وسائل الشيعة الجزء ١٤

وسائل الشيعة12%

وسائل الشيعة مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 620

المقدمة الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠
  • البداية
  • السابق
  • 620 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 353548 / تحميل: 7107
الحجم الحجم الحجم
وسائل الشيعة

وسائل الشيعة الجزء ١٤

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

زرارة، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: إنمّا أُمر الناس أن يأتوا هذه الأَحجار فيطوفوا بها، ثمّ يأتونا فيخبرونا بولايتهم ويعرضوا علينا نصرهم.

ورواه في ( العلل ) وفي ( عيون الأَخبار ) عن أبيه، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن محمّد بن ابي عمير، عن عمرّ بن أُذينة(١) .

ورواه الكليني عن علي بن إبراهيم مثله(٢) .

[ ١٩٣١١ ] ٢ - وبإسناده عن هشام بن المثنى، عن سدير، عن أبي جعفر (عليه‌السلام ) قال: ابدؤوا بمكّة واختموا بنا.

ورواه الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن المثنى مثله(٣) .

[ ١٩٣١٢ ] ٣ - وبإسناده عن ذريح المحاربي، عن ابي عبدالله (عليه‌السلام ) في قول الله عزّ وجلّ:( ثُمَّ لْيَقْضُواْ تَفَثَهُمْ ) (٤) قال: التفث لقاء الإِمام.

[ ١٩٣١٣ ] ٤ - وبإسناده عن عبدالله بن سنان، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) - في حديث - قال: قلت له: إنَّ ذريحاً حدّثني عنك أنّك قلت:( لْيَقْضُواْ تَفَثَهُمْ ) لقاء الامام( وليوفوا نذورهم ) تلك المناسك، قال: صدق ذريح وصدقت، إن للقرآن ظاهراً وباطناً، ومن يحتمل ما يحتمله ذريح؟!.

____________________

(١) علل الشرائع: ٤٥٩ / ٤، وعيون أخبار الرضا عليه السلام ٢: ٢٦٢ / ٣٠.

(٢) الكافي ٤: ٥٤٩ / ١.

٢ - الفقيه ٢: ٣٤٤ / ١٥٥٢.

(٣) الكافي ٤: ٥٥٠ / ١.

٣ - الفقيه ٢: ٢٩٠ / ١٤٣٢.

(٤) الحجّ ٢٢: ٢٩.

٤ - الفقيه ٢: ٢٩٠ / ١٤٣٧، وأورد صدره في الحديث ٨ من الباب ١ من أبواب الحلق والتقصير.

٣٢١

ورواه الكليني، عن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن علي بن سليمان، عن زياد القندي، عن عبدالله بن سنان(١) .

ورواه الصدوق في ( معاني الأَخبار ) عن أبيه، عن محمّد بن يحيى، عن سهل بن زياد مثله(٢) .

[ ١٩٣١٤ ] ٥ - وبإسناده عن الحسن بن علي الوشاء، عن أبي الحسن الرضا (عليه‌السلام ) قال: إنّ لكلّ إمام عهداً في عنق أوليائه وشيعته وأنّ من تمام الوفاء بالعهد(٣) زيارة قبورهم، فمن زارهم رغبة في زيارتهم وتصديقاً بما رغبوا فيه كان أئمتهم شفعاءهم يوم القيامة.

ورواه المفيد في ( المقنعة ) مرسلاً(٤) .

ورواه في ( عيون الأَخبار ) وفي ( العلل ) عن محمّد بن الحسن، عن الصفار، عن أحمد بن محمّد، عن الوشاء(٥) .

ورواه الكليني، عن أبي علي الأَشعري، عن موسى بن عبدالله(٦) ، عن الوشاء(٧) .

ورواه الشيخ بإسناده عن محمّد بن أحمد بن داود، عن أبيه، عن محمّد

____________________

(١) الكافي ٤: ٥٤٩ / ٤.

(٢) معاني الأَخبار: ٣٤٠ / ١٠.

٥ - الفقيه ٢: ٣٤٥ / ١٥٧٧، وأورد صدره عن كامل الزيارات في الحديث ٢ من الباب ٤٤ من هذه الأبواب.

(٣) في التهذيب والكافي والعيون والعلل زيادة: وحسن الاداء ( هامش المخطوط ).

(٤) المقنعة: ٧٥.

(٥) عيون أخبار الرضا (عليه‌السلام ) ٢: ٢٦١ / ٢٤، وعلل الشرائع ٤٥٩ / ٣.

(٦) في الكافي: عبدالله بن موسى.

(٧) الكافي ٤: ٥٦٧ / ٢.

٣٢٢

ابن السندي، عن أحمد بن إدريس، عن علي بن لحسين النيسابوري عن موسى بن عبدالله مثله(١) .

[ ١٩٣١٥ ] ٦ - وبإسناده عن علي بن الحكم، عن زياد بن أبي الحلال قال: قال أبو عبدالله (عليه‌السلام ) : ما من نبي ولا وصي نبي يبقى في الأَرض أكثر من ثلاثة أيّام حتّى يرفع روحه(٢) وعظمه ولحمه إلى السماء، وإنمّا تؤتى مواضع آثارهم ويبلغونهم من بعيد السلام ويسمعونهم في مواضع آثارهم من قريب(٣) .

ورواه الكليني، عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن علي ابن الحكم(٤) .

ورواه الشيخ بإسناده عن محمّد بن أحمد بن داود، عن أبيه، عن محمّد ابن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمّد مثله(٥) .

____________________

(١) التهذيب ٦: ٧٨ / ١٥٥: ٩٣ / ١٧٥ وفيهما: عبدالله بن موسى.

٦ - الفقيه ٢: ٣٤٥ / ١٥٧٨.

(٢) في المصدر: بروحه.

(٣) الذي يظهر من الأَحاديث الكثيرة جدا أنّ أبدانهم ترد إلى الارض كما في حديث وفاة الرضا (عليه‌السلام ) وحديث استسقاء اليهود بعظم نبي وهما في عيون الأَخبار، وحديث الاشراف على قبر رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) في أصول الكافي، وحديث نقل عظام يوسف من مصر إلى الشام، وحديث نبش المتوكل قبر الحسين (عليه‌السلام ) في أمالي الشيخ الطوسي، وأحاديث الرجعة تتضمن أنهم يخرجون من قبورهم ينفضون التراب عن رؤوسهم، وكذا أحاديث القيامة، وما يأتي من زيارة آدم ونوح وغير ذلك من الأَحاديث والزيارات، ولعل عدم الأَخبار هنا بالعود لحكمة أخرى كدفع احتمال نبش أعدائهم لقبورهم أو غير ذلك. « منه قده ».

(٤) الكافي ٤: ٥٦٧ / ١.

(٥) التهذيب ٦: ١٠٦ / ١٨٦.

٣٢٣

[ ١٩٣١٦ ] ٧ - وفي ( عيون الأَخبار ) وفي ( العلل ) عن محمّد بن أحمد السناني، عن أحمد بن يحيى بن زكريا القطّان، عن بكر بن عبدالله بن حبيب(١) ، عن تميم بن بهلول، عن أبيه، عن إسماعيل بن مهران، عن جعفر ابن محمّد (عليه‌السلام ) قال: إذا حجّ أحدكم فليختم(٢) بزيارتنا، لأَنّ ذلك من تمام الحج.

[ ١٩٣١٧ ] ٨ - وعن محمّد بن علي ماجيلويه، عن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن الحسين، عن محمّد بن سنان، عن عمّار بن مروان، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه‌السلام ) قال: تمام الحجّ لقاء الامام.

[ ١٩٣١٨ ] ٩ - وفي ( العلل ) عن علي بن حاتم، عن حميد بن زياد، عن الحسن بن محمّد بن سماعة، عن الحسين بن هاشم، عن عبدالله بن مسكان، عن أبي حمزة الثمالي قال: دخلت على أبي جعفر (عليه‌السلام ) وهو جالس على الباب الذي إلى المسجد وهو ينظر إلى الناس يطوفون، فقال: يا أبا حمزة بما أمرّ هؤلاء(٣) ؟ فلم أدر ما أرد عليه، فقال: إنمّا أمروا أنّ يطوفوا بهذه الاحجار ثمّ يأتونا فيعلمونا ولايتهم.

[ ١٩٣١٩ ] ١٠ وفي ( الخصال ) بإسناده عن علي( عليه‌السلام ) ( في

____________________

٧ - عيون أخبار الرضا( عليه‌السلام ) ٢: ٢٦٢ / ٢٨، وعلل الشرائع: ٤٥٩ / ١.

(١) في العيون: أبو محمّد بكر بن عبدالله بن حبيب، وفي العلل: أبو بكر بن عبدالله بن جبيب.

(٢) في المصدر: فليختم حجه.

٨ - عيون أخبار الرضا( عليه‌السلام ) ٢: ٢٦٢ / ٢٩، وعلل الشرائع: ٤٥٩ / ٢.

٩ - علل اشرائع: ٤٠٦ / ٨.

(٣) في المصدر: بما أمروا هؤلاء؟ قال:

١٠ - الخصال: ٦١٦.

٣٢٤

حديث الأَربعمائة - قال: ألمّوا برسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) (١) إذا خرجتم إلى بيت الله الحرام، فإنّ تركه جفاء، وبذلك أُمرتم، وألِمُّوا بالقبور التي ألزمكم الله حقّها وزيارتها واطلبوا الرزق عندها.

[ ١٩٣٢٠ ] ١١ - وفي ( كتاب التوحيد ) عن أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن عبد السلام بن صالح الهروي قال: قلت لعليّ بن موسى الرضا (عليه‌السلام ) : يا ابن رسول الله ما تقول في الحديث الذي يرويه أهل الحديث: أنّ المؤمنين يزورون ربّهم من منازلهم في الجنّة؟ فقال: يا أبا الصلت إنّ الله فضّل نبيّه محمداً (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) على جميع خلقه من النبيين والملائكة، وجعل طاعته طاعته، ومتابعته متابعته، وزيارته في الدنيا والآخرة زيارته، فقال:( مَن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللهَ ) (٢) وقال:( إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللهَ ) (٣) وقال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) من زارني في حياتي أو بعد موتي فقد زار الله، ودرجة النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ )(٤) أرفع الدرجات فمن زاره إلى درجته في الجنّة من منزله فقد زار الله تبارك وتعالى الحديث.

[ ١٩٣٢١ ] ١٢ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن الحسين(٥) ، عن عمّار بن مروان، عن جابر، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: تمام الحجّ لقاء الإِمام.

____________________

(١) في المصدر زيادة: حجكم.

١١ - التوحيد: ١١٧ / ٢١.

(٢) النساء ٤: ٨٠.

(٣) الفتح ٤٨: ١٠.

(٤) في المصدر زيادة: في الجنّة.

١٢ - الكافي ٤: ٥٤٩ / ٢.

(٥) في المصدر زيادة: عن محمّد بن سنان.

٣٢٥

ورواه الصدوق بإسناده عن جابر مثله(١) .

[ ١٩٣٢٢ ] ١٣ - وعن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن الحسن ابن علي، عن حريز، عن فضيل بن يسار(٢) قال: إنّ زيارة قبر رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) وزيارة قبور الشهداء وزيارة قبر الحسين صلوات الله عليه تعدل حجّة مع رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ).

[ ١٩٣٣٣ ] ١٤ - وعنهم عن أحمد بن أبي عبدالله، عن عثمان بن عيسى، عن المعلّى أبي شهاب(٣) قال: قال الحسين لرسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) يا أبتاه، ما لمن زارك؟ فقال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ): من زارني حيّاً أو ميّتاً أو زار أباك أو زار أخاك أو زارك كان حقّاً عليّ أنّ أزوره يوم القيامة وأُخلّصه من ذنوبه.

ورواه ابن قولويه في ( المزار ) عن أبيه، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن عثمان بن عيسى(٤) .

ورواه الصدوق مرسلاً(٥) .

ورواه في ( ثواب الأَعمال ) عن أبيه، عن سعد، عن محمّد بن

____________________

(١) الفقيه ٢: ٣٤٥ / ١٥٧٩.

١٣ - الكافي ٤: ٥٤٨ / ٢، وأورده عن كامل الزيارات في الحديث ٦ من الباب ١٢ من هذه الأبواب.

(٢) في نسخة زيادة: عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) ( هامش المخطوط ).

١٤ - الكافي ٤: ٥٤٨ / ٤.

(٣) في التهذيب: المعلّى بن شهاب ( هامش المخطوط ).

(٤) كامل الزيارات: ١١.

(٥) الفقيه ٢: ٣٤٥ / ١٥٧٦.

٣٢٦

الحسين، عن عثمان بن عيسى، عن العلاء بن المسيب، عن أبي عبدالله، عن آبائه( عليهم‌السلام ) (١) .

وعن حمزة بن محمّد العلوي(٢) ، عن محمّد بن الحسين الفراري(٣) ، عن جعفر بن أمين الشعيري(٤) ، عن عثمان بن عيسى، عن العلاء بن المسيب(٥) .

ورواه في ( الأَمالي ) عن الحسين بن أحمد بن إدريس، عن أبيه، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن عثمان بن عيسى(٦) .

ورواه في ( العلل ) عن محمّد بن موسى بن المتوكل، عن علي بن الحسين السعد آبادي، عن أحمد بن أبي عبدالله البرقي، عن عثمان بن عيسى، عن المعلّى بن شهاب، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام )(٧) .

ورواه الشيخ بإسناده عن محمّد بن يعقوب مثله(٨) .

[ ١٩٣٢٤ ] ١٥ - وعن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن الحسين، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع، عن صالح بن عقبة، عن زيد الشحام قال: قلت

____________________

(١) ثواب الاعمال: ١٠٧ / ١، وفيه قال الحسن بن علي لرسول الله ( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ )

(٢) في الثواب زيادة: عن أحمد بن محمّد الهمداني، عن علي بن حمدون الرواس.

(٣) في المصدر: محمّد بن الحسين القواريري

(٤) في المصدر: جعفر بن أمين الثغري

(٥) ثواب الاعمال: ١٠٧ / ٢.

(٦) أمالي الصدوق: ٥٧ / ٤.

(٧) علل الشرائع: ٤٦٠ / ٥.

(٨) التهذيب ٦: ٤ / ٧.

١٥ - الكافي ٤: ٥٧٩ / ١، وأورده في الحديث ١ من الباب ٧٩ وفي الحديث ١ من الباب ٩٠ وللحديث بالسند الثاني صدر أورده في الحديث ٦ من الباب ٣ من هذه الأبواب.

٣٢٧

لأَبي عبدالله( عليه‌السلام ) : ما لمن زار أحداً(١) منكم؟ قال: كمن زار رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ).

وعن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمّد بن الحسين مثله(٢) .

ورواه الشيخ بإسناده عن محمّد بن يعقوب بالسند الأَول(٣) .

ورواه الصدوق بإسناده عن زيد الشحام(٤) ، وبإسناده عن صالح بن عقبة(٥) .

ورواه في ( عيون الأَخبار ) وفي ( العلل ) عن أبيه، عن محمّد بن يحيى مثله(٦) .

[ ١٩٣٢٥ ] ١٦ - وعن أبي علي الأَشعري، عن محمّد بن عبد الجبار، عن محمّد بن سنان، عن محمّد بن علي رفعه قال: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : يا علي من زارني في حياتي أو بعد موتي أو زارك في حياتك أو بعد موتك او زار ابنيك في حياتهما أو بعد موتهما ضمنت له يوم القيامة أن أُخلّصه من أهوالها وشدائدها حتّى أُصيّره معي في درجتي.

ورواه الصدوق مرسلاً(٧) .

____________________

(١) في الفقيه: ما لمن زار واحداً ( هامش المخطوط ).

(٢) الكافي ٤: ٥٨٥ / ٥.

(٣) التهذيب ٦: ٧٩ / ١٥٧، ٩٣ / ١٧٤.

(٤) الفقيه ٢: ٣٤٧ / ١٥٩٢.

(٥) الفقيه ٢: ٣٤٦ / ١٥٨٠.

(٦) عيون أخبار الرضا (عليه‌السلام ) ٢: ٢٦٢ / ٣١، وعلل الشرائع: ٤٦٠ / ٦.

١٦ - الكافي ٤: ٥٧٩ / ٢.

(٧) الفقيه ٢: ٣٤٦ / ١٥٨١.

٣٢٨

ورواه ابن قولويه في ( المزار ) عن أبيه ومحمّد بن يعقوب، عن أحمد ابن إدريس، عن محمّد بن عبد الجبار مثله(١) .

[ ١٩٣٢٦ ] ١٧ - محمّد بن الحسن بإسناده عن سعد، عن أحمد بن محمّد ابن عيسى، عن محمّد بن خالد(٢) ، عن القاسم بن يحيى، عن جده الحسن ابن راشد، عن عبدالله بن سنان، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) قال: بينا الحسين بن علي(٣) في حجر رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) إذ رفع رأسه فقال: يا أبه، ما لمن زارك بعد موتك؟ فقال: يا بني، من أتاني زائرا بعد موتي فله الجنّة، ومن أتى أباك زائراً بعد موته فله الجنّة، ومن أتى أخاك زائراً بعد موته فله الجنّة، ومن أتاك زائراً بعد موتك فله الجنّة.

ورواه المفيد في ( المقنعة ) مرسلاً(٤) .

ورواه ابن قولويه في ( المزار ) عن أبيه، عن سعد مثله(٥) .

[ ١٩٣٢٧ ] ١٨ - وبإسناده عن محمّد بن أحمد بن داود، عن محمّد بن الحسن الكوفي، عن محمّد بن علي بن معمّر، عن محمّد بن مسعدة، عن عبد الرحمن بن أبي نجران، عن علي بن شعيب، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) قال: بينا الحسين بن علي( عليه‌السلام ) قاعد في حجر رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) ذات يوم إذ رفع رأسه فقال له: يا أبه، قال: لبيك يا

____________________

(١) كامل الزيارات: ١١.

١٧ - التهذيب ٦: ٢٠ / ٤٤، ٤٠ / ٨٤.

(٢) في الموضع الثاني من التهذيب: محمّد بن خلف ( هامش المخطوط ).

(٣) في الموضع الأوّل من التهذيب: الحسن بن علي ( عليه‌السلام )

(٤) المقنعة: ٧٢.

(٥) كامل الزيارات: ١٠.

١٨ - التهذيب ٦: ٢١ / ٤٨.

٣٢٩

بني، قال: ما لمن أتاك بعد وفاتك زائراً لا يريد إلّا زيارتك؟ فقال: يابني من أتإنّي بعد وفاتي زائراً لا يريد إلّا زيارتي فله الجنّة، ومن أتى اباك بعد وفاته زائراً لا يريد إلّا زيارته فله الجنّة، ومن أتى أخاك بعد وفاته زائراً لا يريد إلّا زيارته فله الجنّة،( ومن أتاك بعد وفاتك زائراً لا يريد إلّا زيارتك فله الجنّة) (١) .

[ ١٩٣٢٨ ] ١٩ - وعنه، عن محمّد بن علي الكوفي، عن عثمان بن أحمد ابن عبدالله، عن إبراهيم بن محمّد الرازي، عن عبد الرحمن بن محمّد، عن محمّد بن الحسن الفارسي، عن محمّد بن منصور، عن إبراهيم بن عبدالله ابن الحسن بن عثمان، عن معلّى بن جعفر(٢) قال: قال الحسن بن علي (عليه‌السلام ) : يا رسول الله، ما لمن زارك(٣) ؟ فقال: من زارني حيا أو ميتا، أو زار أباك حيا أو ميّتاً، أو زار أخاك حيّاً أو ميّتاً ، أو زارك حياً أو ميّتاً ، كان حقّاً عليّ أنّ أستنقذه يوم القيامة.

[ ١٩٣٢٩ ] ٢٠ - وعنه، عن أحمد بن محمّد بن سعيد، عن أحمد بن يوسف، عن هارون بن مسلم، عن أبي عبدالله الحرإنّي قال: قلت لأَبي عبدالله (عليه‌السلام ) : ما لمن زار(٤) الحسين (عليه‌السلام ) ؟ قال: من أتاه وزاره وصلّى عنده ركعتين كتبت له حجّة مبرورة، فإن صلّى عنده أربع ركعات كتبت له حجّة وعمرة، قلت: جعلت فداك وكذلك كلّ(٥) من زار إماماً مفترضة طاعته؟ قال: وكذلك كل من زار إماماً مفترضة طاعته.

____________________

(١) ما بين القوسين ورد في نسخة. ( هامش المخطوط ).

١٩ - التهذيب ٦: ٤٠ / ٨٣.

(٢) في المصدر: إبراهيم بن عبدالله بن حسين بن عثمان بن معلّى بن جعفر

(٣) في المصدر: ما لمن زارنا؟.

٢٠ - التهذيب ٦: ٧٩ / ١٥٦، وأورد نحوه عن كامل الزيارات في الحديث ٩ من الباب ٦٩ من هذه الأبواب.

(٤) في المصدر زيادة: قبر.

(٥) في المصدر: لكلّ.

٣٣٠

[ ١٩٣٣٠ ] ٢١ - وفي ( المجالس والأَخبار ) عن الحسين بن إبراهيم القزويني، عن محمّد بن وهبان، عن علي بن حبشي(١) ، عن العباس بن محمّد بن الحسين، عن أبيه، عن صفوان بن يحيى، عن الحسين بن أبي غندر، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه‌السلام ) قال: قال أمير المؤمنين - في حديث - أنّ رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) بكى بكاءً شديداً فقال له الحسين (عليه‌السلام ) : لم بكيت؟ قال: أخبرني جبرئيل أنّكم قتلى ومصارعكم شتّى، فقال له: يا أبه، فما لمن يزور قبورنا على تشتتها؟ فقال: يا بني، أولئك طوائف من أُمّتي، يزورونكم يلتمسون بذلك البركة، وحقيق عليّ أن آتيهم يوم القيامة فأُخلّصهم(٢) من أهوال الساعة من ذنوبهم ويسكنهم الله الجنّة.

[ ١٩٣٣١ ] ٢٢ - وعن المفيد، عن محمّد بن عمرّ الجعابي، عن الحسين ابن محمّد بن بشر، عن علي بن الحسن بن عبيد، عن إسماعيل بن أبان، عن أبي مريم، عن حمران بن أعين قال: زرت قبر الحسين بن علي (عليه‌السلام ) فلمّا قدمت جائني أبوجعفر (عليه‌السلام ) فقال(٣) : أبشر يا حمرأنّ فمن زار قبر(٤) شهداء آل محمّد (عليهم‌السلام ) يريد الله بذلك وصلة نبيه، خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه.

[ ١٩٣٣٢ ] ٢٣ - جعفر بن محمّد بن قولويه في( المزار) ، عن محمّد بن

____________________

٢١ - أمالي الطوسي ٢: ٢٨١.

(١) في المصدر: علي بن جنشي.

(٢) في المصدر: حتّى أخلصهم.

٢٢ - أمالي الطوسي ٢: ٢٨، وأورده في الحديث ٣٥ من الباب ٣٧ من هذه الأبواب.

(٣) في المصدر: فلمّا قدمت جاءني أبو جعفر محمّد بن علي (عليه‌السلام ) وعمرّ بن علي ابن عبدالله بن علي، فقال لي أبو جعفر (عليه‌السلام )

(٤) في المصدر: قبور.

٢٣ - كامل الزيارات: ١١.

٣٣١

يعقوب، عن عدّة من أصحابنا منهم أحمد بن إدريس ومحمّد بن يحيى، عن العمركي بن علي، عن يحيى، وكان خادماً لأَبي جعفر الثاني( عليه‌السلام ) (١) رفعه عن محمّد بن علي بن الحسين( عليهما‌السلام ) قال: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : من زارني أو زار أحداً من ذرّيتي زرته يوم القيامة فأنقذته من أهوالها.

وقد روى ابن قولويه في ( المزار ) أكثر الأَحاديث السابقة والآتية.

[ ١٩٣٣٣ ] ٢٤ - محمّد بن محمّد المفيد في ( المقنعة ) عن الصادق (عليه‌السلام ) قال: من زارنا بعد مماتنا فكأنمّا زارنا في حياتنا الحديث.

[ ١٩٣٣٤ ] ٢٥ - قال: وقال (عليه‌السلام ) : من زار إماماً مفترض الطاعة(٢) وصلّى عنده أربع ركعات كتب الله له حجّة وعمرة.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(٣) ، ويأتي ما يدلّ عليه(٤) .

٣ - باب تأكّد استحباب زيارة قبر رسول الله ( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) واجبار الوالي الناس عليها ووجوبها كفاية كل سنّة

[ ١٩٣٣٥ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن

____________________

(١) في المصدر زيادة: عن بعض أصحابنا.

٢٤ - المقنعة: ٧٥.

٢٥ - المقنعة: ٧٥.

(٢) في المصدر زيادة: بعد وفاته.

(٣) تقدم في الحديث ٢٢ من الباب ٤٤ من أبواب أحكام المساجد، وفي الباب ١ من هذه الأبواب.

(٤) يأتي في الأبواب التالية من هذا الباب.

الباب ٣

فيه ٩ أحاديث

١ - الكافي ٤: ٥٤٨ / ١.

٣٣٢

محمّد بن عيسى، عن ابن أبي نجران، قال: قلت لأَبي جعفر( عليه‌السلام ) : ما لمن زار رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) متعمّداً؟ قال: الجنّة(١) .

ورواه الشيخ بإسناده عن محمّد بن الحسن بن الوليد، عن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن أحمد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد مثله، إلّا أنّه قال: قاصدا، بدل قوله: متعمّداً(٢) .

ورواه ابن قولويه في ( المزار ) بأسانيد كثيرة وألفاظ مختلفة(٣) .

[ ١٩٣٣٦ ] ٢ - وعنهم، عن أحمد بن محمّد، عن ابن محبوب، عن أبان، عن السندي(٤) ، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : من أتاني زائراً كنت شفيعه يوم القيامة.

ورواه الشيخ بإسناده عن محمّد بن الحسن، عن محمّد بن الحسين، عن أحمد بن محمّد مثله(٥) .

[ ١٩٣٣٧ ] ٣ - وعن علي بن محمّد بن بندار، عن إبراهيم بن إسحاق، عن محمّد بن سليمان الديلمي، عن أبي حجر ( يحيى ) الأسلمي(٦) ، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : من أتى مكّة حاجّاً ولم يزرني إلى المدينة جفوته يوم القيامة، ومن أتاني زائراً وجبت له

____________________

(١) في المصدر: فقال: له الجنّة.

(٢) التهذيب ٦: ٣ / ٣.

(٣) كامل الزيارات: ١٣.

٢ - الكافي ٤: ٥٤٨ / ٣.

(٤) في نسخة: السدوسي ( هامش المخطوط ).

(٥) التهذيب ٦: ٤ / ٤.

٣ - الكافي ٤: ٥٤٨ / ٥، والتهذيب ٦: ٤ / ٥.

(٦) في التهذيب: عن أبي يحيى الاسلمي ( هامش المخطوط ).

٣٣٣

شفاعتي، ومن وجبت له شفاعتي وجبت له الجنّة، ومن مات في أحد الحرمين مكّة والمدينة لم يعرض ولم يحاسب، ومن مات مهاجراً إلى الله عزّ وجلّ حشر يوم القيامة مع أصحاب بدر.

ورواه الصدوق بإسناده عن محمّد بن سليمان الديلمي، عن إبراهيم بن أبي حجر الأَسلمي(١) .

ورواه في ( العلل ) عن أبيه، عن سعد، عن عباد بن سليمان، عن محمّد بن سليمان مثله، إلى قوله: وجبت له الجنّة(٢) .

ورواه ابن قولويه في ( المزار ) عن محمّد بن يعقوب مثله(٣) .

[ ١٩٣٣٨ ] ٤ - وعن الحسين بن محمّد، عن معلّى بن محمّد، عن علي بن أسباط، عن يحيى بن يسار قال: حججنا فمررنا بأبي عبدالله (عليه‌السلام ) فقال: حاجّ بيت الله وزوار قبر نبيّه( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) ، وشيعة آل محمّد هنيئاً لكم.

[ ١٩٣٣٩ ] ٥ - وعن محمّد بن يحيى، عن سلمة، عن علي بن سيف بن عميرة، عن مفضّل بن مالك النخعي(٤) ، عن إبراهيم بن أبي يحيى، عن صفوان بن سليمان(٥) ، عن النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) قال: من زارني في حياتي وبعد موتي كان في جواري يوم القيامة.

____________________

(١) الفقيه ٢: ٣٣٨ / ١٥٧١.

(٢) علل الشرائع: ٤٦٠ / ٧.

(٣) كامل الزيارات: ١٣.

٤ - الكافي ٤: ٥٤٩ / ٣.

٥ - لم نعثر عليه في الكافي المطبوع، التهذيب ٦: ٣ / ٢، وكامل الزيارات: ١٣.

(٤) في التهذيب: طفيل بن مالك النخعي ( هامش المخطوط )، وفي المزار: الفضل بن مالك النخعي.

(٥) في التهذيب زيادة: عن أبيه، وفي الكامل: صفوان بن سليم، عن أبيه.

٣٣٤

[ ١٩٣٤٠ ] ٦ - وعن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمّد بن الحسين، عن محمّد بن إسماعيل، عن صالح بن عقبة، عن زيد الشحام قال: قلت لأَبي عبدالله (عليه‌السلام ) : ما لمن زار رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) قال: كمن زار الله فوق عرشه الحديث.

ورواه المفيد في ( المقنعة ) مرسلاً(١) .

ورواه الشيخ بإسناده عن محمّد بن يعقوب(٢) ، وكذا الذي قبله، وكذا الثالث إلى قوله: وجبت له الجنّة.

أقول: يعني أنّ لزائره من الثواب والاجر كمن رفعه الله إلى سمائه وأدناه من عرشه، وأراه من خاصّة ملكوته ما به توكيد كرامته، وليس على مقتضى التشبيه، ذكره الشيخ(٣) ، والصدوق(٤) ، وغيرهما(٥) .

[ ١٩٣٤١ ] ٧ - جعفر بن محمّد بن قولويه في ( المزار ) عن محمّد بن جعفر الرزاز، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن الحسن بن محبوب، عن جميل بن صالح، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام )(٦) قال: إنّ زيارة قبر رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) تعدل حجّة مع رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله ) مبرورة.

____________________

٦ - الكافي ٤: ٥٨٥ / ٥، وأورد ذيله في الحديث ١٥ من الباب ٢ وفي الحديث ١ من الباب ٧٩ وفي الحديث ١ من الباب ٩٠ من هذه الأبواب.

(١) المقنعة: ٧١.

(٢) التهذيب ٦: ٤ / ٦.

(٣) راجع التهذيب ٦: ٤ / ٧.

(٤) راجع أمالي الصدوق: ١٠٥ / ٦.

(٥) راجع روضة المتقين ٥: ٣٦٣، والوافي ٨: ١٩٥ من كتاب الحجّ والعمرة والزيارات.

٧ - كامل الزيارات: ١٤.

(٦) في المصدر: جميل بن صالح، عن الفضيل بن يسار، عن أبي جعفر (عليه‌السلام )

٣٣٥

[ ١٩٣٤٢ ] ٨ - محمّد بن محمّد المفيد في ( المقنعة ) قال: قال (عليه‌السلام ) : من زارني في حياتي أو بعد موتي كان في جواري يوم القيامة.

[ ١٩٣٤٣ ] ٩ - عبدالله بن جعفر في ( قرب الإِسناد ) عن هارون بن مسلم، عن مسعدّة بن صدقة، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه (عليهما‌السلام ) ، أنّ النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) قال: من زارني حيّاً أو ميّتاً كنت له شفيعاً يوم القيامة.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك هنا(١) ، وفي أحاديث وجوب الحجّ(٢) ، ويأتي ما يدلّ عليه(٣) ، ويفهم من تلك الأَحاديث الوجوب الكفائي كما تقدّم هناك(٤) ويأتي مثله.

____________________

٨ - المقنعة: ٧١.

٩ - قرب الإِسناد: ٣١.

(١) تقدم في الباب ٢ من هذه الأبواب.

(٢) تقدم في الحديث ٢ من الباب ٥ من أبواب وجوب الحج.

(٣) يأتي في الأبواب ٤ - ١٠ من هذه الأبواب.

(٤) تقدم في الحديث ٢ من الباب ٥ من أبواب وجوب الحج.

٣٣٦

٤ - باب استحباب زيارة النبي ( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) ولو من بعيد والتسليم عليه والصلاة عليه

[ ١٩٣٤٤ ] ١ - محمّد بن الحسن بإسناده عن محمّد بن أحمد بن داود، عن إسماعيل بن عيسى بن محمّد المؤدّب، عن إبراهيم بن محمّد القرشي، عن محمّد بن محمّد بن هشيم(١) ، عن موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر، عن أبيه، عن آبائه (عليهم‌السلام ) قال: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) : من زار قبري بعد موتي كان كمن هاجر إليّ في حياتي، فأنّ لم تستطيعوا فابعثوا إليّ السلام(٢) فإنّه يبلغني.

ورواه المفيد في ( المقنعة ) مرسلاً(٣) .

[ ١٩٣٤٥ ] ٢ - محمّد بن يعقوب، عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن الحسين بن سعيد، عن فضّالة بن أيوب، عن معاوية بن وهب قال: قال أبو عبدالله (عليه‌السلام ) : صلّوا إلى جنب قبر النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله ) ، وإن كانت صلاة المؤمنين تبلغه أينما كانوا.

ورواه الشيخ بإسناده عن محمّد بن يعقوب مثله(٤) .

____________________

الباب ٤

فيه ٧ أحاديث

١ - التهذيب ٦: ٣ / ١.

(١) في نسخة زيادة: عن الاشعث ( هامش المخطوط ) وفي المصدر: محمّد بن محمّد بن الاشعث بن هيثم.

(٢) في المصدر: بالسلام.

(٣) المقنعة: ٧١.

٢ - الكافي ٤: ٥٥٣ / ٧.

(٤) التهذيب ٦: ٧ / ١١.

٣٣٧

[ ١٩٣٤٦ ] ٣ - وعنهم، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمّد، عن حماد ابن عثمان، عن إسحاق بن عمّار، أنّ أبا عبدالله (عليه‌السلام ) قال لهم: مرّوا بالمدينة فسلّموا على رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ )(١) ، وأنّ كانت الصلاة تبلغه من بعيد.

وفي نسخة: وأنّ كان السلام يبلغه من بعيد.

[ ١٩٣٤٧ ] ٤ - محمّد بن علي الحسين في ( المجالس ) عن محمّد بن أحمد الأَسدي، عن محمّد بن أبي بكر الواسطي، عن عبدالله بن يوسف الجارودي، عن أبي إسحاق الفزاري، عن سفيان الثوري، والأَعمش، عن عبدالله بن السائب، عن زادان، عن عبدالله بن مسعود قال: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : أنّ لله ملائكة سيّاحين في الأَرض يبلّغوني عن أُمتي السلام.

[ ١٩٣٤٨ ] ٥ - الحسن بن محمّد الطوسي في ( الأَمالي ) عن أبيه، عن المفيد، عن البزوفري، عن أبيه، عن عبدالله بن زرارة(٢) ، عن الحسن بن أبي عاصم، عن عيسى بن عبدالله، عن أبيه، عن جدّه، عن علي أمير المؤمنين (عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : من سلّم عليّ في شيء من الأَرض أبلغته، ومن سلّم عليّ عند القبر سمعته.

[ ١٩٣٤٩ ] ٦ - جعفر بن محمّد بن قولويه في( المزار) عن محمّد بن

____________________

٣ - الكافي ٤: ٥٥٢ / ٥.

(١) في المصدر زيادة: من قريب.

٤ - أمالي الصدوق: ٢٥٧ / ١١.

٥ - أمالي الطوسي ١ / ١٦٩.

(٢) في المصدر: عبدالله بن مزيدأنّ البجلي.

٦ - كامل الزيارات: ١٢.

٣٣٨

عبدالله بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن سيف بن عميرة، عن أبي بكر الحضرمي قال: أمرني أبو عبدالله( عليه‌السلام ) أنّ أكثر الصلاة في مسجد رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) ما استطعت، وقال: إنك لا تقدر عليه كلّما شئت، وقال: لي تأتي قبر رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) ؟ قلت: نعم، قال: أما أنّه يسمعك من قريب، ويبلغه عنك إذا كنت نائياً.

[ ١٩٣٥٠ ] ٧ - وبالإِسناد عن سيف بن عميرة، عن عامرّ بن عبدالله قال: قلت لأَبي عبدالله (عليه‌السلام ) : إنّي زدت جمالي دينارين أو ثلاثة على أن يمرّ بي على المدينة، فقال: قد أحسنت، ما أيسر هذا، تأتي قبر رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) ( وتسلّم عليه )(١) ، أما إنّه يسمعك من قريب، ويبلغه عنك من بعيد.

ورواه ابن طاووس في ( مصباح الزائر )(٢) ، وكذا جملة من الأَحاديث السابقة والآتية.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(٣) ، ويأتي ما يدلّ عليه(٤) .

____________________

٧ - كامل الزيارات: ١٢.

(١) ليس في المصدر.

(٢) مصباح الزائر: ٢١ الفصلّ الرابع، وأورد جملة من الأَحاديث في الفصلّ الثاني.

(٣) تقدم في الأبواب ١، ٢، ٣ من هذه الأبواب.

(٤) يأتي في الباب ٥ وفي الحديث ١ من الباب ٩ وفي الأبواب ١٠ و ١٥ و ٩٥ و ٩٦ من هذه الأبواب.

٣٣٩

٥ - باب استحباب التسليم على رسول الله ( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) كلما دخل الإِنسان المسجد أو خرج منه، وكراهة المرور فيه بغير تسليم عليه ودنوّ منه

[ ١٩٣٥١ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن صفوان بن يحيى، قال: سألت أبا الحسن (عليه‌السلام ) عن الممرّ في مؤخر مسجد رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) ولا أسلّم على النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) فقال: لم يكن أبوالحسن (عليه‌السلام ) يصنع ذلك، قلت: فيدخل المسجد فيسلّم من بعيد ولا يدنو من القبر؟ فقال: لا، ثمّ قال: سلّم عليه حين تدخل، وحين تخرج، ومن بعيد.

[ ١٩٣٥٢ ] ٢ - وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، وعن محمّد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذأنّ جميعاً، عن ابن أبي عمير، وصفوان بن يحيى، عن معاوية بن عمّار قال: قال أبو عبدالله (عليه‌السلام ) - في حديث - فإذا دخلت المسجد فصلّ، على النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) ، وإذا خرجت فاصنع مثل ذلك، وأكثر من الصلاة في مسجد الرسول (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ).

ورواه الشيخ بإسناده عن محمّد بن يعقوب(١) .

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(٢) ، ويأتي ما يدلّ عليه(٣) .

____________________

الباب ٥

فيه حديثان

١ - الكافي ٤: ٥٥٢ / ٦.

٢ - الكافي ٤: ٥٥٣ / ١، وأورد صدره في الحديث ١ من الباب ٧ من هذه الأبواب.

(١) التهذيب ٦: ٧ / ١٢.

(٢) تقدم في الباب ٤ من هذه الأبواب.

(٣) يأتي في الباب ٦ وفي الحديث ١ من الباب ١٨ من هذه الأبواب.

٣٤٠

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

يوم أعطي من المخافة ضيما

والمنايا يرصدنني أن أحيدا

وفي كامل ابن الأثير ، عوضا عن (فلق) : (شفق) ، وفي تاريخ ابن عساكر (غبش) ، وفي الوفيات (غلس). والسّوام : طائر.

ومعنى البيتين : إذا كانت المنايا تحيط بي من كل جانب ، فألقي يدي إلى الضيم مخافة الموت ، فلن أكون بطلا يغير عند الصبح على الأعداء ، ولن أدعى يزيدا.

ترجمة محمّد بن الحنفية

كان أمير المؤمنينعليه‌السلام يحب ابنه محمّد بن الحنفية حبا شديدا. وقد روي عنه أنه قال : من أحبني فليحبّ ابني محمدا. وقد ذكر علماء الرجال أن المحمّدين الثلاثة وهم : ابن الحنفية وابن أبي بكر وابن أبي حذيفة ، كانوا يساوقون في الدرجة.

ولقد كان محمّد بن الحنفية معذورا في تركه النصرة لأخيه وإمامه في كربلاء ، لأنه كان مبتلى بمرض شديد في ذلك الوقت. وما تضمنته الأخبار من حيث حسن نصيحته لأخيه والبكاء الشديد لأجله ، وحصول الغشية بعد الغشية له مرارا لأجل فراقه ، يكشف عن قوة إيمانه ، وعن سرّ ما قاله أمير المؤمنينعليه‌السلام في شأنه.

٤٧٢ ـ نساء بني عبد المطلب يجتمعن للنياحة ويطلبن من الحسينعليه‌السلام عدم السفر :

(لواعج الأشجان للسيد الأمين ، ص ٢٨)

وأقبلت نساء بني عبد المطلب ، فاجتمعن للنياحة لمّا بلغهن أن الحسينعليه‌السلام يريد الشخوص من المدينة ، حتّى مشى فيهن الحسينعليه‌السلام ، فقال : أنشدكنّ الله أن تبدين هذا الأمر معصية لله ورسوله. قالت له نساء بني عبد المطلب : فلمن نستبقي النياحة والبكاء؟ فهو عندنا كيوم مات فيه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وعلي وفاطمة والحسن ورقية وزينب وأم كلثوم!. جعلنا الله فداك من الموت ، يا حبيب الأبرار من أهل القبور.

٤٢١

٤٧٣ ـ أم سلمة ترجو الحسينعليه‌السلام عدم السفر ، وجوابه لها :

(مقتل الحسين للمقرّم ، ص ١٥٢)

وقالت أم سلمة [إحدى زوجات النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ] : لا تحزنّي بخروجك إلى العراق ، فإني سمعت جدك رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول : «يقتل ولدي الحسين بأرض العراق ، في أرض يقال لها كربلا ، وعندي تربتك في قارورة دفعها إليّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . فقال الحسينعليه‌السلام : يا أماه وأنا أعلم أني مقتول مذبوح ظلما وعدوانا. وقد شاءعزوجل أن يرى حرمي ورهطي مشرّدين ، وأطفالي مذبوحين مأسورين مقيّدين ، وهم يستغيثون فلا يجدون ناصرا. قالت أم سلمة : وا عجبا فأنى تذهب وأنت مقتول؟. قالعليه‌السلام : يا أماه إن لم أذهب اليوم ذهبت غدا ، وإن لم أذهب في غد ذهبت بعد غد ، وما من الموت والله بدّ ، وإني لأعرف اليوم الّذي أقتل فيه ، والساعة التي أقتل فيها ، والحفرة التي أدفن فيها كما أعرفك ، وأنظر إليها كما أنظر إليك. وفي

(لواعج الأشجان) ص ٢٩ : وأعرف من يقتل من أهل بيتي وقرابتي وشيعتي».وإن أحببت يا أماه أن أريك مضجعي ومكان أصحابي. فطلبت منه ذلك ، فأراها تربته وتربة أصحابه(١) . ثم أعطاها من تلك التربة ، وأمرها أن تحتفظ بها في قارورة ، فإذا رأتها تفور دما تيقنت قتلهعليه‌السلام وفي اليوم العاشر من المحرم بعد الظهر ، نظرت إلى القارورتين فإذا هما تفوران دما(٢) .

وفي (لواعج الأشجان) ص ٢٩ : ثم أشار إلى جهة كربلا ، فانخفضت الأرض حتّى أراها مضجعه ومدفنه وموضع عسكره وموقفه ومشهده. فعند ذلك بكت أم سلمة بكاء شديدا ، وسلّمت أمرها إلى الله تعالى.

__________________

(١) مدينة المعاجز ، ص ٢٤٤.

(٢) الخرايج والجرايح للقطب الراوندي في باب معجزاته ؛ ومقتل العوالم ، ص ٤٧.

٤٢٢

ترجمة السيدة أم سلمة

(النجوم الزاهرة لابن تغري بردي ، ج ١ ص ١٥٦)

وفي سنة ٦١ ه‍ توفيت أم المؤمنين (أم سلمة) واسمها هند بنت سهيل بن المغيرة المخزومية ، زوجة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . وهي بنت عم أبي جهل ، وبنت عم خالد بن الوليد. بنى بها النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في سنة ثلاث من الهجرة ، وكانت قبله عند الرجل الصالح أبي سلمة بن عبد الأسد ، وهو أخو النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من الرضاعة. وكانت من أجمل النساء ، وطال عمرها ، وعاشت ٨٤ سنة. وقد عاصرت وفاة الحسينعليه‌السلام وحزنت عليه وبكته بكاء كثيرا. وهي آخر زوجات النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وفاة ، توفيت سنة ٦١ ه‍ ، وصلّى عليها سعيد بن زيد ، ودفنت بالبقيع.

٤٧٤ ـ منزلة أم سلمة :

(العيون العبرى لابراهيم الميانجي ، ص ٢١)

اسمها هند ، زوجة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . كانت قبل النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عند أبي سلمة المخزومي. وحالها في الجلالة والإخلاص لأمير المؤمنين والزهراء والحسنينعليهم‌السلام أشهر من أن يذكر. وهي أفضل أزواج النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بعد خديجةعليها‌السلام .

في (كفاية الأثر) عن شداد بن أوس : أنه بعد ما قاتل مع عليعليه‌السلام يوم الجمل أتى المدينة. قال : فدخلت على أم سلمة. قالت : من أين أقبلت؟. قلت : من البصرة. قالت : مع أي الفريقين كنت؟. قلت : يا أمّ المؤمنين إني توقّفت عن القتال إلى انتصاف النهار ، فألقى الله في قلبي أن أقاتل مع عليعليه‌السلام . قالت : نعم ما عملت ، لقد سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول : «من حارب عليا حاربني ، ومن حاربني حارب الله». قلت : فترين أن الحق مع عليعليه‌السلام ؟. قالت : أي والله ، عليّ مع الحق والحق معه. والله لقد سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول : «إن لأمتي فرقة وخلفة ، فجامعوها إذا اجتمعت ، فإذا افترقت فكونوا من النمط الأوسط ، ثم ارقبوا

٤٢٣

أهل بيتي ، فإن حاربوا فحاربوا ، وإن سالموا فسالموا ، وإن زالوا فزالوا معهم ، فإن الحق معهم حيث كانوا». قلت : فمن أهل بيته الذين أمرنا بالتمسك بهم؟. قالت :هم الأئمة بعده كما قالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، عدد نقباء بني إسرائيل : علي وسبطاي وتسعة من صلب الحسينعليه‌السلام . أهل بيته هم المطهرون والأئمة المعصومون. قلت : أما والله هلك الناس إذ قالت :( كُلُّ حِزْبٍ بِما لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ ) (٣٢) [الروم : ٣٢].

ومن فضائل أم سلمة رضي الله عنها تسليم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إليها تربة الشهداء في خبر القارورة المشهور.

ومنها : إيداع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عندها الكتاب الّذي كتبه ، فيه أسماء أهل الجنة وأسماء أهل النار.

ومنها : إيداع أمير المؤمنينعليه‌السلام عندها الكتب. فعن الإمام الحسينعليه‌السلام أنه قال : إن الكتب كانت عند أمير المؤمنينعليه‌السلام ، فلما سار إلى العراق استودعها أم سلمة رضي الله عنها. فلما مضى كانت عند الحسنعليه‌السلام ، فلما مضى كانت عند الحسينعليه‌السلام .

ومنها : إيداع الحسينعليه‌السلام لدى المضي إلى العراق عندها كتب علم أمير المؤمنينعليه‌السلام وذخائر النبوة وخصائص الإمامة. فلما قتلعليه‌السلام ورجع علي بن الحسينعليه‌السلام دفعتها إليه.

٤٧٥ ـ وصية الحسينعليه‌السلام لأخيه محمّد بن الحنفية قبيل مغادرته المدينة ، وفيها يبيّن سبب خروجه وهو الإصلاح والأمر بالمعروف :

(مقتل الحسين للخوارزمي ، ج ١ ص ١٨٨)

ثم دعا الحسينعليه‌السلام بدواة وبياض ، وكتب فيها هذه الوصية لأخيه محمّد :

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ. هذا ما أوصى به الحسين بن علي بن أبي طالب إلى أخيه محمّد بن علي المعروف بابن الحنفية :

إن الحسين بن عليعليهما‌السلام يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمدا عبده ورسوله ، جاء بالحق من عند الحق. وأن الجنة والنار حق ، وأن الساعة آتية لا ريب فيها ، وأن الله يبعث من في القبور.

إني لم أخرج أشرا(١) ولا بطرا ، ولا مفسدا ولا ظالما ، وإنما خرجت أطلب

__________________

(١) أشر : كفرح لفظا ومعنى.

٤٢٤

الإصلاح في أمّة جدّي محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر ، وأسير بسيرة جدي محمّد وسيرة أبي علي بن أبي طالب(١) . فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق ، ومن ردّ عليّ هذا صبرت حتّى يقضي الله بيني وبين القوم بالحق ، ويحكم بيني وبينهم وهو خير الحاكمين.

هذه وصيتي إليك يا أخي ، وما توفيقي إلا بالله ، عليه توكلت وإليه أنيب.والسلام عليك وعلى من اتبع الهدى ، ولا قوة إلا بالله العلي العظيم(٢) .

ثم طوى الكتاب وختمه بخاتمه ، ودفعه إلى أخيه محمّد بن الحنفية.

ثم ودّعه وخرج في جوف الليل يريد مكة بجميع أهله ، وذلك لثلاث ليال مضين من شهر شعبان سنة ٦٠ ه‍ (لعله يقصد أن وصوله كان في هذا التاريخ).

يقول الدينوري في (الأخبار الطوال) ص ٢٢٨ :

لم يبق في المدينة عند رحيل الحسينعليه‌السلام بأهله غير محمّد بن الحنفية. أما ابن عباس فقد كان خرج إلى مكة قبل ذلك بأيام.

وفي (المنتخب) للطريحي ، ص ٤٢١ :

وعن سكينة بنت الحسينعليها‌السلام قالت : لما خرجنا من المدينة ما كان أحد أشدّ خوفا منا أهل البيت.

__________________

(١) مقتل المقرم ، ص ١٥٦ نقلا عن مقتل العوالم ، ص ٥٤ ؛ وكذلك في مناقب ابن شهراشوب ، ج ٣ ص ٢٤١. وفي المنتخب للطريحي زيادة (وسيرة الخلفاء الراشدين المهديين).

(٢) غير خاف مغزى السبط المقدس من هذه الوصية ، فإنه أراد الهتاف بغايته الكريمة من نهضته المقدسة ، وتعريف الملأ نفسه ونفسيته ومبدأ أمره ومنتهاه ، ولم يبرح يواصل هذا بأمثاله إلى حين شهادته ، دحضا لما كان الأمويون يموّهون على الناس بأن الحسينعليه‌السلام خارج على خليفة وقته ، يريد شقّ العصا وتفريق الكلمة واستهواء الناس إلى نفسه ، لنهمة الحكم وشره الرئاسة ، تبريرا لأعمالهم القاسية في استئصال آل الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . ولم يزلعليه‌السلام مترسلا كذلك في جميع مواقفه هو وآله وصحبه حتّى دحروا تلك الأكذوبة ، ونالوا أمنيتهم في مسيرهم ومصير أمرهم.

٤٢٥

الطريق المؤدية من المدينة إلى مكة

قال الإمام الحسينعليه‌السلام وهو خارج من المدينة المنوّرة :

( فَخَرَجَ مِنْها خائِفاً يَتَرَقَّبُ قالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ) (٢١) [القصص : ٢١]

وقالعليه‌السلام حين وافى مكة المكرمة :

( وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقاءَ مَدْيَنَ قالَ عَسى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَواءَ السَّبِيلِ ) (٢٢) [القصص: ٢٢]

٤٢٦

خروج الحسينعليه‌السلام من المدينة إلى مكة

[الأحد ٢٨ رجب سنة ٦٠ ه‍]

قال تعالى :( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهاجِراً إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللهِ وَكانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيماً ) [النساء : ١٠٠]

٤٧٦ ـ المنازل من المدينة إلى مكة :

(البلدان لليعقوبي)

نذكر فيما يلي المنازل التي يمرّ بها المسافر من المدينة إلى مكة. قال اليعقوبي :ومن المدينة إلى مكة عشر مراحل عامرة آهلة : فأولها [ذو الحليفة] ومنها يحرم الحاج إذا خرجوا من المدينة ، وهي على أربعة أميال من المدينة

(الميل : ٨ / ١ كم). ومنها إلى [الحفيرة] وهي منازل بني فهر من قريش. وإلى [ملل] وهي في هذا الوقت منازل قوم من ولد جعفر بن أبي طالبعليه‌السلام . وإلى [السيّالة] وبها قوم من ولد الحسن بن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام . وإلى [الرّوحاء] وهي منازل مزينة. وإلى [الرّويثة] وبها قوم من ولد عثمان بن عفان وغيرهم من العرب. وإلى [العرج]. وإلى [سقيا بني غفار] وهي منازل بني كنانة. وإلى [الأبواء] وهي منازل أسلم. وإلى [الجحفة] وبها قوم من بني سليم ، وغدير خم من الجحفة على ميلين عادل عن الطريق. وإلى [قديد] وبها منازل خزاعة. وإلى [عسفان]. وإلى [مرّ الظهران] وهيمنازل كنانة. وإلى [مكة المكرّمة] حرسها الله.

٤٧٧ ـ خروج الحسينعليه‌السلام من المدينة ونزوله في مكة :

(تاريخ دمشق لابن عساكر ، الجزء الخاص بالحسين ، ص ٢٠٠)

وخرج الحسينعليه‌السلام وعبد الله بن الزبير من ليلتهما إلى مكة. فقدما مكة ، فنزل الحسينعليه‌السلام دار العباس بن عبد المطلب ، ولزم ابن الزبير الحجر.

٤٧٨ ـ من كلام للحسينعليه‌السلام قاله لعبد الله بن مطيع العدوي بعد أن حذّره من الاغترار بأهل الكوفة :(مقتل الخوارزمي ، ج ١ ص ١٨٩)

فبينا الحسين كذلك بين مكة والمدينة في موضع يقال له [الشريفة] إذ استقبله عبد

٤٢٧

الله بن مطيع العدوي ، فقال له : أين تريد يا أبا عبد الله ، جعلني الله فداك؟. فقال :أما في وقتي هذا فإني أريد مكة ، فإذا صرت إليها استخرت الله في أمري بعد ذلك.فقال له عبد الله بن مطيع : خار الله لك يابن رسول الله فيما قد عزمت عليه ، غير أني أشير عليك بمشورة فاقبلها مني. فقال له الحسينعليه‌السلام : وما هي يابن مطيع؟.فقال : إذا أتيت مكة فاحذر أن يغرّك أهل الكوفة ، فإن فيها قتل أبوك وطعن أخوك بطعنة كادت أن تأتي على نفسه فيها ، فالزم الحرم فأنت سيد العرب في دهرك هذا.وفي (تذكرة الخواص) لسبط ابن الجوزي ، ص ٢٥٤ ط نجف : «ولن يعدلوا بك أحدا ، ويأتيك الناس من كل جانب». فو الله لئن هلكت ليهلكن أهل بيتك بهلاكك.

وفي (لواعج الأشجان) للسيد الأمين ، ص ٣٤ : لا تفارق الحرم فداك عمي وخالي ، فوالله لئن هلكت لنسترقنّ بعدك.

وجاء في (مقتل الحسين) لأبي مخنف ص ١٦ : ثم إن الحسين توجه سائرا حتّى جاوز [الشريفة] فاستقبله عبد الله بن مطيع القرشي ، وقال له : جعلت فداك ، إني أنصحك ، إذا دخلت مكة فلا تبرحنّ منها ، فهي حرم الله والأمان للناس. فأقم فيها وتألّف أهلها ، وخذ البيعة على كل من دخلها من الناس ، وعدهم العدل وارفع الجور عنهم ، وأقم فيها خطباء تخطب وتذكّر على المنابر شرفك ، وتشرح فضلك ، ويخبرونهم بأن جدك رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأباك علي بن أبي طالب ، وأنك أولى بهذا الأمر من غيرك. إياك أن تذكر الكوفة فإنها بلد مشؤوم قتل فيها أبوك ، ولا تبرح من حرم الله تعالى ، فإن معك أهل الحجاز واليمن كلها ، وسيقدم إليك الناس من الآفاق وينصرفون إلى أمصارهم ، وادعهم إلى بيعتك. فاقبل نصيحتي وسر مسددا ، فو الله إن قبلت لترشدن. فقال الحسينعليه‌السلام : جزاك الله عني كل خير ، فإني قابل نصيحتك.

٤٧٩ ـ من كلام للحسينعليه‌السلام وهو خارج من المدينة المنورة إلى مكة المكرمة :

(مقتل الخوارزمي ، ج ١ ص ١٨٩)

وخرج الحسينعليه‌السلام في جوف الليل يريد مكة في جميع أهل بيته ، وذلك لثلاث ليال مضين من شعبان سنة ٦٠ ه‍.

(كذا في مقتل الخوارزمي) ، أما في مقتل المقرّم ص ١٥٧ فجاء نقلا عن تاريخ الطبري ج ٦ ص ١٩٠ ما نصه :

٤٢٨

«وخرج الحسين من المدينة متوجها نحو مكة ليلة الأحد ليومين بقيا من رجب ودخل مكة يوم الجمعة لثلاث مضين من شعبان». وهو الأصح كما ذكر العلامة الأمين في (لواعج الأشجان) في حاشية صفحة ٢٩.

فلزم الطريق الأعظم ، فجعل يسير وهو يتلو هذه الآية :( فَخَرَجَ مِنْها خائِفاً يَتَرَقَّبُ قالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ) (٢١) [القصص : ٢١]. فقال له ابن عمه مسلم بن عقيل : يابن رسول الله ، لو عدلنا عن الطريق وسلكنا غير الجادة كما فعل عبد الله بن الزبير ، كان عندي خير رأي ، فإني أخاف أن يلحقنا الطلب. فقال له الحسينعليه‌السلام : لا والله يابن عم لا فارقت هذا الطريق أبدا ، أو أنظر إلى أبيات مكة ، ويقضي الله في ذلك ما يحب ويرضى.

يقول السيد جعفر الحلي :

خرج الحسين من المدينة خائفا

كخروج موسى خائفا يتكتمّ

وقد انجلى عن مكة وهو ابنها

وبه تشرّفت الحطيم وزمزم

٤٨٠ ـ الملائكة تعرض على الحسينعليه‌السلام المساعدة :

(اللهوف على قتلى الطفوف لابن طاووس ، ص ٢٧)

ذكر المفيد في كتابه (مولد النبي) بإسناده إلى الإمام الصادقعليه‌السلام قال : لما سار أبو عبد الله الحسينعليه‌السلام من مكة ليدخل المدينة ، لقيته أفواج من الملائكة المسوّمين والمردفين ، في أيديهم الحراب ، على نجب من نجب الجنة. فسلّموا عليه ، وقالوا : يا حجة الله على خلقه بعد جده وأبيه وأخيه ، إن اللهعزوجل أمدّ جدك رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بنا في مواطن كثيرة ، وإن الله أمدّك بنا. فقال لهم : الموعد حفرتي وبقعتي التي أستشهد فيها وهي كربلاء ، فإذا وردتها فأتوني. فقالوا : يا حجة الله ، إن الله أمرنا أن نسمع لك ونطيع ، فهل تخشى من عدوّ يلقاك فنكون معك؟.فقالعليه‌السلام : لا سبيل لهم عليّ ولا يلقوني بكريهة أو أصل إلى بقعتي.

٤٨١ ـ مسلمو الجن يعرضون على الحسينعليه‌السلام مساعدته ونصرته :

(مثير الأحزان للجواهري ، ص ٩)

وأتته أفواج مسلمي الجن ، فقالوا : يا سيدنا نحن من شيعتك وأنصارك ، فمرنا بأمرك وما تشاء ، فلو أمرتنا بقتل كل عدوّ لك وأنت بمكانك لكفيناك ذلك. فجزاهم الحسين خيرا وقال لهم : أو ما قرأتم كتاب الله المنزل على جدي رسول الله :( أَيْنَما

٤٢٩

تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ وَإِنْ ) [النساء : ٧٨]. وقال سبحانه :( قُلْ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلى مَضاجِعِهِمْ ) (١٥٤) [آل عمران : ١٥٤]. وإذا أقمت مكاني فبماذا يبتلى هذا الخلق المتعوس ، وبماذا يختبرون؟. ومنذا يكون ساكن حفرتي بكربلاء؟ وقد اختارها الله يوم دحي الأرض ، وجعلها معقلا لشيعتنا ومحبينا ، تقبل أعمالهم وصلواتهم وتجاب دعاؤهم ، وتكون لهم أمانا في الدنيا والآخرة. ولكن تحضرون يوم السبت وهو يوم عاشوراء ، الّذي في آخره أقتل ولا يبقى بعدي مطلوب من أهلي ونسبي وإخوتي وأهل بيتي ، ويسار برأسي إلى يزيد.فقالت الجن : نحن والله يا حبيب الله وابن حبيبه ، لو لا أنّ أمرك طاعة ، وأنه لا يجوز مخالفتك ، لقتلنا جميع أعدائك قبل أن يصلوا إليك. فقال لهمعليه‌السلام : نحن والله أقدر عليهم منكم ، ولكن( لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ ) [الأنفال : ٤٢].

٤٨٢ ـ ديار علي والحسينعليهما‌السلام مقفرة :

(الإمام الحسين يوم عاشوراء طبع مؤسسة البلاغ ، ص ٥٨)

ها هي ديار علي والحسين والزهراءعليهم‌السلام قد أمسى عليها ليل الفراق ، وأحاطتها وحشة البعد والغربة. لقد نأى الحسينعليه‌السلام ، وأمست المدينة موحشة ، تبكي سيدها الراحل ، والقلوب يعتصرها الأسى ، والنفوس يفترسها الألم ، ويحوطها الخوف والوجل.

٤٣٠

على طريق الشهادة : من المدينة إلى مكة إلى كربلاء

٤٣١

الفصل الثالث عشر

في مكة المكرّمة

[الجمعة ٣ شعبان سنة ٦٠ ه‍]

٤٨٣ ـ من كلام للحسينعليه‌السلام لما وافى مكة المكرمة :

(مقتل الحسين للخوارزمي ، ج ١ ص ١٨٩)

وسارعليه‌السلام حتّى وافى مكة (يوم الجمعة لثلاث مضين من شعبان) فيكون مقامه في الطريق نحوا من خمسة أيام(١) . فلما نظر إلى جبالها من بعيد جعل يتلو هذه الآية :( وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقاءَ مَدْيَنَ قالَ عَسى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَواءَ السَّبِيلِ ) (٢٢) [القصص :٢٢]. فنزل دار العباس بن عبد المطّلب(٢) . فأقام بمكة باقي شعبان وشهر رمضان وشوالا وذا القعدة وثماني ليال من ذي الحجة. حيث خرج إلى العراق يوم التروية ، وهو اليوم السابق ليوم عرفة.

وفي (تذكرة الخواص) لسبط ابن الجوزي ، ص ٢٤٨ ط نجف :

وقال السدي : خرج الحسينعليه‌السلام من المدينة وهو يقرأ :( فَخَرَجَ مِنْها خائِفاً يَتَرَقَّبُ ) [القصص : ٢١]. فلما دخل مكة ، فقال له عمرو بن سعيد : ما أقدمك؟. فقال : عائذا بالله وبهذا البيت.

٤٨٤ ـ هدف الهجرة :

(مع الحسين في نهضته لأسد حيدر ، ص ٦٩)

هاجر الحسينعليه‌السلام من دار الهجرة ، واتجه شطر البيت الحرام قبلة المسلمين ، وكانت غايته هناك أن يجتمع بوجهاء الناس وزعماء الأمة وأهل الرأي ، الذين قدموا إلى مكة للحج.

(أقول) : إضافة إلى أن الكعبة المشرّفة هي أكثر الأماكن أمنا ، فلها حرمتها

__________________

(١) لواعج الأشجان للسيد الأمين ، ص ٣٤.

(٢) مقتل المقرم ، ص ١٥٨ عن تاريخ ابن عساكر ، ج ٤ ص ٣٢٨.

٤٣٢

الخاصة ، إذ لا يجوز فيها قتال ولا اعتداء. يقول تعالى عن البيت الحرام :( فِيهِ آياتٌ بَيِّناتٌ مَقامُ إِبْراهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً ) (٩٧) [آل عمران : ٩٧].

وترى جانبا صورة عن حرم الكعبة المشرفة وأقسامه المختلفة.

٤٨٥ ـ أهل مكة يستبشرون بقدوم الحسينعليه‌السلام :

(مقتل الحسين للخوارزمي ، ج ١ ص ١٩٠ ط نجف)

قال أحمد بن أعثم الكوفي : ولما دخل الحسينعليه‌السلام مكة فرح به أهلها فرحا شديدا ، وجعلوا يختلفون إليه غدوة وعشية.

وكان قد نزل بأعلى مكة ، وضرب هناك فسطاطا ضخما ، ونزل عبد الله ابن الزبير داره ب (قيقعان)[وهو موقع غرب مكة عند الحجون]. ثم تحوّل الحسينعليه‌السلام إلى دار العباس ، حوّله إليها عبد الله بن عباس.

وكان أمير مكة من قبل يزيد يومئذ عمرو بن سعيد بن العاص. (وفي رواية ابن أعثم) «عمر بن سعد بن أبي وقاص» ، وهو اشتباه وتصحيف. فأقام الحسينعليه‌السلام مؤذّنا يؤذّن رافعا صوته ، فيصلي بالناس. وهاب عمرو بن سعيد أن يميل الحجّاج مع الحسينعليه‌السلام لما يرى من كثرة اختلاف الناس إليه من الآفاق ، فانحدر إلى المدينة ، وكتب بذلك إلى يزيد.

وفي (مقتل الحسين) المنسوب لأبي مخنف ، ص ١٧ : وقد كان عبد الله ابن الزبير سبقه إلى مكة ، ولزم الكعبة يصلي بالناس ويطوف البيت. وكان يأتي إلى الحسينعليه‌السلام ويجلس معه الجلسة الخفيفة.

ابن الزبير يمتعض من مجيء الحسينعليه‌السلام :

(المصدر السابق للخوارزمي)

وكان الحسينعليه‌السلام أثقل خلق الله على عبد الله بن الزبير ، لأنه كان يطمع أن يتابعه أهل مكة. فلما قدم الحسينعليه‌السلام اختلفوا إليه [أي ترددوا عليه] وصلّوا معه. ومع ذلك فقد كان ابن الزبير يختلف إليه بكرة وعشية ، ويصلي معه.

وأقام الحسينعليه‌السلام بمكة باقي شهر شعبان وشهر رمضان وشوال وذي القعدة.وبمكة يومئذ عبد الله بن عباس وعبد الله بن عمر بن الخطاب.

٤٣٣

(الشكل ٤) : مخطط الكعبة المشرّفة حرسها الله

٤٣٤

٤٨٦ ـ محاورة الحسينعليه‌السلام مع عبد الله بن عمر في مكة بشأن البيعة ليزيد ، ونصيحة ابن عمر له :(المصدر السابق)

فأقبلا جميعا ، وقد عزما أن ينصرفا إلى المدينة ، حتّى دخلا على الحسينعليه‌السلام . فقال عبد الله بن عمر :

يا أبا عبد الله ، اتّق الله رحمك الله الّذي إليه معادك ، فقد عرفت عداوة هذا البيت لكم ، وظلمهم إياكم. وقد ولي الناس هذا الرجل يزيد بن معاوية ، ولست آمن أن يميل الناس إليه ، لمكان هذه الصفراء والبيضاء ، فيقتلونك ويهلك فيك بشر كثير ، فإني سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول : «حسين مقتول ، فلئن خذلوه ولم ينصروه ليخذلنّهم الله إلى يوم القيامة». وأنا أشير عليك أن تدخل في صلح ما دخل فيه الناس ، وتصبر كما صبرت لمعاوية من قبل ، فلعل الله أن يحكم بينك وبين القوم الظالمين. فقال له الحسينعليه‌السلام : يا أبا عبد الرحمن ، أنا أبايع يزيد وأدخل في صلحه ، وقد قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فيه وفي أبيه ما قاله؟!.

٤٨٧ ـ محاورة الحسينعليه‌السلام مع عبد الله بن عباس ، وبيان فضلهعليه‌السلام وما فعله به الناس :(مقتل الحسين للخوارزمي ، ج ١ ص ١٩١)

فقال ابن عباس : صدقت يا أبا عبد الله ، قد قال النبي : «ما لي وليزيد ، لا بارك الله في يزيد ، فإنه يقتل ولدي وولد ابنتي الحسين بن عليعليهما‌السلام ، فو الذي نفسي بيده لا يقتل ولدي بين ظهراني قوم فلا يمنعونه إلا خالف الله بين قلوبهم وألسنتهم». ثم بكى ابن عباس وبكى معه الحسينعليه‌السلام ، ثم قال له : يابن عباس أتعلم أني ابن بنت رسول الله؟. فقال : الله م نعم ، لا نعرف في الدنيا أحدا هو ابن بنت رسول الله غيرك ، وأنّ نصرك لفرض على هذه الأمة كفريضة الصيام والزكاة ، التي لا تقبل إحداهما دون الأخرى. فقالعليه‌السلام : يابن عباس فما تقول في قوم أخرجوا ابن بنت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من وطنه وداره ، وموضع قراره ومولده ، وحرم رسوله ، ومجاورة قبره ومسجده ، وموضع مهاجرته ، وتركوه خائفا مرعوبا لا يستقر في قرار ، ولا يأوي إلى وطن ، يريدون بذلك قتله وسفك دمه ، وهو لم يشرك بالله شيئا ولا اتخذ دون الله وليا ، ولم يتغيّر عما كان عليه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وخلفاؤه من بعده. فقال ابن عباس : ما أقول فيهم إلا أنهم كفروا بالله ورسوله ، لا يأتون الصلاة إلا وهم كسالى( يُراؤُنَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللهَ إِلَّا قَلِيلاً (١٤٢)مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذلِكَ لا إِلى هؤُلاءِ وَلا إِلى هؤُلاءِ ) (١٤٣) [النساء : ١٤٢ ـ ١٤٣] فعلى مثل هؤلاء تنزل البطشة الكبرى.

٤٣٥

وأما أنت أبا عبد الله ، فإنك رأس الفخار : ابن رسول الله ، وابن وصيه ، وفرخ الزهراء نظيرة البتول ، فلا تظن يابن رسول الله بأن الله غافل عما يعمل الظالمون ، وأنا أشهد أن من رغب عن مجاورتك ومجاورة بنيك ، فما له في الآخرة من خلاق.

فقال الحسينعليه‌السلام : اللهم اشهد. فقال ابن عباس : جعلت فداك يابن رسول الله كأنك تنعى إليّ نفسك ، وتريد مني أن أنصرك ، فوالله الّذي لا إله إلا هو لو ضربت بين يديك بسيفي حتّى ينقطع ، وتنخلع يداي جميعا ، لما كنت أبلغ من حقك عشر العشير. وها أنا بين يديك فمرني بأمرك.

فقال ابن عمر : الله م عفوا ، ذرنا من هذا يابن عباس.

ترجمة عبد الله بن عباس

قال السيد إبراهيم الميانجي في (العيون العبرى) ص ٥٤ :

عبد الله بن العباس بن عبد المطلب ، ابن عمّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . وهو حبر الأمة وعالمها ، دعا له النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالفقه والحكمة والتأويل ، مقبول من الطرفين. وكان محبا لعليعليه‌السلام وتلميذه. حاله في الجلالة والإخلاص لأمير المؤمنينعليه‌السلام أشهر من أن يخفى.

ولد في الشّعب قبل الهجرة بثلاث سنين ، ومات بالطائف سنة ٦٨ ه‍ في فتنة ابن الزبير ، وكان قد كفّ بصره في أواخر حياته وعمره سبعون سنة.

وصلى عليه محمّد بن الحنفية ، وضرب على قبره فسطاطا (انظر المعارف لابن قتيبة).وقال المسعودي في (مروج الذهب) : ذهب بصر ابن عباس لبكائه على علي بن أبي طالب والحسن والحسينعليه‌السلام ، وهو الّذي يقول :

إن يأخذ الله من عينيّ نورهما

ففي لساني وقلبي منهما نور

قلبي ذكي وعقلي غير مدّخل

وفي فمي صارم كالسيف مشهور

وقال مسروق كما في (التنقيح) : كنت إذا رأيت عبد الله بن عباس قلت :أجمل الناس ؛ فإذا حدّث قلت : أعلم الناس ؛ فإذا تكلم قلت : أفصح الناس!.

وفي (تذكرة الخواص) لسبط ابن الجوزي ، عن عليعليه‌السلام قال :

لله درّ ابن عباس ، فإنه ينظر من ستر رقيق.

٤٣٦

ترجمة عبد الله بن الزبير بن العوّام

كان يكنّى أبا بكر وأبا حبيب. ولد بعد الهجرة بعشرين شهرا. طلب الخلافة لنفسه بالحجاز ، فسار إليه الحجّاج فحاصره بمكة خمسة أيام ، ثم أصابته رميّة فمات في البيت الحرام. وهو الكبش الّذي تنبّأ به أمير المؤمنينعليه‌السلام أنه ستنتهك به حرمة البيت. وبعد أن قتل أمر بصلبه فصلب بمكة ، وكان ذلك سنة ٧٣ ه‍.

(انظر المعارف لابن قتيبة)

٤٨٨ ـ عداوة ابن الزبير لأهل البيتعليهم‌السلام :

(الدرجات الرفيعة للسيد علي خان الشيرازي ، ص ١٣٩)

عن سعيد بن جبير أن ابن عباس دخل على ابن الزبير ، فقال له ابن الزبير : إلام تؤنبّني وتعنّفني؟. فقال ابن عباس : إني سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول :

«بئس المسلم يشبع ويجوع جاره». وأنت ذلك الرجل. فقال ابن الزبير : والله إني لأكتم بغضكم أهل هذا البيت منذ أربعين سنة ، وتشاجرا.

فخرج ابن عباس من المدينة مكرها ، فأقام بالطائف حتّى مات.

وفي (مقتل الخوارزمي) ج ٢ ص ٢٥١ :

وبقي عبد الله بن الزبير يجدّ في مناوأة محمّد بن الحنفية وعبد الله بن عباس وبقية أهل البيتعليهم‌السلام ، حتّى حبسهما إذ لم يجيباه إلى البيعة.

وحين تلاسن مع عبد الله بن عباس بعد مقتل المختار ، قال ابن الزبير له : لقد علمت أنك ما زلت لي ولأهل بيتي مبغضا ، ولا زلت لكم يا بني هاشم منذ نشأت مبغضا ، ولقد كتمت بغضكم أربعين سنة. فقال ابن عباس له : فازدد في بغضنا ، فوالله ما نبالي أحببتنا أم أبغضتنا!.

ثم خرج ابن عباس ومحمد بن الحنفية وأصحابهما من مكة إلى الطائف. فلم يزل ابن عباس بالطائف حتّى أدركته الوفاة ، فصلى عليه محمّد بن الحنفية رضي الله عنه ودفنه هناك سنة ٦٨ ه‍ ، وهو ابن ٧٢ سنة.

٤٣٧

وبقي بعده محمّد في الطائف. وذكر القتيبي أن محمدا توفي أيضا بالطائف سنة ٨٢ ه‍ ، وهو ابن ٦٥ سنة.

٤٨٩ ـ محاورة الحسينعليه‌السلام مع عبد الله بن عمر ، وبيان أن الله سبحانه سينتقم من قتلته كما انتقم من بني إسرائيل :

(مقتل الخوارزمي ج ١ ص ١٩٢)

ثم أقبل ابن عمر على الحسينعليه‌السلام وقال له : مهلا أبا عبد الله عما أزمعت عليه ، وارجع معنا إلى المدينة ، وادخل في صلح القوم ، ولا تغب عن وطنك وحرم جدك ، ولا تجعل لهؤلاء القوم الذين لا خلاق لهم ، على نفسك حجة وسبيلا. وإن أحببت أن لا تبايع فإنك متروك حتّى ترى رأيك ، فإن يزيد ابن معاوية عسى ألا يعيش إلا قليلا ، فيكفيك الله أمره. فقال الحسينعليه‌السلام : أفّ لهذا الكلام أبدا ما دامت السموات والأرض. أسألك بالله يا أبا عبد الرحمن أعندك أني على خطأ من أمري هذا؟. فإن كنت على خطأ فردّني عنه ، فإني أرجع وأسمع وأطيع. فقال ابن عمر :الله م لا ، ولم يكن الله تبارك وتعالى ليجعل ابن بنت رسوله على خطأ [يعترف له بالعصمة] ، وليس مثلك في طهارته وموضعه من الرسول ، أن يسلّم على يزيد بن معاوية باسم الخلافة. ولكن أخشى أن يضرب وجهك هذا الجميل بالسيوف ، وترى من هذه الأمة ما لا تحب. فارجع معنا إلى المدينة ، وإن شئت أن لا تبايع فلا تبايع أبدا ، واقعد في منزلك. فقال له الحسينعليه‌السلام : هيهات يابن عمر ، إن القوم لا يتركوني ، إن أصابوني وإن لم يصيبوني ، فإنهم يطلبوني أبدا حتّى أبايع وأنا كاره أو يقتلوني.

ألا تعلم أبا عبد الرحمن أن من هوان هذه الدنيا على الله أن يؤتى برأس يحيى ابن زكريا إلى بغيّ من بغايا بني إسرائيل ، والرأس ينطق بالحجة عليهم ، فلم يضرّ ذلك يحيى بن زكريا بل ساد الشهداء ، فهو سيدهم يوم القيامة(١) .

وفي رواية ابن نما : «وإن رأسي يهدى إلى بغيّ من بغايا بني أمية».

ألا تعلم أبا عبد الرحمن أن بني إسرائيل كانوا يقتلون ما بين طلوع الفجر إلى

__________________

(١) روى ابن شهراشوب في المناقب ، ج ٣ ص ٢٣٧ قصة مقتل يحيى بن زكريا ، وذكر قبلها : عن علي بن الحسينعليه‌السلام قال : «خرجنا مع الحسينعليه‌السلام ، فما نزل منزلا ولا ارتحل عنه إلا وذكر يحيى بن زكريا».

٤٣٨

طلوع الشمس سبعين نبيا ، ثم يجلسون في أسواقهم يبيعون ويشترون كأنهم لم يصنعوا شيئا ، فلم يعجّل الله عليهم ، ثم أخذهم بعد ذلك أخذ عزيز مقتدر ذي انتقام(١) . فاتّق الله يا أبا عبد الرحمن ولا تدعنّ نصرتي(٢) واذكرني في صلاتك ، فوالذي بعث جدي محمداصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بشيرا ونذيرا لو أن أباك عمر بن الخطاب أدرك زماني لنصرني كما نصر جدي ، ولقام من دوني كقيامه من دون جدي. يابن عمر فإن كان الخروج معي يصعب عليك ويثقل ، فأنت في أوسع العذر ، ولكن لا تتركنّ لي الدعاء في دبر كل صلاة ، واجلس عن القوم ، ولا تعجل بالبيعة لهم حتّى تعلم ما تؤول إليه الأمور.

وفي (المنتخب) للطريحي ، ص ٣٨٩ :

ثم قالعليه‌السلام : يا عبد الله ، اتّق الله ولا تدعنّ نصرتي ، ولا تركنن إلى الدنيا ، لأنها دار لا يدوم فيها نعيم ، ولا يبقى أحد من شرها سليم. متواترة محنها ، متكاثرة فتنها. أعظم الناس فيها بلاء الأنبياء ، ثم الأئمة الأمناء ، ثم المؤمنون ، ثم الأمثل فالأمثل.

٤٩٠ ـ وصية الحسينعليه‌السلام لابن عباس وذكره بخير ، وبيان إقامته في مكة :

(مقتل الخوارزمي ، ج ١ ص ١٩٣)

ثم أقبل الحسينعليه‌السلام على ابن عباس رضي الله عنه وقال له : وأنت يابن عباس ابن عم أبي ، ولم تزل تأمر بالخير مذ عرفتك ، وكنت مع أبي تشير عليه بما فيه الرشاد والسداد. وقد كان أبي يستصحبك ويستنصحك ويستشيرك وتشير عليه بالصواب ، فامض إلى المدينة في حفظ الله ، ولا تخف عليّ شيئا من أخبارك ، فإني مستوطن هذا الحرم ومقيم به ، ما رأيت أهله يحبونني وينصرونني ، فإذا هم خذلوني استبدلت بهم غيرهم ، واستعصمت بالكلمة التي قالها إبراهيم يوم ألقي في النار : حسبي الله ونعم الوكيل ، فكانت النار عليه بردا وسلاما.

__________________

(١) ذكر المقرم في مقتله ، ص ١٥٥ نقلا عن مثير ابن نما واللهوف : ان عبد الله بن عمر طلب من الحسين البقاء في (المدينة) فأبى ، وقال : إن من هوان الدنيا

(٢) اللهوف على قتلى الطفوف لابن طاووس ، ص ١٧.

٤٣٩

فبكى ابن عباس وابن عمر ذلك الوقت بكاء شديدا ، وبكى الحسينعليه‌السلام معهما ، ثم ودّعهما. فصار ابن عباس وابن عمر إلى المدينة.

٤٩١ ـ عزل الوليد بن عتبة عن المدينة ، وضمّ مكة والمدينة بإمرة عمرو ابن سعيد بن العاص (الأشدق):

بعد أن بلغ يزيد تسامح الوليد بن عتبة مع الحسينعليه‌السلام وضعفه في التصرف في الأمور ، عزله عن المدينة وأقرّ عليها عمرو بن سعيد بن العاص المعروف (بالأشدق) والي مكة ، فأصبحت مكة والمدينة تحت إمرته ، فقدم المدينة في شهر رمضان سنة ٦٠ ه‍.

٤٩٢ ـ بشارات مشؤومة بقدوم الوالي الجديد إلى المدينة :

(الإمامة والسياسة لابن قتيبة الدينوري ، ج ٢ ص ٣)

قال : وذكروا أنه لما بويع يزيد بن معاوية ، خرج الحسينعليه‌السلام حتّى قدم مكة ، فأقام هو وابن الزبير.

قال : وقدم عمرو بن سعيد بن العاص في رمضان أميرا على المدينة وعلى الموسم ، وعزل الوليد بن عتبة. فلما استوى على المنبر رعف ، فقال أعرابي مستقبله : مه مه!. جاءنا والله بالدم. فتلقاه رجل بعمامته ، فقال : مه!. عمّ والله الناس. ثم قام يخطب ، فناوله آخر عصا لها شعبتان ، فقال الأعرابي : مه!. شعب والله أمر الناس. ثم نزل.

ترجمة عمرو بن سعيد (الأشدق)

قتله عبد الملك بن مروان بيده سنة ٧٠ ه‍. وذلك أنه بايع عبد الملك كرها ، فلما خرج عبد الملك إلى قتال الزبير خالفه عمرو إلى دمشق ، فغلب عليها وبايعه أهلها بالخلافة. وذكر الطبري أنه لما صعد المنبر خطب الناس فقال : إنه لم يقم أحد من قريش قبلي على هذا المنبر إلا زعم أن له جنة ونارا ، يدخل الجنة من أطاعه والنار من عصاه ، وإني أخبركم أن الجنة والنار بيد الله ، وأنه ليس إليّ من ذلك شيء ، وأن لكم عليّ حسن المواساة.

قال : فرجع عبد الملك وحاصره ، ثم خدعه وآمنه ، ثم غدر به فقتله. فيقال إنه ذبحه بيده. وكان عمرو أول من أسرّ البسملة في الصلاة مخالفة لابن الزبير ، لأنه كان يجهر بها (روى ذلك الشافعي وغيره بإسناد صحيح).

٤٤٠

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620