وسائل الشيعة الجزء ٧

وسائل الشيعة11%

وسائل الشيعة مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 529

المقدمة الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠
  • البداية
  • السابق
  • 529 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 363082 / تحميل: 7523
الحجم الحجم الحجم
وسائل الشيعة

وسائل الشيعة الجزء ٧

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

العمريّة ) أن أخبار كل فرقة لا تصلح للاعتبار والاعتماد في مقام البحث والنقاش مع غيرها من الفرق، لأن رواة أخبار كل فرقة مقدوحون لدى علماء الفرقة الأخرى.

أقول: فحديث أبي نعيم لا يجوز الاحتجاج به في مقابلة الشيعة الامامية، فكيف بدعوى التعارض بينه وبين حديث متواتر لدى الفريقين؟

وعلى ما ذكره رشيد الدين الدهلوي فإنّه يلزم على أهل السنة التسليم والاذعان باستدلال الشيعة بأحاديث فضائل أمير المؤمنينعليه‌السلام المخرجة في كتب أهل السنّة، وبهذا تسقط مكابرات ( الدهلوي ) وأسلافه كابن حجر وابن تيمية وأمثالها، لأن استدلال الشيعة كان مطابقاً للقواعد المقرّرة المتّبعة في مقام المناقشة والمناظرة، فيجب على من خالفهم التسليم والقبول.

٩ - اعتراضهم على تمسك الامامية برواية أبي نعيم

وهل من العدل والانصاف اعتراضهم على الامامية التمسك برواية أبي نعيم لفضائل أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وهم في نفس الوقت يستندون إلى حديث يرويه أبو نعيم في مقابلة حديث الغدير المتواتر؟!

لقد قال ابن تيمية: « فإن أبا نعيم روى كثيراً من الأحاديث التي هي ضعيفة بل موضوعة باتفاق علماء الحديث وأهل السنة والشيعة ».

وقال أيضاً: « مجرّد رواية صاحب الحلية ونحوه لا يفيد ولا يدل على الصحة، فإنّ صاحب الحلية قد روى في فضائل أبي بكر وعمر وعثمان وعلي والأولياء وغيرهم أحاديث ضعيفة بل موضوعة باتفاق أهل العلم ».

١٠ - تنصيص الدهلوي على عدم اعتبار تصانيف أبي نعيم

وقال ( الدهلوي ) في رسالته في أصول الحديث في بيان طبقات كتب الحديث نقلاً عن والده ما تعريبه: « الطبقة الرابعة: الأحاديث غير المعروفة في

٢٤١

القرون السابقة والتي رواها المتأخرون، فلا يخلو حالها عن أحد أمرين، فإمّا قد تفحص عنها السلف ولم يقفوا لها على أصل حتى يروونها، وإما وقفوا لها على أصل لكن رأوا فيه علة أوجبت ترك جميع تلك الأحاديث، وعلى كلّ حال فإن هذه الأحاديث لا يجوز الاعتماد عليها والتمسك بها في عقيدة أو عمل. ولنعم ما قال بعض الشيوخ في أمثال هذا:

فإن كنت لا تدري فتلك مصيبة

و إن كنت تدري فالمصيبة أعظم

ولقد قطع هذا القسم من الأحاديث الطريق على كثير من المحدّثين، واغتروا بكثرة طرقها الواردة في هذا القسم من الكتب، فحكموا بتواترها وتمسكوا بها في مقام القطع واليقين، خلافاً لما تدل عليه الأحاديث في الطبقة الأولى والثانية والثالثة.

وقد تضمنّت كتب كثيرة لهذا القسم من الأحاديث وهذه أسامي بعضها: كتاب الضعفاء لابن حبان، تصانيف الحاكم، كتاب الضعفاء للعقيلي، كتاب الكامل لابن عدي، تصانيف الخطيب، تصانيف ابن شاهين، تفسير ابن جرير، الفردوس للديلمي بل جميع تصانيفه، تصانيف أبي نعيم، تصانيف الجوزجاني، تصانيف ابن عساكر، تصانيف أبي الشيخ، تصانيف ابن النجار.

وإن اكثر المساهلة والوضع هو في باب المناقب والمثالب والتفسير وأسباب النزول و ».

أقول على ضوء هذا الكلام: إن الحديث الذي استند إليه ( الدهلوي ) في مقابلة استدلال الامامية بحديث الغدير المتواتر هو من الأحاديث المجهولة في القرون السابقة، ولا يخلو أمره من أحد الأمرين اللذين ذكرهما، وعلى كل حال لا يجوز الاستناد اليه والاعتماد عليه، فالعجب، إن هذا الرجل يعتمد على حديث يراه هو والده حديثاً باطلاً لا يجوز التمسك به فناسب أن نقول له:

فإنْ كنت لا تدري فتلك مصيبة

وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم

٢٤٢

بل إنه يدري فالمصيبة أعظم

١١ - طعن ابن الجوزي في أبي نعيم

ولقد بالغ الحافظ ابن الجوزي في ذم أبي نعيم والطعن عليه، وإليك نص عبارته: « وجاء أبو نعيم الاصبهاني فصنّف لهم - أي للصوفية - كتاب الحلية، وذكر في حدود التصوف أشياء قبيحة، ولم يستح أن يذكر في الصوفية أبا بكر وعمر وعثماناً وعلي بن أبي طالب وسادات الصّحابة رضي الله عنهم، فذكر عنهم فيه العجب »(١) .

١٢ - ومن رواته « فضيل بن مرزوق »

ومن رواة هذا الخبر هو « فضيل بن مرزوق » كما في ( الاكتفاء ) حيث جاء فيه: « و روي عن فضيل بن مرزوق قال سمعت الحسن - أي المثنى ابن الحسن السبط - وقال له رجل: ألم يقل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من كنتَ مولاه فعلي مولاه.؟ قال: بلى. أما والله لو يعني بذلك الامارة والسلطان لأفصح لهم بذلك كما أفصح بالصلاة والزكاة والصيام والحج، فإن رسول الله كان أفصح الناس للمسلمين، ولقال لهم: يا أيها الناس هذا والي الأمر والقائم عليكم من بعدي، فاسمعوا له وأطيعوا »(٢) .

و« فضيل بن مرزق » وإن وثّقه غير واحد فقد تكلّم فيه جماعة من الأعلام، قال الذهبي: « قال النسائي: ضعيف، وكذا ضعفه عثمان بن سعيد »(٣) .

قال: « قال أبو عبد الله الحاكم: فضيل بن مرزوق ليس من شرط

____________________

(١). تلبيس ابليس: ١٥٩.

(٢). الاكتفاء في فضل الاربعة الخلفاء - مخطوط.

(٣). ميزان الاعتْدال في نقد الرجال ٣ / ٣٦٢

٢٤٣

الصحيح، عيب على مسلم إخراجه في الصحيح. وقال ابن حبان: منكر الحديث جدّاً كان ممن يخطئ على الثقات ويروي عن عطية الموضوعات »(١) .

وذكره الذهبي في ( المغني في الضعفاء ) قائلا: « فضيل بن مرزوق الكوفي، عن أبي حازم الأشجعي والكبار. وثّقه غير واحد، وضعّفه النسائي وابن معين أيضاً. قال الحاكم: عيب على مسلم إخراجه في الصحيح »(٢) .

وقال ابن حجر: « قال عبد الخالق بن منصور عن ابن معين: صالح الحديث صدوق يهمّ كثيراً يكتب حديثه. قلت: يحتج به؟ قال: لا. وقال النسائي: ضعيف قال مسعود عن الحاكم: ليس هو من شرط الصحيح وقد عيب على مسلم إخراجه لحديثه. قال ابن حبان في الثقات: يخطئ، وقال في الضعفاء: يخطئ على الثقات. وروى عن عطية الموضوعات. وقال ابن شاهين في الثقات: اختلف قول ابن معين فيه. وقال في الضعفاء قال أحمد بن صالح: حدّث فضيل عن عطية عن أبي سعيد حديث إن الذي خلقكم من ضعف، ليس له عندي أصل ولا هو بصحيح. وقال ابن رشدين: لا أدري من أراد أحمد ابن صالح بالتضعيف أعطية أم فضيل بن مرزوق »(٣) .

هذه كلمات القوم في « فضيل بن مرزوق ».

١٣ - اشتمال الحديث على فرية قبيحة

لقد ظهر إلى الآن أن هذا الكلام موضوع على الحسن المثنى وأنه لم يقله قطعاً، وقد اشتمل في رواية محب الدين الطبري على فرية أخرى عليه، إذ جاء فيه: « ويحكم، لو كان نافعاً بقرابة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بغير عمل بطاعته لنفع بذلك من هو أقرب إليه منّا، أباه وأمّه ».

وهذا نص ما ذكره بتمامه: « ذكر ما روي عن الحسن بن الحسن أخي عبد الله

____________________

(١). ميزان الاعتدال ٣ / ٣٦٢.

(٢). المغني في الضعفاء ٢ / ٥١٥.

(٣). تهذيب التهذيب ٧ / ٢٩٨.

٢٤٤

ابن الحسن أنه قال لرجل ممن يغلو فيهم: ويحكم أحبّونا بالله، فإن أطعنا الله فأحبّونا وإنْ عصينا الله فابغضونا. فقال له رجل: إنكم ذوو قرابة من رسول الله وأهل بيته. قال: ويحكم لو كان نافعاً بقرابة رسول الله بغير عمل بطاعته لنفع بذلك من هو أقرب إليه منّا، أباه وأمّه، والله إني أخاف أن يضاعف الله للمعاصي منّا العذاب ضعفين، والله إني لأرجو أن يؤتي المحسن منّا أجره مرتين.

قال: ثم قال: لقد أساءنا آباؤنا وأمهاتنا، إن كان ما تقولون من دين الله ثم لم يخبرونا به ولم يطلعونا عليه ولم يرغبوا فيه، ونحن كنا أقرب منهم قرابة منكم وأوجب عليهم وأحق أن يرغبونا فيه منكم، ولو كان الأمر كما تقولون أن الله جلّ وعلا ورسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم اختار علياً لهذا الأمر وللقيام على الناس بعده، فإنّ علياً أعظم الناس خطيئة وجرماً، إذ ترك أمر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أن يقوم فيه كما أمره ويعذر إلى الناس.

فقال له الرافضي: ألم يقل النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لعلي: من كنت مولاه فعلي مولاه؟ فقال: أما والله لو يعني رسول الله بذلك الأمر والسلطان والقيام على الناس، لأفصح كما أفصح بالصلاة والزكاة والصيام والحج، ولقال أيها الناس إن هذا الولي بعدي فاسمعوا وأطيعوا.

خرّج جميع الأذكار عن أهل البيت الحافظ أبو سعد إسماعيل بن علي بن الحسن السّمان الرازي، في كتاب الموافقة بين أهل البيت والصحابة رضوان الله أجمعين »(١) .

وإن نفي انتفاع والدي النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من هذه القرابة من رسول الله من أوضح الأباطيل عند المسلمين قاطبة، كما لا يخفى على من طالع رسائل الحافظ السيوطي في هذا الباب.

فنسبة هذا الكلام إلى الحسن المثنى فرية شنيعة، ووجوده في هذا الحديث قرينة أخرى على وضع الحديث وبطلانه من أصله.

____________________

(١). الرياض النضرة ١ / ٦٠.

٢٤٥

١٤ - اشتماله على فرية أخرى

وما جاء في هذا الحديث من أنه « لو كان الأمر كما تقولون فإن علياً أعظم الناس خطيئة وجرماً إذ ترك أمر رسول الله » فرية أخرى على الحسن المثنى، فإن هذا الكلام من عجائب الخرافات، لأن أمير المؤمنينعليه‌السلام قد طالب بحقه مراراً، وامتنع عن البيعة مع أبي بكر، فلما لم يعطعليه‌السلام حقه ولم يعنه الناس على قيامه على الظالمين بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فما ذنبه؟!

ويكون هذا الكلام في البطلان كما لو قال المنكرون لنبوة الأنبياء في حق الأنبياء الذين ظلموا، واستشهدوا على أيدي الأمم السالفة، ولم يتمكنوا من إنفاذ الشرائع السماوية: أنه لو كانوا أنبياء الله حقا فإنهم أعظم الناس خطيئة، لعدم قيامهم بما بعثهم الله عليه

وقال ابن حجر المكي: « تنبيه - استدل أهل السنة بمقاتلة علي لمن خالفوه من أهل الجمل والخوارج وأهل صفين مع كثرتهم، وبإمساكه عن مقاتلة المبايعين لأبي بكر والمستخلفين له، مع عدم إحضارهم لعليرضي‌الله‌عنه وعدم مشاورتهم له في ذلك، مع أنه ابن عم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وزوج بنته رضي الله عنها، والمحبو منها بمزايا ومناقب لا توجد في غيره، ومع كونه الشجاع القرم والعالم الذي يلقي كل منهم إلى علمه السلم، والفائق لهم في ذلك، المحتمل عنهم مشقة القتال في أوعر المسالك، وبإمساكه أيضاً عن مقاتلة عمر المستخلف له أبي بكر ولم يستخلف عليا كرم الله وجهه، وعن مقاتلة أهل الشورى ثم ابن عوف المنحصر أمرها فيه باستخلافه لعثمان، على أنه لم يكن عنده علم ولا ظن بأنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عهد له صريحاً ولا إيماء بالخلافة، وإلّا لم يجز له عند أحد من المسلمين السكوت على ذلك، لما يترتب عليه من المفاسد التي لا تتدارك، لأنه إذا كان خليفة بالنص ثم مكّن غيره من الخلافة ذلك الغير باطلة وأحكامها كلها

٢٤٦

كذلك، فيكون إثم ذلك كله على علي كرم الله وجهه، وحاشاه من ذلك.

وزعم أنه إنما سكت لكونه كان مغلوباً على أمره. يبطله أنه كان يمكنه أن يعلمهم باللسان ليبرأ من آثام تبعة ذلك، ولا يتوهم أحد أنه لو قال: عهد إلى رسول الله صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم بالخلافة فإن أعطيتموني حقي وإلّا صبرت أنه يحصل له بسبب هذا الكلام لوم من أحد من الصحابة بوجه وإن كان أضعفهم، فإذا لم يقل ذلك كان سكوته عنه صريحاً في أنه لا عهد عنده ولا وصية إليه بشيء من أمور الخلافة، فيبطل إدعاء كونه مغلوباً »(١) .

أقول: فإذا كان إعلام الصحابة بالنص كافياً لأن يبرأ عليه الصلاة والسلام من الآثام المترتبة على السكوت، فإن الامام قد أعلم المتغلبين بوجود النصوص النبوية بشأن إمامته وخلافته، كما تقدم نموذج ذلك من رواية الواحدي وأسعد الاربلي وسيجيء الباقي فيما بعد ان شاء الله تعالى، وقد برأ عليه الصلاة والسلام - حسب كلام ابن حجر - من تبعات الآثام، وبذلك يظهر بطلان هذا الكلام المنسوب إلى الحسن المثنى.

١٥ - إفصاح النبي بأمر خلافة علي عليه‌السلام

ثم إن ما جاء في هذا الحديث من قوله: « أما والله لو يعني رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بذلك الأمر والسلطان والقيام على الناس لأفصح به » تبطله الوجوه العديدة التي أقمناها سابقاً على دلالة حديث الغدير على إمامتهعليه‌السلام بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ولقد بلغت دلالة الحديث على ذلك مبلغاً جعلت حسان بن ثابت يفصح عن معنى هذا الحديث عن لسان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وفي حضوره مع تقريره لكلامه فيقول: « رضيتك من بعدي إماماً وهادياً » . ولم نجد أحداً من الصحابة ينكر عليه هذا القول

____________________

(١). تطهير الجنان واللسان عن الخطور والتفوه بثلب معاوية بن أبي سفيان - هامش الصواعق ٨٤.

٢٤٧

فالافصاح قد تحقق بأحسن ما يمكن وأتم ما يرام، وبطلت شبهات المنكرين ووساوس الشياطين.

والخلاصة: إنه متى أفاد الكلام - ولو بلحاظ القرائن - المعنى المطلوب فقد تمّت به الحجة وكملت النعمة، وكان نصاً قطعياً ثابتاً لا يعتريه ريب، ولا تمنع عن دلالته الاحتمالات البعيدة التي يبديها المتعصبون، لأنه لو جاز الإِصغاء إلى تلك الاحتمالات البعيدة التي يذكرها بعض أهل السنة حول مفاد حديث الغدير، لم يبق مصداق للنص، ولسقطت جميع النصوص عن الدلالة حتى أمثال «( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) » و« محمد رسول الله ».

قال الغزالي: « ولو شرط في النص انحسام الاحتمالات البعيدة - كما قال بعض أصحابنا - لم يتصوّر لفظ صريح، وما عدّوه من الآيات والأخبار يتطرق إليها احتمالات، فقوله:( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) يعني آله الناس دون الجن، وقوله: محمد رسول الله أي محمد؟ وإلى أي إقليم؟ وفي أي زمان؟ وقوله: يجزي عنك أي يثاب عليه، وقوله: ان اعترفت فارجمها. أي اذا لم تتب. فهذه احتمالات بعيدة تتطرق إليها »(١) .

١٦ - تأييد هذا الحديث للمذهب الحق بوجوه

وبالرغم من أن أهل السنة ينسبون هذا الكلام إلى الحسن المثنى للرد به على المذهب الحق بزعمهم، إلّا أنه يظهر بالتأمل تأييده للحق بوجوه عديدة:

( الأول ): إنه يفيد أن عبارة « يا أيها الناس إن علياً والي أمركم من بعدي والقائم في الناس » نص صريح في الامامة والخلافة، كنصوصه الواردة في الصلاة والزكاة والصيام والحج، فكانت تلك العبارة واضحة الدلالة بالنصوصية على خلافة عليعليه‌السلام ، مثل عباراته الواردة في الصلاة والزكاة وغيرهما من الواجبات الدينية، ولا يكون في دلالتها قصور أو التباس أو إبهام.

____________________

(١). المنخول في علم الاصول: ١٨٤.

٢٤٨

أقول: ولو قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ذلك أيضاً لما خضع المتعصبون المتسولون له، ولما آمنوا وسلّموا، بل يذكرون له الاحتمالات البعيدة، فيقولون مثلاً إن المراد من « الأمر » هو المحبة والنصرة لا الامارة والخلافة، أو أن المراد مقام القطبية والامامة في الباطن، بأن يكن القيام في الناس بمعنى أن يأخذوا منه العلوم الباطنية ويقتدون به في تلك الجهات فحسب وبذلك يخرج هذا الكلام عن كونه نصاً صريحاً في الامامة والخلافة، وحينئذ ينسب إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم التقصير في إبلاغ الرسالة الإِلهية، والقصور في بياناته الشريفة حول المسائل المهمة الاساسية، وحيث يراد تنزيه مقام النبوة من هذه النقائص تدفع تلك الاحتمالات بالقرائن القطعية الحافة بالكلام، ويقال بوجوب حمل « الأمر » في « أمركم » على الامامة والخلافة.

ونحن على ضوء هذه المقدمة نقول: إن حديث الغدير نص في الامامة، ولو أن المتعصبين حاولوا صرفه عن الدلالة على ذلك بذكر الاحتمالات البعيدة فإنا ندفع تلك الاحتمالات بالقرائن القطعية.

فعلم أن هذا الكلام المنسوب إلى الحسن المثنى يؤيد مرام أهل الحق، وأن من احتج به فقد غفل أو تغافل عن ذلك.

( الثاني ): إنه يثبت دلالة « من بعدي » على الاتصال دلالة صريحة لا يعتريها ريب ولا يشوبها شك، وبذلك يبطل حمل بعضهم هذا القيد الموجود في قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « علي وليكم بعدي» ونحوه على الانفصال، وكفى الله المؤمنين القتال.

( الثالث ): إنه لما كانت هذه العبارة: « يا أيها الناس إنّ علياً والي أمركم من بعدي والقائم عليكم في الناس بأمري » نصاً صريحاً في الامامة والخلافة، وتدل على المطلوب بلا ريب أو شبهة بحيث لا يبقى مجال لأيّ تأويل أو احتمال فإن سائر نصوص إمامة أمير المؤمنين المشتملة على لفظ « الامامة » أو « الخلافة » التي سمعت بعضها تكون دالةً على المطلوب بالقطع واليقين، وبذلك تذهب تأويلات

٢٤٩

المتأولين واحتمالات المتعصبين أدراج الرياح.

١٧ - معارضة ما نسبوه إلى الحسن المثنى بما رووه عن حفيده

ثم إن هذا الحديث الذي نسبوه إلى الحسن المثنى - لو سلّم صدقه وجواز الاستدلال به - يعارضه ما رووه عن حفيده ( محمد بن عبد الله بن الحسن المثنى ). فقد ذكر فخر الدين الرازي بتفسير قوله تعالى:( وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ ) ما نصه: « تمسّك محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن ابن علي بن أبي طالب فقال: قوله تعالى:( وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ ) يدلّ على ثبوت الأولوية، وليس في الآية شيء معيّن في ثبوت هذه الأولوية، فوجب حمله على الكلّ إلاّ ما خصّه الدليل، وحينئذ يندرج فيه الامامة. ولا يجوز أن يقال: إن أبا بكر كان من أولي الأرحام، لما نقل أنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أعطاه سورة براءة ليبلّغها إلى القوم ثم بعث علياً خلفه، وأمر بأن يكون المبلّغ هو علي و قال: لا يؤدّيها إلّا رجل مني. وذلك يدل على أن أبا بكر ما كان منه. فهذا وجه الاستدلال بهذه الآية »(١) .

لكنّ ما نسبوه إلى الحسن مكذوب عليه قطعاً، ولا يجوز الاستدلال به ألبتّة

وقال أبو العباس المبرد: « ونحن ذاكرون الرسائل بين أمير المؤمنين المنصور وبين محمد بن عبد الله بن حسن العلوي، كما وعدنا في أول الكتاب. ونختصر ما يجوز ذكره منه ونمسك عن الباقي، فقد قيل الراوية أحد الشاتمين. قال: لمـّا خرج محمد بن عبد الله على المنصور كتب إليه المنصور:

بسم الله الرحمن الرحيم - من عبد الله أمير المؤمنين إلى محمد بن عبد الله أما بعد: فـ( إِنَّما جَزاءُ الَّذِينَ يُحارِبُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَساداً أَنْ

____________________

(١). تفسير الرازي ١٥ / ٢١٣.

٢٥٠

يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذابٌ عَظِيمٌ. إِلُّا الَّذِينَ تابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) ذلك عهد الله وذمته وميثاقه وحق نبيه، إنْ تبت من قبل أن أقدر عليك أؤمنك على نفسك وولدك وإخوتك ومن بايعوك وتابعوك وجميع شيعتك، وأن أعطيك ألف ألف درهم، وأنزلك من البلاد حيث شئت، وأقضى ما شئت من الحاجات، وأطلق من سجني أهل بيتك وشيعتك وأنصارك، ثم لا أتبع أحداً منكم بمكروه. فإن شئت أن تتوثق لنفسك فوجّه إليَّ من يأخذ لك من الميثاق والعهد والأمان ما أحببت. والسلام.

فكتب إليه محمد بن عبد الله: بسم الله الرحمن الرحيم: من عبد الله محمد المهدي أمير المؤمنين إلى عبد الله بن محمد - أما بعد:( طسم تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْمُبِينِ. نَتْلُوا عَلَيْكَ مِنْ نَبَأ مُوسى وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ. إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَها شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ طائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْناءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِساءَهُمْ إِنَّهُ كانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ. وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ. وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهامانَ وَجُنُودَهُما مِنْهُمْ ما كانُوا يَحْذَرُونَ ) .

وأنا أعرض عليك من الأمان مثل الذي أعطيتني، قد تعلم أن الحق حقنا وأنكم طلبتموه بنا، ونهضتم فيه بشيعتنا وحظيتموه بفضلنا، وإن أبانا عليّاً كان الوصي والامام، فكيف ورثتموه دوننا ونحن أحياء؟! ولقد علمتم أنه ليس أحد من بني هاشم يمتُّ بمثل فضلنا ولا يفخر بمثل قديمنا وحديثنا ونسبنا وسببنا، وإنا بنو أمّ الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فاطمة بنت عمرو في الجاهلية دونكم، وبنو فاطمة بنت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في الإسلام من بينكم، فإنا أوسط بني هاشم نسباً وخيرهم أماً وأباً، لم تلدني العجم ولم تعرق فيَّ أمهات الأولاد، وإنَّ الله تبارك وتعالى لم يزل يختار لنا، فولدني من النبيين أفضلهم محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ومن الأصحاب أقدمهم إسلاماً وأوسعهم علماً وأكثرهم

٢٥١

جهاداً علي بن أبي طالب، ومن نسائه أفضلهنّ سيدة نساء الجاهلية خديجة بنت خويلد رضي الله عنها، أول من آمن بالله من النساء وصلّى إلى القبلة، ومن بناته أفضلهنّ وسيدة نساء أهل الجنة ».

فقد نص في هذا الكتاب على « ان أبانا علياً كان الوصي والامام ».

وجاء في جواب المنصور قوله: « ولقد طلب بها أبوك بكلّ وجه فأخرجها [ يعني الزهراءعليها‌السلام ] تخاصم، ومرّضها سرّاً، ودفنها ليلاً فأبى الناس إلّا تقديم الشيخين » وهذا نص كتاب المنصور كما روى المبرد:

« فكتب اليه المنصور: بسم الله الرحمن الرحيم من عبد الله أمير المؤمنين إلى محمد بن عبد الله. أما بعد: فقد أتاني كتابك وبلغني كلامك، فإذا جلّ فخرك بالنساء لتضل به الجفاة والغوغاء، ولم يجعل الله النساء كالعمومة ولا الآباء كالعصبة والأولياء، ولقد جعل العمّ أباً وبدأ به على الوالد الأدنى فقال جل ثناؤه عن نبيه:( وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبائِي إِبْراهِيمَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ ) ولقد علمت أن الله بعث محمداً وعمومته أربعة، فأجابه إثنان وكفر اثنان. وأما ما ذكرت من النساء وقراباتهن، فلو أعطين على قرب الأنساب وحق الأحساب لكان الخير كله لآمنة بنت وهب، ولكن الله يختار لدينه من يشاء من خلقه. فأما ما ذكرت من فاطمة أم أبي طالب فإن الله لم يهد أحداً من ولدها إلى الاسلام، ولو فعل لكان عبد الله بن عبد المطلب أولاهم بكلّ خير في الآخرة والأولى، وأسعدهم بدخول الجنة غداً، ولكن الله أبى ذلك فقال:( إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلكِنَّ اللهَ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ ) وأما ما ذكرت من فاطمة بنت أسد أم علي بن أبي طالب وفاطمة أم الحسن والحسين، وأن هاشماً ولد علياً مرتين، وان عبد المطلب ولد الحسن مرتين، فخير الأولين والآخرين رسول الله لم يلده هاشم إلّا مرة واحدة.

وأما ما ذكرت من أنك ابن رسول الله فإنّ الله جل وعز أبى ذلك فقال:

( ما كانَ مُحَمَّدٌ أَبا أَحَدٍ مِنْ رِجالِكُمْ وَلكِنْ رَسُولَ اللهِ وَخاتَمَ النَّبِيِّينَ ) ولكنّكم بنو بنته وإنها لقرابة قريبة، غير أنها امرأة لا تحوز الميراث ولا تؤم، فكيف تورث الامامة

٢٥٢

من قبلها، ولقد طلب بها أبوك بكلّ وجه فأخرجها تخاصم ومرّضها سرّاً ودفنها ليلاً، فأبى الناس إلّا تقديم الشيخين. ولقد حضر أبوك وفاة رسول الله فأمر بالصلاة غيره، ثم أخذ الناس رجلاً رجلاً فلم يأخذوا أباك فيهم »(١) .

هذا، وقد روى هذه الكتب ابن الأثير وابن خلدون أيضاً في تاريخيهما.

١٨ - طعن علماء أهل السنة في أئمة أهل البيت

وأهل السنة في مثل هذا المورد الذي يريدون فيه التغلّب على أهل الحق يحترمون الحسن المثنى، ويوجبون متابعته والانقياد له، والحال أن المتعصبين منهم يقدحون في الأئمة الاثني عشر المعصومين أنفسهم، ويسقطون إجماعهم عن الاعتبار، ويطعنون في عدالتهم.

فهذه عقيدة متعصبيهم - كوالد الدهلوي في ( قرّة العينين ) - في الأئمة أنفسهم - وفي سيّدهم أمير المؤمنينعليه‌السلام - الذي تعتقد الامامية العصمة فيهم وتوجب إطاعتهم والانقياد لهم، فهل يجوز لمن يطعن في هؤلاء الائمّة الاطهار أن يلزم شيعتهم بكلام ينسبونه إلى أحد أولادهم؟! وهل يجوز الاصغاء إلى هكذا استدلال من هكذا أناس؟!.

١٩ - طعنهم في أولاد الأئمة

وهكذا شأن اهل السنة مع أولاد الائمة، فإنهم متى أرادوا التغلّب على أهل الحق - بزعمهم - عن طريق التشبث بكلامٍ لواحدٍ من المنتمين إلى أهل البيت قد قاله أو وضع على لسانه، ذكروا ذلك الكلام مع مزيد التكريم والاحترام لقائله، ليتم لهم الإِلزام به كما يريدون.

ولكنّهم يطعنون في كثير من أولاد أئمة أهل البيت، ويجرحونهم في الكتب الرجالية، ويسقطون أخبارهم عن درجة الاعتبار:

____________________

(١). الكامل للمبرد ٢ / ٣٨٢.

٢٥٣

فقال الذهبي في ( محمد بن جعفر بن محمد بن علي ): « تكلم فيه » وهذا نص كلامه: « محمد بن جعفر بن محمد بن علي الهاشمي الحسيني. عن أبيه. تكلّم فيه ذكره ابن عدي في الكامل، وقال البخاري: أخوه اسحاق أوثق منه »(١) .

وقال ابن حجر: « وقول المؤلّف: إنه مات ببغداد غير مستقيم، فقد روى الخطيب في ترجمته: إنه لما ظفر به أصعد المنبر فقال: يا أيها الناس إني قد حدّثتكم بأحاديث زوّرُتها، فشقّ الناس الكتب والسماع الذي كانوا سمعوه منه، ثم خرج إلى المأمون بخراسان فمات عنده، وتولّى المأمون دفنه، وهو أخو موسى الكاظم بن جعفر الصادق »(٢) .

وقال في حديثٍ وقع محمد بن جعفر في طريقه: « ومحمد بن جعفر هذا هو أخو موسى الكاظم، حدّث عن أبيه وغيره، روى عنه إبراهيم بن المنذر وغيره، وكان قد دعا لنفسه بالمدينة ومكّة وحجّ بالناس سنة ٢٠٠ وبايعوه بالخلافة، فحجّ المعتصم فظفر به، فحمله إلى أخيه المأمون بخراسان، فمات بجرجان سنة ٢٠٣. وذكر الخطيب في ترجمته أنه لما ظفر به صعد المنبر فقال: أيّها الناس إني قد كنت حدّثتكم بأحاديث زوّرتها، فشقّ الناس الكتب التي سمعوها منه، وعاش سبعين سنة. قال البخاري: أخوه إسحاق أوثق منه، وأخرج له الحاكم حديثاً. قال الذّهبي: انه ظاهر النكارة في ذكر سليمان بن داودعليهما‌السلام »(٣) .

وقال الذهبي في( علي بن جعفر ): « علي بن جعفر بن محمد الصادق عن أبيه وأخيه موسى والثوري. وعنه عبد العزيز الاويسي ونصر بن علي الجهضمي وأحمد البري وجماعة، ما هو من شرط كتابي، لأني ما رأيت أحداً ليّنه ولا من وثّقه، لكنّ حديثه منكر جدّاً ما صححه الترمذي ولا حسّنه، رواه نصر بن علي عنه عن موسى عن أبيه عن أجداده. أخبرني ابن قدامة إجازة أنا عمر بن محمد أنا ابن

____________________

(١). ميزان الاعتدال في نقد الرجال ٣ / ٥٠٠.

(٢). لسان الميزان ٥ / ١٠٣.

(٣) الاصابة لابن حجر العسقلاني - ترجمة الخضرعليه‌السلام ١ / ٤٢٨.

٢٥٤

ملوك وأبو بكر القاضي، قال أنا أبو الطيب الطبري، أنا أبو أحمد الغطريفي، ثنا عبد الرحمن بن المغيرة، ثنا نصر بن علي، أنا علي بن جعفر بن محمد، حدثني أخي موسى عن أبيه عن أبيه محمد عن أبيه علي عن جدّه علي رضي‌الله‌عنه : إنّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أخذ بيد الحسن والحسين فقال: من أحبّني وأحبّ هذين وأبويهما كان معي في درجتي يوم القيامة. قال الترمذي: لا نعرفه إلّا من هذا الوجه»(١) .

وقال الذهبي في ( حسن بن محمد بن يحيى بن الحسن بن جعفر بن عبد الله ابن الحسين بن زين العابدين علي بن الحسين ): « الحسن بن محمد بن يحيى بن الحسن بن جعفر بن عبد الله بن الحسين بن زين العابدين علي ابن الشهيد الحسين العلوي. ابن أخي أبي طاهر النسابة. عن إسحاق الديري.

روى بقلّة حياء عن الديري عن عبد الرزاق باسناد كالشمس: علي خير البشر.

وعن الديري عن عبد الرزاق عن معمر عن محمد بن عبد الله بن الصامت عن أبي ذر مرفوعاً قال: علي وذريته يختمون الأوصياء إلى يوم القيامة.

فهذان دالّان على كذبه ورفضه. عفا الله عنه »(٢) .

و« حسن بن زيد » قال ابن المديني: « فيه ضعف »(٣) .

(٦) ليس في الحديث تقييد بلفظ « بعدي »

قوله: « وأيضاً: ففي الحديث ما يدل بصراحة على اجتماع الولايتين في زمان واحد، إذ لم يقع فيه التقييد بلفظ بعدي ».

أقول: لقد علمت سابقاً أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال بعد نزول

____________________

(١). ميزان الاعتدال ٣ / ١١٧.

(٢). ميزان الاعتدال ١ / ٥٢١.

(٣). المصدر ١ / ٤٩٢.

٢٥٥

قوله عز وجل:( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ) في واقعة غدير خم قال: « الحمد لله على كمال الدين وتمام النعمة ورضى الرّب برسالتي والولاية لعلي من بعدي » وتقييده الولاية هنا بلفظ « من بعدي » دليلُ صريح على أنّ مراده منقوله: « من كنت مولاه » هو هذا المعنى أيضاً.

وأيضاً: شعر حسان بن ثابت صريح في أن المراد من حديث الغدير هو الامامة والولاية لأمير المؤمنينعليه‌السلام بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فإنّه قد جاء في شعره: « رضيتك من بعدي إماماً وهادياً».

وأيضاً: رواية عبد الرزاق الحديث الغدير - الواردة في تاريخ ابن كثير - هي بلفظ: « من كنت مولاه فإن علياً بعدي مولاه ».

ومتى ورد هذا القيد حمل عليه سائر ألفاظ الحديث التي لم يرد فيها القيد، لأن الحديث يفسّر بعضه بعضاً كما في ( فتح الباري ) وغيره.

هذا، وفي بعض طرق حديث الغدير قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « هذا وليّكم بعدي » ففي كتاب ( فضائل أمير المؤمنين للسمعاني ): « عن البراء أنّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم نزل بغدير خم، وأمر فكسح بين شجرتين وصيح بالناس فاجتمعوا فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى، فدعا علياً فأخذ بعضده ثم قال: هذا وليّكم من بعدي، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه. فقام عمر الى علي فقال: ليهنئك يا ابن أبي طالب أصبحت - أو قال أمسيت - مولى كلّ مؤمن».

حديث تسمية علي بأمير المؤمنين وآدم بين الروح والجسد

ومع ذلك كله: فإنه لا يلزم محذور من اجتماع الولايتين في الزمان الواحد، ولا يلزم من ذلك أمر محال أبداً، كيف؟ والأحاديث الدالة على ثبوت إمامة عليعليه‌السلام في زمن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كثيرة، وأهل السنة وإنْ حاولوا إخفاء تلك الأحاديث وإنكارها، لكن الحقّ يعلو ولا يعلى عليه:

فقد روى الحافظ شيرويه الديلمي عن حذيفة بن اليمان حديثاً هذا نصه:

٢٥٦

« حذيفة: لو علم الناس متى سمّي علي أمير المؤمنين ما أنكروا فضله، سمّي أمير المؤمنين وآدم بين الروح والجسد، قال الله تعالى:( وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلى أَنْفُسِهِمْ ألست بِرَبِّكُمْ ) قالت الملائكة بلى فقال: أنا ربكم ومحمد نبيكم وعلي أميركم»(١) .

وروى السيد علي الهمداني: « عن حذيفةرضي‌الله‌عنه قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لو علم الناس متى سمّي علي أمير المؤمنين ما أنكروا فضله، سمّي أمير المؤمنين وآدم بين الروح والجسد »(٢) .

وروى عنه أيضاً: « قال قالعليه‌السلام : لو علم الناس متى سمّي علي أمير المؤمنين ما أنكروا فضله، سمّي أمير المؤمنين وآدم بين الروح والجسد قال الله تعالى:( وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلى أَنْفُسِهِمْ ألست بِرَبِّكُمْ ) قالت الملائكة بلى. فقال الله تبارك وتعالى: أنا ربكم ومحمد نبيكم وعلي أميركم(٣) .

وروى الحاج عبد الوهاب بن محمد بن رفيع الدين بن أحمد في تفسيره: « عن حذيفةرضي‌الله‌عنه قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لو يعلم الناس متى سمّي علي أمير المؤمنين ما أنكروا فضله، سمّي بذلك وآدم بين الروح والجسد، حين قال تعالى( ألست بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى ) فقال الله تعالى: انا ربكم ومحمد نبيّكم وعلي أميركم. رواه صاحب الفردوس »(٤) .

وروى السيد علي بن شهاب الدين الهمداني أيضاً: « عن أبي هريرة قال: قيل: يا رسول الله متى وجبت لك النبوة؟ قال: قبل أن يخلق الله آدم وينفخ الروح فيه وقال:( وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلى

____________________

(١). فردوس الاخبار ٣ / ٢٨٦.

(٢). المودة في القربى، انظر ينابيع المودة ٢٤٨.

(٣). روضة الفردوس الباب الرابع عشر - مخطوط.

(٤). تفسير الحاج عبد الوهاب - بتفسير آية المودة.

٢٥٧

أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ ) قالت الملائكة بلى. فقال: أنا ربكم ومحمّد نبيّكم وعلي أميركم »(١) .

وقال أبو علي أحمد بن محمد المرزوقي: « روى لنا أبو الحسن البديهي قال سمعت أبا عبد الله إبراهيم بن محمد بن عرفة الأزدي يقول: وأخبر أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم تولّى دفن فاطمة بنت أسد وكان أشعرها قميصاً له، فسمعصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهو يقول: ابنك ابنك، فسئلصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال: إنها سئلت عن ربّها فأجابت وعن نبيّها فأجابت، وعن إمامها فلجلجت فقلت: ابنك ابنك »(٢) .

وقال عبد الكريم بن محمد الرافعي القزويني: « أبو عبد الله الرازي - حدّث بقزوين عن محمد بن أيوب. قال ميسرة في المشيخة: ثنا أبو عبد الله الرازي الشيخ الصّالح في الجامع بقزوين، ثنا محمد بن أيوب، ثنا علي بن المؤمن، ثنا إسماعيل ابن أبان عن ناصح أبي عبد الله عن سماك بن حرب عن جابر بن سمرة قال: كان عليرضي‌الله‌عنه يقول: أرأيتم لو أن نبي اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قبض من كان أمير المؤمنين إلّا أنا. قال: وربما قيل له: يا أمير المؤمنين والنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ينظر إليه ويتبسّم. ويمكن أن يكون هذا أبا عبد الله الأرنبوي الذي روى عنه أبو الحسن القطان. وذكر حديثه عن يحيى بن درست وأبي مصعب وغيرهما »(٣) .

وروى جمال الدّين المحدّث الشيرازي - من مشايخ والد ( الدهلوي ) - في روضة الأحباب عن رسول الله صلّى الله عليه [ وآله ] وسلّم قوله: « علي خليفتي عليكم في حياتي ومماتي فمن عصاه فقد عصاني »

وروى عن أم سلمة أنها قالت سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :

____________________

(١). المودة في القربى. انظر ينابيع المودة: ٢٤٨.

(٢). كتاب الازمنة والامكنة. الباب الحادي والخمسون.

(٣). التدوين في ذكر علماء قزوين ٤ / ١٨٨.

٢٥٨

« علي خليفتي عليكم في حياتي ومماتي، فمن عصاه فقد عصاني » ثم قالت لعائشة: وهل تشهدين بذلك يا عائشة؟ قالت: نعم ».

ولا يخفى، أن المراد من إمامة علي في حياة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم هو وجوب إطاعته وامتثال أوامره ونواهيه على جميع المسلمين، كما هو الأمر بالنسبة إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، والمراد من إمامتهعليه‌السلام بعد رسول الله هو كون تنفيذ الأحكام الشرعية والقيام بأمور الرعية والتصرف في شئونهم منصباً خاصّاً به، فإنّ هذا للنبي في حياته، ولو أنهعليه‌السلام قام بأمرٍ من أمور المسلمين نيابةً عن النبي في حال حياته وجب عليهم امتثاله.

بل إنّ طريق إثبات إمامة عليعليه‌السلام في حال حياته النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بل في الزمان السابق عليها - كما يدل عليه خبر الفردوس - هو نفس طريق إثبات النبوّة للنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قبل الوجود الظاهري، قال محمد بن يوسف الشامي في ( سبل الهدى والرشاد ): « ويستدل بخبر الشعبي وغيره مما تقدم في الباب السابق على أنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ولد نبياً، فإن نبوّته وجبت له حين أخذ الميثاق، حيث استخرج من صلب آدم، فكان نبياً من حينئذ، لكن كانت مدة خروجه إلى الدنيا متأخرة عن ذلك، وذلك لا يمنع كونه نبياً، كمن يولّى ولاية ويؤمر بالتصرف فيها في زمن مستقبل، فحكم الولاية ثابت له من حين ولايته، وان كان تصرفه يتأخر إلى حين مجيء الوقت، والأحاديث السابقة في باب تقدّم نبوته صريحة في ذلك ».

وحديث الشّعبي الذي أشار إليه هو ما رواه ابن سعد « عن الشعبي مرسلاً قال رجل: يا رسول الله متى استنبئت؟ قال: وآدم بين الروح والجسد حين أخذ مني الميثاق ».

قوله:

« بل سوق الكلام هو للتسوية بين الولايتين في جميع الأوقات ومن جميع الوجوه ».

أقول: إنه وإنْ قصد ( الدهلوي ) من هذا الكلام إبطال الحق، لكنه كلام

٢٥٩

يفيد مطلوب أهل الحق بأدنى تأمل، لأنه إذا كانت محبة أمير المؤمنين مساوية لمحبة النبيعليهما‌السلام من جميع الوجوه، فقد ثبتت أفضلية الأميرعليه‌السلام ، لأن هذه المرتبة غير حاصلة لغيره.

وأيضاً: لا ريب في كون محبة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مطلقة، بمعنى وجوبها على كل الأحوال ومن جميع الوجوه وفي كل الأزمنة، وهذه المحبوبية بهذه الكيفية غير واجبة إلّا بالنسبة إلى المعصوم، وإذا ثبتت هذه المرتبة للأميرعليه‌السلام فقد ثبتت عصمته من هذا الطريق أيضاً، وفيه المطلوب.

ثم هل يخرج ( الدهلوي ) الصحابة الذين عادوا أمير المؤمنينعليه‌السلام وقاتلوه وشهروا سيوفهم في وجهه من زمرة المسلمين، من جهة كون عداوته كعداوة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم المستلزمة للخروج من الدين، أو أن ( الدهلوي ) يقلّد أسلافه فيرفع اليد عما ذكره هنا واعترف به، حمايةً لأولئك الأصحاب، وتجنّباً عن أن يلتزم فيهم بلازم كلامه؟!

قوله:

« لوضوح امتناع كون علي شريكاً للنبي في كلّ ما يستحق النبي التصرّف فيه في حال حياته».

أقول: لا خفاء في عدم امتناع شركة أمير المؤمنينعليه‌السلام مع النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في التصرف في حال حياته، لأن المراد من هذه المشاركة هي المشاركة من حيث النيابة والخلافة لا من حيث الاستقلال والأصالة.

وإذا ثبت له التصرّف في شئون الرعية من هذه الحيث في حال حياة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فلا يلزم أيّ محذور، وليس لمن يدعي امتناع ذلك دليل يصغى إليه.

قوله:

« فهذا أدل دليل على أن المراد وجوب المحبة، إذ لا مانع من اجتماع المحبتين ».

أقول: هذا أدل دليل على أن غرض ( الدهلوي ) هو تلبيس الأمر على

٢٦٠

[ ٩٢٨١ ] ٤ - قال: وقال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : إنّ الله كره لي ستّ خصال وكرهتهنّ للأوصياء من ولدي وأتباعهم من بعدي: العبث في الصلاة، الحديث.

ورواه في( المجالس) عن محمّد بن الحسن، عن الصفّار، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسين بن موسى، عن غياث بن إبراهيم، عن الصادق، عن آبائه عن رسول الله ( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) ، مثله(١) .

[ ٩٢٨٢ ] ٥ - وبإسناده عن سليمان بن جعفر البصري، عن عبدالله بن الحسين بن زيد بن علي، عن أبيه، عن الصادق، عن آبائه قال: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : إنّ الله كره لكم أيّتها الأُمّة أربعاً وعشرين خصلة، ونهاكم عنها: كره لكم العبث في الصلاة، الحديث.

ورواه الكليني عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن الحسن بن أبي الحسن الفارسي، عمّن حدّثه، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) ، مثله(٢) .

وفي( الأمالي) (٣) بإسناده الآتي عن سليمان بن جعفر(٤) ، مثله.

[ ٩٢٨٣ ] ٦ - وفي( الخصال) بإسناده عن علي( عليه‌السلام ) - في حديث الأربّعمائة - قال: ولا يعبث الرجل في صلاته بلحيته، ولا بما يشغله عن صلاته، بادروا بعمل الخير قبل أنّ تشغلوا عنه بغيره، ليكن( كلّ كلامك) (٥)

____________________

٤ - الفقيه ١: ١٢٠ / ٥٧٥ و ٢: ٤١ / ١٨٧، أورده بتمامه في الحديث ٢ من الباب ٦٣ من أبواب الدفن، وقطعة منه في الحديث ١٥ من الباب ١٥ من أبواب الجنابة.

(١) أمالي الصدوق: ٦٠ / ٣.

٥ - الفقيه ٣: ٣٦٣ / ١٧٢٧، أورده بتمامه في الحديث ١١ من الباب ١٥ من أبواب أحكام الخلوة، وفي الحديث ١٧ من الباب ٤٩ من أبواب جهاد النفس.

(٢) الكافي ٣: ٣٠٠ / ٢.

(٣) أمالي الصدوق: ٢٤٨ / ٣.

(٤) يأتي في الفائدة الأولى من الخاتمة برمز( ز ).

٦ - الخصال: ٦٢٠ و ٦٢٨.

(٥) في المصدر: جل كلامكم.

٢٦١

ذكر الله، الصلاة قربان كلّ تقيّ، ليخشع الرجل في صلاته، فأنّ من خشع قلبه لله عزّ وجلّ خشعت جوارحه فلا تعبث بشيء.

[ ٩٢٨٤ ] ٧ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، رفعه، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: إذا قمت في الصلاة فلا تعبث بلحيتك ولا برأسك، ولا تعبث بالحصى وأنت تصلي، إلّا أن تسوي حيث تسجد فلا بأس.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على جواز تسوية الحصى موضع السجود في أحاديث السجود(١) .

[ ٩٢٨٥ ] ٨ - وعن علي، عن أبيه، وعن محمّد، عن الفضل، عن حمّاد، عن حريز، عن زرارة عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) في - حديث - قال: عليك بالإِقبال على صلاتك، ولا تعبث فيها بيديك، ولا برأسك ولا بلحيتك.

[ ٩٢٨٦ ] ٩ - محمّد بن الحسن بإسناده عن محمّد بن أحمد بن يحيى، عن بنان بن محمّد، عن محسن بن أحمد، عن يونس بن يعقوب، عن سلمة بن عطاء قال: قلت لأبي عبدالله( عليه‌السلام ) : أيّ شيء يقطع الصلاة؟ قال: عبث الرجل بلحيته.

أقول: حمله الشيخ وغيره(٢) على تغليظ الكراهة، ويمكن حمله على الفعل الكثير.

[ ٩٢٨٧ ] ١٠ - أحمد بن أبي عبدالله البرقي في( المحاسن) عن أبيه، عن

____________________

٧ - الكافي ٣: ٣٠١ / ٩.

(١) تقدّم في الحديث ٢ و ٤ من الباب ١٨ من أبواب السجود.

٨ - الكافي ٣: ٢٩٩ / ١، وأورده بتمامه في الحديث ٥ من الباب ١ من أبواب أفعال الصلاة.

٩ - التهذيب ٢: ٣٧٨ / ١٥٧٥.

(٢) منهم الفيض الكاشاني في الوافي ٢: ١٣٥.

١٠ - المحاسن: ١٠ / ٣١، وأورده بتمامه في الحديث ١٦ من الباب ١٥ من أبواب الجنابة.

٢٦٢

محمّد بن سليمان الديلمي، عن أبيه، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌ : ستّة كرهها الله لي فكرهتها للأئمّة من ذرّيتي، ولتكرهها الأئمّة لأتباعهم: العبث في الصلاة، الحديث.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(١) .

١٣ - باب جواز الدعاء للدين والدنيا، وسؤال المباح دون المحرّم في جميع أحوال الصلاة، ولو في أثناء القراءة وبدعاء فيه سورة من القرآن، وتسمية الحاجة والمدعو له، وتسمية الأئمّة ( عليهم‌السلام )

[ ٩٢٨٨ ] ١ - محمّد بن الحسن بإسناده عن أحمد بن محمّد، عن علي بن مهزيار قال: سألت أبا جعفر( عليه‌السلام ) عن الرجل، يتكلّم في صلاة الفريضة بكلّ شيء يناجي به ربّه: قال نعم.

[ ٩٢٨٩ ] ٢ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى عن أحمد بن محمّد، عن الحسين بن سعيد، عن فضالة بن أيّوب، عن الحسين بن عثمان، عن ابن مسكان، عن الحلبي قال: قال أبو عبدالله( عليه‌السلام ) كلّ ما ذكرت الله عزّ وجلّ به والنبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) فهو من الصلاة، الحديث.

____________________

(١) تقدّم في الحديث ٤ من الباب ٦٣ من أبواب الدفن وفي الحديث ١٦ من الباب ١ من أبواب أفعال الصلاة، وتقدّم ما يدلّ على جواز تسوية الحصى في الحديث ٤ من الباب ١٤ من أبواب ما يسجد عليه، وفي الحديث ٢ و ٤ من الباب ١٨ من أبواب السجود.

الباب ١٣

فيه ٣ أحاديث

١ - التهذيب ٢: ٣٢٦ / ١٣٣٧.

٢ - الكافي ٣: ٣٣٧ / ٦ والتهذيب ٢: ٣١٦ / ١٢٩٣، وأورده في الحديث ٤ من الباب ٢٠ من أبواب الركوع، وأورده بتمامه في الحديث ١ من الباب ٤ من أبواب التسليم.

٢٦٣

[ ٩٢٩٠ ] ٣ - وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه. عن حمّاد بن عيسى، عن بعض أصحابه، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: كلّ ماكلّمت الله به في صلاة الفريضة فلا بأس.

ورواه الشيخ بإسناده عن علي بن إبراهيم(١) ، والذي قبله بإسناده عن الحسين بن سعيد.

أقول: وتقدّم أحاديث كثيرة تدلّ على الأحكام المذكورة في القراءة(٢) وفي القنوت(٣) وفي السجود وغيرها(٤) .

١٤ - باب كراهة فرقعة الأصابع ونقضها، والبزاق، والامتخاط، والتوّرك (*) في الصلاة

[ ٩٢٩١ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن الحسين، عن صفوان، عن العلاء، عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفرعليه‌السلام ، قال: سألته عن الرجل يلتفت في الصلاة؟ قال: لا، ولا ينقض أصابعه.

ورواه الشيخ كما سبق(٥) .

____________________

٣ - الكافي ٣: ٣٠٢ / ٥.

(١) التهذيب ٢: ٣٢٥ / ١٣٣٠.

(٢) تقدّم في الباب ٩ و ١٨ من أبواب القراءة.

(٣) تقدّم في الأبواب ٧ و ٨ و ٩ و ١٣ من أبواب القنوت.

(٤) تقدّم في الباب ١٧ من أبواب السجود، وتقدّم في الباب ٣ من أبواب التشهد.

الباب ١٤

فيه ٤ أحاديث

* قال المحقق في المعتبر: التورك أن يضع يديه على وركيه وهو التخصير.( هامش المخطوط ).

راجع المعتبر: ١٩٨.

١ - الكافي ٣: ٣٦٦ / ١٢.

(٥) سبق في الحديث ١ من الباب ٣ من هذه الأبواب.

٢٦٤

[ ٩٢٩٢ ] ٢ - وعن علي بن محمّد، عن سهل بن زياد، عن محمّد بن الحسن بن شمون، عن عبدالله بن عبد الرحمن الأصم، عن مسمع أبي سيار، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) : قال أنّ النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) سمع خلفه فرقعة، فرقع رجل أصابعه في صلاته، فلـمّا انصرف قال النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : أمّا إنّه حظّه من صلاته.

[ ٩٢٩٣ ] ٣ - وعن علي، عن أبيه، وعن محمّد، عن الفضل، عن حمّاد، عن حريز، عن زرارة، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: عليك بالإِقبال على صلاتك - إلى أن قال - ولا تفرقع أصابعك فإنّ ذلك كلّه نقصأنّ من الصلاة.

[ ٩٢٩٤ ] ٤ - محمّد بن علي بن الحسين في( ثواب الأعمال) عن أبيه، عن سعد، عن أحمد بن محمّد، عن علي بن حسان، عن سهل بن دارة (١) ، عن أبيه، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: من حبس ريقه إجلالاً لله في صلاته أورثه الله صحّة حتى الممات.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(٢) .

١٥ - باب عدم جواز التكفير وهو وضع احدى اليدين على الأخرى في الصلاة، وعدم جواز الفعل الكثير فيها

[ ٩٢٩٥ ] ١ - محمّد بن الحسن بإسناده، عن الحسين بن سعيد، عن صفوان

____________________

٢ - الكافي ٣: ٣٦٥ / ٨.

٣ - الكافي ٣: ٢٩٩ / ١، وأورده بتمامه في الحديث ٥ من الباب ١ من ابواب أفعال الصلاة، وقطعة منه في الحديث ٢ من الباب ١٥ من هذه الأبواب.

٤ - ثواب الأعمال: ٤٩.

(١) في المصدر: سهل بن دارم.

(٢) تقدّم في الحديث ٩ من الباب ١ من أبواب افعال الصلاة.

الباب ١٥

فيه ٧ أحاديث

١ - التهذيب ٢: ٨٤ / ٣١٠.

٢٦٥

وفضّالة جميعاً، عن العلاء، عن محمّد بن مسلم، عن أحدهما (عليهما‌السلام ) قال: قلت: له الرجل يضع يده في الصلاة، وحكى اليمنى على اليسرى؟ فقال: ذلك التكفير، لا تفعل.

[ ٩٢٩٦ ] ٢ - محمّد بن يعقوب بالإِسناد السابق، عن زرارة، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: وعليك بالإِقبال على صلاتك - إلى أن قال - ولا تكفّر، فإنّما يفعل ذلك المجوس.

[ ٩٢٩٧ ] ٣ - وعن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن حمّاد عن حريز، عن رجل، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) - في حديث - قال: ولا تكفّر، إنّما يصنع ذلك المجوس.

ورواه الشيخ بإسناده عن محمّد بن يعقوب، مثله(١) .

[ ٩٢٩٨ ] ٤ - عبدالله بن جعفر في( قربّ الإِسناد) عن عبدالله بن الحسن،، عن جدّه علي بن جعفر قال: قال: أخي قال علي بن الحسين ( عليه‌السلام ) : وضع الرجل إحدى يديه على الأُخرى في الصلاة عمل، وليس في الصلاة عمل.

[ ٩٢٩٩ ] ٥ - ورواه علي بن جعفر في كتابه، نحوه، وزاد: وسألته عن الرجل يكون في صلاته، أيضع إحدى يديه على الأُخرى بكفّه أو ذراعه؟ قال: لا يصلح ذلك، فأنّ فعل فلا يعود له.

____________________

٢ - الكافي ٣: ٢٩٩ / ١، تقدّم بتمامه في الحديث ٥ من الباب ١ من أبواب أفعال الصلاة، وقطعة منه في الحديث ٣ من الباب ١٤ من هذه الأبواب.

٣ - الكافي ٣: ٣٣٦ / ٩، وأورده بتمامه في الحديث ٣ من الباب ٢ من أبواب القيام، وقطعة منه في الحديث ٤ من الباب ٣، وفي الحديث ٥ من الباب ٦ من أبواب السجود.

(١) التهذيب ٢: ٨٤ / ٣٠٩.

٤ - قرب الإِسناد: ٩٥.

٥ - مسائل علي بن جعفر: ١٧٠ / ٢٨٨.

٢٦٦

[ ٩٣٠٠ ] ٦ - وقد تقدّم حديث حريز، عمّن ذكره، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) ، أنّه لم يكن يرى بأساً أن يصلّي الماشي وهو يمشي ولكن لا يسوق الابل.

[ ٩٣٠١ ] ٧ - محمّد بن علي بن الحسين في( الخصال) بإسناده عن علي( عليه‌السلام ) - في حديث الأربعمائة - قال: لا يجمع المسلم يديه في صلاته وهو قائم بين يدي الله عزّ وجلّ يتشبّه بأهل الكفر يعني المجوس.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(١) .

١٦ - باب جواز ردّ المصلي السلام بل وجوبه، ويردّ كما قيل له، فإذا سلّم عليه بقوله: سلام عليكم، لا يقل: وعليكم السلام

[ ٩٣٠٢ ] ١ - محمّد بن الحسن بإسناده عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن محمّد بن مسلم قال: دخلت على أبي جعفر( عليه‌السلام ) وهو في الصلاة فقلت: السلام عليك، فقال: السلام عليك، فقلت: كيف أصبحت؟ فسكت، فلـمّا انصرف قلت: أيردّ السلام وهو في الصلاة؟ قال: نعم، مثل ما قيل له.

[ ٩٣٠٣ ] ٢ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد،

____________________

٦ - تقدّم في الحديث ٥ من الباب ١٦ من أبواب القبلة.

٧ - الخصال: ٦٢٢.

(١) تقدّم ما يدل على جواز بعض الأفعال في الأبواب ٩ و ١٠ و ١١ و ١٢ و ١٤ من هذه الأبواب، ويأتي ما يدل عليه في الأبواب ١٩ و ٢٠ و ٢٢ و ٢٣ و ٢٤ و ٢٦ و ٢٧ و ٢٨ و ٣٤ و ٣٦ من هذه الأبواب.

الباب ١٦

فيه ٧ أحاديث

١ - التهذيب ٢: ٣٢٩ / ١٣٤٩.

٢ - الكافي ٣: ٣٦٦ / ١.

٢٦٧

عن عثمان بن عيسى، عن سماعة(١) عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: سألته عن الرجل يسلم عليه وهو(٢) في الصلاة؟ قال: يرد: سلام عليكم ولا يقل: وعليكم السلام، فإنّ رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) كان قائماً يصلّي فمّر به عمّار بن ياسر فسلّم عليه عمّار فردّ عليه النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) هكذا.

محمّد بن الحسن بإسناده عن أحمد بن محمّد، مثله(٣) .

[ ٩٣٠٤ ] ٣ - وبإسناده عن سعد، عن محمّد بن عبد الحميد، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع، عن علي بن النعمان، عن منصور بن حازم، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: إذا سلّم عليك الرجل وأنت تصلّي، قال: تردّ عليه خفيّاً كما قال.

ورواه الصدوق بإسناده عن منصور بن حازم، نحوه(٤) .

[ ٩٣٠٥ ] ٤ - وعنه، عن أحمد بن الحسن، عن عمرو بن سعيد، عن مصدّق بن صدقة، عن عمّار بن موسى، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) ، قال: سألته عن( السلام على) (٥) المصلّي؟ فقال: إذا سلّم عليك رجل من المسلمين وأنت في الصلاة فردّ عليه فيما بينك وبين نفسك، ولا ترفع صوتك.

محمّد بن علي بن الحسين بإسناده عن عمّار الساباطي، مثله(٦) .

[ ٩٣٠٦ ] ٥ - وبإسناده عن محمّد بن مسلم، أنّه سأل أبا جعفر( عليه

____________________

(١) كتب المصنف على قوله( عن سماعة ): ليس في التهذيب.

(٢) كتب المصنف على قوله( وهو ): ليس في التهذيب.

(٣) التهذيب ٢: ٣٢٨ / ١٣٤٨.

٣ - التهذيب ٢: ٣٣٢ / ١٣٦٦.

(٤) الفقيه ١: ٢٤١ / ١٠٦٥.

٤ - التهذيب ٢: ٣٣١ / ١٣٦٥.

(٥) ليس في التهذيب( هامش المخطوط ).

(٦) الفقيه ١: ٢٤٠ / ١٠٦٤، وكتب المصنف في هامش الاصل: كتب في كاشان.

٥ - الفقيه ١: ٢٤٠ / ١٠٦٣.

٢٦٨

السلام) عن الرجل يسلّم على القوم في الصلاة؟ فقال: إذا سلّم عليك مسلم وأنت في الصلاة فسلّم عليه، تقول: السلام عليك، وأشر بإصبعك.

ورواه ابن إدريس في آخر( السرائر) (١) نقلاً من كتاب محمّد بن علي بن محبوب: عن أحمد بن محمّد، عن الحسين بن سعيد، عن فضالة، عن حسين بن عثمان، عن ابن مسكان(٢) ، عن محمّد بن مسلم، مثله.

[ ٩٣٠٧ ] ٦ - قال الصدوق: وقال أبو جعفر (عليه‌السلام ) : سلّم عمار على رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) وهو في الصلاة فردّ عليه، ثمّ قال أبو جعفر (عليه‌السلام ) : إنّ السلام اسم من أسماء الله عزّ وجلّ.

ورواه الشهيد في( الأربعين) بإسناده عن الشيخ أبي جعفر الطوسي، عن ابن أبي جيّد، عن محمّد بن الحسن بن الوليد، عن الحسين بن الحسن بن أبان، عن الحسين بن سعيد، عن ابن أبي عمير، عن عمر بن أُذينة، عن زرارة، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) ، مثله(٣) .

[ ٩٣٠٨ ] ٧ - عبدالله بن جعفر الحميري في( قرب الإِسناد ): عن عبدالله بن الحسن، عن جدّه علي بن جعفر، عن أخيه، قال: سألته عن الرجل يكون في الصلاة فيسلّم عليه الرجل، هل يصلح له أن يردّ؟ قال: نعم، يقول: السلام عليك، فيشير إليه بإصبعه.

أقول: وإذا جاز للمصلّي رد السلام وجب عليه، ويأتي ما يدلّ على

____________________

(١) مستطرفات السرائر: ٩٨ / ١٨.

(٢) قال ابن ادريس: هنا عن ابن مسكان وأسم ابن مسكان الحسن وهو ابن أخي جابر الجعفي عريق في الولاية لأهل البيت (عليهم‌السلام ) عن محمّد بن مسلم الخ انتهى وفيه نظر بل هذا غير ذاك. منه - قده - ( هامش المخطوط ).

٦ - الفقيه ١: ٢٤١ / ١٠٦٦.

(٣) الاربعون حديثاً: ٥٠ / ٢٢.

٧ - قرب الإِسناد: ٩٦.

٢٦٩

وجوبه(١) ، ثمّ إنّ ما دلّ على إخفاء الصوت محمول على التقيّة، ذكره الشهيد في الذكرى(٢) وغيره(٣) لـما يأتي أنّ شاء الله(٤) .

١٧ - باب كراهة السلام على المصلّي، وعدم تحريمه

[ ٩٣٠٩ ] ١ - محمّد بن علي بن الحسين في( الخصال) عن محمّد بن علي ماجيلويه، عن عمّه محمّد بن أبي القاسم، عن هارون بن مسلم، عن مصدّق بن صدقة، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه( عليه‌السلام ) قال: لا تسلموا على اليهود ولا النصارى - إلى أنّ قال - ولا على المصلّي، وذلك لأنّ المصلّي لا يستطيع أن يردّ السلام، لأنّ التسليم من المسلّم تطوّع، والردّ فريضة، ولا على آكل الربا، ولا على رجل جالس على غائط، ولا على الذي في الحمام، الحديث.

أقول: هذا محمول على الكراهة، وقوله: لا يستطيع، أي لا يسهل عليه رد الجواب بل يشقّ عليه الاشتغال بردّ السلام والعود إلى صلاته، فيشتغل عنها، لـما تقدّم من تقرير السلام وعدم إنكاره(٥) ، ومن التصريح بجواز الردّ بل الأمر به.

[ ٩٣١٠ ] ٢ - عبدالله بن جعفر في( قرب الإسناد ): عن الحسن بن ظريف، عن الحسين بن علوان، عن جعفر بن محمّد( عليه‌السلام ) قال:

____________________

(١) يأتي ما يدل على وجوبه في الحديث ٣ من الباب ١٧ من هذه الأبواب.

(٢) الذكرى: ٢١٨.

(٣) منهم العلامة في التذكره ١: ١٣٠ والمحقق الكركي في جامع المقاصد ١: ١٢٨.

(٤) يأتي في الباب ٣٨ من ابواب احكام العشرة.

الباب ١٧

فيه ٣ أحاديث

١ - الخصال: ٤٨٤ / ٥٧، أورده بتمامه في الحديث ٧ من الباب ٢٨ من أبواب أحكام العشرة.

(٥) تقدّم في الأحاديث ٢ و ٥ و ٧ من الباب ١٦ من أبواب قواطع الصلاة.

٢ - قرب الاسناد: ٤٥.

٢٧٠

كنت أسمع أبي يقول إذا دخلت المسجد الحرام والقوم يصلّون فلا تسلّم عليهم وسلّم على النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) ، ثمّ أقبل على صلاتك، وإذا دخلت على قوم جلوس يتحدّثون فسلّم عليهم.

[ ٩٣١١ ] ٣ - محمّد بن مكّي الشهيد في( الذكرى) قال: روى البزنطي عن الباقر( عليه‌السلام ) قال: إذا دخلت المسجد والناس يصلّون فسلّم عليهم، وإذا سلّم عليك فاردد، فإنّي أفعله، وإنّ عمّار بن ياسر مرّ على رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) وهو يصلّي فقال: السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته، فردّ (عليه‌السلام )

١٨ - باب جواز تسميت المصلّي للعاطس، وحمد الله والصلاة على محمّد وآله أذا عطس أوسمع العاطس

[ ٩٣١٢ ] ١ - محمّد بن الحسن بإسناده عن الحسين بن سعيد، عن فضّالة، عن الحسين بن عثمان، عن عبدالله بن مسكان، عن الحلبي، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: إذا عطس الرجل في الصلاة فليقل: الحمد لله.

[ ٩٣١٣ ] ٢ - محمّد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حمّاد، عن الحلبي، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: إذا عطس الرجل في صلاته فليحمد الله عزّ وجلّ.

[ ٩٣١٤ ] ٣ - وعن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن ابن فضّال، عن معلّى أبي عثمان، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) ، قال:

____________________

٣ - الذكرى: ٢١٨.

الباب ١٨

فيه ٥ أحاديث

١ - التهذيب ٢: ٣٣٢ / ١٣٦٧.

٢ - الكافي ٣: ٣٦٦ / ٢.

٣ - الكافي ٣: ٣٦٦ / ٣.

٢٧١

قلت له: أسمع العطسة وأنا في الصلاة فأحمد الله وأُصلّي على النبي وآله؟ قال: نعم، وإذا عطس أخوك وأنت في الصلاة فقل: الحمد لله، وصلّى الله على النبي وآله، وإن كان بينك وبين صاحبك اليمّ،( صلّى الله على محمّد وآله) (١) .

[ ٩٣١٥ ] ٤ - ورواه الشيخ بإسناده عن سعد، عن محمّد بن الحسين، عن الحكم بن مسكين، عن المعلّى بن أبي عثمان(٢) ، عن أبي بصير قال: قلت له: أسمع العطسة فأحمد الله وأُصلّي على النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) وأنا في الصلاة؟ قال: نعم، وإن كان بينك وبين صاحبك اليمّ.

ورواه الصدوق بإسناده عن أبي بصير، مثله(٣) .

[ ٩٣١٦ ] ٥ - محمّد بن إدريس في( آخر السرائر) نقلاً من كتاب محمّد بن علي بن محبوب: عن محمّد بن الحسين، عن محمّد بن يحيى، عن غياث، عن جعفر ( عليه‌السلام ) ، في رجل عطس في الصلاة فسمّته، فقال: فسدت صلاة ذلك الرجل.

قال ابن إدريس: التسميت الدعاء للعاطس، بالسين والشين معاً، ثمّ قال: ليس على فسادها دليل لأنّ الدعاء لا يقطع الصلاة.

أقول: ويحتمل الحمل على الكراهة، وعلى الانكار لا الاخبار، والتقية، وعلى فساد صلاة العطاس، فيخصّ بالعمد والكثرة وتقدّم ما يدلّ على جواز الدعاء في الصلاة(٤) .

____________________

(١) في المصدر: صلّ على محمّد وآله.

٤ - التهذيب ٢: ٣٣٢ / ١٣٦٨.

(٢) في المصدر وهامش المخطوط عن نسخة: المعلى ابي عثمان.

(٣) الفقيه ١: ٢٣٩ / ١٠٥٨.

٥ - مستطرفات السرائر: ٩٨ / ١٩.

(٤) تقدّم في الباب ١٧ من أبواب السجود، يأتي ما يدلّ على المقصود بعمومه واطلاقه في البابين ٥٧ و ٦٣ من ابواب أحكام العشرة.

٢٧٢

١٩ - باب جواز قتل المصلّي الحية والعقربّ اذا لم يستلزم شيئاً من منافيات الصلاة

[ ٩٣١٧ ] ١ - محمّد بن علي بن الحسين بإسناده عن زرارة، أنّه قال لأبي جعفرعليه‌السلام ) : رجل يرى العقرب والأفعى والحيّة وهو يصلّي، أيقتلها؟ قال: نعم، أنّ شاء فعل.

[ ٩٣١٨ ] ٢ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن حماد، عن حريز، عن محمّد بن مسلم قال: سألت أبا عبدالله( عليه‌السلام ) عن الرجل يكون في الصلاة فيرى الحيّة والعقرب، يقتلهما أنّ أذياه؟ قال: نعم.

محمّد بن الحسن بإسناده عن أحمد بن محمّد، مثله(٢) .

[ ٩٣١٩ ] ٣ - وعنه، عن علي بن الحكم، عن الحسين بن أبي العلاء قال: سألت أبا عبدالله( عليه‌السلام ) عن الرجل يرى الحيّة والعقرب وهو يصلّي المكتوبة؟ قال: يقتلهما.

ورواه الصدوق بإسناده عن الحسين بن أبي العلاء، مثله، وأسقط لفظ: المكتوبة(١) .

[ ٩٣٢٠ ] ٤ - وبإسناده عن سعد بن عبدالله، عن أحمد بن الحسن، عن

____________________

الباب ١٩

فيه ٥ أحاديث

١ - الفقيه ١: ١٦٧ / ٧٨٦.

٢ - الكافي ٣: ٣٦٧ / ١.

(١) التهذيب ٢: ٣٣٠ / ١٣٥٨.

٣ - التهذيب ٢: ٣٣٠ / ١٣٥٧.

(٢) الفقيه ١: ٢٤١ / ١٠٦٧.

٤ - التهذيب ٢: ٣٣١ / ١٣٦٤.

٢٧٣

عمرو بن سعيد، عن مصدق بن صدقة، عن عمّار بن موسى قال: سألت أبا عبدالله( عليه‌السلام ) عن الرجل يكون في الصلاة فيقرأ فيرى حية بحياله، يجوز له أنّ يتناولها فيقتلها؟ فقال: إن كان بينه وبينها خطوة واحدة فليخطُ وليقتلها، وإلّا فلا.

محمّد بن علي بن الحسين بإسناده عمّار، مثله، وأسقط قوله: فيفرأ(١) .

[ ٩٣٢١ ] ٥ - وفي( معاني الأخبار ): عن أحمد بن محمّد بن غالب، عن يعقوب بن يوسف، عن عبد الرحمن، عن معاذ بن هشام، عن أبيه، عن معمر، عن يحيى بن أبي كثير، عن صصم(٢) ، عن أبي هريرة، أنّ نبيّ الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) أمر بقتل الأسودين في الصلاة.

قال معمر: قلت ليحيى: وما معنى الأسودين؟ قال الحية والعقرب.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك في نواقض الوضوء(٣) ويأتي ما يدلّ عليه(٤) .

٢٠ - باب جواز قتل المصلّي القمّلة والبرغوث والبقّة والذباب وسائر الهوام، وطرح القملة ودفنها في الحصا

[ ٩٣٢٢ ] ١ - محمّد بن علي بن الحسين بإسناده عن الحلبي، أنّه سأل أبا

____________________

(١) الفقيه ١: ٢٤١ / ١٠٧٢.

٥ - معاني الأخبار: ٢٢٩.

(٢) في المصدر: ضمضم.

(٣) تقدّم في الباب ١٧ من أبواب نواقض الوضوء.

(٤) يأتي في الباب ٢٠ من هذه الأبواب.

الباب ٢٠

فيه ٨ أحاديث

١ - الفقيه ١: ٢٤١ / ١٠٧٠، وأورده في الحديث ١ من الباب ١٧ من أبواب نواقض الوضوء.

٢٧٤

عبدالله( عليه‌السلام ) عن الرجل يقتل البقّة والبرغوث والقملة والذباب في الصلاة، أينقض ذلك صلاته ووضوءه؟ قال: لا.

ورواه الكليني عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حمّاد، عن الحلبي، مثله(١) .

ورواه الشيخ بإسناده عن علي بن إبراهيم، مثله(٢) .

[ ٩٣٢٣ ] ٢ - وبإسناده عن محمّد بن مسلم، أنّه سأل أبا جعفر( عليه‌السلام ) عن الرجل تؤذيه الدابة وهو يصلّي؟ قال: يلقيها عنه إن شاء، أو يدفنها في الحصى.

[ ٩٣٢٤ ] ٣ - وفي( الخصال) بإسناده عن علي( عليه‌السلام ) في حديث الأربّعمائة - قال: إذا أصاب أحدكم الدابّة وهو في صلاته فليدفنها ويثقل عليها، أو يصيّرها في ثوبه حتى ينصرف.

[ ٩٣٢٥ ] ٤ - محمّد بن يعقوب، عن الحسين بن محمّد، عن عبدالله بن عامر، عن علي بن مهزيار، عن فضالة بن أيّوب، عن أبان، عن محمّد قال: كان أبو جعفر( عليه‌السلام ) إذا وجد قملة في المسجد دفنها في الحصى.

[ ٩٣٢٦ ] ٥ - وعن علي بن إبراهيم، عن محمّد بن عيسى، عن يونس، عن عبدالله بن سنان، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: إذا وجدت قملة وأنت تصلّي فادفنها في الحصى.

[ ٩٣٢٧ ] ٦ - محمّد بن الحسن بإسناده عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن

____________________

(١) الكافي ٣: ٣٦٧ / ٢.

(٢) التهذيب ٢: ٣٣٠ / ١٣٥٩.

٢ - الفقيه ١: ٢٤١ / ١٠٦٨.

٣ - الخصال: ٦٢٢.

٤ - الكافي ٣: ٣٦٧ / ٤.

٥ - الكافي ٣: ٣٦٨ / ٦.

٦ - التهذيب ٢: ٣٢٩ / ١٣٥٢.

٢٧٥

سنان، عن أبي خالد، عن أبي حمزة قال: أنّ وجدت قملة وأنت في الصلاة فادفنها في الحصى.

[ ٩٣٢٨ ] ٧ - وعنه، عن علي بن الحكم، عن الحسين بن أبي العلاء قال: سألت أبا عبدالله( عليه‌السلام ) عن رجل يقوم في الصلاة فيرى القملة؟ قال: فليدفنها في الحصى، فإنّ علياً( عليه‌السلام ) كان يقول: إذا رأيتها فادفنها في البطحاء.

[ ٩٣٢٩ ] ٨ - عبدالله بن جعفر في( قربّ الاسناد ): عن عبدالله بن الحسن، عن جدّه علي ابن جعفر، عن أخيه موسى بن جعفر( عليه‌السلام ) قال: سألته عن الرجل، هل يصلح له وهو في صلاته أنّ يقتل القملة والنملة والفارة أو الحلمة أو شبه ذلك؟ قال: أمّا القملة فلا يصلح له ولكن يرمي بها خارجاً من المسجد، أو يدفنها تحت رجليه.

٢١ - باب جواز قطع الصلاة الواجبة لضرورة كإحراز المال الذاهب، وامساك الغريم الهاربّ، والطفل المتردّي، والدابّة، والآبق، وقتل الحيّة، المخوفة ونحو ذلك، ويبني مع عدم المنافي

[ ٩٣٣٠ ] ١ - محمّد بن علي بن الحسين بإسناده عن حريز، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: إذا كنت في صلاة الفريضة فرأيت غلاماً لك قد أبق،

____________

٧ - التهذيب ٢: ٣٢٩ / ١٣٥٣.

٨ - قرب الاسناد: ٩٥.

الباب ٢١

فيه ٣ أحاديث

١ - الفقيه ١: ٢٤٢ / ١٠٧٣.

٢٧٦

أو غريماً لك عليه مال أو حيّة تتخوّفها(١) على نفسك، فاقطع الصلاة، فاتبع غلامك أو غريمك واقتل الحيّة.

محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن حمّاد بن عيسى، عن حريز، عمّن أخبره، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) ، مثله(٢) .

ورواه الشيخ بإسناده عن محمّد بن إسماعيل، مثله(٣) .

[ ٩٣٣١ ] ٢ - وعن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد ومحمّد بن الحسين، عن عثمان بن عيسى، عن سماعة قال: سألته عن الرجل يكون قائماً في الصلاة الفريضة فينسى كيسه أو متاعاً يتخوّف ضيعته أو هلاكه؟ قال: يقطع صلاته ويحرز متاعه ثمّ يستقبل الصلاة، قلت: فيكون في الفريضة( فتغلب عليه دابة) (٤) أو تفلت(٥) دابّته فيخاف أن تذهب (أو يصيب فيهاعنت)(٦) ؟

فقال: لا بأس بأن يقطع صلاته(٧) .

____________________

(١) في التهذيب: تخافها( هامش المخطوط ).

(٢) الكافي ٣: ٣٦٧ / ٥.

(٣) التهذيب ٢: ٣٣١ / ١٣٦١.

٢ - الكافي ٣: ٣٦٧ / ٣.

(٤) مابين القوسين ليس في التهذيب( هامش المخطوط ).

(٥) في نسخة: فتفلت( هامش المخطوط ).

(٦) في التهذيب: أو يصيب منها عنتاً( هامش المخطوط ).

(٧) - ورد في هامش المخطوط ما نصه: لا يحضرني نص عام في تحريم قطع الصلاة لغير ضرورة وقد ذكره جماعة واستدلوا عليه بقوله تعالى:( وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ ) ولا دلالة فيها لدخول النفي على لفظ العموم فيفيد نفي العموم لا عموم النفي وقد تقدم في التيمم والنجاسات النهي عن قطع الصلاة والأمر بإتمامها لكن في مواضع خاصة وما تقدم في أعداد الصلاة من وجوب اتمام الصلاة المراد به عدم ترك شيء من وظائفها وشرائطها فتدبر. ( منه. قده ).

٢٧٧

ورواه الصدوق بإسناده عن سماعة بن مهران، أنّه سأل أبا عبدالله (عليه‌السلام ) ، وذكر نحوه(١) .

محمّد بن الحسن بإسناده عن أحمد بن محمّد، نحوه(٢) .

[ ٩٣٣٢ ] ٣ - وبإسناده عن محمّد بن علي بن محبوب، عن العبّاس بن معروف، عن الحسين ابن يزيد، عن إسماعيل بن أبي زياد، عن جعفر، عن أبيه، عن علي (عليه‌السلام ) ، أنّه قال في رجل يصلّي ويرى الصبي يحبو إلى النار، أو الشاة تدخل البيت لتفسد الشيء قال: فلينصرف وليحرز ما يتخوف ويبني على صلاته ما لم يتكلّم.

أقول: وتقدّم في النواقض(٣) والتيمّم(٤) والنجاسات(٥) الأمر باتمام الصلاة الواجبة والنهي عن قطعها لكن في صور خاصّة.

٢٢ - باب عدم بطلان الصلاة بضمّ المرأة المحلّلة ورؤية وجهها، وعدم جواز نظر المرأة الأجنبية في الصلاة

[ ٩٣٣٣ ] ١ - محمّد بن الحسن بإسناده عن الحسين بن سعيد، عن ابن أبي عمير، عن مسمع قال: سألت أبا الحسن( عليه‌السلام ) فقلت: أكون أُصلّي فتمرّ بي الجارية، فربّما ضممتها إليّ؟ قال: لا بأس.

____________________

(١) الفقيه ١: ٢٤١ / ١٠٧١.

(٢) التهذيب ٢: ٣٣٠ / ١٣٦٠.

٣ - التهذيب ٢: ٣٣٣ / ١٣٧٥.

(٣) تقدّم في الحديثين ٣ و ٤ من الباب ١٩ من أبواب نواقض الوضوء.

(٤) تقدّم في الحديث ٥ من الباب ٢١ من أبواب التيمم.

(٥) تقدّم في الحديث ١ من الباب ٤٤ من أبواب النجاسات.

الباب ٢٢

فيه ٣ أحاديث

١ - التهذيب ٢: ٣٢٩ / ١٣٥٠.

٢٧٨

[ ٩٣٣٤ ] ٢ - عبدالله بن جعفر في( قرب الإِسناد ): عن عبدالله بن الحسن، عن علي بن جعفر، عن أخيه، قال: سألته عن الرجل يكون في صلاته، هل يصلح أنّ تكون امرأة مقبلة بوجهها عليه في القبلة قاعدّة أو قائمة؟ قال: يدرأها عنه، فأنّ لم يفعل لم قطع ذلك صلاته.

[ ٩٣٣٥ ] ٣ - أحمد بن أبي عبدالله البرقي في( المحاسن ): عن إدريس بن الحسن قال: قال يونس بن عبد الرحمن: قال أبو عبدالله (عليه‌السلام ) : من تأمّل خلق(١) امرأة فلا صلاة له، قال يونس: إذا كان في الصلاة.

٢٣ - باب جواز الشربّ في الوتر لمن يريد الصوم وهو عطشان، وجواز تقدّم المصليّ عن مكانه وعوده اليه (* )

[ ٩٣٣٦ ] ١ - محمّد بن الحسن بإسناده عن أحمد بن محمّد، عن الهيثمّ بن أبي مسروق النهدي، عن محمّد بن الهيثم، عن سعيد الأعرج قال: قلت لأبي عبدالله (عليه‌السلام ) : إنّي أبيت وأُريد الصوم فأكون في الوتر فأعطش فأكره أنّ أقطع الدعاء وأشربّ(٢) ، وأكره أنّ اصبح وأنا عطشان، وأمامي قلة بيني وبينها خطوتأنّ أو ثلاثة؟ قال: تسعى إليها وتشربّ منها حاجتك، وتعود في الدعاء.

[ ٩٣٣٧ ] ٢ - محمّد بن علي بن الحسين بإسناده عن سعيد الأعرج، أنّه قال:

____________________

٢ - قرب الإِسناد: ٩٤.

٣ - المحاسن: ٨٢ / ١٣.

(١) في المصدر: خلف.

الباب ٢٣

فيه حديثان

* لا يظهر نص في تحريم الاكل والشربّ في الصلاة ومنافاته لها اذا لم يكن فعلاً كثيراً وقد حكم بذلك جماعة ولم يوردوا له دليلاً بل ولا على الفعل الكثير سوى ما مضى « منه. قده ».

١ - التهذيب ٢: ٣٢٩ / ١٣٥٤.

(٢) في نسخة: فأشرب( هامش المخطوط ).

٢ - الفقيه ١: ٣١٣ / ١٤٢٤.

٢٧٩

قلت لأبي عبدالله (عليه‌السلام ) ، جعلت فداك، إنّي أكون في الوتر وأكون قد نويت الصوم فأكون في الدعاء وأخاف الفجر فأكره أنّ أقطع على نفسي الدعاء وأشربّ الماء وتكون القُلّة أمامي؟ قال: فقال لي: فاخط إليها الخطوة والخطوتين والثلاث واشربّ وارجع إلى مكانك، ولا تقطع على نفسك الدعاء.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على جواز التقدّم والرجوع في مكان المصلّي(١) ويأتي ما يدلّ عليه(٢) .

٢٤ - باب جواز حمل المرأة طفلها في الصلاة وارضاعها إيّاه جالسة

[ ٩٣٣٨ ] ١ - محمّد بن الحسن بإسناده عن أحمد بن محمّد، عن الحسن بن علي، عن عمرو ابن سعيد، عن مصدّق، عن عمّار الساباطي، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: لابأس أنّ تحمل المرأة صبّيها وهي تصلّي، وترضعه وهي تتشهّد.

[ ٩٣٣٩ ] ٢ - عبدالله بن جعفر في( قربّ الإسناد ): عن عبدالله بن الحسن، عن جدّه علي بن جعفر، عن أخيه موسى بن جعفر( عليه‌السلام ) ، قال: سألته عن المرأة تكون في صلاة الفريضة وولدها إلى جنبها فيبكي، وهي قاعدة، هل يصلح لها أنّ تتناوله فتقعده في حجرها وتسكته وترضعه؟ قال: لا بأس.

[ ٩٣٤٠ ] ٣ - علي بن جعفر في كتابه عن أخيه موسى بن جعفر( عليه

____________________

(١) تقدّم في الباب ٤٤ من أبواب مكان المصلي.

(٢) يأتي في الباب ٣٦ من هذه الأبواب.

الباب ٢٤

فيه ٣ أحاديث

١ - التهذيب ٢: ٣٣٠ / ١٣٥٥.

٢ - قرب الإِسناد: ١٠١.

٣ - مسائل علي بن جعفر ١٦٥ / ٢٦٧.

٢٨٠

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529