وسائل الشيعة الجزء ١١

وسائل الشيعة10%

وسائل الشيعة مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 562

المقدمة الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠
  • البداية
  • السابق
  • 562 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 288954 / تحميل: 7181
الحجم الحجم الحجم
وسائل الشيعة

وسائل الشيعة الجزء ١١

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

عِدّتهُم:

المسلمون في المدينة كانوا بدرجة من الضّعف والفاقة لا يتصورها إنسان؛ والسّبب في ذلك أزمة المهاجرين الّذين خرجوا من مكّة فراراً بدينهم وعقيدتهم نتيجة الاضطهاد الشّرْكي، تاركين أموالهم وبيوتهم. فلمّا توافدوا على المدينة شاطرهم الأنصار بأموالهم وبيوتهم. ولهذا السّبب ضُربت الفاقة على الجميع. إذاً فلم تكن لديهم العُدّة الكافية للوقوف بوجه الأعداء؛ ولهذا كانت عُدّتهم من المؤن والعتاد الحربي قليلة جداً، فإنّهم لا يملكون من وسائل النّقل أكثر من سبعين(70) بعيراً؛ عشرون منها زوّدهم بها سعد بن عبادة، وثلاثة من الخيل، قال الواقدي(1) :

فراح رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من بيوت السّقا لاثنتي عشرة ليلة مضت من شهر رمضان، وخرج المسلمون معه ثلاثمائة وخمسة (305)؛ فكانت الإبل سبعين (70) بعيراً، وكانوا يتعاقبون الإبل الاثنين والثلاثة والأربعة، فكان

____________________

(1) المغازي، الواقدي، ص151.

٢١

رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وعليّ بن أبي طالبعليه‌السلام ومرثد بن أبي مرثد، يتعاقبون بعيراً واحداً مساوياً لجميع المسلمين(1) .

فقال عليّعليه‌السلام ومُرثد: «يا رسول الله نحن نمشي عنك».

فأجابهما النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بقوله:

«ما أنتما بأقوى منّي، ولا أنا بأغنى عن الأجر منكما».

فلمّا نظر الرّسول القائد إلى أصحابه، وهم يتعاقبون ركوباً وسيراً على الأقدام، توجّه إلى السّماء قائلاً:

«اللّهمّ إنّهم حُفاةٌ فاحملهم، وعراة فاكسهِم وجياعٌ فأشبعهم، وعالةٌ فاغنِهم من فضلك».

فاستجاب الله دعاءه، فما رجع أحد من أصحابه بعد انتهاء الحرب يريد أنْ يركب، إلاّ وجد ظهراً للرّجل البعير والبعيران، واكتسى من كان عارياً، وأصابوا

____________________

(1) شرح النّهج، ابن ابي الحديد، ص88 - 89.

٢٢

طعاماً من ازوادهم، وأصابوا فداء الأسرى، فأغنى كلَّ عائل(1) .

ب- قُوَّة الشِّرك :

القوّة الّتي استنفرتها قريش كانت تستهدف عدة أغراض؛ وهي مايلي:

1 - حماية القافلة الّتي كانت أكبر قافلة تجاريّة لقريش؛ وتعدُّ بحمولة ألف بعير.

2 - تأديب المسلمين واستئصال جذورهم، حتّى لا تقوم لهم قائمة، كما صرّح أبو جهل قائد المشركين، بقوله:

أيظنُّ محمد أنْ يصيب منّا ما أصاب بنخلة وأصحابه، سيعلم أَنمنع عيرنا أم لا!(2) .

3 - إبراز العضلات أمام القبائل العربيّة الأخرى، لتخويفها

____________________

(1) شرح النّهج، ابن أبي الحديد، ص88 - 89.

(2) شرح النّهج، ابن أبي الحديد،14، ص103.

٢٣

وفرض هيبة قريش عليها، لا سيما بعدما تعرّض المسلمون لقوافلها، كما صرّح أبو جهل بذلك حينما سلمت القافلة من الخطر وطُلب إليه الرجوع، قال:

والله لا نرجع حتّى نرد بدراً، فنقيم عَليه ثلاثاً، فننحر الجزر، ونطعم الطّعام، ونُسقي الخمر، وتُعزف علينا القيان، وتسمع بنا العربُ وبمسيرنا وجمعنا فلا يزالون يهابوننا أبداً بعدها، فامضوا(1) .

ولهذا بَذلتْ أقصى الجهد، في تجميع أكبر عدد ممكن في حملتها هذه؛ فكانت القوّة الّتي أرسلتْها تقدّر بألف فارس؛ بكامل عدتها وعتادها

عَددهَا وعِتادها :

وأخذت تستعد لهذه الحرب أياماً تعدُّ العدّة والسّلاح

____________________

(1) السّيرة النّبويّة، ابن هشام،ج3، ص270.

٢٤

وتحضُّ على جمع التّبرعات لشراء الأسلحة والذّخيرة الحربيّة، ذكر ابن أبي الحديد:

فأقامت قريش ثلاثاً تتجهّز، وأخرجت أسلحتها واشتروا سلاحاً، وأعان قويّهم ضعيفهم، وقام سهيل بن عمرو في رجال من قريش، فقال: يا معشر قريش، هذا محمّد والصّباة معه من شبّانكم، وأهل يثرب قد عرضوا لعيركم ولطيمتكم، فمن أراد ظهراً فهذا ظهر، ومن أراد قوّة فهذه قوّة.

وقام زمعة بن الأسود قائلاً:

إنّه، واللّات والعُزّى، ما نزل بكم من أمر أعظم من أنّ طمع محمّد وأهل يثرب أنْ يعرضوا ليعركم فيها خزائنكم، فأوعبوا ولا يتخلّف

٢٥

منكم أحد، ومن كان لا قوّة له فهذه قوّة، والله لئن أصابها محمّد وأصحابه، لا يروعكم منهم إلاّ وقد دخلوا عليكم بيوتكم(1) .

وتكلّم آخرون يحثّون النّاس على التّبرع، ويستنهضونهم على الخروج مع هذه الحملة التّأديبيّة، وأقبلت قريش تجمع التّبرعات، وتعدُّ الجيوش والسّلاح والرّجال، مع كامل عدّتهم وعددهم.

وهكذا تجمَّع ما يقرب من ألف رجل مع سبعمائة (700) بعير، ومن الخيل ما يقارب (100) رأس، فقد ذكر الواقدي:

وكانت الخيل لأهل القوّة منهم، وكان في بني مخزوم منها ثلاثون فرساً، وكانت الإبل سبعمائة بعير، وكان أهل الخيل كلّهم

____________________

(1) شرح النّهج، ابن أبي الحديد، ص95 و103.

٢٦

دوارع، وكانوا مئة. وكان في الرّجّالة دوارع سوى ذلك(1) .

وبعث أيماء بن رحضة الغفاري إلى قريش حين مرّوا به، ابناً له مع عدّة ذبائح أهداها لهم، قائلاً:

إنْ أحببتم أنْ نمدَّكم بسلاح ورجال فعلنا.

فأرسلوا إليه مع ابنه:

(إنّ وصْلتك رحم، قد قضيتَ الّذي عليك، فلعمري، لئن كنّا إنّما نقاتل النّاس، فما بنا من ضعف عنهم، ولئن كنّا إنّما نقاتل الله، كما يزعم محمّد، فما لأحد بالله من طاقة(2) ).

____________________

(1) شرح نهج البلاغة، ابن ابي الحديد، ص95 و103.

(2) السّيرة النّبويّة، ابن هشام، ج2، ص273.

٢٧

أَهدافها :

أراد المسلمون في غزوتهم هذه، أن يستفيدوا منها النّقاط التّاليّة:

1 - أن يستردوا بعض أموالهم؛ الّتي تركوها في هجرتهم من مكّة إلى المدينة المنوّرة؛ لتساعدهم على الضنْك الّذي يعيشونه، ولا يمكن ذلك إلاّ بالتّعرض للقافلة القرشيّة؛ لتكون عوضاً عمّا تركوه في مكّة من أموال.

2 - إضعاف قريش من النّاحية الاقتصاديّة؛ ومن ثمَّ فرض الحصار الاقتصادي عليها، لأنّه لو سيطر المسلمون على القافلة؛ لحلّت بقريش كارثة اقتصاديّة عظيمة ولفقدت جلَّ ما تملُك.

3 - إضعاف معنوية قريش وكسر شوكتها وهيبتها في نفوس القبائل العربيّة الأخرى؛ حتّى يتمكن المسلمون أنْ يتَّصلوا بهذه القبائل وينشروا الإسلام وتعاليمه بين صفوفها.

٢٨

الرّسول( صلّى الله عليه وآله ) يستعدّ لهذه الغزوة :

هذه هي بعض الأهداف المستوحاة من هذه الغزوة، ولهذا لمّا سمع الرّسول الأعظمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، برجوع القافلة من الشّام بقيادة أبي سفيان، ندب إليها المسلمين، قائلاً:

«هذه عير قريش، فيها أموالهم، فاخرجوا إليها لعلّ ينفلكموها»(1) .

فاستجاب المسلمون لنداء النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وخرج النّبي يوم الاثنين لثمان ليال مضت من شهر رمضان بالعدد المذكور، وتخلّف بعض النّاس؛ وذلك أنّهم لم يظنّوا أنّ الرّسول يلقى حرباً؛ وإنّما هي غزوة تصدٍّ لقافلة لا أكثر، والتّصدّي لا يحتاج إلى كثير رِجال؛ ولهذا تخلّف غالبيّة المسلمين.

القافلةوأخبارها :

القافلة القرشيّة كانت جداً حذرة في سيرها ومسيرها،

____________________

(1) السّيرة النّبويّة، ابن هشام،ج2،ص258.

٢٩

لأنّها تخشى من المسلمين وسيطرتهم عليها، ولهذا نرى قائد القافلة أبا سفيان يسير قبل القافلة بمسافة كبيرة؛ لأجل استخبار الوضع وتحصيل المعلومات عن تحرُّك المسلمين وتواجدهم، فلمّا وصل أبو سفيان ومعه عمرو ابن العاص إلى الزّرقاء، وقيل إلى تبوك، لقيه رجل من جذام، قائلاً:

قد كان عرض محمّد لكم في بدأتكم في أصحابه، فقلنا: ما شعرنا، قال: بلى، فأقام شهراً، ثمَّ رجع إلى يثرب، وأنتم يوم عرض محمّد لكم مُخفّون، فهو.. الآن أحرى أن يعرض لكم؛ إنّما يعُدُّ لكم الأيّام عدّاً، فاحذروا على عيركم، فو الله ما أرى من عدد ولا كراع ولا خلقة(1) .

____________________

(1) شرح النّهج، ابن أبي الحديد،ج14، ص92.

٣٠

ففكَّر أبو سفيان مع جماعته وقرَّ رأيهم؛ أنْ يرسلوا رسولاً إلى قريش يخبرهم بذلك. فبعثوا رجلاً اسمه ضمضم بن عمرو الغفاري، وأمروه أنْ يسير بالسّرعة القصوى، فإذا وصل إلى مكّة، أن يدخلها بهيئة مخصوصة ويستغيث بنداء يُثير الهِمم، فلمّا وصلها عمد إلى أنف بعيره فقطعه، وحوَّل رحله، وشق قميصه مِن قبل ودبر، وصرخ مستغيثاً منادياً:

يا معشر قريش، اللطيمة، اللطيمة، أموالكم مع أبي سفيان قد عرض لها محمّد في أصحابه، لا أرى إلاّ أنْ تدركوها، الغوث، الغوث(1) .

فعندها تجهَّزت قريش سراعاً، فكانوا بين رجلين: إمّا خارج، وإما باعث مكانه رجلاً. ولم يتخلّف من أشرافها أحدٌ، وخرجوا مسرعين.

____________________

(1) السّيرة النّبويّة، ابن هشام،ج2، ص260.

٣١

أبو سفيان ينجو بقافلته :

ولمّا علم أبو سفيان بخروج محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأصحابه في المدينة للسيطرة على القافلة، غيّر مسراه؛ وسار في طريق غير مسلوك سيراً لا يهدأ ليلاً ولا نهارا،ً حتّى أفلت من قبضة المسلمين. وأرسل رسولاً إلى قريش يُخبرهم بسلامته وسلامة قافلته، قائلاً:

إنّكم إنّما خرجتم لتمنعوا عيركم ورجالكم وأموالكم، فقد نجّاها الله، فارجعوا(1) .

الخلافيدبّ بين صفوف قريش :

ولمّا سمعت قريش بنجاة القافلة ووصولها سالمة، اختلفوا فيما بينهم، فبعضهم أراد الرّجوع، وعلى رأسهم الأخنس بن شريق بن عمرو الثّقفي، فإنّه قام خطيباً في بني زُهرة، وكان حليفاً لهم في منطقة الجُحفة، قائلاً:

____________________

(1) السّيرة النّبويّة، ابن هشام، ج2، ص270.

٣٢

يا بني زُهرة، قد نجّى الله لكم أموالكم، وخلّص لكم صاحبكم مخرمة بن نوفل - وكان مع القافلة -، وإنّما نفرتم لتمنعوه وماله، فاجعلوا بي جُبنها وارجعوا، فإنّه لا يصلح لكم بأنْ تخرجوا في غيرة صنيعة؛ أي منفعة، لا ما يقول هذا - ويعني بأبي جهل - فرجعوا فلم يشهدها زهريّ واحد.

ثُمَّ جاء حكيم بن حزام إلى عتبة بن ربيعة، قائلاً له:

يا أبا الوليد، إنّك كبيرُ قريش وسيِّدُها والمطاع فيها، هل لك أنْ لا تزال تُذكر فيها بخير إلى آخر الدّهر؟

فقال عُتبة:

وما ذاك يا حكيم؟، قال: ترجع

٣٣

بالنّاس، وتحمل أمر حليفك عمرو بن الحضرمي، قال: قد فعلتَ أنت عليّ بذلك، إنّما هو حليفي فعليَّ عقلهُ وما أُصيب من ماله، فأتِ بن الحنظليّة - ويعني بأبي جهل - فإنّي لا أخشى أنْ يشجر أمر النّاس غيرُه، ثم قام خطيباً، قائلاً:

يا معشر قريش، إنّكم والله ما تصنعون بأنْ تلقوا محمّداً وأصحابه شيئاً، والله لئن أصبتموه لا يزال الرّجلُ ينظر في وجه رجل يكره النّظر إليه، قَتَل ابن عمه أو ابن خاله أو رجلاً من عشيرته، فارجعوا، وخلّوا بين محمّد وبين سائر العرب، فإنْ أصابوه فذاك الّذي أردتم، وإنْ كان غير

٣٤

ذلك، ألفاكم ولم تعرضوا منه ما تريدون.

أبو جهل رأس المعارضة:

ولمّا انتهى عُتبة من كلامه؛ وكان رجلاً منصفاً، سار حكيم بن حزام إلى أبي جهل، فقال له: يا أبا الحكم، إن عُتبة أرسلني إليك، وسرد عليه ما قاله عُتبة. فانتفخ سحرهُ غاضباً، قائلاً:

(كلا، والله لا نرجع حتّى يحكم الله بيننا وبين محمّد، وما بعُتبة ما قال، ولكنّهُ رأى أنّ محمّداً وأصحابه أكلةُ جزور، وفيهم ابنه، فقد تخوّفكم عليه)(1) .

ثُمَّ بعث إلى عامر بن الحضرمي - وكان أخوه قتله المسلمون، فقال له:

____________________

(1) السّيرة النّبويّة، ابن هشام،ج2، ص275.

٣٥

هذا حليفك - يعني عُتبة - يريد أنْ يرجع بالنّاس، وقد رأيت ثأرك بعينك، فقم فانشد خفرتك ومقتل أخيك.

فقام أخو القتيل منادياً صارِخاً:

واعمراه.. واعمراه.

فحميت الحرب، وفشلت مساعي السّلم، وأفسد على النّاس الرّأي الّذي دعاهم إليه عُتبة.

عَليٌّ يَرأسُ دَوريّة الاستِطلاع:

فلمّا وصل الرّسول الأعظم إلى قرب بدر، أرسل فرقة استطلاعية يرأسها عليّعليه‌السلام ؛ لاستكشاف الحال وجمع المعلومات عن تحرّكات الأعداء، فسار عليّ بفرقته الاستكشافيّة، حتّى وصل إلى ماء بدر، فظفر برجلين؛ أحدهما اسمه: اسلم، وهو مولى لبني الحجاج، والثّاني اسمه: عريض، أبو يسار، مولى لبني العاص بن سعيد؛ يستقيان الماء

٣٦

لجيش قريش، فأتى بهما مخفورين إلى الرّسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فسألهما قائلاً:

نحنُ سُقاة قريش، بعثونا نسقيهم من الماء.

فقال الرّسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :«اخبراني عن قريش؟»،

قالا: هم والله وراء هذا الكثيب الّذي ترى بالعُدْوة القصوى - (وهم العَقَنْقَل) -، فقال لهما الرّسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :«كم القوم؟»،

قالا: كثير، قالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «ما عددهم؟»، قالا: لا ندري.

قالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «كم ينحرون كلَّ يوم؟»،

قالا: يوماً تسعاً، ويوماً عشراً.

٣٧

فقال رسول الله: «القوم فيما بين التّسعمائة والألف».

ثم قالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لهما: «فمن فيهم من أشراف قريش؟»، قالا:

(عُتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة، وأبو البختريّ بن هشام، وحكيم بن حزام، ونوفل بن خويلد، والحارث بن عامر بن نوفل، وطعيمة بن عدي بن نوفل، والنّضر بن الحارث، وزمعة بن الأسود، وأبو جهل بن هشام، وأُميّة بن خلف، ونبيه ومُنبّه ابنا الحجّاج، وسهيل بن عمرو، وعمرو بن عبدود(1) .

____________________

(1) السّيرة النّبويّة، ابن هشام،ج2، ص269.

٣٨

الرّسول يَسَتشيُر أصَحابُه

فلمّا علم الرّسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنّ قريشاً قد أعدّت العُدَّة الكافيّة لمحاربته، والقضاء على دعوته، ولم يكن هو مستعداً لهذا الجيش القادم؛ وإنّما كان استعداده لمقابلة قافلة تجاريّة، تحميها عشرات من الرّجال، كان أمرهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يدور بين أنْ يرجع وبين أنْ يقتحم المعركة ويقاتل بجيشه الصّغير عدَّة وعدداً، والكبير روحاً ومعنويّة. فعندها التفت إلى أصحابه ليستخبر نيّاتهم، ويستكشف غاياتهم، وهو في منطقة (وادي ذفران)، قائلاً: «أشيروا عليَّ، هذه مكّة قد ألقت إليكم أفلاذ كبدها».

فقام إليه المقداد بن عمرو (رضوان الله عليه)، قائلاً:

يا رسول الله، امض لما أراك الله، فنحن معك، والله لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى، بل نقول:

اذهب أنت وربّك فقاتلا إنّا معكما

٣٩

مقاتلون، فوالّذي بعثك بالحق، لو سرت بنا إلى بَرك الغِماد(1) لجالدنا معك من دونه، حتّى تبلغه(2) .

فدعا له رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم خيراً، ثم توجّه نحو الأنصار، قائلاً:

«أشيروا عليَّ أيها النّاس».

فأجابه سعد بن معاذ، قائلاً:

والله لكأنَّك تريدُنا يا رسول الله؟

فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : «أجل!»، قال سعد: (فقد آمنَّا بك وصدَّقناك، وشهدنا أنْ ماجئت به هو الحق،

____________________

(1) بَرك الغِماد: موضع بناحية اليمن، ويضرب به المثل لبُعده.

(2) السّيرة النّبويّة، ابن هشام، ج2، ص266 و267.

٤٠

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

[ ١٥٤٣١ ] ٤ - وعنه، عن محمّد بن كرامة، عن أبي حمزة قال: كان لابن ابنتي حمامات فذبحتهنّ غضباً، ثمّ خرجت إلى مكّة، فدخلت على أبي جعفر( عليه‌السلام ) فرأيت عنده حماماً كثيراً فأخبرته وحدّثته أنّي ذبحتهنّ فقال: بئس ما صنعت، أما علمت أنّه إذا كان من اهل الأَرض عبث بصبياننا يدفع عنهم الضّرر بانتفاض الحمام، وإنّهن يؤذن بالصلاة في آخر الليل، فتصدّق عن كلّ واحدة منهن ديناراً فإنّك قتلتهن غضباً.

[ ١٥٤٣٢ ] ٥ - وقال( عليه‌السلام ) : اكثروا من الدواجن في بيوتكم يتشاغل بها الشياطين عن صبيانكم.

اقول: ويأتي ما يدلّ على بعض المقصود(١) .

٣٥ - باب جواز تزويج الذكر من الطير والبهائم بابنته واُمه واستحباب الاعراض عنها وقت السفاد

[ ١٥٤٣٣ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، وأحمد بن محمّد جميعاً، عن ابن أبي نصر: قال: سأل رجل الرضا( عليه‌السلام ) عن الزوج من الحمام يفرخ عنده يزوج الطير أُمّه وابنته؟ قال: لا بأس بما كان بين البهائم.

[ ١٥٤٣٤ ] ٢ - أحمد بن أبي عبدالله البرقيّ في( المحاسن) عن النوفلي،

__________________

٤ - طب الائمّة: ١١١.

٥ - طب الائمّة: ١١٢، وأورده في الحديث ٤ من الباب ٤٠ من هذه الأبواب.

(١) يأتي ما يدلّ على بعض المقصود في الحديث ٢ من الباب ٣٩ من هذه الأبواب.

الباب ٣٥

فيه حديثان

١ - الكافي ٦: ٥٤٨ / ١٩.

٢ - المحاسن: ٦٣٤ / ١٢٤.

٥٢١

عن السكوني، عن أبي عبدالله، عن آبائه( عليهم‌السلام ) أن علياً( عليه‌السلام ) مرّ ببهيمة وفحل يسفدها على ظهر الطريق، فأعرض علي( عليه‌السلام ) بوجهه، فقيل له: لم فعلت ذلك يا أمير المؤمنين؟ فقال: إنّه لا ينبغي أن تصنعوا ما يصنعون وهو من المنكر إلّا أن تواروه حيث لا يراه رجل ولا امرأة.

٣٦ - باب جواز إخصاء الدواب ، وكراهة التحريش بينها إلّا الكلاب

[ ١٥٤٣٥ ] ١ - محمّد بن عليّ بن الحسين قال: نهى رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) عن تحريش البهائم ما خلا الكلاب.

[ ١٥٤٣٦ ] ٢ - وبإسناده عن الحسن بن علي بن فضّال، عن يونس بن يعقوب قال: سألت أبا عبدالله( عليه‌السلام ) عن الإِخصاء فلم يجبني، فسألت أبا الحسن( عليه‌السلام ) قال: لا بأس به.

أحمد بن أبي عبدالله في( المحاسن) عن محمّد بن عليّ، عن يونس بن يعقوب مثله (١) .

[ ١٥٤٣٧ ] ٣ - وعن أبيه، عن عبدالله بن المغيرة، ومحمّد بن سنان، عن طلحة بن زيد، عن أبي عبدالله، عن أبيه( عليهما‌السلام ) أنه كره اخصاء الدواب والتحريش بينها.

__________________

الباب ٣٦

فيه ٦ أحاديث

١ - الفقيه ٤: ٤٢ / ١٣٨.

٢ - الفقيه ٣: ٢١٦ / ١٠٠٣.

(١) المحاسن: ٦٢٨ / ١٠٠.

٣ - المحاسن: ٦٣٤ / ١٢٥.

٥٢٢

[ ١٥٤٣٨ ] ٤ - وعن عليّ بن الحكم، عن أبان بن عثمان، عن أبي العبّاس، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: سألته عن التحريش بين البهائم فقال: كلّه مكروه إلّا الكلاب.

[ ١٥٤٣٩ ] ٥ - محمّد بن إدريس في آخر( السرائر) نقلاً من كتاب أبان بن تغلب، عن القاسم ابن إسماعيل، عن عبيس بن هشام (١) ، عن أبان بن عثمان، عن مسمع كردين(٢) قال: سألت أبا عبدالله( عليه‌السلام ) عن التحريش بين البهائم، فقال: أكره ذلك كله إلّا الكلب.

ورواه الكليني عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن أبان (٣) ، والذي قبله كذلك.

[ ١٥٤٤٠ ] ٦ - عبدالله بن جعفر في( قرب الإِسناد) عن السندي بن محمّد، عن يونس بن يعقوب، عن أبي الحسن( عليه‌السلام ) قال: سألته عن اخصاء الغنم، قال: لا بأس.

٣٧ - باب استحباب اتخاذ الديك والدجاج في المنزل

[ ١٥٤٤١ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن

__________________

٤ - المحاسن: ٦٢٨ / ٩٨، والكافي ٦: ٥٥٣ / ١.

٥ - السرائر: ٤٧٥.

(١) في المصدر: عبيس بن هاشم.

(٢) في المصدر: مسمع بن رزين.

(٣) الكافي ٦: ٥٥٤ / ٢.

٦ - قرب الإِسناد: ١٣١.

الباب ٣٧

فيه ٣ أحاديث

١ - الكافي ٦: ٥٥٠ / ٦.

٥٢٣

محمّد بن خالد، وسهل بن زياد جميعاً، عن جعفر بن محمّد، عن ابن القدّاح، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: قال أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) : صياح الديك صلاته، وضربه بجناحه ركوعه وسجوده.

[ ١٥٤٤٢ ] ٢ - وعنهم، عن أحمد، عن بعض أصحابه، عن أبي شعيب المحاملي، عن أبي الحسن( عليه‌السلام ) قال: في الديك خمس خصال من خصال الأَنبياء: السخاء (١) ، والقناعة، والمعرفة بأوقات الصلاة، وكثرة الطروقة، والغيرة.

[ ١٥٤٤٣ ] ٣ - عبدالله بن جعفر الحميري في( قرب الإسناد) عن الحسن بن ظريف، عن الحسين بن علوان، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه( عليهما‌السلام ) قال: كانوا يحبّون أن يكون في البيت الشيء الداجن مثل الحمام والدجاج(١) ليعبث به صبيان الجنّ ولا يعبثون بصبيانهم.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك عموماً(٢) .

٣٨ - باب استحباب اكرام الخطاف وهو الصنونوا

[ ١٥٤٤٤ ] ١ - محمّد بن الحسن الصفّار في( بصائر الدرجات) عن

__________________

٢ - الكافي ٦: ٥٥٠ / ٥.

(١) في المصدر زيادة: والشجاعة.

٣ - قرب الإِسناد: ٤٥.

(٢) في المصدر: أو الدجاج أو العتاد.

(٣) تقدم في الحديث ٥ من الباب ٣٤ من هذه الأبواب. ويأتي ما يدلّ عليه في الباب ٣٩ من هذه الأبواب.

الباب ٣٨

فيه حديث واحد

١ - بصائر الدرجات: ٣٦٦ / ٢٤، وأورده عن الكافي في الحديث ٤ من الباب ٣٩ من أبواب الصيد.

٥٢٤

أحمد بن محمّد، عن الجاموراني، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن محمّد بن يوسف التميمي، عن محمّد بن جعفر، عن أبيه قال: قال رسول الله ( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : استوصوا بالصنانيات(١) خيراً - يعني: الخطاف - فإنّه آنس طير( بالناس هم) (٢) ، ثم قال: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : أتدرون ما تقول( الصنانية إذا هي ترغمت) (٣) ؟ تقول: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله ربّ العالمين حتّى تقرأ أُمّ الكتاب فإذا كان في آخر ترغمها(٤) قالت: ولا الضالّين.

أقول: ويأتي ما يدلّ على ذلك(٥) .

٣٩ - باب تأكد استحباب اتخاذ الديك الأبيض الافرق ، واختياره على الطاووس ، واختيار الحمام المنمرّ عليهما

[ ١٥٤٤٥ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن محمّد بن عليّ، عن أبي جميلة، عن جابر، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : ديك أفرق أبيض يحرس دويرة أهله وسبع دويرات حوله.

__________________

(١) في المصدر: الصائنات.

وفي الحديث: « استوصوا بالصينيات خيراً » وكان المراد بها الطويرات التي تأوي البيوت، المكنّاة ببنات السند والهند. ( مجمع البحرين - صون - ٦: ٢٧٤ ).

(٢) في المصدر: الناس بالناس.

(٣) في المصدر: الصائنية إذا ترنمت؟.

(٤) في المصدر: ترنّمها.

(٥) يأتي في الباب ٣٩ من أبواب الصيد.

الباب ٣٩

فيه ٤ أحاديث

١ - الكافي ٦: ٥٤٩ / ١.

٥٢٥

[ ١٥٤٤٦ ] ٢ - وعنهم، عن سهل بن زياد، عن عليّ بن سليمان بن رشيد، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن محمّد بن مخلّد الأَهوازي، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) مثله، وزاد: ولنفضة من حمامة منمرّة أفضل من سبع ديوك بيض فرق.

[ ١٥٤٤٧ ] ٣ - وعنهم، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن القاسم بن يحيى، عن جدّه الحسن بن راشد، عن يعقوب بن جعفر بن إبراهيم الجعفريّ قال: ذكرت عند أبي الحسن( عليه‌السلام ) حسن الطاووس، فقال: لا يزيدك على حسن الديك الأَبيض بشيء، قال: وسمعته يقول: الديك أحسن صوتاً من الطاووس، وهو أعظم بركة ينبّهك في مواقيت الصلوات (١) فإنمّا يدعو الطاووس بالويل بخطيئة التي ابتلي بها.

[ ١٥٤٤٨ ] ٤ - وعنهم، عن أحمد، عن بعض أصحابه رفعه قال: قال أبو عبدالله( عليه‌السلام ) : الديك الأَبيض صديقي وصديق كلّ مؤمن.

٤٠ - باب استحباب اتخاذ الورشان (*) ، وسائر الدواجن في البيت

[ ١٥٤٤٩ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن

__________________

٢ - الكافي ٦: ٥٤٩ / ٢.

٣ - الكافي ٦: ٥٥٠ / ٣.

(١) في المصدر: الصلاة.

٤ - الكافي ٦: ٥٥٠ / ٤.

الباب ٤٠

فيه ٤ أحاديث

(*) الورشان: نوع من الحمام، يقال: إنه ذكر القماري، ويقال: إنه متولد بين الفاختة والحمامة. ( حياة الحيوان ٢: ٣٩٤ ).

١ - الكافي ٦: ٥٥٠ / ١.

٥٢٦

محمّد بن خالد، عن إسماعيل بن مهران، عن سيف بن عميرة، عن أبي بكر الحضرمي، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: من اتّخذ في بيته طيراً فليتخذ ورشاناً فإنّه أكثر شيء لذكر الله عزّ وجلّ وأكثر تسبيحاً وهو طير يحبّنا أهل البيت.

[ ١٥٤٥٠ ] ٢ - وعنهم، عن أحمد، عن بكر بن صالح، عن محمّد بن أبي حمزة، عن عثمان الأصبهاني قال: استهداني إسماعيل بن أبي عبدالله طيراً من طيور العراق فأهديت له ورشانا فدخل أبو عبدالله( عليه‌السلام ) فرآه، فقال: إنّ الورشان يقول: بوركتم بوركتم، فأمسكوه.

[ ١٥٤٥١ ] ٣ - وعنهم، عن أحمد، عن الجاموراني، عن ابن أبي حمزة، عن سيف، عن إسحاق بن عمّار (١) ، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) أنّه نهى ابنه إسماعيل عن اتخاذ الفاختة، وقال: إن كنت لا بدّ متخذاً فاتخذ ورشاناً فإنّه كثير الذكر لله عزّ وجّل.

[ ١٥٤٥٢ ] ٤ - الحسين بن بسطام في( طبّ الأَئمة) قال: قال( عليه‌السلام ) : أكثروا من الرواجن(٢) في بيوتكم يتشاغل بها الشياطين عن صبيانكم.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(٣) .

__________________

٢ - الكافي ٦: ٥٥١ / ٢.

٣ - الكافي ٦: ٥٥١ / ٣.

(١) في المصدر زيادة: عن أبي بصير.

٤ - طب الأئمّة: ١١٢، وأورده في الحديث ٥ من الباب ٣٤ من هذه الأبواب.

(٢) في المصدر: الدواجن.

(٣) تقدم في الأبواب ٣١ - ٣٤، ٣٧، ٣٩ من هذه الأبواب.

٥٢٧

٤١ - باب كراهة اتخاذ الفاختة في الدار ، واستحباب ذبحها أو أخراجها

[ ١٥٤٥٣ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حفص بن البختري، عن رجل، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: كانت في دار أبي جعفر( عليه‌السلام ) فاخته فسمعها يوماً وهي تصيح فقال لهم: أتدرون ما تقول هذه الفاختة؟ فقالوا: لا، قال: تقول: فقدتكم فقدتكم، ثمّ قال: لنفقدنّها قبل أنّ تفقدنا، ثمّ أمرّ بها فذبحت.

[ ١٥٤٥٤ ] وعن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن الجاموراني، عن ابن أبي حمزة، عن سيف بن عميرة، عن إسحاق بن عمّار، عن أبي بصير قال: دخلت على أبي عبدالله( عليه‌السلام ) فقال لي: يا أبا محمّد، اذهب بنا إلى إسماعيل نعوده، وكان شاكياً، فقمنا ودخلنا (١) وإذا في منزله فاختة في قفص تصيح، فقال له أبو عبدالله( عليه‌السلام ) : يا بني، ما يدعوك إلى إمساك هذه الفاختة؟ أو ما علمت أنّها مشؤومة؟ أو ما تدري ما تقول؟ قال له إسماعيل: لا، قال: إنمّا تدعو على أربابها، تقول: فقدتكم فقدتكم، فأخرجوها.

ورواه الراوندي في( الخرائج والجرائح) عن أبي بصير نحوه (٢) .

__________________

الباب ٤١

فيه ٣ أحاديث

١ - الكافي ٦: ٥٥١ / ١.

٢ - الكافي ٦: ٥٥١ / ٣.

(١) في المصدر زيادة: على إسماعيل.

(٢) الخرائج والجرائح: ٦٠٩ / ٣.

٥٢٨

[ ١٥٤٥٥ ] ٣ - محمّد بن الحسن الصفار في( بصائر الدرجات) عن أحمد بن محمّد، عن الحسين بن سعيد والبرقيّ جميعاً، عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبي، عن عبدالله بن مسكان، عن داود بن فرقد، عن عليّ بن سنان قال: كنا عند أبي عبدالله( عليه‌السلام ) فسمع صوت فاختة في الدار، فقال: اين هذه التي أسمع صوتها؟ قلنا: هي في الدار أهديت لبعضهم، فقال أبو عبدالله( عليه‌السلام ) أما لنفقدنك قبل أن تفقدينا، قال: فأمرّ بها فأُخرجت من الدار.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(١) .

٤٢ - باب كراهة اتخاذ الصلصل (*) في البيت ، واستحباب اخراجه.

[ ١٥٤٥٦ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن بكر بن صالح، عن محمّد بن أبي حمزة، عن عثمان الاصبهاني (٢) قال: أهديت إلى إسماعيل بن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) صلصلاً، فدخل أبو عبدالله( عليه‌السلام ) فلمّا رآه قال: ما هذا الطائر المشؤوم(٣) ، أخرجوه فإنّه يقول: فقدتكم فافقدوه قبل أن يفقدكم.

__________________

٣ - بصائر الدرجات: ٣٦٦ / ٢٣.

(١) تقدم في الحديث ٣ من الباب ٤٠ من هذه الأبواب. ويأتي ما يدلّ عليه في الباب ٤٢ من هذه الأبواب.

الباب ٤٢

فيه حديث واحد

(*) الصلصلة: الفاختة. ( مجمع البحرين - صلصل - ٥: ٤٠٨ ).

١ - الكافي ٦: ٥٥١ / ٢.

(٢) في البصائر: عمر الاصبهاني

(٣) في المصدر: هذا الطير المشؤوم.

٥٢٩

محمّد بن الحسن الصفّار في( بصائر الدرجات) عن أحمد بن محمد، عن بكر بن صالح مثله (١) .

٤٣ - باب كراهة اتخاذ كلب في الدار إلّا أن يكون كلب صيد أو ماشية أو يضطر اليه أو يغلق دونه الباب.

[ ١٥٤٥٧ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حمّاد، عن الحلبي، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: يكره أن يكون في دار الرجل المسلم الكلب.

[ ١٥٤٥٨ ] ٢ - وعن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن عيسى (٢) ، عن يوسف بن عقيل، عن محمّد بن قيس، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: قال أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) لا خير في الكلاب إلّا كلب صيد أو كلب ماشية.

[ ١٥٤٥٩ ] ٣ - وعدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن أبيه، عن النضر بن سويد، عن القاسم بن سليمان، عن جراح المدائني، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: لا تمسك كلب الصيد في الدار إلّا أن يكون بينك وبينه باب.

__________________

(١) بصائر الدرجات: ٣٦٥ / ٢٢.

وتقدم ما يدلّ على ذلك في الباب ٤١ من هذه الأبواب.

الباب ٤٣

فيه ٧ أحاديث

١ - الكافي ٦: ٥٥٢ / ١.

٢ - الكافي ٦: ٥٥٢ / ٤.

(٢) في المصدر: أحمد بن محمّد بن عيسى بدل ( احمد بن محمد، عن محمد بن عيسى ).

٥٣٠

[ ١٥٤٦٠ ] ٤ - وعنهم، عن أحمد، عن عثمان بن عيسى، عن سماعة قال: سألته عن كلب الصيد، يمسك في الدار؟ قال: إذا كان يغلق دونه الباب فلا بأس.

[ ١٥٤٦١ ] ٥ - وعنهم، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضّال، عن ابن بكير، عن زرارة، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: ما من احد يتّخذ كلباً إلّا نقص في كلّ يوم من عمل صاحبه قيراط.

[ ١٥٤٦٢ ] ٦ - وعنهم، عن أحمد، عن عثمان بن عيسى، عن سماعة قال: سألته عن الكلب، يمسك في الدار؟ قال: لا.

[ ١٥٤٦٣ ] ٧ - وعن علىّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) أنّ النبي( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) رخص لأَهل القاصية في كلب يتّخذونه.

اقول: هذا مخصوص بأهل القاصية، او محمول على الضرورة إليه، او على كونه كلب صيد او ماشية، لما سبق هنا (١) ، وفي النجاسات(٢) ، وفي مكان المصلي(٣) وغير ذلك(٤) ، ولما يأتي ايضاً(٥) .

__________________

٤ - الكافي ٦: ٥٥٢ / ٦.

٥ - الكافي ٦: ٥٥٢ / ٢.

٦ - الكافي ٦: ٥٥٢ / ٣.

٧ - الكافي ٦: ٥٥٢ / ١١.

(١) مرّ في الأحاديث ١ - ٦ من هذه الباب.

(٢) تقدم في الباب ١٢ من أبواب النجاسات.

(٣) تقدم في الباب ٣٣ من أبواب مكان المصلّى.

(٤) تقدم في الحديثين ٤ و ٥ من الباب ١١ من أبواب الماء المضاف، وفي الباب ١ من أبواب الأسآر.

(٥) يأتي في الأبواب ٤٤ و ٤٥ و ٤٦ من هذه الأبواب.

٥٣١

٤٤ - باب تأكد كراهة اتخاذ الكلب الاسود والاح مرّ والابلق والأبيض

[ ١٥٤٦٤ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، وعن محمّد بن يحيى، عن عبدالله بن محمّد، عن علي بن الحكم، عن أبان، عن زرارة، عن احدهما( عليهما‌السلام ) قال: الكلب الأَسود(١) البهيم من الجن.

[ ١٥٤٦٥ ] ٢ - وعن محمّد بن يحيى(٢) ، عن محمّد بن إسماعيل، عن عليّ بن الحكم، عن مالك بن عطية، عن أبي حمزة الثمالي قال: كنت مع أبي عبدالله( عليه‌السلام ) فيما بين مكّة والمدينة إذا التفت عن يساره فإذا كلب اسود بهيم، فقال: مالك قبّحك الله؟ ما اشد مسارعتك؟ فإذا هو شبيه بالطائر، فقلت ما هذا جعلت فداك؟ فقال: هذا عثم (٣) بريد الجنّ مات هشام السّاعة فهو يطير ينعاه في كلّ بلدة(٤) .

[ ١٥٤٦٦ ] ٣ - وعن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن الحسين، عن عبد الرحمن بن أبي هاشم، عن سالم أبي سلمة (٥) ، عن أبي عبدالله( عليه

__________________

الباب ٤٤

فيه ٣ أحاديث

١ - الكافي ٦: ٥٥٢ / ٧.

(١) في المصدر: الكلاب السود.

٢ - الكافي ٦: ٥٥٣ / ٨.

(٢) في المصدر زيادة: عن محمّد بن الحسين.

(٣) في المصدر: غثيم.

(٤) فيه إعجاز للصادق (عليه‌السلام ) ( منه. قدّه ).

٣ - الكافي ٦: ٥٥٣ / ١٠.

(٥) في المصدر: سالم بن أبي سلمة. =

٥٣٢

السلام )، قال: سُئل عن الكلاب، فقال: كلّ أسود بهيم، وكلّ أحمرّ بهيم، وكلّ أبيض بهيم، فذلك خلق من الكلاب من الجنّ، وما كان أبلق فهو مسخ من الجنّ والإِنس.

٤٥ - باب كراهة الاكلّ مع حضور الكلب إلّا ان يطعم أو يطرد

[ ١٥٤٦٧ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمّد بن الحسن بن شمّون، عن عبدالله بن عبد الرحمن، عن مسمع، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) : الكلاب من ضعفة الجنّ فإذا أكلّ احدكم الطعام( وشيء منها بين يديه) (١) فليطعمه او ليطرده فإنّ لها أنفس سوء.

اقول: وتقدّم ما يدلّ على إطعام الدواب في الصدقة(٢) ، وغيرها(٣) .

٤٦ - باب جواز قتل كلاب الهراش (*)

[ ١٥٤٦٨ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن

__________________

= وتقدّم ما يدلّ على ذلك في الباب ٤٣ من هذه الأبواب. ويأتي ما يدلّ عليه في البابين ٤٥ و ٤٦ من هذه الأبواب، وفي الحديث ٢ من الباب ١٠ من أبواب الصيد.

الباب ٤٥

فيه حديث واحد

١ - الكافي ٦: ٥٥٣ / ٩.

(١) كتب في المخطوط على مابين القوسين علامة نسخة.

(٢) تقدم في الباب ١٩ من أبواب الصدقة.

(٣) تقدم في الباب ٩ من هذه الأبواب.

الباب ٤٦

فيه حديث واحد

(*) الهراش: تَقاتُل الكلاب وتواثُبها. ( لسان العرب - هرش - ٦: ٣٦٣ ).

١ - الكافي ٦: ٥٢٨ / ١٤، وأورده في الحديث ٢ من الباب ٤٣ من أبواب الدفن.

٥٣٣

النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: قال أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) : بعثني رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) إلى المدينة فقال: لا تدع صورة إلّا محوتها، ولا قبراً إلّا سوّيته، ولا كلباً إلّا قتلته.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك في أحاديث التماثيل(١) ، ويأتي ما يدلّ عليه في الصيد(٢) وغير ذلك(٣) .

٤٧ - باب جواز قتل الحيّات والنمل والذر وسائر الموذيات ، وكراهة قتل حيات البيوت مع عدم الخوف من أذاها

[ ١٥٤٦٩ ] ١ - محمّد بن عليّ بن الحسين في( معاني الأَخبار) عن أبيه، عن سعد بن عبدالله، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن أبيه، عن فضّالة، عن أبان قال: سئل أبوالحسن( عليه‌السلام ) عن رجل يقتل الحّية وقال له السائل: إنّه بلغنا أن رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) قال: من تركها تخوفاً من تبعتها فليس مني، قال: إنّ رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) ، قال: من تركها تخوفاً من تبعتها فليس منّي فإنّها حيّة لا تطلبك، ولا بأس بتركها.

[ ١٥٤٧٠ ] ٢ - عبدالله بن جعفر الحميري في( قرب الإِسناد) عن هارون بن

__________________

(١) تقدم في الحديث ٨ من الباب ٣ من أبواب المساكن.

(٢) يأتي في الحديث ٤ من الباب ٤٠، وفي الحديث ١ من الباب ٤٥ من أبواب الصيد.

(٣) يأتي في الاحاديث ٤ و ١٠ و ١٢ من الباب ٨١ من أبواب تروك الإِحرام، وفي الحديث ٤ من الباب ١٩ من أبواب ديّات النفس.

الباب ٤٧

فيه ٩ أحاديث

١ - معاني الأخبار: ١٧٣ / ١.

٢ - قرب الإِسناد: ٤٠.

٥٣٤

مسلم، عن مسعدّة بن زياد قال: سمعت جعفر بن محمّد( عليهما‌السلام ) يقول: وسئل عن قتل الحيّات والنمل في الدور إذا اذين، قال: لا بأس بقتلهن، وإحراقهنّ إذا آذين، ولكن لا تقتلوا من الحيّات عوامرّ البيوت، ثمّ قال: إنّ شابّاً من الأَنصار خرج مع رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) يوم اُحد وكانت له امرأة حسناء فغاب فرجع فإذا هو بامرأته تطلع من الباب، فلمّا رآها أشار إليها بالرمح، فقالت له: لا تفعل، ولكن ادخل فانظر ما في بيتك، فدخل فإذا هو بحيّة مطوّقة على فراشه، فقالت المرأة لزوجها: هذا الذي أخرجني، فطعن الحية في رأسها، ثم ّ علّقها، فجعل ينظر إليها وهي تضطرب، فبينما هو كذلك إذ سقط فاندقّت عنقه فأُخبر رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) فنهى يومئذ عن قتلها، وأمّا من قال: من تركهنّ مخافة تبعتهنّ فليس منّا لما سوى ذلك، فأمّا عمّار الدار فلا تهاج لنهي رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) عن قتلهنّ يومئذ.

[ ١٥٤٧١ ] ٣ - محمّد بن إدريس في( آخر السرائر) نقلاً من كتاب أبان بن تغلب، عن القاسم بن عروة، عن عبيد بن زرارة قال: قلت لأَبي عبدالله( عليه‌السلام ) : ما تقول في قتل الذر(١) ؟ قال: اقتلهنّ إن اذنيك أو لم يؤذينك.

[ ١٥٤٧٣ ] ٤ - وعن محمّد عبدالله بن غالب، عن محمّد الحلبيّ، عن عبدالله بن سنان، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: لا بأس بقتل النمل اذينك أو لم يؤذينك.

[ ١٥٤٧٣ ] ٥ - عليّ بن جعفر في كتابه عن أخيه موسى بن جعفر( عليه

__________________

٣ - مستطرفات السرائر: ٣٩ / ١.

(١) الذر: النمل الصغار. ( مجمع البحرين - ذرر - ٣: ٣٠٧ ).

٤ - مستطرفات السرائر: ٣٩ / ٢.

٥ - مسائل على بن جعفر: ١٥٧ / ٢٢٥.

٥٣٥

السلام) قال: سألته عن قتل النملة أيصلح؟ قال: لا تقتلها إلّا أن تؤذيك.

[ ١٥٤٧٤ ] ٦ - قال: وسألته عن قتل الهدهد فقال: لا تؤذه ولا تذبحه فنعم الطير هو.

[ ١٥٤٧٥ ] ٧ - أحمد بن عليّ بن أحمد بن العبّاس النجاشي في كتاب( الرجال) عن محمّد بن جعفر، عن أحمد بن محمّد بن سعيد، عن أحمد بن يوسف الجعفي، عن عليّ بن الحسين بن الحسين، عن إسماعيل بن محمّد بن عبدالله، عن إسماعيل بن الحكم الرافعيّ، عن عبدالله بن عبيد الله بن أبي رافع، عن أبيه، عن أبي رافع قال: دخلت على رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) وهو نائم أو يوحى إليه وإذا حيّة في جانب البيت - إلى أن قال: - فاستيفظ فأخبرته خبر الحيّة، فقال: اقتلها فقتلتها الحديث.

[ ١٥٤٧٦ ] ٨ - الحسن بن علي بن شعبة في( تحف العقول) عن النبيّ( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) - في وصيته لعلي( عليه‌السلام ) - قال: يا علي، إذا رأيت حيّة في رحلك فلا تقتلها حتى تخرج (١) عليها ثلاثاً، فإن رأيتها الرابعة فاقتلها، فإنّها كافرة، يا علي إذا رأيت حيّة في طريق فاقتلها، فإنّي اشترطت على الجنّ أن لا يظهروا في صور الحيّات.

[ ١٥٤٧٧ ] ٩ - سعيد بن هبة الله الراوندي في( الخرائج والجرائح) عن

__________________

٦ - مسائل علي بن جعفر: ١٥٧ / ٢٢٦.

٧ - رجال النجاشي: ٤ - ٥ / ١.

٨ - تحف العقول: ١٢.

(١) كذا والظاهر أنّ صوابها: تُحَرِّج، يعني: تُقسِم عليها أن تخرج من بيتك.

٩ - الخرائج والجرائح: ٣٥٩ / ١٢.

٥٣٦

سليمان الجعفري، عن الرضا( عليه‌السلام ) أنّ عصفوراً وقع بين يديه وجعل يصيح ويضطرب فقال: أتدري ما يقول؟ قلت: لا، قال لي: إن حيّة تريد أن تأكلّ فراخي في البيت فقم وخذ تلك النسعة (١) وادخل البيت واقتل الحيّة، فقمت وأخذت النسعة ودخلت البيت وإذا حيّة تجول في البيت فقتلتها.

أقول: ويأتي ما يدلّ على ذلك في تروك الاحرام(٢) ، وفي كتاب الصيّد(٣) ، وتقدّم ما يدلّ عليه في قواطع الصلاة(٤) ، ويأتي في الصيّد النهي عن قتل النمل، وهو مخصوص بما لا يؤذي(٥) .

٤٨ - باب استحباب اتخاذ الزرع ثم الغنم ثم البقر ثم النخل واختيار الجميع على الإبل ، وكلّ منها على لاحقه

[ ١٥٤٧٨ ] ١ - محمّد بن عليّ بن الحسين قال: سُئل رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) أىّ المال خير قال: زرع زرعه صاحبه وأصلحه وأدّى حقّه يوم حصاد، قيل: يا رسول الله، فأيّ المال بعد الزرع خير؟ قال: رجل في

__________________

(١) النسعة: سير عريض من جلد. ( مجمع البحرين - نسع - ٤: ٣٩٧ ).

(٢) يأتي في البابين ٨١ و ٨٤ من أبواب تروك الإِحرام.

(٣) يأتي في الباب ٤٢ من أبواب الصيد.

(٤) تقدم في الباب ١٩، وفي الحديثين ١ و ٨ من الباب ٢٠ من أبواب قواطع الصلاة.

(٥) يأتي في الحديث ٣ من الباب ٣٩، وفي الحديث ٤ من الباب ٤٠ من أبواب الصيد.

وتقدّم ما يدلّ على النهي عن قتل النحل في الحديث ٥ من الباب ١٠ من هذه الأبواب.

الباب ٤٨

فيه ٥ أحاديث

١ - الفقيه ٢: ١٩٠ / ٨٦٥، وأورد قطعة منه في الحديث ٩ من الباب ٢٤ من أبواب مقدمات التجارة، وفي الحديث ١ من الباب ١، وصدره في الحديث ٩ من الباب ٣ من أبواب المزارعة.

٥٣٧

غنمه قد تبع بها مواضع القطر يقيم الصلاة ويؤتي الزكاة، قيل: يا رسول الله، فأي المال بعد الغنم خير؟ قال: البقر تغدو بخير وتروح بخير قيل: يا رسول الله، فأيّ المال بعد البقر خير؟ قال: الراسيات في الوحل، والمطعمات في المحل، نعم الشيء النخل من باعه فإنّما ثمنه بمنزلة رماد على رأس شاهقة اشتدت به الريح في يوم عاصف إلّا أن يخلف مكانها، قيل: يا رسول الله، فأيّ المال بعد النخل خير؟ فسكت فقال له رجل: فأين الإبل؟ قال: فيها الشقاء والجفاء والعناء وبعد الدار، تغدو مدبرة وتروح مدبرة، لا يأتي خيرها إلّا من جانبها الأشمّ، أما إنّها لا تعدم الأَشقياء الفجرة.

ورواه في( المجالس) وفي( معاني الأَخبار) أيضاً عن أبيه، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن الحسين بن يزيد النوفليّ، عن إسماعيل بن أبي زياد، عن الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه( عليهم‌السلام ) (١) .

وفي( الخصال) عن محمّد بن علي ماجيلويه، عن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن أحمد، عن إبراهيم بن هاشم، عن النوفلي (٢) .

ورواه الكليني عن علي بن إبراهيم(٣) .

قال الصدوق: معنى قوله: لا يأتي خيرها إلّا من جانبها الأَشمّ، إنّها لا تحلب ولا تركب إلّا من الجانب الأَيسر (٤) .

__________________

(١) أمالي اصدوق: ٢٨٦ / ٢، ومعاني الأخبار: ١٩٦ / ٣.

(٢) الخصال: ٢٤٥ / ١٠٥.

(٣) الكافي ٥: ٢٦٠ / ٦.

(٤) الفقيه ٢: ١٩١ / ذيل حديث ٨٦٥.

٥٣٨

[ ١٥٤٧٩ ] ٢ - قال: وقال( عليه‌السلام ) في الغنم إذا أقبلت أقبلت، وإذا أدبرت أقبلت، والبقر إذا أقبلت أقبلت، وإذا أدبرت أدبرت، والإبل إذا أقبلت أدبرت، وإذا أدبرت أدبرت.

[ ١٥٤٨٠ ] ٣ - أحمد بن أبي عبدالله البرقيّ في( المحاسن) عن النهيكي، ويعقوب ابن يزيد، عن العبديّ، عن أبي وكيع، عن أبي إسحاق، عن عليّ( عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : عليكم بالغنم والحرث، فإنّهما يغدوان بخير ويروحان بخير.

[ ١٥٤٨١ ] ٤ - وفي( معاني الأَخبار) و( الخصال) عن علي بن أحمد بن موسى، عن محمّد بن أبي عبدالله، عن صالح بن أبي حمّاد، عن إسماعيل بن مهران، عن أبيه، عن عمرو بن أبي المقدام، عن أبي عبدالله جعفر بن محمد، عن آبائه( عليهم‌السلام ) قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : الغنم إذا اقبلت أقبلت، وإذا أدبرت أقبلت، والبقر إذا أقبلت أقبلت، وإذا أدبرت أدبرت، والإِبل أعنان (١) الشياطين إذا أقبلت أدبرت، وإذا أدبرت أدبرت، ولا يجيء خيرها إلّا من جانبها الأَشأم، قيل: يا رسول الله، فمن يتخذها بعد ذا؟ قال: فأين الأشقياء الفجرة.

[ ١٥٤٨٢ ] ٥ - وفي( الخصال) عن أبيه، عن سعد، عن يعقوب بن يزيد، عن زياد القندي، عن أبي وكيع، عن أبي إسحاق، عن الحارث،

____________

٢ - الفقيه ٢: ١٩١ / ٨٦٦.

٣ - المحاسن: ٦٤٣ / ١٦٥.

٤ - معاني الأخبار: ٣٢١ / ١، والخصال: ٢٤٦ / ١٠٦.

(١) الاعنان: النواحي، كأنه قال: إنها لكثرة آفاتها كأنها من نواحي الشياطين في أخلاقها وطبائعها. ( النهاية ٣: ٣١٣ ).

٥ - الخصال: ٤٥ / ٤٤، وأورد نحوه عن المحاسن في الحديث ٤ من الباب ٢٤ من هذه الأبواب.

وتقدّم ما يدلّ على بعض المقصود في الأبواب ٢٩ و ٣٠ و ٣٢ من هذه الأبواب. =

٥٣٩

عن علي( عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : عليكم بالغنم والحرث فإنّهما يروحان بخير، ويغدوان بخير، قيل: يا رسول الله، فأين الإِبل؟ قال: تلك أعنان الشياطين يأتيها خيرها من جانب الأَشمّ قيل، يا رسول الله، إنّ سمع الناس بذلك تركوها، فقال: إذا لا يعدمها الأَشقياء الفجرة.

٤٩ - باب كراهة كون الإِبل محملة معقولة

[ ١٥٤٨٣ ] ١ - محمّد بن علي بن الحسين بإسناده عن السكوني بإسناده أنّ النبيّ( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) أبصر ناقة معقولة وعليها جهازها، فقال، أين صاحبها؟ مروه فليستعدّ غداً للخصومة.

ورواه البرقيّ في( المحاسن) عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبدالله، عن آبائه( عليهم‌السلام ) (١) .

أقول: وتقدّم ما يدلّ على استحباب الرفق بالدواب(٢) .

٥٠ - باب استحباب اعتدال حمل الدابة وتأخره وكراهة ميله

[ ١٥٤٨٤ ] ١ - محمّد بن عليّ بن الحسين بإسناده عن ابن فضّال، عن حمّاد

__________________

= ويأتي ما يدلّ عليه في الحديث ١٣ من الباب ٩ وفي الباب ١٠ من أبواب مقدمات التجارة، وفي الأبواب ٢ - ٥ من أبواب المزارعة.

الباب ٤٩

فيه حديث واحد

١ - الفقيه ٢: ١٩١ / ٨٦٧.

(١) المحاسن: ٣٦١ / ٩٠.

(٢) تقدم في البابين ٩ و ١٠ من هذه الأبواب.

الباب ٥٠

فيه حديثان

١ - الفقيه ٢: ١٩١ / ٨٦٩.

٥٤٠

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562