مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل الجزء ١٢

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل0%

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 447

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: الحاج ميرزا حسين النوري الطبرسي
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: الصفحات: 447
المشاهدات: 134050
تحميل: 11034


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 4 الجزء 5 الجزء 6 الجزء 7 الجزء 8 الجزء 9 الجزء 10 الجزء 11 الجزء 12 الجزء 13 الجزء 14 الجزء 15 الجزء 16 الجزء 17 الجزء 18 الجزء 19 الجزء 19 الجزء 20 الجزء 21 الجزء 22 الجزء 23 الجزء 24 الجزء 25 الجزء 26 الجزء 27
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 447 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 134050 / تحميل: 11034
الحجم الحجم الحجم
مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل الجزء 12

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

عليه وآله: أيما رجل رأى في منزله شيئا من الفجور فلم يغير، بعث الله تعالى بطير أبيض فيظل ببابه أربعين صباحا، فيقول له كلما دخل وخرج: غير غير، فان غير والا مسح بجناحه على عينيه، وان رأى حسنا لم يره حسنا، وان رأى قبيحا لم ينكره ».

[١٣٨٨١] ٤ - دعائم الاسلام: عن أبي عبد الله جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، أنه قال: « لا يزال المؤمن يورث أهل بيته العلم والأدب الصالح، حتى يدخلهم الجنة [ جميعا ](١) ، حتى لا يفقد فيها منهم صغيرا ولا كبيرا ولا خادما ولا جارا، ولا يزال العبد العاصي يورث أهل بيته الأدب السئ، حتى يدخلهم النار جميعا، حتى لا يفقد فيها منهم(٢) صغيرا ولا كبيرا ولا خادما ولا جارا ».

[١٣٨٨٢] ٥ - وعنهعليه‌السلام ، أنه قال: « لما نزلت( يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا ) (١) قال الناس(٢) : كيف نقي أنفسنا وأهلينا؟ قال: اعملوا الخير وذكروا به أهليكم، وأدبوهم على طاعة الله، ثم قال أبو عبد اللهعليه‌السلام : ان الله تعالى يقول لنبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله :( وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها ) (٣) وقال:( واذكر في الكتاب إسماعيل انه كان صادق الوعد وكان رسولا نبيا وكان يأمر أهله بالصلاة والزكاة وكان عند ربه مرضيا ) (٤) ».

__________________

٤ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٨٢.

(١) أثبتناه من المصدر.

(٢) في المصدر: من أهل بيته.

٥ - المصدر السابق ج ١ ص ٨٢.

(١) التحريم ٦٦ الآية ٦.

(٢) في المصدر زيادة: يا رسول الله.

(٣) طه ٢٠ الآية ١٣٢.

(٤) مريم ١٩ الآية ٥٤ و ٥٥.

٢٠١

٩ -( باب وجوب الاتيان بما يؤمر به من الواجبات، وترك ما ينهى عنه من المحرمات)

[١٣٨٨٣] ١ - العياشي في تفسيره: عن يعقوب بن شعيب، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: قلت: قوله تعالى:( أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم ) (١) قال: فوضع يده على حلقه، قال: كالذابح نفسه، وقال: الحجال، عن أبي إسحاق عمن ذكره:( وتنسون أنفسكم ) أي تتركون.

[١٣٨٨٤] ٢ - الإمام العسكريعليه‌السلام في تفسيره: « قال عز وجل لقوم من مردة اليهود ومنافقيهم، المحتجبين لأموال الفقراء، المستأكلين للأغنياء، الذين يأمرون بالخير ويتركونه، وينهون عن الشر ويرتكبونه ».

قال: يا معشر اليهود،( أتأمرون الناس بالبر ) (١) والصدقات وأداء الأمانات( وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون ) (٢) ما به تأمرون وأنتم تتلون الكتاب التوراة الآمرة بالخيرات والناهية عن المنكرات المخبرة عن عقاب المتمردين و(٣) عظيم الشرف الذي يتطول [ الله ](٤) به على الطائعين المجتهدين أفلا تعقلون ما عليكم من عقاب الله عز وجل في أمركم بما به لا تأخذون وفي نهيكم عما أنتم فيه منهمكون ».

[١٣٨٨٥] ٣ - الطبرسي في مكارم الأخلاق: عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول

__________________

الباب ٩

١ - تفسير العياشي ج ١ ص ٤٣ ح ٣٧ و ٣٨.

(١) البقرة ٢ الآية ٤٤.

٢ - تفسير العسكريعليه‌السلام ص ٩٤.

(١) البقرة ٢ الآية ٤٤.

(٢) البقرة ٢ الآية ٤٤.

(٣) في المصدر: « وعن ».

(٤) أثبتناه من المصدر.

٣ - مكارم الأخلاق ص ٤٥٧.

٢٠٢

اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « يا بن مسعود، لا تكونن ممن يهدي الناس إلى الخير ويأمرهم بالخير، وهو غافل عنه، يقول الله تعالى:( أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم ) (١) إلى أن قالعليه‌السلام : يا بن مسعود، فلا(٢) تكن ممن يشدد على الناس ويخفف على نفسه، يقول الله تعالى:( لم تقولون ما لم تفعلون ) (٣) ».

[١٣٨٨٦] ٤ - مصباح الشريعة: قال الصادقعليه‌السلام : « من لم ينسلخ عن هواجسه، ولم يتخلص من آفات نفسه وشهواتها، ولم يهزم الشيطان، ولم يدخل في كنف الله(١) وأمان عصمته، لا يصلح ( له الامر )(٢) بالمعروف والنهي عن المنكر، لأنه إذا لم يكن بهذه الصفة، فكلما أظهر أمرا كان حجة عليه، ولا ينتفع الناس به، قال الله عز وجل:( أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم ) (٣) ويقال له: يا خائن، أتطالب خلقي بما خنت به نفسك، وأرخيت عنه عنانك؟

وقالعليه‌السلام (٤) : أحسن المواعظ ما لا يجاوز القول حد الصدق، والفعل حد الاخلاص، فان مثل الواعظ والمتعظ(٥) كاليقظان والراقد، فمن استيقظ عن رقدته وغفلته ومخالفاته ومعاصيه، صلح أن يوقظ غيره من ذلك الرقاد.

وأما السائر في مفاوز(٦) الاعتداء، والخائض في مراتع الغي وترك الحياء، باستحباب السمعة والرياء والشهوة والتصنع إلى الخلق، المتزيي بزي الصالحين،

__________________

(١) البقرة ٢ الآية ٤٤.

(٢) في المصدر: « لا ».

(٣) الصف ٦١ الآية ٢.

٤ - مصباح الشريعة ص ٣٥٧.

(١) في نسخة زيادة: « وتوحيده ».

(٢) في المصدر: « للامر ».

(٣) البقرة ٢ الآية ٤٤.

(٤) نفس المصدر ص ٣٩٥.

(٥) في المصدر: والموعوظ.

(٦) مفاوز: جمع مفازة أي مهلكة، وفوز: أي هلك ( لسان العرب ج ٥ ص ٣٩٢ ).

٢٠٣

المظهر بكلامه عمارة باطنه، وهو في الحقيقة خال عنها، قد غمرتها وحشة حب المحمدة، وغشيها ظلمة الطمع، فما أفتنه بهواه! وأضل الناس بمقاله! قال عز وجل:( لبئس المولى ولبئس العشير ) (٧) .

وأما من عصمه الله بنور التأييد وحسن التوفيق، فطهر قلبه من الدنس، فلا يفارق المعرفة والتقى، فيستمع الكلام من الأصل ويترك قائله كيف ما كان، قالت الحكماء، خذ الحكمة من أفواه المجانين، قال عيسىعليه‌السلام : جالسوا من يذكركم الله رؤيته ولقاؤه فضلا عن الكلام، ولا تجالسوا من توافقه ظواهركم وتخالفه بواطنكم، فان ذلك المدعي بما ليس له، ان كنتم صادقين في استفادتكم، فإذا لقيت من فيه ثلاث خصال، فاغتنم رؤياه ولقاه ومجالسته ولو كان ساعة، فان ذلك يؤثر في دينك وقلبك وعبادتك بركاته، فمن كان كلامه لا يجاوز فعله، وفعله لا يجاوز صدقه، وصدقه لا ينازع ربه، فجالسه بالحرمة وانتظر الرحمة والبركة، واحذر لزوم الحجة عليك، وراع وقته كيلا تلومه فتحسر، وانظر إليه بعين فضل الله عليه، وتخصيصه له، وكرامته إياه ».

[١٣٨٨٧] ٥ - فقه الرضاعليه‌السلام : « ونروي في قول الله:( فكبكبوا فيها هم والغاوون ) (١) قال: هم قوم وصفوا بألسنتهم ثم خالفوا(٢) إلى غيره، فسئل عن معنى ذلك، فقال: إذا وصف الانسان عدلا [ ثم ](٣) خالفه إلى غيره، فرأى يوم القيامة الثواب الذي هو واصفه لغيره عظمت حسرته ».

[١٣٨٨٨] ٦ - كتاب سليم بن قيس الهلالي: قال: سمعت علياعليه‌السلام ،

__________________

(٧) الحج ٢٢ الآية ١٣.

٥ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٥١.

(١) الشعراء ٢٦ الآية ٩٤.

(٢) في المصدر: خالفوه.

(٣) أثبتناه لحاجة السياق.

٦ - سليم بن قيس الهلالي ص ١٦١ مع اختلاف يسير.

٢٠٤

يقول(١) : « منهومان لا يشبعان إلى أن قال والعلماء عالمان: عالم يعمل بعلمه فهو ناج، وعالم تارك لعلمه فهو هالك، ان أهل النار ليتأذون بنتن ريح العالم التارك لعلمه، وان أشد أهل النار ندامة وحسرة، رجل دعا عبدا إلى الله فاستجاب له وأطاع الله فأدخله الجنة، وعصى الله الداعي فأدخله النار، بترك علمه واتباعه هواه ».

[١٣٨٨٩] ٧ - الشيخ أبو الفتوح في تفسيره: عن أنس بن مالك، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « ليلة أسري بي إلى السماء رأيت جماعة تقرض شفاههم بمقاريض(١) النار، كلما قرضت وفت(٢) فقلت: يا جبرئيل من هؤلاء؟ قال: هؤلاء خطباء أمتك، يقولون ما لا يفعلون، ويأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم ».

[١٣٨٩٠] ٨ - وعن جندب بن عبد الله، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « مثل من يعلم الناس الخير ولا يعمل به، كالسراج يحرق نفسه ويضئ غيره ».

[١٣٨٩١] ٩ - نهج البلاغة: قالعليه‌السلام : « كان لي فيما مضى أخ في الله، وكان يعظمه في عيني صغر الدنيا في عينه إلى أن قال وكان يفعل ما يقول ولا يقول ما لا يفعل إلى أن قال فعليكم بهذه الأخلاق(١) فالزموها وتنافسوا فيها ».

[١٣٨٩٢] ١٠ - أبو القاسم الكوفي في كتاب الأخلاق: عن رسول الله صلى الله عليه

__________________

(١) في المصدر: سمعت أبا الحسنعليه‌السلام يحدثني ويقول: ان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال.

٧ - تفسير أبي الفتوح ج ١ ص ١٠٥.

(١) المقاريض: جمع مقراض، وهو الآلة المعروفة بالمقص ( مجمع البحرين ج ٤ ص ٢٢٧ ).

(٢) وفى الشئ: كثر وتم ( لسان العرب ج ١٥ ص ٣٩٩ ).

٨ - المصدر السابق ج ١ ص ١٠٦.

٩ - نهج البلاغة ج ٣ ص ٢٢٣ ح ٢٨٩.

(١) في المصدر: الخلائق.

١٠ - الأخلاق: مخطوط.

٢٠٥

وآله، أنه قال: « المعروف والمنكر خلقان منصوبان للناس يوم القيامة، فالمعروف يقود صاحبه ويسوقه إلى الجنة، والمنكر يقود صاحبه ويسوقه إلى النار ».

[١٣٨٩٣] ١١ - دعائم الاسلام: عن جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، أنه قال للمفضل: « اي مفضل، قل لشيعتنا، كونوا دعاة إلينا بالكف عن محارم الله، واجتناب معاصيه، واتباع رضوانه، فإنهم إذا كانوا كذلك كان الناس إلينا مسارعين ».

[١٣٨٩٤] ١٢ - الشيخ المفيد في الأمالي: عن أبي بصير محمد الحسين المقرئ، عن علي بن الحسين الصيدلاني، عن أبي المقدام أحمد بن محمد، عن أبي نصر المخزومي، عن الحسن بن أبي الحسن البصري قال: لما قدم علينا أمير المؤمنينعليه‌السلام البصرة، مر بي وأنا أتوضأ فقال: « يا غلام، أحسن وضوءك يحسن الله إليك إلى أن قالعليه‌السلام ألا أزيدك يا غلام » قلت: بلى يا أمير المؤمنين، قال « من كن(١) فيه ثلاث خصال، سلمت له الدنيا والآخرة: من أمر بالمعروف وائتمر به، ونهى عن المنكر وانتهى عنه، وحافظ على حدود الله » الخبر.

[١٣٨٩٥] ١٣ - الآمدي في الغرر: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه قال: « كن بالمعروف آمرا، وعن المنكر ناهيا، وللخير عاملا، وللشر مانعا ».

وقالعليه‌السلام (١) : « كن آمرا بالمعروف وعاملا به، ولا تكن ممن يأمر به وينأى عنه، فيبوء بإثمه، ويتعرض لمقت ربه ».

وقالعليه‌السلام (٢) : « أظهر الناس نفاقا من أمر بالطاعة ولم يعمل بها،

__________________

١١ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٥٨.

١٢ - أمالي المفيد ص ١١٩.

(١) في نسخة: كانت.

١٣ - الغرر ج ٢ ص ٥٦٨ ح ٥٠.

(١) نفس المصدر ج ٢ ص ٥٦٩ ح ٥٨.

(٢) نفس المصدر ج ١ ص ١٩٨ ح ٣٩٠.

٢٠٦

ونهى عن المعصية ولم ينته عنها ».

وقالعليه‌السلام (٣) : « كفى بالمرء غواية أن يأمر الناس بما لا يأتمر به، وينهاهم عما لا ينتهي عنه ».

وقالعليه‌السلام (٤) : « من عمل(٥) بالمعروف شد ظهور المؤمنين، من نهى عن المنكر أرغم أنوف الفاسقين ».

وقالعليه‌السلام (٦) : « من كانت(٧) له ثلاث سلمت له الدنيا والآخرة: يأمر بالمعروف ويأتمر به، وينهى عن المنكر وينتهي عنه، ويحافظ على حدود الله جل وعلا ».

١٠ -( باب تحريم اسخاط الخالق في مرضاة المخلوق، حتى الوالدين ووجوب العكس)

[١٣٨٩٦] ١ - أبو علي في أماليه: عن أبيه، عن المفيد، عن أبي غالب الزراري، عن عمه علي بن سليمان: عن محمد بن خالد الطيالسي، عن العلاء، عن محمد ابن مسلم، عن أبي جعفرعليه‌السلام ، قال: « لا دين لمن دان بطاعة من عصى الله، ولا دين لمن دان بفرية باطل على الله، ولا دين لمن دان بجحود شئ من آيات الله ».

[١٣٨٩٧] ٢ - الصدوق في الأمالي: عن أبيه، عن علي بن إبراهيم [ عن أبيه ](١) ،

__________________

(٣) الغرر ج ٢ ص ٥٦٠ ح ٦٤.

(٤) نفس المصدر ج ٢ ص ٦٤٤ ح ٥٩٣ و ٥٩٤.

(٥) في المصدر: أمر.

(٦) نفس المصدر ج ٢ ص ٧١١ ح ١٤١٤.

(٧) في المصدر: كن.

الباب ١٠

١ - أمالي الطوسي ج ١ ص ٧٦.

٢ - أمالي الصدوق ص ٣٩٥.

(١) أثبتناه من المصدر ومعاجم الرجال، انظر معجم رجال الحديث ج ١١ ص ١٩٥

٢٠٧

عن صفوان بن يحيى، عن أبي الصباح الكناني، عن الصادقعليه‌السلام ، قال: « قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : لا تسخطوا الله برضى أحد من خلقه، ولا تتقربوا إلى أحد من الخلق بتباعد من الله عز وجل، فان الله ليس بينه وبين أحد من الخلق شئ يعطيه به خيرا ويصرف به عنه سوءا، إلا بطاعته وابتغاء مرضاته، ان طاعة الله نجاح كل شئ(٢) يبتغى، ونجاة من كل شر يتقى » الخبر.

[١٣٨٩٨] ٣ - علي بن الحسين المسعودي في اثبات الوصية: عن الحميري قال: حدثني أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن الفتح بن يزيد الجرجاني قال: ضمني وأبا الحسنعليه‌السلام الطريق لما قدم به المدينة، فسمعته في بعض الطريق يقول: « من اتقى الله يتقى، ومن أطاع الله يطاع » فلم أزل أتلف(١) حتى قربت منه ودنوت، فسلمت عليه فرد علي السلام، فأول ما ابتدأني ان قال لي: « يا فتح، من أطاع الخالق لم يبال بسخط المخلوقين، ومن أسخط الخالق فليوقن ان يحل به سخط المخلوقين » الخبر.

[١٣٨٩٩] ٤ - سبط الطبرسي في مشكاة الأنوار: عن أبي جعفرعليه‌السلام ، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من طلب مرضاة الناس بما يسخط الله، كان حامده من الناس ذاما، ومن آثر طاعة الله عز وجل بغضب الناس، كفاه الله عز وجل عداوة كل عدو، وحسد كل حاسد، وبغي كل باغ، وكان الله عز وجل له ناصرا وظهيرا ».

[١٣٩٠٠] ٥ - ابن شهرآشوب في المناقب: عن علي بن الحسينعليهما‌السلام ، انه

__________________

(٢) في المصدر: خير.

٣ - إثبات الوصية ص ١٩٨.

(١) في المصدر: أدلف.

٤ - مشكاة الأنوار ص ٥٠.

٥ - المناقب: لم نجده في مظانه، وأخرجه المجلسي في البحار ج ٤٥ ص ١٣٧ قائلا: « وقال صاحب المناقب وغيره »، والمراد كتاب المناقب لبعض القدماء، فتأمل.

٢٠٨

قال للخطيب الذي أصعده يزيد على المنبر، وأكثر الوقيعة في علي والحسينعليهما‌السلام ، قال: « ويلك أيها الخاطب، اشتريت مرضاة المخلوقين بسخط الخالق، فتبوء مقعدك من النار ».

[١٣٩٠١] ٦ - الشيخ المفيد في أماليه: عن أبي نصر محمد بن الحسين المقرئ، عن أبي القاسم علي بن محمد، عن أبي العباس الأحوص(١) بن علي بن مرداس، عن محمد بن الحسين(٢) بن عيسى الرواسي، عن سماعة بن مهران، عن أبي عبد الله جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، قال: « ان من اليقين أن لا ترضوا الناس بسخط الله عز وجل » الخبر.

[١٣٩٠٢] ٧ - وفي الاختصاص: عن الصادقعليه‌السلام ، أنه قال: « حدثني أبي، عن أبيهعليهما‌السلام ، ان رجلا من أهل الكوفة كتب إلى أبي الحسين بن عليعليهما‌السلام : يا سيدي، أخبرني بخير الدنيا والآخرة، فكتبعليه‌السلام : بسم الله الرحمن الرحيم، أما بعد، فان من طلب رضى الله بسخط الناس كفاه الله أمور الناس، ومن طلب رضى الناس بسخط الله وكله الله إلى الناس، والسلام ».

[١٣٩٠٣] ٨ - دعائم الاسلام: عن عليعليه‌السلام ، أنه قال: « لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ».

[١٣٩٠٤] ٩ - السيد فضل الراوندي في نوادره: بإسناده عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: « من أرضى سلطانا بما أسخط الله تعالى، خرج من دين الاسلام ».

__________________

٦ - أمالي المفيد ص ٢٨٤.

(١) في الحجرية: أخوص، وما أثبتناه من المصدر.

(٢) في المصدر: الحسن.

٧ - الاختصاص ص ٢٢٥.

٨ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٣٥٠.

٩ - نوادر الراوندي ص ٢٧.

٢٠٩

[١٣٩٠٥] ١٠ - الآمدي في الغرر: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه قال: « من طلب رضى الله بسخط الناس، رد الله ذامه من الناس حامدا، ومن طلب رضى الناس بسخط الله، رد الله حامده من الناس ذاما ».

وقالعليه‌السلام : « ما أعظم وزر من طلب رضى المخلوقين بسخط الخالق(١) ! ».

١١ -( باب كراهة التعرض للذل)

[١٣٩٠٦] ١ - سبط الطبرسي في مشكاة الأنوار: عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: « ان الله عز وجل فوض إلى المؤمن ( أمره كله )(١) ، ولم يفوض إليه أن يكون ذليلا، اما تسمع الله يقول عز وجل:( ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ) (٢) فالمؤمن يكون عزيزا ولا يكون ذليلا » قالعليه‌السلام : « ان المؤمن أعز من الجبل، [ والجبل ] يستقل منه بالمعاول(٣) ، والمؤمن لا يستقل من دينه ».

[١٣٩٠٧] ٢ - كتاب خلاد السندي البزاز الكوفي: عن أبي حمزة الثمالي، عن علي بن الحسينعليهما‌السلام ، قال: قال: « ما أحب ان لي بذل نفسي حمر النعم، وما تجرعت من جرعة أحب إلي من جرعة غيظ لا أكلم فيها صاحبها ».

[١٣٩٠٨] ٣ - كتاب سليم بن قيس الهلالي: عن الحسن البصري في حديث

__________________

١٠ - غرر الحكم ج ٢ ص ٧٠٧ ح ١٣٧٣ و ١٣٧٤.

(١) نفس المصدر ج ٢ ص ٧٤٢ ح ١١٠.

الباب ١١

١ - مشكاة الأنوار ص ٩٦.

(١) في المصدر: الأمور كلها.

(٢) المنافقون ٦٣ الآية ٨.

(٣) المعاول: جمع معول وهو حديدة تحفر بها الأرض، والجبال والصخور. ( مجمع البحرين ج ٥ ص ٤٣٢ )

٢ - كتاب خلاد السندي ص ١٠٦.

٣ - كتاب سليم بن قيس الهلالي: لم نجده في مظانه.

٢١٠

طويل قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « ليس للمؤمن أن يذل نفسه » قيل: يا رسول الله، وكيف يذل نفسه؟ قال: « يتعرض للبلاء ».

قلت: الخبر الذي نقلناه من كتاب خلاد، ذكرناه في هذا الباب تبعا للأصل لئلا يختل نظم الكتابين، وإلا فلا ربط له بهذا الباب، بل هو في مقام مدح الحلم وكظم الغيظ، ولذا أدرج ما هو بمضمونه ثقة الاسلام في الكافي، وغيره في باب استحباب كظم الغيظ، حتى الشيخ في الأصل تبعهم في ذلك، فاخرج تلك الأخبار في أبواب العشرة، في باب استحباب كظم الغيظ، وسبب الاشتباه ان الذل بالضم ضعف النفس ومهانتها، والاسم الذل بالضم والذلة بالكسر والمذلة، من باب ضرب، فهو ذليل والجمع أذلاء، يذكر هذا في مقام الذم إذا ضعف وهان، ويقابله العز.

واخبار هذا الباب من هذه المادة، والذل بالكسر سهولة النفس وانقيادها فهي ذلول، والجمع ذلل وأذلة، قال تعالى:( فاسلكي سبل ربك ذللا ) (١) وقال:( أذلة على المؤمنين ) (٢) وهذا يذكر في مقام المدح، وهو المراد من خبر خلاد ونظائره.

والمعنى: ان ذل نفسي بالكسر وسهولتها وانقيادها ولينها، أحب إلي من حمر النعم، أي خيارها أو خيار مطلق الأموال أملكها أو أتصدق بها. فتحصل ان الذل في اخبار هذا الباب بالضم، وفيما تقدم بالكسر، والأول مذموم، والثاني ممدوح.

__________________

(١) النحل ١٦ الآية ٦٩.

(٢) المائدة ٥ الآية ٥٤.

٢١١

١٢ -( باب كراهة التعرض لما لا يطيق، والدخول فيما يوجب الاعتذار)

[١٣٩٠٩] ١ - نهج البلاغة: في كتابهعليه‌السلام إلى الحارث الهمداني: « واحذر كل عمل يعمل به في السر ويستحى منه في العلانية، واحذر كل عمل إذا سئل عنه صاحبه أنكره ( و )(١) اعتذر منه، ولا تجعل عرضك غرضا(٢) لنبال القول » الخبر.

[١٣٩١٠] ٢ - الصدوق في الخصال: عن أحمد بن محمد بن يحيى العطار، عن أبيه وسعد بن عبد الله معا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن ابن أبي عثمان، عن موسى بن بكر، عن موسى بن جعفر، عن أبيه قال: « قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : عشرة يعنتون(١) أنفسهم إلى أن قال والذي يطلب ما لا يدرك ».

[١٣٩١١] ٣ - القطب الراوندي في دعواته: عن ربيعة بن كعب، عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال في حديث: « وإياك وما يعتذر منه ». الخبر.

[١٣٩١٢] ٤ - الشيخ المفيد في أماليه: عن ابن الوليد، عن أبيه، عن الصفار، عن العباس بن معروف، عن علي بن مهزيار، عن علي بن حديد، عن علي بن

__________________

الباب ١٣

١ - نهج البلاغة ج ٣ ص ١٤٢ ح ٦٩.

(١) في المصدر: « أو ».

(٢) الغرض: الهدف الذي يرميه المتسابقون بسهامهم ( مجمع البحرين ج ٤ ص ٢١٧ ).

٢ - الخصال ص ٤٣٧.

(١) العنت: المشقة والصعوبة ( مجمع البحرين ج ٢ ص ٢١١ )، وفي المصدر: يفتنون.

٣ - دعوات الراوندي ص ١٠، وعنه في البحار ج ٦٩ ص ٤٠٨.

٤ - أمالي المفيد ص ١٨٣ ح ٦.

٢١٢

النعمان، رفعه قال: كان علي بن الحسينعليهما‌السلام يقول في حديث: « وإياك وما يعتذر منه ».

[١٣٩١٣] ٥ - الحسن بن علي بن شعبة في تحف العقول: عن هشام بن الحكم، عن موسى بن جعفرعليهما‌السلام ، أنه قال: « يا هشام، ان العاقل اللبيب من ترك ما لا طاقة له به ».

[١٣٩١٤] ٦ - ثقة الاسلام في الكافي: عن بعض أصحابنا، عن موسى بن جعفرعليهما‌السلام ، أنه قال: « يا هشام، ان العاقل لا يحدث من يخاف تكذيبه، ولا يسأل من يخاف منعه، ولا يعد ما لا يقدر عليه(١) ، ولا يتقدم على ما يخاف فوته بالعجز عنه ».

[١٣٩١٥] ٧ - ابن شهرآشوب في المناقب: عن أبي هاشم الجعفري، عن داود بن الأسود قال: دعاني سيدي أبو محمدعليه‌السلام فدفع إلي خشبة كأنها رجل باب مدورة طويلة ملء الكف، فقال: « صر بهذه الخشبة إلى العمري » إلى أن ذكر أنه ضرب بالخشبة بغل سقاء، فانشقت فإذا فيها كتب فرجع إلى أن قال: فلما دنوت من الدار استقبلني عيسى الخادم عند الباب الثاني، فقال: يقول لك مولاي أعزه الله: « لم ضربت البغل، وكسرت رجل الباب؟ » فقلت: يا سيدي لم أعلم ما في رجل الباب، فقال: « ولم احتجت ان تعمل عملا احتجت ان تعتذر منه، إياك بعدها ان تعود إلى مثلها ابدا ». الخبر.

__________________

٥ - تحف العقول ص ٢٩٨.

٦ - الكافي ج ١ ص ١٥.

(١) في المصدر زيادة: ولا يرجو ما يعنف برجائه.

٧ - المناقب ج ٤ ص ٤٢٧.

٢١٣

١٣ -( باب استحباب الرفق بالمؤمنين في أمرهم بالمندوبات والاقتصار على ما لا يثقل على المأمور ويزهده في الدين، وكذا النهي عن المكروهات)

[١٣٩١٦] ١ - مصباح الشريعة: قال الصادقعليه‌السلام : « وصاحب الأمر بالمعروف يحتاج إلى أن يكون عالما بالحلال والحرام، فارغا من خاصة نفسه عما يأمرهم به وينهاهم عنه، ناصحا للخلق رحيما رفيقا بهم، داعيا لهم باللطف وحسن البيان، عارفا بتفاوت أخلاقهم(١) لينزل كلا منزلته، بصيرا بمكر النفس ومكائد الشيطان، صابرا على ما يلحقه، لا يكافئهم بها ولا يشكو منهم، ولا يستعمل الحمية، ولا يغتاظ(٢) لنفسه، مجردا نيته(٣) لله مستعينا به ومبتغيا لوجهه(٤) ، فان خالفوه وجفوه صبر، وان وافقوه وقبلوا منه شكر، مفوضا امره إلى الله ناظرا إلى عيبه ».

[١٣٩١٧] ٢ - نوادر علي بن أسباط: روى غير واحد، عن أبي بصير قال: قلت لأبي جعفرعليه‌السلام : حملني حمل البازل(١) ، قال: فقال لي: « إذا تنفسخ(٢) ».

__________________

الباب ١٣

١ - مصباح الشريعة ص ٣٦٢.

(١) في المصدر: أحلامهم.

(٢) وفيه يغتلظ.

(٣) وفيه: بنيته.

(٤) وفيه: لثوابه.

٢ - نوادر علي بن أسباط ص ١٢٦.

(١) البازل من الإبل: الذي تم له ثمان سنين ودخل في التاسعة ( مجمع البحرين ج ٥ ص ٣٢٠ ).

(٢) انفسخ: انتقض، والفسخ: زوال مفاصل الانسان والحيوان عن مواضعها ( لسان العرب ج ٣ ص ٤٤ ) والمراد: ضعفت عن حمل العلوم العالية.

٢١٤

[١٣٩١٨] ٣ - الكشي في رجاله: عن حمدويه، عن محمد بن عيسى، عن يونس قال: قال العبد الصالحعليه‌السلام : « يا يونس، ارفق بهم فان كلامك يدق عليهم ». الخبر.

[١٣٩١٩] ٤ - وعن القتيبي، عن الفضل بن شاذان، عن أبي جعفر البصري قال: دخلت مع يونس بن عبد الرحمن على الرضاعليه‌السلام ، فشكا إليه ما يلقى من أصحابه من الوقيعة، فقال الرضاعليه‌السلام : « دارهم فان عقولهم لا تبلغ ».

[١٣٩٢٠] ٥ - الحسن بن علي بن شعبة في تحف العقول: عن هشام بن الحكم، عن موسى بن جعفرعليهما‌السلام في حديث قال: فقلت له: وان وجدت رجلا طالبا غير أن عقله لا يتسع لضبط ما القي إليه، قال: « فتلطف له في النصيحة، فان ضاق قلبه فلا تعرض لنفسك اللعنة(١) ، واحذر رد المتكبرين، فان العلم يدل على أن يحمل(٢) على من لا يضيق(٣) ».

[١٣٩٢١] ٦ - الشيخ المفيد في الإختصاص: عن جعفر بن الحسين، عن محمد بن الحسن بن الوليد، عن محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسى أو غيره، عن بعض أصحابنا، عن عباس بن حمزة الشهرزوري، رفعه إلى أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: « كان سلمان يطبخ قدرا فدخل عليه أبو ذر، فانكبت القدر فسقطت على وجهها ولم يذهب منها شئ، فردها على الأثافي(١) ثم انكبت الثانية فلم يذهب منها شئ، فردها على الأثافي، فمر أبو ذر إلى أمير المؤمنين عليه

__________________

٣ - رجال الكشي ج ٢ ص ٧٨٢ ح ٩٢٨.

٤ - رجال الكشي ج ٢ ص ٧٨٣ ح ٩٢٩.

٥ - تحف العقول ص ٢٩٧.

(١) في المصدر: للفتنة.

(٢) في المصدر: يملي.

(٣) وفيه: يفيق.

٦ - الاختصاص ص ١٢.

(١) الأثافي: جمع أثفية وهي الحجارة التي تنصب ويجعل القدر عليها ( لسان العرب « ثفا » ج ١٤ ص ١١٣ ).

٢١٥

السلام مسرعا، قد ضاق صدره مما رأى [ و ](٢) سلمان يقفو اثره، حتى انتهى إلى أمير المؤمنينعليه‌السلام ، فنظر أمير المؤمنينعليه‌السلام [ إلى سلمان ](٣) فقال: يا أبا عبد الله ارفق بصاحبك(٤) ».

[١٣٩٢٢] ٧ - الحسين حمدان الحضيني في الهداية: عن الحسن بن محمد بن جمهور، عن خالد بن مالك الجهني، عن قيس العبراني، عن أبي عمرو زاذان قال: لما واخى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بين أصحابه، وآخى بين سلمان والمقداد، فدخل المقداد على سلمان وعنده قدر منصوبة على اثنتين وهي تغلي من غير حطب، فتعجب المقداد وقال: يا أبا عبد الله هذه القدر تغلي من غير حطب، فأخذ سلمان حجرين فرمى بهما تحت القدر فالتهب فيهما، فقال له المقداد: هذا أعجب يا أبا عبد الله، فقال له سلمان: لا تعجب، أليس الله يقول جل من قائل:( وقودها الناس والحجارة ) (١) ففارت القدر، فقال سلمان: يا مقداد سكن فورتها، فقال المقداد: ما أرى شيئا اسكن به القدر، فادخل سلمان يده في القدر فأدارها فسكنت القدر من فورها، فاغترف منها بيده فأكل هو والمقداد.

فدخل المقداد على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فأعاد عليه خبر النار والقدر وفورتها، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « سلمان ممن يطيع الله، ورسوله وأمير المؤمنين صلوات الله عليهما، فيطيعه كل شئ ولا يضره شئ » فلما دخل سلمان عليه قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « ارفق يا سلمان بأخيك المقداد رفق الله بك ».

__________________

(٢) أثبتناه من المصدر.

(٣) أثبتناه من المصدر.

(٤) في المصدر: بأخيك.

٧ - الهداية ص ١١٨ ب.

(١) البقرة ٢ الآية ٢٤.

٢١٦

١٤ -( باب وجوب الحب في الله، والبغض في الله والاعطاء في الله، والمنع في الله)

[١٣٩٢٣] ١ - الشيخ الطوسي في أماليه: عن جماعة، عن أبي المفضل، عن محمد بن صالح بن فيض بن فياض، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن أبان، عن بعض أصحابنا، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال: « لو أن رجلا أحب رجلا لله عز وجل، لأثابه(١) الله تعالى على حبه إياه، وإن كان في علم الله من أهل النار.

( ولو أن رجلا أبغض رجلا لله، لاثابه الله تعالى على بغضه إياه، وإن كان في علم الله من أهل الجنة )(٢) ».

[١٣٩٢٤] ٢ - أبوالفتح الكراجكي في كنز الفوائد: عن أبي المرجا محمد بن علي بن أبي طالب البلدي قال: حدثنا أستاذي محمد بن إبراهيم بن جعفر النعماني، عن أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة الكوفي، عن شيوخه الأربعة، عن الحسن بن محبوب، عن محمد بن النعمان الأحول، عن سلام بن المستنير، عن أبي جعفر الإمام الباقرعليه‌السلام قال: « قال جدي رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله :

أيها الناس حلالي حلال إلى يوم القيامة إلى أن قال ألا وان ود المؤمن من أعظم سبب الايمان، الا ومن أحب في الله عز وجل، وابغض في الله، وأعطى في الله، ومنع في الله، فهو من أصفياء المؤمنين عند الله تعالى، الا وان المؤمنين إذا تحابا في الله عز وجل، وتصافيا في الله، كانا كالجسد الواحد إذا اشتكى

__________________

الباب ١٤

١ - أمالي الطوسي ج ٢ ص ٢٣٤، وعنه في البحار ج ٦٩ ص ٢٤٨، ذيل حديث ٢٣.

(١) في المصدر: لا بأنه.

(٢) ليس في المصدر.

٢ - كنز الفوائد ص ١٦٤.

٢١٧

أحدهما من جسده موضعا، وجد الآخر ألم ذلك الموضع ».

[١٣٩٢٥] ٣ - الجعفريات: بإسناده عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام ، قال: « للمؤمن ثلاث علامات: العلم بالله، ومن يحب، ومن يكره ».

ورواه الصدوق في الخصال: عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن القاسم بن محمد، عن سليمان بن داود، عن حماد بن عيسى، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: « قال لقمان لابنه: يا بني، ان لكل شئ علامة يعرف بها ويشهد عليها » وذكر مثله(١) .

[١٣٩٢٦] ٤ - العياشي في تفسيره: عن بشير الدهان، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: «(١) عرفتم في منكرين كثير، وأحببتم في مبغضين كثير، وقد يكون حبا لله في الله ورسوله، وحبا في الدنيا، فما كان في الله ورسوله فثوابه على الله، وما كان للدنيا(٢) فليس شئ(٣) ثم نفض يده، ثم قال: إن هذه المرجئة وهذه القدرية وهذه الخوارج، ليس منهم أحد الا يرى أنه على الحق، وانكم إنما أجبتمونا في الله، ثم تلا( أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ) (٤) ( وما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ) (٥) ( ومن يطع الرسول فقد أطاع الله ) (٦) ( ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ) (٧) ».

__________________

٣ - الجعفريات ص ٢٣١.

(١) الخصال ص ١٢١ ح ١١٣.

٤ - تفسير العياشي ج ١ ص ١٦٧ ح ٢٦، وعنه في البرهان ج ١ ص ٢٧٧ ح ٨.

(١) في المصدر: زيادة: قد.

(٢) في المصدر: في الدنيا.

(٣) في المصدر: في شئ.

(٤) النساء ٤ الآية ٥٩.

(٥) الحشر ٥٩ الآية ٧.

(٦) السناء ٤ الآية ٨٠.

(٧) آل عمران ٣ الآية ٣١.

٢١٨

[١٣٩٢٧] ٥ - وعن بريد بن معاوية العجلي قال: كنت عند أبي جعفرعليه‌السلام ، إذ دخل عليه قادم من خراسان ماشيا، فاخرج رجليه وقد تغلفتا(١) وقال: اما والله ما جاءني من حيث جئت الا حبكم أهل البيت، فقال أبو جعفرعليه‌السلام : « والله لو أحبنا حجر حشره الله معنا، وهل الدين الا الحب!؟ ان الله يقول:( قل ان كنتم تحبون الله ) (٢) . الآية، وقال:( يحبون من هاجر إليهم ) (٣) وهل الدين الا الحب! ».

[١٣٩٢٨] ٦ - وعن ربعي بن عبد الله قال: قيل لأبي عبد اللهعليه‌السلام : انا نسمي بأسمائكم وأسماء آبائكم، فينفعنا ذلك، فقال: « اي والله، وهل الدين الا الحب! قال الله تعالى:( ان كنتم تحبون الله ) (١) ». الآية.

[١٣٩٢٩] ٧ - وعن زياد أبي عبيدة الحذاء قال: دخلت على أبي جعفرعليه‌السلام فقلت: بأبي أنت وأمي، ربما خلا بي الشيطان فخبثت نفسي، ثم ذكرت حبي إياكم وانقطاعي إليكم، فطابت نفسي، فقال: « يا زياد ويحك، وما الدين الا الحب! ألا ترى إلى قول الله:( ان كنتم تحبون الله فاتبعوني ) (١) ». الآية.

[١٣٩٣٠] ٨ - القطب الراوندي في دعواته: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « أوثق عرى الايمان الحب في الله والبغض في الله ».

__________________

٥ - تفسير العياشي ج ١ ص ١٦٧ ح ٢٧، وعنه في البرهان ج ١ ص ٢٧٧ ح ٩.

(١) كذا في الحجرية والمصدر، ولعل الصواب ( تفلقتا ) والفلق: الشق، وتفلق اللبن: تقطع وتشقق، وفلق الله الحب بالنبات شقه. ( لسان العرب ج ١٠ ص ٣١٠ ).

(٢) آل عمران ٣ الآية ٣١.

(٣) الحشر ٥٩ الآية ٩.

٦ - المصدر السابق ج ١ ص ١٦٧ ح ٢٨.

(١) آل عمران ٣ الآية ٣١.

٧ - المصدر السابق ج ١ ص ١٦٧ ح ٢٥.

(١) آل عمران ٣ الآية ٣١.

٨ - دعوات الراوندي ص ٥، وعنه في البحار ج ٦٩ ص ٢٥٣.

٢١٩

[١٣٩٣١] ٩ - وروي: « ان الله تعالى قال لموسىعليه‌السلام : هل عملت لي عملا قط؟ قال: صليت لك وصمت وتصدقت، قال الله تبارك وتعالى له: اما الصلاة فلك برهان، والصوم جنة، والصدقة ظل، والزكاة نور، فأي عمل عملت لي؟ قال موسىعليه‌السلام : دلني على العمل الذي هو لك، قال: يا موسى، هل واليت لي وليا؟ فعلم موسى ان أفضل الأعمال الحب في الله والبغض في الله ».

[١٣٩٣٢] ١٠ - الحسن بن علي بن شعبة في تحف العقول: عن أبي محمد العسكريعليه‌السلام ، قال: « حب الأبرار للأبرار ثواب للأبرار، وحب الفجار للأبرار فضيلة للأبرار، وبغض الفجار للأبرار زين للأبرار، وبغض الأبرار للفجار خزي على الفجار ».

ورواه المفيد في الإختصاص: عن عمار بن موسى، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام (١) .

[١٣٩٣٣] ١١ - مصباح الشريعة: قال الصادقعليه‌السلام : « المحب في الله محب الله، والمحبوب(١) في الله حبيب الله، لأنهما لا يتحابان الا في الله، قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : المرء مع من أحب، فمن أحب(٢) في الله فإنما أحب الله، ولا يحب عبد الله الا أحبه الله، قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : أفضل الناس بعد النبيين في الدنيا والآخرة، المحبون لله المتحابون فيه، وكل حب معلول يورث بعدا فيه عداوة الا هذين، وهما من عين واحدة يزيدان أبدا ولا ينقصان، قال الله عز وجل:( الاخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو الا

__________________

٩ - دعوات الراوندي ص ٥، وعنه في البحار ج ٦٩ ص ٢٥٢.

١٠ - تحف العقول ص ٣٦٦.

(١) الاختصاص ص ٢٣٩.

١١ - مصباح الشريعة ص ٥٢٥.

(١) في المصدر: المحب.

(٢) في المصدر زيادة: عبدا.

٢٢٠