وسائل الشيعة الجزء ٩

وسائل الشيعة10%

وسائل الشيعة مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: متون حديثية
ISBN: 964-5503-09-4
الصفحات: 571

المقدمة الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠
  • البداية
  • السابق
  • 571 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 292037 / تحميل: 5984
الحجم الحجم الحجم
وسائل الشيعة

وسائل الشيعة الجزء ٩

مؤلف:
ISBN: ٩٦٤-٥٥٠٣-٠٩-٤
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

- ( فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاسأل الذين يقرءون الكتاب من قبلك لقد جاءك الحق من ربك فلا تكونن من الممترين ).(١) - ( ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله آناء الليل وهم يسجدون. يؤمنون بالله واليوم الآخر ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويسارعون في الخيرات وأولئك من الصالحين. وما يفعلوا من خير فلن يكفروه والله عليم بالمتقين)(٢) .

ويجدُ العلماءُ والباحثُون في ( العهدين ) أنّ هناكَ نصوصاً صريحةً ودقيقةً وتحملُ نوعاً من الإعجاز الذي لايخفى(٣) على كُلّ طالب حقيقةٍ، وعلى سبيل الثال لا الحصر: ما نلاحظُهُ في ذكر الحوادث المستقبليّة كبعض ( النبوءات، وعلامات ظهور المصلح الأعظم في آخر الزمان، وذكر حادثة مهمّة - لها ثقلها في السموات والأرض في قضيّة إمتداد الخطّ الإلهيّ المقدس وتبتني عليها الثورة الإصلاحية الكبرى لمنقذ العالم في آخر الزمان - أعني واقعةكربلاء الأليمة، التي ورد ذكرها على لسان جميع الأنبياء والرّسل(ع) وبكوا لأجلها بحرقةٍ وألم ٍ بالغ ٍ).ثُمّ أنّ الأعمّ الأغلب من هذه النصوص الواردة في ( العهدين ) ليس لها دخلٌ بالتشريع الإلهيّ الذي قد يَمقُتُهُ البعضُ، ويحاول الفرارَ أو النيلَ منه ،أو إخفاءهُ وطمسهُ، لذا فهي لاتزاحم سياسات الظالمين والمنحرفين على مرّ الدهور لأنّها تتعلّقُ بزمنٍ غير زمنهم وبشعوبٍ وأممٍ غير شعوبهم وأممهم، فعلامَ يتمُّ تحريفَها أو إخفاءَها، ولعلَّ هذا أحد الأسباب المهمّة التي أدّت الى حفظها وعدم ضياعها حتى وصلت الينا بثوبها الجميل البهيّ، وإن شابَها شيءٌ ليسَ من سنخها، بسبب القدَم والنسخ والترجمة. ؟ومع هذا فإننا لانقول مطلقاً بعدم وصول يَد التحريف والتخريب اليها عمداً أو من غير قصد العمد، بسبب الترجمة، أوالنقل بالمعنى، أو تعاقب الترجمات في بعضها.الخ، ولكنّ التمعّن في بعض النصوص يورث الإطمئنان بأنّها ترجمةٌ لنصٍّ مُوحى(٤) وإن سَقَطَ منه شيء أو أ’ضيف اليه شيءٌ أو حُذفَ منهُ شيءٌ، وذلك لأنّ فيها نفحةٌ من الغيب واضحةٌ، وسُمُوٌّ في نقل الصورة المستقبلية للحدث المنتظر، يصعب جدّاً، بل يستحيلُ على أيّ إنسان مهما كانت درجتُهُ العلميّة الإلمامُ بها والإحاطة بجزئيّاتها، ومن ثمّ تقديمها الى العالم على انّها بشارةٌ سماويّةٌ حتميّة الوقوع، ماخلا الأنبياء وأوصيائهم ( عليهم الصلاة والسلام ) فهم يُوحى اليهم ويُحدّثون.

____________________

(١) يونس: ٩٤.

(٢) سورة آل عمران: ١١٣- ١١٥.

(٣) وسنمرّ بشيء منها في بحثنا هذا كلٌّ حسب موضوعه و موقعه مع شيء من التحليل للوقوف على جمال ودقّة النص.

(٤) وخير ما عبّرَ به العلماء قولهم هي: من بقايا الوحي، انظر على سبيل المثال لاالحصر: المسيح المنتظر ونهاية العالم، ص٢٤٥. والنص في سفر إشعياء النبيّ (ع) ١١: ١ - ١٠. وحواشي الكتاب المقدس، على المجلد الأول، ص ٥.

٤١

آفاتُ الترجمة وما يرتبطُ بها :

إننا إذا قمنا بترجمة القرآن الكريم الى اللغة الإنكليزية مثلاً، فالكتاب الحاصل بعد الترجمة ليس من حقّنا أن نسميه ( قرآناً ) ولا حتى (ترجمة القرآن )، بل الحقّ أن يسمّى (ترجمةٌ للقرآن ) ،لأنّهُ سيكون ليس كلام الله تعالى قطعاً، بل كلامنا نحن، نحن الذين قمنا بترجمته الى تلك اللغة ؛ ومعنى ذلك: وهذا ما نراه بالوجدان، أنّ القرآن الكريم إذا تُرجمَ الى اللّغات الاخرى فإنه يفقد الكثير من ( المعاني المحتملة، والصور المنقولة، والعمق، والبيان، والبلاغة، وبعض نواحي الإعجاز،. الخ ). وكذلك ترجمات الكتب المقدّسة الاخرى، مع مابها من علاّتٍ أُخَر. لذلك فقد لعبت الترجمات دوراً كبيراً في التشويش والتشويه، وذلك يرجع الى التفاوت الكبير بين المترجمين أنفسهم علميّاً وعقائديّاً، ومن الجدير بالإهتمام أن نذكر شيئاً من ذلك. علماً إننا سنشير الى بعض الشواهد على هذا المدّعى كلٌّ حسبَ موقعه من هذا البحث.

الفروقات بين مترجمي العهدين :

عند دراسة العهدين نجد هناك فروقاً واضحةً بين مُعظَم الترجمات التي قاربت الألف ترجمة للكتاب المقدّس بكلا عهديه لحدّ الآن، ومن الطبيعي لايمكننا الأحاطة بها في بحثنا هذا، ولكن لوقمنا بدراسة إستقرائية لبعضها يتجلّى ذلك بوضوح ؛ وفي البدء لو أننا نظرنا الى المترجمين أنفسهم، على سبيل المثال لاالحصر، ولاحظنا بعض الفروق بين: المترجم ( العالم المتخصّص، ذي العقائد الحقّة والمعارف الهيّة )، وبين المترجم (اللّغوي - الأديب - )، في العهدين. مع عظيم إحترمنا لكافة الجهود العلمية التي بُذلت لترجمة الكتاب المقدس والإعتناء به ولازالت تبذل ؛ ولنُجمل شيئاً من تلك الفروقات بمايلي :

١: إنّا نجد فرقاً ومميّزاً واضحاً بين المترجم العالم باللغة ( الأديب )، وبين المترجم العالم باللغة والعقائد الحقّة والمعارف الإلهية من أتباع مذهب أهل البيت (ع).فالمترجم اللغوي يحاول قدر الإمكان أن يُبرزَ معاني الألفاظ بصورة جيدة فقط ؛ فهو مثلاً يُثبتُ معنىً واحداً فقط يراهُ مناسباً إذا كانت الكلمة محتملة لعدّة معاني وهكذا.وهذا يُحدثُ إرباكاًكبيراً في معنى وجوهر النصّ إذا نظر اليه بمجموعه، فقد تُغيّرُ عدّةَ معانٍ ٍ في نصّ واحد.! لذا يجد المتتبع والقاريء لنصوص الأسفارالمقدّسة في بعض الأحيان كلاماً يُشبهُ كلام ( الطلاسم ) !، وربما في كثير منها لايستطيعُ الوقوفَ على المعنى المراد أو الصورة التي يحاول النصّ ُ رَسمها للقاريء والمستمع على حدٍّ سواءٍ.

٤٢

٢: يتمكّنُ المترجمُ ( ذو العقائد الحقّة والمعرفة بالعلوم الإلهية ) من إثبات الصورة المرادة من النصّ بجدارة، بعكس المترجم اللّغوي الذي قد يَتيهُ ويتخبّطُ في أكثر الأحيان بين الكلمات التي قد يراها غير منسجمة فيما بينها بحسب أفقه الضيّق، ولكونه من غير أهل ألاختصاص.! ولو سئلَ عمّا ترجم في بعض النصوص المهمّة مثلاً، فإنّه لايستطيع نقل الصورة المرادة حينما يُعملُ عقلَهُ وفكرَهُ، بخلاف الأول، الذي له القدرة واللّياقة أن يُثبتَ المراد من النصّ الوارد في أسفار التوراة مثلاً ويثبته نفسه في الإنجيل وإن إختلفت العبارات والألفاظ.، وهكذا ثمّ يستخرجه من القرآن الكريم والسنّة الشريفة وعقائد أهل بيت النبّوة (ع)، فعندئذٍ ٍ يكون مثل هكذا نصّ قد أثبتَ عقيدةً حقّةً واضحةً لاغبارَ عليها في الكتب المقدّسة، لها بعدٌ وعمقٌ شرعيٌّ وتأريخيٌّ وعلميٌّ مهمٌّ ؛ والبشريّة بأسرها بحاجةٍ ماسة اليها، إذ رُبَّما أَخرَجت ولو آدميّاً واحداً من الظلمات الى النور، ومن التيه والضلالة الى سراط الله المستقيم، وتلكَ غايةُ الربّانيينَ على مدى التأريخ.

٤٣

الفصل الثاني: قدسيّةُ ومقامُ منجي العالم وضرورة وجوده

المبحث ألأول :ضرورة وجود المنجي.

اولاً: العقائدُ العامة لجميع البشر بمنجي العالم وحتميّة مجيء يومه الموعود

ثانياً: في القرآن الكريم والأحاديث الشريفة.

ثالثاً: في العهدين.

المبحث الثاني:قدسية ومقام منجي العالم بلسان الأنبياء (ع)

اولاً: في القرآن الكريمثانياً: في العهدين

١: يوم الصاحب (المنجي) يومٌ عظيمٌ مهولٌ

٢: العشقُ والإنتظارُ لحبيبهم المنجي

٣: أَنَّهُ المقيمُ لمملكةِ العدل والسلام الإلهيّة الكبرى

٤: أَنَّهُ القائمُ المنتظرُ المطلوبُ بالضرورة

٥: أنَّهُ هو المدعو لهُ في صلاةِ الأنبياء (ع)

٤٤

تمهيد: قدسيّةُ ومقامُ منجي العالم وضرورة وجوده

إنَّ لمنجي العالم قدسيّةٌ خاصّةٌ ومقامٌ شامخٌ عند الله تباركَ وتعالى وعند جميع الأنبياء والأوصياء والصالحين صلواتُ الله عليهم أجمعين، وأُوضحَ ذلك في جميع الكتب السماويّة المقدّسة وبلسان جميع الأنبياء، ولهُ درجةُ قربٍ من ربّه ليسَ بمقدور الأعمّ الأغلب من البشر الوقوف على كُنهها والإشارة اليها.

ومن ذلك ما أوحى اللهُ عزَّ وجلَّ حسب ما في الكتب المقدسة وما ورد على لسان أنبياءه العظام، أنّ الله سيبدأُ حكمَهُ في الأرض بمجيء المنجي الذي إدّخَرَهُ ليومه الموعود، ويُظهرُ دينهُ على الدين كلّه، وإنّهُ هو الذي يُطهّرُ الأرضَ من الظلم والجور ويملأُها قسطاً وعدلاً، ويُحقّقُ حُلُمَ الأنبياء، ويسخّرُ الله لهُ الكون، ويعطيه كلَّ العلم الخاص بهذه النشأة فيكتملُ بذلك العلم فيصلُ الناسَ ببركة وجوده الى مرحلة من الكمال فائقةٌ في كُلّ أبعادها.ولقد ذكرهُ الأنبياءُ والأولياءُ بكلّ جميلٍ(١) وتمنّوا أن يخدموهُ بأنفسهم والحضور في دولته في آخر الزمان وسَلَّوا أنفسهم بذكره، وفدَّوهُ بأرواحهم وأهليهم، وأظهروا بذلك حبَّهم وعشقهم الأبديّ لوريثهم الشرعي، ومكمل مسيرتهم الطويلة الشاقة، ومدرك ثأرهم.(٢) وأما الإشارة الى ضرورة وجوده(٣) فتكمن في أنَّ الحكيم المطلق لمّا خَلَقَ الإنسان بأحسن تقويمٍ لحكمةٍ بالغةٍ وأمرٍ عظيمٍ وهدفٍ كبيرٍ وليسَ لأمرٍ عاديٍّ عابرٍ، أو للَهوٍ أولعبٍ كان منه سبحانه وتعالى، وأرادَ لَهُ الكمال، وجب عليه بلطفه أن يُرسلَ الرسل مبشّرين ومنذرين، وين-زّلَ الكتب لإخراج الناس من الظلمات الى النور، في كلّ فترات الحيرة والضلالة والبعد عنهُ، وأن يُسعفهم ويُخلّصهم إذا اشتبكت عليهم أغلالُ الظالمين، واشتملت عليهم أصفادُ الكافرين، وأُحكمت عليهم قبضةُ إبليس وجنده المارقين ؛ وكلُّ ذلك حادثٌ في آخر الزمان كما ورد بالتواتر في جميع الأديان، لذا وجبَ عليه بلطفه ومنّه وكرمه وكما وَعَدَ هوَ بنفسه تقدّست أسماؤهُ أن يظهرَ المخلّصَ الأعظم، ولعلَّ في المبحث التالي إثباتٌ لتلك الحقيقة.

____________________

(١) عن أبي جعفر (ع): يكون هذا الأمر في أصغرنا سنَّاً، وأجملنا ذكراً، يورثهُ اللهُ علماً، لايكلهُ الى نفسه). عقد الدرر: ص٤٢.

(٢) انظر: المهدي المنتظر حقيقة أم خراقة، ص ٣٤٧ وما بعدها في موضوع: يجب أن يكون امام العصر موجود، وفيه أيضاً استدلالاً لطيفاً لأحد العلماء، عن قصص العلماء، ص١٠٠.

(٣) انظر: المهدي المنتظر بين الدين والفكر البشري، ص ٢٠، في موضوع ضرورة الإمام واستدلاله اللطيف في ذلك.

٤٥

المبحث ألأول: ضرورة وجود المنجي

إنّ من أعظم منن الله تبارك وتعالى على خلقه هو الأخذ بأيديهم الى درجات الكمال التي رسمها لهم فاطرُ السموات والأرض ومدبّرها، فهو لا ولن يترك خلقه سداً ولو ليوم واحد أو للحظة واحدة، وهذا واضح لايخفى على كلّ ذي عقل ؛ فقد إبتدأ سبحانه وتعالى بلطفه مسيرةً طويلةً، ورسم خطّاً مقدّساً منيراً يستطيع أن يلمسه ويتفحّصه جميع البشر بشكل مباشر ويسيرون عليه وتثبت عليه أقدامهم، وذلك من خلال إرسال الأنبياء والرسل والكتب السماويّة المقدّسة ونصب أعلام الهدى الرّبّانيين منذ الفجر الأول للإنسانية وعلى كرّ الدهور والأيام والى يومنا هذا.

وبفيضه ورأفته ورحمته سدّد أحباءه وأولياءه وأهل الكرامة عليه بالأدلّة الدامغة والبراهين الساطعة والمعجزات الباهرة ،ووقف معهم بمقامه الشامخ المنيف في خندق واحد يدافعُ عنهم ويذبُّ عنهم الأعداء، وشدّ أزرهم بقوّته القاهرة وملائكته المسوّمين والمردفين، وأخبرهم بأنّه معهم يسمع ويرى، فهزم بجنده القليلين المستضعفين جيوش الشرّ والمستكبرين الذين كانوا يفوقونهم بالعدّة والعدد وبحشودهم المليونيّة لأنّهم لم يزالوا ملوك الأرض وأسباب الدنيا بأيديهم، فقد هاجم فرعون بكليمه موسى (ع) فانتصر عليه وأكذب ربوبيّته وقتله، وهاجم نمرود بخليله إبراهيم (ع) وفضحه وأخزاه ودمّره، وزحف على جالوت وطواغيته بقائد جيشه الظافر طالوت (ع) فأراح البلاد والعباد من جبروته وغطرسته.الخ.

٤٦

وهكذا دواليك فهذا ديدنُهُ وخُلُقه، وهكذا هي سنَنُهُ الربانيّه عزّ وجلّ التي ليس لها تبديل وليس لها تحويل وهي جارية في كلّ عصر وزمان. وقد أثبت ذلك بشكل قاطع في القرآن الكريم حيث قال عزّ من قائل :

- (فلم يكُ ينفعُهُم إيمنهُمُ لما رأوا بأسنا سنَّتَ الله التي قد خَلَت

في عباده وخَسرَ هنالكَ الكفرون ).(١)

- ( سنّة الله التي قد خلت من قبل ولن تجد لسنّة الله يبديلا ً)(٢) .

- ( سنّة الله في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنّة الله تبديلا ً)(٣) .

- ( فلن تجد لسنّت الله تبديلا ًولن تجد لسنّت الله تحويلا ً)(٤) .

ثمّ إنّه تبارك وتعالى في كلّ تلك الأحداث الكبيرة وغيرها من الأحداث المروّعة والمريرة والمنعطفات الخطيرة، نراه يوطّد هذا الخطّ المبارك بشكل يدهش الألباب ويحيّر الأفكار ويلفت الأنظار على طول مسير الحياة الإنسانية بالتسديد الغيبي والنصرة والإنارة والتبيين.، حتى صار هذا السراط الإلهيّ المستقيم صلباً منيعاً وذا جذور عميقة ثابتة يصعب على كلّ الظالمين محوه ودثره أو إزالته أوتجاهله، ولكنّهم وبحسب سجايا الإنحطاط والدّناءة التي تغمرهم يحاولون في كلّ عصرٍ وزمانٍ الإلتفاف عليه لتمويه أفعالهم القبيحة لفترة من الزمن وذلك لنيل مآربهم الخسيسة.

هذا وقد آلى الله سبحانه وتعالى على نفسه المقدّسة ووعد المؤمنين من عباده وعداً حتميّاً، وعهد اليهم عهداً قطعيّاً، وكتب ذلك على نفسه المقدّسه، وبيّنه لعموم البشريّة عندما أثبته في كتبه المقدّسة وبشّر به على لسان أنبياءه ورسله (ع) ؛بأنّه لابدّ من أن يظهر دينه على الدين كلّه ولو كره المشركون، وينصرَ أولياءه وعباده المستضعفين ويجعلهم أئمّة ويجعلهم الوارثين(٥) ، وأنّه يدّخر لذلك خليفته الأعظم وهو المصلح في آخر الزمان الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعدما ملئت ظلماً وجوراً وينتقم به لدماء الأنبياء والرسل والشهداء والمظلومين، ويدرك به ثأرَهُ المقدَّس، ويقيم به أحكامه وشرائعه، ويغدق به نعماءه، ولكي يُريَ جميع البشر وغيرهم من عوالم خلقه الأُخرى فَرَجَهُ الأعظم وكيف يكون حكمه تبارك وتعالى(٦) بواسطة وليّه وممثله الشرعي وقوانينه الربوبيّة الرائعة التي مارآها البشر ولاغيرهم يوماً ما قطُّ على وجه هذا الكوكب الذي مرَّ بكلّ أنواع الجور والظلم وسفك الدماء والمحن والمآسي.الخ.

____________________

(١) غافر: ٨٥.

(٢) الفتح :٢٣.

(٣) الأحزاب: ٦٢.

(٤) فاطر: ٤٣.

(٥) انظر: الطُّورُ المهدوي، ص٩٤ - ٩٦ في موضوع: قاعدة النصر الحتمي للمؤمنين.

(٦) انظر: المسيح الموعود والمهدي النتظر، ص١١٩- ١٢٧، في موضوع: ملكوت الله عند السيد المسيح، يعني حكم الله في آخر الزمان وحتميته ووقت حدوثه وشرحه ومصاديقه.الخ.

٤٧

هذا وقد أخبر عزّ وجلّ أنبياءه ورسله مراراً وتكراراً، وأثبت ذلك في كتبه المن-زلة بأنّه سيستفحل الشر في آخر الزمان(١) حتى يورق ويثمر القتله والجزّارين والسفاحين والمتشيطنيين العفنيين والجاحدين والمشركين والكافرين ،حتى يظهرالتغيُّرُ الفساد في البرّ والبحر وفي كلّ مكان(٢) ، وأنَّهُ سيكون هناكَ تصادماً عنيفاً مع الشريعة الإسلامية المقدَّسة والأُمة المؤمنة من جانب وقوى الكفر والإستكبار العالمي(٣) ؛ فيستغيث الأنبياء والرسل والأولياء والقديسون والشهداء إستغاثةَ الغريق ببارئهم(٤) ليُدرِكَ ثأرهم ويأخُذَ بحقّهم ولينقذ أتباعهم المؤمنين المستضعفين الذين لازالوا يبادون ويُطهّرَ الأرض التي ملئوها ظلماً وجوراً بواسطة رجل الله المقدس الموعود فيملأها عدلاً وقسطاً.(٥)

ووعد أنّه سينتقم من اولئك المجرمين جمياً إنتقاماً مرعباً مخيفاً ليس له مثيل ولم يكن له نظير بواسطة وليّه وخليفته المنتقم من الظالمين ومصلح الكون ومنجي المستضعفين ومنقذ المنكوبين وأمل المحرومين، فمن تشرَّفَ برُؤيةِ وجهه المبارك كان كمن رأى وجوه جميع الأنبياء والأوصياء لأنّه وريثهم الشرعي ومكمل بنيانهم الذي أسّسوا، ومن سمعه كان كمن سمع جميع الرسل والمقدّسين فهو لسانهم الصادق في الآخرين، ومن صلىّ خلفَهُ، يكون قد صلى خلف ( رسول الله )صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لأنه خليفتهُ.(٦)

ويحكم بحكم داود (ع ) ولايحتاجُ الى بيّنةٍٍٍ أو شهود، بل يلهمهُ اللهُ تعالى فيحكم بعلمهِ(٧) .الخ.

ويجدرُ بنا أن نبيِّنَ هنا شيئاً من العقائد التي يؤمنُ بها البشر في هذا الصدد :

____________________

(١) انظر: ماقبل نهاية التأريخ، ص١٠٨ وما بعدها في موضوع: نموذج الإنحراف البشري قبل الظهور.

(٢) للمزيد، انظر: جولةٌ في حكومة الإمام المهدي (ع)، ص ٣٧ - ٥١.

(٣) انظر: ماقبل نهاية التأريخ، ص ١٥٣، وما بعدها في موضوع: التصادم مع الشريعة الإسلامية والأمة المؤمنة من قبل النظام العالمي.

(٤) كما سيمرُّ بنا في الفصل الثالث في موضوع: دعاء الأنبياء لمنجي العالم.

(٥) للمزيد انظر: الطُّورُ المهدوي، ص ٢٥ ومابعدها في موضوع: البعد الكوني للمهدوية، وص ١٧٩، ومابعدها في موضوع: حتمية الطور المهدوي.الخ.

(٦) الهداية، ص ٤٢ - ٤٥. الغيبة للنعماني: ٧٥ ضمن ح ٩ عن سليم بن قيس: ٢ / ٧٠٧ عن شيخ من نسل حواري عيسى بن مريم، والاعتقادات: ٩٥، وكمال الدين: ١ / ٢٥١ ضمن ح ١، وص ٢٨٠ ح ٢٧ عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وص ٣٣١ ضمن ح ١٦ عن الباقرعليه‌السلام ، وص ٣٤٥ ضمن ج ٣١ عن الصادقعليه‌السلام ، والغيبة للطوسي: ١١٦، وكفاية الأثر: ٨٠، وص ٩٩ عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مثله. كمال الدين: ١ / ٢٨٤ ح ٣٦ عن رسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وص ٥٢٧ ضمن ح ١ عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وص ٣٣٢ ح ١٧ عن الباقرعليه‌السلام ، وكفاية الأثر: ٢٢٥ عن الحسن بن عليعليه‌السلام نحوه. البيان في أخبار صاحب الزمان :ص١٠٩، ص١١٠، وص١١٢، وص ١١٣، وص ١١٧، وص ١٢٤، والفصول المهمة لابن الصباغ المالكي:ص ١٩١، وص٢٩٢، وص ٢٩٣، والعرف الوردي في أخبار المهدي: ٦٤، وص ٧٨، وص ٨١، وص ٨٦. والبرهان في علامات مهدي آخر الزمانعليه‌السلام : ١٥٨ ح ١، وص ١٦٠ ح ٧ وح٨ و ح ٩ نحوه، وص ١٧٦ مثله. انظر صحيح مسلم: ١ / ٩٤، وص ٩٥، وشرح سنن ابن ماجة: ٢ / ٥١٤، ومسند ابن حنبل: ٣ / ٣٤٥، وص ٣٦٧، وص ٣٨٤، و ج ٤ / ٢١٧.

(٧) قال الصادقُ (ع): ( إذا قامَ قائمُ آل محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حكمَ بين الناسِ بحكم داود، ولايحتاجُ الى بيّنةٍ، يلهمهُ الله تعالى فيحكم بعلمه ). روضة الواعظين، ص ٢٦٦. بصائر الدرجات، ج٥، ص ٢٥٩.

٤٨

اولاً :العقائدُ العامّةُ لجميع البشر بمنجي العالم وحتميّة مجيء يومه الموعود

إنّ‌ امرَ منجي العالم المنتَظر‌، وقوة‌ ظهوره‌، وشدّة‌ نوره‌، قد إخترق‌ جميع‌ العوالم‌ عبر الدهور ولم يقف‌ عند حدٍّ وأمدٍٍ أبدا ً! لذا نجد ان‌ جميع‌ البشر(١) على وجه‌ الارض‌ سواء كانوا من‌ اهل‌ الديانات‌ السماوية ‌او من‌ اهل‌ المذاهب‌ والفلسفات‌ بما فيها الوثنية‌ والالحادية‌ وغيرهم‌، يلهجون ‌بذكر المصلح‌ والمنقذ لسكان‌ العالم‌.(٢)

وقد كان للفطرة الإنسانية دورٌ كبيرٌ في ترسيخ هذه العقيدة وغرسها في النفوس، وأنَّ الله تباركَ وتعالى لم يقطع أملَ الإنسانية في كلّ عصرٍ من العصور، وهو نوعٌ من التربية الرَّبّانيَّة لعموم البشر ولطفٌ محضٌ، وقد عبَّر عن هذه الحقيقة أَحدُ أعاظم العلماء يقوله:

(. ليسَ المهدي(٣) تجسيداً لعقيدةٍ إسلاميةٍ ذات طابعٍ دينيٍّ فحسب، بل هو عنوانٌ لطموح ٍ اتَّجهت اليه البشرية بمختلف أديانها ومذاهبها، وصياغةٍ لإلهامٍ فطري. ) الخ.(٤)

وعلى سبيل المثال لاالحصر، فإنّ أصحاب‌ الديانة‌ (البرهمية‌) يعتقدون‌ بمخلص‌ الانسان(٥) ، ويعتقد البوذيّون‌ ب- (المولود الوحيد ومخلّص‌ العالم‌)(٦) ، وهو: المنتظر عندهم وهو ( بوذا الخامس )(٧) ، واما العقيدة‌ (المانويّة‌) فانها‌ ترى‌' ان‌ المسيح ‌اختفى وسيعود في‌ المستقبل(٨) . وما الى‌ ذلك‌.

____________________

(١) انظر: المهدي المنتظر حقيقة أم خراقة ،ص ١٩٢ وما بعدها في موضوع: عقائد الأمم في المهدي (ع). و: المهدي المنتظر بين الدين والفكر البشري، ص ٢٠، تحت عنوان: فكرة المخلص المنتظر.

(٢) انظر: المهدي المنتظر حقيقة أم خراقة، ص ١٩١ وما بعدها في موضوع: عقائد الأمم في المهدي (ع).

(٣) الإمام المهدي (ع): هو منجي العالم في عقائد المسلمين.

(٤) كتاب: بحثٌ حول المهدي، ص ٧، وما بعدها. وانظر: المهدي المنتظر بين الدين والفكر البشري، ص ٢٠، تحت عنوان: فكرة المخلص المنتظر: سادت هذه الفكرة ومازالت لدى كلّ الأديان المعروفة، وبشكلٍ خاص الأديان السماوية نتيجةً لإخبار أَصحاب الرسالات السماوية بها.الخ.

(٥) د: على عبد الواحد، ألأسفار المقدسه: ص١٢٨ - ١٣٠.

(٦) د: على عبد الواحد، ألأسفار المقدسه: ص ١٣٠.

(٧) المهدي المنتظر حقيقة أم خراقة، ص ١٩١، في موضوع: عقائد الأمم في المهدي (ع).

(٨) الفرق الاسلاميه: ص٣٠.

٤٩

وأما الزرادشتية: فانَّهم ( يترقبون موعوداً في كتبهم، ككتاب أوستا و زند و رسالة جاماسب و دينيك و زرادشت، وهو الموعود الثالث عندهم ويلقّبونهُ ب- ( سوشيانت المنتصر ) حيث قالوا:

( إن سوشيانت المزدية بمثابة كريشناي البراهمة، وبوذا الخامس لدى البوذية، والمسيح لدى اليهود، وفارقليط عند العيسوية، وبمنزلة المهدي لدى المسلمين ).(١)

وأما الهنود: فقد ( ذكروا منقذاً موعوداً في كتبهم، ككتاب ( مهابهاراتا ) وكتاب (بورانهها)، وقالوا: ( تذهب الأديان جميعاً الى أنه في نهاية كلّ مرحلةٍ ٍمن مراحل التأريخ يتجهُ البشرُ صوبَ الإنحطاط المعنوي والأخلاقي وحيث يكونون في هبوط فطري وابتعاد عن المبدأ، ويمضون في حركتهم مضيَّ الأحجار الهابطة نحو الأسفل، فلا يمكنهم أنفسهم أن يضعوا نهايةً لهذه الحركة التنازلية والهبوط المعنوي والأخلاقي، إذاً فلا بدَّ من يومٍ تظهرُ فيه شخصيةٌ معنويةٌ على مستوىً رفيع تستلهمُ مبدأ الوحي وتنتشلُ العالمَ من ظلمات الجهل والضياع والظلم والجور ).(٢)

ويعتقدُ اليهود بان‌ المصلح‌ المنتظر في‌ آخر الزمان‌ هو «ايليَّا»، واما المسيحيون ‌فيعتقدون‌ بانه‌ «عيسي‌ بن‌ مريم‌»(٣) . وأنّ ( إيليَّا ) هذا، وكما يعتقد اليهود هو: نبيٌّ يأتي في آخر الزمان فينصره الله تعالى وينتقم من الظالمين، هذا وتضجُّ أسفارُ توراتهم وآثارهم بانتظار موعود مخلّصٍ، كما في كتاب: ( نبوءة هيلد ) و ( بشارات العهدين) ص٧ وما بعدها، و ( دانيال النبيّ ) و ( النبيّ حجّي ) و ( النبيّ صفينا ) و ( النبيّ إشعيا)، وكلّها مطبوعةٌ ضمن الكتاب المقدّس ( التوراة ).(٤) فأمّا قولهم بأنّه نبيٌّ فهو باطلٌ بسبب ختم النبوّات والرسالات بالنبيّ والرسول الخاتم محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ولانبيّ بعده قطعاً ؛ ومادامت هذه البشارة صحيحةٌ وثابةٌ فيبقى لها وجهٌ واحدٌ للحقّ والصدق بعد دراسة هذه العبارة والتمعّن فيها.

____________________

(١) المهدي المنتظر حقيقة أم خراقة، ص ١٩١.عن دائرة المعارف الفارسية، الجزء الأول، ص١٣٧٣. انظر: الإمام المهدي في كتب الأُمم السابقة والمسلمين، ص٥٢.

(٢) المهدي المنتظر حقيقة أم خراقة، ص ١٩١.عن شمس المغرب، للحكيمي، ص٥٣. انظر: الإمام المهدي في كتب الأُمم السابقة والمسلمين، ص٥٣ - ٥٤.

(٣) انظر اصول الدين: ص٣٦٧.

(٤) المهدي المنتظر حقيقة أم خراقة، ص ١٩١. انظر: الإمام المهدي في كتب الأُمم السابقة والمسلمين، ص٥٥ - ٥٧.

٥٠

فلو قارنّا بين اسمي (ايليَّا ) و (عليّا ) لفُتحَ لنا عالمٌ آخر، فلعلَّ المراد هو البشارة بمجيء عليّ (ع) سواءٌ بمجيئه الأوّل مع النبيّ محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أوالثاني وذلك في زمن الرجعة فقد جاءت بذلك الأخبارالشريفة وليس هنا مجال بحثه، ولكن لو رجعنا الى الإنجيل لسهل الأمر أكثر، حيث جاء في‌ الانجيل‌ قوله‌ :

( وهذه‌ شهادة‌ُ يوحنا، حين‌ َ أرسَلَ‌ اليهودُ من‌ أورشليم كهنةً‌ ولاويّينَ ؛ليسألوه: من ‌انت ‌؟ فاعترف، ولم‌ ينكر، وأقرَّ: أني‌ لست‌ُ أنا المسيح.فسألوه‌: إذن‌ ماذا ؟ إيليَّا ؟ فقال‌: لست‌ُ أنا. النبي‌ ُّ أنت ‌؟ فأجاب: لا ).(١) فانَّ المراد بايليَّا ليسَ‌ الياساً - كما ربّما يُدّعى - وذلك‌ لانه‌ قد كان‌ قبل‌ عيسى بقرون ‌،فلا بد أن‌ يكون‌ المقصود به‌ رجلاً يأتي‌ بعد عيسى. وكذلك‌ الحال‌ بالنسبة‌ الى‌النبي‌ الذي‌ سألوه‌ عنه‌.

ومن‌ المعلوم‌ انه‌ لم‌ يأت‌ بعد عيسى غير نبينا محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ،واوصيائه‌عليهم‌السلام فلعل‌ المقصود بالنبي‌ هو محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وبايليَّا وصيّه‌ُ علي‌ّعليه‌السلام .(٢)

ويعتقد النصاري‌: أن‌ المسيح‌ (ع) قُتلَ‌ وصُلبَ‌ ودٌفنَ‌ ثم‌ قام‌ في‌ اليوم‌ الثالث ‌وصعد الى‌ السماء وجلس‌ عن‌ يمين‌ ابيه‌ وهو مستعد للمجي‌ء تارة‌ اخرى للقضاء بين‌ الاموات‌ والاحياء.)(٣) .

____________________

(١) انجيل يوحنا :الاصحاح الأول، الفقرات (١٩ - ٢١ ) الأصل العبري.سفر يوحنا، ١: ١٩ - ٢١، جمعية الكتاب المقدس في لبنان، الكتاب المقدس، ص ١٢٥.العهد الجديد، سفر يوحنا، الإصحاح ١، الفقرات ١٩ - ٢١، الكتاب المقدّس باللغة العربية ٧٣ سفراً، مصر.

(٢) الصحيح من سيرة النبى ألأعظمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ج٢ ص٢٢٠.

(٣) الملل والنحل: ج١ ص٢٢٧ باختصار شديد من ملخص عقيدة النصارى. و أُنظر: المسيح المنتظر ونهاية العالم، ص ١٥٨ في موضوع عودة المسيح (ع)، وكذلك تواتر الأحاديث في نزوله، ص ٢٠٦، والرجاء المبارك لدى النصارى بنزول عيسى (ع) في ص ٢٥٠، وأنَّ رجوعهُ ونزولهُ حقٌّ يقينٌ حتميٌّ لاشبهةَ فيه كما في: دانيال: ٧/ ١٣، وإنجيل يوحنا: ٤/٢٨، وسفر ألأعمال: ١ / ١٠ - ١١، ورؤيا يوحنا: ١ / ٧ , ورؤيا يوحنا: ٢٢/ ٧، ورؤيا يوحنا: ٢٢ / ١٢.

٥١

وأما بشأن عقيدة المسيحيين بكون المنجي هو عيسى (ع): فمن المعلوم عند جميع فرق المسلمين وهو حقٌّ لاريبَ فيه: اقتران‌ ظهور المهدي‌ المنتظر (عج‌) مع‌ نزول‌ عيسى(ع) من‌ السماء، وقد تواترت(١) روايات المسلمين في ذلك، ومن مضامينها:

( ان عيسى ين-زل وقد صلى الامام وهو المهدىُّ بالناس، العصر، وقيل: الصبح، فيتأخر فيقدمه عيسى، ويصلى عيسى خلفه. وما نزل عيسى على مقتضى هذه الأخبار الا بعد نفوذ دعوة الامام واجتماع الناس عليه فيكون مصدقا لدعوة الامام في دعواه، وقوة له وعونا. )(٢)

من هنا فقد وقع أتباع معظم الديانات التي سبقت الإسلام ،وخاصةً المسيحية منها، في إرباكٍ كبير وخلط واسع بين البشارات الخاصة ب- (منجي العالم ) والبشارات الخاصة ب- (نزول عيسى -ع - من السماء ورجوعه الى الأرض مرةً ثانية )،وذلك لكون مجيئهما وحضورهما في عصر واحد، وبسبب التشابه الكبير بين نصوص البشارات الخاصة بكلّ واحدٍ منهما، وعدم إطّلاعهم على بشارات القرآن والنبيّ الأكرم محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأتباعه الصالحين (رض) بخصوص هذا الأمر، وإعتمادهم كليّاً ووقوفهم على ماقاله السلف والآباء حول تفسير هذه البشارات الواردة في كتبهم المقدسة - وهذا موضوعٌ خصبٌ يطول بحثه وليس هنا محلّه - لذا فقد غابت عنهم حقيقةٌ إلهيّة ٌمهمةٌ لطالما نادى بها الدين الإسلاميّ الحنيف عبرَ القرآن الكريم والرسول محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والأئمَّة الأطهار من أهل بيته (ع) وصحبه أجمعين ؛ إذ يملكُ الأسلامُ في هذا الموضوع صورةً ربّانيّةً مشرقةً وواضحةً لها عمقُها وبعدُها التأريخيّ والعقيديّ، فقد قال الله تباركَ وتعالى في كتابه العزيز :

____________________

(١) وكونها متواترةٌ تواتراً معنويّاً في نزول المسيح (ع)، أُنظر: المسيح المنتظر ونهاية العالم، ص٢٠٦.

(٢) العمدة، ص٤٣٨.

٥٢

( إذ قالَ اللهُ يعيسى إنّي مُتوفيّكَ ورافعُكَ إليَّ ومطهّرُكَ من الذين كفروا وجاعلُ الذينَ اتَّبعوكَ فوقَ الذينَ كفروا الى يوم القيامة ثُمَّ إليَّ مرجعكم لإَأَحكُمُ بينكم فيما كنتم فيه تختلفون ).(١)

وجاء في الخبر أيضاً: (. قال تعالى لعيسى: أَرفعُكَ إليَّ ثمَّ أُهبطكَ في آخر الزمان لترى من أُمَّة ذلك النبيّ العجائب، ولتعينهم على اللعين الدَّجال، أُهبطُكَ في وقت الصلاة لتصلّي معهم، إنَّهم أُمَّةٌ مرحومةٌ ).(٢)

____________________

(١) سورة آل عمران: آية ٥٥، و( متوفيك) هنا: ليس بمعنى، توفّى الله فلاناً: قبض روحه، انظر القاموس الفقهي، د. سعدي أبو حبيب، ص ٣٨٤، حرف الواو. ولكن هنا بمعنى إني آخذك إليَّ تاماً وافياً لابعيب ولانقص ورافعك الى سمائي أو الى كرامتي.، أو كما قيل بالتقديم والتأخير وأن المعنى: رافعك ومتوفيك. الخ، وسمى رفعه إلى السماء رفعا إليه: تفخيما لأمر السماء يعني: رافعك لموضع لا يكون عليك إلا أمري. كما قال حكاية عن إبراهيمعليه‌السلام : ( اني ذاهب إلى ربي سيهدين ) أي إلى حيث أمرني ربي، سمى ذهابه إلى الشام ذهابا إلى ربه. الخ. وللمزيد انظر: كمال الدين وتمام النعمة، ص٢٢٥. بحار الأنوار، ج١٤ ص ٢٥٠, و ص ٣٣٥، و ص ٣٣٦، و ص ٣٣٨ ,و ص ٣٤٤، و ص ٥١٦.الخ. تفسير القمي، ج١ ص ١٠٣. الكشاف، ج١ ص٣٤٢. تفسير جوامع الجامع، ج١ ص٢٩١. ففي بحار الأنوار :ج ١٤، ص ٣٤٣ - ٣٤٤ :

( إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي ) قيل في معناه أقوال: أحدها أن المراد به أني قابضك برفعك من الأرض إلى السماء من غير وفاة بموت عن الحسن وكعب وابن جريح وابن زيد والكلبي وغيرهم، وعلى هذا القول يكون للمتوفي تأويلان: أحدهما: إني رافعك إلي وافياً لم ينالوا منك شيئاً، من قولهم: توفيت كذا واستوفيته، أي أخذته تاماً. والآخر: إني متسلمك، من قولهم: توفيت منك كذا أي تسلمته. وثانيها: إني متوفيك وفاة نوم، ورافعك إليَّ في النوم، عن الربيع، قال: رفعه نائماً، ويدل عليه قوله: ( وهو الذي يتوفاكم بالليل ) أي ينيمكم، إن النوم أخو الموت، وقوله: ( الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها ). وثالثها: إني متوفيك وفاة موت، عن ابن عباس ووهب، قالا: أماته الله ثلاث ساعات. وأما النحويون فيقولون: هو على التقديم والتأخير، أي إني رافعك ومتوفيك، لان الواو لا توجب الترتيب بدلالة قوله: ( فكيف كان عذابي ونذر) والنذر قبل العذاب وهذا مروي عن الضحاك. ويدل عليه ما روي عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال: عيسىعليه‌السلام لم يمت وإنه راجع إليكم قبل يوم القيامة. وقد صح عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال: كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم وإمامكم منكم ؟ رواه البخاري ومسلم في الصحيحين، فعلى هذا يكون تقديره: إني قابضك بالموت بعد نزولك من السماء. وقوله: ( ورافعك إلي) فيه قولان: أحدهما: أني رافعك إلى سمائي والآخر أن معناه: رافعك إلى كرامتي، ومطهرك من الذين كفروا، بإخراجك من بينهم فإنهم أرجاس، وقيل: تطهيره منعه من كفر يفعلونه بالقتل الذي كانوا هموا به لان ذلك رجس طهره الله منه. الخ.

(٢) كمال الدين وتمام النعمة، ص ١٦٠. الجواهر السنية، ص ١١٣. حلية الأبرار، ج ١، ص ١٦٩. آمالي الصدوق، ص ١٦٠. بحار الأنوار، ج ١٤ ص ٢٨٦، وج ١٦ ،ص ١٤٥ ب ٨ ح١، وج ٥٢ ص ١٨١ ب ٢٥ ح ١ آخره. الزام الناصبب، ج ١، ص ١٦٠، عن العوالم. اعلام الورى، ج١ ص ٦٠. الإيقاظ من الهجعة بالبرهان على الرجعة، ص ٣٠٠. الإيمان والكفر، ص ١٣٧،. الخ.

٥٣

هذا وقد صرَّحَ عيسى (ع) بأنّه ليسَ هو المنجي للعالم في آخر الزمان، بل هناك من يأتي ويطلبُ بحقّ الجميع بما فيهم عيسى (ع) نفسه، كما في قوله: ( أنا لا أطلُبُ مجداً لي. هناكَ من يطلُبُهُ لي ويحكم ).(١) وأمثالُ هذا كثير ٌ لمن تمعَّنَ وتدبَّرَ في الكتب المقدَّسة.

ثمّ (أنَّ المفسّرينَ الإنجيليّين َيقولون: المبشَّر به في هذه الآيات(٢) ، لم يولد حتى الآن، ولانعرفُ لها تفسيراً واضحاً، حتى يُولد فنعرف كيف هو وأنّى).(٣)

بل إنَّ الكثير من سنخ هذه الآيات كما عبَّروا تعتبرُ ألغازاً بالنسبة لهم، ولم يستطيعوا الوقوفَ على تفسيرها لما بيَّنّا ومرَّ آنفاً.

واعتقاد اهل‌ السنة‌: انه‌ سيظهر في‌ آخر الزمان‌ مهدي‌ يقوم‌ بالسيف‌ وانه: (قد تواترت‌ الاخبار واستفاضت‌ بكثرة‌ رواتها عن‌ المصطفىصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . بخروجه‌، وانه‌من‌ اهل‌ بيته‌، وانه‌ يملك‌ سبع‌ سنين‌، وانه‌ يملا الارض‌ عدلاً، وانه‌ يخرج‌ مع‌ عيسى علي‌ نبينا وعليه‌ افضل‌ الصلاة‌ والسلام‌. وانه‌ يؤمُّ‌ هذه‌ الامة‌ ويصلي‌ عيسى خلفه‌ ).(٤)

____________________

(١) انجيل يوحنا ٨: ٥٠، العهد الجديد، جمعية الكتاب المقدس في لبنان، الكتاب المقدس ،ص ١٦٩. المسيح الموعود والمهدي النتظر، ص ٦٠ - ٦٨. انجيل يوحنا٨: ٥٠،الكتاب المقدّس باللغة العربية ٧٣ سفراً، مصر.

(٢) والآيات التي عَنَوها هي في: رؤيا يوحنا ٢: ٢٦ - ٢٩. رؤيا يوحنا ١٢: ١ - ١٧. إنجيل متى: ٢٤. انظر: المسيح الموعود والمهدي النتظر، ص١٠٣ - ١٠٧.

(٣) المسيح الموعود والمهدي النتظر، ص١٠٣ - ١٠٨.

(٤) الصواعق المحرقه :٩٩. أصول الدين: ص٣٨٣ - ٣٨٤

٥٤

ويعتقدون‌ أيضاً:

ان‌ المهدي‌: «من‌ اشراط‌ الساعة‌ وانه‌ لا بد في‌ آخر الزمان‌ من‌ ظهور رجل‌ من‌ اهل‌البيت‌ يؤيد الدين‌ ويظهر العدل‌ ويتبعه‌ المسلمون‌ ويستولي‌ على الممالك ‌الاسلامية‌، ويسمى - المهدي‌ - ).(١) وانهم‌ ليرون‌ في‌ ذلك‌ ما يراه‌ الشيخ‌ عبد العزيز بن‌ باز رئيس‌ الجامعة‌ الاسلامية‌ في‌المدينة‌ المنورة‌ اذ يقول: ان‌ «امر المهدي‌ امر معلوم‌ والاحاديث‌ فيه‌ مستفيضة‌ بل‌متواترة‌ متعاضدة‌. فهي‌ بحق‌ تدل‌ على ان‌ هذا الشخص‌ الموعود؛ امره‌ ثابت‌ وخروجه‌ حق‌ ».(٢) ولقد لخَّص‌ هذه‌ الحقيقة‌ العالم‌ العراقي‌ السني‌ الشيخ‌ صفاء الدين‌ آل‌ شيخ‌ الحلقة ‌فقال: «واما المهدي‌ المنتظر فقد بلغت‌ الاحاديث‌ الواردة‌ فيه‌ حداً من‌ الكثرة‌ يورث‌الطمأنينة‌ بان‌ هذا كائن‌ في‌ آخر الزمان‌، فيعيد للاسلام‌ سلامته‌ وللايمان‌ قوته‌وللدين‌ نضارته‌. وهي‌ متواترة‌ بلا شك‌ ولا شبهه‌، بل‌ يصدق‌ وصف‌ التواتر على‌ ما دونها، على‌جميع‌ الاصطلاحات‌ المحررة‌ في‌ الاصول‌».(٣)

وهكذا فان‌ نور الامام‌ المنتظر (عج‌) قد إخترق‌ افهام‌ العلماء واستقرّ في‌ جوانحهم‌ منذ احقاب‌بعيدة‌ جداً، فجعلهم‌ يسارعون‌ في‌ تأليف‌ الكتب‌ والرسائل‌ الخاصة‌ به‌(عج‌)، انطلاقاً من‌ ايمانهم‌ به‌ وتصحيحاً للاخبار الواردة‌ فيه‌، لتعرف‌ الاجيال‌ من‌ بعدهم‌جلية‌ الامر وواقعه‌ كما ورد في‌ التشريع‌ على‌ لسان‌ النبي‌ الاعظمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ‌، وكان‌ من‌ جملة‌ اولئك‌ على‌ سبيل‌ التمثيل‌ لا الحصر:

____________________

(١) المهدى والمهدويه :ص١١٠. أصول الدين: ص٣٦٨.

(٢) مجلة الجامعه الاسلاميه: العدد ٣ ص ١٦١- ١٦٢، أصول الدين: ص٣٦٨.

(٣) أصول الدين: ص٣٧١.

٥٥

١ - عباد بن‌ يعقوب‌ الرواجني‌ المتوفي‌ سنة‌ ٢٥٠ ه-: له‌ كتاب‌ «اخبار المهدي‌».

٢ - ابو نعيم‌ الاصبهاني‌ المتوفي‌ سنة‌ ٤٣٠ ه-: له‌ كتاب‌( اربعين‌ حديثاً في‌ امرالمهدي‌»(١) ، وكتاب‌ «مناقب‌ المهدي‌»، وكتاب‌ «نعت‌ المهدي‌».(٢) ٣ - محمد بن‌ يوسف‌ الكنجي‌ الشافعي‌ المتوفي‌ سنة‌ ٦٥٨ ه-: له‌ كتاب‌ «البيان‌ في‌اخبار صاحب‌ الزمان‌» - مطبوع‌.

٤ - يوسف‌ بن‌ يحيي‌ السلمي‌ الشافعي‌ المتوفي‌ سنة‌ ٦٥٨ ه-: له‌ كتاب‌ «عقد الدررفي‌ اخبار المهدي‌ المنتظر».(٣)

٥ - ابن‌ قيم‌ الجوزية‌ المتوفي‌ سنة‌ ٧٥١ ه-: له‌ كتاب‌ (المهدي‌).٦ - ابن‌ حجر الهيتمي‌ الشافعي‌ المتوفي‌ سنة‌ ٨٥٢ ه-: له‌ كتاب‌ «القول المختصر في‌علامات‌ المهدي‌ المنتظر».(٤)

٧ - جلال‌ الدين‌ السيوطي‌ المتوفي سنة‌ ٩١١ ه-: له‌ كتاب‌ «العرف‌ الوردي‌ في‌اخبار المهدي‌» - مبطوع‌ - وكتاب‌ «علامات‌ المهدي‌». ٨ - ابن‌ كمال‌ باشا الحنفي‌ المتوفي‌ سنة‌ ٩٤٠ ه-: له‌ كتاب‌ «تلخيص‌ البيان‌ في‌علامات‌ مهدي‌ آخر الزمان‌».(٥)

٩ - محمد بن‌ طولون‌ الدمشقي‌ المتوفي‌ سنة‌ ٩٥٣ ه-: له‌ كتاب‌ «المهدي‌ الى‌ ما ورد في‌ المهدي‌».(٦)

١٠ - علي‌ بن‌ حسام الدين‌ المتقي‌ الهندي‌ المتوفي‌ سنة‌ ٩٧٥ ه-: له‌ كتاب‌ «البرهان‌في‌ علامات‌ مهدي‌ آخر الزمان‌»، وكتاب‌ «تلخيص‌ البيان‌ في‌ اخبار مهدي‌ آخرالزمان‌».(٧)

١١ - علي القاري‌ الحنفي المتوفي‌ سنة‌ ١٠١٤ ه-: له‌ كتاب‌: «الرد على من‌ حكم ‌وقضى ان‌ المهدي‌ جاء ومضى»، وكتاب‌: «المشرب‌ الوردي‌ في‌ اخبار المهدي‌».(٨) ١٢ - القاضي‌ محمد بن‌ علي‌ الشوكاني‌ المتوفي‌ سنة‌ ١٢٥٠ ه-: له‌ كتاب‌ «التوضيح‌ من‌ تواتر ما جاء في‌ المهدي‌ المنتظر والدجال‌ والمسيح‌».(٩)

١٣ - مرعي‌ بن‌ يوسف‌ الكرمي‌ الحنبلي‌ المتوفي‌ سنة‌ ١٠٣١ ه-: له‌ كتاب‌ «فرائدفوائد الفكر في‌ الامام‌ المهدي‌ المنتظر».(١٠)

١٤ - رشيد الراشد التاذفي‌ الحلبي‌ المعاصر: له‌ «تنوير الرجال‌ في‌ ظهور المهدي ‌والدجال ‌»(١١) مطبوع.(١٢)

____________________

(١) روى عنه ابن الصباغ المالكى فى الفصول المهمه :٢٧٥.

(٢) روى عنه الحافظ الكنجى الشافعى كثيرا فى كتابه (البيان ).

(٣) توجد منه نسخه مصوّره بمعهد المخطوطات العربيه بالقاهره.

(٤) وردت نصوص منه فى اسعاف الراغبين: ١٣٩، وتوجد نسخ مخطوطه منه فى حلب واستانبول. الخ.

(٥) توجد منه نسخ خطيه فى استانبول.

(٦) ذكره مؤلفه فى كتابه ( ألأئمه ألأثنى عشر ): ص١١٨.

(٧) من الكتابين نسخ مخطوطه فى استانبول،. وغيرها.

(٨) من ألأول نسخه مخطوطه فى الهند، ومن الثاني باستانبول.

(٩) مجلة الجامعه الاسلاميه: العدد ٣ ص١٣١.

(١٠) توجد منه نسخه خطيّه باستانبول.

(١١) انظر ( أصول الدين ): ص٣٧٢ - ٣٧٥.

(١٢) وذكر الشيخ يوسف محمد عمرو ،في كتابه: المسيح الموعود والمهدي النتظر، ص ١٤٠ - ١٥٨، ثمانية وستين عالماً من أهل السنة: وافقوا الشيعة على تطهير الأرض بواسطة المهدي (ع) ويذكر أسمائهم، ص١٥٢ - ١٥٨.

٥٦

ومايعتقده أتباع أهل البيت (ع) :

أنّ الأرضَ لم تخلو من حجة لله تعالى وهو إمامٌ معصومٌ(١) ،

____________________

(١) انظر: الهداية، ص ٤٥. ٣٨ - وفي قول الله تعالى: ( إنا أرسلناك بشيرا ونذيرا وإن من أمة إلا خلا فيها نذير ) فاطر: ٢٤. و في سورة الرعد: ٧. تفسير القمي: ١ / ٣٥٩، والاعتقادات: ٩٤، وكمال الدين: ٢٩١. ونهج البلاغة: ٤ / ٣٧ مثله. بصائر الدرجات: ٤٨٦ ح ١٥، والغيبة للنعماني: ١٣٦ ح ١، وص ١٣٧ ح ٢، وعلل الشرائع: ١٩٥ ح ٢. عيون أخبار الرضاعليه‌السلام : ٢ / ١٢٠ ح ١ مثل صدره. راجع بصائر الدرجات: ٤٨٤ باب الأرض لا يخلو من الحجة وهم الأئمةعليهم‌السلام ، وص ٤٨٧ باب في الأئمة إن الأرض لا تخلو منهم ولو كان في الأرض اثنان لكان أحدهما الحجة، وص ٤٨٨ إن الأرض لا تبقى بغير أمام، لو بقيت لساخت، والكافي: ١ / ١٦٨ باب الاضطرار إلى الحجة، وص ١٧٨ باب إن الأرض لا تخلو من حجة، والغيبة للنعماني: ١٣٦ باب ما روي في أن الله لا يخلي أرضه بغير حجة، وكمال الدين: ١ / ٢١١ باب اتصال الوصية من لدن آدمعليه‌السلام وإن الأرض لا تخلو من حجة لله عز وجل على خلقه إلى يوم القيامة، وعلل الشرائع: ١٩٥ باب العلة التي من أجلها لا تخلو الأرض من حجة الله عز وجل على خلقه، والبحار ٢٣ / ٢ باب الاضطرار إلى الحجة وإن الأرض لا تخلوا من حجة. الخ. والمعنى الأعلى المراد من ذلك كلّه هو: انَّ عالم الإمكان لايخلوا من حجة الله تعالى بحالٍٍ من الأحوال قط، وللمزيد من التفصيل: مراجعة دروس سماحة السيد كمال الحيدري، شرح فصوص الحكم للقيصري، ص٥٦ وما قبلها وما بعدها، وهو مايسمى بالخلافة الأسمائية عند العرفاء والخلافة في القرآن تشير الى هذا المعنى وهو يختلف عن المعنى الكلامي والفقهي، وقد وقف السيد الحيدري على هذا المعنى في كتابه التوحيد، الجزء الثاني.

٥٧

وانه الآن غائبٌ مستور(١) وسيظهَرُ بإذن الله في آخر الزمان ليقيم الحقَّ والعدل واسمه المهدي (عج )(٢) .

____________________

(١) مستورأو مغمور. انظر النهاية: ٣ / ٣٨٤.

(٢) الهداية، ص ٣٨ -٤٥: وفيه أيضاً:.وأنه هو الذي أخبر النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم به عن الله عز وجل باسمه ونسبه، وأنه هو الذي يملأ الأض قسطا وعدلا كما ملئت ( جورا وظلما ). الاعتقادات: ٩٥، وكمال الدين: ١ / ٢٥٢ ح ٢، وكفاية الأثر: ٥٤ مثله.وفي قول الله تبارك وتعالى: ( وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن. ) النور: ٥٥. تفسير العياشي: ١ / ٢٥٤ ذيل ح ١٧٧، وتفسير القمي: ٢ / ٣٦٥، والغيبة للنعماني: ٦٠ ح ٢. والاعتقادات: ٩٥. والغيبة للطوسي: ١٠٤، وص ١١١. الغيبة للنعماني: ١٨٦ ح ٣٨. مسند أحمد بن حنبل: ٣ / ٣٧. والبيان في أخبار صاحب الزمانعليه‌السلام للكنجي الشافعي :ص ١٠٠. والبرهان في علامات مهدي آخر الزمان لعلاء الدين علي بن حسام الدين الشهير بالمتقي الهندي: ٧٨ ح٢٠. والفصول المهمة لابن الصباغ المالكي: ٢٧٧، وص ٢٨٨ - ص ٢٩٠، وص ٢٩٣، والعرف الوردي في أخبار المهدي لجلال الدين السيوطي المطبوع ضمن الحاوي للفتاوي: ص٥٨ - ص٦٠ وص ٦٣ - ص ٦٥ وص ٨٠ مثله. مسند أحمد بن حنبل: ١ / ٩٩، و ج ٣ / ١٧.وشرح سنن ابن ماجة: ٢ / ٥١٨. وقال السيوطي في العرف الوردي: ٨٥: قال أبو الحسن محمد بن الحسين بن إبراهيم عاصم السجزي: قد تواترت الأخبار واستفاضت بكثرة رواتها عن المصطفىصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بمجئ المهديعليه‌السلام وإنه من أهل بيته، وإنه سيملك سبع سنين، وإنه يملأ الأرض عدلا.الخ. إحقاق الحق: ١٣ / ١٣٢ - ١٥٦، الأحاديث المروية بأن المهدي يملأ الأرض قسطا وعدلا بعد ما ملئت ظلما وجورا عن أبي سعيد الخدري، وص ١٥٦ - ص ١٦٠ حديث قيس بن جابر عن أبيه عن جده عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :. يخرج رجل من أهل بيتي يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا، وص ١٦١ - ص ١٦٥ حديث حذيفة عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : المهدي رجل من ولدي. يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا، وهكذا ص ١٦٦ - ص ١٦٨ أحاديث ابن عمر، وص ١٦٩ حديث قرة المزني، وص ١٧١ - ص ١٧٧ أحاديث عليعليه‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وفيه إنه من ولد الحسين ( ع )، وص ١٧٨، وص ١٧٩ أحاديث أبي هريرة، وص ١٨٠، وص ١٨١ حديث عبد الرحمن بن عوف، وص ١٨٢ - ص ١٩٤ أحاديث ابن مسعود.

٥٨

وهو التاسعُ من وُلد الحسين (ع)المقتول بكربلاء ويرجعُ نَسَبَهُ الى النبيّ محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عن طريق ابنته فاطمة الزهراء (ع)(١) .

____________________

(١) الاعتقادات: ٩٥، والغيبة للطوسي: ١٦٤، والصراط المستقيم: ٢ / ٢٣٣، ومنتخب الأنوار المضيئة: ١٤٣، والفصول المهمة لابن الصباغ المالكي: ٢٨٨ من محمد بن الحسنعليه‌السلام إلى علي بن أبي طالبعليه‌السلام مثله. وفي كفاية الأثر: ٢٦١ عن أبي عبد اللهعليه‌السلام :. إن قائمنا يخرج من صلب الحسن والحسن يخرج من صلب علي، وعلي يخرج من صلب محمد، ومحمد يخرج من صلب علي، وعلي يخرج من صلب ابني هذا - وأشار إلى موسى بن جعفرعليه‌السلام - وهذا خرج من صلبي نحن اثنا عشر كلنا معصومون مطهرون. وفي كمال الدين: ٢٥٣ ح ٣ عن جابر بن عبد الله الأنصاري، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :. أئمة المسلمين من بعدي أولهم علي بن أبي طالب، ثم الحسن، والحسين، ثم علي بن الحسين، ثم محمد ابن علي المعروف في التوراة بالباقر، وستدركه يا جابر، فإذا لقيته فاقرأه مني السلام، ثم الصادق جعفر بن محمد، ثم موسى بن جعفر، ثم علي بن موسى، ثم محمد بن علي، ثم علي بن محمد، ثم الحسن بن علي، ثم سميي وكنيي حجة الله في أرضه وبقيته في عباده ابن الحسن بن علي ذاك الذي يفتح الله تعالى ذكره على يديه مشارق الأرض ومغاربها، ذاك يغيب عن شيعته وأوليائه غيبة لا يثبت فيها على القول بإمامته إلا من امتحن الله قلبه للأيمان، وهكذا في كفاية الأثر: ٥٤. وقال الشعراني في كتاب اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر: ٢ / ١٢٨ عبارة الشيخ محي الدين في الباب السادس والستين وثلاثمائة من الفتوحات: واعلموا أنه لا بد من خروج المهديعليه‌السلام ، لكن لا يخرج حتى تمتلئ الأرض جورا وظلما فيملؤها قسطا وعدلا،. وهو من عترة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من ولد فاطمة رضي ‌الله‌ عنه ا، جده الحسين بن علي بن أبي طالب، ووالده الإمام حسن العسكري ابن الإمام علي النقي بالنون ابن الإمام محمد التقي بالتاء ابن الإمام علي الرضا ابن الإمام موسى الكاظم ابن الإمام جعفر الصادق ابن الإمام محمد الباقر ابن الإمام زين العابدين علي بن الحسين ابن الإمام علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنهم، يواطئ اسمه اسم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، يبايعه المسلمون بين الركن والمقام، يشبه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في الخلق بفتح الخاء، وينزل عنه في الخلق بضمها، إذ لا يكون أحد مثل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في أخلاقه. وكذا في إحقاق الحق: ١٩ / ٦٩٧ عن الفتوحات.

٥٩

وأنه هو الذي يظهر الله عز وجل به دينه على الدين كله ولو كره المشركون(١) .

وأنه هو الذي يفتح الله عز وجل على يديه(٢) مشارق الأرض ومغاربها حتى لا يبقى في الأرض مكانٌ إلا ينُادى فيه بالأذان، ويكون الدين كلُّهُ لله.

____________________

(١) قال الله تبارك وتعالى: ( هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون ) التوبة: ٣٣، والصف: ٩. الاعتقادات: ٩٥ مثله، كمال الدين: ١ / ٣١٧ ح ٣، وص ٣٣١ ح ١٦، و ج ٢ / ٦٧٠ ح ١٦، وكفاية الأثر: ٢٣٢، والفصول المهمة: ٢٩٦، وص ٢٩٩، والبيان في أخبار صاحب الزمان: ١٥٦ بمعناه. انظر الكافي ١ / ٤٣٢ ح ٩١.

(٢) ( يَدَهُ ) ب. قال الله تبارك وتعالى ( وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله ) الأنفال: ٣٩. و في سورة البقرة: ١٩٣. الاعتقادات: ٩٥ مثله. الغيبة للطوسي: ٢٨٣ نحوه. تفسير العياشي: ١ / ١٨٣ ح ٨١ و ح ٨٢، وكمال الدين ١ / ٢٥٦ ذيل ح ٤ بمعناه. كمال الدين: ١ / ٢٥٣ ح ٣، وص ٢٨٢ ح ٣٥، كفاية الأثر: ٥٤، وص ١٩٦، والغيبة للطوسي: ٢٧٩، ومناقب آل أبي طالب: ١ / ٢٨٢، وإحقاق الحق: ١٣ / ٢٥٩ مثل صدره. الغيبة للنعماني: ٢٣٤ ح ٢٢، وكمال الدين: ١ / ٢٨٠ ح ٢٧ نحو صدره. تفسير القمي: ٢ / ٣٦٥، والبيان في أخبار صاحب الزمان: ١٢٧ - ١٢٨ نحو ذيله. انظر الفصول المهمة: ٢٩٩. راجع تفسير العياشي: ٢ / ٥٦ ح ٤٨ و ح ٤٩ ذيل الآية، وص ٥٠ ح ٢٤.

٦٠

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك في منع الزكاة(١) ، وغير ذلك(٢) ، ويأتي ما يدلّ عليه(٣) ، ويأتي ما ظاهره المنافات(٤) ، وأنّه محمول على الاستحباب.

٩ - باب استحباب الزكاة فيما سوى الغلّات الأربع من الحبوب التي تكال، وعدم وجوبها فيما عدا الأربع، وتساوي الجميع في الشرائط

[ ١١٥٢١ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن العباس بن معروف، عن علي بن مهزيار - في حديث - أنّ أبا الحسن (عليه‌السلام ) كتب إلى عبد الله بن محمّد: الزكاة على(٥) كل ما كيل بالصاع، قال: وكتب عبد الله: وروىٰ غير هذا الرجل، عن أبي عبد الله (عليه‌السلام ) ، أنّه سأله عن الحبوب ؟ فقال: وما هي ؟ فقال: السمسم والارز والدخن، وكلّ هذا غلّة كالحنطة والشعير، فقال أبو عبد الله (عليه‌السلام ) : في الحبوب كلّها زكاة.

وروي أيضا عن أبي عبد الله (عليه‌السلام ) أنّه قال: كلّ ما دخل القفيز فهو يجري مجرى الحنطة والشعير والتمر والزبيب، قال: فأخبرني جعلت فداك، هل على هذا الاُرز وما أشبهه من الحبوب الحمص والعدس زكاة ؟ فوقّع (عليه‌السلام ) : صدِّقوا الزكاة في كلّ شيء كِيل(٦) .

____________________

(١) تقدم في الأحاديث ١ و ١٣ و ٢٦ و ٢٨ من الباب ٣ من هذه الأبواب.

(٢) تقدم في الأحاديث ١ و ٥ و ٦ من الباب ٦ من هذه الأبواب.

(٣) يأتي في البابين ٩ و ١٠ من هذه الأبواب.

(٤) يأتي في الباب ٩ الآتي من هذه الأبواب.

الباب ٩

فيه ١١ حديثاً

١ - الكافي ٣: ٥١٠ / ٣، والتهذيب ٤: ٥ / ١١، وأورد صدره في الحديث ٦ من الباب ٨ من هذه الأبواب.

(٥) في التهذيب: في ( هامش المخطوط ).

(٦) الكافي ٣: ٥١١ / ٤.

٦١

[ ١١٥٢٢ ] ٢ - وعنه، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن اسماعيل قال: قلت لأبي الحسن (عليه‌السلام ) : إنّ لنا رطبة(١) واُرزا، فما الذي علينا فيهما(٢) ؟ فقال (عليه‌السلام ) : أمّا الرطبة فليس عليك فيها شيء، وأمّا الاُرز فما سقت السماء العُشر، وما سقي بالدلو فنصف العُشر من كلّ ما كِلتَ بالصاع، أو قال: وكيل بالمكيال.

[ ١١٥٢٣ ] ٣ - وعن حميد بن زياد، عن ابن سماعة، عمّن ذكره، عن أبان، عن أبي مريم، عن أبي عبد الله (عليه‌السلام ) قال: سألته عن الحرث، ما يُزكّىٰ منه ؟ فقال: البرّ والشعير والذرة والاُرز والسلت(٣) والعدس، كلّ هذا ممّا يزكّى، وقال: كلّ ما كيل بالصاع فبلغ الأوساق فعليه الزكاة.

[ ١١٥٢٤ ] ٤ - وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حمّاد، عن حريز بن عبد الله(٤) ، عن محمّد بن مسلم قال: سألته عن الحرث(٥) ، ما يزكّى منها ؟ قال (عليه‌السلام ) : البرّ والشعير والذرة والدخن والاُرز والسلت والعدس والسمسم، كلّ هذا يزكّى وأشباهه.

ورواه الشيخ بإسناده عن محمد بن يعقوب(٦) ، وكذا الذي قبله، وكذا الأوّل نحوه.

ورواه المفيد في ( المقنعة ) عن محمّد بن مسلم مثله(٧) .

____________________

٢ - الكافي ٣: ٥١١ / ٥، وأورد صدره في الحديث ٥ من الباب ١١ من هذه الأبواب.

(١) الرطبة: القصب خاصة ما دام رطبا. ( مجمع البحرين - رطب - ٢: ٧٠ ).

(٢) في المصدر: فيها.

٣ - الكافي ٣: ٥١١ / ٦.

(٣) السُّلت: نوع من الشعير لا قشر فيه. ( مجمع البحرين - سلت - ٢: ٢٠٥ ).

٤ - الكافي ٣: ٥١٠ / ١.

(٤) قوله: ( بن عبد الله ) لم يرد في الاصل ولا المصدر، وقد كتب عليه في المخطوط علامة نسخة.

(٥) كذا في الاصل، وفي هامش المخطوط عن التهذيب، لكن في متن المخطوط: الحبوب.

(٦) التهذيب ٤: ٣ / ٧، ٦٥ / ١٧٥ والاستبصار ٢: ٣ / ٧.

(٧) المقنعة: ٤٠.

٦٢

[ ١١٥٢٥ ] ٥ - ثم قال: وروى زرارة عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) مثله، وقال:(١) ما كيل بالصاع فبلغ الأوساق فعليه الزكاة.

[ ١١٥٢٦ ] ٦ - وبالإِسناد، عن حريز، عن زرارة، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) مثله، وقال: كلّ ما كيل بالصاع فبلغ الأوساق فعليه الزكاة، وقال: جعل رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ‌ ) الصدقة في كلّ شيء أنبتت الأرض إلّا ما كان في الخضر والبقول، وكلّ شيء يفسد من يومه.

[ ١١٥٢٧ ] ٧ - محمد بن الحسن بإسناده عن حمّاد، عن حريز مثله، إلّا أنّه قال: فبلغ الأوساق التي تجب فيها الزكاة فعليه الزكاة.

[ ١١٥٢٨ ] ٨ - وبإسناده عن سعد، عن أحمد بن محمّد، عن أبيه، عن الحسين بن سعيد، عن ابن أبي عمير، عن عمير بن اُذينة، عن زرارة، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: ما أنبتت الأرض من الحنطة والشعير والتمر والزبيب - إلى أن قال: - وليس فيما أنبتت الأرض شيء إلّا في هذه الأربعة أشياء.

[ ١١٥٢٩ ] ٩ - وبإسناده عن علي بن الحسن، عن محمّد بن إسماعيل، عن حمّاد بن عيسى، عن عمر بن اُذينة، عن زرارة وبكير ابني أعين، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: ليس في شي أنبتت الأرض من الاُرز والذرة(٢) والحمّص والعدس وسائر الحبوب والفواكه غير هذه الأربعة الأصناف

____________________

٥ - الكافي ٣: ٥١٠ / ٢.

(١) في المصدر زيادة: كل.

٦ - الكافي ٣: ٥١٠ / ٢، وأورد قطعة منه في الحديث ٤ من الباب ١١ من هذه الأبواب.

٧ - التهذيب ٤: ٦٥ / ١٧٦.

٨ - التهذيب ٤: ١٣ / ٣٤، وأورده بتمامه في الحديث ٥ من الباب ١ من أبواب زكاة الغلات.

٩ - التهذيب ٤: ٦ / ١٢، والاستبصار ٢: ٦ / ١٢، وأورد ذيله في الحديث ١٢ من الباب ١ من أبواب زكاة الذهب والفضة.

(٢) في نسخة زيادة: والدخن ( هامش المخطوط ). وهو في الاستبصار.

٦٣

وإن كثر ثمنه زكاة، إلّا أن يصير مالاً يباع بذهب أو فضّة تكنزة ثمّ يحول عليه الحول وقد صار ذهباً أو فضّة فتؤدّي عنه من كلّ مائتي درهم خمسة دراهم، ومن كلّ عشرين ديناراً نصف دينار.

[ ١١٥٣٠ ] ١٠ - وعنه، عن إبراهيم بن هاشم، عن حمّاد، عن حريز، عن زرارة قال: قلت لأبي عبد الله (عليه‌السلام ) في الذرّة شيء ؟ فقال لي: الذرّة والعدس والسلت والحبوب فيها مثل ما في الحنطة والشعير، وكلّ ما كيل بالصاع فبلغ الأوساق التي تجب فيها الزكاة فعليه فيه الزكاة.

[ ١١٥٣١ ] ١١ - وبالإِسناد عن حريز، عن أبي بصير قال: قلت لأبي عبد الله (عليه‌السلام ) : هل في الاُرز شيء ؟ فقال: نعم، ثمّ قال: إنّ المدينة لم تكن يومئذ أرض اُرز، فيقال فيه، ولكنّه قد جعل(١) فيه، وكيف لا يكون فيه وعامّة خراج العراق منه.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على الاستحباب(٢) وعلى نفي الوجوب(٣) ، وما ظاهره الوجوب في الحبوب يحتمل الحمل على التقيّة.

١٠ - باب مقدار النصب في الأقسام التسعة وما يجب فيها، وجملة من أحكامها

[ ١١٥٣٢ ] ١ - محمّد بن علي بن الحسين في ( الخصال ) بإسناده الآتي(٤)

____________________

١٠ - التهذيب ٤: ٦٥ / ١٧٧.

١١ - التهذيب ٤: ٦٥ / ١٧٨.

(١) في نسخة: حصل ( هامش المخطوط ).

(٢) تقدم ما يدل عليه بعمومه في الاحاديث ٥ و ١١ و ١٦ من الباب ١ من هذه الأبواب.

(٣) تقدم في الباب ٨ من هذه الأبواب.

الباب ١٠

فيه حديث واحد

١ - الخصال: ٦٠٤ / ٩.

(٤) يأتي في الفائدة الاُولى / من الخاتمة برمز ( ذ ).

٦٤

عن الأعمش، عن جعفر بن محمّد( عليهما‌السلام ) - في حديث شرائع الدين - قال: الزكاة فريضة واجبة على كلّ مائتي درهم خمسة دراهم، ولا تجب(١) فيما دون ذلك من الفضّة، ولا تجب(٢) على مال زكاة حتى يحول عليه الحول من يوم ملكه صاحبه، ولا يحلّ أن تدفع الزكاة إلّا إلى أهل الولاية والمعرفة، وتجب على الذهب إذا بلغ عشرين مثقالاً فيكون فيه نصف دينار، وتجب على الحنطة والشعير والتمر والزبيب - إذا بلغ خمسة أوساق - العُشر إذا كان سُقي سيحاً، وإن سقي بالدوالي فعليه نصف العُشر، والوسق: ستّون صاعاً، والصاع: أربعة أمداد، وتجب على الغنم الزكاة إذا بلغت أربعين شاة، وتزيد واحدة فتكون فيها شاة إلى عشرين ومائة، فإذا(٣) زادت واحدة ففيها شاتان إلى مائتين، فان زادت واحدة ففيها ثلاث شياه(٤) .

وتجب على البقر الزكاة إذا بلغت ثلاثين بقرة تبيعة حوليّة، فيكون فيها تبيع حولي إلى أن تبلغ أربعين بقرة، ثمّ يكون فيها مسنّة إلى ستين(٥) ، ( ثمّ يكون )(٦) فيها مسنّتان إلى تسعين، ثمّ يكون فيها ثلاث تبايع، ثمّ بعد ذلك يكون في كل ثلاثين بقرة تبيع، وفي كلّ أربعين مُسنّة، وتجب على الإِبل الزكاة إذا بلغت خمساً فيكون فيها شاة، فإذا بلغت عشراً فشاتان، فإذا بلغت خمسة عشر فثلاث شياة، فإذا بلغت عشرين فأربع شياة، فإذا بلغت خمساً وعشرين فخمس شياة، فإذا زادت واحدة ففيها ابنة مخاض، فإذا بلغت خمساً وثلاثين وزادت واحدة ففيها ابنة لبون، فإذا بلغت خمساً وأربعين وزادت واحدة ففيها حقّة، فإذا بلغت ستين وزادت واحدة ففيها جذعة إلى

____________________

(١ و ٢) في المخطوط: ولا يجب.

(٣) في المصدر: فإن.

(٤) في المصدر زيادة: الى ثلاثمائة، وبعد ذلك يكون في كل مائة شاة شاة.

(٥) في المصدر زيادة: [ فإذا بلغت ستين ففيها تبيعتان إلى سبعين، ثم فيها تبيعة ومسنّة إلى ثمانين وإذا بلغت ثمانين ].

(٦) في المصدر: فتكون.

٦٥

ثمانين، فإذا زادت واحدة ففيها ثنيٌّ إلى تسعين، فاذا بلغت تسعين ففيها بنتا لبون، فإذا زادت واحدة إلى عشرين ومائة ففيها حقّتان طروقتا الفحل، فإذا كثرت اللإِبل ففي كلّ أربعين ابنة لبون، وفي كل خمسين حقّة، ويسقط الغنم بعد ذلك، ويرجع إلى أسنان الإِبل.

أقول ويأتي ما يدلّ على ذلك(١) ، واعتبار الزيادة على أربعين شاة محمول على أن المراد أنّه يجب شاة وإن كانت أزيد من أربعين، فيكون مفهوم الشرط غير معتبر، أو تكون الواو بمعنى أو، لما يأتي(٢) .

١١ - باب عدم استحباب الزكاة في الخُضر والبقول كالقضب والبطيخ والغضاة والرطبة والقطن والزعفران والأشنان والفواكه ونحوها، وكلّ ما يفسد من يومه إلّا أن يباع بذهب أو فضّة فتجب في ثمنه بعد الحول

[ ١١٥٣٣ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن الحسين، عن صفوان، عن العلاء، عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) ، أنّه سئل عن الخُضر، فيها زكاة ؟ وإن بيعت(٣) بالمال العظيم ؟ فقال: لا، حتى يحول عليه الحول.

____________________

(١) يأتي في الباب ٢ من أبواب زكاة الأنعام، وفي الأبواب ١ و ٢ و ٣ من أبواب زكاة الذهب والفضة، وفي البابين ١ و ٣ وفي الحديث ٩ من الباب ٤ وفي الحديث ١ من الباب ٥ من أبواب زكاة الغلات.

(٢) يأتي في الحديث ١ من الباب ٦ من أبواب زكاة الأنعام.

وتقدم ما يدل على بعض المقصود في الحديثين ٢٧ و ٣٧ من الباب ١ من أبواب مقدّمة العبادات، وفي الحديث ٩ من الباب ٧ من هذه الأبواب.

الباب ١١

فيه ١٠ أحاديث

١ - الكافي ٣: ٥١١ / ٢، والتهذيب ٤: ٦٦ / ١٨١.

(٣) في نسخة: وإن بيع ( هامش المخطوط ) وكذلك التهذيب.

٦٦

[ ١١٥٣٤ ] ٢ - وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حمّاد، عن الحلبي قال: قلت لأبي عبد الله (عليه‌السلام ) : ما في الخُضر ؟ قال: وما هي ؟ قلت: القضب(١) والبطيخ ومثله من الخُضر، قال: ليس عليه شيء إلّا أن يباع مثله بمال فيحول عليه الحول ففيه الصدقة. وعن الغضاة(٢) من الفرسك(٣) وأشباهه، فيه زكاة ؟ قال: لا، قلت: فثمنه ؟ قال: ما حال عليه الحول من ثمنه فزكه.

ورواه الشيخ(٤) بإسناده عن محمّد بن يعقوب وكذا الذي قبله.

[ ١١٥٣٥ ] ٣ - وعنه، عن أبيه، عن حمّاد بن عيسى، عن حريز، عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر أو(٥) أبي عبد الله (عليهما‌السلام ) ، في البستان يكون فيه الثمار ما لو بيع، كان مالاً، هل فيه الصدقة ؟ قال: لا.

[ ١١٥٣٦ ] ٤ - وبالإِسناد عن حريز، عن زرارة، عن أبي عبد الله (عليه‌السلام ) - في حديث - قال: جعل رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ‌ ) الصدقة في كل شيء أنبتت الأرض إلّا ما كان في الخضر والبقول، وكلّ شيء يفسد من يومه.

[ ١١٥٣٧ ] ٥ - وعن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن محمد

____________________

٢ - الكافي ٣: ٥١٢ / ٣.

(١) كذا في المخطوط، بالمعجمة، ولكن في الاصل ( القصب ) بالمهملة، وقد كتب في المخطوط فوقها كلمة ( معاً ).

(٢) كذا في المخطوط، ولكن في الاصل ( العضا ) وقد كتب تحت العين حرف ( ع ).

(٣) في التهذيب: من الخوخ والفرسك ( هامش المخطوط ).

والفرسك: مثل الخوخ، أجرد أملس، أحمر وأصفر. ( مجمع البحرين - فرسك - ٥: ٢٨٤ ).

(٤) التهذيب ٤: ٦٧ / ١٨٢.

٣ - الكافي ٣: ٥١٢ / ٦، وأورده في الحديث ٢ من الباب ٨ من أبواب زكاة الغلاّت.

(٥) كذا في الاصل وهامش المخطوط عن نسخة، وفي متنه: و.

٤ - الكافي ٣: ٥١٠ / ٢، وأورده بتمامه في الحديثين ٦ و ٧ من الباب ٩ من هذه الأبواب.

٥ - الكافي ٣: ٥١١ / ٥، وأورده بتمامه في الحديث ٢ من الباب ٩ من هذه الأبواب.

٦٧

بن إسماعيل قال: قلت لأبي الحسن( عليه‌السلام ) : إن لنا رطبةً واُرزاً، فما الذي علينا فيهما ؟ فقال( عليه‌السلام ) : أما الرطبة فليس عليك فيها شيء الحديث.

[ ١١٥٣٨ ] ٦ - وعنه، عن أحمد بن محمّد، عن علي بن مهزيار، عن عبد العزيز بن المهتدي قال: سألت أبا الحسن (عليه‌السلام ) عن القطن والزعفران، عليهما زكاة ؟ قال: لا.

[ ١١٥٣٩ ] ٧ - وعنه، عن أحمد بن محمّد، عن عثمان بن عيسى، عن سماعة، عن أبي عبد الله (عليه‌السلام ) قال: ليس على البقول ولا على البطيخ وأشباهه زكاة إلّا ما اجتمع عندك من غلّته فبقي عندك سنة.

[ ١١٥٤٠ ] ٨ - وعن علي، عن أبيه، عن إسماعيل بن مرار وغيره، عن يونس قال: سألت أبا الحسن (عليه‌السلام ) عن الأشنان، فيه زكاة ؟ فقال: لا.

[ ١١٥٤١ ] ٩ - محمّد بن الحسن بإسناده عن محمّد بن علي بن محبوب، عن العبّاس بن معروف، عن حمّاد، عن حريز، عن زرارة، عن أبي جعفر وأبي عبد الله (عليهما‌السلام ) أنّهما قالا: عفا رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) عن الخضر، قلت: وما الخضر ؟ قالا: كلّ شيء لا يكون له بقاء: البقل والبطيخ والفواكه وشبه ذلك ممّا يكون سريع الفساد.

قال زرارة: قلت لأبي عبد الله (عليه‌السلام ) : هل في القصب شيء ؟ قال: لا.

____________________

٦ - الكافي ٣: ٥١٢ / ٥.

٧ - الكافي ٣: ٥١١ / ١.

٨ - الكافي ٣: ٥١٢ / ٤.

٩ - التهذيب ٤: ٦٦ / ١٨٠.

٦٨

[ ١١٥٤٢ ] ١٠ - وعنه، عن أحمد بن محمّد، عن الحسين، عن القاسم، عن علي، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه‌السلام ) قال: ليس على الخضر ولا على البطيخ ولا على البقول وأشباهه زكاة إلّا ما اجتمع عندك من غلّته فبقي عندك سنة.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(١) .

١٢ - باب عدم وجوب الزكاة في الجوهر وأشباهه وإن كثر

[ ١١٥٤٣ ] ١ - محمّد بن علي بن الحسين بإسناده عن زرارة، وبكير، عن أبي جعفر (عليه‌السلام ) قال: ليس في الجوهر وأشباهه زكاة وإن كثر، وليس في نقر(٢) الفضّة زكاة الحديث.

ورواه الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حمّاد بن عيسى، عن عمر بن اُذينة، عن زرارة وبكير، واقتصر على الحكم الأوّل(٣) .

ورواه الشيخ بإسناده عن محمّد بن يعقوب(٤) .

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(٥) .

____________________

١٠ - التهذيب ٤: ٦٦ / ١٧٩.

(١) تقدم في البابين ٨ و ٩ من هذه الأبواب.

الباب ١٢

فيه حديث واحد

١ - الفقيه ٢: ٩ / ٢٧.

(٢) النقر: السبيكة غير المسكوكة. ( مجمع البحرين - نقر - ٣: ٥٠٠ ).

(٣) الكافي ٣: ٥١٩ / ١٠.

(٤) التهذيب ٤: ٩٩ / ٢٧٨.

(٥) تقدم في الباب ٨ من هذه الأبواب.

٦٩

١٣ - باب تأكّد استحباب الزكاة في مال التجارة بشرط أن يطلب برأس ماله أو زيادة في الحول كلّه، فإن طلب بنقيصة ولو في بعض الحول لم تستحبّ إلّا أن يباع ثم يحول على الثمن الحول فيجب، وإن مضى له على النقيصة أحوال زكاه لحول واحد استحبابا ً

[ ١١٥٤٤ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن علي بن الحكم، عن إسماعيل بن عبد الخالق قال: سأله سعيد الأعرج - وأنا أسمع - فقال: إنّا نكبس الزيت والسمن نطلب به التجارة فربّما مكث عندنا السنة والسنتين، هل عليه زكاة ؟ قال: إن كنت تربح فيه شيئاً أو تجد رأس مالك فعليك زكاته، وإن كنت إنّما تربص به لأنّك لا تجد إلّا وضيعة فليس عليك زكاة(١) حتى يصير ذهباً أو فضّة، فإذا صار ذهباً أو فضّة فزكّه للسنة التي اتّجرت(٢) فيها.

[ ١١٥٤٥ ] ٢ - ورواه الحميري في ( قرب الإِسناد ) عن محمّد بن خالد الطيالسي، عن إسماعيل بن عبد الخالق قال: سأل سعيد الأعرج السمّان أبا عبد الله (عليه‌السلام ) وذكر مثله، إلّا أنّه قال: السنتين والسنين، وقال: إن كنت تربح منه أو يجيء منه رأس ماله فعليك زكاته، وقال في آخره: فزكّه للسنة التي يخرج فيها.

ورواه المفيد في ( المقنعة ) عن إسماعيل ابن عبد الخالق مثله، إلّا أنّه

____________________

الباب ١٣

فيه ١١ حديثاً

١ - الكافي ٣: ٥٢٩ / ٩، والتهذيب ٤: ٦٩ / ١٨٧، والاستبصار ٢: ١٠ / ٣٠.

(١) في الكافي: زكاته.

(٢) في نسخة: تتّجر ( هامش المخطوط ) وكذلك التهذيب.

٢ - قرب الإِسناد: ٥٩.

٧٠

قال للسنة التي تتّجر فيها(١) .

[ ١١٥٤٦ ] ٣ - وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حمّاد بن عيسى، عن حريز، عن محمّد بن مسلم قال: سألت أبا عبد الله( عليه‌السلام ) عن رجل اشترى متاعاً فكسد عليه وقد زكى ماله قبل أن يشتري المتاع، متى يزكّيه ؟ فقال: إن كان أمسك متاعه يبتغي به رأس ماله فليس عليه زكاة، وإن كان حبسه بعدما يجد رأس ماله فعليه الزكاة بعدما أمسكه بعد رأس المال، قال: وسألته عن الرجل توضع عنده الأموال يعمل بها ؟ فقال: إذا حال عليها(٢) الحول فليزكّها.

[ ١١٥٤٧ ] ٤ - وعن محمّد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن صفوان بن يحيى، عن منصور بن حازم، عن أبي الربيع الشامي، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) في رجل اشترى متاعاً فكسد عليه متاعه وقد كان زكّى ماله قبل أن يشتري به، هل عليه زكاة، أو حتى يبيعه ؟ فقال: إن كان أمسكه التماس(٣) الفضل على رأس المال فعليه الزكاة.

ورواه الشيخ بإسناده عن محمّد بن يعقوب(٤) ، وكذا الحديثان اللذان قبله.

[ ١١٥٤٨ ] ٥ - وعن أحمد بن إدريس، عن محمّد بن عبد الجبّار، عن صفوان بن يحيى، عن محمّد بن حكيم، عن خالد بن الحجّاج الكرخي قال: سألت أبا عبد الله( عليه‌السلام ) عن الزكاة ؟ فقال: ما كان من تجارة

____________________

(١) المقنعة: ٤٠.

٣ - الكافي ٣: ٥٢٨ / ٢، والتهذيب ٤: ٦٨ / ١٨٦، والاستبصار ٢: ١٠ / ٢٩.

(٢) كذا في الاصل والتهذيب، ولكن في المخطوط ( عليه ) ولم ترد الكلمة في الكافي والاستبصار.

٤ - الكافي ٣: ٥٢٧ / ١.

(٣) في نسخة: ليلتمس ( هامش المخطوط ).

(٤) التهذيب ٤: ٦٨ / ١٨٥، والاستبصار ٢: ١٠ / ٢٨.

٥ - الكافي ٣: ٥٢٩ / ٧.

٧١

في يدك فيها فضل ليس يمنعك من بيعها إلّا لتزداد فضلاً على فضلك فزكّه، وما كانت من تجارة في يدك فيها نقصان فذلك شيء آخر.

[ ١١٥٤٩ ] ٦ - وعن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن عثمان بن عيسى، عن سماعة قال: سألته عن الرجل يكون عنده المتاع موضوعاً فيمكث عنده السنة والسنتين وأكثر(١) من ذلك ؟ قال: ليس عليه زكاة حتى يبيعه إلّا أن يكون اُعطي به رأس ماله فيمنعه من ذلك التماس الفضل، فإذا هو فعل ذلك وجبت فيه الزكاة، وإن لم يكن اُعطي به رأس ماله فليس عليه زكاة حتى يبيعه، وإن حبسه ما حبسه فإذا هو باعه فإنما عليه زكاة سنة واحدة.

[ ١١٥٥٠ ] ٧ - وعنه، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن القاسم بن محمّد، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) - في حديث - قال: ان كان عندك متاع في البيت موضوع فأعطيت به رأس مالك فرغبت عنه فعليك زكاته.

[ ١١٥٥١ ] ٨ - وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن إسماعيل بن مرار، عن يونس، عن العلاء بن رزين، عن محمّد بن مسلم، أنّه قال: كلّ مال عملت به فعليك فيه الزكاة إذا حال عليه الحول.

قال يونس: تفسير ذلك: أنّه كلّ ما عمل للتجارة من حيوان وغيره فعليه فيه الزكاة.

[ ١١٥٥٢ ] ٩ - محمّد بن الحسن بإسناده عن علي بن الحسن بن فضّال،

____________________

٦ - الكافي ٣: ٥٢٨ / ٣.

(١) في المصدر: أو أكثر.

٧ - الكافي ٣: ٥٢٩ / ٨، وأورد صدره في الحديث ٣ من الباب ١٥ من هذه الأبواب.

٨ - الكافي ٣: ٥٢٨ / ٥.

٩ - التهذيب ٤: ٦٩ / ١٨٩، والاستبصار ٢: ١١ / ٣٢.

٧٢

عن سندي بن محمّد، عن العلاء، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: قلت: المتاع لا اُصيب به رأس المال، عليّ فيه الزكاة ؟ قال: لا، قلت: أمسكه سنتين(١) ثمّ أبيعه ماذا عليّ ؟ قال: سنة واحدة.

[ ١١٥٥٣ ] ١٠ - عبد الله بن جعفر في ( قرب الإِسناد ): عن محمّد بن خالد الطيالسي، عن العلاء، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: كان أبي يقول: إنّما الزكاة في الذهب إذا قرّ في يدك، قلت له: المتاع يكون عندي لا اُصيب به رأس ماله، عليّ فيه زكاة ؟ قال: لا.

[ ١١٥٥٤ ] ١١ - وعن محمّد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال: سألت أبا الحسن الرضا( عليه‌السلام ) عن الرجل يكون في يده المتاع قد بار عليه، وليس يعطى به إلّا أقلّ من رأس ماله، عليه زكاة ؟ قال: لا، قلت: فإنّه مكث عنده عشر سنين ثمّ باعه، كم يزكّي سنة ؟ قال: سنة واحدة.

أقول: وتقدّم ما يدل على ذلك(٢) ، ويأتي ما يدلّ عليه في أحاديث التجارة بمال الطفل(٣) ، وغير ذلك(٤) ، ويأتي ما يدلّ على نفي الوجوب(٥) .

____________________

(١) في نسخة: سنين ( هامش المخطوط ).

١٠ - قرب الإِسناد: ١٦، وأورد صدره في الحديث ٧ من الباب ١٧ من هذه الأبواب، وقطعة منه في الحديث ١٢ من الباب ٦ من أبواب من تجب عليه الزكاة.

١١ - قرب الإِسناد ١٦٧.

(٢) تقدم ما يدل عليه بعمومه في الأحاديث ٥ و ١١ و ١٦ من الباب ١ من هذه الأبواب، وتقدم ما يدل على عدم الوجوب في البابين ٨، ١١ من هذه الأبواب.

(٣) يأتي في الباب ٢ من أبواب من تجب عليه الزكاة.

(٤) يأتي في الحديث ٢ من الباب ١٧ من هذه الأبواب، وفي الحديثين ٥ و ١٠ من الباب ١ وفي البابين ٣ و ٨ من أبواب من تجب عليه الزكاة.

(٥) يأتي في الباب ١٤ من هذه الأبواب.

٧٣

١٤ - باب عدم وجوب الزكاة في مال التجارة إلّا أن يصير نقداً ثم يحول عليه الحول ناضّاً * ، وكذا الربح

[ ١١٥٥٥ ] ١ - محمّد بن الحسن بإسناده عن سعد بن عبد الله، عن أحمد ابن محمّد، عن الحسين بن سعيد، عن حمّاد بن عيسى، عن عمر بن اُذينة، عن زرارة قال: كنت قاعداً عند أبي جعفر( عليه‌السلام ) - وليس عنده غير ابنه جعفر( عليه‌السلام ) - فقال: يا زرارة، إنّ أبا ذرّ وعثمان تنازعا على عهد رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) ، فقال عثمان: كلّ مال من ذهب أو فضّة يُدار(١) ويعمل به ويُتّجر به ففيه الزكاة إذا حال عليه الحول، فقال أبو ذرّ: أمّا ما يتّجر به أو دير وعمل به فليس فيه زكاة، إنّما الزكاة فيه إذا كان ركازاً(٢) كنزاً موضوعاً، فإذا حال عليه الحول ففيه الزكاة، فاختصما في ذلك إلى رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) ، قال: فقال: القول ما قال أبو ذرّ، فقال أبو عبد الله( عليه‌السلام ) لأبيه: ما تريد إلّا(٣) أن يخرج مثل هذا فيكف(٤) الناس أن يعطوا(٥) فقراءهم ومساكينهم ؟ فقال أبوه: إليك عنّي لا أجد منها بدّاً.

____________________

الباب ١٤

فيه ٦ أحاديث

* - المال الناضّ: ما كان ذهباً أو فضّة. ( مجمع البحرين - نضض - ٤: ٢٣١ ).

١ - التهذيب ٤: ٧٠ / ١٩٢، والاستبصار ٢: ٩ / ٢٧.

(١) اضاف في المخطوط كلمة ( به ) ولم ترد في الاصل ولا الاستبصار، وقد كتب عليها في المخطوط علامة نسخة.

(٢) اضاف في المخطوط كلمة ( أو ) ولم ترد في الاصل ولا الاستبصار، وكتب عليها في المخطوط علامة نسخة.

(٣) في نسخة: إلى ( هامش المخطوط ) وكذلك التهذيبين.

(٤) في نسخة: فينكف ( هامش المخطوط ).

(٥) في نسخة: يعطفوا ( هامش المخطوط ).

٧٤

[ ١١٥٥٦ ] ٢ - وبإسناده عن الحسين بن سعيد، عن النضر بن سويد، عن هشام بن سالم، عن سليمان بن خالد قال: سئل أبو عبد الله( عليه‌السلام ) عن رجل كان له مال كثير فاشترى به متاعاً ثمّ وضعه ؟ فقال: هذا متاع موضوع، فإذا أحببت بعته فيرجع إليّ رأس مالي وأفضل منه، هل عليه فيه صدقة وهو متاع ؟ قال: لا، حتى يبيعه، قال: فهل يؤدّي عنه إن باعه لما مضى إذا كان متاعاً ؟ قال: لا.

[ ١١٥٥٧ ] ٣ - وعنه، عن محمّد بن أبي عمير، عن جميل بن درّاج، عن زرارة، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) أنّه قال: الزكاة على المال الصامت الذي يحول عليه الحول ولم يحركه.

[ ١١٥٥٨ ] ٤ - وعنه، عن صفوان بن يحيى، عن إسحاق بن عمّار قال: قلت لأبي إبراهيم( عليه‌السلام ) : الرجل يشتري الوصيفة يثبتها عنده لتزيد وهو يريد بيعها، أعلى ثمنها زكاة ؟ قال: لا، حتى يبيعها، قلت: فإن باعها، أيزكّي ثمنها ؟ قال: لا، حتى يحول عليها الحول وهو في يده.

ورواه الكليني عن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن أحمد ابن محمّد بن أبي نصر، عن حمّاد بن عيسى، عن إسحاق بن عمّار مثله(١) .

[ ١١٥٥٩ ] ٥ - وبإسناده عن علي بن الحسن بن فضّال، عن محمد وأحمد، عن علي بن يعقوب الهاشمي، عن مروان بن مسلم، عن عبد الله بن بكير، وعبيد، وجماعة من أصحابنا قالوا: قال أبو عبد الله( عليه‌السلام ) : ليس في المال المضطرب به زكاة، فقال له إسماعيل ابنه: يا

____________________

٢ - التهذيب ٤: ٧٠ / ١٩١، والاستبصار ٢: ٩ / ٢٦.

٣ - التهذيب ٤: ٣٥ / ٩٠، وأورده في الحديث ٤ من الباب ١٥ من أبواب زكاة الذهب والفضة.

٤ - التهذيب ٤: ٦٩ / ١٨٨، والاستبصار ٢: ١١ / ٣١.

(١) الكافي ٣: ٥٢٩ / ٦.

٥ - التهذيب ٤: ٧٠ / ١٩٠، والاستبصار ٢: ١٩ / ٢٥.

٧٥

أبة، جعلت فداك، أهلكت فقراء أصحابك ! فقال: أي بنيّ، حقّ أراد الله أن يخرجه فخرج.

[ ١١٥٦٠ ] ٦ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن عثمان بن عيسى، عن سماعة - في حديث - قال: سألته عن الرجل يربح في السنة خمسمائة(١) وستمائة وسبعمائة هي نفقته وأصل المال مضاربة ؟ قال: ليس عليه في الربح زكاة.

أقول: وقد تقدم ما يدل على حصر الأصناف التي تجب فيها الزكاة وليس منها أمتعة التجارة(٢) .

١٥ - باب عدم جواز التجارة بمال لم يزكّه صاحبه أو العامل به، وأنّه يكفي العامل قول صاحبه أنّه يزكّيه

[ ١١٥٦١ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن عثمان بن عيسى، عن سماعة قال: سألته عن الرجل يكون معه المال مضاربة، هل عليه في ذلك المال زكاة إذا كان يتّجر به ؟ فقال: ينبغي له أن يقول لأصحاب المال: زكّوه، فإن قالوا: إنّا نزكّيه فليس عليه غير ذلك، وإن هم أمروه بأن يزكيه فليفعل، قلت: أرأيت لو قالوا: إنّا نزكّيه والرجل يعلم أنّهم لا يزكّونه، فقال: إذا هم أقرّوا بأنّهم يزكّونه فليس عليه غير ذلك، وإن هم قالوا: إنّا لا نزكّيه فلا ينبغي له أن يقبل ذلك المال، ولا

____________________

٦ - الكافي ٣: ٥٢٨ / ٤، وأورد صدره في الحديث ١ وقطعة منه في الحديث ٢ من الباب ١٥ من هذه الأبواب.

(١) في المصدر زيادة: درهم.

(٢) تقدم ما يدل على حصر الأصناف التسعة التي تجب فيها الزكاة في الباب ٨ من هذه الأبواب.

الباب ١٥

فيه ٣ أحاديث

١ - الكافي ٣: ٥٢٨ / ٤.

٧٦

يعمل به حتى يزكّيه(١) .

[ ١١٥٦٢ ] ٢ - قال الكليني: وفي رواية اُخرى عنه: إلّا أن تطيب نفسك أن تزكّيه من ربحك.

[ ١١٥٦٣ ] ٣ - وعنه، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن القاسم بن محمّد، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: لا تأخذنّ مالاً مضاربة إلّا ما(٢) تزكّيه أو يزكّيه صاحبه الحديث.

أقول: ويدلّ على ذلك كلّ ما دلّ على وجوب الزكاة(٣) .

١٦ - باب استحباب الزكاة في الخيل الإِناث السائمة طول الحول عن كلّ فرس عتيق ديناران، وعن كل برذون دينار كلّ عام، وعدم استحباب الزكاة في الذكور من الخيل، ولا في المعلوفة، ولا في العوامل، ولا في البغال والحمير

[ ١١٥٦٤ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حمّاد بن عيسى، عن حريز، عن محمّد بن مسلم، وزرارة، عنهما جميعاً( عليهما‌السلام ) قالا: وضع أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) على الخيل العتاق الراعية في كلّ فرس في كلّ عام دينارين، وجعل على البراذين ديناراً.

____________________

(١) في نسخة، يزكوه ( هامش المخطوط ) وكذلك المصدر.

٢ - الكافي ٣: ٥٢٨ / ٤، وأورد ذيله في الحديث ٦ من الباب ١٤ من هذه الأبواب.

٣ - الكافي ٣: ٥٢٩ / ٨، وأورد ذيله في الحديث ٧ من الباب ١٣ من هذه الأبواب.

(٢) كذا في الاصل، وفي المخطوط: مالاً تزكية.

(٣) تقدم في الأبواب ١ و ٢ و ٣ و ٤ و ٥ و ٦ و ٨ من هذه الأبواب.

ويأتي ما يدل على ذلك في الأبواب الآتية من كتاب الزكاة.

الباب ١٦

فيه ٤ أحاديث

١ - الكافي ٣: ٥٣٠ / ١، والتهذيب ٤: ٦٧ / ١٨٣، والاستبصار ٢: ١٢ / ٣٤.

٧٧

[ ١١٥٦٥ ] ٢ - ورواه المفيد في ( المقنعة ) مرسلاً، إلّا أنّه قال: وجعل على البراذين السائمة الإِناث في كلّ عامٍ ديناراً.

[ ١١٥٦٦ ] ٣ - وبالإِسناد عن حمّاد بن عيسى، عن حريز، عن زرارة قال: قلت لأبي عبد الله( عليه‌السلام ) : هل في البغال شيء ؟ فقال: لا، فقلت: فكيف صار على الخيل ولم يصر على البغال ؟ فقال: لأنّ البغال لا تلقح والخيل الاناث ينتجن، وليس على الخيل الذكور شيء، قال(١) : فما في الحمير ؟ قال: ليس فيها شيء، قال: قلت: هل على الفرس أو البعير يكون للرجل يركبهما شيء ؟ فقال: لا، ليس على ما يعلف شيء، إنّما الصدقة على السائمة المرسلة في مرجها عامها الذي يقتنيها فيه الرجل، فأمّا ما سوى ذلك فليس فيه شيء.

ورواه الشيخ بإسناده عن حمّاد نحوه(٢) .

والذي قبله بإسناده عن محمّد بن يعقوب.

[ ١١٥٦٧ ] ٤ - ورواه المفيد في ( المقنعة ) عن زرارة مثله، إلّا أنّه قال: وليس على الخيل الذكور إذا انفردت في الملك وإن كانت سائمة شيء، وذكر الباقي نحوه.

أقول: ويأتي ما يدلّ على الشرائط المذكورة عموماً(٣) ، وما يدلّ على عدم الوجوب في الخيل(٤) .

____________________

٢ - المقنعة: ٤٠.

٣ - الكافي ٣: ٥٣٠ / ٢، وأورد ذيله في الحديث ٣ من الباب ٧ من أبواب زكاة الأنعام.

(١) في نسخة زيادة: قلت ( هامش المخطوط ).

(٢) التهذيب ٤: ٦٧ / ١٨٤.

٤ - المقنعة: ٤٠.

(٣) يأتي في الباب ٧ من أبواب زكاة الأنعام.

وتقدم ما يدل على ذلك في الأحاديث ٥ و ١١ و ١٦ من الباب ١ من هذه الأبواب.

(٤) يأتي في الباب ١٧ من هذه الأبواب.

وتقدم ما يدل على عدم الوجوب في الباب ٨ من هذه الأبواب.

٧٨

١٧ - باب عدم وجوب الزكاة في شيء من الحيوان غير الأنعام الثلاث، فلا تجب في الرقيق إلّا الفطرة، وزكاة ثمنه إذا بيع وحال عليه الحول، ولا في الرحى، ولا تستحب في الرقيق إلّا أن يراد به التجارة

[ ١١٥٦٨ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حمّاد، عن حريز، عن زرارة ومحمّد بن مسلم، عن أبي جعفر وأبي عبد الله( عليهما‌السلام ) أنّهما سئلا عمّا في الرقيق ؟ فقالا: ليس في الرأس شيء أكثر من صاع من تمر إذا حال عليه الحول، وليس في ثمنه شيء حتى يحول عليه الحول.

[ ١١٥٦٩ ] ٢ - وعن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن عثمان بن عيسى، عن سماعة، عن أبي عبد الله( عليه‌السلام ) قال: ليس على الرقيق زكاة إلّا رقيق تبتغي به التجارة فإنّه من المال الذي يزكّى.

[ ١١٥٧٠ ] ٣ - محمّد بن الحسن بإسناده عن علي بن الحسن بن فضّال، عن محمّد وأحمد ابني الحسن، عن أبيهما، عن القاسم بن عروة، عن عبد الله بن بكير، عن زرارة، عن أبي جعفر وأبي عبد الله( عليهما‌السلام ) - في حديث - قالا: وليس في شيء من الحيوان زكاة غير هذه الأصناف التي كتبنا(١) .

____________________

الباب ١٧

فيه ٧ أحاديث

١ - الكافي ٣: ٥٣٠ / ٤.

٢ - الكافي ٣: ٥٣٠ / ٣.

٣ - التهذيب ٤: ٢١ / ٥٤، وأورد صدره في الحديث ٣ من الباب ٢ من أبواب زكاة الأنعام.

(١) في المصدر: سميناها.

٧٩

[ ١١٥٧١ ] ٤ - وعنه، عن هارون بن مسلم(١) ، عن القاسم بن عروة، عن عبد الله بن بكير، عن زرارة، عن أحدهما( عليهما‌السلام ) قال: ليس في شيء من الحيوان زكاة غير هذه الأصناف الثلاثة: الإِبل والبقر والغنم الحديث.

[ ١١٥٧٢ ] ٥ - وعنه، عن علي بن أسباط، عن محمّد بن زياد(٢) ، عن عمر بن اُذينة، عن زرارة، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) - في حديث - قال: ليس في شيء من الحيوان غير هذه الثلاثة الأصناف شيء، يعنى: الإِبل والبقر والغنم.

[ ١١٥٧٣ ] ٦ - محمّد بن علي بن الحسين في ( عيون الأخبار ) عن محمّد ابن عمر بن سلم الجعابي، عن الحسن بن عبد الله بن محمّد بن العبّاس التميمي، عن أبيه، عن الرضا، عن آبائه (عليهم‌السلام ) ، عن النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) قال: عفوت لكم عن زكاة(٣) الخيل والرقيق.

[ ١١٥٧٤ ] ٧ - عبد الله بن جعفر في ( قرب الإِسناد ) عن محمّد بن خالد الطيالسي، عن العلاء - في حديث - قال: قلت لأبي عبد الله ( عليه

____________________

٤ - التهذيب ٤: ٤١ / ١٠٤، والاستبصار ٢: ٢٤ / ٦٦، وأورده بتمامه في الحديث ٨ من الباب ٨ من هذه الأبواب.

(١) في الاستبصار: مروان بن مسلم.

٥ - التهذيب ٤: ٢ / ٢، والاستبصار ٢: ٢ / ٢، وأورده بتمامه في الحديث ٩ من الباب ٨ من هذه الأبواب.

(٢) محمّد بن زياد: هو ابن أبي عمير. « منه قدّه ». « هامش المخطوط ».

٦ - عيون أخبار الرضا (عليه‌السلام ) ٢: ٦١ / ٢٤٦.

(٣) في نسخة: صدقة ( هامش المخطوط ).

٧ - قرب الإِسناد: ١٦، وأورد صدره في الحديث ١٢ من الباب ٦ من أبواب من تجب عليه الزكاة، وذيله في الحديث ١٠ من الباب ١٣ من هذه الأبواب.

٨٠

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571