وسائل الشيعة الجزء ١٤

وسائل الشيعة9%

وسائل الشيعة مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 620

المقدمة الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠
  • البداية
  • السابق
  • 620 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 338890 / تحميل: 6586
الحجم الحجم الحجم
وسائل الشيعة

وسائل الشيعة الجزء ١٤

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

٦ - السبكي: « الامام الجليل القدر الرفيع الشأن أبو الحسن الماوردي صاحب الحاوي كان إماماً جليلاً رفيع الشأن، له اليد الباسطة في المذهب والتفنن التام في سائر العلوم، قال الشيخ أبو اسحاق: درس بالبصرة وبغداد سنين كثيرة، وله تصانيف كثيرة في الفقه والأدب، وكان حافظاً للمذهب. وقال الخطيب: من وجوه الفقهاء الشافعيين، وله تصانيف عدة في أصول الفقه وفروعه وغير ذلك، قال: وجعل إليه القضاء ببلدان السلطان، وكان أحد الأئمة، له التصانيف الحسان في كلّ فنٍ من العلم

ومن كلام الماوردي الدال على دينه ومجاهدته لنفسه ما ذكره في كتاب أدب الدين والدنيا فقال: ومما أتدرك به من حالي أنّي صنّفت في البيوع كتاباً جمعته ما استطعت من كتب الناس، واجتهدت فيه نفسي وكرّرت فيه خاطري، حتى إذا نهدت واستكمل وكدت أعجب به، وتصوّرت أني أشدّ الناس اطلاعاً بعلمه، حضرني - وأنا في مجلس - أعرابيان فسألاني عن بيع عقداه في البادية على شروط تضمنت أربع مسائل لم أعرف لشيء منها جوابا، فأطرقت مفكرا وبحالي وحالهما معتبراً، فقالا: أما عندك فيما سألنا جواب وأنت زعيم هذه الجماعة؟ فقلت: لا، فقالا: إيهاً لك وانصرافا، ثم أتيا من قد يتقدّمه في العلم كثير من أصحابي فسألاه فأجابهما مسرعاً بما اقنعهما، فانصرفا عنه راضيين بجوابه حامدين لعلمه - إلى أنّ قال - فكان ذلك زاجر نصيحة وتدبر عظيمة، تذلل لهما قياد النفس وانخفض لهما جناح العجب.

قال الخطيب: كان ثقة »(١)

____________________

(١). طبقات الشافعية للسبكي ٣ / ٣٠٣.

١٢١

(٣٢)

رواية أبي بكر البيهقي

قال أخطب خوارزم « أخبرنا الشيخ الزاهد الحافظ أبو الحسن علي بن أحمد العاصمي الخوارزمي، قال أخبرنا شيخ القضاة إسماعيل بن أحمد الواعظ، قال أخبرنا أبوبكر أحمد بن الحسين البيهقي، قال أخبرنا أبو الحسن محمد بن الحسين ابن داود العلوي رحمه ‌الله تعالى، قال أخبرنا محمد بن محمد بن سعد الهروي الشعراني، قال حدثنا محمد بن عبد الرحمن النيسابوري، قال حدثنا أبو الصلت الهروي، قال حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأت الباب »(١) .

ترجمته:

١ - الفخر الرازي في ( مناقب الشافعي ).

٢ - ابن الأثير في ( الكامل - حوادث: ٤٥٨ ).

٣ - ياقوت في ( معجم البلدان ١ / ٨٠٤ ).

٤ - ابن خلكان في ( وفيات الأعيان ١ / ٢٠ ).

٥ - أبو الفداء الأيوبي في ( المختصر - حوادث: ٤٥٨ ).

٦ - ابن الوردي في ( تتمة المختصر - حوادث: ٤٥٨ ).

٧ - الذهبي في ( تذكرة الحفاظ ٣ / ١١٣٢ ) و ( العبر ٣ / ٢٤٠ ) و ( دول

____________________

(١). المناقب للخوارزمي: ٤٠.

١٢٢

الاسلام حوادث: ٤٥٨ ).

٨ - الخطيب التبريزي في ( أسماء رجال المشكاة المطبوع مع المشكاة ٣ / ٨٠٦ ).

٩ - اليافعي في ( مرآة الجنان - حوادث ٤٥٨ ).

١٠ - السبكي في ( طبقات الشافعية ٤ / ٨ ).

١١ - الأسنوي في ( طبقات الشافعية ١ / ١٩٨ ).

١٢ - السيوطي في ( طبقات الحفاظ ٤٣٣ ).

١٣ - القاري في ( المرقاة ١ / ٢٣ ).

١٤ - المناوي في ( فيض القدير ١ / ٢٨ ).

١٥ - الزرقاني في ( شرح المواهب ١ / ٣٣ ).

١٦ - ( الدهلوي ) في ( بستان المحدثين ).

١٧ - القنوجي في ( التاج المكلل: ٢٨ ).

وغيرهم، وقد ذكرنا ترجمته في بعض مجلّدات الكتاب بالتفصيل، ونقتصر هنا على عبارة ابن خلكان، وهي هذه: « أبوبكر أحمد بن الحسين بن علي بن عبد الله بن موسى البيهقي الخسروجردي، الفقيه الشافعي، الحافظ الكبير المشهور، واحد زمانه وفرد أقرانه في الفنون، من كبار أصحاب الحاكم أبي عبد الله ابن البيع في الحديث، ثم الزائد عليه في أنواع العلوم، أخذ الفقيه عن أبي الفتح ناصر بن محمد العمري المروزي، غلب عليه الحديث واشتهر به ورحل في طلبه إلى العراق، والحجاز، وسمع بخراسان من علماء عصره، وكذلك ببقية البلاد التي انتهى إليها، وشرع في التصنيف، فصنّف فيه كثيرا حتى قيل تبلغ تصانيفه ألف جزء، وهو أول من جمع نصوص الامام الشافعي رضي الله تعالى عنه في عشر مجلّدات وكان قانعاً من الدنيا بالقليل، وقال إمام الحرمين في حقّه: ما من شافعي المذهب إلّا وللشّافعي عليه منة إلّا أحمد البيهقي فإنّ له على الشافعي منة. وكان من أكثر الناس نصراً لمذهب الشافعي، وطلب إلى نيسابور لنشر العلم

١٢٣

فأجاب وانتقل إليها، وكان على سيرة السلف، وأخذ عنه الحديث جماعة من الأعيان ».

(٣٣)

رواية أبي غالب ابن بشران النحوي

لقد علمت روايته من عبارة ( المناقب ) لابن المغازلي، وستقف على ذلك فيما بعد أيضاً ان شاء الله تعالى.

ترجمته:

١ - الذهبي في ( العبر - حوادث ٤٦٢ ).

٢ - القرشي في ( الجواهر المضية في طبقات الحنفية ٢ / ١١ ).

٣ - اليافعي ( مرآة الجنان - حوادث ٤٦٢ ).

٤ - القاري في ( الأثمار الجنيّة في طبقات الحنفية ).

وقد أوردنا ذلك في مجلّد ( حديث الطير ).

(٣٤)

رواية الخطيب البغدادي

لقد أخرج حديث مدينة العلم عن ابن عباس بطرق متعددة حيث قال:

« أخبرنا الحسين بن علي الصيمري، قال حدثنا أحمد بن محمد بن علي الصيرفي، قال ثنا إبراهيم بن أحمد بن أبي حصين، قال حدثنا محمد بن عبد الله

١٢٤

أبو جعفر الحضرمي، قال حدثنا جعفر بن محمد البغدادي أبو محمد الفقيه - وكان في لسانه شيء - قال حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس قال: سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول: أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد العلم فليأت الباب »(١) .

« أخبرني أحمد بن محمد العتيقي، قال ثنا عبد الله بن محمد بن عبد الله الشاهد، قال ثنا أبوبكر أحمد بن فاذويه بن عزرة الطحان، قال ثنا أبو عبد الله أحمد بن أحمد بن يزيد بن سليم، قال حدثني رجاء بن سلمة قال حدثنا أبو معاوية الضرير عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد العلم فليأت الباب »(٢) .

« حدثنا محمد بن أحمد بن رزق، قال أخبرنا أبوبكر مكرم القاضي، قال حدثنا القاسم بن عبد الرحمن الأنباري، قال ثنا أبو الصلت عبد السلام بن صالح بن سليمان بن ميسرة الهروي، قال حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أنا مدينة العلم وعلي بابها »(٣) .

وأخرجه من حديث جابر عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حيث قال: « أخبرنا يحيى بن علي الدسكري بحلوان، قال أخبرنا أبوبكر محمد بن المقري باصبهان، قال ثنا أبو الطيّب محمد بن عبد الصمد الدقاق، قال ثنا أحمد بن عبد الله أبو جعفر المكتب، قال أخبرنا عبد الرزاق قال ثنا سفيان عن عبد الله بن عثمان بن خثيم عن عبد الرحمن بن بهمان قال سمعت جابر بن عبد الله قال: سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يوم الحديبية وهو آخذ بيد علي: هذا أمير البررة وقاتل الفجرة منصور من نصره مخذول من خذله - يمد بها صوته - أنا مدينة

____________________

(١). تاريخ بغداد ٧ / ١٧٢.

(٢). المصدر نفسه ٤ / ٣٤٨.

(٣). المصدر نفسه ١١ / ٢٠٤.

١٢٥

العلم وعلي بابها، فمن أراد العلم فليأت الباب »(١) .

وأخرجه من حديث سيدنا أمير المؤمنينعليه‌السلام قائلاً: « أخبرنا عبد الله ابن محمد بن عبد الله، حدثنا محمد بن المظفر، حدثنا أبو جعفر الحسين بن حفص الخثعمي، حدثنا عباد بن يعقوب، حدثنا يحيى بن بشير الكندي عن اسماعيل بن إبراهيم الهمداني عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي. وعن عاصم بن ضمرة عن علي قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : إنّ الله خلقني وعلياً من شجرة، أنا أصلها وعلي فرعها، والحسن والحسين ثمرتها، والشيعة ورقها، فهل يخرج من الطيب إلّا الطيّب، وأنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد المدينة فليأت الباب »(٢) .

ويعلم هذا من ( كفاية الطالب في مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ) أيضاً. كما سيأتي.

وأخرجه من حديث ابن عباس في كتاب ( المتفق والمفترق ) على ما جاء في ( الاكتفاء للوصابي ) وهذا نصه: - « وعنه ( أي عن ابن عباسرضي‌الله‌عنه ) قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد العلم فليأت الباب. أخرجه الحاكم في المستدرك والخطيب في المفترق والمتفق »(٣) .

كما أورد في ( تاريخ بغداد ) عدة روايات عن يحيى بن معين تتضمن إثبات وتصحيح حديث مدينة العلم، وستقف عليها إن شاء الله تعالى فيما بعد.

ترجمته:

١ - السمعاني في ( الأنساب - البغدادي ).

٢ - ابن الأثير في ( الكامل - حوادث: ٤٦٣ ).

____________________

(١). تاريخ بغداد ٢ / ٣٧٧.

(٢). المصدر نفسه ١١ / ٤٩.

(٣). الاكتفاء للوصابي عن المتفق والمفترق للخطيب - مخطوط.

١٢٦

٣ - الخوارزمي في ( أسماء رجال جامع مسانيد أبي حنيفة ).

٤ - ابن خلكان في ( وفيات الأعيان ١ / ٢٧ ).

٥ - أبو الفداء الأيوبي في ( المختصر - حوادث: ٤٦٣ ).

٦ - ابن الوردي في ( تتمة المختصر - حوادث: ٤٦٣ ).

٧ - الذهبي في ( تذكرة الحفاظ ٣ / ١١٣٥ ) و ( العبر ٣ / ٢٥٣ ) وغيرهما.

٨ - اليافعي في ( مرآة الجنان ٣ / ٨٧ ).

٩ - السبكي في ( طبقات الشافعية ٤ / ٢٩ ).

١٠ - الأسنوي في ( طبقات الشافعية ١ / ٢٠١ ).

١١ - السيوطي في ( طبقات الحفاظ: ٤٣٤ ).

١٢ - الدياربكري في ( الخميس - حوادث: ٤٦٣ ).

١٣ - المناوي في ( فيض القدير ١ / ٢٩ ).

١٤ - الزرقاني في ( شرح المواهب ١ / ١٠٥ ).

١٥ - ابن قاضي شهبة في ( طبقات الشافعية ١ / ٢٤٦ ).

١٦ - ( الدهلوي ) في ( بستان المحدثين ).

١٧ - القنوجي في ( التاج المكلل ).

قال القنوجي: « الحافظ أبوبكر أحمد بن علي بن ثابت بن أحمد بن مهدي ابن ثابت البغدادي، المعروف بالخطيب صاحب تاريخ بغداد وغيره من المصنفات، كان من الحفاظ المتقنين والعلماء المتبحرين، ولو لم يكن له سوى التاريخ لكفاه فانه يدل على اطلاع عظيم، وصنّف قريباً من مائة مصنّف، وفضله أشهر من أن يوصف، وأخذ الفقه عن أبي الحسن المحاملي والقاضي أبي الطيّب الطبري وغيرهما، وكان فقيهاً فغلب عليه الحديث والتاريخ، ولد في جمادى الآخرة سنة ٣٩٢ يوم الخميس لست بقين من الشهر، وتوفي يوم الاثنين سابع ذي الحجة سنة ٤٦٣ ببغداد، رحمه ‌الله تعالى، وقال السمعاني: توفي في شوال. وسمعت أنّ الشيخ أبا إسحاق الشيرازيرحمه‌الله كان من جملة من حمل نعشه، لأنه انتفع به

١٢٧

كثيراً وكان يراجعه في تصانيفه، والعجب إنه كان في وقته حافظ المشرق وأبو عمرو يوسف بن عبد البر صاحب كتاب الاستيعاب حافظ المغرب، وماتا في سنة واحدة »(١) .

(٣٥)

رواية ابن عبد البر القرطبي

لقد روى حديث مدينة العلم بترجمة الامام أمير المؤمنينعليه‌السلام حيث قال: « وروي عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنه قال: أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد العلم فليأته من بابه »(٢) .

ترجمته:

١ - السمعاني في ( الأنساب - القرطبي ).

٢ - ابن خلكان في ( وفيات الأعيان ٢ / ٣٤٨ ).

٣ - أبو الفداء في ( المختصر حوادث: ٤٦٣ ).

٤ - ابن الوردي في ( تتمة المختصر حوادث: ٤٦٣ ).

٥ - الذهبي في ( تذكرة الحفاظ ٣ / ١١٢٨ ) و ( العبر ٣ / ٢٥٥ ) وغيرهما.

٦ - اليافعي في ( مرآة الجنان - حوادث: ٤٦٣ ).

٧ - ابن شحنة في ( روضة المناظر - حوادث ٤٦٣ ).

٨ - ابن ناصر الدين في ( طبقات الحفاظ - مخطوط ).

____________________

(١). التاج المكلل: ٣٢.

(٢). الاستيعاب في معرفة الاصحاب ٣ / ١١٠٢.

١٢٨

٩ - السيوطي في ( طبقات الحفاظ ٤٣٢ ).

١٠ - الزرقاني في ( شرح المواهب ١ / ١٢٦ ).

١١ - البدخشاني في ( تراجم الحفاظ - مخطوط ).

١٢ - القنوجي في ( التاج المكلل ١٥٣ ).

١٣ - ( الدهلوي ) في ( بستان المحدثين ).

قال الميرزا محمد البدخشاني ما ملخصه: « يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر النمري الأندلسي أبو عمر، المعروف بابن عبد البر، أحد الأئمة - ذكره في نسبة القرطبي - الحافظ، كان إماماً فاضلاً كبيراً جليل القدر، صنّف التصانيف. مات سنة ٤٦٣. وذكره الذهبي وابن ناصر الدين في طبقات الحفّاظ ».

(٣٦)

رواية الغندجاني

لقد روى أبو محمد الحسن بن أحمد بن موسى الغندجاني حديث مدينة العلم، كما تقدم ويأتي في كلام ابن المغازلي، وقد أوردنا ترجمة الغندجاني في مجلد حديث الثقلين عن ( كتاب الأنساب ) فانّه جاء فيه: « كان شيخاً صالحاً ثقةً صدوقاً، سكن واسط بأخرة » وله ترجمة في ( معجم الأدباء ٧ / ٢٦١ ) و ( بغية الوعاة: ٢١٧ ) وغيرهما.

(٣٧)

رواية ابن المغازلي

لقد روى هذا الحديث بطرق عديدة وألفاظ مختلفة، حيث قال: « حدثنا

١٢٩

إبراهيم بن عبد الرحمن، قال حدثنا محمد بن عبد الرحيم الهروي بالرملة، قال حدثنا أبو الصلت الهروي عبد السلام بن صالح، قال حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أنا مدينة العلم وعلي بابها فيمن أراد العلم فليأته من بابه ».

« قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أنا مدينة العلم وعلي بابها، أخبرنا أبو الحسن أحمد بن المظفر بن أحمد العطار الفقيه الشافعيرحمه‌الله بقراءتي عليه فأقرّ به سنة أربع وثلاثين وأربعمائة قلت له: أخبركم أبو محمد عبد الله بن محمد بن عثمان المزني الملقب بابن السقاء الحافظ الواسطيرحمه‌الله ، نا عمر بن الحسن الصيرفيرحمه‌الله ، نا أحمد بن عبد الله بن يزيد، نا عبد الرزاق، قال أنا سفيان الثوري عن عبد الله ابن عثمان عن عبد الرحمن بن بهمان عن جابر بن عبد الله قال: أخذ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بعضد علي فقال: هذا أمير البررة وقاتل الكفرة، منصور من نصره مخذول من خذله، ثمّ مدّ بها صوته فقال: أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأت الباب.

أخبرنا أبو طالب محمد بن أحمد بن عثمان بن الفرج رحمه ‌الله تعالى، أنا أبوبكر أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن شاذان البزاز إذناً، نا محمد بن حميد اللخمي أنا أبو جعفر محمد بن عمار بن عطية، نا عبد السلام بن صالح الهروي، نا أبو معاوية عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأت الباب.

أخبرنا محمد بن أحمد بن عثمان، أنا أبو الحسين محمد بن المظفر بن موسى ابن عيسى الحافظ البغدادي، نا الباغندي محمد بن محمد بن سليمان، نا محمد بن مصفا، نا حفص بن عمر العدني، نا علي بن عمر عن أبيه عن جرير عن علي قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أنا مدينة العلم وعلي بابها ولا تؤتى البيوت إلّا من أبوابها.

أخبرنا أبو منصور زيد بن طاهر بن سيار البصري - قدم علينا واسطاً - نا

١٣٠

أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن داسة، نا أحمد بن عبيد الله، نا بكر بن أحمد بن مقيل نا محمد بن الحسن بن العباس، نا عبد السلام بن صالح، نا أبو معاوية عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأت الباب.

أخبرنا أبو القاسم الفضل بن محمد بن عبد الله الاصفهاني - قدم علينا واسطاً إملاءً في جامعنا في شهر رمضان سنة أربع وثلاثين وأربعمائة - أنا أبو سعيد محمد بن موسى بن الفضل بن شاذان الصيرفي بنيسابور، أنا أبو العباس محمد ابن يعقوب الأصم، نا محمد بن عبد الرحيم الهروي، نا عبد السلام بن صالح، نا أبو معاوية عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد العلم فليأت الباب.

أخبرنا الحسن بن أحمد بن موسى، أنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن الصلت القرشي، نا علي بن محمد المقري، نا محمد بن عيسى بن شعبة البزاز، نا أحمد بن عبد الله بن يزيد المؤدّب، نا عبد الرزاق، أنا معمر عن عبد الله بن عثمان عن عبد الرحمن قال سمعت جابر بن عبد الله الأنصاري يقول: سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول يوم الحديبية - وهو آخذ بضبع علي بن أبي طالب - هذا أمير البررة وقاتل الفجرة، منصور من نصره مخذول من خذله، ثم مدّ بها صوته فقال: أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأت الباب.

أخبرنا أبو غالب محمد بن أحمد بن سهل النحويرحمه‌الله تعالى - فيما أذن لي في روايته عنه - أن أبا طاهر إبراهيم بن عمر بن يحيى يحدّثهم نا محمد بن عبيد الله بن [ محمد بن عبيد الله بن ] المطلب، نا أحمد بن محمد بن عيسى سنة عشر وثلاثمائة، نا محمد بن عبد الله بن عمر بن مسلم اللاحقي الصفّار بالبصرة سنة أربع وأربعين ومائتين، نا أبو الحسن علي بن موسى الرضا قال: حدثني أبي عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه عن جدّه علي بن الحسن عن أبيه الحسين عن أبيه علي ابن أبي طالب قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : يا علي أنا مدينة العلم

١٣١

وأنت الباب، كذب من زعم أنه يصل إلى المدينة إلّا من قبل الباب »(١) .

ترجمته:

ترجم له جماعة من أكابر علماء أهل السنة، وأثنوا عليه الثناء البالغ، كما ذكرنا في بعض مجلَّدات الكتاب، وهذه جملة من مصادر ترجمته: الأنساب – الجلّابي، ذيل تاريخ بغداد لابن النجار ٤ / ٧١، الوافي بالوفيات ٢٢ / ١٣٣، واللباب في الأنساب ١ / ٣١٩، تبصير المنتبه ١ / ٣٨٠

(٣٨)

رواية أبي المظفر السمعاني

قال ابن شهرآشوب « قال النبيعليه‌السلام بالاجماع: أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد العلم فليأت الباب.

رواه أحمد من ثمانية طرق، وإبراهيم الثقفي من سبعة طرق، وابن بطة من ستة طرق، والقاضي الجعابي من ستة طرق، وابن شاهين من أربعة طرق، والخطيب التاريخي من ثلاثة طرق، ويحيى بن معين من طريقين.

وقد رواه السمعاني والقاضي الماوردي وأبو منصور السكري »(٢) .

ترجمته:

١ - عبد الغافر الفارسي في ( سياق تاريخ نيسابور ).

٢ - السمعاني في ( الأنساب - السمعاني ).

____________________

(١). المناقب لابن المغازلي ٨٠ - ٨٥.

(٢). مناقب آل أبي طالب ٢ / ٣٤.

١٣٢

٣ - الرافعي في ( التدوين ٤ / ١١٨ ).

٤ - ابن خلكان في ( وفيات الأعيان ).

٥ - الذهبي في ( العبر حوادث ٤٨٩ ) و ( دول الاسلام حوادث ٤٨٩ ).

٦ - اليافعي في ( مرآة الجنان - حوادث: ٤٨٩ ).

٧ - السبكي في ( طبقات الشافعية ٥ / ٣٣٠ ).

٨ - الأسنوي في ( طبقات الشافعية ٢ / ٢٩ ).

٩ - ابن قاضي شهبة في ( طبقات الشافعية ١ / ٣٨١ ).

١٠ - الداودي في ( طبقات المفسرين ٢ / ٣٣٩ ).

وغيرهم. قال الرافعي ما ملخصه:

« منصور بن محمد السمعاني التميمي أبو المظفر، تفقه على أبيه على مذهب أبي حنيفةرضي‌الله‌عنه حتى برع في الفقه، ثم ورد بغداد واجتمع بأبي اسحاق الشيرازي، وجرى بينه وبين أبي نصر بن الصباغ صاحب الشامل مسألة أحسن الكلام فيها، ثم انتقل إلى مذهب الشافعيرضي‌الله‌عنه .

وقال أبو الحسن عبد الغافر بن إسماعيل الفارسي في سياق تاريخ نيسابور: أبو المظفر السمعاني وحيد عصره فضلاً وطريقة، من بيت العلم والزهد.

وصنف الامام أبو المظفر التفسير في ثلاث مجلدات، وصنّف في الخلاف كتباً مشهورة، توفي سنة تسع وثمانين وأربعمائة ».

(٣٩)

رواية أبي علي البيهقي

لقد روى أبو علي إسماعيل بن أحمد بن الحسين البيهقي حديث مدينة العلم، كما علمت سابقاً من عبارة ( المناقب ) لأخطب خطباء خوارزم.

١٣٣

ترجمته:

١ - ابن الأثير في ( الكامل - حوادث: ٥٠٧ ).

٢ - أبو الفداء في ( المختصر - حوادث: ٥٠٧ ).

٣ - ابو الوردي في ( تتمة المختصر - حوادث ٥٠٧ ).

٤ - السبكي في ( طبقات الشافعية الوسطى - مخطوط ).

٥ - الأسنوي في ( طبقات الشافعية ١ / ٢٠٠ ).

٦ - ابن شحنة في ( روضة المناظر - حوادث: ٥٠٧ ).

وغيرهم. قال ابن الأثير: « وإسماعيل بن أحمد بن الحسين بن علي، أبو علي، ابن أبي بكر البيهقي، الامام ابن الامام، ومولده سنة ثمان وعشرين وأربعمائة، وتوفي بمدينة بيهق، ولوالده تصانيف كثيرة مشهورة ».

(٤٠)

رواية شيرويه الديلمي

رواه حيث قال: « أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد العلم فليأت الباب »(١) .

ترجمته:

١ - الرافعي في ( التدوين ٣ / ٨٥ ).

٢ - الذهبي في ( تذكرة الحفاظ ٤ / ١٢٥٩ ) و ( العبر ٤ / ١٨ ) وغيرهما.

٣ - اليافعي في ( مرآة الجنان - حوادث: ٥٠٩ ).

٤ - الأسنوي في ( طبقات الشافعية ٢ / ١٠٤ ).

____________________

(١). فردوس الأخبار ١ / ٧٦.

١٣٤

٥ - السبكي في ( طبقات الشافعية ٧ / ١١١ ).

٦ - ابن قاضي شهبة في ( طبقات الشافعية ١ / ٢٩٢ ).

٧ - السيوطي في ( طبقات الحفاظ: ٤٥٧ ).

٨ - المناوي في ( فيض القدير ١ / ٢٨ ).

وغيرهم، وستقف على ترجمته بالتفصيل في موضعه إن شاء الله تعالى.

هذا، ولا يخفى على أهل العلم أن كتاب ( الفردوس ) في أعلى درجات الاعتبار والشهرة لدى العلماء الأعلام، وجهابذة الحديث والأخبار، كما نصّ مؤلفه ( الديلمي ) في ديباجته على أنه قد انتقى أحاديثه من الأحاديث الصحاح والغرائب والأفراد، وصرح بخلوّه عن الأكاذيب الموضوعات.

كما أشاد ولده بفضل هذا الكتاب وشأنه في ( مسند الفردوس )، وكذا السيد على الهمداني في ( روضة الفردوس ) فراجع.

(٤١)

رواية العاصمي

رواه في ( زين الفتى في تفسير سورة هل أتى ) حيث قال: « ذكر مشابه أبينا آدمعليه‌السلام : أما آدمعليه‌السلام ، فإنّه قد وقعت المشابهة بين المرتضى وبينهعليه‌السلام بعشرة أشياء: أوّلها: بالخلق والطينة، والثاني: بالمكث والمدة، والثالث: بالصاحبة والزوجة، والرابع: بالتزويج والخلعة، والخامس: بالعلم والحكمة، والسادس: بالذهن والفطنة، والسابع: بالأمر والخلافة، والثامن: بالأعداء والمخالفة، والتاسع: بالوفاة والوصية والعاشر: بالأولاد والعترة ».

قال: « وأما بالعلم والحكمة فإنّ الله تعالى قال لآدمعليه‌السلام :( وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْماءَ كُلَّها ) ففضّل بالعلم العباد الذين كانوا لا يعصون الله ما أمرهم

١٣٥

ويفعلون بما يؤمرون، واستحق بذاك منهم السجود له، فكما لا يصير العلم جهلاً والعالم جاهلاً فكذلك لم يصر آدم المفضل بالعلم مفضولاً، وكذلك حال من فضل بالعلم، وأما من فضل بالعبادة فربّما يصير مفضولاً، لأن العابد ربما يسقط عن درجة العبادة إن تركها معرضاً عنها، أو توانى فيها تغافلاً منها فيسقط فضله، ولذلك قيل: بالعلم ويعلو ولا يعلى، والعالم يزار ولا يزور، ومن ذلك وجوب الوصف لله سبحانه بالعلم والعالم وفساد الوصف له بالعبادة والعابد، ولذلك منَّ على نبيهعليه‌السلام بقوله:( وَعَلَّمَكَ ما لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكانَ فَضْلُ اللهِ عَلَيْكَ عَظِيماً ) فعظّم الفضل عليه بالعلم دون سائر ما أكرمه به من الخصال والأخلاق، وما فتح عليه البلاد والآفاق.

وكذلك المرتضى رضوان الله عليه، فضّل بالعلم والحكمة ففاق بهما جميع الأمة ما خلا الخلفاء الماضين رضي الله عنهم أجمعين، ولذلك وصفه الرسولعليه‌السلام بهما حيث قال: يا علي ملئت علماً وحكمة، وذكر في الحديث عن المرتضى رضوان الله عليه: إن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان ذات ليلة في بيت أم سلمة فبكرت إليه بالغداة، فإذا عبد الله بن عباس بالباب، فخرج النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلى المسجد وأنا عن يمينه وابن عباس عن يساره فقال النبيعليه‌السلام : يا علي ما أول نعم الله عليك؟ قال: أن خلقني فأحسن خلقي. قال: ثم ما ذا؟ قال: أن عرّفني نفسه، قال: ثم ما ذا؟ قال قلت: وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها. قال: فضرب النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على كتفي وقال: يا علي ملئت علماً وحكمة. ولذلك قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أنا مدينة العلم وعلي بابها، وفي بعض الروايات: أنا دار الحكمة وعلي بابها.

أخبرني شيخي محمد بن أحمدرحمه‌الله ، قال حدثنا أبو سعيد الرازي، قال قرئ على أبي الحسن بن محمد بن مهرويه القزويني بها في الجامع وأنا اسمع، قال حدّثنا أبو أحمد داود بن سليمان بن وهب الفراء قال حدثني علي بن موسى الرضا، قال حدثني أبي موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن

١٣٦

أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي عن أبيه علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأت الباب. ولهذا الحديث طرق أخر نذكرها في فصل خصائص المرتضى رضوان الله عليه إن شاء الله عز وجلّ ».

ورواه في « ذكر مشابه داود ذي الأيد صلوات الله وسلامه عليه » قال:

« ووقعت المشابهة بين المرتضى رضوان الله عليه وبين داودعليه‌السلام بثمانية أشياء والثامن بفصل الخطاب وأما فصل الخطاب فقوله تعالى:( وَآتَيْناهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطابِ ) فكذلك المرتضى رضوان الله عليه أوتي من فصل الخطاب كما ذكرناه في معنى قولهعليه‌السلام : أنا مدينة العلم وعلي بابها، وفي فصل قضائه ».

ورواه أيضاً في « أسماء الامامعليه‌السلام » حيث ذكر فيها « باب مدينة العلم وباب دار الحكمة » ثم قال: وأما باب مدينة العلم فإنه أخبرنا محمد بن أبي زكريارحمه‌الله ، قال فيما أجاز لنا أبو حفص بن عمر، قال أخبرنا أبوبكر بن إسحاق قال أخبرنا العباس بن الفضل قال حدثنا أبو الصلت الهروي قال حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس قال قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : أنا مدينة العلم وعلي بابها ».

(٤٢)

إثبات الحكيم السنائي

لقد أرسله أبو المجد مجدود بن آدم الشهير بالحكيم السنائي في كتاب [ حديقة الحقيقة والشريعة والطريقة ] إرسال المسلم حيث قال ما نصه « في مناقب زوج البتول وابن عم الرسول أبي الحسن والحسين، المبارز الكرار غير الفرار،

١٣٧

غالب الجيش، سيد المهاجرين والأنصار أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه: من أحبّ علياً فقد استمسك بالعروة الوثقى، الذي أنزل الله تعالى في شأنه:( إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ ) وقال النبيعليه‌السلام : أنا مدينة العلم وعلي بابها. وقال: يا علي أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبي بعدي. وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله. وقال: من كنت مولاه فعلي مولاه. وقال جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: دخلت عائشة رضي الله عنها وعن أبيها على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال: يا عائشة ما تقولين في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه؟ فأطرقت ملياً ثم رفعت رأسها فقالت بيتين:

إذا ما التبرحك على المحك

تبين غشه من غير شك

و فينا الغش والذهب المصفى

على بيننا شبه المحك »

وفي [ حديقة الحقيقة ] في مدح الامامعليه‌السلام :

« آل يس شرف بدو ديده

ايزد او را بعلم بگزيده

مر نبى را وصى وهم داماد

جان پيغمبر از جمالش شاد

كتب ناديده بود خوانده بود بدل

علم هر دو جهان ورا حاصل

بفصاحت جو او سخن گفتى

مستمع زان حديث در سفتى

لطف او بود لطف پيغمبر

عنف او عنف شير شرزه نر

خوانده در دين وملك مختارش

هم در علم وهم علمدارش »

ترجمته:

١ - عبد الرحمن الجامي في ( نفخات الأنس من حضرات القدس ٥٩٥ ).

٢ - دولت شاهالسمرقندي في ( تذكرة الشعراء ١٠٦ ).

٣ - مجد الدينالبدخشاني في ( جامع السلاسل - مخطوط ).

١٣٨

وغيرهم وقد عدّه ( الدهلوي ) في ( التحفة ) من كبار أهل السنة المقبولين لديهم، ومن أجلة عظمائهم الذين جمعوا بين الشريعة والطريقة كما استشهد بشعرٍ له في تفسيره ( فتح العزيز ) معبّراً عنه بـ « بعض المحققين ».

هذا، وقد ذكر الكاتب الجلبي كتابه المذكور بقوله: « حديقة الحقيقة وشريعة الطريقة المعروف بفخري نامه، فارسي منظوم لأبي المجد - محمد - بن آدم الشهير بالحكيم السنائي المتوفى سنة ٥٢٥، نظمه من بحر الخفيف لبهرام شاه القونوي السبكتكيني، ورتّب على عشرين بابا في التوحيد وكلام الله ونعت الرسول وفضل الصحابة والخلفاء وفضل السيدين الشهيدين، والامامين أبي حنيفة والشافعي، والعقل والعلم والعشق والقلب والتصوف وصفة البشر والشيخوخة وغور الغفلة والحكمة والشهوة وصنعة الأفلاك والربيع. ومدح بهرام شاه ومدح ولده دولت شاه. والحكم والأمثال. فرغ من نظمه سنة ٥٢٤ »(١) .

(٤٣)

رواية شهردار الديلمي

لقد روى حديث مدينة العلم في كتابه ( مسند الفردوس ) الذي خرج فيه سند كل حديث رواه والده في كتاب ( الفردوس ). قال المناوي في ( فيض القدير ) « فر للديلمي في مسند الفردوس المسمى بمأثور الخطاب المخرج على كتاب الشهاب، والفردوس للامام عماد الاسلام أبي شجاع الديلمي، ألّفه محذوف الأسانيد مرتّباً على الحروف ليسهل حفظه، وأعلم بإزائها بالحروف للمخرجين كما مر، ومسنده لولده سيد الحفاظ أبي منصور شهردار بن شيرويه، خرّج سند كل حديث تحته وسمّاه: إبانة الشبهة في معرفة كيفية الوقوف على ما في كتاب الفردوس من علامات الحروف »(٢) .

____________________

(١). كشف الظنون ١ / ٦٤٥.

(٢). فيض القدير ١ / ٢٨.

١٣٩

وقد تقدم ذكر رواية والده الحديث في كتاب ( الفردوس ).

ترجمته:

١ - الذهبي في ( العبر - حوادث: ٥٥٨ ).

٢ - السبكي في ( طبقات الشافعية ٤ / ٢٢٩ ).

٣ - الأسنوي في ( طبقات الشافعية ٢ / ١٠٥ ).

٤ - ابن قاضي شهبة في ( طبقات الشافعية ١ / ٣٢٤ ).

٥ - ( الدهلوي ) في ( بستان المحدثين ).

وقد تقدّم عن المناوي وصفه إياه بسيد الحفاظ.

(٤٤)

إثبات السمعاني

لقد قال السمعاني ما نصه:

« الشهيد - بفتح الشين المعجمة وكسر الهاء وسكون الياء المعجمة بنقطتين من تحتها وفي آخرها الدال المهملة - اشتهر بهذا الاسم جماعة من العلماء المعروفين قتلوا فعرفوا بالشهيد، أوّلهم ابن باب مدينة العلم وريحانة رسول الله الشهيد ابن الشهيد الحسين بن علي سيد شبّان أهل الجنة، وكان يكنّى أبا عبد الله »(١) .

ترجمته:

١ - ابن الأثير في ( الكامل - حوادث: ٥٦٢ ) و ( اللباب - السمعاني ).

٢ - المحب ابن النجار في ( تاريخه - مخطوط ).

____________________

(١). الأنساب - الشهيد.

١٤٠

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

عن أبيه، عن سعد بن عبدالله، عن محمّد بن عبدالله الرازي، عن الحسين ابن سيف بن عميرة، عن أبيه، عن أبي بكر الحضرمي، عن أبي جعفر الباقر( عليه‌السلام ) قال: قلت له: أي البقاع أفضل بعد حرم الله وحرم رسوله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ )؟ فقال: الكوفة، يا أبا بكر، هي الزكيّة الطاهرة فيها قبور النبيين المرسلين وغير المرسلين والأَوصياء الصادقين، وفيها مسجد سهيل الذي لم يبعث الله نبياً إلّا وقد صلّى فيه، وفيها يظهر عدل الله، وفيها يكون قائمه والقوام من بعده(١) ، وهي منازل النبيين والأَوصياءِ والصالحين.

[ ١٩٣٨٩ ] ٤ - محمّد بن علي بن الحسين في ( معاني الأَخبار ) عن أبيه، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن أبي عبدالله الرازي، عن الحسن بن علي بن أبي عثمان، عن موسى بن بكر، عن أبي الحسن موسى بن جعفر، عن أبيه، عن آبائه (عليهم‌السلام ) قال: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : إنّ الله اختار من البلدان أربعة، فقال عزّ وجلّ:( وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ * وطُورِ سِينِين * وَهَذا الْبَلَدِ الأَمِينِ ) (٢) التين: المدينة، والزيتون: بيت المقدس، وطور سينين: الكوفة، وهذا البلد الأَمين مكّة.

[ ١٩٣٩٠ ] ٥ - وعن المظفر بن جعفر العلوي، عن جعفر بن محمّد بن مسعود، عن أبيه، عن الحسين بن أشكيب، عن عبد الرحمن بن حماد، عن أحمد بن الحسن، عن صدقة بن حسان، عن مهران بن أبي نصر، عن

____________________

(١) يمكن أن يكون المراد بالقوام من بعده نوابه، وخلفاؤه في زمانه، كقوله تعالى:( فَمَنْ يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللهِ ) ( الجاثية ٤٥: ٢٣ ) فالبعديّة بمعنى المغايرة لا الزمانيّة، ويمكن أن يكون المراد الائمة الذين يقومون في الرجعة بعده، وقد حققت هذا المعنى في آخر رسالة الرجعة. « منه قده ».

٤ - معاني الأَخبار: ٣٦٤ / ١.

(٢) التين ٩٥: ١ - ٣.

٥ - معاني الأَخبار: ٣٧٣ / ١.

٣٦١

يعقوب بن شعيب، عن أبي سعيد الاسكاف(١) ، عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: قال أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) :( وَآوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعينٍ ) (٢) قال: الربوة: الكوفة، والقرار: المسجد، والمعين: الفرات.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك في الصلاة(٣) ، وغيرها(٤) ، ويأتي ما يدلّ عليه(٥) .

١٧ - باب أنّ حرم المدينة من عاير إلى وعير، لا يُعضد شجره، ولا بأس بصيده إلّا ما صيد بين الحرّتين

[ ١٩٣٩١ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن أبي علي الأَشعري، عن الحسن بن علي الكوفي، عن علي بن مهزيار، عن فضالة بن أيوب، عن معاوية بن عمّار، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : إنّ مكّة حرم الله حرمها إبراهيم (عليه‌السلام ) ، وإنّ المدينة حرمي ما بين لابتيها حرم لا يُعضد شجرها، وهو ما بين ظلّ عاير إلى ظلّ وعير، ليس صيدها كصيد مكّة، يؤكل هذا ولا يؤكل ذاك، وهو بريد.

____________________

(١) في المصدر: سعد الإِسكاف.

(٢) المؤمنون ٢٣: ٥٠.

(٣) تقدم في الأبواب ٤٣ - ٤٧ و ٥٧ و ٦٠ و ٦٣ من أبواب أحكام المساجد، وفي الباب ٢٥ من أبواب صلاة المسافر.

(٤) تقدم في الباب ٩ من هذه الأبواب، وما يدل على بعض المقصود في الباب ١٥ من أبواب مقدمات الطواف.

(٥) يأتي في الباب ١٧ من هذه الأبواب.

الباب ١٧

فيه ١٣ حديثاً

١ - الكافي ٤: ٥٦٤ / ٥.

٣٦٢

ورواه الشيخ بإسناده عن محمّد بن يعقوب مثله(١) .

[ ١٩٣٩٢ ] ٢ - وعنه، عن محمّد بن عبد الجبّار، عن صفوان بن يحيى، عن ابن مسكان، عن الحسن الصيقل قال: قال أبو عبدالله (عليه‌السلام ) : كنت عند زياد بن عبدالله وعنده ربيعة الرأي، فقال زياد: ما الذي حرم رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) من المدينة؟ فقال له: بريد في بريد، فقال لربيعة: وكان على عهد رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) أميال، فسكت ولم يجبه، فأقبل عليّ زياد فقال: يا أبا عبدالله، ما تقول أنت؟ فقلت، حرم رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) من المدينة ما بين لابتيها، قال: وما بين لابتيها؟ قلت: ما أحاطت به الحرار(٢) ، قال: وما حرم من الشجر؟ قلت: من عاير إلى وعير.

قال صفوان: قال ابن مسكان: قال الحسن: فسأله رجل وأنا جالس فقال له: وما بين لابتيها، قال: ما بين الصورين(٣) إلى الثنية(٤) .

ورواه الشيخ بإسناده عن الحسين بن سعيد، عن صفوان نحوه، إلى قوله من عير إلى وعير(٥) .

[ ١٩٣٩٣ ] ٣ - قال الكليني: وفي رواية ابن مسكان، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) قال: حدّ ما حرّم رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) من

____________________

(١) التهذيب ٦: ١٢ / ٢٣.

٢ - الكافي ٤: ٥٦٤ / ٣، ومعاني الأَخبار: ٣٣٧ / ٢.

(٢) في التهذيب: الحرتان ( هامش المخطوط ).

(٣) الصوران: موضع بالمدينة بالبقيع. ( معجم البلدان ٣: ٤٣٢ ).

(٤) الثنية: هي العقبة في الجبل فيها طريق مسلوك، والمراد هنا ثنية الوداع في المدينة المنورة من جهة مكّة. ( معجم البلدان ٢: ٨٦ ).

(٥) التهذيب ٦: ١٣ / ٢٦.

٣ - الكافي ٤: ٥٦٤ / ٤.

٣٦٣

المدينة من ذباب(١) إلى واقم(٢) والعريض(٣) والنقب(٤) من قبل مكّة.

ورواه الصدوق في ( معاني الأَخبار ) عن محمّد بن الحسن، عن الصفار، عن العباس بن معروف، عن علي بن مهزيار، عن الحسين بن سعيد، عن محمّد بن سنان، عن ابن مسكان مثله، ثمّ قال: قال ابن مسكان: وفي حديث آخر: من الصورين إلى الثنية(٥) .

وروى الذي قبله بهذا الإِسناد عن الحسين بن سعيد عن صفوان بن يحيى مثله، إلّا أنّه قال: من المدينة من الصيد ما بين لابتيها.

محمّد بن علي بن الحسين بإسناده عن أبي بصير مثله(٦) .

[ ١٩٣٩٤ ] ٤ - وبإسناده عن أبان، عن أبي العباس - يعني الفضل بن عبد الملك - قال: قلت لأَبي عبدالله (عليه‌السلام ) : حرّم رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) المدينة؟ فقال: نعم، حرّم بريداً في بريد غضاها(٧) ، قال: قلت: صيدها، قال: لا، يكذب الناس.

ورواه الكليني، عن حميد بن زياد، عن الحسن بن محمّد بن سماعة، عن غير واحد، عن أبان(٨) .

____________________

(١) ذباب: جبل بالمدينة المنورة. ( معجم البلدان ٣: ٣ ).

(٢) واقم: حصن من حصون المدينة المنورة وحرة واقم إلى جانبه. ( معجم البلدان ٥: ٣٥٤ ).

(٣) العريض: وادٍ بالمدينة المنورة. ( معجم البلدان ٤: ١١٤ ).

(٤) النقب: موضع في المدينة المنورة يعرف بنقب بني دينار من بني النجار. ( معجم البلدان ٥: ٢٩٨ ).

(٥) معاني الأَخبار: ٣٣٧ / ٣.

(٦) الفقيه ٢: ٣٣٦ / ١٥٦٥.

٤ - الفقيه ٢: ٣٣٧ / ١٥٦٨.

(٧) الغضى: شجر تأكله الإِبل ويستعمل وقودا. انظر ( الصحاح - غضى - ٦: ٢٤٤٧ ).

(٨) الكافي ٤: ٥٦٣ / ٢.

٣٦٤

ورواه الشيخ بإسناده عن محمّد بن يعقوب(١) .

أقول: حمل الشيخ هذا والذي قبله في عدم تحريم الصيد على ما عدا ما بين الحرتين لما مضى(٢) ، ويأتي(٣) .

[ ١٩٣٩٥ ] ٥ - وبإسناده عن زرارة بن أعين، عن أبي جعفر (عليه‌السلام ) قال: حرم رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) المدينة ما بين لابتيها صيدها، وحرّم ما حولها بريدا في بريد، أن يختلى خلاها أو يعضد شجرها إلّا عودي الناضح.

[ ١٩٣٩٦ ] ٦ - قال: وروي أنّ لابتيها ما أحاطت به الحرار.

[ ١٩٣٩٧ ] ٧ - قال: وروي أنّ(٤) ما بين الصورين إلى الثنية، والذي حرّمه من الشجر ما بين ظلّ عائر إلى فئ وعير، وهو حرم(٥) ، وليس صيدها كصيد مكّة، يؤكل هذا ولا يؤكل ذاك.

[ ١٩٣٩٨ ] ٨ - وبإسناده عن يونس بن يعقوب أنّه قال لأَبي عبدالله (عليه‌السلام ) : يحرم عليّ في حرم رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) ما يحرّم عليّ في حرم الله؟ قال: لا.

[ ١٩٣٩٩ ] ٩ - وبإسناده عن عبدالله بن سنان قال: قال أبو عبدالله( عليه

____________________

(١) التهذيب ٦: ١٣ / ٢٤.

(٢) مضى في الحديثين ٢ و ٣ من هذا الباب.

(٣) يأتي في الأَحاديث ٥ و ٩ و ١١ و ١٢ و ١٣ من هذا الباب.

٥ - الفقيه ٢: ٣٣٦ / ١٥٦٢.

٦ - الفقيه ٢: ٣٣٦ / ١٥٦٣.

٧ - الفقيه ٢: ٣٣٦ / ١٥٦٤.

(٤) في المصدر: وروي في خبر آخر: أن ما بين لابتيها.

(٥) في نسخة: وهو الذي حرّم.

٨ - الفقيه ٢: ٣٣٧ / ١٥٦٧.

٩ - الفقيه ٢: ٣٣٧ / ١٥٦٦.

٣٦٥

السلام) : يحرم من الصيد في المدينة(١) ما صيد بين الحرتين.

ورواه الشيخ بإسناده عن الحسين بن سعيد، عن صفوان والنضر وحماد، عن عبدالله بن المغيرة، عن عبدالله بن سنان مثله(٢) .

[ ١٩٤٠٠ ] ١٠ - وفي ( معاني الأَخبار ) عن محمّد بن الحسن، عن الحسين ابن الحسن بن أبان، عن الحسين بن سعيد، عن حماد بن عيسى، وفضالة، عن معاوية بن عمّار قال: سمعت أبا عبدالله (عليه‌السلام ) يقول: ما بين لابتي المدينة ظلّ عائر إلى ظلّ وعير حرم، قلت: طائره كطائر مكّة؟ قال: لا، ولا يعضد شجرها.

[ ١٩٤٠١ ] ١١ - قال: وروي أنّه يحرم من صيد المدينة ما صيد بين الحرّتين.

[ ١٩٤٠٢ ] ١٢ - محمّد بن الحسن الصفار في ( بصائر الدرجات الكبير ) عن يعقوب بن يزيد ومحمّد بن عيسى، جميعاً، عن زياد القندي، عن محمّد بن عمّارة، عن فضيل بن يسار قال: سألته - إلى أنّ قال - فقال: إن الله أدّب نبيّه فأحسن تأديبه، فلمّا ائتدب فوّض إليه، فحرّم الله الخمر، وحرم رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) كل مسكر فأجاز الله له ذلك، وحرّم الله مكّة وحرّم رسول الله المدينة فأجاز الله ذلك كلّه له الحديث.

[ ١٩٤٠٣ ] ١٣ - وعنه، عن زياد، عن عبدالله بن سنان، عن أبي عبدالله

____________________

(١) في المصدر: يحرم من صيد المدينة.

(٢) التهذيب ٦: ١٣ / ٢٥.

١٠ - معاني الأَخبار: ٣٣٨ / ٤.

١١ - معاني الأَخبار: ٣٣٨ / ذيل الحديث ٤.

١٢ - بصائر الدرجات: ٤٠٠ / ١٢، وأورد منه في الحديث ٢٧ من الباب ١٥ من أبواب الاشربة المحرمة.

١٣ - بصائر الدرجات: ٤٠١ / ١٣، وأورد قطّعة منه في الحديث ١٧ من الباب ٢٠ من أبواب =

٣٦٦

( عليه‌السلام ) - في حديث - قال: إنّ الله لما أدّب نبيّه ائتدب ففوض إليه، وإنّ الله حرّم مكّة، وإنّ رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) حرّم المدينة، فأجاز الله له، وإنّ الله حرّم الخمر، وإنّ رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) حرّم كل مسكر، فأجاز الله له.

١٨ - باب استحباب زيارة فاطمة ( عليها‌السلام ) وموضع قبرها

[ ١٩٤٠٤ ] ١ - محمّد بن الحسن بإسناده عن محمّد بن أحمد بن داود، عن علي بن حبشي بن قوني، عن علي بن سليمان الزراريّ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن محمّد بن إسماعيل، عن الخيبري، عن يزيد ابن عبد الملك، عن أبيه، عن جده قال: دخلت على فاطمة (عليها‌السلام ) فبدأتني بالسلام، ثم قالت: ما غدا بك؟ قلت: طلب البركة، قالت: أخبرني أبي وهو ذا أنّه(١) من سلّم عليه وعليّ ثلاثة أيّام أوجب الله له الجنّة، قلت لها: في حياته وحياتك؟ قالت: نعم وبعد موتنا.

[ ١٩٤٠٥ ] ٢ - وعنه، عن محمّد بن وهبان، عن الحسن بن محمّد بن الحسن السيرافي، عن العباس بن الوليد بن العباس المنصوري، عن إبراهيم ابن محمّد بن عيسى العريضي، قال: حدّثنا أبوجعفر (عليه‌السلام ) ذات يوم قال: إذا صرت إلى قبر جدتك (عليها‌السلام )(٢) فقل: « يا ممتحنة

____________________

= ميراث الابوين والاولاد.

وتقدّم ما يدلّ ذلك في الحديث ٤ من الباب ٨٧ من أبواب تروك الإِحرام.

الباب ١٨

فيه ٥ أحاديث

١ - التهذيب ٦: ٩ / ١٨.

(١) في المصدر: وهوذا ، هوأنه.

٢ - التهذيب ٦: ٩ / ١٩.

(٢) في المصدر: جدتك فاطمة (عليها‌السلام )

٣٦٧

امتحنك(١) الذي خلقك قبل أن يخلقك فوجدك لما امتحنك صابرة، وزعمنا أنّا لك أولياء ومصدّقون وصابرون لكلّ ما أتانا به أبوك (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) ، وأتى به وصيه(٢) ، فإنّا نسألك إن كنّا صدقناك إلا ألحقتنا بتصديقنا لهما(٣) لنبشر أنفسنا بأنّا قد طهرنا بولايتك ».

[ ١٩٤٠٦ ] ٣ - وبإسناده عن محمّد بن أحمد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد(٤) ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال: سألت أبا الحسن (عليه‌السلام ) عن قبر فاطمة (عليها‌السلام ) ، فقال: دفنت في بيتها فلمّا زادت بنو أُمية في المسجد صارت في المسجد.

ورواه الكليني، عن علي بن محمّد وغيره، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن الرضا (عليه‌السلام )(٥) .

ورواه الصدوق بإسناده عن البزنطي(٦) .

ورواه أيضاً مرسلاً(٧) .

ورواه في ( عيون الأَخبار ) عن أبيه، ومحمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد، وأحمد بن محمّد بن يحيى، ومحمّد بن علي ماجيلويه، ومحمّد بن موسى بن المتوكل جميعاً، عن محمّد بن يحيى وأحمد بن إدريس جميعاً،

____________________

(١) في المصدر زيادة: الله.

(٢) في المصدر: وأتانا به وصيه (عليه‌السلام )

(٣) في المصدر: لهما بالبشرى.

٣ - التهذيب ٣: ٢٥٥ / ٧٠٥.

(٤) « أحمد بن محمّد » ليس في المصدر.

(٥) الكافي ١: ٣٨٣ / ٩.

(٦) لم نعثر في الفقيه المطبوع.

(٧) الفقيه ١: ١٤٨ / ٦٨٤ و ٢: ٣٤١ / ١٥٧٥.

٣٦٨

عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطي(١) .

وفي ( معاني الأَخبار ) عن أبيه، عن محمّد بن يحيى، عن سهل بن زياد مثله(٢) .

[ ١٩٤٠٧ ] ٤ - محمّد بن علي بن الحسين قال: اختلفت الروايات في موضع قبر فاطمة (عليها‌السلام ) فمنهم من روى: أنّها دفنت في البقيع، ومنهم من روى أنّها دفنت بين القبر والمنبر، وأنّ النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) قال: ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنّة، لأَنّ قبرها بين القبر والمنبر، ومنهم من روى:أنّها دفنت في بيتها فلمّا زادت بنو أُميّة في المسجد صارت في المسجد.

قال: وهذا هو الصحيح عندي، ونحوه قال المفيد(٣) ، والشيخ(٤) .

[ ١٩٤٠٨ ] ٥ - ( وفي معاني الأَخبار ) عن محمّد بن موسى بن المتوكل، عن السعد آبادي، عن البرقي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) قال: قال رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) : ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنّة، ومنبري على ترعة من ترع الجنّة، لأَنّ قبر فاطمة (عليها‌السلام ) بين قبره ومنبره، وقبرها روضة من رياض الجنّة وإليه ترعة من ترع الجنّة.

قال الصدوق: قد روي هذا الحديث هكذا، والصحيح عندي في موضع قبر فاطمة (عليها‌السلام ) ما رواه البزنطي، وذكر الحديث السابق.

____________________

(١) عيون أخبار الرضا (عليه‌السلام ) ١: ٣١١ / ٧٦.

(٢) معاني الأَخبار: ٢٦٨ / ذيل الحديث ١.

٤ - الفقيه ٢: ٣٤١ / ١٥٧٣ و ١٥٧٤ و ١٥٧٥.

(٣) راجع المقنعة: ٧١.

(٤) راجع مصباح المتهجد: ٦٥٣.

٥ - معاني الأَخبار: ٢٦٧ / ١.

٣٦٩

أقول: هذا والروايات المشار إليها سابقاً محمولة على التقيّة لموافقتها لأَقوال العامة.

١٩ - باب استحباب النزول بالمُعَرَّس (*) لمن مرّ به واردا ً من مكة، والصلاة فيه، والاضطجاع به ليلاً كان أو نهاراً، وعدم استحباب الغسل له

[ ١٩٤٠٩ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، وعن محمّد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن صفوان بن يحيى، وابن أبي عمير، عن معاوية بن عمّار قال: قال أبو عبدالله (عليه‌السلام ) : إذا انصرفت من مكة إلى المدينة وانتهيت إلى ذي الحليفة وأنت راجع إلى المدينة من مكة فائت معرس النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) فأنّ كنت في وقت صلاة مكتوبة أو نافلة فصلّ فيه، وأنّ كان في غير وقت صلاة مكتوبة فانزل فيه قليلاً، فإنّ رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) قد كان يعرس فيه ويصلّي فيه.

محمّد بن علي بن الحسين بإسناده عن معاوية بن عمّار مثله(١) .

[ ١٩٤١٠ ] ٢ - وبإسناده عن العيص بن القاسم أنّه سأل أبا عبدالله (عليه‌السلام ) عن الغسل في المعرّس؟ فقال: ليس عليك فيه غسل، والتعريس هو أنّ تصلّي فيه وتضطجع فيه ليلاً مرّ به أو نهاراً.

____________________

الباب ١٩

فيه ٥ أحاديث

(*) المعرس: مسجد ذي الحليفة، كان رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) يعرس فيه ثمّ يرحل لغزاة أو غيرها، والتعريس: نومة خفيفة. ( معجم البلدان ٥: ١٥٥ ).

١ - الكافي ٤: ٥٦٥ / ١.

(١) الفقيه ٢: ٣٣٥ / ١٥٥٩.

٢ - الفقيه ٢: ٣٣٦ / ١٥٦١.

٣٧٠

[ ١٩٤١١ ] ٣ - محمّد بن الحسن بإسناده عن موسى بن القاسم، عن العامري، عن صفوان، عن معاوية بن عمّار، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) قال: قال(١) في المعرّس - معرس النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) - إذا رجعت إلى المدينة فمرّ به وانزل وأنخ به وصلّ فيه، فإنّ رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) فعل ذلك، قلت: فإنّ لم يكن وقت صلاة؟ قال: فأقم، قلت: لا يقيمون أصحابي، قال: فصلّ ركعتين وامضه، وقال: وإنمّا المعرّس إذا رجعت إلى المدينة ليس إذا بدأت.

[ ١٩٤١٢ ] ٤ - وعنه، عن علي بن أسباط قال: قلت لعلي بن موسى (عليهما‌السلام ) : أنّ ابن الفضيل بن يسار روى عنك وأخبرنا عنك بالرجوع إلى المعرس، ولم نكن عرسنا، فرجعنا إليه، فأي شيء نصنع؟ قال: تصلّي وتضطجع قليلاً وقد كان أبوالحسن(٢) يصلّي فيه ويقعد، فقال: محمّد بن علي ابن فضال وإن(٣) مررت به في غير وقت(٤) بعد العصر؟ فقال: قد سُئل أبو الحسن (عليه‌السلام ) عن ذلك، فقال: صلّ فيه ركعتين(٥) ، فقال له محمّد ابن علي بن فضّال(٦) : أنّ مررت به ليلاً أو نهاراً نعرس فيه(٧) ؟ وإنمّا التعريس في الليل(٨) ؟ فقال: نعم، أنّ مررت به ليلاً أو نهاراً فعرّس فيه، فأنّ رسول الله (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) كان يفعل ذلك.

____________________

٣ - التهذيب ٦: ١٦ / ٣٦.

(١) في المصدر: قال لي.

٤ - التهذيب ٦: ١٦ / ٣٧، وأورد صدره عن الكافي في الحديث ٣ من الباب ٢٠ من هذه الأبواب.

(٢) في المصدر زيادة: (عليه‌السلام )

(٣) في نسخة: وأنّ قد ( هامش المخطوط ) وفي المصدر: فإن.

(٤) في المصدر زيادة: صلاة.

(٥) ليس في المصدر.

(٦) في المصدر: فقال له الحسن بن علي بن فضّال.

(٧) في المصدر: أتعرس.

(٨) في المصدر: بالليل.

٣٧١

[ ١٩٤١٣ ] ٥ - عبدالله بن جعفر في ( قرب الإِسناد ) عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن أحمد بن محمّد بن أبي، نصر عن أبي الحسن الرضا (عليه‌السلام ) نحوه، إلّا أنّه قال: فقال له علي بن فضّال(١) : فأنّ مررت به في غير وقت بعد العصر(٢) ؟ فقال: قد سُئل أبوالحسن (عليه‌السلام ) عن ذلك، فقال: ما رخّص في هذا إلّا لطواف الفريضة، فأنّ الحسن بن علي (عليهما‌السلام ) فعله، قال: يقيم(٣) حتّى يدخل وقت الصلاة.

ورواه الكليني، عن أبي علي الأَشعري، عن ابن فضال، عن ابن أسباط، عن أبي الحسن (عليه‌السلام )(٤) .

أقول: ويأتي ما يدلّ على ذلك أنّ شاء الله(٥) .

٢٠ - باب استحباب الرجوع إلى المعرَّس لمن تجاوزه

[ ١٩٤١٤ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن الحجال، عن الحسن بن علي(٦) ، عن علي بن أسباط، عن بعض أصحابنا، أنّه لم يعرّس فأمره الرضا (عليه‌السلام ) أن ينصرف فيعرّس.

[ ١٩٤١٥ ] ٢ - وعن أبي علي الأَشعري، عن الحسن بن علي الكوفي، عن

____________________

٥ - قرب الإسناد: ١٧٣.

(١) في المصدر: محمّد بن علي بن فضّال.

(٢) في المصدر: قال بعد العصر.

(٣) في المصدر: يعتم.

(٤) الكافي ٤: ٥٦٦ / ٤.

(٥) يأتي في الباب ٢٠ الآتي من هذه الأبواب.

الباب ٢٠

فيه ٣ أحاديث

١ - الكافي ٤: ٥٦٥ / ٢.

(٦) في نسخة: الحجال والحسن بن علي.

٢ - الكافي ٤: ٥٦٥ / ٣.

٣٧٢

علي بن أسباط، عن محمّد بن القاسم بن الفضيل قال: قلت لأَبي الحسن( عليه‌السلام ) : جعلت فداك، أنّ جمّالنا مرّ بنا ولم ينزل المعرَّس، فقال: لا بدّ أن ترجعوا إليه، فرجعت إليه.

ورواه الصدوق بإسناده عن علي بن مهزيار، عن محمّد بن القاسم بن الفضيل مثله(١) .

[ ١٩٤١٦ ] ٣ - وعنه، عن ابن فضّال قال: قال ابن أسباط لأَبي الحسن (عليه‌السلام ) : إنا لم نكن عرسنا، فأخبرنا ابن القاسم بن الفضيل أنّه لم يكن عرّس، وأنّه سألك فأمرته بالعود إلى المعرّس فيعرّس فيه، فقال: نعم الحديث.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(٢) .

٢١ - باب كراهة الإِشراف على قبر النبي ( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) من فوق

[ ١٩٤١٧ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد البرقي، عن جعفر بن المثنى الخطيب قال: كنت بالمدينة وسقف المسجد الذي يشرف على القبر قد سقطّ، والفعلة يصعدون وينزلون ونحن جماعة، فقلت لأَصحابنا: من منكم له موعد يدخل على أبي عبدالله (عليه‌السلام ) الليلة؟ فقال: مهران بن أبي نصر: أنا، وقال إسماعيل بن عمّار

____________________

(١) الفقيه ٢: ٣٣٦ / ١٥٦٠.

٣ - الكافي ٤: ٥٦٦ / ٤، وأورده بتمامه عن التهذيب في الحديث ٤ ونحوه عن قرب الإِسناد والكافي في الحديث ٥ من الباب ١٩ من هذه الأبواب.

(٢) تقدم في الباب ١٩ من هذه الأبواب.

الباب ٢١

فيه حديث واحد

١ - الكافي ١: ٣٧٦ / ١.

٣٧٣

الصيرفي: أنا، فقلنا(١) : سلاه عن الصعود لنشرف على قبر النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) ؟ فلمّا كان من الغد لقيناهما فاجتمعنا جميعاً فقال إسماعيل: قد سألناه لكم عما ذكرتم فقال: لا أحب(٢) لاحد منهم أنّ يعلو فوقه، ولا آمنه أنّ يرى منه(٣) شيئاً يذهب منه بصره، أو يراه قائماً يصلّي، أو يراه مع بعض أزواجه (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ )

٢٢ - باب استحباب الصلاة في مسجد الغدير ولو نهارا ً في السفر

[ ١٩٤١٨ ] ١ - محمّد بن يعقوب، عن أبي علي الأَشعري، عن محمّد بن عبد الجبار، عن صفوان بن يحيى، عن عبد الرحمن بن الحجاج، قال: سألت أبا ابراهيم (عليه‌السلام ) عن الصلاة في مسجد غدير خم بالنهار وأنا مسافر، فقال: صلّ فيه فإنّ فيه فضلاً، وقد كان أبي يأمرّ بذلك.

ورواه الصدوق بإسناده عن صفوان(٤) .

ورواه الشيخ بإسناده عن محمّد بن يعقوب(٥) .

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك في المساجد(٦) ، ويأتي ما يدلّ عليه(٧) .

____________________

(١) في المصدر: فقلنا لهما.

(٢) في المصدر: ما أُحبّ.

(٣) ليس في المصدر.

الباب ٢٢

فيه حديث واحد

١ - الكافي ٤: ٥٦٦ / ١، وأورده في الحديث ٢ من الباب ٦١ من أبواب أحكام المساجد.

(٤) الفقيه ٢: ٣٣٥ / ١٥٥٧.

(٥) التهذيب ٦: ١٨ / ٤١.

(٦) تقدم في الباب ٦١ من أبواب أحكام المساجد.

(٧) يأتي ما يدلّ على فضل يوم الغدير في الباب ٢٨ من هذه الأبواب.

٣٧٤

٢٣ - باب استحباب زيارة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه‌السلام ) وكراهه تركها

[ ١٩٤١٩ ] ١ - الحسن بن محمّد الطوسي في ( أماليه ) عن أبيه، عن المفيد، عن جعفر بن محمّد بن قولويه، عن أبيه، عن سعد بن عبدالله، عن أحمد بن محمّد، عن الحسن بن محبوب، عن علي بن رئاب، عن محمّد بن مسلم، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) قال: ما خلق الله خلقاً أكثر من الملائكة، وإنّه لينزل كلّ يوم سبعون ألف ملك فيأتون البيت المعمور فيطوفون به، فإذا هم طافوا به نزلوا فطافوا بالكعبة، فاذا طافوا بها أتوا قبر النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) فسلموا عليه، ثمّ أتوا قبر أمير المؤمنين (عليه‌السلام ) فسلّموا عليه، ثم أتوا قبر الحسين (عليه‌السلام ) فسلموا عليه، ثمّ عرجوا، وينزل مثلهم أبدا إلى يوم القيامة.

وقال (عليه‌السلام ) : من زار قبر أمير المؤمنين عارفاً بحقّه غير متجبّر ولا متكبّر كتب الله له أجر مائة ألف شهيد، وغفر الله له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر، وبُعث من الآمنين، وهوّن عليه الحساب، واستقبلته الملائكة، فإذا انصرف شّيعته إلى منزله، فأنّ مرض عادوه، وإن مات شيّعوه(١) بالاستغفار إلى قبره الحديث.

[ ١٩٤٢٠ ] ٢ - محمّد بن الحسن بإسناده عن محمّد بن يحيى، عن أحمد ابن سليمان النيسابوري(٢) ، عن عبدالله بن محمّد اليماني(٣) ، عن منيع بن

____________________

الباب ٢٣

فيه ١١ حديثاً

١ - أمالي الطوسي ١: ٢١٨.

(١) في المصدر: تبعوه.

٢ - التهذيب ٦: ٢٠ / ٤٥، ومصباح الزائر: ٢٤.

(٢) في المصدر: حمدان بن سليمان النيسابوري.

(٣) في نسخة: عبدالله بن محمّد الثمالي ( هامش المخطوط ).

٣٧٥

الحجاج(١) ، عن يونس بن أبي وهب القصري(٢) قال: دخلت المدينة فأتيت أبا عبدالله( عليه‌السلام ) فقلت له: أتيتك ولم أزر قبر أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) ، فقال: بئس ما صنعت لولا إنك من شيعتنا ما نظرت إليك، إلّا تزور من يزوره الله تعالى مع الملائكة، ويزوره الانبياء( عليهم‌السلام ) ويزوره المؤمنون! قلت: جعلت فداك، ما علمت ذلك، قال: فاعلم أنّ أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) عند الله أفضل من الائمة كلهم، وله ثواب أعمالهم، وعلى قدر أعماله فضّلوا.

ورواه الكليني عن محمّد بن يحيى، عن حمدأنّ بن عثمان(٣) ، عن عبدالله بن محمّد اليمإنّي(٤) .

ورواه ابن قولويه في ( المزار ) عن أبيه، ومحمّد بن يعقوب، عن محمّد ابن يحيى(٥) .

ورواه المفيد في ( المقنعة ) مرسلاً عن الصادق (عليه‌السلام ) قال: من ترك زيارة أمير المؤمنين (عليه‌السلام ) لم ينظر الله إليه، إلّا تزورون من تزوره الملائكة ثمّ ذكر الحديث نحوه(٦) .

[ ١٩٤٢١ ] ٣ - وبإسناده عن محمّد بن أحمد بن داود، عن أحمد بن محمّد المجاور، عن أبي محمّد ابن المغيرة، عن الحسين بن محمّد بن مالك، عن

____________________

(١) في نسخة: متبع بن الحجاج، وفي أخرى: مسمع بن الحجاج ( هامش المخطوط ).

(٢) في مصباح الزائر: يونس بن وهيب القصري.

(٣) في الكافي: حمدأنّ بن سليمان.

(٤) الكافي ٤: ٥٧٩ / ٣.

(٥) كامل الزيارت: ٣٨.

(٦) المقنعة: ٧١.

٣ - التهذيب ٦: ٢١ / ٤٩.

٣٧٦

أخيه جعفر، عن رجاله يرفعه قال: كنت عند جعفر بن محمّد الصادق( عليهما‌السلام ) وقد ذكر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب( عليه‌السلام ) فقال ابن مارد لأَبي عبدالله( عليه‌السلام ) : ما لمن زار جدك أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) ؟ فقال: يا ابن مارد، من زار جدّي عارفاً بحقّه كتب الله له بكل خطوة حجّة مقبولة وعمرة مبرورة، والله - يا ابن مارد - ما تطعم النار قدماً تغيرت(١) في زيارة أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) ماشياً كان أو راكباً.

يا ابن مارد، أكتب هذا الحديث بماء الذهب(٢) .

ورواه ابن طاووس في ( مصباح الزائر ) عن ابن مارد(٣) ، وكذا حديث يونس، وكذا جملة من الأَحاديث السابقة والآتية.

[ ١٩٤٢٢ ] ٤ - وعنه، عن أبيه، عن الحسن بن علي بن فضّال، عن عمرو ابن إبراهيم، عن خلف بن حماد، عن عبدالله بن حسان، عن الثمالي، عن أبي جعفر (عليه‌السلام ) - في حديث حدثني به - أنّه كان في وصية أمير المؤمنين (عليه‌السلام ) أنّ أخرجوني(٤) إلى الظهر فإذا تصوبت أقدامكم واستقبلكم ريح فادفنوني، فهو أوّل طور سيناء ففعلوا ذلك.

[ ١٩٤٢٣ ] ٥ - وبهذا الإِسناد عن خلف بن حماد، عن إسماعيل، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) قال: نحن نقول بظهر الكوفة قبر لا يلوذ به ذو عاهة إلّا شفاه الله.

____________________

(١) في المصدر: ما يطعم الله النار قدما اغبرت.

(٢) فيه الامرّ بكتابة الحديث بماء الذهب، ويأتي مثله في القضاء، ولعلّه كناية عن تعظيمه والاعتناء والاهتمام بتدوينه وحفظه. « منه قده ».

(٣) مصباح الزائر: ٢٤.

٤ - التهذيب ٦: ٣٤ / ٦٩.

(٤) في نسخة: اخرجوا بي ( هامش المخطوط ).

٥ - التهذيب ٦: ٣٤ / ٧٠.

٣٧٧

[ ١٩٤٢٤ ] ٦ - وعنه، عن محمّد بن علي، عن عمه، عن أحمد بن محمّد، عن أحمد بن الفضل الخزاعي(١) ، عن عثمان بن سعيد، عن رجل، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) قال: قال: أنّ إلى جانب كوفان قبراً ما أتاه مكروب قطّ فصلّى عنده ركعتين أو أربع ركعات إلّا نفس الله كربه(٢) وقضى حاجته، قال: قلت: قبر الحسين بن علي(٣) ؟ فقال لي برأسه: لا، فقلت: قبر أمير المؤمنين(٤) ؟ فقال برأسه: نعم.

[ ١٩٤٢٥ ] ٧ - وعنه، عن علي بن محمّد بن الفضل(٥) ، عن محمّد بن محمّد، عن علي بن محمّد بن رباح وعبدالله بن أحمد بن نهيك السّمري(٦) ، عن عبيس بن هشام، عن صالح بن سعيد القمّاط، عن يونس ابن ظبيان قال: أتيت أبا عبدالله (عليه‌السلام ) - حين قدم الحيرة، وذكر حديثاً حدثناه - إلّا أنّه قال: سار معه حتّى انتهى إلى المكان الذي أراد، فقال: يا يونس اقرن دابتك، فقرنت بينهما، ( ثمّ رفع يديه، ثمّ دعا )(٧) ففهمته وعلمته فقال لي: يا يونس أتدري أي مكان هذا؟ فقلت: لا والله، ولكنّي أعلم إنّي في الصحراء، فقال: هذا قبر أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) يلتقي

____________________

٦ - التهذيب ٦: ٣٥ / ٧٣.

(١) في المصدر: أحمد بن المفضل الخزاعي.

(٢) في المصدر: إلّا نفس الله عنه كربته.

(٣) في المصدر زيادة: (عليهما‌السلام )

(٤) في المصدر زيادة: (عليه‌السلام )

٧ - التهذيب ٦: ٣٥ / ٧٤.

(٥) في المصدر: محمّد بن علي بن المفضل.

(٦) في المصدر: عن عبيد بن أحمد بن نهيك السمري.

(٧) في المصدر: ثمّ رفع يده فدعا دعاء خفيا لا أفهمه ثمّ استفتح الصلاة فقرأ فيها سورتين خفيفتين يجهر فيهما وفعلت كما فعل، ثمّ دعا (عليه‌السلام )

٣٧٨

هو ورسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) يوم القيامة.

[ ١٩٤٢٦ و ١٩٤٢٧ ] ٨ و ٩ - محمّد بن علي بن الحسين بإسناده عن صفوان بن مهران الجمال، عن الصادق (عليه‌السلام ) قال: سار وأنا معه في القادسيّة حتّى أشرف على النجف، فقال: هذا هو الجبل الذي اعتصم به ابن جدي نوح، فقال:( سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ المـَاءِ ) (١) فأوحى الله تعالى إليه:(٢) أيعتصم بك مني أحد؟ فغار في الارض، وتقطّع إلى الشام، ثمّ قال:(٣) اعدل بنا، قال: فعدلت به فلم يزل سائراً حتّى أتى الغريّ فوقف به، ثمّ أتى القبر(٤) فساق السلام من آدم على نبي نبي (عليهم‌السلام ) وأنا أسوق السلام معه، حتّى وصلّ السلام إلى النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) ثمّ خرّ على القبر فسلم عليه وعلا نحيبه، ثمّ قام فصلّى أربع ركعات.

وفي خبر آخر: ست ركعات، وصلّيت معه، فقلت(٥) : يا ابن رسول الله ما هذا القبر؟ فقال: هذا قبر(٦) جدي علي بن أبي طالب (عليه‌السلام )(٧) .

[ ١٩٤٢٨ ] ١٠ - محمّد بن محمّد المفيد في ( المقنعة ) عن الصادق، عن آبائهعليهم‌السلام ، عن النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) قال: من زار عليّاً بعد وفاته فله الجنّة.

____________________

٨ و ٩ - الفقيه ٢: ٣٥١ / ١٦١٢.

(١) هود ١١: ٤٣.

(٢) في المصدر زيادة: ياجبل.

(٣) في المصدر: ثمّ قال (عليه‌السلام )

(٤) في المصدر: فوقف على القبر.

(٥) في المصدر: وقلت له.

(٦) في المصدر: هذا القبر قبر.

(٧) الفقيه ٢: ٣٥٢ / ١٦١٣.

١٠ - المقنعة: ٧١.

٣٧٩

[ ١٩٤٢٩ ] ١١ - وعن الصادق (عليه‌السلام ) إنّ أبواب السماء لتفتح عند دعاء الزائر لامير المؤمنين (عليه‌السلام ) فلا تكن عن الخير نوّاماً.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(١) ، ويأتي ما يدلّ عليه(٢) .

٢٤ - باب استحباب زيارة أمير المؤمنين ( عليه‌السلام ) ماشياً ذهاباً وعودا ً

[ ١٩٤٣٠ ] ١ - محمّد بن الحسن بإسناده عن محمّد بن أحمد بن داود، عن محمّد بن همام قال: وجدت في كتاب كتبه ببغداد جعفر بن محمّد قال: حدّثنا عن محمّد بن الحسن الرازي، عن الحسين بن إسماعيل الصميري(٣) ، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) قال: من زار أمير المؤمنين (عليه‌السلام ) ماشياً كتب الله له بكل خطوة حجّة وعمرة، فأنّ رجع ماشياً كتب الله له بكلّ خطوة حجتّين وعمرتين.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك(٤) ، ويأتي ما يدلّ عليه(٥) .

____________________

١١ - المقنعة: ٧١.

(١) تقدّم في الباب ٢ من هذه الأبواب.

(٢) يأتي في الأبواب ٢٤ - ٣٠ و ٣٢ وفي الحديث ٢٩ من الباب ٣٧ وفي الحديث ٦ من الباب ٨٠ وفي الأبواب ٨٤ و ٨٦ و ٩٥ و ٩٦ وفي الأَحاديث ٥ و ١٠ و ١١ من الباب ٩٧ من هذه الأبواب.

الباب ٢٤

فيه حديث واحد

١ - التهذيب ٦: ٢٠ / ٤٦.

(٣) في نسخة: الحسين بن إسماعيل البصري ( هامش المخطوط ).

(٤) تقدّم في الحديث ٣ من الباب ٢٣ من هذه الأبواب.

(٥) يأتي في الحديث ٧ من الباب ٢٩ من هذه الأبواب.

٣٨٠

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620