وسائل الشيعة الجزء ٧

وسائل الشيعة11%

وسائل الشيعة مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 529

المقدمة الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠
  • البداية
  • السابق
  • 529 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 361585 / تحميل: 7482
الحجم الحجم الحجم
وسائل الشيعة

وسائل الشيعة الجزء ٧

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

الإسلام

محمدي الوجود حسيني البقاء

محاضرات

الشيخ أحمد الماحوزي

تدوين وتقرير

السيد مصطفى المزيدي

١

٢

بسم الله الرحمن الرحيم

( الإسلام محمدي الوجود حسيني البقاء )

مقولة مشهورة ومتداولة عند المؤمنين ، وكون الإسلام محمدي الوجود ممّا لاشك ولا ريب فيه ، ومن البديهيات المتّفق عليها عند كافة أهل الإسلام ، وغيرهم من بقيّة الأديان السماوية وغير السماوية ، أمّا القول ببقاء الإسلام واستمراريته بسبب الحسين (عليه السّلام) وتضحيته فهذا ممّا يحتاج إلى دليل وبرهان

فيا ترى هل ما يعتقده المؤمنون من أنّه لولا الإمام الحسين (عليه السّلام) ، ولولا مواقفه وشهادته في كربلاء لما بقي من الإسلام إلاّ اسمه ومن الدين إلاّ رسمه ، ولكان الإسلام اليوم كبقية الأديان السماوية الأخرى ـ اليهودية والمسيحية ـ ليس لها تطابق مع دين الكليم موسى والمسيح عيسى (عليهما السّلام) إلاّ في الاسم ودعوى الانتساب إليهما ؟

٣

فهل هذه الكلمة ( الإسلام محمدي الوجود ، وحسيني البقاء ) كلمة حبّ وعاطفة أطلقها عشّاق ومحبّي الإمام الحسين (عليه السّلام) ، أم أنّها كلمة لها واقع حقيقي ؟

إذ لعلّ إنسان يتساءل ويقول : كثير من المذاهب الإسلامية لا تنظر إلى الإمام الحسين (عليه السّلام) على أنّه إمام مفترض الطاعة ، كما ينظر إليه المؤمنون ، ومع ذلك فإنّها متمسّكة ظاهراً بالدين وبدستور الإسلام الخالد ( القرآن الكريم ) ، فالإسلام مستمر وباق حتى لو لم يُقتل الإمام الحسين في كربلاء ، بل حتى لو لم يولد الإمام الحسين (عليه السّلام)

إلاّ إنّا نصرّ ونقول :

إنّه لو لم يكن الإمام الحسين (عليه السّلام) ، ولو لم تكن واقعة كربلاء لكان الإسلام اسمه موجود وحقيقته مفقودة ، ولأصبح كبقيّة الأديان السماوية الموجودة الآن ليس له من الحق إلاّ الاسم ، وأنّ مقولة ( الإسلام حسيني البقاء ) لها واقع حقيقي ملموس ممتدّ من قوله (صلّى الله عليه وآله) : (( حسين منّي وأنا من حسين ))(١)

ــــــــــــــــــــ

(١) أخرجه البخاري في الأدب من صحيحه ، ورواه في التاريخ الكبير ٤ / ٤١٥ ، مسند الإمام أحمد ٤ / ١٧٢ ، سنن ابن ماجه ، سنن الترمذي ، المستدرك على الصحيحين ٣ / ١٧٧ ، ولمعرفة دلالة الحديث راجع ما ألقيناه تحت عنوان ( علي منّي وأنا منه )

٤

ولتوضيح ذلك نقول : هناك طائفة من البشر يعتنقون المسيحية ، وطائفة أخرى يعتنقون اليهودية ، ويزعمون أنّها المسيحية التي جاء بها عيسى ، واليهودية التي أنزلت على موسى (عليهما السّلام) ، ولكنّ الواقع يشهد على أنّ المسيحية واليهودية الموجودة الآن لا تشكّل أكثر من ٥% ممّا كانت عليه عند موسى وعيسى (عليهما السّلام) ، بل لعلّه أقل من هذه النسبة

وليس الكلام ـ في مقامنا هذا ـ في اسم المسيحية واليهودية وبعض الأمور الاعتقادية الضئيلة والقليلة والأحكام المتفرّعة على ذلك ، وإنّما الكلام في الطابع العام لهذا الدين أو ذاك ، فالطابع العام لليهودية والمسيحية الموجودتان الآن لا يمتّ بصلة إلى المسيحية واليهودية التي جاء بها عيسى وموسى (عليهما السّلام) ، لا في الاعتقاد ، ولا في الطقوس العبادية

أمّا الإسلام الآن ـ الموجود لدى المذاهب الإسلامية ـ طابعه العام ينطبق مع الإسلام الذي جاء به الرسول الأكرم (صلّى الله عليه وآله)

نعم ، لا ينطبق عليه بحذافيره ، ولكنّه في الأعم الأغلب وفي أكثر الأحكام يتطابق معه ، فما عند المسلمين اليوم بكافّة فرقهم كثير منه مؤسس من قبل الرسول الأكرم (صلّى الله عليه وآله)

وهذه حقيقة واضحة لا يمكن التغافل والغفلة عنها وهو سرّ خلود الإسلام

٥

إلى يوم القيامة ، فهو خالد بهذه الفرق الإسلامية التي تشكّل بمجوعها ٥٠% إلى ٧٠% تقريباً(١) من الدين الذي جاء به النبي الأُمّي (صلّى الله عليه وآله) ، وخالد على نحو الحقيقة والواقعية بتلك الطائفة التي لا تزال على الحق ، وظاهرة به إلى يوم القيامة(٢) ، والتي تشكّل الإسلام والإيمان صورة وقالباً

ـــــــــــــــــــــــ

(١) وهذا بفضل الحسين (عليه السّلام) ولولاه ـ كما سيأتي ذكره ـ لكان شأن هذه المذاهب شأن المذاهب المسيحية لا تشكّل من دين المسيح (عليه السّلام) إلاّ الاسم ودعوى الانتساب

(٢) ففي الحديث المستفيض (( لا تزال طائفة من أُمّتي يُقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة )) ، راجع : صحيح البخاري ٤ /٢٥٣ كتاب المناقب باب ٢٨ ، صحيح مسلم ١ / ١٣٧ كتاب الإيمان باب نزول عيسى (عليه السّلام) ، صحيح سنن أبي داود ـ للألباني ٢ / ٤٧١ ، صحيح سنن ابن ماجه ـ للألباني ١ / ٦ ، سنن الترمذي ٤ / ٤٨٥ ، صحيح سنن النسائي ـ للألباني ٢ / ٧٥٦ ، سلسلة الأحاديث الصحيحة ـ للألباني ٤ / ٥٧١

وأخرجه الإمام أحمد بن حنبل في المسند عن جابر ، وأبي أُمامة ، وثوبان ، وزيد بن أرقم ، ومعاوية بن قرّة ، وجابر بن سمرة ، وأبي هريرة ، ومعاوية بن أبي سفيان ، ومسلمة ، والمغيرة ، وعمران بن الحصين ، راجع المسند ٢ / ٣٢١ ، ٣٤٠ ، ٣٧٩ ، ٥ / ٣٤٥ ، ٣٨٤ ، ٤ / ٩٣ ، ٩٧ ، ٩٩ ، ١٠١ ، ١٠٤ ، ٢٤٤ ، ٢٤٨ ، ٢٥٢ ، ٣٦٩ ، ٤٢٩ ، ٤٣٤ ، ٤٣٧ ، ٥ / ٣٤ ، ٣٥ ، ٩٢ ، ٩٤ ، ٩٨ ، ١٠٣ ، ١٠٥ ، ١٠٦ ، ١٠٨ ، ٢٦٩ ، ٢٧٨ ، ٢٧٩

وفي بعض الروايات : (( ناس من أُمّتي )) ، وبعضها الآخر كما في صحيح البخاري : (( أُمّة قائمة بأمر الله لا يضرّهم مَنْ خذلهم ، ولا مَنْ خالفهم حتى يأتيهم أمر الله وهم على ذلك )) ، وفي بعضها الثالث : (( لن يبرح الدين قائماً ، يقاتل عليه عصابة من المسلمين حتى تقوم الساعة )) ، ( والطائفة ، والعصابة ، والأُمّة ، وناس ) فيها دلالة على أنّ الدين لا يزال قائماً بفئة قليلة من الناس لا بالأغلبية من المسلمين

٦

إذا عرفت ذلك نقول : لولا الإمام الحسين (عليه السّلام) لكان إسلام بقيّة المذاهب والفرق إسلاماً طابعه العام لا يتلاءم مع الإسلام الواقعي والحقيقي الذي جاء به الرسول الأكرم (صلّى الله عليه وآله) ، بل ليس له من الإسلام الواقعي إلاّ الاسم وزعم الانتساب ، كما هو شأن اليهودية والمسيحية

مصادر التشريع

ولبلورة المطلب واتّضاحه نمهّده بمقدّمة ، فنقول :

لا شك أنّ مبدأ انحراف الأديان قاطبة هو الانحراف في مصادر التشريع في كلّ دين ، فما من دين إلاّ وله مصادر التشريع خاصّة به يُستنبط منها عباداته ومعتقداته ، وترك هذه المصادر أو استحداث مصادر أُخرى لم يقرّها هذا الدين أو ذاك ، هو منشأ وبداية الانحراف والابتعاد عن الدين ، بل الاختلاف في منابع المعرفة والتشريع هو منشأ كلّ الاختلاف والتنازع الفكري والثقافي والعقائدي بين بني البشر

فمن باب التوضيح : هناك خلاف بين البشر قاطبة في مصادر المعرفة ، هل هي العقل ، أو الحس ، أو التجربة ، فهناك مذهب ومدرسة عقلية صرفة ، وهناك مدرسة ثانية حسّية صرفة ، وهناك مدرسة ثالثة تجريبية صرفة ، وهناك مدرسة رابعة تعتبر كلّ هذه

٧

المنابع مصادر للمعرفة مع اختلاف في متعلق المعرفة ؛ فبعض المعارف لا سبيل لمعرفتها إلاّ بالعقل ، وبعضها الآخر لا طريق لاستيعابها إلاّ عن طريق الحس ، وبعضها الثالث لا يعرف إلاّ عن طريق التجربة

وبما أنّ هذه المدارس تختلف في مصادر المعرفة ومنابع التشريع ، فيتفرّع على هذا الاختلاف ، الاختلاف والتباين في العقيدة والسلوك العبادي ، وهذا واضح لا غبار عليه ؛ إذ بداية الخلاف بين المدارس يرجع إلى الخلاف في مصادر المعرفة كما ذكرنا

وهذا الخلاف أيضاً جارٍ بين المسلمين في مصادر المعرفة المرتبطة بالدين والإسلام ، فالكتاب والسُنّة مجمع على كونهما من مصادر المعرفة والتشريع عند الجميع ، وهنالك خلاف في كون : سنة أهل البيت (عليهم السّلام) ، وسنة الصحابي ، والقياس ، والمصالح المرسلة ، وسد الذرائع ، والاستحسان ، مصادر للمعرفة والتشريع الإسلامي

وباختلاف المصادر تختلف الأحكام ؛ سواء المرتبطة بالجانب العقائدي ، أو المرتبطة بالأحكام الفرعية ـ العبادات والمعاملات ـ

٨

فمَنْ جعل أهل البيت (عليهم السّلام)(١) مصدراً للمعرفة والتشريع تختلف عقائده وممارساته عمّنْ لم يجعلهم (عليهم السّلام) مصدراً لذلك

ومَنْ جعل قول وفعل وتقرير الصحابي ـ مهما كانت صحبته مع الرسول (صلّى الله عليه وآله) ـ مصدراً للمعرفة والتشريع ، تختلف عقائده وممارساته عمّنْ لم يجعلهم مصدراً للمعرفة والتشريع(٢)

ولكن ، هذا الخلاف كما أشرنا إليه بشكل موجز لا يؤدّي إلى غياب الطابع العام للإسلام(٣) ، بل يبقى الطابع العام طابعاً إسلامياً نعم ، الإسلام بمعناه الحقيقي لا يوجد إلاّ في طائفة واحدة المشار

ــــــــــــــــــــ

(١) كما هو مقتضى الأدلة الكثيرة والمعتبرة والواضحة ، كحديث الثقلين وحديث سفينة نوح وغيرهما

(٢) ولذلك ذهب أغلبية المسلمين ـ تبعاً للخليفة عمر بن الخطاب ـ إلى أنّ قول الرجل لزوجته : أنت طالق طالق طالق ، في مجلس واحد هو طلاق ثلاثي بحاجة إلى محلّل ، خلافاً لقوله تعالى : ( الطَّلاَقُ مَرَّتَانِ فَإمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ ) ، ( فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلاَ تَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ حَتَّى تَنكِحَ زَوْجاً غَيْرَهُ ) ، وخلافاً لسُنّة الرسول وسيرة أبي بكر ، وستأتي تتمّة لذلك فانتظر

(٣) مع ملاحظة الجهود التي بذلها سيّد المتّقين علي بن أبي طالب (عليه السّلام) في تصحيح سيرة الخلفاء بعد الرسول الأكرم (صلّى الله عليه وآله) ، وإرشاد بقيّة الصحابة والتابعين إلى مصادر التشريع الحقّة ، حتى قال الخليفة عمر بن الخطاب في مواقف كثيرة : ( لولا علي لهلك عمر ) ، ( لا أبقاني الله لمعضلة ليس لها أبو الحسن )

٩

إليها في قوله (صلّى الله عليه وآله) المتقدّم : (( لا تزال طائفة من أُمّتي ظاهرين على الحق ))

الأئمّة المضلّون

نعم ، الذي يمحق الإسلام محقاً ، ويمحي تعاليمه وسننه هو اتّخاذ الأئمّة المضلّين فقط ، وجعلهم حجّة على الدين ومصادر للمعرفة والتشريع ، فهذا ما يُخاف به على الإسلام ، وهذا ما حذّر منه الإسلام والقرآن في عدّة من البيانات والآيات

من تلك الآيات التي تشير إلى هذا الخطر الكبير :

قوله تعالى : (اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا إِلَهاً وَاحِداً لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ )(١)

قال الإمام الصادق (عليه السّلام) في تفسير الآية : (( أما والله ، ما دعوهم إلى عبادة أنفسهم ؛ ولو دعوهم إلى عبادة أنفسهم ما أجابوهم ، ولكن أحلّوا لهم حراماً وحرّموا عليهم حلالاً ؛ فعبدوهم من حيث لا يشعرون))(٢)

ـــــــــــــــــ

(١) سورة التوبة / ٣١

(٢) الكافي ١ / ٥٤٣ ، المحاسن / ٢٤٦

١٠

قال الرازي : الأكثرون من المفسرين(١) قالوا : ليس المراد من الأرباب أنّهم اعتقدوا فيهم أنّهم آلهة العالم ، بل المراد أنّهم أطاعوهم في أوامرهم ونواهيهم

نُقل أنّ عدي بن حاتم كان نصرانياً ، فانتهى إلى رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وهو يقرأ سورة براءة ، فوصل إلى هذه الآية ، قال : فقلت : لسنا نعبدهم ؟

فقال (صلّى الله عليه وآله) : (( أليس يحرّمون ما أحلّ الله فتحرّمونه ، ويحلّون ما حرّم الله فتستحلّونه ؟! ))

فقلت : بلى

قال : (( فتلك عبادتهم))(٢)

وقال الربيع : قلت لأبي العالية ـ عامر الشعبي ـ : كيف كانت تلك الربوبية في بني إسرائيل ؟ فقال : إنّهم ربما وجدوا في كتاب الله ما يخالف أقوال الأحبار والرهبان ، فكانوا يأخذون بأقوالهم ، وما كانوا يقبلون حكم كتاب الله

قال : قال شيخنا ومولانا خاتمة المحقّقين والمجتهدين ( رضي الله عنه ) : قد شاهدت جماعة من مقلّدة الفقهاء ، قرأت عليهم آيات كثيرة من كتاب الله تعالى في بعض المسائل ، وكانت مذاهبهم

ــــــــــــــــ

(١) تفسير الطبري ١٠ / ٨٠ ، الكشّاف ـ للزمخشري ٢ / ١٨٥ ، تفسير القرطبي ٨ / ١٢٠ ، تفسير ابن كثير ٢ / ٣٤٨ ، الدر المنثور ٤ / ١٧٤

(٢) أخرجه ابن سعد وعبد حميد والترمذي وحسّنه ، وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وأبو الشيخ وابن مردويه والبيهقي في سننه ، راجع الدر المنثور ٤ / ١٧٤

١١

بخلاف تلك الآيات ، فلم يقبلوا تلك الآيات ولم يلتفتوا إليها ، وبَقوا ينظرون إليّ كالمتعجّب ، يعني كيف يمكن العمل بظواهر هذه الآيات مع أنّ الرواية عن سلفنا وردت على خلافها ، ولو تأمّلت حقّ التأمّل وجدت هذا الداء سارياً في عروق الأكثرين من أهل الدنيا(١)

أمّا الأحاديث المحذّرة من الأئمّة المضلّين فكثيرة جدّاً :

منها : ما أخرجه الترمذي بسنده عن ثوبان قال : قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) : (( إنّما أخاف على أُمّتي الأئمّة المضلّين ))(٢)

فالخطر الذي يُخاف منه على الإسلام هو : أن يُصبح كلّ مَنْ تسلّم زمام الأمور السياسية والإدارية للمسلمين قوله وفعله وتقريره حجّة ، كحجّية قول وفعل وتقرير الرسول الأكرم (صلّى الله عليه وآله) ، فيُصبح مصدراً من مصادر التشريع ، وهذا ما حصل

ـــــــــــــــــــ

(١) تفسير الرازي ١٦ / ٣٧

(٢) سنن الترمذي ٤ / ٥٠٤ ، كتاب الفتن ، وقال : حديث حسن صحيح ، المستدرك ٤ / ٤٤٩ ، وصحّحه على شرط الشيخين ووافقه الذهبي ، وقد روى الحديث عن ثوبان وعمر وأبي ذر وأبي الدرداء كلّ من : أبو داود في السنن ٤ / ٩٧ ، أحمد بن حنبل في المسند ١ / ٤٢ ، ٥ / ١٤٥ ، ٢٧٨ ، ٢٨٤ ، ٦ / ٤٤١ ، ابن ماجه في السنن ٢ / ١٣٠٤ ، والدارمي في السنن ١ / ٧٠ ، وصحّح الحديث الألباني في صحيح سنن أبي داود ٣ / ٨٠١ ، وصحيح سنن ابن ماجه ٢ / ٣٥٢

١٢

بالفعل لدى المسلمين بالنسبة لبعض الخلفاء من الصحابة(١)

إذ أنّ بعض المسلمين ـ بل كثير منهم ـ يأخذون عقائدهم من الواقع المعاش ، فبما أنّ أبا بكر أوّل مَنْ جاء بعد الرسول (صلّى الله عليه وآله) ثمّ عمر ثمّ عثمان ثمّ علي ، فأبو بكر عندهم أفضل الصحابة ثمّ عمر ثمّ عثمان ثمّ علي ، ولو أنّ معاوية لم يحارب علياً (عليه السّلام) لكان بعد علي (عليه السّلام) في الأفضلية

فتربى المسلمون على قبول كلّ ما يصدر من الخلفاء بعد الرسول الأكرم (صلّى الله عليه وآله) ، وأصبحت أقوالهم وأفعالهم حجّة ودليلاً على الحكم الشرعي والاعتقادي ، حتى معاوية بن أبي سفيان الذي هو طليق بإجماع المسلمين قوله حجّة عند عدّة من المسلمين(٢)

ــــــــــــــــ

(١) وسُنّة الصحابي تارة تكون حجّة بلحاظ أنّها طريق إلى سُنّة الرسول الأكرم (صلّى الله عليه وآله) ، وأُخرى تكون حجّة بما هي هي ، فعلى الأوّل تكون الحجّية طريقية وعلى الثاني تكون الحجّية موضوعية ، والحجّية الموضوعية هي أن يكون الشيء بنفسه حجّة يجب التعبّد به كحجّية الكتاب ، والحجّية الطريقية هي أن يكون الشيء طريقاً إلى الحجّة وكاشف عنها ، وليس الخلاف بين المسلمين في سُنّة الصحابي من كونها حجّة طريقية ، وإنّما الخلاف في كونها حجّة موضوعية

(٢) وهؤلاء لم يفرّقوا بين كون الصحابي عدل وثقة وبين كونه مصدراً للتشريع ؛ إذ كونه ثقة لا يستلزم حجّية أقواله وأفعاله ، فقد يخطأ وقد يغفل وقد ينسى ، والشاهد عليه اختلاف سيرة الشيخين أبي بكر وعمر

١٣

بدع مستحدثة

ودلالة على ما نقول نذكر عدّة من الموارد التي غيّر فيها بعض الخلفاء من الصحابة سُنّة الرسول الأكرم (صلّى الله عليه وآله) ، وأتبعهم السواد الأعظم والأكثر من المسلمين إلى اليوم

البدعة الأولى : الطلقات الثلاث

روى مسلم بسنده عن ابن عباس قال : كان الطلاق في عهد رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وأبي بكر وسنتين من خلافة عمر طلاق الثلاث واحدة ، فقال عمر بن الخطاب : إنّ الناس قد استعجلوا في أمر قد كانت لهم فيه أناة ، فلو أمضيناه عليهم ، فأمضاه عليهم(١) ، وهو إلى اليوم ممضى خلافاً لسُنّة رسول الله (صلّى الله عليه وآله)(٢)

البدعة الثانية : التثويب في الأذان(٣)

روى الترمذي عن مجاهد قال : دخلت مع عبد الله بن عمر

ـــــــــــــــــــ

(١) صحيح مسلم ٢ / ١٠٩٩ ، كتاب الطلاق ، باب طلاق الثلاث ، سنن أبي داود ٢ / ٢٦١ ، صحيح سنن أبي داود ـ للألباني ٢ / ٤١٥ ، صحيح سنن النسائي ـ للألباني ٢ / ٧١٨

(٢) نعم ، رجعت مشيخة الأزهر في هذه الأعصار إلى كتاب الله وسُنّة الرسول الأكرم (صلّى الله عليه وآله) والاقتداء بأهل البيت ، وتركوا سُنّة الخليفة عمر بن الخطاب ، فجعلوا الطلقات الثلاث بصيغة واحد طلقة واحدة

(٣) وهو قول المؤذّن ( الصلاة خير من النوم )

١٤

مسجداً وقد أذّن فيه ونحن نريد أن نصلّي فيه فثوّب المؤذّن ؛ فخرج عبد الله بن عمر من المسجد ، وقال : اخرج بنا من عند هذا المبتدع ، ولم يصلِّ(١)

وأوّل مَنْ ثوّب في الأذان وأمر به هو الخليفة عمر بن الخطاب ، فقد أخرج مالك في الموطأ أنّه بلغه أنّ المؤذّن جاء إلى عمر يؤذِنه لصلاة الصبح ، فوجده نائماً ، فقال : الصلاة خير من النوم ، فأمره عمر أن يجعلها في نداء الصبح(٢)

وروى عبد الرزاق بسند متّصل عن عمر بن حفص قال : أنّ سعداً ـ ابن القرظ مؤذّن عمر ـ أوّل مَنْ قال : الصلاة خير من النوم ، في خلافة عمر ، فقال : بدعة ، ثمّ تركه ، وأنّ بلال لم يؤذّن لعمر(٣)

قال الشوكاني : وذهبت العترة والشافعي في أحد قوليه إلى أنّ التثويب بدعة ، قال في البحر : أحدثه عمر ، فقال ابنه : هذه بدعة ، وقال علي (عليه السّلام) حين سمعه : (( لا تزيدوا في الأذان ما ليس

ــــــــــــــــــ

(١) سنن الترمذي ١ / ٣٨١ ، صحيح سنن أبي داود ـ للألباني ١ / ١٠٨ ، السنن الكبرى ١ / ٤٢٤

(٢) الموطأ / ٤٢ ح ١٥١ ، وراجع المصنّف ـ لابن أبي شيبة ١ / ١٨٩ ح ٢١٥٩ ، سنن الدارقطني ١ / ٢٤٣

(٣) المصنّف ١ / ٤٧٣ رقم ١٨٢٩

١٥

منه))(١)

وقال ابن أبي ليلى : ما ابتدعوا بدعة أحبّ إليّ من التثويب في الصلاة ، يعني العشاء والفجر(٢)

وروى ابن أبي شيبة في المصنّف بسنده عن الأسود بن يزيد أنّه سمع مؤذّناً يقول في الفجر : ( الصلاة خير من النوم ) ، فقال : لا يزيدون في الأذان ما ليس منه

وقد استمرت هذه البدعة إلى الآن ، قال السرخسي : أمّا المتأخّرون فاستحسنوا التثويب في جميع الصلوات ؛ لأنّ الناس قد ازدادت بهم الغفلة ، وقلّما يقومون عند سماع الأذان ، فيستحسن التثويب للمبالغة في الإعلام(٣)

البدعة الثالثة : الصلاة بمنى تماماً

روى الشيخان وغيرهما بسندهم إلى عبد الرحمن بن يزيد قال : صلّى بنا عثمان بن عفان بمنى أربع ركعات ، فقيل ذلك لعبد الله بن مسعود (رضي الله عنه) فاسترجع(٤) ، ثمّ قال : صلّيت

ـــــــــــــــــ

(١) نيل الأوطار ٢ / ٣٨

(٢) المصنّف ـ لابن أبي شيبة ١ / ١٩٠ ح ٢١٧٠ ، بسند صحيح عن وكيع عن سفيان عن عبد الرحمن بن عبد الله الأصفهاني عن ابن أبي ليلى

(٣) المبسوط ١ / ١٣١

(٤) أي قال : إنّا لله وإنّا إليه راجعون ، ولا يُقال ذلك إلاّ لمصيبة ، ولا مصيبة

١٦

مع رسول الله (صلّى الله عليه وآله) بمنى ركعتين ، وصلّيت مع أبي بكر بمنى ركعتين ، وصلّيت مع عمر بن الخطاب بمنى ركعتين ، فليت حظّي من أربع ركعات ركعتان متقبلتان(١)

البدعة الرابعة : تحريم نكاح المتعة

أخرج مسلم في صحيحه عن جابر قال : كنّا نستمتع بالقبضة من التمر والدقيق الأيام على عهد رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وأبي بكر حتى نهى عنه عمر في شأن عمر بن حريث(٢)

وقد ذكر السيوطي في تاريخ الخلفاء وأبو هلال العسكري في كتاب الأوائل تحريم عمر للمتعة(٣)

البدعة الخامسة : تحريم متعة الحج

روى البخاري في صحيحه عن عمران بن حصين قال : أُنزلت آية المتعة في كتاب الله ففعلناها مع رسول الله (صلّى الله عليه وآله)

ــــــــــــــــ

==

أعظم من مصيبة الدين

(١) صحيح البخاري ١ / ٣٢٥ تقصير الصلاة ، صحيح مسلم ١ / ٤٨٣ صلاة المسافرين ، صحيح سنن ابن داود ١ / ٣٦٩

(٢) صحيح مسلم ٢ / ١٠٢٣ كتاب النكاح باب ١٣ ، مسند أحمد ٣ / ٣٨٠ ، ٤ / ٤٢٩ ، ٤٣٨ ، ٤٣٩ ، فلو أنّ الرسول (صلّى الله عليه وآله) نهى عنها لما خفي ذلك على جابر وهو الحافظ لتراث النبي (صلّى الله عليه وآله) والمدمن صحبته

(٣) تاريخ الخلفاء / ١٠٨ ، الأوائل ١ / ٢٤٠

١٧

ولم ينزل قرآن يحرّمها ، ولم ينه عنها حتى مات ، قال رجل برأيه ما شاء(١)

وروى بسنده عن مروان قال : شهدت عثمان وعلياً (عليه السّلام) وعثمان ينهى عن المتعة وأن يجمع بينهما ، فلمّا رأى علي أهلّ بهما لبيك بعمرة وحجّة ، قال : (( ما كنت لأدع سُنّة النبي (صلّى الله عليه وآله) لقول أحد))(٢)

البدعة السادسة : صلاة التراويح

روى البخاري بسنده عن عبد الرحمن بن عبد القاري أنّه قال : خرجت مع عمر بن الخطاب ليلة في رمضان إلى المسجد ، فإذا الناس أوزاع متفرّقون ، يصلّي الرجل لنفسه ، ويصلّي الرجل فيصلّي بصلاته الرهط ، فقال عمر : إنّي أرى لو جمعت هؤلاء على قارئ واحد لكان أمثل ، ثمّ عزم فجمعهم على أُبي بن كعب ، ثمّ خرجت معه ليلة أُخرى والناس يصلّون بصلاة قارئهم ، قال عمر : نِعْمَ البدعة هذه(٣)

ـــــــــــــــــــ

(١) صحيح البخاري ٦ / ٣٣ ، كتاب التفسير سورة البقرة ، والرجل الذي يقصده الصحابي عمران هو الخليفة عمر بن الخطاب

(٢) صحيح البخاري ٢ / ١٧٥ كتاب الحج باب التمتع والإقران ، سنن النسائي بشرح السيوطي ٥ / ١٤٨

(٣) صحيح البخاري ٢ / ٥٩٥ ، الموطأ / ٥٩ ح ٢٤٧

١٨

هذا وقد روى البخاري ومسلم والترمذي وأبو داود والنسائي والدارمي ومالك وأحمد وغيرهم بأسانيدهم عن زيد بن ثابت : أنّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) اتّخذ حجرة ـ قال : حسبت أنّه قال : من حصير ـ في رمضان ، فصلّى فيها ليالي ، فصلّى بصلاته ناس من أصحابه ، فلمّا علم بهم جعل يقعد ، فخرج إليهم فقال : (( قد عرفت الذي رأيت من صنيعكم ، فصلّوا أيّها الناس في بيوتكم ؛ فإنّ أفضل الصلاة صلاة المرء في بيته إلاّ المكتوبة ))(١)

فمع هذا المنع من الرسول (صلّى الله عليه وآله) نجد حرص الناس والسواد الأكثر من المسلمين على اتّباع سُنّة الخليفة عمر وترك سُنّة الرسول (صلّى الله عليه وآله)(٢) ، وحينما حاول الإمام علي (عليه السّلام) المنع من هذه الصلاة ارتفعت العقائر ( وا سُنّة عمراه ) فتركهم لشأنهم

إحداث الصحابة

وقد تواترت الأحاديث عن الرسول الأكرم (صلّى الله عليه وآله)

ــــــــــــــــــ

(١) صحيح البخاري ١ / ٢٢٨ كتاب الأذان ب ٨١ ح ٧٣١ ، صحيح مسلم ١ / ٥٣٩ صلاة المسافرين ب ٢٩ ح ٧٨١ ، سنن الترمذي ٢ / ٣١٢ ح ٤٥٠ ، سنن أبي داود ١ / ٢٧٤ ح ١٠٤٤ ، سنن الدارمي ١ / ٣١٧ ، مسند أحمد : ح ٢١٦٦٥ ، ٢١٦٨٦ ، ٢١٧٠٩ تحقيق أحمد شاكر ، الموطأ / ٦٦ ح ٢٨٨

(٢) وهي القيام بأداء النوافل في البيت لا جماعة في المسجد

١٩

بأنّ عدداً غير قليل من الصحابة سوف يُحدثوا في الدين ما ليس منه

من هذه الروايات :

ما رواه البخاري ومسلم وغيرهما عن ابن عباس عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ـ في حديث ـ قال : (( ألا وإنّه يُجاء برجال من أُمّتي فيؤخذ بهم ذات الشمال ، فأقول : يا ربّ أصحابي ، فيُقال : إنّك لا تدري ما أحدثوا بعدك ، فأقول كما قال العبد الصالح : وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ ))(١)

وما رواه البخاري عن أبي هريرة أنّه كان يُحدّث أنّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) قال : (( يرد عليّ يوم القيامة رهط من أصحابي فيُحلؤون(٢) عن الحوض ، فأقول : يا ربّ أصحابي ، فيقول : إنّك لا علم لك بما أحدثوا بعدك ، إنّهم ارتدّوا على أدبارهم القهقري ))(٣)

وما رواه مسلم وأحمد عن عبد الله قال : قال رسول الله (صلّى

ـــــــــــــــــــ

(١) صحيح البخاري ٦ / ٦٩ كتاب التفسير ، سورة المائدة / ١٢٢ سورة الأنبياء / ١٣٦ كتاب الرقاق ب ٤٥ ، صحيح مسلم ٤ / ٢١٩٥ كتاب الجنة ب ١٤ ، سنن الترمذي ٥ / ٣٢١ ، صحيح سنن النسائي ـ للألباني ٢ / ٤٤٩ ، مسند أحمد ١ / ٢٣٥ ، ٢٥٣

(٢) أي يبعدون عن الحوض

(٣) صحيح البخاري ٨ / ١٥٠ كتاب الرقاق باب في الحوض

٢٠

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

ابن عبّاس، في حديث قصّة يوسف، يقول في آخره: هبط جبرئيل على يعقوب فقال: ألا أُعلّمك دعاء يردّ الله به بصرك ويردّ عليك ابنيك؟ قال: بلى، قال: فقل ما قاله أبوك آدم فتاب الله عليه، وما قاله نوح فاستوت(١) سفينته على الجودي ونجا من الغرق، وما قاله أبوك إبراهيم خليل الرحمن حين أُلقي في النار فجعلها الله عليه برداً وسلاماً، قال يعقوب: وما ذلك يا جبرئيل؟ فقال: قل اللهم(٢) إنّي أسألك بحقّ محمّد وعلي وفاطمة والحسن والحسين (عليهم‌السلام ) أن تأتيني بيوسف وبنيامين جميعاً، وتردّ عليّ عيني، فقاله، فما استتمّ يعقوب هذا الدعاء حتى جاء البشير فألقى قميص يوسف عليه فارتدّ بصيراً.

[ ٨٨٤٨ ] ٨ - أحمد بن فهد في( عدّة الداعي) عن سلمان الفارسي قال: سمعت محمّداً ( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) يقول: إنّ الله عزّ وجلّ يقول: يا عبادي، أوليس من له إليكم حوائج كبار لا تجودون بها إلّا أنّ يتحمل عليكم بأحب الخلق إليكم تقضونها كرامة لشفيعهم؟ إلّا فاعلموا أنّ أكرم الخلق عليّ وأفضلهم لديّ محمّد وأخوه علي ومن بعده الأئمة الذين هم الوسائل إلى الله، فليدعني من همته حاجة يريد نفعها أو دهمته(١) داهية يريد كشف ضرها بمحمّد وآله الطيبين الطاهرين أقضها له أحسن ما يقضيها من( تستشفعون له) (٢) بأعز الخلق إليه(٣) .

ورواه العسكري في( تفسيره) مثله (٤) .

____________________

(١) في المصدر زيادة: به.

(٢) في المصدر: يا رب.

٨ - عدّة الداعي: ١٥١.

(٣) في المصدر: او دهته.

(٤) في المصدر: يستشفعون.

(٥) في المصدر: عليه.

(٦) تفسير الامام العسكري (عليه‌السلام ) : ٦٨ / ٣٥.

١٠١

[ ٨٨٤٩ ] ٩ - وعن سماعة قال: قال لي أبو الحسن( عليه‌السلام ) : إذا كأنّ لك يا سماعة عند الله حاجة فقل: اللهم إنّي أسألك بحقّ محمّد وعلي فإنّ لهما عندك شأناً من الشأنّ وقدراً من القدر، فبحقّ ذلك الشأنّ وبحقّ ذلك القدر، أنّ تصلّي على محمّد وآل محمّد وأنّ تفعل بي كذا وكذا.

[ ٨٨٥٠ ] ١٠ - الحسن بن علي العسكري( عليه‌السلام ) في( تفسيره) عن آبائه، عن النبي ( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) قال: أنّ الله سبحأنّه يقول: عبادي، من كانت له إليكم حاجة فسألكم بمن تحبّون أجبتم دعاءه، ألا فاعلموا أنّ أحبّ عبادي اليّ وأكرمهم لديّ محمّد وعلي حبيبي وولييّ، فمن كانت له حاجة إلي فليتوسّل إليّ بهما، فإنّي لا أردّ سؤال سائل يسألني بهما وبالطيّبين من عترتهما، فمن سألني بهم فإنّي لا أردّ دعاءه، وكيف أردّ دعاء من سألني بحبيبي وصفوتي وولييّ وحجّتي وروحي ونوري وآيتي وبابي ورحمتي ووجهي ونعمتي؟ ألا وإنّي خلقتهم من نور عظمتي، وجعلتهم أهل كرامتي وولايتي، فمن سألني بهم عارفاً بحقّهم ومقامهم أوجبت له منّي الاجابة، وكان ذلك حقّاً عليّ.

[ ٨٨٥١ ] ١١ - أحمد بن علي بن أبي طالب الطبرسي في( الاحتجاج) بإسناده عن العسكري، عن آبائه، عن رسول الله ( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) - في حديث - قال: أنّ الله عزّ وجلّ قال لآدم( عليه‌السلام ) : أنت عصيتني بأكل الشجرة فعظّمني بالتواضع لمحمّد وآل محمّد تفلح كل الفلاح، وزالت(١) عنك وصمة الزلة، فادعني بمحمّد وآله الطيبين لذلك، فدعاه بهم فأفلح كل الفلاح.

[ ٨٨٥٢ ] ١٢ - الحسن بن محمّد الطوسي في( المجالس) عن أبيه، عن

____________________

٩ - عدّة الداعي: ٥٢.

١٠ - لم نعثر على الحديث في المطبوع من تفسير الامام العسكري (عليه‌السلام )

١١ - الاحتجاج: ٥٣.

(١) في المصدر: وتزول

١٢ - امالي الطوسي ١: ١٧٥.

١٠٢

المفيد، عن محمّد بن عمر الجعابي، عن أحمد بن محمّد بن سعيد،( عن أحمد بن محمّد بن يحيى) (١) ، عن الحسين بن سفيان، عن أبيه، عن محمّد بن المشمعل، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: من دعا الله بنا أفلح، ومن دعاه بغيرنا هلك واستهلك.

[ ٨٨٥٣ ] ١٣ - سعيد بن هبة الله الراوندي في( قصص الأنبياء) بسنده عن ابن بابويه، عن محمّد بن بكران النقّاش، عن أحمد بن محمّد بن سعيد الكوفي، عن علي بن الحسن بن فضّال، عن أبيه، عن الرضا( عليه‌السلام ) قال: لـمّا أشرف نوح على الغرق دعا الله بحقّنا فدفع الله عنه الغرق، ولـمّا رُمي إبراهيم في النار دعا الله بحقنا فجعل الله عليه النار برداً وسلاماً، وأنّ موسى لـمّا ضربّ طريقاً في البحر دعا الله بحقّنا فجعل يبساً، وإنّ عيسى لـمّا أراد اليهود قتله دعا الله بحقّنا فنجى من القتل فرفعه إليه.

أقول: والأحاديث في ذلك كثيرة جدّاً من طريق العامّة والخاصّة او في الأدعية المأثورة دلالة على ذلك لأنّها مشحونة بالتوسّل بهم (عليهم‌السلام )

٣٨ - باب استحباب الاجتماع في الدعاء من أربّعة إلى أربّعين

[ ٨٨٥٤ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن علي بن معبد، عن عبيد الله بن عبدالله الواسطي، عن درست بن أبي منصور، عن أبي خالد قال: قال أبو عبدالله (عليه‌السلام ) : ما من رهط أربعين رجلاً اجتمعوا فدعوا الله عزّ وجلّ في أمر إلّا استجاب لهم، فإن لم يكونوا أربعين فأربعة يدعون الله عزّ وجلّ عشر مرّات إلّا استجاب الله لهم،

____________________

(١) في المصدر: يحيى بن زكريا بن شيبان.

١٣ - قصص الأنبياء: ١٠٥ / ٩٩.

الباب ٣٨

وفيه ٤ احاديث

١ - الكافي ٢: ٣٥٣ / ١.

١٠٣

فإن لم يكونوا أربّعة فواحد يدعو الله أربعين مرّة فيستجيب الله العزيز الجبّار له.

[ ٨٨٥٥ ] ٢ - وعن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن محمّد بن علي، عن يونس بن يعقوب، عن عبد الأعلى، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: ما اجتمع أربّعة رهط قط على أمر واحد فدعوا الله عزّ وجلّ إلّا تفرّقوا عن إجابة.

ورواه الصدوق في( ثواب الأعمال ): عن محمّد بن علي ماجيلويه، عن عمه محمّد بن أبي القاسم، عن أحمد بن محمّد بن خالد، مثله(١) .

[ ٨٨٥٦ ] ٣ - أحمد بن فهد في( عدّة الداعي) قال: روي أنّ الله أوحى إلى عيسى ( عليه‌السلام ) : يا عيسى، تقربّ إلى المؤمنين ومرهم أنّ يدعوني معك.

[ ٨٨٥٧ ] ٤ - قال: وقال (عليه‌السلام ): ما من مؤمنين أو ثلاثة اجتمعوا عند أخ لهم يأمنون بوائقه ولا يخافون غوائله، ويرجون ما عنده، أنّ دعوا الله أجابهم، وأنّ سألوه أعطاهم، وأنّ استزادوه زادهم، وأنّ سكتوا ابتدأهم.

أقول: وفي قصّة المباهلة دلالة على استحباب الاجتماع في الدعاء، وأنّ يختار لذلك الصلحاء الأتقياء، ويأتي ما يدلّ على مضمون الباب أيضاً.(٢)

____________________

٢ - الكافي ٢: ٣٥٣ / ٢.

(١) ثواب الأعمال: ١٩٢.

٣ - لم نعثر عليه في عدّة الداعي.

٤ - عدّة الداعي: ١٧٥.

(٢) ياتي في الباب الاتي ٣٩.

١٠٤

٣٩ - باب استحباب التأمين على دعاء المؤمن وتأكّده مع التماسه

[ ٨٨٥٨ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: الداعي والمؤمّن في الأجر شريكان.

[ ٨٨٥٩ ] ٢ - وبهذا الإِسناد عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) : دعا موسى وأمّن هارون وأمّنت الملائكة، فقال الله تعالى: قد أُجيبت دعوتكما.

[٨٨٦٠ ] ٣ - وعن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن الحجّال، عن ثعلبة، عن علي بن عقبة، عن رجل، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: كأنّ أبي( عليه‌السلام ) إذا حزنه أمر دعا النساء والصبيأنّ ثمّ دعا وأمنوا.

[ ٨٨٦١ ] ٤ - عبدالله بن جعفر في( قرب الإِسناد ): عن عبدالله بن الحسن، عن جدّه علي بن جعفر، عن أخيه موسى بن جعفر (عليه‌السلام ) ، قال: سألته عن الرجل يدعو وحوله إخوانه، يجب عليهم أنّ يؤمّنوا؟ قال: إن شاءوا فعلوا، و إن شاءوا سكتوا، فإن دعا وقال لهم: أمّنوا وجب عليهم أنّ يفعلوا.

ورواه علي بن جعفر في كتابه إلّا أنّه قال: فأنّ دعا بحقّ(١) .

____________________

الباب ٣٩

وفيه ٤ احاديث وفي الفهرست ٣ احاديث

١ - الكافي ٢: ٣٥٣ / ٤.

٢ - الكافي ٢: ٣٧٠ / ٨، اورد تمامه في الحديث ٢ من الباب ٥١ من هذه الابواب.

٣ - الكافي ٢: ٣٥٣ / ٣.

٤ - قرب الاسناد: ١٢٢.

(١) مسائل علي بن جعفر: ١٥٥ / ٢١٨.

١٠٥

٤٠ - باب استحباب العموم في الدعاء وتأكّده في إمام الجماعة

[ ٨٨٦٢ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن جعفر بن محمّد الأشعري، عن ابن القدّاح، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) إذا دعا أحدكم فليعمّ فإنّه أوجب للدعاء.

ورواه الصدوق في( ثواب الأعمال) عن أبيه، عن علي بن إبراهيم، عن ابيه، عن عبدالله بن ميمون القدّاح، مثله (١) .

[ ٨٨٦٣ ] ٢ - محمّد بن علي بن الحسين قال: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : من صلّى بقوم فاختصّ نفسه بالدعاء دونهم فقد خانهم.

أقول: ويأتي ما يدلّ على ذلك(٢) .

٤١ - باب استحباب الدعاء للمؤمن بظهر الغيب، والتماس الدعاء منه

[ ٨٨٦٤ ] ١ – محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن الحسن بن محبوب، عن عبدالله بن سنان، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: دعاء المرء لأخيه بظهر الغيب يدرّ الرزق ويدفع المكروه.

____________________

الباب ٤٠

فيه حديثاًن

١ - الكافي ٢: ٣٥٤ / ١.

(١) ثواب الأعمال: ١٩٤ / ٥.

٢ - الفقيه ١: ٢٦٠ / ١١٨٦، واورده في الحديث ١ من الباب ٧١ من ابواب الجماعة.

(٢) ياتي في الابواب ٤١ - ٤٥ من هذه الابواب، ويأتي في الباب ٧١ من ابواب صلاة الجماعة.

الباب ٤١

فيه ١٤ حديثاً

١ - الكافي ٢: ٣٦٨ / ٢.

١٠٦

ورواه الصدوق في( المجالس) عن أبيه، عن سعد، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، مثله (١) .

[ ٨٨٦٥ ] ٢ - وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن أبي المغرا، عن الفضيل بن يسار، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: أوشك دعوة وأسرع إجابة دعاء المرء لأخيه بظهر الغيب.

[ ٨٨٦٦ ] ٣ - وعنه، عن أبيه، عن علي بن معبد، عن عبيد الله بن عبدالله الواسطي، عن درست بن أبي منصور، عن أبي خالد القمّاط قال: قال أبو جعفر( عليه‌السلام ) : أسرع الدعاء نجحاً للاجابة دعاء الأخ لأخيه بظهر الغيب، يبدأ بالدعاء لأخيه فيقول له ملك موكّل به: آمين، ولك مثلاه.

[ ٨٨٦٧ ] ٤ - وعنه، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: قال النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : ليس شيء أسرع إجابة من دعوة غائب لغائب.

[ ٨٨٦٨ ] ٥ - محمّد بن علي بن الحسين في كتاب( إكمال الدين) قال: روي عن النبي ( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) أنّه قال: من دعا لأخيه بظهر الغيب ناداه ملك من السماء: ولك مثلاه.

[ ٨٨٦٩ ] ٦ - وفي( الخصال ): عن محمّد بن علي بن الشاه، عن أحمد بن الحسين، عن أحمد بن خالد، عن( أحمد بن صالح) (٢) ، عن أبيه، عن

____________________

(١) امالي الصدوق: ٣٦٩.

٢ - الكافي ٢: ٣٦٧ / ١.

٣ - الكافي ٢: ٣٦٨ / ٤.

٤ - الكافي ٢: ٣٧٠ / ٧.

٥ - اكمال الدين: ١١.

٦ - الخصال: ١٩٧ / ٤، واورده في الحديث ٥ من الباب ٥٢ من هذه الابواب.

(٢) في المصدر: محمّد بن احمد بن صالح.

١٠٧

أنس بن محمّد، عن أبيه، عن جعفر بن محمّد، عن آبائه (عليهم‌السلام ) ، عن النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) قال: يا عليّ، أربّعة لا تردّ لهم دعوة: إمام عادل، والوالد لولده، والرجل يدعو لأخيه بظهر الغيب، والمظلوم، يقول الله: وعزّتي وجلالي لأنتصرنّ لك ولو بعد حين.

[ ٨٨٧٠ ] ٧ - محمّد بن إدريس في( آخر السرائر) نقلاً من رواية أبي القاسم بن قولويه، عن حمرأنّ بن أعين، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) - في حديث - قال: عليك بالدعاء لاخوانك بظهر الغيب فأنّه يهيل الرزق، يقولها ثلاثاً.

[ ٨٨٧١ ] ٨ - الحسن بن محمّد الطوسي في( الأمالي) عن أبيه، عن المفيد، عن الجعابي، عن ابن عقدة، عن علي بن الحسن بن فضّال، عن الحسن بن علي بن يوسف، عن زكريّا بن محمّد أبي عبدالله المؤمن (١) ، عن ابن مسكان، عن سليمأنّ بن خالد، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: أربّعة لا ترد لهم دعوة: الامام العادل لرعيّته، والأخ لأخيه بظهر الغيب يوكّل الله به ملكاً يقول له: ولك مثل ما دعوت لأخيك، والوالد لولده، والمظلوم، يقول الربّ عزّ وجلّ: وعزّتي وجلالي لأنتقمنّ لك ولو بعد حين.

ورواه الصدوق في كتاب( الاخوأنّ) بسنده عن سليمأنّ بن خالد، مثله (٢) .

[ ٨٨٧٢ ] ٩ - وعن أبيه، عن أبي محمّد الفحّام، عن المنصوري، عن عمّ أبيه، عن الامام علي بن محمّد، عن آبائه (عليهم‌السلام ) قال: قال الصادق

____________________

٧ - مستطرفات السرائر: ١٤٤ / ١٣، وأورد صدره في الحديث ٦ من الباب ٨٠ من أبواب أحكام العشرة.

٨ - أمالي الطوسي ١: ١٤٩.

(١) في المصدر: عن أبي عبدالله المؤمن.

(٢) مصادقة الاخوأنّ ٧٦ / ١.

٩ - أمالي الطوسي ١: ٢٨٦، أورد ذيله في الحديث ٦ من الباب ٥٢ من هذه الابواب.

١٠٨

( عليه‌السلام ) : ثلاث دعوات لا يحجبن عن الله عزّ وجلّ، منها رجل مؤمن دعا لأخ مؤمن، واساه فينا، ودعاؤه عليه إذا لم يواسه مع القدرة عليه واضطرار أخيه إليه.

[ ٨٨٧٣ ] ١٠ - وعن أبيه، عن جماعة، عن أبي المفضل، عن أحمد بن هوذة، عن إبراهيم الأحمري، عن عبدالله بن حماد، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) عن آبائه (عليهم‌السلام ) ، عن رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) ، أنّه قال: من دعا لمؤمن بظهر الغيب قال الملك: ولك مثل ذلك.

[ ٨٨٧٤ ] ١١ - عبدالله بن جعفر في( قرب الإِسناد ): عن هارون بن مسلم، عن مسعدّة بن صدقة، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: أنّ دعاء الأخ المؤمن لأخيه بظهر الغيب مستجاب، ويدرّ الرزق، ويدفع المكروه.

[ ٨٨٧٥ ] ١٢ - أحمد بن فهد في( عدّة الداعي) قال: روي أنّ الله قال لموسى: ادعني على لسأنّ لم تعصني به، فقال: يا ربّ (١) ، أنّى لي بذلك؟ قال: ادعني على لسأنّ غيرك.

[ ٨٨٧٦ ] ١٣ - محمّد بن الحسن في( المجالس والأخبار ): عن أحمد بن عبدون، عن علي بن محمّد بن الزبير، عن علي بن الحسن بن فضّال، عن العبّاس بن عامر، عن فضيل، عن معاوية بن عمّار، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: الدعاء لأخيك بظهر الغيب يسوق إلى الداعي الرزق، ويصرف

____________________

١٠ - أمالي الطوسي ٢: ٩٥، أورد ذيله في الحديث ٤ من الباب ٤٣ من هذه الابواب.

١١ - قرب الاسناد: ٥.

١٢ - عدة الداعي: ١٧٠.

(١) ليس في المصدر.

١٣ - أمالي الطوسي ٢: ٢٩٠.

١٠٩

عنه البلاء، ويقول الملك: ولك مثل ذلك.

[ ٨٨٧٧ ] ١٤ - علي بن إبراهيم في( تفسيره) عن أبيه، عن القاسم بن محمّد، عن سليمأنّ بن داود المنقري، عن حمّاد، قال: قلت لأبي عبدالله ( عليه‌السلام ) : أُشغل نفسي بالدعاء لاخوإنّي ولأهل الولاية، فما ترى في ذلك؟ فقال: إنّ الله تبارك وتعالى يستجيب دعاء غائب لغائب، ومن دعا للمؤمنين والمؤمنات ولأهل مودّتنا ردّ الله عليه من آدم إلى أنّ تقوم الساعة لكلّ مؤمن حسنة، ثمّ قال: إنّ الله تبارك وتعالى فرض الصلوات في أفضل الساعات، فعليكم بالدعاء في أدبار الصلوات ثمّ دعا لي ولمن حضره.

أقول: ويأتي ما يدلّ على ذلك(١) .

٤٢ - باب استحباب اختيار الانسأنّ الدعاء للمؤمن على الدعاء لنفسه

[ ٨٨٧٨ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن عبدالله بن جندب، عن أبي الحسن موسى( عليه‌السلام ) - في حديث - قال: إنّ من دعا لأخيه بظهر الغيب نودي من العرش: ولك مائة ألف ضعف.

ورواه الصدوق مرسلاً، نحوه(٢) .

____________________

١٤ - تفسير القمي ١: ٦٧، وأورد ذيله عن الخصال في الحديث ٦ من الباب ١ من أبواب التعقيب.

(١) يأتي في الباب ٤٢، ٤٣ والحديث ١ من الباب ٤٤ من هذه الابواب، وفي الحديث ٢ من الباب ١٤ من أبواب مقدمات التجارة.

الباب ٤٢

فيه ٨ أحاديث

١ - الكافي ٢: ٣٦٨ / ٦، وأورده بتمامه في الحديث ١ من الباب ١٧ من أبواب احرام الحج والوقوف بعرفة.

(٢) الفقيه ٢: ١٣٧ / ٥٨٩.

١١٠

ورواه في( المجالس ): عن الحسين بن إبراهيم بن تاتانه، عن علي بن إبراهيم، مثله(١) .

[ ٨٨٧٩ ] ٢ - وعن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه جميعاً، عن ابن محبوب، عن ابن رئاب، عن أبي عبيدة، عن ثوير قال: سمعت علي بن الحسين( عليه‌السلام ) يقول: إنّ الملائكة إذا سمعوا المؤمن يدعو لأخيه المؤمن بظهر الغيب أو يذكره بخير قالوا: نعم الأخ أنت لأخيك، تدعو له بالخير وهو غائب عنك، وتذكره بخير، قد أعطاك الله عزّ وجلّ مثلي ما سألت له، وأثنى عليك مثلي ما أثنيت عليه، ولك الفضل عليه، الحديث.

[ ٨٨٨٠ ] ٣ - وعن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن علي بن الحكم، عن سيف بن عميرة، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه‌السلام ) ، في قوله تعالى:( وَيَستَجِيبُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَيَزِيدُهُم مِن فَضلِهِ ) (٢) قال: هو المؤمن يدعو لأخيه بظهر الغيب، فيقول له الملك: آمين، ويقول الله العزيز الجبّار: ولك مثلا ما سألت وقد أُعطيت ما سألت بحبّك إيّاه.

[ ٨٨٨١ ] ٤ - محمّد بن عمر عبد العزيز الكشّي في( كتاب الرجال ): عن محمّد بن سعد بن مزيد أبي الحسن ومحمّد بن أحمد بن حمّاد، عن أبيه، عن يونس بن عبد الرحمن، عن عبدالله بن جندب، أنّه سمع أبا الحسن موسى( عليه‌السلام ) يقول: الداعي لأخيه المؤمن بظهر الغيب يُنادى من أعنان

____________________

(١) أمالي الصدوق: ٣٦٩.

٢ - الكافي ٢: ٣٦٨ / ٧، وأورد صدره في الحديث ٢ من الباب ٥٣ من هذه الابواب.

٣ - الكافي ٢: ٣٦٨ / ٣.

(٢) الشورى ٤٢: ٢٦.

٤ - رجال الكشي ٢: ٨٥٢ / ١٠٩٧.

١١١

السماء: لك بكلّ واحدة مائة ألف.

[ ٨٨٨٢ ] ٥ - أحمد بن فهد في( عدّة الداعي ): عن ابن أبي عمير، عن زيد النرسي، عن معاوية بن وهب قال: سمعت أبا عبدالله( عليه‌السلام ) يقول: من دعا لأخيه في ظهر الغيب ناداه ملك من السماء الدنيا: يا عبدالله، ولك مائة ألف ضعف ممّا دعوت، وناداه ملك من السماء الثانية: يا عبدالله، ولك مائتا ألف ضعف ممّا دعوت، وناده ملك من السماء الثالثة: يا عبدالله، ولك ثلاثمائة ألف ضعف ممّا دعوت، وناداه ملك من السماء الرابعة: يا عبدالله ولك أربّعمائة ألف ضعف ممّا دعوت، وناداه ملك من السماء الخامسة: يا عبدالله، ولك خمسمائة ألف ضعف ممّا دعوت، وناداه ملك من السماء السادسة: يا عبدالله، ولك ستمائة ألف ضعف ممّا دعوت، وناداه ملك من السماء السابعة: عبدالله، ولك سبعمائة ألف ضعف ممّا دعوت، ثمّ يناديه الله تعالى: أنا الغني الذي لا أفتقر، لك يا عبدالله(١) ألف ألف ضعف ممّا دعوت.

[ ٨٨٨٣ ] ٦ - محمّد بن علي بن الحسين في( ثواب الأعمال) عن أبيه، عن الحميري، عن محمّد بن الحسين، عن الطيالسي (٢) ، عن فضيل، عن معاوية بن عمّار، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: دعاء المسلم لأخيه بظهر الغيب يسوق إلى الداعي الرزق، ويصرف عنه البلاء، ويقول له الملائكة: لك مثلاه.

[ ٨٨٨٤ ] ٧ - وفي( العلل ): عن علي بن محمّد بن الحسن القزويني، عن

____________________

٥ - عدّة الداعي: ١٧٢.

(١) في نسخة: عبدي - هامش المخطوط -.

٦ - ثواب الأعمال: ١٨٤.

(٢) في المصدر: الطيالساني.

٧ - علل الشرائع: ١٨١ / ١.

١١٢

محمّد بن عبدالله الحضرمي، عن جندل بن والق، عن محمّد بن عمر المازني، عن عبادة الكليبي، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن علي بن الحسين، عن فاطمة الصغرى، عن الحسين بن علي، عن أخيه الحسن قال: رأيت أُمّي فاطمة (عليها‌السلام ) قامت في محرابها ليلة جمعتها فلم تزل راكعة ساجدة حتى اتضح عمود الصبح، وسمعتها تدعو للمؤمنين والمؤمنات وتسمّيهم، وتكثر الدعاء لهم، ولا تدعو لنفسها بشيء، فقلت لها: يا أُمّاه، لم لا تدعونّ لنفسك كما تدعونّ لغيرك؟ فقالت يا بني، الجار ثمّ الدار.

[ ٨٨٨٥ ] ٨ - وعن أحمد بن محمّد بن عبد الرحمن المقري، عن جعفر المقري ابن عمر(١) ، عن محمّد بن الحسن الموصلي، عن محمّد بن عاصم، عن أبي زيد الكحال، عن أبيه، عن موسى بن جعفر، عن أبيه، عن آبائه (عليهم‌السلام ) قال: كانت فاطمة (عليها‌السلام ) إذا دعت تدعو للمؤمنين والمؤمنات ولا تدعو لنفسها،( فقيل لها: يا بنت رسول الله، إنّك تدعو للناس ولا تدعو لنفسك) (٢) ؟ فقالت: الجار ثمّ الدار.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(٣) ، ويأتي ما يدلّ عليه هنا(٤) ، وفي الحجّ(٥) .

____________________

٨ - علل الشرائع: ١٨٢ / ٢.

(١) في المصدر: محمّد بن جعفر المقري ابو عمرو.

(٢) كتب المصنف ما بن القوسين في الهامش، وقد جاء بدله في المصدر: انك تدعون الناس ولا تدعون لنفسك.

(٣) تقدم في الباب ٤٠ و ٤١ من هذه الابواب.

(٤) يأتي في الباب ٤٣ و ٤٥ من هذه الابواب، يأتي في الباب ٣٤ من أبواب صلاة العيد.

(٥) يأتي في الباب ١٧ من أبواب احرام الحج والوقوف بعرفة.

١١٣

٤٣ - باب استحباب الدعاء للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات، واختيار الداعي الدعاء لهم على الدعاء لنفسه

[ ٨٨٨٦ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن علي بن محمّد، عن محمّد بن سليمان، عن إسماعيل بن إبراهيم، عن جعفر بن محمّد التميمي، عن حسين بن علوان، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : ما من مؤمن دعا للمؤمنين والمؤمنات إلّا ردّ الله عليه مثل الذي دعا لهم به من كلّ مؤمن ومؤمنة مضى من أوّل الدهر أو هو آت إلى يوم القيامة، وأنّ العبد ليؤمر به إلى النار يوم القيامة فيسحب، فيقول المؤمنون والمؤمنات: يا ربّ، هذا الذي كان يدعو لنا فشفّعنا فيه، فيشفّعهم الله عزّ وجلّ فيه فينجو.

[ ٨٨٨٧ ] ٢ - محمّد بن علي بن الحسين( في المجالس ): عن محمّد بن محمّد بن عصام الكليني، عن محمّد بن يعقوب الكليني بهذا الإِسناد قال: ما من مؤمن ولا مؤمنة مضى من أوّل الدهر أو هو آتٍ إلى يوم القيامة إلّا وهم شفعاء لمن يقول في دعائه: اللهمّ اغفر للمؤمنين والمؤمنات، وإنّ العبد ليؤمر به إلى النار، وذكر بقيّة الحديث مثله.

[ ٨٨٨٨ ] ٣ - وعن علي بن أحمد بن عبدالله، عن أبيه، عن جدّه أحمد بن أبي عبدالله، عن أبيه، عن علي بن النعمان، عن فضل بن يونس(١) ، عن عبدالله بن سنان، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: من قال كلّ يوم خمساً وعشرين مرّة: اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات،

____________________

الباب ٤٣

فيه ٦ أحاديث

١ - الكافي ٢: ٣٦٨ / ٥.

٢ - أمالي الصدوق: ٣٦٩.

٣ - أمالي الصدوق: ٣١٠ / ٧.

(١) في نسخة: يوسف، بدل( يونس ).

١١٤

كتب الله له بعدد كلّ مؤمن مضى، وبعدد كل مؤمن ومؤمنة بقي إلى يوم القيامة حسنة، ومحا عنه سيّئة، ورفع له درجة.

وفي( ثواب الأعمال ): عن محمّد بن الحسن، عن الصفّار، عن أحمد بن أبي عبدالله، مثله(١) .

ورواه الطوسي في( مجالسه) عن أبيه، عن المفيد، عن الصدوق بالإِسناد الأوّل، مثله (٢) .

[ ٨٨٨٩ ] ٤ - وعن محمّد بن علي ماجيلويه، عن عمه محمّد بن أبي القاسم، عن محمّد بن علي، عن محمّد بن الحسن، عن محمّد بن حمّاد الحارثي، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) ، عن أبيه قال: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : ما من عبد دعا للمؤمنين والمؤمنات بظهر الغيب إلّا قال الملك: ولك مثل ذلك، وما من عبد مؤمن دعا للمؤمنين والمؤمنات بظهر الغيب إلّا ردّ الله عليه مثل الذي دعا لهم من كلّ مؤمن ومؤمنة مضى من أوّل الدهر أو هو آتٍ إلى يوم القيامة، وذكر الحديث كما تقدّم.

ورواه الطوسي في( مجالسه) عن أبيه، عن جماعة، عن أبي المفضّل، عن أحمد بن هوذة، عن إبراهيم الأحمري، عن عبدالله بن حمّاد، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله ( عليه‌السلام ) : مثله(٣) .

[ ٨٨٩٠ ] ٥ - وعن أبيه، عن سعد بن عبدالله، عن يعقوب بن يزيد، عن صفوأنّ بن يحيى، عن أبي الحسن الأوّل (عليه‌السلام ) ، أنّه كان يقول: من دعا لاخوأنّه من المؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات وكلّ الله به عن كلّ مؤمن ملكاً يدعو له.

____________________

(١) ثواب الأعمال: ١٩٤ / ٣.

(٢) أمالي الطوسي ٢: ٣٨.

٤ - ثواب الأعمال: ١٩٤ / ٤.

(٣) أمالي الطوسي ٢: ٩٦.

٥ - ثواب الأعمال: ١٩٣ / ١.

١١٥

[ ٨٨٩١ ] ٦ - وبهذا الإِسناد عن أبي الحسن الرضا( عليه‌السلام ) قال: ما من مؤمن يدعو للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات، إلّا كتب الله له بكلّ مؤمن ومؤمنة حسنة منذ بعث الله آدم إلى أنّ تقوم الساعة.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(١) ، ويأتي ما يدلّ عليه(٢) .

٤٤ - باب استحباب دعاء الانسأنّ لوالديه، ودعاء المعتمر والصائم

[ ٨٨٩٢ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن الحسين بن محمّد، عن معلّى بن محمّد، عن الحسن بن علي الوشّاء، عن عبدالله بن سنان، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: كأنّ أبي يقول: خمس دعوات لا يحجبن عن الربّ تبارك وتعالى: دعوة الامام المقسط، ودعوة المظلوم يقول الله عزّ وجلّ: لأنتقمنّ لك ولو بعد حين، ودعوة الولد الصالح لوالديه، ودعوة الوالد الصالح لولده، ودعوة المؤمن لأخيه بظهر الغيب فيقول: ولك مثلاه(٣) .

[ ٨٨٩٣ ] ٢ - وعن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن الحسين، عن علي بن النعمان، عن عبدالله بن طلحة، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : أربّعة لا تردّ لهم دعوة حتى تفتح لهم أبواب

____________________

٦ - ثواب الأعمال: ١٩٣ / ٢.

(١) تقدم في الباب ٢٨ من ابواب الاحتضار، وفي الابواب ٤٠ و ٤١ و ٤٢ من هذه الابواب.

(٢) ياتي في البابين ٤٤ و ٤٥ من هذه الابواب، وفي الباب ١٧ من ابواب احرام الحج والوقوف بعرفة.

الباب ٤٤

فيه حديثاًن

١ - الكافي ٢: ٣٦٩ / ٢.

(٣) في المصدر: مثله.

٢ - الكافي ٢: ٣٧٠ / ٦.

١١٦

السماء وتصير إلى العرش: الوالد لولده، والمظلوم على من ظلمه، والمعتمر حين(١) يرجع، والصائم حين(٢) يفطر.

ورواه الصدوق مرسلاً(٣) .

ورواه في( المجالس ): عن محمّد بن الحسن، عن الصفّار، عن محمّد بن الحسين(٤) .

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(٥) ، ويأتي ما يدلّ عليه(٦) .

٤٥ - باب استحباب دعاء الانسأنّ لاربّعين من المؤمنين قبل دعائه لنفسه

[ ٨٨٩٤ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: من قدّم أربّعين من المؤمنين ثمّ دعا استجيب له.

[ ٨٨٩٥ ] ٢ - محمّد بن علي بن الحسين في( المجالس ): عن أحمد بن علي بن إبراهيم، عن أبيه، بهذا السند، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: من قدّم في دعائه أربّعين من المؤمنين ثمّ دعا لنفسه أُستجيب له.

[ ٨٨٩٦ ] ٣ - وعن علي بن أحمد بن عبدالله، عن أبيه، عن جدّه أحمد بن

____________________

( ١ و ٢) في نسخة: حتى( هامش المخطوط) وكتب في الهامش( حتى: مجالس ).

(٣) الفقيه ٢: ١٤٦ / ٦٤٤.

(٤) امالي الصدوق: ٢١٨.

(٥) تقدم ما يدل عليه باطلاقه الابواب ٤١ و ٤٢ و ٤٣ من هذه الابواب.

(٦) يأتي ما يدل عليه في الباب ٦ من ابواب آداب الصائم، وفي الابواب ١٧ من ابواب احرام الحج، وفي الابواب ١٢ و ٢٠ و ٢٣ و ٧٨ من ابواب الطواف.

الباب ٤٥

فيه ٤ احاديث

١ - الكافي ٢: ٣٦٩ / ٥.

٢ - امالي الصدوق: ٣٦٩ / ٤.

٣ - امالي الصدوق: ٣١٠ / ٨.

١١٧

أبي عبدالله، عن أبيه، عن محمّد بن سنان، عن عمر بن يزيد قال: سمعت ابا عبدالله( عليه‌السلام ) يقول: من قدّم أربعين رجلاً من إخوأنّه قبل أنّ يدعو لنفسه أُستجيب له فيهم وفي نفسه.

ورواه الطوسي في( الأمالي) عن أبيه، عن المفيد، عن الصدوق، مثله (١) .

[ ٨٨٩٧ ] ٤ - وفي( الخصال ): عن محمّد بن الحسن، عن الصفّار، عن محمّد بن عبد الجبّار، عن محمّد بن أبي عمير، عن غير واحدٍ من أصحابنا، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: من قدّم أربعين رجلاً من إخوانه فدعا لهم ثمّ دعا لنفسه أُستجيب له فيهم وفي نفسه.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(٢) .

٤٦ - باب جواز الدعاء للكافر، والسلام عليه، عند الضرورة والحاجة اليه

[ ٨٨٩٨ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن ابن محبوب، عن عبد الرحمن بن الحجّاج قال: قلت لأبي الحسن موسى (عليه‌السلام ) : أرأيت أنّ احتجت إلى الطبيب - وهو نصراني - أُسلّم عليه وأدعو له؟ قال: نعم، أنّه لا ينفعه دعاؤك.

وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن

____________________

(١) أمالي الطوسي ٢: ٣٨.

٤ - الخصال: ٥٣٧ / ٣.

(٢) تقدّم ما يدل على ذلك بعمومه في الأبواب ٤٠ - ٤٤ من هذه الأبواب.

الباب ٤٦

فيه حديث واحد

١ - الكافي ٢: ٤٧٥ / ٨ واورده في الحديث ١ من الباب ٥٣ من ابواب احكام العشرة.

١١٨

عبد الرحمن بن الحجاج، مثله(١) .

ورواه الصدوق في( العلل) عن أبيه، عن سعد بن عبدالله، عن الهيثمّ بن أبي مسروق، عن الحسن بن محبوب (٢) .

ورواه الحميري في( قربّ الإِسناد ): عن أحمد بن محمّد، عن ابن محبوب(٣) .

ورواه ابن إدريس في آخر( السرائر) نقلاً من كتاب( المشيخة) للحسن بن محبوب (٤) .

ورواه أيضاً نقلاً من كتاب أبي عبدالله السيّاري عن أبي الحسن( عليه‌السلام ) (٥) .

٤٧ - باب تأكّد استحباب التهليل عشراً في الصباح والمساء، و استحباب قضائه أنّ فات

[ ٨٨٩٩ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن محمّد بن علي، عن عبد الرحمن بن أبي هاشم، عن أبي خديجة، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: أنّ الدعاء قبل طلوع الشمس وقبل غروبها سنّة واجبة مع طلوع الشمس(٦) والمغربّ، تقول: لا إله إلّا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت ويميت ويحيي وهو

____________________

(١) الكافي ٢: ٤٧٥ / ٧.

(٢) علل الشرائع: ٦٠٠ / ٥٣.

(٣) قربّ الاسناد: ١٢٩.

(٤) - مستطرفات السرائر: ٨٥ / ٣٢.

(٥) مستطرفات السرائر: ٤٨ / ٨، ويأتي ما يدلّ عليه في الباب ٥٣ من ابواب احكام العشرة.

الباب ٤٧

فيه ٣ احاديث

١ - الكافي ٢: ٣٨٧ / ٣١، واورد صدره في الحديث ٤ من الباب ٢٧ من هذه الابواب.

(٦) في المصدر: الفجر.

١١٩

حيّ لا يموت، بيده الخير وهو على كلّ شيء قدير، عشر مرّات وتقول: أعوذ بالله السميع العليم من همزات الشياطين، وأعوذ بك ربّ أن يحضرون، أنّ الله هو السميع العليم، عشر مرّات قبل طلوع الشمس وقبل الغروب، فأنّ نسيت قضيت كما تقضي الصلاة إذا نسيتها.

[ ٨٩٠٠ ] ٢ - وعنهم، عن أحمد، عن محمّد بن علي، عن أبي جميلة، عن محمّد بن مروان، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: قل: أستعيذ بالله من الشيطأنّ الرجيم، وأعوذ بالله إنّ يحضرون، أنّ الله هو السميع العليم، وقل: لا إله إلّا الله، وحده لا شريك له، يحيي ويميت وهو على كلّ شيء قدير.

قال: فقال له رجل: مفروض هو؟ قال: نعم، مفروض محدود تقوله قبل طلوع الشمس وقبل الغروب عشر مرّات، فأنّ فاتك شيء فاقضه من الليل والنهار.

[ ٨٩٠١ ] ٣ - وعنهم، عن أحمد، عن إسماعيل بن مهران، عن رجل، عن إسحاق بن عمّار، عن العلاء بن كامل قال: قال أبو عبدالله (عليه‌السلام ) : إنّ من الدعاء ما ينبغي لصاحبه إذا نسيه أنّ يقضيه، يقول بعد الغداة: لا إله إلّا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت(١) وهو حيّ لا يموت، بيده الخير كلّه، وهو على كلّ شيء قدير، عشر مرّات، وتقول: أعوذ بالله السميع العليم، عشر مرّات، فاذا نسي من ذلك شيئاً كان عليه قضاؤه.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(٢) ، ويأتي ما يدلّ عليه(٣) .

____________________

٢ - الكافي ٢: ٣٨٧ / ٣٢.

٣ - الكافي ٢: ٣٨٧ / ٣٣.

(١) في المصدر زيادة: ويميت ويحيي.

(٢) تقدم في الأحاديث ٤ و ٦ و ٧ من الباب ٢٥ من ابواب التعقيب.

(٣) ياتي في الأحاديث ٤ و ٦ و ٩ من الباب ٤٩ من ابواب الذكر.

١٢٠

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529