مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل الجزء ١٢

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل13%

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل مؤلف:
المحقق: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التّراث
تصنيف: متون حديثية
الصفحات: 447

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧
  • البداية
  • السابق
  • 447 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 143190 / تحميل: 11977
الحجم الحجم الحجم
مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل

مستدرك الوسائل ومستنبط المسائل الجزء ١٢

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

وقالعليه‌السلام : « الحسد رأس العيوب »(١) .

وقالعليه‌السلام : « الايمان برئ من الحسد »(٢) .

وقالعليه‌السلام : « الحسود أبدا عليل »(٣) .

وقالعليه‌السلام : « الحسد ينكد العيش »(٤) .

وقالعليه‌السلام : « الحسود لا يبرأ، الشره لا يرضى »(٥) .

وقالعليه‌السلام : « الحسود لا خلة له »(٦) .

وقالعليه‌السلام : « الحسد يضني(٧) الجسد، الكرم(٨) برئ من الحسد »(٩) .

وقالعليه‌السلام : « الحسود لا شفاء له »(١٠) .

وقالعليه‌السلام : « الحسود لا يسود »(١١) .

وقالعليه‌السلام : « الحسد ينشئ الكمد »(١٢) .

وقالعليه‌السلام : « الحسد مقنصة إبليس الكبرى »(١٣) .

وقالعليه‌السلام : « الحسود غضبان على القدر »(١٤) .

__________________

(١) غرر الحكم ج ١ ص ٢٢ ح ٦١٠.

(٢) نفس المصدر ج ١ ص ٢٣ ح ٦٦٠.

(٣) نفس المصدر ج ١ ص ٢٨ ح ٨٣٢.

(٤) نفس المصدر ج ١ ص ٢٨ ح ٨٥٩.

(٥) نفس المصدر ج ١ ص ٣١ ح ٩٣٤ و ٩٣٥.

(٦) نفس المصدر ج ١ ص ٣١ ح ٩٣٦.

(٧) في المصدر: يفني.

(٨) في المصدر: الكريم.

(٩) نفس المصدر ج ١ ص ٣٢ ح ٩٨٦ و ٩٨٧.

(١٠) نفس المصدر ج ١ ص ٣٤ ح ١٠٤٨.

(١١) نفس المصدر ج ١ ص ٣٤ ح ١٠٦٠.

(١٢) نفس المصدر ج ١ ص ٣٥ ح ١٠٨٠.

(١٣) نفس المصدر ج ١ ص ٣٨ ح ١١٧٦.

(١٤) نفس المصدر ج ١ ص ٤٥ ح ١٣١٧.

٢١

وقالعليه‌السلام : « الحسد مرض لا يوسى(١٥) »(١٦) .

وقالعليه‌السلام : « الحسد دأب السفل، وأعداء الدول »(١٧) .

وقالعليه‌السلام : « الحاسد يفرح بالشر، ويغتم بالسرور »(١٨) .

وقالعليه‌السلام : « الحاسد لا يشفيه إلا زوال النعمة »(١٩) .

وقالعليه‌السلام : « الحسود كثير الحسرات، متضاعف السيئات »(٢٠) .

وقالعليه‌السلام : « الحاسد يرى أن زوال النعمة عمن يحسده نعمة عليه »(٢١) .

وقالعليه‌السلام : « الحسد داء عياء، لا يزول إلا بهلك [ الحاسد ](٢٢) أو موت المحسود »(٢٣) .

وقالعليه‌السلام : « الحسود دائم السقم، وإن كان صحيح الجسم »(٢٤) .

وقالعليه‌السلام : « الحسد عيب فاضح، ووشح قادح، لا يشفى صاحبه إلا بلوغ أمله فيمن يحسده ».

وقالعليه‌السلام : « احذروا الحسد، فإنه يزري بالنفس »(٢٦) .

__________________

(١٥) أسا الجرح: داواه وعالجه. ( لسان العرب ج ١٤ ص ٣٤ ).

(١٦) الغرر ج ١ ص ٥٠ ح ١٤٢٠.

(١٧) نفس المصدر ج ١ ص ٥٥ ح ١٥١٠.

(١٨) نفس المصدر ١ ص ٥٥ ح ١٥١٢.

(١٩) نفس المصدر ج ١ ص ٥٥ ح ١٥١٥.

(٢٠) نفس المصدر ج ١ ص ٥٧ ح ١٥٥٧.

(٢١) نفس المصدر ج ١ ص ٧٥ ح ١٨٥٧.

(٢٢) أثبتناه من المصدر.

(٢٣) نفس المصدر ج ١ ص ٧٩ ح ١٩١١.

(٢٤) نفس المصدر ج ١ ص ٨٥ ح ١٩٨٤.

(٢٥) نفس المصدر ج ١ ص ١٠٦ ح ٢٢٢٩.

(٢٦) نفس المصدر ج ١ ص ١٤١ ح ٨.

٢٢

وقالعليه‌السلام : « إياك والحسد، فإنه شر شيمة وأقبح سجية »(٢٧) .

وقالعليه‌السلام : « ثمرة الحسد شقاء الدنيا والآخرة »(٢٨) .

وقالعليه‌السلام : « خلو الصدر من الغل والحسد، من سعادة المتعبد »(٢٩) .

وقالعليه‌السلام : « دع الحسد والكذب والحقد، فإنهن ثلاثة تشين الدين وتهلك الرجل »(٣٠) .

وقالعليه‌السلام : « رأس الرذائل الحسد »(٣١) .

وقالعليه‌السلام : « شر ما صحب المرء الحسد »(٣٢) .

وقالعليه‌السلام : « طهروا قلوبكم من الحسد فإنه مضن(٣٣) »(٣٤) .

وقالعليه‌السلام : « ليس الحسد من خلق الأتقياء »(٣٥) .

وقالعليه‌السلام : « ليس لحسود خلة »(٣٦) .

٥٦ -( باب جملة ما عفي عنه)

[١٣٤٠٢] ١ - الشيخ المفيد في الإختصاص: قال: قال أبو عبد الله الصادق

__________________

(٢٧) الغرر ج ١ ص ١٤٨ ح ٢٣ وفيه زيادة: وحلية إبليس.

(٢٨) نفس المصدر ج ١ ص ٣٦٠ ح ٤٤.

(٢٩) نفس المصدر ج ١ ص ٣٩٩ ح ٤٦، وفيه: العبد.

(٣٠) نفس المصدر ص ٢٠٥ « الطبعة الحجرية ».

(٣١) نفس المصدر ج ١ ص ٤١٢ ح ٢١.

(٣٢) نفس المصدر ج ١ ص ٤٤٣ ح ٧.

(٣٣) في المصدر: مكمد.

(٣٤) نفس المصدر ج ٢ ص ٤٧١ ح ٣٣.

(٣٥) نفس المصدر ج ٢ ص ٥٩٣. ح ٣.

(٣٦) نفس المصدر ج ٢ ص ٥٩٤ ح ٣٣.

الباب ٥٦

١ - الاختصاص ص ٣١.

٢٣

عليه‌السلام : « رفع عن هذه الأمة ست: الخطأ، والنسيان، وما استكرهوا(١) عليه، وما لا يعلمون، وما لا يطيقون، وما اضطروا إليه ».

[١٣٤٠٣] ٢ - العياشي في تفسيره: عن عمرو بن مروان الخزاز، قال: سمعت أبا عبد اللهعليه‌السلام قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : رفع عن أمتي أربع خصال: ما أخطؤوا، وما نسوا، وما اكرهوا عليه، وما لم يطيقوا، وذلك في كتاب الله في قول الله تبارك وتعالى:( ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به ) (١) وقول الله:( إلا من أكره وقلبه مطمئن بالايمان ) (٢) ».

[١٣٤٠٤] ٣ - أحمد بن محمد بن عيسى في نوادره: عن فضالة، عن سيف بن عميرة، عن إسماعيل الجعفي، عنهعليه‌السلام ، مثله.

وعن ربعي، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام (١) ، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : عفي من أمتي ثلاث: الخطأ، والنسيان، والاستكراه(٢) ، وقال أبو عبد اللهعليه‌السلام : وفيها رابعة: وما لا يطيقون ».

[١٣٤٠٥] ٤ - وعن الحلبي، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : بي وضع عن أمتي: الخطأ، والنسيان،

__________________

(١) في المصدر: اكرهوا.

٢ - تفسير العياشي ج ١ ص ١٦٠ ح ٥٣٤.

(١) البقرة ٢: ٢٨٦.

(٢) النحل ١٦: ١٠٦.

٣ - نوادر أحمد بن محمد بن عيسى ص ٦٢ باختصار.

(١) نفس المصدر ص ٦٢.

(٢) ورد في هامش الحجرية: « كذا في نسخة النوادر، والظاهر الاحتياج إلى قوله قال إلى آخره، بقرينة قوله عن أمتي » ( منه قده ).

٤ - نوادر أحمد بن محمد بن عيسى ص ٦٢.

٢٤

وما استكرهوا عليه ».

[١٣٤٠٦] ٥ - وعن أبي الحسنعليه‌السلام قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : وضع عن أمتي ما أكرهوا عليه، ولم يطيقوا، وما أخطؤوا ».

[١٣٤٠٧] ٦ - فقه الرضاعليه‌السلام : « وأروي: أن الله تبارك وتعالى أسقط من المؤمن ما لا يعلم، وما لا يتعمد، والنسيان، والسهو، والغلط، وما استكرهوا(١) عليه، وما اتقى فيه، وما لا يطيق ».

[١٣٤٠٨] ٧ - القطب الراوندي في لب اللباب: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : « إن الله رفع عن أمتي، الخطأ، والنسيان، وما حدثت به أنفسهم ».

[١٣٤٠٩] ٨ - عوالي اللآلي: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: « إن الله تجاوز لنا(١) عما حدثت به أنفسنا(٢) ».

[١٣٤١٠] ٩ - دعائم الاسلام: عن عليعليه‌السلام ، أنه قال في قول الله عز وجل:( ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ) (١) قال: « استجيب لهم ذلك، في الذي ينسى فيفطر في شهر رمضان، وقد قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : رفع عن أمتي خطأها، ونسيانها، وما أكرهت عليه ».

[١٣٤١١] ١٠ - وعن جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، أنه قال: « رفع الله عن هذه الأمة [ أربعا ](١) ما لا يستطيعون، وما استكرهوا عليه، وما نسوا،

__________________

٥ - نوادر أحمد بن محمد بن عيسى ٦٢.

٦ - فقه الرضاعليه‌السلام ص ٥٢.

(١) في المصدر: استكره.

٧ - لب اللباب: مخطوط.

٨ - عوالي اللآلي ج ١ ص ٤٠٨ ح ٧٣.

(١) في المصدر: « لامتي ».

(٢) في المصدر: « أنفسها ».

٩ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٢٧٤.

(١) البقرة ٢: ٢٨٦.

١٠ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٩٥ ح ٢٩٩.

(١) أثبتناه من المصدر.

٢٥

وما جهلوا حتى يعلموا ».

٥٧ -( باب تحريم التعصب على غير الحق)

[١٣٤١٢] ١ - الجعفريات: بإسناده عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام ، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من كان في قلبه مثقال خردل(١) من عصبية، جعله الله تعالى يوم القيامة مع أعراب الجاهلية ».

٥٨ -( باب تحريم التكبر)

[١٣٤١٣] ١ - الحسين بن سعيد الأهوازي في كتاب الزهد: عن ابن أبي عمير، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: « لا يدخل الجنة من في قلبه مثقال حبة من كبر ».

ورواه في عوالي اللآلي: بإسناده عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، مثله، وفيه: « حبة من خردل »(١) .

[١٣٤١٤] ٢ - وعن ابن أبي عمير: عن محمد بن أبي حمزة، وحسين بن عثمان، عن إسحاق بن عمار، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: « الكبر رداء الله، فمن نازع الله رداءه كبه(١) الله في النار [ على وجهه ](٢) ».

[١٣٤١٥] ٣ - الجعفريات: بإسناده عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده

__________________

الباب ٥٧

١ - الجعفريات ص ١٦٣ ش.

(١) في المصدر: « خردلة ».

الباب ٥٨

١ - الزهد ص ٦١ ح ١٦٢.

(١) عوالي اللآلي ج ١ ص ٣٤ ح ١٣.

٢ - المصدر السابق ص ٦٢ ح ١٦٤.

(١) في المصدر: « أكبه ».

(٢) أثبتناه من المصدر.

٣ - الجعفريات ص ١٦٤.

٢٦

علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام ، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إن لإبليس كحولا ولعوقا وسعوطا، فكحله النعاس، ولعوقه الكذب، وسعوطه الكبر ».

[١٣٤١٦] ٤ - وبهذا الاسناد عن عليعليه‌السلام ، قال: « أقبل رجل إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال: يا رسول الله، أنا فلان بن فلان، حتى عد تسعة آباء، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : أما إنك عاشرهم في النار ».

[١٣٤١٧] ٥ - الشيخ الطوسي في أماليه: بالسند المتقدم، عن أبي ذر قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « يا أبا ذر، أكثر من يدخل النار المتكبرون(١) ، فقال رجل: وهل ينجو من الكبر أحد؟ قال: نعم، من لبس الصوف، وركب الحمار، وحلب العنز، وجالس المساكين، يا أبا ذر، من حمل بضاعته فقد برئ من الكبر يعني من السوء(٢) يا أبا ذر، من رقع ذيله، وخصف نعله، وعفر وجهه فقد برئ من الكبر ».

[١٣٤١٨] ٦ - البحار، عن كتاب قضاء الحقوق للصوري: عن الصادقعليه‌السلام ، أنه قال لرفاعة بن موسى في حديث: « ألا أخبركم بأوفرهم نصيبا من الاثم؟ قلت: بلى جعلت فداك، قال: من عاب عليه أي على المؤمن شيئا من قوله وفعله، أورد عليه احتقارا له وتكبرا عليه » الخبر.

[١٣٤١٩] ٧ - الشيخ المفيد في الإختصاص: عن الأوزاعي في قصة لقمان، أنه

__________________

٤ - الجعفريات ص ١٦٤.

٥ - أمالي الطوسي ج ٢ ص ١٥١.

(١) في المصدر: المستكبرون.

(٢) في المصدر: السوق.

٦ - البحار ج ٧٥ ص ١٧٦ ح ١٢ كتاب قضاء الحقوق ح ١٧.

٧ - الاختصاص ص ٣٣٨.

٢٧

قال فيما وعظ به ابنه: يا بني إياك والتجبر والتكبر والفخر، فتجاوز إبليس في داره، يا بني دع عنك التجبر والكبر، ودع عنك الفخر، واعلم أنك ساكن القبر، يا بني اعلم أن ما جاور إبليس، وقع في دار الهوان، لا يموت فيها ولا يحيى، يا بني ويل لمن تجبر وتكبر، كيف يتعظم من خلق من طين وإلى طين يعود! ثم لا يدري إلى ما يصير؟ إلى الجنة فقد فاز، أو إلى النار فقد خسر خسرانا مبينا، وخاب، ويروى: كيف يتجبر من قد جرى في مجرى البول مرتين!.

[١٣٤٢٠] ٨ - وعن الصادقعليه‌السلام ، قال: « الجهل في ثلاث: الكبر، وشدة المراء، والجهل بالله، فأولئك هم الخاسرون ».

[١٣٤٢١] ٩ - دعائم الاسلام: عن علي بن الحسين، ومحمد بن عليعليهم‌السلام ، عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه قال في وصية طويلة: « والمتكبر ملعون، والمتواضع عند الله مرفوع، إياكم والكبر، فإنه رداء الله عز وجل، فمن نازعه رداءه قصمه ».

[١٣٤٢٢] ١٠ - الآمدي في الغرر: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه قال: « التواضع يرفع، والتكبر يضع ».

وقالعليه‌السلام (١) : « التواضع يرفع الوضيع، التكبر يضع الرفيع ».

وقالعليه‌السلام (٢) : « التعزز بالتكبر ذل، التكبر بالدنيا قل ».

وقالعليه‌السلام (٣) : « الكبر مصيدة إبليس العظمى ».

__________________

٨ - الاختصاص ص ٢٤٤.

٩ - دعائم الاسلام ج ٢ ص ٣٥٢.

١٠ - غرر الحكم ودرر الكلم ج ١ ص ٥ ح ١٩ و ٢٠.

(١) نفس المصدر ج ١ ص ١٤ ح ٣٦٣ و ٣٦٢.

(٢) نفس المصدر ج ١ ص ٣٤ ح ١٠٤٤ و ١٠٤٥.

(٣) نفس المصدر ج ١ ص ٣٨ ح ١١٧٥.

٢٨

وقالعليه‌السلام (٤) : « الكبر خليقة مردية، من تكثر بها قل ».

وقالعليه‌السلام (٥) : « الكبر يساور القلب مساورة السموم القاتلة ».

وقالعليه‌السلام (٦) : « استعيذوا بالله من لواقح الكبر، كما تستعيذون به من طوارق الدهر، واستعدوا لمجاهدته حسب الطاقة ».

وقالعليه‌السلام (٧) : « إياك والكبر، فإنه أعظم الذنوب، والأم العيوب، وهو حلية إبليس ».

وقالعليه‌السلام (٨) : « أقبح الخلق التكبر ».

وقالعليه‌السلام (٩) : « شر آفات العقل الكبر ».

وقالعليه‌السلام (١٠) : « لو رخص الله سبحانه في الكبر لاحد من الخلق، لرخص فيه لأنبيائه، لكنه كره إليهم التكبر(١١) ، ورضي لهم التواضع ».

وقال(١٢) : « ما اجتلب المقت بمثل الكبر ».

[١٣٤٢٣] ١١ - الحسن بن علي بن شعبة في تحف العقول: عن هشام بن الحكم، عن الكاظمعليه‌السلام ، قال: قال: « يا هشام، إياك والكبر، فإنه لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من كبر، الكبر رداء الله فمن نازعه رداءه كبه الله في النار على وجهه إلى أن قال يا هشام(١) إياك والكبر

__________________

(٤) غرر الحكم ج ١ ص ٨٥ ح ١٩٨٥.

(٥) نفس المصدر ج ١ ص ٨٨ ح ٢٠٣٢.

(٦) نفس المصدر ج ١ ص ١٣٨ ح ٧٨.

(٧) نفس المصدر ج ١ ص ١٤٨ ح ٢٢.

(٨) نفس المصدر ج ١ ص ١٧٧ ح ٧٠.

(٩) نفس المصدر ج ١ ص ٤٤٨ ح ٨٠.

(١٠) نفس المصدر ج ٢ ص ٦٠٦ ح ٣٤.

(١١) في المصدر: التكابر.

(١٢) نفس المصدر ج ٢ ص ٧٣٨ ح ٤٧.

١١ - تحف العقول ص ٢٩٥.

(١) نفس المصدر ص ٢٩٧.

٢٩

على أوليائي، والاستطالة بعلمك فيمقتك الله، فلا تنفعك بعد مقته دنياك ولا آخرتك، وكن في الدنيا كساكن الدار ليست له إنما ينتظر الرحيل ».

[١٣٤٢٤] ١٢ - جعفر بن أحمد القمي في كتاب المانعات: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: « لا يدخل الجنة انسان في قلبه حبة خردل من كبر ».

[١٣٤٢٥] ١٣ - أبو يعلي الجعفري في النزهة: عن الباقرعليه‌السلام ، أنه قال: « إياك والكبر فإنه داعية المقت، ومن بابه تدخل النقم على صاحبه، وما أقل مقامه عنده وأسرع زواله عنه! ».

[١٣٤٢٦] ١٤ - تفسير الإمامعليه‌السلام : عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، قال: « قال الله تعالى: يا موسى، إن الفخر ردائي، والكبرياء إزاري، فمن نازعني في شئ منهما عذبته بناري، يا موسى، إن من إعظام جلالي، إكرام العبد الذي أنلته حظا من الدنيا عبدا من عبادي مؤمنا قصرت يده في الدنيا، فإن تكبر عليه فقد استخف بجلالي ».

[١٣٤٢٧] ١٥ - علي بن الحسين المسعودي في اثبات الوصية: روي أنه أوحي إلى داودعليه‌السلام : كما أن أقرب الناس إلى(١) الله يوم القيامة المتواضعون، كذلك أبعد الناس من الله المتكبرون.

[١٣٤٢٨] ١٦ - الديلمي في إرشاد القلوب: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال في حديث: « من لبس الثياب الفاخرة فلا بد له من الكبر، ولا بد لصاحب الكبر من النار ».

__________________

١٢ - كتاب المانعات ص ٦٠.

١٣ - نزهة الناظر ص ٤٦.

١٤ - تفسير الإمام العسكريعليه‌السلام ص ١٣.

١٥ - اثبات الوصية ص ٥٧.

(١) في المصدر: من.

١٦ - إرشاد القلوب ص ١٩٥.

٣٠

[١٣٤٢٩] ١٧ - القطب الراوندي في لب اللباب: عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، مثله.

وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: « يقول الله: الكبرياء ردائي والعظمة إزاري، فمن نازعني واحدا منهما ألقيته في ناري ».

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : « يحشر المتكبرون يوم القيامة أمثال الذر في صورة الرجال، يغشاهم الذل من كل مكان ».

٥٩ -( باب تحريم التجبر والتيه والاختيال)

[١٣٤٣٠] ١ - الجعفريات: بإسناده عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام ، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : من مشى على الأرض اختيالا لعنته الأرض من تحته ».

[١٣٤٣١] ٢ - وبهذا الاسناد: عن علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، قال: « بينما رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يمشي وأنا معه، إذا جماعة، فقال: ما هذه الجماعة؟ فقالوا: مجنون يخنق(١) ، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : هذا المبتلى، ولكن المجنون الذي يخطو بيديه، ويتبختر في مشيه، ويحرك منكبيه في موكبه، يتمنى على الله جنته، وهو مقيم على معصيته ».

[١٣٤٣٢] ٣ - الحسين بن سعيد الأهوازي في كتاب الزهد: عن عبد الله بن سنان، عن علي بن شجرة، عن عمه بشير، عن أبي جعفر

__________________

١٧ - لب اللباب: مخطوط.

الباب ٥٩

١ - الجعفريات ص ١٦٤.

٢ - الجعفريات ص ١٧٢.

(١) في المصدر: يحيق.

٣ - الزهد ص ٥٦ ح ١٤٩.

٣١

عليه‌السلام ، قال: « مر النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله بسوداء تلتقط سرقينا أو بعرا، فقال المسلمون: الطريق، رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقالت السوداء: الطريق واسع، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : دعوها فإنها لجبارة ».

[١٣٤٣٣] ٤ - وعن النضر بن سويد، عن ابن سنان، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : لا أحب الشيخ الجاهل، ولا الغني الظلوم، ولا الفقير المختال ».

[١٣٤٣٤] ٥ - الشيخ الطوسي في أماليه: عن الأصبغ بن نباتة، عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، قال في بعض خطبه: « إن الخيلاء من التجبر، والنخوة من التكبر، [ و ](١) إن الشيطان عدو حاضر، يعدكم الباطل ».

[١٣٤٣٥] ٦ - وبالاسناد المتقدم، عن أبي ذر قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « يا أبا ذر، من جر ثوبه خيلاء، لم ينظر الله عز وجل إليه يوم القيامة ».

[١٣٤٣٦] ٧ - نهج البلاغة: في عهد أمير المؤمنينعليه‌السلام إلى الأشتررحمه‌الله : « وإياك ومساماته تعالى في عظمته، والتشبه به في جبروته، فإن الله يذل كل جبار، ويهين كل مختال فخور(١) ».

[١٣٤٣٧] ٨ - أبو علي في أماليه: عن أبيه، عن المفيد، عن الحسين بن محمد التمار، عن محمد بن الحسين، عن أبي نعيم، عن صالح بن عبد الله، عن

__________________

٤ - الزهد ص ٥٨ ح ١٥٤.

٥ - أمالي الطوسي ج ١ ص ١٠، وعنه في البحار ج ٧٧ ص ٣٩٦.

(١) أثبتناه من المصدر.

٦ - المالي الطوسي ج ٢ ص ١٥٢.

٧ - نهج البلاغة ج ٣ ص ٩٥.

(١) ليس في المصدر.

٨ - أمالي الطوسي ج ١ ص ٩، وعنه في البحار ج ٧٧ ص ٣٩٦.

٣٢

هشام بن أبي مخنف، عن الأعمش، عن أبي إسحاق السبيعي، عن الأصبغ بن نباتة قال: إن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، خطب ذات يوم فحمد الله وأثنى عليه، وصلى على النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وقال: « أيها الناس اسمعوا مقالتي وعوا كلامي، إن الخيلاء من التجبر، والنخوة من التكبر، والشيطان عدو حاضر، يعدكم الباطل » الخبر.

[١٣٤٣٨] ٩ - القطب الراوندي في لب اللباب: عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: « من جر ثوبه من الخيلاء، لم ينظر الله إليه يوم القيامة ».

ورواه في العوالي: عنه، مثله(١) .

[١٣٤٣٩] ١٠ - وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: « إن الأرض لتشكو من فقير مختال، وصاحب صلف(١) متكبر، وملك جبار ».

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : « يا عجبا كل العجب للمختال الفخور، خلق من نطفة ثم يعود جيفة، وهو بين ذلك لا يدري ما يفعل به ».

[١٣٤٤٠] ١١ - عوالي اللآلي: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: « لن يدخل الجنة من في قلبه مثقال ذرة من الكبر، فقالوا: يا رسول الله، إن أحدنا يحب أن يكون ثوبه حسنا وفعله(١) حسنا، فقال: إن الله جميل يحب الجمال، ولكن الكبر بطر الحق وغمض(٢) الناس ».

__________________

٩ - لب اللباب: مخطوط.

(١) عوالي اللآلي ج ١ ص ١٣٧ ح ٤٠.

١٠ - لب اللباب: مخطوط.

(١) الصلف: أن يجاوز الانسان قدره في الادعاء تكبرا وتباهيا ( لسان العرب ج ٩ ص ١٩٦ ).

١١ - عوالي اللآلي ج ١ ص ٤٣٦ ح ١٥٠.

(١) في المصدر: نعله.

(٢) غمض الناس: احتقارهم والاستهانة بهم ( لسان العرب ج ٧ ص ١٩٩ ).

٣٣

٦٠ -( باب حد التكبر والتجبر المحرمين)

[١٣٤٤١] ١ - الشيخ الطوسي في أماليه: بالاسناد المتقدم، عن أبي ذر قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « يا أبا ذر، من مات وفي قلبه مثقال ذرة من كبر، لم يجد رائحة الجنة إلا أن يتوب قبل ذلك، فقال رجل: يا رسول الله إني ليعجبني الجمال، حتى وددت أن علاقة سوطي وقبال نعلي حسن، فهل يرهب على ذلك؟ قال: كيف تجد قلبك؟ قال: أجده عارفا للحق مطمئنا إليه، قال: ليس ذلك بالكبر، ولكن الكبر أن تترك الحق وتتجاوزه إلى غيره، ( وتنظر إلى الناس )(١) ولا ترى أن أحدا عرضه كعرضك ولا دمه كدمك ».

[١٣٤٤٢] ٢ - جعفر بن أحمد القمي في كتاب المانعات: عن كويت قال: سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، يقول: « لا يدخل الجنة شئ من الكبر، فقال قائل: يا نبي الله، إني لأحب أن أتجمل بخلان(١) سوطي وشسع نعلي، فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : أنى ذلك، وليس من الكبر، إن الله يحب الجمال، إنما الكبر من سفه الحق وغمض الناس بعينه ».

[١٣٤٤٣] ٣ - وعن جابر قال: قال لنا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « ألا أخبركم بشئ أمر به نوحعليه‌السلام ابنه إلى أن قال قال: يا بني

__________________

الباب ٦٠

١ - أمالي الطوسي ج ٢ ص ١٥١.

(١) ليس في المصدر.

٢ - المانعات ص ٦٠.

(١) كذا في الطبعة الحجرية، وفي المصدر: « بحلان » وكلاهما تصحيف، لعل صحته بخلال، والخلال: جمع خلة وهي كل جلدة منقوشة. ( لسان العرب ج ١١ ص ٢٢٠ ).

٣ - المانعات ص ٦١.

٣٤

وأنهاك عن أمرين: لا تشرك بالله فإنه من أشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة، وأنهاك عن الكبر فإن أحدا لا يدخل الجنة وفي قلبه مثقال حبة من خردل من كبر، قال معاذ بن جبل: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، أمن الكبر أن يكون لأحدنا دابة يركبها، والثياب يلبسها، أو الطعام يجمع عليه(١) أصحابه؟ قال: لا، ولكن من الكبر أن يسفه الحق ويغمض المؤمن ».

وروي عن جابر مثله، وزاد في حديثه: « ألا أنبئكم بخمس من كن فيه فليس بمتكبر: اعتقال الشاة(٢) ، ولبس الصوف، ومجالسة الفقراء، وأن يركب الحمار، وأن يأكل الرجل مع عياله ».

[١٣٤٤٤] ٤ - كتاب جعفر بن محمد بن شريح: عن عبد الله بن طلحة، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: « قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لا يدخل الجنة أحد فيه مثقال حبة من خردل من كبر، ولا يدخل النار عبد فيه مثقال حبة خردل من إيمان، فقلت له: جعلت فداك، فوالله إن الرجل منا يلبس الثوب الجديد، أو يركب الدابة، فيكاد أن يدخله، قال: ليس ذلك بذلك، إنما الكبر من تكبر عن ولايتنا، وأنكر معرفتنا(١) ، فمن كان فيه مثقال حبة من خردل من ذلك، لم يدخله الجنة، ومن أقر بمعرفة نبينا وأقر بحقنا، لم يدخله النار ».

[١٣٤٤٥] ٥ - القطب الراوندي في لب اللباب: جاء رجل إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال: يا رسول الله، إني أحب أن يكون رأسي دهينا، وبزتي

__________________

(١) في المصدر: عليها.

(٢) اعتقل شاته: وضع رجلها بين ساقه وفخذه فحلبها ( لسان العرب ج ١١ ص ٤٦٢ ).

٤ - كتاب جعفر بن محمد بن شريح الحضرمي ص ٧٥.

(١) في المصدر: معرفة أئمتنا.

٥ - لب اللباب: مخطوط.

٣٥

غسيلا، ونعلي جديدا، فهل يكون ذلك كبرا؟ قال: « لا، الكبر أن تسفه الحق، وتغمض الناس بعينك ».

٦١ -( باب تحريم حب الدنيا المحرمة)

[١٣٤٤٦] ١ - الديلمي في إرشاد القلوب: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، في خبر المعراج قال: « قال الله تبارك وتعالى: يا أحمد، لو صلى العبد صلاة أهل السماء والأرض، ويصوم صيام أهل السماء والأرض، ويطوي عن الطعام مثل الملائكة، ولبس لباس العابدين(١) ، ثم أرى في قلبه من حب الدنيا ذرة، أو سمعتها أو رئاستها أو صيتها أو زينتها(٢) ، لا يجاورني في داري، ولأنزعن من قلبه محبتي، ( ولأظلمن قلبه حتى ينساني، ولا أذيقه حلاوة محبتي )(٣) ».

[١٣٤٤٧] ٢ - جعفر بن أحمد القمي في كتاب الغايات: عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « ما من عمل أفضل عند الله بعد معرفة الله، ومعرفة رسوله، وأهل بيته، من بغض الدنيا ».

[١٣٤٤٨] ٣ - القطب الراوندي بإسناده إلى الصدوق، عن محمد بن موسى بن المتوكل، عن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أحمد بن محمد، [ عن رجل ](١) ( عن عبد الله بن أبي يعفور )(٢) ، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: « كان فيما ناجى الله تعالى به موسى: لا تركن إلى الدنيا ركون

__________________

الباب ٦١

١ - إرشاد القلوب ص ٢٠٦.

(١) في المصدر: العاري.

(٢) في المصدر: أو حليتها.

(٣) في المصدر: وعليك سلامي ومحبتي.

٢ - الغايات ص ٧١.

٣ - قصص الأنبياء ص ١٥٩، وعنه في البحار ج ١٣ ص ٣٥٣ ح ٥١.

(١) أثبتناه من المصدر والبحار.

(٢) في المصدر: عن أبي يعقوب.

٣٦

الظالمين، وركون من اتخذها أما وأبا، يا موسى لو وكلتك إلى نفسك تنظرها(٣) لغلب عليك حب الدنيا وزهرتها إلى أن قال واعلم أن كل فتنة بذرها حب الدنيا » الخبر.

[١٣٤٤٩] ٤ - الشيخ المفيد في الإختصاص: قال الصادقعليه‌السلام : « من ازداد في الله علما، وازداد للدنيا حبا، ازداد من الله بعدا، وازداد الله عليه غضبا ».

[١٣٤٥٠] ٥ - مصباح الشريعة: قال الصادقعليه‌السلام : « الدنيا بمنزلة صورة: رأسها الكبر، وعينها الحرص، وأذنها الطمع، ولسانها الرياء، ويدها الشهوة، ورجلها العجب، وقلبها الغفلة، وكونها الفناء، وحاصلها الزوال، فمن أحبها أورثته الكبر، ومن استحسنها أورثته الحرص، ومن طلبها ( أوردته إلى )(١) الطمع، ومن مدحها ألبسته الرياء، ومن أرادها مكنته من العجب، ومن اطمأن(٢) إليها أولته(٣) الغفلة، ومن أعجبه متاعها أفنته(٤) ، ون جمعها وبخل بها ردته(٥) إلى مستقرها وهي النار ».

[١٣٤٥١] ٦ - نهج البلاغة: قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : « إن الدنيا والآخرة عدوان متقابلان(١) وسبيلان مختلفان، فمن أحب الدنيا وتولاها أبغض الآخرة وعاداها، وهما بمنزلة المشرق والمغرب وماش بينهما، كلما قرب

__________________

(٣) في المصدر: تنظر لها.

٤ - الاختصاص ص ٢٤٣.

٥ - مصباح الشريعة ص ١٩٦.

(١) في المصدر: أورثته.

(٢) في نسخة: « ركن ».

(٣) في المصدر: أركبته.

(٤) في المصدر: فتنته ولا تبقى له.

(٥) وفيه: أوردته.

٦ - نهج البلاغة ج ٣ ص ١٧٣ ح ١٠٣.

(١) في المصدر: متفاوتان.

٣٧

من واحد بعد من الآخر، وهما ضرتان ».

وقالعليه‌السلام : « من لهج قلبه بحب الدنيا، التاط منها بثلاث: هم لا يغبه، وحرص لا يتركه، وأمل لا يدركه ».

[١٣٤٥٢] ٧ - الحسن بن علي بن شعبة في تحف العقول: عن هشام بن الحكم، عن الكاظمعليه‌السلام ، أنه قال: « يا هشام، من أحب الدنيا ذهب خوف الآخرة من قلبه، وما أوتي عبد علما فازداد للدنيا حبا، إلا ازداد من الله بعدا، وازداد الله عليه غضبا ».

[١٣٤٥٣] ٨ - الطبرسي في مكارم الأخلاق: عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « الدنيا ملعونة ملعون من فيها، ملعون من طلبها وأحبها ونصب لها، وتصديق ذلك في كتاب الله:( كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذي الجلال والاكرام ) (١) وقوله:( كل شئ هالك إلا وجهه ) (٢) ».

[١٣٤٥٤] ٩ - الصدوق في الخصال: عن أبيه، عن سعد بن عبد الله، عن يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن درست، عن رجل، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: « حب الدنيا رأس كل خطيئة ».

[١٣٤٥٥] ١٠ - الشيخ الطوسي في أماليه: عن الحسين بن إبراهيم القزويني، عن محمد بن وهبان، عن أحمد بن إبراهيم، عن الحسن بن علي الزعفراني، عن البرقي، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: « رأس كل خطيئة حب الدنيا »

__________________

٧ - تحف العقول ص ٢٩٨.

٨ - مكارم الأخلاق ص ٤٥٣.

(١) الرحمن ٥٥: ٢٦ و ٢٧.

(٢) القصص ٢٨: ٨٨.

٩ - الخصال ص ٢٥.

١٠ - أمالي الطوسي ج ٢ ص ٢٧٥.

٣٨

[١٣٤٥٦] ١١ - وبالسند المتقدم: عن أبي ذر قال: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : « يا أبا ذر، الدنيا ملعونة ملعون ما فيها، إلا من(١) ابتغى به وجه الله، وما من شئ أبغض إلى الله تعالى من الدنيا، خلقها ثم أعرض عنها، فلم ينظر إليها ولا ينظر إليها حتى تقوم الساعة، وما من شئ أحب إلى الله تعالى من الايمان به، وترك ما أمر بتركه(٢) يا أبا ذر إن الله تعالى أوحى إلى أخي عيسى: يا عيسى لا تحب الدنيا، فإني لست أحبها، وأحب الآخرة فإنما هي(٣) دار المعاد ».

[١٣٤٥٧] ١٢ - ثقة الاسلام، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه [ وعلي بن محمد ](١) ، عن القاسم بن محمد، عن سليمان بن داود المنقري، عن حفص بن غياث، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام ، أنه قال في حديث: « والله ما أحب الله من أحب الدنيا » الخبر.

[١٣٤٥٨] ١٣ - القطب الراوندي في لب اللباب: قال: قال عيسى بن مريم: قسوة القلوب من جفوة العيون، وجفوة العيون من كثرة الذنوب، وكثرة الذنوب من حب الدنيا، وحب الدنيا رأس كل خطيئة.

وأوحى الله تعالى إلى داودعليه‌السلام : إن كنت تحبني فاخرج حب الدنيا من قلبك، فإن حبي وحبها لا يجتمعان في قلب.

[١٣٤٥٩] ١٤ - وروي: أن سليمانعليه‌السلام لقي إبليس إلى أن قال

__________________

١١ - أمالي الطوسي ج ٢ ص ١٤٤.

(١) في المصدر: « ما ».

(٢) في المصدر: « ان يترك ».

(٣) ليست في المصدر:

١٢ - الكافي ج ٨ ص ١٢٨ ح ٩٨.

(١) أثبتناه من المصدر وهو الأرجح ( راجع معجم رجال الحديث ج ١ ص ٣٣٧ ).

١٣ - لب اللباب: مخطوط.

١٤ - لب اللباب: مخطوط.

٣٩

قال: فما أنت صانع بأمة محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله ؟ قال: أرضى منهم بالمحقرات، لأنهم يطيعونني بالشرك، فاحبب إليهم الدنيا حتى تكون أحب إليهم من الله ورسوله.

[١٣٤٦٠] ١٥ - وعن الصادقعليه‌السلام ، في قوله تعالى:( إلا من أتى الله بقلب سليم ) (١) قال: « هو القلب الذي سلم من حب الدنيا ».

وقال « حب الدنيا يعمي ويصم ».

[١٣٤٦١] ١٦ - دعائم الاسلام: عنهمعليه‌السلام ، عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « من أحب الدنيا ذهب خوف الآخرة من قلبه، وما آتى الله عبدا علما فازداد للدنيا حبا إلا ازداد الله عليه غضبا ».

[١٣٤٦٢] ١٧ - عوالي اللآلي: بإسناده، عن أبي العباس بن فهد: قال حدثني السيد السعيد بهاء الدين علي بن عبد الحميد قال: روى لي الخطيب الواعظ الأستاذ الشاعر يحيى بن النخل الكوفي الزيدي مذهبا، عن صالح بن عبد الله اليمني كان قدم الكوفة قال يحيى: ورأيته بها سنة أربع وثلاثين وسبعمائة، عن أبيه عبد الله اليمني، وأنه كان من المعمرين، وأدرك سلمان الفارسي، وأنه روى عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنه قال: « حب الدنيا رأس كل خطيئة، ورأس العبادة حسن الظن بالله ».

[١٣٤٦٣] ١٨ - الآمدي في الغرر: عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، أنه قال: « أعظم الخطايا حب الدنيا ».

وقالعليه‌السلام : « إن كنتم تحبون الله، فاخرجوا من قلوبكم

__________________

١٥ - لب اللباب: مخطوط.

(١) الشعراء ٢٦: ٨٩.

١٦ - دعائم الاسلام ج ١ ص ٨٢.

١٧ - عوالي اللآلي ج ١ ص ٢٧ ح ٩.

١٨ - الغرر ج ١ ص ١٨٣ ح ١٧٣.

٤٠

عاماً كان ينقله فيها من حبس لحبس)(١) حتى لفظ آخر أنفاسه مسموما وهو في الحبس.

هذه الأحداث المؤسفة حركت سحابة قاتمة من الحزن داخل نفس الإمام الرضاعليه‌السلام . ومما يعظم الخطب أنه كان مغلوبا على أمره ليس له القدرة على الثأر أو الانتقام ممن عكروا صفو حياته، لقد (كتب له أن يعيش مأساة أبيه من بدايتها وحتى نهايتها، دون أن يملك القدرة على التخفيف من حدتها، حيث لاسبيل له إلى ذلك، وربما كان ينتظر المصير نفسه من عصابة الحكم)(٢) . كان يستشعر الخطر المحدق به، فقد كانت السلطة الحاكمة تضرب طوقا حديديا حوله، ترصد ردود فعله على اعتقال أبيه، فوجد أن الطريق الأسلم هو الاحتكام إلى السلم، منصرفا إلى نشر العلم والمعرفة.

المبحث الثالث: نسله الشريف

هناك اختلاف في كتب الأنساب والتراجم في عدد أولاده، وتحديد أسمائهم، ففي (عمدة الطالب) و (تهذيب الأنساب) نجد أن العقب من علي الرضا بن موسى الكاظمعليهما‌السلام في رجل واحد هو أبو جعفر محمد بن علي(٣) ، بينما نجد صاحب (المجدي في أنساب الطالبيين) يحصر عقبه في

__________________

(١) سيرة الأئمة الاثني عشر / هاشم معروف الحسني، القسم الثاني: ٣٤٢ - ٣٤٣.

(٢) الإمام الرضاعليه‌السلام / محمد جواد فضل اللّه، تاريخ ودراسة: ١٠.

(٣) اُنظر: عمدة الطالب / ابن عَنَبَة، وتهذيب الأنساب / العبيدي: ١٤٨.

٤١

ثلاثة، هم: موسى ومحمد وفاطمة - ويضيف: أما محمد هو أبو جعفر الثاني إمام الشيعة الاثني عشرية، لقبه التقيعليه‌السلام مات أبوه وله أربع سنين(١) . وفي كتاب (لباب الأنساب) أن للرضا ولدا اسمه علي بن علي الرضا(٢) .

ويذهب صاحب (الصواعق المحرقة) إلى أن الرضاعليه‌السلام : توفي عن خمسة ذكور وبنت، أجلُّهم محمد الجواد لكنه لم تطل حياته(٣) . ويذهب الصفدي والذهبي إلى هذا الرأي، ويسرد الصفدي وابن الصباغ أسماءهم، وهم: محمد، الحسن، جعفر، ابراهيم، الحسين، عائشة(٤) .

وعن (العُدد القوية): كان له ولدان محمد وموسى لم يترك غيرهما(٥) .

وقال الشيخ المفيد: مضى الرضاعليه‌السلام ولم يترك ولدا نعلمه إلاّ ابنه الإمام بعده أبا جعفر محمد بن عليعليهما‌السلام (٦) .

والذي يترجح في النظر ما ذكره المفيد، وبه جزم ابن شهرآشوب(٧) ، والطبرسي(٨) ، وأبو جعفر محمد بن جرير الطبري(٩) فالمعلوم لدينا من ابنائه هو الإمام محمد الجواد، واما غيره فلم يثبت، ويؤيد هذا الرأي

__________________

(١) المجدي في أنساب الطالبيين / علي بن محمد العلوي: ١٢٨.

(٢) لباب الأنساب والألقاب والأعقاب / ابن فندق ٢: ٤٤١.

(٣) الصواعق المحرقة / الهيتمي: ٣١١.

(٤) الوافي بالوفيات / الصفدي ٢٢: ٢٤٨، ترجمة رقم (١٨). سير أعلام النبلاء ٩: ٣٩٣، الترجمة ١٢٥، وأيضا: الفصول المهمة: ٢٦٠.

(٥) في رحاب أئمة أهل البيتعليهم‌السلام / السيد محسن الأمين ٤: ٢٦٤.

(٦) الإرشاد ٢: ٢٧١.

(٧) المناقب ٤: ٣٩٧.

(٨) اعلام الورى ٢: ٨٦.

(٩) دلائل الإمامة: ٣٥٩.

٤٢

الرواية الواردة عن حنان بن سدير، قال: قلت لأبي الحسن الرضاعليه‌السلام : أيكون إمام ليس له عقب؟ فقال أبو الحسن: « اما أنه لا يولد لي إلاّ واحد، ولكن اللّه منشى ء منه ذرية كثيرة ». قال أبو خداش: سمعت هذا الحديث منذ ثلاثين سنة(١) .

واللّه أعلم بواقع الأمر.

* * *

__________________

(١) كشف الغمة ٣: ٩٥.

٤٣

الفصل الثالث

الإمام الرضاعليه‌السلام  بعد تول-يه الإمامة

تعتقد مدرسة أهل البيتعليهم‌السلام أن الإمامة أمرٌ الهي وجعلٌ رباني لا رأي لأحد فيها من الأمة. وبأن الإمام يجب أن يكون منصوصا عليه من قبل النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . إذ الإمامةهي امتداد للنبوة، والدليل الذي يوجب إرسال الرسل وبعث الأنبياء هو نفسه أيضا يوجب نصب الإمام. وهي أيضاً لطف من اللّه كالنبوة فلابد من أن يكون في كل عصر إمام هادٍ يخلف النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في وظائفه في هداية البشر.

ولو تعمقنا في النظر قليلاً لوجدنا أن فكرة النص تقوم على دليلين:

الأول: عقلي: ويستدل به على استحالة أن يترك الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الأمة فوضى من بعده، وهو الحريص عليها، وقد بيّن لها صغائر الأمور، فكيف يترك مسألة الإمامة أو القيادة دون تعيين؟!. علما بأن الخليفة الأول والثاني قد عينا أشخاصا قبيل وفاتهم لأمر الخلافة.

الثاني: شرعي: حيث استُدلّ بالكثير من الآيات والروايات على ثبوت الإمامة في أمير المؤمنين عليعليه‌السلام وأحد عشر من ولده من بعده.

وعرض جميع الادلة العقلية والنقلية على إمامة أهل البيتعليهم‌السلام بحث طويل وعريض لامجال هنا لاستقصائه، ومن شاء فليراجع كتاب (الشافي

٤٤

في الإمامة) للسيد المرتضىقدس‌سره ، إذ يعد هذا الكتاب بشهادة أعلام الطائفة فريداً في بابه، بل هو كما يقول الشيخ محمد جواد مغنية في تقريظه: إنه صورة صادقة لمعارف المرتضى ومقدرته، أو لمعارف علماء الإمامية وعلومهم في زمنه - على الأصح - عالج المرتضى مسألة الإمامة من جميع جهاتها كمبدأ ديني واجتماعي وسياسي، وأثبت بدليل العقل والنقل الصحيح أنها ضرورة دينية واجتماعية، وأن علياًعليه‌السلام هو الخليفة الحق المنصوص عليه بعد الرسول، وأنه من عارض وعاند فقد عارض الحق والصالح العام. ذكر الشريف جميع الشبهات التي قيلت أو يمكن أن تُقال حول الإمامة وأبطلها بمنطق العقل والحجج الدامغة(١) .

لقد شغل موضوع الإمامة حيزا كبيرا من فكر أئمة أهل البيتعليهم‌السلام لكونها حجر الزاوية في الفكر الإسلامي عامة والشيعي على وجه الخصوص، إضافة إلى كثرة اختلاف الناس حولها، وحاجتهم الماسة إلى القول الفصل فيها، بغية الخروج من مرحلة الحيرة والتساؤل.

وقد حظيت هذه المسألة بأهمية استثنائية عند إمامنا الرضاعليه‌السلام فأجاب عن الاشكالات والشبهات المطروحة إجابةً شافيةً ووافية، نجدها في الرواية التالية: عن القاسم بن مسلم، عن أخيه عبد العزيز بن مسلم، كنا في أيام علي بن موسى الرضاعليه‌السلام بمرو، فاجتمعنا في مسجد جامعها في يوم الجمعة في بدء مقدمنا، فأدار الناس أمر الإمامة وذكروا كثرة اختلاف الناس فيها فدخلت على سيدي ومولاي الرضاعليه‌السلام ، فأعلمته ما خاض الناس فيه، فتبسمعليه‌السلام ثم قال: « يا عبد العزيز، جهل القوم وخدعوا عن

__________________

(١) مقدمة تحقيق كتاب الشافي ١: ١٩ - ٢٠.

٤٥

أديانهم، ان اللّه تبارك وتعالى لم يقبض نبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حتى أكمل له الدين وأنزل عليه القرآن فيه تفصيل كل شيء بيّن فيه الحلال والحرام والحدود والأحكام وجميع ما يحتاج إليه كملاً فقال عزّوجلّ:( مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ ) (١) وأنزل في حجة الوداع وفي آخر عمرهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الاْءِسْلاَمَ دِيناً ) (٢) وأمر الإمامة في تمام الدين، ولم يمضصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حتى بيّن لأمته معالم دينهم، وأوضح لهم سبيلهم وتركهم على قصد الحق وأقام لهم علياعليه‌السلام علما وإماما، وما ترك شيئا تحتاج إليه الأمة إلاّ بينه، فمن زعم أن اللّه عز وجل لم يكمل دينه، فقد ردّ كتاب اللّه عزّوجلّ، ومن ردّ كتاب اللّه تعالى فهو كافر، هل يعرفون قدر الإمامة ومحلها من الأمة فيجوز فيها اختيارهم؟ ان الإمامة أجلّ قدرا وأعظم شأنا وأعلى مكانا وأمنع جانبا وأبعد غورا من أن يبلغها الناس بعقولهم، أو ينالونها بآرائهم أو يقيموا إماما باختيارهم - إلى أن يقول - فقلّدها علياعليه‌السلام بأمر اللّه عزّوجلّ على رسم ما فرضها اللّه عزّوجلّ، فصارت في ذريته الأصفياء الذين أتاهم اللّه العلم والإيمان بقوله عز وجل:( وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالاْءِيمَانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ اللّه إِلَى يَوْمِ الْبَعْثِ ) (٣) فهي في ولد عليعليه‌السلام خاصة إلى يوم القيامة - إلى أن قال - ان الإمامة هي منزلة الأنبياء وإرث الاوصياء، ان الإمامة خلافة اللّه عز وجل وخلافة الرسول ومقام أمير المؤمنين وميراث الحسن والحسينعليهما‌السلام ، ان الإمامة زمام الدين ونظام

__________________

(١) سورة الأنعام: ٦ / ٣٨.

(٢) سورة المائدة: ٥ / ٣.

(٣) سورة الروم: ٣٠ / ٥٦.

٤٦

المسلمين وصلاح الدنيا وعز المؤمنين، ان الإمامة أُسّ الإسلام النامي وفرعه السامي ».

ثمّ يورد تشبيهات بليغة وبديعة، فيقول: « الإمام كالشمس الطالعة للعالم وهي بالافق بحيث لاتنالها الأيدي والابصار، الإمام البدر المنير، والسراج الزاهر، والنور الساطع، والنجم الهادي في غياهب الدجى والبيد القفار ولجج البحار، الإمام الماء العذب على الظمأ، والدال على الهدى والمنجي من الردى ».

ثمّ يضيف قائلاً: « فمن ذا الذي يبلغ معرفة الإمام ويمكنه اختياره؟ هيهات هيهات ..فكيف لهم باختيار الإمام؟! والإمام عالم لا يجهل، وراع لا ينكل، معدن القدس والطهارة والنسك والزهادة والعلم والعبادة، مخصوص بدعوة الرسول وهو نسل المطهرة البتول، لا مغمز فيه في نسب، ولايدانيه ذو حسب، فالنسب من قريش والذروة من هاشم، والعترة من آل الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم »(١) .

لقد حاول الإمام الرضاعليه‌السلام أن يعيد الوعي الإسلامي الصحيح بشأن الإمامة سيّما بعد تفريط القسم الأعظم من الأمة بها، بحيث أنهعليه‌السلام لم يترك فرصة إلاّ واستغلها في بيان ضرورتها وأدلتها وكشف أبعادها، والطريق اللاحب في انعقادها، ولعلّ أوضح مثل على ذلك، ما جاء عن الحسن بن جهم، قال: حضرت مجلس المأمون يوما وعنده علي بن موسى الرضاعليه‌السلام وقد اجتمع الفقهاء وأهل الكلام من الفرق المختلفة فسأله بعضهم، فقال له: يا ابن رسول اللّه بأي شيء تصح الإمامة لمدعيها؟ قال: « بالنص والدليل »،

__________________

(١) عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ١: ١٩٥، ح ١، باب (٢٠).

٤٧

قال له: فدلالة الإمام فيما هي؟ قال: « في العلم واستجابة الدعوة »(١) .

ومن الواضح أن الإمام الرضاعليه‌السلام قد تصدّى للإمامة علناً، وقال بإمامة نفسه وأذعنت له قاعدته، وشهد بذلك خصمه. الأمر الذي يستوجب استجلاء هذه الأمور في ثلاثة مباحث، وهي:

المبحث الأول: النص على الإمام الرضاعليه‌السلام بالإمامة

أولاً: من النصوص الدالة على إمامتهعليه‌السلام :

هناك روايات عديدة من طرق الشيعة الإمامية تؤكد على سلسلة أسماء السلالة الطاهرة للأئمةعليهم‌السلام واحدا بعد الآخر، ويأتي ذكر الإمام الرضاعليه‌السلام في الترتيب الثامن: أخرج الشيخ الصدوق بسند صحيح عن الثقة عبد اللّه بن جندب عن موسى بن جعفرعليه‌السلام ما ينبغي أن يقال في سجدة الشكر وهذا نصّه: « اللهمّ إني أُشهدك وأُشهد ملائكتك وأنبياءك ورسلك وجميع خلقك أنك أنت اللّه ربّي والإسلام سلام ديني ومحمداً نبيي وعلياً والحسن والحسين وعلي بن الحسين ومحمد بن علي وجعفر بن محمّد وموسى بن جعفر وعلي بن موسى ومحمّد بن علي وعلي بن محمد والحسن بن علي والحجّة بن الحسن بن علي أئمتي بهم أتولى ومن أعدائهم أتبرأ »(٢) .

ويمكن الاستشهاد أيضاً بحديث اللوح المتواتر المروي من طرق

__________________

(١) عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ٢: ٢١٦، ح ١، باب (٤٦).

(٢) من لا يحضره الفقيه / الشيخ الصدوق ١: ٢١٧ باب (٤٧).

٤٨

جمّة، عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري، وكذلك عن الإمام السجاد والباقر والصادقعليهم‌السلام ، نكتفي منها برواية أبي بصير، عن أبي عبد اللّهعليه‌السلام ، قال: « قال أبيعليه‌السلام لجابر بن عبد اللّه الأنصاري: إن لي إليك حاجة، فمتى يخف عليك أن أخلو بك، فأسألك عنها؟ قال له جابر: في أي الأوقات شئت، فخلا به أبيعليه‌السلام فقال له: يا جابر أخبرني عن اللوح الذي رأيته في يد أُمي فاطمة بنت رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وما أخبرتك به أُمي أنه في ذلك اللوح مكتوب.

قال جابر: أشهد باللّه، أني دخلت على أُمك فاطمة في حياة رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لأهنئها بولادة الحسينعليه‌السلام فوجدت في يدها لوحاً أخضر ظننت أنه زُمرّد، ورأيت فيه كتاباً أبيض شبه نور الشمس، فقلت لها: بأبي أنتِ وأمي يا بنت رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ما هذا اللوح؟ فقالت: هذا اللوح أهداه اللّه عزّوجلّ إلى رسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فيه اسم أبي واسم بعلي واسم ابنَيّ وأسماء الأوصياء من ولدي، فأعطانيه أبيعليه‌السلام ليسرّني بذلك، قال جابر: فأعطتنيه أمك فاطمة، فقرأته، وانتسخته فقال أبيعليه‌السلام : فهل لك يا جابر أن تعرضه عليّ، قال نعم، فمشى معه أبيعليه‌السلام حتى انتهى إلى منزل جابر، فأخرج أبيعليه‌السلام صحيفة من رق، قال جابر: فأشهد باللّه أني هكذا رأيته في اللوح مكتوباً: بسم اللّه الرحمن الرحيم هذا كتاب من اللّه العزيز الحكيم لمحمد نوره وسفيره وحجابه ودليله نزل به الروح الأمين من عند ربّ العالمين، عظّم يا محمد أسمائي واشكر نعمائي، ولا تجحد آلائي إني لم أبعث نبياً فأكملتُ أيامه وانقضت مدّته، ألا جعلت له وصيّاً، وأني فضلتك على الأنبياء وفضلت وصيك على الأوصياء، وأكرمتك بشبليك بعده وبسبطيك

٤٩

الحسن والحسين فجعلت حسناً معدن علمي بعد انقضاء مدّة أبيه، وجعلت حسيناً خازن وحيي وأكرمته بالشهادة، وختمت له بالسعادة، فهو أفضل من استشهد، وأرفع الشهداء درجة عندي، وجعلت كلمتي التامة معه والحجّة البالغة عنده، بعترته أثيب وأعاقب: أولهم علي سيد العابدين وزين أوليائي الميامين، وابنه شبيه جدّه المحمود محمد الباقر لعلمي والمعدن لحكمي، سيهلك المرتابون في جعفر الراد عليه كالراد عليّ، حق القول مني لأكرمنّ مثوى جعفر ولاسرنّه في أشياعه وأنصاره وأوليائه، انتجبت بعده موسى وانتجبت بعده فتنة عمياء حندس لأن خيط فرضي لا ينقطع وحجتي لا تخفى وويل للمفترين الجاحدين عند انقضاء مدة عبدي موسى وحبيبي وخيرتي، إن المذكب بالثامن مكذب كل أوليائي، وعلي وليي وناصري، ومن أضع عليه أعباء النبوة وأمنحه بالاضطلاع، يقتله عفريت مستكبر، يدفن في المدينة التي بناها العبد الصالح إلى جنب شر خلقي، حقّ القول مني لاقرنَّ عينيه بمحمد ابنه وخليفته من بعده، فهو وارث علمي ومعدن حكمي وموضع سرّي وحجتي على خلقي وأختم بالسعادة لابنه علي وليي وناصري والشاهد في خلقي، وأميني على وحيي، أخرج منه الداعي إلى سبيلي والخازن لعلمي الحسن، ثم أكمل ذلك بابنه رحمةً للعالمين، عليه كمال موسى وبهاء عيسى وصبر أيوب أُولئك أوليائي حقاً بهم أدفع كل فتنة عمياء حندس أُولئك عليهم صلوات من ربّهم ورحمة وأولئك هم المهتدون » قال عبد الرحمن بن سالم: قال أبو بصير: لو لم تسمع في دهرك إلاّ هذا الحديث لكفاك، فصنه إلاّ عن أهله»(١) .

__________________

(١) عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ١: ٤٨، ح ٢ باب (٦).

٥٠

ثانياً: أساليب الإمام الكاظمعليه‌السلام في النصّ على إمامة ولده الرضاعليه‌السلام

مرّت الشيعة بعد وفاة الإمام الكاظمعليه‌السلام بمنعطف خطير. فقد كانعليه‌السلام يمر بظروف خانقة كما أسلفنا، ولذلك تمسك بالتقية وكان تحركه بمنتهى السرية، ومن ثم غيبته الطويلة في السجون، كل ذلك ساعد على انقطاعه عن قاعدته الجماهيرية، وكان الإمام الكاظمعليه‌السلام يدرك المقطع الزمني الحساس والعصيب الذي ستمر به إمامة ولده الرضاعليه‌السلام ، فهناك الأجواء السياسية الملبدة بالغيوم من قبل الحكام، وهناك ذوو الاطماع من علماء السوء الذين سوف يصنعون سياجا هائلاً من التعتيم والتكتم أو التشكيك بإمامة ولده، لذلك لم يأل جهدا ولم يدّخر وسعا في التبليغ لإمامة ولده الرضاعليه‌السلام ، مرة من خلال التلميح بفضائله وكمالاته وأهليته للإمامة، ومرة أخرى من خلال التصريح بها، وتارة يتصل مع أصحابه والثقات من شيعته بصورة فردية، وتارة أخرى يجتمع مع أقربائه وأهل المدينة بصورة جماعية، وأحيانا يشير إلى إمامة ولده بصورة شفوية، وأخرى بصورة كتب أو ألواح يشرح فيها أهلية ولده لمنصب الإمامة ويضمّنها وصاياه به. وبدا لنا من خلال البحث أن الإمام الكاظمعليه‌السلام قد سار حسب خطة مرسومة للتعريف بالرضاعليه‌السلام والإشادة بمنزلته، وقد هدد وأوعد كل من يسقط تحت حوافر الاطماع أو ينساق إلى مهاوي الضياع كالواقفية.

ونحن سوف نغوص في أعماق الروايات الدالة على إمامة الرضاعليه‌السلام ، نحاول أن ندرسها ونسبر أغوارها ونصنفها حسب الغاية التي توخيتْ منها.

٥١

وقد توصلنا من خلال البحث إلى أن الإمام الكاظمعليه‌السلام قد اتبع عدة أساليب للتعريف بإمامة ولده الرضاعليه‌السلام ، هي:

أولاً: أسلوب التلميح الشفوي:

يجد الباحث في هذا الصدد عدداً من الروايات لم تصرح بإمامة الرضاعليه‌السلام ، ولكنها تلمح إلى ذلك من خلال عبارات دقيقة موحية، ويبدو أنها قيلت بظرف خاص لا يساعد على التصريح، كما سنرى في العناوين التالية:

١ - السيادة وانتحال الكنية:

نجد روايات يشيد فيها الكاظمعليه‌السلام بولده الرضاعليه‌السلام بأنه سيد ولده، أو أنه نحله كنيته، فهكذا عبارات توحي - بدون شك - ضمنا إلى استحقاقه للإمامة، لاسيما أن الكناية عند ذوي الألباب أبلغ من التصريح، ويبدو أن أصحاب الإمام الكاظمعليه‌السلام ، كهشام بن الحكم، ممن يغنيهم التلميح عن التصريح قد أدركوا جيدا ماوراء هذه العبارات من دلالات ..

عن الحسين بن نعيم الصحاف، قال: كنت أنا وهشام بن الحكم وعلي ابن يقطين ببغداد فقال علي بن يقطين: كنت عند العبد الصالح موسى بن جعفرعليه‌السلام جالسا، فدخل عليه ابنه الرضاعليه‌السلام فقال: « يا علي، هذا سيد ولدي، وقد نحلته كنيتي »، فضرب هشام براحته جبهته! ثم قال: ويحك! كيف قلت؟ فقال علي بن يقطين: سمعت واللّه منه كما قلت لك، فقال هشام: أخبرك واللّه أن الامر فيه من بعده(١) .

__________________

(١) عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ١: ٣١، ح ٣، باب (٤).

٥٢

وقد استخدم الإمام الكاظمعليه‌السلام عبارات ايحائية أخرى، منتقاة بدقة:

عن زياد بن مروان القندي، قال: دخلت على أبي ابراهيمعليه‌السلام وعنده علي ابنه، فقال لي: « يا زياد، هذا كتابه كتابي، وكلامه كلامي، ورسوله رسولي، وما قال فالقول قوله »(١) .

قال الشيخ الصدوق بعد رواية الخبر: إن زياد بن مروان القندي روى هذا الحديث ثم انكره بعد مضي موسىعليه‌السلام وقال بالوقف، وحبس ماكان عنده من مال موسى بن جعفر!

٢ - بيان منزلتهعليه‌السلام :

أولى الإمام الكاظمعليه‌السلام عناية خاصة بولده الرضاعليه‌السلام وأحاطه باهتمام ملحوظ منذ نعومة أظفاره مما جعل الانظار تتجه إليه والألسن تتحدث عنه، ومن الروايات الواردة في هذا الشأن، ما أخرجه الشيخ الصدوق: عن المفضل بن عمر، قال: دخلت على أبي الحسن موسى بن جعفرعليه‌السلام وعلي ابنه في حجره وهو يقبّله ويمصّ لسانه، ويضعه على عاتقه ويضمه اليه، ويقول: « بأبي أنت وأمي، ما أطيب ريحك وأطهر خلقك وأبين فضلك! » قلت: جعلت فداك، لقد وقع في قلبي لهذا الغلام من المودة ما لم يقع لأحد إلاّ لك. فقال لي: « يا مفضل هو مني بمنزلتي من أبيعليه‌السلام ( ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ وَاللّه سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) (٢) »(٣) .

__________________

(١) عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ١: ٣٩، ح ٢٥، باب (٤)، أعلام الورى ٢: ٤٥.

(٢) سورة آل عمران: ٣ / ٣٤.

(٣) عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ١: ٢٨٦، ح ٢٨، باب (٤).

٥٣

٣ - الوصية بدفع الحقوق لهعليه‌السلام :

وهي قرينة أخرى على إمامته، لأن الحقوق تعطى - كما هو معروف - للإمام الشرعي لكي يصرفها في مواردها. ولانريد أن نسترسل في إيراد الامثلة على ذلك، ونكتفي بعرض الروايتين التاليتين:

الرواية الأولى : عن الحسن بن علي الخزاز، قال: خرجنا إلى مكة ومعنا علي بن أبي حمزة ومعه مال ومتاع، فقلنا: ما هذا؟ قال: هذا للعبد الصالحعليه‌السلام أمرني أن أحمله إلى علي ابنهعليه‌السلام وقد أوصى اليه.

قال الشيخ الصدوق: إن علي بن أبي حمزة أنكر ذلك بعد وفاة موسى ابن جعفرعليه‌السلام وحبس المال عن الرضاعليه‌السلام (١) !

الرواية الثانية : عن داود بن زربي، قال: جئت إلى أبي ابراهيمعليه‌السلام بمال فأخذ بعضه وترك بعضه، فقلت: أصلحك اللّه، لأي شيء تركته عندي؟! فقال: « إنّ صاحب هذا الأمر يطلبه منك ».

فلمّا جاء نعيهعليه‌السلام بعث إليّ أبو الحسنعليه‌السلام فسألني ذلك المال، فدفعته إليه(٢) .

٤ - الإشارة إلى كون الإمام الرضاعليه‌السلام من الأوصياء:

وهي قرينة إيحائية قوية تضاف إلى سائر القرائن والعلامات الأخرى السابقة، يتضح لنا ذلك من متن الرواية التالية: عن نعيم القابوسي، عن

__________________

(١) عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ١: ٣٧، ح ٣٧، باب (٤).

(٢) المناقب / ابن شهرآشوب ٤: ٣٦٨، الكافي ١: ٢٥٠ / ١٣.

٥٤

أبي الحسن موسىعليه‌السلام قال: « ابني عليّ أكبر ولدي، وآثرهم عندي، وأحبهم إليّ، وهو ينظر في الجفر ولم ينظر فيه إلاّ نبيّ أو وصيّ نبيّ »(١) .

فهنا لم يصرح الإمام الكاظمعليه‌السلام علنا بإمامة ولده الرضاعليه‌السلام ولكن ذكر «الجفر» وكون النظر فيه من اختصاص النبي أو الوصي، فهذه الجملة تعطي إيماءة مهمة على إمامته، وخاصة بعد سبقها بذكر علامات أخرى، ككونه أكبر ولده وأحبهم اليه، وآثرهم عنده، وهي من صفات الإمام الذي يخلف أباه في الإمامة كما جاءت بهذا أحاديث صريحة كثيرة لا حصر لها.

ثانيا: أسلوب التصريح الشفوي

وهنا نجد الإمام الكاظمعليه‌السلام يصرح بصورة لالبس فيها بإمامة ولده، ويحدد القول الفصل حول إمامته بوضوح لا يخفى، وهذا الأسلوب تتوضح خطوطه من خلال روايات عديدة، وبعد دراستنا لها، نلاحظ:

أولا: تصريحهعليه‌السلام بإمامة ولده الرضاعليه‌السلام :

اذ نلاحظ أن الإمام الكاظمعليه‌السلام يغتنم كل مناسبة لكشف النقاب عن إمامة ولده الرضاعليه‌السلام ، ويبدو أنه كان يركز على ثقات أصحابه وشيعته، من أجل تمهيد الطريق أمام إمامة ولده، حاملاً على كتفه عب ء إيصال هذه الأمانة الإلهية الخطيرة، ومدركا في الوقت نفسه بأن هناك من تسوّل له نفسه الخروج عن وصيته بإمامة ابنه، ففي اسناد ينتهي إلى غنام بن القاسم

__________________

(١) اعلام الورى ٢: ٤٤.

٥٥

قال: قال لي منصور بن يونس بن بزرج: دخلت على أبي الحسن - يعني موسى بن جعفرعليهما‌السلام - يوما، فقال لي: « يا منصور، أما علمت ما أحدثت في يومي هذا؟ » قلت: لا، قال: « قد صيّرت عليا ابني وصيي » وأشار بيده الى الرضاعليه‌السلام « وقد نحلته كنيتي، وهو الخلف من بعدي، فادخل عليه وهنّئه بذلك، واعلم أني أمرتك بهذا » قال: فدخلت عليه فهنّئته بذلك وأعلمته أنه أمرني بذلك ثمّ جحد منصور فأخذ الأموال التي كانت في يده وكسرها!(١) .

ثانيا: جواب الإمام الكاظمعليه‌السلام على سؤال (عمن سيخلفه في الإمامة):

كان بعض الشيعة ونتيجة مباشرة لظروف التقية لم تسمع من إمامها الكاظمعليه‌السلام من يخلفه على الإمامة، ولم تطرق سمعها النصوص السابقة من آبائهعليهم‌السلام ، أو سمعت بها وأحبّت التأكد من شخص الإمام كما تحكيه بعض الروايات في هذا المقام، خصوصاً وإن حديث « من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية » قد تواتر نقله عند الإمامية وصحّت طرقه عند غيرهم، الأمر الذي يؤدي إلى السؤال من الإمام عمن سيلي الأمر بعده ؛ لأجل قطع الظن الحاصل من السماع السابق أو عدمه، باليقين الحاصل من السماع من الإمام مباشرةً، ومن هنا وجهت بعض الشخصيات أسئلة صريحة للإمام الكاظمعليه‌السلام حول من سيخلفه بعد وفاته، فأجابهم الإمام بصورة صريحة لا لبس فيها أن الإمام من بعده علي الرضاعليه‌السلام ابنه، ومن الشواهد عليه، ما جاء عن داود الرقي، قال: قلت لأبي ابراهيم

__________________

(١) عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ١: ٣٢، ح ٥، باب (٤).

٥٦

- يعني موسى الكاظمعليه‌السلام : فداك أبي، إني قد كبرت وخفت أن يحدث بي حدثٌ ولا ألقاك، فأخبرني من الإمام من بعدك؟ فقال: « ابني عليعليه‌السلام »(١) .

ونظير هذه الرواية ما أسنده الصدوق إلى نصر بن قابوس. قال: قلت لأبي ابراهيم موسى بن جعفرعليهما‌السلام : اني سألت أباكعليه‌السلام من الذي يكون بعدك؟ فأخبرني أنك أنت هو، فأخبرني من الذي يكون بعدك؟ قال: « ابني عليعليه‌السلام »(٢) .

٢ - توسيعهعليه‌السلام دائرة التصريح بإمامة ولده الرضاعليه‌السلام :

لم تقتصر دعوة الإمام الكاظمعليه‌السلام لإمامة ولده الرضاعليه‌السلام على اللقاءات والاتصالات الفردية التي تتم عادة تحت ستار كثيف من الكتمان والسرية، بل جهد في إعلان إمامته أمام الجموع أو الملأ العام، لاسيما وأنه قد أدرك أن حصرها في نطاق ضيق قد لايحقق النتيجة المرجوة، فمن المحتمل أن تكون عرضة للتشكيك أو الإنكار، وقد تعطي مبررا لتنصل أهل الأهواء وملتمسي الأعذار وأصحاب المطامع بالأموال.

من أجل ذلك أخذ الإمام الكاظمعليه‌السلام يجمع في بداية الأمر من يخصه بالقرابة القريبة من ولد علي وفاطمةعليهم‌السلام : عن حيدر بن أيوب، قال: كنّا بالمدينة في موضع يعرف بالقبا، فيه محمد بن زيد بن علي، فجاء بعد الوقت الذي كان يجيئنا فيه، فقلنا له: جعلنا اللّه فداك،

__________________

(١) عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ١: ٣٣، ح ٨، باب (٤).

(٢) عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ١: ٤٠، ح ٢٦، باب (٤).

٥٧

ما حبسك؟ قال: دعانا أبو ابراهيمعليه‌السلام اليوم سبعة عشر رجلاً من ولد علي وفاطمةعليهما‌السلام ، فأشهدنا لعلي ابنه بالوصية والوكالة في حياته وبعد موته، وأن أمره جائز عليه وله، ثم قال محمد بن زيد: واللّه يا حيدر لقد عقد له الإمامة اليوم وليقولن الشيعة به من بعده، قال: حيدر، قلت: بل يبقيه اللّه، وأي شيء هذا؟ قال: يا حيدر، إذا أوصى إليه فقد عقد له الإمامة(١) .

ومن ثم وسع نطاق الوصية إلى دائرة القرابة الأبعد كولد جعفر بن أبي طالب من الرجال والنساء، فعن عبد اللّه بن الحارث وأمه من ولد جعفر بن أبي طالب، قال: بعث إلينا أبو ابراهيمعليه‌السلام فجمعنا ثم قال: « أتدرون لم جمعتكم؟ » قلنا: لا، قال: « اشهدوا أنّ عليا ابني هذا وصيّي، والقيّم بأمري، وخليفتي من بعدي، من كان له عندي دَين فليأخذه من ابني هذا، ومن كانت له عندي عدة فليستنجزها منه، ومن لم يكن له بد من لقائي فلا يلقني إلاّ بكتابه »(٢) .

ويبدو من الرواية التالية أنه قد وسع من نطاق الدعوة لإمامة ولده الرضاعليه‌السلام ، بحيث شملت المدينة بصورة عامة، وبذلك انتقل إلى مدار جديد من أجل إشهاد أكبر عدد ممكن من الأفراد على استحقاق ابنه للإمامة، ليقطع الطريق على كل الأعذار، ويزيل جميع الشكوك التي تساور الأذهان المريضة في هذا الشأن: عن حسين بن بشير، قال: أقام لنا أبو الحسن موسى بن جعفرعليهما‌السلام ابنه علياعليه‌السلام كما أقام رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم علياعليه‌السلام يوم

__________________

(١) عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ١: ٣٧، ح ١٦، باب (١).

(٢) اعلام الورى ٢: ٤٥، الكافي ١: ٢٤٩ / ٧، عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ١: ٣٦، ح ١٤، باب (٤).

٥٨

غدير خم، فقال: « يا أهل المدينة » أو قال: « يا أهل المسجد، هذا وصيي من بعدي »(١) .

ثالثاً: أسلوب الكتابة

حشد الإمام موسى الكاظمعليه‌السلام كل الحجج والادلة على إمامة ولده الرضاعليه‌السلام من بعده، ولم يقتصر على عرضها في اللقاءات الفردية والجماعية التي تكون عادة بصورة شفوية، من خلال كلامه المباشر مع الناس أفرادا أو جماعات، حيث يختار عبارات منتقاة بعناية حسب مايسمح به الظرف السياسي السائد، اذ يشير تلميحا أو تصريحا إلى إمامة الرضاعليه‌السلام ، ويظهر أنه لم يكتف بالأسلوب الشفوي كوسيلة اعلامية سائدة بل أردفه بأسلوب تحريري، من خلال كتابة الالواح والكتب، حتى تكون الحجة أبلغ. ولايخفى بان الكلام المكتوب يكون أكثر وقعا وتأثيرا في النفوس من الكلام الشفوي الذي يكون - احيانا - عرضة للتأويل والتزوير. يتضح لنا هذا الأسلوب من خلال الروايتين التاليتين:

الرواية الأولى : عن عبد الرحمن بن الحجاج، قال: أوصى أبو الحسن موسى بن جعفرعليهما‌السلام إلى ابنه عليعليه‌السلام ، وكتب له كتابا أشهد فيه ستين رجلاً من وجوه أهل المدينة(٢) .

الرواية الثانية : عن الحسين بن المختار، قال: لما مرّ بنا أبو الحسنعليه‌السلام بالبصرة خرجت إلينا منه «ألواح» مكتوب فيها: « عهدي إلى أكبر

__________________

(١) عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ١: ٣٧، ح ١٧، باب (٤).

(٢) عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ١: ٣٧، ح ١٧، باب (٤).

٥٩

ولدي »(١) . ومعلوم أن الإمام الرضاعليه‌السلام أكبر ولد الإمام الكاظمعليه‌السلام .

أسلوب الوصية:

جارى الإمام الكاظمعليه‌السلام الاسلوب المتَّبَع عند الأئمةعليهم‌السلام في الوصية لأولادهم من بعدهم، ويبدو أن الإمام الكاظمعليه‌السلام في وصيته لولده الرضاعليه‌السلام كان يخشى عليه من حسد إخوته ومنافستهم إيّاه، أو كان يخشى عليه من السلطات الحاكمة التي ترصد بدقة من يخلفه في أمره، لذلك كانت وصيته له اتخذت أسلوبين:

الأسلوب العام:

عندما أوصى لولده الرضاعليه‌السلام في الظاهر، ولأجل التمويه أشرك معه بنيه، حتى لا يتحسّسوا منه، ولا تكشف السلطة من يخلفه.

الأسلوب الخاص:

فقد أوصى الإمام الكاظمعليه‌السلام للرضاعليه‌السلام خاصة، وأفرده بالوصية وحده، يظهر كل من الشكلين في الرواية التالية ذات الدلالة:

عن يزيد بن سليط قال: لقيت أبا ابراهيمعليه‌السلام ونحن نريد العمرة في بعض الطريق ...قال: « أخبرك يا أبا عمارة، اني خرجت من منزلي فأوصيت إلى ابني فلان وأشركت معه بنيّ في الظاهر، وأوصيته في الباطن، وأفردته وحده، ولو كان الأمر إليّ لجعلته في القاسم لحبّي إيّاه ورأفتي عليه، ولكن ذاك إلى اللّه يجعله حيث يشاء ».

عند التمعّن في هذه الرواية نكتشف أن السبب في انتخاب الإمام

__________________

(١) عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ١: ٣٩، ح ٢٤، باب (٤)، وفي اعلام الورى ٢: ٤٦، الفصل الثاني: أن الالواح خرجت وهو في الحبس.

٦٠

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447