وسائل الشيعة الجزء ١٢

وسائل الشيعة10%

وسائل الشيعة مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 586

المقدمة الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠
  • البداية
  • السابق
  • 586 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 408638 / تحميل: 6989
الحجم الحجم الحجم
وسائل الشيعة

وسائل الشيعة الجزء ١٢

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

السلام) (١) قال: قال لي: أتخلون وتحدّثون وتقولون ما شئتم؟ فقلت: إي والله، فقال: أما والله لوددت أنّي معكم في بعض تلك المواطن الحديث.

[ ١٥٥٣٤ ] ٣ - وعن أبي جعفر( عليه‌السلام ) (٢) قال: رحم الله عبداً أحيى ذكرنا، قلت: ما إحياء ذكركم؟ قال: التلاقي والتذاكر عند أهل الثبات.

[ ١٥٥٣٥ ] ٤ - وعن علي، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكونى، عن أبى عبدالله( عليه‌السلام ) إنّ عليّاً( عليه‌السلام ) كان يقول: لقيا الإِخوان مغنم جسيم.

[ ١٥٥٣٦ ] ٥ - وعن فضيل بن يسار قال: قال أبوجعفر( عليه‌السلام ) : أتتجالسون؟ قلت: نعم، قال: واهاً لتلك المجالس.

[ ١٥٥٣٧ ] ٦ - وعن خيثمة، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: أبلغ موالينا السلام وأوصهم بتقوى الله العظيم وإنّ يعود(٣) غنيّهم على فقيرهم، وقويهم على ضعيفهم، وإنّ يشهد حيّهم جنازة ميتهم، وإنّ يتلاقوا في بيوتهم، فإنّ في لقاء بعضهم بعضا حياة لأمرنا، ثمّ قال: رحم الله عبداً أحيى أمرنا.

____________________

(١) في المصدر: أبي جعفر الثاني (عليه‌السلام )

٣ - مصادقة الإِخوان: ٣٤ / ٣.

(٢) في المصدر أبي جعفر الثاني (عليه‌السلام ).

٤ - مصادقة الإِخوان: ٣٤ / ٤.

٥ - مصادقة الإِخوان: ٣٤ / ٥.

٦ - مصادقة الإِخوان: ٣٤ / ٦، وأورده عن السرائر في الحديث ٧ من الباب ١ من هذه الأبواب.

(٣) في المصدر: وأوصهم إنّ يعود.

٢١

[ ١٥٥٣٨ ] ٧ - وعن السكونى، عن جعفر، عن آبائه، عن النبي( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) قال: ثلاثة راحة المؤمن: التهجّد آخر الليل، ولقاء الإِخوان، والإِفطار من الصيّام.

[ ١٥٥٣٩ ] ٨ - وعن شعيب العقرقوفي قال: سمعت أباعبدالله( عليه‌السلام ) يقول لأصحابه: اتّقوا الله وكونوا إخوة بررة متحابين في الله، متواصلين متراحمين، تزاوروا وتلاقوا وتذاكروا أمرنا وأحيوه.

[ ١٥٥٤٠ ] ٩ - وعن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: اجتمعوا وتذاكروا تحف بكم الملائكة، رحم الله من أحيى أمرنا.

أقول: ويأتي ما يدلّ على ذلك، في فعل المعروف (١) .

١١ - باب استحباب صحبة خيار النّاس والقديم من الأصدقاء ، واجتناب صحبة شرارهم ، والحذر حتّى من أوثقهم

[ ١٥٥٤١ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن عليّ، عن موسى بن اليسار القطان، عن المسعوديّ، عن أبي داود، عن ثابت بن أبي صخر، عن أبي الزّعْلي قال قال أمير

____________________

٧ - مصادقة الإِخوان: ٣٤ / ٧، وأورد نحوه عن الفقيه والأمالي في الحديث ٢١ من الباب ٣٩ من أبواب الصلاة المندوبة.

٨ - مصادقة الإِخوان: ٣٤ / ٨.

٩ - مصادقة الإِخوان: ٣٨ / ٧.

(١) يأتي في الباب ٢٣ من أبواب فعل المعروف، وفي البابين ٩٧ و ٩٨ من أبواب المزار، وفي البابين ٥١ و ١٢٤ من هذه الأبواب

الباب ١١

فيه ٥ أحاديث

١ - الكافي ٢: ٤٦٦ / ٣.

٢٢

المؤمنين( عليه‌السلام ) : قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) : انظروا من تحادثون فإنّه ليس من احد ينزل به الموت إلّا مثل له اصحابه إلى الله، فإنّ كانوا خياراً فخياراً، وإنّ كانوا شراراً فشراراً، وليس احد يموت إلّا تمثلت له عند موته.

[ ١٥٥٤٢ ] ٢ - وعنهم، عن سهل بن زياد، عن عليّ بن اسباط، عن بعض اصحابه، عن أبي الحسن( عليه‌السلام ) قال قال عيسى( عليه‌السلام ) : إنّ صاحب الشر يعدي، وقرين السوء يردي فانظر من تقارن.

[ ١٥٥٤٣ ] ٣ - وعن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن بعض الحلبيين، عن عبدالله بن مسكان، عن رجل قال: قال أبو عبدالله( عليه‌السلام ) : عليك بالتلاد، وإيّاك وكُلّ محدث لا عهد له ولا أمانة ولا ذمة ولا ميثاق، وكن على حذر من اوثق النّاس عندك.

[ ١٥٥٤٤ ] ٤ - الحسن بن محمّد الطوسي في( المجالس) عن أبيه، عن محمّد بن محمّد، عن أبي الحسين المظفر بن محمّد (١) ، عن الحسن بن رجاء، عن عبدالله بن سليمإنّ(٢) ، عن محمّد بن عليّ العطار، عن هارون بن أبي بردة، عن عبيد الله بن موسى، عن المبارك بن حسان، عن عطية، عن ابن عباس قال: قيل يا رسول الله، أي الجلساء خير؟ قال: من تذكركم الله رؤيته، ويزيد في علمكم منطقه، ويرغبكم في الآخرة عمله (٣) .

____________________

٢ - الكافي ٢: ٤٦٨ / ٤.

٣ - الكافي ٢: ٤٦٦ / ٤.

٤ - أمالي الطوسي ١: ١٥٧.

(١) في المصدر: أبي الحسن محمّد بن المظفر البزاز.

(٢) في المصدر: عبيد الله بن سليمان.

(٣) في المصدر: من ذكركم الله رؤيته، وزادكم في علمكم منطقه، وذكركم بالآخرة عمله.

٢٣

[ ١٥٥٤٥ ] ٥ – عبدالله بن جعفر الحميري في( قرب الإِسناد) عن محمّد بن الوليد، عن داود الرقيّ، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: انظر إلى كلّ ما لايعنيك(١) منفعة في دينك فلا تعتدن به، ولا ترغبنّ في صحبته، فإنّ كل ما سوى الله مضمحل وخيم عاقبته.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(٢) ، ويأتي ما يدلّ عليه(٣) .

١٢ - باب استحباب قبول النصح وصحبة الإِنسان من يعرَفه عيبه نصحاً ، لا من يستره عنه غشاً

[ ١٥٥٤٦ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن عبد الرحمن بن أبي نجران، ( عن محمّد بن الصلت، عن أبان، عن أبي العديس) (٤) قال: قال أبوجعفر( عليه‌السلام ) : يا صالح، اتّبع من يبكيك وهو لك ناصح، ولا تتّبع من يضحكك وهو لك غاش، وستردون على الله جميعاً فتعلمون.

ورواه البرقيّ في( المحاسن) عن عبد الرحمن بن أبي نجران، عن

____________________

٥ - قرب الإِسناد: ٢٥.

(١) في المصدر: ما لا يفيدك.

(٢) تقدم في الحديث ٢ من الباب ٥٠ من أبواب الذكر، وفي الحديث ١٢ من الباب ٤٩ من أبواب آداب السفر.

(٣) يأتي في الباب ١٦ وفي الحديثين ١ و ٣ من الباب ١٧، وفي الحديث ٣٣ من الباب ١٠٤ من هذه الأبواب.

الباب ١٢

فيه ٣ أحاديث

١ - الكافي ٢: ٣٦٦ / ٢.

(٤) في التهذيب: محمّد بن الصلت - أبو العديس - عن صالح، وفي المحاسن: محمّد بن الصلت، عن أبو العديس، عن صالح.

٢٤

محمّد بن أبي الصلت مثله(١) .

ورواه الشيخ بإسناده عن الصفّار، عن عبدالله بن عامر، عن عبد الرحمن بن أبي نجرإنّ (٢) .

[ ١٥٥٤٧ ] ٢ - وعنهم، عن أحمد بن محمّد رفعه إلى أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: أحبّ إخواني إليّ من أهدى إليّ عيوبي.

[ ١٥٥٤٨ ] ٣ - أحمد بن أبي عبدالله البرقيّ في( المحاسن) عن بعض أصحابه رفعه قال: قال أبو عبدالله( عليه‌السلام ) : لا يستغني المؤمن عن خصلة وبه الحاجة إلى ثلاث خصال: توفيق من الله عزّ وجّل، وواعظ من نفسه، وقبول من ينصحه.

أقول: ويأتي ما يدلّ على ذلك(٣) .

١٣ - باب استحباب مصادقة من يحفظ صديقه ولا يسلمه

[ ١٥٥٤٩ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن الحسن، عن عبيد الله الدهقان، عن أحمد بن عائذ، عن عبيد الله الحلبي، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: لا تكون الصداقة إلّا بحدودها، فمن كانت فيه هذه الحدود أو شيء منها فانسبه إلى الصداقة،

____________________

(١) المحاسن: ٦٠٣: ٣٢.

(٢) التهذيب ٦: ٣٧٧ / ١١٠٤.

٢ - الكافي ٢: ٤٦٦ / ٥.

٣ - المحاسن: ٦٠٤ / ٣٣.

(٣) يأتي في الحديث ٥ من الباب ١٧ من هذه الأبواب.

وتقدم ما يدلّ عليه في الحديث ٩ من الباب ٧ من هذه الأبواب.

الباب ١٣

فيه حديثان

١ - الكافي ٢: ٤٦٧ / ٦، وأورد مثله عن المجالس والخصال بطريق آخر في الحديث ٣ من الباب ١٠٢ من هذه الأبواب.

٢٥

ومن لم يكن فيه شيء منها فلا تنسبه إلى شيء من الصداقة، فأولها إنّ تكون سريرته وعلانيته لك واحدة، والثانية أن يرى زينك زينه، وشينك شينه، والثالثة إنّ لا يغيره عليك ولاية ولا مال، والرابعة إنّ لايمنعك شيئاً تناله مقدرته، والخامسة وهي تجمع هذه الخصال إنّ لا يسلمك عند النكبات.

ورواه الشّيخ في كتاب( الإِخوان) بإسناده عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) نحوه(١) .

[ ١٥٥٥٠ ] ٢ - محمّد بن الحسين الرضي في( نهج البلاغة) عن أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) أنّه قال: لا يكون الصديق صديقاً حتّى يحفظ أخاه في ثلاث: في نكبته، وغيبته، ووفاته.

١٤ - باب استحباب مواساة الإِخوان بعضهم لبعض

[ ١٥٥٥١ ] ١ - محمّد بن عليّ بن الحسين في كتاب( الإِخوان) بسنده عن عليّ بن عقبة، عن الوصّافي، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: قال لي: أرأيت من قبلكم إذا كان الرجل ليس عليه رداء، وعند بعض إخوأنّه رداء يطرحه عليه؟ قال: قلت: لا، قال: فإذا كان ليس عنده إزار يوصل إليه بعض إخوأنّه بفضل إزاره حتّى يجد له إزاراً؟ قال: قلت: لا، قال: فضرب بيده على فخذه ثمّ قال: ما هؤلاء بإخوة.

[ ١٥٥٥٢ ] ٢ - وعن إسحاق بن عمّار قال: كنت عند أبي عبدالله( عليه

____________________

(١) مصادقة الإِخوان: ٣٠ / ١.

٢ - نهج البلاغة ٣: ١٨٤ / ١٣٤.

الباب ١٤

فيه ٥ أحاديث

١ - مصادقة الإِخوان: ٣٦ / ١.

٢ - مصادقة الإِخوان: ٣٦ / ٣.

٢٦

السلام) فذكر مواساة الرجل لإخوأنّه وما يجب له عليهم فدخلني من ذلك أمر عظيم، فقال: إنّما ذلك إذا قام قائمنا وجب عليهم أن يجهّزوا إخوانهم وإن يقوّوهم.

[ ١٥٥٥٣ ] ٣ - وعن أبيه، عن عليّ، عن أبيه، عن محمّد بن أبي عمير، عن خلّاد السندي رفعه قال: أبطأ على رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) رجل فقال: ما أبطأ بك؟ فقال: العري يا رسول الله فقال: أما كان لك جار له ثوبإنّ يعيرك أحدهما؟ فقال: بلى يا رسول الله، فقال: ما هذا لك بأخ.

[ ١٥٥٥٤ ] ٤ - وعنه، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن مفضّل بن يزيد قال: قال أبو عبدالله( عليه‌السلام ) : انظر ما اصبت فعد به على إخوانك، فإنّ الله يقول: ( إنّ الحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ) (١) قال أبو عبدالله( عليه‌السلام ) : قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) : ثلاثة لا تطيقها هذه الأُمّة: المواساة للأَخ في ماله، وإنصاف النّاس من نفسه، وذكر الله على كل حال وليس هو سبحان الله والحمد لله ولا إله إلّا الله والله أكبر فقط، ولكن إذا ورد على ما يحرّم خاف الله.

[ ١٥٥٥٥ ] ٥ - وعن ابن أعين أنّه سأل أبا عبدالله( عليه‌السلام ) عن حقّ المسلم على أخيه فلم يجبه، قال: فلما جئت اودعه قلت: سألتك فلمِ تجبني، قال: إنّي أخاف إنّ تكفروا، وإنّ من أشدّ ما افترض الله على خلقه ثلاثاً: إنصاف المؤمن من نفسه حتّى لا يرضى لأَخيه المؤمن من نفسه إلّا بما

____________________

٣ - مصادقة الإِخوان: ٣٦ / ٤.

٤ - مصادقة الإِخوان: ٣٦ / ٥.

(١) هود ١١: ١١٤.

٥ - مصادقة الإِخوان: ٤٠ / ٣.

٢٧

يرضى لنفسه، ومواساة الأَخ المؤمن في المال وذكر الله على كلّ حال، وليس سبحان الله والحمد الله، ولكن عند ما حرّم الله عليه فيدعه.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك في الصّدقة(١) ، ويأتي ما يدلّ عليه في فعل المعروف(٢) وفي جهاد النفس(٣) .

١٥ - باب كراهة مؤاخاة الفاجر والأحمق والكذاب

[ ١٥٥٥٦ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن عمرو بن عثمان، عن محمّد بن سالم الكنديّ، عمّن حدّثه، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: كان أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) إذا صعد المنبر قال: ينبغي للمسلم إنّ يتجنب مؤاخاة ثلاثة: الماجن الفاجر، والأَحمق، والكذّاب، فأما الماجن الفاجر فيزيّن لك فعله ويحب إنّ تكون مثله، ولا يعينك على أمر دينك ومعادك، مقاربته جفاء وقسوة، ومدخله ومخرجه عار عليك، وأمّا الأَحمق فأنّه لا يشير عليك بخير، ولا يرجى لصرف السوء عنك ولو أجهد نفسه، وربمّا أراد منفعتك فضرّك،

____________

(١) تقدم في الباب ٢٧ من أبواب الصدقة.

(٢) يأتي في الحديث ٤ من الباب ٣٧ من أبواب فعل المعروف.

(٣) يأتي في الباب ٣٤ من أبواب جهاد النفس، وفي الحديث ٣ من الباب ٣٤ من أبواب جهاد العدو.

وتقدّم ما يدلّ ذلك في الحديثين ١٥ و ١٦ من الباب ١ من أبواب المواقيت، في الحديث ٣ من الباب ٤٩ من أبواب الملابس، وفي الحديث ١٢ من الباب ٥ من أبواب الذِّكر.

ويأتي ما يدلّ عليه في الباب ١٢٢ وفي الحديث ٢ من الباب ١٢٤ من هذه الأبواب، في الباب ٣٢ من أبواب آداب التجارة.

الباب ١٥

فيه ٥ أحاديث

١ - الكافي ٢: ٢٧٩ / ٦.

٢٨

فموته خير من حياته، وسكوته خير من نطقه، وبعده خير من قربه، وأمّا الكذّاب فأنّه لا يهنئك معه عيش ينقل حديثك، وينقل إليك الحديث، كلّما أفنى أُحدوثة مطّها (١) بأُخرى مثلها حتّى أنّه يحدث بالصّدق فما يصدق ويفرق(٢) بين النّاس بالعداوة فينبت السخائم في الصّدور، فاتقوا الله وانظروا لأَنفسكم.

ورواه الصدوق في كتاب( الإِخوان) بإسناده عن أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) نحوه(٣) .

[ ١٥٥٥٧ ] ٢ - قال الكلينيّ: وفي رواية عبد الأَعلى، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: قال أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) : لا ينبغي للمرء المسلم إنّ يؤاخي الفاجر، فأنّه يزيّن له فعله ويحب إنّ يكون مثله، ولا يعينه على أمر دنياه ولا أمر معاده، ومدخله إليه ومخرجه من عنده شين عليه.

[ ١٥٥٥٨ ] ٣ - وعنهم، عن أحمد بن محمّد، عن عثمإنّ بن عيسى، عن محمّد بن يوسف عن ميسّر، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال لا ينبغي للمسلم(٤) إنّ يؤاخي الفاجر، ولا الأَحمق، ولا الكذّاب.

[ ١٥٥٥٩ ] ٤ - وعن أبي عليّ الأَشعريّ، عن محمّد بن عبد الجبّار، عن الحجّال، عن عليّ بن يعقوب الهاشمي، عن هارون بن مسلم، عن

____________________

(١) في نسخة: مطرها ( هامش المخطوط ).

(٢) في نسخة: يغري ( هامش المخطوط ).

(٣) مصادقة الإِخوان: ٧٨ / ٢.

٢ - الكافي ٢: ٤٦٧ / ٢.

٣ - الكافي ٢: ٤٦٧ / ٣.

(٤) في المصدر: للمرء المسلم.

٤ - الكافي ٢: ٤٦٩ / ١١.

٢٩

عبيد بن زرارة قال: قال أبو عبدالله( عليه‌السلام ) : إياك(١) ومصادقة الأَحمق فإنّك أسرّ ما تكون من ناحيته أقرب ما يكون إلى مساءتك.

[ ١٥٥٦٠ ] ٥ - أحمد بن أبي عبدالله البرقيّ في( المحاسن) عن عمرو بن عثمان، عن محمّد بن سالم الكندي، عمّن حدثه، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: كان عليّ( عليه‌السلام ) عندكم إذا صعد المنبر يقول: ينبغي للمسلم إنّ يجتنب مؤاخاة الكذاب، فأنّه لا يهنئك معه عيش، ينقل حديثك، وينقل الأَحاديث إليك، كلما فنيت أُحدوثةً مطّها بأُخرى، حتّى أنّه ليحدّث بالصّدق فما يصدق، فينقل الأحاديث من بعض النّاس إلى بعض يكسب بينهم العداوة، وينبت الشحناء في الصّدور.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(٢) ، ويأتي ما يدلّ عليه(٣) .

١٦ - باب كراهة مشاركة العبيد والسفلة والفجار في الأمر

[ ١٥٥٦١ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، ومحمّد بن الحسين، عن محمّد بن سنان، عن عمّار بن موسى قال: قال أبو عبدالله( عليه‌السلام ) : يا عمار، إنّ كنت تحب إنّ تستتب(٤) لك النعمة وتكمل لك المروة وتصلح لك المعيشة فلا تشارك العبيد والسّفلة

____________________

(١) في نسخة: إياكم.

٥ - المحاسن: ١١٧ / ١٢٥.

(٢) تقدم في البابين ٨ و ١١ من هذه الأبواب.

(٣) يأتي في البابين ١٦ و ١٧ وفي الحديث ٤ من الباب ١٩، وفي الحديث ٣٣ من الباب ١٠٤ من هذه الأبواب، وفي البابين ٣٧ و ٣٨ من أبواب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

الباب ١٦

فيه ٤ أحاديث

١ - الكافي ٢: ٤٦٨ / ٥، ٦.

(٤) في نسخة: تستتم ( هامش المخطوط ).

٣٠

في أمرك، فإنهّم إن ائتمنتهم خانوك، وإنّ حدثوك كذبوك، وإنّ نكبت خذلوك، وإنّ وعدوك أخلفوك.

قال وسمعت أبا عبدالله( عليه‌السلام ) يقول: حب الأبرار للأَبرار ثواب للأبرار، وحب الفجار للأَبرار فضيله للأَبرار، وبغض الفجّار للأَبرار زين للأبرار، وبغض الأبرار للفجار خزي على الفجّار.

[ ١٥٥٦٢ ] ٢ - وعن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن بعض أصحابه، عن إبراهيم بن أبي البلاد، عمّن ذكره رفعه قال: قال لقمإنّ لابنه: يا بني، لا تقترب فيكون أبعد لك، ولاتبعد فتهان، كلّ دابّة تحبّ مثلها، وإنّ ابن آدم يحب مثله، ولا تنشر برك إلّا عند باغيه، كما ليس بين الذئب والكبش خلة كذلك ليس بين البارّ والفاجر خلّة، من يقرب من الزفت (١) يعلق به بعضه، كذلك من يشارك الفاجر يتعلّم من طرقه، من يحبّ المراء يشتم، ومن يدخل مداخل السوء يتّهم، ومن يقارن قرين السوء لا يسلم، ومن لا يملك لسأنّه يندم.

[ ١٥٥٦٣ ] ٣ - محمّد بن عليّ بن الحسين في( العلل) عن أبيه، عن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن أحمد، عن موسى بن عمر، عن محمّد بن سنان، عن عمّار الساباطى قال: قال أبو عبدالله( عليه‌السلام ) : يا عمار، إنّ كنت تحب إنّ تستتب لك النعمة وتكمل لك المودّة وتصلح لك المعيشة فلا تستشر العبيد والسفلة في أمرك، فإنك إنّ ائتمنتهم خانوك، وإنّ حدّثوك كذبوك، وإنّ نكبت خذلوك، وإنّ وعدوك موعداً لم يصدقوك.

[ ١٥٥٦٤ ] ٤ - وعنه، عن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن أحمد، عن

____________________

٢ - الكافي ٢: ٤٦٩ / ٩.

(١) الزفت: القير. ( الصحاح - زفت - ١: ٢٤٩ ).

٣ - علل الشرائع: ٥٥٨ / ١، وأورده في الحديث ٢ من الباب ٢٦ من هذه الأبواب.

٤ - علل الشرائع: ٥٥٩ / ٢، وأورده في الحديث ٣ من الباب ٢٦ من هذه الأبواب.

٣١

محمّد بن الحسين، عن ابن محبوب، عن معاوية بن وهب، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال سمعته يقول كان أبي( عليه‌السلام ) يقول: قم بالحقّ ولا تعرض لما فاتك، واعتزل ما لا يعنيك، وتجنّب عدوّك، واحذر صديقك من الأَقوام إلّا الأَمين والأمين من خشى الله، ولا تصحب الفاجر ولا تطلعه على سرّك ولا تأمنه على أمانتك، واستشر في امورك الذين يخشون ربّهم.

أقول: ويأتي ما يدلّ على ذلك(١) .

١٧ - باب تحريم مصاحبة الكذاب والفاسق والبخيل والأحمق وقاطع الرحم ومحادثتهم ومرافقتهم لغير ضرورة أو تقية

[ ١٥٥٦٥ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، وعليّ بن إبراهيم، عن أبيه جميعاً عن عمرو بن عثمان، عن محمّد بن عذافر، عن بعض أصحابنا، عن محمّد بن مسلم وأبي حمزة، عن أبى عبدالله، عن أبيه قال: قال لي أبي عليّ بن الحسين ( عليهم‌السلام ) : يا بني انظر خمسة فلا تصاحبهم ولا تحادثهم ولا ترافقهم في طريق، فقلت: يا أبه، من هم عرّفنيهم؟ قال: إياك ومصاحبة الكذّاب فأنّه بمنزلة السراب يقرب لك البعيد، ويبعد لك القريب، وإيّاك ومصاحبة الفاسق فإنّه بائعك بأكلة، وأقلّ من ذلك، وإياك ومصاحبة البخيل فأنّه يخذلك في ماله أحوج ما تكون إليه، وإياك ومصاحبة الأحمق فأنّه يريد إنّ ينفعك فيضرّك، وإيّاك

____________________

(١) يأتي ما يدلّ على بعض المقصود في الباب ٢٤ من أبواب آداب التجارة.

وتقدّم ما يدلّ عليه في الحديث ٧ من الباب ٢٠ من أبواب مقدمة العبادات.

الباب ١٧

فيه ٥ أحاديث

١ - الكافي ٢: ٢٧٩ / ٧، ٤٦٨ / ٧.

٣٢

ومصاحبة القاطع لرحمه فإنّي وجدته ملعوناً في كتاب الله في ثلاثة مواضع قال الله عزّ وجّل: ( فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِن تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ الله فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ ) (١) وقال: ( وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ الله بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوْءُ الدَّارِ ) (٢) وقال: في سورة البقرة: ( الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ الله بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُولَئِكَ هُمُ الخَاسِرُونَ ) (٣) .

[ ١٥٥٦٦ ] ٢ - الحسن بن محمّد الطوسيّ في( المجالس) عن أبيه، عن المفيد، عن محمّد بن عليّ الجعابي (٤) ، عن أحمد بن محمّد بن سعيد الهمداني(٥) ، عن أحمد بن يحيى بن زكريّا(٦) ، عن أسد بن زيد القرشي(٧) ، عن محمّد بن موسى(٨) ، عن محمّد بن مروان، عن الصادق جعفر بن محمّد (عليهما‌السلام ) قال: إيّاك وصحبة الأَحمق فإنّه أقرب ما تكون منه أقرب ما يكون إلى مساءتك.

[ ١٥٥٦٧ ] ٣ - محمّد بن الحسين الرضيّ في( نهج البلاغة) عن أمير

____________________

(١) محمّد (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) ٤٧: ٢٢ - ٢٣.

(٢) الرعد ١٣: ٢٥.

(٣) البقرة ٢: ٢٧.

٢ - أمالي الطوسي ١: ٣٧.

(٤) في المصدر: محمّد بن عمر الجعابي.

(٥) في المصدر: أحمد بن محمد بن سعيد المهراني.

(٦) في المصدر: أحمد بن محمد يحيى بن زكريّا.

(٧) في المصدر: أسيد بن زيد القرشي.

(٨) ليس في المصدر.

٣ - نهج البلاغة ٣: ١٦١ / ٣٨.

٣٣

المؤمنين( عليه‌السلام ) قال: يا بني، إياك ومصادقة الأحمق فإنّه يريد إنّ ينفعك فيضّرك، وإيّاك ومصادقة البخيل فأنّه يقعد (١) عنك أحوج ما تكون إليه، وإياك ومصادقة الفاجر فإنّه يبيعك بالتافه وإيّاك ومصادقة الكذاب فإنّه كالسّراب يقرب عليك البعيد، ويبعد عليك القريب.

[ ١٥٥٦٨ ] ٤ - محمّد بن عليّ بن الحسين في( الخصال) عن محمّد بن الحسن، عن سعد، عن محمّد بن عيسى، عن القاسم بن يوسف، عن حنإنّ بن سدير، عن أبيه، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: لا تقارن ولا تؤاخِ أربعة: الأحمق، والبخيل، والجبان، والكذّاب، أما الأَحمق فيريد إنّ ينفعك فيضرك، وأمّا البخيل فإنّه يأخذ منك ولا يعطيك، وأما الجبإنّ فإنّه يهرب عنك وعن والديه، وأمّا الكذّاب فإنّه يصدق ولا يُصدَّق.

[ ١٥٥٦٩ ] ٥ - محمّد بن الحسن في( المجالس والأخبار) عن جماعة، عن أبي المفضّل، عن رجاء بن يحيى العبرتائي، عن هارون بن مسلم، عن مسعدّة بن صدقة، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه ( عليهما‌السلام ) قال: أردت سفراً فأوصى إليّ أبي عليّ بن الحسين (عليهم‌السلام ) فقال: في وصيته: إيّاك يا بني إنّ تصاحب الأحمق أو تخالطه واهجره ولا تحادثه فإنّ الاحمق هجنة عيّاب (٢) غائباً كان أو حاضراً، إن تكلّم فضحه حمقه، وإنّ سكت قصر به عيّه (٣) ، وإنّ عمل أفسد، وإنّ استرعى أضاع، لا علمه من نفسه يغنيه، ولا علم غيره ينفعه ولا يطيع ناصحه، ولا يستريح مقارنه،

____________________

(١) في المصدر: يَبْعُدُ.

٤ - الخصال: ٢٤٤ / ١٠٠.

٥ - أمالي الطوسي ٢: ٢٢٦.

(٢) في المصدر: هجنة عين.

(٣) في المصدر: غيّه.

٣٤

تودُّ اُمّة أنّها ثكلته، وامرأته أنّها فقدته، وجاره بعد داره، وجليسه الوحدة من مجالسته، إنّ كان أصغر من في المجلس أعنى من فوقه وإنّ كان أكبرهم افسد من دونه.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(١) ، ويأتي ما يدلّ عليه في الامر بالمعروف والنهي عن المنكر(٢) .

١٨ - باب كراهة مجالسة الأنذال والأغنياء ومحادثة النساء

[ ١٥٥٧٠ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن موسى بن القاسم، عن المحاربي، عن أبي عبدالله عن آبائه ( عليهم‌السلام ) قال: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) : ثلاثة مجالستهم تميت القلب: الجلوس مع الأَنذال، والحديث مع النّساء، والجلوس مع الأَغنياء.

محمّد بن عليّ بن الحسين بإسناده عن حمّاد بن عمرو وأنس بن محمّد، عن أبيه، عن جعفر بن محمّد، عن آبائه ( عليهم‌السلام ) - في وصيّة النبيّ( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) لعلىّ( عليه‌السلام ) - نحوه(٣) .

[ ١٥٥٧١ ] ٢ - وفي( المجالس) عن محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد، عن الحسين بن الحسن بن أبان، عن الحسين بن سعيد، عن فضالة بن أيّوب، عن يحيى الحلبيّ، عن أبيه، عن عبدالله بن سليمان، عن أبى

____________________

(١) تقدم في البابين ١١ و ١٥ من هذه الأبواب.

(٢) يأتي في البابين ٣٧ و ٣٨ من أبواب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

الباب ١٨

فيه حديثان

١ - الكافي ٢: ٤٦٩ / ٨، وأورده عن الخصال في الحديث ٢ من الباب ١٤١ من هذه الأبواب.

(٣) الفقيه ٤: ٢٥٨ / ٨٢٤.

٢ - أمالي الصدوق: ٢٠٩ / ٣.

٣٥

جعفر الباقر( عليه‌السلام ) أنّه قال لرجل: يا فلان، لا تجالس الأَغنياء فإنّ العبد يجالسهم وهو يرى إنّ لله عليه نعمة. فما يقوم حتّى يرى أن ليس لله عليه نعمة

١٩ - باب كراهة دخول موضع التهمة

[ ١٥٥٧٢ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي عن السكوني، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: قال أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) : من عرض نفسه للتهمة فلا يلومنّ من أساء به الظنّ، ومن كتم سرّه كانت الخيرة في يده.

[ ١٥٥٧٣ ] ٢ - محمّد بن عليّ بن الحسين في( المجالس) عن أحمد بن محمّد بن يحيى، عن أبيه، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن محمّد بن سنان، عن الحسين بن يزيد (١) ، عن الصادق جعفر بن محمّد (عليهما‌السلام ) قال: من دخل موضعاً من مواضع التهمة فاتّهم فلا يلومنّ إلّا نفسه.

[ ١٥٥٧٤ ] ٣ - وبالإِسناد عن محمّد بن سنان، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) ، عن أبيه، عن جدّه قال: قال أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) : من وقف بنفسه موقف التهمة فلا يلومنّ من أساء به الظن الحديث.

____________________

٣ - تقدم في البابين ١١ و ١٥ من هذه الأبواب.

الباب ١٩

فيه ٧ أحاديث

١ - الكافي ٨: ١٥٢ / ١٣٧.

٢ - أمالي الصدوق: ٤٠٢ / ٥.

(١) في المصدر: الحسين بن زيد.

٣ - أمالي الصدوق: ٢٥٠ / ٨.

٣٦

[ ١٥٥٧٥ ] ٤ - الحسن بن محمّد الطوسيّ في( المجالس) عن أبيه، عن المفيد، عن محمّد بن عليّ الصيرفي (١) ، عن محمّد بن همام الإسكافي، عن جعفر بن محمّد بن مالك، عن أحمد بن سلامة (٢) ، عن محمّد بن الحسن العامريّ، عن أبي معمّر، عن أبي بكر بن عيّاش، عن الفجيع العقيليّ - في وصيّة أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) لولده الحسن( عليه‌السلام ) - أنّه قال فيها: وإيّاك ومواطن التهمة، والمجلس المظنون به السوء، فإنّ قرين السوء يغرّ جليسه (٣) .

[ ١٥٥٧٦ ] ٥ - محمّد بن إدريس في آخر( السرائر) نقلاً من جامع البزنطي قال: قال أبوالحسن( عليه‌السلام ) قال: أبو عبدالله( عليه‌السلام ) : اتّقوا مواقف الرّيب، ولا يقفنّ أحدكم مع أُمه في الطريق فأنّه ليس كلّ أحد يعرفها.

[ ١٥٥٧٧ ] ٦ - محمّد بن الحسين الرضي في( نهج البلاغة) عن أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) أنّه قال: من وضع نفسه مواضع التهمة فلا يلومنّ من أساء به الظن.

[ ١٥٥٧٨ ] ٧ - قال: وقال( عليه‌السلام ) : من سلّ سيف البغي قتل به،

____________________

٤ - أمالي الطوسيّ ١: ٦.

(١) في المصدر: عمر بن محمّد بن عليّ الصيرفي المعروف بابن الزيات

(٢) في المصدر: أحمر بن سلامة الغنوي

(٣) في المصدر: يغير جليسه.

٥ - مستطرفات السرائر: ٦٢ / ٣٨.

٦ - نهج البلاغة ٣: ١٩٢ / ١٥٩.

٧ - نهج البلاغة ٣: ٢٣٥ / ٣٤٩، وأورد ذيله في الحديث ٢٠ من الباب ١١٧ من هذه الأبواب.

٣٧

ومن كابد الأمور عطب، ومن اقتحم اللجج غرق، ومن دخل مداخل السوء اتّهم.

أقول: ويأتي ما يدلّ على ذلك(١) .

٢٠ - باب استحباب توقي فراسة المؤمن

[ ١٥٥٧٩ ] ١ - محمّد بن الحسن الصفار في( بصائر الدرجات) عن العبّاس بن معروف، عن حمّاد بن عيسى، عن ربعي، عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) في قول الله تبارك وتعالى: ( إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ ) (٢) قال: هم الأَئمّة (عليهم‌السلام ) قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) : اتقوا فراسة المؤمن فأنّه ينظر بنور الله في قوله: ( إنّ في ذلك لآيات للمتوسمين ) (٣) .

[ ١٥٥٨٠ ] ٢ - وعن محمّد بن عيسى، عن سليمان الجعفري قال: كنّا عند أبي الحسن( عليه‌السلام ) فقال: اتق فراسة المؤمن فإنّه ينظر بنور الله الحديث.

[ ١٥٥٨١ ] ٣ - محمّد بن الحسن الرضي في( نهج البلاغة) عن أمير

____________________

(١) يأتي في الأحاديث ٩ و ١٦ و ١٨ من الباب ٣٨ من أبواب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

وتقدّم في الحديث ٢ من الباب ١٦ من هذه الأبواب.

الباب ٢٠

فيه ٣ أحاديث

١ - بصائر الدرجات: ٣٧٥ / ٤.

(٢) الحجر ١٥: ٧٥.

(٣) الحجر ١٥: ٧٥.

٢ - بصائر الدرجات: ٩٩ / ١.

٣ - نهج البلاغة ٣: ٢٢٧ / ٣٠٩.

٣٨

المؤمنين( عليه‌السلام ) قال: اتّقوا ظنون المؤمنين فإنّ الله جعل الحق على ألسنتهم.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(١) ، ويأتي ما يدلّ عليه(٢) .

٢١ - باب استحباب مشاورة أصحاب الرأي

[ ١٥٥٨٢ ] ١ - أحمد بن محمّد البرقيّ في( المحاسن) عن جعفر بن محمّد الأَشعريّ، عن ابن القدّاح، عن جعفر بن محمّد، عن آبائه ( عليهم‌السلام )(٣) قال: قيل: يا رسول الله ما الحزم، قال: مشاورة ذوي الرأي واتباعهم.

[ ١٥٥٨٣ ] ٢ - وعن عدّة من أصحابنا، عن عليّ بن أسباط، عن عبد الملك بن سلمة، عن السري بن خالد، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: فيما أوصى به رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ) عليّاً( عليه‌السلام ) قال: لا مظاهرة أوثق من المشاورة، ولا عقل كالتدبير.

[ ١٥٥٨٤ ] ٣ - وعن أبيه، عن محمّد بن سنان، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: في التوراة أربعة أسطر: من لا يستشر يندم، والفقر الموت الأَكبر، كما تدين تدان، ومن ملك استأثر.

____________________

(١) تقدم في الحديث ٢١ من الباب ٢٠ من الأبواب مقدمة العبادات.

(٢) يأتي في الحديث ١٢ من الباب ٨٥ من هذه الأبواب.

الباب ٢١

فيه ٨ أحاديث

١ - المحاسن: ٦٠٠ / ١٤.

(٣) في المصدر: عن أبيه (عليه‌السلام )

٢ - المحاسن: ٦٠١ / ١٥.

٣ - المحاسن: ٦٠١ / ١٦.

٣٩

[ ١٥٥٨٥ ] ٤ - وعن عثمإنّ بن عيسى، عن سماعة بن مهران، عن أبى عبدالله( عليه‌السلام ) قال: قال: لن يهلك امرؤ عن مشورة.

[ ١٥٥٨٦ ] ٥ - محمّد بن الحسين الرضي في( نهج البلاغة) عن أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) إنّه قال: لا غنى كالعقل، ولا فقر كالجهل، ولا ميراث كالأدب، ولا ظهير كالمشاورة.

[ ١٥٥٨٧ ] ٦ - قال: وقال( عليه‌السلام ) : من استبدّ برأيه هلك، ومن شاور الرجال شاركها في عقولها.

[ ١٥٥٨٨ ] ٧ - قال: وقال( عليه‌السلام ) : الاستشارة عين الهداية.

[ ١٥٥٨٩ ] ٨ - قال: وقال( عليه‌السلام ) : ( خاطر بنفسه) (١) من استغنى برأيه.

أقول: ويأتي ما يدلّ على ذلك(٢) .

____________________

٤ - المحاسن: ٦٠١ / ١٨.

٥ - نهج البلاغة ٣: ١٦٤ / ٥٤.

٦ - نهج البلاغة ٣: ١٩٢ / ١٦١.

٧ - نهج البلاغة ٣: ٢٠١ / ٢١١.

٨ - نهج البلاغة ٣: ٢٠١ / ٢١١.

(١) في المصدر: وقد خاطر.

(٢) يأتي في الباب ٢٢ وفي الحديث ١ من الباب ٥١ من هذه الأبواب.

وتقدّم مايدلّ على استحباب المشاورة في الحديث ٢ من الباب ٢ وفي الحديثين ٢ و ١١ من الباب ٥ من أبواب صلاة الاستخارة، وفي الباب ٥٢ من أبواب آداب السفر.

٤٠

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

قوله: مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح. فهذا لا يعرف له اسناد أصلا، صحيح ولا ضعيف، ولا هو في شيء من كتب الحديث التي يعتمد عليها، وان كان قد رواه من يروي أمثاله من حطاب الليل الذين يروون الموضوعات، فهذا مما يزيده وهناً وضعفاً ».

وقد ذكرنا في مقدمة قسم حديث السفينة:

« فإذا لم يكن ( فضائل على لأحمد بن حنبل ) و ( المستدرك للحاكم ) و ( تهذيب الآثار لابن جرير الطبري ) و ( مسند أبي يعلى ) و ( مسند البزار ) و ( المعجم الصغير للطبراني ) و ( مشكاة المصابيح ) و ( المطالب العالية لابن حجر ) وأمثالها « من كتب الحديث التي يعتمد عليها » فأي كتاب عندهم يعتمدون عليه؟

وإذا كان ( الأعمش ) و ( أبو إسحاق السبيعي ) و ( مسلم ) و ( الشافعي ) و ( الطبراني ) و ( الدارقطني ) و ( أبو داود ) و ( أحمد ) و ( البزار ) و ( الطبري ) و ( الحاكم ) و ( أبو نعيم ) و ( الخطيب ) و ( ابن حجر ) وأمثالهم « من حطاب الليل الذين يروون الموضوعات » فمن هو المحدث الذي يعتمدون عليه؟! »

ومنه ما صنعه في حديث: « أنت مني بمنزلة هارون من موسى » هذا الحديث المتواتر قطعاً، والمخرج في الصحيحين، والذي نص أكابر الأئمة على أنه من أصح الأحاديث وأثبتها فانه تعرض لجهة السند فيه في فصول عديدة ليرد على الآمدي ومن تبعه من المتعصبين القائلين بأنه غير صحيح

ومن الواضح أنه لو لم يتعرض الى هذه الناحية بالنسبة الى هذين الحديثين لم يعترض عليه، لعدم تعرض الدهلوي المردود عليه لها لكن « عبقات الأنوار » الذي ألف « في اثبات امامة الأئمة الاطهار » لا بد وأن يتعرض للرد على هذه الكلمة الكبيرة التي خرجت من أفواه هؤلاء وليثبت للملإ العلمي مدى تعصب القوم، وتجريهم على

٦١

الافتراء والكذب

ومن الاول: ما صنعه في حديث: « أنا مدينة العلم وعليّ بابها » حيث أثبت الحديث سنداً، وذكر وجوه دلالته على الامامة، ورد على مناقشات خصمه الدهلوي ثم عاد ليرد في مجلد ضخم آخر كلمات كل من ناقش في الاستدلال بهذا الحديث، بالطعن في سنده أو دلالته وهم: العاصمي، والطيبي، وابن تيمية، ويوسف الأعور الواسطي، والسخاوي، والسمهودي، وابن روزبهان، وابن حجر المكي، والقاري، والبنباني، والشيخاني القادري، وعبد الحق الدهلوي، وولي الله الدهلوي، والاورنك آبادي، والقاضي پاني پتي.

وقد توفر هذا المجلد على بحوث جليلة ومطالب قيمة، لا تجدها في أي كتاب آخر، كما أنك لو اطلعت عليه لعرفت مدى جهالة هؤلاء القوم، وشدة تعصبهم للباطل.

(٤) - الكشف عن الجذور

ومن أساليبه في هذا الباب: أنهرحمه‌الله حيث يورد كلام الخصم يرجع الى أصله، ويكشف عن جذوره لما في ذلك من الفوائد العلمية، والآثار المهمة في كشف الحق. ومن ذلك:

أ - انتحال الدهلوي لبحوث الآخرين

فأول شيء يقصد السيد إبانته هو أن لا جديد عند الدهلوي، بل ان جميع ما جاء به مذكور في كتب السابقين عليه، بل حقق السيدرحمه‌الله وأثبت ان كتاب « التحفة الاثنا عشرية » منحول من كتاب « الصواقع لنصر الله الكابلي » مع زيادات من أقاويل والده وحسام الدين السهار نبورى صاحب « المرافض »، وأن كتاب « بستان المحدثين لعبد العزيز الدهلوي » منحول من كتاب « كفاية المتطلع لتاج الدين الدهان » وهذه فائدة جليلة

٦٢

ب - نسب لا أصل لها

ويظهر من الرجوع الى الجذور والكشف عنها ما في كلمات القوم في المناقشة مع الامامية من النسب التي لا أصل لها ولا واقعية، فكثيراً ما ينبه في مطاوي البحوث على ما وقع منهم من هذا القبيل، وإليك نماذج من ذلك:

١ - قال جماعة في الجواب عن حديث الطائر: « أورده ابن الجوزي في الموضوعات ». وهذه النسبة كاذبة

٢ - ونسب الى الحافظ يحيى بن معين انه قال في حديث أنا مدينة العلم: « لا أصل له » وهذه النسبة باطلة جداً

٣ - ونسب الى الترمذي انه قال في حديث « أنا مدينة العلم » منكر غريب. وهذه النسبة لا اصل لها.

٤ - ونسبوا القدح في حديث أنا مدينة العلم الى شمس الدين ابن الجزري. وهي نسبة مكذوبة.

٥ - وعزا ابن تيمية حديثاً استدل به الى الصحيحين قائلا:

« ألا ترى الى ما ثبت في الصحيحين من قول النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في حديث الأسارى لما استشار أبا بكر، فأشار بالفداء، واستشار عمر فأشار بالقتل. قال: سأخبركم عن صاحبيكم، مثلك يا ابا بكر مثل ابراهيم إذ قال:( فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) ومثل عيسى إذ قال:( إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) ومثلك يا عمر مثل نوح إذ قال:( رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكافِرِينَ دَيَّاراً ) ومثل موسى إذ قال:( رَبَّنَا اطْمِسْ عَلى أَمْوالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلى قُلُوبِهِمْ فَلا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذابَ الْأَلِيمَ ) ».

لكن لا وجود لهذا الحديث في الصحيحين.

٦ - وأنكر بعضهم رواية البيهقي لحديث الأشباه: « من أراد ان ينظر الى آدم في علمه والى فلينظر الى عليّ بن أبي طالب » رداً على العلامة الحلي الذي استدل برواية البيهقي إياه. فأجاب السيد عن هذا الإنكار

٦٣

بالتفصيل

٧ - وادعى الفخر الرازي عدم رواية ابن سحاق حديث الغدير، وان عدم روايته له دليل على ضعفه. وهذه الدعوى باطلة، فابن إسحاق غير معرض عن حديث الغدير، بل هو من رواته، وقد رواه عنه جماعة

٨ - ونسب الشيخ علي القاري وولي الله الدهلوي الحديث الموضوع: « اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر » الى الصحيحين، وهذه النسبة باطلة مكذوبة، وقد نص الحاكم حيث أخرجه في مستدركه على أنهما « لم يخرجاه ».

ج - تحريفات وتصرفات

ومن فوائد هذا الأسلوب هو الوقوف على طرف من تصرفات القوم في الأحاديث، وفي نصوص عبارات العلماء وهذا باب واسع لو جمع لكان كتاباً برأسه ولا بأس بذكر موارد منه:

فمن تصرفات القوم في الأحاديث: ما كان في حديث أخرجه البخاري في مواضع من صحيحه يختلف لفظه في كل موضع عن غيره، اختلافاً فاحشاً لا يكون الا عن عمد، ولا غراض معينة لا تخفى على أحد وإليك الحديث:

في كتاب الجهاد باب حكم الفيء، عن مالك بن أوس، أن عمر قال مخاطباً لعلي والعباس:

« فلما توفي رسول الله قال أبو بكر: أنا ولي رسول الله، فجئتما تطلب ميراثك من ابن أخيك، ويطلب هذا ميراث امرأته عن أبيها. فقال أبو بكر: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لا نورث ما تركنا صدقة. فرأيتماه كاذباً آثماً غادراً خائناً، والله يعلم انه لصادق بار راشد تابع للحق. ثم توفي أبو بكر وكنت أنا ولي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وولي أبي بكر، فرأيتماني كاذبا آثما غادرا خائنا، والله يعلم اني لصادق بار راشد تابع للحق ».

هذا هو الحديث.

٦٤

وأخرجه في باب فرض الخمس: « فقبضها أبو بكر، فعمل فيها بما عمل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والله يعلم انه فيها لصادق بار راشد تابع للحق. ثم توفى الله ابا بكر فكنت أنا ولي أبي بكر، فقبضتها سنتين من امارتى، اعمل فيها بما عمله رسول الله وبما عمل فيها أبو بكر، والله يعلم أني فيها لصادق بار راشد تابع للحق ».

حذف منه الفقرتين: « فرأيتماه » و « فرأيتماني ».

وأخرجه في كتاب المغازي في حديث بني النضير: « فقبضه أبو بكر، فعمل فيه بما عمل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . فقال - وأنتم حينئذ. فأقبل على عليّ وعباس وقال - تذكران أن أبا بكر فيه كما تقولان، والله يعلم أنه فيه لصادق بار راشد تابع للحق. ثم توفى الله أبا بكر، فقبضته سنتين من أمارتى اعمل فيه بما عمل فيه رسول الله وأبو بكر، والله يعلم انى فيه صادق بار راشد تابع للحق ».

فحذف فقرة « فرأيتماه » وجعل مكانها « تذكران أن ابا بكر فيه كما تقولان »، وحذف الفقرة الثانية.

وأخرجه في كتاب النفقات باب حبس نفقة الرجل قوت سنته:

« فقبضها أبو بكر يعمل فيها بما عمل به فيها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأنتما حينئذ - وأقبل على عليّ وعباس - تزعمان أن ابا بكر كذا وكذا، والله يعلم انه فيها صادق بار راشد تابع للحق. ثم توفى الله ابا بكر، فقلت: أنا ولي رسول الله وأبي بكر، فقبضتها سنتين أعمل فيها بما عمل رسول الله وأبو بكر ».

فحذف الفقرة الاولى، وجعل مكانها: « تزعمان ان ابا بكر كذا وكذا »، وحذف الفقرة الثانية.

وأخرجه في كتاب الفرائض باب قول النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لا نورث ما تركناه صدقة: « فتوفى الله نبيه فقال ابو بكر: أنا ولي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقبضها فعمل بما عمل به رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ثم توفى الله ابا بكر فقلت: أنا ولي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقبضتها سنتين أعمل فيها ما عمل

٦٥

رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأبو بكر ».

فحذف الفقرتين.

وفي كتاب الاعتصام باب ما يكره من التعمق والتنازع:

« ثم توفى الله نبيه فقال أبو بكر: أنا ولي رسول الله، فقبضها أبو بكر فعمل فيها بما عمل فيها رسول الله. وأنتما حينئذ - واقبل على عليّ وعباس فقال - تزعمان ان ابا بكر فيها كذا، والله يعلم انه فيها صادق بار راشد تابع للحق. ثم توفى الله ابا بكر فقلت: أنا ولي رسول الله وابى بكر، فقبضتها سنتين أعمل فيها بما عمل به رسول الله وأبو بكر ».

فحذف الفقرة الاولى ووضع مكانها: « تزعمان ان ابا بكر فيها كذا » وحذف الفقرة الثانية.

فممن هذا التلاعب؟ أمن البخاري؟ أم من الرواة؟

وستطلع في باب « بحوث وتحقيقات » حيث نذكر « أحاديث موضوعة » على أمثلة من تصرفاتهم وتحريفاتهم في خصوص أحاديث مناقب أمير المؤمنينعليه‌السلام .

ومن تصرفات القوم التي تنكشف عن طريق التحقيق في العبارات الصادرة عنهم: قول الدهلوي في حديث: « خلقت أنا وعليّ من نور واحد » ما نصه: « وهذا حديث موضوع بإجماع أهل السنة، وفي اسناده محمد بن خلف المروزي. قال يحيى بن معين: كذاب. وقال الدارقطني: متروك ولم يختلف أحد في كذبه، ويروى من طريق آخر وفيه: جعفر بن أحمد وكان رافضياً غالياً وضاعاً، وكان أكثر ما يضع في قدح الاصحاب وسبهم »

هذا كلام ( الدهلوي ) وقد أخذ هذا - على عادته - من ( نصر الله الكابلي ) الأخذ أكثر ما ذكره من ( ابن روزبهان ). وهذه عبارة ابن روزبهان في الجواب عن الاستدلال بالحديث المذكور:

« ذكر ابن الجوزي هذا الحديث بمعناه في كتاب الموضوعات وقال:

٦٦

هذا الحديث موضوع على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، والمتهم به في الطريق الاول محمد بن خلف المروزي. قال يحيى بن معين: كذاب. وقال الدارقطنيّ متروك. وفي الطريق الثاني المتهم به جعفر بن أحمد، وكان رافضياً كذاباً يضع الحديث في سب اصحاب رسول الله ».

فهذه عبارة ابن روزبهان.

وقال الكابلي: « وهو باطل لأنه موضوع بإجماع أهل الخبر، وفي اسناده محمد بن خلف المروزي. قال يحيى بن معين هو كذاب. وقال الدارقطنيّ متروك ولم يختلف أحد في كذبه. ويروى من طريق آخر وفيه: جعفر بن أحمد وكان رافضياً غالياً كذاباً وضاعاً، وكان اكثر ما يضع في قدح الاصحاب وسبهم ».

فزاد الكابلي « لأنه موضوع بإجماع أهل الخبر ».

وعبارة ( ابن الجوزي ) في ( كتاب الموضوعات ) واردة في حديث آخر غير حديث النور الذي يتمسك به الامامية - ومن هنا قال ابن روزبهان « بمعناه » - وفيها فوارق كثيرة مع عبارات القوم، وإليك نص عبارته بعينها ليتضح واقع الأمر وتنكشف تصرفاتهم فيها:

« الحديث الاول فيما خلق منه عليّ بن أبي طالب

أخبرنا أبو منصور القزاز قال: أخبرنا أحمد بن علي بن ثابت قال: أخبرني علي بن الحسن بن محمد الدقاق قال: ثنا محمد بن اسماعيل الوراق قال: ثنا ابراهيم بن الحسين بن داود القطان قال: ثنا محمد بن خلف المروزي ثنا موسى بن ابراهيم، ثنا موسى بن جعفر عن أبيه عن جده قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : خلقت أنا وهارون بن عمران ويحيى بن زكريا وعليّ بن أبي طالب من طينة واحدة.

هذا حديث موضوع على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والمتهم به: المروزي، قال يحيى بن معين: هو كذاب. وقال الدارقطني: متروك. وقال ابن حبان: كان مغفلا يلقن فيتلقن فاستحق الترك.

٦٧

وقد روى جعفر بن احمد بن بيان عن محمد بن عمر الطائي عن أبيه عن سفيان عن داود بن أبي هند عن الوليد بن عبد الرحمن عن نمير الحضرمي عن أبي ذر قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : خلقت أنا وعليّ من نور واحد. وكنا عن يمين العرش قبل أن يخلق الله آدم بألفي عام، ثم خلق الله آدم، فانقلبنا في أصلاب الرجال، ثم جعلنا في صلب عبد المطلب، ثم اشتق أسماءنا من اسمه، فالله محمود وأنا محمد، والله الاعلى وعليّ عليّ.

قال المصنف: هذا وضعه جعفر بن احمد وكان رافضياً يضع الحديث.

قال ابن عدي: كان يتيقن انه يضع ».

فعلم من هذا التحقيق:

١ - ان دعوى وقوع « محمد بن خلف المروزي » في طريق حديث النور كاذبة.

٢ - لقد رمى ابن الجوزي « جعفر بن أحمد » بوضع الحديث، وابن روزبهان أضاف « في سب أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ».

٣ - ابن ابن روزبهان أضاف كلمة « كذاباً ».

٤ - ان الكابلي أضاف الى ما تقدم « غالياً وضاعاً ».

٥ - ان الكابلي أضاف كلمة « وكان اكثر ما يضع في قدح الاصحاب وسبهم ».

٦ - ان الكابلي أضاف الى ذلك كله أيضاً كلمة: « ولم يختلف أحد في كذبه ».

فهذه زيادات أربع من الكابلي، واثنتان من ابن روزبهان شاركه فيهما الكابلي وليس لها وجود في كلام ابن الجوزي.

٧ - وابن روزبهان نقل عن ابن الجوزي الاتهام بأن « محمد بن خلف » كان وضاعاً للحديث، لكن الكابلي لم يذكر ابن الجوزي لئلا يتعقب عليه.

٨ - والكابلي نسب الاتهام بالوضع الى « اجماع أهل الخبر » بدل أن

٦٨

ينسبه الى ابن الجوزي.

٩ - والدهلوي ذكر « اجماع اهل السنة » بدل « اجماع أهل الخبر ».

و روى الترمذي حديث: « أنا دار الحكمة وعليّ بابها » وقال: « حسن غريب ». هكذا نقل عنه المحب الطبري في ( الرياض النضرة ) - فأسقط بعضهم كلمة « حسن » وترك كلمة « غريب » على حالها كما في ( المشكاة ) و ( تاريخ ابن كثير ) و ( فيض القدير ).

وأبدل بعضهم لفظة « غريب » - بعد إسقاط لفظة « حسن » - بلفظة « منكر » كما في ( تهذيب الأسماء واللغات ) و ( المقاصد الحسنة ).

وجمع بعضهم - بعد حذف « حسن » - بين لفظتي « غريب » و « منكر » كما في ( قرة العينين ).

وقال الترمذي بعد حديث: « أنا دار الحكمة وعليّ بابها »: « لا نعرف هذا الحديث عن أحد من الثقات غير شريك » فحرفه بعضهم وجعل كلمة « عن » في مكان كلمة « غير » أنظر ( المرقاة في شرح المشكاة ).

ومن تحريفاتهم اسقاطهم حديث « أنا مدينة العلم وعليّ بابها » من ( صحيح الترمذي ) ومن ( مصابيح السنة للبغوي ).

أما ( صحيح الترمذي ) فقد روى عنه الحديث المذكور جماعة منهم:

١ - ابن الأثير في ( جامع الأصول ).

٢ - محمد بن طلحة الشافعي في ( مطالب السؤل ).

٣ - السيوطي في ( تاريخ الخلفاء ).

٤ - ابن حجر المكي في ( الصواعق المحرقة ).

٥ - الزرقاني المالكي في ( شرح المواهب اللدنية ).

وأما ( المصابيح ) فقد نقل عنه الحديث المذكور جماعة منهم:

١ - المحب الطبري في ( الرياض النضرة ) و ( ذخائر العقبى ).

٢ - القاري في ( المرقاة في شرح المشكاة ).

٦٩

٣ - أحمد بن الفضل المكي في ( وسيلة المآل ).

و أخرج الترمذي حديث: « ان عليّا مني وأنا من عليّ وانه ولي كل مؤمن من بعدي ».

فاسقط البغوي منه كلمة « بعدي » وعزاه الى الترمذي، وقد تبع البغوي على ذلك جماعة منهم السهارنفوري صاحب المرافض، المولوي حسن علي المحدث تلميذ المولوي عبد العزيز الدهلوي.

بل زعم محمد بن معتمد خان البدخشي في رسالة له أسماها بـ ( رد البدعة ) أن كلمة « بعدي » في هذا الحديث موضوعة.

والشاه ولي الله الدهلوي روى الحديث عن الترمذي في موضع من ( إزالة الخفاء ) باللفظ الكامل. لكنه حرفه عند ما تصدى للجواب عنه، فوضع كلمة « أنا » في مكان « انه » وحذف كلمة « بعدي » كما فعل البغوي ومن تبعه.

(٥) - التنبيه على موارد مخالفة الالتزامات:

وينبه السيدرحمه‌الله في كثير من الموارد على مخالفة الدهلوي لقواعد البحث، ولما التزم به في كتابه ( التحفة )

لقد كان من جملة ما التزم به الدهلوي في كتابه:

١ - لا يصلح الاحتجاج الا بأحاديث الصحاح ذكر الدهلوي في كتابه: « ان القاعدة المقررة لدى أهل السنة هي ان كل حديث ورد في كتاب لم يلتزم صاحبه فيه بالصحة - كما فعل البخاري ومسلم وسائر أرباب الصحاح في كتبهم - فانه غير صالح للاحتجاج ».

٢ - ما لا سند له لا يصغى اليه وقال في الجواب عما طعن به ابو بكر من تخلفه عن جيش أسامة - و قد قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لعن الله من تخلف عن جيش أسامة -: « ان

٧٠

الحديث المعتبر لدى أهل السنة هو ما اخرج في كتب المحدثين المسندة مع الحكم عليه بالصحة، وأما الحديث العاري عن السند فلا يصغون اليه أبداً ».

٣ - الاحتجاج على الشيعة بأخبارهم

والتزم الدهلوي في تحفته بالنقل عن كتب الشيعة والاحتجاج بأخبارهم في كتبهم المعتبرة. قال: « لان أخبار كل فرقة لا تكون حجة على الفرقة الأخرى ».

٤ - عدم جواز الاحتجاج بأحاديث أهل السنة على الشيعة

والدهلوي يتبع شيخه ووالده ( ولي الله الدهلوي ) في جميع بحوثه ويعتقد به الاعتقاد الراسخ لكنه يخالف ما نص عليه والده في أحد كتبه قائلا: « لا تصح المناظرة مع الامامية والزيدية بأحاديث الصحيحين فضلا عن غيرها ».

٥ - أخبار أهل السنة مقدوحة عند الشيعة

وكيف يجوز احتجاج أهل السنة بأحاديثهم على الشيعة مع أن الشيعة تقدح في أحاديث أهل السنة ولا تعتقد بها؟ ومن هنا قال محمد رشيد الدهلوي تلميذ صاحب التحفة: « بأن كل فرقة تذعن بالأخبار المروية عن طرقها وتقدح في الاخبار المروية من طرق الفرقة المخالفة لها ».

اذن لا يجوز الاحتجاج على الشيعة بما يرويه أهل السنة، وان كان حديثاً مسنداً صحيحاً عندهم.

فهذه أمور التزم بها بالخصوص الدهلوي وشيخه وتلميذه في بحوثهم، ولكنا وجدناهم لا يوفون بما عاهدوا عليه، كما لم يلتزموا بالأصول العامة للبحث والمناظرة

والسيدرحمه‌الله ينبه على مخالفة الدهلوي لهذه الالتزامات في مختلف البحوث لئلا يغتر القارئون لكتابه ولا ينخدع العوام.

٧١

(٦) - رد بعضهم ببعض

وطالما يرد السيدرحمه‌الله كلام الدهلوي بكلامه هو في موضع آخر من كتابه، أو بكلام والده وبالعكس، وهكذا الأمر بالنسبة الى كلام غيرهما من علماء أهل السنة

ففي ( حديث التشبيه ): « من أراد أن ينظر » يرد على انكار الدهلوي دلالته على المساواة بكلمات للدهلوي نفسه قالها في الجواب عن حديث المنزلة: « أنت مني بمنزلة هارون من موسى » وبما قاله في الجواب عن حديث السفينة: « مثل أهل بيتي كمثل سفينة نوح »

وفي ( حديث الغدير ) ذكر الدهلوي بأن الاستدلال بهذا الحديث يتوقف على كون « المولى » فيه بمعنى « الاولى » فزعم أن اللغويين ينكرون مجيء اللفظ المذكور بهذا المعنى. ثم نقض بأنه لو كان « المولى » بمعنى « الاولى » لجاز أن يقال « مولى منك » كما يقال: « أولى منك ».

فأجاب السيد عن الإنكار المذكور وعن النقض بوجوه عديدة، منها - ما ذكره الدهلوي نفسه في جواب: « ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم » حيث قال بأن الولاية هذه بمعنى المحبة.

قال السيد فإذن « الاولى » في تلك الفقرة بمعنى « الأحب » مع أنه. لا يقال: « أولى اليه » كما يقال: « أحب اليه ».

ثم ان السيد ذكر أن هذا النقض مأخوذ من كلام الفخر الرازي في كتابه ( نهاية العقول )، فأورد نص كلام الرازي، وشرع في الجواب عنه بوجوه كثيرة منها كلام الرازي نفسه في كتابه ( المحصول ) حيث أذعن فيه بأن الترادف لا يلازم جواز استعمال أحد المترادفين في مقام الآخر.

وأجاب السيد عن دعوى ابن حجر المكي عدم مجيء « المولى » بمعنى « الاولى » بما ذكره هو من أن أبا بكر وعمر فهما من « المولى » في حديث الغدير معنى « الاولى بالاتباع » وأضاف بأن هذا هو الواقع وناهيك بهما في فهم الحديث!!

٧٢

وذكر السيد في ( حديث التشبيه ) انكار ولي الله الدهلوي - تبعاً لابن تيمية - انتهاء سلاسل الصوفية الى الامام أمير المؤمنينعليه‌السلام ومن وجوه الرد عليه كلام ولده الدهلوي الصريح في تلك الحقيقة وقد أورد نصه في مبحث ( حديث السفينة ).

واعترف الدهلوي بدلالة حديث المنزلة: « أنت مني بمنزلة » على امامة أمير المؤمنينعليه‌السلام - وتبعه على ذلك تلميذه محمد رشيد الدهلوي - وذكر الدهلوي ان من أنكر ذلك فهو ناصبي. وهنا تعرض السيد الى نفي والده شاه ولي الله الدهلوي تبعا لجماعة من أعلام السنة كالتوربشتي، وأبي الشكور السالمي الحنفي، وعلي القاري، وشمس الدين الخلخالي، والنووي، والكرماني وابن حجر العسقلاني، والقسطلاني، ومحب الدين الطبري وغيرهم - دلالة هذا الحديث الشريف على الامامة والخلافة

وأما رد كلام بعضهم بكلام البعض الآخر فكثير جداً

فقد رأيت كيف يبطل قدح ابن الجوزي لحديث الثقلين بكلمات مشاهير علماء أهل السنة

و في حديث: « أنا مدينة العلم وعليّ بابها » يرد على ذكر ابن الجوزي إياه في ( الموضوعات ) بوجوه، منها: رد أعلام الحفاظ ومشاهير العلماء عليه:

١ - كصلاح الدين العلائي.

٢ - وبدر الدين الزركشي.

٣ - وابن حجر العسقلاني.

٤ - وشمس الدين السخاوي.

٥ - وجلال الدين السيوطي.

٦ - ونور الدين السمهودي.

٧ - وابن عراق الكناني.

٨ - وابن حجر المكي.

٧٣

٩ - ومجد الدين الفيروزآبادي.

١٠ - وعلي المتقي الهندي.

١١ - وعلي القاري.

١٢ - وعبد الرءوف المناوي.

١٣ - وعبد الحق الدهلوي.

١٤ - والزرقاني المالكي.

١٥ - وقاضي القضاة الشوكاني.

واستدل الدهلوي في الجواب عن ( حديث الثقلين ) بما نسب بعضهم الى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنه قال: « خذوا شطر دينكم عن هذه الحميراء ».

فرد عليه السيد بنصوص كبار الأئمة والحفاظ على بطلان هذا الحديث:

١ - كجمال الدين المزي.

٢ - وشمس الدين الذهبي.

٣ - وابن قيم الجوزية.

٤ - وتاج الدين السبكي.

٥ - وابن كثير الدمشقي.

٦ - وسراج الدين ابن الملقن.

٧ - وابن حجر العسقلاني.

٨ - وابن أمير الحاج الحنفي.

٩ - وأمير بادشاه البخاري.

١٠ - وشمس الدين السخاوي.

١١ - وجلال الدين السيوطي.

١٢ - وعلي القاري.

١٣ - ومحب الله البهاري.

٧٤

١٤ - وقاضي القضاة الشوكاني.

واستدل بحديث: « اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر » في مقابلة ( حديث الثقلين ). فأجاب عنه السيد بقدح كبار الأئمة والعلماء لهذا الحديث وتصريحهم بوضعه:

١ - كأبي حاتم الرازي.

٢ - وأبي عيسى الترمذي.

٣ - وأبي بكر البزار.

٤ - وأبي جعفر العقيلي.

٥ - وأبي بكر النقاش.

٦ - وأبي الحسن الدارقطني.

٧ - وابن حزم الاندلسي.

٨ - والعبري الفرغاني.

٩ - وشمس الدين الذهبي.

١٠ - وابن حجر العسقلاني.

واستدل بعضهم في مقابلة حديث: « أنا مدينة العلم وعليّ بابها » بحديث طويل في فضل جماعة من الاصحاب، أوله: « أرحم أمتي بأمتى أبو بكر ».

وقد بحث عنه السيد سنداً ودلالة بالتفصيل، فذكر بالتالى كلمات بعض الاعلام من أهل السنة في قدح هذا الحديث، بين مضعف له وبين قائل بأنه موضوع:

١ - كابن تيمية الحراني.

٢ - وابن عبد الهادي.

٣ - وعبد الرءوف المناوي.

٧٥

(٧) - النظر في أسانيد الأحاديث

قد ذكرنا سابقاً أنه يشترط في جواز الاستدلال بالخبر اعتبار سنده أولا وتمامية دلالته على المدعى ثانياً وعلى هذا الأساس فان النظر في أسانيد الأحاديث التي يستدل بها الخصم يشكل جانباً مهماً من ردود السيد المؤلف ومناقشاته للادلة والخطوط الرئيسية لاسلوبه في النظر في الأسانيد هي:

١ - نقل الحديث بسنده - أو بطرقه ان كان له طرق متعددة - عن المصادر الاولية.

٢ - النظر في حال من عليه مدار هذا الحديث في مختلف طرقه وأسانيده.

٣ - النظر في حال من وقع في كلا الطريقين أو جميع الطرق.

٤ - النظر في حال سائر رجاله على ضوء كلمات أئمة الجرح والتعديل من أهل السنة.

٥ - التنبيه على ما في السند من خلل كالارسال ونحوه.

ثم انه ان وجد الحديث مروياً عندهم بلفظ آخر مشابه للفظ المستدل به أتى به وأبطله بالنظر في سنده وان لم يكن الخصم مستدلا به

ولا يخفى على ذوي الفضل ما تنطوي عليه هذه البحوث من فوائد جليلة من علوم الحديث والرجال والتاريخ والدراية ولنذكر نموذجاً واحداً لهذا الأسلوب:

لقد عارض العاصمي حديث: « أنا مدينة العلم وعليّ بابها » بما رووه عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم انه قال: « أرحم أمتي بأمتي أبو بكر، وأشدهم في أمر الله عمر، وأصدقهم حياء عثمان بن عفان، وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل، وأفرضهم زيد بن ثابت، وأقرؤهم أبي بن كعب، ولكل أمة أمين وأمين هذه الامة أبو عبيدة ».

فبحث السيد عن هذا الحديث بصورة تفصيلية جداً، فذكر أنه منسوب الى عدة من الاصحاب فأورد نصوص الحديث عنهم واحداً

٧٦

واحداً وتكلم عليها ونحن نكتفي هنا بما ذكره حول حديث انس بن مالك.

فقد أورد حديثه عن الترمذي وابن ماجة قائلا: قال الترمذي: « مناقب معاذ بن جبل وزيد بن ثابت وأبي وأبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنهم. حدثنا سفيان بن وكيع حدثنا حميد بن عبد الرحمن عن داود العطار عن معمر عن قتادة عن أنس بن مالك قال قال رسول الله هذا حديث غريب لا نعرفه من حديث قتادة الا من هذا الوجه.

وقد رواه ابو قلابة عن أنس عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم نحوه: حدثنا محمد ابن بشار نا عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي حدثنا خالد الحذاء عن أبي قلابة عن انس بن مالك قال قال رسول الله »

و قال ابن ماجة: « حدثنا محمد بن المثنى ثنا عبد الوهاب بن عبد المجيد ثنا خالد الحذاء عن أبي قلابة عن أنس بن مالك ان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال: أرحم أمتي بأمتى أبو بكر

حدثنا على بن محمد ثنا وكيع عن سفيان عن خالد الحذاء عن أبي قلابة، مثله ».

ثم قال:

أولا: مدار الطرق الأربعة على « أنس » وعداؤه لأمير المؤمنينعليه‌السلام معلوم.

وثانياً: مدار الطريق الثاني للترمذي وكلا طريقي ابن ماجة على « أبي قلابة » وهو مجروح جداً.

وثالثاً: في الطريق الثاني عند الترمذي وفي كلا الطريقين عند ابن ماجة « خالد الحذاء ». وقد جرحه شعبة، وابن علية، وحماد بن زيد، وسليمان التيمي، وأبو حاتم، وابو جعفر العقيلي

ورابعاً: في الطريق الثاني للترمذي والاول لابن ماجة « عبد الوهاب ابن عبد المجيد الثقفي ». فذكر كلمات القوم في قدحه.

٧٧

وخامساً: في الطريق الثاني للترمذي « محمد بن بشار » وهو مقدوح.

وسادساً: في أول طريقي ابن ماجة: « محمد بن المثنى العنزي » قال يحيى بن معين: « كذاب » وقال أبو حاتم: « ذاهب الحديث ».

وسابعاً: في ثاني طريقي ابن ماجة « سفيان الثوري » وهو مقدوح ومجروح.

وثامناً: في ثاني طريقي ابن ماجة « وكيع بن الجراح » وقد جرحه أحمد وغيره.

وتاسعاً: في أول طريقي الترمذي: « قتادة » وله قوادح ومثالب عظيمة

وعاشراً: في أول طريقي الترمذي: « داود بن عبد الرحمن العطار » قال يحيى بن معين: « ضعيف الحديث » وقال الازدي: « يتكلمون فيه ».

والحادي عشر: في أول طريقي الترمذي: « سفيان بن وكيع » قال البخاري: « يتكلمون فيه » وقال أبو زرعة: « يتهم بالكذب » وقال ابو حاتم « لين » وامتنع أبو داود من التحديث عنه، وقال الذهبي « ضعيف ».

والثاني عشر: هذا الحديث مرسل. قال ابن حجر الحافظ في فتح الباري بشرح حديث: « وان لكل أمة أميناً »: « تنبيه - أورد الترمذي وابن حبان هذا الحديث من طريق عبد الوهاب الثقفي عن خالد الحذاء بهذا الاسناد مطولا. وأوله: ارحم أمتى واسناده صحيح، الا أن الحفاظ قالوا: ان الصواب في أوله الإرسال، والموصول منه ما اقتصر عليه البخاري. والله اعلم ».

وقال بشرح قول عمر: « أقرؤنا أبي »: « كذا أخرجه موقوفاً، وقد أخرجه الترمذي وغيره من طريق أبي قلابة عن أنس مرفوعاً في ذكر أبي.

وفيه ذكر جماعة. وأوله: أرحم أمتي وصححه. لكن قال غيره: ان الصواب إرساله ».

وهكذا قال غيره من العلماء ذكرهم السيد.

٧٨

ثم أورد السيدرحمه‌الله نصوص عدة من علماء الحديث والدراية كابن الصلاح والنووي والسيوطي على أن « المرسل حديث ضعيف لا يحتج به عند جماهير المحدثين ».

ثم انه نبه على رواية العاصمي الحديث عن أبي قلابة عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم رأسا.

وعلى أن بعضهم رواه - كما في المصابيح والمشكاة وفتح الباري - عن قتادة عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم رأساً.

وهذان مرسلا بلا كلام.

(٨) - النظر في شأن صدورها

من أساليبه: النظر في متون الأحاديث من حيث ظروف صدورها ولا يخفى على أهل الفضل ما في ذلك من الأثر البالغ في كشف الحقائق والوصول الى الواقع ونحن نكتفي بمثالين من هذا القبيل

لقد عارض الدهلوي حديث: « اني تارك فيكم الثقلين » بما رووه عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في فضل عبد الله بن مسعود: « رضيت لكم ما رضي به ابن أم عبد ».

فمن نظر في هذا الحديث رآه مفيداً لرضي النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بما رضي به ابن مسعود على الإطلاق وبذلك ربما يمكن مقابلة حديث الثقلين به ولكن السيدرحمه‌الله رجع الى متن الحديث فوجده مقروناً بما يخرجه عن الإطلاق ويسقطه عن الصلاحية للمعارضة المذكورة.

فالحديث في مستدرك الحاكم بإسناده عن جعفر بن عمرو بن حريث عن أبيه قال: قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لعبد الله بن مسعود: « اقرأ. قال: اقرأ وعليك أنزل؟ قال: اني أحب أن أسمع من غيرى. قال: فافتتح سورة النساء حتى بلغ: ( فكيف اذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيداً ) فاستعبر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وكف عبد الله. فقال له رسول الله

٧٩

صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : تكلم، فحمد الله في أول كلامه وأثنى على الله، وصلى على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وشهد شهادة الحق وقال:

رضينا بالله رباً وبالإسلام ديناً، ورضيت لكم ما رضي الله ورسوله.

فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : رضيت لكم ما رضي لكم ابن أم عبد ».

ومن وجوه الجواب عن حديث أبي بردة: « صلينا المغرب مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ثم قلنا: لو جلسنا حتى نصلي معه العشاء. قال: فجلسنا، فخرج علينا فقال: ما زلتم هاهنا؟ قلنا: يا رسول الله صلينا معك المغرب ثم قلنا: نجلس حتى نصلي معك العشاء. قال: أحسنتم - أو: أصبتم - قال: فرفع رأسه الى السماء - وكان كثيراً ما يرفع رأسه الى السماء - فقال:

النجوم أمنة للسماء فإذا ذهبت النجوم اتى السماء ما توعد، وأنا أمنة لاصحابي فإذا ذهبت أتى أصحابي ما يوعدون، وأصحابي امنة لامتى فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون ».

ان هذا الحديث محرف، ففي المستدرك: « انه خرج ذات ليلة وقد أخر صلاة العشاء حتى ذهب من الليل هنيهة - أو: ساعة - والناس ينتظرون في المسجد. فقال: ما تنتظرون؟ فقالوا: ننتظر الصلاة. فقال: انكم لن تزالوا في صلاة ما انتظرتموها. ثم قال: اما انها صلاة لم يصلها احد ممن قبلكم من الأمم. ثم رفع رأسه الى السماء فقال: النجوم أمان لأهل السماء فإذا طمست النجوم أتى السماء ما يوعدون، وأنا أمان لاصحابي فإذا قبضت اتى أصحابي ما يوعدون، واهل بيتي أمان لامتي فإذا ذهب اهل بيتي اتى أمتي ما يوعدون ».

(٩) - النظر في متونها

ومنها: النظر في متون الأحاديث التي يروونها في فضل الاصحاب ويعارضون بها فضائل مولانا أمير المؤمنينعليه‌السلام من حيث التأمل في

٨٠

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586