده، اللهمّ اهدني لما اختلف فيه من الحقّ بإذنك إنّك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم.

[ ٨٤٧٤ ] ١٠ - وعنه، عن معاوية بن شريح، عن معاوية بن وهب، عن عمرو بن نهيك، عن سلام(٤) المكّي، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: أتى رجل إلى النبي( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) يقال له: شيبة الهذيلي، فقال: يا رسول الله، علّمني كلاماً ينفعني الله به، وخفّف عليّ - إلى أن قال - فقال:

____________________

(١) كتب المصنف على ما بين القوسين علامة نسخة.

(٢) الفقيه ١: ٢١٣/٩٥٠.

(٣) امالي الصدوق: ٤٦١/٤.

٩ - التهذيب ٢: ١٠٦/٤٠٢.

١٠ - التهذيب ٢: ١٠٦/٤٠٤.

(٤) في ثواب الأعمال: سالم ( هامش المخطوط ).

٤٧٢

تقول في دبر كلّ صلاة: اللهمّ اهدني من عندك، وأفض عليّ من فضلك، وانشر عليّ من رحمتك، وأنزل عليّ من بركاتك، ثمّ قال النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) : أما إنّه إن وافى بها يوم القيامة لم يدعها متعمّداً فتح الله له ثمانية أبواب من أبواب الجنّة يدخل من أيّها شاء.

ورواه الصدوق في( المجالس) (١) وفي( ثواب الأعمال) (٢) عن أبيه، عن سعد، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن ابن أبي عمير، عن معاوية بن وهب، مثله.

[ ٨٤٧٥ ] ١١ - محمّد بن علي بن الحسين قال: قال أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) : من أراد أن يكتال بالمكيال الأوفى فليكن آخر قوله: سبحان ربّك ربّ العزّة عمّا يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله ربّ العالمين، فإنّ له من كلّ مسلم حسنة.

[ ٨٤٧٦ ] ١٢ - أحمد بن أبي عبد الله البرقي في( المحاسن) عن أبيه، عن صفوان، عن إسحاق بن عمّار قال: قال أبو عبد الله( عليه‌السلام ) : من قال بعد فراغه(٣) من الصلاة قبل أن تزول ركبته: أشهد أن لا إله إلّا الله، وحده لا شريك له، إلهاً واحداً أحداً صمداً، لم يتّخذ صاحبةً ولا ولدا، عشر مرّات محا الله عنه أربعين ألف ألف سيئة، وكتب له أربعين ألف ألف حسنة، وكان مثل من قرأ القرآن اثنتي عشرة مرّة، ثم التفت إليّ فقال: أما أنا فلا تزول ركبتي حتى أقولها مائة مرة، وأمّا أنتم فقولوها عشر مرّات.

[ ٨٤٧٧ ] ١٣ - عبد الله بن جعفر الحميري في( قرب الإسناد ): عن

____________________

(١) أمالي الصدوق: ٥٤/٥.

(٢) ثواب الأعمال: ١٩٠.

١١ - الفقيه ١: ٢١٣/٩٥٤.

١٢ - المحاسن: ٥١/٧٣.

(٣) في المصدر: الفريضة.

١٣ - قرب الإسناد: ٥٦.

٤٧٣

الحسن بن ظريف، عن الحسين بن علوان، عن جعفر، عن أبيه قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) لعلي( عليه‌السلام ) : يا علي، عليك بتلاوة آية الكرسي في دبر صلاة المكتوبة، فإنّه لا يحافظ عليها إلّا نبي أو صدّيق أو شهيد.

[ ٨٤٧٨ ] ١٤ - وعن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن أبي الحسن الرضا( عليه‌السلام ) ، قال: قلت له: كيف الصلاة على رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) في دبر الفريضة(١) ؟ وكيف السلام عليه؟ فقال( عليه‌السلام ) : تقول: السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته، السلام عليك يا محمّد بن عبد الله، السلام عليك يا خيرة الله، السلام عليك يا حبيب الله، السلام عليك يا صفوة الله، السلام عليك يا أمين الله، أشهد أنّك رسول الله، وأشهد أنّك محمّد بن عبد الله، وأشهد أنّك قد نصحت لأُمّتك، وجاهدت في سبيل ربّك، وعبدته حتى أتاك اليقين، فجزاك الله يا رسول الله أفضل ما جزى نبيّاً عن أُمّته، اللهم صلّ(٢) على محمّد وآل محمّد أفضل ما صلّيت على إبراهيم وآل إبراهيم، إنّك حميد مجيد.

أقول: والأحاديث في ذلك كثيرة جدّاً(٣) .

____________________

١٤ - قرب الإسناد: ١٦٩.

(١) في المصدر: المكتوبة.

(٢) وفيه: فصل.

(٣) تقدم ما يدل عليه في الحديث ٢ من الباب ٤، وفي الباب ٢٠ من هذه الأبواب، ويأتي ما يدل عليه في البابين ٢، ٥ من أبواب سجدتي الشكر.

٤٧٤

٢٥ - باب نبذة ممّا يستحبّ أن يزاد في تعقيب الصبح

[ ٨٤٧٩ ] ١ - محمّد بن الحسن بالإسناد السابق(١) في حديث شيبة الهذيلي، أنّه قال: يا رسول الله، علّمني كلاماً ينفعني الله به وخفّف علي، فقال: إذا صلّيت الصبح فقل عشر مرات: سبحان الله العظيم وبحمده، ولا حول ولا قوّة إلّا بالله العلي العظيم، فإنّ الله يعافيك بذلك من العمى والجنون والجذام والفقر والهرم.

ورواه الصدوق كما تقدّم(٢) .

[ ٨٤٨٠ ] ٢ - وبإسناده عن محمّد بن أحمد بن يحيى، عن معاوية بن حكيم، عن معمر بن خلاّد، عن الرضا( عليه‌السلام ) ، قال: سمعته يقول: ينبغي للرجل إذا أصبح أن يقرأ بعد التعقيب خمسين آية.

ورواه محمّد بن يعقوب بهذا السند(٣) .

[ ٨٤٨١ ] ٣ - محمّد بن يعقوب، عن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن يحيى بن المبارك، عن إبراهيم بن صالح، عن رجل من الجعفريين قال: كان بالمدينة عندنا رجل يكنّى أبا القمقام، وكان محارفاً، فأتى أبا الحسن( عليه‌السلام ) فشكا إليه حرفته، وأخبره أنّه لا يتوجّه في حاجة فتقضى له، فقال له أبو الحسن( عليه‌السلام ) : قل في آخر دعائك من صلاة الفجر: سبحان الله

____________________

الباب ٢٥

وفيه ١٧ حديث

١ - التهذيب ٢: ١٠٦/٤٠٤.

(١) تقدّم في الحديث ١٠ من الباب ٢٤ من هذه الأبواب.

(٢) تقدم في الحديث ١٠ من الباب ٢٤ من هذه الأبواب.

٢ - التهذيب ٢: ١٣٨/٥٣٧.

(٣) الحديث غير مذكور في الكافي.

٣ - الكافي ٥: ٣١٥/٤٦.

٤٧٥

العظيم أستغفر الله وأسأله من فضله، عشر مرّات، قال أبو القمقام: فلزمت ذلك، فوالله ما لبثت إلّا قليلاً حتى ورد عليّ قوم من البادية فاخبروني أنّ رجلاً من قومي مات ولم يعرف له وارث غيري، فانطلقت فقبضت ميراثه وأنا مستغن.

[ ٨٤٨٢ ] ٤ - وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن الحسين بن سعيد، عن فضالة، عن العلاء، عن محمّد بن مسلم قال: سألت أبا جعفر( عليه‌السلام ) عن التسبيح؟ فقال: ما علمت شيئاً موظّفاً(١) غيرتسبيح فاطمة (عليها‌السلام ) ، وعشر مرّات بعد الغداة تقول: لا إله إلّا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت، ويميت ويحيي، بيده الخير وهو على كلّ شيء قدير.

ولكن الانسان يسبّح ما شاء تطوّعاً.

وعن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن ابن محبوب، عن العلاء، مثله(٢) .

[ ٨٤٨٣ ] ٥ - وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن أبي جعفر الشامي، عن هلقام بن أبي هلقام قال: أتيت أبا إبراهيم( عليه‌السلام ) فقلت له: جعلت فداك، علّمني دعاءاً جامعاً للدنيا والآخرة وأوجز، فقال: قل في دبر الفجر إلى أن تطلع الشمس: سبحان الله العظيم وبحمده، استغفر الله وأسأله من فضله.

قال هلقام: لقد كنت من أسوأ أهل بيتي حالاً، فما علمت حتى أتاني ميراث من قبل رجل ما ظننت أن بيني وبينه قرابة، وإنّي اليوم لمن أيسر أهل

____________________

٤ - الكافي ٣: ٣٤٥/٢٥، أورد صدره في الحديث ٢ من الباب ٧ من هذه الأبواب.

(١) في المصدر: موقوفاً.

(٢) الكافي ٢: ٣٨٨/٣٤.

٥ - الكافي ٢: ٤٠٠/١٢.

٤٧٦

بيتي، وما ذاك إلّا بما علّمني مولاي العبد الصالح( عليه‌السلام ) .

ورواه الصدوق بإسناده عن هلقام، نحوه(١) .

[ ٨٤٨٤ ] ٦ - وعن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عمّن ذكره، عن عمر بن محمّد، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) : من صلّى الغداة فقال قبل أن ينقض(٢) ركبتيه عشر مرّات: لا إله إلّا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت، ويميت ويحيي، وهو حيّ لا يموت، بيده الخير، وهو على كلّ شيء قدير، وفي المغرب مثلها، لم يلق الله عزّ وجلّ عبد بعمل أفضل من عمله إلّا من جاء بمثل عمله.

[ ٨٤٨٥ ] ٧ - وعن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن عمرو بن عثمان، وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه جميعاً، عن عبد الله بن المغيرة، عن عبد الله بن مسكان، عن أبي بصير ليث المرادي، عن عبد الكريم بن عتبة، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) ، قال: سمعته يقول: من قال عشر مرّات قبل أن تطلع الشمس وقبل غروبها: لا إله إلّا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت، ويميت ويحيي، وهو حيّ لا يموت، بيده الخير وهو على كلّ شيء قدير، كانت كفّارة لذنوبه ذلك اليوم.

ورواه البرقي في( المحاسن) (٣) عن أبيه وعمرو بن عثمان وأيّوب كلّهم(٤) ، عن ابن مسكان.

____________________

(١) الفقيه ١: ٢١٦/٩٦١.

٦ - الكافي ٢: ٣٧٦/٢.

(٢) وفي نسخة: يقبض ( هامش المخطوط ).

٧ - الكافي ٢: ٣٧٦/١.

(٣) المحاسن: ٣٠/١٨.

(٤) في المصدر زيادة: عن ابن المغيرة.

٤٧٧

ورواه الصدوق بإسناده عن عبد الكريم بن عتبة، مثله(١) .

[ ٨٤٨٦ ] ٨ - وعنهم، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن إسماعيل بن مهران، عن حمّاد بن عثمان قال: سمعت أبا عبد الله( عليه‌السلام ) يقول: من قال: ما شاء الله كان، لا حول ولا قوّة إلّا بالله العليّ العظيم، مائة مرّة حين يصلّي الفجر لم ير يومه ذلك شيئاً يكرهه.

[ ٨٤٨٧ ] ٩ - وبالإسناد عن إسماعيل بن مهران، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: من قال في دبر صلاة الفجر وفي دبر صلاة المغرب سبع مرّات: بسم الله الرحمن الرحيم، لا حول ولا قوّة إلّا بالله العليّ العظيم، دفع الله عزّ وجلّ عنه سبعين نوعاً من أنواع البلاء، أهونه الريح والبرص والجنون، وإن كان شقيّاً محي من الشقاء وكتب في السعداء.

قال الكليني: وفي رواية سعدان، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) ، مثله، إلّا أنّه قال: أهونه الجنون والجذام والبرص، وإن كان شقيّاً رجوت أن يحوّله الله تعالى إلى السعادة(٢) .

[ ٨٤٨٨ ] ١٠ - وعنهم، عن أحمد، عن ابن فضّال، عن الحسن بن الجهم، عن أبي الحسن( عليه‌السلام ) ، مثله، إلّا أنّه قال: يقولها ثلاث مرّات حين يصبح، وثلاث مرّات حين يمسي، لم يخف شيطاناً، ولا سلطاناً، ولا برصاً، ولا جذاماً، ولم يقل سبع مرّات، قال أبو الحسن( عليه‌السلام ) : وأنا أقولها مائة مرّة.

____________________

(١) الفقيه ١: ٢٢١/٩٧٩.

٨ - الكافي ٢: ٣٨٦/٢٤.

٩ - الكافي ٢: ٣٨٦/٢٥.

(٢) الكافي ٢: ٣٨٦/٢٦.

١٠ - الكافي ٢: ٣٨٦/٢٧.

٤٧٨

ورواه البرقي في( المحاسن )، مثله(١) .

[ ٨٤٨٩ ] ١١ - وعنهم، عن أحمد بن محمّد، عن عثمان بن عيسى، عن سماعة، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: إذا صلّيت الغداة والمغرب فقل: بسم الله الرحمن الرحيم، لا حول ولا قوّة إلّا بالله العليّ العظيم، سبع مرّات، فإنّه من قالها لم يصبه جنون، ولا جذام، ولا برص، ولا سبعون نوعاً من أنواع البلاء.

[ ٨٤٩٠ ] ١٢ - وعنه، عن محمّد بن عبد الحميد، عن سعيد(٢) بن زيد قال: قال أبو الحسن( عليه‌السلام ) : إذا صلّيت المغرب فلا تبسط رجلك ولا تكلّم أحداً حتى تقول مائة مرّة: بسم الله الرحمن الرحيم، لا حول ولا قوّة إلّا بالله العليّ العظيم، ومائة مرّة في الغداة، فمن قالها دفع عنه مائة نوع من أنواع البلاء، أدنى نوع منها البرص والجذام والشيطان والسلطان.

[ ٨٤٩١ ] ١٣ - محمّد بن علي بن الحسين في( ثواب الأعمال) عن أبيه، عن سعد، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن محمّد بن أبي عمير، عن أبي أيّوب، عن الصباح بن سيّابة، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: ألا أُعلّمك شيئاً يقي الله به وجهك من حرّ جهنّم؟ قال: قلت: بلى، قال: قل بعد الفجر: اللهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد، مائة مرّة، يقي الله بها وجهك من حرّ جهنّم.

[ ٨٤٩٢ ] ١٤ - وعن أحمد بن محمّد، عن أبيه، عن محمّد بن أحمد، عن أبي

____________________

(١) المحاسن: ٤١/٥١.

١١ - الكافي ٢: ٣٨٦/٢٨.

١٢ - الكافي ٢: ٣٨٦/٢٩.

(٢) في نسخة: سعد - هامش المخطوط -.

١٣ - ثواب الأعمال: ١٨٦.

١٤ - ثواب الأعمال: ١٥٧/٨.

٤٧٩

الحسن النهدي، عن رجل، عن أبان بن عثمان، عن قيس بن الربيع، عن عمار بن زياد، عن عبد الله بن حرّ(١) قال: سمعت أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) يقول: من قرأ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ) أحد عشر مرّة في دبر الفجر لم يتبعه في ذلك اليوم ذنب، وإن رغم أنف الشيطان.

وفي نسخة: بالإسناد عن أبي الحسن، عن رجل، عن فضيل بن عثمان، عن رجل، عن عمّار بن الجهم الزيّات، عن عبد الله بن حرّ(٢) مثله.

[ ٨٤٩٣ ] ١٥ - وفي( ثواب الأعمال) وفي( الخصال ): عن محمّد بن علي ماجيلويه، عن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن أحمد بن يحيى، عن علي بن السندي، عن محمّد بن عمرو بن سعيد، عن عمرو بن سهل، عن هارون بن خارجة، عن جابر الجعفي، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: من استغفر الله بعد صلاة الفجر سبعين مرّة غفر الله له ولو عمل ذلك اليوم أكثر من سبعين ألف ذنب، ومن عمل أكثرمن سبعين ألف ذنب فلا خير فيه.

[ ٨٤٩٤ ] ١٦ - وفي رواية: سبعمائة ذنب.

[ ٨٤٩٥ ] ١٧ - الحسن بن محمّد الطوسي في( المجالس) عن أبيه، عن المفيد، عن أحمد بن محمّد، عن أبيه، عن الصفّار، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن يونس بن عبد الرحمن، عن العلاء بن رزين، عن محمّد بن مسلم، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: من قال بعد صلاة الصبح قبل

____________________

(١ و ٢) في نسخة: جهم - هامش المخطوط - وفي المصدر: الحجر وقد شطب عليه المصنف في الاصل.

١٥ - ثواب الأعمال: ١٩٨، الخصال: ٥٨١/٤.

١٦ - الخصال: ٥٨١/ ذيل الحديث ٤.

١٧ - أمالي الطوسي ٢: ٣٠.

٤٨٠

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527