وسائل الشيعة الجزء ٧

وسائل الشيعة11%

وسائل الشيعة مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 529

المقدمة الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠
  • البداية
  • السابق
  • 529 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 362685 / تحميل: 7497
الحجم الحجم الحجم
وسائل الشيعة

وسائل الشيعة الجزء ٧

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

دحض المعارضة

بـ « ما صبّ الله شيئاً في صدري

إلّا وصببته في صدر أبي بكر »

٢٠١

٢٠٢

قوله:

« مثل: ما صبّ الله شيئاً في صدري إلّا وصببته في صدر أبي بكر ».

أقول:

هذه المعارضة مردودة باطلة لوجوه:

١ - الحديث مختلق

إنّ آثار الإِختلاق على هذا الحديث ظاهرة، والعقل السَّليم يحكم ببطلانه، وذلك لأنَّ مفاده المساواة بين رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأبي بكر في جميع العلوم، وهذا مما يقطع ببطلانه كلّ مسلم.

٢٠٣

٢ - مصادمته للواقع

وأيضاً، يفيد هذا الكلام أنَّ أبابكر كان حاملاً لجملة علوم النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فهو باطل من هذا الحيث كذلك، لأنَّ جهل أبي بكر بالأحكام وغيرها لا يكاد يخفى على أحدٍ، وقد فصّل الكلام على موارد من ذلك في كتاب ( تشييد المطاعن )، حيث يظهر بمراجعته جهل أبي بكر بكثير من الأحكام والمعارف اليقينيّة والآيات القرآنيّة ومسائل الشّريعة حتى لقد اعترف بالجهل في مواضع ورجع إلى غيره يستفتيه في الحوادث الواقعة وهذا ما يدلّ على أنَّ « ما صبّ الله في صدري شيئاً إلّا وصببته في صدر أبي بكر » كذب موضوع على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم .

٣ - رأي ابن الجوزي

وقال ابن الجوزي بعد إيراد نبذةٍ من الموضوعات في شأن أبي بكر: « قال المصنف: وقد تركت أحاديث كثيرة يروونها في فضل أبي بكر، منها صحيح المعنى لكنه لا يثبت منقولاً، ومنها ما ليس بشيء، وما أزال أسمع العوام يقولون عن رسول الله صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم أنه قال: ما صبّ الله في صدري شيئاً إلّا وصببته في صدر أبي بكر. وإذا اشتقت إلى الجنة قبّلت شيبة أبي بكر. وكنت أنا وأبوبكر كفرسي رهان سبقته فاتّبعني ولو سبقني لاتّبعته في أشياء ما رأينا لها أثراً لا في الصحيح ولا في الموضوع، ولا فائدة في الإِطالة بمثل هذه الأشياء »(١) .

وفي هذا الكلام فوائد:

____________________

(١). الموضوعات: ١ / ٣١٩.

٢٠٤

الأولى: لقد بلغ هذا الحديث المزعوم من البطلان حدّاً حتّى لم يفرده ابن الجوزي بالذكر والقدح فيه، بل تركه مع الأحاديث الواضحة الهوان والبيّنة البطلان

الثانية: إن هذا الكلام ممّا افتراه العوام وتناقلوه، وأنّ العلماء لم يتطرّقوا إلى ذكره مطلقاً

الثالثة: إنّه من المفتريات التي لا أثر لها لا في الصحيح ولا في الموضوع، وهذا غاية السّقوط

الرابعة: إنّه لا فائدة في الاطالة بمثله.

ومن عجيب صنع ( الدهلوي ) أنه عند ما يحاول عبثا الطعن في حديث ( مدينة العلم ) يستند إلى كلام ( ابن الجوزي )، ولكنّه يعرض عن طعنه في: « ما صبّ الله في صدري » المزعوم ...!! وهذا ممّا لا يكاد يقضى منه العجب إلى آخر الأبد، وكم مثله ( للدهلوي ) المتعوّد للأود واللد

٤ - رأي الطّيبي

ونصَّ على وضعه الحسين بن عبد الله الطّيبي في كتابه ( الخلاصة في أصول الحديث ) كما سيعلم من عبارتي الفتني والشوكاني

ترجمة الطّيبي

والطيبي - هذا - من مشاهير محققي أهل السّنة في الحديث:

قال الخطيب التبريزي في خاتمة ( الاكمال في أسماء الرجال ): « وفرغت من هذه تصنيفاً يوم الجمعة عشرين رجب الحرام الفرد، سنة أربعين وسبعمائة من جمعه وتهذيبه وتشذيبه، وأنا أضعف العباد الراجي عفو الله تعالى وغفرانه محمد بن

٢٠٥

عبد الله الخطيب إبن محمّد، بمعاونة شيخي ومولاي سلطان المفسّرين وإمام المحققين، شرف الملة والدين، حجة الله على المسلمين، الحسين بن عبد الله بن محمد الطيبي، متعهّم الله بطول بقائه، ثم عرضته عليه كما عرضت المشكاة، فاستحسنه كما استحسنها، واستجاده كما استجادها، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله وأصحابه أجمعين ».

وقال ابن حجر: « الحسين بن محمد بن عبد الله الطيبي، الامام المشهور، صاحب شرح المشكاة وغيره كان كريماً متواضعاً حسن المعتقد مقبلاً على نشر العلم، آيةً في استخراج الدقائق من القرآن والسنن »(١) .

وقال السيوطي: « الامام المشهور العلّامة في المعقول والعربية والمعاني والبيان » ثم نقل كلام ابن حجر العسقلاني(٢) .

٥ - رأي ابن القيّم

وهذا الكلام في رأي ابن قيم الجوزية « مما وضعه جهلة المنتسبين إلى السّنة » وسيأتي كلامه بعينه عن القاري قريباً.

ترجمة ابن القيّم

ونكتفي لترجمة ابن القيّم بما ذكره السيوطي وهذا نصّه « محمد بن أبي بكر ابن أيوب بن سعيد بن جرير، الشمس ابن قيم الجوزية الحنبلي العلامة، ولد في سابع صفر سنة ٦٩١، وقرأ العربية على المجد التونسي، وابن أبي الفتح البعلي،

____________________

(١). الدرر الكامنة: ٢ / ٦٨.

(٢). بغية الوعاة: ٢٢٨.

٢٠٦

والفقه والفرائض على ابن تيمية، والأصلين عليه وعلى الصفي الهندي، وسمع الحديث من التقي سليمان، وأبي بكر بن عبد الدائم، وأبي نصر ابن الشيرازي، وعيسى المطعم، وغيرهم.

وصنّف وناظر واجتهد، وصار من الأئمة الكبار في التفسير والحديث والفروع والأصلين العربية، وله من التصانيف: زاد المعاد، ومفتاح دار السعادة، مهذّب سنن أبي داود، سفر النجدين بين رفع اليدين في الصلاة، معالم الموقعين عن ربّ العالمين، »(١) .

٦ - رأي الفيروزابادي

وقال مجد الدين محمد بن يعقوب الشيرازي الفيروزآبادي في خاتمة كتابه ( سفر السعادة ): « ومن أشهر الموضوعات في باب فضائل ابي بكررضي‌الله‌عنه حديث: إنّ الله يتجلّى يوم القيامة للناس عامة ولأبي بكر خاصة ، و حديث: ما صبّ الله في صدري شيئاً إلّا وصببته في صدر أبي بكر ، و حديث: كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إذا اشتاق الجنة قبّل شيبة [ أبي بكر ] و حديث: أنا وأبوبكر كفرسي رهان و حديث: إن الله تعالى لمـّا اختار الأرواح اختار روح اختار روح أبي بكر. وأمثالها من المفتريات المعلوم بطلانها ببداهة العقل ».

فهل يجوز الإِستناد إلى مثل هذا الكلام والاعتماد عليه لاثبات علمٍ لأبي بكر؟ إنَّ هذا لعمري من أفظع الفظائع وأشنع الشنائع وأفجر الصنائع!!

____________________

(١). بغية الوعاة: ٢٥. وله ترجمة في الدرر الكامنة ٣ / ٤٠٠، والوافي بالوفيات ٢ / ٢٧٠، والبدر الطالع: ٢ / ١٤٣.

٢٠٧

٧ - رأي الفتني

وصرّح محمد طاهر الكجراتي الفتني بوضعه حيث قال: « في الخلاصة: ما صبّ الله في صدري شيئاً إلّا صببته في صدر أبي بكر، موضوع ».(١) .

٨ - رأي القاري

وقال القاري في ( الموضوعات الكبرى ) نقلاً عن ابن القيّم: « وممّا وضعه جهلة المنتسبين إلى السنة في فضل الصّديق حديث: إن الله يتجلى للناس عامة يوم القيامة ولأبي بكر خاصة و حديث: ما صبّ الله في صدري شيئاً إلّا صببته في صدر أبي بكر و حديث: كان إذا اشتاق إلى الجنة قبّل شيبة أبي بكر و حديث: أنا وأبكر كفرسي رهان و حديث: إنّ الله لمـّا اختار الأرواح اختار روح أبي بكر وحديث عمر: كان رسول اللهعليه‌السلام وأبي [ أبو ] بكر يتحدثان وكنت كالزنجي بينهما وحديث: لو حدّثتكم بفضائل عمر عمر نوحٍ في قومه ما فنيت وإنّ عمر حسنة من حسنات أبي بكر، و حديث: ما سبقكم أبي [ أبو ] بكر بكثرة صوم ولا صلاة وإنّما سبقكم بشيء وقر في صدره، وهذا من كلام أبي بكر ابن عيّاش ».

ومن هنا يعلم أنّ احتجاج ( الدهلوي ) بهذا الإِفك المبين - مع ما يدّعيه لنفسه من الفضل والعلم - ليس إلّا مكابرة ومعاندةً للحق وأهله

٩ - رأى عبد الحق الدّهلوي

ولقد أيّد الشيخ عبد الحق الدهلوي رأي الفيروزآبادي في ( شرح سفر

____________________

(١). تذكرة الموضوعات: ٩٣.

٢٠٨

السعادة ) بقوله: « قال المصنف: إن أمثال هذه الأحاديث - لاستلزامها الأفضلية من جميع الخلائق من الأنبياء وغيرهم، أو إفادتها المساواة لسيد المرسلينصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في رتبته، أو خروجها عن دائرة حكم العقل والعادة - كلّها موضوعات ».

١٠ - رأي الإِله آبادي

واعترف محمد فاخر الإِله آبادي بوضع هذا الفرية الشّنيعة وأثبت ذلك بما لا مزيد عليه وبيان ذلك:

إنّ النيسابوري قال بتفسير آية الغار: « استدل أهل السنة بالآية على أفضلية أبي بكر، وغاية إنجاده ونهاية صحبته وموافقة باطنه ظاهره، وإلّا لم يعتمد الرسول عليه في مثل تلك الحالة، وأنه كان ثاني رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في الغار، وفي العلم لقوله: ما صبّ شيء في صدري إلّا وصببته في صدر أبي بكر »(١) .

فردّ عليه العلّامة نور الله التستري في ( كشف العوار في تفسير آية الغار ) بقوله: « وأما ما ذكره من انضمام كون ثاني اثنين في العلم، ثم الاستدلال عليه بقول: ما صبّ في صدري إلّا صببته في صدر أبي بكر، فمن فضول الكلام ولا تعلَّق له بالاستدلال من الآية على أفضلية أبي بكر، على أنَّ الشيخ الفاضل خاتم محدثي الشافعية مجد الدين الفيروزآبادي - صاحب القاموس في اللغة - قد ذكر في خاتمة كتابه المشهور الموسوم بسفر السعادة: إنَّ هذا الحديث وغيره مما روي في شأن أبي بكر من أشهر الموضوعات والمفتريات المعلوم بطلانها ببداهة العقل إلخ ».

فقال محمد فاخر الإِله آبادي في كتابه ( درّة التحقيق في نصرة الصدّيق ) في ردّه على القاضي التستري مع الإِشارة إلى كلام النيسابوري.

____________________

(١). تفسير النيسابوري ١٠ / ٩٠.

٢٠٩

« وأمّا خامساً: فلأن الحديث الذي أتى به دليلاً على الثانويّة في العلم فنحن أيضاً بحمد الله تعالى نعرفه من الموضوعات، صرّح به غير واحدٍ من الجهابذة الثقات، وددت أنَّ العلامة المستدل به لم يحتج به، وأسقط هذه الثانوية من نضد الكلام، لضعف الاحتجاج وإيهامه سوء الأدب، هل يكون أحد ثانياً لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في العلم نبيّاً كان أو وليّاً؟ هذا دأب من لا خلاق له من الدين، ولا يعرف مقام سيد المرسلينصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، كما يذكره الشيعة في فضائل أئمة أهل البيت سلام الله عليهم، عفا الله تعالى عنا وعن العلامة وعن سائر من اجترأ مثل جرأته، فالله تعالى ورسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والصدّيق والأئمة - رضي الله تعالى عنهم - برآء عن أمثال هذه الإِطراءات، ولله در الامام الهمام - رحمه الله تعالى - حيث لم يذكر هذه الثانوية، كما يظهر من عبارة التفسير الكبير، ومرّ سابقاً ».

أقول : وهذا الكلام يدل على بطلان الحديث المزعوم من جهات عديدةٍ لا تخفى، وأمّا ما شنَّع به بزعمه على الشّيعة فهو منبعث من عدم معرفته بمراتب أئمة أهل البيت ومنازلهم السّامية من جهةٍ، ومن عدم وقوفه على الأحاديث الصحيحة الواردة عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في حقهم في هذا الباب من جهة أخرى، وقد تقدّم منا ذكر شطر منها في مؤيّدات حديث مدينة العلم فليراجع.

ترجمة الإِله آبادي

والإِله آبادي من كبار محدّثي أهل السّنة، في الهند. ترجم له وبالغ في الثناء عليه: الصديق حسن خان في ( إتحاف النبلاء المتقين بإحياء مآثر الفقهاء والمحدثين ).

٢١٠

١١ - رأي الشوكاني

وقال قاضي القضاة الشوكاني في ( الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة ): « حديث: ما صبّ الله في صدري شيئاً إلّا وصببته في صدر أبي بكر، ذكره صاحب الخلاصة وقال: موضوع ».

١٢ - بطلانه من كلام الدهلوي

ويثبت بطلان هذا الكلام المنسوب إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كذباً وافتراءً من كلام ( الدهلوي ) نفسه. فقد ذكر في ( التحفة ) أنَّ كلّ حديث لا سند له لا يصغى إليه، وقد تقدَّم نصُّ ابن الجوزي على أنّه من الأحاديث التي لا أثر لها لا في الصحيح ولا في الموضوع، فمن العجيب - اذن - احتجاج ( الدهلوي ) بهذا الكلام المزعوم.

خلاصة ونقاط

فتلخّص ممّا تقدّم أمور:

الأوّل: إنّه ليس لأهل السّنة دليل يحتجّون به على اتّصاف أبي بكر بالعلم، لا من الصحاح ولا من الموضوعات، وإلّا لم يحتجّوا بمثل هذا الكلام من خرافات العوام وهفوات الجهّال

الثاني: لقد علم من كلام ابن الجوزي أنّ هذا الكلام من أخسّ الموضوعات وأرذل المفتريات، ولم نجد أحداً من جهابذة الحديث خالفه في هذا الحكم، فكيف أعرض ( الدهلوي ) عن كلامه المقبول لدى الجميع فاستند إلى تجاسره في القدح في حديث مدينة العلم مع ردّ كبار الحفاظ عليه؟ إن هذا

٢١١

عجيب!! ومن هنا يظهر مجانية ( الدهلوي ) للانصاف وسلوكه طريق الغيّ والاعتساف

الثالث: لقد علم من كلام الفيروزابادي أنّه من الموضوعات والمفتريات المعلوم بطلانها ببداهة العقل فما ظنّك بـ ( الدهلوي ) الّذي يحتجّ به؟!!

الرّابع: لقد علم من كلام ابن القيّم أنّ هذا الكلام ممّا وضعه جهلة المنتسبين إلى السّنة ومنه يعلم أنَّ ( الدهلوي ) قد اقتفى أثر الجهلة باحتجاجه بهذا الكلام، فعدّه حينئذٍ في زمرة العلماء ونظمه في سلك المحدثين ظلم قبيح.

الخامس: لقد علم من كلام ابن الجوزي أنَّ هذا الكلام ممّا صدر من العوام وسمع منهم، وأنّه لا أثر له لا في الصحيح ولا في الموضوع وبذلك يعرف شأن ( الدهلوي )

٢١٢

دحض المعارضة

بـ « لو كان بعدي نبي لكان عمر »

٢١٣

٢١٤

قوله:

« ومثل: لو كان بعدي نبي لكان عمر ».

أقول:

إن هذا باطل، والمعارضة به ساقطة لوجوه:

١ - كفرُ عمر سابقا ً

لا خلاف بين المسلمين في أنَّ عمر بن الخطاب كان قد أمضى شطراً كبيراً من عمره في الشرك وعبادة الأوثان، وهذا الأمر ثبت بالتواتر ولا يحتاج إلى الاستدلال والبرهان، ولا يسع أحداً - ولو كان في غاية العصبيّة والعناد - جحده، فمن المستحيل صدور هذا الكلام - الدال على استحقاق عمر للنبوّة - من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لأنّه يخالف الاجماع القائم بين المسلمين على أنّ الكفر

٢١٥

مانع عن النّبوة، والمسبوق بالكفر لا يكون نبياً.

وأمّا دلالته على استحقاقه النبوّة فواضحة جداً، وظاهرة من كلمات القوم ويشهد بذلك:

أوّلاً: أنّهم أوردوا هذا الكلام في باب فضائل عمر بن الخطّاب

وثانياً: أن الطيبيّ زعم بلوغ عمر درجة الأنبياء في الإلهام، ثمّ ذكر أنّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كأنّه تردّد في أنه هل هو نبي أم لا!! ثم ذكر هذا الحديث المزعوم تأييداً لكلامه، وهذا نصّه كما جاء في ( المرقاة ) بشرح حديث أبي هريرة: « لقد كان فيما قبلكم من الأمم محدّثون فإنْ يك من أمتي أحد فإنّه عمر ». قال:

« قال الطيبي: هذا الشرط من باب قول الأجير: إنْ كنت عملت لك فوفِّني حقّي، وهو عالم بذلك، ولكنّه يُخيّل من كلامه أن تفريطك في الخروج عن الحق فعل من له شك في الاستحقاق مع وضوحه، والمراد بالمحدّث: الملهم المبالغ فيه الذي انتهى إلى درجة الأنبياء في الإِلهام، فالمعنى: لقد كان فيما قبلكم من الأمم أنبياء يلهمون من قبل الملأ الأعلى، فإن يك في أمتي أحد هذا شأنه فهو عمر، جعله لانقطاع قرينه وتفوّقه على أقرانه في هذا، كأنّه تردّد في أنه هل هو نبي أمْ لا، فاستعمل إنْ، ويؤيّده ما ورد في الفصل الثاني: لو كان بعدي نبي لكان عمر بن الخطّاب، فـ « لو » في الحديث بمنزلة « إنْ » على سبيل الفرض والتقدير، كما في قول عمررضي‌الله‌عنه : نعم العبد صهيب لو لم يخف الله لم يعصه »(١) .

وثالثاً: لقد ذكر الشيخ أحمد السرهندي المجدّد في مكاتيبه(٢) : انّ الشيخين

____________________

(١). المرقاة في شرح المشكاة: ٥ / ٥٣١ - ٥٣٢.

(٢). المكتوب رقم: ٢٥١.

٢١٦

يعدّان في الأنبياء، وهما محفوفان بفضائل الأنبياء. ثمّ احتجَّ لذلك بهذا الكلام الباطل.

ورابعاً: قال الشيخ عبد الحق الدهلوي في ( اللمعات في شرح المشكاة ) بشرحه: « قوله: لكان عمر بن الخطاب. لعلّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال ذلك لأجل كون عمر ملهماً محدَّثاً، يلقي الملك في روعه الحق، وله مناسبة بعالم الوحي والنبوة. والله أعلم ».

وخامساً: قال الشيخ ولي الله الدهلوي: « النوع التاسع والثلاثون: لو كان بعدهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم نبي لكان عمر، فقد روي عن عقبة بن عامر أنه قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لو كان بعدي نبي لكان عمر بن الخطاب. أخرجه الترمذي »(١) .

٢ - عمر غير معصوم

إتفق المسلمون على أنَّ عمر لم يكن معصوماً. والشواهد على هذا من كلامه هو وغيره كثيرة جداً، ومن لم يكن معصوماً فلا يجوز أنْ يكون نبيّاً ألبتة، فالكلام المحتجّ به - الدالّ على جواز نبوّة عمر لو كان بعد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم نبيّ - باطل.

٣ - إستلزامه أفضليّة عمر من أبي بكر

ثمَّ إنَّ هذا الكلام يستلزم أنْ يكون عمر أفضل من أبي بكر، ولكنهم أجمعوا على أنّ الأفضل منهما هو أبوبكر، فهذا دليل آخر على بطلان هذا الحديث

____________________

(١). قرة العينين: ١٨.

٢١٧

المزعوم.

ومن الغريب ذكر بعضهم إيّاه في الأدلّة الدالّة على أنَّ الأفضلية بترتيب الخلافة، قال التفتازاني في ( تهذيب الكلام ): « والأفضلية بترتيب الخلافة، أما إجمالاً: فلأنَّ اتّفاق أكثر العلماء على ذلك يشعر بوجود دليل لهم عليه. وأمّا تفصيلا فلقوله تعالى:( وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى الَّذِي يُؤْتِي مالَهُ يَتَزَكَّى ) وهو أبوبكر. ولقولهعليه‌السلام : والله ما طلعت الشمس ولا غربت بعد النبيّين والمرسلين على أحد أفضل من أبي بكر و قوله: خير أمّتي أبوبكر ثم عمر.

و قال: لو كان بعدي نبي لكان عمر و قال: عثمان أخي ورفيقي في الجنة ».

لكنَّ الملّا يعقوب اللّاهوري - نبّه إلى خطأ هذا الاستدلال فقال في ( شرح التهذيب ): « و لقولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : خير أمتي أبوبكر ثم عمر و قالعليه‌السلام : لو كان بعدي نبي لكان عمر.

لا شكّ أنّ هذا وما بعده يدل على فضل من ورد في فضله، وأما على الوجه الذي يدّعيه أهل الحق ففي ثباته له نوع تردّد، ولو قرّرنا هذا الدليل بأنّه لو كان بعدهعليه‌السلام نبي لكان هو خيراً من غيره وأنَّ عمر وحده صالح لنيل النبوة على تقدير عدم ختمها، يلزم أن يكون عمر أفضل من أبي بكر، والتخصيص يخلّ بالتنصيص ».

٤ - بطلانه ببداهة العقل

إنّ هذا الحديث المزعوم من الموضوعات المعلوم بطلانها ببداهة العقل، كسائر ما روي في شأن أبي بكر وعمر، وقد أورد الفيروزآبادي بعضها - وقد تقدّم نصّ كلامه -. بل إنّه أعظم وأطمّ من تلك كما هو واضح.

٢١٨

٥ - ضعف أسانيده

وهو - بالإِضافة الى ما تقدّم - ضعيف سنداً، ولنوضّح ذلك فيما يلي:

إنهم يروونه - في الأكثر - من حديث « عقبة بن عامر » ومداره على « مشرح ابن هاعان».

قال الترمذي: « حدثنا سلمة بن شبيب، نا المقري، عن حياة بن شريح، عن بكر بن عمرو، عن مشرح بن هاعان، عن عقبة بن عامر قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لو كان نبي بعدي لكان عمر بن الخطّاب. هذا حديث غريب لا نعرفه إلّا من حديث مشرح بن هاعان »(١) .

ضعف مشرح بن هاعان

فنقول: إنّ « مشرح بن هاعان » من ضعفاء المحدّثين، ذكره ابن الجوزي في ( الضعفاء والمتروكين ) قائلاً: « مشرح بن هاعان المغافري المصري لا يحتج به ». وقال بعد القدح. فيه وهو الحديث الثاني من فضائل عمر: « قال ابن حبان: انقلبت على مشرح صحائفه فبطل الاحتجاج به »(٢) .

وقال الذهبي: « د ت ق: مشرح بن هاعان المصري، عن عقبة بن عامر، صدوق، ليّنه ابن حبان، وقال عثمان بن سعيد عن ابن معين ثقة، وقال ابن حبان: يكنى أبا مصعب، يروي عن عقبة مناكير لا يتابع عليها. روى عنه الليث وابن لهيعة.

____________________

(١). صحيح الترمذي: ٥ / ٦١٩.

(٢). الموضوعات: ١ / ٣٢١.

٢١٩

فالصواب ترك ما انفرد به. وذكره العقيلي فما زاد في ترجمته من أن: قيل: إنه جاء مع الحجاج إلى مكة ونصب المنجنيق على الكعبة »(١) .

وفي ( حسن المحاضرة ) بترجمته: « قال ابن حبان: يروي عن عقبة مناكير لا يتابع عليها »(٢) .

فظهر ضعف الرجل وسقوط حديثه فقد أورده ابن الجوزي في ( الضعفاء والمتروكين ) والعقيلي في ( الضعفاء ) وقال ابن الجوزي: « لا يحتج به »، وقال ابن حبّان: « انقلبت عليه صحائفه فبطل الاحتجاج به ».

ولأنّه جاء مع الحجاج إلى مكة ونصب المنجنيق على الكعبة، وأيّ قدح أعلى من هذا؟ وهل يجوز الاحتجاج بحديث من هذا حاله وفعله؟

ومن هنا يظهر أيضاً سقوط توثيق ابن معين - على فرض ثبوته - له، على أنّ الجرح المفسَّر سببه مقدَّم على التعديل كما تقرّر في محلّه، وكأنَّ الذهبي استصغر هذه الطامّة من الرَّجل فقال: صدوق!!

ويزيد سقوط الحديث وضوحاً قول ابن حبان: « يروي عن عقبة مناكير لا يتابع عليها ». وقد علمت أنّ هذا الحديث منها، وقوله أيضاً: « فالصواب ترك ما انفرد به » وقد علمت من كلام الترمذي إنفراده به

ضعف بكر بن عمرو

ثم إن راويه عن مشرح هو: « بكر بن عمرو المغافري » وهو أيضاً مطعون فيه، قال ابن حجر: « قال الحاكم: سألت الدار قطني عنه فقال: ينظر في أمره »(٣)

____________________

(١). ميزان الاعتدال: ٤ / ١١٧.

(٢). حسن المحاضرة: ١ / ٢٧٠.

(٣). تهذيب التهذيب: ١ / ٤٨٦.

٢٢٠

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

وفي( الخصال ): عن محمّد بن الحسن، عن أحمد بن إدريس، عن محمّد بن أحمد، عن محمّد بن حسّان، عن أبي محمّد الرازي، عن النوفلي، عن السكوني، عن جعفر، عن أبيه قال: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) ، وذكر مثله(١) .

وفي( ثواب الأعمال) عن أبيه، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن الحسين بن يزيد، عن السكوني، مثله (٢) .

[ ٩٥٨٢ ] ٦ - وعن محمّد بن علي ماجيلويه، عن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن أحمد، عن أبي عبدالله الرازي، عن محمّد بن عبدالله، عن إبراهيم بن عقبة، عن زكريّا، عن أبيه، عن يحيى قال: قال أبو عبدالله (عليه‌السلام ) : من قص أظافيره يوم الخميس وترك واحدة ليوم الجمعة نفى الله عنه الفقر.

وفي( الخصال) عن أبيه، عن أحمد بن إدريس، عن محمّد بن أحمد، مثله (٣) .

[ ٩٥٨٣ ] ٧ - الحسين بن بسطام في( طب الائمة ): عن أحمد بن عبدالله، عن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن أبي الحسن قال: قال أبو عبدالله (عليه‌السلام ) : من أخذ من أظفاره كلّ خميس لم ترمد عيناه، ومن أخذها كلّ جمعة خرج من تحت كلّ ظفر داء، قال: والكحل يزيد في ضوء البصر وينبت الأشفار.

[ ٩٥٨٤ ] ٨ - وعنه، أنّه كان يقلّم أظفاره في كلّ خميس، يبدأ بالخنصر الأيمن ثمّ يبدأ بالأيسر، وقال: من فعل ذلك كان كمن أخذ أماناً من الرمد.

____________________

(١) الخصال: ٣٩٤ / ١٠٠.

(٢) ثواب الأعمال: ٤١ / ٢.

٦ - ثواب الأعمال: ٤١ / ٣.

(٣) الخصال: ٣٩٠ / ٨٢.

٧ - طب الأئمّة ٨٤.

٨ - طب الأئمّة: ٨٤.

٣٦١

٣٥ - باب ما يستحبّ أن يقال عند تقليم الأظفار والأخذ من الشارب يوم الجمعة

[ ٩٥٨٥ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن الحسين بن سعيد، عن محمّد بن الحصين، عن عمر الجرجاني، عن محمّد بن العلاء، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: سمعته يقول: من أخذ من شاربّه وقلم أظفاره يوم الجمعة ثمّ قال: بسم الله على سنّة محمّد وآل محمّد، كتب الله له بكلّ شعرة وكلّ قلامة عتق رقبة، ولم يمرض مرضاً يصيبه إلّا مرض الموت.

ورواه المفيد في( المقنعة) مرسلاً، نحوه (١) .

[ ٩٥٨٦ ] ٢ - وعن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن ابن فضّال، عن أبي حفص الجرجاني، عن أبي الخصيب الربّيع بن بكر الأزدي، عن عبد الرحيم القصير، عن أبي جعفر (عليه‌السلام ) ، نحوه.

ورواه الشيخ بإسناده عن محمّد بن يعقوب(٢) ، وكذا الذي قبله.

ورواه الصدوق بإسناده عن عبد الرحيم القصير(٣) .

ورواه الشيخ أيضاً بإسناده عن محمّد بن علي بن محبوب، عن محمّد بن الحسين، عن الحسن بن علي بن فضّال، نحوه(٤) .

[ ٩٥٨٧ ] ٣ - محمّد بن علي بن الحسين في( ثواب الأعمال) وفي( الخصال)

____________________

الباب ٣٥

فيه ٣ أحاديث

١ - الكافي ٣: ٤١٧ / ٢، والتهذيب ٣: ١٠ / ٣٣.

(١) المقنعة: ٢٦.

٢ - الكافي ٦: ٤٩١ / ٩.

(٢) التهذيب ٣: ١٠ / ٣٣.

(٣) الفقيه ١: ٧٣ / ٣٠٤.

(٤) التهذيب ٣: ٢٣٧ / ٦٢٧.

٣ - ثواب الأعمال: ٤٢ / ٥، والخصال: ٣٩١ / ٨٧.

٣٦٢

عن أبيه، عن سعد بن عبدالله، عن محمّد بن عيسى،( عن عتبة) (١) ، عن أبي أيوب المديني(٢) ، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: تقليم الأظفار يوم الجمعة يؤمن من الجذام والبرص والعمى، وإن لم تحتج فحكّها حكّاً.

قال: وقال أبو عبدالله (عليه‌السلام ) : من قلّم أظفاره وقص شاربّه في كل جمعة ثمّ قال: بسم الله وبالله وعلى سنّة محمّد وآل محمّد، أُعطي بكلّ قلامة وجزازة عتق رقبة من ولد إسماعيل.

٣٦ - باب كراهة الحجامة يوم الأربّعاء والجمعة

[ ٩٥٨٨ ] ١ - محمّد بن علي بن الحسين بإسناده عن شعيب بن واقد، عن الحسين بن زيد، عن الصادق، عن آبائه (عليهم‌السلام ) - في حديث المناهي - قال: نهى رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) عن تقليم الأظفار بالأسنان، ونهى عن الحجامة يوم الأربعاء والجمعة.

أقول: ويأتي في التجارة ما يدلّ على الجواز(٣) بل الرجحان في بعض الصور(٤) .

____________________

(١) ليس في ثواب الأعمال، وفي الخصال: عتيبة.

(٢) في الثواب: المدني.

الباب ٣٦

فيه حديث واحد

١ - الفقيه ٤: ٢ / ١، وأورده في الحديث ١ من الباب ٨٢ من أبواب آداب الحمام، وقطعة منه في الحديث ٤ من الباب ١١ من أبواب ما يكتسب به.

(٣) يأتي في الحديث ٩ من الباب ٦٢ من أبواب تروك الاحرام، وفي الحديث ٢ من الباب ١١، والحديث ١٤ و ١٦ من الباب ١٣ من أبواب ما يكتسب به.

(٤) يأتي ما يدل على رجحان الحجامة في الأحاديث ١ و ١٥ و ١٧ و ١٩ من الباب ١٣ من أبواب ما يكتسب به، ويأتي ما يدل على كراهة الحجامة في يوم الأربعاء والجمعه في الأحاديث ٣ و ٤ و ٥ من الباب ١١، والحديث ٢٠ من الباب ١٣ من أبواب ما يكتسب به.

٣٦٣

٣٧ - باب تأكّد استحباب الطيب يوم الجمعه وفي كلّ يوم أو يومين، وكراهة تركه

[ ٩٥٨٩ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن معمّر بن خلّاد، عن أبي الحسن( عليه‌السلام ) قال: لا ينبغي للرجل أنّ يدع الطيب في كل يوم، فإن لم يقدر عليه فيوم ويوم لا، فأنّ لم يقدر ففي كلّ جمعة ولا يدع.

ورواه الصدوق مرسلاً، نحوه(١) .

ورواه في( عيون الأخبار ): عن أحمد بن محمّد بن يحيى، عن أبيه، عن محمّد بن أحمد بن يحيى، عن معاوية بن حكيم، عن معمّر بن خلّاد، عن الرضا (عليه‌السلام ) ، مثله إلّا أنّه قال: ولا يدع ذلك(٢) .

ورواه في( الخصال) عن أبيه، عن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن أحمد، مثله (٣) .

[ ٩٥٩٠ ] ٢ - وعن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن محمّد بن موسى بن الفرات، عن علي بن مطر، عن السكن الخرّاز(٤) قال: سمعت أبا عبدالله( عليه‌السلام ) يقول: حقّ على كلّ محتلم في كلّ جمعة أخذ شاربه وأظفاره ومسّ شيء من الطيب، وكان رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) إذا كان

____________________

الباب ٣٧

فيه ٧ أحاديث

١ - الكافي ٦: ٥١٠ / ٤.

(١) الفقيه ١: ٢٧٤ / ١٢٥٥.

(٢) عيون أخبار الرضا( عليه‌السلام ) ١: ٢٧٩ / ٢١ الباب ٢٨.

(٣) الخصال: ٣٩٢ / ٩٠.

٢ - الكافي ٦: ٥١١ / ١٠.

(٤) في المصدر: الخزاز.

٣٦٤

يوم الجمعة ولم يكن عنده طيب دعا ببعض خُمر نسائه فبلها في الماء ثمّ وضعها على وجهه.

ورواه الصدوق في( الخصال) عن أبيه، عن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن أحمد، عن أحمد بن أبي عبدالله، مثله، إلى قوله: ومسّ شيء من الطيب (١) .

[ ٩٥٩١ ] ٣ - وعنهم، عن أحمد، عن يعقوب بن يزيد، رفعه، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: قال عثمان بن مظعون لرسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : قد أردت أنّ أدع الطيب، وأشياء ذكرها، فقال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : لا تدع الطيب، فإنّ الملائكة تستنشق ريح الطيب من المؤمن، فلا تدع الطيب في كلّ جمعة.

[ ٩٥٩٢ ] ٤ - وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ياسر، عن أبي الحسن( عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : قال لي حبيبي جبرئيل( عليه‌السلام ) : تطيّب يوماً ويوماً لا، ويوم الجمعة لا بد منه ولا مترك(٢) له.

[ ٩٥٩٣ ] ٥ - وعنه، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : ليتطيّب أحدكم يوم الجمعة ولو من قارورة امرّاته.

[ ٩٥٩٤ ] ٦ - محمّد بن علي بن الحسين قال: كان رسول الله( صلى الله عليه

____________________

(١) الخصال: ٣٩٢ / ٩١.

٣ - الكافي ٦: ٥١١ / ١٤.

٤ - الكافي ٦: ٥١١ / ١٢.

(٢) في المصدر: تترك.

٥ - الكافي ٦: ٥١١ / ١٣.

٦ - الفقيه ١: ٢٧٤ / ١٢٥٦.

٣٦٥

وآله) إذا كان يوم الجمعة ولم يطيب طيباً دعا بثوب مصبوغ بزعفران فرشّ عليه الماء ثمّ مسح بيده ثمّ مسح به وجهه.

[ ٩٥٩٥ ] ٧ - وفي( عيون الأخبار) عن أبيه ومحمّد بن الحسن، عن محمّد بن يحيى وأحمد بن إدريس جميعاً عن محمّد بن أحمد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن أبيه، عن بكر بن صالح، عن الجعفري يعني سليمان بن جعفر قال: سمعت أبا الحسن الرضا( عليه‌السلام ) يقول: قلّموا أظفاركم يوم الثلاثاًء، واستحمّوا يوم الأربعاء، وأصيبوا من الحجامة حاجتكم يوم الخميس، وتطيّبوا بأطيب طيبكم يوم الجمعة.

ورواه في( الفقيه) مرسلاً (١) .

وفي( الخصال) عن أبيه، عن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن أحمد، مثله (٢) .

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك في آداب الحمّام(٣) ، ويأتي ما يدلّ عليه(٤) .

٣٨ - باب حكم النورة يوم الجمعة

[ ٩٥٩٦ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أحمد بن أبي عبدالله، رفعه إلى أبي عبدالله( عليه‌السلام ) ، قال: قيل له: يزعم بعض

____________________

٧ - عيون أخبار الرضا( عليه‌السلام ) ١: ٢٧٩ / ٢٠، وأورد قطعة منه في الحديث ٢ من الباب ٤٠ من أبواب آداب الحمّام.

(١) الفقيه ١: ٧٧ / ٣٤٥.

(٢) الخصال: ٣٩١ / ٨٩.

(٣) تقدم في الباب ٨٩ من أبواب اداب الحمام.

(٤) يأتي في الحديث ١٥ من الباب ٣٩، وفي الحديث ١٨ من الباب ٤٠ من هذه الأبواب.

الباب ٣٨

فيه ٦ أحاديث

١ - الكافي ٦: ٥٠٦ / ١٠.

٣٦٦

الناس أنّ النورة يوم الجمعة مكروهة، فقال: ليس حيث ذهبت، أيّ طهور أطهر من النورة يوم الجمعة.

[ ٩٥٩٧ ] ٢ - وعن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمّد بن حسان(١) ، عن حذيفة بن منصور قال: سمعت أبا عبدالله( عليه‌السلام ) يقول: كان رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) يطلي العانة وما تحت الاليين(٢) في كلّ جمعة.

[ ٩٥٩٨ ] ٣ - محمّد بن علي بن الحسين قال: قال الصادق( عليه‌السلام ) : قال أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) : ينبغى للرجل أن يتوقّى النورة يوم الأربعاء فأنّه يوم نحس مستمّر، وتجوز النورة في سائر الأيام.

[ ٩٥٩٩ ] ٤ - قال: وروي( أنّ النورة) (٣) يوم الجمعة تورث البرص.

[ ٩٦٠٠ ] ٥ - وبإسناده عن الريان بن الصلت، عمن أخبره، عن أبي الحسن( عليه‌السلام ) قال: من تنوّر يوم الجمعة فأصابه البرص فلا يلومن إلّا نفسه.

[ ٩٦٠١ ] ٦ - وفي( الخصال ): عن جعفر بن محمّد بن مسرور، عن الحسين بن محمّد بن عامر، عن عمّه عبدالله بن عامر، عن أبي أحمد عن محمّد بن زياد يعني ابن أبي عمير، عن أبان بن عثمان، عن أبأنّ بن

____________________

٢ - الكافي ٦: ٥٠٧ / ١٤.

(١) في المصدر: محمّد بن سنان.

(٢) في هامش الاصلّ عن نسخة: الاليتين.

٣ - الفقيه ١: ٦٨ / ٢٦٦، وأورده في الحديث ١ من الباب ٤٠ من أبواب آداب الحمّام.

٤ - الفقيه ١: ٦٨ / ٢٦٧.

(٣) في المصدر: أنّها في.

٥ - الفقيه ١: ٦٨ / ٢٦٨.

٦ - الخصال: ٢٧٠ / ٩، وأورده عن روضة الواعظين في الحديث ٤ من الباب ٤٠ من أبواب آداب الحمّام.

٣٦٧

تغلب، عن عكرمة، عن ابن عبّاس قال: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : خمس خصال تورث البرص: النورة يوم الجمعة ويوم الأربعاء، والتوضي والاغتسال بالماء الذي تسخنه الشمس، والأكل على الجنابة، وغشيأنّ المرأة في أيّام حيضها، والأكل على الشبع.

أقول: يمكن حمل الاحاديث الأخيرة على التقيّة لأنّ الظاهر أنّ المراد من الناس العامة، وحديث ابن عبّاس على النسخ، والله أعلم.

٣٩ - باب استحباب التنفّل يوم الجمعة بالصلوات المرغّبة، وذكر جملة منها

[ ٩٦٠٢ ] ١ - محمّد بن الحسن في( المصباح ): عن محمّد بن زكريا الغلابي، عن جعفر بن محمّد بن عمارة(١) ، عن أبيه، عن جعفر بن محمّد، وعن عتبة بن أبي الزبير، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جده، عن علي( عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : من صلّى أربع ركعات يوم الجمعة قبل الصلاة يقرأ في كلّ ركعة فاتحة الكتاب عشر مرّات،( قُلْ أَعُوذُ بِربّ الْفَلَقِ ) عشر مرّات، و( قُلْ أَعُوذُ بِربّ النَّاسِ ) عشر مرّات(٢) ، و( قُلْ هُوَ اللَّـهُ أَحَدٌ ) عشر مرّات، و( قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُ‌ونَ ) عشر مرّات، وآية الكرسي عشر مرّات.

[ ٩٦٠٣ ] ٢ - قال: وفي رواية أُخرى( إِنَّا أَنزَلْنَاهُ ) عشر مرّات، و( شَهِدَ اللَّـهُ ) (٣) عشر مرّات، فإذا فرغ من الصلاة استغفر الله مائة مرّة، ثمّ تقول:

____________________

الباب ٣٩

فيه ١٦ حديثاً

١ - مصباح المتهجد: ٢٧٩.

(١) في المصدر: عمّار.

(٢) في المصدر: وقل أعوذ بربّ الناس عشر مرّات وقل أعوذ بربّ الفلق عشر مرّات.

٢ - مصباح المتهجد: ٢٨٠.

(٣) آل عمران ٣: ١٨.

٣٦٨

سبحان الله والحمد الله ولا إله إلّا الله والله أكبر، ولا حول ولا قوّة إلّا بالله العلي العظيم مائة مرّة، وتصلّي على النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) ، مائة مرّة، وقال: من صلّى هذه الصلاة وقال هذا القول دفع الله عنه شرّ أهل السماء وشرّ أهل الأرض، الحديث.

[ ٩٦٠٤ ] ٣ - وعن زيد بن ثابت قال: أتى رجل من الأعراب إلى رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) فقال(١) : إنا نكون في هذه البادية بعيداً من المدينة ولا نقدر أنّ نأتيك في كل جمعة فدلني على عمل فيه فضل صلاة الجمعة إذا رجعت(٢) إلى أهلي أخبرتهم به، فقال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) إذا كان ارتفاع النهار فصلّ ركعتين، تقرأ في أوّل ركعة الحمد مرّة، و( قُلْ أَعُوذُ بِربّ الْفَلَقِ ) سبع مرّات، واقرأ في الثانية الحمد مرّة واحدة، و( قُلْ أَعُوذُ بِربّ النَّاسِ ) سبع مرّات، فإذا سلّمت فاقرأ آية الكرسي سبع مرّات، ثمّ قم فصلّ ثماني ركعات وتسليمتين(٣) ، واقرأ في كلّ ركعة منها الحمد مرّة، و( إِذَا جَاءَ نَصْرُ‌ اللَّـهِ وَالْفَتْحُ ) مرّة، و( قُلْ هُوَ اللَّـهُ أَحَدٌ ) خمساً وعشرين مرة، فإذا فرغت من صلاتك فقل: سبحان ربّ العرش الكريم، ولا حول ولا قوة إلّا بالله العلي العظيم سبعين مرّة، فو الذي اصطفاني بالنبوّة، ما من مؤمن ولا مؤمنة يصلّي هذه الصلاة يوم الجمعة كما أقول إلّا وأنا ضامن له الجنّة، ولا يقوم من مقامه حتى يغفر له ذنوبه ولأبويه ذنوبهما، الحديث.

[ ٩٦٠٥ ] ٤ - وعن حميد بن المثنّى، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: إذا كان يوم الجمعة فصلّ ركعتين، تقرأ في كلّ ركعة ستين مرّة سورة الاخلاص، فإذا ركعت قلت: سبحان ربّي العظيم وبحمده، ثلاث مرّات، وإن شئت

____________________

٣ - مصباح المتهجد: ٢٨١.

(١) في المصدر زيادة: بأبي أنت وأمي يا رسول الله.

(٢) في المصدر: مضيت.

(٣) في المصدر: بتسليمتين.

٤ - مصباح المتهجد: ٢٧٩.

٣٦٩

سبع مرّات، ثمّ ذكر دعاء في السجود - إلى أنّ قال - قلت في أي ساعة أصليها من يوم الجمعة؟ قال: إذا ارتفع النهار ما بينك وبين زوال الشمس، ثمّ قال: من فعلها فكأنما قرأ القرآن أربّعين مرّة.

[ ٩٦٠٦ ] ٥ - وعن أبي اسحاق، عن الحارث، عن علي (عليه‌السلام ) ، قال: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : من أراد أنّ يدرك فضل الجمعة فليصلّ قبل الظهر أربع ركعات، يقرأ في كلّ ركعة فاتحة الكتاب مرّة، وآية الكرسي خمس عشرة مرّة، و( قُلْ هُوَ اللَّـهُ أَحَدٌ ) خمس عشرة مرّة، فإذا فرغ من هذه الصلاة استغفر الله سبعين مرّة، ويقول: لا حول ولا قوّة إلّا بالله العلي العظيم، خمسين(٢) مرّة، ويقول: لا إله إلّا الله وحده لا شريك له، خمسين مرّة، ويقول: صلّى الله على النبي الأُمّي وآله، خمسين مرّة، فاذا فعل ذلك لم يقم من مقامه حتى يعتقه الله من النار، تمام الخبر.

[ ٩٦٠٧ ] ٦ - وعن أنس قال: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : من صلى يوم الجمعة أربّع ركعات قبل الفريضة يقرأ في الأولى فاتحة الكتاب مرّة، والأعلى مرّة، وخمس عشرة مرّة( قُلْ هُوَ اللَّـهُ أَحَدٌ ) ، وفي الركعة الثانية فاتحة الكتاب مرّة، و( إِذَا زُلْزِلَتِ ) مرّة، و( قُلْ هُوَ اللَّـهُ أَحَدٌ ) خمس عشرة مرّة، وفي الركعة الثالثة فاتحة الكتاب مرّة، و( أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ‌ ) مرّة، و( قُلْ هُوَ اللَّـهُ أَحَدٌ ) خمس عشرة مرّة، وفي الركعة الرابعة فاتحة الكتاب مرّة، و( إِذَا جَاءَ نَصْرُ‌ اللَّـهِ ) مرّة، و( قُلْ هُوَ اللَّـهُ أَحَدٌ ) خمس عشرة مرّة، فاذا فرغ من صلاته رفع يديه إلى الله تعالى ويسأله حاجته.

[ ٩٦٠٨ ] ٧ - وعن عبدالله بن مسعود، عن رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ )

____________________

٥ - مصباح المتهجد: ٢٨٠.

(١) في المصدر زيادة: يوم.

(٢) في المصدر: خمس عشرة وفي نسخة: خمسين.

٦ - مصباح المتهجد: ٢٨٠.

٧ - مصباح المتهجد: ٢٨٢.

٣٧٠

قال: من صلّى يوم الجمعة بعد صلاة العصر ركعتين، يقرأ في الأولى فاتحة الكتاب، وآية الكرسي، و( قُلْ أَعُوذُ بِربّ الْفَلَقِ ) خمسا وعشرين مرّة وفي الثانية فاتحة الكتاب، و( قُلْ هُوَ اللَّـهُ أَحَدٌ ) و( قُلْ أَعُوذُ بِربّ النَّاسِ ) خمساً وعشرين مرّة، فاذا فرغ منها قال خمس مرّات: لا حول ولا قوّة إلّا بالله العلي العظيم، لم يخرج من الدنيا حتى يريه الله في منامه الجنّة ويرى مكانه فيها.

[ ٩٦٠٩ ] ٨ - وعن صفوان قال: دخل محمّد بن علي الحلبي على أبي عبدالله( عليه‌السلام ) في يوم الجمعة فقال له: تعلمني أفضل ما أصنع في مثل هذا اليوم، فقال: يا محمّد ما أعلم أنّ أحداً كان أكبر(١) عند رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) من فاطمة (عليها‌السلام ) ولا أفضل مما علمها أبوها(٢) ، قال: من أصبح يوم الجمعة فاغتسل وصف قدميه وصلّى أربّع ركعات مثنى مثنى، يقرأ في أوّل كل ركعة فاتحة الكتاب و( قُلْ هُوَ اللَّـهُ أَحَدٌ ) خمسين مرّة، وفي الثانية فاتحة الكتاب والعاديات خمسين مرّة، وفي الثالثة فاتحة الكتاب و( إِذَا زُلْزِلَتِ ) خمسين مرّة، وفي الرابعة فاتحة الكتاب و( إِذَا جَاءَ نَصْرُ‌ اللَّـهِ وَالْفَتْحُ ) خمسين مرّة، وهذه سورة النصر، وهي آخر سورة نزلت، فاذا فرغ منها دعا فقال: وذكر الدعاء.

[ ٩٦١٠ ] ٩ - وعن عنبسة بن مصعب، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: من قرأ سورة إبراهيم وسورة الحجر في ركعتين جميعاً في يوم الجمعة لم يصبه فقر أبداً ولا جنون(٣) ولا بلوى.

[ ٩٦١١ ] ١٠ - وعن الحارث الهمداني، عن أمير المؤمنين( عليه‌السلام )

____________

٨ - مصباح المتهجد: ٢٨٢.

(١) في المصدر: أكثر.

(٢) في المصدر زيادة: محمّد بن عبدالله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ).

٩ - مصباح المتهجد: ٢٨٣.

(٣) في نسخة: خوف « هامش المخطوط ».

١٠ - مصباح المتهجد: ٢٨٣.

٣٧١

قال: إن استطعت أن تصلّي يوم الجمعة عشر ركعات تتمّ ركوعهنّ وسجودهنّ وتقول فيما بين كلّ ركعتين: سبحان الله وبحمده، مائة مرّة فافعل، تمام الخبر.

[ ٩٦١٢ ] ١١ - وعن محمّد بن داود بن كثير، عن أبيه قال: دخلت على الصادق (عليه‌السلام ) ، فرأيته يصلّي، ثمّ رأيته قنت في الركعة الثانية في قيامه وركوعه وسجوده، ثمّ انفتل بوجهه الكريم ثم قال: يا داود، هي ركعتان، والله لا يصلّيهما أحد فيرى النار بعينه بعد ما يأتي بينهما ما أتيت، فلم أبرح من مكإنّي حتى علّمني.

قال محمّد بن داود: فعلّمني يا أبه كما علّمك - إلى أنّ قال -: قال: إذا كان يوم الجمعة قبل أنّ تزول الشمس فصلّهما، واقرأ في الركعة الأُولى فاتحة الكتاب و( إِنَّا أَنزَلْنَاهُ ) ، وفي الثانية فاتحة الكتاب و( قُلْ هُوَ اللَّـهُ أَحَدٌ ) ، وتستفتحهما بفاتحة الكتاب(١) ، فإذا فرغت من( القراءة في الثانية قبل أنّ تركع) (٢) فارفع يديك قبل أنّ تركع وقل، ثمّ ذكر دعاء في القنوت ودعاء في السجود.

[ ٩٦١٣ ] ١٢ - وعن الصادق (عليه‌السلام ) ، أنّه قال: صم يوم الأربّعاء والخميس والجمعة، فاذا كان يوم الجمعة فاغتسل وألبس ثوباً جديداً ثمّ اصعد إلى أعلى موضع في دارك،( أو ابرز) (٣) مصلّاك في زاوية من دارك، وصلّ ركعتين، تقرأ في الأُولى الحمد و( قُلْ هُوَ اللَّـهُ أَحَدٌ ) وفي الثانية الحمد و( قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُ‌ونَ ) ، ثمّ ترفع يديك إلى السماء، وليكن ذلك قبل الزوال بنصف ساعة، وقل اللهمّ إنّي ذخرت(٤) توحيدي إياك، ومعرفتي بك،

____________________

١١ - مصباح المتهجد: ٢٨٣.

(١) في المصدر: الصلاة.

(٢) في المصدر هكذا: قراءة قل هو الله أحد في الركعة الثانية.

١٢ - مصباح المتهجد: ٢٩٣.

(٣) في المصدر: وابرز.

(٤) في المصدر: ذكرت.

٣٧٢

وإخلاصي لك - وذكر الدعاء إلى أن قال - ثمّ تصلّي ركعتين، تقرأ في الأُولى الحمد وخمسين مرّة( قُلْ هُوَ اللَّـهُ أَحَدٌ ) ، وفي الثانية الحمد وستّين مرّة( إِنَّا أَنزَلْنَاهُ ) ، ثمّ تمدّ يديك وتقول، وذكر الدعاء.

[ ٩٦١٤ ] ١٣ - وعن أبأنّ بن تغلب، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: إذا كانت لك حاجة فصم الأربعاء والخميس والجمعة، وصلّ ركعتين عند زوال الشمس تحت السماء، وقل: اللهمّ إنّي حللت بساحتك لمعرفتي بوحدانيّتك، الدعاء.

[ ٩٦١٥ ] ١٤ - وعن يونس بن عبد الرحمن، عن غير واحدٍ، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال من كانت له حاجة مهمّة فليصم الأربعاء والخميس والجمعة، ثمّ يصلّي ركعتين قبل الركعتين اللتين يصلّيهما قبل الزوال، ثمّ يدعو بهذا الدعاء، وذكر الدعاء.

[ ٩٦١٦ ] ١٥ - وعن أبي الحسن الرضا (عليه‌السلام ) ، أنّه قال: من كانت له حاجة قد ضاق بها ذرعاً فلينزلها بالله عزّ وجلّ، قلت: كيف يصنع؟ قال: فليصم يوم الأربعاء والخميس والجمعة، ثمّ ليغسل رأسه بالخطمي يوم الجمعة، ويلبس أنظف ثيابه، ويتطيب بأطيب طيبه، ثمّ يقدم صدقة على امرئ مسلم بما تيسر من ماله، ثمّ ليبرز إلى آفاق السماء ولا يحتجب، ويستقبل القبلة، ويصلّي ركعتين، يقرأ في الأُولى فاتحة الكتاب و( قُلْ هُوَ اللَّـهُ أَحَدٌ ) خمس عشرة مرّة، ثمّ يركع فيقرأها خمس عشرة مرّة، ثمّ يرفع رأسه فيقرأها خمس عشرة مرّة، ثمّ يسجد فيقرأها خمس عشرة مرّة، ثمّ يرفع رأسه فيقرأها خمس عشرة مرّة، ثمّ يسجد ثانية فيقرأها خمس عشرة مرّة، ثمّ يرفع رأسه فيقرأها خمس عشرة مرّة، ثمّ ينهض فيقول مثل ذلك في الثانية، فإذا جلس

____________________

١٣ - مصباح المتهجد: ٢٩٩.

١٤ - مصباح المتهجد: ٣٠٠.

١٥ - مصباح المتهجد: ٣٠٣.

٣٧٣

للتشهّد قرأها خمس عشرة مرّة، ثمّ يتشهّد ويسلّم ويقرؤها بعد التسليم خمس عشرة مرّة، ثم يخرّ ساجداً فيقرؤها خمس عشرة مرّة، ثم يضع خدّه الأيمن على الأرض فيقرأها خمس عشرة مرّة، ثمّ يضع خده الأيسر على الأرض فيقرؤها خمس عشرة مرّة،( ثمّ يعود إلى السجود فيقرأها خمس عشرة مرّة) (١) ، ثمّ يخّر ساجداً فيقول: وهو ساجد يبكي: يا جواد، يا ماجد، يا واحد، يا أحد، يا صمد، يا من لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد، يا من هو هكذا ولا هكذا غيره، أشهد أنّ كلّ معبود من لدن عرشك إلى قرار أرضك باطل إلّا وجهك، جلّ جلالك، يا معزّ كلّ ذليل، ويا مذل كل عزيز، تعلم كربّتي، فصلّ على محمّد وآل محمّد وفرج عني، ثمّ تقلب خدك الأيمن وتقول ذلك ثلاثاً، ثمّ تقلب خدك الأيسر وتقول مثل ذلك ثلاثاً، قال أبو الحسن (عليه‌السلام ) : فإذا فعل العبد ذلك يقضي الله حاجته، وليتوجّه في حاجته إلى الله تعالى بمحمّد وآله( عليه وعليهم السلام) ويسميهم عن آخرهم.

[ ٩٦١٧ ] ١٦ - وعن يعقوب بن يزيد، عن أبي الحسن الثالث( عليه‌السلام ) قال: إذا كانت لك حاجة مهمّة فصم يوم الأربعاء والخميس والجمعة، واغتسل في يوم الجمعة في أوّل النهار، وتصدق على مسكين بما أمكن، واجلس في موضع لا يكون بينك وبين السماء سقف ولا ستر من صحن دار أو غيرها، تجلس تحت السماء، وتصلّي أربع ركعات، تقرأ في الأُولى الحمد، ويس، وفي الثانية الحمد، وحم الدخان، وفي الثالثة الحمد والواقعة، وفي الرابعة الحمد و( تبارك الذي بيده الملك ) ، فأنّ لم تحسنها فأقرأ الحمد ونسبة الرب تعالى( قل هو الله أحد ) ، فإذا فرغت بسطت راحتك إلى السماء ثمّ تقول وذكر الدعاء.

____________________

(١) ليس في المصدر.

١٦ - مصباح المتهجد: ٣٠٤.

يأتي ما يدل عليه في الباب ٢٦، وفي الحديث ١ من الباب ٤٤، وفي الحديث ٢٤ من الباب ٤٩ من أبواب بقية الصلوات المندوبة.

٣٧٤

٤٠ - باب وجوب تعظيم يوم الجمعة والتبرّك به واتخاذه عيداً، واجتناب جميع المحرّمات فيه

[ ٩٦١٨ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن الحسين بن سعيد، عن النضر بن سويد، عن عبدالله بن سنان، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال - في حديث -: إنّ الله اختار من كلّ شيء شيئاً ، فاختار من الأيّام يوم الجمعة.

[ ٩٦١٩ ] ٢ - وعنه(١) ، عن أحمد بن محمّد، عن حمّاد بن عيسى، عن الحسين بن المختار، عن أبي بصير قال: سمعت أبا جعفر( عليه‌السلام ) يقول: ما طلعت الشمس بيوم أفضل من يوم الجمعة.

[ ٩٦٢٠ ] ٣ - وعنه، عن عبدالله بن محمّد، عن علي بن الحكم، عن أبان، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: أنّ للجمعة حقا وحرمة، فاياك أنّ تضيع أو تقصر في شيء من عبادة الله والتقربّ إليه بالعمل الصالح، وترك المحارم كلها، فأنّ الله يضاعف فيه الحسنات، ويمحو فيه السيئات، ويرفع فيه الدرجات، قال: وذكر أنّ يومه مثل ليلته، فأنّ استطعت أنّ تحييه بالصلاة والدعاء فافعل، فإن ربّك ينزل في أول ليلة الجمعة إلى سماء الدنيا يضاعف فيه الحسنات، ويمحو فيه السيئات، وإنّ الله واسع كريم.

____________________

الباب ٤٠

فيه ٢٥ حديثاً

١ - الكافي ٣: ٤١٣ / ٣، والتهذيب ٣: ٤ / ١٠، وأورد صدره في الحديث ١ من الباب ١٨ من أبواب أحكام المساكن.

٢ - الكافي ٣: ٤١٣ / ١، والتهذيب ٣: ٢ / ١.

(١) في نسخة: عن عدّة من أصحابنا « هامش المخطوط ».

٣ - الكافي ٣: ٤١٤ / ٦، ومصباح المتهجد: ٢٤٨، والتهذيب ٣: ٣ / ٣.

٣٧٥

[ ٩٦٢١ ] ٤ - وعن علي بن محمّد، عن سهل بن زياد، عن ابن أبي نصر، عن أبي الحسن الرضا( عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : إنّ يوم الجمعة سيّد الأيّام، يضاعف الله فيه الحسنات، ويمحو فيه السيئات، ويرفع فيه الدرجات، ويستجيب فيه الدعوات، وتكشف فيه الكربّات، وتقضي فيه الحوائج العظام، وهو يوم المزيد لله فيه عتقاء وطلقاء من النار، ما دعا به أحد من الناس وعرف حقّه وحرمته إلّا كان حقاً على الله عزّ وجلّ أن يجعله من عتقائه وطلقائه من النار، فإن مات في يومه أو ليلته مات شهيداً وبعث آمناً، وما استخفّ أحد بحرمته وضيّع حقه إلّا كان حقّاً على الله عزّ وجلّ أن يصليه نار جهنّم إلّا أن يتوب.

ورواه المفيد في( المقنع) مرسلاً (١) .

ورواه الشيخ في( المصباح) عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر (٢) .

وروى الذي قبله مرسلاً.

[ ٩٦٢٢ ] ٥ - وعن أحمد بن مهرأنّ وعلي بن إبراهيم جميعاً، عن محمّد بن علي، عن الحسن بن راشد، عن يعقوب بن جعفر بن إبراهيم، عن أبي الحسن موسى( عليه‌السلام ) - في حديث طويل - قال: وأمّا اليوم الذي حملت فيه مريم فهو يوم الجمعة للزوال، وهو اليوم الذي هبط فيه الروح الأمين، وليس للمسلمين عيد كان أولى منه، عظّمه الله تبارك وتعالى وعظّمه محمّد (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) ، فأمره أن يجعله عيداً، فهو يوم الجمعة.

[ ٩٦٢٣ ] ٦ - وعن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن الحسين، عن علي بن

____________________

٤ - الكافي ٣: ٤١٤ / ٥، والتهذيب ٣: ٢ / ٢.

(١) المقنعة: ٢٥.

(٢) مصباح المتهجد: ٢٣٠.

٥ - الكافي ١: ٤٠٠ / ٤.

٦ - الكافي ٣: ٤١٥ / ٨، والتهذيب ٣: ٣ / ٥.

٣٧٦

النعمان، عن عمر بن يزيد، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه‌السلام ) ، قال: سئل عن يوم الجمعة وليلتها؟ فقال: ليلتها ليلة غراء، ويومها يوم زاهر(١) ، وليس على وجه الأرض يوم تغربّ فيه الشمس أكثر معافى من النار(٢) ، من مات يوم الجمعة عارفاً بحقّ هذا البيت( كتب له) (٣) براءة من النار وبراءة من العذاب القبر، ومن مات ليلة الجمعة أُعتق من النار.

ورواه الصدوق مرسلاً(٤) .

وكذا المفيد في( المقنعة) (٥) .

[ ٩٦٢٤ ] ٧ - وعنه، عن محمّد بن موسى، عن العبّاس بن معروف، عن ابن أبي نجران، عن عبدالله بن سنان، عن ابن أبي يعفور،( عن أبي حمزة) (٦) عن أبي جعفر (عليه‌السلام ) ، قال: قال له رجل: كيف سميت الجمعة؟ قال: إنّ الله عزّ وجلّ جمع فيها خلقه لولاية محمّد ووصيّه في الميثاق فسمّاه يوم الجمعة لجمعه فيه خلقه.

[ ٩٦٢٥ ] ٨ - وعنه، عن أحمد بن محمّد، عن الحسين بن سعيد، عن إبراهيم بن أبي البلاد، عن بعض أصحابه، عن أبي جعفر( و) (٧) أبي عبدالله (عليهما‌السلام ) قال: ما طلعت الشمس بيوم أفضل من يوم

____________________

(١) في التهذيب: أزهر « هامش المخطوط ».

(٢) في نسخة من التهذيب زيادة: منه هامش المخطوط.

(٣) في المصدرين: كتب الله له. وقد شطب المصنف على اسم الجلالة.

(٤) الفقيه ١: ٨٣ / ٣٧٦.

(٥) المقنعة: ٢٥.

٧ - الكافي ٣: ٤١٥ / ٧، والتهذيب ٣: ٣ / ٤.

(٦) ليس في التهذيب « هامش المخطوط ».

٨ - الكافي ٣: ٤١٥ / ١١، والتهذيب ٣: ٤ / ٧.

(٧) في المصدرين: أو.

٣٧٧

الجمعة، وإنّ كلام الطير فيه( إذا لقى) (١) بعضها بعضاً: سلام سلام، يوم صالح.

[ ٩٦٢٦ ] ٩ - وعن علي بن إبراهيم، عن أخيه إسحاق بن إبراهيم، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع، عن الرضا( عليه‌السلام ) - في حديث - قال: إذا ركدت الشمس عذّب الله أرواح المشركين بركود الشمس ساعةً، فإذا كان يوم الجمعة لا يكون للشمس ركود، رفع الله عنهم العذاب لفضل يوم الجمعة.

ورواه الصدوق مرسلاً، نحوه(٢) .

ورواه الشيخ بإسناده عن محمّد بن يعقوب(٣) ، وكذا كلّ ما قبله إلّا حديث حمل مريم.

[ ٩٦٢٧ ] ١٠ - محمّد بن علي بن الحسين بإسناده عن داود بن سرحان، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) ، في قول الله عزّ وجلّ:( وَشَاهِدٍ وَمَشهُودٍ ) (٤) قال: الشاهد يوم الجمعة.

[ ٩٦٢٨ ] ١١ - وبإسناده عن المعلّى بن خنيس، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: من وافق منكم يوم الجمعة فلا يشتغلنّ بشيء غير العبادة، فإنّ فيه يغفر للعباد، وتنزل عليهم الرحمة.

ورواه المفيد في( المقنعة) مرسلاً (٥) .

____________________

(١) في المصدر: إذا التقى.

٩ - الكافي ٣: ٤١٦ / ١٤، ومصباح المتهجد: ٢٤٨.

(٢) الفقيه ١: ١٤٥ / ٦٧٥.

(٣) التهذيب: لم نعثر على الحديث.

١٠ الفقيه ١: ٢٧٢ / ١٢٤٢، مصباح المتهجد: ٢٤٨، معاني الأخبار: ٢٩٩.

(٤) البروج ٨٥: ٣.

١١ - الفقيه ١: ٢٧٢ / ١٢٤٣.

(٥) المقنعة: ٢٥.

٣٧٨

ورواه في( ثواب الأعمال ): عن محمّد بن الحسن، عن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن أحمد، عن عبدالله بن حماد، عن المعلّى بن خنيس(١) .

ورواه الشيخ في( المصباح) عن المعلّى بن خنيس (٢) ، والذي قبله مرسلاً، والذي قبلهما عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع، مثله.

[ ٩٦٢٩ ] ١٢ - قال الصدوق: وخطب أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) في الجمعة فقال: الحمد لله الوليّ الحميد - إلى أنّ قال -: ألا أنّ هذا اليوم يوم جعله الله لكم عيداً، وهو سيّد أيّامكم وأفضل أعيادكم، وقد أمركم الله في كتابه بالسعي فيه إلى ذكره، فلتعظم رغبتكم فيه، ولتخلص نيّتكم فيه، وأكثروا فيه التضرّع والدعاء ومسألة الرحمة والغفران، فإنّ الله عزّ وجلّ يستجيب لكلّ من دعاه، ويورد النار من عصاه وكلّ مستكبر عن عبادته، قال الله عزّ وجلّ:( ادعُونِي أَستَجِب لَكُم أنّ الَّذِينَ يَستَكِبرُونَ عَن عِبَادَتِي سَيَدخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ) (٣) ، وفيه ساعة مباركة لا يسأل الله عبد مؤمن فيها شيئاً إلّا أعطاه.

[ ٩٦٣٠ ] ١٣ - وبإسناده عن الأصبغ بن نباتة، عن أمير المؤمنين (عليه‌السلام ) ، أنّه قال: ليلة الجمعة ليلة غرّاء، ويومها يوم أزهر، ومن مات ليلة الجمعة كتب(٤) لهُ براءة من ضغطة القبر، ومن مات يوم الجمعة كتب لهُ براءة من النار.

[ ٩٦٣١ ] ١٤ - وبإسناده عن هشام بن الحكم، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) ، في الرجل يريد أنّ يعمل شيئاً من الخير مثل الصدقة والصوم ونحو

____________________

(١) ثواب الأعمال: ٥٩ / ٣.

(٢) مصباح المتهجد: ٢٤٨.

١٢ - الفقيه ١: ٢٧٥ / ١٢٦٢.

(٣) غافر ٤٠: ٦٠.

١٣ - الفقيه ١: ٢٧٢ / ١٢٤٤، والمقنعة: ٢٥.

(٤) في المصدر زيادة: الله.

١٤ - الفقيه ١: ٢٧٢ / ١٢٤٥، وأورده في الحديث ٤ من الباب ٥ من أبواب الصوم المندوب.

٣٧٩

هذا، قال: يستحبّ أن يكون ذلك يوم الجمعة، فإنّ العمل يوم الجمعة يضاعف.

وفي( الخصال ): عن أحمد بن زياد، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير وعلي بن الحكم، عن هشام بن الحكم، مثله(١) .

[ ٩٦٣٢ ] ١٥ - وفي( ثواب الأعمال ): عن محمّد بن موسى بن المتوكّل، عن السعد آبادي، عن أحمد بن محمّد البرقي، عن أبيه، عن أحمد بن النضر، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: الخير والشرّ يضاعف في يوم الجمعة.

[ ٩٦٣٣ ] ١٦ - وفي( الخصال) عن محمّد بن أحمد الوراق، عن علي بن محمّد مولى الرشيد، عن دارم بن قبيصة، عن الرضا، عن آبائه، عن النبي ( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) قال: تقوم الساعة يوم الجمعة بين صلاة الظهر والعصر.

[ ٩٦٣٤ ] ١٧ - وعن الحسن بن علي بن محمّد العطار، عن محمّد بن أحمد بن مصعب، عن أحمد بن محمّد بن إسحاق الآملي، عن أحمد بن محمّد بن غالب، عن دينار، عن أنس، عن النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) قال: إنّ ليلة الجمعة ويوم الجمعة أربّع وعشرون ساعة، لله عزّ وجلّ في كلّ ساعة ست مائة ألف عتيق من النار.

[ ٩٦٣٥ ] ١٨ - وعن أبيه، عن سعد، عن يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن غير واحدٍ، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: السبت لنا، والأحد لشيعتنا، والأثنين لأعدائنا، والثلثاء لبني أُميّة، والأربعاء يوم شربّ

____________________

(١) الخصال: ٣٩٢ / ٩٣.

١٥ - ثواب الأعمال: ١٧١ / ٢٢.

١٦ - الخصال: ٣٩٠ / ٨٤.

١٧ - الخصال: ٣٩٢ / ٩٢.

١٨ - الخصال: ٣٩٤ / ١٠١.

٣٨٠

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529