وسائل الشيعة الجزء ١٣

وسائل الشيعة10%

وسائل الشيعة مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 587

المقدمة الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠
  • البداية
  • السابق
  • 587 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 358716 / تحميل: 6354
الحجم الحجم الحجم
وسائل الشيعة

وسائل الشيعة الجزء ١٣

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

الفصل الثاني: سنّة البشارة على مدى العصور

لقد صرّح القرآن الكريم بأن العهد التاريخي للبشرية قد بدأ بظاهرة وجود النبوّات وبعث الأنبياء وإرسال الرسل. الذين مضوا يقودون مجتمعاتهم نحو حياة أفضل ووجود إنساني أكمل; مما يمكن أن نستنتج منه أنّ إشراق النبوّة وظهور الأنبياء في المجتمعات البشريّة يعتبر بداية العصر التاريخي للبشرية .

قال تعالى: ( كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ) (١) .

لقد قضت حكمة الله ورحمته بإرسال الأنبياء حاملين إلى الإنسانية منهاج هدايتها الذي يخرجها من عهد الغريزة إلى عهد العقل، ومن منطق الصراع الذي مرجعه الغريزة والقوّة إلى منطق النظام ومرجعه القانون. وخرج المجتمع البشري بالنبوّات عن كونه تكويناً حيوانياً ـ بيولوجيّاً إلى كونه ظاهرة عقلية روحية وحققت النبوّات للإنسان مشروع وحدة أرقى من وحدته الدموية البيولوجية وهي الوحدة القائمة على أساس المعتقد، وبذلك تطوّرت العلاقات الإنسانية

ــــــــــــ

(١) البقرة (٢) : ٢١٣ .

٢١

مرتفعة من علاقات المادة إلى علاقات المعاني والاختلافات التي نشأت في النوع الإنساني بعد إشراق عهد النبوّات غدت اختلافات في المعنى، واختلافات في الدين والمعتقد; فإن أسباب الصراع لم تُلغ بالدين الذي جاءت به النبوّات بل استمرّت وتنوّعت، ولكن المرجع لم يعد الغريزة بل غدا القانون مرجعاً في هذا المضمار والقانون الذي يتضمنه الدين يكون قاعدة ثابتة لوحدة الإنسانية وتعاونها وتكاملها(١) .

وأوضح الإمام علي بن أبي طالبعليه‌السلام في الخطبة الأُولى من نهج البلاغة ـ بعد أن استعرض تاريخ خلق العالم وتاريخ خلق آدم عليه‌السلام وإسكانه في الأرض ـ أن إشراق النبوّة وتسلسلها على مدى العصور هو المحور في تاريخ الإنسان وحركته نحو الكمال كما صرّح به القرآن الكريم موضحاً منهجه في التعامل مع التاريخ.

قالعليه‌السلام : (... واصطفى سُبحانه من ولد (آدم) أنبياء، أخذ على الوحي ميثاقهم(٢) ، وعلى تبليغ الرسالة أمانتهم لمّا بدّل أكثر خلقه عهد الله إليهم(٣) ، فجهلوا حقّه، واتّخذوا الأنداد معه(٤) ، واجتالتهم الشياطين عن معرفته(٥) ، واقتطعتهم عن عبادته ..

فبعث فيهم رُسُله ، وواتر إليهم أنبياءه; ليستأدُوهم ميثاق فطرته(٦) ، ويذكّروهم مَنسيَّ نعمته، ويحْتجّوا عليهم بالتّبليغ، ويثيروا لهم دفائن العقول (٧) ، ويُروهم آيات

ــــــــــــ

(١) حركة التاريخ عند الإمام عليعليه‌السلام : ٧١ ـ ٧٣ .

(٢) أخذ عليهم الميثاق أن يبلّغوا ما أوحي إليهم ، أو أخذ عليهم أن لا يشرّعوا للناس إلاّ ما يوحى إليهم.

(٣) عهد الله إلى الناس : هو ما يعبر عنه بميثاق الفطرة.

(٤) الأنداد: المعبودين من دونه سبحانه وتعالى .

(٥) اجتالتهم : صرفتهم عن قصدهم الذي وُجّهوا إليه بالهداية المغروزة في فطرهم .

(٦) كأن الله تعالى بما أودع في الإنسان من الغرائز والقوى، وبما أقام له من الشواهد وأدلة الهدى، قد أخذ عليه ميثاقاً بأن يصرف ما أوتي من ذلك فيما خلق له، وقد كان يعمل على ذلك الميثاق ولا ينقضه لولا ما اعترضه من وساوس الشهوات، فبعث النبيين ليطلبوا من الناس أداء ذلك الميثاق .

(٧) دفائن العقول : أنوار العرفان التي تكشف للإنسان أسرار الكائنات ، وترتفع به إلى الإيقان بصانع الموجودات، وقد يحجب هذه الأنوار غيوم من الأوهام وحجب من الخيال، فيأتي النبيون لإثارة تلك المعارف الكامنة، وإبراز تلك الأسرار الباطنة.

٢٢

المقدرة: من سقف فوقهم مرفوع، ومهاد تحتهم موضوع ، ومعايش تُحْييهم، وآجال تُفنيهم، وأوصاب تُهرمهم(١) ، وأحداث تتابع عليهم.

ولم يُخْل الله سبحانه خلقه من نبيٍّ مرسل ، أو كتاب مُنْزل ، أو حجّة لازمة، أو محجّة قائمة(٢) .

رُسلٌ لا تقصِّرُ بهم قلّة عددهم، ولا كثرة المكذّبين لهم : من سابق سُمّي له من بعده، أو غابر عرّفه من قبله(٣) .

على ذلك نسلت القرون(٤) ، ومضت الدهور ، وسلفت الآباء، وخلفت الأبناء .

إلى أن بعث الله سبحانه مُحمّداً رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، لإنجاز عدته (٥) ، وإتمام نبوّته.

مأخوذاً على النبيّين ميثاقه، مشهورة سماته(٦) ، كريماً ميلاده، وأهل الأرض يومئذ مللٌ متفرّقة وأهواءٌ منتشرة، وطوائف متشتِّتة، بين مشبِّه لله بخلقه، أو مُلحد في اسمه، أو مشير إلى غيره(٧) .

فهداهم به من الضّلالة ، وأنقذهم بمكانه من الجهالة.

ــــــــــــ

(١) السقف المرفوع : السماء. والمهاد الموضوع : الأرض والأوصاب : المتاعب .

(٢) المحجة : الطريق القويمة الواضحة .

(٣) من سابق بيان للرسل ، وكثير من الأنبياء السابقين سميت لهم الأنبياء الذين يأتون بعدهم فبشروا بهم، كما ترى ذلك في التوراة والغابر : الذي يأتي بعد أن يشير به السابق جاء معروفاً بتعريف من قبله .

(٤) مضت متتابعة .

(٥) الضمير في عدته لله تعالى : لأن الله وعد بإرسال محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على لسان أنبيائه السابقين. وكذلك الضمير في نبوته : لأنّ الله تعالى أنبأ به، وأنّه سيبعث وحياً لأنبيائه. فهذا الخبر الغيبي قبل حصوله يسمى نبوة. ولما كان الله هو المخبر به أضيفت النبوة إليه .

(٦) سماته : علاماته التي ذكرت في كتب الأنبياء السابقين الذين بشّروا به .

(٧) الملحد في إسم الله : الذي يميل به عن حقيقة مسمّاه فيعتقد في الله صفات يجب تنزيهه عنها. والمشير إلى غيره، الذي يشرك معه في التصرّف إلهاً آخر فيعبده ويستعين به.

٢٣

ثم اختار سبحانه لمحمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لقاءَهُ، ورضي له ما عنده ، وأكرمه عن دار الدنيا، ورغب به عن مقام البلوى، فقبضه إليه كريماً صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وخلَّف فيكم ما خلّفت الأنبياء في أممها إذْ لم يتْرُكوهم هملاً بغير طريق واضح، ولا علم قائم) (١) .

إنّ بشائر الأنبياء السابقين بنبوّة الأنبياء اللاحقين تنفع الأجيال المعاصرة لهم وكذا الأجيال اللاحقة; إذ تفتح عيونهم وتجعلهم على أهبة الاستقبال للنبيّ المبشَّر بنبّوته، كما أنّها تزيل عنهم الريب وتعطيهم مزيداً من الثقة والاطمئنان.

على أن اليأس من الإصلاح إذا ملأ القلب يجعل الإنسان يفكر بطرق أبواب الشّر والخيانة، فالبشائر بمجي الأنبياء المصلحين تزيل اليأس من النفوس التي تنتظر الإصلاح وتوجّهها إلى حبّ الحياة وقرع أبواب الخير.

وتزيد البشائر إيمان المؤمنين بنبوّة نبيّهم، وتجعل الكافرين في شكٍّ من كفرهم، فيضعف صمودهم أمام دعوة النبي إلى الحقّ ممّا يمهّد لقبولهم الدعوة.

وإذا أدّت البشارة إلى حصول الثقة فقد لا تُطلب المعجزة من النبيّ، كما تكون النبوّة المحفوفة بالبشارة أنفذ إلى القلوب وأقرب إلى الإذعان بها. على أنّها تبعّد الناس عن وطأة المفاجأة أمام واقع غير منتظر، وتخرج دعوة النبيّ عن الغرابة في نفوس الناس(٢) .

على أن الأنبياء جميعاً يشكّلون خطاً واحداً، فالسابق يبشّر باللاحق، واللاحق يؤمن بالسابق. وقد تكفّلت الآية (٨١) من سورة آل عمران بالتصريح بسنّة البشائر هذه. فضلاً عن الشواهد والتطبيقات التي سوف نلاحظها في البحث الآتي.

ــــــــــــ

(١) أي أنّ الأنبياء لم يهملوا أممهم مما يرشدهم بعد موت أنبيائهم، وقد كان من محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مثل ما كان منهم، فإنّه خلّف في أمته كتاب الله تعالى حاوياً لجميع ما يحتاجون إليه في دينهم، كما خلّف أهل بيته المعصومين وجعلهم قرناء للكتاب المجيد كما صرّح بذلك في حديث الثقلين الذي تواتر عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ورواه جمع غفير من المحدثين.

(٢) محمد في القرآن : ٣٦ ـ ٣٧.

٢٤

بشارات الأنبياء برسالة محمد بن عبد الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم

١ ـ لقد نصّ القرآن الكريم على بشارة إبراهيم الخليلعليه‌السلام برسالة خاتم النبيينصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بأسلوب الدعاء قائلاً ـ بعد الكلام عن بيت الله الحرام في مكة المكرّمة ورفع القواعد من البيت والدعاء بقبول عمله وعمل إسماعيلعليه‌السلام وطلب تحقيق اُمة مسلمة من ذريتهما ـ :( رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) (١) .

٢ ـ وصرّح القرآن الكريم بأنّ البشارة بنبوّة محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الأمي كانت موجودة في العهدين القديم (التوراة) والجديد (الإنجيل). والعهدان كانا في عصر نزول القرآن الكريم وظهور محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ولو لم تكن البشارة موجودة فيهما لجاهر بتكذيبها أصحاب العهدين.

قال تعالى:( الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ ... ) (٢) .

٣ ـ وصرّحت الآية السادسة من سورة الصف بأن عيسىعليه‌السلام صدَّقَ التوراة بصراحة وبشّر برسالة نبيّ من بعده اسمه أحمد. وقد خاطب عيسى عليه‌السلام بني إسرائيل جميعاً لا الحواريين فحسب.

أهل الكتاب ينتظرون خاتم النبييّن صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم

لم يكتف الأنبياء السابقون بذكر الأوصاف العامة للنبيّ المبشَّر به، بل

ــــــــــــ

(١) البقرة (٢) : ١٢٩.

(٢) الأعراف (٧) : ١٥٧.

٢٥

ذكروا أيضاً العلائم التي يستطيع المبَشَّرون من خلالها معرفته بشكل دقيق، مثل : محل ولادته، ومحل هجرته وخصائص زمن بعثته، وعلائم جسمية خاصة وخصائص يتفردّ بها في سلوكه وشريعته.. ولهذا قال القرآن عن بني إسرائيل بأنهم كانوا يعرفون رسول الإسلام المبشَّر به في العهدين كما يعرفون أبناءَهم(١) .

بل رتبوا على ذلك آثاراً عملية فاكتشفوا محل هجرته ودولته فاستقروا فيها(٢) وأخذوا يستفتحون برسالته على الذين كفروا ويستنصرون برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على الأوس والخزرج(٣) وتسرّبت هذه الأخبار إلى غيرهم عن طريق رهبانهم وعلمائهم فانتشرت في المدينة وتسرّبت إلى مكة(٤) .

وذهب وفد من قريش بعد إعلان الرسالة إلى اليهود في المدينة للتَثبّت من صحة دعوى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم النبوّة وحصلوا على معلومات اختبروا بها النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (٥) واتضح لهم من خلالها صدق دعواه.

وقد آمن جمع من أهل الكتاب وغيرهم بالنبيّ محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على أساس هذه العلائم التي عرفوها من دون أن يطلبوا منه معجزة خاصة(٦) ، وهذه البشائر تحتفظ بها لحد الآن بعض نسخ التوراة والإنجيل(٧) .

وهكذا تسلسلت البشائر بنبوة خاتم النبيين محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من قبل ولادته،

ــــــــــــ

(١) الانعام (٦) : ٢٠.

(٢) سيرة رسول الله : ١ / ٣٨ ـ ٣٩.

(٣) البقرة (٢): ٨٩ .

(٤) أشعة البيت النبوي : ١ / ٧٠ ، عن الأغاني: ١٦ / ٧٥ ، تاريخ اليعقوبي: ٢ / ١٢ ، حياة نبي الإسلام : ٢٣ ، عن سيرة ابن هشام: ١ / ١٨١ ، وأعلام الورى : ٢٦.

(٥) راجع ما جاء في شأن نزول سورة الكهف.

(٦) المائدة (٥): ٨٣ .

(٧) سيرة رسول الله وأهل بيته : ١ / ٣٩ ، إنجيل يوحنّا وأشعة البيت النبوي : ١ / ٧٠ ، عن التوراة وراجع: بشارات عهدين، والبشارات والمقارنات.

٢٦

وخلال فترة حياته قبل بعثته، وقد عرف واشتهر منها إخبار بحيرا الراهب وغيره إبّان البعثة المباركة(١) .

وقد شهد علي أمير المؤمنينعليه‌السلام بهذه الحقيقة التأريخية حين قال في إحدى خطبه:(... إلى أن بعث الله سبحانه محمداً رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لإنجاز عِدَتِه وإتمام نبوّتِه، مأخوذاً على النبيين ميثاقه مشهورةً سِماتُه..) (٢) .

وقد جاء في طبقات ابن سعد عن سهل مولى عتيبة انه كان نصرانياً من أهل حريس، وانه كان يتيماً في حجر أمه وعمّه وأنه كان يقرأ الإنجيل، قال: (...فأخذت مصحفاً لعمي فقرأته حتّى مرّت بي ورقة فأنكرت كتابتها حين مرّت بي ومسستها بيدي، قال: فنظرت; فإذا فصول الورقة ملصق بغراء ، قال: ففتقتها فوجدت فيها نعت محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : انه لا قصير ولا طويل، أبيض ذو ضفيرتين، بين كتفيه خاتم يكثر الاحتباء ولا يقبل الصدقة ويركب الحمار والبعير ويحتلب الشاة ويلبس قميصاً مرقوعاً، ومن فعل ذلك فقد برئ من الكبر وهو يفعل ذلك، وهو من ذرّية إسماعيل، اسمه أحمد. قال سهل: فلما انتهيت إلى هذا من ذكر محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم جاء عمّي فلّما رأى الورقة ضربني وقال: مالك وفتح هذه الورقة وقراءتها؟! فقلت: فيها نعت النبيّ أحمد، فقال: إنّه لم يأتِ بَعدُ (٣) .

ــــــــــــ

(١) راجع كتب السيرة النبويّة والتفسير حيث تضمّنت جملة من هذه البشائر.

(٢) لاحظ الخطبة الأولى من نهج البلاغة.

(٣) الطبقات الكبرى: ١ / ٣٦٣.

٢٧

الفصل الثالث: مظاهر من شخصية خاتم النبيينصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم

١ ـ الأمي العالم :

لقد تميّز خاتم النبيين بأنه لم يتعلّم القراءة والكتابة عند معلّم بشري(١) ولم ينشأ في بيئة علم وإنما نشأ في مجتمع جاهلي، ولم يكذب أحد هذه الحقيقة التي نادى بها القرآن(٢) .

ترعرع ونما في قوم هم من أشد الأقوام جهلاً وأبعدهم عن العلوم والمعارف، ولقد سمّى هو ذلك العصر بالعصر الجاهلي ولا يمكن أن تصدر هذه التسمية إلاّ من عالم خبير بالعلم والجهل والعقل والحمق.

أضف إلى ذلك أنه قد جاء بكتاب يدعو إلى العلم والثقافة والفكر والتعقّل واحتوى على صنوف المعارف والعلوم، وبدأ بتعليم الناس الكتاب والحكمة(٣) وفق منهج بديع حتى أنشأ حضارة فريدة اخترقت الغرب والشرق بعلومها ومعارفها ولا زالت تتلألأ بهاءً ونوراً.

فهو أمي ولكنه يكافح الجهل والجاهلية وعبّاد الأصنام، وبعث بدين قيّم

ــــــــــــ

(١) النحل (١٦) : ١٠٣.

(٢) العنكبوت (٢٩): ٤٨.

(٣) الجمعة (٦٢) : ٢.

٢٨

إلى البشرية وبشريعة عالمية تتحدّى البشرية على مدى التأريخ. فهو معجزة بنفسه في علمه ومعارفه وجوامع كلمه ورجاحة عقله وثقافته ومناهج تربيته.

ومن هنا قال تعالى:( فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ) (١) وقال له:( وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً ) (٢) .

أجل ، لقد أوحى الله إليه ما أوحى وعلّمه الكتاب والحكمة وجعله نوراً وسراجاً منيراً وبرهاناً وشاهداً ورسولاً مبيناً وناصحاً أميناً ومذكّراً ومبشّراً ونذيراً(٣) .

ولقد شرح الله له صدره وأعدّه لقبول الوحي والقيام بمهمة الإرشاد في مجتمع تسيطر عليه العصبية والأنانية الجاهلية فكان أسمى قائد عرفته البشرية في مجال الدعوة والتربية والتعليم.

إنها نقلة كبيرة أن يصبح المجتمع الجاهلي في بضع سنين حارساً أميناً ومدافعاً قوياً لكتاب الهداية ومشعل العلم ويقف أمام محاولات التشويه والتحريف، إنها معجزة هذا الكتاب الخالد وذلك الرسول الأمي الرائد والذي كان أبعد الناس ـ في ذلك المجتمع الجاهلي ـ عن الخرافات والأساطير. إنه نور البصيرة الربّانية التي أحاطت به بكل جوانب وجوده.

٢ ـ أوّل المسلمين العابدين :

إن الخضوع المطلق لله خالق الكون ومبدع الوجود، والتسليم التام لعظيم

ــــــــــــ

(١) الأعراف (٧) : ١٥٨.

(٢) النساء (٤) : ١١٣.

(٣) المائدة (٥) : ١٥ ، الأحزاب (٣٣) : ٤٦ ، النساء (٤): ١٧٤ ، الفتح (٤٨): ٨ ، الزخرف (٤٣): ٢٩ ، الأعراف (٧) : ٦٨ ، الغاشية (٨٨) : ٢١ ، الإسراء (١٧) : ١٠٥ ، المائدة (٥) : ١٩ .

٢٩

قدرته ونفاذ حكمته، والعبودية الاختيارية الكاملة تجاه الإله الأحد الفرد الصمد هي القمة الاولى التي لابد لكل إنسان أن يجتازها كي يتهيّأ للاجتباء والاصطفاء الإلهي. وقد شهد القرآن الكريم بذلك لهذا النبيّ العظيم حين قال عنه :( قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ) (١) .

إنّه وسام الكمال الذي حازه هذا العبد المسلم وفاق في عبوديته من سواه على الإطلاق وتجلّت هذه العبودية المثلى في قوله وسلوكه حتى قالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :(قرّة عيني في الصلاة) (٢) فهو ينتظر وقت الصلاة ويشتد شوقه للوقوف بين يدي الله ويقول لمؤذّنه بلال:أرحنا يا بلال (٣) وقد كان يحدّث أهله ويحدّثونه فإذا دخل وقت الصلاة فكأنه لم يعرفهم ولم يعرفوه(٤) . وكان إذا صلّى يسمع لصدره أزيز كأزيز المرجل(٥) ويبكي حتى يبل مصلاّه خشية من الله عزّ وجلّ(٦) ، وكان يصلّي حتى تنتفخ قدماه، فيقال له: أتفعل هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخّر؟! فيقول:أفلا أكون عبداً شكوراً (٧) ؟

وكان يصوم شعبان ورمضان وثلاثة أيام من كل شهر(٨) ، وكان اذا دخل شهر رمضان يتغيّر لونه وتكثر صلاته ويبتهل في الدعاء (٩) واذا دخل العشر

ــــــــــــ

(١) الأنعام (٦): ١٦١ ـ ١٦٣.

(٢) أمالي الطوسي: ٢ / ١٤١.

(٣) بحار الأنوار: ٨٣ / ١٦.

(٤) أخلاق النبي وآدابه: ٢٥١.

(٥) المصدر السابق : ٢٠١.

(٦) سنن النبي: ٣٢.

(٧) أخلاق النبي : ١٩٩ ، وصحيح البخاري : ١ / ٣٨١ / الحديث ١٠٧٨.

(٨) وسائل الشيعة: ٤ / ٣٠٩.

(٩) سنن النبي: ٣٠٠.

٣٠

الأواخر منه شدّ المئزر واجتنب النساء وأحيى الليل وتفرّغ للعبادة(١) . وكان يقول عن الدعاء :(الدعاء مخّ العبادة) (٢) و(سلاح المؤمن وعمود الدين ونور السماوات والأرض) (٣) وقد كان دائم الاتصال بالله، دائم الانشداد إليه بالضراعة والدعاء في كل عمل كبير أو صغير، حتى كان يستغفر الله كل يوم سبعين مرّة ويتوب إليه سبعين مرة من غير ذنب(٤) ، ولم يستيقظ من نوم قطّ إلاّ خرّ لله ساجداً(٥) وكان يحمد الله في كل يوم ثلاثمائة وستين مرّة ويقول:(الحمد لله ربّ العالمين كثيراً على كل حال) (٦) ولقد كان دؤوباً على قراءة القرآن وشغوفاً به.

ونزل عليه جبرئيل مخففاً لمّا أجهد نفسه بالعبادة بقوله تعالى:( طه* ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى ) (٧)

٣ ـ الثقة المطلقة بالله تعالى:

قال الله تعالى لرسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :( أليس الله بكاف عبده ) (٨) .

وقال له أيضاً :( وتوكّل على العزيز الرحيم الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين ) (٩) .

وقد كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كما قال الله تعالى على ثقة مطلقة به سبحانه.

ــــــــــــ

(١) الكافي: ٤ / ١٥٥.

(٢) المحجة البيضاء: ٢ / ٢٨٢.

(٣) المصدر السابق : ٢ / ٢٨٤.

(٤) بحار الأنوار: ١٦ / ٢١٧.

(٥) المصدر السابق : ١٦ / ٢٥٣.

(٦) الكافي : ٢ / ٥٠٣ .

(٧) طه (٢٠) : ١ ـ ٢ .

(٨) الزمر (٣٩): ٣٦.

(٩) الشعراء (٢٦): ٢١٧ ـ ٢١٩.

٣١

جاء عن جابر أنه قال : كنا مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بذات الرقاع فإذا أتينا على شجرة ظليلة تركناها لرسول الله، فجاء رجل من المشركين وسيف رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم معلق بالشجرة فاخترطه وقال: تخافني؟ قال:لا . قال: فمن يمنعك منّي؟ قال:الله . فسقط السيف من يده فأخذ رسول الله السيف فقال: من يمنعك منّي؟ فقال:كن خير آخذ . فقال:تشهد أن لا اله الاّ الله وأني رسول الله؟ قال: لا، ولكني أعاهدك أن لا اُقاتلك ولا أكون مع قوم يقاتلونك، فخلّى سبيله فأتى أصحابه فقال: جئتكم من عند خير الناس(١) .

٤ ـ الشجاعة الفائقة :

قال الله تعالى:( الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ ) (٢) وجاء عن علي بن أبي طالبعليه‌السلام ـ الذي طأطأ له فرسان العرب ـ أنّه:كنّا إذا احمرّ البأس ولقي القومُ القومَ اتّقينا برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فما يكون أحد أدنى من القوم منه (٣) .

ووصف المقداد ثبات رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يوم أحد بعد أن تفرّق الناس وتركوا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وحده فقال: والذي بعثه بالحق إن رأيت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم زال شبراً واحداً. إنه لفي وجه العدوّ تثوب إليه طائفة من أصحابه مرّة

وتتفرّق عنه مرّة، فربّما رأيته قائماً يرمي عن قوسه أويرمي بالحجر حتى تحاجروا(٤) .

ــــــــــــ

(١) رياض الصالحين (للنووي) : ٥ / الحديث ٧٨ ، وصحيح مسلم: ٤ / ٤٦٥.

(٢) الأحزاب (٣٣): ٣٩.

(٣) فضائل الخمسة من الصحاح الستة : ١ / ١٣٨.

(٤) مغازي الواقدي: ١ / ٢٣٩ ـ ٢٤٠.

٣٢

٥ ـ زهد منقطع النظير :

قال تعالى:( وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى ) (١) .

وعن أبي أمامة عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أنه قال:عرض عليّ ربّي ليجعل لي بطحاء مكة ذهباً، قلت: لا يا ربّ ولكن أشبع يوماً وأجوع يوماً.. فإذا جعت تضرّعت إليك وذكرتك، وإذا شبعتُ شكرتُك وحمدتُك (٢) .

ونام على حصير فقام وقد أثّر في جنبه، فقيل له: يا رسول الله لو اتخذنا لك وطاءاً فقال:ما لي وما للدنيا؟! ما أنا في الدنيا الاّ كراكب استظلّ تحت شجرة ثم راح وتركها (٣) .

وقال ابن عباس: كان رسول الله يبيت الليالي المتتابعة طاوياً وأهله لا يجدون عشاءاً وكان اكثر خبزهم خبز الشعير(٤) .

وقالت عائشة: ما أكل آل محمد أكلتين في يوم واحد إلاّ إحداهما تمر(٥) .

وقالت : تُوفي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ودرعه مرهونة عند يهوديّ بثلاثين صاعاً من شعير(٦) .

وعن أنس بن مالك أن فاطمة جاءت بكسرة خبز إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال: ما هذه الكسرة يا فاطمة؟ قالت: قرص خبز، فلم تطب نفسي حتى أتيتك بهذه الكسرة . فقال:

ــــــــــــ

(١) طه (٢٠): ١٣١.

(٢) سنن الترمذي : ٤ / ٥١٨ / الحديث ٢٣٧٧.

(٣) المصدر السابق .

(٤) سنن الترمذي : ٤ / ٥٠١ / الحديث ٢٣٦٠.

(٥) صحيح البخاري: ٥ / ٢٣٧١ / الحديث ٦٠٩٠.

(٦) صحيح البخاري : ٣ / ١٠٦٨ / الحديث ٢٧٥٩.

٣٣

أما إنّه أوّل طعام دخل فم أبيك منذ ثلاثة أيّام (١) .

وعن قتادة قال: كنّا عند أنس وعنده خبّاز له فقال: ما أكل النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم خبزاً مرقّقاً ولا شاة مسموطة حتى لقي الله (٢) .

٦ ـ جود وحلم عظيمان :

قال ابن عبّاس: كان النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أجود الناس بالخير، وكان أجود ما يكون في شهر رمضان.. إن جبريل كان يلقاه في كل سنة من رمضان.. فإذا لقيه جبريل كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة(٣) .

وقال جابر: ما سُئل النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم شيئاً قطّ فقال لا(٤) .

وروي أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أتى صاحب بزٍّ فاشترى منه قميصاً بأربعة دراهم فخرج وهو عليه، فإذا رجل من الأنصار. فقال: يا رسول الله أكسني قميصاً كساك الله من ثياب الجنة فنزع القميص فكساه إيّاه، ثم رجع إلى صاحب الحانوت فاشترى منه قميصاً بأربعة دراهم وبقي معه درهمان فاذا هو بجارية في الطريق تبكي فقال: ما يبكيك؟ قالت: يا رسول الله، دفع إليّ أهلي درهمان اشتري بهما دقيقاً فهلكا، فدفع النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إليها الدرهمين فقالت: أخاف أن يضربوني فمشى معها إلى أهلها فسلّم فعرفوا صوته، ثمّ عاد فسلّم، ثمّ عاد فثلّث، فردّوا، فقال: أسمعتم أوّل السلام؟ فقالوا: نعم ولكن أحببنا أن تزيدنا من السلام. فما أشخصك بأبينا وأمِّنا؟ قال: أشفقت هذه الجارية أن تضربوها ، قال صاحبها: هي حرّة لوجه الله لممشاك معها. فبشّرهم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالخير وبالجنّة; وقال: لقد بارك الله في

ــــــــــــ

(١) الطبقات (لابن سعد) : ١ / ٤٠٠.

(٢) مسند أحمد : ٣ / ٥٨٢ / الحديث ١١٨٨٧.

(٣) صحيح مسلم : ٤ / ٤٨١ / الحديث ٣٣٠٨ ، ومسند أحمد: ١ ٠/ ٥٩٨ / الحديث ٣٤١٥.

(٤) سنن الدارمي: ١ / ٣٤.

٣٤

العشرة كسا الله نبيّه قميصاً ورجلاً من الأنصار قميصاً وأعتق منها رقبة، وأحمد الله هو الذي رزقنا هذا بقدرته (١) .

وكان إذا دخل شهر رمضان أطلق كل أسير وأعطى كل سائل(٢) .

وعن عائشة: أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ما انتقم لنفسه شيئاً يؤتى إليه إلاّ أن تنتهك حرمات الله. ولا ضرب بيده شيئاً قط إلا أن يضرب بها في سبيل الله ولا سُئل شيئاً قط فمنعه إلاّ أن يُسألَ مأثماً فإنه كان أبعد الناس منه(٣) .

وعن عبيد بن عمير: أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ما أتي في غير حدٍّ إلاّ عفا عنه(٤) .

وقال أنس: خدمت رسول الله عشر سنين. فما قال لي اُفٍّ قطّ، وما قال لشي صنعتهُ: لِم صنَعْتَه؟ ولا لشيء تركتُه: لِمَ تركتَه؟(٥) .

وجاءه أعرابي فجذب رداءه بشدّة حتى أثرت حاشية الرداء على عاتق النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ثم قال له: يا محمد، مر لي من مال الله الذي عندك. فالتفت إليه فضحك ثم أمر له بعطاء .

لقد عُرفصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالعفو والسماحة طيلة حياته... فقد عفا عن وحشي قاتل عمه حمزة... كما عفا عن المرأة اليهودية التي قدمت له شاة مسمومة وعفا عن أبي سفيان وجعل الدخول إلى داره أماناً من القتل. وعفا عن قريش التي عتت عن أمر ربّها وحاربته بكل ما لديها.. وهو في ذروة القدرة والعزّة قائلاً لهم: (اللهم اهدِ قومي فإنّهم لا يعلمون اذهبوا فأنتم الطلقاء) (٦) .

ــــــــــــ

(١) المعجم الكبير (الطبراني) : ١٢ / ٣٣٧ / الحديث ١٣٦٠٧.

(٢) حياة النبي وسيرته : ٣ / ٣١١ .

(٣) حياة النبي وسيرته : ٣ / ٣٠٦.

(٤) المصدر : ٣ / ٣٠٧.

(٥) صحيح البخاري : ٥ / ٢٢٦٠ / الحديث ٥٧٣٨.

(٦) محمد في القرآن: ٦٠ ـ ٦٥.

٣٥

لقد أفصح القرآن عن عظمة حلم الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بقوله تعالى:( وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ ) (١) ، ووصف مدى رأفته ورحمته بقوله تعالى:( لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ) (٢) .

٧ ـ حياؤه وتواضعه :

عن أبي سعيد الخدريّ: كان النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أشدّ حياء من العذراء في خدرها وإذا كره شيئاً عُرف في وجهه(٣) .

وعن عليعليه‌السلام : كان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إذا سُئل شيئاً فأراد أن يفعله قال:نعم وإذا أراد أن لا يفعل سكت، وكان لا يقول لشيء لا(٤) .

وعن يحيى بن أبي كثير أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال:آكُل كما يأكل العبد وأجلس كما يجلس العبد. فإنّما أنا عبد (٥) كما اشتهر عنه أنه كان يسلّم على الصبيان(٦) .

وكلّم النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم رجلاً فأرعد. فقال:هَوِّن عليك فإني لستُ بملِك إنّما أنا ابن امرأة تأكل القديد (٧) .

وعن أبي أمامة: خرج علينا رسول الله متوكّئاً على عصا، فقمنا إليه فقال:(لا تقوموا كما تقوم الأعاجم يعظم بعضهم بعضاً) (٨) .

ــــــــــــ

(١) آل عمران (٣): ١٥٩.

(٢) التوبة (٩): ١٢٨.

(٣) صحيح البخاري : ٣ / ١٣٠٦ / ألحديث ٣٣٦٩.

(٤) مجمع الزوائد: ٩ / ١٣.

(٥) الطبقات ( لابن سعد ) : ١ / ٣٧ / ومجمع الزوائد: ٩ / ١٩.

(٦) حياة النبي وسيرته : ٣ / ٣١٣ / عن ابن سعد.

(٧) سنن ابن ماجة : ٢ / ١١٠١ / الحديث ٣٣١٢.

(٨) سنن أبي داود : ٤ / ٣٥٨ / الحديث ٥٢٣٠.

٣٦

وكان يداعب أصحابه ولا يقول إلاّ حقّاً(١) ولقد شارك أصحابه في بناء المسجد(٢) وحفر الخندق(٣) وكان يكثر من مشاورة أصحابه بالرغم من أنّه كان أرجح الناس عقلاً(٤) .

وكان يقول :(اللهم أحيني مسكيناً وتوفّني مسكيناً واحشرني في زمرة المساكين وإنّ أشقى الأشقياء من اجتمع عليه فقر الدنيا وعذاب الآخرة) (٥) .

هذه صورة موجزة جداً عن بعض ملامح شخصيتهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وبعض جوانب سلوكه الفردي والاجتماعي. وهناك صور رائعة وكثيرة عن سلوكه وسيرته الإدارية والسياسية والعسكرية والاقتصادية والأسرية التي تستحق الدراسة المعمّقة للتأسي بها والاستلهام منها، نتركها إلى الفصول اللاحقة.

ــــــــــــ

(١) سنن الترمذي : ٤ / ٣٠٤ / الحديث ١٩٩٠.

(٢) مسند أحمد : ٣ / ٨٠ .

(٣) الطبقات (لابن سعد): ١ / ٢٤٠.

(٤) الدر المنثور : ٢ / ٣٥٩ ، والمواهب اللدنيّة: ٢ / ٣٣١.

(٥) سنن الترمذي : ٤ / ٤٩٩ / الحديث ٢٣٥٢.

٣٧

الباب الثاني: فيه فصول:

الفصل الأول: دور الولادة والنشأة.

الفصل الثاني دور الفتوّة والشباب.

الفصل الثالث من الزواج إلى البعثة.

الفصل الأول: دور الولادة والنشأة

١ ـ ملامح انهيار المجتمع الوثني:

استحكم الفساد والظلم في مجتمع الجزيرة في الفترة التي سبقت البعثة النبوية فلم تعد كتلة المجتمع واحدة ولم تكن الخصائص الاجتماعية والثقافية التي أوجدتها طبيعة الحياة في الصحراء كافية لإيقاف حالة الانهيار التي بدت ملامحها على المجتمع في الجزيرة العربية. وما الأحلاف التي نشأت إلا تعبير عن ظاهرة اجتماعية لمقاومة ذلك التحلل ولكنها في تعددها دليل على انعدام القوة المركزية في المجتمع.

٣٨

ولا نلاحظ حركة إصلاحية تغييرية يذكرها لنا التأريخ تكون قد سعت للنهوض بالمجتمع والارتقاء به نحو الحياة الفضلى سوى حركة بعض الأفراد التي تعبر عن حالة الرفض لهذا التفسخ والظلم الاجتماعي متمثلة في حالة التحنّث التي أبداها عدد قليل من أبناء الجزيرة العربية ولم ترتق إلى مستوى النظرية أو الحركةالتغييرية الفاعلة في المجتمع... (١) وتفكك المجتمع القرشي قد نلاحظه أيضاً في ظاهرة اختلافهم حول بناء الكعبة في الوقت الذي كانت قريش من أعز القبائل العربية وأشدها تماسكاً. ويمكن لنا أن نستدل على تمادي المجتمع في الفساد من خلال الإنذارات المتكررة من اليهود القاطنين في الجزيرة العربية واستفتاحهم على أهالي الجزيرة بظهور المصلح المنقذ للبشرية برسالته السماوية وكانوا يقولون لهم: ليخرجن نبي فليكسرن أصنامكم (٢) .

٢ ـ إيمان آباء النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :

ولد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وترعرع في عائلة تدين بالتوحيد وتتمتع بسمو الأخلاق وعلو المنزلة. فإيمان جدّه عبد المطلب نلمسه من كلامه ودعائه عند هجوم أبرهة الحبشي لهدم الكعبة إذ لم يلتجئ إلى الأصنام بل توكل على الله لحماية الكعبة(٣) بل يمكن أن نقول إن عبد المطلب كان عارفاً بشأن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ومستقبله المرتبط بالسماء من خلال الأخبار التي أكدت ذلك وتجلّت اهتماماته به في الاستسقاء بالنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهو رضيع، وما ذلك إلاّ لما كان يعلمه من مكانته عند الله المنعم الرازق(٤) ، والشاهد الآخر هو تحذيره لأُم أيمن من الغفلة عنه عندما كان صغيراً(٥) .

وكذلك حال عمه أبي طالب الذي استمر في رعاية النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ودعمه لأجل تبليغ الرسالة والصدع بها حتى آخر لحظات عمره المبارك متحملاً في ذلك

ــــــــــــ

(١) راجع السيرة النبوية: ١/٢٢٥.

(٢) بحار الأنوار: ١٥/٢٣١، وراجع السيرة النبوية: ١/٢١١، البقرة: ٢/٨٩.

(٣) السيرة النبوية: ١ / ٤٣ ـ ٦٢ ، الكامل في التأريخ: ١ / ٢٦٠ ، بحار الأنوار: ٥ / ١٣٠.

(٤) السيرة الحلبية : ١ / ١٨٢ ، الملل والنحل للشهرستاني: ٢ / ٢٤٨.

(٥) سيرة زيني دحلان بهامش السيرة الحلبية: ١ / ٦٤، وراجع تاريخ اليعقوبي: ٢ / ١٠.

٣٩

أذى قريش وقطيعتهم وحصارهم له في الشعب. ونلمس هذا في ما روي عن أبي طالبعليه‌السلام في عدة مواقف ترتبط بحرصه على سلامة حياة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (١) .

وأما والدا النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فالروايات دالّة على نبذهما للشرك والأوثان ويكفي دليلاً قول الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : (لم أزل أُنقل من أصلاب الطاهرين إلى أرحام الطاهرات) وفيه إيعاز إلى طهارة آبائه وأمهاته من كل دنس وشرك (٢) .

٣ ـ مولد الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :

ما إن استنفذت الديانة النصرانية أغراضها في المجتمع البشري ولم تعد لها فاعلية تذكر حتى حلّت في الدنيا كلّ مظاهر التيه والزّيغ، وأمسى الناس كافة ضُلاّل فتن وحيرة، استخفّتهم الجاهلية الجهلاء، ولم تكن أوضاع الروم بأقل سوءاً من أوضاع منافسيهم في فارس، وما كانت جزيرة العرب أفضل وضعاً من الاثنين. والكل على شفا حفرة من النّار.

وقد وصف القرآن بصورة بليغة جانباً مأساوياً من حياة البشر آنذاك، كما وصف سيد أهل بيت النبوة علي بن أبي طالبعليه‌السلام ذلك الوضع المأساوي وصفاً دقيقاً عن حس ومعايشة في عدّة خطب، منها قوله في وصف حال المجتمع الذي بُعث فيه النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :

(أرسله على حين فترة من الرسل وطول هجعة من الأُمم واعتزام من الفتن، وانتشار من الأُمور وتلظّ من الحروب والدنيا كاسفة النور، ظاهرة الغرور، على حين اصفرار من ورقها، وإياس من ثمرها، واغورار من مائها ، قد درست منار الهدى ، وظهرت أعلام الردى، فهي متجهمة لأهلها ، عابسة في وجه طالبها، ثمرها الفتنة، وطعامها الجيفة، وشعارها

ــــــــــــ

(١) السيرة النبوية : ١ / ٩٧٩ ، تاريخ ابن عساكر: ١ / ٦٩ ، مجمع البيان: ٧ / ٣٧ ، مستدرك الحاكم: ٢ / ٦٢٣ ، الطبقات الكبرى: ١ / ١٦٨، السيرة الحلبية: ١ / ١٨٩ ، اصول الكافي: ١ / ٤٤٨ ، الغدير: ٧ / ٣٤٥.

(٢) سيرة زيني دحلان بهامش السيرة الحلبية: ١ / ٥٨ ، وراجع أوائل المقالات للشيخ المفيد: ١٢ و١٣.

٤٠

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

ورواه الصدوق باسناده عن صفوان، إلّا أنّه ترك قوله: قد رأيتك(١) .

٦٨ - باب حكم طوال المرأة متنقبة

[ ١٨١٠٨ ] ١ - محمّد بن الحسن باسناده عن يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن معاوية، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: لا تطوف المرأة بالبيت وهي متنقبة.

أقول: هذا إمّا محمول على الكراهة أو مخصوص بالـمُحرمة.

٦٩ - باب جواز الشرب في اثناء الطواف

[ ١٨١٠٩ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن ابن فضّال، عن يونس بن يعقوب قال: قلت لابي عبدالله( عليه‌السلام ) : هل نشرب ونحن في الطواف؟ فقال: نعم.

ورواه الشيخ باسناده عن محمّد بن يعقوب(٢) .

٧٠ - باب حكم من نذر ان يطوف على أربع

[ ١٨١١٠ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن

___________________

(١) الفقيه ٢: ٢٢٥ / ١٢٣٥.

الباب ٦٨

فيه حديث واحد

١ - التهذيب ٥: ٤٧٦ / ١٦٧٧، واورده في الحديث ٥ من الباب ٤٨ من ابواب تروك الإِحرام.

الباب ٦٩

فيه حديث واحد

١ - الكافي ٤: ٤٢٩ / ١٥.

(٢) التهذيب ٥: ١٣٥ / ٤٤٤.

الباب ٧٠

فيه حديثان

١ - الكافي ٤: ٤٣٠ / ١٨.

٤٢١

النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: قال أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) : في امرأة نذرت أن تطوف على أربع، قال: تطوف أُسبوعاً ليديها، وأُسبوعاً لرجليها.

ورواه الصدوق باسناده عن السكوني مثله(١) .

محمّد بن الحسن باسناده عن محمّد بن يعقوب مثله(٢) .

[ ١٨١١١ ] ٢ - وباسناده عن محمّد بن أحمد بن يحيى، عن العباس بن معروف، عن موسى بن عيسى اليعقوبي، عن محمّد بن ميسر، عن أبي الجهم، عن أبي عبداًلله، عن أبيه، عن آبائه عن عليّ( عليهم‌السلام ) أنّه قال في امرأة نذرت ان تطوف على أربع قال: تطوف أُسبوعاً ليديها، وأُسبوعاً لرجليها.

ورواه الكليني عن محمّد بن يحيى وغيره، عن محمّد بن أحمد(٣) .

٧١ - باب وجوب كون ركعتي الطواف الواجب خلف المقام حيث هو الآن، واستحباب قراءة التوحيد والجحد فيهما وذكر الله بعدهما

[ ١٨١١٢ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن إبراهيم بن أبي محمود قال، قلت: للرضا( عليه‌السلام ) :

___________________

(١) الفقيه ٢: ٣٠٨ / ١٥٣١.

(٢) التهذيب ٥: ١٣٥ / ٤٤٦.

٢ - التهذيب ٥: ١٣٥ / ٤٤٦.

(٣) الكافي ٤: ٤٢٩ / ١١.

الباب ٧١

فيه ٥ احاديث

١ - الكافي ٤: ٤٢٣ / ٤، والتهذيب ٥: ١٣٧ / ٤٥٣.

٤٢٢

أُصلّي ركعتي طواف الفريضة خلف المقام حيث هو الساعة، أو حيث كان على عهد رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) ؟ قال: حيث هو الساعة.

اقول: روي في عدّة أحاديث أنّ المقام كان لاصقاً بالبيت فحوّله عمرّ إلى حيث هو الآن.

[ ١٨١١٣ ] ٢ - وعن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن جميل بن درّاج، عن بعض أصحابنا قال: قال أحدهما( عليهما‌السلام ) : يصلّي الرجل ركعتي الطواف طواف الفريضة والنافلة بـ( قل هو الله أحد ) و( قل يا أيّها الكافرون ) .

[ ١٨١١٤ ] ٣ - وعنه، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، وعن محمّد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن صفوان بن يحيى، وعن ابن أبي عمير، عن معاوية بن عمّار قال: قال أبو عبدالله( عليه‌السلام ) : إذا فرغت من طوافك فائت مقام إبراهيم( عليه‌السلام ) فصل ركعتين، واجعله إماماً، واقرأ في الاولى منهما سورة التوحيد( قل هو الله أحد ) ، وفي الثانية( قل يا أيّها الكافرون ) ، ثمّ تشهد واحمد الله واثن عليه، وصلّ على النبي( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) واسأله ان يتقبّل منك... الحديث.

محمّد بن الحسن باسناده عن محمّد بن يعقوب مثله(١) ، وكذا كلّ ما قبله.

___________________

٢ - الكافي ٤: ٤٢٤ / ٦، والتهذيب ٥: ٢٨٥ / ٩٦٨.

٣ - الكافي ٤: ٤٢٣ / ١، واورد صدره وذيله في الحديثين ١ و ٢ من الباب ٣، وذيله في الحديث ٣ من الباب ٧٦، وصدره عن التهذيب في الحديث ١ من الباب ٢٠ وفي الحديث ٩ من الباب ٢٦ من هذه الأبواب.

(١) التهذيب ٥: ١٣٦ / ٤٥٠.

٤٢٣

وباسناده عن موسى بن القاسم، عن إبراهيم بن أبي سماك(١) ، عن معاوية بن عمّار مثله(٢) .

[ ١٨١١٥ ] ٤ - وعنه، عن سليمان بن سفيان، عن معاذ بن مسلم قال: قال لي أبو عبدالله( عليه‌السلام ) : إقرأ في الركعتين للطواف بـ( قل هو الله أحد ) و( قل يا أيّها الكافرون ) .

[ ١٨١١٦ ] ٥ - وعنه، عن جميل، عن بعض أصحابنا، عن ابي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: يصلّي ركعتي طواف الفريضة خلف المقام بـ( قل هو الله أحد ) و( قل يا أيّها الكافرون ) .

وعنه، عن صفوان بن يحيى، عمّن حدّثه، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) مثله(٣) .

أقول: ويأتي ما يدلّ على ذلك(٤) ، وتقدّم ما يدلّ على حكم القراءة أيضاً في الصلاة(٥) .

___________________

(١) في التهذيب: ابراهيم بن ابي سمال.

(٢) التهذيب ٥: ١٠٤ / ٣٣٩.

٤ - التهذيب ٥: ١٣٦ / ٤٤٩.

٥ - التهذيب ٥: ٢٨٥ / ٩٦٨، واورد صدره في الحديثين ٩ و ١٠ من الباب ١، وذيله في الحديث ١ من الباب ٧٢ من هذه الأبواب.

(٣) التهذيب ٥: ٢٨٥ / ٩٦٩.

(٤) يأتي في الباب ٧٢ وفي الحديث ١ من الباب ٧٣ وفي البابين ٧٤ و ٧٥ وفي الحديث ٢ من الباب ٧٧ وفي الحديث ٧ من الباب ٨٢ وفي الحديث ٢ من الباب ٨٨ من هذه الأبواب، وفي الحديث ٣ من الباب ٢ من ابواب السعي.

(٥) تقدم في البابين ١٥ و ٢٤ من ابواب القراءة في الصلاة.

وتقدّم ما يدلّ عليه في الباب ٢ وفي الحديث ٤ من الباب ٣ وفي الحديثين ٣ و ٤ من الباب ٥ وفي الحديث ٢ من الباب ٨ من ابواب اقسام الحج، وفي الحديثين ٣ و ٤ من الباب ٢٢ من ابواب الإِحرام، وفي الحديث ٣ من الباب ٤٥ من ابواب تروك الإِحرام.

٤٢٤

٧٢ - باب أنّ من صلّى ركعتي طواف الفريضة في غير المقام لزمه ان يعيد خلفه الركعتين

[ ١٨١١٧ ] ١ - محمّد بن الحسن بإسناده عن موسى بن القاسم، عن صفوان بن يحيى، عمّن حدّثه، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) - في حديث - قال: ليس لاحد ان يصلي ركعتي طواف الفريضة إلّا خلف المقام، لقول الله عزّ وجلّ: ( وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إبراهيمَ مُصلّى ) (١) فان صلّيتها في غيره فعليك إعادة الصلاة.

[ ١٨١١٨ ] ٢ - وعنه، عن محمّد بن سنان، عن عبدالله بن مسكان، عن أبي عبدالله الأبزاري قال: سألت أبا عبدالله( عليه‌السلام ) عن رجل نسي فصلّى ركعتي طواف الفريضة في الحجر، قال: يعيدهما خلف المقام، لأنّ الله تعالى يقول: ( وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إبراهيمَ مُصلّى ) (٢) عنى بذلك ركعتي طواف الفريضة.

أقول: ويأتي ما يدلّ على ذلك(٣) .

___________________

الباب ٧٢

فيه حديثان

١ - التهذيب ٥: ١٣٧ / ٤٥١، ٢٨٥ / ٩٦٩، واورد صدره في الحديثين ٩ و ١٠ من الباب ١ وفي الحديث ٥ من الباب ٧١ من هذه الأبواب.

(١) البقرة ٢: ١٢٥.

٢ - التهذيب ٥: ١٣٨ / ٤٥٤.

(٢) البقرة ٢: ١٢٥.

(٣) يأتي في الباب ٧٤ من هذه الأبواب.

٤٢٥

٧٣ - باب جواز صلاة ركعتي الطواف المندوب حيث شاء من المسجد أو بمكّة

[ ١٨١١٩ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن الحسين بن محمّد، عن معلّى بن محمّد، عن بعض أصحابنا، عن أبان بن عثمان، عن زرارة، عن أحدهما( عليهما‌السلام ) قال: لا ينبغي ان تصلّي ركعتي طواف الفريضة إلّا عند مقام إبراهيمعليه‌السلام ، وأمّا التطوّع فحيث شيءت من المسجد.

ورواه الشيخ باسناده عن محمّد بن يعقوب مثله(١) .

[ ١٨١٢٠ ] ٢ - وعن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن حمّاد بن عيسى، عن إبراهيم بن عمرّ اليماني، عن إسحاق بن عمّار، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: كان أبي يقول: من طاف بهذا البيت أُسبوعاً وصلّى ركعتين في أيّ جوانب المسجد شاء كتب الله له ستّة آلاف حسنة... الحديث.

[ ١٨١٢١ ] ٣ - وعن محمّد بن يحيى وغيره، عن أحمد بن محمّد، عن العبّاس بن معروف، عن عليّ بن مهزيار، عن الحسين بن سعيد، عن إبراهيم بن أبي البلاد، عن أبي بلال المكّي قال: رأيت أبا عبدالله( عليه‌السلام ) طاف بالبيت، ثمّ صلّى فيما بين الباب والحجر الأسود ركعتين، فقلت له: ما رأيت أحداً منكم صلّى في هذا الموضع، فقال: هذا المكان الذي تيب على آدم فيه.

___________________

الباب ٧٣

فيه ٤ احاديث

١ - الكافي ٤: ٤٢٤ / ٨.

(١) التهذيب ٥: ١٣٧ / ٤٥٢.

٢ - الكافي ٤: ٤١١ / ٢، واورده بتمامه في الحديث ٦ من الباب ٤ من هذه الأبواب.

٣ - الكافي ٤: ١٩٤ / ٥، واورده في الحديث ٣ من الباب ٥٣ من ابواب احكام المساجد.

٤٢٦

[ ١٨١٢٢ ] ٤ - عبدالله بن جعفر في( قرب الإِسناد) عن عبدالله بن الحسن، عن جدّه علي بن جعفر، عن أخيه موسى بن جعفر( عليه‌السلام ) قال: سألته عن الرجل يطوف بعد الفجر فيصلّي الركعتين خارجاً من المسجد، قال: يصلّي بمكّة لا يخرج منها إلّا ان ينسى فيصلّي إذا رجع في المسجد - أيّ ساعة أحبّ - ركعتي ذلك الطواف.

ورواه علي بن جعفر في( كتابه) (١) .

٧٤ - باب أنّ من نسي ركعتي الطواف الواجب حتّى خرج من مكّة لزمه العود والصلاة خلف المقام، فإن شقّ عليه جاز أن يصلّي حيث ذكر، وأن يستنيب من يصلّي عنه خلف المقام، وكذا من تركهما جهلاً، وإن مات قضيت عنه

[ ١٨١٢٣ ] ١ - محمّد بن عليّ بن الحسين بإسناده عن عمرّ بن يزيد، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) فيمن نسي ركعتي الطواف حتّى ارتحل من مكّة، قال: ان كان قد مضى قليلا فليرجع فليصلّهما أو يأمرّ بعض الناس فليصلهما عنه.

[ ١٨١٢٤ ] ٢ - وباسناده عن ابن مسكان، عن عمرّ بن البراء، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) فيمن نسي ركعتي طواف الفريضة حتّى أتى منى، أنّه رخّص له أن يصلّيهما بمنى.

___________________

٤ - قرب الإِسناد: ٩٧.

(١) مسائل عليّ بن جعفر: ١٥٨ / ٢٣٢.

وتقدّم ما يدلّ على بعض المقصود في الباب ٥٣ من ابواب احكام المساجد.

الباب ٧٤

فيه ٢٠ حديثاً

١ - الفقيه ٢: ٢٥٤ / ١٢٢٧.

٢ - الفقيه ٢: ٢٥٤ / ١٢٢٩.

٤٢٧

ورواه الشيخ بإسناده عن ابن مسكان نحوه(١) .

[ ١٨١٢٥ ] ٣ - وباسناده عن جميل بن درّاج، عن أحدهما( عليهما‌السلام ) أنّ الجاهل في ترك الركعتين عند مقام إبراهيم بمنزلة الناسي.

[ ١٨١٢٦ ] ٤ - محمّد بن الحسن باسناده عن فضّالة، عن العلاء، عن محمّد بن مسلم، عن أحدهما( عليهما‌السلام ) قال: سألته عن رجل نسي ان يصلّي الركعتين قال: يصلّى عنه.

[ ١٨١٢٧ ] ٥ - وبإسناده عن موسى بن القاسم، عن صفوان بن يحيى، عن العلاء، عن محمّد بن مسلم، عن أحدهما( عليهما‌السلام ) قال: سُئل عن رجل طاف طواف الفريضة ولم يصل الركعتين حتّى طاف بين الصفا والمروة، ثمّ طاف طواف النساء ولم يصلّ لذلك الطواف حتّى ذكر وهو بالأبطح، قال: يرجع إلى المقام (٢) فيصلّي ركعتين.

ورواه الكليني عن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن الحسين، عن صفوان بن يحيى مثله، إلى قوله: فيصلّي(٣) .

أقول: المراد أنّه يصلي ركعتين لكلّ طواف لما مضى(٤) ، ويأتي(٥) .

[ ١٨١٢٨ ] ٦ - وعنه، عن صفوان، عن عبدالله بن بكير، عن عبيد بن

___________________

(١) التهذيب ٥: ٤٧١ / ١٦٥٤.

٣ - الفقيه ٢: ٢٥٤ / ١٢٣٠.

٤ - التهذيب ٥: ٤٧١ / ١٦٥٢.

٥ - التهذيب ٥: ١٣٨ / ٤٥٥، والاستبصار ٢: ٢٣٤ / ٨١٠.

(٢) في الكافي: مقام ابراهيم ( هامش المخطوط ).

(٣) الكافي ٤: ٤٢٦ / ٦.

(٤) مضى في الحديث ١ من هذا الباب.

(٥) يأتي في الحديثين ٦ و ٧ من هذا الباب.

٦ - التهذيب ٥: ١٣٨ / ٤٥٦، والاستبصار ٢: ٢٣٤ / ٨١١، ومتن الحديث في الكافي اصح من التهذيبين كما يدلّ عليه السؤال والجواب.

٤٢٨

زرارة قال: سألت أبا عبدالله( عليه‌السلام ) عن رجل طاف طواف الفريضة ولم يصلّ الركعتين حتّى ذكر وهو بالأبطح، يصلي(١) أربعاً؟ قال: يرجع فيصلّي عند المقام أربعاً.

[ ١٨١٢٩ ] ٧ - ورواه الكلينيّ، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن ابن فضّال، عن ابن بكير، عن عبيد بن زرارة، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) في رجل طاف طواف الفريضة ولم يصلّ الركعتين حتّى طاف بين الصفا والمروة ثمّ طاف طواف النساء فلم يصلّ الركعتين حتّى ذكر بالابطح، يصلّي(٢) أربع ركعات؟ قال: يرجع فيصلّي عند المقام أربعاً.

[ ١٨١٣٠ ] ٨ - وعنه، عن الطاطري، عن محمّد بن أبي حمزة ودرست، عن ابن مسكان، عن عمرّ بن يزيد، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) أنّه سأله عن رجل نسي أن يصلّي الركعتين ركعتي الفريضة عند مقام إبراهيم حتّى أتى منى، قال: يصلّيهما بمنى.

أقول: حمله الشيخ وغيره على من يشقّ عليه الرجوع(٣) .

[ ١٨١٣١ ] ٩ - وعنه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن المثنّى قال: نسيت أن أُصلّي الركعتين للطواف خلف المقام حتّى انتهيت إلى منى فرجعت إلى مكّة فصليتهما ثمّ عدت إلى منى، فذكرنا ذلك لابي عبدالله( عليه‌السلام ) فقال: أفلا صلاهما حيث ما ذكر.

___________________

(١) في نسخة: فصلى ( هامش المخطوط ).

٧ - الكافي ٤: ٤٢٥ / ٣.

(٢) في المصدر: فصلى.

٨ - التهذيب ٥: ١٣٩ / ٤٥٩، والاستبصار ٢: ٢٣٥ / ٨١٦.

(٣) التهذيب ٥: ١٣٨ ذيل ٤٥٧، منتهى المطلب ٢: ٦٩٢.

٩ - التهذيب ٥: ١٣٩ / ٤٦٠، والاستبصار ٢: ٢٣٥ / ٨١٧.

٤٢٩

ورواه الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن المثنّى نحوه(١) .

أقول: تقدّم الوجه في مثله(٢) ، ويحتمل الحمل على الطواف المندوب.

[ ١٨١٣٢ ] ١٠ - وعنه، عن الحسن بن محبوب، عن عليّ بن رئاب، عن أبي بصير - يعنى المرادي - قال: سألت أبا عبدالله( عليه‌السلام ) عن رجل نسي أن يصلّي ركعتي طواف الفريضة خلف المقام، وقد قال الله تعالى: ( وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إبراهيمَ مُصلّى ) (٣) حتّى ارتحل، قال: ان كان ارتحل فإنّي لا أشقّ عليه، ولا آمره ان يرجع ولكن يصلي حيث يذكر.

[ ١٨١٣٣ ] ١١ - وعنه، عن النخعي أبي الحسين، عن حنان بن سدير قال: زرت فنسيت ركعتي الطواف، فأتيت أبا عبدالله( عليه‌السلام ) وهو بقرن الثعالب فسألته، فقال: صلّ في مكانك.

أقول: تقدّم وجهه(٤) .

[ ١٨١٣٤ ] ١٢ - وعنه، عن أحمد بن عمرّ الحلال قال: سألت أبا الحسن( عليه‌السلام ) عن رجل نسي أن يصلّي ركعتي طواف الفريضة فلم يذكر حتّى أتى منى، قال: يرجع إلى مقام إبراهيم فيصليهما.

___________________

(١) الكافي ٤: ٤٢٦ / ٤.

(٢) تقدم في الحديث ٨ من هذا الباب.

١٠ - التهذيب ٥: ١٤٠ / ٤٦١، والاستبصار ٢: ٢٣٥ / ٨١٨.

(٣) البقرة ٢: ١٢٥.

١١ - التهذيب ٥: ١٣٨ / ٤٥٧، والاستبصار ٢: ٢٣٤ / ٨١٤.

(٤) تقدم في الحديث ٨ من هذا الباب.

١٢ - التهذيب ٥: ١٤٠ / ٤٦٢، والاستبصار ٢: ٢٣٤ / ٨١٢.

٤٣٠

ورواه الصدوق بإسناده عن الحسين بن سعيد، عن أحمد بن عمر مثله، إلّا أنّه قال: نسي ركعتي طواف الفريضة وقد طاف بالبيت حتّى يأتي منى(١) .

[ ١٨١٣٥ ] ١٣ - وعنه، عن محمّد بن عذافر، عن عمرّ بن يزيد، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: من نسي أن يصلّي ركعتي طواف الفريضة حتّى خرج من مكّة فعليه أن يقضي، أو يقضي عنه وليّه، أو رجل من المسلمين.

[ ١٨١٣٦ ] ١٤ - وبإسناده عن الحسين بن سعيد، عن محمّد بن سنان، عن ابن مسكان قال: حدّثني من سأله عن الرجل ينسى ركعتي طواف الفريضة(٢) حتّى يخرج، فقال: يوكّل.

[ ١٨١٣٧ ] ١٥ - قال ابن مسكان: وفي حديث آخر: ان كان جاوز ميقات أهل أرضه فليرجع وليصلّهما فإنّ الله تعالى يقول: ( وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إبراهيمَ مُصلّى ) (٣) .

أقول: هذا محمول على التعمّد أو على الاستحباب.

[ ١٨١٣٨ ] ١٦ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن إسماعيل، عن محمّد بن الفضيل، عن أبي الصباح الكناني قال: سألت أبا عبدالله( عليه‌السلام ) عن رجل نسي ان يصلّي الركعتين عند مقام إبراهيم( عليه‌السلام ) في طواف الحجّ والعمرة، فقال:

___________________

(١) الفقيه ٢: ٢٥٤ / ١٢٢٨.

١٣ - التهذيب ٥: ١٤٣ / ٤٧٣.

١٤ - التهذيب ٥: ١٤٠ / ٤٦٣، والاستبصار ٢: ٢٣٤ / ٨١٣.

(٢) في الاستبصار: صلاة الفريضة.

١٥ - التهذيب ٥: ١٤٠ / ذيل الحديث ٤٦٣، والاستبصار ٢: ٢٣٤ / ذيل الحديث ٨١٣.

(٣) البقرة ٢: ١٢٥.

١٦ - الكافي ٤: ٤٢٥ / ١.

٤٣١

إن كان بالبلد صلّى ركعتين عند مقام إبراهيم (عليه‌السلام ) ، فإنّ الله عزّ وجلّ يقول: ( وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إبراهيمَ مُصلّى ) (١) ، وان كان قد ارتحل فلا آمره ان يرجع.

ورواه الشيخ باسناده عن محمّد بن يعقوب مثله(٢) .

[ ١٨١٣٩ ] ١٧ - وعنه، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن الحسين زعلان، عن الحسين بن بشار، عن هشام بن المثنّى وحنان قالا: طفنا بالبيت طواف النساء ونسينا الركعتين، فلمّا صرنا بمنى ذكرناهما، فأتينا أبا عبدالله( عليه‌السلام ) فسألناه فقال: صلياهما بمنى.

[ ١٨١٤٠ ] ١٨ - وعن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، وعن محمّد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن ابن أبي عمير وصفوان بن يحيى، عن معاوية بن عمّار قال: قلت لابي عبدالله( عليه‌السلام ) : رجل نسي الركعتين خلف مقام إبراهيم( عليه‌السلام ) فلم يذكر حتّى ارتحل من مكّة، قال: فليصلّهما حيث ذكر، وان ذكرهما وهو في البلد فلا يبرح حتّى يقضيهما.

ورواه الصدوق باسناده عن معاوية بن عمّار(٣) .

ورواه الشيخ بإسناده عن فضّالة، عن معاوية بن عمّار مثله(٤) .

[ ١٨١٤١ ] ١٩ - الفضل بن الحسن الطبرسي في( مجمع البيان) عن

___________________

(١) البقرة ٢: ١٢٥.

(٢) التهذيب ٥: ١٣٩ / ٤٥٨، والاستبصار ٢: ٢٣٥ / ٨١٥.

١٧ - الكافي ٤: ٤٢٦ / ٨.

١٨ - الكافي ٤: ٤٢٥ / ٢.

(٣) الفقيه ٢: ٢٥٣ / ١٢٢٦.

(٤) التهذيب ٥: ٤٧١ / ١٦٥٣.

١٩ - مجمع البيان ١: ٢٠٣.

٤٣٢

الصادق( عليه‌السلام ) أنّه سُئل عن الرجل يطوف بالبيت طواف الفريضة ونسي ان يصلي ركعتين عند مقام إبراهيم، فقال: يصلّيهما ولو بعد أيّام، إنّ الله يقول: ( وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إبراهيمَ مُصلّى ) (١) .

[ ١٨١٤٢ ] ٢٠ - ورواه العيّاشي في( تفسيره) عن الحلبي عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) إلّا أنّه قال: وجهل ان يصلي.

٧٥ - باب جواز صلاة ركعتي الطواف بحيال المقام بعيداً عنه مع الزحام

[ ١٨١٤٣ ] ١ - محمّد بن الحسن باسناده عن سعد بن عبدالله، عن موسى بن الحسن والحسن بن عليّ، عن أحمد بن هلال، عن أُمّية بن علي، عن الحسين بن عثمان قال: رأيت أبا الحسن( عليه‌السلام ) يصلّي ركعتي الفريضة بحيال المقام قريباً من الظلال لكثرة الناس.

[ ١٨١٤٤ ] ٢ - محمّد بن يعقوب، عن عليّ بن إبراهيم، عن ابيه، عن ابن ابي عمير، عن الحسين بن عثمان قال: رأيت ابا الحسن موسى( عليه‌السلام ) يصلّي ركعتي طواف الفريضة بحيال المقام قريباً من ظلال المسجد.

___________________

(١) البقرة ٢: ١٢٥.

٢٠ - تفسير العياشي ١: ٥٨ / ٩٢.

الباب ٧٥

فيه حديثان

١ - التهذيب ٥: ١٤٠ / ٤٦٤.

٢ - الكافي ٤: ٤٢٣ / ٢.

٤٣٣

٧٦ - باب جواز صلاة ركعتي الطواف في كلّ وقت، وكذا الطواف واستحباب المبادرة بهما بعده، وحكم ايقاعهما عند طلوع الشمس وعند غروبها

[ ١٨١٤٥ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عليّ بن إبراهيم، عن ابيه، عن حمّاد بن عيسى، عن حريز، عن محمّد بن مسلم قال: سألت أبا جعفر( عليه‌السلام ) عن رجل طاف طواف الفريضة وفرغ من طوافه حين غربت الشمس، قال: وجبت عليه تلك الساعة الركعتان فليصلّهما قبل المغرب.

[ ١٨١٤٦ ] ٢ - وعنه، عن ابيه، عن ابن ابي عمير، عن رفاعة قال: سألت ابا عبدالله( عليه‌السلام ) عن الرجل يطوف الطواف الواجب بعد العصر، أيصلّي الركعتين حين يفرغ من طوافه؟ فقال: نعم، اما بلغك قول رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : يا بني عبد المطلب لاتمنعوا الناس من الصلاة بعد العصر فتمنعوهم من الطواف.

[ ١٨١٤٧ ] ٣ - وعن علي، عن ابيه، عن ابن ابي عمير، وعن محمّد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن ابن ابي عمير، وصفوان بن يحيى، عن معاوية بن عمّار قال: قال ابو عبدالله( عليه‌السلام ) : إذا فرغت من طوافك فائت مقام إبراهيم فصلّ ركعتين - إلى ان قال: - وهاتان الركعتان هما

___________________

الباب ٧٦

فيه ١٣ حديثاً

١ - الكافي ٤: ٤٢٣ / ٣.

٢ - الكافي ٤: ٤٢٤ / ٧.

٣ - الكافي ٤: ٤٢٣ / ١، والتهذيب ٥: ١٣٦ / ٤٥٠، واورد قطعة منه في الحديث ١ من الباب ٣، وصدره في الحديث ١ من الباب ٢٠ وقطعة منه في الحديث ٩ من الباب ٢٦ واُخرى في الحديث ٣ من الباب ٧١ من هذه الأبواب.

٤٣٤

الفريضة ليس يكره لك ان تصليهما في أي الساعات(١) شئت عند طلوع الشمس وعند غروبها، ولا تؤخّرها(٢) ساعة تطوف وتفرغ فصلهما.

[ ١٨١٤٨ ] ٤ - وعن ابي عليّ الأشعريّ، عن محمّد بن عبد الجبّار، عن صفوان بن يحيى، عن إسحاق بن عمّار، عن ابي الحسن( عليه‌السلام ) قال: ما رأيت الناس اخذوا عن الحسن والحسين( عليهما‌السلام ) إلّا الصلاة بعد العصر وبعد الغداة في طواف الفريضة.

محمّد بن الحسن باسناده عن محمّد بن يعقوب مثله(٣) ، وكذا الذي قبله.

[ ١٨١٤٩ ] ٥ - وباسناده عن موسى بن القاسم، عن محمّد، عن سيف بن عميرة(٤) ، عن منصور بن حازم، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: سألته عن ركعتي طواف الفريضة؟ قال: لا تؤخّرها ساعة إذا طفت فصلّ.

[ ١٨١٥٠ ] ٦ - وعنه، عن أبي الفضل الثقفي، عن عبدالله بن بكير، عن ميسر، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: صلّ ركعتي طواف الفريضة بعد الفجر كان أو بعد العصر.

[ ١٨١٥١ ] ٧ - وعنه، عن حمّاد، عن حريز، عن محمّد بن مسلم قال:

___________________

(١) في نسخة: في اي ساعة من الساعات ( هامش المخطوط ).

(٢) في المصدر: ولا تؤخرهما

٤ - الكافي ٤: ٤٢٤ / ٥.

(٣) التهذيب ٥: ١٤٢ / ٤٧٢، والاستبصار ٢: ٢٣٦ / ٨٢١.

٥ - التهذيب ٥: ١٤١ / ٤٦٦، والاستبصار ٢: ٢٣٦ / ٨٢٠.

(٤) في المصدر: موسى بن القاسم، عن محمّد بن سيف بن عميرة وكتب في هامش المخطوط مانصه: « في التهذيب ( بن ) وهو سهو. بخطه ».

٦ - التهذيب ٥: ١٤١ / ٤٦٥، والاستبصار ٢: ٢٣٦ / ٨١٩.

٧ - التهذيب ٥: ١٤١ / ٤٦٧، والاستبصار ٢: ٢٣٦ / ٨٢٢.

٤٣٥

سألت أبا جعفر( عليه‌السلام ) عن ركعتي طواف الفريضة، فقال: وقتهما إذا فرغت من طوافك، وأكرهه عند اصفرار الشمس وعند طلوعها.

[ ١٨١٥٢ ] ٨ - وعنه، عن صفوان، عن علاء بن رزين، عن محمّد بن مسلم قال: سُئل عن أحدهما( عليهما‌السلام ) عن الرجل يدخل مكّة بعد الغداة أو بعد العصر، قال: يطوف ويصلي الركعتين ما لم يكن عند طلوع الشمس أو عند احمرارها.

أقول: حمله الشيخ على التقية وكذا الذي قبله، قال: لأنّه موافق للعامة.

[ ١٨١٥٣ ] ٩ - وعنه، عن عباس بن حكيم بن أبي العلاء(١) ، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: سألته عن الطواف بعد العصر؟ فقال: طف طوافاً وصلّ ركعتين قبل صلاة المغرب عند غروب الشمس، وان طفت طوافاً آخر فصلّ الركعتين بعد المغرب.

وسألته عن الطواف بعد الفجر؟ فقال: طف حتّى إذا طلعت الشمس فاركع الركعات.

[ ١٨١٥٤ ] ١٠ - وباسناده عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع قال: سألت الرضا( عليه‌السلام ) عن صلاة طواف التطوع بعد العصر، فقال: لا، فذكرت له قول بعض آبائه ان الناس لم ياخذوا عن الحسن والحسين( عليهما‌السلام ) إلّا الصلاة بعد العصر بمكّة، فقال:

___________________

٨ - التهذيب ٥: ١٤١ / ٤٦٨، والاستبصار ٢: ٢٣٧ / ٨٢٣.

٩ - التهذيب ٥: ١٤٢ / ٤٦٩، والاستبصار ٢: ٢٣٧ / ٨٢٤.

(١) في نسخة: حكم بن أبي العلاء ( هامش المخطوط ).

١٠ - التهذيب ٥: ١٤٢ / ٤٧٠، والاستبصار ٢: ٢٣٧ / ٨٢٥.

٤٣٦

نعم، ولكن إذا رأيت الناس يقبلون على شيء فاجتنبه(١) ، فقلت: إنّ هؤلاء يفعلون، فقال: لستم مثلهم.

[ ١٨١٥٥ ] ١١ - وعنه، عن الحسن بن عليّ بن يقطين، عن أخيه الحسين، عن عليّ بن يقطين قال: سألت أبا الحسن( عليه‌السلام ) عن الذي يطوف بعد الغداة وبعد العصر وهو في وقت الصلاة، أيصلّي ركعات الطواف نافلة كانت أو فريضة؟ قال: لا.

أقول: حمله الشيخ على تأخير ركعتي الطواف عن الفريضة الحاضرة.

[ ١٨١٥٦ ] ١٢ - قال الشيخ: وقد روي كراهة ذلك يعني: صلاة ركعتي الطواف عند اصفرار الشمس وعند طلوعها.

[ ١٨١٥٧ ] ١٣ - قال: وروي عنهم( عليهم‌السلام ) أنهم قالوا: خمس صلوات تصليهنّ على كلّ حال، منها ركعتا الطواف.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك في الصلاة(٢) .

___________________

(١) الامرّ باجتناب ما اقبل عليه الناس - أي العامة -. ( بخطه. قدّه ).

١١ - التهذيب ٥: ١٤٢ / ٤٧١، والاستبصار ٢: ٢٣٧ / ٨٢٦.

١٢ - التهذيب ٥: ١٤١ / ذيل الحديث ٤٦٦.

١٣ - التهذيب ٥: ١٤١ / ذيل الحديث ٤٦٦.

(٢) تقدم في البابين ٣٨ و ٣٩ من ابواب المواقيت من كتاب الصلاة وفي الباب ٣ من هذه الأبواب.

٤٣٧

٧٧ - باب أنّ من نسي ركعتي الطواف الواجب حتّى شرع في السعي وجب عليه قطعه وصلاة الركعتين، ثمّ اتمام السعي أو صلاة الركعتين بعد اتمامه

[ ١٨١٥٨ ] ١ - محمّد بن عليّ بن الحسين باسناده عن معاوية بن عمّار، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) أنّه قال في رجل طاف طواف الفريضة ونسي الرّكعتين حتّى طاف بين الصفا والمروة ثمّ ذكر، قال: يعلم ذلك المكان ثمّ يعود فيصلي الركعتين، ثمّ يعود إلى مكانه.

[ ١٨١٥٩ ] ٢ - وبإسناده عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) أنّه رخص له أن يتمّ طوافه ثمّ يرجع فيركع خلف المقام.

قال الصدوق: بأي الخبرين اخذ جاز.

[ ١٨١٦٠ ] ٣ - محمّد بن الحسن باسناده عن الحسين بن سعيد، عن صفوان وفضّالة، عن العلاء، عن محمّد بن مسلم، عن أحدهما( عليهما‌السلام ) قال: سألته عن رجل يطوف بالبيت ثمّ ينسى ان يصلي الركعتين حتّى يسعى بين الصفا والمروة خمسة أشواط أو أقل من ذلك؟ قال: ينصرف حتّى يصلّي الركعتين، ثمّ يأتي مكانه الذي كان فيه فيتم سعيه.

[ ١٨١٦١ ] ٤ - محمّد بن يعقوب، عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حمّاد بن عيسى، عمّن ذكره، عن أبي عبدالله( عليه

___________________

الباب ٧٧

فيه ٤ احاديث

١ - الفقيه ٢: ٢٥٣ / ١٢٢٤.

٢ - الفقيه ٢: ٢٥٣ / ١٢٢٥.

٣ - التهذيب ٥: ١٤٣ / ٤٧٤.

٤ - الكافي ٤: ٤٢٦ / ٥.

٤٣٨

السلام) أنه قال في رجل طاف طواف الفريضة ونسي الركعتين حتّى طاف بين الصفا والمروة، قال: يعلم ذلك الموضع ثمّ يعود فيصلي الركعتين ثمّ يعود إلى مكانه.

٧٨ - باب استحباب الدعاء بالمأثور بعد ركعتي الطواف

[ ١٨١٦٢ ] ١ - محمّد بن الحسن باسناده عن موسى بن القاسم، عن صفوان وغيره، عن معاوية بن عمّار، عن أبي عبدالله( عليه‌السلام ) قال: تدعو بهذا الدعاء في دبر ركعتي طواف الفريضة تقول بعد التشهد: « اللّهمّ ارحمني بطواعيتي إيّاك، وطواعيتي رسولك ( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) ، اللّهم جنّبني أن أتعدّى حدودك، واجعلني ممّن يحبّك ويحبّ رسولك وملائكتك وعبادك الصالحين ».

[ ١٨١٦٣ ] ٢ - عبدالله بن جعفر في( قرب الإِسناد) عن أحمد بن إسحاق، عن بكر بن محمّد قال: خرجت أطوف وأنا إلى جنب أبي عبدالله( عليه‌السلام ) حتّى فرغ من طوافه ثمّ قام(١) فصلّى ركعتين(٢) فسمعته يقول ساجداً: « سجد وجهي لك تعبّداً ورقّاً لا إله إلّا أنت(٣) حقّاً حقّاً، الأوّل قبل كلّ شيء،( والآخر بعد كلّ شيء(٤) ) ، وها أنا ذا بين يديك، ناصيتي بيدك فاغفر لي أنّه لا يغفر الذنب العظيم غيرك، فاغفر فإنّي مقرّ بذنوبي على

___________________

الباب ٧٨

فيه حديثان

١ - التهذيب ٥: ١٤٣ / ٤٧٥، ٢٨٥ / ٩٧٠.

٢ - قرب الإِسناد: ١٩.

(١) في المصدر: ثمّ مال.

(٢) في المصدر زيادة: مع ركن البيت والحجر.

(٣) في المصدر: ولا اله إلّا انت.

(٤) ليس في المصدر.

٤٣٩

نفسي، ولا يدفع الذنب العظيم غيرك » ثمّ رفع رأسه ووجهه من البكاء كأنّما غمس في الماء.

٧٩ - باب حكم صلاة ركعتي الطواف المندوب من جلوس

[ ١٨١٦٤ ] ١ - محمّد بن عليّ بن الحسين بإسناده عن عليّ بن النعمان، عن يحيى الأزرق، عن أبي الحسن( عليه‌السلام ) قال: قلت له: إنّي طفت أربع أسابيع وأعييت، أفأُصلّي ركعاتها وأنا جالس؟ قال: لا، قلت: فكيف يصلّي الرجل صلاة الليل إذا أعيى أو وجد فترة وهو جالس؟ قال: فقال: يستقيم ان تطوف وأنت جالس (١) ؟ قلت: لا، قال: فتصلهّما (٢) وأنت قائم.

ورواه في( العلل) عن أبيه، عن سعد، عن إبراهيم بن مهزيار، عن أخيه، عن الحسن بن سعيد، عن عليّ بن النعمان مثله، إلّا أنّه قال: فصلهما وأنت قائم (٣) .

ورواه الكلينيّ، عن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمّد، عن حمّاد بن عثمان نحوه، إلّا أنّه قال: فصل وأنت قائم(٤) .

___________________

الباب ٧٩

فيه حديث واحد

١ - الفقيه ٢: ٢٥٥ / ١٢٣٩.

(١) في المصدر: فقال: يطوف الرجل جالساً.

(٢) في المصدر: فتصلّيهما.

(٣) علل الشرائع: ٥٨٩ / ٣٦.

(٤) الكافي ٤: ٤٢٤ / ٩.

٤٤٠

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587