وسائل الشيعة الجزء ٧

وسائل الشيعة14%

وسائل الشيعة مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 529

المقدمة الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠
  • البداية
  • السابق
  • 529 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 362894 / تحميل: 7507
الحجم الحجم الحجم
وسائل الشيعة

وسائل الشيعة الجزء ٧

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

الدواء، والخميس تقضى فيه الحوائج، والجمعة للتنظيف والتطيب وهو عيد للمسلمين، وهو أفضل من الفطر والأضحى، ويوم غدير خمّ أفضل الأعياد وهو الثامن عشر من ذي الحجّة(١) ، ويخرج قائمنا أهل البيت يوم الجمعة، وتقوم القيامة يوم الجمعة، وما من عملٍ أفضل يوم الجمعة من الصلاة على محمّد وآله.

[ ٩٦٣٦ ] ١٩ - وفي كتاب( إكمال الدين ): عن غير واحد من أصحابنا، عن أبي علي محمّد بن همام، عن عبدالله بن جعفر، عن أحمد بن هلال، عن محمّد بن أبي عمير، عن سعيد بن غزوان، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) ، عن آبائه (عليهم‌السلام ) قال: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : إنّ الله عزّ وجلّ اختار من الأيام الجمعة، ومن الشهور شهر رمضان، ومن الليالي ليلة القدر، واختارني على جميع الأنبياء، واختار منّي علياً وفضّله على جميع الأوصياء، الحديث، وفيه نصّ على الأئمة الإِثني عشر (عليهم‌السلام )

[ ٩٦٣٧ ] ٢٠ - أحمد بن فهد في( عدّة الداعي) عن أحدهما ( عليهما‌السلام ) قال: إنّ العبد المؤمن ليسأل الله الحاجة فيؤخّر الله قضاء حاجته التي سأل إلى يوم الجمعة.

[ ٩٦٣٨ ] ٢١ - وعن الباقر( عليه‌السلام ) قال: إذا أردت أن تتصدّق بشيء قبل الجمعة فأخّره إلى يوم الجمعة.

[ ٩٦٣٩ ] ٢٢ - وعن النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) قال:(٢) الجمعة سيّد الأيّام

____________________

(١) في المصدر زيادة: وكان يوم الجمعة.

١٩ - إكمال الدين: ٢٨١ / ٣٢.

٢٠ - عدة الداعي: ٣٨.

٢١ - عدة الداعي: ٣٧.

٢٢ - عدة الداعي: ٣٨.

(٢) في المصدر زيادة: إنّ يوم.

٣٨١

وأعظمها عند الله تعالى، وهو أعظم عند الله من يوم الفطر ويوم الأضحى، فيه خمس خصال: خلق الله فيه آدم، وأهبط الله فيه آدم إلى الأرض، وفيه توفّى الله آدم، وفيه ساعة لا يسأل الله فيها أحد شيئاً إلّا أعطاه ما لم يسأل محرّماً(١) وما من ملك مقرّبٍ ولا سماء ولا أرضٍ ولا رياحٍ ولا جبالٍ ولا شجرٍ إلّا وهو مشفق من يوم الجمعة أنّ تقوم القيامة فيه.

ورواه الصدوق في( الخصال ): عن عبدوس بن علي الجرجاني، عن أحمد بن محمّد بن الشغال، عن الحرث بن محمّد بن أبي اسامة، عن يحيى بن أبي بكير، عن زهير بن محمّد(٢) ، عن عبد الرحمن بن زيد(٣) ، عن أبي لبابة، عن النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) ، مثله(٤) .

ورواه الشيخ بإسناده في( المصباح) مرسلاً (٥) .

[ ٩٦٤٠ ] ٢٣ - محمّد بن محمّد المفيد في( المقنعة) عن الباقر( عليه‌السلام ) قال: ما طلعت الشمس بيوم أفضل من يوم الجمعة.

[ ٩٦٤١ ] ٢٤ - وعن الصادق( عليه‌السلام ) قال: إنّ الله تعالى اختار من كلِّ شيء شيئاً، واختار من الأيّام يوم الجمعة.

[ ٩٦٤٢ ] ٢٥ – وعنه (عليه‌السلام ) ، أنّه قال: إنّ لله كرائم في عباده خصّهم بها في كلّ ليلة جمعة ويوم جمعة، فأكثروا فيها(٦) من التهليل، والتسبيح، والثناء على الله، والصلاة على النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ )

____________________

(١) في المصدر: حراماً، وهو محتمل في الاصل.

(٢) زاد في المصدر: عن عبدالله بن محمد بن عقيل.

(٣) في المصدر: يزيد.

(٤) الخصال: ٣١٥ / ٩٧.

(٥) مصباح المتهجد: ٢٤٨.

٢٣ - المقنعة: ٢٥.

٢٤ - المقنعة: ٢٥.

٢٥ - المقنعة: ٢٥.

(٦) في المصدر: فيهما.

٣٨٢

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(١) ، ويأتي ما يدلّ عليه(٢) .

٤١ - باب استحباب كثرة الدعاء يوم الجمعة وخصوصاً آخر ساعة منه

[ ٩٦٤٣ ] ١ - أحمد بن محمّد بن خالد البرقي في( المحاسن) عن ابن محبوب، رفعه قال: قال أبو عبدالله ( عليه‌السلام ) : إنّ المؤمن ليدعو( في الحاجة) (٣) فيؤخّر الله حاجته التي سأل إلى يوم الجمعة ليخصّه بفضل يوم الجمعة.

ورواه المفيد في( المقنعة) مرسلاً (٤) .

ورواه الشيخ في( المصباح) عن أبي بصير، عن أبي عبدالله ( عليه‌السلام ) ، مثله(٥) .

[ ٩٦٤٤ ] ٢ - وعن عبدالله بن محمّد، عن عمرو بن شمر، عن جابر قال: كان علي( عليه‌السلام ) يقول: أكثروا المسألة في يوم الجمعة والدعاء، فإنّ فيه ساعات يستجاب فيها الدعاء والمسألة ما لم تدعوا بقطيعة( و) (٦) معصية أو عقوق، واعلموا أنّ الخير والبرّ(٧) يضاعفان يوم الجمعة.

[ ٩٦٤٥ ] ٣ - وعنه، عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن الحسين بن جعفر،

____________________

(١) تقدم في الحديثين ١٣ و ١٩ من الباب ٨ من هذه الأبواب.

(٢) يأتي في الأبواب ٤١ و ٤٢ و ٤٧ من هذه الأبواب.

الباب ٤١

فيه ٥ أحاديث

١ - المحاسن: ٥٨ / ٩٤.

(٣) ليس في المصدر.

(٤) المقنعة: ٢٥.

(٥) مصباح المتهجد: ٢٣٠.

٢ - المحاسن: ‌٨٥ / ٩٥.

(٦) في المصدر: أو.

(٧) في المصدر: والشر.

٣ - المحاسن: ٥٨ / ٩٢.

٣٨٣

عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: إنّ الحور العين يؤذن لهنّ بيوم(١) الجمعة فيشرفن على الدنيا فيقلن: أين الذين يخطبونا إلى ربّنا؟

[ ٩٦٤٦ ] ٤ - وعن أبيه، عن الحسن بن يوسف، عن مفضّل بن صالح، عن محمّد بن علي قال: ليلة الجمعة ليلة غرّاء، ويومها يوم أزهر، ليس على الأرض يوم تغرب فيه الشمس أكثر معتقاً فيه من النار من يوم الجمعة.

[ ٩٦٤٧ ] ٥ - محمّد بن علي بن الحسين في( معاني الأخبار ): عن أحمد بن الحسن القطان، عن عبد الرحمن بن محمّد، عن يحيى بن حكيم، عن أبي قتيبة، عن الأصبغ بن زيد، عن سعيد بن رافع، عن زيد بن علي، عن آبائه، عن فاطمة قالت: سمعت النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) يقول: إنّ في الجمعة لساعة لا يوافقها(٢) رجل مسلم يسأل الله عزّ وجلّ فيها خيراً إلَّا أعطاه إيّاه، قالت: فقلت: يا رسول الله، أيّة ساعة هي؟ قال: إذا تدلى نصف عين الشمس للغروب، قال: فكانت فاطمة تقول لغلامها: اصعد على الظراب(٣) فإذا رأيت نصف عين الشمس قد تدلّى للغروب فاعلمني حتى أدعو.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(٤) ، ويأتي ما يدلّ عليه(٥) .

____________________

(١) في المصدر: يوم.

٤ - المحاسن: ٥٨ / ٩٣.

٥ - معاني الأخبار: ٣٩٩ / ٥٩.

(٢) في المصدر: لايراقبها.

(٣) الظِّراب: المرتفع من الار ض او السطح( منه ).

(٤) تقدم ما يدل على بعض المقصود في الحديث ١ من الباب ٢٥ من أبواب الدعاء، وفي الحديثين ١٣ و ١٩ من الباب ٨ والباب ٣٠ و ٤٠ من هذه الأبواب.

(٥) يأتي في الباب ٤٣ من هذه الأبواب.

٣٨٤

٤٢ - باب استحباب السبق إلى صلاة الجمعة، وحكم من سبق إلى مكان من المسجد

[ ٩٦٤٨ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد(١) ، عن النضر بن سويد، عن عبدالله بن سنان قال: قال أبو عبدالله (عليه‌السلام ) : فضّل الله يوم الجمعة على غيرها من الأيّام، وإنّ الجنان لتزخرف وتزيّن يوم الجمعة لمن أتاها، وإنّكم تتسابقون إلى الجنّة على قدر سبقكم إلى الجمعة، وأنّ أبواب السماء لتفتح لصعود أعمال العباد.

محمّد بن الحسن بإسناده عن محمّد بن يعقوب، مثله(٢) .

[ ٩٦٤٩ ] ٢ - محمّد بن علي بن الحسين في( الأمالي ): عن محمّد بن موسى بن المتوكّل، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن البزنطي، عن مفضل، عن جابر، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: إذا كان حيث يبعث الله العباد أُتي بالأيّام يعرفها الخلائق باسمها وحليتها، يقدمها يوم الجمعة له نور ساطع يتبعه سائر الأيّام كأنّها عروس كريمة ذات وقار تهدى إلى ذي حلم ويسار، ثمّ يكون يوم الجمعة شاهداً وحافظاً لمن سارع إلى الجمعة، ثمّ يدخل المؤمنون إلى الجنة على قدر سبقهم إلى الجمعة.

[ ٩٦٥٠ ] ٣ - وعن الحسين بن إبراهيم بن ناتانه، عن علي بن إبراهيم،

____________________

الباب ٤٢

فيه ٣ أحاديث

١ - الكافي ٣: ٤١٥ / ٩.

(١) في المصدر زيادة: عن محمّد بن خالد وقد شطبه المصنف.

(٢) التهذيب ٣: ٣ / ٦.

٢ - أمالي الصدوق: ٣٢٤ / ٧.

٣ - أمالي الصدوق: ٣٠٠ / ١٤، وأورده في الحديث ٧ من الباب ١ من هذه الأبواب.

٣٨٥

عن أبيه، عن محمّد بن أبي عمير، عن أبي زياد النهدي، عن عبدالله بن بكير قال: قال الصادق جعفر بن محمّد (عليه‌السلام ) : ما من قدم سعت إلى الجمعة إلّا حرّم الله جسدها على النار.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على الحكم الثاني في المساجد(١) .

٤٣ - باب استحباب الإِكثار من الصلاة على محمّد وآل محمّد في ليلة الجمعة ويومها، واستحباب الصلاة عليهم يوم الجمعة ألف مرّة وفي كلّ يوم مائة مرّة

[ ٩٦٥١ ] ١ - محمّد بن علي بن الحسين بإسناده عن عبدالله بن سنأنّ قال: قال أبو عبدالله (عليه‌السلام ) : إذا كانت عشيّة الخميس وليلة الجمعة نزلت ملائكة من السماء ومعها أقلام الذهب وصحف الفضّة لا يكتبون عشيّة الخميس وليلة الجمعة ويوم الجمعة إلى أنّ تغيب الشمس إلَّا الصلاة على النبي وآله.

ورواه المفيد في( المقنعة) مرسلاً (٢) .

[ ٩٦٥٢ ] ٢ - وفي( الخصال) عن أبيه، عن سعد، عن أيّوب بن نوح، عن ابن أبي عمير، عن عبدالله بن سنان، عن أبي عبدالله ( عليه‌السلام ) ، مثله، وزاد: ويكره السفر والسعي في الحوائج يوم الجمعة يكره من أجل الصلاة، فأما بعد الصلاة فجائز يتبرّك به.

____________________

(١) تقدم في الباب ٥٦ من أبواب أحكام المساجد.

الباب ٤٣

فيه ٧ أحاديث

١ - الفقيه ١: ٢٧٣ / ١٢٥٠.

(٢) المقنعة: ٢٦.

٢ - الخصال: ٣٩٣ / ٩٥، رده في الحديث ٤ من الباب ٧ من أبواب آداب السفر، ورد مثله عن الفقيه بسند آخر في الحديث ١ من الباب ٥٢ من هذه الأبواب.

٣٨٦

[ ٩٦٥٣ ] ٣ - وفي( ثواب الأعمال) عن أبيه، عن سعد، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن أبيه،( عن أحمد بن أبي المنذر) (١) ، عن الحسن بن علي، عن محمّد بن الفضيل، عن أبي الحسن الرضا( عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : من صلّى عليّ يوم الجمعة مائة صلاة(٢) قضى الله له ستّين حاجة، ثلاثون(٣) للدنيا، وثلاثون(٤) للأخرة.

[ ٩٦٥٤ ] ٤ - وعن محمّد بن موسى بن المتوكّل، عن محمّد بن جعفر، عن موسى بن عمران، عن الحسين بن يزيد، عن معاوية بن عمّار، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: من قال في يوم الجمعة مائة مرّة: ربّ صلّ على محمّد وعلى أهل بيته، قضى الله له مائة حاجة، ثلاثون منها للدنيا.

[ ٩٦٥٥ ] ٥ - محمّد بن يعقوب، عن علي بن محمّد، عن سهل بن زياد، عن عمرو بن عثمان، عن محمّد بن عذافر، عن عمر بن يزيد قال: قال لي أبو عبدالله (عليه‌السلام ) : يا عمر، أنّه إذا كان ليلة الجمعة نزل من السماء ملائكة بعدد الذرّ في أيديهم أقلام الذهب وقراطيس الفضّة لا يكتبون إلى ليلة السبت إلّا الصلاة على محمّد وآل محمّد، صلوات الله عليهم، فأكثر منها،

وقال: يا عمر إنّ من السنّة أن تصلّي على محمّد وأهل بيته في كلّ جمعة ألف مرّة، وفي سائر الأيام مائة مرّة.

ورواه الشيخ بإسناده عن محمّد بن يعقوب، مثله(٥) .

[ ٩٦٥٦ ] ٦ - وعن علي بن محمّد ومحمّد بن الحسن، عن سهل بن زياد، عن

____________________

٣ - ثواب الأعمال: ١٨٧ / ١.

(١) ليس في المصدر. وهو الموافق للبحار ٩٤: ٦٠ / ٤٣.

(٢) في المصدر: مرّة.

(٣ و ٤) في نسخة زيادة: حاجة « هامش المخطوط ».

٤ - ثواب الأعمال: ١٩٠ / ١.

٥ - الكافي ٣: ٤١٦ / ١٣.

(٥) التهذيب ٣: ٤ / ٩.

٦ - الكافي ٣: ٤٢٨ / ٢.

٣٨٧

جعفر بن محمّد الأشعري، عن ابن(١) القدّاح، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : أكثروا من الصلاة عليّ في الليلة الغرّاء واليوم الأزهر: ليلة الجمعة ويوم الجمعة، فسئل: إلى كم الكثير؟ قال: إلى مائة، وما زادت فهو أفضل.

[ ٩٦٥٧ ] ٧ - وعن محمّد بن أبي عبدالله، عن محمّد بن حسان، عن الحسن بن الحسين، عن علي بن عبدالله، عن يزيد بن إسحاق، عن هارون بن خارجة، عن المفضّل، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال ما من شيء يعبد الله به يوم الجمعة أحبّ إليّ من الصلاة على محمّد وآل محمّد.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(٢) ، ويأتي ما يدلّ عليه(٣) .

٤٤ - باب استحباب الإِكثار من الدعاء والاستغفار والعبادة ليلة الجمعة

[ ٩٦٥٨ ] ١ - محمّد بن علي بن الحسين بإسناده عن عبد العظيم بن عبدالله الحسني، عن إبراهيم بن أبي محمود قال: قلت للرضا (عليه‌السلام ) : يابن رسول الله، ما تقول في الحديث الذي يرويه الناس عن رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) ، أنّه قال: إنّ الله تبارك وتعالى ينزل في كلّ ليلة جمعة إلى السماء الدنيا؟ فقال: (عليه‌السلام ) : لعن الله المحرّفين الكلم، عن مواضعه، والله ما قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) ذلك،

____________________

(١) كتب المصنف على( ابن) علامة نسخة.

٧ - الكافي ٣: ٤٢٩ / ٣.

(٢) تقدم باطلاقه في الباب ٣٤ من أبواب الذكر، وفي الحديثين ١٨ و ٢٥ من الباب ٤٠ من أبواب صلاة الجمعة.

(٣) يأتي في الأحاديث ٢ و ٣ و ٥ و ٧ من الباب ٤٨، وفي الحديث ٤ من الباب ٥٥ من هذه الأبواب.

الباب ٤٤

فيه ٦ أحاديث

١ - الفقيه ١: ٢٧١ / ١٢٣٨.

٣٨٨

إنّما قال: إنّ الله تبارك وتعالى ينزل ملكاً إلى السماء الدنيا كلّ ليلة في الثلث الأخير، وليلة الجمعة في أوّل الليل، فيأمره فينادي: هل من سائل فأُعطيه؟ هل من تائب فأتوب عليه؟ هل من مستغفر فأغفر له؟ يا طالب الخير أقبل، ويا طالب الشر أقصر، فلا يزال ينادي بهذا حتى يطلع الفجر، فاذا طلع الفجر عاد إلى محله من ملكوت السماء.

حدّثني بذلك أبي، عن جدّي، عن آبائي، عن رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ )

ورواه في( المجالس ): عن أحمد بن محمّد بن عمر، عن محمّد بن هارون، عن عبدالله بن موسى أبي تراب الروياني، عن عبد العظيم بن عبدالله الحسني(١) .

ورواه في( التوحيد) و (٢) ( عيون الأخبار) (٣) و( المجالس) (٤) أيضاً: عن علي بن أحمد الدقاق، عن محمّد بن هارون.

ورواه الطبرسي في( الاحتجاج) عن إبراهيم بن أبي محمود، مثله (٥) .

[ ٩٦٥٩ ] ٢ - وبإسناده عن محمّد بن مسلم، عن ابى عبدالله (عليه‌السلام ) ، في قول يعقوب لبنيه:( سَوفَ أَستَغفِرُ لَكُم ربّي ) ،(٦) قال: أخّرهم(٧) إلى السحر ليلة الجمعة.

[ ٩٦٦٠ ] ٣ - وبإسناده عن أبي بصير، عن أبي جعفر (عليه‌السلام ) ، أنّه

____________________

(١) أمالي الصدوق

(٢) التوحيد: ١٧٦ / ٧.

(٣) عيون أخبار الرضا (عليه‌السلام ) ١٢٦ / ٢١ الباب ١١.

(٤) أمالي الصدوق: ٣٣٥ / ٥.

(٥) الاحتجاج ٢: ٤١٠.

٢ - الفقيه ١: ٢٧٢ / ١٢٤٠، والمقنعة: ٢٥.

(٦) يوسف ١٢: ٩٨.

(٧) في المصدر: أخّرها.

٣ - الفقيه ١: ٢٧١ / ١٢٣٧، وأورده عن عدّة الداعي في الحديث ٤ من الباب ٣٠ من أبواب الذكر

٣٨٩

قال: إنّ الله تعالى لينادي كل ليلة جمعة من فوق عرشه من أوّل الليل إلى آخره: إلّا عبد مؤمن يدعوني لآخرته ودنياه قبل طلوع الفجر فاجيبه؟ إلّا عبد مؤمن يتوب إليّ من ذنوبه قبل طلوع الفجر فأتوب عليه؟ إلّا عبد مؤمن قد قترت عليه رزقه فيسألني الزيادة في رزقه قبل طلوع الفجر فأزيده وأُوسّع عليه؟ إلّا عبد مؤمن سقيم يسألني أن أشفيه قبل طلوع الفجر فأُعافيه؟ إلّا عبد مؤمن محبوس مغموم يسألني أن أُطلقه من حبسه( قبل طلوع الفجر فأُطلقه من حبسه) (١) وأُخلّي سربه؟ ألا عبد مؤمن مظلوم يسألني أن آخذ له بظلامته قبل طلوع الفجر فأنتصر له وآخذه له بظلامته؟ قال: فما يزال ينادي بهذا حتى يطلع الفجر.

ورواه المفيد في( المقنعة) مرسلاً (٢) وكذا الذي قبله.

ورواه الشيخ أيضاً بإسناده عن أبي بصير، مثله(٣) .

[ ٩٦٦١ ] ٤ - وعنه، عن أحدهما( عليه‌السلام ) قال: إنّ العبد المؤمن ليسأل الله الحاجة فيؤخّر الله قضاء حاجته التي سأل إلى يوم الجمعة ليخصّه بفضل يوم الجمعة.

ورواه الشيخ كالذي قبله(٤) .

[ ٩٦٦٢ ] ٥ - وفي( العلل ): عن محمّد بن إبراهيم بن إسحاق، عن أحمد بن محمّد بن سعيد الهمداني، عن المنذر بن محمّد، عن إسماعيل بن إبراهيم بن الخزّاز(٥) عن إسماعيل بن الفضل الهاشمي، عن جعفر بن محمّد( عليه

____________________

(١) ليس في المصدر.

(٢) المقنعة: ٢٥.

(٣) التهذيب ٣: ٥ / ١١.

٤ - الفقيه ١: ٢٧٢ / ١٢٤١.

(٤) التهذيب ٣: ٥ / ١٢.

٥ - علل الشرائع: ٥٤ / ١.

(٥) كذا في المصدر، ولم يظهر في الاصلّ سوى نقطة الخاء.

٣٩٠

السلام) - في حديث - في قول يعقوب لولده:( سَوفَ أَستَغفِرُ لَكُم ربّي ) (١) قال: أخّرهم إلى السحر ليلة الجمعة.

[ ٩٦٦٣ ] ٦ - علي بن إبراهيم في( تفسيره) عن أبيه، عن حمّاد، عن حريز، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: إنّ الربّ تعالى ينزل أمره كلّ ليلة جمعة إلى سماء الدنيا من أوّل الليل، وفي كلّ ليلة في الثلث الأخير، وأمامه( ملكان فينادي) (٢) : هل من تائب فيتاب عليه؟ هل من مستغفر فيغفر له؟ هل من سائل فيعطى سؤله؟ اللهمّ اعط كلّ منفق خلفاً، وكلّ ممسك تلفاً، إلى أن يطلع الفجر فإذا طلع الفجر عاد أمر الربّ إلى عرشه يقسم الأرزاق بين العباد، ثمّ قال للفضيل بن يسار: يا فضيل، نصيبك من ذلك وهو قوله عزّ وجلّ:( وَمَا أَنفَقتُم مِنَ شَيءٍ فَهُوَ يُخلِفُهُ ) (٣) .

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(٤) ، ويأتي ما يدلّ عليه(٥) .

٤٥ - باب استحباب الصلوات المرغّبة ليلة الجمعة

[ ٩٦٦٤ ] ١ - محمّد بن الحسن في( المصباح) قال: روي عن النبي ( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) أنّه قال: من صلّى ليلة الجمعة بين المغربّ والعشاء اثنتي عشرة ركعة يقرأ في كلّ ركعة فاتحة الكتاب و( قُلْ هُوَ اللَّـهُ أَحَدٌ ) أربعين مرّة لقيته على الصراط وصافحته، ومن لقيته على الصراط وصافحته كفيته الحساب والميزان.

____________

(١) يوسف ١٢: ٩٨.

٦ - تفسير القمّي ٢: ٢٠٤.

(٢) في المصدر: ملك ينادي.

(٣) سبأ ٣٤: ٣٩

(٤) تقدم في الحديث ٤ من الباب ٣٠ من الدعاء، وفي الحديثين ٣ و ٢٥ من الباب ٤٠.

(٥) يأتي في الحديث ٤ من الباب ٥٥ من هذه الأبواب.

الباب ٤٥

فيه ٩ أحاديث

١ - مصباح المتهجد: ٢٢٨.

٣٩١

[ ٩٦٦٥ ] ٢ - قال: وروي عنه( عليه‌السلام ) أنّه قال: من صلّى ليلة الجمعة بين المغربّ والعشاء الأخرة عشرين ركعة يقرأ في كلّ ركعة فاتحة الكتاب و( قُلْ هُوَ اللَّـهُ أَحَدٌ ) إحدى عشرة مرّة حفظه الله تعالى في أهله وماله ودينه ودنياه وآخرته.

[ ٩٦٦٦ ] ٣ - قال: وعنه( عليه‌السلام ) ، أنّه قال: من صلّى ليلة الجمعة ركعتين يقرأ فيهما بفاتحة الكتاب و( إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْ‌ضُ زِلْزَالَهَا ) خمس عشرة مرّة آمنه الله من عذاب القبر ومن أهوال يوم القيامة.

[ ٩٦٦٧ ] ٤ - قال: وعنه( عليه‌السلام ) أنّه قال: من صلّى ليلة الجمعة أو يومها أو ليلة الخميس أو يومه أو ليلة الاثنين أو يومه أربّع ركعات يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب سبع مرّات و( إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ‌ ) مرّة واحدة ويفصلّ بينهما بتسليمة فاذا فرغ منها يقول مأة مرّة: اللّهمّ صلّ على محمّد وآل محمّد، ومأة مرّة: اللّهمّ صلّ على جبرئيل، أعطاء الله سبعين ألف قصر في الجنة، تمام الخبر.

[ ٩٦٦٨ ] ٥ - قال: وروي عن أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) ، عن النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) ، أنّه قال: من صلّى ليلة الجمعة أربّع ركعات( لا يفرق بينهن) (١) ، يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب مرّة، وسورة الجمعة مرّة، والمعوذتين عشر مرّات، و( قُلْ هُوَ اللَّـهُ أَحَدٌ ) عشر مرّات، وآية الكرسي و( قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُ‌ونَ ) مرّة مرّة، ويستغفر الله في كل ركعة سبعين مرّة، ويصلّي على النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ )(٢) سبعين مرّة، ويقول: سبحان الله

____________________

٢ - مصباح المتهجد: ٢٢٨.

٣ - مصباح المتهجد: ٢٢٨.

٤ - مصباح المتهجد: ٢٢٨.

٥ - مصباح المتهجد: ٢٢٩.

(١) يمكن أنّ يراد « لا يفرّق بينهن بغير التسليم »( منه قده) هامش المخطوط.

(٢) في المصدر( عليه‌ السلاموآله ).

٣٩٢

والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، ولاحول ولا قوّة إلّا بالله العلي العظيم، سبعين مرّة غفر الله له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر، تمام الخبر.

[ ٩٦٦٩ ] ٦ - قال: وروي عن النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) أنّه قال: من قرأ في ليلة الجمعة أو يومها( قُلْ هُوَ اللَّـهُ أَحَدٌ ) مائتي مرّة في أربّع ركعات، في كلّ ركعة خمسين مرّة، غفرت ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر.

[ ٩٦٧٠ ] ٧ - قال: وروي عن النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) أنّه قال: من صلى ليلة الجمعة أربّع ركعات، يقرأ فيها( قُلْ هُوَ اللَّـهُ أَحَدٌ ) ألف مرّة، في كل ركعة مائتين وخمسين مرّة، لم يمت حتى يرى الجنة أو ترى له.

[ ٩٦٧١ ] ٨ - قال: وروي عن النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) أنّه قال: من صلّى ليلة الجمعة ركعتين، يقرأ في كلّ ركعة( قُلْ هُوَ اللَّـهُ أَحَدٌ ) خمسين مرّة، ويقول في آخر صلاته: اللهمّ صلّ على النبي العربي، غفر الله تعالى له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر، الخبر.

[ ٩٦٧٢ ] ٩ - قال: وروي عنه( عليه‌السلام ) أنّه قال: من صلّى ليلة الجمعة إحدى عشرة ركعة بتسليمة واحدة، بفاتحة الكتاب و( قُلْ هُوَ اللَّـهُ أَحَدٌ ) مرّة، و( قُلْ أَعُوذُ بِربّ الْفَلَقِ ) مرّة، و( قُلْ أَعُوذُ بِربّ النَّاسِ ) مرّة، فإذا فرغ من صلاته خر ساجداً وقال في سجوده سبع مرّات: لا حول ولا قوّة إلّا بالله العلي العظيم، دخل الجنّة يوم القيامة من أيّ أبوابها شاء، إلى آخر الخبر.

أقول: والأحاديث في ذلك كثيرة.

____________________

٦ - مصباح المتهجد: ٢٢٩.

٧ - مصباح المتهجد: ٢٢٩.

٨ - مصباح المتهجد: ٢٢٩.

٩ - مصباح المتهجد: ٢٢٩.

٣٩٣

٤٦ - باب ما يستحبّ أن يقال في آخر سجدة من نوافل المغرب ليلة الجمعة وكلّ ليلة

[ ٩٦٧٣ ] ١ - محمّد بن علي بن الحسين بإسناده عن عبدالله بن سنان، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: من قال في آخر سجدة من النافلة بعد المغربّ ليلة الجمعة، وأنّ قاله كلّ ليلة فهو أفضل: اللهمّ إنّي أسئلك بوجهك الكريم واسمك العظيم، أنّ تصلّي على محمّد وآل محمّد، وأن تغفر لي ذنبي العظيم، سبع مرّات انصرف وقد غفر له.

وفي( الخصال) عن أبيه، عن سعد بن عبدالله، عن أيّوب بن نوح، عن محمّد بن أبي عمير، عن عبدالله بن سنان، مثله (١) .

[ ٩٦٧٤ ] ٢ - محمّد بن يعقوب، عن الحسين بن محمّد، عن عبدالله بن عامر، عن علي بن مهزيار، عن النضر بن سويد، عن عبدالله بن سنان، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: تقول في آخر سجدة من النوافل بعد المغربّ ليلة الجمعة: اللهمّ إنّي أسئلك بوجهك الكريم وباسمك(٢) العظيم، أن تصلّي على محمّد وآل محمّد، وأن تغفر لي ذنبي العظيم، سبعاً.

محمّد بن الحسن بإسناده عن محمّد بن يعقوب، مثله(٣) .

[ ٩٦٧٥ ] ٣ - وبإسناده عن محمّد بن علي بن محبوب، عن العبّاس، عن عبدالله بن المغيرة، عن عبدالله بن سنان، عن عمر بن يزيد قال: قال أبو عبدالله( عليه‌السلام ) : قل في آخر السجدة من النوافل من المغربّ في ليلة

____________________

الباب ٤٦

فيه ٣ أحاديث

١ - الفقيه ١: ٢٧٣ / ١٢٤٩.

(١) الخصال: ٣٩٣ / ٩٥.

٢ - الكافي ٣: ٤٢٨ / ١.

(٢) في المصدر: واسمك.

(٣) التهذيب ٣: ٨ / ٢٤.

٣ - التهذيب ٢: ١١٥ / ١٩٩.

٣٩٤

الجمعة سبع مرّات وأنت ساجد: اللهمّ إنّي أسئلك بوجهك الكريم واسمك العظيم أنّ تصلّي على محمّد وآل محمّد، وأن تغفر لي ذنبي العظيم.

٤٧ - باب استحباب التزيّن يوم الجمعة للرجال والنساء والاغتسال، والتطيّب، وتسريح اللحية، ولبس أنظف الثياب، والتهيؤ للجمعة، وملازمة السكينة والوقار، وكثرة فعل الخير

[ ٩٦٧٦ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن فضالة بن أيّوب، عن ابن سنان، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) ، في قول الله عزّ وجلّ:( خُذُوا زِينَتَكُم عِندَ كُلِّ مَسجِدٍ ) (١) قال: في العيدين والجمعة.

ورواه الشيخ بإسناده عن الحسين بن سعيد، مثله(٢) .

[ ٩٦٧٧ ] ٢ - وعن علي بن إبراهيم، عن محمّد بن عيسى، عن يونس بن عبد الرحمن، عن هشام بن الحكم قال: قال أبو عبدالله (عليه‌السلام ) : ليتزيّن أحدكم يوم الجمعة، يغتسل ويتطيّب( ويسرّح لحيته) (٣) ويلبس أنظف ثيابه وليتهيّأ للجمعة، وليكن عليه في ذلك اليوم السكينة والوقار، وليحسن عبادة ربّه، وليفعل الخير ما استطاع، فإنّ الله يطّلع إلى(٤) الأرض ليضاعف الحسنات.

____________________

الباب ٤٧

فيه ٤ أحاديث

١ - الكافي ٣: ٤٢٤ / ٨.

(١) الأعراف ٧: ٣١.

(٢) التهذيب ٣: ٢٤١ / ٦٤٧.

٢ - الكافي ٣: ٤١٧ / ١، وأورد صدره في الحديث ٤ من الباب ٦ من أبواب الأغسال المسنونة.

(٣) في هامش الاصل في الفقيه:( يتسرح) وليس فيه( لحيته ).

(٤) في المصدر: على.

٣٩٥

ورواه الشيخ بإسناده عن محمّد بن يعقوب(١) .

ورواه الصدوق(٢) .

[ ٩٦٧٨ ] ٣ - وعن علي، عن أبيه، عن حمّاد بن عيسى، عن حريز، عن زرراة قال: قال أبوجعفر (عليه‌السلام ) : لاتدع الغسل يوم الجمعة فأنّه سنّة، وشمّ الطيب، ولبس صالح ثيابك، وليكن فراغك من الغسل قبل الزوال، فإذا زالت فقم وعليك السكينة والوقار، وقال: الغسل واجب يوم الجمعة.

أقول: وتقدّم الوجه فيه(٣) وما يدلّ على ذلك في الأغسال(٤) .

[ ٩٦٧٩ ] ٤ - عبدالله بن جعفر في( قرب الإسناد ): عن عبدالله بن الحسن، عن جدّه علي بن جعفر، عن أخيه موسى بن جعفر (عليه‌السلام ) ، قال: سألته عن النساء، هل عليهنّ من الطيب والتزيّن في الجمعة والعيدين ما على الرجال؟ قال: نعم.

ورواه علي بن جعفر في كتابه، إلّا أنّه قال: عن العجوز والعاتق(٥) .

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(٦) ، ويأتي ما يدلّ عليه(٧) .

____________________

(١) التهذيب ٣: ١٠ / ٣٢.

(٢) الفقيه ١: ٦٤ / ٢٤٤.

٣ - الكافي ٣: ٤١٧ / ٤، وأورد قطعة منه في الحديث ٥ من الباب ٦ والحديث ١ من الباب ٧ من أبواب الأغسال المسنونة.

(٣) تقدم الوجه في ذيل الحديث ٧ من الباب ٦ من أبواب الأغسال المسنونة.

(٤) تقدم في الباب ٦ من أبواب الأغسال المسنونة.

٤ - قرب الإِسناد: ١٠٠.

(٥) مسائل علي بن جعفر: ١٦٠ / ٢٤٠.

(٦) تقدم في الأبواب ٣٢ و ٣٣، وفي الأحاديث ٤ و ٦ و ٧ من الباب ٣٤، وفي الأبواب ٣٥ و ٣٧ و ٣٨، وفي الأحاديث ٨ و ١٢ و ١٥ و ١٦ من الباب ٣٩، وفي الحديث ١٨ من الباب ٤٠ من هذه الأبواب.

(٧) يأتي في الحديثين ١ و ٣ من الباب ١٤ من أبواب صلاة العيد، ويأتي ما يدلّ على الحكم الأخير « وكثرة فعل الخير » في الأبواب ٥٠ و ٥٥ و ٥٦ و ٥٧ و ٥٩ من هذه الأبواب.

٣٩٦

٤٨ - باب ما يستحبّ أن يقرأ ويقال عقيب الجمعة والعصر

[ ٩٦٨٠ ] ١ - محمّد بن الحسن بإسناده عن محمّد بن أحمد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن أبيه، عن ابن المغيرة، عن الحلبي، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: من قال بعد الجمعة حين ينصرف جالساً من قبل أنّ يركع(١) ، الحمد مرّة، و( قُلْ هُوَ اللَّـهُ أَحَدٌ ) سبعاً، و( قُلْ أَعُوذُ بِربّ الْفَلَقِ ) سبعاً، و( قُلْ أَعُوذُ بِربّ النَّاسِ ) سبعاً، وآية الكرسي وآية السخرة وآخر قوله(٢) :( لَقَدْ جَاءَكُمْ رَ‌سُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ ) (٣) - إلى آخرها -، كانت كفّارة ما بين الجمعة إلى الجمعة.

[ ٩٦٨١ ] ٢ - وعنه، عن محمّد بن عيسى اليقطيني، عن زكريّا المؤمن، عن ابن ناجية، عن داود بن النعمان، عن عبدالله بن سيّابة، عن ناجية قال: قال أبو جعفر (عليه‌السلام ) : إذا صلّيت العصر يوم الجمعة فقل: اللّهم صلّ على محمّد وآل محمّد الأوصياء المرضيّين بأفضل صلواتك، وبارك عليهم بأفضل بركاتك، وعليم السلام وعلى أرواحهم وأجسادهم ورحمة الله وبركاته، قال: من قالها في دُبر العصر كتب الله له مائة ألف حسنة، ومحى عنه مائة ألف سيّئة، وقضى له مائة ألف حاجة، ورفع له مأة ألف درجة.

ورواه الصدوق في( المجالس) عن الحسين بن ابراهيم بن ناتانه، عن علي بن إبراهيم عن محمّد بن عيسى (٤) .

____________________

الباب ٤٨

فيه ٧ أحاديث

١ - التهذيب ٣: ١٨ / ٦٥ وثواب الأعمال: ٦٠ / ١.

(١) أي يصلي صلاة أخرى هامش المخطوط.

(٢) في الثواب: سورة براءة هامش المخطوط.

(٣) التوبة ٩: ١٢٨.

٢ - التهذيب ٣: ١٩ / ٦٨.

(٤) أمالي الصدوق: ٣٢٦ / ١٦. وفيه: عبد الرحمن بن سيّابة.

٣٩٧

ورواه في( ثواب الأعمال) عن أبيه، عن سعد، عن محمّد بن عيسى (١) .

ورواه أيضاً عن محمّد بن موسى بن المتوكّل، عن عليّ بن الحسين السعد آبادي، عن أحمد بن أبي عبدالله البرقي، عن عبدالله بن سيّابة وأبي إسماعيل، عن ناجية، عن أحدهما (عليهما‌السلام )(٢) .

والذي قبله عن أبيه، عن سعد، عن أحمد بن محمّد.

ورواه البرقي في( المحاسن) عن أبيه، عن عبدالله بن سنان، وأبي إسماعيل، عن أخيه، عن أحدهما( عليه‌السلام ) مثله(٣) .

محمّدبن يعقوب، عن علي بن محمّد، عن سهل بن زياد رفعه وذكر الحديث نحوه(٤) .

[ ٩٦٨٢ ] ٣ - قال الكليني: وروي أنّ من قالها سبع مرّات ردّ الله عليه من كلّ عبد حسنة، وكان عمله(٥) ذلك اليوم مقبولاً، وجاء يوم القيامة وبين عينيه نور.

[ ٩٦٨٣ ] ٤ - محمّد بن علي بن الحسين في( ثواب الأعمال) عن أبيه، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن جعفر بن محمّد، عن آبائه ( عليهم‌السلام ) قال: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : من قرأ دبر صلاة الجمعة فاتحة الكتاب مرّة، و( قُلْ هُوَ اللَّـهُ أَحَدٌ ) سبع مرّات، وفاتحة الكتاب سبع مرّات، و( قُلْ أَعُوذُ بِربّ الْفَلَقِ ) سبع مرّات

____________________

(١) ثواب الأعمال: ٥٩ / ١.

(٢) ثواب الأعمال: ١٨٩ / ١.

(٣) المحاسن: ٥٩.

(٤) الكافي ٣: ٤٢٩ / ٥.

٣ - الكافي ٣: ٤٢٩ / ٥.

(٥) في المصدر زيادة: في.

٤ - ثواب الأعمال: ٦٠ / ١ إلّا أن فيه( قُلْ أَعُوذُ بِربّ الْفَلَقِ ) قبل( قُلْ هُوَ اللَّـهُ أَحَدٌ ) .

٣٩٨

وفاتحة الكتاب مرّة، و( قُلْ أَعُوذُ بِربّ النَّاسِ ) سبع مرّات، لم تنزل به بلية ولم تصبه فتنة إلى الجمعة الأُخرى، فإن قال: اللهمّ اجعلني من أهل الجنّة التي حشوها البركة، وعمّارها الملائكة مع نبيّنا محمّد (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) وأبينا إبراهيم( عليه‌السلام ) جمع الله بينه وبين محمّد (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) وإبراهيم( عليهما‌السلام ) في دار السلام.

وفي نسخة فاتحة الكتاب مرّة، و( قُلْ هُوَ اللَّـهُ أَحَدٌ ) مرّة، والمعوذّتين سبعاً سبعاً.

ورواه في( المجالس) عن الحسن ابن عبدالله بن سعيد، عن محمّد بن أحمد بن حمدان، عن أحمد بن عيسى، عن موسى ابن اسماعيل بن موسى بن جعفر، عن آبائه ( عليهم‌السلام ) مثله(١) .

[ ٩٦٨٤ ] ٥ - وعن محمّد بن موسى بن المتوكّل، عن السعد آبادي، عن أحمد بن أبي عبدالله البرقي، عن أبيه،(٢) عن ابن أبي عمير، عن حمّاد بن عثمان أنّه سأل أبا عبدالله( عليه‌السلام ) عن أفضل الأعمال يوم الجمعة، قال: الصلاة على محمّد وآل محمّد مائة مرّة بعد العصر وما زادت فهو أفضل.

ورواه البرقي في( المحاسن) عن أبيه مثله (٣) .

[ ٩٦٨٥ ] ٦ - وفي( المجالس ): عن علي بن أحمد بن موسى، عن محمّد بن أبي عبدالله الكوفي، عن موسى بن عمران النخعي، عن عمّه الحسين بن يزيد،

____________________

(١) أمالي الصدوق: ٢٦٨ / ٢.

٥ - ثواب الأعمال: ١٨٩ / ١.

(٢) ليس في المصدر.

(٣) المحاسن: ٥٩ / ٩٦.

٦ - أمالي الصدوق: ٤٨٥ / ١١.

٣٩٩

عن أبي الحسن موسى بن جعفر( عليه‌السلام ) قال: إنّ لله عزّ وجلّ يوم الجمعة ألف نفحة من رحمته، يعطي كلّ عبد منها ما شاء، فمن قرأ( إِنَّا أَنزَلْنَاهُ ) بعد العصر يوم الجمعة مائة مرّة وهب الله له تلك الألف ومثلها.

[ ٩٦٨٦ ] ٧ - محمّد بن إدريس في( آخر السرائر) نقلاً من كتاب الجامع لأحمد بن محمّد ابن أبي نصر، عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبدالله( عليه‌السلام ) يقول: الصلاة على محمّد وآل محمّد فيما بين الظهر والعصر تعدل سبعين حجة(١) ، ومن قال بعد العصر يوم الجمعة: اللهم صل على محمّد وآل محمّد الأوصياء المرضيين بأفضل صلواتك، وبارك عليهم بأفضل، بركاتك والسلام عليهم وعلى أرواحهم وأجسادهم ورحمة الله وبركاته، كان له مثل ثواب عمل الثقلين في ذلك اليوم.

٤٩ - باب تحريم الأذان الثالث يوم الجمعة، واستحباب الجمع بين الفرضين بأذأنّ وإقامتين

[ ٩٦٨٧ ] ١ - محمّد بن الحسن بإسناده، عن محمّد بن أحمد بن يحيى، عن أبي جعفر، عن أبيه، عن حفص بن غياث، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه (عليهما‌السلام ) قال: الأذان الثالث يوم الجمعة بدعة.

[ ٩٦٨٨ ] ٢ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن الحسين، عن محمّد بن يحيى الخزّاز(٢) ، عن حفص بن غياث، عن أبي جعفر، عن أبيه

____________________

٧ - مستطرفات السرائر: ٦٠ / ٣٠.

(١) في نسخة: ركعة هامش المخطوط.

الباب ٤٩

فيه حديثان

١ - التهذيب ٣: ١٩٩ / ٦٧.

٢ - الكافي ٣: ٤٢١ / ٥.

(٢) في المصدر::: الخزّاز.

٤٠٠

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

يوم أعطي من المخافة ضيما

والمنايا يرصدنني أن أحيدا

وفي كامل ابن الأثير ، عوضا عن (فلق) : (شفق) ، وفي تاريخ ابن عساكر (غبش) ، وفي الوفيات (غلس). والسّوام : طائر.

ومعنى البيتين : إذا كانت المنايا تحيط بي من كل جانب ، فألقي يدي إلى الضيم مخافة الموت ، فلن أكون بطلا يغير عند الصبح على الأعداء ، ولن أدعى يزيدا.

ترجمة محمّد بن الحنفية

كان أمير المؤمنينعليه‌السلام يحب ابنه محمّد بن الحنفية حبا شديدا. وقد روي عنه أنه قال : من أحبني فليحبّ ابني محمدا. وقد ذكر علماء الرجال أن المحمّدين الثلاثة وهم : ابن الحنفية وابن أبي بكر وابن أبي حذيفة ، كانوا يساوقون في الدرجة.

ولقد كان محمّد بن الحنفية معذورا في تركه النصرة لأخيه وإمامه في كربلاء ، لأنه كان مبتلى بمرض شديد في ذلك الوقت. وما تضمنته الأخبار من حيث حسن نصيحته لأخيه والبكاء الشديد لأجله ، وحصول الغشية بعد الغشية له مرارا لأجل فراقه ، يكشف عن قوة إيمانه ، وعن سرّ ما قاله أمير المؤمنينعليه‌السلام في شأنه.

٤٧٢ ـ نساء بني عبد المطلب يجتمعن للنياحة ويطلبن من الحسينعليه‌السلام عدم السفر :

(لواعج الأشجان للسيد الأمين ، ص ٢٨)

وأقبلت نساء بني عبد المطلب ، فاجتمعن للنياحة لمّا بلغهن أن الحسينعليه‌السلام يريد الشخوص من المدينة ، حتّى مشى فيهن الحسينعليه‌السلام ، فقال : أنشدكنّ الله أن تبدين هذا الأمر معصية لله ورسوله. قالت له نساء بني عبد المطلب : فلمن نستبقي النياحة والبكاء؟ فهو عندنا كيوم مات فيه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وعلي وفاطمة والحسن ورقية وزينب وأم كلثوم!. جعلنا الله فداك من الموت ، يا حبيب الأبرار من أهل القبور.

٤٢١

٤٧٣ ـ أم سلمة ترجو الحسينعليه‌السلام عدم السفر ، وجوابه لها :

(مقتل الحسين للمقرّم ، ص ١٥٢)

وقالت أم سلمة [إحدى زوجات النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ] : لا تحزنّي بخروجك إلى العراق ، فإني سمعت جدك رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول : «يقتل ولدي الحسين بأرض العراق ، في أرض يقال لها كربلا ، وعندي تربتك في قارورة دفعها إليّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . فقال الحسينعليه‌السلام : يا أماه وأنا أعلم أني مقتول مذبوح ظلما وعدوانا. وقد شاءعزوجل أن يرى حرمي ورهطي مشرّدين ، وأطفالي مذبوحين مأسورين مقيّدين ، وهم يستغيثون فلا يجدون ناصرا. قالت أم سلمة : وا عجبا فأنى تذهب وأنت مقتول؟. قالعليه‌السلام : يا أماه إن لم أذهب اليوم ذهبت غدا ، وإن لم أذهب في غد ذهبت بعد غد ، وما من الموت والله بدّ ، وإني لأعرف اليوم الّذي أقتل فيه ، والساعة التي أقتل فيها ، والحفرة التي أدفن فيها كما أعرفك ، وأنظر إليها كما أنظر إليك. وفي

(لواعج الأشجان) ص ٢٩ : وأعرف من يقتل من أهل بيتي وقرابتي وشيعتي».وإن أحببت يا أماه أن أريك مضجعي ومكان أصحابي. فطلبت منه ذلك ، فأراها تربته وتربة أصحابه(١) . ثم أعطاها من تلك التربة ، وأمرها أن تحتفظ بها في قارورة ، فإذا رأتها تفور دما تيقنت قتلهعليه‌السلام وفي اليوم العاشر من المحرم بعد الظهر ، نظرت إلى القارورتين فإذا هما تفوران دما(٢) .

وفي (لواعج الأشجان) ص ٢٩ : ثم أشار إلى جهة كربلا ، فانخفضت الأرض حتّى أراها مضجعه ومدفنه وموضع عسكره وموقفه ومشهده. فعند ذلك بكت أم سلمة بكاء شديدا ، وسلّمت أمرها إلى الله تعالى.

__________________

(١) مدينة المعاجز ، ص ٢٤٤.

(٢) الخرايج والجرايح للقطب الراوندي في باب معجزاته ؛ ومقتل العوالم ، ص ٤٧.

٤٢٢

ترجمة السيدة أم سلمة

(النجوم الزاهرة لابن تغري بردي ، ج ١ ص ١٥٦)

وفي سنة ٦١ ه‍ توفيت أم المؤمنين (أم سلمة) واسمها هند بنت سهيل بن المغيرة المخزومية ، زوجة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . وهي بنت عم أبي جهل ، وبنت عم خالد بن الوليد. بنى بها النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في سنة ثلاث من الهجرة ، وكانت قبله عند الرجل الصالح أبي سلمة بن عبد الأسد ، وهو أخو النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من الرضاعة. وكانت من أجمل النساء ، وطال عمرها ، وعاشت ٨٤ سنة. وقد عاصرت وفاة الحسينعليه‌السلام وحزنت عليه وبكته بكاء كثيرا. وهي آخر زوجات النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وفاة ، توفيت سنة ٦١ ه‍ ، وصلّى عليها سعيد بن زيد ، ودفنت بالبقيع.

٤٧٤ ـ منزلة أم سلمة :

(العيون العبرى لابراهيم الميانجي ، ص ٢١)

اسمها هند ، زوجة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . كانت قبل النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عند أبي سلمة المخزومي. وحالها في الجلالة والإخلاص لأمير المؤمنين والزهراء والحسنينعليهم‌السلام أشهر من أن يذكر. وهي أفضل أزواج النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بعد خديجةعليها‌السلام .

في (كفاية الأثر) عن شداد بن أوس : أنه بعد ما قاتل مع عليعليه‌السلام يوم الجمل أتى المدينة. قال : فدخلت على أم سلمة. قالت : من أين أقبلت؟. قلت : من البصرة. قالت : مع أي الفريقين كنت؟. قلت : يا أمّ المؤمنين إني توقّفت عن القتال إلى انتصاف النهار ، فألقى الله في قلبي أن أقاتل مع عليعليه‌السلام . قالت : نعم ما عملت ، لقد سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول : «من حارب عليا حاربني ، ومن حاربني حارب الله». قلت : فترين أن الحق مع عليعليه‌السلام ؟. قالت : أي والله ، عليّ مع الحق والحق معه. والله لقد سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول : «إن لأمتي فرقة وخلفة ، فجامعوها إذا اجتمعت ، فإذا افترقت فكونوا من النمط الأوسط ، ثم ارقبوا

٤٢٣

أهل بيتي ، فإن حاربوا فحاربوا ، وإن سالموا فسالموا ، وإن زالوا فزالوا معهم ، فإن الحق معهم حيث كانوا». قلت : فمن أهل بيته الذين أمرنا بالتمسك بهم؟. قالت :هم الأئمة بعده كما قالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، عدد نقباء بني إسرائيل : علي وسبطاي وتسعة من صلب الحسينعليه‌السلام . أهل بيته هم المطهرون والأئمة المعصومون. قلت : أما والله هلك الناس إذ قالت :( كُلُّ حِزْبٍ بِما لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ ) (٣٢) [الروم : ٣٢].

ومن فضائل أم سلمة رضي الله عنها تسليم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إليها تربة الشهداء في خبر القارورة المشهور.

ومنها : إيداع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عندها الكتاب الّذي كتبه ، فيه أسماء أهل الجنة وأسماء أهل النار.

ومنها : إيداع أمير المؤمنينعليه‌السلام عندها الكتب. فعن الإمام الحسينعليه‌السلام أنه قال : إن الكتب كانت عند أمير المؤمنينعليه‌السلام ، فلما سار إلى العراق استودعها أم سلمة رضي الله عنها. فلما مضى كانت عند الحسنعليه‌السلام ، فلما مضى كانت عند الحسينعليه‌السلام .

ومنها : إيداع الحسينعليه‌السلام لدى المضي إلى العراق عندها كتب علم أمير المؤمنينعليه‌السلام وذخائر النبوة وخصائص الإمامة. فلما قتلعليه‌السلام ورجع علي بن الحسينعليه‌السلام دفعتها إليه.

٤٧٥ ـ وصية الحسينعليه‌السلام لأخيه محمّد بن الحنفية قبيل مغادرته المدينة ، وفيها يبيّن سبب خروجه وهو الإصلاح والأمر بالمعروف :

(مقتل الحسين للخوارزمي ، ج ١ ص ١٨٨)

ثم دعا الحسينعليه‌السلام بدواة وبياض ، وكتب فيها هذه الوصية لأخيه محمّد :

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ. هذا ما أوصى به الحسين بن علي بن أبي طالب إلى أخيه محمّد بن علي المعروف بابن الحنفية :

إن الحسين بن عليعليهما‌السلام يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمدا عبده ورسوله ، جاء بالحق من عند الحق. وأن الجنة والنار حق ، وأن الساعة آتية لا ريب فيها ، وأن الله يبعث من في القبور.

إني لم أخرج أشرا(١) ولا بطرا ، ولا مفسدا ولا ظالما ، وإنما خرجت أطلب

__________________

(١) أشر : كفرح لفظا ومعنى.

٤٢٤

الإصلاح في أمّة جدّي محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر ، وأسير بسيرة جدي محمّد وسيرة أبي علي بن أبي طالب(١) . فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق ، ومن ردّ عليّ هذا صبرت حتّى يقضي الله بيني وبين القوم بالحق ، ويحكم بيني وبينهم وهو خير الحاكمين.

هذه وصيتي إليك يا أخي ، وما توفيقي إلا بالله ، عليه توكلت وإليه أنيب.والسلام عليك وعلى من اتبع الهدى ، ولا قوة إلا بالله العلي العظيم(٢) .

ثم طوى الكتاب وختمه بخاتمه ، ودفعه إلى أخيه محمّد بن الحنفية.

ثم ودّعه وخرج في جوف الليل يريد مكة بجميع أهله ، وذلك لثلاث ليال مضين من شهر شعبان سنة ٦٠ ه‍ (لعله يقصد أن وصوله كان في هذا التاريخ).

يقول الدينوري في (الأخبار الطوال) ص ٢٢٨ :

لم يبق في المدينة عند رحيل الحسينعليه‌السلام بأهله غير محمّد بن الحنفية. أما ابن عباس فقد كان خرج إلى مكة قبل ذلك بأيام.

وفي (المنتخب) للطريحي ، ص ٤٢١ :

وعن سكينة بنت الحسينعليها‌السلام قالت : لما خرجنا من المدينة ما كان أحد أشدّ خوفا منا أهل البيت.

__________________

(١) مقتل المقرم ، ص ١٥٦ نقلا عن مقتل العوالم ، ص ٥٤ ؛ وكذلك في مناقب ابن شهراشوب ، ج ٣ ص ٢٤١. وفي المنتخب للطريحي زيادة (وسيرة الخلفاء الراشدين المهديين).

(٢) غير خاف مغزى السبط المقدس من هذه الوصية ، فإنه أراد الهتاف بغايته الكريمة من نهضته المقدسة ، وتعريف الملأ نفسه ونفسيته ومبدأ أمره ومنتهاه ، ولم يبرح يواصل هذا بأمثاله إلى حين شهادته ، دحضا لما كان الأمويون يموّهون على الناس بأن الحسينعليه‌السلام خارج على خليفة وقته ، يريد شقّ العصا وتفريق الكلمة واستهواء الناس إلى نفسه ، لنهمة الحكم وشره الرئاسة ، تبريرا لأعمالهم القاسية في استئصال آل الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . ولم يزلعليه‌السلام مترسلا كذلك في جميع مواقفه هو وآله وصحبه حتّى دحروا تلك الأكذوبة ، ونالوا أمنيتهم في مسيرهم ومصير أمرهم.

٤٢٥

الطريق المؤدية من المدينة إلى مكة

قال الإمام الحسينعليه‌السلام وهو خارج من المدينة المنوّرة :

( فَخَرَجَ مِنْها خائِفاً يَتَرَقَّبُ قالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ) (٢١) [القصص : ٢١]

وقالعليه‌السلام حين وافى مكة المكرمة :

( وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقاءَ مَدْيَنَ قالَ عَسى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَواءَ السَّبِيلِ ) (٢٢) [القصص: ٢٢]

٤٢٦

خروج الحسينعليه‌السلام من المدينة إلى مكة

[الأحد ٢٨ رجب سنة ٦٠ ه‍]

قال تعالى :( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهاجِراً إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللهِ وَكانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيماً ) [النساء : ١٠٠]

٤٧٦ ـ المنازل من المدينة إلى مكة :

(البلدان لليعقوبي)

نذكر فيما يلي المنازل التي يمرّ بها المسافر من المدينة إلى مكة. قال اليعقوبي :ومن المدينة إلى مكة عشر مراحل عامرة آهلة : فأولها [ذو الحليفة] ومنها يحرم الحاج إذا خرجوا من المدينة ، وهي على أربعة أميال من المدينة

(الميل : ٨ / ١ كم). ومنها إلى [الحفيرة] وهي منازل بني فهر من قريش. وإلى [ملل] وهي في هذا الوقت منازل قوم من ولد جعفر بن أبي طالبعليه‌السلام . وإلى [السيّالة] وبها قوم من ولد الحسن بن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام . وإلى [الرّوحاء] وهي منازل مزينة. وإلى [الرّويثة] وبها قوم من ولد عثمان بن عفان وغيرهم من العرب. وإلى [العرج]. وإلى [سقيا بني غفار] وهي منازل بني كنانة. وإلى [الأبواء] وهي منازل أسلم. وإلى [الجحفة] وبها قوم من بني سليم ، وغدير خم من الجحفة على ميلين عادل عن الطريق. وإلى [قديد] وبها منازل خزاعة. وإلى [عسفان]. وإلى [مرّ الظهران] وهيمنازل كنانة. وإلى [مكة المكرّمة] حرسها الله.

٤٧٧ ـ خروج الحسينعليه‌السلام من المدينة ونزوله في مكة :

(تاريخ دمشق لابن عساكر ، الجزء الخاص بالحسين ، ص ٢٠٠)

وخرج الحسينعليه‌السلام وعبد الله بن الزبير من ليلتهما إلى مكة. فقدما مكة ، فنزل الحسينعليه‌السلام دار العباس بن عبد المطلب ، ولزم ابن الزبير الحجر.

٤٧٨ ـ من كلام للحسينعليه‌السلام قاله لعبد الله بن مطيع العدوي بعد أن حذّره من الاغترار بأهل الكوفة :(مقتل الخوارزمي ، ج ١ ص ١٨٩)

فبينا الحسين كذلك بين مكة والمدينة في موضع يقال له [الشريفة] إذ استقبله عبد

٤٢٧

الله بن مطيع العدوي ، فقال له : أين تريد يا أبا عبد الله ، جعلني الله فداك؟. فقال :أما في وقتي هذا فإني أريد مكة ، فإذا صرت إليها استخرت الله في أمري بعد ذلك.فقال له عبد الله بن مطيع : خار الله لك يابن رسول الله فيما قد عزمت عليه ، غير أني أشير عليك بمشورة فاقبلها مني. فقال له الحسينعليه‌السلام : وما هي يابن مطيع؟.فقال : إذا أتيت مكة فاحذر أن يغرّك أهل الكوفة ، فإن فيها قتل أبوك وطعن أخوك بطعنة كادت أن تأتي على نفسه فيها ، فالزم الحرم فأنت سيد العرب في دهرك هذا.وفي (تذكرة الخواص) لسبط ابن الجوزي ، ص ٢٥٤ ط نجف : «ولن يعدلوا بك أحدا ، ويأتيك الناس من كل جانب». فو الله لئن هلكت ليهلكن أهل بيتك بهلاكك.

وفي (لواعج الأشجان) للسيد الأمين ، ص ٣٤ : لا تفارق الحرم فداك عمي وخالي ، فوالله لئن هلكت لنسترقنّ بعدك.

وجاء في (مقتل الحسين) لأبي مخنف ص ١٦ : ثم إن الحسين توجه سائرا حتّى جاوز [الشريفة] فاستقبله عبد الله بن مطيع القرشي ، وقال له : جعلت فداك ، إني أنصحك ، إذا دخلت مكة فلا تبرحنّ منها ، فهي حرم الله والأمان للناس. فأقم فيها وتألّف أهلها ، وخذ البيعة على كل من دخلها من الناس ، وعدهم العدل وارفع الجور عنهم ، وأقم فيها خطباء تخطب وتذكّر على المنابر شرفك ، وتشرح فضلك ، ويخبرونهم بأن جدك رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأباك علي بن أبي طالب ، وأنك أولى بهذا الأمر من غيرك. إياك أن تذكر الكوفة فإنها بلد مشؤوم قتل فيها أبوك ، ولا تبرح من حرم الله تعالى ، فإن معك أهل الحجاز واليمن كلها ، وسيقدم إليك الناس من الآفاق وينصرفون إلى أمصارهم ، وادعهم إلى بيعتك. فاقبل نصيحتي وسر مسددا ، فو الله إن قبلت لترشدن. فقال الحسينعليه‌السلام : جزاك الله عني كل خير ، فإني قابل نصيحتك.

٤٧٩ ـ من كلام للحسينعليه‌السلام وهو خارج من المدينة المنورة إلى مكة المكرمة :

(مقتل الخوارزمي ، ج ١ ص ١٨٩)

وخرج الحسينعليه‌السلام في جوف الليل يريد مكة في جميع أهل بيته ، وذلك لثلاث ليال مضين من شعبان سنة ٦٠ ه‍.

(كذا في مقتل الخوارزمي) ، أما في مقتل المقرّم ص ١٥٧ فجاء نقلا عن تاريخ الطبري ج ٦ ص ١٩٠ ما نصه :

٤٢٨

«وخرج الحسين من المدينة متوجها نحو مكة ليلة الأحد ليومين بقيا من رجب ودخل مكة يوم الجمعة لثلاث مضين من شعبان». وهو الأصح كما ذكر العلامة الأمين في (لواعج الأشجان) في حاشية صفحة ٢٩.

فلزم الطريق الأعظم ، فجعل يسير وهو يتلو هذه الآية :( فَخَرَجَ مِنْها خائِفاً يَتَرَقَّبُ قالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ) (٢١) [القصص : ٢١]. فقال له ابن عمه مسلم بن عقيل : يابن رسول الله ، لو عدلنا عن الطريق وسلكنا غير الجادة كما فعل عبد الله بن الزبير ، كان عندي خير رأي ، فإني أخاف أن يلحقنا الطلب. فقال له الحسينعليه‌السلام : لا والله يابن عم لا فارقت هذا الطريق أبدا ، أو أنظر إلى أبيات مكة ، ويقضي الله في ذلك ما يحب ويرضى.

يقول السيد جعفر الحلي :

خرج الحسين من المدينة خائفا

كخروج موسى خائفا يتكتمّ

وقد انجلى عن مكة وهو ابنها

وبه تشرّفت الحطيم وزمزم

٤٨٠ ـ الملائكة تعرض على الحسينعليه‌السلام المساعدة :

(اللهوف على قتلى الطفوف لابن طاووس ، ص ٢٧)

ذكر المفيد في كتابه (مولد النبي) بإسناده إلى الإمام الصادقعليه‌السلام قال : لما سار أبو عبد الله الحسينعليه‌السلام من مكة ليدخل المدينة ، لقيته أفواج من الملائكة المسوّمين والمردفين ، في أيديهم الحراب ، على نجب من نجب الجنة. فسلّموا عليه ، وقالوا : يا حجة الله على خلقه بعد جده وأبيه وأخيه ، إن اللهعزوجل أمدّ جدك رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بنا في مواطن كثيرة ، وإن الله أمدّك بنا. فقال لهم : الموعد حفرتي وبقعتي التي أستشهد فيها وهي كربلاء ، فإذا وردتها فأتوني. فقالوا : يا حجة الله ، إن الله أمرنا أن نسمع لك ونطيع ، فهل تخشى من عدوّ يلقاك فنكون معك؟.فقالعليه‌السلام : لا سبيل لهم عليّ ولا يلقوني بكريهة أو أصل إلى بقعتي.

٤٨١ ـ مسلمو الجن يعرضون على الحسينعليه‌السلام مساعدته ونصرته :

(مثير الأحزان للجواهري ، ص ٩)

وأتته أفواج مسلمي الجن ، فقالوا : يا سيدنا نحن من شيعتك وأنصارك ، فمرنا بأمرك وما تشاء ، فلو أمرتنا بقتل كل عدوّ لك وأنت بمكانك لكفيناك ذلك. فجزاهم الحسين خيرا وقال لهم : أو ما قرأتم كتاب الله المنزل على جدي رسول الله :( أَيْنَما

٤٢٩

تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ وَإِنْ ) [النساء : ٧٨]. وقال سبحانه :( قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلى مَضاجِعِهِمْ ) (١٥٤) [آل عمران : ١٥٤]. وإذا أقمت مكاني فبماذا يبتلى هذا الخلق المتعوس ، وبماذا يختبرون؟. ومنذا يكون ساكن حفرتي بكربلاء؟ وقد اختارها الله يوم دحي الأرض ، وجعلها معقلا لشيعتنا ومحبينا ، تقبل أعمالهم وصلواتهم وتجاب دعاؤهم ، وتكون لهم أمانا في الدنيا والآخرة. ولكن تحضرون يوم السبت وهو يوم عاشوراء ، الّذي في آخره أقتل ولا يبقى بعدي مطلوب من أهلي ونسبي وإخوتي وأهل بيتي ، ويسار برأسي إلى يزيد.فقالت الجن : نحن والله يا حبيب الله وابن حبيبه ، لو لا أنّ أمرك طاعة ، وأنه لا يجوز مخالفتك ، لقتلنا جميع أعدائك قبل أن يصلوا إليك. فقال لهمعليه‌السلام : نحن والله أقدر عليهم منكم ، ولكن( لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ ) [الأنفال : ٤٢].

٤٨٢ ـ ديار علي والحسينعليهما‌السلام مقفرة :

(الإمام الحسين يوم عاشوراء طبع مؤسسة البلاغ ، ص ٥٨)

ها هي ديار علي والحسين والزهراءعليهم‌السلام قد أمسى عليها ليل الفراق ، وأحاطتها وحشة البعد والغربة. لقد نأى الحسينعليه‌السلام ، وأمست المدينة موحشة ، تبكي سيدها الراحل ، والقلوب يعتصرها الأسى ، والنفوس يفترسها الألم ، ويحوطها الخوف والوجل.

٤٣٠

على طريق الشهادة : من المدينة إلى مكة إلى كربلاء

٤٣١

الفصل الثالث عشر

في مكة المكرّمة

[الجمعة ٣ شعبان سنة ٦٠ ه‍]

٤٨٣ ـ من كلام للحسينعليه‌السلام لما وافى مكة المكرمة :

(مقتل الحسين للخوارزمي ، ج ١ ص ١٨٩)

وسارعليه‌السلام حتّى وافى مكة (يوم الجمعة لثلاث مضين من شعبان) فيكون مقامه في الطريق نحوا من خمسة أيام(١) . فلما نظر إلى جبالها من بعيد جعل يتلو هذه الآية :( وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقاءَ مَدْيَنَ قالَ عَسى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَواءَ السَّبِيلِ ) (٢٢) [القصص :٢٢]. فنزل دار العباس بن عبد المطّلب(٢) . فأقام بمكة باقي شعبان وشهر رمضان وشوالا وذا القعدة وثماني ليال من ذي الحجة. حيث خرج إلى العراق يوم التروية ، وهو اليوم السابق ليوم عرفة.

وفي (تذكرة الخواص) لسبط ابن الجوزي ، ص ٢٤٨ ط نجف :

وقال السدي : خرج الحسينعليه‌السلام من المدينة وهو يقرأ :( فَخَرَجَ مِنْها خائِفاً يَتَرَقَّبُ ) [القصص : ٢١]. فلما دخل مكة ، فقال له عمرو بن سعيد : ما أقدمك؟. فقال : عائذا بالله وبهذا البيت.

٤٨٤ ـ هدف الهجرة :

(مع الحسين في نهضته لأسد حيدر ، ص ٦٩)

هاجر الحسينعليه‌السلام من دار الهجرة ، واتجه شطر البيت الحرام قبلة المسلمين ، وكانت غايته هناك أن يجتمع بوجهاء الناس وزعماء الأمة وأهل الرأي ، الذين قدموا إلى مكة للحج.

(أقول) : إضافة إلى أن الكعبة المشرّفة هي أكثر الأماكن أمنا ، فلها حرمتها

__________________

(١) لواعج الأشجان للسيد الأمين ، ص ٣٤.

(٢) مقتل المقرم ، ص ١٥٨ عن تاريخ ابن عساكر ، ج ٤ ص ٣٢٨.

٤٣٢

الخاصة ، إذ لا يجوز فيها قتال ولا اعتداء. يقول تعالى عن البيت الحرام :( فِيهِ آياتٌ بَيِّناتٌ مَقامُ إِبْراهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً ) (٩٧) [آل عمران : ٩٧].

وترى جانبا صورة عن حرم الكعبة المشرفة وأقسامه المختلفة.

٤٨٥ ـ أهل مكة يستبشرون بقدوم الحسينعليه‌السلام :

(مقتل الحسين للخوارزمي ، ج ١ ص ١٩٠ ط نجف)

قال أحمد بن أعثم الكوفي : ولما دخل الحسينعليه‌السلام مكة فرح به أهلها فرحا شديدا ، وجعلوا يختلفون إليه غدوة وعشية.

وكان قد نزل بأعلى مكة ، وضرب هناك فسطاطا ضخما ، ونزل عبد الله ابن الزبير داره ب (قيقعان)[وهو موقع غرب مكة عند الحجون]. ثم تحوّل الحسينعليه‌السلام إلى دار العباس ، حوّله إليها عبد الله بن عباس.

وكان أمير مكة من قبل يزيد يومئذ عمرو بن سعيد بن العاص. (وفي رواية ابن أعثم) «عمر بن سعد بن أبي وقاص» ، وهو اشتباه وتصحيف. فأقام الحسينعليه‌السلام مؤذّنا يؤذّن رافعا صوته ، فيصلي بالناس. وهاب عمرو بن سعيد أن يميل الحجّاج مع الحسينعليه‌السلام لما يرى من كثرة اختلاف الناس إليه من الآفاق ، فانحدر إلى المدينة ، وكتب بذلك إلى يزيد.

وفي (مقتل الحسين) المنسوب لأبي مخنف ، ص ١٧ : وقد كان عبد الله ابن الزبير سبقه إلى مكة ، ولزم الكعبة يصلي بالناس ويطوف البيت. وكان يأتي إلى الحسينعليه‌السلام ويجلس معه الجلسة الخفيفة.

ابن الزبير يمتعض من مجيء الحسينعليه‌السلام :

(المصدر السابق للخوارزمي)

وكان الحسينعليه‌السلام أثقل خلق الله على عبد الله بن الزبير ، لأنه كان يطمع أن يتابعه أهل مكة. فلما قدم الحسينعليه‌السلام اختلفوا إليه [أي ترددوا عليه] وصلّوا معه. ومع ذلك فقد كان ابن الزبير يختلف إليه بكرة وعشية ، ويصلي معه.

وأقام الحسينعليه‌السلام بمكة باقي شهر شعبان وشهر رمضان وشوال وذي القعدة.وبمكة يومئذ عبد الله بن عباس وعبد الله بن عمر بن الخطاب.

٤٣٣

(الشكل ٤) : مخطط الكعبة المشرّفة حرسها الله

٤٣٤

٤٨٦ ـ محاورة الحسينعليه‌السلام مع عبد الله بن عمر في مكة بشأن البيعة ليزيد ، ونصيحة ابن عمر له :(المصدر السابق)

فأقبلا جميعا ، وقد عزما أن ينصرفا إلى المدينة ، حتّى دخلا على الحسينعليه‌السلام . فقال عبد الله بن عمر :

يا أبا عبد الله ، اتّق الله رحمك الله الّذي إليه معادك ، فقد عرفت عداوة هذا البيت لكم ، وظلمهم إياكم. وقد ولي الناس هذا الرجل يزيد بن معاوية ، ولست آمن أن يميل الناس إليه ، لمكان هذه الصفراء والبيضاء ، فيقتلونك ويهلك فيك بشر كثير ، فإني سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول : «حسين مقتول ، فلئن خذلوه ولم ينصروه ليخذلنّهم الله إلى يوم القيامة». وأنا أشير عليك أن تدخل في صلح ما دخل فيه الناس ، وتصبر كما صبرت لمعاوية من قبل ، فلعل الله أن يحكم بينك وبين القوم الظالمين. فقال له الحسينعليه‌السلام : يا أبا عبد الرحمن ، أنا أبايع يزيد وأدخل في صلحه ، وقد قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فيه وفي أبيه ما قاله؟!.

٤٨٧ ـ محاورة الحسينعليه‌السلام مع عبد الله بن عباس ، وبيان فضلهعليه‌السلام وما فعله به الناس :(مقتل الحسين للخوارزمي ، ج ١ ص ١٩١)

فقال ابن عباس : صدقت يا أبا عبد الله ، قد قال النبي : «ما لي وليزيد ، لا بارك الله في يزيد ، فإنه يقتل ولدي وولد ابنتي الحسين بن عليعليهما‌السلام ، فو الذي نفسي بيده لا يقتل ولدي بين ظهراني قوم فلا يمنعونه إلا خالف الله بين قلوبهم وألسنتهم». ثم بكى ابن عباس وبكى معه الحسينعليه‌السلام ، ثم قال له : يابن عباس أتعلم أني ابن بنت رسول الله؟. فقال : الله م نعم ، لا نعرف في الدنيا أحدا هو ابن بنت رسول الله غيرك ، وأنّ نصرك لفرض على هذه الأمة كفريضة الصيام والزكاة ، التي لا تقبل إحداهما دون الأخرى. فقالعليه‌السلام : يابن عباس فما تقول في قوم أخرجوا ابن بنت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من وطنه وداره ، وموضع قراره ومولده ، وحرم رسوله ، ومجاورة قبره ومسجده ، وموضع مهاجرته ، وتركوه خائفا مرعوبا لا يستقر في قرار ، ولا يأوي إلى وطن ، يريدون بذلك قتله وسفك دمه ، وهو لم يشرك بالله شيئا ولا اتخذ دون الله وليا ، ولم يتغيّر عما كان عليه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وخلفاؤه من بعده. فقال ابن عباس : ما أقول فيهم إلا أنهم كفروا بالله ورسوله ، لا يأتون الصلاة إلا وهم كسالى( يُراؤُنَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللهَ إِلَّا قَلِيلاً (١٤٢)مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذلِكَ لا إِلى هؤُلاءِ وَلا إِلى هؤُلاءِ ) (١٤٣) [النساء : ١٤٢ ـ ١٤٣] فعلى مثل هؤلاء تنزل البطشة الكبرى.

٤٣٥

وأما أنت أبا عبد الله ، فإنك رأس الفخار : ابن رسول الله ، وابن وصيه ، وفرخ الزهراء نظيرة البتول ، فلا تظن يابن رسول الله بأن الله غافل عما يعمل الظالمون ، وأنا أشهد أن من رغب عن مجاورتك ومجاورة بنيك ، فما له في الآخرة من خلاق.

فقال الحسينعليه‌السلام : اللهم اشهد. فقال ابن عباس : جعلت فداك يابن رسول الله كأنك تنعى إليّ نفسك ، وتريد مني أن أنصرك ، فوالله الّذي لا إله إلا هو لو ضربت بين يديك بسيفي حتّى ينقطع ، وتنخلع يداي جميعا ، لما كنت أبلغ من حقك عشر العشير. وها أنا بين يديك فمرني بأمرك.

فقال ابن عمر : الله م عفوا ، ذرنا من هذا يابن عباس.

ترجمة عبد الله بن عباس

قال السيد إبراهيم الميانجي في (العيون العبرى) ص ٥٤ :

عبد الله بن العباس بن عبد المطلب ، ابن عمّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . وهو حبر الأمة وعالمها ، دعا له النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالفقه والحكمة والتأويل ، مقبول من الطرفين. وكان محبا لعليعليه‌السلام وتلميذه. حاله في الجلالة والإخلاص لأمير المؤمنينعليه‌السلام أشهر من أن يخفى.

ولد في الشّعب قبل الهجرة بثلاث سنين ، ومات بالطائف سنة ٦٨ ه‍ في فتنة ابن الزبير ، وكان قد كفّ بصره في أواخر حياته وعمره سبعون سنة.

وصلى عليه محمّد بن الحنفية ، وضرب على قبره فسطاطا (انظر المعارف لابن قتيبة).وقال المسعودي في (مروج الذهب) : ذهب بصر ابن عباس لبكائه على علي بن أبي طالب والحسن والحسينعليه‌السلام ، وهو الّذي يقول :

إن يأخذ الله من عينيّ نورهما

ففي لساني وقلبي منهما نور

قلبي ذكي وعقلي غير مدّخل

وفي فمي صارم كالسيف مشهور

وقال مسروق كما في (التنقيح) : كنت إذا رأيت عبد الله بن عباس قلت :أجمل الناس ؛ فإذا حدّث قلت : أعلم الناس ؛ فإذا تكلم قلت : أفصح الناس!.

وفي (تذكرة الخواص) لسبط ابن الجوزي ، عن عليعليه‌السلام قال :

لله درّ ابن عباس ، فإنه ينظر من ستر رقيق.

٤٣٦

ترجمة عبد الله بن الزبير بن العوّام

كان يكنّى أبا بكر وأبا حبيب. ولد بعد الهجرة بعشرين شهرا. طلب الخلافة لنفسه بالحجاز ، فسار إليه الحجّاج فحاصره بمكة خمسة أيام ، ثم أصابته رميّة فمات في البيت الحرام. وهو الكبش الّذي تنبّأ به أمير المؤمنينعليه‌السلام أنه ستنتهك به حرمة البيت. وبعد أن قتل أمر بصلبه فصلب بمكة ، وكان ذلك سنة ٧٣ ه‍.

(انظر المعارف لابن قتيبة)

٤٨٨ ـ عداوة ابن الزبير لأهل البيتعليهم‌السلام :

(الدرجات الرفيعة للسيد علي خان الشيرازي ، ص ١٣٩)

عن سعيد بن جبير أن ابن عباس دخل على ابن الزبير ، فقال له ابن الزبير : إلام تؤنبّني وتعنّفني؟. فقال ابن عباس : إني سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول :

«بئس المسلم يشبع ويجوع جاره». وأنت ذلك الرجل. فقال ابن الزبير : والله إني لأكتم بغضكم أهل هذا البيت منذ أربعين سنة ، وتشاجرا.

فخرج ابن عباس من المدينة مكرها ، فأقام بالطائف حتّى مات.

وفي (مقتل الخوارزمي) ج ٢ ص ٢٥١ :

وبقي عبد الله بن الزبير يجدّ في مناوأة محمّد بن الحنفية وعبد الله بن عباس وبقية أهل البيتعليهم‌السلام ، حتّى حبسهما إذ لم يجيباه إلى البيعة.

وحين تلاسن مع عبد الله بن عباس بعد مقتل المختار ، قال ابن الزبير له : لقد علمت أنك ما زلت لي ولأهل بيتي مبغضا ، ولا زلت لكم يا بني هاشم منذ نشأت مبغضا ، ولقد كتمت بغضكم أربعين سنة. فقال ابن عباس له : فازدد في بغضنا ، فوالله ما نبالي أحببتنا أم أبغضتنا!.

ثم خرج ابن عباس ومحمد بن الحنفية وأصحابهما من مكة إلى الطائف. فلم يزل ابن عباس بالطائف حتّى أدركته الوفاة ، فصلى عليه محمّد بن الحنفية رضي الله عنه ودفنه هناك سنة ٦٨ ه‍ ، وهو ابن ٧٢ سنة.

٤٣٧

وبقي بعده محمّد في الطائف. وذكر القتيبي أن محمدا توفي أيضا بالطائف سنة ٨٢ ه‍ ، وهو ابن ٦٥ سنة.

٤٨٩ ـ محاورة الحسينعليه‌السلام مع عبد الله بن عمر ، وبيان أن الله سبحانه سينتقم من قتلته كما انتقم من بني إسرائيل :

(مقتل الخوارزمي ج ١ ص ١٩٢)

ثم أقبل ابن عمر على الحسينعليه‌السلام وقال له : مهلا أبا عبد الله عما أزمعت عليه ، وارجع معنا إلى المدينة ، وادخل في صلح القوم ، ولا تغب عن وطنك وحرم جدك ، ولا تجعل لهؤلاء القوم الذين لا خلاق لهم ، على نفسك حجة وسبيلا. وإن أحببت أن لا تبايع فإنك متروك حتّى ترى رأيك ، فإن يزيد ابن معاوية عسى ألا يعيش إلا قليلا ، فيكفيك الله أمره. فقال الحسينعليه‌السلام : أفّ لهذا الكلام أبدا ما دامت السموات والأرض. أسألك بالله يا أبا عبد الرحمن أعندك أني على خطأ من أمري هذا؟. فإن كنت على خطأ فردّني عنه ، فإني أرجع وأسمع وأطيع. فقال ابن عمر :الله م لا ، ولم يكن الله تبارك وتعالى ليجعل ابن بنت رسوله على خطأ [يعترف له بالعصمة] ، وليس مثلك في طهارته وموضعه من الرسول ، أن يسلّم على يزيد بن معاوية باسم الخلافة. ولكن أخشى أن يضرب وجهك هذا الجميل بالسيوف ، وترى من هذه الأمة ما لا تحب. فارجع معنا إلى المدينة ، وإن شئت أن لا تبايع فلا تبايع أبدا ، واقعد في منزلك. فقال له الحسينعليه‌السلام : هيهات يابن عمر ، إن القوم لا يتركوني ، إن أصابوني وإن لم يصيبوني ، فإنهم يطلبوني أبدا حتّى أبايع وأنا كاره أو يقتلوني.

ألا تعلم أبا عبد الرحمن أن من هوان هذه الدنيا على الله أن يؤتى برأس يحيى ابن زكريا إلى بغيّ من بغايا بني إسرائيل ، والرأس ينطق بالحجة عليهم ، فلم يضرّ ذلك يحيى بن زكريا بل ساد الشهداء ، فهو سيدهم يوم القيامة(١) .

وفي رواية ابن نما : «وإن رأسي يهدى إلى بغيّ من بغايا بني أمية».

ألا تعلم أبا عبد الرحمن أن بني إسرائيل كانوا يقتلون ما بين طلوع الفجر إلى

__________________

(١) روى ابن شهراشوب في المناقب ، ج ٣ ص ٢٣٧ قصة مقتل يحيى بن زكريا ، وذكر قبلها : عن علي بن الحسينعليه‌السلام قال : «خرجنا مع الحسينعليه‌السلام ، فما نزل منزلا ولا ارتحل عنه إلا وذكر يحيى بن زكريا».

٤٣٨

طلوع الشمس سبعين نبيا ، ثم يجلسون في أسواقهم يبيعون ويشترون كأنهم لم يصنعوا شيئا ، فلم يعجّل الله عليهم ، ثم أخذهم بعد ذلك أخذ عزيز مقتدر ذي انتقام(١) . فاتّق الله يا أبا عبد الرحمن ولا تدعنّ نصرتي(٢) واذكرني في صلاتك ، فوالذي بعث جدي محمداصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بشيرا ونذيرا لو أن أباك عمر بن الخطاب أدرك زماني لنصرني كما نصر جدي ، ولقام من دوني كقيامه من دون جدي. يابن عمر فإن كان الخروج معي يصعب عليك ويثقل ، فأنت في أوسع العذر ، ولكن لا تتركنّ لي الدعاء في دبر كل صلاة ، واجلس عن القوم ، ولا تعجل بالبيعة لهم حتّى تعلم ما تؤول إليه الأمور.

وفي (المنتخب) للطريحي ، ص ٣٨٩ :

ثم قالعليه‌السلام : يا عبد الله ، اتّق الله ولا تدعنّ نصرتي ، ولا تركنن إلى الدنيا ، لأنها دار لا يدوم فيها نعيم ، ولا يبقى أحد من شرها سليم. متواترة محنها ، متكاثرة فتنها. أعظم الناس فيها بلاء الأنبياء ، ثم الأئمة الأمناء ، ثم المؤمنون ، ثم الأمثل فالأمثل.

٤٩٠ ـ وصية الحسينعليه‌السلام لابن عباس وذكره بخير ، وبيان إقامته في مكة :

(مقتل الخوارزمي ، ج ١ ص ١٩٣)

ثم أقبل الحسينعليه‌السلام على ابن عباس رضي الله عنه وقال له : وأنت يابن عباس ابن عم أبي ، ولم تزل تأمر بالخير مذ عرفتك ، وكنت مع أبي تشير عليه بما فيه الرشاد والسداد. وقد كان أبي يستصحبك ويستنصحك ويستشيرك وتشير عليه بالصواب ، فامض إلى المدينة في حفظ الله ، ولا تخف عليّ شيئا من أخبارك ، فإني مستوطن هذا الحرم ومقيم به ، ما رأيت أهله يحبونني وينصرونني ، فإذا هم خذلوني استبدلت بهم غيرهم ، واستعصمت بالكلمة التي قالها إبراهيم يوم ألقي في النار : حسبي الله ونعم الوكيل ، فكانت النار عليه بردا وسلاما.

__________________

(١) ذكر المقرم في مقتله ، ص ١٥٥ نقلا عن مثير ابن نما واللهوف : ان عبد الله بن عمر طلب من الحسين البقاء في (المدينة) فأبى ، وقال : إن من هوان الدنيا

(٢) اللهوف على قتلى الطفوف لابن طاووس ، ص ١٧.

٤٣٩

فبكى ابن عباس وابن عمر ذلك الوقت بكاء شديدا ، وبكى الحسينعليه‌السلام معهما ، ثم ودّعهما. فصار ابن عباس وابن عمر إلى المدينة.

٤٩١ ـ عزل الوليد بن عتبة عن المدينة ، وضمّ مكة والمدينة بإمرة عمرو ابن سعيد بن العاص (الأشدق):

بعد أن بلغ يزيد تسامح الوليد بن عتبة مع الحسينعليه‌السلام وضعفه في التصرف في الأمور ، عزله عن المدينة وأقرّ عليها عمرو بن سعيد بن العاص المعروف (بالأشدق) والي مكة ، فأصبحت مكة والمدينة تحت إمرته ، فقدم المدينة في شهر رمضان سنة ٦٠ ه‍.

٤٩٢ ـ بشارات مشؤومة بقدوم الوالي الجديد إلى المدينة :

(الإمامة والسياسة لابن قتيبة الدينوري ، ج ٢ ص ٣)

قال : وذكروا أنه لما بويع يزيد بن معاوية ، خرج الحسينعليه‌السلام حتّى قدم مكة ، فأقام هو وابن الزبير.

قال : وقدم عمرو بن سعيد بن العاص في رمضان أميرا على المدينة وعلى الموسم ، وعزل الوليد بن عتبة. فلما استوى على المنبر رعف ، فقال أعرابي مستقبله : مه مه!. جاءنا والله بالدم. فتلقاه رجل بعمامته ، فقال : مه!. عمّ والله الناس. ثم قام يخطب ، فناوله آخر عصا لها شعبتان ، فقال الأعرابي : مه!. شعب والله أمر الناس. ثم نزل.

ترجمة عمرو بن سعيد (الأشدق)

قتله عبد الملك بن مروان بيده سنة ٧٠ ه‍. وذلك أنه بايع عبد الملك كرها ، فلما خرج عبد الملك إلى قتال الزبير خالفه عمرو إلى دمشق ، فغلب عليها وبايعه أهلها بالخلافة. وذكر الطبري أنه لما صعد المنبر خطب الناس فقال : إنه لم يقم أحد من قريش قبلي على هذا المنبر إلا زعم أن له جنة ونارا ، يدخل الجنة من أطاعه والنار من عصاه ، وإني أخبركم أن الجنة والنار بيد الله ، وأنه ليس إليّ من ذلك شيء ، وأن لكم عليّ حسن المواساة.

قال : فرجع عبد الملك وحاصره ، ثم خدعه وآمنه ، ثم غدر به فقتله. فيقال إنه ذبحه بيده. وكان عمرو أول من أسرّ البسملة في الصلاة مخالفة لابن الزبير ، لأنه كان يجهر بها (روى ذلك الشافعي وغيره بإسناد صحيح).

٤٤٠

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529