وسائل الشيعة الجزء ١٤

وسائل الشيعة9%

وسائل الشيعة مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 620

المقدمة الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠
  • البداية
  • السابق
  • 620 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 353606 / تحميل: 7108
الحجم الحجم الحجم
وسائل الشيعة

وسائل الشيعة الجزء ١٤

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

الأجلاء، وكذا ولدى الأخير الشيخ راضي والشيخ مسعود.

وتوفى الشيخ الازري في غرة ج ١ سنة ١٢١١ ببغداد، وقبره وكذا مقبرة الجماعة المذكورة تجاه مقبرة السيد المرتضى (ره) بالكاظمية.

ينقل عن المتتبع الخبير سيدنا الأجل السيد أبي محمد الحسن الصدر قدس سره انه قال: ان القصيدة الهائية كانت تزيد على ألف بيت، وكانت مكتوبة في طومار فأكلت الأرضة جملة منها، ووقعت النسخة المأكولة بيد السيد صدر الدين العاملي، فاستخرج منها الموجود المطبوع الذي خمَّسه الشيخ جابر الكاظمي.

ونقل شيخنا صاحب المستدرك في كتاب (شاخه طوبى) ان العلامة المحقق الشيخ محمد حسن صاحب الجواهر كان يتمنى ان يكتب في ديوان عمله القصيدة الهائية الازرية، ويكتب الجواهر في ديوان الازري مكان القصيدة، ولنتبرك بذكر أشعاره في مدح أمير المؤمنينعليه‌السلام في قصة عمرو بن عبد ود قال:

٤١

ظهرت منه في الورى سطوات

ما أتى القوم كلهم ما أتاها

يوم غصت بجيش عمرو بن ود

لهوات الفلا وضاق فضاها

وتخطى إلى المدينة فرداً

لا يهاب العدى ولا يخشاها

فدعاهم وهم ألوف ولكن

ينظرون الذي يشب لظاها

أين انتم من قسور عامري

تتقي الأسد بأسه في شراها

أين من نفسه تتوق إلى الجنـ

ات أو يورد الجحيم عداها

فابتدى المصطفى يحدّث عما

يؤجر الصابرون في أخراها

قائلاً إن للجليل جناناً

ليس غير المجاهدين يراها

من لعمرو وقد ضمنت على الل‍

ـه له من جنانه أعلاها

فالتووا عن جوابه كسوام

لا تراها مجيبة من دعاها

فإذا هم بفارس قرشي

ترجف الأرض خيفة ان يطاها

قائلاً ما لها سواي كفيل

هذه ذمة علي وفاها

٤٢

ومشى يطلب البراز كما تمشـ

ـي خماص الحشى إلى مرعاها

فاقتضى مشرفية فتلقى

ساق عمرو بضربة فبراها

وإلى الحشر رنة السيف منه

يملأ الخافقين رجع صداها

يا لها ضربة حوت مكرمات

لم يزن ثقل أجرها ثقلاها

هذه من علاه إحدى المعالي

وعلى هذه فقس ما سواها(١)

الاسكافي

قال القمي(٢) :

__________________

١ - القمي ، م س : ج ٢ ، ص ٢٣

٢ - يقول السيد محمد تقي بحر العلوم في تحقيقه لكتاب بلغة الفقيه للسيد محمد آل بحر العلوم: هو محمد بن أحمد بن الجنيد أبو علي الكاتب الاسكافي المتوفى في الري سنة ٣٨١هـ وهو ومعاصره ابن عقيل من قدماء الإمامية وأعاظم الطائفة، وكثيراً ما كانا يخالفان فقهاء الإمامية في =

٤٣

محمد بن أحمد بن الجنيد أبو علي الكاتب الاسكافي من أكابر علماء الشيعة الإمامية، جيد التصنيف، فعن العلامة الطباطبائي بحر العلوم انه وصفه بقوله: كان من أعيان الطائفة وأعاظم الفرقة وأفاضل قدماء الإمامية وأكثرهم علماً وفقهاً وأدباً وتصنيفاً، وأحسنهم تحريراً وأدقهم نظراً، متكلم فقيه محدّث أديب واسع العلم، صنّف في الفقه والكلام والأصول والأدب وغيرها، تبلغ مصنفاته عدى أجوبة مسائله من نحو خمسين كتاباً، ثم عد كتبه ثم قال:

وهذا الشيخ على جلالته في الطائفة والرئاسة وعظم محله قد حكي عنه القول بالقياس، إلى ان قال واختلفوا في كتبهم، فمنهم من أسقطها ومنهم من اعتبرها.

وعن (جش)(١) بعد ان وصفه بقوله: وجه

__________________

= فتاواهم وآرائهم: ج٣، ص١٤٩، الكنى والألقاب، الشيخ عباس القمي: ج٢، ص٢٦ - ٢٧.

١ - النجاشي.

٤٤

في أصحابنا، ثقة جليل القدر سمعت بعض شيوخنا يذكر انه كان عنده مال للصاحبعليه‌السلام وسيف أيضاً وانه أوصى به إلى جاريته فهلك ذلك انتهى.

قيل: مات بالري سنة ٣٨١، يروي عنه المفيد وغيره.

وقد يطلق الاسكافي على الشيخ الأقدم أبي علي محمد بن أبي بكر همام بن سهيل بن بيزان الاسكافي الكاتب المعاصر للشيخ الكليني ، كان ثقة

__________________

١ - يوكد السيد الخوئي في كتابه الاجتهاد والتقليد أن محمد بن أحمد الجنيد أبو علي الكاتب الاسكافي أنه معاصر لأبي جعفر محمد بن يعقوب الكليني والشيخ الصدوق علي بن بابويه المتوفى سنة ٣٢٩ والمدفون بقم.

وفي إجازة السيد حسن الصدر للشيخ اغا بزرك الطهراني: توفي ابن الجنيد سنة ٣٨١هـ وفي قصص العلماء: ٣٢٥ وكان من مشايخ المفيد ومعاصر العماني والمعز البويهي وله أجوبة مسائل المعز البويهي وذكر ملا عبد الله التوني في الوافية، الاجتهاد والتقليد: ص١٧.

٤٥

جليل القدر، روى عنه التلعكبري وسمع منه وذكره (جش) وقال شيخ أصحابنا ومتقدمهم له منزلة عظيمة كثير الحديث، انتهى.

له كتاب الأنوار في تاريخ الأئمة الأطهارعليهم‌السلام ، ذكره الخطيب البغدادي في تاريخه وقال: انه أحد شيوخ الشيعة.

وقال: توفى في ج ٢ سنة ٣٣٢، وكان يسكن في سوق العطش، ودفن في مقابر قريش، انتهى.

وقد يطلق على أبي جعفر محمد بن عبد الله المعتزلي، قال الخطيب في تاريخ بغداد: محمد بن عبد الله أبو جعفر المعروف بالاسكافي أحد المتكلمين من معتزلة البغداديين، له تصانيف معروفة، وكان الحسين بن علي الكرابيسي يتكلم معه ويناظره، وبلغني انه مات في سنة ٢٤٠ انتهى.

والاسكافي نسبة إلى الاسكاف بالكسر من نواحي النهروان بين بغداد وواسط، وعن ابن إدريس انه قال في السرائر عند ذكر ابن الجنيد وإنما قيل له الاسكافي لأنه منسوب إلى إسكاف وهي

٤٦

النهروانات وبنو الجنيد متقدموها من أيام كسرى إلى ان قال والمدينة يقال لها إسكاف بني الجنيد.

إسحاق بن حنين بن إسحاق

أبو يعقوب - نسبة إلى قبائل الجزيرة - الطبيب ابن الطبيب، له ولأبيه مصنفات كثيرة في هذا الفن، وكان أبوه يعرَّب كلام ارسطاطاليس وغيره من حكماء اليونان. توفي في هذه السنة (سنة ٣٩٨هـ)(١) .

أسعد أبو كرب الحميري

كان مؤمناً، وآمن بالنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قبل ان يبعث بسبعمائة سنة، وقال:

شهدت على أحمد انه

رسول من الله باري النسم

فلو مدَّ عمري إلى عمره

لكنت وزيراً وابن عم

__________________

١ - البداية و النهاية لابن الأثير : ج ١١ ، ص ١١٦

٤٧

وألزم طاعته كل من

على الأرض من عرب أو عجم

وهو أول من كسا الكعبة الأنطاع والبرود، فلذلك يقول بعض من حميّر:

وكسونا البيت الذي عظم اللـ

ـه ملاءً مقصّباً وبرودا(١)

الأشتر النخعي

قال القمي(٢) :

هو مالك بن الحارث النخعي المجاهد في سبيل الله، والسيف المسلول على أعداء الله الذي مدحه سيد أولياء الله في كلمات منها قولهعليه‌السلام في كتابه إلى أهل مصر: (واني قد بعثت إليكم عبداً من عباد الله لا ينام أيام الخوف ولا ينكل عن الأعداء، حذر الدوائر من أشد عبيد الله بأساً وأكرمهم حسباً، أضر على الفجار

__________________

١ - نفس المصدر : ج ١ ، ص ٨٢

٢ - الكني و الألقاب ، الشيخ عباس القمي : ج ٢ ، ص ٤٨

٤٨

من حريق النار، وأبعد الناس من دنس أو عار، وهو مالك بن الحارث الأشتر، لا نابي الضريبة ولا كليل الحد، حليم في الحذر، رزين في الحرب، ذو رأي أصيل، وصبر جميل، فاسمعوا له وأطيعوا أمره الخ).

قال ابن أبي الحديد في وصفه: كان شديد البأس جواداً رئيساً حليماً فصيحاً شاعراً، وكان يجمع بين اللين والعنف فيسطو في موضع السطوة ويرفق في موضع الرفق.

وقال أيضاً: كان حارساً شجاعاً رئيساً من أكابر الشيعة وعظمائها شديد التحقق بولاء أمير المؤمنين ونصره.

ثم قال وقد روى المحدّثون حديثاً يدل على فضيلة عظيمة للأشتر وهي شهادة قاطعة من النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بأنه مؤتمن (مؤمن ظ) وهو قوله لنفر من أصحابه فيهم أبو ذر: ليموتن أحدكم بفلاة من الأرض تشهده عصابة من المؤمنين، وكان الذي أشار إليه النبي أبو ذر رضي الله عنه، وكان ممن شهد موته حجر بن عدي، والأشتر نقل هذا عن كتاب الاستيعاب.

٤٩

قال السيد علي خان في أنوار الربيع في صنعة القسم ومن الغايات في ذلك قول مالك الأشتر رحمه الله تعالى:

بقيت وفري وانحرفت على العلى

ولقيت أضيافي بوجه عبوس

إن لم أشن على ابن هند غارة

لم تخل يوماً من نهاب نفوس

خيلاً كأمثال السعالى شزباً

تغدو ببيض في الكريهة شوس

حمي الحديد عليهم فكأنه

ومضان برق أو شعاع شموس

فتضمن هذا الشعر الوعيد بالقسم بما فيه الفخر العظيم من الجود والكرم والشرف والسؤدد والبسالة والشجاعة، وهذا الرجل كان من أمراء أمير المؤمنين علي بن أبي طالبعليه‌السلام شديد الشوكة على من خالف أمره - ويعني بابن هند معاوية بن أبي سفيان -

ولعمري لقد بر قسمه في صفين وأبلى بلاء لم يبله غيره، قال بعضهم لقد رأيت الأشتر في يوم صفين مقتحماً للحرب وفي يده صفيحة يمانية كأنها البرق الخاطف إذا هو نكسها كادت تسيل من

٥٠

كفه وهو يضرب بها قدماً كأنه طالب ملك.

قال ابن أبي الحديد: لله أمٌّ قامت عن الأشتر، لو ان إنساناً يقسم ان الله تعالى ما خلق في العرب ولا في العجم أشجع منه إلا أستاذه علي بن أبي طالبعليه‌السلام لما خشيت عليه الإثم. ولله در القائل وقد سئل عن الأشتر: ما أقول في رجل هزمت حياته أهل الشام، وهزم موته أهل العراق.

وبحق ما قال فيه أمير المؤمنين :عليه‌السلام كان الأشتر لي كما كنت لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم انتهى.

وقال أمير المؤمنينعليه‌السلام : وليت فيكم مثله اثنان، بل ليت فيكم مثله واحد يرى في عدوي مثل رأيه(١)

__________________

١ - المعيار والموازنة لأبي جعفر الإسكافي: ص١٨٤، ولما بلغه اغتيال مالك أسف أسفاً شديداً وحزن عليه حُزناً عظيماً، وقال: لله در مالك، وما مالك لو كان جبلاً لكان فنداً، ولو كان حجراً كان صلداً، أما والله ليهدن موتك عالماً، وليفرحن عالماً، على مثل =

٥١

وتقدم في أبي دجانة: ان الأشتر أحد الذين يخرجون مع القائمعليه‌السلام ويكونون بين يديه أنصاراً وحكاماً.

وقال ابن خلكان قال عبد الله بن الزبير: لاقيت الأشتر النخعي يوم الجمل فما ضربته ضربة حتى ضربني ستاً أو سبعاً، ثم أخذ برجلي وألقاني في الخندق.

وقال أبو بكر بن أبي شيبة: أعطت عائشة الذي بشرها بسلامة ابن الزبير لما لاقى الأشتر النخعي عشرة آلاف درهم.

__________________

= مالك فلتبكي البواكي، وقال علقمة بن قيس النخعي: فما زال علي يتلهف، ويتأسف حتى ظننا أنه المصاب به دوننا، وعرف ذلك في وجهه. (الغارات للثقفي: ج١، ص٢٦٥، والنص والاجتهاد للسيد شرف الدين: ص٢٨٤، عن شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: ج٢، ص٣٠، الطبعة الأولى، و: ج٦، ص٤٤، تحقيق: أبو الفضل، والكامل لابن الأثير: ج٣، ص١٧٨، وطبعة أخرى: ج٣، ص١٥٣، تاج العروس: ج٢، ص٤٥٤، لسان العرب: ج٤، ص٣٣٦، وذكرها الخليلي في موسوعة العتبات المقدسة: ج١، ص٣٦٥ - ٣٦٦.

٥٢

وقيل أيضاً: ان الأشتر دخل على عائشة بعد وقعة الجمل فقالت له: يا أشتر أنت الذي أردت قتل ابن أختي يوم الوقعة فأنشدها:

أعايش لولا انني كنت طاوياً

ثلاثاً لألفيت ابن أختك هالكا(١)

فنجاه مني أكلــه وشبابـــه

وخلوة جوف لم يكن متماسكا

وقال زهير بن قيس: دخلت مع ابن الزبير الحمام فإذا في رأسه ضربة لو صب عليه قارورة دهن لاستقر فقال لي: أتدري من ضربني هذه الضربة؟ قلت لا قال: ابن عمك الأشتر النخعي(٢) انتهى.

استشهد (ره) سنة ٣٨ بالسم بخدعة ابن نافع مولى عثمان بالقلزم وهو من مصر على ليلة روي انه لما قتل الأشتر كان لمعاوية عين بمصر فكتب إليه بهلاك الأشتر فقام معاوية خطيباً في أصحابه فقال: ان علياً كان له يمينان قطعت

__________________

١ - الجمل للمفيد : ص ١٩٧.

٢ - تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر : ج ٥٦ ، ص ٣٨٢

٥٣

إحداهما بصفين - يعني عماراً. والأخرى اليوم ان الأشتر مر بابلة متوجهاً إلى مصر فصحبه نافع مولى عثمان فخدمه وألطفه حتى أعجبه واطمأن إليه فلما نزل القلزم أحضر له شربة من عسل بسم فسقاها له فمات، ألا وان لله جنوداً من عسل.

(أقول) وابنه إبراهيم بن الأشتر أبو النعمان كان كأبيه سيد نخع وفارسها شجاعاً شهماً مقداماً رئيساً، عالي النفس بعيد الهمة شاعراً فصيحاً موالياً لأهل البيتعليهم‌السلام وقال الفقيه ابن نما في رسالة شرح الثأر فنهض المختار (أي لأخذ الثأر) نهوض الملك المطاع، ومد إلى أعداء الله يداً طويلة الباع فهشم عظاماً تغذت بالفجور، وقطع أعضاء أنشأت على الخمور، وحاز إلى فضيلة لم يرق إلى شعاف شرفها عربي ولا عجمي، وأحرز منقبة لم يسبقه إليها هاشمي.

وكان إبراهيم بن مالك الأشتر مشاركاً له في هذه البلوى، ومصدّقاً على الدعوى، ولم يك إبراهيم شاكاً في دينه

٥٤

ولا ضالاً في اعتقاده ويقينه، والحكم فيهما واحد. وقال أيضاً: وكان إبراهيم رحمه الله ظاهر الشجاعة واري زناد الشهامة نافذ حد الضرامة، مشمراً في محبة أهل البيت عن ساقيه متلقياً راية النصح لهم بكلتى يديه الخ.

وقال في وقعة خازر وقَتْله ابن زياد وحاز إبراهيم فضيلة هذا الفتح وعاقبة هذا المنح الذي انتشر في الأقطار ودام دوام الاعصار، ولقد أحسن عبد الله ابن الزبير الأسدي يمدح إبراهيم الأشتر فقال:

الله أعطاك المهابة والتُقى

وأحل بيتك في العديد الأكثر

وأقر عينك يوم وقعة خازر

والخيل تعثر في القنا المتكسر

من ظالمين كفتهم أيامهم

تركوا لجاحلة وطير أعثر

ما كان أجرأهم جزاهم ربهم

يوم الحساب على ارتكاب المنكر(١)

__________________

(١) - ذوب النضار لابن نما الحلي: ص١٣٧، وبحار الأنوار للمجلسي: ج٤٥، ص٣٨٣

٥٥

وقال أيضاً ولقد أجاد أبو السفاح الزبيدى بمدحته إبراهيم وهجائه ابن زياد فقال:

أتاكم غلام من عرانين مذحج

جري على الأعداء غير نكول

الأبيات إلى قوله:

جزى الله خيراً شرطة الله انهم

شفوا بعبيد الله كل غليل(١)

وعن تاريخ الطبري: انه (أي إبراهيم) كان يمر على أصحاب الرايات في وقعة الخازر ويقول: يا أنصار الدين وشيعة الحق وشرطة الله هذا عبيد الله ابن مرجانة قاتل الحسين بن علي بن فاطمة بنت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حال بينه وبين بناته وشيعته وبين ماء الفرات ان يشربوا منه وهم ينظرون إليه، ومنعه ان يأتي ابن عمه فيصالحه ومنعه ان ينصرف إلى رحله وأهله، ومنعه الذهاب في الأرض العريضة حتى قتله وقتل أهل

__________________

= والعوالم، الإمام الحسينعليه‌السلام للبحراني: ص٧٠٤.

١ - المصادر السابقة.

٥٦

بيته، فوالله ما عمل فرعون بنجباء بني إسرائيل ما عمل ابن مرجانة بأهل بيت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ( الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً)، قد جاءكم الله به وجاءه بكم، فوالله اني لأرجو ان لا يكون الله جمع بينكم في هذا الموطن وبينه إلا ليشفي صدوركم بسفك دمه على أيديكم فقد علم الله انكم خرجتم غضباً لأهل بيت نبيكم(١) انتهى.

قيل: ولما كان (رض) مجداً في قمع أصول الأمويين واجتياحهم مال إلى مصعب بن الزبير وبالغ في قتال أهل الشام حتى قتل بدير جاثليق من مسكن سنة ٧٢(٢) .

الأشعث بن قيس الكندي

قال ابن قتيبة في المعارف: ان اسمه معد يكرب بن قيس وسمي أشعث لشعث

__________________

١ – تاريخ الطبري : ج ٤ ، ص ٥٥٤.

٢ – الكنى و الألقاب ، الشيخ عباس القمي :ج ٢ ، ص ٢٨ – ٣٢

٥٧

رأسه، وهو من كندة، وكانت مراد قتلت أباه فخرج ثائرا بأبيه فأُسر ففدي نفسه بثلاثة آلاف بعير، ووفد إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في سبعين رجلا من كندة فأسلم.

ويكنى أبا محمد، ولما قبض رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أبى ان يبايع أبا بكر فحاربه عامل أبي بكر حتى استأمنه على حكم أبى بكر وبعث به إليه فسأل أبا بكر ان يستبقيه لجزية، وزوجه أخته أم فروة ففعل ذلك أبو بكر، ومات سنة ٤٠، وابنه عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث الذي خرج على الحجاج وخرج معه القراء والعلماء انتهى.

ان ما ورد في ذم الأشعث أكثر من ان يذكر، وفي كلمات أمير المؤمنين عبر عنه بابن الخمارة وعرف النار (عنق النار)، وقالعليه‌السلام : ان الأشعث لا يزن عند الله جناح بعوضة، وانه أقل في دين الله من عفطة عنز.

وفي نهج البلاغة انهعليه‌السلام كان على منبر الكوفة يخطب فمضى في بعض كلامه شيء اعترضه الأشعث فقال: يا أمير المؤمنين هذه عليك لا لك، فخفضعليه‌السلام إليه بصره ثم

٥٨

قال له: وما يدريك ما علي مما لي، عليك لعنة الله ولعنة اللاعنين حائك ابن حائك(١) منافق ابن كافر، والله لقد أسرك الكفر مرة والإسلام أخرى.

وعن الخرايج للقطب الراوندي روى ان الأشعث استأذن على علي فرده قنبر فأدمى أنفه فخرج علي وقال: ما ذاك يا أشعث؟ أما والله لو بعبد ثقيف مررت لاقشعرت شعيرات أستك، قال: ومن غلام ثقيف؟ قال غلام يليهم لا يبقى بيت من العرب إلا أدخلهم الذل، قال: كم يلي؟ قال عشرين ان بلغها.

قال الراوي: ولي الحجاج سنة خمس وسبعين ومات سنة خمس وتسعين، قال ابن أبي الحديد: كل فساد كان في خلافة أمير المؤمنينعليه‌السلام وكل اضطراب حدث فأصله الأشعث.

وروى الشيخ الكليني (ره) عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: ان الأشعث ابن قيس شرك في دم أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وابنته جعدة

__________________

١ - أي يصطنع الأحاديث ( المحقق )

٥٩

سمت الحسنعليه‌السلام ومحمداً ابنه شرك في دم الحسينعليه‌السلام (١)

الأصبغ بن نباته

من خواص عليعليه‌السلام والوجوه الشيعية البارزة، قال عنه ابن شهر آشوب بأنه من طلائعي التصنيف في صدر الإسلام وعبّر عنه النجاشي بأنه من السلف الصالح من متقدمي المؤلفين وكتب يقول:

المجاشعي، كان من خاصة أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وعمّر بعده، روى عنه (عهد) مالك الأشتر و (وصيته) إلى محمد ابنه(٢)

وروى باب ((القضاء)) من كتاب الأحكام الكبير لعليعليه‌السلام ، ويمكن مراجعة هذه

__________________

١ - الكافي: ج٨ ، ص١٦٧ / ١٨٧، تحف العقول للحراني: ص٢٠٩، وشرح الأخبار للنعمان المغربي: ج٣، ص١٢٤ هامش رقم ١، تحقيق محمد الحسيني الجلالي، بحار الأنوار: ج٤٢، ص٢٢٨، الكنى والألقاب، الشيخ عباس القمي: ج٢، ص٣٤ - ٣٥.

٢ - رجال النجاشي: ص٨

٦٠

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

قال: هذا موضع قبر أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) ، فقلت: جعلت فداك والموضعين اللذَين صلّيت فيهما؟ فقال: موضع رأس الحسين( عليه‌السلام ) وموضع منزل القائم( عليه‌السلام ) .

ورواه ابن قولويه في ( المزار ) عن أبيه، ومحمّد بن الحسن، عن الحسن بن متيل عن سهل بن زياد(١) ، والذي قبله عن أبيه، ومحمّد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم مثله،.

[ ١٩٤٥٨ ] ٥ - عبد الكريم بن طاوس في ( فرحة الغري ) قال: ذكر محمّد ابن المشهدي في ( مزاره ) عن محمّد بن خالد الطيالسي، عن سيف بن عميرة قال: خرجت مع صفوان بن مهران الجمّال إلى الغري(٢) فزرنا أمير المؤمنين (عليه‌السلام ) فلمّا فرغنا من الزيارة صرف صفوان وجهه إلى ناحية أبي عبدالله (عليه‌السلام ) وقال: نزور الحسين بن علي(٣) من عند رأس أمير المؤمنين (عليه‌السلام )

قال صفوان: وزرت مع سيدي أبي عبدالله جعفر بن محمّد الصادق (عليه‌السلام ) وفعل مثل هذا - وذكر الحديث -.

أقول: هذا يحتمل قصد الزيارة من بعد، ويحتمل إرادة زيارة رأس الحسين (عليه‌السلام )

[ ١٩٤٥٩ ] ٦ - محمّد بن الحسن في( المجالس والأَخبار) عن علي بن

____________________

(١) كامل الزيارات: ٣٤.

٥ - فرحة الغري: ٩٦.

(٢) في المصدر: وجماعة من أصحابنا إلى الغري بعدما ورد أبو عبدالله ( عليه‌السلام )

(٣) في المصدر زيادة: من المكان هذا.

٦ - أمالي الطوسي ٢: ٢٩٤.

٤٠١

محمّد بن متويه(١) ، عن حمزة بن القاسم، عن سعد بن عبدالله، عن محمّد ابن الحسين، عن محمّد بن أبي عمير، عن مفضل بن عمرّ قال: جاز الصادق( عليه‌السلام ) بالقائم المائل في طريق الغري فصلّى عنده ركعتين، فقيل له: ما هذه الصلاة؟ فقال: هذا موضع رأس جدي الحسين بن علي( عليه‌السلام ) وضعوه ههنا.

[ ١٩٤٦٠ ] ٧ - جعفر بن محمّد بن قولويه في ( المزار ) عن أبيه، عن سعد ابن عبدالله، عن الحسن بن موسى الخشاب، عن علي بن أسباط رفعه قال: قال أبو عبدالله (عليه‌السلام ) : إنك إذا أتيت الغري رأيت قبرين: قبراً كبيراً وقبراً صغيراً، فأمّا الكبير فقبر أمير المؤمنين (عليه‌السلام ) وأما الصغير فرأس الحسين (عليه‌السلام )

[ ١٩٤٦١ ] ٨ - وعن محمّد بن الحسن ومحمّد بن أحمد بن الحسين جميعاً، عن الحسن بن علي بن مهزيار، عن أبيه، عن علي بن أحمد بن أشيم(٢) ، عن يونس بن ظبيان، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) - في حديث - أنّه ركب وركبت معه حتّى نزل عند الذكوات الحمر، وتوضأ ثمّ دنا إلى أكمة فصلّى عندها وبكى، ثمّ مال إلى أكمة دونها ففعل مثل ذلك، ثمّ قال: الموضع الذي صلّيت عنده أولا موضع أمير المؤمنين، والآخر موضع رأس الحسين (عليهما‌السلام ) ، وإنّ ابن زياد لما بعث برأس الحسين بن علي(٣) إلى الشام رد إلى الكوفة فقال: أخرجوه منها(٤) لا يفتن به أهلها،

____________________

(١) في المصدر: علي بن متولة القلانس.

٧ - كامل الزيارات: ٣٤.

٨ - كامل الزيارات: ٣٦.

(٢) في المصدر زيادة: عن رجل.

(٣) في المصدر زيادة: (عليه‌السلام )

(٤) في المصدر: عنها.

٤٠٢

فصيره الله عند أمير المؤمنين( عليه‌السلام ) فدفن(١) ، فالرأس مع الجسد، والجسد مع الرأس.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على استحباب صلاة الزيارة(٢) ، ويأتي ما يدلّ على ذلك(٣) .

[ ١٩٤٦٢ ] ٩ - وقد روي السيد رضي الدين علي بن طاوس في كتاب ( الملهوف ) وغيره أنّ رأس الحسين (عليه‌السلام ) أُعيد فدفن مع بدنه بكربلاء، وذكر أنّ عمل العصابة على ذلك، ولا منافاة بينهما.

٣٣ - باب استحباب التختّم بالياقوت والعقيق والفيروزج والحديد الصيني وحصى الغري وكثرة النظر إليها

[ ١٩٤٦٣ ] ١ - محمّد بن الحسن بإسناده عن محمّد بن أحمد بن داود، عن محمّد بن همام، عن جعفر بن محمّد بن مالك، عن محمّد بن شهاب، عن عبدالله بن يونس، عن المفضل، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) قال: أُحبّ لكلّ مؤمن أن يتختمّ بخمسة خواتيم، بالياقوت وهو أفضله(٤) ، وبالعقيق وهو أخلصها لله ولنا، وبالفيروزج وهو نزهة الناظر من المؤمنين والمؤمنات، وهو

____________________

(١) ليس في المصدر.

(٢) تقدّم في الحديثين ٢٠ و ٢٥ من الباب ٢ وفي الحديث ٣ من الباب ١٥ وفي الأَحاديث ٦ و ٨ و ٩ من الباب ٢٣ من هذه الأبواب.

(٣) يأتي في الباب ٦٢ من هذه الأبواب.

٩ - اللهوف على قتلى الطفوف: ٨٢.

الباب ٣٣

فيه حديث واحد

١ - التهذيب ٦: ٣٧ / ٧٥.

(٤) في المصدر: وهو أفخرها.

٤٠٣

يقوى البصر ويوسع الصدر، ويزيد في قوة القلب، وبالحديد الصيني، وما أحب التختم به ولا أكره لبسه عند لقاء أهل الشر ليطفئ شرّهم، وأُحبّ اتخاذه فإنّه يشرد المردة من الجن والانس، وما يظهره الله بالذكوات البيض بالغريين.

قلت: يا مولاي وما فيه من الفضل؟ قال: من تختم به وينظر إليه كتب الله له بكل نظرة زورة أجرها أجر النبيين والصالحين، ولو لا رحمة الله لشيعتنا لبلغ الفصّ منه ما لا يوجد بالثمن، ولكنّ الله رخصه عليهم ليتختّم به غنيّهم وفقيرهم.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على بعض المقصود في كتاب الصلاة(١) .

٣٤ - باب استحباب الشرب من ماء الفرات، والاغتسال فيه، والتبرك به، والتحنيك به

[ ١٩٤٦٤ ] ١ - محمّد بن الحسن بإسناده عن الصفار، عن العباس بن معروف، عن علي بن مهزيار، عن محمّد بن إسماعيل، عن حنان بن سدير، عن حكيم بن جبير الأَسدي قال: سمعت علي بن الحسين (عليه‌السلام ) يقول: أنّ الله عزّ وجلّ يهبط ملكاً في كلّ ليلة ومعه ثلاث مثاقيل من مسك الجنّة فيطرحه في فراتكم هذا، وما من نهر في شرق الأرض وغربها أعظم بركة منه.

____________________

(١) تقدّم في الأبواب ٥١ و ٥٢ و ٥٣ و ٥٤ و ٥٦ من أبواب أحكام الملابس.

الباب ٣٤

فيه ١٠ أحاديث

١ - التهذيب ٦: ٣٨ / ٧٨، وكامل الزيارات: ٤٨، وأورده عن الكافي في الحديث ٦ من الباب ٢٣ من أبواب الاشربة المباحة.

٤٠٤

[ ١٩٤٦٥ ] ٢ - وعنه، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن علي ابن فضّال، عن ثعلبة بن ميمون، عن سليمان بن هارون العجلي، قال: سمعت أبا عبدالله (عليه‌السلام ) يقول: ما أظنّ أحداً يحنك بماء الفرات إلّا أحبّنا أهل البيت.

وسألني كم بينك وبين الفرات؟ فأخبرته، فقال: لو كنت عنده لأَحببت أن آتيه طرفي النهار.

[ ١٩٤٦٦ ] ٣ - وبإسناده عن أبي القاسم جعفر بن محمّد، عن علي بن الحسين بن موسى، عن علي بن الحكم، عن سليمان بن نهيك، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) في قول الله عزّ وجلّ:( وَآوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ ) (١) قال: الربوة: نجف الكوفة، والمعين: الفرات.

[ ١٩٤٦٧ ] ٤ - وعنه، عن علي بن الحسن بن علي بن مهزيار(٢) ، عن أبيه، عن جده علي بن مهزيار، عن الحسين بن سعيد، عن علي بن الحكم، عن مخزمة بن ربعي(٣) قال: قال أبو عبدالله (عليه‌السلام ) : شاطئ الواد الايمن الذي ذكره الله تعالى في القرأنّ هو الفرات، والبقعة المباركة هي كربلاء.

[ ١٩٤٦٨ ] ٥ - وبهذا الإِسناد عن علي بن الحكم، عن ربيع بن محمّد

____________________

٢ - التهذيب ٦: ٣٩ / ٨٢، وكامل الزيارات: ٤٧.

٣ - التهذيب ٦: ٣٨ / ٧٩، وكامل الزيارات: ٤٧.

(١) المؤمنون ٢٣: ٥٠.

٤ - التهذيب ٦: ٣٨ / ٨٠، وكامل الزيارات: ٤٨.

(٢) في المصدر: محمّد بن الحسن بن علي بن مهزيار.

(٣) في المصدر: مخرمة بن ربعي.

٥ - التهذيب ٦: ٣٨ / ٨١.

٤٠٥

المسلي، عن عبدالله بن سليمان قال: لما قدم أبو عبدالله( عليه‌السلام ) الكوفة في زمن أبي العبّاس جاء على دابة(١) في ثياب سفره حتّى وقف على جسر الكوفة، ثمّ قال لغلامه: اسقني، فأخذ كوز ملاح فغرف فيه وسقاه فشرب الماء وهو يسيل على لحيته وثيابه، ثمّ استزاده فزاده، فحمد الله ثمّ قال: نهر ما أعظم بركته، أما إنّه يسقط فيه كل يوم سبع قطّرات من الجنّة، أمّا لو علم الناس ما فيه من البركة لضربوا الاخبية على حافتيه، ولو لا ما يدخله من الخطائين ما اغتمس فيه ذو عاهة إلّا برأ.

جعفر بن محمّد بن قولويه في ( المزار )(٢) بأسانيده وذكر الأَحاديث الثلاثة.

[ ١٩٤٦٩ ] ٦ - وعن أبيه، عن سعد، عن أحمد بن محمّد، عن عيسى بن عبدالله الهاشمي، عن أبيه، عن جده، عن علي (عليه‌السلام ) قال: الماء سيد شراب الدنيا والآخرة، وأربعة أنهار في الدنيا من الجنّة: الفرات، والنيل، وسيحان، وجيحان، الفرات: الماء، والنيل: العسل، وسيحان: الخمر، وجيحان اللبن.

[ ١٩٤٧٠ ] ٧ - وعنه، عن أبي جميلة، عن سليمان بن هارون أنّه سمع أبا عبدالله (عليه‌السلام ) يقول: من شرب من ماء الفرات وحنّك به فإنّه يحبّنا أهل البيت(٣) .

[ ١٩٤٧١ ] ٨ - وعنه، عن سعد، عن أحمد بن محمّد، عن عثمان بن

____________________

(١) في المصدر: على دابته.

(٢) كامل الزيارات: ٤٨.

٦ - كامل الزيارات: ٤٧.

٧ - كامل الزيارات: ٤٧.

(٣) في المصدر: فهو محبّنا أهل البيت.

٨ - كامل الزيارات: ٤٧.

٤٠٦

عيسى، عن أبي الجارود عن أبي جعفر( عليه‌السلام ) قال: لو أنّ بيننا وبين الفرات كذا وكذا ميلاً لذهبنا إليه واستشفينا به.

[ ١٩٤٧٢ ] ٩ - وعن علي بن الحسين، عن سعد، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن عبدالله بن محمّد بن عمرّ(١) ، عن أبيه، عن جده، عن علي (عليه‌السلام ) قال: الفرات سيد المياه في الدنيا والآخرة

[ ١٩٤٧٣ ] ١٠ - وعن محمّد بن عبدالله بن جعفر، عن أبيه، عن أحمد بن البرقي، عن عبد الرحمن بن حماد، عن الحجال، عن غالب بن عثمان، عن عقبة بن خالد قال: ذكر أبو عبدالله (عليه‌السلام ) الفرات، فقال: أما أنّه من شيعة علي(٢) ، وما حُنّك به أحد إلّا أحبنا أهل البيت - يعني الفرات -.

أقول: ويأتي ما يدلّ على ذلك في الاشربة(٣) ، وفي النكاح أنّ شاء الله(٤) .

٣٥ - باب عدم جواز السجود للنبي والإِمام ( عليهما‌السلام ) في الزيارة ولا غيرها

[ ١٩٤٧٤ ] ١ - عبد الكريم بن أحمد بن طاوس في( فرحة الغري) قال:

____________________

٩ - كامل الزيارات: ٤٨.

(١) في المصدر: عيسى بن عبدالله بن محمّد بن عمر.

١٠ - كامل الزيارات: ٤٩.

(٢) في المصدر زيادة: (عليه‌السلام )

(٣) يأتي في الباب ٢٣ من أبواب الاشربة المباحة.

(٤) يأتي في الأَحاديث ٢ و ٣ و ٤ من الباب ٣٦ من أبواب أحكام الاولاد.

وتقدّم ما يدلّ على استحباب الغسل من ماء الفرات في الحديث ٢٢ من الباب ٤٤ من أبواب أحكام المساجد.

الباب ٣٥

فيه حديث واحد

١ - فرحة الغري: ٤٦.

٤٠٧

ذكر حسن بن حسين بن طحال المقدادي رضي الله عنه أنّ زين العابدين( عليه‌السلام ) ورد إلى الكوفة ودخل مسجدها وبه أبوحمزة الثمالي وكان من زهاد أهل الكوفة ومشايخها، فصلّى ركعتين - وذكر دعاء إلى أن قال - فتبعته إلى مناخ الكوفة فوجدت عبداً أسود معه نجيب وناقة، فقلت: يا أسود من الرجل؟ فقال: أو تخفي عليك شمائله هو علي بن الحسين( عليه‌السلام ) ، قال أبوحمزة: فأكببت على قدميه أُقبّلهما فرفع رأسي بيده وقال: لا يا أبا حمزة، إنمّا يكون السجود لله عزّ وجلّ، فقلت: يا ابن رسول الله ما أقدمك إلينا؟ قال: ما رأيت، ولو علم الناس ما فيه من الفضل للأَتوه ولو حبواً الحديث.

أقول: وتقدّم ما يدلّ على عدم جواز السجود لغير الله في أحاديث السجود(١) ، ويأتي ما يدلّ عليه في النكاح، وغير ذلك(٢) .

٣٦ - باب استحباب زيارة الحسن ( عليه‌السلام ) خصوصاً عشيّة الجمعة

[ ١٩٤٧٥ ] ١ - عبدالله بن جعفر الحميريّ في ( قرب الإِسناد ) عن السندي ابن محمّد، عن أبي البختري، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه أنّ الحسين بن علي (عليه‌السلام ) كان يزور قبر الحسن بن علي (عليه‌السلام ) كلّ عشيّة جمعة.

____________________

(١) تقدم في الباب ٢٧ من أبواب السجود.

(٢) يأتي في الباب ٨١ من أبواب مقدمات النكاح. وتقدّم ما يدلّ عليه في الحديثين ١ و ٢ من الباب ٢٦ من أبواب مكان المصلي.

الباب ٣٦

فيه حديث واحد

١ - قرب الإِسناد: ٦٥.

٤٠٨

أقول: وتقدّم ما يدلّ على ذلك في أحاديث كثيرة(١) ، ويأتي ما يدلّ(٢) .

٣٧ - باب تأكّد استحباب زيارة الحسين بن علي ( عليهما‌السلام ) ووجوبها كفاية

[ ١٩٤٧٦ ] ١ - محمّد بن يعقوب عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن الحسين بن سعيد، عن القاسم بن محمّد، عن إسحاق بن إبراهيم، عن هارون بن خارجة قال: سمعت أبا عبدالله (عليه‌السلام ) يقول: وكلّ الله بقبر الحسين (عليه‌السلام ) أربعة آلاف ملك شعث غبر(٣) يبكونه إلى يوم القيامة، فمن زاره عارفاً بحقّه شيعوه حتّى يبلغوه مأمنه، وأنّ مرض عادوه غدوة وعشية، وأنّ مات شهدوا جنازته واستغفروا له إلى يوم القيامة.

ورواه الصدوق في ( المجالس ) عن أبيه، عن سعد، عن أحمد بن محمّد(٤) .

ورواه أيضاً في ( المجالس ) و ( ثواب الأَعمال ) عن محمّد بن الحسن، عن الحسين بن الحسن بن أبان، عن الحسين بن سعيد نحوه(٥) .

____________________

(١) تقدّم في الباب ٢ من هذه الأبواب.

(٢) يأتي في الحديث ٢ من الباب ٤٤ وفي الأبواب ٧٩ و ٨٤ و ٨٦ و ٩٥ و ٩٦ من هذه الأبواب.

الباب ٣٧

فيه ٤٨ حديثاً

١ - الكافي ٤: ٥٨١ / ٦، وكامل الزيارات: ١٨٩.

(٣) في نسخة: شعثا غبرا ( هامش المخطوط ).

(٤) أمالي الصدوق: ١٢٢ / ٨.

(٥) أمالي الصدوق: ٢٢ / ٤، وثواب الاعمال: ١١٣ / ١٧.

٤٠٩

[ ١٩٤٧٧ ] ٢ - وعن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن الحسين، عن موسى ابن سعدان، عن عبدالله بن القاسم، عن عمرّ بن أبان الكلبي، عن أبان بن تغلب، قال: قال أبو عبدالله (عليه‌السلام ) : أنّ أربعة آلاف ملك عند قبر الحسين صلوات الله عليه شعثاً غبراً يبكونه إلى يوم القيامة، رئيسهم ملك يقال له: منصور، فلا يزوره زائر إلّا استقبلوه، ولا يودعه مودع إلّا شيعوه، ولا يمرض إلّا عادوه، ولا يموت إلّا صلوا على جنازته واستغفروا له بعد موته.

ورواه الصدوق في ( ثواب الاعمال ) عن أبيه، عن الحميري، عن محمّد بن الحسين مثله(١) .

[ ١٩٤٧٨ ] ٣ - وعن الحسين بن محمّد، عن معلّى بن محمّد، عن أبي داود المسترق، عن بعض أصحابنا، عن مثنى الحناط، عن أبي الحسن الأوّل (عليه‌السلام ) قال: سمعته يقول من أتى الحسين (عليه‌السلام ) عارفاً بحقّه غفر الله له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر.

[ ١٩٤٧٩ ] ٤ - وعن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن الحسين، عن محمّد ابن إسماعيل، عن الخيبري، عن الحسين بن محمّد قال: قال أبو الحسن موسى (عليه‌السلام ) : أدنى ما يثاب به زائر أبي عبدالله (عليه‌السلام ) بشط الفرات، إذا عرف حقه وحرمته وولايته، أنّ يغفر له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر.

ورواه الصدوق مرسلاً(٢) .

____________________

٢ - الكافي ٤: ٥٨١ / ٧، وكامل الزيارات: ١١٩.

(١) ثواب الاعمال: ١١٣ / ١٥.

٣ - الكافي ٤: ٥٨٢ / ٨، وكامل الزيارات: ١٣٨.

٤ - اكافي ٤: ٥٨٢ / ٩، وثواب الاعمال: ١١١ / ٦، وكامل الزيارات: ١٣٨.

(٢) الفقيه ٢: ٣٤٨ / ١٥٩٣.

٤١٠

[ ١٩٤٨٠ ] ٥ - وبهذا الإِسناد(١) عن الحسين بن محمّد القمي، عن أبي الحسن الرضا (عليه‌السلام ) قال: من زار قبر أبي عبدالله الحسين (عليه‌السلام ) بشط الفرات، كان كمن زار الله فوق عرشه.

ورواه الصدوق في ( ثواب الأَعمال ) عن أبيه، عن سعد، عن محمّد بن الحسين(٢) ، والذى قبله عن أحمد بن محمّد بن يحيى، عن أبيه، عن محمّد ابن أحمد، عن محمّد بن الحسين.

ورواه الشيخ بإسناده عن محمّد بن يعقوب مثله(٣) .

[ ١٩٤٨١ ] ٦ - وعن أبي علي الأَشعري، عن محمّد بن عبد الجبار، عن صفوان بن يحيى، عن ابن مسكان، عن غسأنّ البصري، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) قال: من أتى قبر ابي عبدالله (عليه‌السلام ) عارفاً بحقّه، غفر الله له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر.

[ ١٩٤٨٢ ] ٧ - وعن محمّد بن يحيى وغيره، عن محمّد بن أحمد ومحمّد ابن الحسين جميعاً، عن موسى بن عمر، عن غسأنّ البصري، عن معاوية بن وهب.

وعن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن بعض أصحابنا، عن إبراهيم بن عقبة، عن معاوية بن وهب قال: استأذنت على أبي عبدالله (عليه‌السلام ) فقيل لي: ادخل، فدخلت فوجدته في مصلّاه، فجلست حتّى قضى صلاته

____________________

٥ - لم نعثر عليه في الكامل المطبوع.

(١) هذا في التهذيب خاصة، فتأمّل. « منه قده ».

(٢) ثواب الاعمال: ١١٠ / ١.

(٣) التهذيب ٦: ٤٥ / ٩٨.

٦ - الكافي ٤: ٥٨٢ / ١٠.

٧ - الكافي ٤: ٥٨٢ / ١١.

٤١١

فسمعته وهو يناجي ربّه وهو يقول: « يا من خصّنا بالكرامة، وخصّنا بالوصيّة، ووعدنا الشفاعة، وأعطانا علم ما مضى وما بقي، وجعل افئدة من الناس تهوي إلينا، اغفر لي ولاخوإنّي ولزوار قبر أبي الحسين صلوات الله عليه الذين أنفقوا أموالهم، وأشخصوا أبدانهم رغبة في برنا ورجاء لما عندك في صلتنا، وسروراً أدخلوه على نبيك صلواتك عليه وآله، وإجابة منهم لامرنا، وغيظاً أدخلوه على عدوّنا، أرادوا بذلك رضاك، فكافهم عنّا بالرضوان، وأكلأهم بالليل والنهار، واخلف على أهاليهم وأولادهم الذين خلفوا بأحسن الخلف، واصبحهم وأكفهم شر كل جبار عنيد، وكل ضعيف من خلقك أو شديد، وشر شياطين الجن والانس، وأعطهم أفضل ما أملوا منك في غربتهم عن أوطانهم، وما آثرونا به على أبنائهم(١) وأهاليهم وقراباتهم، اللّهمّ أنّ أعدائنا عابوا عليهم خروجهم، فلم ينههم ذلك عن الشخوص(٢) إلينا، وخلافا منهم على من خالفنا، فارحم تلك الوجوه التي قد غيرتها الشمس، وارحم تلك الخدود التي تقلبت على حفرة أبي عبدالله( عليه‌السلام ) ، وارحم تلك الاعين التي جرت دموعها رحمة لنا، وارحم تلك القلوب التي جزعت واحترقت لنا، وارحم الصرخة التي كانت لنا، اللّهمّ إنّي أستودعك تلك الانفس، وتلك الابدأنّ حتّى توافيهم(٣) على الحوض يوم العطش » فما زال وهو ساجد يدعو(٤) بهذا الدعاء، فلمّا انصرف قلت: جعلت فداك، لو أنّ هذا الذي سمعت منك كان لمن لا يعرف الله لظننت أنّ النار لا تطعم منه شيئاً، والله لقد تمنّيت أنّي كنت زرته ولم أحج، فقال لي: ما أقربك منه، فما الذي يمنعك من زيارته؟! ثمّ قال: يا معاوية لم تدع ذلك، قلت: لم أدر أنّ الأمر

____________________

(١) في نسخة من الثواب زيادة: وأبدانهم ( هامش المخطوط ).

(٢) في الثواب: النهوض والشخوص ( هامش المخطوط ).

(٣) في الثواب: حتّى ترويهم ( هامش المخطوط )، وفي المصدر: حتّى نوافيهم.

(٤) في نسخة: يدعو الله ( هامش المخطوط ).

٤١٢

يبلغ هذا كلّه، قال: يا معاوية من يدعو لزواره في السماء أكثر ممّن يدعو لهم في الارض(١) ، يا معاوية لا تدعه، فمن تركه رأى من الحسرة ما يتمنى أنّ قبره كان عنده، أما تحب أنّ يرى الله شخصك وسوادك فيمن يدعو له رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) وعلي وفاطمة والأَئمة (عليهم‌السلام ) ؟ أما تحبّ أن تكون غدا ممن ينقلب بالمغفرة لما مضى ويغفر له ذنوب سبعين سنّة؟ أما تحبّ أن تكون غداً ممن تصافحه الملائكة؟ أما تحبّ أن تكون غداً فيمن يخرج وليس له ذنب فيتبع به؟ أما تحبّ أن تكون غداً ممّن يصافح رسول الله( صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ ) ؟.

ورواه الصدوق في ( ثواب الأَعمال ) عن أبيه، عن سعد بن عبدالله، عن يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن معاوية بن وهب نحوه(٢) .

[ ١٩٤٨٣ ] ٨ - محمّد بن الحسن بإسناده عن محمّد بن أحمد بن داود، عن محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد، عن الحسن بن متيل الدقاق وغيره من الشيوخ، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن الحسن بن علي بن فضّال، عن أبي أيوب الخزاز، عن محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر (عليه‌السلام ) قال: مروا شيعتنا بزيارة قبر الحسين (عليه‌السلام ) فأنّ إتيأنّه يزيد في الرزق، ويمد في العمر، ويدفع مدافع السوء، وإتيأنّه مفترض على كل مؤمن يقرّ له بالإِمامة من الله.

ورواه الصدوق بإسناده عن الحسن بن علي بن فضّال نحوه، إلّا أنّه قال: وزيارته مفترضة(٣) .

____________________

(١) الحديث في النسخة المطبوعة من الكافي إلى هنا ينتهي، وورد في الثواب كاملاً.

(٢) ثواب الأعمال: ١٢٠ / ٤٤.

٨ - التهذيب ٦: ٤٢ / ٨٦.

(٣) الفقيه ٢: ٣٤٨ / ١٥٩٤.

٤١٣

ورواه في( المجالس) عن محمّد بن الحسن، عن الصفار، عن أحمد ابن أبي عبدالله (١) .

ورواه المفيد في ( المقنعة ) مرسلاً(٢) .

[ ١٩٤٨٤ ] ٩ - وبإسناده عن أبي القاسم جعفر بن محمّد، عن محمّد بن عبدالله، عن الحسين بن علي بن زكريا(٣) ، عن الهيثمّ بن عبدالله، عن الرضا علي بن موسى، عن أبيه (عليهما‌السلام ) قال: قال الصادق (عليه‌السلام ) : أنّ أيّام زائري الحسين بن علي (عليه‌السلام ) لا تعد من آجالهم(٤) .

ورواه ابن قولويه في ( المزار ) عن محمّد بن عبدالله بن جعفر الحميريّ مثله(٥) .

[ ١٩٤٨٥ ] ١٠ - وبإسناده عن الحسن بن محبوب، عن إسحاق بن عمّار قال: سمعت أبا عبدالله (عليه‌السلام ) يقول: ليس شيء في السماوات إلّا وهُم يسألون الله أن يؤذن(٦) لهم في زيارة الحسين (عليه‌السلام ) ، ففوج ينزل وفوج يعرج.

ورواه الصدوق في ( ثواب الأَعمال) عن محمّد بن موسى بن المتوكل،

____________________

(١) أمالي الصدوق: ١٢٣ / ١٠.

(٢) المقنعة: ٧٢.

٩ - التهذيب ٦: ٤٣ / ٩٠.

(٣) في المزار: أبو سعيد الحسن بن علي بن زكريا.

(٤) في المزار: لا تحسب من أعمارهم ولا تعد من آجالهم.

(٥) كامل الزيارات: ١٣٦.

١٠ - التهذيب ٦: ٤٦ / ١٠٠.

(٦) في المصدر: أن يأذن.

٤١٤

عن عبدالله بن جعفر الحميري، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن ابن محبوب نحوه(١) .

[ ١٩٤٨٦ ] ١١ - وبإسناده عن أحمد بن محمّد الكوفي، عن المنذر بن محمّد، عن جعفر بن سليمان، عن عبدالله بن الفضل الهاشمي قال: كنت عند أبي عبدالله الصادق جعفر بن محمّد (عليه‌السلام ) فدخل رجل من أهل طوس، فقال: يا ابن رسول الله ما لمن زار قبر أبي عبدالله الحسين بن علي (عليهما‌السلام ) ؟ فقال: من زار قبر الحسين (عليه‌السلام ) وهو يعلم أنّه إمام من قبل الله مفترض الطاعة على العباد غفر الله له ما تقدّم من ذنبه وما تأخر، وقبل شفاعته في خمسين(٢) مذنباً، ولم يسأل الله عزّ وجلّ حاجة عند قبره إلّا قضاها له الحديث.

ورواه الصدوق في ( المجالس ) عن محمّد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني، عن أحمد بن محمّد الكوفي مثله(٣) .

[ ١٩٤٨٧ ] ١٢ - وبإسناده عن محمّد بن أحمد بن داود، عن الحسن بن محمّد بن علي، عن حميد بن زياد، عن الحسن بن محمّد بن سماعة، عن وهيب بن حفص، عن أبي بصير، وعبدالله بن جبلة، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) قال: وكلّ بالحسين(٤) سبعون ألف ملك شعثاً غبراً يصلّون عليه منذ يوم قتل إلى ما شاء الله - يعني قيام القائم - ويدعون لمن زاره، ويقولون: يا رب هؤلاء زوار الحسين افعل بهم وافعل بهم.

____________________

(١) ثواب الاعمال: ١٢١ / ٤٥.

١١ - التهذيب ٦: ١٠٨ / ١٩١، وأورد ذيله في الحديث ٤ من الباب ٨٢ من هذه الأبواب.

(٢) في الامالي: وقبل شفاعته في سبعين ( هامش المخطوط ).

(٣) أمالي الصدوق: ٤٧٠ / ١١.

١٢ - التهذيب ٦: ٤٧ / ١٠٤.

(٤) في المصدر زيادة: (عليه‌السلام )

٤١٥

محمّد بن علي بن الحسين بإسناده عن علي بن أبي حمزة مثله، إلّا أنّه قال: يصلون عليه كل يوم شعثاً غبراً، ويدعون لمن زاره(١) .

ورواه في ( ثواب الاعمال ) عن محمّد بن الحسن، عن الصفار، عن أحمد بن محمّد، عن علي بن الحكم، عن علي بن أبي حمزة مثله(٢) .

[ ١٩٤٨٨ ] ١٣ - وبإسناده عن إسحاق بن عمّار، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) قال: ما بين قبر الحسين (عليه‌السلام ) إلى السماء(٣) مختلف الملائكة.

ورواه في ( ثواب الأَعمال ) عن أبيه، عن أحمد بن إدريس، عن أحمد ابن محمّد، عن محمّد بن أحمد، عن الحسين بن عبدالله، عن الحسن بن علي بن أبي عثمان، عن محمّد بن الفضيل، عن إسحاق بن عمّار مثله(٤) .

[ ١٩٤٨٩ ] ١٤ - وعنه، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) قال: موضع قبر أبي عبدالله الحسين (عليه‌السلام ) منذ يوم دفن فيه روضة من رياض الجنّة.

[ ١٩٤٩٠ ] ١٥ - وعنه قال: وقال (عليه‌السلام ) : موضع قبر الحسين (عليه‌السلام ) ترعة من ترع الجنّة.

ورواه في ( ثواب الأَعمال ) عن محمّد بن موسى بن المتوكل، عن عبدالله بن جعفر الحميري، عن أحمد بن محمّد، عن الحسن بن محبوب، عن إسحاق بن عمّار مثله(٥) ، وكذا الذي قبله.

____________________

(١) الفقيه ٢: ٣٤٧ / ١٥٩٠.

(٢) ثواب الاعمال: ١١٣ / ١٦.

١٣ - الفقيه ٢: ٣٤٦ / ١٥٨٥، وكامل الزيارات: ١١٤.

(٣) في نسخة: إلى السماء السابعة ( هامش المخطوط ).

(٤) ثواب الاعمال: ١٢٢ / ٤٧.

١٤ - الفقيه ٢: ٣٤٦ / ١٥٨٢، وثواب الاعمال ١٢٠ / ٤٣.

١٥ - الفقيه ٢: ٣٤٦ / ١٥٨٣.

(٥) ثواب الاعمال: ١٢٠ / ذيل الحديث ٤٣.

٤١٦

[ ١٩٤٩١ ] ١٦ - قال: وقال (عليه‌السلام ) : من زار قبر الحسين (عليه‌السلام ) جعل ذنوبه جسراً على باب داره ثمّ عبرها كما يخلف أحدكم الجسر وراءه إذا عبره.

ورواه في ( ثواب الأعمال ) عن محمّد بن الحسن، عن الصفار، عن الحسن بن موسى الخشاب، عن بعض رجاله، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) مثله(١) .

[ ١٩٤٩٢ ] ١٧ - قال: وقال (عليه‌السلام ) : من أتى الحسين (عليه‌السلام ) عارفاً بحقه كتبه الله عزّ وجلّ في أعلى عليين.

[ ١٩٤٩٣ ] ١٨ - وفي ( المجالس ) و ( عيون الأَخبار ) عن محمّد بن علي ماجيلويه، عن علي بن ابراهيم، عن أبيه، عن الريأنّ بن شبيب، عن الرضا (عليه‌السلام ) - في حديث - أنّه قال له: يا ابن شبيب، أنّ سرك أنّ تلقى الله ولا ذنب عليك فزر الحسين.

يا ابن شبيب، أنّ سرك أنّ تسكن الغرف المبنية في الجنّة مع النبي (صلى‌الله‌عليه‌وآله‌ )(٢) فالعن قتلة الحسين.

يا ابن شبيب، أنّ سرك أنّ يكون لك من الثواب مثل ما لمن استشهد مع الحسين (عليه‌السلام ) فقل متى ذكرتهم(٣) : يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزاً عظيماً.

____________________

١٦ - الفقيه ٢: ٣٤٧ / ١٥٨٩.

(١) ثواب الاعمال: ١١٦ / ٣٠.

١٧ - الفقيه ٢: ٣٤٧ / ١٥٩١.

١٨ - أمالي الصدوق: ١١٢ / ٥، وعيون أخبار الرضا (عليه‌السلام ) ١: ٢٩٩ / ٥٨، وأورد ذيله في الحديث ٥ من الباب ٦٦ من هذه الأبواب.

(٢) في المصدر: مع النبي وآله صلوات الله عليهم.

(٣) في المصدر: فقل متى ما ذكرته.

٤١٧

[ ١٩٤٩٤ ] ١٩ - وفي ( المجالس ) عن أحمد بن الحسن القطّان، عن الحسن بن علي السكري، عن محمّد بن زكريا، عن أحمد بن عيسى، عن عمه محمّد بن عبدالله بن حسن، عن زيد بن علي (عليهما‌السلام ) قال: من أتى قبر الحسين بن علي (عليهما‌السلام ) عارفاً بحقه غفر له الله ما تقدّم من ذنبه وما تأخر.

وعن محمّد بن الحسن، عن أحمد بن إدريس، عن محمّد بن أحمد، عن علي بن إسماعيل، عن محمّد بن عمرو الزيات، عن قائد الحناط(١) ، عن أبي الحسن موسى بن جعفر (عليه‌السلام ) مثله(٢) .

وفي ( ثواب الأعمال ) عن أبيه، عن أحمد بن إدريس مثله(٣) .

[ ١٩٤٩٥ ] ٢٠ - وعن حمزة بن محمّد العلوي، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن محمّد بن أبي عمير، عن عتيبة بياع القصب(٤) ، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) قال: من أتى قبر(٥) الحسين (عليه‌السلام ) عارفاً بحقّه كتبه الله في أعلى عليّين.

وعن محمّد بن الحسن، عن الصفار، عن محمّد بن الحسين، عن أبي داود المسترق، عن ابن مسكان، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) مثله(٦) .

____________________

١٩ - أمالي الصدوق: ١٩٧ / ٣، وكامل الزيارات: ١٣٨.

(١) في المصدر: فائد الحناط، وفي الثواب: قائد الخياط.

(٢) أمالي الصدوق: ١٢٢ / ٩.

(٣) ثواب الاعمال: ١١٠ / ٤.

٢٠ - ثواب الاعمال: ١١٠ / ٢.

(٤) في المصدر: عيينة بياع القصب

(٥) ليس في المصدر.

(٦) ثواب الاعمال: ١١٠ / ٣.

٤١٨

[ ١٩٤٩٦ ] ٢١ - وعن الحسين بن أحمد بن إدريس، عن أبيه، عن محمّد ابن أحمد، عن محمّد بن الحسين، عن الحسن بن علي بن فضّال، عن محمّد بن الحسين بن كثير، عن هارون بن خارجة قال: قلت لأَبي عبدالله (عليه‌السلام ) : انهم يروون أنّ من زار قبر الحسين (عليه‌السلام )(١) كانت له حجّة وعمرة، قال: من زاره - والله - عارفاً بحقه غفر الله له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر.

[ ١٩٤٩٧ ] ٢٢ - وعن محمّد بن الحسن، عن الصفار، عن يعقوب بن يزيد، عن صفوان بن يحيى، عن ابن مسكان، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) قال: من زار(٢) قبر أبي عبدالله (عليه‌السلام ) عارفاً بحقّه، غفر الله له ما تقدّم من ذنبه وما تأخر.

[ ١٩٤٩٨ ] ٢٣ - وعن أبيه، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال: سأل بعض أصحابنا أبا الحسن الرضا (عليه‌السلام ) عمّن أتى قبر الحسين (عليه‌السلام ) ؟ قال: تعدل عمرة.

[ ١٩٤٩٩ ] ٢٤ - وعن محمّد بن الحسن، عن الصفار، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن محمّد بن سنان قال: سمعت الرضا (عليه‌السلام ) يقول: زيارة الحسين (عليه‌السلام )(٣) تعدل عمرة مقبولة مبرورة.

[ ١٩٥٠٠ ] ٢٥ - وعن أبيه، عن سعد، عن أحمد بن محمّد، عن موسى بن

____________________

٢١ - ثواب الاعمال: ١١١ / ٥.

(١) في نسخة: الحسين بن علي (عليهما‌السلام )

٢٢ - ثواب الاعمال: ١١١ / ٧.

(٢) في المصدر: من أتى.

٢٣ - ثواب الاعمال: ١١١ / ٨.

٢٤ - ثواب الاعمال: ١١٢ / ١٠.

(٣) في المصدر: زيارة قبر الحسين (عليه‌السلام )

٢٥ - ثواب الاعمال: ١١٢ / ١١، وكامل الزيارات: ١٥٥.

٤١٩

القاسم، عن الحسن بن الجهم قال: قلت لأَبي الحسن( عليه‌السلام ) ما تقول في زيارة قبر الحسين( عليه‌السلام ) ؟ فقال لي: ما تقول أنت فيه؟ فقلت: بعضنا يقول حجّة، وبعضنا يقول: عمرة، فقال: هي عمرة مبرورة.

[ ١٩٥٠١ ] ٢٦ - وعن أبيه، عن عبدالله بن جعفر، عن محمّد بن الحسين، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع، عن أبي إسماعيل السراج، عن يحيى بن معمر، عن أبي بصير، عن أبي جعفر (عليه‌السلام ) قال: أربعة آلاف ملك شعث غبر يبكون الحسين(١) إلى أنّ تقوم الساعة، فلا يأتيه أحد إلّا استقبلوه، ولا يرجع أحد إلّا شيّعوه، ولا يمرض إلّا عادوه، ولا يموت إلّا شهدوه.

[ ١٩٥٠٢ ] ٢٧ - وعن أبيه، عن سعد، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن محمّد بن صالح، عن عبدالله بن هلال، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) قال: قلت: جعلت فداك ما أدنى ما لزوار الحسين (عليه‌السلام )(٢) ؟ فقال لي: يا عبدالله إنّ أدنى ما يكون له أنّ يحفظ في نفسه(٣) وماله حتّى يرّده إلى أهله، فاذا كان يوم القيامة كان الله أحفظ له.

[ ١٩٥٠٣ ] ٢٨ - وعن أبيه، عن سعد، عن محمّد بن الحسين، عن محمّد ابن إسماعيل، عن صالح بن عقبة، عن بشير الدهان، عن أبي عبدالله (عليه‌السلام ) قال: إنّ الرجل ليخرج إلى قبر الحسين (عليه‌السلام ) فله إذا خرج

____________________

٢٦ - ثواب الاعمال: ١١٣ / ١٨، وكامل الزيارات: ١٨٩.

(١) في المصدر زيادة: (عليه‌السلام )

٢٧ - ثواب الاعمال: ١١٦ / ٢٩، وكامل الزيارات: ١٣٣.

(٢) في نسخة: ما لزوار قبر الحسين (عليه‌السلام ) ( هامش المخطوط )، وفي المصدر: ما لزائر قبر الحسين (عليه‌السلام )

(٣) في المصدر: أنّ يحفظه الله في نفسه.

٢٨ - ثواب الاعمال: ١١٧ / ٣٢، وأورده عن كامل الزيارات في الحديث ٢ من الباب ٤١ من هذه الأبواب.

٤٢٠

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620