وسائل الشيعة الجزء ٧

وسائل الشيعة11%

وسائل الشيعة مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 529

المقدمة الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠
  • البداية
  • السابق
  • 529 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 362505 / تحميل: 7491
الحجم الحجم الحجم
وسائل الشيعة

وسائل الشيعة الجزء ٧

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

٢٧ - باب استحباب الاستغفار في السحر وفي الوتر

[ ٩٠٦١ ] ١ - محمّد بن علي بن الحسين قال: روي عن أمير المؤمنين (عليه‌السلام ) : إنّ الله إذا أراد أنّ يصيب أهل الأرض بعذاب قال: لولا الذين يتحابّون بجلالي ويعمرون مساجدي ويستغفرون بالأسحار، لولاهم لأنزلت عذابي.

وفي( ثواب الأعمال) عن أبيه، عن علي بن الحسن الكوفي، عن أبيه، عن عبدالله بن المغيرة، عن السكوني، عن جعفر بن محمّد، عن آبائه ( عليهم‌السلام ) ، مثله(١) .

أحمد بن محمّد البرقي في( المحاسن ): عن العبّاس بن الفضيل(٢) ، عن إبراهيم بن محمّد، عن موسى بن سابق، عن جعفر، عن أبيه، مثله(٣) .

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك في الدعاء والقنوت(٤) وغير ذلك(٥) .

٢٨ - باب حكم الاستغفار للابوين الكافرين، والدعاء لهما وللكافر

[ ٩٠٦٢ ] ١ - عبدالله بن جعفر في( قرب الإِسناد ): عن عبدالله بن

____________________

الباب ٢٧

فيه حديث واحد

١ - الفقيه ١: ٣٠٠ / ١٣٧٢.

(١) ثواب الأعمال: ٢١١.

(٢) في المصدر( الفضل) وقد كتبه المصنف ثمّ صوبه الى( الفضيل ).

(٣) المحاسن: ٥٣ / ٨١.

(٤) تقدّم في الباب ١٠ من أبواب القنوت.

(٥) تقدّم في الباب ٢٥ وفي الحديث ٥ من الباب ٣٠ من أبواب الدعاء، ويأتي ما يدلّ عليه في الباب ٩٤ من أبواب جهاد النفس.

الباب ٢٨

فيه حديث واحد

١ - قربّ الإِسناد: ١٢٠.

١٨١

الحسن، عن علي بن جعفر، عن أخيه موسى بن جعفر( عليه‌السلام ) ، قال: سألته عن رجل مسلم وأبواه كافران، هل يصلح له أنّ يستغفر لهما في الصلاة؟ قال: أنّ كان فارقهما صغيراً لا يدري أسلـمّا أم لا فلا بأس، وأنّ عرف كفرهما فلا يستغفر لهما، وأنّ لم يعرف فليدعُ لهما.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك في الدعاء(١) ، وفي صلاة الجنازة(٢) .

٢٩ - باب استحباب التسبيح

[ ٩٠٦٣ ] ١ - محمّد بن علي بن الحسين في( ثواب الأعمال ): عن أبيه، عن سعد بن عبدالله، عن أحمد بن محمّد، عن أبيه، عن محمّد بن أبي عمير، عن عبدالله بن سنان، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: من قال سبحأنّ الله وبحمده، سبحأنّ الله العظيم وبحمده، كتب الله له ثلاثة آلاف حسنة، ومحا عنه ثلاثة آلاف سيّئة، ورفع له ثلاثة آلاف درجة، ويخلق منها طائراً في الجنّة يسبّح، وكان أجر تسبيحه له.

[ ٩٠٦٤ ] ٢ - وفي( العلل) وفي( معاني الأخبار ): عن أبيه، عن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن أحمد، عن علي بن إبراهيم المنقري أو غيره، رفعه قال: قيل للصادق ( عليه‌السلام ) : أنّ من سعادة المرء خفّة عارضيه، فقال: وما في(٣) هذا من السعادة، إنّما السعادة خفّة ماضغيه بالتسبيح.

____________________

(١) تقدّم ما يدل عليه بإطلاقه في الحديث ١ من الباب ٤٤ وفي الباب ٤٦ من أبواب الدعاء.

(٢) تقدّم ما يدل عليه بعمومه في الباب ٣ من أبواب صلاة الجنازة.

الباب ٢٩

فيه ٥ أحاديث

١ - ثواب الأعمال: ٢٧.

٢ - علل الشرائع: ٥٨٠ / ١١ الباب ٣٨٥، ومعاني الأخبار: ١٨٣.

(٣) كتب المصنف على( في) علامة نسخة.

١٨٢

[ ٩٠٦٥ ] ٣ - وفي( معاني الأخبار ): عن علي بن عبدالله بن بابويه، عن علي بن أحمد الطبري، عن أبي سعيد، عن خراش، عن أنس قال: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : من قال: سبحأنّ الله وبحمده، كتب الله له ألف ألف حسنة، ومحا عنه ألف ألف سيّئة، ورفع له ألف ألف درجة، ومن زاد زاده الله، ومن استغفر غفر الله له.

[ ٩٠٦٦ ] ٤ - أحمد بن محمّد البرقي في( المحاسن ): عن محمّد بن مروان، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : إذا قال العبد: سبحأنّ الله، فقد أنف لله، وحقّ على الله أن ينصره.

[ ٩٠٦٧ ] ٥ - وعن الوشّاء، عن رفاعة بن موسى، عن ليث المرادي أبي بصير قال: سمعته يقول: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : من قال: سبحأنّ الله، من غير تعجّب خلق الله منها طائراً أخضر يستظلّ بظلّ العرش يسبّح، فيكتب له ثوابه إلى يوم القيامة.

أقول: ويأتي ما يدلّ على ذلك(١) .

٣٠ - باب استحباب التكبير والتسبيح والتحميد والتهليل مائة مائة كلّ يوم

[ ٩٠٦٨ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن

____________________

٣ - معاني الأخبار: ٤١١ / ٩٨.

٤ - المحاسن: ٣٧ / ٣٦.

٥ - المحاسن: ٣٧ / ٤٠.

(١) يأتي في البابين ٣٠ و ٣١ وفي الحديث ٨ من الباب ٣٤ وفي البابين ٤٨ و ٤٩ من هذه الابواب، ويأتي في الأحاديث ١٢ و ٢٠ و ٢٩ من الباب ١٨ من أبواب أحكام شهر رمضأنّ وفي الحديث ٢١ من الباب ٤٩ من أبواب جهاد النفس.

الباب ٣٠

فيه حديثان

١ - الكافي ٢: ٣٦٦ / ١.

١٨٣

أبي عمير، عن هشام بن سالم وأبي أيّوب الخراز جميعاً، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) - في حديث - قال: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : من كبّر الله مائة مرّة كان أفضل من عتق مائة رقبة، ومن سبّح الله مائة مرّة كان أفضل من سياق مائة بدنة، ومن حمد الله مائة مرّة كان أفضل من حملأنّ مائة فرس في سبيل الله بسرجها ولجمها وركبها، ومن قال: لا إله إلّا الله مائة مرّة كان أفضل الناس عملاً ذلك اليوم، إلّا من زاد.

محمّد بن علي بن الحسين في( المجالس) عن أبيه، عن سعد، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن مالك بن أنس، عن أبي عبدالله ( عليه‌السلام ) ، عن آبائه (عليهم‌السلام ) ، مثله(١) .

وفي( ثواب الأعمال ): عن محمّد بن موسى بن المتوكّل، عن السعد آبادي عن أحمد بن أبي عبدالله، مثله(٢) .

[ ٩٠٦٩ ] ٢ - أحمد بن أبي عبدالله البرقي في( المحاسن ): عن رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) ، أنّه قال لأُمّ هاني: من سبّح الله مائة مرّة كلّ يوم كان أفضل ممّن ساق مائة بدنة إلى بيت الله الحرام، ومن حمد الله مائة تحميدة كان أفضل ممّن أعتق مائة رقبة، ومن كبّر الله مائة تكبيرة كان أفضل ممّن حمل على مائة فرس في سبيل الله بسرجها ولجمها، ومن هلّل الله مائة تهليلة كان أفضل الناس عملاً يوم القيامة إلّا من قال أفضل من هذا.

أقول: ويأتي ما يدلّ على ذلك(٣) .

____________________

(١) أمالي الصدوق: ٦٦ / ١.

(٢) ثواب الأعمال: ٢٥ / ١.

٢ - المحاسن: ٤٣ / ٥٧.

(٣) يأتي ما يدل عليه بعمومه واطلاقه في البابين ٣١ و ٣٢، وفي الحديث ٨ من الباب ٣٤ وفي البابين ٤٨ و ٤٩ من هذه الابواب، ويأتي في الحديث ٤ من الباب ١٢٠ من أبواب العشرة، تقدّم في الباب ٢٩ من هذه الابواب، وتقدم في الحديث ٧ من الباب ١٧ من أبواب التعقيب.

١٨٤

٣١ - باب استحباب الإِكثار من التسبيحات الأربع خصوصا ً في الصباح والمساء

[ ٩٠٧٠ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: قال أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) : التسبيح نصف الميزان، والحمد لله يملأ الميزان، والله أكبر يملأ ما بين السماء والأرض.

[ ٩٠٧١ ] ٢ - وعن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن ابن محبوب، عن مالك بن عطيّة، عن ضريس الكناسي، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) - في حديث - أنّ رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) قال لرجل: إذا أصبحت وأمسيت فقل: سبحأنّ الله والحمد لله ولا إله إلّا الله والله أكبر، فإنّ لك إن قلته بكلّ تسبيحة عشر شجرات في الجنّة من أنواع الفاكهة، وهنّ الباقيات الصالحات.

أحمد بن محمّد البرقي في( المحاسن ): عن علي بن سيف، عن أخيه الحسين بن سيف بن عميرة، عن مالك بن عطيّة، مثله(١) .

محمّد بن علي بن الحسين في( المجالس ): عن أحمد بن محمّد بن يحيى، عن سعد بن عبدالله، عن الهيثم بن أبي مسروق، عن ابن محبوب، مثله(٢) .

[ ٩٠٧٢ ] ٣ - وفي( ثواب الأعمال ): عن الحسين بن أحمد، عن أبيه، عن

____________________

الباب ٣١

فيه ١٢ حديثاً

١ - الكافي ٢: ٣٦٧ / ٣.

٢ - الكافي ٢: ٣٦٧ / ٤.

(١) المحاسن: ٣٧ / ٣٨.

(٢) أمالي الصدوق: ١٦٩ / ١٦.

٣ - ثواب الأعمال: ٢٣ / ١.

١٨٥

محمّد بن أحمد، عن إبراهيم بن إسحاق، عن عبدالله بن حمّاد، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : أكثروا من قول: سبحأنّ الله والحمد لله ولا إله إلّا الله والله أكبر، فإنّهنّ يأتين يوم القيامة لهنّ مقدّمات ومؤخّرات ومعقّبات، وهنّ الباقيات الصالحات.

وعن أبيه، عن عبدالله بن جعفر الحميري، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع، عن منصور بن يونس، عن أبي بصير، مثله(١) .

[ ٩٠٧٣ ] ٤ - وعن محمّد بن الحسن، عن سعد، عن أحمد بن محمّد، عن الحسن بن علي بن فضّال، عن أبي داود المسترق، عن ثعلبة بن ميمون(٢) ، عن يونس بن يعقوب، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: التفت رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) إلى أصحابه فقال: اتّخذوا جُنناً، فقالوا: يا رسول الله أمن عدوٍ قد أظلّنا؟ قال: لا، ولكن من النار،( فقالوا: ما الجنة؟ فقال:) (٣) قولوا: سبحأنّ الله والحمد لله ولا إله إلّا الله والله أكبر.

[ ٩٠٧٤ ] ٥ - وعن محمّد بن علي ماجيلويه، عن عمّه محمّد بن أبي القاسم، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن أبيه، عن محمّد بن سنان، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : من قال: سبحأنّ الله، غرس الله له بها شجرة في الجنة، ومن قال: الحمد لله، غرس الله له بها شجرة في الجنة، ومن قال: لا إله إلّا الله، غرس الله له بها شجرة في الجنّة، ومن قال: الله أكبر، غرس الله له بها شجرة في

____________________

(١) ثواب الأعمال: ٢٦ / ٢.

٤ - ثواب الأعمال: ٢٦ / ١.

(٢) في المصدر زيادة: [ عن بعض أصحابه ].

(٣) ليس في المصدر.

٥ - ثواب الأعمال: ٢٦ / ٣.

١٨٦

الجنة، فقال رجل من قريش: يا رسول الله، إنّ شجرنا في الجنّة لكثير، فقال: نعم، ولكن إيّاكم أن ترسلوا عليها نيراناً(١) فتحرقوها، وذلك أنّ الله عزّ وجلّ يقول:( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبطِلُوا أَعمَالَكُم ) (٢) .

وفي( المجالس ): عن أحمد بن هارون الفامي، عن محمّد بن عبدالله الحميري، عن أبيه، عن أحمد بن محمّد البرقي، مثله(٣) .

[ ٩٠٧٥ ] ٦ - وفي( ثواب الأعمال) أيضاً: عن محمّد بن الحسن، عن الصفّار، عن أحمد ابن محمّد، عن أبيه والحسن بن الحسين اللؤلؤي، عن محمّد بن سنان، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: من قال: سبحأنّ الله، من غير تعجّب خلق الله منها طائراً له لسان وجناحان يسبحّ الله عنه في المسبّحين حتى تقوم الساعة، ومثل ذلك: الحمد لله ولا إله إلّا الله والله أكبر.

[ ٩٠٧٦ ] ٧ - وفي( العلل) و( الأمالي) بإسناد يأتي (٤) قال: جاء نفر من اليهود إلى رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) فسألوه عن الكلمات التي اختارهنّ الله لابراهيم حيث بنى البيت، فقال النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : نعم، سبحأنّ الله والحمد لله ولا إله إلّا الله والله أكبر - إلى أنّ قال اليهودي - أخبرني: ما جزاء قائلها؟ قال: إذا قال العبد: سبحأنّ الله، سبّح معه ما دون العرش، فيُعطى قائلها عشر أمثالها، وإذا قال: الحمد

____________________

(١) في نسخة: ناراً( هامش المخطوط ).

(٢) سورة محمّد (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) ٤٧: ٣٣.

(٣) أمالي الصدوق: ٤٨٦ / ١٤.

٦ - ثواب الأعمال: ٢٧ / ١.

٧ - علل الشرائع: ٢٥١ / ٨، وأمالي الصدوق: ١٥٨ / ١.

(٤) يأتي في الفائدة الأولى من الخاتمة برمز( خ ).

١٨٧

لله، أنعم الله عليه بنعم الدنيا موصولاً بنعم(١) الآخرة، وهي الكلمة التي يقولها أهل الجنّة إذا دخلوها، وينقطع الكلام الذي يقولونه في الدنيا ما خلا الحمد لله، وذلك قوله تعالى:( دَعوَاهُم فِيهَا سُبحَانَكَ اللهمّ وَتَحِيَّتُهُم فِيهَا سَلَامٌ وَآخِرُ دَعوَاهُم أنّ الحَمدُ لِلّهِ ربّ العَالَمِينَ ) (٢) وأمّا قوله: لا إله إلّا الله فالجنّة جزاؤه، وذلك قوله تعالى:( هَل جَزَاءُ الإِحسَأنّ إلّا الإِحسَأنّ ) (٣) ، يقول: هل جزاء لا إله إلّا الله إلّا الجنة.

[ ٩٠٧٧ ] ٨ - أحمد بن محمّد البرقي في( المحاسن ): عن علي بن الحكم، عن سيف بن عميرة، عن ثابت، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: من قال: سبحأنّ الله والحمد لله ولا إله إلّا الله والله أكبر، خلق الله منها أربعة أطيار تسبّحه وتقدّسه وتهلّله إلى يوم القيامة.

[ ٩٠٧٨ ] ٩ - وعن محمّد بن علي، عن الحكم بن مسكين، عن داود بن الحصين، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: من بخل منكم بمال أنّ ينفقه، وبالجهاد أنّ يحضره، والليل أن يكابده، فلا يبخل بسبحأنّ الله والحمد لله ولا إله إلّا الله والله أكبر ولا حول ولا قوّة إلّا بالله.

[ ٩٠٧٩ ] ١٠ - علي بن الحسين المرتضى في رسالة( المحكم والمتشابه ): بسند يأتي عن رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) قال: لـمّا أُسري بي إلى السماء دخلت الجنة فرأيت فيها قيعاناً، ورأيت فيها ملائكة يبنون لبنة من ذهب ولبنة من فضّة وربّما أمسكوا، فقلت لهم: مالكم قد أمسكتم؟ قالوا: حتى تجيئنا النفقة، فقلت: وما نفقتكم؟ قالوا: قول المؤمن: سبحأنّ الله والحمد لله ولا

____________________

(١) في نسخة: بنعيم( هامش المخطوط ).

(٢) يونس ١٠: ١٠.

(٣) الرحمن ٥٥: ٦٠.

٨ - المحاسن: ٣٧ / ٣٦.

٩ - المحاسن: ٣٧ / ٣٩.

١٠ - رسالة المحكم والمتشابه: ٨٣.

١٨٨

إله إلّا الله والله أكبر، فإذا قال بنينا، وإذا سكت أمسكنا.

[ ٩٠٨٠ ] ١١ - الحسن بن محمّد الطوسي في( أماليه ): عن أبيه، عن جماعة، عن أبي المفضّل، عن الحسن(١) بن محمّد بن مروان، عن أبيه، عن يحيى بن سالم، عن حمّاد بن عثمان، عن الصادق، عن آبائه، عن رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) ، مثله.

علي بن إبراهيم في( تفسيره ): عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن جميل بن درّاج، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) ، مثله(٢) ، وعن أبيه، عن حمّاد، عن أبي عبدالله، عن آبائه، عن النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) ، مثله(٣) .

[ ٩٠٨١ ] ١٢ - وبهذا الإِسناد قال: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : لـمّا أُسري بي إلى السماء دخلت الجنّة فرأيت فيها قصراً من ياقوتة حمراء يرى داخلها من خارجها، وخارجها من داخلها من ضيائها، وفيها( بنيأنّ من زبرجد) (٤) ، فقلت: يا جبرئيل، لمن هذا القصر؟ فقال: لمن أطاب الكلام، وأدام الصيام، وأطعم الطعام، وتهجّد بالليل والناس نيام.

ثمّ قال: أتدري ما أطاب الكلام يا علي؟ قال: الله ورسوله أعلم، قال: من قال: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلّا الله والله أكبر، أتدري من أدام الصيام؟ قال: لا، قال: من صام شهر رمضان ولم يفطر منه يوماً،

____________________

١١ - أمالي الطوسي ٢: ٨٨.

(١) في المصدر: اسحاق.

(٢) تفسير القمي ٢: ٥٣.

(٣) تفسير القمي ١: ٢١.

١٢ - تفسير القمي ١: ٢١، أورد نحوه في الحديث ٧ من الباب ٢٩ من أبواب المواقيت، وفي الحديث ٧ من الباب ٣٤ من أبواب احكام العشرة.

(٤) في المصدر: بيتان من در وزبرجد.

١٨٩

أتدري ما إطعام الطعام؟ قال: الله ورسوله أعلم، قال: من طلب لعياله ما يكفّ به وجوههم عن الناس، وتدري من يتهجد بالليل والناس نيام؟ قال: الله ورسوله أعلم: قال: من لم ينم حتى يصلي العشاء الآخرة، ويعني بالناس نيام اليهود والنصارى فإنّهم ينامون فيما بينهما.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(١) ، ويأتي ما يدلّ عليه(٢) .

٣٢ - باب استحباب التهليل والتكبير

[ ٩٠٨٢ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن سنان، عن حمّاد، عن ربّعي، عن فضيل، عن أحدهما (عليهما‌السلام ) ، قال: سمعته يقول: أكثروا من التهليل والتكبير فإنّه ليس شئ أحبّ إلى الله من التهليل والتكبير.

[ ٩٠٨٣ ] ٢ - وعنه، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، رفعه، عن حريز، عن يعقوب القمّي، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: ثمن الجنّة لا إله إلّا الله والله أكبر.

محمّد بن علي بن الحسين في( ثواب الأعمال) (٣) : عن محمّد بن

____________________

(١) تقدم في الأحاديث ١ و ٩ و ١٠ من الباب ١٢ من أبواب المواقيت، وفي الباب ١٥، وفي الحديث ٧ من الباب ١٨ من أبواب التعقيب، وفي الباب ٢٩ من هذه الأبواب.

(٢) يأتي في الحديث ٨ من الباب ٣٤، وفي الحديث ٢٠ من الباب ٤٨ من هذه الأبواب، وفي الحديث ٤ من الباب ١٤ من أبواب العشرة، وفي الحديثين ١٠، ١١ من الباب ٢٣ من أبواب جهاد النفس.

الباب ٣٢

فيه حديثان

١ - الكافي ٢: ٣٦٧ / ٢.

٢ - الكافي ٢: ٣٧٥ / ١.

(٣) ثواب الأعمال: ١٨ / ١٣.

١٩٠

الحسن، عن الصفّار، عن أحمد بن محمّد البرقي، عن الحسين(١) بن علي بن يقطين، عن محمّد بن سنان(٢) ، وخلف بن حمّاد جميعاً: عن ربّعي، وذكر الحديث الأول.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(٣) ، ويأتي ما يدلّ عليه(٤) .

٣٣ - باب كراهة أنّ يقال: الله أكبر من كلّ شيء، بل يقال: من أنّ يوصف

[ ٩٠٨٤ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن مروك بن عبيد، عن جميع بن عمير قال: قال أبو عبدالله (عليه‌السلام ) : أيّ شيء الله أكبر؟ فقلت: الله أكبر من كل شيء، فقال: وكان ثمّ شيء فيكون أكبر منه؟ فقلت: فما هو؟ قال: الله أكبر من أن يوصف.

[ ٩٠٨٥ ] ٢ - وعن علي بن محمّد، عن سهل بن زياد، عن ابن محبوب، عمن ذكره، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: قال رجل عنده: الله أكبر، فقال: الله أكبر من أيّ شيء؟ فقال: من كلّ شيء فقال: أبو عبدالله( عليه‌السلام ) : حدّدته، فقال الرجل: كيف أقول؟ قال: قل: الله أكبر من أن يوصف.

____________________

(١) في المصدر: الحسن.

(٢) في المصدر زيادة: عن حمّاد بن عثمان.

(٣) تقدّم في الباب ٣٦ من أبواب الاحتضار وما يدل على بعض المقصود في الحديث ٨ من الباب ٧٣ من أبواب الدفن، وفي البابين ٣٠، ٣١ من هذه الأبواب.

(٤) يأتي في الابواب ٤٤، ٤٨، ٤٩ من هذه الأبواب.

الباب ٣٣

فيه ٣ أحاديث

١ - الكافي ١: ٩١ / ٩، والتوحيد: ٣١٣ / ٢.

٢ - الكافي ١: ٩١ / ٨.

١٩١

ورواه الصدوق في( التوحيد ): عن أحمد بن محمّد بن يحيى، عن أبيه، عن سهل بن زياد(١) .

والذي قبله عن محمّد بن الحسن، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن أبيه، عن مروك بن عبيد، عن جميع بن عمير، مثله.

[ ٩٠٨٦ ] ٣ - قال الكليني: وفي رواية أبي بصير عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) - وذكر الدعاء عند الحجر الأسود، إلى أنّ قال: - الله أكبر من خلقه، الله أكبر ممّا أخاف(٢) وأحذر، الحديث.

أقول: وقد ورد في أحاديث كثيرة أنّ الله أكبر من كلّ شيء، وهي محمولة على الجواز مع قصد المعنى الصحيح.

٣٤ - باب استحباب الإِكثار من الصلاة على محمّد وآله ( عليهم‌السلام ) ، واختيارها على ما سواها

[ ٩٠٨٧ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن أبي أيوب، عن محمّد بن مسلم، عن أحدهما( عليه‌السلام ) قال: ما في الميزأنّ شيء أثقل من الصلاة على محمّد وآل محمّد، وإنّ الرجل لتوضع أعماله في الميزأنّ فتميل به فيخرج (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) الصلاة عليه فيضعها في ميزانه فترجح.

[ ٩٠٨٨ ] ٢ - وعنه، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عبدالله بن سنان،

____________________

(١) التوحيد: ٣١٢ / ١.

٣ - الكافي ٤: ٤٠٣ / ٢، وأورده بتمامه في الحديث ٣ من الباب ١٢ من أبواب الطواف.

(٢) في المصدر: أخشى.

الباب ٣٤

فيه ١٣ حديثاً

١ - الكافي ٢: ٣٥٨ / ١٥.

٢ - الكافي ٢: ٣٥٨ / ١٣، وأورده في الحديث ١ من الباب ٣٩ من هذه الأبواب.

١٩٢

عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) ، قال: سمعته يقول: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : ارفعوا أصواتكم بالصلاة عليَّ فإنّها تذهب بالنفاق.

[ ٩٠٨٩ ] ٣ - وبهذا الإِسناد قال: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : الصلاة عليّ وعلى أهل بيتي تذهب بالنفاق.

[ ٩٠٩٠ ] ٤ - وعن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن إسماعيل بن مهران، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن أبيه وحسين بن أبي العلاء جميعاً، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) ، قال: قال: إذا ذكر النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) فأكثروا الصلاة عليه، فإنّه من صلّى على النبي صلاة واحدة صلّى الله عليه ألف صلاة في ألف صفّ من الملائكة، ولم يبق شيء ممّا خلقه الله إلّا صلّى على العبد لصلاة الله(١) وصلاة ملائكته، فمن لم يرغب في هذا فهو جاهل مغرور قد برئ الله منه ورسوله وأهل بيته.

ورواه الصدوق في( ثواب الأعمال) عن أبيه، عن سعد، عن سلمة بن الخطّاب، عن إسماعيل بن جعفر، عن الحسن بن علي، عن أبيه، عن أبي بصير، مثله (٢) .

[ ٩٠٩١ ] ٥ - وعنهم، عن أحمد بن محمّد، عن محسن بن أحمد، عن أبان الأحمر، عن عبد السلام بن نعيم قال: قلت لأبي عبدالله (عليه‌السلام ) : إنّي دخلت البيت ولم يحضرني شيء من الدعاء إلّا الصلاة على محمّد وآله؟ فقال: أمّا أنّه لم يخرج أحد بأفضل ممّا خرجت به.

____________________

٣ - الكافي ٢: ٣٥٧ / ٨.

٤ - الكافي ٢: ٣٥٧ / ٦.

(١) في المصدر زيادة: عليه، وقد شطبها المصنف.

(٢) ثواب الأعمال: ١٨٥.

٥ - الكافي ٢: ٣٥٩ / ١٧.

١٩٣

ورواه الصدوق في( ثواب الأعمال) عن أبيه، عن سعد، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن محسن بن أحمد، مثله (١) .

[ ٩٠٩٢ ] ٦ - وعنهم، عن سهل بن زياد، عن جعفر بن محمّد الأشعري، عن ابن القدّاح، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : من صلّى عليّ صلّى الله عليه وملائكته، فمن شاء فليقلّ ومن شاء فليكثر.

[ ٩٠٩٣ ] ٧ - محمّد بن علي بن الحسين في( الأمالي) عن محمّد بن إبراهيم بن إسحاق، وفي( عيون الأخبار ): عن أحمد بن الحسن القطّان ومحمّد بن بكران النقّاش ومحمّد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني كلّهم، عن أحمد بن محمّد بن سعيد الهمداني، عن علي بن الحسن بن فضّال، عن أبيه قال: قال الرضا( عليه‌السلام ) - في حديث - من لم يقدر على ما يكفّر به ذنوبه فليكثر من الصلاة على محمّد وآل محمّد فإنّها تهدم الذنوب هدماً.

[ ٩٠٩٤ ] ٨ - قال: وقال( عليه‌السلام ) : الصلاة على محمّد وآله تعدل عند الله عزّ وجلّ التسبيح والتهليل والتكبير.

[ ٩٠٩٥ ] ٩ - وفي( العلل ): عن أحمد بن محمّد السناني(٢) ، عن محمّد بن أحمد الأسدي، عن سهل بن زياد، عن عبد العظيم الحسني قال: سمعت علي بن محمّد العسكري( عليه‌السلام ) يقول: إنّما اتخذ الله عزّ وجلّ إبراهيم خليلاً لكثرة صلاته على محمّد وأهل بيته صلوات الله عليهم.

____________________

(١) ثواب الأعمال: ١٨٦ / ٢.

٦ - الكافي ٢: ٣٥٧ / ٧.

٧ - أمالي الصدوق: ٦٨ / ٤، وعيون أخبار الرضا( عليه‌السلام ) ١: ٢٩٤ / ٥٢.

٨ - أمالي الصدوق: ٦٨ / ٤، وعيون أخبار الرضا( عليه‌السلام ) ١: ٢٩٤ / ٥٢.

٩ - علل الشرائع: ٣٤.

(٢) في المصدر ونسخة في هامش الاصل: الشيباني.

١٩٤

[ ٩٠٩٦ ] ١٠ - وفي( ثواب الأعمال ): عن محمّد بن علي ماجيلوه، عن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن أحمد، عن محمّد بن حسان، عن جعفر بن عيسى الحسيني، عن رشد بن سعد، عن معاوية بن صالح، عن أبي إسحاق، عن( ابن عبّاس، عن عاصم بن حمزة) (١) عن علي( عليه‌السلام ) قال: الصلاة على النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) أمحق للخطايا من الماء للنار، والسلام على النبي( عليه‌السلام ) أفضل من عتق رقاب(٢) ، الحديث.

[ ٩٠٩٧ ] ١١ - وعن أحمد بن محمّد، عن أبيه، عن محمّد بن أحمد، عن السندي بن محمّد، عن أبي البختري، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه (عليهم‌السلام ) قال: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : أنا عند الميزأنّ يوم القيامة، فمن ثقلت سيئاته على حسناته جئت بالصلاة عليَّ حتى اثقل بها حسناته.

[ ٩٠٩٨ ] ١٢ - وعن أبيه، عن سعد، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن محمّد بن أبي عمير، عمّن أخبره، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: وجدت في بعض الكتب: من صلى على محمّد وآل محمّد كتب الله له مائة حسنة، ومن قال: صلّى الله على محمّد وأهل بيته، كتب الله له ألف حسنة.

[ ٩٠٩٩ ] ١٣ - أحمد بن محمّد البرقي في( المحاسن ): عن النوفلي، عن

____________________

١٠ - ثواب الأعمال: ١٨٤.

(١) في المصدر: عن عباس، عن عاصم بن ضمرّة.

(٢) في نسخة: عشر رقاب( هامش المخطوط ).

١١ - ثواب الأعمال: ١٨٦ / ١.

١٢ - ثواب الأعمال: ١٨٦.

١٣ - المحاسن: ٥٩ / ٩٧.

١٩٥

السكوني، عن جعفر، عن أبيه قال: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : من صلّى عليّ(١) ايماناً واحتساباً استأنف العمل.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك في الدعاء(٢) وغيره(٣) ، ويأتي ما يدلّ عليه(٤) .

٣٥ - باب كيفيّة الصلاة على محمّد وآله

[ ٩١٠٠ ] ١ - محمّد بن علي بن الحسين في( معاني الأخبار ): عن جعفر بن محمّد بن مسرور، عن الحسين بن محمّد، عن معلّى بن محمّد، عن محمّد بن جمهور، عن أحمد بن حفص، عن أبيه، عن ابن أبي حمزة، عن أبيه قال: سألت أبا عبدالله( عليه‌السلام ) عن قول الله عزّ وجلّ:( إنّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيهِ وَسَلِّمُوا تَسلِيماً ) (٥) ؟ فقال: الصلاة من الله عزّ وجلّ رحمة، ومن الملائكة تزكية، ومن الناس دعاء، وأما قوله عزّ وجلّ( وَسَلِّمُوا تَسلِيماً ) فإنّه يعني التسليم له فيما ورد عنه، قال: فقلت له: كيف نصلّي على محمّد وآله؟ قال: تقولون: صلوات الله وصلوات ملائكته وأنبيائه ورسله وجميع خلقه على محمّد وآل محمّد، والسلام عليه وعليهم ورحمة الله وبركاته.

____________________

(١) في المصدر زيادة: يوم الجمعة.

(٢) تقدّم في البابين ٣١ و ٣٦ من أبواب الدعاء.

(٣) تقدّم في الباب ٢٢ وفي الحديث ١ من الباب ٣٤ من أبواب التعقيب.

(٤) يأتي في البابين ٣٥ و ٤٣ من هذه الابواب، وفي الباب ٤٣ من أبواب صلاة الجمعة، وفي الحديث ١٠ من الباب ٣٠ من أبواب الصوم المندوب، وفي البابين ٦٣ و ٦٤ من أبواب أحكام العشرة.

الباب ٣٥

فيه ٤ أحاديث

١ - معاني الأخبار: ٣٦٧.

(٥) الأحزاب ٣٣: ٥٦.

١٩٦

قال: فقلت: فما ثواب من صلى على النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) بهذه الصلوات؟ قال: الخروج من الذنوب والله كهيئة يوم ولدته أُمّه.

[ ٩١٠١ ] ٢ - وفي( المجالس ): عن محمّد بن أحمد بن إبراهيم الليثي، عن عبدالله بن يحيى عن علي بن الجعد، عن شعبة، عن الحكم، عن ابن أبي ليلى، عن كعب بن عجزة قال: قلت: يا رسول الله، قد علّمتنا السلام عليك، فكيف الصلاة عليك؟ فقال: قولوا: اللهمّ صلّ على محمّد( وآل محمّد) (١) كما صلّيت على إبراهيم وآل إبراهيم إنّك حميد مجيد، وبارك على محمّد( وآل محمّد) (٢) كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم إنّك حميد مجيد.

ورواه الطوسي في( الأمالي) عن أبيه، عن المفيد، عن الصدوق، مثله (٣) .

[ ٩١٠٢ ] ٣ - عبدالله بن جعفر في( قرب الإِسناد ): عن محمّد بن عيسى، عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن أبي عبدالله أو عن أبي جعفر (عليهما‌السلام ) قال: أثقل ما يوضع في الميزان يوم القيامة الصلاة على محمّد وأهل بيته.

[ ٩١٠٣ ] ٤ - وعن أحمد بن إسحاق، عن بكر بن محمّد قال: سمعت أبا عبدالله( عليه‌السلام ) يقول وقد قال بعض أصحابه: اللهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد كما صليت على إبراهيم، فقال أبو عبدالله( عليه‌السلام ) : لا، ولكن قل: كأفضل ما صلّيت وباركت على إبراهيم وآل إبراهيم إنّك حميد مجيد.

أقول: المراد من هذه الأحاديث بيان أفضل الكيفيّات، وهو ظاهر.

____________________

٢ - أمالى الصدوق: ٣١٥.

( ١ و ٢) ليس في المصدر.

(٣) أمالي الطوسي ٢: ٤٣.

٣ - قرب الإِسناد: ٩.

٤ - قرب الإِسناد: ٢٠.

١٩٧

٣٦ - باب استحباب ذكر الرسول ( عليه‌السلام ) وذكر الله في كل مجلس وذكر الائمة ( عليهم‌السلام ) معه، وكراهة ذكر أعدائهم

[ ٩١٠٤ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن حميد بن زياد، عن الحسن بن محمّد بن سماعة، عن وهيب بن حفص، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: ما اجتمع في مجلس قوم لم يذكروا الله ولم يذكرونا إلّا كان ذلك المجلس حسرة عليهم يوم القيامة.

ثمّ قال: قال(١) أبوجعفر( عليه‌السلام ) : أنّ ذكرنا من ذكر الله، وذكر عدوّنا من ذكر الشيطان.

[ ٩١٠٥ ] ٢ - محمّد بن علي بن الحسين في( العلل ): عن أبيه، عن سعد، عن محمّد بن عيسى، عن يونس، عن محمّد بن عبد الحميد، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: من ذكر الله كتبت له عشر حسنات ومن ذكر رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) كتبت له عشر حسنات لأنّ الله قرن رسوله بنفسه.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(٢) .

٣٧ - باب استحباب الصلاة على محمّد وآله عند النسيان

[ ٩١٠٦ ] ١ - محمّد بن علي بن الحسين في( العلل ): عن أبيه، عن سعد،

____________________

الباب ٣٦

فيه حديثان

١ - الكافي ٢: ٣٦٠ / ٢، تقدم في الحديث ٣ من الباب ٣ من هذه الابواب.

(١) وضع المصنف على( قال) الثانية علامة نسخة.

٢ - علل الشرائع: ٥٧٩ / ٧ الباب ٣٨٥.

(٢) تقدّم في الباب ٣ من هذه الأبواب، يأتي ما يدلّ عليه في الباب ٤١ من هذه الأبواب.

الباب ٣٧

فيه حديث واحد

١ - علل الشرائع: ٩٧ / ٦ الباب ٨٥، وعيون أخبار الرضا( عليه‌السلام ) ١: ٦٦ / ٣٥.

١٩٨

عن أحمد بن محمّد البرقي، وفي( عيون الأخبار) عن أبيه ومحمّد بن الحسن، عن سعد والحميري ومحمّد بن يحيى وأحمد بن إدريس كلّهم، عن أحمد بن أبي عبدالله البرقي، عن أبي هاشم داود بن القاسم الجعفري، عن أبي جعفر محمّد بن علي( عليه‌السلام ) - في حديث - أنّ الحسن( عليه‌السلام ) أجاب السائل الذي سأله عن الذكر والنسيان؟ فقال: إنّ قلب الرجل في حُقّ، وعلى الحُقّ طَبَق، فإن صلّى الرجل عند ذلك على محمّد وآل محمّد صلاة تامة إنكشف ذلك الطَبق عن ذلك الحقّ فأضاء القلب وذكر الرجل ما كان نسي، وأنّ هو لم يصلّ على محمّد وآل محمّد أو نقص من الصلاة عليهم انطبق ذلك الطّبق على ذلك الحقّ فأظلم القلب ونسي الرجل ما كان ذكره.

ورواه الطبرسي في( الاحتجاج) مرسلاً (١) .

ورواه النعمإنّي في( الغيبة ): عن عبد الواحد بن عبدالله الموصلي، عن محمّد بن جعفر، عن أحمد بن أبي عبدالله، مثله(٢) .

٣٨ - باب استحباب ختم الكلام والدعاء بالصلاة على محمّد وآل محمّد صلّى الله عليهم

[ ٩١٠٧ ] ١ - محمّد بن علي بن الحسين في( عيون الأخبار ): عن محمّد بن عمر الجعابي، عن الحسن بن عبدالله التميمي، عن أبيه، عن الرضا، عن آبائه، عن علي (عليهم‌السلام ) قال: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : من كان آخر كلامه الصلاة عليّ وعلى علي دخل الجنّة.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك في الدعاء(٣) .

____________________

(١) الاحتجاج: ٢٦٦.

(٢) غيبة النعماني: ٥٨ / ٢.

الباب ٣٨

فيه حديث واحد

١ - عيون أخبار الرضا( عليه‌السلام ) ٢: ٦٤ / ٢٧٣.

(٣) تقدّم في الباب ٣٦ من أبواب الدعاء.

١٩٩

٣٩ - باب استحباب رفع الصوت بالصلاة على محمّد وآله

[ ٩١٠٨ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عبدالله بن سنان، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) ، قال: سمعته يقول: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : ارفعوا أصواتكم بالصلاة عليّ فإنّها تذهب بالنفاق.

ورواه الصدوق في( ثواب الأعمال ): عن محمّد بن موسى بن المتوكّل، عن محمّد بن جعفر، عن موسى بن عمران، عن الحسين بن يزيد، عن عبدالله بن سنان، مثله(١) .

٤٠ - باب استحباب الصلاة على محمّد وآله عشراً

[ ٩١٠٩ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن يعقوب بن عبدالله، عن اسحاق بن فروخ مولى آل طلحة قال: قال أبو عبدالله (عليه‌السلام ) : يا إسحاق بن فروخ، من صلّى على محمّد وآل محمّد عشراً صلّى الله عليه وملائكته مائة مرّة، ومن صلّى على محمّد وآل محمّد مائة مرّة صلّى الله عليه وملائكته ألفاً، أما تسمع قول الله عزّ وجلّ:( هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيكَم وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخرِجَكُم مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكان بِالـمُؤمِنِينَ رَحِيماً ) (٢) .

____________________

الباب ٣٩

فيه حديث واحد

١ - الكافي ٢: ٣٥٨ / ١٣، تقدّم في الحديث ٢ من الباب ٣٤ من هذه الأبواب.

(١) ثواب الأعمال: ١٩٠ / ١.

الباب ٤٠

فيه حديث واحد

١ - الكافي ٢: ٣٥٨ / ١٤.

(٢) الأحزاب ٣٣: ٤٣.

٢٠٠

لأخيه سبط رسول الله صلى الله عليه وآله والوحيدِ من أولادِ بضعته الزهراء ، وبقيّة الماضين منهم.

فبَدَلاً من أنْ يعرفوا قدرَهُ ، ويغْتَنِمُوا مقامَهُ بينَهم ، ويَتَزَوَّدُوا منه ما يزيدهم معرفةً وبصيرةً بالدين ؛ احتَوَشُوهُ هكذا مُجتمعين لِيَسْتأْصِلُوا وُجُوده ، ويقتُلُوهُ!

إنّه صعبٌ على مثل العَبّاس العارفِ البصيرِ أنْ يرى الإمامَ يواجهُ هكذا ظُلامة ، وأنْ يرى من الأُمّة هكذا ضلالة.

وماذا يملكُ العَبّاسُ حينئذٍ سوى التسليم والصبر ، وسوى نفسه وقوّته ليقدّمها إلى أخيه وقاءً ويبذل روحه لإمامه فداءً : ولذا قدّم إخوتَه ، وهم أشقّاؤه وأعزّته ، قدّمهم أمام الحسين حِسبةً احْتَسَبَهم عندَ الله ، فقال لهم : «يا بني أُمّي ، تقدّمُوا حتّى أراكُم قد نَصَحْتُم للهِ ولِرَسوله »(١) .

ولو فرضتْ هذه الكلمات خفيفةً على اللسان ، فإنّها بلا ريبٍ ثقيلةٌ على القلب : أن تُقالَ لإخوةٍ أشقّاء.

لكنّ العَبّاسَ يُريدُ لإخوته الفوزَ بِالشهادة الّتي هي عينُ السعادة ، ويتقرّبُ بما قدّم فداءً للحُسين عليه السلام الّذي لو سلم وبقي ؛ فهم أحياءٌ معه ، كما هُم وهُو بعدَ الشهادة :( أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ) سورة آل عمران (٣) الآية (١٦٩).

__________________

(١) الإرشاد للمفيد (٢ / ١٠٩).

٢٠١

وخامساً : الطاعة حتّى الشهادة :

ومن أخلد ما اختصّ به العَبّاس في كربلاء هو انقيادُهُ المُطلقُ لِولي أمره المعصوم الإمام الحُسين عليه السلام وتخصيص الإمام لهُ مهمّة جلب الماء وطلبه ، من حين مَنَعَ العدوُّ وُرُودَهم ، وحتّى الساعة الأخيرة من عزمهما معاً على طلب الماء ، وقد سجّل التاريخُ مواقفَ عظيمةً للعبّاس عليه السلام في هذا السبيل ، كما سبق.

٢٠٢

البابُ السادس :

قتالُ العّبّاس عليه السلام وأرجازُهُ

ومقتلهُ ومرقدهُ ورِثاؤهُ

وقاتلهُ وسالبهُ

١ ـ قتالُ العَبّاس عليه السلام وأرجازُه ومقتلُهُ

٢ ـ مرقدُ العَبّاس عليه السلام ومزاره

٣ ـ رثاؤهُ عليه السلام ونُدبتُه

٤ ـ قاتلهُ وسالبهُ

٢٠٣
٢٠٤

قتالُ العبّاس سلامُ الله عليه وأرْجازُهُ ومقتلهُ

في صباحُ عاشُوراء :

قال الشيخ المُفيدُ : لمّا أصبحَ الحُسينُ بن عليّ عليهما السلام صباحَ عاشُوراء : عَبَّأَ أصحابَهُ بعدَ صلاة الغداة ، وكان معهُ اثنان وثلاثُون فارِساً ، وأربعون راجِلاً.

فجعلَ زُهَيْرَ بنَ القَيْن في ميمَنة أصحابه.

وحَبِيبَ بنَ مُظاهِرٍ في ميسَرة أصحابه.

وأَعطى رايَتَهُ العَبّاسَ أخاهُ.

في خِضَمّ القِتال :

وقاتَلَ أصحابُ الحُسين بن عليّ عليه السلام القومَ أَشَدَّ قِتالٍ ، حتّى انتصفَ النَهارُ.

وكانَ القتلُ يَبِينُ في أصحاب الحُسين عليه السلام لِقِلَّةِ عَدَدِهِمْ. ولم يَزَلْ يَتَقَدَّمُ رَجُلٌ رَجُلٌ من أصحابه ، فيُقْتَلُ ؛ حتّى لم يَبْقَ معَ الحُسين عليه السلام إلاّ أهلُ بيتِه خاصّةً(١) .

__________________

(١) الإرشاد للمفيد (٢ / ١١٠).

٢٠٥

العَبّاسُ عليه السلام وإخوتُهُ :

فلمّا رأى العَبّاسُ بن عليّ رحمةُ الله عليه كَثْرةَ القَتلى في أهلِهِ ، قالَ لأخْوَتِهِ مِن أُمّه ، وهَم «عَبْد الله ، وجعفرٌ ، وعثمانُ» :

«يابَنِي أُمّي! تَقَدَّمُوا حتّى أراكُم قد نَصَحْتُمْ للهِ ولِرسوله»(١) .

وقال لهم : «تَقَدَّمُوا ـ بِنَفسي أَنْتُم ـ فَحامُوا عن سيّدِكُم حتّى تَمُوتُوا دُوْنَهُ».

فَتَقَدَّمُوا جَميعاً ، فَسارُوا أمامُ الحُسين عليه السلام يَقُوْنَهُ بِوُجُوهِهِم ونُحُورِهِم حتّى قُتِلُوا(٢) .

العَبّاس عليه السلام بينَ يَدَي أَخِيه الحُسين عليه السلام :

ولمّا قُتِلَ إخوةُ العَبّاس ؛ تَقَدَّمَ إلى أخيه الحسين عليه السلام وقال :

لقد ضاقَ صَدْري ، وأُريدُ أنْ آخُذَ ثأرِي من هؤلاءِ المُنافقين(٣) .

قال الشيخُ المُفيدُ :

وحَمَلت الجماعةُ على الحُسين عليه السلام فغَلَبُوه على عسكرِهِ.

واشتَدَّ به العَطَشُ ، فركبَ المُسنّاةَ يُريد الفُراتَ ، وبينَ يَدَيهِ العَبّاسُ أخُوهُ.

فاعتَرَضَهُ خيلُ ابن سَعْدٍ ، وفيهم رجلٌ من بني دارِم ؛ فقال لهم :

__________________

(١) الإرشاد للمفيد (٢ / ١١٠).

(٢) الأخبار الطوال (٢٥٧).

(٣) بحار الأنوار (٤٥ / ٤١).

٢٠٦

وَيْلَكُم ، حُولُوا بينَهُ وبينَ الفُراتِ ، ولا تُمكِّنُوهُ من الماء!.

فقال الحُسينُ عليه السلام : «الّلهمّ! أَظْمِئْهُ ».

فغضبَ الدارِميّ ، ورماهُ بسهمٍ فأثبتَهُ في حَنَكِهِ.

فانتزعَ الحُسينُ عليه السلام السهمَ ، وبَسَطَ يَدَهُ تحتَ حَنَكِهِ ، فامْتلأتْ راحتاهُ بِالدَمِ ، فرَمى بِهِ ، ثمّ قال :

«الّلهمّ ، إنّي أَشْكُو إليكَ ما يُفْعَلُ بِابنِ بنتِ نَبِيّكَ ».

ثمّ رَجَعَ إلى مكانِهِ ، وقد اشتَدَّ بهِ العَطَشُ.

قال الدينوري :

وبقيَ العَبّاسُ بن عليّ قائماً أمامَ الحُسين يُقاتِلُ دُونَهُ ، ويميلُ معهُ حيثُ مالَ حتّى قُتِلَ رحمه الله(١) .

قال الشيخ المفيد :

وأحاطَ القومُ بِالعَبّاس ، فاقْتَطَعُوهُ مِنهُ ـ أي من الحسين ـ فَجَعَلَ يُقاتِلُهم وَحْدَهُ ، حتّى قُتِلَ(٢) .

وقال الخوارزمي ـ بعد ذكر إخوة العَبّاس ومقتلهم ـ :

ثمّ خرجَ العَبّاسُ بن عليّ ـ وهو السقّاء ـ وهو يقول :

أَقْسَمْتُ بِالله الأَعَزِّ الأعْظَمِ

وبِالحَجُونِ صادِقاً وزَمْزَمِ

وبِالحَطِيْمِ والفَنا المُحَرَّمِ

لَيُخْضَبَنَّ اليَومَ جِسْمِي بِدَمِي

__________________

(١) الأخبار الطوال (٢٥٧).

(٢) الإرشاد للمفيد (٢ / ١١٠).

٢٠٧

دُوْنَ الحُسينِ ذِي الفَخارِ الأَقْدَمِ

إمامِ أَهْلِ الفَضْلِ والتَكَرُّمِ

ولم يَزَلْ يُقاتِلُ حتّى قَتَلَ جَماعَةً ، ثمّ قُتِلَ(١) .

قطعُ اليَدَيْن :

قال ابن شهر آشوب :

مضى العَبّاسُ عليه السلام يطلبُ الماءَ ، فحَمَلُوا عليه ، وحَمَلَ هُو عليهم ؛ فَفَرَّقَهم ، وجعلَ يقولُ :

لا أَرْهَبُ المَوْتُ إذا المَوتُ زَقا(٢)

حتّى أُوارَى في المَصالِيتِ لُقى

نَفْسي لِنَفْسِ المُصْطَفى الطُهْرِ وِقى

إنّي أَنَا العَبّاسُ أَغْدُوْ بِالسِقا

ولا أَخافُ الشَرَّ يَوْمَ المُلْتَقى

فَفَرَّقَهم.

__________________

(١) مقتل الخوارزمي (٢ / ٣٨٠) والفتوح لابن أعثم (٥ / ٢٠٧).

(٢) كتبتُ عن هذه الأبيات ما نصه :

كذا أورد السماوي هذا الرجز في «إبصار العين» : (ص ٣٣) فقال في شرح الكلمات :

(زقا) : صاحَ ، تزعم العربُ أن للموت طائراً يصيح ويسمونه (الهامة) ويقولون إذا قتل الإنسان ولم يؤخذ بثاره زقت هامته حتى يثأر ، قال الشاعر :

فإنْ تكُ هامةٌ بِهراةَ تَزْقُو

فقدْ أزقيتُ بِالمروين هاما

(المصاليت) جمع (مصلات) وهو الرجل السريع المتشتمر ، قال عامر بن الطفيل :

وإنا المصاليتُ يومَ الوغى

إذا ما المغاويرُ لم تُقْدِمِ

يقول الجلالي : ومعنى الرجز : إنّي لا أخافُ حينَ يعلن الموتُ عن وجوده ، حتى أكون عند اللقاء مقتولاً ملقىً بين الشجعان.

وقد روي الرجز بعبارات أخرى في (بطل العلقمي) للشيخ المظفر (٣ / ص ٢٣١ ـ ٢٣٤) طبعة الحيدرية قم ١٤٢٥ هـ.

٢٠٨

فكَمَنَ له زِيادُ بن وَرْقاء الجَنْبِي من وراء نخلةٍ ، وعاوَنَهُ حُكيمُ بن الطُفَيْل السنبسي ، فضَرَبَهُ على يَمِينِهِ ، فأَخَذَ السيفَ بِشِمالِهِ ، وحَمَلَ عليهم وهُوَ يرتَجِزُ :

واللهِ إنْ قَطَعْتُمُوا يَمِيْنِي

إنّي أُحامِي أَبَداً عَنْ دِيْنِي

وعَن إمامٍ صادِقِ اليَقِيْنِ

نَجْلِ النَبِيِّ الطاهِرِ الأَمِيْنِ

فقاتَلَ حتّى ضَعُفَ.

فكَمَنَ لهُ حُكَيْمُ بن الطُفَيْل الطائِيّ من وراء نخلةٍ ، فضَرَبَهُ على شِمالِهِ فقالَ :

يا نَفْسُ ، لا تَخْشَيْ منَ الكُفّارِ

وأَبْشِرِيْ بِرَحْمَةِ الجَبّارِ

معَ النَّبِيّ المُصْطَفَى المُخْتارِ

قدْ قَطَعُوا بِبَغْيِهِمْ يَسارِيْ

فَأَصْلِهِمْ يا رَبِّ حَرَّ النارِ(١)

وممّا زاد الظالمون في ظُلامة العَبّاس عليه السلام وهو قطعهم يديه الشريفتين ، وهذا أمرٌ تأسّوا فيه بِسَلَفِهم الطالِحِ ، وتأسّى فيه العَبّاسُ عليه السلام بعمّه جعفر بن أبي طالب عليه السلام شهيد مؤتة.

وقد جاء في الخبر المشهور عن الإمام زين العابدين السجّاد عليه السلام حيث قال :

«رحمَ اللهُ العَبّاسَ فقد آثَرَ وأَبْلى ، وفَدى أخاهُ بِنفسه حتّى قُطِعَت يداهُ ؛ فأبْدَلَهُ اللهُ عزّ وجلّ بِهما جناحينِ يطيرُ بِهما معَ الملائكة في الجنّة

__________________

(١) مناقب آل أبي طالب (٤ / ١١٧) وبطل العلقمي (٣ / ٢٣٠ ـ ٢٣٢).

٢٠٩

كما جعلَ لِجَعفر بن أبي طالب »(١) .

وجاء في الزيارة الصادرة من الناحية المقدّسة ، قوله : «المَقْطُوعَة يَداهُ».

كما جاء خبر قطع اليدين في المقاتل ، وورد في الأرجاز المرويّة منها عن لسانه عليه السلام كما مرّ.

قطعُ الرِجْلَينِ :

قال النعمان المصريّ : وكان الّذي وَلِيَ قتلَ العبّاس بن عليّ يومئذٍ يزيدُ بنُ زياد الحنفيّ ، وأخذ سلبه حكيم بن طفيل الطّائيّ ، وقيل : إنّه شرك في قتله يزيد.

وكان بعد أن قتل إخوته عَبْد الله وعثمان وجعفر معه قاصدين الماء ، ويرجع وحده بالقِربة ، فيحملة على أصحاب عُبَيْد الله بن زياد الحائلين دون الماء ، فيقتل منهم ويضرب فيهم حتّى ينفرجوا عن الماء ؛ فيأتي الفُراتَ فيملأ القِربةَ ويحملها ، ويأتي بها الحسين عليه السلام وأصحابه ، فيسقيهم.

حتّى تكاثروا عليه ، وأوهنته الجراح من النبل ، فقتلوه كذلك بين الفُرات والسرادق ، وهو يحمل الماء ، وثَمَّ قبرُهُ.

وقطعوا يديه ، ورجليه ، حَنَفاً عليه ، ولِما أبلى فيهم وقَتَلَ منهم ، فلذلك سُمِّيَ السقّاء(٢) .

__________________

(١) أمالي الصدوق (ص ٧ ـ ٥٤٨) حديث ٧٣١ وقد مر.

(٢) شرح الأخبار (٣ / ١٩١ ـ ١٩٣).

٢١٠

عمدُ الحديد ومصرعه عليه السلام :

قال ابن شهر آشوب : فقاتَلَ حتّى ضَعُفَ ، فكَمَنَ لهُ حُكَيْمُ بن الطُفَيْل الطائِيّ من وراء نخلةٍ ، فضَرَبَهُ على شِمالِهِ ، فقالَ :

يا نَفْسُ ، لا تَخْشَيْ منَ الكُفّارِ

وأَبْشِرِيْ بِرَحْمَةِ الجَبّارِ

معَ النَّبِيّ المُصْطَفَى المُخْتارِ

قدْ قَطَعُوا بِبَغْيِهِمْ يَسارِيْ

فَأَصْلِهِمْ يا رَبِّ حَرَّ النارِ(١)

فقتله الملعُون بعمود الحديد(٢) .

وقال السماويّ : فحمل عليه رجلٌ تميميٌّ من أبان بن دارم ، فضربه بعمودٍ على رأسه ، فخرّ صريعاً على الأرض. ونادى بأعلى صوته : «أدركني ، يا أخي»(٣) .

تكالُب القومِ على العبّاس عليه السلام وسلبه :

قال البلاذريّ : قيل : قتل حرملةُ بنُ كاهل ـ الأسديّ ثُمّ الوالبيّ ـ العبّاسَ بنَ عليّ بن أبي طالب ، مع جماعةٍ ، وتعاورُوه(٤) .

وفي نصٍّ آخر : حرملةُ بن الكاهل بن الجزار بن سلمة بن الموقد الّذي قَتَلَ عبّاسَ بن عليّ مع الحسين ، وهو الّذي جاء برأسه(٥) .

__________________

(١) مناقب آل أبي طالب (٤ / ١١٧) وبطل العلقمي (٣ / ٢٣٠ ـ ٢٣٢).

(٢) المناقب لشهر آشوب.

(٣) إبصار العين.

(٤) البلاذري ، أنساب الأشراف : (٣ / ٤٠٦).

(٥) جمل من أنساب الأشراف : (١٣ / ٢٥٦) وانظر : (١١ / ١٧٥).

٢١١

أقول : الظاهرُ أنّ المقتول على يد حرملة هو العبّاسُ الأصغرُ ، لِما مضى من أنّه كان يحملُ رأسه ؛ وقد علّقهُ على فرسِهِ ؛ في ما نقلهُ أبو الفرج ، وسِبطُ ابن الجوزِيّ(١) .

وأمّا العبّاس أبو الفضل ؛ فقد اشترك في قتله زيادٌ وحُكيم ، كما سنذكره.

قاتله وسالبه :

قال الشيخ المفيد : وأحاط القوم بالعَبّاس ، فاقتطعوه من الحسين ، فجعل يقاتلهم وحده ، حتّى قتل رحمة الله عليه ، وكان المتولّي لقتله يزيد ابن ورقاء الحنفيّ وحكيم بن الطفيل السنبسيّ ، بعد أن أُثْخِنَ بِالجراح ، فلم يستطعْ حراكاً(٢) . وكذا في المصابيح لأبي العَبّاس الحسني(٣) .

وقال القاضي النعمان : وكان الّذي وَلِيَ قتلَ العبّاس بن عليّ يومئذٍ يزيدُ بنُ زياد الحنفيّ ، وأخذ سلبه حكيم بن طفيل الطّائيّ ، وقيل : إنّه شرك في قتله يزيد.

وكان بعد أن قتل إخوته عَبْدل الله وعثمان وجعفر معه قاصدين الماء ، ويرجع وحده بالقِربة ، فيحمل على أصحاب عُبَيْد الله بن زياد الحائلين

__________________

(١) عقاب الأعمال (ص ٢١٨) ح ٨ باب عقاب من قاتل الحسين عليه السلام. وتذكرة الخواصّ (٢ / ٢ ـ ٢٥٣) ومقاتل الطالبيّين (ص ١١٧ ـ ١١٨) والأمالي الخميسيّة (١ / ٢ ـ ١٨٣) والحدائق الورديّة (١ / ٧ ـ ١٢٨).

(٢) الإرشاد للمفيد (٢ / ١١٠).

(٣) المصابيح (ص ٢٧٥).

٢١٢

دون الماء ، فيقتل منهم ويضرب فيهم حتّى ينفرجوا عن الماء ؛ فيأتي الفُراتَ فيملأ القِربةَ ويحملها ، ويأتي بها الحسين عليه السلام وأصحابه ، فيسقيهم.

حتّى تكاثروا عليه ، وأوهنته الجراح من النبل ، فقتلوه كذلك بين الفُرات والسرداق ، وهو يحمل الماء ، وثَمَّ قبرُهُ.

وقطعوا يديه ، ورجليه ، حَنَقاً عليه ، ولِما أبلى فيهم وقَتَلَ منهم ، فلذلك سُمِّي السقّاء(١) .

وقال أبو الفرج الأصفهانيّ : حدّثني أحمد بن عيسى قال : حدّثني حسين بن نصر ، قال : حدّثنا أبي ، قال : حدّثنا عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليه السلام : أنّ زيد بن رقّاد الجنبيّ ، وحُكيم بن الطُفيل الطّائي ؛ قتلا العبّاس بن عليّ عليه السلام(٢) .

وسَلَبَ ثيابَهُ حُكيمُ بن طُفيل الطّائيّ(٣) .

فقد اشترك في قتله كلّ من : زياد بن رقّاد الجنبيّ ، وحُكيم بن الطُفيل الطّائيّ السنبسيّ ، وكلاهما ابتلي في بدنه(٤) .

وورد في زيارة الناحية : «... لعن الله قاتله يزيد بن الرقّاد الجهني ،

__________________

(١) شرح الأخبار ، ٣ / ١٩١ ـ ١٩٣.

(٢) مقاتل الطالبيّين : (ص ٩٠).

(٣) البلاذري أنساب الأشراف : (٣ / ٦ ـ ٤٠٧) والطبري في التاريخ (٦ / ٦) ومقتل الخوارزمي (٢ / ٢٢٠).

(٤) الرسّان ، تسمية من قتل : (ص ١٤٩) وانظر : ابن سعد في ترجمة الحسين عليه السلام من طبقاته (ص ٧) رقم (٥٧). وراجع أنساب الأشراف للبلاذري (٣ / ٢٠١) وتاريخ الطبري (٥ / ٤٦٨).

٢١٣

وحكيم بن الطُفيل الطائي»(١) .

العبّاس آخرُ قتيلٍ :

ولئن كان أوّل قتيلٍ من أهل البيت هو ابن الإمام الحسين عليه السلام عليٌّ المعروف بالأكبر ، وكان مقتله صعباً على قلب أبيه ، لأنّه كان فلذة كبده ، وكان المذكّر بجدّه لشبهه به ، حتّى قال الحسين عليه السلام فيما عندما توجّه إلى ساحة المعركة :

«الّلهمّ اشهدْ على هؤلاء القوم فقدْ بَرَزَ إليهم غُلامٌ أَشْبَهُ الناس خَلْقاً وخُلُقاً ومنطقاً بِرَسُولكَ مُحمّدٍ ، كُنّا إذا اشْتَقْنا إلى وَجْهِ رَسُولك نَظَرْنا إلى وَجْهِهِ.

اللهمّ فامْنَعْهم بَرَكاتِ الأرض ، وإنْ مَنَعْتهم فَفَرِّقْهم تفريقاً ومَزِّقْهم تَمْزيقاً ، واجْعَلْهم طرائِقَ قِدَداً ، ولا تُرْضِ الوُلاةَ عنهم أبَداً ؛ فإنّهم دَعَوْنا لِيَنْصُرُونا ثمّ عَدَوْا علينا يُقاتِلُونا»(٢) .

وقال عند مصرعه : قتل الله قوماً قتلوك ، يا بُني! ما أجرأهم على الله وعلى انتهاك حرمة رسول الله ، على الدنيا بعدك العفا (٣) .

ولكنّه رغم المُصاب الصعب ، فإنّه مع فقده كانت له سلوةٌ بسائر أهل بيته ، وقوّةُ قلب وقوامُ ظهر ؛ فلذا اقتصر على نعي الدُنيا.

__________________

(١) بحار الأنوار (٤٥ / ٦٦).

(٢) مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي (٢ / ٣٤).

(٣) مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي (٢ / ٣٦).

٢١٤

وأمّا عند مصرع أخيه العَبّاس ، فقد كان المُصاب عندهُ أصعبَ ، لكونه آخر نصيرٍ ممّن كان معه من أهلٍ وأصحابٍ ، فبقي الحسين بعد العَبّاس وحدَه بلا عضدٍ ولا نصيرٍ.

وإذا اعتبر الحسين عليه السلام قتل ولده عليّ الأكبر ، انتهاكاً لحرمة رسول الله ، فإنّ الوارد في زيارة العبّاس عليه السلام المأثورة ، وغير المقيّدة بزمن معيّن ما نصّه :

«فَلَعَنَ اللهُ أُمّةً قَـتَلَتْكَ ، ولَعَنَ اللهُ أُمّةً ظَلَمَتْكَ ، ولَعَنَ اللهُ أُمّةً اسْتَحَلَّتْ منكَ المَحارِمَ وانْتَهَكَتْ حُرْمَةَ الإسلامِ »(١) .

حضور الحسين عليه السلام عند العبّاس ورثاءه وندبته له عليه السلام :

ولمّا قُتِلَ العَبّاس عليه السلام قال الحسين عليه السلام : «الآنَ انكَسَرَ ظَهْري ، وقَلَّتْ حِيْلَتي»(٢) وبهذا كان قد نعى نفسَهُ ووُجُودَهُ الشريف بِقَتلِ أخيه العَبّاس. ولسان حاله يقول :

هوّنتَ بانَ أبي مصارعَ فِتيَتي

والجُرحُ يُسكِنُهُ الّذي هُوَ آلَمُ(٣)

__________________

(١) لاحظ الزيارة في الملحق الثاني (ص ٢٤٩).

(٢) مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي (٢ / ٣٠) والبحار (٤٥ / ٤٢).

(٣) من شعر السيّد جعفر الحلّي رحمة الله راجع ديوان «سحر بابل» (ص ٤٣٢).

٢١٥

المرقد المقدّس

دفنه عليه السلام :

في حديث الإمام السجّاد زين العابدين عليه السلام : شَقَّ لهُ ضريحاً وأنزلهُ وَحْدَهُ ، كما فعلَ بأبيهِ الوَصِيّ(١) .

وقال المفيد : وبعدَما قَفَلَ جندُ الكوفة من كربلاء ، خَرَجَ أهلُ الغاضريّة من بني أَسَدٍ ، فدَفَنُوا الحُسين وأصحابه. دَفَنُوا الحُسين حيثُ قبرُهُ الآن. ودَفَنُوا عليّ بن الحُسين عند رِجْليهِ. وحَفَرُوا للشُهداء من أهل بيته وأصحابه الّذين صرعوا معه حولَهُ ، ممّا يلي رِجْلَي الحُسين عليه السلام وجمعُوهم فدَفَنُوهُم جميعاً. إلاّ العَبّاس بن عليّ عليهما السلام فإنّهم دَفَنُوهُ في موضِعِهِ الّذي قُتِلَ فيه على طريق الغاضِريّة ، حيثُ قبرُهُ الآن(٢) .

وقال أبو نصر البُخاريّ : ليس يُعرَفُ في الطَفّ قبرُ أحدٍ ممّن قُتِلَ مع الحُسين بن عليّ عليهما السلام إلاّ قبر العَبّاس بن عليّ عليهما السلام(٣) .

وقال البيهقيّ : قبرُهُ مُفردٌ بكربلاء ، وصلّى عليه جابر بن عَبْد الله الأنصاري(٤) .

__________________

(١) كامل الزيارات (ص ٣٢٥) مقتل الحسين عليه السلام المقرّم (٤١٢ ـ ٤١٨).

(٢) الإرشاد (٢ / ١١٤).

(٣) سرّ السلسلة (ص ٨٩) معالم أنساب الطالبيين (ص ٢٥٥).

(٤) لباب الأنساب (١ / ٣٩٧).

٢١٦

وقال ابن عِنَبة : وقبرُهُ قريبٌ من الشريعة(١) حيثُ استشهد(٢) .

وقال الشيخ المفيدُ : فهؤلاء سبعةَ عشرَ نَفْساً من بني هاشم رضوان الله عليهم أجمعين إخوةُ الحُسين عليه وعليهم السلام وبنُو ابيه وبنُو عمّهِ جعفرٍ وعقيلٍ ، وهم كلّهم مدفُونُون ممّا يلي رِجلَي الحُسين عليه السلام في مشهدِهِ ، حُفِرَ لَهم حفيرةٌ وأُلقوا فيها جميعاً ، وسُوّيَ عليهم التُرابُ.

إلاّ العَبّاس بن عليّ عليهما السلام فإنّه دُفِنَ في موضع مَقْتَلِهِ ، على المُسنّاة ، بطريق الغاضريّة ، وقبرُهُ ظاهرٌ.

وليسَ لقبور إخوته وأهله الّذين سمّيناهم أَثَرٌ ، وإنّما يزورُهُم الزائِرُ من عند قبر الحُسين عليه السلام ويؤمِي إلى الأرض الّتي نحو رِجْلَيه بِالسلام عليهم وعليّ بن الحسين من جملتهم ، ويقال : إنّه أقربُهم دَفْناً إلى الحُسين عليه السلام.

فأمّا أصحاب الحُسين رحمة الله عليهم الّذين قُتِلُوا معه ، فإنّهم دُفِنُوا إلاّ أنّنا لا نشكّ أنّ الحائر محيطٌ بهم رضي الله عنهم وأرضاهم وأسكنهم جنان النعيم(٣) .

__________________

(١) الشريعة من أسماء النهر.

(٢) عمدة الطالب (ص ٣٥٨).

(٣) الإرشاد للشيخ المفيد (٢ / ١٣٠).

٢١٧

مرقد العبّاس عليه السلام والحائر المقدّس :

روى ابن قولويه قال : محمّد بن أحمد بن الحسين العسكريّ ، عن الحسن بن عليّ بن مهزيار ، عن أبيه ، عن ابن أبي عُميْر ، عن محمّد بن مروان ، عن أبي حمزة الثُماليّ ، قال : قال الصادق عليه السلام : إذا أردتَ زيارةَ قبرِ العبّاس بن عليّ وهو على شطّ الفُراتِ بِحِذاءِ الحائر ، فقف على باب السقيفة ، وقل(١) .

ويدلّ هذا الحديث على أمورٍ تخصّ مرقده الشريف :

١ ـ أنّ مرقد العبّاس عليه السلام كان في عصر الإمام الصادق عليه السلام في بيتٍ مسقوفٍ ، وله بابٌ.

٢ ـ أنّ المرقد خارجٌ عن الحائر المعروف النسبة إلى الامام الحسين عليه السلام والّذي له حكمٌ خاصٌّ مذكورٌ في باب صلاة المسافر من كتاب الصلاة.

٣ ـ أنّه كان واقعاً على شطّ الفُراتِ.

الرأس الشريف ومدفنه :

إنّ من أبشع الجرائم الّتي ارتكبها أنصار آل أبي سفيان في كربلاء ، هو : قطع رؤوس الشهداء من آل أبي طالب ، والتجوال بها في الفيافي والصحارى ، وعرضها للناس ونصبها في ميادين المُدُن.

قال الخوارزمي ـ بعد ذكر الشهداء من أهل البيت عليهم السلام ـ وأخذوا

__________________

(١) ابن قولويه في كامل الزيارات (ص ٢٥٦ ـ ٢٥٨) ونقله المجلسي في البحار (٩٨ / ٢٧٧ ـ ٢٧٨).

٢١٨

رؤوسَ هؤلاء ، فحملتْ إلى الشام ، ودُفِنَتْ جُثَثُهُم بِالطَفّ(١) .

وقال ابن حبيب : ونصب يزيد بن معاوية رأس الحسين رضي الله عنه ، وقُتِلَ معه العَبّاس ، وجعفرٌ ، وعَبْد الله ، ومحمّدٌ أبو بكر ؛ بَنُو عليّ بن أبي طالب رضي الله عنهم.

ثمّ ذكر أسماء بقيّة الهاشميّين الشُهداء معهم ، وقال : وحُمِلَتْ رؤوسُهم إلى يزيد بن معاوية ، ونَصَبَها بِالشام ، وبَعَثَ بِرأس الحسين عليه السلام فنُصِبَ بِالمدينة(٢) .

مقام مدفن الرأس الشريف في الشام :

ذكر السيّد الأمين ما نصّه : رأيتُ بعد سنة ١٣٢١ هـ في المقبرة المعروفة بمقبرة (باب الصغير) بدمشق مشهداً وضع فوق بابه صخرة كتب عليها ما صورته :

هذا مدفَنُ رأسِ العَبّاس بن عليّ ، ورأس عليّ بن الحسين الأكبر ، ورأس حبيب بن مظاهِر.

ثمّ إنّه هُدِمَ بعد ذلك بسنتين ، وأُعيدَ بناؤُهُ ، وأُزيلَتْ هذه الصخرة ، وبني ضريحٌ داخل المشهد ، ونُقِشَ عليه أسماءٌ كثيرةٌ لِشُهداء كربلاء ، ولكنّه منسوبٌ إلى الرؤوس الشريفة الثلاثة المقدّم ذكرُها حَسَبَ ما كان موضوعاً على بابه ، كما مرّ.

__________________

(١) مقتل الحسين عليه السلام (٢ / ٤٠٠).

(٢) المحبّر لابن حبيب (٤٩٠ ـ ٤٩١).

٢١٩

قال السيّد الأمين : والظنّ القويّ بصحّة نسبته(١) .

وذكر الشيخ فرج آل عمران القطيفي في (الأزهار الأرجية) ما خلاصته : أنّ السيّد عَبْد الحُسين شرف الدين صاحب (المراجعات) قال له : إنّي زرتُ مشهدَ الرؤوس في السنة (السابعة بعد الثلاثماءة والألف من الهجرة) وأنا حينئذٍ ابن(١٧) سنة ، وهي إذ ذاك قبّةٌ صغيرةٌ ، وبعد عدّة سنوات قيّض الله لتعميره الشهم الغيور السيّد سليم مرتضى أحد الأشراف ، وكان هو القيّمُ على المشهد ، وخلفه ذُرّيته ، وقد كتب على المشهد :

وقبّةٌ من بني عدنان ما نَظَرَتْ

عَنْنُ الغَزالة أَعْلى مِنهُمُ نُصُبَا

من كلِّ جسمٍ بوجهِ الأرضِ مُطَّرَحٍ

وكُلّ رأسٍ بِرأسِ لارُمْحِ قد نُصِبَا

هذا مقامُ رُؤوس الشُهداء الستّة عشر من أهل بيت النبيّ الّذين استشهدوا يوم طَفّ كربلاء مع الإمام الحُسين عليه السلام ابن الإمام عليّ بن أبي طالب عليهما السلام.

شيّد هذا المقامُ بِمساعي السيّد أفندي السيّد حُسين مُرتضى ، قائم مقام مراقد أهل البيت عليهم السلام في شوال سنة ١٣٣٠ هـ.

ويقع بقرب محلّ رُؤوس الشهداء مسجد الإمام زين العابدين عليه السلام وهو المسجد الّذي بقي في أُسارى أهل البيت ؛ حين وَرَدُوا دمشق ، وهو أَقْدَمُ مسجدٍ في دمشق ، وكانتْ آثارُ التعمير فيه باديةَ ، فأوّلُ ما أُنزلوا في هذا البيت ، وهي تُسمّى اليومَ بـ «الخَراب» وبِها باتُوا بُرهةً من الزمن ، ثمّ

__________________

(١) أعيان الشيعة (ج ٤ قسم ١ ص ٢٩٠) بتصرّف واختصار.

٢٢٠

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529