وسائل الشيعة الجزء ٨

وسائل الشيعة10%

وسائل الشيعة مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 560

المقدمة الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠
  • البداية
  • السابق
  • 560 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 306212 / تحميل: 6576
الحجم الحجم الحجم
وسائل الشيعة

وسائل الشيعة الجزء ٨

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

وفي السابعة ركعتين، بالحمد والتوحيد مائة في الأُولى، وفي الثانية بالحمد وآية الكرسي مرّة، أجاب الله دعاءه، الخبر.

وفي الثامنة ركعتين، في الأولى بالحمد والتوحيد خمس عشرة مرّة، وفي الثانية بالحمد وقوله:( قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ ) (١) الآية، ثمّ يقرأ التوحيد خمس عشرة، غفر الله له ذنوبه ولو كانت كزبد البحر، وكأنّما قرأ الكتب الأربع.

وفي التاسعة أربعاً، بالحمد والنصر عشراً، حرّم الله جسده على النار، الخبر.

وفي العاشرة أربعاً، بالحمد وآية الكرسي ثلاثاً والكوثر ثلاثاً، كتب الله له مائة ألف حسنة الخبر.

وفي الحادية عشرة ثمان، بالحمد والجحد عشراً لا يصلّيها إلاّ مؤمن مستكمل الإِيمان، ويعطى بكلّ ركعة روضة من رياض الجنّة، الحديث.

وفي الثانية عشرة اثنتي عشرة، بالحمد والتكاثر عشراً، غفرت له ذنوب أربعين سنة، الخبر.

وفي الثالثة عشرة ركعتين، بالحمد والتين، خرج من ذنوبه كيوم ولدته أُمّه، وكأنّما أعتق مائتي رقبة من ولد إسماعيل، وأُعطي براءة من النفاق، ومرافقة النبي( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) (٢) وإبراهيم، الحديث.

وفي الرابعة عشرة أربعا، بالحمد والعصر خمساً، كتب الله له ثواب المصلحين(٣) ، الخبر.

وفي الخامسة عشرة أربعاً بين العشائين، بالحمد والتوحيد عشراً، ويقول

____________________

(١) الكهف ١٨: ١١٠.

(٢) في المصدربدل ما بين القوسين: وآله.

(٣) في المصدر: المصلين.

١٠١

بعد تسليمه: اللهمّ اغفر لنا، عشراً، يا ربّ ارحمنا، عشراً، سبحان الذي يحيي الموتى ويميت الأحياء وهو على كلّ شيء قدير، عشراً، استجيب له، الخبر.

وفي السادسة عشرة ركعتين، بالحمد وآية الكرسي مرّة، والتوحيد خمس عشرة، أعطي كالنبي( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) على نبوّته، وبني له في الجنّة مائة قصر.

وفي السابعة عشرة ركعتين، بالحمد والتوحيد سبعين مرّة، ويسلّم ثمّ يستغفر الله سبعين مرّة، غفر الله له ولم يكتب عليه خطيئة.

وفي الثامنة عشرة عشراً، بالحمد والتوحيد خمساً، قضيت كلّ حاجة طلبها في ليلته، الخبر.

وفي التاسعة عشرة ركعتين، بالحمد وآية الملك خمساً، غفر الله له، الخبر.

وفي العشرين أربعاً، بالحمد والنصر خمس عشرة، لم يخرج من الدنيا حتى يراني في نومه، الخبر.

في الحادية والعشرين ثمان، بالحمد والتوحيد والمعوّذتين مرّة مرّة(١) ، كتب له بعدد نجوم السماء حسنات، الخبر.

وفي الثانية والعشرين ركعتين، بالحمد والجحد مرة(٢) ، والتوحيد خمس عشرة مرّة، كتب اسمه في السماء: الصديق، وجاء يوم القيامة وهو في ستر الله الخبر.

وفي الثالثة والعشرين ثلاثين، بالحمد والزلزلة، نزع الله الغلّ والغشّ من قلبه، الخبر.

____________________

(١) ( مرة ) لم تتكرر في المصدر.

(٢) في المصدر: مرتين.

١٠٢

وفي الرابعة والعشرين ركعتين، بالحمد والنصر عشراً، اُعتق من النار، الخبر.

وفي الخامسة والعشرين عشراً، بالحمد والتكاثر، أعطي ثواب الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر، وثواب سبعين نبيّاً.

وفي السادسة والعشرين عشراً، بالحمد و( آمَنَ الرَّسُولُ ) (١) عشراً، عوفي من آفات الدارين، وأُعطي في القيامة ستّة أنوار.

وفي السابعة والعشرين ركعتين، بالحمد والأعلى عشراً، كتب الله له ألف ألف حسنة، الخبر.

وفي الثامنة والعشرين أربعاً، بالحمد والتوحيد والمعوّذتين مرّة مرّة، بعث من قبره ووجهه كالقمر ليلة البدر، ويدفع الله عنه أهوال يوم القيامة، الحديث.

وفي التاسعة والعشرين عشراً، بالحمد مرّة والتكاثر والتوحيد والمعوّذتين عشراً عشراً، أُعطي ثواب المجاهدين، الخبر.

وفي الثلاثين ركعتين، بالحمد والأعلى عشراً، فإذا سلّم صلّى على النبي( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) (٢) مائة، أُعطي ألف مدينة في جنة المأوى، الخبر.

علي بن موسى بن جعفر بن طاوس في( الإِقبال) عن النبي( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) ، وذكر الصلوات السابقة كما رواها الكفعمي، وزيادة في الثواب(٣) .

[ ١٠١٧٤ ] ٢ - وعن النبي( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) قال: من صلّى أوّل ليلة من شعبان اثنتي عشرة ركعة يقرأ في كلّ ركعة، الحمد والاخلاص خمس عشرة

____________________

(١) البقرة ٢: ٢٨٥.

(٢) في المصدر بدل ما بين القوسين: وآله.

(٣) الاقبال: ٦٨٣، ٦٨٨، ٦٩٤، ٧١٩، ٧٢٤.

٢ - الاقبال: ٦٨٣.

١٠٣

مرّة، أعطاه الله ثواب اثني عشر ألف شهيد، الحديث وفيه ثواب جزيل.

[ ١٠١٧٥ ] ٣ - وعن النبي( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) : من صلّى أوّل ليلة من شعبان ركعتين، يقرأ في كلّ ركعة الحمد مرّة وثلاثين مرّة( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) فإذا سلّم قال: اللهمّ هذا عهدي عندك إلى يوم القيامة، حفظ من إبليس وجنوده، وأعطاه الله ثواب الصدّيقين.

[ ١٠١٧٦ ] ٤ - وعنه( عليه‌السلام ) : من صام ثلاثة أيّام من أوّل شعبان ويقوم لياليها وصلّى ركعتين، يقرأ في كلّ ركعة فاتحة الكتاب مرّة و( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) إحدى عشرة مرّة، دفع الله عنه شرّ أهل السماوات، وشرّ أهل الأرضين، وشرّ إبليس وجنوده، وشرّ كلّ سلطان جائر، الحديث وفيه ثواب عظيم.

[ ١٠١٧٧ ] ٥ - وعنه( عليه‌السلام ) قال: تتزيّن السماوات في كلّ خميس من شعبان، فتقول الملائكة: إلهنا اغفر لصائميه، وأجب دعاءهم، فمن صلّى فيه ركعتين، يقرأ في كلّ ركعة فاتحة الكتاب مرّة و( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) مائة مرّة، فإذا سلّم صلّى على النبي مائة مرّة، قضى الله له كلّ حاجة من أمر دينه ودنياه، الحديث.

[ ١٠١٧٨ ] ٦ - وعنه( عليه‌السلام ) ، عن جبرئيل( عليه‌السلام ) ، في فضل ليلة نصف شعبان في حديث طويل: يا محمّد، من أحياها بتكبير وتهليل وتسبيح ودعاء وصلاة وقرائة وتطوّع واستغفار كانت الجنّة له منزلاً ومقيلاً، وغفر له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر، يا محمّد، من صلّى فيها مائة ركعة، يقرأ في كلّ ركعة فاتحة الكتاب مرّة، و( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) عشر مرّات، فإذا فرغ

____________________

٣ - الاقبال: ٦٨٣.

٤ - الاقبال: ٦٨٤.

٥ - الاقبال ٦٨٨، أورد قطعة منه في الحديث ٢٥ من الباب ٢٨ من أبواب الصوم المندوب.

٦ - الاقبال: ٦٩٩.

١٠٤

من الصلاة قرأ آية الكرسي عشر مرّات، وفاتحة الكتاب عشراً، وسبّح الله مائة مرّة، غفر الله له مائة كبيرة - وذكر ثواباً جزيلاً إلى أن قال فأحيها يا محمّد، ومر أُمّتك باحيائها والتقرّب إلى الله بالعمل فيها، فإنّها ليلة شريفة - إلى أن قال - وهي ليلة لا يدعو فيها داع إلاّ استجيب له، ولا سائل إلاّ أُعطي، ولا مستغفر إلاّ غفر له، ولا تائب إلاّ تيب عليه، من حرم خيرها يا محمّد فقد حرم.

[ ١٠١٧٩ ] ٧ - وعن رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) : من صلّى ليلة النصف من شعبان مائة ركعة بألف مرّة( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) لم يمت قلبه يوم تموت القلوب، الحديث وفيه ثواب عظيم.

[ ١٠١٨٠ ] ٨ - وعنه( عليه‌السلام ) : من أحيا ليلة العيد وليلة النصف من شعبان لم يمت قلبه يوم تموت القلوب.

أقول: ويأتي ما يدلّ على بعض المقصود، إن شاء الله(١) .

٨ - باب استحباب صلاة ليلة نصف شعبان، وكيفيّتها، والإِكثار من العبادة فيها

[ ١٠١٨١ ] ١ - محمّد بن علي بن الحسين بإسناده عن حريز، عن زرارة قال: قلت لأبي جعفر( عليه‌السلام ) : ما تقول في ليلة النصف من شعبان؟ قال: يغفر الله عزّ وجلّ فيها من خلقه لأكثر من عدد شعر معزى كلب، وينزل الله عزّ وجلّ فيها ملائكته إلى السماء الدنيا وإلى الأرض بمكّة.

____________________

٧ - الاقبال: ٧٠١.

٨ - الاقبال: ٧١٨.

(١) يأتي في الباب ٨ من أبواب بقية الصلوات المندوبة، تقدم ما يدل عليه في الباب ٣ من أبواب نافله شهر رمضان.

الباب ٨

فيه ١٢ حديث

١ - الفقيه ٢: ٥٨ / ٢٥٣.

١٠٥

[ ١٠١٨٢ ] ٢ - محمّد بن يعقوب، عن علي بن محمّد، رفعه إلى أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: إذا كان(١) النصف من شعبان فصلّ أربع ركعات، تقرأ في كلّ ركعة الحمد مرّة و( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) مائة مرّة، فاذا فرغت فقل: اللّهم إنّي اليك فقير، وإنّي عائذ بك ومنك خائف وبك مستجير، ربّ لا تبدل اسمي ربّ لا تغيّر جسمي، ربّ لا تجهد بلائي، أعوذ بعفوك من عقابك، وأعوذ برضاك من سخطك، وأعوذ برحمتك من عذابك، وأعوذ بك منك، جلّ ثناؤك، أنت كما أثنيت على نفسك وفوق ما يقول القائلون، الحديث.

محمّد بن الحسن بإسناده عن محمّد بن يعقوب، مثله(٢) .

ورواه المفيد في( مسار الشيعة) مرسلاً، نحوه (٣) .

[ ١٠١٨٣ ] ٣ - الحسن بن محمّد الطوسي في( الأمالي) عن أبيه، عن الفحّام، عن صفوان بن حمدون الهروي، عن أحمد بن محمّد( بن السري) (٤) ، عن أحمد بن محمّد بن عبد الرحمن،( عن الحسين بن عبد الرحمن) (٥) ، عن أبيه وعمّه عبدالعزيز، عن عمرو بن أبي المقدام، عن أبي يحيى، عن جعفر بن محمّد الصادق( عليه‌السلام ) قال: سئل الباقر( عليه‌السلام ) عن فضل ليلة النصف من شعبان؟ فقال: هي أفضل ليلة بعد ليلة القدر، فيها يمنح الله تعالى العباد فضله، ويغفر لهم بمنّه، فاجتهدوا في القربة إلى الله فيها، فإنّها ليلة آلى الله على نفسه أن لا يردّ سائلاً سأله فيها ما لم يسأله معصية، وإنها الليلة التي جعلها الله لنا أهل البيت بإزاء ما جعل ليلة القدر لنبيّنا( صلى الله عليه

____________________

٢ - الكافي ٣: ٤٦٩ / ٧، أورد ذيله في الحديث ١ من الباب ٩ من أبواب بقية الصلوات المندوبة.

(١) في نسخة زيادة: ليلة - هامش المخطوط -.

(٢) التهذيب ٣: ١٨٥ / ٤١٩.

(٣) مسار الشيعة: ٧٥.

٣ - أمالي الطوسي ١: ٣٠٢.

(٤) في المصدر: أحمد بن محمّد السرّي.

(٥) ما بين القوسين ليس في المصدر.

١٠٦

وآله) ، فاجتهدوا في الدعاء والثناء على الله، فإنّه من سبّح الله فيها مائة مرّة وحمده مائة مرّة وكبّره مائة مرّة غفر الله تعالى له ما سلف من معاصيه، وقضى له حوائج الدنيا والآخرة ما التمسه منه، وما علم حاجته إليه وإن لم يلتمسه منه كرماً منه تعالى وتفضّلاً على عباده. قال أبو يحيى: فقلت لسيّدنا الصادق( عليه‌السلام ) : أيش الأدعية فيها؟ فقال: إذا أنت صلّيت العشاء الآخرة فصلّ ركعتين اقرأ في الأُولى الحمد وسورة الجحد وهي( قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ) ، واقرأ في الركعة الثانية بالحمد وسورة التوحيد وهي( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) ، فإذا سلّمت قلت: سبحان الله، ثلاثاً وثلاثين مرّة، والحمد لله، ثلاثاً وثلاثين مرّة، والله أكبر، أربعاً وثلاثين مرّة، فاذا فرغ سجد ويقول: يا ربّ، عشرين مرّة يا محمّد، سبع مرّات، لا حول ولا قوة إلاّ بالله، عشر مرّات، ما شاء الله، عشر مرّات، لا قوّة إلّا بالله، عشر مرّات ثمّ تصلّي على النبي محمّد وآله وتسأل الله حاجتك، فوالله لو سألت بها بفضله وكرمه عدد القطر لبلغك الله إيّاها بكرمه وفضله.

محمّد بن الحسن في( المصباح) عن أبي يحيى الصنعاني، نحوه (١) .

[ ١٠١٨٤ ] ٤ - وعن أبي يحيى، عن أبي جعفر وأبي عبدالله (عليهما‌السلام ) قال: ورواه عنهما ثلاثون رجلاً ممّن يوثق بهم، قالا: وإذا كان ليلة النصف من شعبان فصل أربع ركعات، تقرأ في كلّ ركعة الحمد مرّة و( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) مائة مرّة، فإذا فرغت فقل، وذكر الدعاء.

[ ١٠١٨٥ ] ٥ - وعن عمرو بن ثابت، عن محمّد بن مروان، عن الباقر( عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) : من صلّى ليلة النصف من شعبان مائة ركعة، يقرأ في كلّ ركعة الحمد مرّة و( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) عشر مرّات لم يمت حتى يرى منزله من الجنّة أو تُرى له.

________________

(١) مصباح المتهجد: ٧٦٢.

٤ - مصباح المتهجد: ٧٦٢.

٥ - مصباح المتهجد: ٧٦٨.

١٠٧

[ ١٠١٨٦ ] ٦ - وعن التلعكبري، عن سالم مولى أبي حذيفة قال: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) : من تطهّر ليلة النصف من شعبان فأحسن الطهر ولبس ثوبين نظيفين ثمّ خرج إلى مصلّاه فصلّى العشاء الاخرة، ثمّ صلّى بعدها ركعتين، يقرأ في أوّل ركعة الحمد وثلاث آيات من أوّل البقرة، وآية الكرسي وثلاث آيات من آخرها، ثمّ يقرأ في الركعة الثانية الحمد و( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ) سبع مرّات، و( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ) سبع مرّات و( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) سبع مرّات، ثم يسلّم ويصلّي بعدها أربع ركعات، يقرأ في أوّل ركعة يس، وفي الثانية حم الدخان، وفي الثالثة الم السجدة، وفي الرابعة( تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الـمُلْكُ ) ، ثمّ يصلّي بعدها مائة ركعة،، يقرأ في كل ركعة ب‍( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) عشر مرّات والحمد مرّة واحدة قضى الله له ثلاث حوائج، إمّا في عاجل الدنيا أو في آجل الآخرة، ثمّ إن سأل أن يراني من ليلته يراني.

[ ١٠١٨٧ ] ٧ - وعن محمّد بن صدقة العنبري، عن موسى بن جعفر(١) ( عليه‌السلام ) قال: الصلاة ليلة النصف من شعبان أربع ركعات، تقرأ في كلّ ركعة الحمد مرّة، و( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) مائتين وخمسين مرّة، ثم تجلس وتتشهّد وتسلّم وتدعو بعد التسليم، وذكر الدعاء.

[ ١٠١٨٨ ] ٨ - وعن الحسن البصري، عن عائشة أنّ رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) قال: في هذه الليلة يعني ليلة نصف شعبان هبط عليّ جبرئيل، فقال: يا محمّد، مر أُمّتك إذا كان ليلة نصف من شعبان أن يصلّي أحدهم عشر ركعات، يتلو في كلّ ركعة فاتحة الكتاب و( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) عشر مرّات، ثمّ يسجد ويقول في سجوده: اللهمّ سجد لك سوادي وخيالي وبياضي، يا عظيم كلّ عظيم، أغفر لي ذنبي العظيم، فإنّه لا يغفره غيرك، فإنّه من فعل

____________________

٦ - مصباح المتهجد: ٧٦٩.

٧ - مصباح المتهجد: ٧٦٩.

(١) في المصدر زيادة: عن أبيه.

٨ - مصباح المتهجد: ٧٧٠.

١٠٨

ذلك محا الله عنه اثنتين وسبعين ألف سيّئة، وكتب له من الحسنات مثلها، ومحى الله عن والديه سبعين ألف سيّئة.

ورواه الصدوق في كتاب( فضائل شعبان) : عن عبدوس بن علي الجرجاني، عن جعفر بن محمد بن مرزوق، عن عبدالله بن سعيد الطائي، عن عباد بن صهيب، عن هشام بن حيان، عن الحسن بن علي بن أبي طالب (١) ( عليه‌السلام ) قال: قالت عائشة - في آخر حديث طويل في ليلة النصف من شعبان: أنّ رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) قال: في هذه الليلة هبط عليّ حبيبي جبرئيل، وذكر نحوه(٢) .

[ ١٠١٨٩ ] ٩ - وعن إسماعيل بن موسى بن جعفر، عن أبيه قال: كان علي( عليه‌السلام ) يقول: يعجبني أن يفرغ الرجل نفسه في السنة أربع ليال: ليلة الفطر، وليلة الأضحى، وليلة النصف من شعبان، وأوّل ليلة من رجب.

وعن إسحاق بن عمّار، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، مثله(٣) .

[ ١٠١٩٠ ] ١٠ - وعن الحارث بن عبدالله، عن علي( عليه‌السلام ) قال: إن استطعت أن تحافظ على ليلة الفطر وليلة النحر وأوّل ليلة من المحرّم وليلة عاشوراء وأوّل ليلة من رجب وليلة النصف من شعبان فافعل، وأكثر فيهنّ من الدعاء والصلاة وتلاوة القرآن.

____________________

(١) فضائل الأشهر الثلاثة / فضائل شعبان: ٦٥ / ٤٧.

(٢) في النسخة المخطوطه ذكر الحديث بتمامه بهذا النص بعد كلمه جبرئيل: فقال لي: يا محمد، مر أُمّتك إذا كانت ليلة النصف من شعبان أن يصلي أحدهم عشر ركعات في كل ركعة يتلو فاتحة الكتاب وقل هو الله أحد عشر مرات ثم يسجد ويقول في سجوده: اللهم سجد لك سوادي وجناني وبياضي يا عظيم كل عظيم أغفر لي ذنبي العظيم فانه لا يغفره غيرك يا عظيم، فاذا فعل ذلك غفر الله له اثنتين وسبعين ألف سيئة وكتب به من الحسنات مثلها ومحا الله عن والديه سبعين ألف سيئة.

٩ - مصباح المتهجد: ٧٨٣.

(٣) مصباح المتهجد: ٧٨٣.

١٠ - مصباح المتهجد: ٧٨٣.

١٠٩

[ ١٠١٩١ ] ١١ - وعن سعد بن سعد، عن الرضا( عليه‌السلام ) قال: كان علي( عليه‌السلام ) لا ينام ثلاث ليال: ليل ثلاث وعشرين من شهر رمضان، وليلة الفطر، وليلة النصف من شعبان، وفيها تقسّم الأرزاق والآجال وما يكون في السنة.

ورواه المفيد في( مسار الشيعة) مرسلاً، نحوه (١) .

[ ١٠١٩٢ ] ١٢ - وعن زيد بن علي قال: كان علي بن الحسين (عليهما‌السلام ) يجمعنا جميعاً ليلة النصف من شعبان، ثم يجزىء الليل أجزاء ثلاثة، فيصلّي بنا جزءاً، ثمّ يدعو فنؤمن على دعائه، ثمّ يستغفر الله ونستغفره، ونسأله الجنّة حتى ينفجر الفجر(٢) .

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(٣) ، وعلى استحباب صلاة جعفر ليلة نصف شعبان(٤) .

٩ - باب استحباب صلاة ليلة المبعث ويوم المبعث، وكيفيّتها

[ ١٠١٩٣ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن علي بن محمّد، رفعه - في حديث - قال: قال أبو عبدالله( عليه‌السلام ) : يوم سبعة وعشرين من رجب نبّىء فيه رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) ، من صلّى فيه أيّ وقت شاء اثنتي عشرة ركعة، يقرأ في كلّ ركعة بأُمّ القرآن وسورة ما تيسّر فإذا فرغ وسلّم جلس مكانه ثمّ قرأ أُمّ القرآن أربع مرّات، والمعوّذات الثلاث كلّ واحدة أربع مرّات، فإذا

____________________

١١ - مصباح المتهجد: ٧٨٣.

(١) مسار الشيعة: ٧٤.

١٢ - مصباح المتهجد: ٧٨٣.

(٢) في المصدر: الصبح.

(٣) تقدم في الباب ٧ من أبواب بقية الصلوات المندوبة.

(٤) تقدم في الباب ٧ من أبواب صلاة جعفر.

الباب ٩

فيه ٤ أحاديث

١ - الكافي ٣: ٤٦٩ / ٧، أورد صدره في الحديث ٢ من الباب ٨ من أبواب بقية الصلوات المندوبة.

١١٠

فرغ وهو في مكانه قال: لا اله إلا الله والله أكبر والحمدلله سبحان الله ولا حول ولا قوّة إلّا بالله، أربع مرّات، ثمّ يقول: الله الله ربّي لا أُشرك به شيئاً أربع مرّات، ثمّ يدعو فلا يدعو بشيء إلّا استجيب له في كلّ حاجة إلّا أن يدعو في جائحة(١) أو قطيعة رحم.

ورواه المفيد في( مسارّ الشيعة) (٢) وفي( المقنعة) مرسلاً، نحوه (٣) .

محمّد بن الحسن بإسناده عن محمّد بن يعقوب، مثله، إلّا أنّه أسقط قوله: والمعوّذات الثلاث، أربع مرّات(٤) .

[ ١٠١٩٤ ] ٢ - وفي( المصباح) عن صالح بن عقبة، عن أبي الحسن( عليه‌السلام ) أنّه قال: صلّ ليلة سبع وعشرين من رجب أيّ وقت شئت من الليل اثنتي عشرة ركعة، تقرأ في كلّ ركعة الحمد والمعوّذتين و( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) أربع مرّات، فإذا فرغت قلت وأنت في مكانك أربع مرّات: لا إله إلّا الله، والله أكبر، والحمدلله وسبحان الله، ولا حول ولا قوّة إلّا بالله، ثمّ ادع بعد بما شئت.

[ ١٠١٩٥ ] ٣ - وعن أبي جعفر محمّد بن علي الرضا( عليه‌السلام ) ، أنّه قال: إنّ في رجب لليلة خير ممّا طلعت عليه الشمس، وهي ليلة سبع وعشرين من رجب، فيها نُبّىء رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) في صبيحتها، وإنّ للعامل فيها من شيعتنا أجر عمل ستّين سنة، قيل له: وما العمل فيها أصلحك الله؟ قال: إذا صلّيت العشاء الاخرة وأخذت مضجعك ثمّ استيقظت أيّ ساعة

____________________

(١) الجائحة: المصيبة المستأصلة التي تستأصل المال أو الناس،( لسان العرب ٢: ٤٣١) ، وفي المصدر: جايحة، وفي نسخة عن هامش المخطوط: جائحة قوم.

(٢) مسار الشيعة: ٧٢.

(٣) المقنعة: ٣٧.

(٤) التهذيب ٣: ١٨٥ / ٤١٩.

٢ - مصباح المتهجد: ٧٤٩.

٣ - مصباح المتهجد: ٧٤٩.

١١١

شئت من الليل إلى قبل الزوال صلّيت اثنتي عشرة ركعة، تقرأ في كلّ ركعة الحمد وسورة من خفاف المفصّل إلى الحمد، فإذا سلّمت في كل شفع وجلست بعد التسليم وقرأت الحمد سبعاً والمعوّذتين سبعاً و( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) سبعاً و( قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ) سبعاً، و( إِنَّا أَنزَلْنَاهُ ) وآية الكرسي سبعاً سبعاً.

[ ١٠١٩٦ ] ٤ - وعن الريان بن الصلت قال: صام أبو جعفر الثاني( عليه‌السلام ) لما كان ببغداد يوم النصف من رجب، ويوم سبع وعشرين منه، وصام معه جميع حشمه، وأمرنا أن نصلّي الصلاة التي هي اثنتي عشرة ركعة، تقرأ في كلّ ركعة الحمد وسورة، فإذا فرغت قرأت الحمد أربعاً، و( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) أربعاً، والمعوّذتين أربعاً، وقلت: لا إله إلّا الله والله أكبر، وسبحان الله والحمدلله، ولا حول ولا قوّة إلّا بالله العليّ العظيم، أربعاً الله الله ربّي لا أُشرك به شيئاً، أربعاً، لا أُشرك بربّي أحداً، أربعاً.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك في صلاة ليلة نصف رجب(١) .

١٠ - باب استحباب صلاة فاطمة، وكيفيّتها

[ ١٠١٩٧ ] ١ - محمّد بن علي بن الحسين بإسناده عن عبدالله بن سنان، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: من توضّأ وأسبغ الوضوء وافتتح الصلاة فصلّى أربع ركعات يفصل بينهنّ بتسليمة، يقرأ في كلّ ركعة فاتحة الكتاب و( قُلْ هُوَ

____________________

٤ - مصباح المتهجد: ٧٥٠.

(١) تقدم في الأحاديث ١ و ١٣ و ١٤ من الباب ٥ من أبواب بقية الصلوات المندوبة.

الباب ١٠

فيه ٧ أحاديث

١ - الفقيه ١: ٣٥٦ / ١٥٥٩، ورواه الشيخ والكليني في الحديث ١ من الباب ١٣ من هذه الأبواب.

١١٢

اللهُ أَحَدٌ ) خمسين مرّة، انفتل حين ينفتل وليس بينه وبين الله عزّ وجلّ ذنب إلّا غفره له.

ورواه في( ثواب الأعمال) : عن محمّد بن الحسن، عن الصفّار، عن العبّاس بن معروف، عن سعدان بن مسلم، عن عبدالله بن سنان، نحوه (١) .

[ ١٠١٩٨ ] ٢ - وبإسناده عن محمّد بن مسعود العيّاشي في كتابه: عن عبدالله بن محمّد، عن محمّد عن إسماعيل، عن ابن سماك، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: من صلّى أربع ركعات، يقرأ في كلّ ركعة بخمسين مرّة( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) كانت صلاة فاطمة (عليها‌السلام ) ، وهي صلاة الأوّابين.

[ ١٠١٩٩ ] ٣ - وعن محمّد بن الحسن بن الوليد، أنّه كان يروي هذه الصلاة وثوابها، إلّا أنّه كان يقول: إنّي لا أعرفها بصلاة فاطمة (عليها‌السلام ) ، قال: وأمّا أهل الكوفة فإنّهم يعرفونها بصلاة فاطمة (عليها‌السلام ).

[ ١٠٢٠٠ ] ٤ - وبإسناده عن أبي بصير، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) ، أنّه ذكر هذه الصلاة وثوابها.

[ ١٠٢٠١ ] ٥ - وفي( المجالس) عن أبيه، عن سعد، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن مثنّى الحنّاط، عن أبي بصير، قال سمعت أبا عبدالله( عليه‌السلام ) يقول: من صلّى أربع ركعات بمائتي مرة( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) في كلّ ركعة خمسين مرة لم ينفتل وبينه وبين الله عزّ وجلّ ذنب إلّا غفر له.

____________________

(١) ثواب الأعمال: ٦.

٢ - الفقيه ١: ٣٥٦ / ١٥٦٠.

٣ - الفقيه ١: ٣٥٧ / ١٥٦١.

٤ - الفقيه ١: ٣٥٧ / ١٥٦٢.

٥ - أمالي الصدوق: ٨٧ / ٣.

١١٣

ورواه الكليني، عن علي بن محمّد وغيره، عن سهل بن زياد، عن علي بن الحكم(١) .

ورواه الشيخ بإسناده عن سهل بن زياد(٢) .

[ ١٠٢٠٢ ] ٦ - قال الشيخ في( المصباح) : وصلاة فاطمة ركعتان تقرأ في الأُولى الحمد مرّة ومائة مرّة ( إِنَّا أَنزَلْنَاهُ ) ، وفي الثانية الحمد مرّة ومائة مرّة( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) .

[ ١٠٢٠٣ ] ٧ - قال: وروي أنّها أربع ركعات مثل صلاة أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) ، كلّ ركعة بالحمد مرّة وخمسين مرّة( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) .

أقول: لا مانع من الجمع بأن تكون لها صلاتان.

١١ - باب استحباب صلاة ركعتين، في كلّ ركعة سورة الإِخلاص ستّين مرّة

[ ١٠٢٠٤ ] ١ - محمّد بن علي بن الحسين بإسناده عن ابن أبي عمير، عن الصادق( عليه‌السلام ) قال: من صلّى ركعتين خفيفتين ب‍( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) في كلّ ركعة ستّين مرّة انفتل وليس بينه وبين الله ذنب.

ورواه الكليني، عن محمّد بن يحيى رفعه، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) ، مثله(٣) .

____________________

(١) الكافي ٣: ٤٦٨ / ١.

(٢) التهذيب ٣: ٣١٠ / ٩٦١.

٦ - مصباح المتهجد: ٢٦٥.

٧ - لم نعثر على هذه الصلاة في المصباح وعثرنا على صلاتين لها (عليها‌السلام ) في ٢٦٦ و ٢٨٢، تقدم ما يدل على بعض المقصود في الحديث ١ من الباب ٧ من أبواب نافلة شهر رمضان.

الباب ١١

فيه حديث واحد

١ - الفقيه ١: ٣٥٧ / ١٥٦٣.

(٣) الكافي ٣: ٤٦٨ / ٣.

١١٤

ورواه الشيخ بإسناده عن محمّد بن يحيى، إلّا أنّه أسقط قوله: خفيفتين(١) .

١٢ - باب استحباب صلاة المهمّات

[ ١٠٢٠٥ ] ١ - الحسن الطبرسي في( مكارم الأخلاق) عن الحسين بن علي ( عليهما‌السلام ) قال: إذا كان لك مهمّ فصلّ أربع ركعات تحسن قنوتهنّ وأركانهن، تقرأ في الأُولى الحمد مرّة، و( حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ) (٢) سبع مرّات، وفي الثانية الحمد مرّة وقوله:( مَا شَاءَ اللهُ لا قُوَّةَ إلّا بِاللهِ إِن تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنكَ مَالا وَوَلَدًا ) (٣) سبع مرّات، وفي الثالثة الحمد مرّة وقوله:( لاَّ إِلَٰهَ إلّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ) (٤) سبع مرّات، وفي الرابعة الحمد مرّة و( أُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللهِ إِنَّ اللهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ ) (٥) سبع مرّات، ثمّ تسأل حاجتك.

١٣ - باب استحباب صلاة أمير المؤمنين ( عليه‌السلام ) ، وكيفيّتها

[ ١٠٢٠٦ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن البرقي، عن سعدان، عن عبدالله بن سنان، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: من صلّى أربع ركعات، يقرأ في كلّ ركعة( قُلْ هُوَ اللهُ

____________________

(١) التهذيب ٣: ٣١٠ / ٩٦٢.

الباب ١٢

فيه حديث واحد

١ - مكارم الأخلاق ٣٣٣.

(٢) آل عمران ٣: ١٧٣.

(٣) الكهف ١٨: ٣٩.

(٤) الأنبياء ٢١: ٨٧.

(٥) غافر ٤٠: ٤٤، تقدم ما يدل على ذلك في الباب ٣٩ من أبواب صلاة الجمعة.

الباب ١٣

فيه حديثان

١ - الكافي ٣: ٤٦٨ / ٢، أورد نحوه عن الصدوق في الحديث ١ من الباب ١٠ من هذه الأبواب.

١١٥

أَحَدٌ ) خمسين مرة لم ينفتل وبينه وبين الله ذنب.

ورواه الشيخ بإسناده عن محمّد بن يعقوب، مثله(١) .

[ ١٠٢٠٧ ] ٢ - محمّد بن الحسن في( المصباح) قال: روي عن الصادق جعفر بن محمّد( عليه‌السلام ) أنّه قال: من صلّى منكم أربع ركعات صلاة أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمّه وقضيت حوائجه، يقرأ في كلّ ركعة الحمد مرّة وخمسين مرّة( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) ، فإذا فرغ منها دعا بهذا الدعاء وذكر الدعاء.

١٤ - باب استحباب التطوّع في كلّ يوم باثنتي عشرة ركعة

[ ١٠٢٠٨ ] ١ - محمّد بن الحسن في( المجالس والأخبار) بإسناده الآتي (٢) عن أبي ذرّ، عن النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) ، في وصيّته له قال: يا أبا ذر، إن الله بعث عيسى بن مريم بالرهبانية وبعثت بالحنيفيّة السمحة، وحبّبت إليّ النساء والطيب وجعلت في الصلاة قرّة عيني، يا أبا ذرّ أيّما رجل تطوّع في يوم باثنتى عشرة ركعة سوى المكتوبة كان له حقّاً واجباً بيت في الجنّة.

١٥ - باب استحباب صلاة الانتصار من الظالم وصلاة العسر

[ ١٠٢٠٩ ] ١ - الحسن بن الفضل الطبرسي في( مكارم الأخلاق) عن

____________________

(١) التهذيب ١٨٨ / ٤٢٧.

٢ - مصباح المتهجد: ٢٥٦، وتقدم ما يدل عليه في الحديث ١ من الباب ٧ من أبواب نافلة شهر رمضان.

الباب ١٤

فيه حديث واحد

١ - أمالي الطوسي ١: ١٤١.

(٢) يأتي في الفائدة الثانية من الخاتمة برقم (٤٩).

الباب ١٥

فيه حديثان

١ - مكارم الأخلاق: ٣٣٢.

١١٦

أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: إذا ظلمت(١) بمظلمة فلا تدع على صاحبك، فإن الرجل يكون مظلوماً فلا يزال يدعو حنى يكون ظالماً، ولكن إذا ظُلمت فاغتسل وصلّ ركعتين في موضع لا يحجبك عن السماء ثمّ قل: اللهمّ إنّ فلان بن فلان قد ظلمني، وليس لي أحد أصول به غيرك فاستوف(٢) ظلامتي الساعة الساعة بالاسم الذي سألك به المضطرّ فكشفت ما به من ضرّ ومكّنت له في الأرض، وجعلته خليفتك على خلقك، فأسألك أن تصلّي على محمّد وآل محمّد وأن تستوفي لي ظلامتي الساعة الساعة، فإنّك لا تلبث حتى ترى ما تحبّ.

[ ١٠٢١٠ ] ٢ - وعن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) إذا عسر عليك أمر فصلّ(٣) ركعتين تقرأ في الأُولى بفاتحة الكتاب و( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) و( إِنَّا فَتَحْنَا - إلى قوله -وَيَنصُرَكَ اللهُ نَصْرًا عَزِيزًا ) (٤) ، وفي الثانية فاتحة الكتاب و( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) و( أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ ) وقد جرّب.

١٦ - باب استحباب صلاة عشر ركعات بعد المغرب ونافلتها، وصلاة ركعتين أُخريين بكيفيّة مخصوصة

[ ١٠٢١١ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن علي بن محمّد، عن بعض أصحابنا، عن أبي الحسن الرضا( عليه‌السلام ) قال: من صلّى المغرب وبعدها أربع ركعات ولم يتكلّم حتى يصلّي عشر ركعات، يقرأ في كلّ ركعة بالحمد و( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) كانت عدل عشر رقاب.

____________________

(١) في المصدر: طلبت.

(٢) في المصدر زيادة: لي.

٢ - مكارم الاخلاق: ٣٣٢.

(٣) في المصدر زيادة: عند الزوال.

(٤) الفتح ٤٨: ١ - ٣.

الباب ١٦

فيه حديثان

١ - الكافي ٣: ٤٦٨ / ٤، والتهذيب ٣: ٣١٠ / ٩٦٣.

١١٧

[ ١٠٢١٢ ] ٢ - وعن علي بن محمّد بإسناده عن بعضهم (عليهم‌السلام ) ، في قوله الله عزّ وجلّ:( إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلاً ) (١) قال: هي ركعتان بعد المغرب، تقرأ في أوّل ركعة بفاتحة الكتاب وعشر من أوّل البقرة وآية السخرة، من قوله:( وَإِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ لاَّ إِلَٰهَ إلّا هُوَ الرَّحْمَٰنُ الرَّحِيمُ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ - إلى قوله -لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ) (٢) وخمس عشرة مرّة( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) ، وفي الركعة الثانية فاتحة الكتاب وآية الكرسي وآخر البقرة من قوله:( للهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ ِ ) (٣) إلى أن تختم السورة، وخمس عشرة مرة( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) ثمّ ادع بعدها(٤) بما شئت، قال: ومن واظب عليه كتب له بكلّ صلاة ستمائة ألف حجّة.

ورواه الشيخ بإسناده عن محمّد بن يعقوب(٥) ، وكذا الذي قبله.

١٧ - باب استحباب صلاة ركعتي الوصيّة بين المغرب والعشاء كلّ ليلة، وكيفيتّها

[ ١٠٢١٣ ] ١ - محمّد بن الحسن في( المصباح) : عن الصادق، عن أبيه، عن آبائه عن أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) ، عن رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) ، أنّه قال: أُوصيكم بركعتين بين العشائين، يقرأ في الأُولى الحمد و( إِذَا زُلْزِلَتِ الأَرْضُ ) ثلاث عشرة مرّة، وفي الثانية الحمد مرّة و( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) خمس عشرة مرّة، فإنه من فعل ذلك في كلّ شهر كان(٦) من الموقنين، فان فعل ذلك

____________________

٢ - الكافي ٣: ٤٦٨ / ٦.

(١) المزمل ٧٣ /: ٦.

(٢) البقرة ٢: ١٦٣ و ١٦٤.

(٣) البقرة ٢: ٢٨٤.

(٤) في نسخة في هامش الاصل:( بعد هذا) بدل( بعدها) .

(٥) التهذيب ٣: ١٨٨ / ٤٢٨.

الباب ١٧

فيه حديث واحد

١ - مصباح المتهجد: ٩٤.

(٦) في نسخة: كتب « هامش المخطوط ».

١١٨

في كلّ سنة كان من المحسنين، فان فعل ذلك في كلّ جمعة مرّة كان من المخلصين، فان فعل ذلك مرّة كلّ ليلة زاحمني في الجنّة، ولم يحص ثوابه إلّا الله تعالى.

١٨ - باب استحباب صلاة الذكاء وجودة الحفظ

[ ١٠٢١٤ ] ١ - الحسن الطبرسي في( مكارم الأخلاق) عن سدير، يرفعه إلى الصادقين ( عليهما‌السلام ) قالا: تكتب بزعفران الحمد وآية الكرسي و( إِنَّا أَنزَلْنَاهُ ) ويس والواقعة و( سَبَّحَ للهِ ) الحشر وتبارك و( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) والمعوّذتين، في إناء نظيف ثمّ تغسل ذلك بماء زمزم أو بماء المطر أو بماء نظيف ثمّ تلقي عليه مثقالين لباناً، وعشر مثاقيل سكراً، وعشر مثاقيل عسلاً، ثمّ تضع تحت السماء بالليل ويوضع على رأسه حديد ثم تصلّي آخر الليل ركعتين، تقرأ في كلّ ركعة الحمد مرّة و( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) خمسين مرّة، فإذا فرغت من صلاتك شربت الماء على ما وصفت فإنّه جيد مجرّب للحفظ، إن شاء الله.

١٩ - باب استحباب الصلاة عند الأمر المخوف

[ ١٠٢١٥ ] ١ - محمّد بن الحسن في( المصباح) بإسناده عن إبراهيم بن عمر الصنعاني، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: للأمر المخوف العظيم تصلّي ركعتين، وهي التي كانت الزهراء (عليها‌السلام ) تصلّيها، تقرأ في الأُولى الحمد مرّة، و( قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ ) خمسين مرّة، وفي الثانية مثل ذلك، فإذا سلّمت صلّيت على النبي( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) ثمّ ترفع يديك وتقول وذكر الدعاء.

____________________

الباب ١٨

فيه حديث واحد

١ - مكارم الأخلاق ٣٤٠.

الباب ١٩

فيه حديث واحد

١ - مصباح المتهجد: ٢٦٦.

١١٩

٢٠ - باب استحباب التنفّل ولو بركعتين في ساعة الغفلة وهي ما بين العشائين

[ ١٠٢١٦ ] ١ - محمّد بن علي بن الحسين قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) ، تنفّلوا في ساعة الغفلة ولو بركعتين خفيفتين، فإنّهما تورثان دار الكرامة، قال وفي خبر آخر: دار السلام وهي الجنّة، وساعة الغفلة(١) بين المغرب والعشاء الآخرة.

وفي( العلل) عن أبيه، عن سعد، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن أبيه، عن زرعة، عن سماعة، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) وذكر الحديث(٢) .

وفي( ثواب الأعمال) عن أبيه، عن سعد، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن أبيه، وهب بن وهب، عن جعفر بن محمّد نحوه (٣) .

وفي( المجالس) عن أحمد بن محمّد بن يحيى عن أبيه، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن أبيه مثله (٤) .

وفي( معاني الأخبار) عن أبيه، عن سعد، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن سليمان بن سماعة، عن عمّه عاصم الكوزي، عن أبي عبدالله، عن أبيه، عن النبي( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) نحوه إلى قوله: والعشاء(٥) .

محمّد بن الحسن بإسناده عن محمّد بن أحمد بن يحيى،( عن

____________________

الباب ٢٠

فيه حديثان

١ - الفقيه ١: ٣٥٧ / ١٥٦٤.

(١) في نسخة زيادة: ما « هامش المخطوط ».

(٢) علل الشرائع: ٣٤٣ / ١.

(٣) ثواب الأعمال: ٧٢.

(٤) أمالي الصدوق: ٤٤٥ / ١٠.

(٥) معاني الأخبار: ٢٦٥.

١٢٠

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

٢٠٥ ـ رواية الحسن بن كثير :

وقد روى الحسن بن كثير وعبد خير ، قالا : لما وصل عليعليه‌السلام إلى كربلا وقف وبكى ، وقال : بأبي أغيلمة يقتلون ههنا. هذا مناخ ركابهم ، هذا موضع رحالهم ، هذا مصرع الرجل.

ـ رواية أخرى :(شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج ٣ ص ١٧١)

عن الحسن بن كثير ، عن أبيه ، أن علياعليه‌السلام أتى كربلاء ، فوقف بها ، فقيل له :

يا أمير المؤمنين ، هذه كربلاء. فقال : ذات كرب وبلاء. ثم أومأ بيده إلى المكان ، فقال : ههنا موضع رحالهم ومناخ ركابهم.

ثم أومأ بيده إلى مكان آخر ، فقال : ههنا مهراق دمائهم. ثم مضى إلى ساباط.

٢٠٦ ـ شهداء كربلاء مثل شهداء بدر (رض):

(أعيان الشيعة للسيد محسن الأمين ، ج ٤ ص ١٤٣)

في منتخب كنز العمال عن الطبراني في الكبير ما لفظه عن شيبان بن محرم ، قال :إني لمع عليعليه‌السلام إذ أتى كربلاء ، فقال : يقتل في هذا الموضع شهداء ليس مثلهم إلا شهداء بدر.

ـ شهداء كربلاء لا يسبقهم سابق :(المنتخب للطريحي ، ص ٨٧)

عن الإمام الصادقعليه‌السلام قال : مر أمير المؤمنينعليه‌السلام بكربلاء ، فبكى حتى اغرورقت عيناه بالدموع ، وقال : هذا مناخ ركابهم ، هذا ملقى رحالهم ، ههنا تراق دماؤهم. طوبى لك من تربة عليها يراق دم الأحبة. مناخ ركاب ومنازل شهداء ، لا يسبقهم من كان قبلهم ولا يلحقهم من كان بعدهم.

٢٠٧ ـ إخبار عليعليه‌السلام أن الحسينعليه‌السلام يقتل وموضع ذلك ، وما في ذلك من معجزات :(مدينة المعاجز لهاشم البحراني ، ص ١٢٠)

روى الشيخ الصدوق بسنده عن ابن عباس ، قال : كنت مع عليعليه‌السلام في خروجه من صفين. فلما نزلنا نينوى ـ وهي بشط الفرات ـ قال بأعلى صوته : يابن عباس أتعرف هذا الموضع؟ قلت : لا أعرفه يا أمير المؤمنين. فقال عليعليه‌السلام : لو عرفته كمعرفتي لم تكن تجوزه حتى تبكي لبكائي. قال فبكىعليه‌السلام طويلا حتى اخضلت لحيته وسالت الدموع على صدره ، وبكينا معه ، وهو يقول : أوه أوه ، مالي

٢٢١

ولآل أبي سفيان مالي ولآل حزب الشيطان وأولياء الكفر. صبرا صبرا يا أبا عبد الله ، فقد لقي أبوك مثل الذي تلقى منهم. ثم دعا بماء فتوضأ وضوء الصلاة ، فصلى ما شاء الله أن يصلي.

وذكر نحو كلامه ، إلا أنه نعس عند انقضاء صلاته وكلامه ساعة ، ثم انتبه فقال :يابن عباس. قلت : ها أنذا. فقال : ألا أحدثك عما رأيت في منامي آنفا عند رقدتي؟ فقلت : نامت عينك ورأيت خيرا يا أمير المؤمنين. قالعليه‌السلام : رأيت كأني برجال قد نزلوا من السماء ، معهم أعلام بيض ، قد تقلدوا سيوفهم ، وهي بيض تلمع ، وقد خطّوا حول هذه الأرض خطة. ثم رأيت كأن النخيل قد ضربت بأغصانها الأرض ، تضرب بدم عبيط (أي طري) ، وكأني بالحسين سخلي وفرخي ومضغتي ومخي ، قد غرق فيه ، يستغيث فلا يغاث. وكأن الرجال البيض (الذين) نزلوا من السماء ، ينادونه ويقولون : صبرا آل الرسول ، فإنكم تقتلون على يدي شرار الناس ، وهذه الجنة يا أبا عبد الله مشتاقة إليك. ثم يعزّونني ويقولون : يا أبا الحسن أبشروا فقد أقرّ الله عينك يوم يقوم الناس لرب العالمين. ثم انتبهت هكذا.

والذي نفس علي بيده ، لقد حدثني الصادق المصدق أبو القاسمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أني سأمر بها في خروجي إلى أهل البغي علينا. وهي أرض كرب وبلاء ، يدفن فيها الحسينعليه‌السلام وسبعة عشر رجلا من ولدي وولد فاطمةعليها‌السلام . وإنها لفي السموات معروفة تذكر أرض كرب وبلاء ، كما تذكر بقعة الحرمين وبقعة بيت المقدس. ثم قال : يا بن عباس ، اطلب حولها بعر الظباء ، فو الله ما كذبت ولا كذبت ، وهي مصفرة ، لونها لون الزعفران. فطلبتها فوجدتها مجتمعة. فناديته : يا أمير المؤمنين قد أصبتها على الصفة التي وصفتها لي. فقال عليعليه‌السلام : صدق الله ورسوله.

ـ قصة مرور عيسىعليه‌السلام بكربلاء :

ثم قام عليعليه‌السلام يهرول حتى جاء إليها فحملها وشمها ، وقال : هي هي ، أتعلم يابن عباس ما هذه الأبعار؟ هذه قد شمها عيسى بن مريم ، وذلك أنه مرّ بها ومعه الحواريون ، فرأى ههنا ظباء مجتمعة وهي تبكي ، فجلس عيسىعليه‌السلام وجلس الحواريون. فبكى وبكى الحواريون ، وهم لا يدرون لم جلس ولم بكى. فقالوا : يا روح الله وكلمته ما يبكيك؟ قال : أتعلمون أي أرض هذه ، هذه أرض من يقتل فيها

٢٢٢

فرخ رسول الله أحمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وفرخ الحرة الطاهرة البتول ، شبيهة أمي ، ويلحد فيها أطيب من المسك ، لأنها طينة الفرخ المستشهد ، وهكذا تكون طينة الأنبياء وأولاد الأنبياء. فهذه الظباء تكلمني وتقول : انها ترعى هذه الأرض شوقا إلى تربة الفرخ المبارك ، وزعمت أنها آمنة في هذه الأرض.

ثم ضرب بيده البعيرات فشمها ، وقال : هذه بعر الظباء على هذا الطيب لمكان حشيشها. اللهم فأبقها أبدا حتى يشمها أبوه ، فتكون له عزاء وسلوة. فبقيت إلى يومنا هذا وقد اصفرت لطول زمنها ، وهذه أرض كرب وبلاء.

ثم قال بأعلى صوته : يا رب عيسى بن مريم ، لا تبارك في قتلته والمعين لهم والخاذل له. ثم بكى طويلا وبكينا معه حتى سقط لوجهه وغشي عليه طويلا. ثم أفاق فأخذ البعر فصّره في ردائه وأمرني أن أصرها كذلك.

ثم قال : يابن عباس ، إذا رأيتها تتفجر دماء عبيطا ويسيل منها دم عبيط ، فاعلم أن أبا عبد اللهعليه‌السلام قد قتل بها ودفن.

قال ابن عباس : فوالله لقد كنت أحفظها أشد من حفظي لما افترض اللهعزوجل علي ، وأنا لا أحلها من طرف كمي. فبينا أنا نائم في البيت فإذا هي تسيل دما عبيطا ، وان كمي قد امتلأ دما عبيطا. فجلست وأنا باك ، وقلت : قتل والله الحسين ، والله ما كذبني قط في حديث ، ولا أخبر بشيء أن يكون إلا كان كذلك ، لأن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يخبره بأشياء لا يخبر بها غيره. ففزعت وخرجت وذلك عند الفجر ، فرأيت والله المدينة كأنها ضباب لا يستبين منها أثر عين. ثم طلعت الشمس فرأيت كأنها منكسفة ، ورأيت كأن حيطان المدينة عليها دم عبيط. فجلست وأنا باك ، وقلت قتل والله الحسينعليه‌السلام .

وسمعت صوتا من ناحية البيت ، وهو يقول : اصبروا آل الرسول قتل الفرخ النحول ، نزل الروح الأمين ببكاء وعويل. ثم بكى بأعلى صوته وبكيت. فأثبتّ عندي تلك الساعة ، وكان شهر محرم يوم عاشور لعشر مضين منه ، فوجدته قتل يوم ورد علينا خبره ، وتاريخه كذلك. فحدثت بهذا الحديث الذين كانوا معه فقالوا :والله لقد سمعنا ما سمعت ونحن في المعركة ، ولا ندري ما هو. قلت : أترى أنه الخضرعليه‌السلام .

٢٢٣

٢٠٨ ـ إخبار الإمام عليعليه‌السلام حين مر بكربلاء وهو سائر إلى صفين :

(وقعة صفين لنصر بن مزاحم ص ١٤٠ ط ٢)

قال نصر بن مزاحم : حدثني مصعب بن سلام عن هرثمة بن سليم ، قال :غزونا مع علي بن أبي طالبعليه‌السلام غزوة صفين. فسار حتى انتهى إلى كربلاء ، فنزل إلى شجرة فصلى إليها ، فلما سلم رفع إليه من تربتها فشمها ، ثم قال : واها لك أيتها التربة ، ليحشرن منك (وفي رواية : ليقتلن بك) قوم يدخلون الجنة بغير حساب.

فلما رجع هرثمة من غزوته إلى امرأته ـ وهي جرداء بنت سمير ، وكانت شيعة لعليعليه‌السلام ـ فقال لها زوجها هرثمة : ألا أعجّبك من صديقك أبي الحسن؟ لما نزلنا كربلا رفع إليه من تربتها فشمها ، وقال : «واها لك يا تربة ، ليحشرن منك قوم يدخلون الجنة بغير حساب». وما علمه بالغيب؟! فقالت : دعنا منك أيها الرجل ، فإن أمير المؤمنين لم يقل إلا حقا.

فلما بعث عبيد الله بن زياد البعث الذي بعثه إلى الحسين بن عليعليه‌السلام وأصحابه ، قال هرثمة : كنت فيهم في الخيل التي بعث إليهم ، فلما انتهيت إلى القوم وحسين وأصحابه ، نظرت إلى الشجرة ، فذكرت الحديث وعرفت المنزل الذي نزلنا فيه مع عليعليه‌السلام ، والبقعة التي رفع إليه من ترابها ، والقول الذي قاله ، فكرهت مسيري. فأقبلت على فرسي حتى وقفت على الحسينعليه‌السلام ، فسلمت عليه وحدثته بالذي سمعت من أبيه في هذا المنزل.

فقال الحسينعليه‌السلام : فأنت معنا أم علينا؟ فقلت : يابن رسول الله لا معك ولا عليك. تركت أهلي وولدي وعيالي ، أخاف عليهم من ابن زياد.

فقال الحسينعليه‌السلام : فولّ في الأرض هربا حتى لا ترى لنا مقتلا ، فو الذي نفس محمد بيده لا يرى مقتلنا اليوم رجل ولا يغيثنا إلا أدخله الله النار. قال هرثمة :فأقبلت في الأرض هاربا حتى خفي علي مقتله.

ملاحظة : هذه الفقرة هي جمع عدة روايات مع بعض ، إحداها وردت في شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ، ج ٣ ص ١٦٩ ط مصر ـ تحقيق محمد أبو الفضل ابراهيم.

٢٠٩ ـ إخبار الإمام عليعليه‌السلام بما سيحدث في كربلاء :

(المصدر السابق ، ص ١٤١)

حدّث نصر بن مزاحم عن مصعب بن سلام عن سعيد بن وهب ، قال : بعثني

٢٢٤

مخنف بن سليم إلى عليعليه‌السلام عند توجهه إلى صفين. فأتيته بكربلاء ، فوجدته يشير بيده ويقول : ههنا! فقال له رجل : وما ذاك يا أمير المؤمنين؟ قال : ثقل آل محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ينزل ههنا ، فويل لهم منكم ، وويل لكم منهم!.

فقال له الرجل : ما معنى هذا الكلام يا أمير المؤمنين؟ قال (ويل لهم منكم) تقتلونهم ، (وويل لكم منهم) يدخلكم الله بقتلهم إلى النار.

٢١٠ ـ حديث الإمام الحسنعليه‌السلام عن مصرع أخيه الحسينعليه‌السلام :

(مناقب ابن شهراشوب ، ج ٣ ص ٢٣٨ ط نجف)

روى الإمام الصادق عن آبائهعليهم‌السلام قال : دخل الحسين على أخيه الحسنعليهما‌السلام يوما ، فلما نظر إليه بكى. فقال له الحسنعليه‌السلام : ما يبكيك يا أبا عبد الله؟ قال :أبكي لما يصنع بك. فقال له الحسنعليه‌السلام : إن الذي يؤتى إليّ سم يدس إلي فأقتل به(١) ولكن لا يوم كيومك يا أبا عبد الله. يزدلف إليك ثلاثون ألف رجل يدّعون أنهم من أمة جدك محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وينتحلون بك الإسلام ، فيجتمعون على قتلك وسفك دمك ، وانتهاك حرمتك ، وسبي ذراريك ونسائك ، وانتهاب ثقلك ، فعندها تحلّ ببني أمية اللعنة ، وتمطر السماء دما ورمادا ، ويبكي عليك كل شيء ، حتى الوحوش في الفلوات ، والحيتان في البحار.

٢١١ ـ إخبار الحسينعليه‌السلام بمقتله :

عن معاوية بن قرة قال : قال الحسينعليه‌السلام : والله ليعتدن عليّ كما اعتدت بنو اسرائيل في السبت.

قال : وأنبأنا علي بن محمد ، عن جعفر بن سليمان الضبعي ، (قال) قال الحسينعليه‌السلام : والله لا يدعوني حتى يستخرجوا هذه العلقة من جوفي ، فإذا فعلوا ذلك سلط الله عليهم من يذلهم حتى يكونوا أذل من فرم الأمة.

__________________

(١) اللهوف على قتلى الطفوف ، ص ١٤.

٢٢٥

أخبار أخرى

٢١٢ ـ ورود سلمان (رض) كربلاء :

(وسيلة الدارين في أنصار الحسين للسيد إبراهيم الزنجاني ، ص ٧١)

في الخبر عن المسيب بن نجبة الفزاري ، قال : خرجت أستقبل سلمان الفارسي حين أقبل من المدينة إلى المدائن. فلما وصل إلى كربلاء تغير حاله وبكى ، وقال :هذه مصارع إخواني. هذا موضع رحالهم ، وهذا مناخ ركابهم ، وهذا مهراق دمائهم. يقتل بها خير الأولين وابن خير الآخرين.

٢١٣ ـ إخبار أبي ذر الغفاري بمقتل الحسينعليه‌السلام ونتائج ذلك :

(الإرشاد للشيخ المفيد ، ص ٢٣٦)

في (كامل الزيارة) عن عروة بن الزبير ، قال : سمعت أبا ذر ، وهو يومئذ قد أخرجه عثمان إلى الربذة ، فقال له الناس : يا أبا ذر أبشر ، فهذا قليل في الله. فقال ما أيسر هذا ، ولكن كيف أنتم إذا قتل الحسين بن عليعليه‌السلام قتلا (أو قال : ذبح ذبحا)؟. والله لا يكون في الإسلام بعد قتل الخليفة (يعني علي بن أبي طالب) أعظم قتيلا منه. وإن الله سيسل سيفه على هذه الأمة لا يغمده أبدا. ويبعث ناقما من ذريته فينتقم من الناس. وإنكم لو تعلمون ما يدخل على أهل البحار ، وسكان الجبال في الغياض والآكام ، وأهل السماء من قتله ، لبكيتم والله حتى تزهق أنفسكم. وما من سماء يمر بها روح الحسينعليه‌السلام إلا فزع له سبعون ألف ملك ، يقومون قياما ترعد مفاصلهم إلى يوم القيامة. وما من سحابة تمر وترعد وتبرق إلا لعنت قاتله. وما من يوم إلا وتعرض روحه على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فيلتقيان.

٢١٤ ـ ملازمة رجل من بني أسد أرض كربلاء :

(تاريخ ابن عساكر ـ الجزء الخاص بالحسين ، ص ٢١٢)

قال العريان بن الهيثم : كان أبي يتبدى فينزل قريبا من الموضع الذي كانت فيه معركة الحسينعليه‌السلام . فكنا لا نبدو إلا وجدنا رجلا من بني أسد هناك. فقال له أبي : أراك ملازما هذا المكان!. قال : بلغني أن حسيناعليه‌السلام يقتل ههنا ، فأنا أخرج إلى هذا المكان ، لعلي أصادفه فأقتل معه.

قال ابن الهيثم : فلما قتل الحسينعليه‌السلام قال أبي : انطلقوا بنا ننظر ، هل الأسدي فيمن قتل مع الحسينعليه‌السلام . فأتينا المعركة وطوّقنا ، فإذا الأسدي مقتول.

٢٢٦

(أقول) لعل هذا الشهيد هو أنس بن الحرثرحمه‌الله . وهذا درس يعلمنا أن المؤمن النبيه يسعى نحو الحق حتى يدركه ، فينال أعلى درجات السعادة والكرامة ، كما فعل أنس بن الحرث الأسدي.

٤ ـ أخبار بمن يقتل الحسينعليه‌السلام

٢١٥ ـ الحسينعليه‌السلام يخبر بأن عمر بن سعد سيقتله :

(كشف الغمة ٢ / ٩ وإرشاد المفيد ص ٢٨٢ والبحار ٤٤ / ٢٦٣)

روى سالم بن أبي حفصة ، (قال) قال عمر بن سعد للحسينعليه‌السلام : يا أبا عبد الله ، إن قبلنا أناسا سفهاء يزعمون أني أقتلك. فقال له الحسينعليه‌السلام : إنهم ليسوا سفهاء ، ولكنهم حلماء. أما إنه يقر عيني أن لا تأكل من برّ العراق بعدي إلا قليلا.

٢١٦ ـ إخبار الإمام عليعليه‌السلام بأن عمر بن سعد يقتل ابنه الحسينعليه‌السلام :

عن الأصبغ بن نباتة ، قال : بينا أمير المؤمنينعليه‌السلام يخطب الناس ، وهو يقول :سلوني قبل أن تفقدوني ، فو الله لا تسألوني عن شيء مضى ولا شيء يكون إلا أنبأتكم به. فقام إليه سعد بن أبي وقاص ، فقال : يا أمير المؤمنين ، أخبرني كم في رأسي ولحيتي من شعرة. فقال : أما والله لقد سألتني عن مسألة حدثني خليلي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنك ستسألني عنها. وما في رأسك ولحيتك من شعرة إلا وفي أصلها شيطان جالس ، وإن في بيتك لسخلا يقتل ابني الحسينعليه‌السلام . وكان عمر بن سعد يومئذ يدرج بين يديه.

(أقول) : فلما كان من أمر الحسينعليه‌السلام ما كان ، تولى عمر بن سعد قتل الحسينعليه‌السلام ، وكان الأمر كما قال أمير المؤمنينعليه‌السلام .

وفي رواية (الإرشاد) للمفيد ص ٢٠ قال له عليعليه‌السلام :

وآية ذلك مصداق ما خبّرتك به. ولو لا أن الذي سألت عنه يعسر برهانه لأخبرتك به ، ولكن آية ذلك ما أنبأتك به من لعنتك وسخلك الملعون.

قال ابن سيرين : وقد ظهرت كرامات علي بن أبي طالبعليه‌السلام في هذا ، فإنه لقي قاتل الحسينعليه‌السلام وهو شاب ، فقال : ويحك ، كيف بك إذا قمت مقاما تخير فيه بين الجنة والنار ، فتختار النار؟

وسيرد هذا الخبر عند الحديث عن عمر بن سعد ، الذي تولى قيادة الجيش لقتال

٢٢٧

الحسينعليه‌السلام ، وقد نصحه الحسينعليه‌السلام كثيرا ، ولكن حب الدنيا أعمى قلبه.

تنبيه حول السائل :ذكر فخر الدين الطريحي في (المنتخب) ص ١٦٦ : أن الذي سأل الإمامعليه‌السلام : كم شعرة في رأسي ، هو يزيد والد خولي بن يزيد الأصبحي.ولعل بعض الروايات تشير إلى أنه سنان بن أنس ، والله أعلم.

يقول العلامة المجلسي في البحار ، ج ٤٤ ص ٢٥٧ : لا يخفى ما في الحديث من تسمية الرجل السائل المتعنت بأنه سعد بن أبي وقاص ، حيث أن سعد بن أبي وقاص اعتزل عن الجماعة وامتنع عن بيعة أمير المؤمنينعليه‌السلام ، فاشترى أرضا واشتغل بها ، فلم يكن ليجيء إلى الكوفة ويجلس إلى خطبة الإمام عليعليه‌السلام .ومن جهة أخرى إن عمر بن سعد قد ولد في السنة التي مات فيها عمر بن الخطاب وهي سنة ٢٣ ه‍ فكان عمره حين خطب الإمامعليه‌السلام هذه الخطبة بالكوفة غلاما بالغا أشرف على العشرين ، لا أنه سخل في بيته.

ولما كان أصل القصة مسلمة مشهورة ، عدل الشيخ المفيد في (الإرشاد) عن تسمية الرجل ، وتبعه الطبرسي في (إعلام الورى) ص ١٨٦. ولعل الصحيح ما ذكره ابن أبي الحديد ، حيث ذكر الخطبة في شرحه على النهج ، ج ١ ص ٢٥٣ عن كتاب (الغارات) لابن هلال الثقفي عن زكريا بن يحيى العطار عن فضيل عن محمد الباقرعليه‌السلام وقال في آخره : والرجل هو سنان بن أنس النخعي.

٢١٧ ـ إخبار النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أن يزيد هو قاتل الحسينعليه‌السلام :

أخرج الطبراني عن معاذ بن جبل ، أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : يزيد ، لا بارك الله في يزيد. نعي إليّ الحسينعليه‌السلام وأتيت بتربته ، وأخبرت بقاتله. والذي نفسي بيده لا يقتل بين ظهراني قوم لا يمنعونه ، إلا خالف الله بين صدورهم وقلوبهم ، وسلط عليهم شرارهم وألبسهم شيعا (أي جماعات متفرقين).

وأخرجه ابن عساكر عن عبد الله بن عمرو بن العاص مرفوعا بلفظ : يزيد ، لا بارك الله في يزيد ، الطّعان اللعّان ، أما إنه نعي إلي حبيبي وسخلي حسين ، أتيت بتربته ورأيت قاتله. أما إنه لا يقتل بين ظهراني قوم فلا ينصرونه ، إلا عمّهم الله بعقاب.

وأخرج أبو يعلى عن أبي عبيدة (قال) قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لا يزال أمر أمتي قائما بالقسط حتى يكون أول من يثلمه رجل من بني أمية ، يقال له : يزيد.

وأخرج ابن أبي شيبة وأبو يعلى والروياني والحافظ أبوبكر محمد بن اسحق ابن

٢٢٨

خزيمة السلمي النيسابوري والبيهقي وابن عساكر والضياء ، عن أبي ذر ، أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : أول من يبدل سنتي رجل من بني أمية. وزاد الروياني : يقال له يزيد.

٢١٨ ـ رواية أخرى :

(معجم الطبراني ص ١٣٠ ومقتل الخوارزمي ص ١٦٠ وكنز العمال ١٣ / ١١٣ وأمالي الشجري ص ١٦٩)

في معجم الطبراني عن عبد الله بن عمرو بن العاص أن معاذ بن جبل أخبره قال :خرج علينا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم متغير اللون ، فقال : أنا محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أوتيت فواتح الكلام وخواتمه ، فأطيعوني ما دمت بين أظهركم ، فإذا ذهب بي فعليكم بكتاب اللهعزوجل ، أحلوا حلاله وحرموا حرامه ، (فإذا) أتتكم الموتة أتتكم بالروح والراحة.كتاب الله من الله سبق ، أتتكم فتن كقطع الليل المظلم ، كلما ذهب رسل جاء رسل ، تناسخت النبوة فصارت ملكا. رحم الله من أخذها بحقها ، وخرج منها كما دخلها.

أمسك يا معاذ واحص!. قال : فلما بلغت خمسة ، قالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : يزيد ، لا بارك الله في يزيد. ثم ذرفت عيناه. ثم قال : نعي إلي حسين ، وأوتيت بتربته ، وأخبرت بقاتله. والذي نفسي بيده لا يقتل بين ظهراني قوم لا يمنعونه ، إلا خالف الله بين صدورهم وقلوبهم ، وسلط عليهم شرارهم وألبسهم شيعا.

ثم قالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : واها لفراخ آل محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من خليفة مستخلف مترف ، يقتل خلفي وخلف الخلف.

أمسك يا معاذ. فلما بلغت عشرة ، قال : الوليد(١) اسم فرعون ، هادم شرائع الاسلام ، يبوء بدمه رجل من أهل بيته ، يسل الله سيفه فلا غماد له ، ويختلف الناس فكانوا هكذا ، وشبك بين أصابعه.

ثم قال : وبعد العشرين والمائة موت سريع وقتل ذريع ، فيه هلاكهم ، ويلي عليهم رجل من ولد العباس.

__________________

(١) لعل المقصود به الوليد بن يزيد بن عبد الملك ، وهو الذي مزّق القرآن وقال :

تهددني بجبار عنيد

فها أنا ذاك جبار عنيد

إذا ما جئت ربك يوم حشر

فقل : يا ربّ مزّقني الوليد

٢٢٩
٢٣٠

الفصل السادس

المآتم الحسينيّة

١ ـ إقامة ذكرى الحسينعليه‌السلام والحزن عليه

ـ إقامة العزاء على الحسينعليه‌السلام

٢ ـ فضل البكاء والحزن على الحسينعليه‌السلام

٣ ـ إقامة ذكرى الحسينعليه‌السلام ومراسم الحزن يوم عاشوراء

ـ اتخاذ بني أمية يوم عاشوراء يوم عيد وفرح

ـ أحاديث موضوعة في فضل يوم عاشوراء وأنه عيد

ـ هل يجوز صيام يوم عاشوراء؟

٤ ـ فلسفة المآتم الحسينية

٢٣١
٢٣٢

الفصل السادس

المآتم الحسينيّة

* مقدمة الفصل :

لا يخفى أن مصيبة الحسينعليه‌السلام الكبيرة قد أقضّت مضجع النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم واستحوذت عليه كل اهتمامه. فلا عجب إذا رأيناه يقيم المأتم على الحسينعليه‌السلام منذ مولده ، وفي عدة مناسبات من حياته. وعلى ذلك سار الأئمة الأطهار ودعوا كل من شايع الحسينعليه‌السلام إلى إقامة الحزن والعزاء عليه في كل مكان وزمان ، ولا سيما يوم العاشر من المحرم ، حتّى صار شعارهم :

«كل أرض كربلا ، وكل يوم عاشورا»

في حين كان بعض المسلمين عمدا أو جهلا يقيمون الفرح في ذلك اليوم ، جريا على السنّة التي اختطها لهم بنو أمية من غابر الزمان.

وسوف نتكلم في هذا الفصل حول إقامة المآتم الحسينية ، ثم فضل الحزن والبكاء على الحسينعليه‌السلام ، ثم إقامة مراسم العزاء والحزن والحداد يوم العاشر من المحرم كل عام. ونتعرض إلى بعض خصوصيات يوم عاشوراء ، والمحاولات المغرضة لتغيير مفهومه وصرفه عن حقيقته. ثم ننهي الفصل بفلسفة المآتم الحسينية ، وتتضمن أهداف ذكرى الحسينعليه‌السلام والفوائد التي تحققها المجالس الحسينية ، وأن هدفها ليس فقط الحزن والبكاء ، وإنما العظة واليقظة والاعتبار ، وتبديل السلوك وتعديل المسار ، والخروج من مستنقع الخطايا والأوزار ، إلى رياض الأخيار وجنان الأبرار.

١ ـ مآتم الحسينعليه‌السلام

مرت في الفصل السابق روايات مستفيضة حول إخبار جبرئيل للنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بنبأ استشهاد الحسينعليه‌السلام ، ثم إخبار محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أهله وأصحابه بذلك. وكان في

٢٣٣

تلك الأحوال يضع الحسين الطفل في حضنه ، ويبكي بكاء شديدا ، ويقبّله من فمه ونحره ، ويشمّه ويضمه إلى صدره ، فكانت تلك المشاهد أول المآتم المقامة على الحسينعليه‌السلام في حياته وقبل مماته. وعلى هذا الهدي المحمدي سار شيعة الحسينعليه‌السلام من بعده ، يقيمون المآتم والعزاء عليه ، بعد موته واستشهاده ، اقتداء بالنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ومشاركة له في محنته ومصيبته.

٢١٩ ـ مأتم الحسينعليه‌السلام في دار فاطمةعليها‌السلام :

(قادتنا : كيف نعرفهم؟ ، ج ٦ ص ١٢٠)

روى الخوارزمي عن علي بن أبي طالبعليه‌السلام قال : زارنا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فعملنا له حريرة ، وأهدت لنا أم أيمن قعبا من لبن وزبدا وصفحة من تمر. فأكل النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأكلنا معه. ثم وضّأت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فقام فاستقبل القبلة ، فدعا الله ما شاء. ثم أكبّ على الأرض بدموع غزيرة مثل المطر. فهبنا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أن نسأله!.

فوثب الحسينعليه‌السلام فقال : يا أبتي رأيتك تصنع ما لم أرك تصنع مثله!.فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : يا بني إني سررت بكم اليوم سرورا لم أسرّ بكم مثله. وإن حبيبي جبرئيل أتاني فأخبرني أنكم قتلى ، وأن مصارعكم شتى ، فدعوت الله لكم ، وأحزنني ذلك.

فقال الحسينعليه‌السلام : يا رسول الله ، فمن يزورنا على تشتّتنا ، ويتعاهد قبورنا؟.قال : طائفة من أمتي ، يريدون برّي وصلتي. فإذا كان يوم القيامة شهدتها بالموقف ، وأخذت بأعضادها ، فأنجيتها والله من أهواله وشدائده.

٢٢٠ ـ في دار أم سلمة :

(تاريخ ابن عساكر ـ الجزء الخاص بالحسين ، ص ١٧٦)

وروى ابن عساكر بإسناده عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند ، عن أبيه (قال) قالت أم سلمة : كان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم نائما في بيتي ، فجاء الحسينعليه‌السلام . قالت : فقصد الباب ، فسبقته على الباب مخافة أن يدخل فيوقظه. قالت : ثم غفلت في شيء ، فدبّ فدخل ، فقعد على بطنه.

قالت : فسمعت نحيب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . فجئت فقلت : يا رسول الله ، والله ما علمت به. فقال : إنما جاءني جبرئيلعليه‌السلام وهو على بطني قاعد ، فقال لي :

٢٣٤

أتحبّه؟. فقلت : نعم. قال : إن أمتك ستقتله. ألا أريك التربة التي يقتل بها؟.(قال) فقلت : بلى. قال : فضرب بجناحه فأتى بهذه التربة. قالت : فإذا في يده تربة حمراء ، وهو يبكي ويقول : يا ليت شعري من يقتلك بعدي؟!.

وفي رواية أخرى للخوارزمي : (قادتنا ـ ج ٦ ص ١٢٦)

قال : ثم أخذ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم تلك القبضة التي أتاه بها الملك ، فجعل يشمّها ويبكي ، ويقول في بكائه : الله م لا تبارك في قاتل ولدي ، وأصله نار جهنم.

ثم دفع تلك القبضة إلى أم سلمة ، وأخبرها بقتل الحسينعليه‌السلام بشاطئ الفرات ، وقال : يا أم سلمة خذي هذه التربة إليك ، فإنها إذا تغيرت وتحولت دما عبيطا ، فعند ذلك يقتل ولدي الحسينعليه‌السلام .

إقامة العزاء على الحسينعليه‌السلام

٢٢١ ـ إقامة العزاء على الحسينعليه‌السلام :

(أسرار الشهادة للدربندي ، ص ٩٣)

يقول الفاضل الدربندي : اعلم أن من تأمل في الأخبار المروية من طرق العامة في فضل الحسن والحسينعليه‌السلام ومناقبهما ، علم أن البكاء على الحسينعليه‌السلام وإقامة تعزيته في كل سنة ، بل في كل شهر ، بل في كل أسبوع ، بل في كل ليلة ، من أفضل العبادات وأشرف الطاعات والقربات. فلعنة الله على كل متعصب من المخالفين ، الذين يأخذون يوم عاشوراء عيدا ، ويسمّون الاجتماع للعزاء والبكاء على سيد الشهداء بدعة ، وذلك كابن حجر العسقلاني ومن مثله.

٢٢٢ ـ ثواب إقامة العزاء على الحسينعليه‌السلام :

(المنتخب للطريحي ، ص ٢٨ ط ٢)

روي أنه لما أخبر النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ابنته فاطمة بقتل ولدها الحسينعليه‌السلام وما يجري عليه من المحن ، بكت فاطمةعليه‌السلام بكاء شديدا ، وقالت : يا أبتي متى يكون ذلك؟. قالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : في زمان خال مني ومنك ومن عليعليه‌السلام . فاشتد بكاؤها ، وقالت : يا أبة فمن يبكي عليه؟. ومن يلتزم بإقامة العزاء له؟. فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :يا فاطمة إن نساء أمتي يبكون على نساء أهل بيتي ، ورجالهم يبكون على رجال

٢٣٥

أهل بيتي ، ويجددون العزاء جيلا بعد جيل في كل سنة. فإذا كان يوم القيامة تشفعين أنت للنساء ، وأنا أشفع للرجال. وكل من بكى على مصاب الحسينعليه‌السلام أخذنا بيده وأدخلناه الجنة.

يا فاطمة ، كل عين باكية يوم القيامة ، إلا عين بكت على مصاب الحسينعليه‌السلام ، فإنها ضاحكة مستبشرة بنعيم الجنة.

٢ ـ فضل البكاء والحزن على الحسينعليه‌السلام

٢٢٣ ـ البكاء على أمناء الرحمن :

(المنتخب للطريحي ، ص ١٦ ط ٢)

يقول فخر الدين الطريحي : فيا إخواني ، كيف لا نبكي على أمناء الرحمن ، وسادات أهل الزمان؟. وكيف لا نجدد النوح والأحزان ، في كل آن ومكان؟. على الشهيد العطشان ، النائي عن الأهل والأوطان ، المدفون بلا غسل ولا أكفان؟.فعلى الأطائب من أهل بيت الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فليبك الباكون ، وإياهم فليندب النادبون ، ولمثلهم تذرف الدموع من العيون.

٢٢٤ ـ فضيلة البكاء من خشية الله :

(أخبار الدول للقرماني ص ١١١)

قال الإمام محمّد الباقرعليه‌السلام : ما اغرورقت عين بمائها من خشية الله ، إلا وحرّم اللهعزوجل وجه صاحبها على النار. فإن سالت على الخدين دموعه ، لم يرهق وجهه قتر ولا ذلّة. وما من شيء إلا له جزاء إلا الدمعة ، فإن الله تعالى يكفّر بها بحور الخطايا. ولو أن باكيا بكى في أمة ، لحرّم الله تلك الأمّة على النار.

(أقول) : ومن هذا القبيل بكاء المؤمن على الإمام الحسينعليه‌السلام .

٢٢٥ ـ البكاء من خوف الله وخشيته :

(أسرار الشهادة ، ص ٤٨)

يقول الفاضل الدربندي : ومنها أن البيت المبني من الطين إذا انهدم أمكن إصلاحه بقرب من الماء ، فكذلك الإنسان المخلوق أصله من الطين ، إذا فسد أمره بارتكاب المعصية ، أمكنه تداركه بإرسال العبرات على الحسرات. كما قال أمير

٢٣٦

المؤمنين ، وسيد الموحدين ، وتاج رؤوس البكّائينعليه‌السلام : أمحوا المثبّتات من العثرات بالمرسلات من العبرات.

٢٢٦ ـ البكاء على الحسينعليه‌السلام هو من خشية الله :

(المصدر السابق ، ص ٤٩)

ويقول الفاضل الدربندي : واعلم أن البكاء على مصاب أهل بيت الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ولا سيما على مصاب سيد الشهداء روحي له الفداء ، ليس أمرا مغايرا للبكاء من خوف الله تعالى. حتّى يتمشّى سؤال : أهل البكاء من خوف الله تعالى أفضل ، أم البكاء على سيد الشهداءعليه‌السلام ؟. بل إن البكاء عليه هو البكاء في محبة الله ، والبكاء المنبعث عن التقرب إلى الله.

٢٢٧ ـ البكاء من خوف الله قسمان :

(المصدر السابق)

ثم يقول الفاضل الدربندي : فإن شئت أن توضّح المطلب في غاية الإيضاح فقل :إن البكاء من خوف الله تعالى ينحلّ إلى نوعين وينقسم إلى قسمين :

الأول : أن يكون منشأ البكاء معاصي الإنسان ، وتذكّره لحالة الاحتضار وأهوال البرزخ والمحشر والعقوبات التي يستحقها. فهذا البكاء وإن كان يطلق عليه أيضا أنه بكاء من خوف الله وقسم منه ، إلا أنه في الحقيقة يرجع إلى بكائه على نفسه وعلى ذنبه.

الثاني : أن يكون ذلك البكاء في مقام محبة الله تعالى ، وملاحظة عظمة صفاته وكبريائه وجبروته ، وفي مقام التفكر في التقصير في عبادته. وهذا في مقام ذوق حلاوة مناجاته ومحبته التي انبعثت عنها المحبة والموالاة لأوليائه وحججه ، فلا يلاحظ في هذا القسم أصلا رجاء الثواب ولا الخوف من العقاب. فلا شك أن هذا القسم من البكاء هو أفضل من القسم الأول. ومما لا شك فيه أن البكاء على مصاب آل الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من هذا القسم ، إذ قد عرفت أن المحبة والموالاة لهم مما يرجع إلى محبة الله وموالاته. ويتضح هذا المطلب عند الفطن المتدبر ، إذا لا حظ عوم الأئمة الطاهرين ، وسباحة حجج الله المعصومين ، في بحار البلايا وقواميس المصائب ، لأجل محبة الله تعالى.

شرح : القواميس : جمع قاموس ، وهو البحر العظيم.

٢٣٧

٢٢٨ ـ ثواب البكاء عامة على الحسين ومصيبة سائر الأئمةعليه‌السلام :

(الخصال الأربعمائة ٢ / ٦٣٥ والبحار ٤٤ / ٢٨٧)

قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : إن الله تبارك وتعالى اطّلع إلى الأرض فاختارنا ، واختار لنا شيعة ينصروننا ، ويفرحون لفرحنا ، ويحزنون لحزننا ، ويبذلون أموالهم وأنفسهم فينا ، أولئك منا وإلينا.

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «كل عين باكية إلا عين بكت على مصاب الحسينعليه‌السلام ، فإنها ضاحكة مستبشرة بنعيم الجنة».

وقال الإمام الرضاعليه‌السلام للريان بن شبيب : إن سرّك أن تكون معنا في الدرجات العلى من الجنان ، فاحزن لحزننا ، وافرح لفرحنا ، وعليك بولايتنا. فلو أن رجلا تولّى حجرا حشره الله معه يوم القيامة.

وقال الإمام عليعليه‌السلام : كل عين يوم القيامة باكية ، وكل عين يوم القيامة ساهرة ، إلا عين من اختصه الله بكرامته ، وبكى على ما ينتهك من الحسين وآل محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . (راجع مقتل العوالم ص ٥٢٥).

٢٢٩ ـ من قطرت عينه قطرة على الحسينعليه‌السلام :

(مجالس المفيد ، ص ٣٤٠ وأمالي الطوسي ١ / ١١٦ والبحار ٤٤ / ٢٧٩)

عن الإمام الحسينعليه‌السلام قال : ما من عبد قطرت عيناه فينا قطرة ، أو دمعت عيناه فينا دمعة ، إلا بوّأه الله تعالى بها في الجنة (غرفا يسكنها) حقبا. (وفي رواية) : أحقابا أحقابا.

شرح : الحقبة من الدهر : مدة لا وقت لها ، جمعها : حقب. وهي كناية عن الدوام.

٢٣٠ ـ فضيلة البكاء على الحسينعليه‌السلام :

(مقتل العوالم ، ج ١٧ ص ٥٢٦)

في (تفسير علي بن إبراهيم) عن الإمام محمّد الباقرعليه‌السلام قال : كان علي ابن الحسينعليه‌السلام يقول : أيّما مؤمن دمعت عيناه لقتل الحسين بن عليعليه‌السلام دمعة ، حتّى تسيل على خده ، بوّأه الله بها في الجنة غرفا يسكنها أحقابا. وأيما مؤمن دمعت عيناه (دمعا) حتّى يسيل دمعه على خده ، لأذى مسّنا من عدونا في الدنيا ، بوّأه الله مبوّأ صدق في الجنة. وأيما مؤمن مسّه أذى فينا ، فدمعت عيناه حتّى يسيل

٢٣٨

دمعه على خديه ، من مضاضة ما أوذي فينا ، صرف الله عن وجهه الأذى ، وآمنه يوم القيامة من سخطه والنار.

٢٣١ ـ البكاء على الحسينعليه‌السلام يحطّ الذنوب :

(بحار الأنوار للمجلسي ، ج ٤٤ ص ٢٨٢)

عن أبي عبد الله الصادقعليه‌السلام قال لفضيل : تجلسون وتتحدثون؟. قال : نعم جعلت فداك. قال : إن تلك المجالس أحبّها ، فأحيوا أمرنا يا فضيل ، فرحم الله من أحيا أمرنا.

يا فضيل ، من ذكرنا أو ذكرنا عنده ، فخرج من عينه مثل جناح الذباب ، غفر الله له ذنوبه ، ولو كانت أكثر من زبد البحر.

٢٣٢ ـ حديث : نفس المهموم لظلمنا تسبيح :

(مجالس المفيد ، ص ٣٣٨ وأمالي الطوسي ١ / ١١٥ والبحار ٤٤ / ٢٧٨)

عن أبان بن تغلب ، عن أبي عبد الله الصادقعليه‌السلام قال : نفس المهموم لظلمنا تسبيح ، وهمهّ لنا عبادة ، وكتمان سرّنا جهاد في سبيل الله.

ثم قالعليه‌السلام : يجب أن يكتب هذا الحديث بالذهب.

٢٣٣ ـ حديث : من دمعت عينه فينا دمعة :

(مجالس المفيد ، ص ١٧٤ وأمالي الطوسي ١ / ٩٧ والبحار ٤٤ / ٢٧٩)

عن محمّد بن أبي عمارة الكوفي ، قال : سمعت جعفر بن محمّدعليه‌السلام يقول :من دمعت عينه فينا دمعة ، لدم سفك لنا ، أو حقّ لنا أنقصناه ، أو عرض انتهك لنا أو لأحد من شيعتنا ، بوّأه الله تعالى بها في الجنة حقبا.

٢٣٤ ـ حديث : من ذكرنا عنده :

(كامل الزيارات ، ص ١٠٤ والبحار ٤٤ / ٢٨٥)

عن فضيل بن فضالة ، عن أبي عبد الله الصادقعليه‌السلام قال : من ذكرنا عنده ففاضت عيناه ، حرّم الله وجهه على النار.

وروي عن الصادقعليه‌السلام قال : لكل سرّ ثواب ، إلا الدمعة فينا.

٢٣٩

٢٣٥ ـ حديث الإمام الصادقعليه‌السلام لمسمع كردين :

(كامل الزيارات ، ص ١٠١ والبحار ٤٤ / ٢٨٩)

سأل الإمام الصادقعليه‌السلام مسمع كردين ، وهو من أهل العراق : هل يبكي على الحسينعليه‌السلام ؟ فقال : بلى

قال : ثم استعبر واستعبرت معه. فقالعليه‌السلام : الحمد لله الّذي فضّلنا على خلقه بالرحمة ، وخصّنا أهل البيت بالرحمة.

يا مسمع ، إن الأرض والسماء لتبكي منذ قتل أمير المؤمنين رحمة لنا. وما بكى لنا من الملائكة أكثر. وما رقأت دموع الملائكة منذ قتلنا. وما بكى أحد رحمة لنا ولما لقينا ، إلارحمه‌الله قبل أن تخرج الدمعة من عينيه. فإذا سالت دموعه على خده غفر الله ذنوبه ، ولو كانت مثل زبد البحر. فلو أن قطرة من دموعه سقطت في جهنم ، لأطفأت حرّها حتّى لا يوجد لها حرّ. وإن الموجع لنا قلبه ليفرح يوم يرانا عند موته ، فرحة لا تزال تلك الفرحة في قلبه حتّى يرد علينا الحوض. وإن الكوثر ليفرح بمحبّنا إذا ورد عليه ، حتّى أنه ليذيقه من ضروب الطعام ما لا يشتهي أن يصدر عنه.

٢٣٦ ـ حديث : من تذكر مصابنا وبكى :

(أمالي الصدوق ، ص ٦٨ وبحار الأنوار ٤٤ / ٢٧٨)

قال الإمام الرضاعليه‌السلام : من تذكّر مصابنا وبكى لما ارتكب منا ، كان معنا في درجاتنا يوم القيامة. ومن ذكّر بمصابنا فبكى وأبكى ، لم تبك عينه يوم تبكي العيون. ومن جلس مجلسا يحيي فيه أمرنا لم يمت قلبه يوم تموت القلوب.

٢٣٧ ـ الحسينعليه‌السلام قتيل العبرة :

(أمالي الطوسي ، ص ١٢١)

عن الإمام الصادقعليه‌السلام (قال) قال الحسين بن عليعليه‌السلام : أنا قتيل العبرة ، قتلت مكروبا ، وحقيق على الله أن لا يأتيني مكروب قط ، إلا ردّه الله وأقلبه إلى أهله مسرورا.

وعن الحسينعليه‌السلام قال : أنا قتيل العبرة ، لا يذكرني مؤمن إلا استعبر.

٢٤٠

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560